شـري٠أØمد
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 11:45 PM | المشاهدات: 3672
شـري٠أØمد ( بوروندي Ù€ شاÙعي )
ولد عام 1969Ù… ÙÙŠ بوروندي(1)ØŒ من أسرة تعتنق المذهب الشاÙعي. تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ أوائل التسعينات ÙÙŠ مدينة "كيغوما" التنزانية. مرØلة التØرّر الÙكري:
كان الأخ شري٠أØمد يتطلّع إلى مايمنØÙ‡ الرسوخ والثبات والبصيرة ÙÙŠ دينه، Ùبذل جهداً ÙÙŠ هذا السبيل وساعدته الأجواء التي هو Ùيها على ذلك، إذ توجه للدراسة ÙÙŠ مدرسة دينية تسمّى بـ (مدرسة التربية الإسلامية) Øتى أنهى Ùيها دراسته الابتدائية عام 1985 Ù…ØŒ ثم لم يكت٠بهذا المقدار من تلقّي العلوم Ùهاجر إلى تنزانيا بغية الØصول على المزيد من المعارÙØŒ Ùسكن مدينة " تانجا"ØŒ ودرس ÙÙŠ Ø¥Øدى مدارسها مدّة خمس سنوات Øتى أنهى مرØلة الثانوية ÙˆØصل ____________ 1- بوروندي: تقع ÙÙŠ الجزء الشرقي ÙÙŠ وسط اÙريقيا تØدّها رواندا وتنزانيا وزائير، يبلغ عدد سكانها أكثر من (6) ملايين نسمة، غالبيتهم من المسيØيين، يشكل المسلمون قرابة الربع من السكان، أمّا الشيعة Ùيعدون بالآ٠ولهم مساجد ومؤسسات عديدة ÙÙŠ هذا البلد. على شهادتها. يقول الأخ شريÙ: " أتجهت بعد إنهائي للدراسة الثانوية إلى العمل التوجيهي والتبليغي ÙÙŠ مدينة " كيغوما " بتنزانيا، وأصبØت داعية أدعو الناس إلى الإسلام، وكنت مع ذلك أتابع دراستي الØرّة وأطالع الكتب الدينية Ù„Ø£ØªØ³Ù„Ù‘Ø Ø¨Ø£ÙƒØ¨Ø± عدد ممكن من الأدلة والبراهين Øول معتقدات مذهبي ". صعوبات ÙÙŠ طريق الاستبصار:
واجه الأخ شري٠ÙÙŠ مطالعاته موانعٌ كثيرة تØجبه عن الوصول إلى الØقائق والمعلومات، وذلك لكثرة الاختلاÙات ÙÙŠ الآراء التي تجعل الباØØ« أمام كم هائل من الأقوال المتضاربة والمتناقضة والتبريرات المتعددة، التي يلتجئ إليها البعض لإثبات ما يذهب إليه. وهذه الØالة يواجهها كل باØØ« من أبناء العامة، ولهذا نجدهم يمجّدون بعصر الرسالة وتتجه أنظارهم إليه، Øتى آل بهم الأمر إلى تقديس الصØابة وتنزيه ساØتهم من كل ما ÙŠÙ‚Ø¯Ø Ø¨Ù‡Ù…. وذلك لأن المجتمع الذي كان ÙÙŠ عهد الرسالة كان مجتمعاً يجد الملجأ لنÙسه ÙÙŠ Øلّ قضاياه برجوعه إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ولكن الأمّة الإسلامية كما يصورها أبناء العامة Ùقدت بعد رØيل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الدعامة التي تستند إليها، إذ أصبØت السنة مبعثرة ÙÙŠ صدور الصØابة، وقد منع الخلÙاء تدوينها وكتابتها، Ùاندرست Ø£Øاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأندثرت بموت أصØابها، Øتى تم تدوين مابقي منها على يد بني اÙميّة ÙÙŠ عهد عمر بن عبد العزيز، Ùالسنة النبوية التي يمتلكها أبناء العامة هي