عباس عثمان شعبان
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/17 - 03:33 AM | المشاهدات: 3803
عباس عثمان شعبان ( غانا ـ مالكي )
المولد والنشأة ولد عام 1969Ù… ÙÙŠ قرية "مسمار" الواقعة شرق السودان، وترعرع ÙÙŠ أسرة متواضعة، تتعبّد ÙˆÙÙ‚ المذهب المالكي. كان أبوه إماماً وشيخاً للقرية وله مكانة خاصة عند سكانها، لأنّه كان من المقرّبين والمساعدين لمرشد الطريقة الختمية التي تعتبر من الطوائ٠الصوÙية الكبرى ÙÙŠ السودان. توÙÙŠ أبوه وهو ÙÙŠ التاسعة من عمره، ثم انتقلت اسرته إلى منطقة "الكربة"ØŒ Ùأتم هناك دراسته الابتدائية، ثم انتقل إلى مدينة "بورتسودان" لظرو٠الدراسة والمعيشة. دراسته الآكاديمية:
يقول الأخ عبدالمنعم: "بدأت ÙÙŠ بورتسودان مرØلة جديدة من Øياتي بين صخب المدينة واجوائها التي تختل٠تماماً عن القرية، درست المتوسطة والثانوية ولم يكن لي هم ÙÙŠ هذه الÙترة سوى إنهاء الدراسة الجامعية والتخرج والانطلاق ÙÙŠ الØياة Øتى استطيع مساعدة إخوتي ÙÙŠ إعالة الاÙسرة. مضت السنوات سراعاً وأصبØت على أعتاب التخرج من الثانوية، امتØنت للشهادة ÙØ£Øرزت نتيجة تؤهلني لدخول جامعة القاهرة بالخرطوم التي أصبØت Ùيما بعد جامعة النيلين، واخترت كلية الØقوق، كان اهتمامي الاجتماعي ÙŠÙوق اهتمامي الأكاديمي ووجدت Ù†Ùسي ÙÙŠ هذا الجانب Øيث تعرÙت على الكثيرين واستÙدت من التجارب. بعد ذلك أصبØت رئيساً للاتØاد العام للطلاب السودانيين بالولاية الشمالية، وكنت سعيداً بذلك لعلي أخدم الطلاب وأقدم شيئاً يكون ذخراً لي ÙÙŠ آخرتي، خصوصاً وأن أغلب الناس باتوا يعيشون ÙÙŠ غÙلة والساعة تقترب ولا ندري متى يدركنا الموت Øينها لن تنÙعنا تقوى آبائنا إلاّ بمقدار ما استÙدنا مما قدّموه لنا من Ù†ØµØ ÙˆØ¥Ø±Ø´Ø§Ø¯ وتربية قويمة". التعر٠على شخصية متكاملة:
يضي٠الأخ عبدالمنعم: "استقرّ بي المقام ÙÙŠ العاصمة "الخرطوم" لأبدأ الدراسة الجامعية.. ÙˆÙÙŠ Ø£Øد Ø£Øيائها Øيث اخترت أن أسكن مع أقربائي كان يسكن Ø£Øد أبناء عمومتي ÙˆØيداً يكاÙØ ÙÙŠ الØياة بين الدراسة والعمل... كان متديناً يعيش Øياة سعيدة رغم أنه لا يملك شيئاً من الوسائل المادية للسعادة وربما يختصر طعامه ÙÙŠ اليوم بوجبة واØدة. كنا نزوره باستمرار Ù€ لإعجابنا الكثير به وبخلقه وزهده Ù€ ونجلس معه ونØاوره ÙÙŠ كثير من قضايا الدين والموت والآخرة، كان ينبوعاً من العلم، ÙˆØديثه معنا كان يخلق Ùينا روØاً إيمانية ودÙعة معنوية مضاعÙØ© وذلك لمواجهة الØياة والزهد ÙÙŠ الدنيا... وكنا نعجب من تدينه الذي ينبع من إخلاص قلما تجده عند Ø£Øد خصوصاً ÙÙŠ هذا الزمن الذي غلبت عليه المادية ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† لعقاً على ألسنة الناس ÙŠØوطونه مادرّت معايشهم Ùإذا Ù…Øصوا بالبلاء قل الديانون... Ø£Øسسنا ونØÙ† نتØدث إليه أننا نق٠مع Ø£Øد أولئك الذين جاهدوا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ بدر وأØد ÙˆØنين... تخرج الكلمة من قلبه Ùنشعر بها ÙÙŠ أعماق وجداننا، كان كثير الصوم... دائم العبادة لله تعالى...Ø£Øياناً نبيت معه ليالي كاملة Ùنراه بالليل قائماً قانتاً يدعو الله ويتلو كتابه ÙˆÙÙŠ Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø ÙŠØ¯Ø¹Ùˆ الله بكلمات لم نسمع بها من قبل، كلمات يناجي بها ربنا عزّوجلّ هي بلا شك ليست لبشر عادي، لابد أنها من قول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن عجباً لم نسمع بها من قبل، ولم نقرأها ضمن مناهجنا الدراسة ولا كتبنا الإسلامية.. Ùنضطر إلي سؤاله ما هذا الذي تقرؤه؟! Ùيجيبنا بأنه دعاء Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ù„Ø£Ù…ÙŠØ± المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) Ùنوجم مبهوتين. Ø£Øببناه لورعه وإذا به شيعي!
