القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » كتابات المستبصرين » القضاء المنظر -2-

القضاء المنظر -2-

القسم: كتابات المستبصرين | 2009/08/24 - 02:19 AM | المشاهدات: 3787

القضاء المنظر -2-

هل ينظرون إلا تأويله وهو قيام قائم آل محمد بعلمه الدني المهلك للظالمين :
يقول تعالى(هل ينظرون إلا تأويله ـالأعراف 53) وبذلك التأويل تنزل ملائكة العذاب بقدرة الله تعالى لدمار كفار وظالمى المسلمين من آل بيت النبى المستضعفين مع إمام آخر الزمان المجهول كما سنبين .
يقول عز وجل (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتى تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذى كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون ـ الأعراف 53) وهنا لبد لنا من وقفة مع كلمة (تأويله ) لنعلم ما هو سبب الهلاك والذى أجمل فى هذه الكلمة الرهيبة والتى بها يكون هلاك الظالمين يقول تعالى فى بيان معنى كلمة تأويل أنها رد الأمر إلى الله تعالى فقال عزوجل (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرُ وأحسن تأويلاً ـ النساء) وهنا بينت الآية أن أحسن التآويل هو رد الأمر إلى الله ورسوله فى حالة التنازع كما أن لفظ أحسن بين أن المقصود منه القرآن فى مواضع أخرى منها قوله تعالى(وأتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ـ الزمر) وقوله تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتابًا متشابهاً ـ الزمر23) فيكون على ذلك أحسن التأويلات هو رد الأمر إلى الله وهو القرآن أحسن الحديث وأحسن ماأنزل إلينا من ربنا .
فابيان الآية بقرينة لها تبينها وتوضح مجملها ومفصله وعامها وخاصها وناسخها ومنسوخها هو بيان الله لهذه الآيات وليس غيره فإن لم نجد ففى سنة آل البيت المطهرة الذين هم اولوا الأمر للمسلمين وهنا يكون القائم قد نزه القرآن من أن يجعل بشراً حاكماً على كتاب الله ولو فى آية واحدة وهذا هو التأويل الأحسن وما هو الا شيىء بعيد غوره لايفهم معناه الباطن الا رجل مسه الطهر من آبائه وأجداده حيث " أنه لايمسه إلا المطهرون" أى لايدرك غور معانيه إل المطهرون الذين قال تعالى فيهم (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران ) ومن المنطقى وآل محمدعلى العالمين ) فهم المصطفين الأخيار لهذه المهمة لاغيرهم فلا يلهم التأويل الصواب الا هؤلاء وقائمهم عليهم السلام .
وعن غور معناه وإلهام فهمه من الله تعالى يقول عزوجل عن الخضر عليه السلام (وآتيناه من لدنا علماً ـ الكهف) وبهذا العلم قتل الصبى وهدم السور ثم بناه وخرق السفينة ولم يدر نبي الله موسى عليه السلام ما هذا الذى دفعه لفعل هذه الأفاعيل حتى قال له (سأنبئك بتأويل مالم تستطع عليه صبراً ـالكهف78) وعندما شرح له الأسباب وهى فساد الطفل الذى سيرهق والديه والكنز والملك المغتصب للسفن قال له(ذلك تأويل مالم تستطع غليه صبراً ـ الكهف82) ومن المؤكد أن الخضر عليه السلام جعله يرى المكتوب فى اللوح أو حقيقة ما كانوا سيفعلونه الولد الظالم والأبوين الصالحين والملك المغتصب كما بينا سالفاً .
إن الرسل يرون كل المغيبات بأعينهم . وعلى ذلك يكون معنى " هل ينظرون إلا تأويله " أى تأويل تنزل الملائكة ويأتى وعدٍالله عزوجل .
وأما تأولات غير الذين اصطفاهم الله تعالى فهى إما :
أ) تأويل خاطىء متعمد إبتغاء هوى حكام كل عصر وكلاهما فى النار .
ب)تأويل خاطئ متعمد إبتغاء هوى حكام كل عصر .وكلاهما في النار والصنف الثالث وهو :
ج) تأويل أتباع مدرسة آل بيت النبى الذين إتبعوا الله ورسوله ونفذوا وصية

وعلى ذلك سيكون القائم لديه علم تعبير الرؤيا وتأويل النصوص ويلهمها منامياً من الله تبارك وتعالى بعلم لدني فيه مراد الله تعالىمن كل نص فيصطنعه صار لنفسه تعالى وعلى عينه عزوجل .
كما يوجد تأويل الأحاديث الذي قال تعالى فيه تعالى(وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب ـ يوسف6) وبعد هذا العلم بالأحاديث التى هى السنن الربانية فى هلاك الأمم السالفة وذلك لأن لفظ أحاديث ورد فى قوله تعالى (فأتبعنا بعضهم بعضاً وجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق ـسبأ19 ) ومن هنا يتبين لنا أن الله تعالى الهمه علم التارخ وخباياه وأسراره بأن قرأه قراءةً متأنية ومن خلال العلم اللدنى بالقرآن والسنة ومن خلال هذه القراءة التاريخية الجيدة يعلم بإذن الله مالايعلمه أحد عن التاريخ ورجاله وذلك لأن لفظ أحاديث يأتى على الأحاديث السرية بين إثنين كما فى قوله تعالى(وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثاً ـ التحريم3) وقال تعالى عن تاريخ الأنبياء والمرسلين والأمم الغابرة (ماكان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه ـ يوسف111) وهنا نكون قد أثبتنا أن القائم يتعلم بالعلم اللدنى والمكتسب أسرار التاريخ ورجاله المقدسون المعبودون عند كثير من الناس خاصةً المنافقين من المرجئة والقدرية والحشوية والمشبه والمجبرة الذين ينسبون إلى الإسلام كل المكذوبات من عقائد فاسدة وأشرها قول القدرية الذين ينسبون الخير إلى الله والشر من أنفسنا فلو جاهد الرجل وأصابه مكروه فى سبيل الله قالوا (قد أنعم الله على إذ لم أكن معهم شهيداً ـ ) وهنا يقول الله تعالى لهم( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً ـ النساء78) وعلى ذلك خرجت من جعبة القدرية أراء مثبطة للامة منحرفة عن دين الله وهذا ما جرأ كل الملل على المسلمين كما قال صلى الله عليه وآله " إذا تركتم الجهاد ورضيتم بالزروع سلط الله عليكم ذلاً لن ينزعه الله أبداً حتى ترجعوا إلى دينكم" وتحت هذه الدعوة تفرقت الأمة لفرق وأحزاب قال تعالى فيها (فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون ـالمؤمنون53) فيقوم القائم وسط هذا الخضم الهائل من الجهالة وتقديس فاسقين فى التاريخ لايعلمون عنهم شيئاً إلا أنهم أولياء كذباً وبهتاناً لإخراج الناس بهذه المكذوبات من ولاية الله ورسوله وآل بيته إلى ولاية الفرق والأحزاب والقبائل والأهواء فيقوم وسط هؤلاء بدعوة إلى ولاية آل بيت النبوة وتكون دعوة غريبة وسط هؤلاء المقدسين الموالين لغير الله ورسوله وآل بيته ولذلك يقول تعالى فى هذه الدعوة الغريبة التى يتعجب منها الناس (فارتقبهم واصطبر يوم يدعو الداعى إلى شيىء نكر ـ القمر ) وهنا الداعى هو إمام آخر الزمان كقوله تعالى فى رسول الله (وأنه لما قام عبد الله يدعوهم كادوا يكونون عليه لبداً ـ الجن )ٍ ويقول رسول الله "صلى الله عليه وآله فى هذه الدعوة الغريبة إن هذا الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ " وعودة الدين غريباً بالعلم اللدنى الذى يؤتاه قائم آل محمد وهو تأويل للاحاديث كما بينا وهذا هو بيان قوله تعالى (هل ينظرون إلا تأويله ـ الأعراف53) وكما بينا أنها دعوة غريبة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وكما قال الائمة علييهم السلام "أنه يأتى بأمر جديد وكتاب جديد فيه قضاء على العرب شديد ـ من كتاب بشارة الإسلام لحيدر الكاظمي طبعة لبنان" ويقول الشافعى والسيوطى رحمهما الله فى كتاب نور الأبصار للشبلنجى "أنه بإمكانه إستخراج الأحكام من القرآن بغير إحتياج من السنة "وبهذه الكتب التي يأتي بها يبين انا الحيح من السقيم ويكون النصر بهذا العم اللدني الذي لم يؤتاه أحداً من قبل لقوله تعالى (ولما يأتهم تأويله ـ يونس) وبهذا التأويل تنزل الملائكة لأول مرة بعد موت رسول الله صلى الله علية واله فيندهش العدو قبل الصديق لهذه الإنتصارات الغريبة التى جاءتنا من عند الله تعالى بهذا التأويل الذي قال تعالى فيه (هل ينظرون إلا تأويله ـ الأعراف ).

