مناظرة التيجاني مع Ø£Øد العلماء ÙÙŠ الجبر
القسم: مناظرات عقائدية | 2009/08/20 - 03:01 AM | المشاهدات: 3644
مناظرة التيجاني مع Ø£Øد العلماء ÙÙŠ الجبر قلت٠لبعض علمائنا بعد استعراض كل هذه المسائل (2) : إن القرآن يكذّب هذه المزاعم ØŒ ولا يمكن للØديث أن يناقض القرآن ! قال
تعالى ÙÙŠ شأن الزواج: ( ÙَانÙÙƒØÙوا مَا طَابَ Ù„ÙŽÙƒÙÙ… Ù…ÙÙ†ÙŽ النÙسَاء٠) (3) Ùهذا يدلّ على Øرية الاختيار ØŒ ÙˆÙÙŠ شأن الطلاق : ( الطَّلاَق٠مَرَّتَان٠ÙÙŽØ¥Ùمْسَاكٌ بمَعْرÙÙˆÙ٠أَوْ تَسْرÙÙŠØÙŒ بÙØ¥Øْسَان٠) (4) وهو أيضاً اختيار ØŒ ÙˆÙÙŠ الزنا قال : ( وَلاَ تَقْرَبÙوا الزّÙنَا إنَّه٠كَانَ ÙَاØÙشَةً وَسَاءَ سبيلاً ) (5) وهو أيضاً دليل الاختيار ØŒ ÙˆÙÙŠ الخمر قال : ( إنّما ÙŠÙريد٠الشَّيطان٠أنْ ÙŠÙوقÙعَ بَيْنَكÙم٠العَدَاوةَ والبَغْضَاءَ ÙÙŠ الخَمْر٠وَالمَيْسر٠وَيَصÙدَّكÙمْ عَن ذكْر٠الله٠وَعَن٠الصَّلاَة٠Ùَهَلْ أنْتÙÙ… Ù…ÙنْتَهÙونَ ) (1) وهي أيضاً تنهى بمعنى الاختيار. أمّا قتل النÙس Ùقد قال Ùيها : ( وَلاَ تَقْتÙÙ„Ùوا النَّÙْسَ التي Øَرَّمَ الله٠إلاَّ بÙالØَقّ٠) (2) وقال : ( وَمَنْ يَقْتÙلْ Ù…ÙؤْمÙناً مّÙتَعَمّÙداً ÙَجَزآؤÙه٠جَهَنَّم٠خَالÙداً Ùيها وَغَضÙبَ الله٠عليه وَلَعَنَه٠وَأعَدَّ له عَذَاباً عظيماً ) (3) Ùهذه أيضاً تÙيد الاختيار ÙÙŠ القتل. ÙˆØتّى بخصوص الاَكل والشرب Ùقد رسم لنا Øدوداً Ùقال : ( ÙˆÙŽÙƒÙÙ„Ùوا وَاشْرَبÙوا وَلاَ تÙسْرÙÙÙوا Ø¥Ùنَّه٠لاَ ÙŠÙØÙبّ٠المÙسْرÙÙينَ ) (4) Ùهذه أيضاً بالاختيار. Ùكي٠يا سيدي بعد هذه الاَدلّة القرآنية تقولون بأن كل شيء من اللّه ØŒ والعبد مسيّر ÙÙŠ كل Ø£Ùعاله ؟؟. أجابني: بأنّ الله سبØانه هو ÙˆØده الذي يتصرّ٠ÙÙŠ الكون واستدلّ بقوله: ( Ù‚ÙÙ„ اللّهÙمَّ مَالÙÙƒÙŽ المÙلْك٠تÙؤتي المÙلْكَ مَنْ تَشَاء٠وَتَنزÙع٠الملك ممّن تَشَاء٠وَتÙعÙزّ٠مَنْ تَشاء وتÙØ°Ùلّ٠مَنْ تشاء بيدÙÙƒ الخير٠إÙنَّكَ عَلى ÙƒÙلّ٠شيء٠قَدÙيرٌ ) (5). قلتÙ: لا خلا٠بيننا ÙÙŠ مشيئة الله سبØانه ØŒ وإذا شاء الله أن ÙŠÙعل شيئاً ØŒ Ùليس بإمكان الاÙنس والجنّ ولا سائر المخلوقات أن يعارضوا مشيئته ! وإنّما اختلاÙنا ÙÙŠ Ø£Ùعال العباد هل هي منهم أم من الله ؟؟ أجابني: لكم دينكم ولي ديني ØŒ وأغلق باب النقاش بذلك ØŒ هذه هي ÙÙŠ أغلب الاَØيان Øجّة علمائنا. وأذكر أني رجعت٠إليه بعد يومين وقلت٠له : إذا كان اعتقادك أنّ الله هو الذي ÙŠÙعل كل شيء ØŒ وليس للعباد أن يختاروا أي شيء ØŒ Ùلماذا لا تقول ÙÙŠ الخلاÙØ© Ù†Ùس القول ØŒ وأن الله سبØانه هو الذي يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ØŸ Ùقال: نعم أقول بذلك ØŒ لاَن الله هو الذي اختار أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي عليه السلام ØŒ ولو شاء الله أن يكون علي هو الخليÙØ© الاَول ما كان الجنّ والاÙنس بقادرين على منع ذلك. (1) قلتÙ: الآن وقعت. قال: كي٠وقعت٠؟ قلتÙ: إمّا أن تقول بأنّ الله اختار الخلÙاء الرّاشدين الاَربعة ØŒ ثم بعد ذلك ترك الاَمر للناس يختارون من شاؤوا. وإما أن تقول : بأن الله لم يترك للناس الاختيار ØŒ وإنّما يختار هو كل الخلÙاء من ÙˆÙاة الرسول إلى قيام الساعة؟ أجاب: أقول بالثاني ( Ù‚ÙÙ„ اللّهÙمَّ مَالÙÙƒÙŽ المÙلك٠تÙؤْتي المÙلْكَ مَنْ تَشَاء٠وَتَنْزÙع٠المÙلْكَ ممّن تَشاءÙ... ) (1). قلتÙ: إذاً Ùكلّ انØرا٠وكل ضلالة وكل جريمة وقعت ÙÙŠ الاÙسلام بسبب الملوك والاَمراء Ùهي من اللّه ØŒ لاَنّه هو الذي أمّر هؤلاء على رقاب المسلمين؟ أجاب : وهو كذلك ØŒ ومن الصالØين من قرأ : ( وَإذَا أَرَدْنَا أَنْ Ù†ÙهْلÙÙƒÙŽ قَرْية أمَّرْنا Ù…ÙتْرَÙÙيهَا ) (2) أي جعلناهم أمراء. قلت٠متعجّباً : إذاً Ùقتل٠علي عليه السلام على يد ابن ملجم ØŒ وقتل الØسين بن علي عليه السلام أراده الله ؟؟ Ùقال منتصراً: نعم طبعاً Ù€ ألم تسمع قول الرسول لعلي : «Ø£Ø´Ù‚Ù‰ الآخرين الذي يضربك على هذه Øتى تبتلّ هذه ØŒ وأشار إلى رأسه ولØيته (3) كرّم اللّه وجهه». وكذلك سيدنا الØسين عليه السلام قد علم رسول اللّه صلى الله عليه وآله بمقتله ÙÙŠ كربلاء، ÙˆØدّث أم سلمة بذلك (1) ØŒ كما علم بأن سيدنا الØسن سيصلØ٠اللّه به Ùرقتين عظيمتين من المسلمين (2) ØŒ Ùكل شيء مسطر ومكتوب ÙÙŠ الاَزل ØŒ وليس للاÙنسان Ù…Ùرّ ØŒ وبهذا أنت الذي وقعتَ لا أنا. سكتّ٠قليلاً أنظر إليه وهو مزهوٌ بهذا الكلام ØŒ وظنّ أنه Ø£ÙØمني بالدليل؛ كي٠لي أن أقنعه بأنّ علم اللّه بالشيء لا ÙŠÙيد Øتماً بأنّه هو الذي قدّره وأجبر النّاس عليه، وأنا أعلم مسبقاً بأن Ùكره لا يستوعب مثل هذه النظرية. وسألته من جديد: إذاً Ùكلّ الرؤساء والملوك قديماً ÙˆØديثاً والذين ÙŠØاربون الاÙسلام والمسلمين نصّبهم اللّه ØŸ! قال : نعم بدون شك. قلت٠: Øتّى الاستعمار الÙرنسي على تونس والجزائر والمغرب هو من اللّه!