كثيراً ما كان يثير الØديث عن أهمية التدين والدين والبØØ« عن سبل النجاة قبل أن يأتي الأجل المØتوم، وهذا الØديث كان يثير Ùينا Ø¥Øساساً بالمسؤولية يؤرقنا Ùكنا نتØاشى ÙØªØ Ø§Ù„Øوار معه من الأساس، إلى أن جاء يوم ابتدأنا معه Øواراً صريØاً Ù€ بعد أن لاØت لنا ÙÙŠ الأÙÙ‚ أشياء استغربناها Ù€ Øول هذا الدين الذي يتعبد به إلى الله تعالى، وأول معلومة ثبتت لدينا أنه جعÙري إمامي إثنا عشري "شيعي"! انÙØªØ§Ø Ø¨Ø§Ø¨ الØوار والنقاش:
وانطلقنا معه ÙÙŠ Øوارات قوية باعتبارنا متمسكين بمذهب أهل السنة والجماعة أو لا أقل (ذلك ما عليه آباؤنا ونØÙ† على آثارهم سائرون). وكان النقاش يمتد لساعات طويلة وكانت Øجته قوية بيّنة مدعّمة بالأدلة والبراهين العقلية والنقلية، ولم يعتمد على طول Øواره معنا على كتاب أو مصدر شيعي مما يعملون به، بل كان يرشدنا إلى مصادر أهل السنة والجماعة لنجد صدق ادعائه". عدم الاذعان بالØÙ‚:
يقول الأخ عبدالمنعم: "رغم أن Øديثه وأدلته وبعض الكتب التي قرأناها كانت تØدث Ùينا هزة داخلية إلاّ أننا كنا نكابر ولا نظهر له من ذلك شيئاً... وعندما نجتمع بعيداً عنه كنا نأس٠لØاله ونصÙÙ‡ بأنه مسكين". واخيراً بنور Ùاطمة اهتديت:
يضي٠عبدالمنعم: "صاد٠ـ ذات يوم Ù€ أن ذهبت إلى دار ابن عمي لتØيته والتØدث معه ÙÙŠ أمور عامة، ÙÙ„Ùت انتباهي صوت خطيب ينبعث من جهاز التسجيل قائلا: وهذه الخطبة وردت ÙÙŠ مصادر السنة والشيعة وقد ألقتها Ùاطمة الزهراء لتثبيت Øقها ÙÙŠ Ùدك، ثم بدأ الخطيب بصوت هادئ جميل ÙÙŠ الخطبة ÙتدÙÙ‚ شعاع كلماتها إلى أعماق وجداني، تبيّن لي أن مثل هذه الكلمات لا تخرج من شخص عادي Øتى ولو كان عالماً Ù…Ùوهاً درس آلا٠السنين، بل هي ÙÙŠ Øدّ ذاتها معجزة، كلمات بليغة.. عبارات رصينة، Øجج دامغة وتعبير قوي... تركت Ù†Ùسي لها، واستمعت إليها بكل كياني عندما بلغت خطبتها الكلمات التي بدأت بها هذا الÙصل Ù€ راجع الÙصل الرابع كتابه وقد ذكر شيئاً من خطبتها(عليها السلام) Ù€ لم أتمالك Ù†Ùسي وزاد انهمار دموعي، وتعجبت من هذه الكلمات القوية الموجهة إلى خليÙØ© رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)! ومما زاد ÙÙŠ Øيرتي أنها من ابنة رسول الله Ùماذا Øدث ولماذا.. وكيÙ.. ومع من كان الØق؟!! وقبل كل هذا هل هذا الاختلا٠Øدث Øقيقة؟ ÙˆÙÙŠ الواقع لم أكن أعلم صدق هذه الخطبة ولكن اهتزت مشاعري Øينها... كانت الخطبة كالسهم Ù†Ùذت إلى أعماقي، ÙتØت جرØاً لا أظنه يندمل بسهولة ويسر، غالبت دموعي ÙˆØاولت منعها من الانØدار ما استطعت! ولكنها انهمرت وكأنها تصر على أن تغسل عار التاريخ ÙÙŠ قلبي، Ùكان التصميم للرØيل عبر Ù…Øطات التاريخ للتعر٠على مأساة الأمة، وتلك كانت هي البداية لتØديد هوية السير والانتقال عبر Ùضاء المعتقدات والتاريخ والميل مع الدليل... قرّرت مع أول دمعة نزلت من آماقي الخوض ÙÙŠ غمار البØØ« بجدية، وكنت لا أريد ÙÙŠ هذا المجال أن اسمع من Ø£Øد، بل كنت أريد بداية الخيط لانطلق. ثم انتهى الشريط، ÙƒÙÙƒÙت دموعي Ù…Øاولا إخÙاءها Øتى لا ÙŠØس بها ابن عمي، لا أدري لماذا؟ ربما اعتزازاً بالنÙس، ولكن هول المÙاجأه جعلني أنهمر عليه بمجموعة من الأسئلة وما أردت جواباً، إنما هي Ù…Øاولة للتنÙيس وكان آخر أسئلتي: إذا كان ما جاء ÙÙŠ بعض مقاطع الخطبة صØÙŠØاً Ùهل كل ذلك من أجل Ùدك قطعة الأرض؟! أجابني: عليك أولا أن تعر٠من هي Ùاطمة، ثم تبدأ البØØ« بنÙسك Øتى لا Ø£Ùرض عليك قناعتي، وأول مصدر تجد Ùيه بداية الخيط صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ وناولني الكتاب Ùكانت المÙاجأة التي لم أتوقعها". ويقول الأخ عبدالمنعم: دام Øواري مع ابن عمي سنتين تقريباً، Ùاقام علينا الدليل والØجة بصØØ© ما هو عليه، Ùما كان منا ÙÙŠ النهاية إلاّ التسليم بعد البØØ« والتنقيب وانكشا٠الØقائق. مشاعر Øالة الاستبصار:
يص٠الأخ عبدالمنعم الØالة التي انتابته Øين تØوله واستبصاره قائلا: "Ùجأة Ø£Øسست ببرودة تلÙØ ÙˆØ¬Ù‡ÙŠ وبرعدة تنتاب أوصالي ÙÙŠ يوم Øار من أيام Ùصل الصي٠الذي يتميز به السودان، ورغم درجة الØرارة العالية ÙÙŠ ذلك اليوم إلاّ أنني شعرت بأنها تدنت إلى ما دون الصÙر. برهة مرت ثم شعرت بدÙØ¡ الØقيقة... وبنور ينكش٠أمامي وبهالة قدسية تلÙني، وإذا بالØجب التي أثقلت كاهلي قد انزاØت، ولمع برق الØقيقة أمام نظري، وإذا بي أبدأ أول خطواتي ÙÙŠ الاتجاه الصØÙŠØ. كانت أصعب Ù„Øظات العمر هي وقت اكتشا٠عمق المأساة التي كنا نعيشها، والتي كانت نتاجاً طبيعياً للجهل المركب الذي كان يغشى عقولنا... خصوصاً وأن هذه المأساة كانت متمركزة ÙÙŠ اعتقادنا وديننا. أن يجد الإنسان Ù†Ùسه مخطئاً ÙÙŠ تقدير أمور Øياته اليومية مثل لون الدراسة التي يجب أن يدرسها أو الوسيلة التي يجب أن يتنقل بها.. Ùليس ÙÙŠ ذلك كثير أسىً وتندم... لكن أن يخطىء الطريق إلى الله سبØانه وتعالى... أن يسلك طريقاً غير الذي وصÙÙ‡ الله تعالى إلى الجنة، Ùهذا خطير بل جنون وتهور. ذلك ما وجدت عليه Ù€ وللأس٠ـ السواد الأعظم من المسلمين أثناء تجربتي هذه والتي لا أدعي أنها الأولى أو الأخيرة ولا Øتى المتميزة... وهذا ما توصلت إليه بعد بØثي وتنقيبي بين ثنايا تراثنا الديني وتاريخنا الاسلامي". مؤلÙاته:
(1) "بنور Ùاطمة اهتديت": صدر عام 1999Ù… Ù€ 1420هـ. عن دار الخليج العربي ÙÙŠ طبعته الثانية. يقول المؤل٠ÙÙŠ المقدمة: "هذا الكتاب ما هو إلاّ اثارة لدÙائن العقول وتØÙيز الآخرين للبØØ« عن الØقيقة التي كادت أن تضيع بين مطرقة اقتÙاء آثار الآباء والاجداد وسندان سياسة التجهيل التي مارسها "العلماء" ÙÙŠ ØÙ‚ الابرياء... ان هنالك الكثير ما يزال على Ùطرته يريد الØÙ‚ ولكن يلتبس عليه الأمر Ùيتمسك بما اعتقده من باطل، ÙˆØªØµØ¨Ø Ø¬Ø²Ø¡Ø§Ù‹ من كيانه يداÙع عنها بتعصب مانعاً الØقيقة ان تتسرب الى عقله. لقد منّ الله عليَّ بالهداية بÙضله وادخلني برØمته إلى Øيث نور الØÙ‚ وشكراً لهذه النعمة يجب عليّ أن أبلغ للناس ما توصّلت إليه.
