القائمة الرئيسية:
 Ø£Ù‚سام أخبار المستبصرين:
 Ø£Ù‚سام المقالات:
 Ø£Ù‚سام مكتبة الكتب:
 ÙƒØªØ§Ø¨ عشوائي:
 ØµÙˆØ±Ø© عشوائية:
 Ø§Ù„قائمة البريدية:
البريد الإلكتروني:
 Ø§Ù„مقالات
المسارالمقالات » إدانتهم من كتبهم » الصحابة » هل أحـب الـشـيـخان لـقـاء الله جلّ وعلا، تأملوا..؟؟

هل أحـب الـشـيـخان لـقـاء الله جلّ وعلا، تأملوا..؟؟

القسم: الصحابة | 2009/09/22 - 04:34 AM | المشاهدات: 3663

بسم الله الرحمن الرحيم
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ
حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا
وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ

آية 31 من سورة الأنعام


من كره لقاء الله، كره الله لقاءه


أخرج مسلم النيسابوري (206- 261هـ) في صحيحه ج: 4 ص: 2065: باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، ح2683 حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت أن نبي الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال ثم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

ومثله ح2683 ، وفي ح2684 حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي حدثنا سعيد عن قتادة عن بينها عن سعد بن هشام عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت فقال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه

وفي ح2685 حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي أخبرنا عبثر عن مطرف عن عامر عن شريح بن هانئ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال فأتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حديثا إن كان كذلك فقد هلكنا فقالت إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وما ذاك قال قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت فقالت قد قاله رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وليس بالذي تذهب إليه ولكن إذا شخص البصر وحشر الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

وراجعوا صحيح البخاري ج: 5 ص: 2386: ح 6142... وغيرها من المصادر الكثيرة!!

يشير هذا الحديث إلى أمور جداً مهمة، يجب على المسلم أن يتمعن في معانيها، ومن ثم يطبقها على حقيقة الواقع الذي مر به أولئك الذين يعتقد بأنهم أولياء الله وأحباؤه!!

تعالوا معي لنر حال أهم الرجال عند من لم يتبع أهل البيت صلوات الله عليهم، أعني بهؤلاء الرجال أبي بكر وعمر!!

حالهم عند الإحتضار

أولاً: أبو بكر
قد كان لنا بحث بخصوص الآية المباركة: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً، وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا.. سورة الفرقان (27-30 )!!

وقد بان في عرضنا لمفردات هذه الآية الكريمة (من كتب القوم) أمور عظيمة، أقلُّ ما يُقال عنهم بأنهم في غمرات الضلال والإنحراف عن جادة الصراط المستقيم، فجاء فيه موقف أبو بكر عند الإحتضار، وبدا منه الندم بما أجرمه من ظلمه لأهل البيت صلوات الله عليهم، ولبضعة الرسول الأعظم البتول الطاهرة فاطمة صلوات الله عليها، فجاء في تاريخ الطبري ج: 2 ص: 353: حدثنا يونس بن عبدالأعلى قال حدثنا يحيى بن عبدالله بن بكير قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا علوان عن صالح بن كيسان عن عمر بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في مرضه الذي توفي فيه فاصابه مهتما فقال له عبدالرحمن أصبحت والحمد لله بارئا فقال أبو بكر رضي الله عنه أتراه قال نعم قال إني وليت أمركم خيركم في نفسي فكلكم ورم كلاهما من ذلك يريد أن يكون الأمر له دونه ورأيتم الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي مقبلة حتى تتخذوا ستور الحرير ونضائد الديباج الاضطجاع على الصوف وشيه كما يألم أحدكم أن ينام على حسك والله لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه حد خير له من أن يخوض في غمرة الدنيا وأنتم أول ضال بالناس غدا عن الطريق يمينا وشمالا يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البجر فقلت له خفض عليك رحمك الله فإن هذا في التابعين إنما الناس في التابعين بين رجلين إما رجل رأى ما رأيت فهو معك وإما رجل خالفك فهو مشير عليك وصاحبك كما تحب ولا نعلمك أردت إلا خيرا ولم تزل صالحا مصلحا وأنك لا تأسى على شيء من الدنيا قال أبو بكر رضي الله عنه أجل إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن
أولاً: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد على الحرب
ثانياً: ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا
ثالثاً: ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين يريد عمر وأبا عبيدة فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا
وأما اللاتي تركتهن
أولاً: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه فإنه تخل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه
ثانياً: ووددت أني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة كنت أقمت بذي القصة فإن ظفر المسلمون ظفروا وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مددا
ثالثاً: ووددت أني كنت إذ وجهت خالد بن الوليد إلى الشأم كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله ومد يديه

