عبدالجليل عيسى نـاوي
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/17 - 03:18 AM | المشاهدات: 3992
عبدالجليل عيسى نـاوي ( غانا ـ مالكي )
ولد بمدينة " أكرا " عاصمة غانا(1) عام 1972Ù…ØŒ من أسرة تعتنق المذهب المالكي، واصل دراسته الأكادميّة Øتى Øصل على شهادة الديبلوم ÙÙŠ اللغة الانجليزية. كان اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ العاصمة " أكرا ". اجتياز الØواجز النÙسية:
يقول الأخ عبد الجليل: " كانت سمتي Øين انتمائي للمالكية الانÙØªØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الآخرين، إذ لم أكن من المتعصبين الذين يرون الأمور من زاوية ضيقة، ولم أكن منطوياً على ما أنا عليه من معتقد، بل كنت ميالا للاختلاط بأبناء الطوائ٠الأخرى لأتعر٠على معتقداتهم بصورة مباشرة، لأنني كنت أعلم أنّ السماع ÙˆØده لا يكÙÙŠ لمعرÙØ© معتقدات وأÙكار المذاهب الأخرى. طرق سمعي يوماً من الأيّام أسم المذهب الشيعي، ÙاستÙسرت عنه وصرت ____________ 1- غانا: أنظر: الترجمة رقم (26). أجمع المعلومات Øول هذا المذهب Øتى تبلور ÙÙŠ ذهني عنه صورة مشوهة، ولم اقتنع بما قيل لي Øول هذا المذهب، Ùقرّرت أن لا أتّخذ موقÙاً
أزاءه Øتى يتبيّن لي الأمر عبر إستماع أقوالهم، أو قراءة كتبهم بصورة مباشرة. الالتØاق بمدرسة شيعيّة:
وشاءت الأقدار الإلهيّة أنّ تÙÙØªØªØ ÙÙŠ العاصمة مدرسة شيعيّة باسم " مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) "ØŒ Ùدعاني Ø£Øد أصدقائي Ù€ وهو من أهل العامة Ù€ لندرس Ùيها من أجل تقوية مستوانا ÙÙŠ اللغة العربيّة، والتعر٠على الشيعة بصورة مباشرة من خلال معاشرتهم وقراءة كتبهم. Ùراجعنا مدير هذه المدرسة، وعرضنا عليه طلبا بالانتماء إليها، ÙرØّب بذلك، ÙأصبØنا بعد ذلك Ù†Øضر ÙÙŠ هذه المدرسة ونستمع إلى المØاضرات التي تتناول المسائل الخلاÙية بين أبناء العامّة والشيعة، كمسائل التوØيد وأبØاث أسماء وصÙات الله تعالى وعدالة الصØابة والإمامة، وغير ذلك. وتبيّن لي بمرور الزمان أنّ بعض معتقدات أبناء العامة ÙÙŠ خصوص الباري عزّوجلّ تناÙÙŠ العقل وتخال٠التنزيه الإلهي، مثل الإدعاء بنزوله جلّ وعلا ÙÙŠ كلّ ليلة إلى السماء الدنيا!ØŒ كما كنت أجد بعض الأوصا٠التي ينسبها علماؤنا لله عزّوجلّ من قبيل جلوسه تعالى على العرش بØيث " يئط " العرش من تØته! لا تتناسب مع شأن الله تعالى وجلالته ". مشكلة التجسيم ورؤية الله تعالى عند العامة:
إنّ معظم أبناء العامّة يجوّزون رؤية الله عزّوجلّ ÙÙŠ الآخرة، وأمّا رؤيته ÙÙŠ دار الدنيا Ùقد اختلÙوا Ùيها، Ùذهب بعضهم منهم إلى جواز ذلك، والأعجب من هذا تأكيد أكابرهم على هذه العقيدة!. إذ يقول مالك بن أنس: " الناس ينظرون إلى الله عزّوجلّ يوم القيامة بأعينهم... "(1). وقال الشاÙعي: " والله لو لم يوقن Ù…Øمّد بن إدريس Ù€ الشاÙعي Ù€ أنّه يرى ربّه ÙÙŠ المعاد لما عبده ÙÙŠ الدنيا... "(2). وقال عبد الله بن Ø£Øمد Ù€ بن Øنبل Ù€: " رأيت أبي يصØØ Ø§Ù„Ø£Øاديث Ù€ التي تروى عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ الرؤية Ù€ ويذهب إليها، وجمعها ÙÙŠ كتاب ÙˆØدّثنا بها"(3). ويقول الدارقطني ÙÙŠ هذا الخصوص: اتÙÙ‚ الأئمة الأربعة وغيرهم من نظرائهم وشيوخهم وتلاميذهم على إثبات الرؤية لله تعالى يوم القيامة... وأثبت أبو ØنيÙØ© النعمان بن ثابت وأتباعه الرؤية لله تعالى يوم القيامة، وهذا ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ أكثر من كتاب من كتبهم. كما أكّد ذلك الأشعري ومن تبعه، Ùهم يجمعون على إطباق أهل العامة Øول رؤية الله تعالى بالأبصار!(4). ولقد تعاقب علماء العامة ÙÙŠ تثبيت هذا المعتقد، لا سيما ابن تيميّة الذي لعبت Ø£Ùكاره دوراً كبيراً ÙÙŠ ترسيخ هذه الترهات بالأذهان. Ùهو يثبت الجهة والمكانية لله تعالى، Ùيقول: " قد قلت لهم: قائل هذا القول ____________ 1- أنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 8 / 99ØŒ Øلية الأولياء لأبي نعيم: 6 / 356 (8911). 2- أنظر: طبقات الشاÙعية للسبكي: 1 / 312ØŒ تÙسير القرطبي سورة المطÙÙين: 19 / 171. 3- أنظر: السنة لعبد الله بن Ø£Øمد: 300 (584)ØŒ التصديق بالنظر للآجري: 32ØŒ رؤية الله للدارقطني: 162. 4- أنظر: اللمع لأبي Øسن الأشعري: 61 Ù€ 68ØŒ الباقلاني وأراؤه الكلامية: 563. إن أراد به أن ليس ÙÙŠ السموات ربّ ولا Ùوق العرش إله، وأنّ Ù…Øمداً لم يعرج به إلى ربه وما Ùوق العالم إلاّ العالم المØض، Ùهذا باطل
مخال٠لإجماع سل٠الأمة "(1)! ويثبت أنّ الله تعالى يتكلم بصوت ÙˆØرÙØŒ Ùيقول: " إنّ الله يتكلم بØر٠وصوت، تكلّم بالقرآن العربي بألÙاظه، بصوت يسمعه وينادي عباده يوم القيامة بصوت كذلك "(2)! ويثبت أنّ لله عزّوجلّ جوارØØŒ Ùيقول: " والكبد والطØال ونØÙˆ ذلك هي أعضاء الأكل والشرب، Ùالغني المنزه عن ذلك منزه عن آلات ذلك بخلا٠اليد، Ùإنّها للعمل والÙعل، وهو سبØانه موصو٠بالعمل والÙعل "(3)! بل يؤكد التزامه بالظواهر وعدم إعتراÙÙ‡ بالمجاز Ùيما يتعلّق بصÙات الله ÙÙŠ القرآن، وتقسيم اللغة إلى Øقيقة ومجاز تقسيم مبتدع Ù…Øدث لم ينطق به السلÙØŒ Ùيقول: " وهذا التقسيم لا Øقيقة له، وليس لمن Ùرّق بينهما Øدّ صØÙŠØ ÙŠÙ…ÙŠÙ‘Ø² به بين هذا وهذا، Ùعلم أنّ هذا التقسيم باطل، وهو تقسيم من لم يتصور ما يقول، بل يتكلم بلا علم، Ùهم مبتدعة ÙÙŠ الشرع مخالÙون للعقل "(4). ومستندهم ÙÙŠ كل ماقالوا الروايات Ù€ صØÙŠØها وسقيمها Ù€ أكثر من اعتمادهم على نصوص القرآن الكريم، Ùشيّدوا معتقدهم هذا من تلك الروايات، وتمسّكوا بالÙاظها ÙˆØملوها ظاهرها على Ù†ØÙˆ الØقيقة، كما Øملوا نصوص القرآن عليها ÙÙŠ دعم تÙسيراتهم لتلك النصوص، Øتى اعتبروا أنّ الإيمان بها ____________ 1- أنظر: الÙتاوي الكبرى لابن تيمية: 5 / 18ØŒ منهاج السنة: 2 / 194. 2- أنظر: الÙتاوى الكبرى لابن تيمية: 5 / 123. 3- أنظر: الرسالة التدمرية لابن تيمية: 57. 4- أنظر: مجموعة الÙتاوى لابن تيمية: 6 / 65. كالإيمان بنصوص القرآن!.
