عبـد الله دوسـو
( ساØÙ„ العاج Ù€ وهابي )
ولد عام 1970Ù… بمدينة " طوبا " ÙÙŠ ساØÙ„ العاج(1)ØŒ كان ÙÙŠ بداية أمره من أهل العامة، ثم تØول إلى الوهابية.
تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1994Ù… ÙÙŠ بلاده.
التعرّ٠على التشيّع:
يقول الأخ عبد الله: " تعرّÙت على الشيعة ÙÙŠ المرØلة الابتدائية للدراسة، وذلك عن طريق بعض أساتذتنا الشيعة اللبنانيين.
ÙˆØيث كان لهؤلاء المعلمين أخلاق رÙيعة وشخصيات متينة وأساليب جذّابة ÙÙŠ إلقاء الدروس، أثروا بسلوكهم على التلاميذ وجعلوهم متÙاعلين
معهم عقلياً ونÙسياً، وكان من الملاØظ Ùيهم أمرين ملÙتين للنظر:
الأوّل: انّهم كانوا ذو ثقاÙØ© عالية وإطلاع واسع لا سيما ÙÙŠ الجوانب التاريخية والعقائدية والÙقهية.
الثاني: كانت هوية التشيع ظاهرة وبارزة عليهم، بØيث كان معظم كلامهم
____________
1- ساØÙ„ العاج: أنظر: الترجمة رقم (3).
وإرشاداتهم مطعمة بروايات أهل البيت (عليهم السلام) ، ولايمضي يوم ـ من أيام الدراسة ـ إلاّ ويذكرون شيئاً من سيرة أهل البيت (عليهم
السلام) الناصعة، Øتى أنني ØÙظت الكثير من Ø£Øاديث العترة، وكنت أستشهد بها ÙÙŠ كلامي مع الآخرين.
غزو التيار الوهابي:
Øينما تعرّÙت على الشيعة كان قد توغل المدّ الوهابي وتسلل إلى القارة الأÙريقية، وكان لهؤلاء أساليب متنوعة مدعومة بأموال طائلة، ÙسØت
لهم المجال للتØرّك ÙÙŠ الأوساط بشكل واسع، وقد كان لهم تØرك مكث٠ÙÙŠ المدارس، لعلمهم بأنّ هذه الأماكن منÙØ° السهل لزرع Ø£Ùكارهم ÙÙŠ
Ù†Ùوس الجيل الياÙع، وبما أنني كنت طالباً ÙÙŠ Ø¥Øدى هذه المدارس التي شملها المدّ الوهابي انجرÙت كغيري بهذا التيار، وخصوصاً بعد Ùقدنا
الأساتذة السابقين، Øيث كان هذا سبباً Ù„Ùقداننا الجانب المعنوي وضع٠مبتيناتي العقائدية، Øتى آل الأمر بي أن أنتمي إلى الوهابية نتيجة
أنجراÙÙŠ مع هذا التيّار الذي غزى أوساطنا.
وبعد إتمامي للمرØلة المتوسطة ÙÙŠ عام 1988Ù…ØŒ شجعني ÙˆØثني الوهابيون على السÙر إلى السعودية لمواصلة الدراسة ÙÙŠ مدارسها الدينية،
ولكنني لم Ø£Ùقبل ÙÙŠ أي مدرسة بشكل رسمي Ùعدت أدراجي إلى ساØÙ„ العاج، ولكن الوهابية لم يتركوني وشأني ÙالØقوني ببعض المشايخ لأتلقّى
على أيديهم الدروس والأبØاث الدينية.
أسئلة Øائرة تØتاج إلى جواب مقنع:
كنت Ø£Ø·Ø±Ø ÙÙŠ ذلك الØين جملة من الأسئلة والاستÙسارات على مشايخنا بعد الانتهاء من الدرس، وكانت أغلب أسئلتي منطلقة من الأØاديث
التي سمعتها
ÙˆØÙظتها عن المعلمين اللبنانيين الشيعة، ÙƒØديث الغدير والثقلين والطير والسÙينة والمنزلة Ùˆ...ØŒ كما كنت أسأل عمّا يتعلّق بالأØداث
التاريخية كأضطراب الأوضاع أيّام عثمان، ÙˆØرب الجمل، ÙˆØرب صÙين، والخلا٠بين الإمام عليّ (عليه السلام) ومعاوية، Ùكانوا يقرّون
بذلك ويجيبونني بشكل مبتور أو ينعطÙون بالإجابة إلى أمور أخرى كي يصرÙوني عن ذلك!.
