بداية التعر٠على التشيع:
يقول الأخ شكيم: " لم يكن لي أي إلمام أو معرÙØ© بمذهب التشيّع! ÙˆÙÙŠ يوم من الأيام دار Øديث بيني وبين Ø£Øد أصدقائي Ù€ الذي عرÙت
بعد ذلك أنّه من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) Ù€ Øول وضع المسلمين وانتماءاتهم لشتى الÙرق والطوائÙØŒ واختلاÙهم ÙÙŠ الأØكام
الشرعية والأمور العقائدية Ù€ لاسيما الÙرعية Ù€ ثم استعرضنا بعض معتقدات كل طائÙØ©ØŒ Øتى طرق سمعي اسم الشيعة، وبدأ صديقي ÙŠØدثني عن
أسس هذا المذهب وبداية نشوئه والمراØÙ„ التي مرّ بها منذ
____________
1- الجزائر: تقع ÙÙŠ شمال اÙريقيا، تطلّ على البØر المتوسّط، تØيط بها المغرب وليبيا ومورتانيا ومالي والنيجر وتونس، يبلغ عدد
سكانها (34) مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 99% منهم وأغلبيتهم من المالكية، أمّا الشيعة Ùلهم تواجد جيد ÙÙŠ هذا البلد.
البداية، Ùذكر ÙÙŠ Øديثه جملة من القضايا التاريخية التي تعرّض Ùيها أهل البيت (عليهم السلام) لجور من تولى شؤون الخلاÙØ© الإسلامية،
وكيÙية تنØيت هؤلاء الØكّام لأهل البيت (عليهم السلام) عن مقامهم الطبيعي الذي أراده الله تعالى لهم، ثم ذكر لي معتقدات هذه الطائÙØ©
وأØكامها العبادية، والتراث الÙكري الضخم الذي كتبه علماء الشيعة ÙÙŠ الÙقه والتÙسير والتاريخ والØديث والÙلسÙØ© والأدب وغير ذلك.
Ùأدهشني Øديثه! Ùطلبت منه المزيد وجعلت أقارن بين ما عند الشيعة وما عندنا أبناء العامة.
بدعة صلاة التراويØ:
واستمر الØديث Ùيما بيننا Øتى ذكر صديقي أمراً Ù„Ùت انتباهي بشدّة، وذلك Øينما قال: إنّ بعض الطقوس التي يمارسها أبناء العامة ما أنزل
الله بها من سلطان، وأنّ مصدر تشريعها Ù…Øض رغبة شخصية لا أكثر، كصلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ يقيمونها ÙÙŠ شهر رمضان، Ùهي بدعة ليست من
الدين ÙÙŠ شيء، إذ لم ينزل بها قرآن ولم يقمها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ولم يصلها أبو بكر طيلة خلاÙته، ولا عمر ÙÙŠ أوّل
خلاÙته، بل سنّها بعد ذلك بÙترة بلا دليل ولا مجوز شرعي من الكتاب أو السنة! ".
ومن Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الإسلام قد شدّد ÙÙŠ أمر البدعة، واعتبرها ضلالة مؤدية إلى النار، لأنّ المبتدع غير قانع بما شرّع الله، Ùهو بمنزلة المستدرك
على ربّه Ù€ كما أنّه عندما يعطى لنÙسه ØÙ‚ التشريع يكون بمثابة من نزل Ù†Ùسه بمنزلة الند لله جلّوعلا Ù€ ÙÙŠ Øين أنّ الله تعالى Øسم أمر الرسالة
بقوله الكريم: ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙيْنَكْم وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙعْمَتÙÙŠ وَرَضÙيت٠لَكÙم٠الإÙسْلاَمَ دÙينَاً )(1).
____________
1- المائدة: 3.
وتضاÙرت الروايات الشريÙØ© بهذا الخصوص:
Ùورد عن جابر أنّه قال: " خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙØمد الله وأثنى عليه بما هو أهل له، ثم قال: أما بعد، Ùإنّ
أصدق الØديث كتاب الله، وأنّ Ø£Ùضل الهدي هدي Ù…Øمّد، وشر الأمور Ù…Øدثاتها وكل بدعة ضلالة... "(1).
وعن ØذيÙØ© أنّه قال: " يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم... قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي...
"(2).
وعن أبي هريرة قال: " إنّ رسول الله خرج إلى المقبرة Ùقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين... وأنا Ùرطهم على الØوض ألا
ليذادنّ رجال عن Øوضي كما ÙŠÙذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم! Ùيقال: إنّهم قد بدّلوا بعدك، Ùأقول سØقاً سØقاً "(3).