ØŸ قال : بلى ØŒ لمّا جاء الوقت٠المعلوم خرجت Ùرنسا من تلك الاَقطار. قلت٠: سبØان اللّه ! Ùكي٠كنت تداÙع سابقاً عن نظرية أهل السنّة بأن رسول اللّه صلى الله عليه وآله مات وترك الاَمر شورى بين المسلمين ليختاروا من يشاؤون ØŸ قال : نعم ØŒ ولا زلت٠على ذلك ØŒ وسأبقى على ذلك إن شاء اللّه ! قلت٠: Ùكي٠توÙّق بين القولين : اختيار اللّه واختيار الناس بالشورى ØŸ قال : بما أن المسلمين اختاروا أبا بكر Ùقد اختاره اللّه ! قلت٠: أنزل عليهم الوØÙŠ ÙÙŠ السقيÙØ© يدلّهم على اختيار الخليÙØ© ØŸ قال : أستغÙر اللّه ØŒ ليس هناك ÙˆØÙŠ بعد Ù…Øمّد صلى الله عليه وآله (والشيعة كما هو معرو٠لا يعتقدون بهذا وإنما هي تهمة ألصقها بهم أعداؤهم). قلت٠: دعنا من الشيعة ØŒ وأقنعنا بما عندك ! كي٠علمت بأن اللّه اختار أبابكر ØŸ قال: لو أراد اللّه خلا٠ذلك لما تمكّن المسلمون ØŒ ولا العالمون خلا٠ما يريده اللّه تعالى. عرÙت٠Øينئذ أنّ هؤلاء لا ÙŠÙكّرون ØŒ ولا يتدبّرون القرآن، وعلى رأيهم سو٠لن تستقيم أية نظرية ÙلسÙية أو علمية (1). ____________ (1) هو : الدكتور Ù…Øمد التيجاني السماوي التونسي، Øصل على شهادة الدكتوراه ÙÙŠ الÙلسÙØ© من جامعة السوربون Ù€ باريس، وكان على مذهب الاÙمام مالك بن أنس، وأخيراً اعتنق المذهب الشيعي بعد بØØ« طويل ÙÙŠ تØقيق مسائل الخلا٠بين المذاهب الاÙسلامية وقد جرت بينه وبين العلماء مناظرات كثيرة ÙÙŠ المسائل الخلاÙية وقد Ø´Ø±Ø ÙƒÙŠÙية استبصاره، والاَسباب التي دعته إلى الاَخذ بمذهب أهل البيت عليهم السلام ÙÙŠ كتابه الشهير (ثم اهتديت). (2) يعني المسائل المرتبطة بمسائل الجبر. (3) سورة النساء: الآية 3 (4) سورة البقرة : الآية 229. (5) سورة الاÙسراء: الآية 32. (6) سورة المائدة : الآية 91. (7) سورة الاَنعام : الآية 151. (8) سورة النساء: الآية 93. (6) سورة الاَعراÙ: الآية 31. (10) سورة آل عمران : الآية 26. (11) من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‡ خلط بين الاÙرادة التكوينية والاÙرادة التشريعية ØŒ ولم ÙŠÙرق بينهما Ù€ Øتى لجأ للقول بمقالة المجبرة Ù€ والÙرق بينهما إن متعلق الاÙرادة التكوينية لا يتخل٠عنها ÙÙŠ الخارج أبداً، قال تعالى : ( وإذا قضى أمراً Ùإنما يقول له كن Ùيكون ) البقرة | 117 ØŒ وقال تعالى: ( ولو شاءَ ربÙÙƒÙŽ لآمنَ مَنْ ÙÙŠ الاَرض كلهم جميعاً ) يونس | 99 ØŒ Ùلا يتخل٠المراد Ùيها عن الاÙرادة، أما الاÙرادة