كما أنني كنت أشاهد ÙÙŠ أوساطنا Øملة مسعورة من قبل الوهابيين ضدّ الشيعة والتشيّع لاسيما ÙÙŠ مجال الإصدارات، Øيث أغرقوا المكتبات
والمدارس ÙˆØلقات المشايخ بالكتب التي تشنّع على الشيعة وتØØ· من شأنهم، لتتشبع بها Ø£Ùكارنا وتمتليء صدورنا بالØقد والغيظ عليهم، ومن
هذه الكتب كان كتاب (وجاء دور المجوس) الذي سطّر Ùيه المؤل٠ما شاء من التهم والاÙتراءات على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
".
ملاØظات على كتاب (وجاء دور المجوس):
ÙÙŠ الØقيقة أنّ المطالع لهذا الكتاب يدرك Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ù†Ù‘ مؤلÙÙ‡ " عبدالله Ù…Øمد الغريب " قد جانب الموضوعية ÙÙŠ بØثه، والإنصا٠ÙÙŠ
Øكمه، بل أنّه انطوي على ذهنية طائÙية ونÙسية منÙعلة لمواجهة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) !
كما يلØظ أنّ المؤل٠اعتبر ÙÙŠ هذا الكتاب، أن خصمه الأوّل والأخير هم الشيعة، بل عبّر بصراØØ© عما يجيش ÙÙŠ صدره بخصوص Øلقات
دروسهم ÙˆØوزاتهم ÙˆØسينياتهم!(1).
والجدير بالذكر أنّ المؤل٠لم يأت بشيء جديد، بل كرّر Ù†Ùس التهم والأباطيل التي عز٠عليها الماضون، كتØري٠القرآن، وجهلهم بعلم
الØديث،
____________
1- أنظر: وجاء دور المجوس: 5.
وعدم استنادهم إلى البخاري وعدم اعتراÙهم به مع بقيّة الصØاØØŒ وعدم معرÙتهم بالقياس Ùˆ...
من قال بتØري٠القرآن؟!:
إنّ من أقدم القائلين بتØري٠القرآن ووقوع الزيادة والنقصان Ùيه، هم أئمة أهل العامة!ØŒ Ùإنّ أمّهات مصادرهم تشير إلى ذلك! وإنّ الذين
قالوا بالتØري٠كان مرجعهم ومستندهم الروايات الواردة ÙÙŠ كتب أهل العامة عن أئمتهم كعمر، وعبد الله بن عمر، وعبدالرØمن بن عوÙØŒ
وعائشة و...
Ùقد روى المتقي الهندي عن ابن مردويه من مسند عمر، عن ØذيÙØ© قال: " قال لي عمر بن الخطاب: كم تعدّون سورة الأØزاب؟
قلت: إثنتين أو ثلاث وسبعين، قال: ان كانت لتقارب سورة البقرة، وان كان Ùيها لآية الرجم "(1).
وروى البخاري بسنده عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب ÙÙŠ أيام خلاÙته أنّه قال: " إنّ الله بعث Ù…Øمداً(صلى الله عليه وآله وسلم)
بالØقّ، وأنزل عليه الكتاب، Ùكان ممّا أنزل الله آية الرجم، Ùقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
ورجمنا بعده، Ùأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم ÙÙŠ كتاب الله، Ùيضلوا بترك Ùريضة أنزلها الله:
والرجم ÙÙŠ كتاب الله Øقّ على من زنى إذا Ø£Øصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة، أو كان من الØبل أو الإعتراÙØŒ ثم إنّا كنّا نقرأ Ùيما
نقرأ من كتاب الله: (أن لا ترغبوا عن آبائكم Ùانه ÙƒÙر بكم أن
____________
1- كنز العمال: 2 / 480 (4550)ØŒ ونØوه ÙÙŠ مسند Ø£Øمد بن Øنبل، عن أبي بن كعب: 5 / 132 (21244)ØŒ
وأنظر: الأØاديث المختارة للمقدسي: 3 / 370 (1164)ØŒ مستدرك الØاكم: 2 / 450 (3554)ØŒ السنن الكبرى
للبيهقي: 8 / 366.