لذلك اسطر هذه المباØØ« واكتب هذا الكتاب إنه شعلة ØÙ‚ اخذتها من Ùاطمة الزهراء(عليها السلام) واقدمها لكل طالب ØÙ‚ØŒ ولكل باØØ« عن الØقيقة". ويØتوي هذا الكتاب على عدّة مواضيع منها: ضرورة البØØ« ÙÙŠ التاريخ، الشيعة والتشيع، الإمامة والخلاÙØ©ØŒ الانقلاب وكربلاء امتداد للسقيÙØ©. وقÙØ© مع كتابه: "بنور Ùاطمة(عليها السلام) اهتديت"
Ùاطمة(عليها السلام) هي: الصدّيقة الشهيدة، وهي بنت الرسالة وأم أبيها الرسول الØنون، وزوج الولاية والدرع المØامي عنها، وهي أصل الإمامة وشجرتها الطيبة، Øاولت الاصنام إطÙاء نورها وطمس Øقها، ولكن هيهات يأبى الله إلاّ أن يتم نورها الذي هو شعاع من نوره رغم كثاÙØ© الظلام، ومكر الأÙواه الذي تزول منه الجبال، Ùكانت الزهراء التي تشع على التاريخ والأجيال جيلا بعد جيل، ولكن يلزم لمن يريد أن يتلمس طريق الÙÙ„Ø§Ø ÙˆÙŠØ±ØªÙ‚ÙŠ مدارج الكمال، أن يبØØ« ÙÙŠ كتب التاريخ عن هذا الشعاع الزاهر ليستضيء به وهو يسير الى الأمام، للوصول إلى مرØلة التشيع الØقيقي لأهل البيت(عليهم السلام) ليكون من الÙائزين وهذا ما Øاوله الكاتب ÙÙŠ Øياته العملية التي يعرض جوانب منها ÙÙŠ هذا الكتاب، Ùقدم بين يدي الاهتداء بنور Ùاطمة(عليها السلام) بØثاً ÙÙŠ التاريخ وبØثاً ÙÙŠ التشيع، ثم أعشى بصره ÙÙŠ النور الÙاطمي الوهاج وتمثله ÙÙŠ خيال البصيرة الÙØ³ÙŠØ Ùملأ منه ما بين الخاÙقين Ùقاده إلى أنوار ولاية علي(عليه السلام)ØŒ ÙبØØ« ÙÙŠ الإمامة والخلاÙØ© Ùعر٠أهل الØÙ‚ وعر٠أهل الباطل، ومن هناك عر٠كربلاء الشهادة والبطولة التي وقÙت ÙÙŠ وجه Ø£ØÙاد السقيÙØ© واØابيلها، Ùاهتدى بالنور وسار ÙÙŠ دائرته بين دعاء ووضوء وصلاة Ùˆ... وأخيراً كانت خطبة Ùاطمة Ù€ كما كانت أولا Ù€ شعلة الØÙ‚. البØØ« ÙÙŠ التاريخ ضرورة:
ÙŠØاول البعض أن يغطّ رأسه ÙÙŠ الرمال ويتجلبب بجلباب التقوى وعدم إثارة الÙتنة Ùيقول: لماذا يجب أن نبØØ« ÙÙŠ التاريخ، وما الÙائدة التي تجتنى من ذلك؟ وهل هي إلاّ Ø£Øداث قد مضت Ùلماذا ننبشها من جديد وخاصة ÙÙŠ Ùترة زمنية Øساسة كثرت Ùيها الخلاÙات والنزاعات ÙƒÙترة ما بعد ÙˆÙاة النبيّ(صلى الله عليه وآله). وهكذا يبررون لانÙسهم أن يخالÙوا ضرورة العقل بالاعتبار بأØداث الماضي لبناء الØاضر والمستقبل، وما تسالمت عليه الأمم بالاستÙادة من التجارب ÙÙŠ بناء Øضاراتها، بل يخالÙون القرآن الذي نقل كثيراً من قصص الماضين ÙˆØØ« على التÙكّر Ùيها وأخذ العبرة منها(1). وقد تطرّق القرآن إلى مسألة الاختلا٠بعد الرسل Ùقال تعالى: (تÙلْكَ الرّÙسÙÙ„Ù Ùَضَّلْنَا بَعْضَهÙمْ عَلَى بَعْض Ù…ÙّنْهÙÙ… مَّن كَلَّمَ اللَّه٠وَرَÙَعَ بَعْضَهÙمْ دَرَجَـت وَءَاتَيْنَا عÙيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيÙّنَـت٠وَأَيَّدْنَـه٠بÙرÙÙˆØ٠الْقÙدÙس٠وَلَوْ شَآءَ اللَّه٠مَا اقْتَتَلَ الَّذÙينَ Ù…ÙÙ† بَعْدÙÙ‡ÙÙ… Ù…Ùّن بَعْد٠مَا جَآءَتْهÙم٠الْبَيÙّنَـت٠وَلَـكÙن٠اخْتَلَÙÙواْ ÙÙŽÙ…ÙنْهÙÙ… مَّنْ ءَامَنَ ÙˆÙŽÙ…ÙنْهÙÙ… مَّن ÙƒÙŽÙَرَ وَلَوْ شَآءَ اللَّه٠مَا اقْتَتَلÙواْ وَلَـكÙنَّ اللَّهَ ÙŠÙŽÙْعَل٠مَا ÙŠÙرÙيد٠)(2)ØŒ Ùهل كان القرآن هنا مثيراً للÙتنة بذكره الخلا٠بعد الأنبياء وأنّ بعضهم آمن وبعضهم ÙƒÙر! وهل أنّه لم ÙŠØترم قدسية أصØاب الأنبياء Ùوص٠بعضهم بالكÙر؟ كلا بل Ù†ØÙ† نجد العكس هو الصØÙŠØ! ÙÙÙŠ قصة بلعم بن باعوراء الذي كان ÙÙŠ زمن نبي الله موسى(عليه السلام) وقيل أنّه كان يعلم اسم الله الأعظم، وقد اتاه الله آياته بتعبير القرآن الكريم لكنه انسلخ منها Ùاغواه الشيطان وأخلد إلى الأرض Ùصار مثل الكلب الذي يلهث على كل Øال(3)ØŒ Ùهل بعد هذا تقديس لأØد وإن كان صØابياً إذا ساءت عاقبته، أو قصة السامري الذي تعهده جبرئيل بالتربية ÙÙŠ عهد Ùرعون الذي كان ÙŠØ°Ø¨Ø Ø£Ø·Ùال بني اسرائيل، Ùصار من العلماء Øتى قال: (بَصÙرْت٠____________ 1- الاعراÙ: 176ØŒ يوسÙ: 111. 2- البقرة: 253. 3- انظر الاعراÙ: 175 Ù€ 176. بÙمَا لَمْ يَبْصÙرÙواْ بÙÙ‡Ù Ù‰)(1)ØŒ لكن كانت عاقبته أن يضلّ بني اسرائيل بالعجل الخوّار المصنوع من الØلي(2)ØŒ Ùهل بعد هذا يقال أنّ من صاØَبَ النبيّ لا يمكن أن تخدش عدالته.