وفي بيان لفظ (هل ينظرون )وردت في مواضع تبين أنه بسب هذا التأويل تنزل الملائكة ويلقى الله تعالى الصيحة على الظالمين كما في قوله تعالى (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم تأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت قي إيمانها خيراقلغنتظروا إنا منتظرون ـالأنعام 158) وهنا الإنتظارلفتح العالم وظهور دين الإسلام على الدين كله ولوكره الكافرون قال تعالى(ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين قل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا إيمانهم ولاهم ينظرون فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ـ السجدة 28ـ30) وهنا يأتي النصر والغلبة إنشاء الله بسبب هذا التأويل الذي هو بمثابة إختيار إلاهي لمن إصطفاه تعالى لهذه المهمة ويأتي التمكينللمسلمين ولوكرهالكافرون والمنافقون وتكون الكرة عليهم بما ظلموا أنفسهم كما قال تعالى (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ـ النحل33)وهذه آية فيها بشارة بهلاك أهل الظلم ظالكفركما قال تعالى (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر ـ البقرة 210) وهنا علامة إنتصار القائم غمامة تأتى عند حروبه والله أعلم أو المطر او الريح كما كان يفعل رسول الله"صلى الله عليه وآله" فلا يبدأ الهجوم إلا بعد ظهور آية من الله تعالى وفى هذه الحالة يبدأ الإمتحان الصعب لبعض المؤمنين كما حدث مع رسول الله "صلى الله عليه وآله" فى غزوة الأحزاب قال تعالى (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت ـ الأحزاب19) ولذلك عندما تتكرر هذه السنة على زمان القائم عليه السلام يختبر جنوده فمن ظهر منه نفاق قتله وهذا ما ورد فى كتاب بشارة الإسلام أنه يعلم عليه السلام ما يدور بخلد جنوده فمن فكر فى النفاق قتله حتى يخاف جنوده منه وإبتلاؤه لجنوده عليه السلام هنا كطالوت عليه السلام .

كما أن المشركين وأعداء الله قال عز وجل فيهم(وتراهم ينظرون إليك وهم يبصرون ـالأعراف198)وهنا ينظرون بالعين ولكن بصيرة القلب مغلقة فهم لايبصرونالملائكة المنزلة للنصر "فأعمى أبصارهم" وأول من يرى الملائكة المنزلة هو إبليس اللعين فينسحب من المعركة كما إنسحب فى بدر فى قوله تعالى(فلما تراء الجمعان نكص على عقبيه وقال إنى بريئ منكم غنى أرى مالاترون ـ الأنفال) وإذا كانت هذه هى براءته من حزبه فى الحياة الدنيا فإن القرآن أثبت أنه سيتبرأ منهم فى الآخرة أيضاً فى قوله تعالى(وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لى عليكم من سلطان إلاأن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما انا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما أشركتمونى من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم ـ إبراهيم22) وهنا يسجد إبليس ولكن هيهات هيهات فهذا أول قيام القيامة وقد إنتهى وقت إنتظازه وهنا "لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيراً قل إنتظروا إنا منتظرون" وهنا ينتهى وقت إنتظارهم وهنا قال تعالى (ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ قل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم وإنتظر إنهم منتظرون ـ السجدة28ـ29) وهذا يأتى بغتة كما فى قوله تعالى (هل ينظرون إلاالساعة أن تأتيهم بغتة وهم لايشعرون ـ الزخرف66) وهنا قوله تعالى(وهم لايشعرون)أي أنها حرب يظنون أنها عاديه وما هي إلا لواء مرفوعلإمام وملاحمتهزم فيها دول وكثير من الناس في بادئ الأمر يظنون أنها حروب عادية ثم ما يلبث إلا أن ينزل فيها عيسى بن مريم عليه السلام وهم لا يشعرون وترفع التوبة وينتهى وقي وزمان قبولها ثم يكون فتح الله الأعظم على يد القائم ونبي الله عيسى قاتل الدجال قال تعالى(ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ـ السجدة) تدل هذه الأيه على أنه فتح للعالم ورد في قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ـ محمد23) ويكون هذا النصر بشهادة الله تعالي وكفى به شهيداًسبحانه وتعالىكما في قوله تعالى(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفي بالله شهيدا ـ الفتح) وشهادة الله تعالى قال فيها (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر ـ البقرة) وأتيان الله تعالى وشهادته سبحانه وتعالى تكون بإرسال الملائكة وتثبيتها أمام أعداؤه تعالى لقوله عزوجل(إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً ـ ال عمران).