ترغبوا عن آبائكم، أو: ÙƒÙر بكم أن ترغبوا عن آبائكم) "(1).
وروى المتقي الهندي أيضاً، عن عدي بن عدي بن عميرة بن Ùروة، عن أبيه، عن جدّه: " إنّ عمر بن الخطاب قال لأÙبيّ: أوليس كنّا
نقرأ من كتاب الله: أنّ انتÙاءكم من آبائكم ÙƒÙر بكم؟ Ùقال: بلى. ثم قال: أوليست كنّا نقرأ: الولد للÙراش وللعاهر الØجر؟! ÙÙقد
Ùيما Ùقدنا من كتاب الله، قال: بلى "(2).
وأخرج ابن مردويه عن عبد الرØمن بن عوÙØŒ قال: " قال لي عمر: ألسنا كنّا نقرأ Ùيما نقرأ: وجاهدوا ÙÙŠ الله ØÙ‚ جهاده ÙÙŠ آخر
الزمان كما جاهدتم أوله؟ قلت: بلى، Ùمتى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا كانت بنو أميّة الأمراء، وبنو المغيرة الوزراء!!
"(3).
وروى مسلم بسنده عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، أنّها قالت: " كان Ùيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات
ÙŠØرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، ÙتوÙÙŠ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهن Ùيما يقرأ من القرآن "(4).
وروى ناÙع عن ابن عمر أنّه قال: " لا يقولنّ Ø£Øدكم قد أخذت القرآن كلّه، وما يدريه ما كلّه؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد
أخذت منه ما ظهر "(5).
____________
1- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ كتاب المØاربين من أهل الردة، باب رجم الØبلى إذا اØصنت: 8 / 2504 (6442).
2- كنز العمال: 6 / 208 (10372)، وأنظر: التمهيد لابن عبد البر: 4 / 276، الإتقان للسويطي: 2 / 68
(4126).
3- أنظر: الدر المنثور للسيوطي: 4 / 371ØŒ كما أخرجه البيهقي ÙÙŠ الدلائل عن المسور بن مخرمة.
4- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…ØŒ كتاب الرضاع، باب بالتØريم بخمس رضعات: 2 / 1075 (1452)ØŒ وأنظر: سنن الدارمي، كتاب النكاØ:
2 / 209 (2203).
5- أنظر: الاتقان للسيوطي: 2 / 66 (4117).
وروت Øميدة بنت أبي يونس، قالت: " قرأ عليَّ Ø£Ùبي Ù€ وهو ابن ثمانين سنة Ù€ ÙÙŠ مصØ٠عائشة: إنّ الله وملائكته يصلون على النبيّ يا
أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً وعلى الذين يصلون ÙÙŠ الصÙو٠الأول، قالت: قبل أن يغيّر عثمان المصاØÙ "(1).
هذا Ùضلاً عن عشرات الروايات التي تذكر جملة من الصØابة الذين قالوا بوقوع الزيادة والنقصان ÙÙŠ كتاب الله تعالى، وأنّ من إئتم بهم
يعتبره صØÙŠØاً ويروي ÙÙŠ صØاØÙ‡(2).
والأشد من هذا مازال جمع من علماء أبناء العامة يقولون بالتØري٠من Øيث لا يشعرون!ØŒ Ùيقول Ù…Øمّد Ù…Øمّد عبد اللطي٠المعرو٠بأبن
الخطيب صاØب كتاب (الÙرقان): " ومن أعجب العجب ادعاؤهم أن بعض الآيات قد نسخت تلاوتها وبقي Øكمها، وهو قول لا يقول به
عاقل.