لمØات من التشيع ÙÙŠ السودان:
ولد التشيع مع ولادة الرسالة الاسلامية وانتشر ÙÙŠ كل بلاد الاسلام، لكن السلطات الØاكمة على طول تاريخ المسلمين Øاولت إطÙاء جذوته وتشريد أتباعه خوÙاً منها على سلطانها القائم على الجور واتباع الشهوات، Ùكان ان انØسر التشيع عن بعض البلاد أو تخÙÙ‰ ÙÙŠ مظهر الصوÙية ÙÙŠ كثير من البلاد، ولكن لم يستطيع السلاطين أن يقتلعوا جذوره من ثقاÙØ© المسلمين، وكان وما زال Øب آل البيت تخÙÙ‚ به كل القلوب المسلمة لربها. وهكذا كان الأمر ÙÙŠ السودان Ùنرى Ùرق صوÙية كثيرة تلهج بذكر آل البيت، ونقرأ ÙÙŠ التاريخ أنّ السودان كانوا من أنصار الدولة الÙاطمية ÙÙŠ مصر، وأنّ ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† قد أوقع Ùيهم مذبØØ© عظيمة لولائهم لهذه الدولة(3). كما أنّه هناك قبائل كبيرة تنسب Ù†Ùسها إلى أهل البيت(عليهم السلام) كالجعاÙرة والركابية والعبدلاب، ويتسمّى الكثير من أبناء السودان باسماء المعصومين من أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ والثقاÙØ© الشعبية السودانية تÙيض Ø¨Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø Ø£Ù‡Ù„ البيت(عليهم السلام) وتتØدّث عن Ùضائلهم وظلم الظالمين لهم. وكنموذج نذكر هذه المقطوعة الشعرية للشاعر يوس٠الهندي مؤسس الطريقة الهندية الصوÙية ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø Ø£Ù‡Ù„ البيت(عليهم السلام): ____________
1- طه: 96. 2- انظر طه: 87 Ù€ 97. 3- أنظر: الدولة الÙاطمية ÙÙŠ مصر: 135ØŒ للدكتور Ù…Øمد جمال الدين سرور. سÙÙ† النجاة للملأ بشهادة النص الأتم هم النهى، هم البهى، هم التقى، أهل الشيم هم الشÙاعة ÙÙŠ غد هم السقاية ÙÙŠ الملم هم الهداية Øاضرة والنور والقصد الأعم الطاهرون من سوء أرجاس اللمم
بنور Ùاطمة(عليها السلام) اهتديت:
Ùاطمة عميدة أهل البيت(عليهم السلام) أهل البلاغة والÙصاØØ©ØŒ المداÙعون عن دين الله بالبيان الساØر، والمواجهون للظالمين بكلام المعبر الذي ينÙØ° الى اعماق القلوب. بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله) كانت Ùاطمة(عليها السلام) أول من واجهت السلطان الجائر بكلمة الØÙ‚ Ùهزت عرشه، خرجت ÙÙŠ لمة من ØÙدتها ÙÙŠ منظر عزيز يذكّر الناس بأبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)Ùنطقت بجواهر الكلام ÙÙŠ شجاعة يعزّ مثيلها إلاّ من أمثالها، Ùكان كلامها نوراً ممتداً على طول الزمان، انطلق من مسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ليهدي الأجيال تلو الأجيال ÙˆØتى زماننا الØاضر، Øتى ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ø§Ù„Ø£Ø® عبدالمنعم Ù€ وأمثاله كثيرون Ù€ باهتدائه بنور Ùاطمة(عليها السلام). طالبت بØقها باستدلال قوي لا يدع مجالا للهروب منه أمام الخصم إلاّ أن يكذب ويخترع Øديثاً ما انزل الله به من سلطان، Ù…Ø®Ø§Ù„Ù Ù„ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù† لا يقبله إلاّ اتباع السلاطين الضالين أو المضللين، Ùكان موقÙها Ùيصلا بين الØÙ‚ والباطل، وهكذا هي مواق٠المعصومين وخاصة وهي البضعة الطاهرة التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، ÙˆÙضØت بذلك الخلاÙØ© الزائÙØ© والإمامة المغتصبة. Ùدك الرمز:
Ø£Ù„Ø Ø§Ù„Ø±Ø´ÙŠØ¯ الخليÙØ© العباسي على الإمام موسى بن جعÙر الكاظم(عليه السلام) ÙÙŠ أخذ Ùدك. قال له الإمام: ما آخذها إلاّ بØدودها. قال الرشيد: وما Øدودها؟ قال(عليه السلام): الØد الأول عدن، والØد الثاني سمرقند، والØدث الثالث اÙريقية، والØد الرابع سي٠البØر مما يلي الخزر وأرمينية. Ùقال له الرشيد: Ùلم يبق لنا شيء ÙتØول ÙÙŠ مجلسي. Ùقال الإمام: قد أعلمتك أني إن Øددتها لم تردَّها. ومن هذا النص يتبين أنّ Ùدك هي رمز للخلاÙØ© الإسلامية، وأنّ مطالبة الزهراء(عليها السلام) بها Ù€ وإن كانت بØÙ‚ مشروع لها Ù€ هو طريق للوصول الى الهد٠الأكبر وهو تثبيت ØÙ‚ الإمام عليّ(عليه السلام) أمير المؤمنين ÙÙŠ الولاية ÙˆÙØ¶Ø Ø¨Ø§Ø·Ù„ الخليÙØ© المغتصب لتتم الØجة على المسلمين وليØيي من Øيّ عن بينة ويموت من مات عن بينة، Ùهذا هو دور المعصومين وإذا كانوا يطالبون بالخلاÙØ© Ù€ وهي Øقهم المنصوص عليه Ù€ Ùانهم يطالبون بها ÙˆÙÙ‚ الموازين الأخلاقية ولا يجبرون الناس عليها لأن ولايتهم على الناس قائمة على المØبة والصداقة لا على الØيلة والعن٠والاكراه كما Ùعل غيرهم ممن تسموا بخلÙاء الرسول(صلى الله عليه وآله) زوراً وبهتاناً. الخلÙاء واقتØام الدار:
بعد ÙˆÙاة الرسول واجتماع السقيÙØ© الذي Ø£Ùضى الى مبايعة أبي بكر، توترت الأجواء ÙÙŠ المدينة وصار Ø´Ø¨Ø Ø§Ù„ØªØµÙية يطارد أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ ÙˆÙاطمة رمز قداسة هذا البيت لا يبعد أن يصيبها وابلٌ من غضب أصØاب السقيÙØ©ØŒ وهذا ما جرى للأس٠الشديد Ùهم اقتØموا الدار ÙˆÙيه Ùاطمة، وأØرقوا الباب وخلÙØ© Ùاطمة، وأسقطوا المØسن الجنين ÙÙŠ بطن Ùاطمة. واعتر٠أبو بكر بأنّ الدار قد تمّ اقتØامها بأمره، ويعتبرها Ø£Øدث Ø£Ùعاله التي تمنى لو أنه لم يقم بها، Øيث يقول ÙÙŠ مرض موته: "إني لا آسى على شيء من الدنيا إلاّ على ثلاث Ùعلتهن وددن أني تركتهن وثلاث تركتهن وثلاث تركتهن وددت أني Ùعلتهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله، Ùأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن Ùوددت أني لم أكش٠بيت Ùاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على Øرب..."(1). ÙˆÙÙŠ قول آخر: "... وليتني لم اÙتش بيت Ùاطمة بنت رسول الله وادخله الرجال ولو كان اغلق على Øرب"(2). Ùهو يعتر٠هنا بانه لو لم "أكشÙ" ولم "اÙتش" بيت Ùاطمة(عليها السلام)ØŒ ولم "ادخله الرجال"ØŒ وهذه كلمات تدل على عن٠ما جرى وانه Øصل بالقهر لآل البيت(عليهم السلام)ما Øصل. وأما عمر "Ùجاء Ùناداهم وهم ÙÙŠ دار علي Ùأبوا أن يخرجوا Ùدعا بالØطب وقال: والذي Ù†Ùس عمر بيده: لتخرجن أو لاØرقنها على من Ùيها Ùقيل له يا أبا ØÙص: إن Ùيها Ùاطمة؟ قال: وإن!!"(3). Ùˆ"استقبلتهم الزهراء(عليها السلام) من وراء الباب صارخة إلى أين يابن الخطاب؟ اجئت لتØرق دارنا؟ قال: نعم!!"(4). وقال إبراهيم بن سيار بن هاني النظام المعتزلي: "إنّ عمر ضرب بطن Ùاطمة ____________ 1- تاريخ الطبري: 2 / 619. 2- تاريخ اليعقوبي: 2 / 115. 3- الامامة والسياسة: 1 / 12. 4- تاريخ أبي الÙداء: 1 / 164. Øتى ألقت الجنين من بطنها وكان ÙŠØµÙŠØ Ø§Øرقوا دارها بمن Ùيها"(1).