أو المشيئة التشريعية Ùهي تتعلّق بالمكلّÙين وأÙعالهم ØŒ Ùليست خارجة عن إرادتهم واختيارهم ØŒ Ùبقدرتهم إطاعة الله تعالى غير ملجئين عليها Ùيثيبهم الله ØŒ وبإمكانهم معصيته باختيارهم غير مجبرين عليها Ùيعاقبهم الله ØŒ ولو أن الله تعالى أجبر العباد على الطاعة أو على المعصية Ù€ تعالى الله عن ذلك Ù€ لبطل الثواب والعقاب ØŒ بل أمرهم ونهاهم تشريعاً لا تكويناً. أما بالنسبة للمثال المذكور ÙÙŠ المناظرة ØŒ Ùنقول : إن الله تعالى أراد أن يكون الاÙمام علي بن أبي طالب عليه السلام هو الخليÙØ© الشرعي للنبي صلى الله عليه وآله تكويناً ØŒ Ùلا بد أن يكون الاÙمام بارادة الله تعالى ومشيئته ØŒ رضي الناس بذلك أم لم يرضوا ! وأما اتباع الناس له وطاعتهم له Ùهو متعلق بالاÙرادة التشريعية ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم ) Ùلا جبر Ùيها ØŒ Ùشأن أولئك الذين خالÙوا أمر الله تعالى ÙÙŠ أوليائه وأوصيائه ØŒ شأن تلك الاَمم السالÙØ© التي عصت الرسل وكذبوهم بل هناك من الاَمم من قتلت أنبياءها ØŒ كما Øصل ÙÙŠ بني إسرائيل الذين قتلوا سبعين نبياً ÙÙŠ ساعة واØدة ØŒ Ùهل يقال : إن الله تعالى أراد من بني إسرائيل قتل الاَنبياء تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ØŒ هذا وكل شيء بمشيئته غير خارج عنها بمعنى أنه لو أراد تكويناً عدم وقوعها ÙÙŠ الخارج لما وقعت ØŒ وجرت Øكمته تعالى ÙÙŠ خلقه أن يمتØنهم بعدما هداهم السبيل ( إنا هَديناه٠السبيلَ إما شَاكراً وإما ÙƒÙورا ) غير مكرهين على الÙعل ولا مجبورين على عدمه ØŒ بل هو أمر بين أمرين كما ÙÙŠ الاَخبار. (12) سورة آل عمران : الآية 26. (13) سورة الاÙسراء : الآية 16. (14) ترجمة الاÙمام علي بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر : ج 3 ص 342 Ø 1389 Ù€ 1392 ØŒ بØار الاَنوار للمجلسي : ج 42 ص 195 Ø 13. (15) راجع : مقتل الØسين للخوارزمي : ج 1 ص 159 Ù€ 163 ØŒ ترجمة الاÙمام الØسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر : ص 247 Ù€ 259 Ø 221 Ù€ 228 وص 270 Ø 236. (16) راجع : بØار الاَنوار : ج 43 ص 293 Ø 54 ØŒ Ùرائد السمطين للجويني : ج 2 ص 115 Ø418ØŒ ترجمة الاÙمام الØسن عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر : ص 83 Ø 143 وص 125 Ù€ 134 Ø 200 Ù€ 223. (17) مع الصادقين للدكتور التيجاني السماوي : ص 133 Ùˆ 138.
|