وذلك لأنّ نسخ Ø£Øكام بعض الآيات مع بقاء تلاوتها ; أمر معقول مقبول، Øيث أنّ بعض الأØكام لم ينزل دÙعة واØدة، بل نزل تدريجياً لتألÙÙ‡
النÙوس، وتستسيغه العقول، وهنا كانت الØكمة جلية ظاهرة ÙÙŠ نسخ Ø£Øكام بعض الآيات مع بقاء تلاوتها.
أمّا ما يدّعونه من نسخ تلاوة بعض الآيات مع بقاء Øكمها ; Ùأمر لا يقبله إنسان ÙŠØترم Ù†Ùسه، ويقدّر ما وهبه الله تعالى من نعمة العقل، إذ ما
هي الØكمة ÙÙŠ نسخ تلاوة آية مع بقاء Øكمها؟!"(3).
____________
1- المصدر Ù†Ùسه: 2 / 67 (4121).
2- تم ذكر بعض مصادر القوم Ùيما سبق، Ùراجع.
3- الÙرقان: 156 Ù€ 157.
ولا يخÙÙ‰ أنّ هذا القول Ù€ نسخ التلاوة وبقاء الØكم Ù€ هو قول بالنقيصة والإسقاط، وهو قول علماء أبناء العامة، بل أنّ هذا القول من إبداعاتهم
ÙÙŠ هذا الباب!
الشيعة وعلم الØديث:
مما يلاØظ على أقوال الغريب، قوله: " والراÙضة جهلة بعلم الØديث، وما يدرّس ÙÙŠ جامعاتهم هزيل جداً، وإذا سألتهم عن سند Øديث
قالوا: رواه الØسين أو Ù…Øمّد الباقر أو موسى الكاظم... "(1).
وبهذا نجد أنّه ينكر دور شيعة آل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ تشييد أركان الØضارة الإسلامية برمتها، ومساهمتهم ÙÙŠ إغناء علم الØديث،
وهو أمر لا يشك به عاقل مطّلع على تراث المسلمين، Ùقد بادر أئمة الشيعة (عليهم السلام) وعلماؤهم إلى تدوين سنّة رسول الله(صلى الله
عليه وآله وسلم) ÙˆØÙظها ÙÙŠ الوقت الذي منع غيرهم ذلك!.
ولقد أدرك أتباع أهل البيت (عليهم السلام) شر٠السنة النبوية ودورها ÙÙŠ تبيين ما أنزل الله ÙÙŠ كتابه العزيز، ÙÙŠ Øين جعل غيرهم سنة
رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وراء ظهورهم ورÙع شعار " Øسبنا كتاب الله "!.
وقد انبرى الشيعة الإمامية لصيانة السنة النبوية الشريÙØ© من الدسّ والتزوير من خلال تدوينهم وتنقيØهم لها، وقد أنجبت مدرسة أهل البيت (
عليهم السلام) ÙÙŠ القرون الثلاثة الأولى Ù…Øدثين كبار لهم ثقلهم ÙÙŠ العالم الإسلامي، Ùكان منهم:
1 Ù€ يونس بن عبد الرØمن: وهو من تلامذة الإمام موسى الكاظم والإمام عليّ الرضا(عليهما السلام)ØŒ وقد وصÙÙ‡ ابن النديم ÙÙŠ Ùهرسته
بعلاّمة زمانه، له جوامع الآثار، والجامع الكبير، وكتاب الشرائع.
____________
1- وجاء دور المجوس: 120.
2 Ù€ صÙوان بن ÙŠØيى البجلي (ت 220 هـ): كان أوثق أهل زمانه، وصنّ٠ثلاثين كتاباً.
3 Ù€ الØسن والØسين إبنا سعيد الأهوازي: صنÙا ثلاثين كتاباً.
4 Ù€ Ø£Øمد بن Ù…Øمّد بن خالد البرقي (ت 274 هـ): صاØب كتاب (المØاسن).
