عبد الله Ø£Øمد العسيري
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/17 - 03:08 AM | المشاهدات: 4980
عبد الله Ø£Øمد العسيري ( اليمن Ù€ وهابي )
ولد عام 1977Ù… بمدينة " المØويت " ÙÙŠ اليمن(1)ØŒ من أسرة زيدية، كان يميل بشكل كبير للوهابيّة، يواصل الآن دراسته ÙÙŠ الطبّ. تشرّ٠عام 1997Ù… باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ بعد Øوارات ومناقشات عديدة ودراسة موضوعيّة لعقائد الشيعة وآراء الوهابية. مرØلة خطيرة من الضياع:
يقول السيّد العسيري: " قرّرت أن أعيش ÙÙŠ ظلّ النظريّة الإلهيّة بأن ألتزم بالمبادئ الإسلاميّة لضمان سعادتي ÙÙŠ كلا الدارين، Ùسرت على نهج الوهابية وذلك لإعجابي بهم Øتى Øضرت معهم Øلقات الدرس، وكنت أرمي بعقلي Øيثما وجدت مخالÙØ© للعقل Ù€ على أساس أنّ العقل هوى ويجب القضاء على الهوى ـ، وهكذا بدأت أتعمق ÙÙŠ Ùهم تصوراتهم Øتى بلغت إلى الاعتقاد بالتجسيم لله سبØانه وتعالى!. كش٠الغطاء عن الملابسات:
وذات يوم سمعت أنّ Ø£Øد أقربائي قد إنتمى إلى التشيّع، Ùذهبت إليه لعلّي ____________ 1- اليمن: أنظر: الترجمة رقم (9). أجد سبيلا إلى هدايته Ù€ Øسب اعتقادي Ù€ وبدأت أناقشه، Øتى تركز البØØ« Øول مسألة الجمع بين الصلاتين، Ùأخبرني قريبي بإمكانية الجمع،
وذكر لي ما أورده البخاري من روايات المجوزة لذلك(1)ØŒ ولكنني Øبّذت عدم مواصلة البØØ« معه ÙÙŠ هذا المجال لأنّ الموضوع كان Ùقهياً ويعتبر من Ùروع الدين، Ùقرّرت مناقشته ÙÙŠ مسائل الأصول التي تمثل القاعدة ÙÙŠ بنية العقيدة. وكانت البداية هي البØØ« عن التوØيد باعتباره الأصل الأوّل من المسائل الاعتقادية، Ùالوهابية تعتقد أنّه تعالى بذاته موجود على العرش، وبعلمه يتواجد ÙÙŠ كلّ مكان، ولم يكن لي علم بمصدر هذا التقسيم! لكنني كنت أعلم بأنني موظ٠باتباع ما يملي عليَّ العلماء من دون مناقشة ذلك، وكان قريبي الشيعي متÙتØاً وواعياً لا يقول شيئاً إلاّ عن علم ودراية، Ùبدأ يسرد لي الآيات التي تنزه الله عزّوجلّ عن ذلك. ÙØاولت أن أقيّده ليتمسك بظاهر الألÙاظ، وأن لا يتخطي عن دائرة الألÙاظ إلى مجال المعاني، Ùبدأ قريبي يستشهد لدعم تنزيهه جلّ وعلا بالروايات الواردة ÙÙŠ هذا الخصوص، ومن هنا دخلنا ÙÙŠ موضوع الأØاديث ومصداقية كتب الØديث عند أبناء العامة ÙˆØجيتها، Ùسجّلت نقاط الخلا٠بيننا وبين الشيعة، وقرّرت الرجوع إلى Ø£Øد الأساتذة الوهابيين لأØصل على إجابة الإشكالات التي ذكرها قريبي. وبالÙعل ذهبت لأØد الأساتذة وشرØت له ما جرى بيني وبين قريبي من Øوار Øول التوØيد، وقدّمت له الورقة التي دوّنت Ùيها الإشكالات ونقاط ____________ 1- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ باب وقت المغرب، وباب وقت العصر، وقد مر ذلك ÙÙŠ هذا الكتاب. الاختلاÙØŒ Ùأخبرني بأنّه سيجيب عليها ÙÙŠ اليوم التالي.
وذهبت إليه ÙÙŠ الموعد المØدّد، وإذا به ÙŠÙسمعني آراء ابن تيميّة Øول الشيعة بأنّهم مشركون وضالون وينبغي اجتناب مجالستهم!. Ùقلت له: أنا أعلم ذلك، ولكن أريد جواباً لتÙنيد إشكالات قريبي؟ Ùقال لي الأستاذ: إنّ الله عزّوجلّ لو أراد أن يهدي قريبك لهداه، ولكن قلّ من تشيّع ثم هداه الله!. Ùلم يرق لي جواب الأستاذ، ووجدت أجابته توØÙŠ بعدم قدرته على الردّ. مع كتيب الخطوط العريضة:
بعد ذلك طلبت من الأستاذ كتاباً Øول الشيعة، Ùأعطاني كتيب (الخطوط العريضة)ØŒ Ùأخذته وطالعته، ثم ذهبت إلى قريبي الشيعي، ورØت أكيل له ولمذهبه التهم التي ذكرها مؤل٠الكتيب Ù…Øب الدين الخطيب. Ùكان قريبي صبوراً يسمع تهجمي بهدوء وتأنّي، بعد ذلك بدأ يجيب ماوجهت له من أسئلة وشبهات من دون انÙعال، وكانت أوّليات النقاش قد تمØورت Øول ما أدّعاه الخطيب بخصوص ما نسب إلى عمر ". ÙÙŠ الØقيقة أنّ ما تقوّل به المؤل٠ÙÙŠ هذا الكتيب، مجرّد تهمة Øاول إلصاقها بعلماء الشيعة، Ùإنّه Øكى عنهم هذه المقالة التاÙهة ÙÙŠ كتاب اسمه (الزهراء)ØŒ وهو أمر ليس له أساس من الصØّة، ولو كان صادقاً ÙÙŠ إدعائه لأسند نشر هذا الكتاب إلى ناشر معين، ولذكر اسم مؤلÙÙ‡! ولم يسنده إلى علماء النج٠الأشر٠ـ Ùهم من Ø£Øوط الناس وأشدّهم رعاية Ù„Øرمة الإسلام والمسلمين، ولا تجري أقلامهم وألسنتهم النزيهة إلاّ ÙÙŠ مرضاة الله ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¨ÙŠÙ† المسلمين ـ، ولكن الخطيب لا يريد بذلك سوى الطعن ÙˆØ§Ù„ØªØ¬Ø±ÙŠØ ÙˆØ¥Ø«Ø§Ø±Ø© الÙتنة وتÙريق الكلمة، بل يبدو منه تثبيت هذا الأمر على عمر بن الخطاب وإشاعته Øكاية عن علماء الشيعة ÙÙŠ النج٠الأشرÙ!. ولو سلّمنا وجود شئ من هذا، Ùهل ÙŠØµØ Ù†Ø³Ø¨ØªÙ‡ إلى عموم علماء الشيعة؟! وإذا كان مبنى الخطيب على هذا الأساس، Ùعند ذلك ÙŠØÙ‚ أن تنسب عقائد النواصب Ù€ الذين Ø£Øدثوا ÙÙŠ الإسلام الØوادث العجيبة Ù€ إلى جميع أبناء العامّة. دراسات الÙقه الإسلامي عند الشيعة وأبناء العامة:
Øاول الخطيب ÙÙŠ كتيّبه هذا أن يعمّق الهوّة ويوسّع الÙجوة بين الشيعة وأبناء العامّة، وذلك بقوله: " ÙالÙقه عند أهل السنة وعند الشيعة لا يرجع إلى أصول مسلّمة عند الÙريقين، والتشريع الÙقهي عند الأئمّة الأربعة من أهل السنة قائم على غير الأÙسس التي يقوم عليها التشريع الÙقهي عند الشيعة... "(1). لكن الÙقه عند جميع المسلمين من الشيعة وأبناء العامة ÙÙŠ الواقع يرجع إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ والشيعة أشدّ الناس تمسكاً بهما، Ùعلى هذا كي٠تكون الأÙسس التي قام عليها التشريع الÙقهي عند أبناء العامّة مغايرة للأÙسس التي قام عليها عند الشيعة، علماً أنّ أئمة المذاهب وتلامذتهم أخذوا عن الإمام جعÙرالصادق (عليه السلام) !. ÙˆÙÙŠ الØقيقة أنّ الÙرق بين الطائÙتين، إنّ الشيعة لا تجوّز العمل بالقياس والاستØسان والاجتهاد مقابل النصّ كما هو متعار٠عند غيرهم. ثمّ يعرض الخطيب خطاً عريضاً آخر من Ø£ÙÙقه الطائÙÙŠ الضيق، Ùيدّعي أنّ الشيعة لا يدخلون الÙقه السني ÙÙŠ دراساتهم! وينكر على الأزهر دراسة الÙقه ____________ 1- الخطوط العريضة: 11 Ù€ 12. الجعÙري ÙÙŠ أروقته، كنمط خاصّ من دراسات الÙقه الإسلامي!.
ÙÙŠ Øين أنّ الأزهر إذا أراد أن يكون Øرّاً ÙÙŠ دراساته وموضوعياً ÙÙŠ نقاشاته، Ùعليه بدراسة Ùقه وعقائد وتÙسير الشيعة، ليعر٠مدى رسوخهم وتأثيرهم ÙÙŠ تاريخ الإسلام والمسلمين. كما أنّ مقولة الخطيب بأنّ الشيعة لا يدرسون الÙقه السني، مجرّد إدّعاء ليس له صØّة ÙÙŠ الواقع، Ùإنّ مدارس الشيعة ÙˆØوزاتهم لا تتناول الÙقه السني Ùقط، بل تÙسير وعقائد وتاريخ أبناء العامّة بكلّ دقّة وأمانة(1)ØŒ وتضعه على طاولة البØØ« ثم تناقشه لتصل إلى النتائج التي يدعمها الدليل والبرهان من القرآن والسنّة. وهذه مكتباتهم العامّة والخاصّة تعجّ بمئات الكتب السنّيّة لمختل٠الكتّاب، ومنابرهم يذكر Ùيها آراء أبناء العامة جنباً إلى آراء الشيعة، وتÙخضع كاÙØ© الآراء للنقد والتØليل. Ùالشيعة يتناولون ÙÙŠ أبØاثهم جميع الآراء بدقة وإمعان، وهم لقوّة ثقتهم بما يذهبون إليه وعدم تعصبهم، لا يخشون على عقائدهم من النقد كما تØاول بعض الطوائ٠أبعاد أتباعهم عن Ø£Ùكار وكتب الآخرين. التقيّة ÙÙŠ الÙكر الإسلامي:
شنّ الخطيب ÙÙŠ كتابه أيضاً Øملته المسعورة على الشيعة لعملهم ولإيمانهم بالتقيّة الّتي شرّعها الله تعالى ÙÙŠ كتابه العزيز، وقاية للمؤمن ومتعلقاته ____________ 1- إنّ الشيعة يدرسون أقوال جميع أئمّة الÙقه ورؤساء المذاهب، ويذكرون خلاÙاتهم، ويبØثون ÙÙŠ أدلّة الأقوال، ويأخذون بما هو أوÙÙ‚ للكتاب والسنة، وكتب علمائهم مثل (الخلاÙ) للشيخ الطوسي، Ùˆ(التذكرة) للعلاّمة الØلي، وغيرها خير دليل على ذلك. وصيانة لمعتقداته Øيثما وجد Ù†Ùسه لا يقوى على مقاومة أعداءه.
والتقيّة ÙÙŠ الØقيقة هي إظهار الإنسان ما يغاير باطنه المؤمن به والمطمئن إليه لدÙع ما ÙŠØيق به من شرور، وهي من المÙاهيم الإسلاميّة الأصيلة، التي أكّدتها السنة النبويّة المطهّرة، وعمل بها الصØابة والتابعين، كما أنّها مواÙقة Ù„Øكم العقل، Ùالعقل يأمر صاØبه بتجنّب ما ÙŠØتمل Ùيه الضرر، سواء كان ذلك ÙÙŠ أصول العقائد الإسلاميّة أم ÙÙŠ الأØكام الشرعيّة، بل ÙˆØتى ÙÙŠ الآداب والأخلاق العامة. كما أنّ التقية غير مختصة بمذهب معين، وإنّما كان سبب تميّز الإماميّة بها للمعاناة الطويلة التي مرّوا بها من Øكّام الظلم والجور، وهذا لا يعني أنّ غيرهم لم يعمل أو لم يقل بها! Ùقد ورد عن أئمة المذاهب الأربعة ÙˆÙقهائهم أقوالاً ÙÙŠ مشروعيّة التقيّة، ومنها: ذكر الإمام مالك عدم وقوع طلاق المكره على Ù†ØÙˆ التقيّة(1). وذكر ابن العربي المالكي أنّ من يكÙر تقيّة وقلبه مطمئن بالإيمان لا تجري عليه Ø£Øكام المرتد، لعذره ÙÙŠ الدنيا... ; كما ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø£Ù†Ù‘ الإكراه إذا وقع على Ùروع الشريعة لا يؤاخذ المكره بشيء(2). وذكر ابن جزي المالكي جواز التلÙّظ بكلمة الكÙر عند الإكراه عليها... ثمّ قال: " قال مالك: لا يلزم المكره يمين ولا طلاق ولا عتق ولا شئ Ùيما بينه وبين الله، ويلزمه ما كان من Øقوق الناس، ولا تجوز الإجابة إليه كالإكراه على قتل Ø£Øّد أو أخذ ماله "(3). ____________
1- أنظر: المدونة الكبرى لمالك بن أنس: 6 / 24ØŒ كتاب الايمان بالطلاق وطلاق المريض. 2- أنظر: Ø£Øكام القرآن لابن العربي: 3 / 1177 Ù€ 1182. 3- أنظر: تÙسير ابن جزي: 366. أمّا أبو Øيّان الأندلسي المالكي Ùيرى صØّة التقيّة من كلّ غالب يكره بجور منه، Ùيدخل ÙÙŠ ذلك الكÙّار وجورة الرؤساء والسلابة وأهل الجاه
ÙÙŠ الØواضر ; كما تصØÙ‘ التقيّة عنده ÙÙŠ Øالة الخو٠على Ø§Ù„Ø¬ÙˆØ§Ø±Ø ÙˆØ§Ù„Ø¶Ø±Ø¨ بالسوط والوعيد وعداوة أهل الجاه الجورة، وأنّها تكون بالكÙر Ùما دونه من بيع وهبة ونØÙˆ ذلك(1). والتقيّة ÙÙŠ الÙقه الØÙ†ÙÙŠ Ùواسعة جدّاً! Øيث قال السرخسي الØÙ†ÙÙŠ: "يجوز ترك الصلاة الواجبة عند الإكراه على تركها، وكذلك الإÙطار ÙÙŠ شهر رمضان المبارك... وكما تصØÙ‘ التقية ÙÙŠ هذه الأمور ØªØµØ Ø£ÙŠØ¶Ø§Ù‹ ÙÙŠ Øالات كثيرة أخرى Ùيما لو أكره المرء عليها... وإنّ من لم ÙŠÙعل ذلك وهو يعلم أنه يسعه كان آثماً، وليس له أن يمتنع منه، كما جوّز كلمة الشرك على اللسان تقية عند الإكراه"(2). أمّا ابن نجيم الØÙ†ÙÙŠØŒ Ùقد نصّ على قاعدة هامة توجب على المكره أو المضطرّ الموازنة بين المÙسدة الناتجة من الإقدام على الÙعل المكره عليه أو المضطر إليه، وبين المÙسدة الناتجة من Øالة الترك... ثمّ ينقل عن الزيلعي قوله: "الأصل ÙÙŠ جنس هذه المسائل أنّ من ابتلى ببليتين، وهما متساويتان، يأخذ بإيّهما شاء، وإن اختلÙتا يختار أهونهما، لأنّ مباشرة الØرام لا تجوز إلاّ للضرورة، ولا ضرورة ÙÙŠ Øقّ الزيادة "(3). هذا بالاضاÙØ© إلى أقوال أخرى ÙÙŠ مصادر الأØنا٠تØدّثت عن التقيّة(4). ____________
1- أنظر: البØر المØيط: 2 / 424. 2- أنظر: المبسوط للسرخسي: 24 / 55ØŒ 172ØŒ 173. 3- أنظر: الأشباه والنظائر لابن نجيم الØÙ†ÙÙŠ: 89. 4- أنظر: الهداية للمرغياني، كتاب الإكراه: 3 / 275ØŒ Ø´Ø±Ø ÙØªØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯ÙŠØ± للسيواسي: 8 / 65ØŒ اللباب للميداني: 4 / 107 Ù€ 114ØŒ النت٠ÙÙŠ الÙتاوى للسغدي: 2 / 696 Ù€ 703. والتقية عند الشواÙع، Ùكما يقول الإمام الشاÙعي تصØÙ‘ ÙÙŠ الأÙمور التي ÙŠØ¨Ø§Ø Ù„Ù„Ù…ÙƒØ±Ù‡ التكلم بها، أو Ùعلها مع كونها Ù…Øرمة شرعاً(1).
وقال الكيا الهراسي الشاÙعي عمن يكÙر بالله تعالى مكرهاً وقلبه مطمئن بالإيمان: " إنَّ Øكم الردّة لا يلزمه... إنّ المشرّع غÙر له لما يدÙع به عن Ù†Ùسه من الضرر... واستدلّ به أصØاب الشاÙعي على Ù†ÙÙŠ وقوع طلاق المكره وعتاقه وكلّ قوله ØÙمل عليه بباطل، نظراً لما Ùيه من ØÙظ Øقه عليه، كما امتنع الØكم بنÙوذ ردته ØÙظاً على دينه "(2). وذكر ابن Øجر العسقلاني الشاÙعي جواز التقيّة عند الإكراه على تلÙّظ كلمة الكÙر(3). ويرى الØنابلة أيضاً جواز العمل بالتقيّة، Øيث ØµØ±Ù‘Ø Ø§Ø¨Ù† قدامة الØنبلي بإباØØ© التقيّة ÙÙŠ Øالات الإكراه، وقال: " إنّما Ø£Ø¨ÙŠØ Ù„Ù‡ Ùعل المكره عليه، دÙعاً لما يتوعده به من العقوبة Ùيما بعد "(4). ومن التقيّة ÙÙŠ الÙقه الØنبلي، الإكراه على كلمة الكÙر، وقد ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ Ù…Ùسروا الØنابلة كابن الجوزي الذي نصّ على جواز الكÙر تقيّة عند الإكراه على الكÙر(5). وقال بهاء الدين عبد الرØمن بن إبراهيم المقدسي: " أجمع العلماء على إباØØ© الأكل من الميتة للمضطر، وكذلك سائر المØرمات التي لاتزيل العقل "(6). ____________
1- أنظر: Ø£Øكام القرآن للإمام الشاÙعي: 2 / 114 Ù€ 115. 2- أنظر: Ø£Øكام القرآن للكيا الهراسي: 3 / 246 Ù€ 247. 3- أنظر: ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø±ÙŠ لابن Øجر العسقلاني، كتاب الإكراه: 12 / 385. 4- أنظر: المغني لابن قدامة: 8 / 261. 5- أنظر: زاد المسير لابن الجوزي: 4 / 363. 6- أنظر: العدة ÙÙŠ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù…Ø¯Ø© للمقدسي الØنبلي: 464. كما قال ابن تيميّة ÙÙŠ رده على البكري: " ولو قدّر أن شخصاً أبطن خلا٠ما يظهر من الأقوال لم يكن زنديقاً إلاّ إذا أبطن الكÙر، وإلاّ
Ùمن أبطن قولا يعتقد أنّه دين الإسلام ويناظر عليه لم يكن هذا زنديقاً عند الÙقهاء... "(1). مسألة تØري٠القرآن:
ادّعى الخطيب بأنّ الشيعة يقولون بتØري٠القرآن، وهو Ø¥Ùتراءٌ آخر يضا٠إلى سلسلة الاÙتراءات التي Øواها هذا الكتيّب. Ùالقرآن الكريم يمثّل Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø£Ùمّة الإسلاميّة التي لا غنى للمسلمين عنها، Ùهو كيانهم ووجودهم، وقد أجمعوا على أنّ القرآن هو هذا الذي بين الدÙتين لم يزاد Ùيه ولم يعتريه النقصان، وهذا ما يؤمن به الشيعة. وكملاØظة نلÙت النظر إليها، إنّ Ù…Øدثي الشيعة عنوا منذ القرون الأÙولى بجمع الروايات الواصلة إليهم عن الأئمة (عليهم السلام) Ù€ صوناً لها من الضياع ÙˆØÙظاً لها من النسيان Ù€ من غير نظر إلى متونها أو أسانيدها، Ùالرواية على هذا الأساس أعمّ من الاعتقاد، ولذا لا يجوز نسبة مطلب إلى راو أو Ù…Øدّث Ù€ Ùضلا عن طائÙØ© Ù€ بمجرد نقله لخبر يدل على ذلك المطلب، Ùإذا ØµØ±Ù‘Ø ÙƒØ§ØªØ¨ بمعتقد ما، Ùلا يصØÙ‘ تعميم اعتقاده على الطائÙØ© بأجمعها، لأنّ مبناه ÙÙŠ صØّة تلك الأخبار أو تبنيه لذلك المعتقد قد يكون مخالÙاً لمباني الآخرين. ويؤكد ماذكرناه Ù€ من أنه رأي شخصي Ù€ أنّ علماء الشيعة المعاصرين للشيخ Øسين النوري الطبرسي، والمتأخرين عنه تناولوا كتابه بالردّ والنقد، كالسيد Ù…Øمّد Øسين الشهرستاني، والشيخ Ù…Øمود العراقي وغيرهما، وللشيخ ____________ 1- أنظر: الاستغاذة ÙÙŠ الردّ على البكري لابن تيمية: 2 / 595. البلاغي بعض الكلام ÙÙŠ هذا الباب ÙÙŠ مقدّمة تÙسيره (آلاء الرØمن)(1)ØŒ بل أنّ الشيخ النوري Ù†Ùسه يعتر٠بصراØØ© بتÙرّده ÙÙŠ هذا القول(2)!. Ùليس من Øقّ الخطيب أن ينسب تهمة التØري٠للشيعة Ù€ لأنّ Ø£Øد علمائهم قال به Ù€ ÙÙŠ Øين نجده يتعامى عن آراء الÙطاØÙ„ منهم، ومن له الباع الطويل والقدم الراسخ ÙÙŠ ØÙظ التراث الإسلامي الأصيل من الضياع. قول الشيعة بعدم تØري٠القرآن:
قد ØµØ±Ù‘Ø Ø£Ø¹Ù„Ø§Ù… الإماميّة بعدم تØري٠القرآن، ومنهم: 1 Ù€ الشيخ Ù…Øمّد بن عليّ ابن بابويه الملقّب بالصدوق(رØمه الله): " اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه Ù…Øمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما بين الدÙتين، وهو ما بين أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره٠عند الناس مائة وأربع عشرة سورة"...ØŒ ثمّ يقول: " ومن نسب إلينا أنّا نقول أنّه أكثر من ذلك Ùهو كاذب "(3). 2 Ù€ الشيخ أبو جعÙر Ù…Øمّد بن الØسن الطوسي(رØمه الله): " أمّا الكلام ÙÙŠ زيادته ونقصانه Ùمما لا يليق به، لأنّ الزيادة Ùيه مجمع على بطلانها، وأمّا النقصان منه Ùالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلاÙه، وهو الأليق بالصØÙŠØ Ù…Ù† مذهبنا "(4). 3 Ù€ الشيخ أبو عليّ الطبرسي(رØمه الله): " Ùأمّا الزيادة Ùيه Ùمجمع على بطلانه، وأمّا النقصان منه Ùقد روى جماعة من أصØابنا وقوم من Øشوية العامّة أنّ ÙÙŠ القرآن تغيّير أو نقصاناً، والصØÙŠØ Ù…Ù† مذهب أصØابنا خلاÙه، وهو الذي نصره ____________ 1- الآء الرØمن: 1 / 63 Ù€ 71. 2- أنظر: صيانة القرآن من التØري٠لمØمد هادي معرÙØ©: 89 Ù€ 91ØŒ والجدير ذكره هنا ان أغلبي الروايات التي أوردها الشيخ النوري ÙÙŠ كتابه من مصادر أهل العامة. 3- أنظر: الاعتقادات للصدوق: 59. 4- أنظر: التبيان ÙÙŠ تÙسير القرآن للطوسي: 1 / 3. المرتضى قدّس الله روØه، واستوÙÙ‰ الكلام Ùيه غاية الاستيÙاء ÙÙŠ جواب المسائل الطرابلسيات "(1).
4 Ù€ الشيخ جعÙر كاش٠الغطاء(رØمه الله): " ولا زيادة Ùيه من سورة ولا آية، من بسملة وغيرها، لا كلمة ولا ØرÙØŒ وجميع ما بين الدÙتين ممّا يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب، بل الدين وإجماع المسلمين، وأخبار النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) .... الثامن نقصه: لا ريب ÙÙŠ أنّه Ù…ØÙوظ من النقصان، بØÙظ ملك الديان، كما دلّ عليه ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù†ØŒ وإجماع العلماء ÙÙŠ جميع الأزمان، ولا عبرة بالنادر، وما ورد من أخبار النقيصة تمنع البديهة من العلم بظاهرها "(2). 5 Ù€ السيّد عبد الØسين شر٠الدين العاملي(رØمه الله): " والقرآن الØكيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلÙه، إنّما هو ما بين الدÙتين، وهو ماÙÙŠ أيدي الناس لا يزيد ØرÙاً ولا ينقص ØرÙاً، ولا تبديل Ùيه لكلمة بكلمة ولا Ù„Øر٠بØرÙØŒ وكلّ Øر٠من ØروÙÙ‡ متواتر ÙÙŠ كلّ جيل تواتراً قطعياً... وهذا كلّه من الأÙمور المعلومة لدى المØققين من علماء الإماميّة، ولا عبرة بالØشوية Ùإنّهم لا ÙŠÙقهون"(3). ولو رمنا استقصاء كلمات الأعاظم من علماء الشيعة ÙÙŠ كلّ جيل لطال بنا الكلام(4)ØŒ Ùالمعرو٠اذن والمشهور بين الإماميّة هو القول بعدم تØري٠____________ 1- أنظر: مقدّمة تÙسير مجمع البيان (الÙÙ† الخامس منها): 1 / 83. 2- أنظر: كش٠الغطاء للشيخ جعÙر كاش٠الغطاء: 2 / 298. 3- أنظر: الÙصول المهمّة للعاملي، الÙصل الØادي عشر: 241. 4- ومن هؤلاء الأعلام: الشري٠الرضي، الشيخ المÙيد، السيّد المرتضى، ابن شهر آشوب، العلاّمة الØلي، المØقّق الكركي، الشيخ بهاء الدين العاملي، الÙيض الكاشاني، الØرّ العاملي، الشيخ المجلسي، السيّد بØر العلوم، الشيخ الكرباسي، الشيخ الاشتياني، الشيخ المامقاني، الشيخ Ù…Øمّد جواد البلاغي، السيّد Ù…Øسن الأمين، الشيخ الأميني، الشيخ الاوردبادي، الشيخ Ù…Øمّد رضا المظÙّر، العلاّمة الطباطبائي، الإمام الخميني، السيّد الخوئي. أنظر: كتاب صيانة القرآن من التØري٠لمØمد هادي معرÙØ©. القرآن الكريم.
تØري٠القرآن عند أبناء العامة:
إنّ الباØØ« عندما ينظر ÙÙŠ كتب أبناء العامّة يجد أنّ Ø£Øاديث النقصان والزيادة ÙÙŠ القرآن الكريم ÙÙŠ كتبهم كثيرة العدد، صØÙŠØØ© الإسناد عندهم، واضØØ© الدلالة، خصوصاً وأنّها ÙÙŠ كتبهم المعتبرة (الصØاØ) التي يذهب جمهورهم إلى أن جميع ماÙيها مقطوع بصدوره عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)! لا سيّما صØÙŠØÙŠ مسلم والبخاري. الزيادة ÙÙŠ القرآن Ù€ ÙÙŠ السور Ù€:
ما اشتهر عن عبد الله بن مسعود وأتباعه من زيادة المعوذتين! Øيث كان عبد الله ÙŠØÙƒ المعوذتين من مصاØÙه، ويقول: " انّهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى "(1). ويروي البخاري بسنده عن علقمة، قال: " دخلت ÙÙŠ Ù†Ùر من أصØاب عبد الله الشام، Ùسمع بنا أبو الدرداء Ùأتانا Ùقال: Ø£Ùيكم من أقرأ؟ Ùقلنا: نعم. قال: Ùأيّكم أقرأ؟ Ùأشاروا إليّ، Ùقال: إقرأ، Ùقرأت: (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى)ØŒ Ùقال: أنت سمعتها من Ùيّ صاØبك؟ قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من Ùيّ النبيّ، وهؤلاء يأبون علينا "(2). ÙˆÙÙŠ رواية مسلم والترمذي: " أنا والله هكذا سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ____________ 1- أنظر: مسند Ø£Øمد: 5 / 129 (21226). 2- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 4 / 1889 (4659). يقرؤها، وهؤلاء يريدونني أن أقرأها: وما خلق، Ùلا أتابعهم "(1).
النقصان ÙÙŠ القرآن Ù€ ÙÙŠ السور Ù€:
إنّ Ø£Øاديث نقصان سور القرآن الكريم عندهم Ùكثيرة، منها: إنّ أبا موسى الأشعري قال لقراء أهل البصرة: " وإنّا كنّا نقرأ سورة كنّا نشبهها ÙÙŠ الطول والشدّة ببراءة، Ùأنسيتها، غير أني ØÙظت منها: لو كان لإبن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوÙÙ‡ ابن آدم إلاّ التراب "(2). هذا بالإضاÙØ© إلى الأØاديث الواردة Øول نقصان سورة الأØزاب(3)ØŒ وكذا سورة التوبة(4)ØŒ وسورة يشبّهونها بإØدى المسبØات(5)ØŒ وسورتي الخلع والØÙد(6). ماورد Øول آيات القرآن من مرويات أبناء العامة:
آية الرجم:
أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب أنّه قال: " إنّ الله بعث Ù…Øمّداً بالØقّ، وأنزل عليه الكتاب، Ùكان ممّا أنزل الله آية الرجم، Ùقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ورجمنا بعده، Ùأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم ÙÙŠ كتاب الله، Ùيضلوا بترك Ùريضة أنزلها الله... ثمّ إنّا كنا نقرأ Ù€ Ùيما نقرآ من كتاب الله Ù€: (أن لا ترغبوا عن آبائكم Ùانّه ÙƒÙر بكم أن ترغبوا ____________ 1- صØÙŠØ Ø§Ù„ØªØ±Ù…Ø°ÙŠ: 5 / 191ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 1 / 565 (824). 2- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 726 (1050). 3- أنظر: الدر المنثور للسيوطي: 5 / 179 Ùˆ 180ØŒ كنز العمّال: 2 / 567 (4743)ØŒ الاتقان ÙÙŠ علوم القرآن للسيوطي: 2 / 67 (4121). 4- أنظر: الدرّ المنثور للسيوطي: 3 / 208. 5- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 726 (1050). 6- أنظر: الإتقان ÙÙŠ علوم القرآن للسيوطي: 2 / 68 (4132). عن آبائكم)ØŒ أو: (ÙƒÙراً بكم ان ترغبوا عن ابائكم)... "(1).
آية الشهادة:
أخرج مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ عن أبي موسى الأشعري: " وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبهها بإØدى المسبØات نسيتها غير أني ØÙظت منها: (يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا، تÙعلون Ùتكتب شهادة ÙÙŠ أعناقكم، Ùتسألون عنها يوم القيامة)"(2). آية يا أيّها الرسول بلغ...:
قال الØاÙظ السيوطي: " أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود، قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله (يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك أنّ عليّاً مولى المؤمنين وإن لم تÙعل Ùما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس) "(3). آية إنّ الله اصطÙÙ‰ آدم...:
أخرج الثعلبي بسنده عن أبي وائل، قال: " قرأت ÙÙŠ مصØ٠عبد الله بن مسعود: (إنّ الله اصطÙÙ‰ آدم ونوØاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل Ù…Øمّد على العالمين) "(4). ____________
1- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 8 / 2504 (6442)ØŒ وأنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 3 / 1317ØŒ مسند Ø£Øمد: 1 / 55 (391)ØŒ موطأ مالك: 2 / 268 / 10ØŒ سنن ابن ماجة: 1 / 609 / 1944. 2- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 726 (1050). 3- أنظر: الدر المنثور: 2 / 298. 4- أنظر: الكش٠والبيان (تÙسير الثعلبي): سورة آل عمران: 33. آية ÙƒÙÙ‰ الله المؤمنين القتال...:
روى الØاÙظ السيوطي ÙÙŠ تÙسير قوله تعالى: (ÙƒÙŽÙÙŽÙ‰ الله٠الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ الْقÙتالَ)(1) عن ابن أبي Øاتم وابن مردويه وابن عساكر، " عن ابن مسعود: أنّه كان يقرأ الآية هكذا: (ÙƒÙÙ‰ الله المؤمنين القتال بعلي ابن أبي طالب) "(2). هذا بالإضاÙØ© إلى Ø£Øاديث عديدة روتها كتب العامّة Øول آيات: المتعة(3)ØŒ الصلاة على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)(4)ØŒ ولاية النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)(5)ØŒ الØميّة(6)ØŒ المØاÙظة على الصلوات(7). Ùهذه كتب أبناء العامّة وروايات رجالاتهم بهذا الخصوص! Ùكان الأولى بالخطيب أن ينسب التØري٠ÙÙŠ القرآن إلى أهل Ù†Øلته الذين ألÙوا كتباً كثيرة ÙÙŠ اختلا٠المصاØÙØŒ كابن عامر (ت 118 هـ)ØŒ والكسائي (ت 189 هـ)ØŒ والÙراء البغدادي (ت 207 هـ)ØŒ وخل٠بن هشام (ت 229 هـ)ØŒ والمدائني (ت 231 هـ)ØŒ وابن Øاتم (ت 248 هـ)ØŒ ومØمّد بن عيسى الأصبهاني (ت 253هـ)ØŒ وابن أبي داود السجستاني (ت 316 هـ)ØŒ وغيرهم!. ولم يصل إلينا من هذه الكتب إلاّ كتاب (المصاØÙ) لأØد المتقدمين الØاÙظ أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، المطبوع ÙÙŠ المطبعة الرØمانيّة بمصر عام 1355 هـ، وقد نقل Ùيه جملة من الآيات بروايات الصØابة التي ثبت ____________ 1- الأØزاب: 25. 2- أنظر: الدرّ المنثور للسيوطي: 5 / 192. 3- أنظر: الدرّ المنثور للسيوطي: 2 / 139 وما بعدها. 4- أنظر: الاتقان ÙÙŠ علوم القرآن للسيوطي: 2 / 67 (4121). 5- أنظر: الدرّ المنثور للسيوطي: 5 / 183 ÙÙŠ تÙسير (وأزواجه أمهاتهم). 6- أنظر: الدرّ المنثور للسيوطي: 6 / 79. 7- أنظر: ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø±ÙŠ للعسقلاني، كتاب التÙسير: 8 / 197ØŒ الدرّ المنثور للسيوطي: 1 / 302. أنّها تختل٠عما ÙÙŠ القرآن الذي بين أيدينا!!. إذ يقول ÙÙŠ أوّل كتابه: " إنّما قلنا مصØÙ Ùلان لما خال٠مصØÙنا هذا من الخطّ أو الزيادة أو النقصان أخذته عن أبي(رØمه الله) Ù€ صاØب السنن Ù€ هكذا Ùعل ÙÙŠ كتاب التنزيل "(1). ومن المتأخرين ابن الخطيب ÙÙŠ كتابه (الÙرقان) الذي طبع ÙÙŠ مطبعة الكتب المصرية بالقاهرة عام 1367 هـ. والجدير ذكره أنّ القرآن الموجود الآن ÙÙŠ أيدي المسلمين والذي يتلوه الملايين ÙÙŠ أقطار الدنيا على طول القرون إنّما هو بقراءة ØÙص عن عاصم بن أبي النجود(2)ØŒ عن أبي عبد الرØمن السلمي، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ من دون اختلا٠كما ØµØ±Ø Ø¨Ù‡ العلماء(3)ØŒ وعلى هذا مات السل٠وعاش الخل٠بكلّ Ùخر وتقدير، ومن دون أدنى ريب ونكير. Øقيقة الإمام المهدي (عليه السلام) :
من اÙتراءات صاØب الخطوط العريضة، قوله: "... ثاني عشرهم Ùإنّه ____________ 1- كتاب المصاØ٠للسجستاني: 50. 2- هذه القراءة هي المشهورة بين المسلمين، وقد ألّ٠Øولها العلماء مؤلÙات منها: ما كتبه أبو المواهب الØنبلي Ù…Øمّد بن عبد الباقي البعلي (1014 Ù€ 1126) Ùله كتابان: الأول: رسالة ÙÙŠ قراءة ØÙص عن عاصم، نسخته ÙÙŠ مكتبة الأسد Ù€ دمشق. الثاني: Ùيض الودود بقراءة ØÙص عن عاصم بن أبي النجود، بخط المؤل٠ÙÙŠ مكتبة الأسد Ù€ دمشق. وأل٠عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري الزبيدي (ت 848) كتاب در الناظم لرواية ØÙص من قراءة عاصم، منه نسخة مصورة ÙÙŠ معهد المخطوطات ÙÙŠ جامعة الدول العربيّة بالقاهرة ÙÙŠ 22 ورقة، وقد طبع بتقديم السيّد Ù…Øمّد Øسين الجلالي ÙÙŠ " شيكاغو " عام 1418 عن مخطوطة يمنية. 3- أنظر: مشكل الآثار للطØاوي: 1 / 114 وسير أعلام النبلاء للذهبي: 5 / 258 (119). شخصية موهومة، نسبت كذباً للØسن العسكري الذي مات عن غير ولد... "(1) والناظر إلى كتب الÙريقين يجد أنّ هذا الأمر اتّÙÙ‚
عليه المسلمون خلÙاً عن سلÙØŒ وتواترت Ùيه الأخبار عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): أنه لابد من إمام يخرج ÙÙŠ آخر الزمان من نسل عليّ ÙˆÙاطمة(عليهما السلام)ØŒ يسمى باسم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ويلقب بالمهدي، يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. Ùقد أخرج جمع من أعلام أبناء العامة روايات كثيرة، ÙÙŠ أنّ المهدي (عليه السلام) من عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ولد Ùاطمة(عليها السلام) ومن ولد الØسين (عليه السلام) ØŒ وأنّه الخليÙØ© الثاني عشر من الخلÙاء الذين أخبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّهم يملكون أمر هذه الأÙمة، وكان منهم: 1 Ù€ الØاÙظ أبي نعيم الإصبهاني ÙÙŠ كتابه (الأربعين). 2 Ù€ المتقي الهندي (البرهان ÙÙŠ علامات مهدي آخر الزمان). 3 Ù€ السيوطي (العر٠الوردي ÙÙŠ أخبار المهدي). 4 Ù€ ابن Øجر (القول المختصر ÙÙŠ علامات المهدي المنتظر). 5 Ù€ جمال الدين يوس٠الدمشقي (عقد الدرر ÙÙŠ أخبار المنتظر). 6 Ù€ الشوكاني (Ø§Ù„ØªÙˆØ¶ÙŠØ ÙÙŠ تواتر ما جاء ÙÙŠ المهدي المنتظر والدجال والمسيØ). Ùضلا عن الروايات الكثيرة الواردة ÙÙŠ أخبار المهدي (عليه السلام) التي أخرجها أكابر المØدثين من أبناء العامة(2). ____________
1- الخطوط العريضة: 55. 2- كالترمذي، وأØمد، وأبي داود، وابن ماجة، والنسائي، والبيهقي، والماوردي، والبخاري ÙÙŠ تاريخه الكبير، ومسلم، والطبراني، والسمعاني، وابن عساكر، والدارقطني، والبغوي، وابن الأثير، والØاكم النيسابوري، والشبلنجي، وللمزيد يراجع كتاب (المهدي المنتظر ÙÙŠ ضوء الأØاديث والآثار الصØÙŠØØ©) د. عبد العليم عبد العظيم البستوي / طبع دار ابن Øزم Ù€ المكتبة المكية. ومن علماء السنة المعاصرين ناصر الدين الآلباني ÙÙŠ مقال نشر بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق تØت رقم 22 / 643 بعنوان ( التمدن الإسلامي). وكذلك عبد العزيز بن باز ÙÙŠ مقال نشرته مجلة الجامعة الإسلاميّة ÙÙŠ عددها الصادر ÙÙŠ ذي القعدة 1389 هـ ص 162 تØت عنوان (ذيل عقيدة أهل السنة). Ùلا خلا٠بين المسلمين ÙÙŠ ظهور المهدي الذي يملأ الارض قسطاً وعدلا، وإنّما الخلا٠وقع بينهم ÙÙŠ أنّه ولد أم سيولد، والشيعة الإماميّة
تقول بولادته وبوجوده ÙˆØياته وغيبته وأنّه سيظهر بإذن الله تعالى، ورواياتهم ÙÙŠ ذلك تجاوزت Øدّ التواتر، ورويت ÙÙŠ جميع طبقات الأثبات الثقات من الأجلاء الذين لا طريق للغمز Ùيهم. وقد واÙÙ‚ الشيعة جمع كثير من أعلام العامّة من أنّ المهدي (عجّل الله Ùرجه الشريÙ) هو ابن الإمام الØسن العسكري (عليه السلام) وأنّه غائب، ومنهم: 1 Ù€ أبو سالم كمال الدين Ù…Øمّد بن طلØØ© بن Ù…Øمّد بن الØسن القرشي العدوي النصيبي والشاÙعي (ت 702 هـ)ØŒ Ø§Ù„Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ Ø¨Ø£Ù†Ù‘Ù‡ Ø£Øد الصدور والرؤساء والمعظمين ÙÙŠ كتابة (مطالب السؤول)(1). 2 Ù€ أبو عبد الله Ù…Øمّد بن يوس٠بن Ù…Øمّد الكنجي الشاÙعي (ت 858 هـ)ØŒ الملقب بالإمام الØاÙظ ÙÙŠ كتابه (البيان ÙÙŠ أخبار صاØب الزمان)(2). 3 Ù€ نور الدين عليّ بن Ù…Øمّد بن الصباغ المالكي (ت 755 هـ)ØŒ ÙÙŠ كتابه (الÙصول المهمّة)(3)ØŒ Øيث ذكر كلام Ù…Øمد بن يوس٠الكنجي مستشهداً ____________ 1- مطالب السؤول لابن طلØØ©: الجزء الثاني، الباب الثاني عشر. 2- البيان ÙÙŠ أخبار صاØب الزمان للكنجي: الباب 24. 3- الÙصول المهمّة: الÙصل الثاني عشر: 291. به ومؤيّداً له.
4 Ù€ Ù…ØÙŠ الدين أو عبد الله Ù…Øمّد بن عليّ بن Ù…Øمّد بن عربي (ت 638 هـ)ØŒ الملقب بالشيخ الأكبر ÙÙŠ كتابه (الÙتوØات المكية)(1). والجدير بالذكر أن المطبوع من الكتاب قد طالته أيدي التØري٠والØØ°Ù!ØŒ ولكن نقل الشعراني ÙÙŠ (اليواقيت)(2) لكلام ابن العربي لهو شاهد على أنّه ذكر أنّ المهدي ابن الإمام الØسن العسكري (عليه السلام) ØŒ وأنّه سيختÙÙŠ ويظهر بعد Øين. 5 Ù€ عبد الوهاب بن Ø£Øمد بن عليّ الشعراني (ت 973 هـ) الملقب بالشيخ العار٠الخبير ÙÙŠ كتابة (اليواقيت والجواهر)(3)ØŒ المعظم ÙˆØ§Ù„Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ Ø¹Ù†Ø¯ علماء العامة، Øيث قالوا: أنّه لا ÙŠÙ‚Ø¯Ø ÙÙŠ معاني هذا الكتاب إلاّ معاند أو جاØد كذّاب. وغير هؤلاء كالبيهقي، وابن روزبهان، وشهاب الدين دولت آبادي، والقندوزي... ويرى جمع آخر منهم أنّه ولد Ù€ لا سيولد Ùيما بعد كما ادعى البعض Ù€ ومنهم: 1 Ù€ ابن خلكان ÙÙŠ (ÙˆÙيات الأعيان). 2 Ù€ ابن طولون ÙÙŠ (الشذرات الذهبيّة). 3 Ù€ السويدي مؤل٠(سبائك الذهب). 4 Ù€ ابن الأثير ÙÙŠ (الكامل ÙÙŠ التاريخ). 5 Ù€ أبو الÙداء ÙÙŠ (المختصر). 6 Ù€ الشبراوي الشاÙعي ÙÙŠ (الإتØاÙ). ____________
1- الÙتوØات المكية: المجلد الثاني، الباب السادس الستون وثلثمائة. 2- اليواقيت والجواهر: الجزء الثاني، المبØØ« الخامس والستون ÙÙŠ اشراط الساعة، وقد نقل كلام ابن عربي ÙˆÙية: (ÙاختÙÙ‰ إلى أنّ يجىء الوقت الموعود Ùشهداؤه...). 3- اليواقيت والجواهر: الجزء الثاني، المبØØ« الخامس والستون. 7 Ù€ الشبلنجي ÙÙŠ (نور الأبصار).
ومع كلّ هذا يدّعي الخطيب أنّ الشيعة ينÙردون بهذه المقالة!!ØŒ ومما يبعث على الاستغراب! أن يصرّ هذا الرجل على عناده Ùينكر ما ليس له به علم، وإنْ دلّ هذا على شئ Ùإنّما يدلّ على التØامل والعصبية القائمة على عدم التتبع. الإذعان لنداء الØقّ:
يقول السيد العسيري: " وبعد الأخذ والردّ بيني وبين قريبي تبيّن لي أنّ الشيعة براء ممّا وجّه إليهم، وعرÙت أنّهم لا يعتقدون بÙضيلة أو منقبة لأئمتهم إلاّ ويعتقدون لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تلك الÙضيلة على النØÙˆ الأتم والأكمل، Ùهو(صلى الله عليه وآله وسلم)لايعدله Ø£Øد عندهم، وأنّ الأئمة مأمورون بإتباعه وطاعته كما أطاعه من قبل جدّهم عليّ (عليه السلام) ØŒ وهم الذين اختصهم الله تعالى بعنايته واختارهم ليكونوا Øججه على خلقه، ولذلك تمسكوا بهم ". ويضي٠العسيري: " وبعد مناقشة مواضيع أخرى، كالسقيÙØ© والإمامة وغيرها أهداني قريبي كتاب (المراجعات)ØŒ Ùكان هذا الكتاب بمثابة الضربة القاضية لكلّ معتقداتي Ù€ الوهابيّة Ù€ السابقة! وهكذا لم يبق لي مندوØØ© ÙÙŠ السلوك غير انتهاج طريق أهل البيت (عليهم السلام) ".
|