أولاً: ووددت أني كنت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد
ثانياً: ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب
ثالثاً: ووددت أني كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمة فإن في نفسي منهما شيئا

قال لي يونس قال لنا يحيى ثم قدم علينا علوان بعد وفاة الليث فينبغي عن هذا الحديث فحدثني به كما حدثني الليث بن سعد حرفا حرفا وأخبرني أنه هو حدث به الليث بن سعد وسألته عن اسم أبيه فأخبرني أنه علوان بن داود وحدثني محمد بن إسماعيل المرادي قال حدثنا عبدالله بن صالح المصري قال حدثني الليث عن علوان بن صالح عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال ثم ذكر نحوه ولم يقل فيه عن أبيه..إنتهى!!

وراجع أيضاً ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 5 ص: 135 في ترجمة علوان بن داود البجلي مولى جرير بن عبد الله!!

فراجعوا هذا الرابط للمزيد:
آيــات الــقــرآن الــكــريــم ونــدم أبــي بــكــر..إضغط هـــنا لمطالعته!!

ثانياً: عمر بن خطاب
على أن الرابط أعلاه، يكفي لإظهار حقيقة هذا الرجل، ولكن، قد كان لنا بحث يخصه وحده وكان بعنوان: مـا مـعـنى أن خـلـيـفـة يـشـك فـي إيـمـانـه ومـصـيـره..؟؟ إضغط هـــنا لمطالعته!!

فقد أخرج البخاري في (صحيحه ج5 : ص16 كتاب فضائل أصحاب النبي صلوات اله عليه وآله باب مناقب عمر بن الخطاب ) بإسناده عن المسور بن مخرمة قال : لما طعن عمر جعل يألم . فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه : يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك ، لقد صحبت رسول الله صلوات اله عليه وآله فأحسنت صحبته ، ثم فارقته وهو عنك راض ، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ، ثم فارقته وهو عنك راض ، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم ، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون . قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلوات اله عليه وآله ورضاه ، فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي..إلى أن يقول:
وأما ما ترى من جزعي ، فهو من أجلك وأجل أصحابك ، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه!!!

ذكرني بهذه الآية الكريمة: يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ، وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ…آية 11-13 من سورة المعارج!!

ما يقوله علماء العامة في هذا الباب –أعني الندم والخوف عند الموت-ØŸ


يقول بن حزم في كتابه المحلى ج: 11 ص: 224: وأما حديث حذيفة فساقط لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك ولا نراه يعلم من وضع الحديث فإنه قد روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه فسقط التعلق به والحمد لله رب العالمين!!

تعامى لأمر الوليد بن عبدالله بن الجميع، بأن قد وثق من قبلهم ، ولكن أختصر المقام بذكر ما جاء في تهذيب الكمال للمزي ج: 31 ص: 35، 6713 بخ م د ت س الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري الكوفي والد ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع... إلى أن يقول:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه وأبو داود ليس به بأس
وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ثقة وكذلك قال العجلي
وقال أبو زرعة لا بأس به
وقال أبو حاتم صالح الحديث
وقال عمرو بن علي كان يحيى بن سعيد لايحدثنا عن الوليد بن جميع فلما كان قبل موته بقليل حدثنا عنه
وذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له البخاري في الأدب والباقون سوى بن ماجة.!!