هذه. أمّا القرآن ÙØ£ØµØ¨Ø Ø¹Ø±Ø¶Ø© للأهواء والميول! وتولّت كلّ طائÙØ© تÙسيره Øسب هواها، وتأولّه على ضوء ما ترتئيه، وبادر من ÙÙŠ قلوبهم مرض للتشبث بمتشابه القرآن إبتغاء الÙتنة وإبتغاء تأويلها، وهو مايØز ÙÙŠ النÙس ويجعلها Øائرة ÙÙŠ أمرها. ومن هنا إلتبس الأمر لدى الكثير، Ùتزلزلت معتقداتهم بعد Ùقدانهم المصادر الأصيلة التي توصلهم إلى سنة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ÙˆÙقدت شجرة الإسلام الأجواء المناسبة لنموها وإزدهارها، ÙجÙت أغصانها وبدأت تتØطم بمجرد أي تيار معاكس يتØداها من الخارج، مما تترك أثراً سلبياً ملØوظاً ÙÙŠ الواقع الاجتماعي للمسلمين. مصير الأمّة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):
هناك تساؤل يشغل بال كل باØØ«ØŒ ويبعث ÙÙŠ Ù†Ùسه الاستغراب، وهو متعلق بما Øدث بعد رØلة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم). Ùهل كان الأمر بالصورة التي يذكرها أبناء العامة، وهل ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)أمّته من بعده سداً، تتقاذÙها الأهواء من دون أن يجد المسلمون ملجأً يلتجئون إليه، ومØوراً يلتÙون Øوله لصيانة أنÙسهم من الانØراÙØŸ. يقول الأخ شري٠أØمد: " هذا ما كنت أعانيه ÙÙŠ أبØاثي! ولكن التتبع بيّن لي عكس ما ذهب إليه أبناء العامة، ÙˆØ£ØªØ¶Ø Ù„ÙŠ أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يدرك أنّ الأمّة تØتاج من بعده إلى من يرشدها ويهديها، وأنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) كان على علم بأنّ بعض أهل المدينة مردوا على النÙاق، وأنّ أوكارهم قد عشعشت ÙÙŠ كل مكان، وكانوا ينتهزون الÙرص لإÙراز سمومهم ÙÙŠ الأمّة الإسلامية، ليطيØوا بمبادئ الإسلام Ø¥Øياءاً للجاهلية الأولى. كما أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعلم بأنّ أمّته تØيطها أعرا٠وعادات أجنبية، وأديان ومذاهب مختلÙØ© سو٠تغزوا الإسلام وتترك أثرها ÙÙŠ مسير المجتمع الإسلامي، وتكدّر صÙÙˆ تراثه النقي الذي أنزله الله سبØانه وتعالى، وأن شريعته بØاجة إلى من يصونها من التØري٠والتلاعب، Ùلابد من تهيئة ملجأً تتØصّن به أمّته من بعده كسÙينة نوØØŒ ليركبها من يبتغي النجاة والاعتصام من الغرق ÙÙŠ تيارات الضلال التي سو٠تنهال على المسلمين من كل Øدب وصوب ". أضواء على Øديث السÙينة:
يقول الأخ شريÙ: " ÙÙŠ خضم صراع التيارات المذهبية التي كانت تشوش بالي وتشغل توجهي، طرق سمعي Øديث ألقاه Ø£Øد المبلغين الواÙدين إلى تنزانيا، Øيث قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ألا إنّ مثل أهل بيتي Ùيكم مثل سÙينة نوØØŒ من ركبها نجا ومن تخلّ٠عنها غرق ". ÙÙ„Ùت هذا الØديث انتباهي واستÙسرت ÙÙŠ Ù†Ùسي: هل هو Øقّاً من أقوال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŸ وهل لهذا الØديث مصدراً ÙŠÙستند إليه؟. وأخيراً أسÙر البØØ« والتتبع عن نتائج غير متوقعة ومذهلة، أوضØت لي الكثير من الØقائق التي بها تمكنت من ملىء كاÙØ© الثغرات التي كنت أعاني منها لصياغة المباني والرؤى المتكاملة للدين الإسلامي الØني٠". رواة Øديث السÙينة:
إنّ هذا الØديث هو من الأØاديث المستÙيضة التي كادت تبلغ Øدّ التواتر لكثرة ناقليه، Ùمن جملة رواته: ابن قتيبة الدينوري ÙÙŠ (عيون الأخبار)ØŒ والطبراني ÙÙŠ (المعجم الكبير)ØŒ والØاكم ÙÙŠ (المستدرك)ØŒ وابن المغازلي ÙÙŠ (مناقب أميرالمؤمنين)ØŒ والخوارزمي ÙÙŠ (مقتل الØسين)ØŒ والجويني ÙÙŠ (Ùرائد السمطين)ØŒ والزرندي الØÙ†ÙÙŠ ÙÙŠ (نظم الدرر)ØŒ والهيثمي ÙÙŠ (المجمع)ØŒ والسيوطي ÙÙŠ (التاريخ)ØŒ وابن Øجر الهيتمي ÙÙŠ (الصواعق)ØŒ والطبري ÙÙŠ (الذخائر)ØŒ والخطيب البغدادي ÙÙŠ (التاريخ)ØŒ وأبو نعيم ÙÙŠ (الØلية)ØŒ والدولابي ÙÙŠ (الكنى والأسماء)ØŒ والآلوسي ÙÙŠ (التÙسير)ØŒ والقندوزي ÙÙŠ (الينابيع)ØŒ والتبريزي ÙÙŠ (المشكاة)ØŒ وأØمد ÙÙŠ (Ùضائل الصØابة)ØŒ وابن الصبان ÙÙŠ (إسعا٠الراغبين)(1). ومن نصوص الØديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّما مثل أهل بيتي كمثل سÙينة Ù†ÙˆØ Ù…Ù† دخلها نجا ومن تخل٠عنها هلك "ØŒ ÙˆÙÙŠ رواية: " من ركبها نجا ومن تخلّ٠عنها غرق ". دلالات Øديث السÙينة:
إنّ هذا الØديث يتضمن دلائل عديدة لاثبات إمامة أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ منها: 1 Ù€ وجوب اتباعهم إذ لاسبيل للأمة سوى الاقتداء بنهجم، وإنّ جميع السبل التي لاتنتهي إليهم موصدة لاتوصل إلى المØجّة البيضاء، ولا يسوغ لأØد أن يدّعي لنÙسه النجاة وهو متمسّك بØبلهم وغير معتصم بولائهم (عليهم السلام) . 2 Ù€ إثبات الأÙضلية لأهل البيت (عليهم السلام) ØŒ إذ لولا ذلك لما ØµØ Ø£Ù† يكونوا Øصناً وملجأً للنجاة، لأنّ مع وجود من هو Ø£Ùضل منهم لا يسع Ø£Øد أن يتبعهم، وقد قال ____________ 1- عيون الأخبار: 1 / 211ØŒ المعجم الأوسط: 2 / 339 (3478)ØŒ المستدرك: 3 / 163 (4720)ØŒ مناقب أمير المؤمنين: 132 (173)ØŒ Ùرائد السمطين: 2 / 243 (517)ØŒ نظم الدرر: 235ØŒ مجمع الزوائد: 9 / 168ØŒ الصواعق المØرقة: 2 / 543 Ù€ 445ØŒ ذخائر العقبى: 20ØŒ تاريخ بغداد: 12 / 91ØŒ Øلية الأولياء: 4 / 306ØŒ الكنى والأسماء: 1 / 76ØŒ ينابيع المودّة: 1 / 93ØŒ مشكاة المصابيØ: 3 / 1742 (6184)ØŒ Ùضائل الصØابة: 2 / 785 (1402)ØŒ أسعا٠الراغبين ÙÙŠ هامش مشارق الأنوار: 104. تعالى: (Ø£ÙŽ Ùَمَنْ يَهْدÙÙŠ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْØَقّ٠أَØَقّ٠أَنْ ÙŠÙتَّبَعَ أَمَّنْ لا ÙŠÙŽÙ‡ÙدّÙÙŠ Ø¥Ùلاّ أَنْ ÙŠÙهْدى )(1).