أمّا كلمات الأعلام بهذا الخصوص Ùكثيرة، نقتصر على قول لإمام المالكية ذكره الشاطبي: " من إبتدع ÙÙŠ الإسلام بدعة يراها Øسنة، Ùقد
زعم أنّ Ù…Øمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) خان الرسالة، لأنّ الله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙينَكÙمْ)ØŒ Ùما لم يكن يومئذ ديناً، Ùلا
يكون اليوم ديناً "(4).
ويقول الدكتور يوس٠القرضاوي: "... الابتداع ÙÙŠ الدين إتّهام للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)بالخيانة وعدم تبليغ الرسالة
بكمالها "(5).
____________
1- أنظر: مسند Ø£Øمد: 3 / 310 (14373)ØŒ سنن ابن ماجة: 1 / 30 (45)ØŒ سنن النسائي: 3 / 188 كتاب
خطبة العيدين، صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 6 / 5655 (6849)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 592 (867).
2- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 3 / 1475 (1847)ØŒ السنن الكبرى للبيهقي: 8 / 329 (16790).
3- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 1 / 218 (248)ØŒ صØÙŠØ Ø§Ø¨Ù† Øبان: 3 / 321 (1046).
4- أنظر: الاعتصام للشاطبي: 1 / 33.
5- أنظر: السنة والبدعة للقرضاوي: 28.
Ùالمبتدعون يجعلون الدين ببدعهم عسيراً ويخرجونه عن Øدّ السماØØ©ØŒ لأنّهم يضيÙون تكالي٠ما أنّزل الله بها من سلطان على كاهل العباد.
كما أنّ البدعة Ù€ وإن منØها البعض عنوان الØسنة! Ù€ تÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ على مصراعيه أمام الدجّالين والمتاجرين بالدين، ليبتدعوا أموراً تأتي على
دعائم الدين وتمØÙˆ معالمه الØقة، وقد قال الإمام عليّ (عليه السلام) : " ما Ø£Øدثت بدعة إلاّ ترك بها سنة، Ùاتقوا البدع وألزموا
المهيع، إنّ عوازم الأمور Ø£Ùضلها، وإنّ Ù…Øدثاتها شرارها "(1).
Ùالبدعة Ùرقة للأمّة وتمزيق لصÙÙˆÙها، لأنّ المؤمنين يرÙضونها والمبطلين يتبعونها، وهكذا يبدأ الشرخ ÙÙŠ جسد الأÙمّة الواØدة Ùيتضعضع كيانها،
وقد قال الله تعالى ÙÙŠ كتابه الكريم: (وَأَنَّ هذا صÙراطÙÙŠ Ù…ÙسْتَقÙيماً ÙَاتَّبÙعÙوه٠وَ لا تَتَّبÙعÙوا السّÙبÙÙ„ÙŽ ÙَتَÙَرَّقَ بÙÙƒÙمْ )(2)ØŒ ويقول سبØانه أيضاً:
(وَما آتاكÙم٠الرَّسÙول٠ÙÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠وَما نَهاكÙمْ عَنْه٠ÙَانْتَهÙوا)(3)ØŒ Ùلماذا يأخذ بعض المسلمين بما لم يأت به رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
Ù€ كصلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ù€ ويتّبعون السبل ويشذون عن صراط الله تعالى؟!.
وخلاصة القول: إنّ تشريع الله شامل وكامل ومستوعب لكل أمور الدين والدنيا، وبنصّ كتاب الله عزّوجلّ: (ما Ùَرَّطْنا ÙÙÙŠ الْكÙتاب٠مÙنْ
شَيْء)(4)، لأنّ الإسلام خاتم لجميع الشرائع السماوية.
يقول الأخ شكيم: " جعلتني هذه الØقائق ÙÙŠ Øيرة من أمري، ووجدت العقل ينبذ تشريع الإنسان الذي لايملك التخويل الرباني! مع
روايات عديدة
____________
1- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 145ØŒ بØار الانوار للمجلسي: 2 / 264 / 15.
2- الانعام: 153.
3- الØشر: 7.
4- الانعام: 38.
تØØ« على الصلاة ÙÙŠ الشهر المبارك بصورة غير جماعية Ù€ إلاّ الصلاة المÙروضةـ Ùقرّرت ترك صلاة Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ كنت أؤديها جماعة، لما
عرÙت من خلال الØديث مع صديقي أنّ التنÙÙ„ ÙÙŠ شهر رمضان قد Ø´Ùرّع بشكل Ùرادي لا جماعةً!.