وقال Ù…Øمد بن Ø£Øمد بن Øماد الكوÙÙŠ الØاÙظ عن Ø£Øمد بن Ù…Øمد بن السري بن ÙŠØيى: Øضرته ورجل يقرأ عليه: "إنّ عمر رÙس Ùاطمة Øتى اسقطت بمØسن"(2). وهكذا إذن توجوا أعمالهم الاجرامية بقتل المØسن Ùقطعوا نسل السادة المØسنية ناهيك عما جرى على Ùاطمة Ù†Ùسها مما أدّى الى ÙˆÙاتها Ùيما بعد وهي ÙÙŠ عمر الزهور. استشهاد الزهراء(عليها السلام):
بقيت الزهراء Øزينة منكسرة ÙÙŠ بيتها تبكي وتشكو همها إلى الله عزّوجلّ وتنتظر يومها الموعود، Ùقد اخبرها المصطÙÙ‰ بأنها أول أهل بيته Ù„Øوقاً به، Ùظلت تبكي وتبكي إلى أن جاء "شيوخ" أهل المدينة يظهرون لعليّ(عليه السلام) انزعاجهم وتأذيهم من بكاء Ùاطمة، Ùبنى لها أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بيتاً خارج المدينة سمي "بيت الأØزان" وهناك واصلت مأساتها. ويوماً Ùيوماً راØت تذبل تلك الزهرة اليانعة، وأخذ المرض منها مأخذاً، يقول الإمام الصادق(عليه السلام): (Ùأسقطت Ù…Øسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً وكان ذلك هو السبب ÙÙŠ ÙˆÙاتها).. كي٠لا يكون كذلك وهي ابنة ثمانية عشر عاماً. وجاء ÙÙŠ وصيتها للإمام عليّ(عليه السلام): ".. وصلّ٠عليَّ وليصلّ٠معك الادنى Ùالادنى من أهل بيتي وادÙني ليلا لا نهاراً إذا هدأت العيون ونامت الأبصار، وسراً لا جهاراً وعَÙّ٠موضع قبري ولا تشهد جنازتي Ø£Øداً ممن ظلمني). وهكذا واصلت الزهراء(عليها السلام) الجهاد بعد الموت، Ùكانت وصيتها الاعلان ____________ 1- الملل والنØÙ„ للشهرستاني: 1 / 57. 2- لسان الميزان لابن Øجر العسقلاني: 1 / 268. الأخير لموقÙها الصامد والذي استمر من ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله) ÙˆØتى أيام مرضها، وارادت له أن يبقى الى ما شاء الله... صرخة مدوية عبر التاريخ Ùالى الآن لا يعلم أين قبر Ùاطمة بالضبط Ùيأتي التساؤل تلو التساؤل لماذا؟ كيÙØŸ وماذا Øدث؟ Ùˆ... Ùˆ...
واÙسدل الستار عن أول Ù…Øطة سقطت Ùيها الأمة ÙÙŠ امتØانها، وغادرت الزهراء(عليها السلام) مشتاقة للقاء أبيها، ذهبت وهي تØمل جراØات مثخنة وآلاماً عظاماً.. وتركت لنا أعلام هداية ومنارات Ùرقان.. ويقول الأخ عبدالمنعم هنا: "ورغم أنني تجرعت كأس ألمها إلاّ أنّه بالنسبة لي كان ممزوجاً بالØلاوة شربت منه Ùاشرقت لي Ùاطمة بنورها Ùكانت الدليل إلى الصرط المستقيم. وما أعظم شأنها. Øقاً أنّها Ùاطمة بنت Ù…Øمد زوج عليّ". الخلاÙØ© بالشورى أم بالتعيين:
اتى علماء أهل السنة بنظرية الشورى لتبرير الواقع التاريخي الذي جرى بعد ÙˆÙاة رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وإلاّ Ùان الشيخين لم ÙŠØتجّا بالشورى ÙÙŠ السقيÙØ©ØŒ وعيّن أبو بكر عمر خليÙØ©ØŒ وهي غير واضØØ© المعالم عندهم، Ùهل تكÙÙŠ بيعة شخص واØد أم أنها لا تنعقد إلاّ بأهل الØÙ„ والعقد؟ وهؤلاء من هم ومن الذي يعينهم؟ واستدلوا بآيتين ذكرت الشورى وهي اجنبية عن المقام ولا يمكن تثبيت الشورى المزعومة بهما. الأولى: (وَشَاوÙرْهÙمْ ÙÙÙ‰ الاَْمْر٠ÙÙŽØ¥Ùذَا عَزَمْتَ Ùَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهÙ)(1)ØŒ التي تشير إلى أن هناك Øاكماً قد استقرت Øكومته وتوجهه لمشاورة الرعية والأخذ بالناÙع بعد تØميص الآراء والأÙكار ثم يعزم هو على ما ارتآه بعد المشاورة متوكّلا على ____________ 1- آل عمران: 159. الله، وتبيّن أن بدون الØاكم لا وجود للشورى لأنّها تØتاج إليه ليكون قيماً عليها، وعليه Ùهي تدلّ على أصل الشورى ÙÙŠ مسألة الخلاÙØ©.