كما أن الله تعالى يبين أن هذا الفتح وعد وعده تعالى للمؤمنين كما في قوله تعالى(ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ـالسجدة) وهووعد وعده الله عزوجل كما فيقوله تعالى(ويقولون متى هذا الوعد إن منتم من الصادقين ـ يونس48) وكامة وعد وردت علي المؤمنين العاملين الصالحات والمجاهدين في سبيل الله تعالى قال تعالى فيهما (وكلاً وعد الله الحسنى ـ النساء)وفى هذا دلالة على أن الفتح لن يتحقق إلا بجهاد وعمل في سبيل الله تعالى كبيروإن ماتوا أو قتلوا فهم كمرمون عند اللله تعالى وقد وعهم الجنة كما في قوله تعالى (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ـ التوبة 72) وهذا عن وعد الله تعالى لنا في الدنيا وأما في الأخرة قال تعالى(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناًيعبدونني لايشركون بي شيئا ـ مريم 61)وعذاهو عد الصدق للمؤمنين في الدنيا والآخرة كما في قولهتعالى(هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ـ يس 52).

وأما عن إبليس وحزبه فقد أخلفهم وعده وخذلهم لعنه الله تعالى كما سيقول لهم عندما يرى الملائكة فى الغزوات بعد أن يزين لحزبه هلاكهم فيقول تعالى( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما ترأت الفئتان نكص عللى عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى مالا ترون إني أخاف الله رب العالمين ـ الأنفال) ويوم القيامة أيضاًسيخذلهم كما في قوله تعالى عما سيقوله لحزبه ( إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إني كفرت بما أشركتموني من قبل ـ إبراهيم 21) وبالتالي أوقعهم الشيطان في المهالك والخسران المبين في الدنيا والآخرة حتى يوم عدم قبول التوبة الذي قال تعالى فيه ( يوم يأتي بعض آيات ربك لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسنت في إيمانها خيرا ـالأنعام 158)ويكون هذا أولخسرانهم في الحياة الدنيا حين يعجزون عن الدفاع عن أنفسهم كما في قوله تعالى( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتة فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون ـ الأنبياء38ـ39)ولفظ بغتة هنا تدل على أنها أول ملاحم آخر الزمان والتى بنتهى بها المآل إلى القيامة الكبرى لقوله تعالى(هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ـ محمد 18) والملاحم من أشراط الساعة وتبدأ المعركة عندما تحضر الملائكة عند إلتقاء الجمعان فتلقى عليهم الصيحة ويفر إبليس كما بينا من قبل ويقول تعالى هنا(ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ـ يس 49) وهذه الصيحة هى الزجرة من قوله تعالى(فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون ـ الصافات 19)وعندما يهلكهم الله تعالى فيجدون أنفسهم أمام المحكمة الإلاهية في ثوان معدودة يقولون (هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ـ الأعراف53) وهذه الصيحة أوالزجرة ما هي إلا قنبلة نووية أو هيدروجينية أو أشد ممايسمونه الآن بأسلحة يوم القيامة لشدة فتكها وإهلاكها لمدن ودول بأكملها وهذا لايحدث إلا بإذن الله قال تعالى ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فلايستقدمون ساعة ولا يستأخرون ـ يونس 49)ولن تأخذ منا هذه القنابل إلا على قدر معاصينا فالله عزوجل هو الذي يسلط من يشاء على من يشاء وهذة الأسلحة النووية الآن ماهى إلا قنبلة نووية ألقاها الله عزوجل على قري لوط عله السلام .

ورد في كتاب الإعجاز النووي في القرآن أن أحد علماء الغرب أحضر تربة من قرى سدوم التى ألقيت عليها الصيحة بجوار بحر لوط وحللوا التربة إشعاعياً وبتجربة فترة عمر النصف وكمية الإشعاع الذرى المنبعث منها إستطاع أن يكتشف أنه ألقيت على هذه القرية فنبلة نووية فى نفس فترة بعثة لوط عليه السلام لقرى سدوم الملعونة فى القرآن وبغضب الله على البشرية وبعدهم عن الله ألهمهم الشيطان كيفية صنع أسلحة يوم القيامة بإذن من الله تعالى ولكن تظل السيطرة الآلاهية على العقول ليوم القيامة وعلى كل شيى فالله أحاط بالناس والصيحة أو الزجرة ماهى إلاإلقاء قنبلة نووية أو تفجير أسلحتهم فى اماكن مرابضها بدعاء القائم عليه السلام الذى هو أقوى سلاح وهو سلاح الأنبياء .

ويكفينا قوله تعالى (ولوبعثنا ملكاً لقضى الأمر ثم لاينظرون ـ الانعام) أى أن ملكاً واحداً إذا أنزله الله تعالى كفانا شر أعداءه تعالى وأعداء الدين فيكون على ذلك لم ينزل ملكاً واحداً من بعد موت الرسول لأن التقاتل من بعده وإلى الآن على الخلآفة وليست لله تعالى والأمر صادر من الله تعالى ورسوله لال بيت النبى بألايتدخلوا فى هذا التصارع الدنيوى حتى يبعث القائم المبيد لدول الكفر جميعاً وهذه الملائكة ستنزل بإذن الله فى زمان القائم عليه السلام ولم تنزل إلا فى زمان رسول الله صلى الله عليه وآله فى قوله تعالى (بلى إن تصبروا ةتتقوا يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ـ آلع عمران) ومن هنا يتبين لنا ان الملائكة حاربت مع رسول الله يوم بدر وكذلك الله تعالى لقوله عز وجل (إذ يوحى ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم بنزل به سلطاناً ـ الأنفال) وهذا عن غزوة بدر وأما الفتح فى آخر الزمان الذى نحن فى إنتظاره يقول تعالى عن نزول الملائكة فيه كما كانت فى بدر بل وأشد لأنه فتح للأرض كلها قال فيه رسول اللهصلى الله عليه وآله "إن الله زوى إلى الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتى سيبلغ ما زوى لى منها وإن هذا الدين لن يترك وبر ولامدر إلا أدخله بعز عزيز أو بذل ذليل ... الحديث) ولذلك تنزل الملائكة وتأتى النصرة من الله تعالى والغلبة فى قوله تعالى(هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر ـ البقرة ) وهنا هل تعتقد جيش الله فيه يحارب وملائكته فيهزم هذا من المحال الممتنع عقلاً ونقلاً كما أن قوله تعالى (وقضى الأمر ) دليل على أن قضاء هذا الأمر بواسطة ملك ينزل لهلاك القرى كما فى قوله تعالى (ولوبعثنا ملكاً لقضى الأمر ثم لاينظرون ـ الأنعام ) وقضاء الأمر يكون عند إنقضاء عمر الكفر فى العالم ونهايته بنهاية إبليس والقضاء على حزبه فى يوم الوقت المعلوم الذى قال تعالى فيه (إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ـ الأعراف15) ولبيان الوقت المعلوم قال تعالى (فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ـ الشعراء 38) أى أن حزب إبليس و حزبه منتظرون إلى يوم القضاء والفصل المعلوم وتكون البداية هلاك سبعين من صناديد الكفر وعضد دولة إبليس من المحللين والمحرمين بغير ما أنزل الله لقوله تعالى (وإختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ـ الأعراف155) ثم يجمع الأولون والآخرون من المنظرين فى معركة الفصل التى قال تعالى فيها (قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ـ الواقعة49ـ50) وجمعهم كما قلنا يكون بصعق من فى السموات ومن فى الأرض ألا من شاء اللهوالبداية تكون بصعق المجرمين في الأرض لقوله تعالى(ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض ثم نفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون ـ الزمر68)وبينا أن قةله تعالىينظرون أي أنهم رأوا بأعينهم وتدبروا وأيقنوا شيئاً لم يروه من قبلوهذا الدليل يبين أن رجوعهم وجمعهم من الحياة الدنيا وهلاك سكان الأرضالظالمين ثم سكان السماء فينظر سكان السماء إلى هذه الأحداث ولا يتأثرون بها لأنهم المؤمنون المستثنون في قوله تعالى (إلا من شاء الله ) وألائك الذين لهم الأمن في قوله تعالى أولائك لهم الأمن وهم مهتدون ـ ) وهنا لهم الأمن من الهلاك النازل في الدنيا على الظالمين وفي اللآخرة يوم الفزع الأكبر قال تعالى (إنالننجي رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ـ ).