5 Ù€ Ù…Øمّد بن Ø£Øمد بن ÙŠØيى الأشعري القمّي (ت 293 هـ): صاØب الجامع المعروÙ.
6 Ù€ Ù…Øمّد بن أبي نصر البزنطي (ت 221 هـ): صاØب الجامع المعروÙ.
وقد ألّ٠رجالات الشيعة جوامع Øديثية ÙÙŠ القرنين الرابع والخامس، منها:
1 Ù€ الكاÙÙŠØŒ لثقة الإسلام الكليني (ت 329 هـ).
2 Ù€ من لا ÙŠØضره الÙقيه، للشيخ الصدوق (ت 381 هـ).
3 ـ كتابي التهذيب والاستبصار، للشيخ الطوسي (ت 460 هـ).
كما أضيÙت جوامع Øديثية أخرى ÙÙŠ القرن الØادي عشر، منها:
1 Ù€ وسائل الشيعة للØر العاملي (ت 1104 هـ).
2 Ù€ بØار الأنوار، للشيخ المجلسي (ت 1110 هـ).
3 Ù€ الواÙÙŠØŒ للمØدّث الكاشاني (ت 1019 هـ).
وهذا أدلّ دليل على إعتناء الشيعة بسنّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم تضييعهم لها، وكذا على خبرتهم ÙÙŠ الآثار المروية عن
الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) عن طريق الائمة الطاهرين (عليهم السلام) من آله.
ومع هذا كلّه يدّعي الغريب جهل الشيعة بعلم الØديث، ثم يستهزأ بهم لإسنادهم الأØاديث إلى أئمتهم! وكأنّه لم يراجع تراجم هؤلاء الأعاظم
ÙÙŠ كتب
العامة، ليعر٠منزلتهم ومكانتهم بين المسلمين، واذ هو يستهزىء بالشيعة للرواية عن أئمتها، ليته كان يمعن النظر ÙÙŠ صØاØÙ‡ التي تروي عن
بعض النواصب والخوارج والمارقين والمتهتكين، ÙÙŠØكم بين منهج أبناء العامة ÙÙŠ رواية الØديث ومنهج الشيعة ÙÙŠ ذلك.
والأعجب من ذلك!! قوله: "... ونختل٠مع الراÙضة(1) ÙÙŠ الأصل الثاني من أصول الإسلام Ù€ السنة Ù€ ".
ثم يقول: " لايؤمن الشيعة بالأØاديث التي وردت ÙÙŠ صØÙŠØÙŠ البخاري ومسلم... ولايؤمنون بمسند الإمام Ø£Øمد وموطأ مالك وسنن
الترمذي وابن ماجة والنسائي وأبي داود وغيرها من كتب الØديث "(2).
البخاري وصØÙŠØÙ‡:
من المستغرب أن يعتبر الغريب عدم قبول الشيعة لما ورد ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ وغيره من الصØØ§Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù‡Ù…ØŒ اختلاÙاً ÙÙŠ الأصول!
Ùيبدو أنّه لم يراجع الأسباب التي اعتمد عليها الشيعة ÙÙŠ عدم أخذهم الأØاديث من صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ وكأنّه لا يعلم أنّ أدنى تأمّل ÙÙŠ تاريخ
وشخصية Ù…Øمد بن إسماعيل البخاري يكش٠لنا Øقيقة أمره وماهية (صØÙŠØÙ‡)!.
Ùقد قال Ù…Øمّد بن ÙŠØيى الذهلي (ت 258 هـ) Ù€ والذي إنتهت إليه مشيخة العلم بخراسان Ù€ عن شخصية Ù…Øمّد بن إسماعيل البخاري: "
من ذهب بعد هذا إلى Ù…Øمّد بن إسماعيل البخاري Ùاتهموه "(3).
____________
1- أراد بالراÙضة هنا الشيعة.
2- وجاء دور المجوس: 120.
3- أنظر: تاريخ بغداد للخطيب: 2 / 31 Ù€ 32ØŒ سير أعلام النبلاء للذهبي: 12 / 455ØŒ تاريخ الإسلام للذهبي: ÙˆÙيات
(251 Ù€ 260): 268.