الثانية: (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ اسْتَجَابÙواْ Ù„ÙرَبÙّهÙمْ ÙˆÙŽ أَقَامÙواْ الصَّلَوةَ ÙˆÙŽ أَمْرÙÙ‡Ùمْ Ø´Ùورَى بَيْنَهÙمْ)(1)ØŒ التي تشير إلى أنّ: من صÙات المؤمنين التشاور ÙÙŠ أمورهم التي تخصّهم، أما كون تعيين الإمام داخلا ÙÙŠ أمورهم Ùهو أول الكلام، ولا تدل الآية عليه وهي عامة ولابدّ من الرجوع إلى الآية السابقة لتØديد تÙصيلات الشورى، Ùالآية الثانية تتØدّث عن صÙات المؤمنين والرسول Ø£Øدهم بل أكملهم واتقاهم وهو ولي الأمر المستقر له الوضع، وبعد ÙˆÙاة الرسول إذا كان هناك ولي أمر Ùلا داعي للشورى لتنصيبه، وإذا لم يكن Ùالشورى تØتاج الى ولي أمر لكي تكون شرعية وبدونه لا تكون الشورى شرعية ولا تلزم Ø£Øد من المسلمين. وأما التعيين Ùتدل عليه ضرورة العقل والوجدان، Ùهل من المعقول أن يترك الرسول أمر الخلاÙØ© ويدع الاÙمة بدون راع تركن إليه وهو الذي ÙˆØ¶Ø ÙƒÙ„ شيء Øتى Ø£Øكام التخلي. إضاÙØ© إلى آيات كثيرة كآيات الاصطÙاء التي تدل على التعيين الالهي، والروايات المتواترة التي تدل على ولاية عليّ بن أبي طالب وخلاÙته كرواية الغدير ÙˆØديث الثقلين ÙˆØديث المنزلة ÙˆØديث الدار Ùˆ... ثم إنّ التعيين أمر تنبه له أبو بكر عندما نصب عمر Ù€ ÙÙŠ كتاب وصيته Ù€ خليÙØ© من بعده وأمر الناس بالسمع والطاعة له، وقد Ù†ÙØ° عمر هذه الوصية بØرص زائد ÙÙŠ Øين أنه كان المعترض الأول على الرسول(صلى الله عليه وآله) عندما أراد كتابة وصيته وهو مريض وقال (انه يهجر). ____________
1- الشورى: 38. كربلاء ثمرة للسقيÙØ©: ما جرى ÙÙŠ كربلاء من Ø£Øداث Ù…Ùجعة واعتداء على الØسين(عليه السلام) وآل الرسول(عليهم السلام) من قبل آل اÙميه، ما كان ليØدث لولا ان أساس الظلم قد بدأ ÙÙŠ السقيÙØ© وما جرى بعدها من اعتداء على بيت Ùاطمة(عليها السلام). ÙالØاكم الأموي يزيد امتدادٌ لأبيه الذي اكتسب شرعيته وملكه من الخليÙØ© الثاني عمر بن الخطاب الذي اشتهر بقساوته ومساءلته للولاة Ùيما عدا معاوية (كسرى العرب) كما يقول عنه عمر لما عر٠به من Øبه للبذخ والتر٠واهتمامه بالمظاهر، وهكذا كان معاوية ÙÙŠ وضع Ù…Ø±ÙŠØ Ø¬Ø¹Ù„Ù‡ يمتلك امبراطورية مسلØØ© بالشام ادخرت لنصرة الباطل Ùظهرت ÙÙŠ صÙين ضد عليّ بن أبي طالب ÙˆÙÙŠ النهاية اصبØت مقراً Ù„Øكم بني أمية. من ركام الباطل إلى النور:
أهل البيت(عليهم السلام) هم Ø£Øد الثقلين وكلماتهم نور كما هي كلمات القرآن Ùهم معصومون ولا ينطقون عن الهوى، تجد عندهم ما لا تجده عند غيرهم، ومنهجهم ÙÙŠ تربية الأمة وتوجييها يجعلك تØس بمعنى خلاÙØ© الله ÙÙŠ الأرض، ولم يشهد التاريخ بانهم تعلموا على يدي Ø£Øد بل الكل يرجع إليهم ويغر٠من معينهم. ولا يمكننا استعراض بØار علومهم التي أخذ منها شيعتهم Ùكان تÙوقهم على من سواهم ÙÙŠ جميع المجالات، وموسوعة واØدة من مصادرهم الØديثية تكÙÙŠ لتلتهم كل ما عند أهل السنة والجماعة، وبØار الأنوار بمجلداته العشرة بعد المائة دلتنا على ذلك ÙˆØقاً إنه بØار من أنوار العلم. ولأهل البيت(عليهم السلام) تراث عظيم لم تستÙد منه كل قطاعات الأمة، وإØدى معاجزهم التي بهرت الكاتب هو ذلك المنهج ÙÙŠ الدعاء وكيÙية التقرب إلى الله تعالى والأدب الرÙيع ÙÙŠ مخاطبة الرب سبØانه، Ùذكر الصØÙŠÙØ© السجادية للإمام زين العابدين كمثال على Ù…Øرومية أهل السنة من كنوز أهل البيت(عليهم السلام). ÙˆÙÙŠ ظل أمواج الÙتن ما اØوج الانسان إلى أن يجد سÙينة النجاة لتأخذ به الى بر الأمان، وما اØوجه الى التعر٠على المعتقد السليم الذي من خلاله يستطيع أن يعيش واقع Øياته اليومية باطمئنان Øتى يلقى الله وقد ÙˆÙÙ‰ بعهده وميثاقه.
|