الهرمجدون وسورة المرسلات :
يقول عز وجل(إن يوم الفصل كان ميقاتاً ـ النبأ17) وميقاتاً أى موقت لجمعهم فى معركة آخر الزمان فى قوله تعالى(إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ـ الدخان40) وفى هذا اليوم الذى أقتت له الرسل كما فى فى قوله تعالى (وإذا الرسل أقتت لأى يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل يومئذ للمكذبين ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه فى قرار مكين إلىقدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذ للمكذبين ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياءً وأمواتاً وجعلنا فيها رواسى شامخات وأسقيناكم ماءً فراتاً ويل يومئذ للمكذبين إنطلقوا إلى ماكنتم به تكذبون إنطلقوا ألى ظل ذى ثلاث شعب لاظليل ولا يغنى من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم لاينطقون ولايؤذن لهم فيعتذرون ويل يومئذ للمكذبين .

هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين . إن المتقين فى ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا وإشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزى المحسنين ويل يومئذ للمكذبين كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم أركعوا لايركعون ويل يومئذ للمكذبين فبأى حديث بعده يؤمنون ـ المرسلات) وهنا السورة المذكورة آنفاً وهى المرسلات يقول فيها عز وجل(وإذا الرسل أقتت لأى يوم أجلت ليوم الفصل) ويوم الفصل يوم حرب وجنود كما سنبين فى حينه ولكن قوله تعالى (وإذا الرسل أقتت ) الرسل يمكن أن تكون من الملائكة أو الناس فقال عز وجل (الله يصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس) فإن كانت رسل من بنى آدم فهم سيحضرون فى معركة آخر الزمان كعيسى عليه السلام مثلاً ورسول الله صلى الله عليه وىله كما سنبين ولن يتعدى حضورهم الظهور فى المعارك والعلم عند الله تعالى .
وقد نعرفهم إو لانعرفهم ولكن المرجح أننا سنعرفهم . وورد عن غزوة بدر أن الصحابة ورسول الله صلى الله عليه واله رأوا فارساً ينادى على آخر ويقول له أقدم حيزوم فقال لهم صلى الله عليه وآله ذلك مدد السماء الرابعة .
والرسل هم الحاضرون للمعارك بالنص دون الأنبياء وذلك لسبب ألا وهو أننا إذا دققنا النظر فى حياة الرسل وجدنا أن السنن الربانية تبطل امام دعوتهم عليهم السلام فا نوح بسبب دعوته وعناد قومه ابطل له سبحانه وتعالى سنة الماء النافع وتحول إلى نقمة مغرقة للأرض كلها وإبراهيم عليه السلام فى عصره يبطل الله له سنن النار الملهبة فتتحول إلى برداً وسلاماً وكذلك الريح مع هود عليه السلام والصيحة مع صالح عليه السلام وسليمان وداود يسخر الله لهم الطير والوحوش والجن والأنس والجبال يسبحن معهما ومع موسى عليه السلام يسخر الله له السنن الكونية فيرفع فى عصره الجبل فوق رؤوس بنى إسرائيل حتى يؤمنوا وينفلق الماء فيصبح كالطود العظيم .

وكذلك عيسى عليه السلام يرفع إلى السماء ببدنه وروحه ولايتمكن اعداء الله منه لحين عودته ىخر الزمان لأنه لم يمت وكذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وإقامته للدولة الحديثة بمرافقها الآن وهزيمته لكل قوى الأرض وهذه هى السنة الباقية التى ستتكرر مع قائم آخر الزمان إن شاء الله تعالى .
ومن هنا يتبين لنا أنه فى معارك الفصل سيحضرها الرسل دون أن ندرى إلا أن ينادى بعضهم على بعض فنعرف كما نادى الملك على حيزوم فى غزوة بدر الكبرى وهذا لامانع منه وقد ينزلون فى الصلاة كما فى السنة النبوية ونزول عيسى عليه السلام للصلاة خلف القائم وهذا مرجح فالخلوة والصلاة تنزل فيها ملائكة كما هو شائع ويخرج منها المعجزات وهذا مرجح أيضاَ فهناك من ينزل فى الخلوة والصلاة بجبل طور سيناء ومنهم من ينزل فى الحرب مباشرة مع المسلمين من شيعة آل بيت النبى عليهم السلام .
وعن رجوع عيسى عليه السلام فى هذه المعارك وصلاته خلف القائم يقول تعالى عنه( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً ـ النساء159) ولامانع من رجوع رسول الله ايضاً وهذا مؤكد كعيسى عليه السلام كماسنثبت وهنا يقول تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وآله(إن الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد.......له الحكم وإليه ترجعون ـ القصص85ـ88) ولفظ رادك يبين ان الله سيرد رسول الله فى آخر الزمان كعيسى عليه السلام عندهلاك الأمم وقدوم رسول الله صلى الله علية وآله شاهداً عليهم كما سنبين وذلك لأن رد ورد فى قوله تعالى كبيان لها (قالوا يا أبانا ما نبغى هذه بضاعتنا ردت إلينا ـ يوسف 65) أى رجعت ولبيان ان الرده للدنيا فهى واضحة من قوله تعالى (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ـ الأنعام 28) أى لو ردوا للحياة الدنيا وكذلك فى قوله تعالى (فقالوا ياليتنا نرد ولانكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ـ الأنعام27) وقوله تعالى (فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذى كنا نعمل ـ الأعراف53) وهذه آيات تبين أن الرد يكون للدنيا وهناك آيات بينت أن الرد يكون إلى الله تعالى من قوله عز وجل(ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ـ الأنعام62) وقوله تعالى(وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم اصحاب النار ـ غافر43) .