Ùلم أجد سبيلاً غير إتباع الشرع لأنني قرّرت من بدء البØØ« الانسياق وراء الأدلّة والبراهين، وترك التمسك بالموروث الذي لا أعر٠له دليل
أو مستند ".
مسألة زيارة القبور:
ويقول الأخ شكيم: " وتطرّقنا ÙÙŠ الØديث لمسألة زيارة القبور، وكان قد طرق سمعي من قبل أنّ هناك Ùرقة تØسب Ù†Ùسها على الإسلام
ولكنّها تكÙّر أهل القبلة لزيارتهم قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقبور الأولياء والصالØين، Ùتأملت ÙÙŠ الأمر Ùتبيّن لي أنّ هذه
الرؤية جامدة ومØدودة، لا يقول بها Ø£Øد يعر٠معنى التذكرة والاعتبار ".
Ùقد ذكر القرآن الكريم جملة من الآيات الدالّة على جواز القيام على القبور واتخاذ المساجد Øول مقامات وقبور الأنبياء والصالØين، Ùقال
تعالى: (وَاتَّخÙØ°Ùوا Ù…Ùنْ مَقام٠إÙبْراهÙيمَ Ù…Ùصَلًّى)(1)ØŒ وقال تعالى بخصوص أصØاب الكهÙ: (قالَ الَّذÙينَ غَلَبÙوا عَلى أَمْرÙÙ‡Ùمْ لَنَتَّخÙذَنَّ عَلَيْهÙمْ
مَسْجÙداً)(2).
كما ذكرت كتب الØديث والسيرة والتÙسير روايات عديدة تجوّز هذا الأمر:
Ùقد جاء ÙÙŠ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… والنسائي وابن ماجة والترمذي، عن بريدة عن أبيه قال: " قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نهيتكم
عن زيارة القبور Ùزوروها "ØŒ
____________
1- البقرة: 125.
2- الكهÙ: 21.
ÙˆÙÙŠ آخر الØديث على ما ÙÙŠ سنن أبي داود: " Ùإنّ زيارتها تذكرة "ØŒ ÙˆÙÙŠ سنن ابن ماجة عن ابن مسعود: "... Ùإنّها تزهّد ÙÙŠ
الدنيا وتذكّر ÙÙŠ الآخرة "(1).
وجاء ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ(2) ما ملخصه: " إنّ إسماعيل وإبراهيم(عليهما السلام)لمّا كانا يبنيان البيت، جعل إسماعيل يأتي
بالØجارة وإبراهيم يبني، Øتى إذا ارتÙع البناء جاء إسماعيل بهذا الØجر له Ùقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الØجارة"ØŒ وذلك هو مقام
إبراهيم (عليه السلام) الذي أمرنا الله أن نتخذه مصلى ومØلا للعبادة.
وقد نصّت التواريخ والسير على أن Øجر إسماعيل (عليه السلام) الذي ÙŠØªÙ…Ø³Ù‘Ø Ø¨Ù‡ الØجيج ويقيمون Ùيه الصلاة يضم قبر إسماعيل وأمّه
هاجر(عليهما السلام)(3)ØŒ وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الصلاة ÙÙŠ هذا المكان من الأمور المستØبة، Ùإذا كان الأمر كذلك Ùكي٠يجتمع هذا
المستØب مع الشرك كما يزعم منتØلوا الإسلام؟!
ولو راجعنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أنّ الوقو٠على القبور وزيارتها، إنّما هو عين التأسي والاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وآله
وسلم)ØŒ Ùإنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) وق٠على قبر Ø£Ùمّه السيدة آمنة بنت وهب (رضي الله عنها) وبكى(4).
____________
1- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 672 (975)ØŒ سنن النسائي: 3 / 69 (4518)ØŒ سنن ابن ماجة: 1 / 492
(1571)، سنن الترمذي: 2 / 357 (1054)، سنن أبي داود: 3 / 172 (3235)، وأنظر: موطأ مالك (عن أبي
سعيد الخدري): 2 / 33.
2- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: كتاب الأنبياء: 3 / 1229 (3184).
3- أنظر: سيرة ابن هشام: 1 / 6، تاريخ الطبري: 1 / 314، البداية والنهاية لابن كثير: 1 / 153، الطبقات لابن
سعد: 1 / 44، وغيرها.
4- أنظر: الطبقات لابن سعد: 1 / 94، سنن النسائي: 1 / 654 (2116)، سنن أبي داود: 3 / 171
(3234)، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1572)، وغيرها.