ومØمد بن ÙŠØيى الذهلي هو من قال Ùيه علماء الرجال وأئمة Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø¯ÙŠÙ„ ما يكÙÙŠ:
Ùقال أبو Øاتم الرازي: " Ù…Øمّد بن ÙŠØيى الذهلي إمام أهل زمانه "(1).
وقال الذهبي: " كانت له جلالة عجيبة بنيسابور، من نوع جلالة الإمام Ø£Øمد ببغداد ومالك بالمدينة "(2).
وقال النسائي: " Ù…Øمّد بن ÙŠØيى بن عبد الله النيسابوري، مأمون "(3).
ولهذا نجد أبي Øاتم وأبي زرعة الرازيين تركا البخاري! علماً أنّهما كانا ÙŠÙعدّان من أئمة العامة ÙÙŠ Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø¯ÙŠÙ„ØŒ وكانت على أقوالهم
تدور صØØ© أوسقم المرويات عن السنة النبوية، كما أنّ سبب ذكر الذهبي للبخاري ÙÙŠ الضعÙاء والمتروكين هو Ø¬Ø±Ø Ø§Ù„Ø°Ù‡Ù„ÙŠ له.
كما اعتبر جماعة من أبناء العامة أنّ البخاري مدلّساً(4)ØŒ والتدليس يوجب Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙÙŠ الراوي، ومن ثبت عليه التدليس ولو مرّة صار
مجروØاً، ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙÙŠ الراوي يوجب ضع٠الØديث ويجعله غير مقبول (5).
وقد ذكر الذهبي طرÙاً من تدليساته، Øينما قال: " وقال أبو نصر الكلاباذي: روى البخاري عنه Ù€ الذهلي Ù€ Ùقال مرّة: ثنا Ù…Øمّد،
وقال مرّة: ثنا Ù…Øمّد بن عبدالله نسبة إلى جده، وقال مرّة: ثنا Ù…Øمّد بن خالد، ولم ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ù‡ قط،
____________
1- أنظر: تاريخ بغداد للخطيب: 3 / 418ØŒ تاريخ الإسلام للذهبي: ÙˆÙيات (251 Ù€ 260) 340.
2- أنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 12 / 274.
3- أنظر: تاريخ بغداد للخطيب: 3 / 418.
4- التدليس: هو اخÙاء عيب ÙÙŠ الاسناد، وهو خداع وخيانة، لأنّ المدلّس يوهم السامع بسماع هذا الØديث من المشايخ مع أنّه لم يسمعه.
5- أنظر: أسباب رد الØديث: 87.
وقال الØاكم: روى عنه البخاري نيÙاً وأربعين Øديثاً "(1).
وقال الذهبي أيضاً: " ثم أنّ البخاري قد روى عن Ù…Øمّد غير منسوب عنه Ùكان Ù…Øمداً الذهلي "(2).
وقال ابن Øجر ÙÙŠ أجوبته عن السؤال عن Ù…Øمّد الذي يروي عن البخاري من هو؟ قال: " والذي ØªØ±Ø¬Ù‘Ø Ù„ÙŠ أنّه الذهلي، والبخاري من
عاداته أن لا ÙŠÙØµØ Ø¨Ù‡ Ù€ أنّه Ù…Øمد بن ÙŠØيى الذهلي Ù€ "(3).
Ùإذا أراد بذلك أن يذكر شيخه الذي سمع منه بما لا ÙŠÙعر٠عند أهل الØديث! Ùذكره بما ليس مشهوراً، وهذا هو التدليس الذي قرنه بعضهم
ÙÙŠ الØكم بقذ٠المØصنات، وبعض آخر بأنّه أشدّ من الزنا(4).
وقال ابن Øجر: " Ù…Øمّد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري: الإمام، وصÙÙ‡ بذلك أبو عبد الله بن مندة ÙÙŠ كلام له، Ùقال Ùيه: أخرج
البخاري قال: Ùلان، وقال: أخبرنا Ùلان، وهو تدليس "(5).