ولرفع الإشكال بينهما نجد أن قوله تعالى (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت) تبين أن الموتة الأولى ورائها لقاء الله مباشرة فتكون ردة إليه بعد ماكنا فى علم الذر عنده وقبل أن نخرج من بطون أمهاتنا وبعد هذا الرد إلى الله يرد مرةً ثانيةً إن كان من المنظرين او ينعم إن كان من النبيين والمرسلين والصديقين والصالحين فهؤلاء وجه الله الذى يؤتى منه وهم حكام السماء بإذن الله وهذا الرد يكون فى معارك قال تعالى فيها (قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً ـ الكهف 87) وهذه معارك ذو القرنين ومثلها سيكون فى آخر الزمان مع رد عيسى عليه السلام ورسول الله والمنظرين كما قلناسالفاً ولفظ رد إذا جاء على قيام الساعة في قوله تعالى (بل تأتيهم بغتة فلايستطيعون ردها ـ الأنبياء40) تبين أن قول ذو القرنين ثم يرد إلى ربه أي بعدقيام الساعة إن كان من المنظرين لأن قيام الساعة نهاية الإنتظار كما في قوله تعالى (فلا يستطيعون ردها ولاهم ينظرون الأنبياء40) وهذا هو اليوم الذي لامرد له من الله كما في قوله تعالى(فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ـ الروم43)كما أننا إن عدنا لما أثبتناه سالفاً من أن الله ليس عنده زمن فهومخلوق من خلقه تعالى قائم على الشمس والقمر لنعلم عدد السنين والحساب فالله تعالى خلق واختبر وأدخل الجنةأو النار في وقت واحد وهو على ما يشاء قدير وأما من سيقول الدنيا خلقت في ستة أيام فهذا على حساباتنا الدنيوية وفي علم الله وقدرته اللا نهائية واللا محدودة فهى كلها أحداث في وقت واحد كلها خلق واختبر وأدخل الجنة والنار كل ذلك في وقت واحد ويكون رد الرسول وعيسى عليه السلام تمهيد لقيامة قيامة الفرد أو العالم قال تعالى في رد روح الرسول صلى الله عليه واله (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ـ )وهذا المعاد عند قبض الفرد أوقبض الأمم يأتيهم رسول الله صلى الله عليه واله لقوله تعالى في لفظ ميعاد (قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ـ سبأ ) وهنا يصح حديثه صلى الله عليه واله الذي قال فيه إذا مات العبد جاءه ملكين للسؤال يقولون له من ربك وما دينك ومن نبيك وفى رواية أخري يأتونه برسول الله فيقولون له من هذا الرجل الذي بعث فيكم )وهذة رجعة لرسول الله عند موت العبد أو عند حلول أجل الأمم عند الملاحم لأن موعد جاء في قوله تعا لى (إن موعدعم الصبح أليس الصبح بقريب ـ هود81) وهذا الهلاك لأمم آخر الزمان بوعد وعدنا الله إياه والله تعالى كما قال (إن الله لايخلف الميعاد ـ الرعد31)وهذا الوعد قال تعالى فيه (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ـ محمد10)وهنا يتبين لنا حضور رسول الله لهذة الملاحم وفيها الهزيمة الكبري التي قال تعالى فيها (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ـ القمر 45ـ46)وهذا من الأيام الموعودة التى قال تعالى فيها (ولليوم الموعود وشاهد ومشهود ـ البروج ) ومعلوم أن الشاهد على الأمة رسول الله كما في قوله تعالى (فكيف إذغ جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ـ النساء ) وهذة الشهادة كما بينا تستوجب حضورة في كل الأحداث حتى ملاحم الوم والقيامة كما في قوله تعالى عنهم ومن كفر بالله وخرج عن الولاية (أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءةُ في الزبر أميقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدرب بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ـ القمر) وهه الوعود يبين تعالى وهو أصدق القائلين أن أكثرالناس لايعلمون عنها شيء كما في قوله تعالى(وعد الله لايخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لايعلمون يعلمون ظاهراًمن الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ـ الروم) وهنا يكون قد إرتفع أخي المسلم الشك والإرتياب من أن هذة الملاحم سيحضرها شهود كل أمة وهو ما يعرف بالرجعة التي يجمع في ملاحمها الأولون والآخرون ليوم الفصل كما قال تعالى في سورة المرسلات (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ـ المرسلات 16ـ18) ثم قال تعالى بعد ذلك عن نهاية يوم الفصل وهوالقيامة قال تعالى(هذا يوم الفصل جمعناكم والأولينفإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين ـ المرسلات 38 ـ40).

وإذاكنا تكلمنا سالفاً عن الرسل الإنسية وحضورهم لهذه الملاحم فإن الكلاو الآن على الرسل الملائكية والتي هي من المؤكد وبلا ريب من أحد أنها ستكون حاضرة كما هو معلوم للجميع كرسل قبض الأرواح كما في قوله تعالى (حتى إذا جاء أحدهم الموت توفته رسلنا وهم لايفرطون ـ الأنعام 61)وهؤلاء الملائكة غير النوع الآخر الذي يتلقفهم للعذاب وهم الوارد ذكرهم في قوله تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ـ محمد 27)وهذة ملائكة عذاب تتسلمهم من ملائكة قبض الأرواح وهي الموكولة بهلاك القرى كما في قوله تعالىعن قري لوط عليه السلام (ولقد جائت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية ـ العنكبوت 31)وهؤلاء يأتي مثلهم في معركة الفصل آخر الزمان والذين قال تعالى فيهم (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ـ البقرة) وفي هؤلاء ملكاً عظيماً ينزل لإهلاك القري الظلمة والجيوش العاتية قال تعالى فيه( ولو أنزلنا ملكاً لقضى الأمر ثم لا ينظرون ـ الأنعام)وهنا يكون قد جاء أجلهم كما فى قوله تعالى(لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ـ يونس 49)وقلنا أن هذاالأجل يكون ببعثة الإمام كما في قوله تعالى (ولك أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ـيونس47)وكما نينا أن هذا الإمام أو الرسول يكون معه ملك هلاك هلاك القري وهنا يقول أمير المؤمنين في حديث له أن الإمام[ ينظرمن عين ملك الموت] وذلك لما بيناه أنه مبعوث بغضب الله تعالى على الظالمين ولنجاة المسلمين ويكون معه هذا الملك المؤيد له بالله وبإذنالله يقضي له الأمروينصره على قومه والعالم ويبسج الأحداث حوله بإذن اللهتعالى حتى يكون هو محور التغيير الإلاهي وكلمة الفصل تكون لصالح هذا الإمام في معركة الفصل المنظرين إليها آخر الزمان قال تعالى (ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما هم فيه يختلفون وهذا القضاء يكون في معركة فصل قال تعالى فيها (ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم ـ ) وفي كلمة الفصل تكون هزيمة الشيطان وخزلانه لحزبه كما بين وكما في قوله تعالي هنا (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى مالا ترون إني أخاف الله رب العالمين ـ الأنفال ) وبينا أيضاًخذلانه لهم في الآخرة وقوله لهم (وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ما أنابمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل ـ إبراهيم22) فهذا هو يوم الوعد الحق ويوم القضاء ويوم الفصل وبدايته هذه المعركة وفى هذا اليوم خسارة لحزبه المبطل فى قوله تعالى(فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون ـ غافر 78) وهذا القضاء موقت بأجل مسمى فى قوله تعالى(ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم ـ الشورى14) والقضاء يكون بالقضاء على المبطلين الكافرين
فلفظ قضى ورد على النفس التى تموت من قوله تعالى(فيمسك التى قضى عليها الموت ـ الزمر42) وكذلك قوله تعالى (فوكزه موسى فقضى عليه ـ القصص 15) وهذا القضاء مابين الكاف والنون لقوله تعالى( إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ـ آل عمران47) وكذلك قضاء الله فى هلاك القوم مصبحين فى قوله تعالى(وقضينا إليه الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ـ الحجر 66) وعلى ذلك يكون قضاء الله على بنى إسرائيل بالفساد فى الأرض مرتين فى قوله تعالى (وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ـ ) فهذا القضاءيكون أمامه قضاء مبرم من الله تعالى بقتلهم جميعاً فى معركة ىخر الزمان مصبحين إن شاء الله رب العالمين.