فيقول ابن حزم في كتابه المحلى ج: 11 ص: 225:
وأما الموقوفة على حذيفة فلا تصح ولو صحت لكانت بلا شك على ما بينا من أنهم صح نفاقهم وعاذوا بالتوبة ولم يقطع حذيفة ولا غيره على باطن أمرهم فتورع عن الصلاة عليهم وفي بعضها أن عمر سأله أنا منهم فقال له لا ولا أخبر أحدا غيرك بعدك

ويعلق ابن حزم على هذا بالقول:
وهذا باطل كما ترى لأن من الكذب المحض أن يكون عمر يشك في معتقد نفسه حتى لا يدري أمنافق هو أم لا!!

هذا إعتراف من ابن حزم على أن ذلك لا يجوز أن يصدر من عمر بن الخطاب فلا يعلم بأنه منافق أم مؤمن، وقد بينا من أن سند الحديث صحيح، وأن ابن حزم قد أسقط السند لوجود الوليد بن عبدالله بن الجميع، فكان مخطئاً!!

بعد هذا يتضح من أن عمر بن الخطاب لا يحب لقاء الله بعد هذه الأمور التي قام بها والتي سودت صحيفة تأريخه ، وولنذكر بعض الأحاديث في هذا الشأن: فجاء في مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 165: ح30376 حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال إذا سئل أحدكم أمؤمن أنت فلا يشك في إيمانه...إنتهى!!

وهذا ابن مسعود لا يشك في إيمانه كصاحبكم، فجاء مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 165: ح30377 حدثنا وكيع عن مسعر عن موسى بن أبي كثير عن رجل لم يسمه عن أبيه قال سمعت أبن مسعود يقول أنا مؤمن...إنتهى!!

مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 166: ح30380 حدثنا أبو معاوية عن الشيباني قال لقيت عبد الله بن مغفل فقلت له إن أناسا من أهل الصلاح يعيبون علي أن أقول أنا مؤمن فقال عبد الله لقد خبت وخسرت إن لم تكن مؤمنا...إنتهى!!

ونزيدك من الشعر بيتاً: فقد جاء في فيض القدير للمناوي ج: 1 ص: 369: إذا سئل بالبناء للمفعول بضبط المؤلف أحدكم أمؤمن هو فلا يشك في إيمانه أي فلا يقل مؤمن إن شاء الله لأنه إن كان للشك فهو كفر لا محالة أو للتبرك والتأدب وإحالة الأمور على مشيئته تعالى أو للشك في العاقبة والمآل لا في الآن والحال أو للتبرى ء عن تزكية نفسه والاعجاب بحاله فالأولى تركه ثم الجمهور ومنعه الحنفية لإيهامه الشك في التأخر قال التفتازاني والحق أنه لا خلاف في المعنى لأنه إن أريد بالإيمان مجرد حصول المعنى فهو حاصل حالا وما يترتب عليه النجاة والثمران فهو من مشيئة الله ولا قطع بحصوله حالا..إنتهى!!

وأزيدكم على ذلك بأن ولي الله لا يخشى يوم القيامة ولا يحزن، فقد جاء في تفسير القرطبي ج: 4 ص: 282
قال علماؤنا لما فوضوا أمورهم إليه وأعتمدوا بقلوبهم عليه أعطاهم من الجزاء أربعة معان النعمة والفضل وصرف السوء وأتباع الرضا فرضاهم عنه ورضي عنهم قال ابن عباس وغيره المعنى يخوفكم أولياءه أى بأوليائه أو من أوليائه فحذف حرف الجر ووصل الفعل إلى الأسم فنصب كما قال تعالى لينذر بأسا شديدا أى لينذركم ببأس شديد أى يخوف المؤمن بالكافر وقال الحسن والسدي المعنى يخوف أولياءه المنافقين ليقعدوا عن قتال المشركين فأما أولياء الله فإنهم لا يخافونه إذا خوفهم وقد قوله تعالى ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم أي في الآخرة ولا هم يحزنون لفقد الدنيا وقيل لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أي من تولاه الله تعالى وتولى حفظه وحياطته ورضي عنه فلا يخاف يوم القيامة ولا يحزن قال الله تعالى إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها أي عن جهنم مبعدون إلى قوله لا يحزنهم..إنتهى!!

لكن عمر حصل منه ما هو مريب، أخرج البخاري (صحيح البخاري ج5 : ص16 كتاب فضائل أصحاب النبي صلوات اله عليه وآله باب مناقب عمر بن الخطاب ) بإسناده عن المسور بن مخرمة قال : لما طعن عمر جعل يألم . فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه : يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك ، لقد صحبت رسول الله صلوات اله عليه وآله فأحسنت صحبته ، ثم فارقته وهو عنك راض ، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ، ثم فارقته وهو عنك راض ، ثم صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم ، ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون . قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلوات اله عليه وآله ورضاه ، فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي..إلى أن يقول:
وأما ما ترى من جزعي ، فهو من أجلك وأجل أصحابك ، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه!!!

قد تبين بأن من يشك في إيمانه فهو أمر مريب قد أوضحه السنة أنفسهم في ما ذكرت أعلاه!!

وعمر بن الخطاب يشك وبقوة في إيمانه، بل لم نجد له توبة بعد ما فعله في الحذيبية، ولذلك لا يحب لقاء الله عزّ وجلَ!!

أكبر مصداق قبل يوم احتضارهم على كراهيتهم لقاء الله جلّ وعلا

فرارهم من الزحف مراراً وتكراراً، تاركين رسول الله صلوات الله عليه وآله في المعركة يجاهد بنفسه ويذود عن حياض الإسلام، وأكبر مصداق ودليل على هذا الهروب والفرار الذي هو إحدى الموبقات وكبيرة من الكبائر التي نهى الله ورسوله صلوات الله عليه وآله عنها، هي معركة خيبر التي جاءت بعد معركة أحد وبعد صلح الحذيبية والتي تمت البيعة فيها على الموت، قال تعالى: وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ...آية 16 من سورة الأنفال!!

فراجعوا هذا الروابط تكفيكم الأمر:
أبو بكر يفر من الزحف أكثر من مرة، أليس هذا من الكبائر؟ اضغط هنا للمطالعة!!

أطلب من المخالفين تصحيح هذه المعلومات إن نقلت خطأ، اضغط هنا للمطالعة!!

هل توافقون على خلافة من يفعل الموبقات..؟؟ اضغط هنا للمطالعة!!

قول علماء العامة فيمن كره لقاء الله عند الإحتضار (النزع)
أو كره الآخرة وأحب البقاء في دار الدنيا


بعد هذا نأتي لأقوال وتأويل علماء العامة لحديث ( من كره لقاء الله (كما كره ذلك أبوبكر وعمر) كره الله لقاءه) :
قال يحي النووي (631- 676هـ) في شرحه على صحيح مسلم ج: 17 ص: 9: باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه:
قوله حدثنا هداب هذا الاسناد والذى بعده كلهم بصريون الا عبادة بن الصامت فشامى قوله صلىالله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة فقلت يا نبى الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس كذلك ولكن المؤمن اذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وأن الكافر اذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقائه هذا الحديث يفسر آخره أوله ويبين المراد بباقى الأحاديث المطلقة من أحب لقاء الله ومن كره لقاء الله ومعنى الحديث أن الكراهة المعتبرة هى التى تكون ثم النزع فى حالة لا تتقبل توبته ولا غيرها فحينئذ يبشر كل انسان بما هو صائر اليه وما أعدله ويكشف له عن ذلك فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا الى ما أعدلهم ويحب الله لقاءهم أى فيجزل لهم العطاء والكرامة وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه لما علموا من سوء ما ينتقلون اليه ويكره الله لقاءهم أى يبعدهم عن رحمته وكرامته ولا يريد ذلك بهم وهذا معنى كراهته سبحانه لقائهم وليس معنى الحديث أن سبب كراهة الله تعالى لقاءهم كراهتهم ذلك ولا أن حبه لقاء الآخرين حبهم ذلك بل هو صفة لهم قولها اذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع أما شخص فبفتح الشين والخاء ومعناه ارتفاع الأجفان الى فوق وتحديد النظر وأما الحشرجة فهى تردد النفس فى الصدور وأما اقشعرار الجلد فهو قيام شعره وتشنج الأصابع تقبضها...إنتهى!!