روايات العامة ÙÙŠ وص٠الله تعالى:
نسب أهل العامة الكثير من روايات ÙÙŠ هذا الباب إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ودونوها ÙÙŠ كتبهم المعتبرة، ومنها: 1 Ù€ " ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا... "(1). 2 Ù€ " يضØÙƒ الله إلى رجلين يقتل Ø£Øدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة... "(2). 3 Ù€ " لا تزال جهنم تقول هل من مزيد؟ Øتى يضع ربّ العزة Ùيها قدمه "ØŒ ÙˆÙÙŠ رواية: " Øتى يضع ربّ العزّة Ùيها قدمه، Ùتقول قط قط وعزتك "(3). 4 Ù€ " ما منكم من Ø£Øد إلاّ سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان "(4). 5 Ù€ " يكش٠ربنا عن ساقه Ùيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة... "(5). 6 Ù€ " أنا عند ظن عبدي بي... وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "(6). 7 Ù€ " وسع كرسيه السماوات والأرض، إنّه ليقعد عليه Ùيما ÙŠÙضل منه إلا ____________ 1- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 1 / 384 (1094)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 1 / 521 (758)ØŒ صØÙŠØ Ø§Ø¨Ù† Øبّان: 3 / 199 (920). 2- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 3 / 1504 (1890)ØŒ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 3 / 1040 (2671)ØŒ صØÙŠØ Ø§Ø¨Ù† Øبّان: 1 / 448 (215). 3- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 6 / 2453 (6284)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 4 / 2187 (2848). 4- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 6 / 2709 (7005)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 703 (1016). 5- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 4 / 1871 (4635). 6- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 6 / 2694 (6970)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 4 / 2067 (2675). قيد أربع أصابع، وأنّ له أطيطاً كأطيط الرØÙ„ إذا رÙكب "ØŒ وزاد ابن خزيمة: " من ثقله "(1).
منشأ التجسيم والرؤية ÙÙŠ التراث الإسلامي:
ÙÙŠ الØقيقة إنّ ما نراه ÙÙŠ كتب الØديث Ù€ قديماً ÙˆØديثاً Ù€ من الأخبار الكثيرة Øول التجسيم والتشبيه والرؤية Ùˆ...ØŒ هي من الإسرائيليات وأÙكار النصارى التي دخلت إلى التراث الإسلامي ÙأصبØت بعد ذلك Øقائق يذعن بها المسلمون. والجدير بالذكر إنّ أهم عامل من العوامل التي ÙسØت المجال للأØبار والرهبان لبث هذه العقائد المشوهة ونشرها بين أوساط المسلمين، هو نهي عمر ابن الخطاب عن تدوين سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ونشرها ونقلها قرابة قرن من الزمان!