3 Ù€ عصمة أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ Ùلو كان يصدر منهم ما يوجب سخط الباري، لما جاز اتباعهم والتأسي بهم. 4 Ù€ ضلال المتخلّ٠عنهم، وهي دلالة صريØØ© لا يعتريها أدنى ريب. 5 Ù€ إنّ أهل البيت (عليهم السلام) ميزان لتشخيص المهتدي من الضال، وهم المعيار لتمييز Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ù…Ù† الطالØ. 6 Ù€ لزوم وجود إمام من أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ كل زمان إلى يوم القيامة، ليتسنى للأمة ÙÙŠ جميع الأدوار ركوب تلك السÙينة والنجاة بها من الهلاك، إذ لولا ذلك لاÙتقدت السبيل إلى النجاة. وقد أجمل ابن Øجر الهيتمي ÙÙŠ كتابه (الصواعق) بعد ذكره لهذا الØديث هذه الدلالات قائلاً: " ووجه تشبيههم بالسÙينة... أنّ من Ø£Øبّهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرÙهم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالÙات، ومن تخلّ٠عن ذلك غرق ÙÙŠ بØر ÙƒÙر النعم، وهلك ÙÙŠ Ù…Ùاوز الطغيان "(2). أبيات الشاÙعي ÙÙŠ Øديث السÙينة:
وقد ضمّن الشاÙعي هذا الØديث ÙÙŠ أبيات له رواها العجيلي، Øيث قال: ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم ÙÙŠ أبØر الغي والجهل ركبت على اسم الله ÙÙŠ سÙÙ† النجا Ùˆ هم أهل بيت المصطÙÙ‰ خاتم الرسل وامسكت Øبل الله وهو ولاؤهم كما قد Ø£Ùمرنا بالتمسك بالØبل إذا اÙترقت ÙÙŠ الدين سبعون Ùرقة ونيÙاً على ما جاء ÙÙŠ ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ù†Ù‚Ù„
____________
1- يونس: 35. 2- الصواعق المØرقة: 2 / 446. ولم يك ناج منهم غير Ùرقة Ùقل لي بها يا ذاالرجاØØ© والعقل Ø£ÙÙŠ الÙرقة الهلاّك آل Ù…Øمّد أم الÙرقة اللاتي نجت منهم قل لي Ùان قلت ÙÙŠ الناجين Ùالقول واØد رضيت بهم لازال ÙÙŠ ظلهم ظلي رضيت علياً لي إماما ونسله Ùˆ أنت من الباقين ÙÙŠ أوسع الØÙ„ الÙرقة الناجية:
ومن هنا ÙŠØªÙ‘Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الÙرقة الناجية من بين ثلاث وسبعين Ùرقة التي أشار إليها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ هي الÙرقة التي تأخذ معالم دينها من أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وأنّ من تخلّ٠عنهم وأوى إلى غيرهم كان كابن Ù†ÙˆØ Ø¹Ù†Ø¯Ù…Ø§ أوى يوم الطوÙان إلى الجبل، ÙŠØسب أنه يعصمه من الغرق ولكن جَرÙÙ‡ الماء وهلك إذ لا عاصم ÙÙŠ ذلك اليوم من أمر الله سوى سÙينة الهدى. الوصول للنتائج:
يقول الأخ شريÙ: " من هنا تجلّت لي الØقيقة بعد التتبع الذي أجريته Øول هذا الØديث، إذ لا مناص من التمسك بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام) والأخذ بسبيلهم، Ùركبت السÙينة وأنجيت Ù†Ùسي من التيارات المتلاطمة التي كانت تعص٠بي من كل جانب، والتي أخذت مني مأخذاً كبيراً ولم تدع لي مجالا للاستقرار والسكينة، ومن ذلك الØين ÙˆÙÙŠ عام 1991Ù… بالتØديد جندّت قواي وأصبØت مبلغاً ÙÙŠ " كيغاما " لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وما توÙيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب ".
|