وذكر قول النووي ذاته محمد عبد الرحمن المباركفوري (1283-1353هـ) في تحفته بشرح جامع الترمذي ج: 4 ص: 151..!!

ببسم الله أقول:
بلى، جلدتهم بسياط الدليل الذي عرضناه وأظهرناه يا ابن حجر العسقلاني، فسقطت كل الأقنعة وبان الحق كالنار على المنار وكالشمس في وضح النهار، فَهَلْ تَرَى ( لأصحابكم) مِّن بَاقِيَةٍ؟!

قال محمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت1122هـ) في شرحه على موطأ الإمام مالك ج: 2 ص: 117: عبادة في الصحيحين فقالت عائشة إنا لنكره الموت قال ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وأن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه

ولأحمد عن عائشة مرفوعا إذا أراد الله بعبد خيرا قيض الله له قبل موته بعام ملكا يسدده ويوفقه حتى يقال مات بخير ما كان فإذا حضر ورأى إلى ثوابه اشتاقت نفسه فذلك حين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإذا أراد الله بعبد شرا قيض الله له قبل موته بشهر شيطانا فأضله وفتنه حتى يقال مات بشر ما كان عليه فإذا حضر ورأى ما أعد الله له من العذاب جزعت نفسه فذلك حين كره لقاء الله وكره الله لقاءه

وقال الخطابي معنى محبة لقاء الله إيثار العبد الآخرة على الدنيا ولا يحب طول القيام فيها لكن يستعد للارتحال عنها واللقاء على وجوه منها الرؤية ومنها البعث كقوله تعالى قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله سورة الأنعام الآية أي البعث ومنها الموت كقوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت سورة العنكبوت الآية

وقال ابن الأثير المراد باللقاء المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما ثم الله وليس الغرض به الموت لأن كلا يكرهه فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله ومحبة الله لقاء عبده إرادة الخير له وإنعامه عليه

وفي الكواكب إن قيل الشرط ليس سببا للجزاء بل الأمر بالعكس قلت مثله يؤول بالإخبار أي أخبره بأني أحببت لقاءه وكذا الكراهة والحديث رواه البخاري في التوحيد عن إسماعيل عن مالك به مالك عن أبي الزناد بكسر الزاي والتخفيف عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله قال هكذا رفعه أكثر رواة الموطأ ومصعب وذلك لا يضر في رفعه لأن رواته ثقات حفاظ..إنتهى!!

ببسم الله أقول:
كاني بأصحابكم وقد بُشِّرُوا بالعذاب المقيم وجزعوا جزعا عظيماً عند النزع والإحتضار، حتى بدى من أمرهم ما بدى عندما رأوا العذاب أمامهم، قال تعالى: لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ...آية 22 من سورة ق، يقول مولاي أبو عبدالله الحسين صلوات الله عليه (ترجمة الامام الحسين ( ع ) - ابن عساكر ص 319) :
أفهؤلاء تعضدون ؟ وعنا تتخاذلون ؟ أجل والله الخذل فيكم معروف ، وشجت عليه عروقكم واستأزرت عليه أصولكم فأفرعكم فكنتم أخبث ثمرة شجرة للناظر وأكلة لغاصب ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الإيمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا ...إلخ..إنتهى!!