وقال سبط ابن العجمي: " Ù…Øمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة شيخ الإسلام البخاري، ذكر ابن مندة أبو عبد الله ÙÙŠ جزء له ÙÙŠ
شروط الأئمة ÙÙŠ القراءة، والسماع، والمناولة، والإجازة أخرج البخاري ÙÙŠ كتبه الصØÙŠØØ© وغيرها قال لنا Ùلان، وهي إجازة، وقال Ùلان،
وهو تدليس "(6).
____________
1- أنظر: تاريخ الإسلام للذهبي، ÙˆÙيات (251 Ù€ 260): 342ØŒ رجال الصØÙŠØ Ù„Ù„ÙƒÙ„Ø§Ø¨Ø§Ø°ÙŠ: 2 / 687.
2- أنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 10 / 379.
3- أنظر: إكمال مبهمات البخاري لابن Øجر: 76.
4- أنظر: يالكÙاية ÙÙŠ علم الدارية، باب الكلام ÙÙŠ التدليس للخطيب: 355ØŒ 371ØŒ جامع التØصيل للعلائي: 1 / 116.
5- أنظر: طبقات المدلّسين لابن Øجر: 24 رقم 23.
6- أنظر: التبيين لأسماء المدلّسين لابن العجمي: 177 رقم (64).
Ùهذه وجهات نظر وآراء بعض علماء العامة ÙÙŠ الرجل!! ÙˆÙضلا عن ذلك قد كان البخاري ÙÙŠ نظر الذهلي وأكثر علماء نيسابور Ù€ ÙÙŠ ذلك
العصر Ù€ مطروداً ومضلاً ومنØرÙاً عن العقيدة، مما Øدا به إلى الرØيل عنها!.
ولمعرÙØ© قيمة ماورد ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ من أخبار، نكتÙÙŠ بذكر رواية والي بخارى Ø£Øيد بن أبي جعÙر، التي يقول Ùيها: " قال Ù…Øمّد بن
إسماعيل يوماً: ربّ Øديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، وربّ Øديث سمعته بالشام كتبته بمصر! Ùقلت له: يا أبا عبد الله بكماله؟
قال: Ùسكت "(1).
وإنّ أوّل من ÙØªØ Ø¨Ø§Ø¨ الانتقاد على صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ وغيره من الصØØ§Ø ÙˆÙ…Ø¤Ù„Ùيها هم علماء العامة أنÙسهم!.
Ùقد قال مسلمة Øول البخاري وكتابه الصØÙŠØ: " ألّ٠عليّ بن المديني Ù€ شيخ البخاري Ù€ كتاب (العلل)ØŒ وكان ضنيناً Ù€ به ومهتماً به كلّ
الاهتمام، لكي لا تناله الأيدي Ù€ Ùغاب يوماً ÙÙŠ بعض ضياعه Ù€ خارج المدينة Ù€ Ùجاء البخاري إلى بعض بنيه وراغبه بالمال على أن يرى الكتاب
يوماً واØداً، Ùأعطاه له، ÙدÙعه البخاري إلى النسّاخ Ùكتبوه له، وردّه إليه، Ùلمّا Øضر عليّ بن المديني وجلس بمجلسه Ù€ تكلم بشيء، Ùأجابه
البخاري بنصّ كلامه مراراً، ÙÙهم القضية، واغتم لذلك! Ùلم يزل مغموماً Øتى مات بعد يسير.
واستغنى البخاري بذلك الكتاب Ù€ عن البØØ« والتنقيب ÙÙŠ الأØاديث Ù€ وخرج إلى خراسان ووضع كتابه الصØÙŠØØŒ Ùعظم شأنه وعلا ذكره
"(2).
وأمّا بقية الصØØ§Ø Ùنترك القول Ùيها لأØد أبناء العامة، Øيث يقول:
____________
1- أنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 12 / 411.
2- أنظر: تهذيب التهذيب للعسقلاني: 9 / 47 ـ 54.
" وهناك الكثير من أمثال هذا الØديث(1)ØŒ مما يناقض العقل والمروءة والآداب، وقد وردت جميعها ÙÙŠ Ø£Ùمهات الكتب الصØÙŠØØ©
المعتمدة... ومن أعجب العجب!! ألاّ يتعرّض Ø´Ø±Ù‘Ø§Ø Ø§Ù„Ø£Øاديث لمثل هذا الØديث Ø¨ØªØ¬Ø±ÙŠØ Ø£Ùˆ تصØÙŠØ.
وإنّي أترك المؤمن الذي لا يتقيّد بالتقليد الأعمى، ولا يتّبع الأسماء الرنّانة، التي دسّ الدسّاسون، وأبطل المبطلون تØت ستارها، وهي من كل
هذا براء، إنّي أتركه ليÙكر ÙÙŠ Ù†Ùسه: هل مثل هذا صØÙŠØØŸ وهل نشر مثله على سواد الأمّة جائز؟ "(2).
لماذا هذا التمزق ÙÙŠ الساØØ© الإسلامية؟
يقول الأخ عبد الله دوسو: " لقد كانت قراءتي لكتاب (وجاء دور المجوس) قراءة مركزة، وتخللها ÙÙŠ الأثناء مراجعة لمصادر
الشيعة، Ùوجدت أنّ المؤل٠لم يكن منصÙاً ÙÙŠ البØØ«ØŒ كما أنني كنت أقارن بين ما سطّره ÙÙŠ كتابه وبين سلوك ومنهج الأساتذة الشيعة Ù€
اللبنانيين Ù€ الذين تتلمذت على أيديهم، Ùخرجت بنتيجة ملخّصها: إنّ ساØتنا الإسلامية Ù€ وللأس٠ـ تÙتقد الØوار الموضوعي ÙÙŠ المجالات
التي تختل٠Ùيها وجهات النظر بين علماء المسلمين، كما أنّها أضØت ساØØ© يهيمن عليها الانÙعال والعصبية، لأنّ معظم المؤسسات والمراكز
الدينية أصبØت جسراً لوصول البعض إلى مبتغياتهم ومصالØهم الشخصية.
ومن هذا المنطلق غدا الدÙاع عن المذهب أو التكتل الÙكري للبعض يشكّل Øالة دÙاع عن موقعية اجتماعية تضمن لهم الاستمرار لنيل مآربهم،
وبهذا يكون من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† لا ينطلق الØوار والبØØ« من نوايا صادقة ودواÙع سليمة ".
____________
1- Øديث عائشة ÙÙŠ ارضاع الكبير.
2- أنظر: الÙرقان لابن الخطيب: 161 Ù€ 162.
وضع النقاط على الØروÙ:
ويضي٠الأخ عبد الله: " Ùبدأت بغربلة المعتقد الذي كنت أنتمي إليه، Ùتتبعت كل ما ÙƒÙتب عنه، إلى أن وقع ÙÙŠ يدي كتاب (الوهابية ÙÙŠ
الميزان) Ùقرأته بإمعان وتأمّل، وإذا يتبيّن لي أنّ الوهابية إنطلقت لتØقيق أهدا٠سياسية معيّنة، ÙاتØدت مع إتجاه سياسى ليعبّد لها الطريق
ويÙØ³Ø Ù„Ù‡Ø§ المجال للهيمنة على دÙّة الØكم، وامتلاك زمام السلطة وقتل المعارضين بذريعة الشرك والكÙر، شريطة أن تكون المنÙعة مشتركة
بين الطرÙين.
وتوجهت بعدها Ù†ØÙˆ كتب الشيعة لأنّني وجدّتها لا تمثل خطاً Ùكرياً صنعتة أيدي السياسة لتØقيق مآربها ومبتغياتها، Ùقرأت تÙاسيرهم وعقائدهم
وتاريخهم ÙˆÙقههم، Øتى اقتنعت تماماً بما Ùيها، Ùهداني الله تعالى لاعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وبقيت مدّة سنتين أعمل ÙˆÙÙ‚
المذهب الجعÙري ÙÙŠ الخÙاء، Øتى Øان لي الوقت المناسب Ùأعلنت استبصاري هو عام 1994Ù….