ولد عام 1970Ù… ÙÙŠ بنغلادش(1)ØŒ نال ÙÙŠ مجال الدراسة الأكاديمية شهادة الليسانس ÙÙŠ العلوم الزراعية، وشهادة الليسانس ÙÙŠ العلوم السياسية والثقاÙØ© الإسلامية.
تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1991Ù… بمدينة " دكا " البنغلادشية، متØولا من الوهابية.
التأمّل ÙÙŠ التاريخ الإسلامي:
يقول الأخ أبو القاسم: " نشأت ÙÙŠ أوساط عائلة متدينة ومØاÙظة، تعتقد أنّ الالتزام بالتعاليم الدينية والإرشادات الإسلامية أمر أساسي لايمكن غض الطر٠عنه، Ùكانت المعار٠الدينية الأولية ÙÙŠ الأصول والÙروع عندي مستوعبة
____________
1- بنغلادش: تقع ÙÙ‰ وسط جنوب آسيا، مطلة على خليج البنغال ÙÙ‰ المØيط الهندى، يبلغ عدد سكانها أكثر من (150) مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 87% من السكان أمّا الباقي Ùمن الهندوس والبوذيين والمسيØيين، والشيعة ÙÙ‰ هذا البلد لهم تواجد يعتد به.
وواضØØ©ØŒ بØيث تركت الأثر على سيرتي Ùيما بعد.
ومن جراء تلك التربية تأصّلت عندي هواية قراءة التاريخ الإسلامي، لاسيما المرتبطة بØياة الصØابة والخلÙاء، Ùكنت أتمتع عند قراءة سيرة النبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) والخلÙاء وقصص سائر الأنبياء (عليهم السلام) .
لكن ثمة أمور كانت تكدّر صÙÙˆ هذه الهواية، وتجعلني أعيش Øالة الاستغراب والاشمئزاز من بعض القضايا التي أقرؤها! ".
بدء التعرّ٠على الشيعة:
يضي٠الأخ: " بعد مضي سنوات عديدة من تخرجي عملت مترجماً ÙÙŠ بعض الصØ٠ودور النشر البنغالية، ÙاتÙÙ‚ أن اطلعت على ترجمة لكتاب تÙسير الميزان للعلامة الطباطبائي، Ùوجدت منهجه يختل٠عن التÙاسير التي قرأتها من قبل! Ùوجدته تÙسيراً جديداً ÙÙŠ الأسلوب، يجمع بين الØداثة والتقليد.
وكان هذا أوّل كتاب شيعي يقع بيدي، وعند قرأتي لبØوثه التاريخية اندÙعت لتجديد النظر ÙÙŠ معتقداتي السابقة، كما عثرت من خلاله على أجوبة الأسئلة التي كانت عالقة ÙÙŠ ذهني ÙÙŠ خصوص عهد عثمان بن عÙان".
بنو أميّة ÙÙŠ مسار التاريخ:
إنّ المدقق ÙÙŠ تاريخ الأمويين ومن سار ÙÙŠ مسارهم، يجد أنّهم Øاولوا إلصاق أنÙسهم برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بشتى السبل، Ùبيّنوا أنّهم من قريش ومن Ù†Ùس سلالة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)! وطرØوا معاوية خالا للمؤمنين! ووصÙوا عثمان بذي النورين Ù€ لتزويجه اثنين من ربائب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)(1) Ù€ وغير ذلك.
____________
1- راجع كتاب بنات النبيّ أم ربائبه (للسيد جعÙر مرتضى العاملي).
ولمّا وجدوا أنّ عثمان بوصÙÙ‡ Ø£Øد الخلÙاء الراشدين عند أبناء العامة أكثر قبولا عند المسلمين Øاولوا الولوج من خلاله، Ùأغروا الوضاع والمزورين والأÙاكين ليضعوا المناقب والÙضائل له!
كما ÙÙŠ قول أبي هريرة: " دخلت على رقية بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)امرأة عثمان وبيدها مشط، Ùقالت: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عندي آنÙاً، رجّلت رأسه، Ùقال لي: كي٠تجدين أبا عبد الله Ù€ عثمان ـ؟ قلت: بخير. قال: أكرميه Ùإنّه من أشبه أصØابي بي خلقاً ".