ØŒ مما أوجد أرضية مناسبة لظهور بدع اليهود والنصارى بين المسلمين، الذين طرØوا العقل جانباً ÙÙŠ أدق وأخطر القضايا الاعتقادية، والتجأوا إلى روايات موضوعة أو مدسوسة، Ùجعلوها Øاكمة Øتى على القرآن الكريم!. كما تمسكوا بأخبار Ù€ مختل٠ÙÙŠ أمرها عند بعضهم Ù€ تجوّز رؤية الله تعالى، Ùقال إمام الØرمين: " روى Øديث الرؤية عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قريب من ثلاثين رجلا من كبار الصØابة والطرق إليهم صØÙŠØØ©ØŒ قال: وأقوى متمسك لأصØابنا ÙÙŠ جواز رؤية الله تعالى اختلا٠الصØابة ÙÙŠ أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) هل رأى ربّه ليلة المعراج؟ واختلاÙهم ÙÙŠ الوقوع دليل على اتÙاقهم على الجواز، Ùإنّ ما يستØيل ____________ 1- أنظر: كتاب العظمة للإصبهاني: 79 (195)ØŒ تاريخ بغداد للخطيب: 1 / 295 (159)ØŒ عون المعبود لمØمد شمس الØÙ‚: 13 / 24ØŒ السنة لابن أبي عاصم: 1 / 252. كونه لا يتصوّر الاختلا٠ÙÙŠ وقوعه "(1). وهذه المقالة مردودة من خلال النظر إلى المØاورة التي دارت بين الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) والمØدث أبي قرّة. Ù…Øاورة الإمام الرضا (عليه السلام) وأبي قرّة Øول الرؤية:
" قال أبو قرّة: Ùإنّا روينا: أنّ الله قسّم الرؤية والكلام بين نبيين، Ùقسّم لموسى (عليه السلام) الكلام، ولمØمد(صلى الله عليه وآله وسلم) الرؤية!. Ùقال أبو الØسن (عليه السلام) : Ùمن المبلّغ عن الله إلى الثقلين الجنّ والإنس أنّه لا تدركه الأبصار،ولايØيطون به علماً، وليس كمثله شيء، أليس Ù…Øمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŸ قال: بلى. قال أبو الØسن (عليه السلام) : Ùكي٠يجيء رجل إلى الخلق جميعاً Ùيخبرهم أنّه جاء من عند الله، وأنّه يدعوهم إلى الله بأمر الله، ويقول: أنّه لا تدركه الأبصار، ولا ÙŠØيطون به علماً، وليس كمثله شيء، ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني، وأØطت به علماً، وهو على صورة البشر، أما تستØيون!!! أما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا، أن يكون أتى عن الله بأمر ثمّ يأتي بخلاÙÙ‡ من وجه آخر! Ùقال أبو قرّة: إنّه يقول: (وَلَقَدْ رَآه٠نَزْلَةً Ø£Ùخْرى)(2). Ùقال أبو الØسن (عليه السلام) : إنّ بعد هذه الآية ما يدلّ على ما رأى، Øيث قال: (ما كَذَبَ الْÙÙؤاد٠ما رَأى)(3)ØŒ يقول: ماكذب Ùؤاد Ù…Øمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ما رأت عيناه، ثمّ ____________ 1- أنظر: ضوء الساري إلى معرÙØ© رؤية الباري لأبي شامة الشاÙعي: 99 Ù€ 100. 2- النجم: 13. 