وورد أنّه قال ÙÙŠ ذلك الموقÙ: "... استأذنته ÙÙŠ أن أزور قبرها، Ùأذن لي، Ùزوروا القبور Ùإنّها تذكّر الموت "(1)ØŒ بل أكثر من
ذلك Ùقد Øثّ(صلى الله عليه وآله وسلم)على زيارة قبره الشريÙØŒ Øيث قال: " من زار قبري وجبت له Ø´Ùاعتي "ØŒ وقال(صلى الله
عليه وآله وسلم)أيضاً: " من Øج Ùزار قبري بعد ÙˆÙاتي، كان كمن زارني ÙÙŠ Øياتي "(2)ØŒ وهنالك روايات كثيرة وردت عنه(صلى
الله عليه وآله وسلم) بألÙاظ متعددة بهذا الخصوص.
وأخرج مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ عن عائشة، أنّها قالت: " قال(صلى الله عليه وآله وسلم): " أتاني جبريل Ùقال: إنّ ربك يأمرك أن
تأتي أهل البقيع ÙتستغÙر لهم "ØŒ قالت: قلت: كي٠أقول لهم يا رسول الله؟ قال: " قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين
والمسلمين ويرØÙ… الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاØقون " "(3).
وقد عملت بهذه السنة بضعة المصطÙÙ‰ وسيدة النساء Ùاطمة الزهراء(عليها السلام)ØŒ Øيث أخرج البيهقي ÙÙŠ سننه، والØاكم ÙÙŠ مستدركه:
أنّها كانت تزور قبر عمّها Øمزة(رضي الله عنه) كل جمعة Ùتصلي وتبكي عنده(4).
وقال الØاكم أنّ هذا الØديث رواته عن آخرهم ثقات، ثم قال: " وقد استقصيت ÙÙŠ البØØ« عن زيارة القبور تØرّياً للمشاركة ÙÙŠ الترغيب،
وليعلم الشØÙŠØ Ø¨Ø°Ù†Ø¨Ù‡ أنّها مسنونة، وصلى الله على Ù…Øمّد وآله أجمعين ".
____________
1- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 671 (976) (باب استئذان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ربه ÙÙŠ زيارة قبر Ø£Ùمه).
2- أنظر: سنن الدار قطني: 2 / 378 (194)، شعب الإيمان للبيهقي: 3 / 490 (4159)، المعجم الكبير
للطبراني: 12 / 406 (13497)ØŒ سنن البيهقي: 5 / 403 (10274)ØŒ ومن أراد المزيد Ùلينظر كتاب الغدير للأميني:
5 / 143 Ù€ 152ØŒ وقد ذكر مصادر هذه الأØاديث من أهل العامة.
3- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 370 (974) باب الجنائز.
4- السنن الكبرى للبيهقي: 4 / 131ØŒ المستدرك للØاكم: 1 / 1 / 533 (1396).
وذكر ابن الØاج العبدري المالكي(1): أنّ البخاري روى عن أنس: أنّ عمر ابن الخطاب كان إذا Ù‚Øطوا استسقى بالعباس، Ùقال: "
اللهم كنا نتوسل إليك بنبيك(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبيك Ùاسقنا، Ùيسقون ".
هذا بالاضاÙØ© إلى وقو٠الصØابة والتابعين وزوجات النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) على القبور
وزيارتها.
قول الأعلام ÙÙŠ زيارة القبور:
قد Ø£Ùتى الكثير من علماء المذاهب الأربعة بجواز زيارة قبر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)واستØبابه، ومنهم:
1 Ù€ أبو عبد الله الجرجاني الشاÙعي، Ùقد ذكر بعد جملة من تعظيمه للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): " Ùأمّا اليوم Ùمن تعظيمه زيارته
"(2).
2 Ù€ أبو الØسن الماوردي، Øيث قال: " Ùإذا عاد Ù€ ولي الØاج Ù€ سار بهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله
وسلم) ليجمع لهم بين Øج بيت الله عزّوجلّ وزيارة قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ رعايةً Ù„Øرمته وقياماً بØقوق طاعته، ولئنّ
لم يكن ذلك من Ùروض الØج Ùهو من ندب الشرع المستØبة وعادات الØجيج المستØسنة"(3).
3 Ù€ القاضي عياض المالكي، إذ قال: " وزيارة قبره(صلى الله عليه وآله وسلم) سنة مجمع عليها ÙˆÙضيلة مرغّب Ùيها "(4).
____________
1- المدخل لابن الØاج العبدري: 1 / 255.
2- أنظر: المنهاج ÙÙŠ شعب الايمان: 2 / 130.
3- أنظر: الأØكام السلطانية للماوردي: 2 / 109.
4- أنظر: الشÙا بتعري٠Øقوق المصطÙÙ‰ للقاضي عيّاض: 2 / 83.