وكذبه واضØ! Ùقد علق الØاكم على هذا الØديث بقوله: " هذا Øديث صØÙŠØ Ø§Ù„Ø§Ø³Ù†Ø§Ø¯ واهي المتن! Ùإنّ رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند ÙØªØ Ø¨Ø¯Ø±ØŒ وأبو هريرة إنّما أسلم بعد ÙØªØ Ø®ÙŠØ¨Ø± سنة سبع! "(1)ØŒ كما علّق الذهبي عليه بالقول: " صØÙŠØ Ù…Ù†ÙƒØ± المتن، Ùإنّ رقية ماتت وقت بدر، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر! "(2).
وقس على ذلك بقية مناقب عثمان ومن يلوذ به.
Øقيقة قرابة بني أميّة من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم):
إنّ بني أميّة ضربوا على وتر القربى مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ليوهموا الناس Ù€ خصوصاً أهل الشام Ù€ بأنّهم من سلالة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùكانوا يدّعون الإلتقاء معه ÙÙŠ جدّه عبد مناÙØŒ وهذه الوصلة Ù…ØÙ„ ريب!.
Ùإنّ أميّة كان عبداً رومياً تبناه عبد شمس، وكان من عادة العرب أنّهم ينسبون اللØيق إلى المستلØÙ‚ØŒ بØيث يترتب على ذلك الاستلØاق آثار البنوّة،
____________
1- أنظر: المستدرك للØاكم: 4 / 52 (6845). 2- أنظر: تلخيص المستدرك للذهبي ÙÙŠ هامش المستدرك: ذكر رقية بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
ويشهد لذلك قول أبي طالب (عليه السلام) ÙÙŠ بني أمية:
قديماً أبوهم كان عبداً لجدنا | بني أمة شهلاء جاش بها البØر(1) |
وأبو طالب هو من أعر٠الناس بأنساب قومه، كما أنّهم لم يعترضوا عليه ولم يردّوا مقالته هذه، إذ ليس لهم سبيل إلى إنكارها.
ويدعم هذا الأمر أيضاً ما أشار إليه أميرالمؤمنين (عليه السلام) ÙÙŠ الكتاب الذي وجهه إلى معاوية، إذ ذكر Ùيه: " وليس Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØ ÙƒØ§Ù„Ù„ØµÙŠÙ‚ " إجابة على كتاب معاوية الذي يقول Ùيه: " أنا وأنتم من بني عبد منا٠"(2).
Ùمسألة الاستلØاق كانت معروÙØ© عند العرب، ومن هذا القبيل نسب ذكوان Ù€ على قول Ù€ إلى أمية عندما تبناه وكان عبداً له(3).
ولكن بني أميّة اتخذوا مسألة كونهم من قريش دثاراً لأÙعالهم الشنيعة التي ظهرت ملامØها Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£ÙŠØ§Ù… عثمان، لأنّهم أصبØوا زمرة Ù…Øيطة به باعتبارهم عصبته وعشريته، Ùسيطروا عليه ووجهوه Øيثما شاؤوا!.
نقمة المسلمين على عثمان:
عندما أمعن المسلمون النظر ÙÙŠ تصرÙات عثمان، عرÙوا Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ù†Ù‘Ù‡ غيّر Ø£Øكام الله، وعطّل Øدود كتابه، وبدّل سنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وأهان القرآن Ù€ بØرقة للمصاØ٠الشريÙØ© Ù€ Ùثارت ثائرتهم ضدّه.
وكان من جملة الأمور التي سببت نقمة المسلمون على عثمان:
1 ـ إيوائه للمرتدين وطرداء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):
____________
1- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 15 / 234ØŒ الغدير للأميني: 7 / 361. 2- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 3 / 17ØŒ 15 / 119ØŒ مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 2 / 362ØŒ الغدير للأميني: 3 / 254.
3- أنظر: الاستيعاب لابن عبد البر، ترجمة الوليد بن عقبة: 4 / 1552 (2721)..
Ùقد ÙØ³Ø Ø¹Ø«Ù…Ø§Ù† المجال للمرتدين والملعونين على لسان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ أيّام Øكومته وأعطاهم المناصب! وكان منهم عمه الØكم بن العاص Ù€ طريد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ù€ إذ ردّه إلى المدينة معززاً مكرماً، ومنØÙ‡ مائة أل٠درهم من بيت مال المسلمين!(1)ØŒ Øتى جاء إليه الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وجمع من الصØابة، كعمار بن ياسر وطلØØ© والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرØمن بن عوÙØŒ وقالوا له: " إنّك أدخلت الØكم ومن معه، وقد كان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أخرجهم، وإنّا نذكّرك الله والإسلام ومعادك Ùإنّ لك معاداً ومنقلباً، وقد أبت ذلك الولاة قبلك... "(2).