ولكي يطيب المقام، ويتشرف وتفوح رائحة أهل البيت صلوات الله عليهم بذكرهم العطر وكلماتهم النورانية، نذكر خطبة مولاي أمير المؤمنين صلوات الله عليه بشأن المتقين، فقال عليه السلام بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي محمدٍ صلوات الله عليه وآله وصلى عليه: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ ـ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ـ خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ، لاَِنَّةُ لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ، وَلاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ، فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ، وَوَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ. فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ: مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، وَمَلْبَسُهُمُ الاْقْتِصَادُ، وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ. غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ. نَزَلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلاَءِ كَالَّتِي نَزَلَتْ فِي الرَّخَاءِ. لَوْ لاَ الاَْجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْن، شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ، وَخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ. عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا، فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ. قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ، وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ، وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ. صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً، تِجَارَةٌ مَرْبِحَةٌ، يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُم. أَرَادَتْهُمُ الْدُّنْيَا وَلَمْ يُرِيدُوهَا، وَأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أُنْفُسَهُمْ مِنْهَا. أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ، تَالِينَ لاَِجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً، يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ، وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ، فَإِذَا مَرُّوا بِآيَة فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً، وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً، وَظَنُّوا أنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَة فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ، فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، مُفْتَرِشُونَ لِجَبَاهِهِمْ وَأَكُفِّهِمْ، وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ، يَطْلُبُونَ إِلَى اللهِ فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ. وَأَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ، أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ، قَدْ بَرَاهُمْ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ، يَنْظُرُ إِلَيْهمُ الْنَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى، وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَض، وَيَقُولُ: قَدْ خُولِطُوا! وَلَقَدْ خَالَطَهُمْ أَمْرٌ عَظِيمٌ! لاَ يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ، وَلاَ يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ، فَهُمْ لاَِنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ. إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهْمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي، وَرَبِّي أَعْلَمُ مِنِّي بِنَفْسي! اللَّهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لاَ يَعْلَمُونَ. فَمِنْ عَلاَمَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِين، وَحَزْماً فِي لِين، وَإِيمَاناً فِي يَقِين، وَحِرْصاً فِي عِلْم، وَعِلْماً فِي حِلْم، وَقَصْداً فِي غِنىً، وَخُشُوعاً فِي عِبَادَة، وَتَجَمُّلاً فِي فَاقَة، وَصَبْراً فِي شِدَّة، وَطَلَباً فِي حَلاَل، وَنَشاطاً فِي هُدىً، وَتَحَرُّجاً عَنْ طَمَع. يَعْمَلُ الاَْعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَهُوَ عَلَى وَجَل، يُمْسِي وَهَمُّهُ الشُّكْرُ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ الذِّكْرُ، يَبِيتُ حَذِراً، وَيُصْبِحُ فَرِحاً، حَذِراً لَمَّا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ، وَفَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ. إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيَما تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيَما تُحِبُّ. قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيَما لاَ يَزُولُ، وَزَهَادَتُهُ فِيَما لاَ يَبْقَى، يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمَ، وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ. تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ، قَلِيلاً زَلَلُهُ، خَاشِعاً قَلْبُهُ، قَانِعَةً نَفْسُهُ، مَنْزُوراً أَكْلُهُ، سَهْلاً أَمْرُهُ، حَرِيزاً دِينُهُ، مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ، مَكْظُوماً غُيْظُهُ. الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ. إِنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ، وَإِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ. يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ. بَعِيداً فُحشُهُ، لَيِّناً قَوْلُهُ، غَائِباً مُنْكَرُهُ، حَاضِراً مَعْرُوفُهُ، مُقْبِلاً خَيْرُهُ، مُدْبِراً شَرُّهُ. فِي الزَّلاَزِلِ وَقُورٌ، وَفِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ، وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ. لاَ يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ، وَلاَ يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ. يَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ عَلَيْهِ. لاَ يُضَيِّعُ مَا اسْتُحْفِظَ، وَلاَ يَنْسَى مَا ذُكِّرَ، وَلاَ يُنَابِزُ بِالاَْلْقَابِ، وَلاَ يُضَارُّ بالْجارِ، وَلاَ يَشْمَتُ بالْمَصَائِبِ، وَلاَ يَدْخُلُ فِي الْبَاطِلِ، ولاَ يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ. إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّهُ صَمْتُهُ، وَإِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُهُ، وَإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتّى يَكُونَ اللهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ. نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاء، وَالنَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَة. أَتْعَبَ نفسه لاِخِرَتِهِ، وَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ. بُعْدُهُ عَمَّنْ تَبَاعَدَ عَنْهُ زُهْدٌ وَنَزاهَةٌ، وَدُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنَهُ لِينٌ وَرَحْمَةٌ، لَيْسَ تَبَاعُدُهُ بِكِبْر وَعَظَمَة، وَلاَ دُنُوُّهُ بِمَكْر وَخَدِيعَة.

قال تعالى:
مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
آية 5 من سورة العنكبوت

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين


كتبه مفجرالثورة، في يوم الأحد، التاسع من شهر صفر المظفر 1426هـ

الإمام المهدي عليه السلام وأنصاره

عَنْ أبِي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلام قَالَ لَهُ كَنْزٌ بِالطَالَقَانِ مَا هُوَ بِذَهَبٍ وَ لا فِضْةٍ وَ رَايَةٍ لَمْ تًنْشَر مُنْذُ طُوِيَتْ وَ رِجَالٌ كَانَ قُلُوبُهُمْ زُبُر الحُدِيد لا يَشُوبُهَا شَكٌ فِي ذَاتِ الله أشَدُّ مِنْ الحَجَر لَوْ حَمَلُوا عَلَى الجِبَالِ لأزَالُوهَا لا يَقْصُدُون بِرَايَاتِهم بَلْدَةٍ إلا خَرَّبُوهَا كَانَ عَلَى خُيُولِهِم العُقْبَان يَتَمَسَّحُون بِسَرْجِ الإمَام عَلَيْهِ السَّلام يَطْلِبُونَ بِذَلِكَ البَرَكَة وَ يَحْفُّونَ بِهِ يَقُونَهُ بَأنْفُسِهِم فِي الحُرُوبِ وَ يَكْفُونَهُ مَا يُرِيدُ فِيهِم رِجَالُ لا يَنَامُون اللَّيْل لَهُمُ دَوِيُّ فِي صَلاتِهِم كَدَوِيِّ النَّحْلِ يَبِيتُونَ قِيَامَاً عَلَى أطْرَافِهِم وَ يُصْبِحُون عَلَى خِيُولِهم رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ لِيُوثٌ بِالنَّهَارِ هُمْ أطْوَعُ لَهُ مِنْ الأمَةِ لِسَيِّدِهَا كَالمَصَابِيحِ كَأنَّ قُلُوبُهُم القَنَادِيل وَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ الله مُشْفِقُونَ يَدْعُونَ بِالشَّهَادِةِ وَ يَتَمَنَّونَ أن يُقْتَلُوا فِي سَبِيلِ الله شِعَارُهُم يَا لِثَارَاتِ الحُـسَيْن إذَا سَارُوا يَسِيرُ الرُّعْبُ أمَامَهُمُ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يَمْشُونَ إلى المَوْلَى إرْسَالاً بِهِم يَنْصُرُ الله إمَامَ الحَقِ.