ومما سبق يتبين لنا أن كلا النوعين من الملائكة المرسلة من الله تعالى سيكون حاضراً للمعارك مع الروم التى ينزل فيها عيسى عليه السلام ويحضرها رسول الله والرسل والمنظرون وسنعرفهم إما بمناداة بعضهم على بعض فى المعارك لكى نؤمن ونعلم بوجودهم أوحضورهم فعلاً للمعارك بالجنود الملائكية التى تظهر بالثياب البيض فى الحروب كما هو معروف ومشاهد فى حروب المسلمين عندما يكونوا على الحق مع أعداء الله وكثير من الناس حدث بهذا ورآه الكثير وليس فرد واحد فنتهمه فى عقله .
وهذا هو يوم الفصل وآخر أيام الدنيا وبداية أيام الآخرة ويقول بعد ذلك( ويل يومئذ للمكذبين ـ ) أى الويل والثبور للمكذبين الذين تكلمنا عنهم من قبل فى ذلك اليوم وتتكرر هذه الآية فى السورة أكثرمن عشر مرات للتأكيد عاى هلاكهم لامحالة فى هذا اليوم الذى ليس مصروفاً عنهم ولامرد له وهو يوم عقيم لايولد له يوم آخر عليهم إلا ويكونوا فى جهنم للحساب فهم غير منظرين لأنهم آخر الأمم .
وتتكرر فيه على الروم الصيحة والزجرة والريح العقيم والغرق لأساطيلهم بإذن الله فى حربهم مع قائم آل محمد والتى أمسكها الله تعالى ببعثة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يوم الفصل ولذلك يقول تعالى (ومامنعنا ان نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ـ الإسراء 59) وبناءً عليه فقد أوقف الله تعالى إرسال الصيحة والزجرة والريح العقيم التى أهلك الله بها الأمم السالفة ليوم الوقت المعلوم الذى يجدون فيه تفجير أسلحتهم فىمرابضها بغير سبب محدد فتغرق سفنهم وتدمر بلادهم أمام دعاء القائم وحزبه وأسلحتهم الضعيفة والتى هى بالله أقوى من قنابلهم فيعجزوا عن مواجهته بحزبه وليس أمامهم إلا الإستسلام فتدين الأرض بالإسلام فى تلك الحروب إن شاء الله تعالى .

ثم يقول تعالى بعد ذلك (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين ـ) والاولين والآخرين الناجين منهم هم حزب الله قال فيهم الله تعالى(ثلة من الأولين وقليل من الاخرين ـ الواقعة 14) وقوله تعالى ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ـ الواقعة 40) والآخرين هم المؤخرين لآخر أيام الدنيا لأن الله تعالى قال عن القرون الأولى على لسان موسى عليه السلام (فمابال القرون الأولى قال علمها عند ربى فى كتاب لايضل ربى ولا ينسى ـ صه 51) وهذا عن الأولين وأما الآخرين قال تعالى فيهم(ثم أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين ـ المؤمنون 31) وتظل القرون تتتابع إلى آخرالقرون الحالية التي نحن فيها الآن قال تعالى(فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قوماً آخرين ـ الأنبياء11) وببعثة رسول الله صلى الله عليه واله تتوقف آيات التأييد بالمعجزات كعصى موسى مثلاً وتستمر معه أيات النصرة فينتصر ثم يتوقف الفصل بين الكفر والإيمان لأجل هم بالغوه وأمة معدودة قال تعالى فيهذا الأجل (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن مايحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ـ هود 8) وينين لنا تعالي أن الأمم تهلك تترا كل أمة تهلك الأخرى إلى أن نصل لآخر الزمان بمبقات مافعله أهل أول الزمانفتقول أخراهم لأولاهم عند المحاكمة الإلاهية (قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاًمن النار ـالأعراف38) وإذاكان هلاك الأمم يأتي تباعاَكما في قوله تعالى(ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين )فإن الله عزوجل يبينهابنفس السورة في قوله تعالى(هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين) والجمع يكون بصاعقة وزجرة كما بينا.

ثم يقول تعالي بنفس سورة المرسلات (كذلك نفعل بالمجرمين ـ المرسلات) ثم يبكتهم الله تعالى ويعنفهم في قوله تعالى (ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذٍ للمكذبين ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءاً وأمواتا وجعلنا فيها رواسى شامخات وأسقيناكم ماءاً فراتا ويل يومئذٍ للمكذبين ـ المرسلات)ثم بعد تبكيتهم وتعنيفهم يبين تعالى لهم جرائمهم في آخر الزمان التي سيقترفونها بمعارجهم الشيطانية التي قالتعالى فيها (ولو أنا فتحنا عليهم باباًمن السماء فظلوا فيه يعرجون لقالواإنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ـالحجر) ولذلك يقول تعالى لهم هنا عن جرائمهم بهذة المعارج إن كانوا يستطيعون بها فعل شيء مع ملائكة الله ورسله النازلة عليهم بعذا ب من عند الله هم كذبوا به يقول تعالى لهم هنا بسورة المرسلات (إنطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون إنطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب إنها ترمي بشررٍ كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذٍ للمكذبين ـ المرسلات) وهنا الظل ذي الثلاث شعب نوع من الملائكة ينزل عليهم بالعذاب بإذن الله تعالي وهذة الملائكة ذات الثلاث شعب قال تعالى فيها(الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء ـ فاطر1)أي أنها شعبة رئيسية وشعبتين على كل جانب إن كانت مثني وثلاث على كل جانب إن كانت ثلاثاً وهنا النوع النازل هو ذو الشعبة الواحدة على كل جانب وهي أقل الأنواع رتبة مما يدل على أن هذا التقدم الهائل الذي وصلوا إليه من طائرات وصواريخ وغيرها لن يتحملوا أكثر من ملائكة ذات شعبة واحدة علي كل جناح وكأن الله تعالى يبين لنا أنهم لايتحملون أكثرمن ملك واحد لإهلاكهم كما في قوله تعالى(ولو أنزلنا ملكاً لقضى الأمر ثم لاينظرون ـ الأنعام )وهنا تبين الآية أنهم لا يقدرون على ملك واحد ذو شعبة واحدة فما بالنا بذوات الشعبتين والثلاث والأكثر كما في قوله تعالى (يزيد في الخلق ما يشاء ـ فاطر).