3- النجم: 11. أخبر بما رأت عيناه، Ùقال: (لَقَدْ رَأى Ù…Ùنْ آيات٠رَبّÙه٠الْكÙبْرى)(1)ØŒ Ùآيات الله غير الله، وقال: (وَلا ÙŠÙØÙيطÙونَ بÙه٠عÙلْماً)(2)ØŒ Ùإذا رأته الأبصار Ùقد Ø£Øاط به العلم ووقعت المعرÙØ©. Ùقال أبو قرّة: Ùتكذب بالرواية؟ Ùقال أبو الØسن (عليه السلام) : إذا كانت الرواية مخالÙØ© للقرآن كذّبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنّه لا ÙŠØاط به علماً، ولا تدركه الأبصار، وليس كمثله شئ "(3). مناقشة الأشعري ÙÙŠ مسألة الرؤية:
قد Øكم أبناء العامة Ù€ مع شديد الأس٠ـ بالضلال والزندقة على من يخال٠الرؤية والتجسيم! وساقوا لذلك أدلّة عقلية Ù€ Øسب زعمهم Ù€ تؤكد رأيهم، كقول الأشعري: " ومما يدلّ على رؤية الله سبØانه بالأبصار: أنّ الله عزّوجلّ يرى الأشياء، وإذا كان للأشياء رائياً Ùلا يرى الأشياء إلاّ من لا يرى Ù†Ùسه "(4). والوهم الذي وقع Ùيه الأشعري هو أنّه أجرى على الله تعالى ما يجري على الإنسان، ÙØتّم الرؤية عليه سبØانه! لأنّه قدّر Øصول المقابلة بين العين والمرئي أو Øكم المقابلة Ù€ كما ÙÙŠ رؤية الصور بالمرآة Ù€ وهذا أمر تØكم به الضرورة، Ùإذا كانت ماهية الرؤية هكذا Ùلا يمكن تØققها Ùيما إذا تنزّه الشيء عن المقابلة أو الØلول ÙÙŠ المقابل. ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الله تعالى ليس بجسم Øتى تتØقّق Ùيه المقابلة! ____________
1- النجم: 18. 2- طه: 110. 3- أنظر: الاØتجاج للطبرسي: 2 / 375 Ù€ 376. 4- أنظر: الإبانة لابن الØسن الأشعري: 26. وقال الأشعري أيضاً: " ومما يدل على رؤية الله عزّوجلّ بالأبصار: أنّه ليس موجود إلاّ وجائز أن يريناه الله عزّوجلّ، وإنّما لا يجوز
أن يرى المعدوم، Ùلمّا كان الله عزّوجلّ موجوداً مثبتاً، كان غير مستØيل أن يرينا Ù†Ùسه عزّوجلّ "(1). وهذا الاستدلال Ø£ÙˆØ¶Ø ÙÙŠ البطلان من سابقه! لأنّ هناك أموراً موجودة ومثبتة ÙÙŠ Ù†Ùس الإنسان ولا يراها الإنسان، كالألم والوجع، وهي غير معدومة Øال Øصولها، Ùهل سمعنا بأØد رأى ألماً أو شاهد وجعاً؟! بل ÙŠØس بهما ويدركهما من خلال ذلك. Ùالله تعالى تدركه القلوب بØقائق الإيمان كما ورد عن الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) عندما سأله ذعلب اليماني قائلاً: " هل رأيت ربك يا أميرالمؤمنين؟ Ùقال (عليه السلام) : Ø£Ùأعبد ما لا أرى!. Ùقال: وكي٠تراه؟ Ùقال: لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بØقائق الإيمان، قريب من الأشياء غير ملامس، بعيد عنها، غير مباين "(2). تمØّلات أبناء العامة ÙÙŠ تجويز الرؤية:
Øاول قسم من Ù…Ùكري العامة الخروج من هذا المأز Ù‚ الØقيقي الذي دخلوا Ùيه، Ùأجروا Ù…Øاولات يائسة توÙÙ‚ بين تجويز الرؤية وبين تنزيه الله سبØانه وتعالى! ____________
1- المصدر Ù†Ùسه. 2- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 174. ÙØ·Ø±Ø Ø§Ù„Ø£Ø´Ø§Ø¹Ø±Ø© مبدأ (الرؤية بلا كيÙ) الذي يعني: أنّ المؤمنين يرون الله تعالى ÙÙŠ الآخرة بلا كيÙ!ØŒ وقولهم هذا أشبه برسم نخلة بلا
جذع وسعÙ!. ثم أدرك متأخروا العامة مهزلة (البلكÙØ©) لأنّ الرؤية لا تنÙÙƒ بأي Øال من الأØوال عن الجهة والمقابلة، Ùلجأ هؤلاء المتأخّرون إلى القول: بأنّ كلّ شئ ÙÙŠ الآخرة يختل٠عمّا ÙÙŠ الدنيا، وعلى هذا تتØقق الرؤية للمؤمنين ÙÙŠ الآخرة. وهذا الكلام مجرد تمØّل لا أكثر! لأنّهم إن أرادوا من الاختلا٠عمّا ÙÙŠ الدنيا بمعنى التكامل، Ùهذا أمر Ù…Ùروغ منه، إذ يقول تعالى: ( ÙƒÙلَّما رÙزÙÙ‚Ùوا Ù…Ùنْها Ù…Ùنْ ثَمَرَة رÙزْقاً قالÙوا هذَا الَّذÙÙŠ رÙزÙقْنا Ù…Ùنْ قَبْل٠وَأÙتÙوا بÙÙ‡Ù Ù…ÙتَشابÙهاً)(1)ØŒ وإن أرادوا بأنّ القضايا العقلية البديهيّة تتبدل ÙÙŠ الآخرة Ù€ كالواØد نص٠الاثنين Ù€ Ùهذا يوجب انهيار النظم وزوال الأساليب العقلية التي يعتمد عليها المتشرعة أنÙسهم. والعجيب! أنّ جملة من خريجي الجامعات الإسلامية الØديثة تبنوا إثبات الجهة لله سبØانه، ومنهم الدكتور Ø£Øمد بن Ù…Øمّد خريج جامعة أمّ القرى السعودية، Øيث يقول: "إنّ إثبات رؤية Øقيقية بالعيان من غير مقابلة أو جهة، مكابرة عقلية، لأنّ الجهة من لوازم الرؤية، وإثبات اللزوم ونÙÙŠ اللازم مغالطة ظاهرة "(2). ولنا أن نسأل الدكتور: لو تØققت الرؤية، Ùهل يرى جزءه أو كلّه؟ Ùإن قلت: جزئه، Ùهذا يعني أنّ ذاته مركبة، أي Ù…Øتاج إلى أجزائه، وتعالى الله عن الاØتياج. وإن قلت: تقع الرؤية على كلّه، Ùهذا يعني أنّ ذاته Ù…Øاطة لا Ù…Øيطة! وهذا لايقول به مسلم. ____________
1- البقرة: 25. 2- أنظر: رؤية الله تعالى لأØمد بن ناصر: نشر معهد البØوث العلمية ÙÙŠ مكة المكرمة: 61. تنزيه الباري عزّوجلّ لنÙسه:
إنّ المتأمّل ÙÙŠ آيات الذكر الØكيم يجد مدى التنزيه الذي يص٠به الله عزّوجلّ Ù†Ùسه، كما يرى من هذه الآيات الكريمة: 1 Ù€ قوله تعالى: (ÙاطÙر٠السَّماوات٠وَاْلأَرْض٠جَعَلَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ù…Ùنْ أَنْÙÙسÙÙƒÙمْ أَزْواجاً ÙˆÙŽÙ…ÙÙ†ÙŽ اْلأَنْعام٠أَزْواجاً يَذْرَؤÙÙƒÙمْ ÙÙيه٠لَيْسَ ÙƒÙŽÙ…ÙثْلÙه٠شَيْءٌ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ السَّمÙيع٠الْبَصÙيرÙ)(1). 2 Ù€ قوله تعالى: (لا تÙدْرÙÙƒÙه٠اْلأَبْصار٠وَهÙÙˆÙŽ ÙŠÙدْرÙك٠اْلأَبْصارَ ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ اللَّطÙÙŠÙ٠الْخَبÙيرÙ)(2). 3 Ù€ قوله تعالى: (ÙˆÙŽØ¥Ùذْ Ù‚ÙلْتÙمْ يا Ù…Ùوسى لَنْ Ù†ÙؤْمÙÙ†ÙŽ Ù„ÙŽÙƒÙŽ Øَتّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً ÙَأَخَذَتْكÙم٠الصّاعÙقَة٠وَأَنْتÙمْ تَنْظÙرÙونَ)(3). 4 Ù€ قوله تعالى: ( يَسْئَلÙÙƒÙŽ أَهْل٠الْكÙتاب٠أَنْ تÙنَزّÙÙ„ÙŽ عَلَيْهÙمْ ÙƒÙتاباً Ù…ÙÙ†ÙŽ السَّماء٠Ùَقَدْ سَأَلÙوا Ù…Ùوسى أَكْبَرَ Ù…Ùنْ ذلÙÙƒÙŽ ÙَقالÙوا أَرÙنَا اللهَ جَهْرَةً ÙَأَخَذَتْهÙم٠الصّاعÙقَة٠بÙظÙلْمÙÙ‡Ùمْ...)(4). 5 Ù€ قوله تعالى: (وَلَمّا جاءَ Ù…Ùوسى Ù„ÙÙ…ÙيقاتÙنا ÙˆÙŽ كَلَّمَه٠رَبّÙه٠قالَ رَبّ٠أَرÙÙ†ÙÙŠ أَنْظÙرْ Ø¥Ùلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانÙÙŠ... )(5). Ùالمتدبّر ÙÙŠ هذه الآيات يتبيّن له أنّ الله سبØانه Ùوق أن ÙŠØيطه خيال أو وهم الإنسان، وإنّ ما ورد من الروايات التي تتعارض Ù€ شكلا ومضموناً Ù€ مع القرآن الكريم، لا يعبأ بها وليس لها وزن، Ùهذه الروايات الموضوعة والمقتبسة ____________ 1- الشورى: 11. 2- الأنعام: 103. 3- البقرة: 55. 4- النساء: 153. 5- الأعراÙ: 143. من عقائد اليهود والنصارى تعقّد الشريعة الاسلامية، وتجعلها مرموزة ومليئة بالألغاز!.
معرÙØ© الØقّ بين ركام الباطل:
يقول الأخ عبد الجليل: " استطعت من خلال معرÙتي لعقائد الإمامية أن Ø£ÙØªØ Ø§Ù„Ø·Ù„Ø§Ø³Ù… التي كانت تعج بها الكتب العقائدية لأبناء العامة ÙÙŠ مجال التوØيد، Ùرأيت الشيعة ينزهون الله جلّ وعلا بأبهى صور التنزيه، وعرÙت أنّ السبب ÙÙŠ ذلك هو أنّ أئمتهم Øاولوا صيانة المÙاهيم الإسلامية من التلاعب والتØريÙØŒ ولم ÙŠÙسØوا المجال للأÙكار الدخيلة أن تترك أثرها ÙÙŠ تراثهم، كما أنّ أئمتهم Øاولوا أن يبيّنوا المسائل التوØيديّة للمسلمين بكلمات وعبارات واضØØ© لا يكتنÙها الغموض(1). ومن هنا استنارت بصيرتي بخصوص مسائل التوØيد، ÙطرØت عقائد المجسمة والØشوية جانباً، وبدأت أعتقد بعقائد أهل التنزيه والتقديس، وبدأت بعد ذلك بمطالعة كتب الإماميّة، Ùتبيّن لي أنّهم أطول باعاً وأرسخ قدماً، بل وأعرق نشأة من غيرهم، وأنّ تÙاسيرهم ÙˆÙقههم ÙˆØديثهم Ùˆ... سمتها وقوامها التمسك بكتاب الله وسنّة نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم). ÙØسمت الأمر بعد ذلك، Øتى سلكت طريق الهدى، وأعلنت انتمائي وولائي للأئمة الاثنى عشر (عليهم السلام) ". ____________
1- كتب Ø£Øمد بن إسØاق إلى أبي الØسن الثالث (عليه السلام) يسأله عن الرؤية وماÙيه الناس، Ùكتب (عليه السلام) : " لا تجوز الرؤية مالم يكن بين الرائي والمرئي هواء ينÙذه البصر، Ùاذا انقطع الهواء وعدم الضياء بين الرائي والمرئي لم ØªØµØ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ© وكان ÙÙŠ ذلك الاشتباه، لأن الرائي من ساوى المرئي ÙÙŠ السبب الموجب بينهما ÙÙŠ الرؤية وجب الاشتباه وكان ÙÙŠ ذلك التشبيه، لأنّ الأسباب لابدّ من اتصالها بالمسببات " أنظر: التوØيد للصدوق باب ما جاء ÙÙŠ الرؤية: 106 (7).
|