آل محمد

عَن ابن عَبَّاس قالَ: جّاء إليْهِ رَجُلٌ فقالَ: يَا ابْن عَبَّاس أخْبـِـرنِي عَن آل مُحَمَّدٍ.فقالَ ابْن عَبَّاسٍ: آل مُحَمَّدٍ صَلى الله عَلـَـيْه وَآلِه، المُعَلِّمُون التـُـقـَـى، البَاذِلـُـون الجَدَى، التـَـارِكـُـون الهَوََى، النـَـاكِبُون الرَّدَى، لا خُـشـَّـعُ لِمَظٍ، وَلا طـُـمَّحُ حَظـَـظٍ، ولا غُلظـُ فـَـظـَـظٍ، فِي كُل حِينٍ يُقـظ، أحْلاسَ الخَيْلِ، أنـْـجُمُ الليْل، وبَحْرُ النِيل، بُعَّادُ المَيْلِ، هَامَاتٌ هَامَاتٌ، وَسَادَاتٌ سَادَاتٌ، وَغُيُوثُ جَارَاتٍ، وَلـُـيُوثُ غَابَاتٍ، المُقِيمُون الصَّلاة، المُؤْتـُـونَ الزَّكاة وَالمُقرِّبُون الحَسَنـَات، وَالمُمِيطـُـونَ السَّيْئات.

أبو طالب صلوات الله عليه
عَنْ أمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلي عَلِيهِ السَّلام:أنَّه كَانَ جَالِساً فِي الرَّحْبَِة وَالنَّاسُ حَوْلَه فَقَامَ إليْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يَا أمَيرَ المُؤْمِنِينَ إنَّكَ بالمَكَانِ الذِي أنْزَلَكَ الله فِيهِ وأبُوكَ مُعَذَّبٌ فِي النَّارِ. فَقَالَ لَهُ: مَهْ؟، فـَـضَّ الله فَاكَ، وَالذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِ نَبيَّاً، لوْ شُفِّعَ أبِي فِي كُلِ مُذنِبٍ عَلى وَجْهِ الأرْضِ لـَـشفَّعَهُ اللهُ تـَـعَالى فِيهِم، أأبِي مُعَذَّبٌ بِالنَّار؟ وَ أنَا ابْنُهُ قـَـسِيمُ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِ نَبِيَّاً إنَّ نُورَ أبِي: أبِي طـَـالِبٍ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيُطـْـفِئُ أنْوَارَ الخَلائِق إلا خَمْسَة ُ أنْوَارٍ: نُورُ مُحَمَّدٍ صَلَى الله عَلَيْه وَآلِه وَنُورِي وَنُورُ فَاطِمَة، وَنُورُ الحَسَنِ، وَالحُسَيْنِ وَنُورُ أوْلادِه مِنَ الأئِمَةِ عَلَيْهُم السَّلام. ألا إنَّ نُورَهُ مِنْ نُورِنَا، خَلَقـَـه اللهُ عَزَّوجَلَّ مِنْ قـَـبْلِ أنْ يَخْلـُـقَ آدَمَ عَلَيْه السَّلامِ بِألـْـفِيْ عَام. رواه عن المناقب لابن شاذان غاية المرام ص46 ح 63 وص 208 ح 16. ورواه الكراجكى في الكنز: 80 باسناده عن ابن شاذان. ورواه فخار بن معد في كتابه الحجة على الذاهب إلى تكفير أبى طالب: 72 باسناده إلى الكراجكى. وأورده السيد على خان المدنى الشيرازى في الدرجات الرفيعة ص50 ورواه الطوسى في الامالى ج1:ص 331 ح 58 وج 2 : ص 312 ح 2، والطبرى في بشارة المصطفى: ص249 باسنادهما إلى المفضل بن عمر. وأورده الطبرسى في الاحتجاج ج1 : ص340، عنه البحار ج35: ص 69 ح 3 وعن أمالى الطوسى. وأخرجه العلامة الامينى في الغدير ج7 : ص387 ح 3 عن بعض المصادر اعلاه..!!


 Ø¹Ø±Ø¶ التعليقات
لا توجد تعليقات!
 Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© تعليق
الإسم: *
البلد:
البريد الإلكتروني:
التعليق: *
التحقق اليدوي: *