وأما قوله تعالى (لاظليل ولا يغني من اللهب) أي لاظل يتظللون به ولايمنعهم من اللهب لأنها ملائكة تأتى فى الغمام كما قال تعالى(هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الأمر ـالبقرة 210)وعن صفات المقذوفات التي تقذفها هذه الملائكة بين تعالى أنها ترمي بالشرر في حجم القصر المشيد والجمال الصفر الكبار قال تعالي(إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين ـالمرسلات) وهذا الشرر كالقصر فى الحجم لأن لفظ "قصر" ورد فى قوله تعالى (وبئر معطلة وقصر مشيد ـ الحج 45) وما دامت شررها كالقصر فهى نار فى الدنيا لأن نار الآخرة تأخذ كل المخلوقات المرئية والغير مرئية فى السموات السبعة والأرضون السبعة ويقول تعالى لها (هل إمتلئتى فتقول هل من مزيد ـ ق ) وأما ما تلقيه هذه الملائكة من نيران فى حجم القصر المشيد وفى حجم الجمال الصفر ما هى إلا نيران كالصواريخ المنبعثة من الطائرات المتتابعة كطلقات البندقية فى السرعة مع إختلاف الحجم والسرعة أيضاً فهى قذائف ربانية .
وهنا لنا سؤال لماذا كذبوا بهذا ؟
للإجابة على هذا السؤال وهو أن الدجال وهو الشيطان الإنسي و أولياؤه الغيرالمنظرين من عتاة الظلم وكذلك المنظرين منهم أوحى إليهم إبليس الذى جعله الله من المنظرين بإختراع آلات حرب رهيبة فيها شبه من مخلوقات الله الملائكية التى وصفها الله تعالى بان لها أجنحة ذات ثلاث شعب وترمى بشرر كالقصر والرمى هو رمى كما فى قوله تعالى(ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى) فظنوا أنهم قادرون على الأرض كما قال تعالى(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أونهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغنى بالأمس ـ يونس) وهنا قدرتهم عليها بأن ظنوا أنهم قادرون على منح الرزق للناس والثواب والعقاب فيأذن الله فى هلاك القرى واحدةً تلو الأخرى إلى أن تقوم الملاحم الكبرى وذلك لقوله تعالى( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً كان ذلك فى الكتاب مسطوراً ـ الإسراء )وقد نبأنا لله عز وجل بما سيفعله الدجال من إختراع مخلوقات كخلق الله ويحارب بها الله تعالى كما بينا وكذلك العبث بدين الله تعالىوماسينشرونه من أكاذيب لإنزال سخط الله تعالى على الأمة ولذلك يقول تعالى فيما سيفعله حزبه من تخريب للدين بعد موت كل رسول (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ـ الشورى)وفي نفس الوقت يوحي إلى أوليائه بإختراع أشد الأسلحة فتكاًبالبشرية جميعاً تتشابه مع ملائكة اله تعالى ذوات الأجنحة ولذلك يقول تعالى (ام لهم شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شىء وهو الواحد القهار ـ الزخرف 33 ـ35 ) ويبين تعالى أن هذا الملعون وحزبه من شياطين الإنس والجن مهما خلقوا فلن يصلوا لخلق بحجم الأرض والسماء ولذلك يقول تعالى (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ـ غافر ) وهنا يقول البغوى فى تفسيره الدجال مذكور في هذه الآية وهذا صحيح 0
وإذا نظرنا إلى لفظ معارج فى القرآن نجد أنها ترد على معارج دجال يحارب الله ومعارج إلاهية كالملائكة التي تعرج إلى الله تعالى فعن معارج الدجال قال تعالى فيها: ـ اولاً : (حتى إذا فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ـ الحجر15) ـ ثانياً معارج إلاهية تعرج بها الملائكة كما في قوله تعالي و بيان أن معنى العروج هو رحلة أرضية سماوية قال تعالى فيها(تعرج الملائكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ـالمعارج ) فهذا عن العروج .
وأما المعارج هنا إسم فعل من عرج يعرج معراجاً وعن كفار آخر الزمان قال تعالى عنهم وعن صعودهم للسماء الأولى ومحاربتهم لله ورسوله وآل بيته قال تعالى(إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فساداً ان يقتلوا أويصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ـ المائدة ) وهنا الحرب مع الله تكون بقتل المؤمنين ويقول تعالى عن صعودهم للسماء الأولى أيضاً(لتركبن طبقاً عن طبق ـ الآنشقاق19) وفى بيان لفظ طبق هنا يقول تعالى (الذى خلق سبع سموات طباقاً ـ الملك3) أى أن الإنسان سيركب الطبقة الأولى وهى السماء الأولى بمعارج شيطانية يحاربون بها الله عز وجل كما أن هذه المعارج مذكورة فى قوله تعالى أنها سبب للظهور على الأرض وغلبة أهلها إلى أن يشاء الله ويرضي فيهلكهم الله تعالى بمعارجه تعالى كما سنبين يقول تعالى (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون وزخرفاً وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ـ الزخرف 33-35) وهنا قوله تعالى "ومعارج عليها يظهرون " الظهور هو الملك والغلبة والقوة لقوله تعالى فيما قاله مؤمن فرعون لفرعون وملئه ( ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين ـ غافر ) والظهور فى آخر الزمان يكون بمعارج الكفر الشيطانية كما بينا فيظهر ملكهم على العالم ويكون يوم الفصل هو يوم قضاء الله بالقضاء عليهم وظهور الدين الإسلامى على الدين كله كما قال تعالى( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ـ الصف)والظهور هنا هو ظهور الإسلام بإمام ةقائم آل بيت محمد والظهور على معارج الدجال يكون بمعارج إلاهية قال تعالى فيها إنطلقوا إلى ماكنتم به تكذبون إنطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من الهب إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذٍ للمكذبين المرسلات ) ويهزمون ويحشرون إلى جهنم وبئس المهاد كما في قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم ولبئس المهاد ـ ال عمران ) وبهزيمتهم لاينطقون في الدنيا لقتلهم ولا في الآخرة لقيام الحجة عليهم قال تعالى (هذا يوم لاينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ويل يومئذٍ للمكذبين المرسلات ) فلا يقبل لهم إعتذار في الدنيا ولا في الآخرة قال تعاليى عن عدم قبول عذرهم في الدنيا( يوم يأتي بعض آيات ربك لاينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ـ الأنعام )وعن الآخرة يختم على أفواههم كما هو معلوم فلا ينطقون وتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون كما هو معلوم .