4 Ù€ أبو الÙرج بن الجوزي، قال: " أمّا زيارة قبره عليه الصلاة والسلام ÙØ£Øضر قلبك لتعظيمه ولهيبته، وأØضر عظيم رتبته ÙÙŠ قلبك،
وأعلم أنّه عالم بØضورك وتسليمك "(1).
5 Ù€ ابن هبيرة ÙÙŠ كتاب (اتÙاق الأئمّة): " اتÙÙ‚ مالك والشاÙعي وأبو ØنيÙØ© وأØمد بن Øنبل على أنّ زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله
وسلم) مستØبة "(2).
6 Ù€ أبو زكريّا ÙŠØيى بن شر٠النووي، قال ÙÙŠ زيارة قبره(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّها من أعظم القربات، وأÙضل المساعي
والطلبات، وإذا إنتهى إلى قبره وق٠قبالة وجهه ويتشÙّع به إلى ربّه... "(3).
هذا Ùضلا عن كلمات العشرات منهم(4).
كما ذكر عدد منهم استØباب زيارة البقيع:
Ùقال الغزالي: " يستØب أن يخرج كل يوم إلى البقيع "(5)ØŒ وكذا قال النووي والÙاخوري، وزاد الأخير: "... يأتي المشاهد
والمزارات Ùيزور العباس ومعه الØسن بن عليّ، وزين العابدين، وابنه Ù…Øمّد الباقر، وابنه جعÙر الصادق، ويزور أميرالمؤمنين سيدنا عثمان
وقبر إبراهيم ابن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وجماعة من أزواج (صلى الله عليه وآله وسلم) وعمته صÙية وكثيراً من الصØابة
والتابعين... ".
بل أكثر من هذا Ùإنّ المعاصرين من علماء العامة يرون أنّ زيارة القبور مندوبة للاتعاظ وتذكرة بالآخرة...ØŒ وينبغي للزائر الاشتغال
بالدعاء والتضرّع
____________
1- أنظر: دÙع شبه من شبّه وتمرّد للØصني: 81.
2- أنظر: المدخل لابن الØاج العبدري: 1 / 256.
3- أنظر: دÙع شبه من شبّه وتمرّد للØصني: 75.
4- أنظر: الغدير للأميني: 5 / 165 ـ 187.
5- اØياء علوم الدين: 1 / 387.
والاعتبار بالموتى وقراءة القرآن للميت، ولا Ùرق ÙÙŠ الزيارة بين كون المقابر قريبة أو بعيدة، بل يندب السÙر لزيارة الموتى خصوصاً مقابر
الصالØين، أمّا زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) Ùهي من أعظم القرب.
ومن هذا كله يتبيّن أنّ زيارة القبور ليست بدعة Ù€ كما ينعق البعض Ù€ بل سنة عمل بها الأصØاب والتابعين والمسلمين قاطبةً.
الوصول إلى جادّة الأمان:
يقول الأخ شكيم الÙردي: " وجدت أنّ كلمات الأعلام وأهل الاختصاص تجوّز زيارة القبور Ù€ مع التزام الزائر بالأمور الشرعية التي
ترضي الله تعالى وتنÙع الميت Ù€ وقد لمست خلال زيارتي لقبر السيدة زينب إبنة الإمام أمير المؤمنين(عليهما السلام)ÙÙŠ سوريا، الجوّ
المعنوي المÙعم بالروØانيّة، ÙوقÙت أمام ذلك المشهد مستلهماً منه العطاءات التربوية التي منØتني النÙØات الإيمانية، وغرست ÙÙŠ Ù†Ùسي الكثير
من الوعي والمعرÙØ©ØŒ Ùإنّ المشهد نقلني إلى عالم ملؤوه الإيمان والورع والتقوى، Ùأثار Ùطرتي وأزال عن بصيرتي الØجب التي كانت تمنعني
من رؤية الØقّ.
Ùأثّر ذلك المشهد ÙÙŠ Ù†Ùسي أثراً كبيراً، بØيث دÙعني للبØØ« والمطالعة Øول مكانة ومنزلة أهل البيت (عليهم السلام) عند الله سبØانه
وتعالى، Øتى عرÙت بعد ذلك مكانتهم، وعرÙت أنّهم عدل الكتاب، وسÙينة نوØØŒ ونجوم الهداية، Ùقلت: لا Ø£Øيد عنهم ولا أختار إلاّ طريقتهم،
إذ لا يسع المؤمن الاعتصام من الضلال إلاّ بالتمسّك بهم والانضواء تØت لوائهم، Ùاعتنقت مذهبهم عام 2001Ù… ".