Ùهذا الوزغ الذي كان من أشدّ الناس إيذاءً واستهزاءً بالنبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) قد لعنه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ عدّة مواقÙØŒ منها قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين، Ùدخل الØكم بن العاص "(3)ØŒ وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم) عندما استأذن الØكم بن العاص يوماً ÙÙŠ الدخول عليه: " إئذنوا له، لعنة الله عليه وعلى ما يخرج من صلبه إلاّ المؤمنين وقليل ماهم "(4)ØŒ وقوله(صلى الله عليه وآله وسلم) عنه: " لايساكنني ÙÙŠ بلد أبداً "(5)ØŒ ولكن عثمان لم يعبأ بقول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùآوى أعداءه!.
2 Ù€ إتخاذه Ø£Øد المرتدين وزيراً له:
____________
1- أنظر: المعار٠لابن قتيبة: 194ØŒ العقد الÙريد لابن عبد ربّه: 5 / 35ØŒ Ù…Øاضرات الأدباء للراغب: 2 / 476. 2- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد، نقلاً عن الواقدي: 3 / 30ØŒ الشاÙÙŠ ÙÙŠ الإمامة للشري٠المرتضى: 4 / 268ØŒ عن الواقدي أيضاً، الملل والنØÙ„ للشهرستاني: 1 / 26.
3- أنظر: مسند البزار: 6 / 344 (2352)ØŒ مسند Ø£Øمد: 2 / 163 (6520).
4- أنظر: المستدرك للØاكم: 4 / 528 (8484)ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 6 / 178ØŒ مجمع الزوائد للهيثمي: 5 / 242ØŒ السيرة الØلبية للØلبي: 1 / 509.
5- أنظر: السيرة الØلبية للØلبي: 1 / 509.
Ùقد إتخذ عثمان المرتد والمÙتري على الله الكذب عبد الله بن أبي سرØ(1)وزيراً له، ثم ولاه مصر لأنّه كان أخ له من الرضاعة!
ÙÙŠ Øين أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)Ø£Ø¨Ø§Ø Ø¯Ù…Ù‡ وأمر بقتله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، Ùخال٠عثمان ذلك كما خال٠قوله تعالى: (لا تَجÙد٠قَوْماً ÙŠÙؤْمÙÙ†Ùونَ بÙالله٠وَالْيَوْم٠الاْخÙر٠يÙوادّÙونَ مَنْ Øَادَّ اللهَ وَرَسÙولَه٠وَلَوْ كانÙوا آباءَهÙمْ أَوْ أَبْناءَهÙمْ أَوْ Ø¥ÙخْوانَهÙمْ أَوْ عَشÙيرَتَهÙمْ)(2).
3 Ù€ تولية Ø£Øد الÙساق على الكوÙØ©:
Ùقد ولّى عثمان أخاه لأمه الÙاسق الوليد بن عقبة الكوÙØ©(3)ØŒ وأطعمه هذه الولاية لتلجلج بيتين ÙÙŠ صدره!
وكان نتيجة ذلك أن صلى الوليد بالناس صلاة Ø§Ù„ØµØ¨Ø ÙˆÙ‡Ùˆ سكران أربع ركعات، وقرأ Ùيها راÙعاً صوته:
علق القلب الربابا | بعدما شابت وشابا |
Ùنبهه الناس بأنّه صلى Ø§Ù„ØµØ¨Ø Ø£Ø±Ø¨Ø¹ ركعات، Ùأجاب: هل تريدون أن أزيدكم؟! ثم تقيأ ÙÙŠ المØراب على أثر سكره(4).
____________
1- عبد الله بن سعد بن أبي سرØØŒ وقيل سعيد بن أبي سرØØŒ Ø£Øد طلقاء المناÙقين، أخو عثمان ابن عÙان من الرضاعة، أسلم ثم شك ÙÙƒÙر وارتدّ عن الإسلام ولØÙ‚ بالمشركين بمكّة، أهدر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) دمه بعد الÙتØØŒ Ùجاء به عثمان بن عÙان إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ÙÙŠ المسجد، Ùقال عثمان: يا رسول الله! أع٠عنه، Ùسكت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أعادها ثانياً Ùثالثه ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ساكت، ثم قال(صلى الله عليه وآله وسلم): هو لك، Ùلما ذهبا قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لأصØابه: ألم أقل: من رآه Ùليقتله؟ ÙØ£ØµØ¨Ø ÙÙŠ عداد الطلقاء. 2- المجادلة: 22.
3- أنظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 13 / 585، الثقات لابن جبان: 3 / 429 (1409).
4- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 17 / 230ØŒ الأغاني لأبي الÙرج: 5 / 139ØŒ مسند Ø£Øمد: 1 / 144 (1229)ØŒ العقد الÙريد لابن عبد ربه: 5 / 57.
وكان شغوÙاً بساØر يلعب بين يديه Ùكاد أن ÙŠÙتن الناس به، Øتى جاء إليه جندب Ùقتله قياماً بأمر الشريعة(1)ØŒ ومن Ø£Ùعاله أيضاً منادمته لأبي زبيد الطائي النصراني، Øيث كان يمر الطائي إليه ÙÙŠ المسجد الشري٠ويسمر عنده ويشرب معه الخمر(2).
ولم يبالي عثمان بكل هذا، بل كان يداÙع عنه!ØŒ وذلك عندما خرج رهط من أهل الكوÙØ© إلى عثمان شاكين إليه Ø£Ùعال ابن أمه، أراد أن ينكل بهم، وسمعت عائشة بذلك Ùأنكرت عليه، وكانت من أشدّ الناس عليه!ØŒ Øتى أنّها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùنصبته ÙÙŠ منزلها، وجعلت تقول للواÙدين عليها: " هذا ثوب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يبل، وعثمان قد أبلى سنته "(3)ØŒ وسخطت عليه Øتى بعد مقتله! إذ قالت عندما بلغها مقتله وهي بمكة: " أبعده الله، ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد "(4)ØŒ ÙˆÙÙŠ Ù„Ùظ آخر: " أبعده الله، قتله ذنبه، وأقاده الله بعمله "(5).
4 Ù€ إتخاذه Ø£Øد الملعونين وزيراً له ÙÙŠ الØكم:
Ùقد إتخذ عثمان ابن عمه اللعين مروان بن الØكم وزيراً وصهراً، مسلّماً له زمام الأمور Øتى Ø£ØµØ¨Ø Ù…Ø±ÙˆØ§Ù† يسوقه Øيث يشاء، وقد شهد القريب والبعيد بذلك.
Ùقال عبد الرØمن بن الأسود: " Ù‚Ø¨Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ مروان! خرج عثمان إلى الناس
____________
1- أنظر: التاريخ الكبير للبخاري: 2 / 222 (2268)ØŒ سير أعلام النبلاء للذهبي: 3 / 176ØŒ الإستيعاب لابن عبد البر: 1 / 259. 2- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد، عن الأغاني: 17 / 236ØŒ الأغاني لإبي الÙرج: 5 / 146.
3- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 6 / 215.
4- المصدر Ù†Ùسه: 6 / 216.
5- المصدر Ù†Ùسه: 6 / 216.
Ùأعطاهم الرضا، وبكى على المنبر... ودخل بيته، ودخل عليه مروان، Ùلم يزل ÙŠÙتله ÙÙŠ الذّروة والغارب Øتى Ùتله عن رأيه وأزاله عمّا كان يريد "(1).
وعاتب الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) عثمان على إنقياده لمروان قائلاً: " أما رضيت من مروان ولارضي منك إلاّ بتØرّÙÙƒ عن دينك وعن عقلك، مثل جمل الظعينة يقاد Øيث يسار به، والله ما مروان بذي رأي ÙÙŠ دينه ولا Ù†Ùسه، وأيم الله، إنّي لأراه سيوردك ثم لايصدرك "(2).
وورد أيضاً عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال لعبد الرØمن بن الأسود Øول عثمان: " يلعب به مروان! Ùصار سيّقة له يسوقه Øيث شاء، بعد كبر السن وصØبة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) "(3).
وقالت له زوجته نائلة: " أطعت مروان يقودك Øيث شاء "(4).
ولكن عثمان لم يق٠على هذا Ùقط، بل قرّب مروان Ù€ صهره Ù€ ÙˆØباه ما لم يخطر بباله، وكتب له خمس مصر، وسلمه خمس غنائم Ø£Ùريقية، كما أقطعه Ùدكاً(5) التي غصبت من Ùاطمة الزهراء(عليها السلام) التي Ù†Øلها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لها!.
Ùكانت مقاليد الأمور بيد مروان، يدير أمور المسلمين على ضوء ما يبتغيه، Øتى وصل به الØدّ إلى التمادي على المسلمين أيام الÙتنة، Øيث قال: " ما شأنكم قد اجتمعتم كأنّكم جئتم لنهب! شاهت الوجوه! كل إنسان آخذ بأذن صاØبه إلاّ من أريدَ! جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا! أخرجوا عنّا، أما والله لئن
____________
1- أنظر: تاريخ الطبري: 4 / 363. 2- المصدر Ù†Ùسه: 4 / 362.
3- المصدر Ù†Ùسه: 4 / 364.
4- المصدر Ù†Ùسه: 4 / 362.
5- أنظر: العقد الÙريد لابن عبد ربة: 5 / 36ØŒ الطبقات لابن سعد: 3 / 47ØŒ الملل والنØÙ„ للشهرستاني: 1 / 26.
رمتمونا ليمرّن عليكم منّا أمر لايسرّكم، ولاتØمدوا غبّ رأيكم، أرجعوا إلى منازلكم، Ùإنّا والله مانØÙ† مغلوبين على ما ÙÙŠ أيدينا "(1).
5 ـ تسليط أقربائه على رقاب الناس:
Ùقد سلط عثمان أقرباءه من بني أمية وآل أبي معيط على رقاب الناس، ÙˆÙØ³Ø Ù„Ù‡Ù… المجال ليÙعلوا ما يشاؤون! Ùجسد مقوله عمر بن الخطاب بØذاÙيرها، Øيث قال: " لو وليها Ù„Øمل بني أبي معيط على رقاب الناس، ولو Ùعلها لقتلوه "(2).
وكما قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ÙÙŠ خطبته المعروÙØ© بالشقشقية: "... إلى أن قام ثالث القوم ناÙجاً Øضنيه بين نثليه ومعتلÙه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع، إلى أن أنتكث Ùتله، وأجهز عليه عمله، وكبَّت به بطنته "(3).
Ùهذه كانت صÙØ© بطانته وولاته، وهم لايصلØون لقيادة أمور المسلمين ولايأتمنون عليها، Ùلم يكن Ùيهم إلاّ ملعون أو Ùاسق أو مرتد أو غرّ لاخبرة له بأمور العباد وسياسة البلاد(4).
6 Ù€ Ù†Ùيه لجملة من كبار الصØابة وانتهاك Øرمتهم:
Ùقد انتهك Øرمة الصØابي الجليل عمّار بن ياسر، وذلك عندما وق٠عمّار بوجهه ليØدّ من تماديه وامتهانه للمسلمين، Ùقال له عثمان: " هذا مال الله، أعطيه
____________
1- أنظر: تاريخ الطبري: 4 / 362. 2- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 12 / 259ØŒ الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 43.
3- أنظر: نهج البلاغة: الخطبة الشقشقية.
4- مثل ابن خاله عبد الله بن عامر، الذي جمع له عثمان كور البصرة ÙˆÙارس وهو ابن خمس وعشرين سنة، ولم يكن قد تولى أمراً من امور الناس قبل ذلك! أنظر الكامل ÙÙŠ التاريخ للذهبي: 3 / 99ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 7 / 111.
من أشاء وأمنعه من أشاء! Ùأرغم الله أن٠من رغم أنÙه، Ùقام عمّار بن ياسر Ùقال: أنا أوّل من رغم أنÙÙ‡ من ذلك، Ùقال له عثمان: لقد اجترأت عليَّ يابن سمية! Ùوثبوا بنو أمية على عمّار Ùضربوه Øتى غشي عليه، Ùقال: ما هذا بأوّل ما أوذيت ÙÙŠ الله "(1).
وذكر أنّه Øينما ضرب عمار أصيب بÙتق ÙÙŠ بطنه وانكسرت Ø£Øد أضلاعه!(2).
ولايخÙÙ‰ أنّ عمّار قال ÙÙŠ Øقه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ملىء عمّار إيماناً إلى مشاشه "(3)ØŒ وقال(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً Ùيه: " من سبّ عماراً يسبّه الله، ومن ينتقص عماراً ينتقصه الله، ومن يسÙÙ‡ عماراً يسÙÙ‡ الله "(4).
كما انتهك عثمان Øرمة الصØابي الجليل أبي ذر الغÙاري، Øينما أمر أن يؤتى به بØالة مزرية إلى المدينة من الشام التي Ù†Ùاه إليها من قبل، ثم Ù†Ùاه إلى الربذة Ùيما بعد، Ùمات Ùيها ÙˆØيداً غريباً!(5) وما ذلك إلاّ لقوله الØقّ وأمره بالمعرو٠وإنكاره للباطل.
____________
1- أنظر: البدء والتاريخ للمقدسي: 5 / 203ØŒ أنساب الأشرا٠للبلاذري: 6 / 161. 2- أنظر: الاستيعاب لابن عبد البر: 3 / 1136ØŒ الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 51ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 7 / 122ØŒ البدء والتاريخ للمقدسي: 5 / 209ØŒ الصواعق المØرقة لابن Øجر: 1 / 335ØŒ أنساب الأشرا٠للبلاذري: 6 / 163.
3- أنظر: المستدرك للØاكم: 3 / 442 (5680)ØŒ صØÙŠØ Ø§Ø¨Ù† Øبان: 15 / 552 (7076).
4- أنظر: Ùضائل الصØابة للنسائي: 1 / 50 (166)ØŒ المستدرك للØاكم: 3 / 441 (5675)ØŒ Ùضائل الصØابة لابن Øنبل: 2 / 860 (1604)ØŒ المعجم الكبير للطبراني: 4 / 112 (3832).
5- أنظر: الطبقات لابن سعد: 4 / 177ØŒ الملل والنØÙ„ للشهرستاني: 1 / 26ØŒ الصواعق المØرقة لابن Øجر: 1 / 334ØŒ سير أعلام النبلاء للذهبي: 2 / 77ØŒ الإستيعاب لابن عبد البر: 1 / 253ØŒ تاريخ الطبري: 2 / 107.
وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ Øقه: " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر "(1).
وكذلك استدعى عبد الله بن مسعود وأØرق مصØÙÙ‡ ÙˆØرمه من عطائه، وسيّر عامر بن عبد قيس ونÙاه من البصرة إلى الشام لتنزهه عن أعماله، ونÙÙ‰ غير هؤلاء من بلدانهم إلى البلاد الأخرى، كمالك الأشتر النخعي، ومالك بن كعب، وكميل بن زياد، وثابت بن قيس، وصعصعة بن صوØان، وعمرو بن الØمق الخزاعي، وغيرهم لإنكارهم سوء تصرّ٠ولاته(2)ØŒ كعامله ÙÙŠ الكوÙØ© سعيد بن العاص الذي قال: " إنّما هذا السواد بستان لقريش، Ùقال له الأشتر: أتزعم أنّ السواد الذي Ø£Ùاءه الله علينا بأسياÙنا بستان لك ولقومك؟! "(3).
7 ـ التلاعب بمقدارت المسلمين:
Ùقد تصرّ٠عثمان ÙÙŠ بيت مال المسلمين على ضوء ما يبتغيه، وآثر أهل بيته وأقرباءه به، Ùجرّ ذلك عليه الدواهي، وقد تناقل هذا الأمر الركبان لظهوره!.
ÙÙ…Ù†Ø Ø¹Ù…Ù‘Ù‡ الطريد الØكم بن العاص عشرات الآلا٠من الدراهم، ووصل خالد بن أسيد بصلة قدرها أربعمائة أل٠درهماً، وأقطع ابن عمّه الØارث بن الØكم سوقاً بالمدينة وهو موضع تصدّق به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على المسلمين، كما Ù…Ù†Ø Ù‚Ø³Ù…Ø§Ù‹ من إبل الصدقة لآل الØكم، وقسّم Øلية من الذهب والÙضة بين نسائه وبناته، وأنÙÙ‚ من بيت المال ÙÙŠ عمارة دوره وضياعه، وخصص المراعي لنÙسه
____________
1- أنظر: سنن ابن ماجة: 1 / 65ØŒ المستدرك للØاكم: 3 / 387 (5467)ØŒ سنن الترمذي: / 134 (3801)ØŒ مسند Ø£Øمد: 2 / 175 (6630). 2- أنظر: الكامل ÙÙŠ التاريخ لابن الأثير: 3 / 139ØŒ تاريخ الطبري: 4 / 326ØŒ أنساب الأشرا٠للبلاذري: 6 / 167ØŒ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 3 / 42 Ù€ 43.
3- أنظر: تاريخ الطبري: 4 / 323ØŒ تاريخ ابن خلدون: 2 / 140ØŒ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 2 / 129.
دون إبل الصدقة!(1)ØŒ وقد ورد عن الصعب بن جثامة أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: " لا Øمى إلاّ لله ورسوله "(2).
مواجهة الواقع Ø¨Ø±ÙˆØ Ø¨Ù†Ø§Ø¡Ø©:
يقول الأخ أبو القاسم: " جعلتني هذه الأمور التي قرأتها عن عثمان مذهولا متØيراً!ØŒ Ùقلت ÙÙŠ Ù†Ùسي Ùأين العدالة ÙÙŠ التقسيم، وأين السابقة ÙÙŠ الإسلام، وأين الØرص على مناÙع الأمة؟!
ومما زاد ÙÙŠ امتعاضي من هذه التصرÙات، التوجيه اللاعقلاني الذي قاله البعض لتبرير Ø£Ùعال عثمان أو تصرÙات ولاته، Ùقرّرت العكو٠على قراءة هذه الÙترة الØساسة من تاريخ المسلمين، وإذا بي أكتش٠أموراً جديدة لم أتصور أنّ " الخليÙØ© " يغض النظر عنها أو يتساهل Ùيها، بل تبيّن لي أنّ بعضها كانت بأمره!! ".
ويضيÙ: " لقد إنهارت الهالة القدسية التي كنت أراها لهذا الرجل، ولاسيما بعد إطلاعي على عدم اقتصاصه من عبيد الله بن عمر بن الخطاب، عندما قتل ثلاثة أنÙس!ØŒ كما قد هزّ مشاعري النصّ الذي وجدته ÙÙŠ طبقات ابن سعد الذي يذكر Ùيه: " انّ عثمان عندما إلتقى بعبيد الله بعد صدور Ùعلة الشنيع، قال له: " قاتلك الله قتلت رجلاً يصلي وصبية صغيرة وآخر من ذمة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ما ÙÙŠ الØقّ تركك. Ù€ يقول الراوي Ù€ Ùعجبت لعثمان Øين ولي كي٠تركه! ولكن
____________
1- أنظر: العقد الÙريد لابن عبد ربه: 5 / 36ØŒ السيرة الØلبية للØلبي: 2 / 272ØŒ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 1 / 198ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 7 / 122ØŒ تاريخ أبي الÙداء: 1 / 235. 2- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: باب لاØمى إلاّ لله ورسوله: 2 / 835 (2241).
عرÙت أنّ عمرو بن العاص كان دخل ÙÙŠ ذلك ÙÙ„Ùته عن رأيه "(1)ØŒ Ùاستغربت Øقاً من هذا الكلام! وعجبت ÙƒÙŠÙ Ø³Ù…Ø Ø¹Ø«Ù…Ø§Ù† لنÙسه أن يعÙÙˆ عن قاتل بمجرد تدخل Ø£Øد الصØابة!.
ثم قلت ÙÙŠ Ù†Ùسي: وما كان ذنب هذه الصغيرة ÙˆÙƒÙŠÙ Ø³Ù…Ø Ø¹Ø«Ù…Ø§Ù† لنÙسه أن يذهب دمها هدراً من دون اقتصاص من قاتلها؟!ØŒ Ùثبت عندي أنّ عثمان أعرض عن Ù…Øكم كتاب الله بتصرÙÙ‡ هذا، وأعرض عن ØµØ±ÙŠØ Ø³Ù†Ø© نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وخضع لرأي رجل واØد ÙÙŠ تركه للقصاص!.
ومن هذه المسألة ومسائل أخرى ÙƒØادثة كربلاء الدامية، وظلامة العترة الطاهرة، وتغييب آل البيت (عليهم السلام) ØŒ تبيّن لي أنّ عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الذين طهرهم الله من الرجس Ø£Øقّ بالخلاÙØ© من غيرهم، وأنّ التمسك بغيرهم يأخذ بيد الإنسان إلى الضلال، Ùلهذا تركت معتقداتي الموروثه وأعلنت استبصاري عام 1991Ù… ÙÙŠ العاصمة " دكا " ".
____________
1- أنظر: الطبقات لابن سعد: 3 / 272ØŒ تاريخ الطبري: 4 / 239ØŒ سنن البيهقي: 8 / 108 (16083)ØŒ الكامل ÙÙŠ التاريخ لابن الأثير: 3 / 70.