ويكون هلاك الآخرين مكبكبين هم والأولين كما في قوله تعالى( فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرةً فنكون من المؤمنين ـ الشعراء94ـ102) وقولهم هنا لو أنا لنا كرة تبين أن قولهم هذا فى معركة آخر الزمان لأن هذا اللفظ وهو" كرة " قال تعالى فيه (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراـالإسراء6) أي أن اليهود سيكثر أتباعهم وأموالهم بعد هزيمة المسلمين وكسر شوكتهم بمعاصيهم لله عزوجل وعملهم المكذوبات على رسول الله صلى الله عليه واله وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وتركوا كتاب ربهم ونبذوه وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون فيسلط الله تعالى عليهم اليهود في كرة آخر الزمان التي قال تعالى فيها( ثم رددنا لكم الكرة عليهم ) أي على المسلمين بمعاصيهم كما بينا لأمد من الهر قليل وليس بكثير لأن أمة محمد أمة مرحومة لاعذاب عليها في الآخرة فيفاجؤا اليهود وأعوانهم من عاد الآخرة وقريش الآخرة أنهم إنزلقوا في حرب كبيرة لامخرجمنها يخرج على أثرها القائم وحزب الله فيفاجئون بمفاجئة أكبر من سابقتها أنهم أمام حزب الله الذي لايهزم فيقتلون شر قتلة فيقولون بعد خروج الإمام بكتبه وتأويله الذي رفضوه من قبل وقال تعالى في هذا التأويل والقضاء به على حزب الشيطان ( هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جائت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ـ الأعراف 53) أي أنهم هنا يقولون ( لو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ).

وفي آخر سورة المرسلات يخاطبهم الله عزوجل بقوله تعالى (كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون )وهنا تمتعهم بالدنيا وهم على كفرهم فالله لم يحرم شيئاً من متاع الحياة الدنيا ولكن وضع نظاماً وأحكام لتفصيل كيفية التمتع نالحياة الدنيا وفق منهج الله الذي يصلح شأنهم في الدنيا والآخرة وهذا ما رفضه الكافرين في كل زمان ومكان ولذلك عذبوا أنفسهم في الدنا بظهور الأمراض والأوجاع التي لم تكن مضت في سلفهم كما أخبر النبي صلى الله عليه واله ويسلط الله عليهم من ينتقم منهم ثم في الآخرة عذاب شديد وهذا للكافرين الذين قال تعالى فيهم ( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ـ محمد).

وأخيراً يقول تعالى لهم (وإذا قيل لهم إركعوا لايركعون )و ذلك في دار الحياة الدنيا وذلك لأنه تعالى أمرهم فيها بالصلاة وهي الركوع مجازاً لقوله تعالى(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ـ البقرة43)ولفظ راكعون هنا يبين أن حزب الله الغالب للهود هم آل بيت محمد وشيعتهم وذلك لأن لفظ ركوع نزل في أمير المؤمنين في قوله تعالى (إنما وليكم اله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ـ المائدة )أي وإذغ قيل لهم غركعوا لايركعون أي وإذا قيل لهم إدخلوا في ولاية الله ورسوله وآل بيته أبوا إلا سلفهم وتقليد آبائهم خارجين عليى ولاية ال بيت نبيهم والمؤمنين معهم من البدريين والعقباويين الذين حاربوا مع أمير المؤمنين في الجمال وصفين وأنزل الله تعالى فيهم (تراهم ركعاًسجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ـ الفتح )ولخروجهم على منهاج الولاية الحق قال تعالى هنا (وإذا قيل لهم إركعوا لا يركعون ـ المرسلات )وكذلك لايستطيعون السجود كما في قوله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ـ القلم 42ـ34)وهنا عدم مقدرتهم للسجود في الآخرة لرفضهم السجود والطاعة والولاية لله تعالى في الدنيا قال تعالى أيضاً (أمن هوقانت آناء الليل ساجداً وقائماًيحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه ـ الزمر)والساجد آناء الليل هو أمير المؤمنين لقوله تعالي فيرسول اللهوأصحابه ومنهم علي (تراهم ركعاً سجداً ـ الفتح) (عن بن عباس ......تراهم ركعاًسجداًعلي بن أبن طالب )رواه بن حجر في لسان الميزان ج1/189وصاحب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج2/252.

وهنا يتبين لنا أن عدم سجود هؤلاء في الآخرة لعدم موالاتهم لله تعالى ورسوله الذي قال تعالى فيه (وتقلبك في الساجدين ـ الشعراء219) فلم يسجدوا لله تعالى معه وكذلك أمير المؤمنين الذي قال تعالى فية كما قلنا (تراهم ركعاً سجداً)وهذا ليس حال المؤمنين في الدنيا الذي قال تعالى آمرً إياهم فامتثلوا لأوامره تعالى (ياأيها الذين آمنوا إركعوا واسجدوا وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ـ الحج ) أى أن الركوع والسجود هنا للمؤمنين هو الصلاة والولاية لآل بيت محمد عليهم السلام.
وأما حزب إبليس فيقول تعالى فيه كما في آخر سورة المرسلات (فبأي حديث بعده يؤمنون )والحديث هو القرآن لقوله تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتاباًمتشابهاً ـ الزمر ) أي فبأي حديث سيؤمنون به بعد تركهم لكتاب ربهم وآياته التي قال تعالى فيها ( فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ـ الجاثية 6) وبناءاً عليه فقدكذب حزب إبليس بولاية ال بيت محمد وهو تكذيب لولاية الله تعالى ورسوله وآل بيته ولن بنزل بهم العذاب إلا بعد بعثة إمام من آل بيت محمد لإقامة الحجة عليهم وعلى تركهم لكل آيات الله تعالى قال عزوجل( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ـالإسراء) وقال تعاليى عن نزول العذاب بعد التكذيب الكامل لآيات الله تعالى ويتمثل هذا في عصيان الإمام أوالرسول من قبل والذي يأتيهم بكل حجة لله تعالى قال عزوجل عن فرعون فنا كمثال (وكذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر القمر 42)ومادامت كل الأمم الآن إتخذت المنهاج الفرعوني في الخروج على هذه الولايه وقد جعله الله تعالى إماما ًللكفر في قوله تعالى عن فرعون (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار )إذن فهم في إنتظار واقعة إنتقامية إلاهية أعاذنا الله تعالى منها


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *