طارق زين العابدين
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/17 - 03:04 AM | المشاهدات: 4301
طارق زين العابدين ( السودان ـ مالكي )
من مواليد السودان، نشأ ÙÙŠ أسرة تعتنق المذهب السني، كان منذ صغره مهتماً بصياغة Ø£Ùكاره ورؤاه ÙˆÙÙ‚ الأسس والمبادىء السليمة واليقينية، ÙدÙعه هذا الأمر إلى البØØ« والتØقيق ÙÙŠ المذاهب الإسلامية Øتى Ù„Ø§Ø Ø¨ØµØ±Ù‡ نور معار٠أهل البيت (عليهم السلام) Ùاشتاق لنيل المزيد من هذه المعارÙØŒ Ùلم يجد أرضية مناسبة لتلقي هذه العلوم سوى دولة ايران، ÙساÙر إليها والتØÙ‚ Ùيها بكلية الإلهيات والمعار٠الإسلامية ÙÙŠ مدينة مشهد. ومن هنا تجلّت الØقائق التاريخية له، وتوصّل إلى قناعات جديدة ترتبط بالاعتقاد والمصير الأبدي، Ùلهذا لم يجد مجالا للمساومة أو المماطلة، Ùاعتنق مذهب التشيّع بعد الاعتماد على الأدلة والØجج والبراهين المقنعة. دواÙع توجهه للبØØ«:
أدرك الأخ طارق بعد وصوله إلى مرتبة النضج الÙكري بأنّ الدين الإسلامي هو نظام الØياة الذي به ÙŠØدّد الإنسان المؤمن المسار الذي ينبغي أن يسير على ضوءه ÙÙŠ هذه الدنيا، Ùلهذا لابد أن يقوم هذا الاعتقاد على أساس يبعث اليقين والطمأنينة، ولا ÙŠØµØ Ø£Ù† تنال المصائر بالظنون والتوهمات، أو تنال بالتقليد الأعمى الذي لا يعر٠صاØبه الدليل والØجة غير ما كان عليه الآباء الأولون، Ùإذا سئل: لماذا أنت مسلم؟ Ùإنه لا يجيب إلاّ بالصمت والØيرة، وإذا قيل له: لماذا أنت شيعي أو سني، لم يجد اجابة مقنعة يقدّمها للسائل. كل ذلك لأنّه لم ÙŠÙكّر ÙÙŠ اعتقاده ومصيره من قبل بØريّة، بل قام كما عنده من اعتقاد على التقليد الأبوي والاجتماعي Ùصار هذا مسلماً شيعياً وصار غيره مسلماً سنّياً. يقول الأخ طارق ÙÙŠ هذا المجال: "لابد من التØقيق من سلامة العقيدة بالÙØص واعادة النظر وتقليب البصر وإعمال الÙكر والتدبّر ÙÙŠ Ø£Øوالها، لأنّ العقيدة لا تورث Øتى ندعها للÙطرة ÙˆØدها، والاتّكاء على اعتقاد الاسلا٠والآباء والاجداد ممنوع، وقد قال تعالى: (ÙˆÙŽØ¥Ùذَا Ù‚Ùيلَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ تَعَالَوْاْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ Ù…ÙŽØ¢ أَنزَلَ اللَّه٠وَإÙÙ„ÙŽÙ‰ الرَّسÙول٠قَالÙواْ ØَسْبÙنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْه٠ءَابَآءَنَآ Ø£ÙŽÙˆÙŽ لَوْ كَانَ ءَابَآؤÙÙ‡Ùمْ لاَ يَعْلَمÙونَ شَيْـاً وَلاَ يَهْتَدÙونَ )(1)". ويضي٠الأخ طارق: "إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) قد ØµØ±Ù‘ÙŽØ Ù…ØذّÙراً Ø£Ùمَّته إذ يقول(صلى الله عليه وآله): "اÙترقت اليهود إلى Ø¥Øدى وسبعين Ùرقة، واÙترقت النصارى على اثنتين وسبعين Ùرقة، وتÙترق Ø£Ùمَّتي على ثلاث وسبعين Ùرقة" إذن Ùالاختلا٠الذي وقع بين المسلمين إلى اليوم يؤيّد ما ذهبنا إليه ÙÙŠ وجوب التØقيق والبØØ« ÙÙŠ ما بلَغنا من اعتقاد، وإلاّ Ùكي٠نطمئنّ على Øصول السلامة وبلوغ النجاة؟ وكي٠نثبت ذلك ونقيم عليه الدليل والØجّة؟ هذا أمر لا أظنّ٠سيستَهْوÙنه مسلم ارتبط مصيره بيوم Ùيه Øسابٌ ثمَّ ثواب أو عقاب، ولا أظنّ٠إنساناً صدَّق باليوم الآخر ولا يرجو Ùيه النجاة والسلامة، ÙالتØقيق والبØØ« هو السبيل إلى بلوغ هذه الغاية والØصول على النجاة المطلوبة. وما يجدر الإشارة إليه أنَّ الذين ÙŠÙÙجَعون بالمصير السيّء والنهاية المشؤومة ____________ 1- المائدة: 104. ÙÙŠ تلك الØياة الأÙخرى هم الذين سكنت Ù†Ùوسهم للموروث من العقائد; ظنّاً منهم أنَّه الØقّ، وتلذّذت أنÙسهم بنشوة الغÙلة وهدأة النÙس لها،
ولÙما أصابوه من هذه الØياة. وهؤلاء إمَّا أنّهم قد أطلقوا للنÙس زمامها ÙˆØبلها على غاربها بالتهاون والتساهل ÙÙŠ أمر الدين ونسيان الØياة الآخرة وعدم مراعاة أمرها بتصØÙŠØ Ø§Ø¹ØªÙ‚Ø§Ø¯ أو أداء تكليÙØŒ أو أنّهم ركنوا إلى الأوهام ÙÙŠ اعتقادهم وغاصوا ÙÙŠ بØار التوهّم بØثاً عن اللؤلؤ، دون أن يتÙطّنوا إلى أنَّ اعتقاداً كهذا لا وجود له Øتّى يأتي باللؤلؤ النÙيس، Ùليس الوهم إلاّ عدم Ù…Øضّ لا يوجد إلاّ ÙÙŠ الخيال. أو أنّ هؤلاء قد استلْقَوا ÙÙŠ Ø£Øضان الظنّ٠ÙÙŠ أمر العقيدة. وذاقوا بهذا يسيراً من مذاق الØقيقة بعد اختلاطها بقدر جمّ٠من الباطل، وهم ÙÙŠ غمرة هذا المذاق الØلو الذي يتلمّظونه بين كَمّ٠من المرارة ركنوا لمذاق الباطل الذي خلطوه به ظنّاً منهم أنَّ للØقّ٠مذاقاً كهذا إذ أنَّهم خلطوا عملا صالØاً بآخَر سيّئاً (Ø¥ÙÙ† يَتَّبÙعÙونَ Ø¥Ùلاَّ الظَّنَّ ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ الظَّنَّ لاَ ÙŠÙغْنÙÙ‰ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْØÙŽÙ‚ÙÙ‘ شَيْـاً )(1). والذين يمØÙ‘Ùصون اعتقادهم الديني ليبلغ Øدّ اليقين أو قدراً من اليقين تَضعÙ٠نسبة الشكّ والظنّ Ùيه بصورة تجعل مقدار الشكّ لا يؤدّي وجوده إلى زوال الطمأنينة ÙÙŠ الاعتقاد، Ùهؤلاء أقرب من غيرهم إلى النهج الذي رسمه النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) لكي يسير عليه الناس، بل هؤلاء لا يعجزون عن التماس الأدلّة والØجج القويّة على اعتقادهم هذا من Øيث مواÙقته لآيات القرآن وأØاديث النبيّ(صلى الله عليه وآله)ومسلّمات العقل ÙˆÙطريّاته، Ùهم ÙÙŠ Øقيقة الأمر يأنسون، ÙÙŠ اعتقادهم الممØّص هذا، إلى التÙسير السليم لنقاط الخلا٠بينهم وبين الÙرق الأÙخرى، تÙسيراً يخلو من التكلّ٠الذي لا ÙŠÙرتضى أبداً ÙÙŠ مثل هذه المواقÙØŒ بل يقÙون ____________ 1- النجم: 28. على اعتاب التÙسير الØكيم لهذه النقاط الخلاÙيّة دون أن تتلجلج النÙوس الØرَّة ÙÙŠ قبوله ودون أن يخالÙÙ‡ القرآن أو الØديث أو مقتضيات العقل
المتوازنة، Ùهكذا يجب أن يكون الاعتقاد ÙÙŠ المسائل الدينيّة الأصليّة، ولا يتأتى ذلك إلاّ ببذل الهÙÙ…ÙŽÙ… ÙÙŠ البØØ« والتØقيق والتنائي عن العصبية والجاهليّة والتقليد الأعمى". متطلبات التØقيق ÙÙŠ أمر العقيدة:
يقول الأخ طارق Øول شروط البØØ« ÙÙŠ الأمور العقائدية: "إنّ Ù…ÙŽÙ† Øَزَم الأمر على التØقيق والبØØ« ÙÙŠ اعتقاده Ùهو لا يستطيع Ø¥Øراز شيء من تØقيقه إن كان Ù…Ùعماً بالتعصّب والتقليد اللذين لا يتيØان الÙرصة للتØقيق الØرّÙØŒ Ùلابدَّ له لكي يكون Øرّ الØركة والتÙكير أن ÙŠÙرّغ Ù†Ùسه من كلّ ما يمكن أن يتسبّب ÙÙŠ Ø¥Ùساد التØقيق عليه والØيلولة بينه وبين ما يصبو إليه من بØثه، وأن يهيّىء Ù†Ùسه جيّداً لتقبّل الØقيقة التي يصل إليها، بعد إنجاز التØقيق والاطمئنان إلى سلامته من Øيث المنهج السليم والأدلّة المقنعة بلا شكّ; لأنَّ الخو٠من خوض التØقيق أو الخو٠من تقبّل النتيجة عدوّ المØقّق النزيه، Ùالنتيجة تØتّم عليه رØابة الصدر لتقبّلها باعتبار أنَّها الØقّ، بل تØتّم عليه الدÙاع عنها وعرضها على الآخرين. ومن لا يهد٠إلى هذا من تØقيقه وبØثه Ùعليه ألاّ يشرع ÙÙŠ شيء من التØقيق لأنَّه يكون عندئذ مضيعة لوقته، بل يكون عبثاً ولعباً، ولماذا يتØمّل المشاقّ ويقطع الØجّة على Ù†Ùسه ثمَّ لا يقبل نتيجة بØثه وتØقيقه ولا يداÙع عنها؟!". الأسباب الموجبة للتØقيق ÙÙŠ أمر العقيدة:
يقول الأخ طارق Øول الأسباب التي دÙعته للبØØ« والتØقيق ÙÙŠ أمر العقيدة: "لا شكّ أنَّ ما ندين به من عقائد ÙŠØتوي على قدر جيّÙد من الØقيقة، بل بالنظر إلى وجود القرآن بيننا يجعلنا نتسطيع أن نجزم بأنَّ ما بين أيدينا هو كلّ الØقيقة، ولكنَّ وجود الØقيقة بيننا شيء والعمل على أساس هذه الØقيقة شيء آخر; Ùالنبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يأمر باتّباع القرآن أو العمل به ÙØسب بل قَرَن به ما قرن، وهذا المقرون بالقرآن ليس Ùيه Øقيقة تنÙصل عن القرآن وتخالÙه، بل ÙŠÙبيّÙÙ† ما اشتمل عليه القرآن من الØقّ. إذن Ùالمقرون بالقرآن هذا لا نستطيع أن نق٠من دونه على ما جاء به القرآن من الØقّ. وهذا هو السبب الذي لا نستطيع معه أن نقطع بأنَّ ما ندين به يشتمل بلا ريب على اليقين دون الظنّ، وكثير من الأسباب أدّت إلى عدم القطع هذا Ùكان داÙعاً للتØقيق والبØØ«ØŒ ومن هذه الأسباب: أوّلا: الÙتن والاختلاÙات الØادّة
إن الÙتن والاختلاÙات التي عصÙت بالمجتمعات والأÙراد المسلمين، منذ نعومة أظاÙر الإسلام. وقد بدأت هذه الاختلاÙات والنبيّÙ(صلى الله عليه وآله) لمّا يرتØÙ„ من بين الناس آنذاك، Ùلقد اختلÙوا ÙÙŠ أهمّ مسألة ترتبط بمصير المسلمين وهم جلوس ÙÙŠ Øضور نبيّهم(صلى الله عليه وآله)ØŒ وهو الاختلا٠الذي عÙرÙÙ Ùيما بعد بـ "رزية يوم الخميس". ولا تخلو من Øكايته كتب السّÙير والأØاديث. ولا شكّ أنَّ هذا الاختلا٠قد ألقى بظلاله على زماننا، وأÙØيطت الØقيقة على أثره بقدر من الإبهام أدّى إلى صعوبة التعرّ٠عليها بعينها، ولا سيّما بعد اÙتراض عدالة كاÙØ© الصØابة الذين كانوا أوّل من أختل٠ÙÙŠ Ø£Ùمور الدين، Ùقد أسدلت هذه العدالة الشاملة ستاراً معتماً على كثير من الأÙمور، ومنعت التطرّق إلى البØØ« والتØقيق Ùيما وقع بين الصØابة من اختلا٠بهد٠إدراك الØقيقة، Ùتهيّب الناس السؤال عمّا Øَدَث لمعرÙØ© الØقّ من الباطل. وبسبب هذه العدالة استوى عند المسلمين ÙÙŠ هذا العصر الخطأ والصواب! لأنَّ المتخالÙين من الصØابة كلّهم مأجورون ومÙثابون! Ùانتشر الإسلام على هذا، يدين الناس بأÙمور كثيرة مختل٠عليها Ùيه. ثانياً: تعدّد الÙرق الإسلاميّة
ذلك أنّ اختلاÙاً كهذا Øَدَث بين الرعيل الأوّل Ù€ ولا سيّما بعد الركون إلى عدالتهم كاÙّة Ù€ قد أدّى إلى بروز Ùرق لا تØصى ولا تعدّ ÙÙŠ المجتمع الإسلاميّ. والعجيب أنَّ أعضاء هذه الÙرق Ù€ وهم لا يجوّزون بØØ« الخلا٠بين الصØابة Ù€ تراهم يبØثون Øول ما Øدث بينهم أنÙسهم من اختلاÙØŒ وقد غÙلوا عن أنَّ اختلاÙهم هذا كثير منه معلول الاختلاÙات الأÙولى; Ùإثبات الØقّ Ù„Ùرقة وسلبه عن Ùرقة Ø£Ùخرى، هو ÙÙŠ الواقع نسبة ذلك الØقّ إلى رأي من آراء بعض الصØابة ÙÙŠ المسألة المختل٠Ùيها، وسلبه عن الÙرقة الأÙخرى هو سلب هذا الØقّ عن البعض الآخر منهم ÙÙŠ Ù†Ùس مسألة الاختلاÙØŒ وقد طعنوا بذلك ÙÙŠ عدالة كاÙّة الصØابة من مكان بعيد. ثالثاً: بعد المساÙØ© الزمنيّة بين زماننا وزمان النبيّ(صلى الله عليه وآله)
وهذا من الأسباب القويّة التي تؤدّي بلا شكّ إلى بعث غريزة التØقيق والبØØ« ÙÙŠ Ø£Ùمور الدين، لأنَّ ما صدر من النبيّ(صلى الله عليه وآله) لابدَّ له أن يطوي كلّ تلك المساÙØ© متنقّلا بين أنواع Ø£Ùراد البشر والمجموعات المتخالÙØ© التي لا تعتمد إلاّ ما واÙÙ‚ الرأي منها ولا تØتÙظ إلاّ بما تراه صواباً. وهي ÙÙŠ تØديدها الصواب من الخطأ تتنازعها Ø£Ùمور وتتناوشها أشياء; Ùالنسيان والخطأ والهوى والتقليد والعصبيّة والقبليّة والØقد... كلّ ذلك سيضع آثاره على ما رÙوي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) من كلام، وجب علينا التعبّد به ونØÙ† ÙÙŠ هذا العصر البعيد عن زمن الرسالة. Ùالذين ينقّون ما يمرّ عبرهم من أقوال وأÙعال صدرت عن النبيّ(صلى الله عليه وآله).. على أيّ معيار يعتمدون ÙÙŠ هذه التنقية؟ ومَن ÙŠØ¬Ø±Ù‘Ø ØºÙŠØ±Ù‡ ويتّهمه بالنسيان وكثرة الخطأ يجرّØÙ‡ بأÙمور هو Ù†Ùسه عرضة لها وإن كان ثقة عادلا، هذا Ùضلا عن الذين شمّروا عن سواعدهم لوضع ما لم يكن عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)صدوره ونسبتÙÙ‡ إليه بعد ذلك، وهم أكثر وأشدّ نشاطاً ÙˆÙعاليّة. وعملهم أسهل وأهون من عمل الإصلاØ. رابعاً: Øصار أهل البيت وتكميم Ø£Ùواههم
لقد كان الخليÙØ© الأوّل وكذلك الخليÙØ© الثاني يرجعان ÙÙŠ كثير من الأÙمور إلى أهل البيت; Ùأبو ØÙص كان Ù…Ùزعه ÙÙŠ Ø£Ùمور الدين الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ولهذا صدر منه مراراً قوله: "لولا عليّ لهلك عمر"ØŒ وقوله: "اللّهم أعوذ بك من معضلة ليس لها أبو الØسن"ØŒ وهكذا كان دأبهما. وأعلميّة أهل البيت Ù€ وعلى رأسهم الإمام عليّ (عليه السلام) Ù€ من الØقائق التي لا مراء Ùيها ولا جدال، وقد اعتر٠بذلك أبو بكر وخليÙته أبو ØÙص. واستمرَّ الØال إلى زمان عثمان Øيث استولى بنو Ø£Ùميَّة على مقاليد الأÙمور ÙÙŠ الدولة الإسلاميَّة، وتصرَّÙوا ÙÙŠ كلّ٠شيء Øتّى هيمنوا على السلطة تماماً، Ùتغيَّر الØال ÙˆØورب أهل البيت، ÙˆØوصرت أقوالهم، وسÙلب Øقّهم ÙÙŠ المرجعيّة الدينيّة Ùضلا عن الخلاÙØ©. واستمرَّ الØال هكذا إلى آخر يوم ÙÙŠ الدولة العبّاسيّة، Ùنشأ الناس على ترك أهل البيت. ثمَّ إنَّ الØصار ÙÙŠ دولة بني Ø£ÙميّÙØ© لم يق٠على إبعاد أهل البيت النبويّ عن المرجعيّة ÙØسب، بل تعدّى إلى إبرازهم بنØÙˆ يؤدّي إلى Ù†Ùور الناس منهم، ولهذا الغرض استنّوا سبَّ الإمام عليّ (عليه السلام) أكثر من خمسين عاماً. وضÙرÙبَ الØصار على من يرجع إليهم ÙÙŠ Ø£Ùمور دينه، وقÙتل من لم يطلق لسانه Ùيهم بالسباب والشتم، وهÙيّÙئت الÙرص لمن يسبّهم ويجاÙيهم. وأمر معاوية الناس ÙÙŠ بقاع الدولة بإبراز Ù…Øاسن غيرهم ÙÙŠ مقابل ما أبرزه النبيّ(صلى الله عليه وآله) من Ù…Øاسن لهم، ثمَّ Ù‚Ùتّلوا بعد ذلك شرّ تقتيل، Ùليس منهم إلاّ مسموم أو مقتول. كتب معاوية نسخة واØدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة أن برئت الذمّة ممّن روى شيئاً من Ùضل أبي تراب وأهل بيته! Ùقامت الخطباء ÙÙŠ كلّ كورة وعلى كلّ منبر يلعنون عليّاً ويبرؤون منه ويقعون Ùيه ÙˆÙÙŠ أهل بيته. وكان أشدّ الناس بلاء Øينئذ أهل الكوÙØ©ØŒ لكثرة من بها من شيعة عليّ (عليه السلام) (1). والسؤال الذي ÙŠÙØ·Ø±ÙŽØ Ø¨Ø¨Ø±Ø§Ø¡Ø©: لماذا Øارب الأمويّون طيلة Øكمهم هذا علماءَ أهل البيت؟ ولأيّ٠شيء قتلوهم؟ ولماذا نسج على منوالهم العبّاسيّون؟ وقد يجيب Ø£Øد بأنَّهم ناÙسوهم ÙÙŠ الØكم والسلطة.. ولكن، هل كان أهل البيت يعارضون Øكم الأمويّين لو كان قائماً على ما جاء به الوØÙŠ وقضى به النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ! وهل كان من الوØÙŠ سبّ الإمام عليّ أو قتل الإمام الØسين بالصورة الوØشيّة التي عرÙها التاريخ؟! أو كان من الوØÙŠ إطعامهم السمّ الزعاÙØŸ! وهل كان أبناء الرسول ÙŠØبّون السلطة من أجل السلطة والØكم؟ وماذا تضرّر العبّاسيّون من عترة النبيّ(صلى الله عليه وآله)Øتّى انتهجوا معهم ما انتهجه الأمويّون؟! إنّ أهل البيت بعد الضربات الأمويَّة لم تبقَ لهم تلك الخطورة السياسية التي تعتمد على قوّة الجيش والسلاØ; Ùقد انÙضّ الناس من Øولهم إمَّا خوÙاً من القتل والسبي، وإمَّا انجذاباً Ù†ØÙˆ الأصÙر والأبيض من أموال السلطة. وصار أهل البيت تØت المراقبة الأمويَّة ÙÙŠ منازلهم وبين أهليهم، أو ÙÙŠ المØابس ÙˆÙÙŠ سجون الØكومة العبّاسيّة، وهذا يكÙÙŠ الØكّام لتوطيد Øكمهم. إذن.. لماذا القتل؟! وهل كان لأهل البيت كخطر الجيوش ÙˆØ§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù„Ø§ يزول إلاّ بقتلهم؟! وما ذاك الخطر؟! وهل كان السبيل إلى Ø§Ù„ØµÙ„Ø ÙˆØ§Ù„ØªÙˆØ§ÙÙ‚ معهم قد أغلق تماماً؟! لقد كانت المسألة بين الØكّام من الأمويّين والعبّاسيّين، وبين أهل البيت مسألة الدين والشرع، ÙالØكّام ÙÙŠ نظر أهل البيت قد خالÙوا الشرع والنهج ____________ 1- Ø´Ø±Ø Ù†Ù‡Ø¬ البلاغة لابن أبي الØديد: 11 / 44ØŒ الباب 23. المØمَّديّ، وأهل البيت ÙÙŠ نظر الØكّام خطر دينيّ أساسيّ لا ÙŠØتاج إلى جيش وسلاØ. وهذا الإمام الØسين يصوّر Øقيقة النزاع بين الØكّام وأهل البيت، يقول الطبريّ: "وقام الØسين ÙÙŠ كربلاء مخاطباً أصØابه، ÙØمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: أيّها الناس، إنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: من رأى سلطاناً جائراً مستØلاّ Ù„ÙØÙرَم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالÙاً لسنّة رسول الله، يعمل ÙÙŠ عباد الله بالإثم والعدوان Ùلم يغيّر عليه بÙعل ولا قول، كان Øقّاً على الله أن ÙŠÙدخله Ù…Ùدخله. ألاَ وإنَّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرØمن، وأظهروا الÙساد، وعطّلوا الØدود، واستأثروا بالÙيء، وأØلّوا Øرام الله ÙˆØرّموا Øلاله، وأنا Ø£Øقّ من غيري"(1). Ùإذا كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) قد ربّى أبناء الناس على الدين خير تربية، أتراه تاركاً أبناءه على غير تربية الدين؟! لا، بل لهم الأولويَّة ÙÙŠ التربية والنشأة على الوØÙŠØŒ وإلاّ Ùإنّه يكون كالآمر بالبرّ٠والناسي لنÙسه. ولمّا كان هد٠أهل البيت إقامة الدين وإجراء الشرع الذي تربّوا عليه وهم أولى بذلك، كان الØكّام ÙÙŠ زمانهم يهدÙون إلى السلطة ÙØسب، لأنَّ الذي لا يهد٠إلى شيء إلاّ أن يرى الدين قائماً، لا يضيره شيء إن قام الدين بغيره من الناس على الوجه المطلوب. وهكذا Øوصر أهل بيت النبوّة من كلّ صوب، ومÙنعوا من الكلام ÙÙŠ أيّ أمر ÙÙŠ مجال الدين سياسيّاً وعباديّاً. Ùإن كان هذا Øال أهل البيت ÙÙ…ÙŽÙ† Ù…ÙÙ† أتباعهم تكون له جرأة الكلام والتÙوّه بما يرضي العترة النبويّة؟! Ùلو استهان أمر أهل البيت عند الØكّام Ùلاَمر٠أتباعهم أشدّ هواناً. ومع ذلك ظهر على Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الدينية علماء صار Øقّ الÙÙتيا لهم، وارتضاهم الØكّام، وقصدوا إلى Ùرض ما Ø£Ùتوا به على ____________ 1- تاريخ الطبري: 4 / 304ØŒ Øوادث سنة Ø¥Øدى وستّين. الناس ونشره بينهم، Ùقرّبوهم إليهم وأجزلوا لهم العطاء. Ùلو كان ما Ø£Ùتى به هؤلاء يرضي سريرة أهل البيت (عليهم السلام) ويواÙÙ‚ ما هو عليه من أمر، Ùلماذا لم يترك الØكّام أهل البيت لأن ÙŠÙتوا أو يقولوا بهذا ما دام لا يضيرهم منه شيء؟! أم أنَّ هؤلاء كانوا أعلم من أهل البيت بأÙمور الدين والوØي؟! ولكنَّ أهل البيت لم يكونوا ليقبلوا بالصمت أمام الظلم وجور الØكّام، كما سمعت من كلام الإمام الØسين ( عليه السلام) . وأمَّا من Ù‚ÙرّÙب من العلماء وارتÙضي من قبل الØكّام Ùلم يكونوا يَرَون ما كان يراه الإمام الØسين وأهل البيت كاÙّة، ولذا Ø£Ùتى هؤلاء العلماء بما زعموا أنَّه من رسول الله(صلى الله عليه وآله): "من خرج عن الطاعة ÙˆÙارق الجماعة مات ميتة جاهليّة"! وبعد هذا Ùكي٠لا يقبل الØكّام هذه الÙتاوى وأصØابها من العلماء؟! وكي٠بعد هذا يسمع لأهل البيت Ùتوى ÙÙŠ الدين؟! ولهذا Ø£Ùبعد أهل البيت، وقÙرّÙب من خالÙهم من العلماء والناس. واستمرَّ الØال هكذا وطارت Ùتواهم كلّ مطير وانتشرت ÙÙŠ البلاد وسار الناس على مذاهبهم، ولم يلتÙت Ø£Øد إلى بيت النبوّة ومهبط الوØÙŠØŒ Ùأخذ الناس الدين عن غيرهم. وها Ù†ØÙ† نرى الخلا٠بين أتباع المذهب الجعÙري من شيعة أهل البيت وبين المذاهب السّÙنيّة. Ø£Ùلا يدعو هذا إلى البØØ« والتØقيق؟!". ومن منطلق البØØ« والتØقيق وجد الأخ طارق Ù†Ùسه أمام Øقائق لا سبيل لانكارها Ùاعلن ولاءه لآل Ù…Øمد والقول بامامتهم والالتØاق بسÙينتهم مطمئن البال، مستقر النÙس، Ù…Ø±ØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¶Ù…ÙŠØ±ØŒ لأنّه شعر بعدها أنّه يمتلك عقيدة راسخة وناتجة عن Ùهم وبØØ« ودراية. موقÙÙ‡ ممن خاصمه بعد الاستبصار:
تعرّض الأخ طارق بعد اعلانه الولاء لأهل البيت لجملة من المضايقات من قبل البعض ممن Øوله، لكنه لم يعبأ بها ابداً، بل كان يتعجب من اولئك الذين عارضوه وخاصموه بشدّة، Ùيقول ÙÙŠ هذا المجال: "إن الذي ليس له الشجاعة لتقبّل الØقائق والأدلة المقنعة، ولا يتذوقها إلاّ مرّه، لا يجوز له أن يضايق Ù…ÙŽÙ† رضي بالØÙ‚ وقبل الدليل وتذوّق Ùيه الطلاوة والØلاوة. غير أنني لم أغلق الباب أمام من يرى خلا٠ما رأيت، ويملك من الأدلة ما لم أملك، على أنّه سيظلّ الباب Ù…ÙتوØاً له، ما دام ينتهج ÙÙŠ Øواره قوله تعالى: (ادْع٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ سَبÙيل٠رَبÙّكَ بÙالْØÙكْمَة٠وَالْمَوْعÙظَة٠الْØَسَنَة٠وَ جَـدÙلْهÙÙ… بÙالَّتÙÙ‰ Ù‡ÙÙ‰ÙŽ Ø£ÙŽØْسَنÙ)(1) وإلاّ Ùالباب موصَد". مؤلّÙاته:
(1) "دعوة إلى سبيل المؤمنين": صدر سنة 1418هـ Ù€ 1998Ù… عن مؤسسة الطبع التابعة للآستانة الرضوية المقدسة. جاء ÙÙŠ تعري٠الكتاب على غلاÙÙ‡ الأخير: "لغة الØوار الهادىء مظهر Øضاري متقدّم... ومزيّة بينة من مزايا هذا الكتاب; إذ مزج Ùيه مؤلÙÙ‡ بين عمق الÙكرة ووضوØها وبين المØاورة الودودة التي تستهد٠التعري٠والتبصير من خلال المنطق المرضي والبرهان...". إن هذا الكتاب خطوة عسى أن تكون Ùاعله ÙÙŠ ترصيص كيان الأمة الإسلامية من خلال الكلمة المضئية، للوصول إلى المعنى الاعتقادي والتاريخي المشترك الذي يق٠على أرضيته مسلمو العالم. يتأل٠الكتاب من تمهيد وخمسة Ùصول وهي: التمهيد: التØقيق ÙÙŠ أمر العقيدة. ____________
1- النØÙ„: 125. الÙصل الأول: عدالة الصØابة. الÙصل الثاني: Øديث الاقتداء بأبي بكر وعمر. الÙصل الثالث: خلاÙØ© أبي بكر الصديق. الÙصل الرابع: أولو الأمر هم أهل البيت. الÙصل الخامس: الخليÙØ© بعد النبي علي(عليهما السلام). وقÙØ© مع كتابه: "دعوة إلى سبيل المؤمنين" يدعو الكاتب ÙÙŠ كتابه هذا المسلمين إلى التوØد على هدى الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)وعدم الانشقاق عنه وسلوك سبيل عترته وأهل بيته (عليهم السلام) المؤمنين Øقاً بهدى ابيهم الذي لا ينطق عن الهوى، وهم أوائل السائرين على الصراط المستقيم الذين اصطÙاهم الله واختارهم أئمة للناس. ويتناول ÙÙŠ كتابه مسألة اختلا٠المسلمين ÙÙŠ ولي الأمر بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)ØŒ ÙيبØØ« مقدمة ÙÙŠ عدالة الصØابة واختلاÙهم، ثم يتناول خلاÙØ© الخليÙتين الأول والثاني ÙيبØØ« Ùيها نصوصاً وتاريخاً Ùيرد ما استدلوا به عليها من اجماع مزعوم وشورى غاب عنها المشيرون، ÙˆØªØ±Ø´ÙŠØ Ø£Ø¨ÙŠ بكر للصلاة من قبل ابنته عائشة قرب ÙˆÙاة النبي(صلى الله عليه وآله). ثم يواصل بØثه مستدلا بالآيات القرآنية وتÙسيرها من قبل كبار أئمة التÙسير، وكذلك بالأØاديث النبوية الشريÙØ© التي اتÙÙ‚ عليها المسلمون لمعرÙØ© ولي الأمر الذي تجب طاعته على المسلمين Ùيجد ان النصوص الشريÙØ© قرآناً ÙˆØديثاً قد وضØت ولي الأمر بما لا يقبل اللبس والابهام وهم أهل البيت (عليهم السلام) الذين لم يتلبسوا بظلم أبداً، والذين لا يقاس بهم Ø£Øد كما وضØت النصوص المراد بأهل البيت وان Øاول البعض التشويش على ذلك عناداً وضلالا. ثم استعرض النصوص التي تدل ان الخليÙØ© الذي عيّنه الرسول(صلى الله عليه وآله) هو الإمام علي (عليه السلام) الذي اختاره الله ولياً لكل مؤمن والذي اعتر٠له بذلك من اغتصب Øقه ÙÙŠ الخلاÙØ© ÙÙŠ بعض Ùلتات السنتهم. ونØÙ† هنا Ù†ÙˆØ¶Ø Ù€ باختصار Ù€ Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ù…Ù† الÙكرة الاساسية للكتاب. أهمية معرÙØ© ولي الأمر الواجب الطاعة:
ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ØªØ¨ ذلك بالقول: إنَّ من المسائل التي تÙرض علينا التØقيق والبØØ« Øولها باعتبارها من أهم مسائل الدين، هي معرÙØ© وليّ الأمر. الاعتقاد السائد بين كاÙّة المسلمين أنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو خاتم الأنبياء والرسل، أي هو نبيّ لا نبيّ من بعده، وأيّ اعتقاد بخلا٠ذلك يستوجب الكÙر بلا شكّ. ÙˆÙرض عدم خاتميّة الرسالة ÙŠÙرض نبيّاً آخر يأتي بعد Ù…Øمَّد(صلى الله عليه وآله) لهداية الناس بعد انقضاء Ùترة الإسلام، ولمّا لم يكن كذلك.. ÙÙÙ‡ÙÙ…ÙŽ الإسلام على ضوء ختم الرسالة بأنَّه دين كلّ زمان ومكان، وهذا منطق بلا شكّ يتّÙÙ‚ وختم الرسالة، وعلى هذا تصاÙÙ‚ وتوØّد اعتقاد المسلمين باعتباره أمراً قرآنياً مسلَّماً (مَّا كَانَ Ù…ÙØَمَّدٌ أَبَآ Ø£ÙŽØَد Ù…Ùّن رÙّجَالÙÙƒÙمْ ÙˆÙŽ لَـكÙÙ† رَّسÙولَ اللَّه٠وَ خَاتَمَ النَّبÙÙŠÙّينَ ÙˆÙŽ كَانَ اللَّه٠بÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء عَلÙيماً)(1)ØŒ وعلى هذا Ùإنَّنا نستخلص من هذا الاعتقاد المسائل التالية: 1 Ù€ ليس هناك نبيّ يأتي بعد Ù…Øمَّد(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ùهو خاتم وآخر الأنبياء والرسل. 2 Ù€ إنَّ الإسلام خاتم الأديان، وهو قد جاء إذاً لكاÙØ© الناس إلى يوم القيامة. 3 Ù€ ولكي ÙŠÙÙŠ الإسلام بهذه العموميّة لكلّ البشر، ÙˆØتّى ÙŠÙÙŠ بمتطلّبات عموم الناس على اختلاÙهم وتنوّعهم زماناً ومكاناً، لابدَّ أن يكون على درجة من القوّة والكمال Øتّى ينهض بالناس دينيّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً وخلقيّاً واقتصاديّاً، ولهذا يقول تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙينَكÙمْ وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙعْمَتÙÙ‰ وَرَضÙيت٠لَكÙم٠الاْÙسْلَـمَ دÙيناً)(2) والله لا يرضى بما هو ناقص غير مكتمل، كما هو واضØ. ____________
1- الأØزاب: 40. 2- المائدة: 3. بكلّ٠هذه الخصائص لابدَّ لهذا الدين أن يشقّ طريقه Ù†ØÙˆ المجتمعات، ماضيها ÙˆØاضرها والناشئة مستقبلا، لإرشاد الناس إلى سبيل المؤمنين،
وإبطال كلّ Ùكر واعتقاد يباعد بينهم وهذه السبيل. Ùهذه مهمّة لا تنجز منØصرة ÙÙŠ عصر واØد، بل تقتضي الØضور الدائم ÙÙŠ كلّ عصر، Ùكما كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو المتصدّي لهذه المهمّة يكون وليّ الأمر من بعده هو المتكÙّل بذلك، وهكذا Ø£Ùولو الأمر إلى آخرهم. وأهميّة وليّ الأمر تنØصر ÙÙŠ Ø£Ùمور: أوّلا: Ùهو من ناØية أنَّه رئيس وقائد ومدير لشؤون الدولة الإسلامية، Ùله الأهميّة السياسية بكلّ جوانبها. ثانياً: ومن ناØية أنَّه المرجع الدينيّ للمسلمين ÙÙŠ نواØÙŠ الدولة الإسلامية كاÙّة، Ùله الأهميّة الدينيّة التي لا تنÙصل عن Øياة الناس. ثالثاً: ومن ناØية أنَّه واجب الطاعة Ùهو يمثّل مسألة من أهمّ مسائل Ø£Ùصول الدين، إذ أنَّ طاعته أمر إلهيّ تعبّديّ لابدَّ من أدائه، وذلك لقوله تعالى: (Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ)(1)ØŒ Ùهذا أمر مطلق قطعيّ، وواجب يلزم أداؤه لوليّ الأمر. إذاً، Ùالأمر الصادر من الله تعالى بإطاعة Ø£Ùولي الأمر ÙŠØتّم علينا التعرّ٠على وليّ الأمر هذا، لأداء واجب الطاعة له، تنÙيذاً لأمر الله تعالى. والطاعة هذه تكون لوليّ الأمر ÙÙŠ كلّ ما يقول ويأمر به وينهى عنه، ÙمخالÙته ÙÙŠ شيء بعد تعيينه معصيةٌ صريØØ©ØŒ ومخالÙته ÙÙŠ أمر بسبب الجهل به ليس Ùيه عذر، لأنَّ ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù† بالأمر بطاعته هو إشارة إلى وجوده وتعيينه، وإلاّ يكون تكليÙاً Ùوق الطاقة. ____________
1- النساء: 59. Ùمن هو وليّ الأمر من بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ
الاستخلا٠واجب على النبيّ(صلى الله عليه وآله):
إنَّ ما يجعل العقل أسيرة الØيرة والدهشة ما يذكره كثير من علماء المسلمين من عدم تعيين النبيّ(صلى الله عليه وآله) خليÙØ© له من بعده، وإماماً يتولّى Ø£Ùمور المسلمين ÙÙŠ غيابه. ÙˆÙÙŠ الواقع إنَّ هذا الكلام لا ÙŠÙنتظر من Ø£Ùولئك الذين ÙˆÙصÙÙوا بالعلم والمعرÙØ©. وأنا أجزم بأنَّ الذين يردّدون هذا الكلام لم يكلّÙÙوا أنÙسهم ولو قليلا من البØØ« والتØقيق Øول مسألة تنصيب الإمام وتعيينه من جانب النبيّ(صلى الله عليه وآله); إذ أنَّهم ركنوا إلى تقليد Ù…ÙŽÙ† سبقهم من العلماء، وتعوّدوا على اجترار ما قالوا ÙÙŠ هذا الأمر، دون أن ÙŠÙطنوا إلى أنَّ القول بهذا Ùيه اتّهام شديد للنبيّ(صلى الله عليه وآله) بتركه الواجب وعدم تبليغ أمر الله بتعيين وليّ الأمر من بعده! Ùإنَّه أمرٌ Ù€ تالله يبعث إلى الدهشة والذهول العقليّ Ù€ إذ كي٠يصر٠النبيّÙ(صلى الله عليه وآله)النظر عن تعيين خليÙته من بعده، وكي٠هان عليه هذا الأمر، ولقد ثبت أنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله)Øينما Ù†ÙعÙيت إليه Ù†Ùسه Ø·ÙÙ‚ يورد الوصيّة للمسلمين تلو الوصيّة ÙÙŠ Ø£Ùمور شتّى، Ù…Ùظهراً اهتماماً عظيماً بأمر الدين، ومÙبدياً قلقاً بليغاً بØال المسلمين بعد ÙˆÙاته؟! لقد Øذّر النبيّ(صلى الله عليه وآله) المسلمين من الاختلا٠والÙتن، ووعظهم غداة ومساءً وهجيراً.. كلَّ ذلك لكي يبيّÙÙ† لهم طريق النجاة والسلامة إذا ما أقبلت الاختلاÙات والÙتن كقطع الليل.. Ùهل كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) لا يرى لوليّ الأمر من بعده أثراً ÙÙŠ نجاة الناس من هذه الÙتن ولمّ الشمل إذا ما Øلّت بدارهم الاختلاÙات؟! أم كان إدراكه(صلى الله عليه وآله) قد قصر Ù€ ÙˆØاشاه Ù€ عن إدراك هذا الأمر، Ùأدركه أبو بكر ÙˆÙهمه عمر ومعاوية؟! ÙˆÙطن إليه بنو Ø£Ùميّة وبنو العبّاس؟! وهل الأمر الذي صدر به الوØÙŠ موجباً طاعة Ø£Ùولي الأمر لم يكن النبيّ(صلى الله عليه وآله) يرى أنَّه يوجب عليه تنصيب خليÙØ© ووليّاً لأمر الناس؟! أم كان يرى أنَّ الله يكلّ٠الناس Ùوق طاقتهم، Ùيوقعهم بعد نبيّهم ÙÙŠ الاختلا٠والتنازع والÙتن؟! لقد ثبت، بما لا يدع مجالا للريب، أنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) ما كان يخرج من المدينة لغزوة إلاّ ويعيّÙÙ† عليها شخصاً خليÙØ© له ريثما يعود.. Ùهل كان يرى أهميّة الوالي على المسلمين ÙÙŠ غيابه القصير ÙÙŠ Øياته، ولم يكن يرى له أهميّة ÙÙŠ غيابه الطويل بعد ÙˆÙاته؟!! Ùما هذا القول؟! وأيّ عقل سليم ÙŠØكم بذلك؟! وأيّ Øكمة يمكن لمسها Ùيه؟! وأيّ مصلØØ© تعود للمسلمين من Ùعل كهذا؟! وهل له نتيجة غير الخلا٠والنزاع والخصام، كما Øدث ÙÙŠ سقيÙØ© بني ساعدة... Ùاضطرّ ذلك العلماءَ للزجّ٠بأنÙسهم ÙÙŠ تبرير لا ÙŠÙسمن ولا يغني من جوع؟! عدالة الصØابة واختلاÙهم:
يتابع الكاتب كلامه ويقول: إنَّ عدالة كلّ الصØابة بقضّهم وقضيضهم لا تصØÙ‘; لانØرا٠البعض عن سواء السبيل، وارتكاب بعضهم ما Øرّم الله تعالى، ولهذا لا يمكن أن يوصي النبيّ(صلى الله عليه وآله)باتّباع أيّ٠كان من الصØابة للنجاة والسلامة من الاختلا٠والانØراÙ; ذلك لأنَّ أمراً كهذا ينسب إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ù€ بل إلى الوØÙŠ Ù€ Ùيه تجويز لارتكاب الأخطاء ÙˆÙØªØ Ø§Ù„Ø·Ø±ÙŠÙ‚ إلى النزاع والاختلاÙ. إنَّ اختلا٠الصØابة Ùيما بينهم أمر معلوم، وقتل بعضهم بعضاً مسألة تعجّ بها صÙØات التاريخ، وانØرا٠الكثير منهم عن الØقّ تثبته كتب السير والأخبار(1). ثمَّ إنَّنا علمنا أنَّه كان ÙÙŠ زمان النبيّ(صلى الله عليه وآله) بعض المناÙقين، عÙÙ„Ùمت Ø£Øوالهم ____________ 1- Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯ للتÙتازاني: 5 / 302. وخصالهم ÙˆÙˆØ¶Ø Ù†Ùاقهم للمسلمين، ولكن كان هناك أيضاً مناÙقون لم ÙŠÙعلم عنهم شيء ولم ÙŠÙعر٠نÙاقهم، ولم تنكش٠أØوالهم وقد أخبر الله
تعالى نبيَّه الكريم بذلك ÙÙŠ قوله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù…Ùمَّنْ ØَوْلَكÙÙ… Ù…Ùّـنَ الاَْعْرَاب٠مÙÙ†ÙŽÙ€ÙÙÙ‚Ùونَ ÙˆÙŽÙ…Ùنْ أَهْل٠الْمَدÙينَة٠مَرَدÙواْ عَلَى النÙÙ‘Ùَاق٠لاَ تَعْلَمÙÙ‡Ùمْ Ù†ÙŽØْن٠نَعْلَمÙÙ‡Ùمْ سَنÙعَذÙّبÙÙ‡ÙÙ… مَّرَّتَيْن٠ثÙمَّ ÙŠÙرَدّÙونَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ عَذَاب عَظÙيم)(1). ويمكنك أن تتصوّر خطورة الموق٠الذي سيؤول إليه مصير الإسلام وهو بلا راع، عرضة لهؤلاء المناÙقين المتمرّسين بالنÙاق، المبتعدين عن الأنظار والأÙكار. إذا كان المناÙÙ‚ المعرو٠نÙاقه أخطر على المسلمين من الكاÙر المعرو٠كÙره، Ùسيكون Ø£Ùولئك المناÙقون الذين لم يكن المسلمون يعرÙون عنهم شيئاً أخطر من Ø£Ùولئك الذين عÙرÙوا; وذلك لجهل المسلمين بهم، لشدّة Ø®Ùائهم إذ تمرّسوا بالنÙاق ومردوا عليه وأتقنوه. وعلى هذا الأساس لا يستطيع Ø£Øد أن يجرّÙدهم عن الصØبة للنبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ بل كي٠يجرَّدهم عنها وهو لا يعرÙهم؟! بل سيÙثني عليهم وسيصÙهم بالإخلاص والتوقى بلا ريب، بØكم ما يبدونه من مظهر دينيّ يضمن لهم مقاماً بين الصØابة العدول، وبالتالي سيهبهم بكلّ Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø ØµÙØ© العدالة والوثاقة!! Ùكي٠نسدّ مناÙØ° الخطر والضلال الصادر من هؤلاء المناÙقين ÙÙŠ الباطن، المؤمنين العدول ÙÙŠ الظاهر؟ ولهذا كلّه Ùمن المØال الممتنع أن يأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله)باتّباع كلّ من هبَّ ودبَّ ممّن كانت له صØبة معه من الناس ÙÙŠ زمانه، وهو يعلم أنَّ من بينهم وممّن Øولهم مناÙقين مستورين مَرَدوا على النÙاق وصÙÙ‚Ùلوا Ùيه. إذاً، Ùالقول بعدالة كاÙّة الصØابة خطأ ÙاØØ´ØŒ والأمر باتّباع كاÙّتهم دون ____________ 1- التوبة: 101. تمييز لهم عن طريق الوØÙŠ أمر ينطوي على خطر بليغ يهدّد الإسلام من أساسه، Ùلا يأمر به النبيّ(صلى الله عليه وآله) بØال من
الأØوال. ولهذا تسقط كلّ الأØاديث التي تجعل من اتّباع كاÙّة الصØابة وسيلة للنجاة من الاختلاÙات والابتداع والإØداث ÙÙŠ دين الله، كما وضØ. عود على بدء، وبعض النتائج الخطيرة للقول بعدم الاستخلاÙ:
وبعد ذلك كلّه.. Ùكي٠لم يعيّÙÙ† النبيّ(صلى الله عليه وآله) خليÙØ© من بعده ويترك الناس يتناوشهم المناÙقون Ù…ÙŽÙ† ظَهَر منهم ومَن بَطَن، ويترصّدوهم اليهود والنصارى الØاقد منهم على الإسلام الكامن له؟!! وكي٠يسهل على العقل الساذج القبول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) مات بين السَّØْر والنَّØْر ولم يوص٠بشيء؟! وكي٠تسكن النÙوس إلى القول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يستخل٠أØداً من بعده، وذهب لا يلوي من Øال المسلمين ÙÙŠ غيابه على شيء؟!!! إنّ هذا كلام لا ÙŠÙلتÙت إليه; إذ أنَّه تهمة لنبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله). اتّهموه بأنَّه ترك Ø£Ùمَّته بلا راع عرضة للاختلا٠والنزاع والاقتتال، وهذا Ùيه اتّهام له(صلى الله عليه وآله) بترك الواجب! اتّهموه بها، وهو(صلى الله عليه وآله) الرØيم بأمّته، الرؤو٠بالمؤمنين، الذي يأسى لهم ويØرص على Ù‡Ùداهم، كما قال عنه ربّه تبارك وتعالى: ( لَقَدْ جَآءَكÙمْ رَسÙولٌ Ù…Ùّنْ Ø£ÙŽÙ†ÙÙسÙÙƒÙمْ عَزÙيزٌ عَلَيْه٠مَا عَنÙتّÙمْ ØَرÙيصٌ عَلَيْكÙÙ… بÙالْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ رَءÙÙˆÙÙŒ رَّØÙيمٌ )(1). كلّ ذلك كان منهم ÙÙŠ غÙلة تصØÙŠØ Ù…Ø§ نتج من Øوادث السقيÙØ©ØŒ Ùقالوا: لم يوص النبيّ(صلى الله عليه وآله) بشيء، ومن هنا لا يكون عيب ÙÙŠ أن يتولَّى الخلاÙØ© أيٌّ كان من الناس، Øتّى لو كان Ùاسقاً أو خارجاً عن طاعة الله تعالى. ____________
1- التوبة: 128. يقول التÙتازاني: "ولا ينعزل الإمام بالÙسق، أو بالخروج عن طاعة الله تعالى"!(1) ويقول الباقلاّنيّ: "لا ينخلع الإمام بÙسÙقه،
وظلمه بغصب الأموال وضرب الأبشار، وتناول النÙوس المØرّمة، وتضييع الØقوق، وتعطيل الØدود، ولا يجب الخروج عليه!(2) ثمّ ذكر: "بل يجب وعظÙÙ‡ وتخويÙه، وترك طاعته ÙÙŠ شيء ممّا يدعو إليه من معاصي الله". وهذا إضراب عجيب من الباقلاني، Ùلو كان الخروج على الإمام الÙاسق غير جائز، Ùكي٠جاز ترك طاعته ÙÙŠ بعض المعاصي؟! وهل وجوده على كرسيّ الØكم Ù€ والØالة هذه Ù€ لا ÙŠÙعدّ معصية ÙÙŠ ذاته؟ ولماذا بعض المعاصي؟! وكي٠جاز تخويÙه؟ وكي٠يكون تخويÙه؟ أوَليس تخويÙÙ‡ هذا خروجاً عليه؟!! ولو كان ÙÙŠ استطاعة الناس تخويÙÙ‡ وترك أوامره ÙÙŠ بعض الأØوال بهذه السهولة ÙÙŽÙ„ÙÙ…ÙŽ لا يعزلونه; أمراً بالمعرو٠ونهياً عن المنكر، وهو Ùاسق؟! ما هذه إلاّ خطرÙØ© سببها تجويز إمامة الÙاسق. وللسياسة ÙÙŠ ذلك الوقت دور كبير ÙÙŠ ظهور هذه الÙتاوى وانتشار تلك العقيدة: عقيدة إمامة الÙاسق! لقد ذكرنا أنَّ القول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يستخل٠أØداً على المسلمين من بعده قول ÙŠØمل أخطر الاتّهامات للنبيّ(صلى الله عليه وآله); ذلك لأنَّ أمر الله تعالى بطاعة Ø£Ùولي الأمر على سبيل من الجزم والقطع، كما هو ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ قوله تعالى (ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ)(3).. ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽ Ø£Ùولي الأمر طاعتهم واجبة كطاعة النبيّ(صلى الله عليه وآله). ووجوب طاعة Ø£Ùولي الأمر توجب على النبيّ(صلى الله عليه وآله)تعيينه، Ùالقول بأنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم ____________ 1- Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¦Ø¯ النسÙيّة: 185 Ù€ 186. 2- التمهيد للقاضي الباقلاّنيّ: 181. 3- النساء: 59. يستخل٠اتهام له(صلى الله عليه وآله) بترك الواجب.
إنَّ العقل ÙŠØكم بأنَّ الأمر بطاعة Ø£Ùولي الأمر وإيجاب طاعتهم إنّما هو على قرار طاعة النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ ممّا يستوجب تعيينهم من Ù‚Ùبل الله تعالى بوساطة نبيّÙÙ‡ الكريم، ولا يجوز ترك تعيينهم للناس; لأنَّ ذلك ليس ÙÙŠ مقدورهم، ÙمعرÙØ© الناس لأÙولي الأمر Ù€ بدون أن يعرّÙهم الوØÙŠ لهم Ù€ ÙŠÙرض أنَّ الناس قادرون على معرÙØ© من تجب طاعته من البشر، ÙÙŠ Øين أنَّ الناس ليسوا قادرين على ذلك. ولو كان الناس ÙÙŠ استطاعتهم معرÙØ© من وجبت طاعته من البشر Ù€ نبيّاً كان أم غيره Ù€ لما اØتاج النبيّ(صلى الله عليه وآله) إلى إبداء المعجزة Øتّى ÙŠÙعجÙزَ الناس بأمره ويصدّÙقوه Ùيطيعوه. Ùالنبيّ(صلى الله عليه وآله) واجب الطاعة، ولكن اتّهمه الناس بالكذب والسØر والجنون ولم يصدّÙقوه، إذاً Ùالناس لا يقدرون على معرÙØ© Ø£Ùولي الأمر، ولو تÙرك لهم تعيين Ø£Ùولي الأمر Ùستنتج المÙاسد التالية: إمَّا أن يولّي الناس٠الÙاسق، والله لم يأمر بطاعته، بل إنّه لا ÙŠØب الÙاسقين. وإمَّا أن يشتدّ الخلا٠عند اختيار وليّ الأمر، وتقع الÙتن من الناس; لعصبيّاتهم وقبليّاتهم وغيرها من صÙات Øبّ الذات. والاختلا٠ممنوع، والنزاع يجب إرجاعه إلى الكتاب والسنّة Ù„Ùضّه. وأيضاً إنَّ هذا الواجب إن كان الناس مسؤولين عنه Ùيستلزم التكلي٠بما لا يطاق; لأنَّهم لا يعرÙون Ø£Ùولي الأمر. وإن لم يكونوا مسؤولين عنه Ùيستلزم العبث ÙÙŠ Ø£Ùعال الله Ù€ تنزّه الله عن ذلك Ù€ Øيث أمَرَ أمْرَ وجوب (كوجوب طاعة الله وطاعة الرسول)ØŒ ومع ذلك لا ÙŠÙسأل عنه هل Ø£Ùنجز هذا الأمر الواجب أم لا؟ ولهذا Ùلمّا كان عجز الناس عن معرÙØ© وتعيين Ø£Ùولي الأمر يؤدّي إلى تولية الÙاسق أو وقوع الاختلا٠والتناØر Øول تعيين وليّ الأمر، أو يكون التكلي٠بما لا يطاق، أو ينسب العبث إلى الله تعالى ÙÙŠ Ùعله.. Ø§ØªÙ‘Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽ تعيين Ø£Ùولي الأمر لم يتركه الله لاختيار الناس، بل إنّه Ù…Ùسْنَد إليه تعالى. Ù…ÙŽÙ† هم Ø£Ùولو الأمر وماذا يجب لهم:
يقول الله تعالى: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ ÙÙŽØ¥ÙÙ† تَنَـزَعْتÙمْ ÙÙÙ‰ شَىْء ÙَرÙدّÙوه٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ اللَّه٠وَالرَّسÙولÙ) (1). إنَّك تلØظ ÙÙŠ هذه الآية أنَّه أمر Ùيها بأمر واØد إطاعة ثلاثة: الله تعالى ورسوله وأÙولي الأمر، بوساطة Ùعل الأمر: (أطيعوا)ØŒ وذلك ÙÙŠ قوله تعالى: (Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽØ£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙÙ‰ الاَْمْر٠مÙنكÙمْ)ØŒ Ùماذا يمكن أن Ù†Ùهم من ذلك؟ وماذا أراد الله تعالى بإشراك النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأÙولي الأمر ÙÙŠ أمر واØد بطاعتهما؟ على أنَّ الØال لا يختل٠لو ÙÙصل الأمر ولم ÙŠÙجمع ÙÙŠ Ùعل واØد. إنَّ إصدار الأمر بطاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) وأÙولي الأمر بهذه الصورة المشتركة ÙÙŠ أمر واØد يؤكّد لنا التساوي بين طاعة الرسول وطاعة Ø£Ùولي الأمر. Ùلمّا كانت طاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) واجبة قطعاً Ùطاعة Ø£Ùولي الأمر واجبة قطعاً أيضاً. والعموم والإطلاق Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ الأمر بالطاعة لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ø³ØªØ«Ù†Ø§Ø¡ طاعة Ø£Ùولي الأمر ÙˆÙصلها عن طاعة الرسول(صلى الله عليه وآله) بأيّ Øال من الأØوال، أو بأيّ شرط من الشروط.. إذاً، طاعة Ø£Ùولي الأمر هي من الواجبات ÙÙŠ الدين على المؤمنين. ثمَّ إنَّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) معصوم بلا شكّ، ولو على قول من ينسب إليه العصمة ÙÙŠ تبليغ الوØÙŠØŒ Ùهو معصوم إذاً. وهنا نسأل: ما هي الØكمة ÙÙŠ أن يكون النبيّ(صلى الله عليه وآله)معصوماً؟ ____________
1- النساء: 59. إنَّ الله تعالى لم يَدَعْ لنبيّ من الأنبياء مسؤوليّة التشريع ولم يسند إليهم تأسيس الأØكام والشرع، Ùالله تعالى هو الذي يعلم ما ينÙع الناس وما
يصلØهم، ولهذا Ùهو الذي له أن يقوم بهذا الأمر الذي لا يقدر عليه غيره، وما على الرسول إلاّ بلاغه بلاغاً لا يخالجه الإبهام. والله تعالى بإسناد الأمر إلى ذاته العليّة يريد أن يَبلÙغ تشريعÙÙ‡ الناس دون أيّ تغيير أو نقص، سواء كان عمداً أو سهواً، ولكنَّ الرسول بشر، والبشريّة مجمع الأخطاء والنسيان، Ùما هو العمل إذا ما Ø£Ùنزل عليه أمر الله ليبلّغه كما Ø£Ùنزل عليه دون تغيير يؤدّي إلى التغيير ÙÙŠ طريقة وأÙسلوب التبليغ، Ùضلا عن أن يؤدّي إلى تغيير الهد٠والغاية؟ ولهذا عصم الله الأنبياء عن الخطأ عمداً أو سهواً، Øتّى لا ÙŠÙŽØْدÙØ« ذلك التغيير تبعاً للخطأ. وعلى هذا Ùكلّ ما يصدر عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو الوØÙŠ بعينه، من Øيث اللÙظ والمعنى تارة، ومن Øيث المعنى Ùقط تارة Ø£Ùخرى. ولهذا Ùالنبيّ(صلى الله عليه وآله)(ÙˆÙŽ مَا يَنطÙق٠عَن٠الْهَوَى * Ø¥Ùنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø¥Ùلاَّ ÙˆÙŽØْىٌ ÙŠÙÙˆØÙŽÙ‰)(1). Ùإذا ثبت ذلك Ùالنبيّ(صلى الله عليه وآله) لابدّ أن يدركه الموت يوماً، وسيأخذ بزمام الأمر من بعده Ø£Ùولو الأمر الذين وجبت طاعتهم على الناس مثله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وإن كان الوØÙŠ لا يتنزّل عليهم لاكتمال نزوله. إنّ العمل بهذا الوØÙŠ Ù€ طبقاً لعمل النبيّ(صلى الله عليه وآله) به Ù€ لم ينتهÙØŒ بل هو باق ما بقيّ الزمان والمكان. ونØÙ† نعلم أنَّ ØÙظ كلام كما قيل دون تغيير هو أسهل بكثير من العمل به وتطبيقه على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ÙˆØ§Ù‚Ø¹ الملموس، Øيث المشاكل والمعضلات والمنعطÙات الØرÙجة. إذاً، كي٠يتسنّى لأÙولي الأمر القيام بهذه المهمّة الأصعب بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) دون ____________ 1- النجم: 3 Ù€ 4. التعرّض للخطأ، إن لم تكن لهم تلك العصمة التي كان يتمتّع بها النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ وكي٠يصل ما أراده الله إلى الناس عبر Ø£Ùولي
الأمر دون خطأ وهم بشر؟ ونØÙ† أوضØنا أنَّ العصمة تØÙظ الوØÙŠ النازل على النبيّ(صلى الله عليه وآله) دون أن ينØر٠عمداً أو سهواً، Ù„Ùظاً أو عملا، والله لا ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø´ÙŠØ¡ من ذلك الانØراÙ. Ùإن لم يكن أولو الأمر على عصمة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وقع ما لم ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ù‡ الله تعالى، وما لم ÙŠÙرÙده ÙÙŠ تبليغ الوØÙŠ. إذاً، وجبت عصمة Ø£Ùولي الأمر كما وجبت عصمة الرسول(صلى الله عليه وآله). على أنَّ وجوب الطاعة بالجزم والقطع إشارة إلى العصمة; Ùالعصمة أساس وجوب الطاعة، وبسبب هذه العصمة لا يختل٠خطاب الله تعالى للناس Ù€ إذا Ù‚ÙدّÙر أن يخاطبهم مباشرة بتكاليÙÙ‡ وأوامره Ù€ عن مخاطبته إيّاهم عبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) به. والسّرّ٠ÙÙŠ ذلك هو وصول خطاب الله ذاته إلى الناس بسبب العصمة التي للنبيّ(صلى الله عليه وآله).. وهذا يعني Ù€ من ثَمَّ Ù€ أنَّّ Ùقدانها ÙÙŠ Ø£Ùولي الأمر يؤدّي إلى التغيير بلا ريب، وهو ما لا يريده الله تعالى. نظر الÙخر الرازي:
ينقل الكاتب نظر الÙخر الرازي ÙÙŠ تÙسيره ويناقشه Ùيقول: يقول الÙخر الرازيّ(1): "إنَّ الله تعالى أمر بطاعة Ø£Ùولي الأمر على سبيل الجزم ÙÙŠ هذه الآية. ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لابدَّ أن يكون معصوماً عن الخطأ; إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته، Ùيكون ذلك أمراً بÙعل ذلك الخطأ، والخطأ لكونه خطأ منهيّ عنه، Ùهذا ÙŠÙضي إلى اجتماع الأمر والنهي ÙÙŠ الÙعل الواØد بالاعتبار الواØد، ____________ 1- تÙسير الإمام الرازي: 10 / 144. وإنَّه Ù…Øال.
Ùثبت أنَّ الله تعالى أمر بطاعة Ø£Ùولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أنَّ كلّ Ù…ÙŽÙ† أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً. Ùثبت قطعاً أنَّ Ø£Ùولي الأمر المذكورين ÙÙŠ الآية لابدَّ أن يكونوا معصومين". ثمَّ يدل٠الرازيّ إلى تØديد وتعري٠أÙولي الأمر المعصومين هؤلاء، Øسبما يرى ويظنّ، Ùيقول: "ثمَّ نقول: ذلك المعصوم إمَّا مجموع الأÙمَّة، أو بعض الأÙمَّة; لأنَّا بيَّنا أنَّ الله تعالى أوجب طاعة Ø£Ùولي الأمر ÙÙŠ هذه الآية قطعاً. وإيجاب طاعتهم قطعاً مشروط بكوننا عارÙين بهم، قادرين على الوصول إليهم، والاستÙادة منهم. وإنَّنا نعلم بالضرورة أنَّنا ÙÙŠ زماننا هذا عاجزون عن معرÙØ© الإمام المعصوم...". ولقد ذهب الرازي إلى أنَّ Ø£Ùولي الأمر هم بعض الأÙمَّة، يتمثّلون ÙÙŠ أهل الØلّ والعقد. وبسبب بÙعد إجماعهم عن الخطأ Ù€ على ما روي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله): "لا تجتمع أمَّتي على الخطأ" Ù€ تتØقّق بذلك العصمة المطلوبة ÙÙŠ Ø£Ùولي الأمر. قوله: إنَّ مجموع الأÙمَّة ليس هم Ø£Ùولي الأمر ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ ÙŠØتاج إلى إثبات. وأمَّا كون Ø£Ùولي الأمر هم بعض الأÙمَّة Ùأمر نتّÙÙ‚ Ùيه مع الÙخر الرازيّ، غير أنَّ قوله: إنَّ هذا البعض من الأÙمَّة Ù€ أي Ø£Ùولي الأمر Ù€ هم أهل الØلّ والعقد قول تكتنÙÙ‡ إشكالات عدّة، تجعل قبوله أمراً مستØيلا. Ùأوّلها: إمكانيّة وقوع الإجماع ليست متØقّقة. ثانيها: Ù…ÙŽÙ† يعرّÙهم للأÙمَّة باعتبارهم أهل الØلّ والعقد؟! ثالثها: أين نتØصّل على عصمتهم؟! هل ÙÙŠ الأÙراد منهم أو ÙÙŠ هيأتهم الاجتماعيّة؟! إنَّ إمكانيّة تØقّق وقوع الإجماع من المستØيلات ÙÙŠ هذه الأÙمَّة، لا سيّما ÙÙŠ اختيار القادة والرؤساء، ودونك الواقع ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ù…Ø¤ÙƒÙ‘Ø¯Ø§Ù‹ ما نقول. نعم، من المØال أن تجتمع الأÙمَّة على الخطأ بأسرها، لكن من المØال أن يتØقّق إجماع الأÙمَّة بأسرها، ÙˆÙرق شاسع بين الØالتين; Ùلو دعا بعض الأÙمَّة إلى الØقّ Ùلابدَّ أن يوجد من يخالÙهم من الناس لأيّ سبب من الأسباب التي لا Øصر لها; Ùالقوميّة، والعصبيّة، والنعرات القبليّة، واختلا٠الإدراك ووجهات النظر، والعناد، واللجاج... كلّها منÙردة أو مجتمعة تجعل من وقوع الإجماع أمراً لا ÙŠÙرجى تØقّقه بين الناس. وإنَّ مسألة الخلاÙØ© لهي من المسائل التي كان للأÙمَّة أن تجتمع عليها، لو كان للإجماع إمكانيّة الوقوع، مع قلّة المجتمعين ÙÙŠ السقيÙØ©ØŒ وما كان لهم من الصØبة التي تجعلهم ÙÙŠ مصاÙÙ‘ أهل الØلّ والعقد ÙÙŠ زمانهم. وعلى رغم ذلك Ùقد نشب الخلا٠واستØال الإجماع، وسÙلّت السيوÙØŒ وأÙØ®ÙØ° البعض بالقوّة، وأÙغري آخرون بالمال.. Ùكي٠للرازيّ أن ÙŠØلم بإجماع استØال أن يقع بين صØابة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهم الجيل الأوّل الذي عاصر النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ ليقع بين الناس ÙÙŠ عصره أو ما تلاه من عصور، أو ÙÙŠ هذا العصر الذي ازداد Ùيه تشعّب العقائد وتشتّت الأÙكار؟!! على أنَّ الانقسام المشاهَد ÙÙŠ كلّ Ùرقة من الÙرق الإسلاميّة هو ØªØµØ±ÙŠØ Ø¨Ø§Ø³ØªØالة تØقّق الإجماع. ولا أرى إمكانيّة وقوع الإجماع بين أهل السنّة Ùيما بينهم، ولا بين الشيعة بانÙرادهم، Ùضلا أن يقع الإجماع بينهما مجتمعين. Ùاجتماع الأÙمَّة بأسرها على الخطأ غير ممكن، ولكن لا يمكن أيضاً اجتماعها على الØقّ بأسرها. إنَّ واقعة صÙÙّين كانت بين Ø£Ùمَّة المسلمين، وقد كان الØقّ عند Ø£Øد الطرÙين بلا شكّ، ولكن لم يجتمع المسلمون عليه كما لم يجتمعوا على ما يقابله من الباطل; Ùنشبت بينهم الØرب، وقتل بعضهم بعضاً.. Ùلماذا يتكلّم الÙخر الرازيّ بكلام يبعد عن الواقع ويعطي مصداقاً لآية قرآنيّة ليس له وجود؟! ثمّ كي٠يتمّ التعرّ٠على أنَّ أهل الØلّ والعقد هم هؤلاء؟! Ùالإشكال الذي أشكل به الÙخر الرازي Ù€ وهو إشكاله بصعوبة التعرّ٠على الأئمَّة المعصومين، واستØالة الوصول إليهم Ù€ هو إشكال يرد عليه، إذ كي٠يتمّ التعرّ٠على أهل الØلّ والعقد والوصول إليهم؟! ومن الذي يقدّمهم إلى الأÙمَّة بهذه الصÙة؟! ونØÙ† ليس لدينا ÙÙŠ مجال التعيين إلاّ الإجماع أو الانتخاب ÙˆØ§Ù„ØªØ±Ø´ÙŠØ Ø£Ùˆ النصّ. Ùأمَّا القول بضرورة الإجماع عليهم ÙÙ†ØÙ† به Ù…Øتاجون إذاً إلى إجماعَيْن: إجماع من الأÙمَّة يعرّÙنا بأهل الØلّ والعقد، وإجماع آخر يعرّÙنا بصواب ما ÙŠÙصدره أهل الØلّ والعقد من Ø£Øكام وأوامر ونواه، بØيث تلتزم الأمّة بما يصدر عنهم. وبهذا تتضاع٠المشكلة; لأنَّ العبور من الإجماع الأوّل إلى الإجماع الثاني Ù…Øال; لعدم إمكانيّة وقوع الإجماع الأوّل. Ùالجهد الذي قام به الÙخر الرازيّ لإبعاد Ù†Ùسه عن الاعترا٠بالأئمَّة المعصومين على قول الشيعة Ù€ لا سيّما بعد الاعترا٠الموÙّق منه بعصمة Ø£Ùولي الأمر Ù€ Ùهو جهد مقدّر ومشكور علميّاً، لكنَّه ناقص ولا ÙŠØلّ المشكلة; Ùقد كان عليه أن يبيّÙÙ† لنا معيار وملاك الاتّصا٠بأهليّة الØلّ والعقد، وكيÙيّة تعري٠الأÙمَّة بهم، وعلى رغم أنَّ ذلك تترتّب عليه مشكلاته، غير أنَّه ÙŠØªÙŠØ Ùرصة أطول لمن أراد السÙسطة. Ø£Ùولو الأمر هم أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الكاتب هنا على ذلك بالقول: إنَّ أولويّة أهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ تولّي Ø£Ùمور المسلمين، والانÙراد بلقب "Ø£Ùولي الأمر" بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) دون غيرهم من الناس.. لهي أولويّة تأخذ شكلها الطبيعيّ من عبارات الوØÙŠ بشقَّيه; Ùالنبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يكن يرى Ù…ÙŽÙ† هو أولى منهم بهذا المقام، بل لم يكن يراه لغيرهم أبداً، إذ أنَّنا نلمس ذلك ÙÙŠ المقام الذي ØÙظه النبيّ الكريم لهم. وليس ذلك من Øيث الإØساس الأبويّ الخاضع لقوانين النÙس البشريّة، وإنَّما هو أمر تلقّاه النبيّ(صلى الله عليه وآله) متنزّلا من مقامات الوØÙŠ الإلهيّ، موضّØاً السّÙنْخÙيّة والشَّبَه الذاتيّ بين أهل البيت النبويّ وبين Ù…Øمَّد(صلى الله عليه وآله) ذلك لأنّ الأبوّة مهبط لوØÙŠ العاطÙØ© التي كثيراً ما تتخطّى الØقّ وتنطق عن الهوى ولهذا Ùمقام أهل البيت لما كان مرتكزاً على الأمر القرآني بوجوب طاعتهم من Øيث إنهم أولو الأمر،ترى الشقّ القرآني يمثل اساساً منيعاً لمقام العترة، ÙˆØينماترى وص٠السÙنّة لعترة النبيّ عليه وعليهم الصلاة والسلام بأنهم الهداة الذين لا يضل من تمسّك بهم تعلم طبيعة هذا المقام الصادرة من جانب الوØÙŠ الإلهيّ وعندئذ نعلم السنخية بين العترة ومØمّد النبيّ(صلى الله عليه وآله). وبيان هذا المقام ليس له مسير غير قنوات الوØÙŠ الذي ينتظّم كلّ Ù†Ùس النبيّ(صلى الله عليه وآله)وكلّ Øياته بØركاتها وسكناتها، ولهذا كان الاستØقاق للخلق العظيم الذي يبرّىء النبيَّ عليه وآله الصلاة والسلام من نزعات الأبوة البشريّة ÙÙŠ بيان مقام العترة. وعلى هذا الأساس Ùهو مقام لهم من صميم أنوار النبوّة، بل مقام من مقاماتها، صاغه الوØÙŠ ÙÙŠ عبارات لا تخÙÙ‰ على من له Ù…Ùسكة من الإدراك وقدر من ملكة التدبّر. آية المودة:
(Ù‚ÙÙ„ لاَّ أَسْـَلÙÙƒÙمْ عَلَيْه٠أَجْرًا Ø¥Ùلاَّ الْمَوَدَّةَ ÙÙÙ‰ الْقÙرْبَى)(1)ØŒ Ùالأجر لابدَّ أن يكون على قدر نوع العمل، ولذا Ùمودّة أهل البيت لابدَّ أن تساوق من Øيث القدر ما جاء به النبيّ الأكرم من نعمة الإسلام والرØمة التي ما Ø£Ùرسل إلاّ بها. ولو كان ____________ 1- الشورى: 23. هناك أجر يضاهي ذلك غير مودّة أهل البيت يمكن أن يكاÙØ£ به النبيّ(صلى الله عليه وآله) لكان هو الأجر.. وهذا أمر لو تدبّرنا عظيم.
إنَّ هذا الأجر أدناه تسليم زمام الأمر ÙÙŠ قيادة المسلمين وإدارة شؤونهم بعد النبيّ الأكرم لأهل بيته الذين ساوت مودّتهم Ù€ من Øيث إنَّها الأجر Ù€ نعمةَ الدين الإسلاميّ من Øيث إنَّه مأجور عليه بهذه المودة. وهذا التساوي يبيّÙÙ† السّÙنخية والشَّبَه القويّ بين النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهذا الدين الذي هو خلق النبيّ المعصوم وطريقة Øياته(صلى الله عليه وآله) من ناØية... والشَّبَه القويّ بين العترة الطاهرة والنبيّ(صلى الله عليه وآله) من ناØية Ø£Ùخرى. ووجه الشبه بين العترة والنبيّ الأكرم هو تلك المودّة، من Øيث إنَّها واجبة ÙÙŠ Øقّ العترة، ومن Øيث إنَّها الأجر الذي استØقّه النبيّ(صلى الله عليه وآله) مقابل ما جاء به للناس من هداية ورØمة.. Ùمودّة العترة كأجر ترضي النبيّ(صلى الله عليه وآله) بلا ريب، Ùهي ÙÙŠ Øقيقة الأمر مودّة للنبيّ Ù†Ùسه، Ùتدبّر. ولكن، هل تصØÙ‘ هذه المودّة مع المخالÙØ© للنبيّ ÙÙŠ نهجه؟ وهل يمكن تصورّها مع مشاقّة النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŸ! أبداً. Ùلا يستطيع Ø£Øد ادّعاء مودّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) وهو مخال٠له. Ùهذه المودّة لا تستقيم إلاّ باتّباع النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ ولمّا كانت مودّة النبيّ(صلى الله عليه وآله) هي ÙÙŠ عترته.. Ùما هو أنسب Ø£Ùسلوب للمودّة يمكن أن ÙŠÙØÙظ به النبيّ(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ عترته؟! أليس هو الاتّباع للعترة والاقتداء بهم؟ أجل، إنّ مودّة النبي(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ أهل بيته (عليهم السلام) لا تعني إلاّ اتّباع النبيّ الكريم باتّباع أهل البيت من عترته، لأنَّ هذا هو الذي يرضي النبيّ(صلى الله عليه وآله) ويÙسرّه لا غير. ولو كان ودّهم يعني المØبّة دون الاتّباع Ùهذا لا يختصّ بأهل بيت النبيّ ÙˆØدهم، وإنَّما هو أمر مطلوب بين عامّة المؤمنين الذين هم ÙÙŠ توادّهم وتراØمهم كالجسد الواØد.. إذاً، Ùلا يختصّ أهل البيت بذلك، ولكن إضاÙØ© إلى هذا المعنى الشامل لكلّ المؤمنين يتوÙّر معنى آخر يتميّز به ودّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) عمّا سواه من ودّ بين المسلمين، وهو الاقتداء والاتّباع بلا ريب، كما كان Øبّ الله هو اتّباع النبيّ(صلى الله عليه وآله); إذ ليس Ù„Øبّ الله معنى إذا Ù‚ÙرÙÙ† بمخالÙØ© النبيّ(صلى الله عليه وآله) (Ù‚ÙÙ„ Ø¥ÙÙ† ÙƒÙنتÙمْ تÙØÙبّÙونَ اللَّهَ ÙَاتَّبÙعÙونÙÙ‰ ÙŠÙØْبÙبْكÙم٠اللَّه٠وَيَغْÙÙرْ Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ø°ÙÙ†ÙوبَكÙمْ)(1).. ÙØبّ الله يستلزم اتّباع النبيّ(صلى الله عليه وآله)الذي هو سبب Øبّ الله للتابعين، وهو رØمته. إنَّ الهد٠الأساسيّ والدائم للقرآن هو تهيئة وسائل وسبل الهداية والنجاة للناس بØكم أنَّه رØمة جاءت للناس عبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) الذي ما Ø£Ùرسل إلاّ رØمة بهذا القرآن. ولا يمكن أن ÙŠØدّد الله الأجر للناس مقابل هذا الدين وتلك الرØمة، ويكون هذا الأجر متضمّناً للشقاء! Ùهذا الأجر الذي هو مودّة العترة Ø£Øد قنوات هذه الرØمة الإلهيّة. كما لا يمكن أن تتØقّق هذه الرØمة مع المخالÙØ©.. إذاً، لكي تنتقل الرØمة أيضاً عبر هذا الأجر Ù€ أي مودّة أهل بيت النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ù€ لابدَّ أن تعني تلك المودة الاتّباع والاقتداء. وبهذا يتØقّق الهد٠الأساسيّ للدين، وهو هداية الناس وإرشادهم لما هو خير لهم وأبقى; لأنَّ المخالÙØ© عمداً أو تساهلا تبعد المخال٠عن قنوات الرØمة تلك. ولهذا، لا يستقيم ودّهم ÙˆØبّهم مع مخالÙتهم ÙÙŠ أمر أو نهج; لأنَّ ÙÙŠ هذا إيذاءهم وإيلامهم بلا شكّ. ولا يلتئم ودادهم ووداد من صَدَر منه إيذاؤهم وإيلامهم ووداد من كانت منه شكواهم. ولهذا كانت مودّة أهل البيت أعظم أجر يتلقّاه النبيّ(صلى الله عليه وآله) من Ø£Ùمَّته.. لماذا؟ لأنَّ النبيّ الأكرم Ù€ الذي هو عزيز عليه ما عَنÙتَ المؤمنون، Øريص عليهم ____________ 1- آل عمران: 31. ÙÙŠ هدايتهم، رؤو٠بالمؤمنين رØيم Ù€ لا يسرّه شيء مثل أن يرى Ø£Ùمَّته ÙÙŠ نجاة وسلامة ÙÙŠ أمن من عذاب يوم عظيم. ولذا كان اتّباع الناس
لأهل بيته ÙÙŠ دينهم أجراً يتØقّق به رضاه وسروره لما سيجده الناس من نجاة وسلامة. آية الانذار ÙˆØديث الدار:
النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام هم Øملة هذا الدين، وهم العارÙون به، والراÙعون عنه ضلالات المضلّÙين وأخطاء الجاهلين، وأØقاد الØاقدين، ونÙاق المناÙقين. وليس هذا مختصّاً بزمان دون زمان، أو مكان دون مكان، وإنَّما هذه مهمّة ومسؤوليّة كانت على عاتقهم منذ أن أنزل الله تعالى قوله (ÙˆÙŽ أَنذÙرْ عَشÙيرَتَكَ الاَْقْرَبÙينَ )(1) Ùأراد الله بذلك إعدادهم لتلك المسؤولية التي انØصر القيام بها Ùيهم; استمراراً لمنهاج النبيّ(صلى الله عليه وآله). ثمَّ إنَّ هذه المسؤوليّة نالها أهل البيت ÙÙŠ مقابل الالتزام الذي تأسّس يوم عَرَض النبيّ(صلى الله عليه وآله) هذا الدينَ على عشيرته الأقربين، طالباً منهم العون والمؤازرة ÙÙŠ مسؤوليّة القيام بتبليغه، على أن تكون لمن يلتزم المؤازرةَ والمناصرة الخلاÙة٠والولاية على الناس من بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله). Ùالتزم الإمام عليّ (عليه السلام) بذلك مؤسّساً بالتزامه هذا مسؤوليّة عترة النبيّ الكريم الذين نشأوا وتربّوا عليها Ø£Øسن تربيّة وأÙضل تنشئة ÙÙŠ كن٠النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ يَرْÙع إليهم كلّ يوم عÙلْماً; إعداداً لهم واختصاصاً بهذا المقام، باعتباره ثواباً وأجراً لما التزم به عليّ (عليه السلام) ØŒ مؤسّساً بذلك المقامَ والمسؤوليّة الطبيعيّة لذرّيّته من أبناء الرسول(صلى الله عليه وآله). قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد أن جمع إليه أربعين Ù†Ùراً من قريش من بني عبدالمطّلب: ".. يا بني عبدالمطلب، إنّي والله٠ما أعلم٠شابّاً ÙÙŠ العرب جاء قومه بأÙضل ممّا جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، ____________ 1- الشعراء: 214. ÙأيّÙكم ÙŠÙؤازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي ووصيّي وخليÙتي من بعدي؟
Ùقام عليّ (عليه السلام) ØŒ Ùقال: "أنا يا نبيّ الله، أكون وزيرك عليه. Ùأخذ رسول الله برقَبته; وقال: إنَّ هذا أخي ووصيّي، وخليÙتي Ùيكم، Ùاسمعوا له وأطيعوا.."(1). إذاً، Ùهذه الأولويّة ÙÙŠ تولّي أمر المسلمين بعد النبيّ الأكرم أمر ثابت للعترة، ولا يجوز لأØد أن يناÙسهم Ùيه وينازعهم. والقبول بهذا الالتزام لنيل هذا المقام هو إشارة واضØØ© إلى الإيمان والتصديق بنبوّة Ù…Øمّد(صلى الله عليه وآله).. Ùنالت ذلك العترة٠بالإيمان المبكّر الذي شعَّ ÙÙŠ قلب سيّÙدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وهكذا ظلَّ الأمر Ùيهم إيماناً خالصاً لم تخالطه شوائب الشّÙرك أو نزعات الشكّ التي أصابت البعض قبل إسلامهم وبعده. آية المباهلة:
ثمَّ إنَّه لما Øانت Ù„Øظة من Ù„Øظات الدÙاع عن هذا الدين أمام اÙتراءات نصارى نجران، لم يستنÙر الله تعالى لهذه المهمّة العظيمة غير النبيّ(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأكارم. Ùهؤلاء نصارى نجران ÙŠÙØاجّÙون النبيّ الكريم من بعدما جاءه من العلم ÙÙŠ أمر عيسى (عليه السلام) ØŒ Ùيأمره الله تعالى بمباهلتهم، ولكن بعد أن يدعو أهل بيته إذ أنَّهم شركاء ÙÙŠ الأمر، Ùقال له تعالى: (Ùَمَنْ Øَآجَّكَ ÙÙيه٠مÙنم بَعْد٠مَا جَآءَكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْعÙلْم٠ÙÙŽÙ‚Ùلْ تَعَالَوْاْ نَدْع٠أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكÙمْ ÙˆÙŽÙ†Ùسَآءَنَا ÙˆÙŽÙ†ÙسَآءَكÙمْ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙÙسَنَا ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙÙسَكÙمْ Ø«Ùمَّ نَبْتَهÙلْ Ùَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّه٠عَلَى الْكَـذÙبÙينَ )(2). ____________
1- تاريخ الطبري: 2 / 217ØŒ الكامل ÙÙŠ التاريخ: 2 / 22ØŒ السيرة الØلبيّة: 1 / 381. 2- آل عمران: 61. إنَّ هذا الأÙسلوب ÙÙŠ الدÙاع عن الدين والذبّ عنه ليس ÙÙŠ مقدور أيّ Ùرد من الناس; ذلك لأنَّه ليس Ùيه Ø³Ù„Ø§Ø Ø³ÙˆÙ‰ Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥ÙŠÙ…Ø§Ù† واليقين
الصادق بما نزل به الوØÙŠØŒ بل ليس إيماناً مسبوقاً بالشرك أن يمكن أن يخالجه شكّ Ù…ÙÙ† بعد. وإنَّ الدÙاع عن هذا الدين بالسي٠هو دÙاع لا شكّ Ùيه، ولكن قد يكون المداÙع لا يملك إلاّ سيÙÙ‡ وشجاعته ÙˆØميّته، أو قد لا يملك إلاّ الرغبة ÙÙŠ الغنائم ومكتسبات الØرب.. أمَّا الوقو٠أمام النصارى، ودعوتهم إلى التوجّه إلى الله تعالى بالمباهلة Ù€ لتØديد الكاذب من الصادق ÙÙŠ أمر الدين Ù€ Ùهو أمر يستوجب يقيناً بهذا الدين وربّه، لا يشوبه شيء. ولمّا كان الله تعالى لا يمكن أن يختار لهذا الأمر شخصاً شابَ إيمانَه شكٌّ وريب أو نقص وضعÙ.. كان إيمان العترة ÙÙŠ أوج كماله وتمامه، Ùانتدبهم الله تعالى للذبّ٠عن الدين بهذا Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥ÙŠÙ…Ø§Ù†ÙŠÙ‘ التصديقيّ. Ùدعا الØسنَ والØسين، لقوله "أبناءنا"ØŒ ودعا Ùاطمة لقوله "نساءنا"ØŒ ودعا عليّاً وجاء بنÙسه لقوله "أنÙسنا"ØŒ إذ قصد من قوله "أنÙسَنا" Ù…Øمَّداً وعلياً ÙÙŠ آن واØد، وهو ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽÙ‡Ù…Ø§ من Ù†Ùس واØدة. وبهذا يؤكّÙد الوØÙŠ تقدّم أهل البيت ÙÙŠ القيام بمسؤوليّة هذا الدين. ولازم ذلك عدم أهليّة غيرهم لهذه المسؤوليّة ÙÙŠ هذا المقام المتقدّم بالذات، أي مقام Ø£Ùولي الأمر. Ùالعامل ÙÙŠ السÙينة ليست له مهمّة الربّان Ùيها، وليس هو أهل لقيادتها. وإن ØÙŽØ°ÙŽÙ‚ ÙÙŠ وظيÙته. وإنَّما هو أهلٌ لما هو Ùيه من وظيÙØ© ومسؤوليّة تÙدار من مقام الربّانيّة. Øديث الثقلين:
ونسبة لهذه الأولويّة ÙÙŠ مقام القدوة والاقتداء، ÙÙŠ جميع مناØÙŠ الØياة بلا استثناء، قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) Ù…ØذّÙراً: "إنّÙÙŠ تارك Ùيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّÙوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، Ùلا تَقَدَّموهم Ùتهلكوا، ولا تقصروا عنهم Ùتهلكوا، ولا تعلّموهم Ùإنَّهم أعلم منكم". ويقول ابن Øجر: "ÙˆÙÙŠ قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): Ùلا تقدموهما Ùتهلكوا، ولا تقصّروا عنهما Ùتهلكوا، ولا تعلّموهم Ùإنَّهم أعلم منكم.. دليل على أنَّ من تأهّل منهم للمراتب العليّة والوظائ٠الدينيّة كان مقدّماً على غيره". على أنَّ قوله(صلى الله عليه وآله): "ولا تعلّموهم Ùإنَّهم أعلم منكم" إشارة إلى أعلميّتهم الأزليّة، وبالتالي تقدّمهم الأزليّ على غيرهم.. Ùلا ÙŠÙنتظَر أن يتØقّق لهم هذا التقدّم لاØقاً ثمَّ به يتقدّمون على غيرهم Ùيما بعد. وبعد هذا كلّه.. كي٠يمكن أن يتقدّم أبو بكر وعمر على باب مدينة علم الرسول(صلى الله عليه وآله)ØŸ! أو كي٠يتأتّى لمعاوية أن ÙŠÙوق الإمامَ الØسن (عليه السلام) ÙÙŠ علمه؟! أو يبذّ ابنÙÙ‡ يزيد السكّير الإمامَ الØسين (عليه السلام) علماً ومعرÙة؟! Ùكي٠تقدّم هؤلاء على العلماء من عترة النبيّ سيّÙد الأنبياء، والنبيّ٠يناديهم ÙÙŠ Ø£Ùخراهم: "واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العين من الرأس، ولا يهتدي الرأس إلاّ بالعينين"ØŸ! Ùواعجبي من القوم! Ùبعد هذا كلّه تقدّموهم وجعلوهم ÙÙŠ سوقة الرعيّة، لا يؤتمّ بهم ÙÙŠ دين، ولا ÙŠÙقتدى بهم ÙÙŠ عبادة!! وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون. إنَّ أهل البيت هم Ø£Ùولو الأمر بلا مراء ولا جدال. إنَّه أمر Øكم به النقل والعقل، ويØكم به العقل لو ÙÙقد النقل. ولكن لو تÙرك النقل ÙˆÙÙقد العقل Øَكم لغيرهم الجهل.. وعندها لات ساعة مندم! وهكذا يكون الكاتب قد ÙˆÙÙ‚ ÙÙŠ عرض دعوته إلى المؤمنين باستدلال متين واسلوب قوي لا يترك للمراء مجالا، وللÙرار من الØÙ‚ Ùرصة.
|