ولد عام 1958Ù… بمدينة " ذي قار " ÙÙŠ العراق(1)ØŒ من عائلة تعتنق المذهب الØÙ†ÙÙŠ ونشأ ÙÙŠ أوساط هذا المذهب.
تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1986Ù…ØŒ بعد دراسات مكثÙØ© ومعمّقة ومØاورات عديدة أجراها مع العلماء.
ÙÙŠ رØاب مأساة واقعة الطÙÙ‘:
يقول Ùضيلة الشيخ الكبيسي: " كنت منذ الصبى أجد قلبي ينبض بمØبّة أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وكنت أهوى الØضور ÙÙŠ المجالس التي تقام Ø£Øياء الذكرى إستشهاد الإمام الØسين (عليه السلام) Ù€ لا سيما التي تقام ÙÙŠ شهر Ù…Øرم الØرام Ù€ كما كنت أقصد Øرمه الطاهر ÙÙŠ كربلاء لأداء مراسم الزيارة أيام الأربعين مع مواكب المعزين من الشيعة، مما أدّى إلى تعلقي لمعرÙØ© أهل البيت (عليهم السلام) وقراءة تاريخهم وتتبع سيرتهم الشريÙØ©.
وكنت بعد معرÙتي لكل إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أق٠منبهراً لعظمتهم
____________
1- العراق: أنظر الترجمة رقم (10). وجلالة قدرهم، Øتى إنّني ولشدّة إعجابي بشخصية الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) صرت أذكره ÙÙŠ الإقامة عند الصلاة، رغم أنني كنت أؤدّي الصلاة وغيرها من الÙرائض ÙˆÙÙ‚ المذهب الØÙ†ÙÙŠ!.كنت مسروراً بإلمامي ومعرÙتي بأهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ولكن مصرع الإمام الØسين (عليه السلام) وما جرى عليه من مآسي ÙÙŠ كربلاء أوجد Øرقة ÙÙŠ قلبي، Ùكنت أطÙئها بدموعي من خلال مشاركتي ÙÙŠ مآتم العزاء التي تقام Øزناً عليه، ولم أكن أبالي بالانتقادات التي كان يوجهها لي أبناء طائÙتي، لأنّني كنت أرى أنّ كل Ùرد يمتلك المشاعر الإنسانية Ùˆ يتمتع بسلامة الوجدان يتأثر وينÙعل بارتكاب أي ظلم أو جور بØÙ‚ إنسان عادي، Ùكي٠به إذا سمع بوقوع ظلامة ÙادØÙ‡ على قريب له أو عزيز كان يكنّ له المØبّة من خلال قرابة أو صداقة أو عقيدة؟!.
وكان ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø¯ÙŠÙ‘ أنّ البكاء لا يناÙÙŠ الصبر، بل هو يمثل Øالة طبيعية للنÙس إزاء الأØداث المؤلمة، وأنّ بكاء الإنسان بسبب المآسي التي تØÙ„ به أو بأØد Ø£Øبائه أو أعزائه لايتناÙÙ‰ مع الÙطرة السليمة ".
مشروعية البكاء على الميت:
قد أشاع البعض متوهماً أنّ البكاء على الميت بدعة دخلت Øياة المسلمين Ùيما بعد، ثم عمد إلى زرع الشك ÙÙŠ الأذهان، لكن هذا التوهم يرتÙع بمجرد أن يراجع الباØØ« سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين.
Ùقد ورد أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) وأصØابه والتابعين بكوا Ù„Ùقدهم الأعزّة والأØبّة، والمصائب Øلّت بهم أو بغيرهم من المقرّبين!.
ÙˆÙÙŠ الØقيقة أنّ الذين قالوا بØرمة البكاء وجعلها ذريعة للتوهين والطعن، غÙلوا أو تغاÙلوا عن الÙطرة التي أودعها الله ÙÙŠ الإنسان، Ùالإنسان إن تØققت
آماله شعر بالÙØ±Ø ÙˆØ§Ù„Ø³Ø±ÙˆØ±ØŒ وإن أخÙÙ‚ ÙÙŠ ذلك أو أصيب بنائبه Ùإنّه ÙŠØزن ويغتم وقد ينهار أمام ذلك، ولهذا نجد أنّ سيد الكائنات نبيّنا Ù…Øمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)بكى على إبنه إبراهيم، وعلى خديجة، وعلى عمه أبي طالب، وعلى Ø£Ùمّه آمنة بنت وهب، وعلى عمه Øمزة بن عبد المطلب، وعلى جعÙر الطيار وعلى الإمام الØسين (عليهم السلام) ØŒ وغيرهم.Ùقد ورد عن أنس أنّه قال: " دخلنا مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)... وإبراهيم يجود بنÙسه، Ùجعلت عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) تذرÙان، Ùقال له عبد الرØمن بن عوÙ(رضي الله عنه): وأنت يا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŸ! Ùقال: "يابن عوÙØŒ إنّها رØمة " ثم أتبعها بأخرى، Ùقال(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّ العين تدمع والقلب ÙŠØزن ولانقول إلاّ ما يرضي ربّنا، وإنّا بÙراقك يا إبراهيم لمØزونون " "(1).
وورد عن أبي هريرة أنّه قال: " زار النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قبر أمّه Ùبكى وأبكى من Øوله "(2).
وورد أيضاً: " أنّه لما سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ù€ بعد غزوة Ø£Øد Ù€ البكاء من دور الأنصار على قتلاهم، ذرÙت عينا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبكى، وقال: " لكن Øمزة لابواكي له!" Ùسمع ذلك سعد بن معاذ، Ùرجع إلى نساء بني عبد الأشهل Ùساقهن إلى باب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùبكين على Øمزة، Ùسمع ذلك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùدعا لهنّ
____________
1- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 1 / 439 (1241)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 4 / 1807 (2315)ØŒ سنن أبي داود: 3 / 136 (3126)ØŒ كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت، سنن ابن ماجة: 1 / 497 (1589)ØŒ كتاب الجنائز. 2- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 671 (976)ØŒ كتاب الجنائز، مسند Ø£Øمد: 2 / 441 (9686)ØŒ سنن أبي داود: 3 / 171 (3234)ØŒ كتاب الجنائز، سنن النسائي: 4 / 90 كتاب الجنائز، سنن ابن ماجة: 1 / 492 (1572)ØŒ كتاب الجنائز، المصن٠لابن أبي شيبة: 3 / 29 (11807)ØŒ مستدرك الØاكم: 1 / 531 (.139).
وردّهن، Ùلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك إلى اليوم على ميت إلاّ بدأت بالبكاء على Øمزة، ثم بكت على ميتها "(1).
وورد أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال ÙÙŠ ØÙ‚ جعÙر (عليه السلام) : "على مثل جعÙر Ùلتبك البواكي "(2).
وورد عن عائشة: " أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) دخل على عثمان بن مظعون Ù€ وهو ميّت Ù€ Ùكش٠عن وجهه، ثم أكب عليه Ùقبّله وبكى، Øتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه "(3).
وورد أيضاً أنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على غيره من الصØابة(4).
ÙˆÙÙŠ الØقيقة أنّ شبهة Øرمة البكاء على الميت قد نشأت ممّا ورد عن عمر وإبنه عبد الله!
Ùقد ورد صØÙŠØ ÙÙŠ مسلم عن عبد الله: " أنّ ØÙصة بكت على عمر، Ùقال: مهلا يا بنية! ألم تعلمي أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه "(5).
وعن عمر، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " الميت يعذّب ÙÙŠ قبره بما Ù†ÙŠØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ "(6).
والجدير بالذكر أنّ عائشة استدركت على عمر وإبنه لمّا بلغها من مقالتهما،
____________
1- أنظر: الطبقات لابن سعد: 3/7ØŒ المغازي للواقدي: 1/315 Ù€ 317ØŒ مسند Ø£Øمد: 2 / 40 (4984)ØŒ تاريخ الطبري: 2 / 532ØŒ الإستيعاب لابن عبد البر: 1 / 374ØŒ وغيرها. 2- أنظر: انساب الأشرا٠للبلاذري: 43ØŒ الاستيعاب لابن عبد البر: 1 / 243ØŒ الطبقات لابن سعد: 8 / 220ØŒ المصن٠لعبد الرزاق: 3 / 361 (6695).
3- أنظر: سنن البيهقي: 3 / 570 (6712).
4- أنظر: مستدرك الØاكم: 1 / 514 (1334)ØŒ تذكرة الخواص لابن الجوزي: 172 عن ابن سعد، المعجم الكبير للطبراني: 3 / 142 (2932)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 636 (924).
5- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 369 كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهل، وأنظر سنن النسائى: 4 / 16 كتاب الجنائز، سنن الترمذي: 2 / 315 (1002).
6- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 927 (927) كتاب الجنائز، وأنظر سنن ابن ماجة: 1 / 498 (1595).
Ùقالت: " إنّكم تØدثوني عن غير كاذبين ولامكذبين، ولكن السمع يخطيء "(1)ØŒ وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: " ذكر عند عائشة قول ابن عمر: الميت يعذّب ببكاء أهله عليه، Ùقالت: رØÙ… الله أبا عبد الرØمن، سمع شيئاً Ùلم ÙŠØÙظه، إنّما مرّت على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جنازة يهودي وهم يبكون عليه، Ùقال: أنتم تبكون وأنّه ليعذّب "(2).
وقد قال النووي ÙÙŠ Ø´Ø±Ø ØµØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… عن روايات النهي عن البكاء المروية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وإبنه عبدالله. وأنكرت عائشة، ونسبتها إلى النسيان والاشتباه عليهما، وأنكرت أن يكون النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذلك! "(3).
كما أثبت ÙÙŠ سيرة الرسول أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى ÙÙŠ بعض الØالات على من رآه مشرÙاً على الموت، وعلى من أستشهد، وعلى قبر الميت، بل أنّه بكى على ماسو٠يجري من مصائب على الأØياء!.
بكاء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على سبطه الØسين (عليه السلام) :
أكّد أصØاب السنن وأرباب السير ÙÙŠ كتبهم أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بكى عدّة مرّات على سبطه وريØانته الإمام الØسين (عليه السلام) : كالطبراني، والهيثمي والخوارزمي، وأØمد، والنيسابوري، وأبي نعيم، والمØب الطبري، وابن عساكر، وابن Øجر، وعبد الرزاق، وأبي يعلى، وابن كثير، وابن الصباغ المالكي، والمتقي
____________
1- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 641 (929) كتاب الجنائز، صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 1 / 432 (1226) كتاب الجنائز، سنن النسائى: 4 / 19 كتاب الجنائز. 2- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 2 / 642 (930) كتاب الجنائز، صØÙŠØ Ø§Ù„ØªØ±Ù…Ø°ÙŠ: 2 / 317 (1004) كتاب الجنائز، موطأ مالك: 1 / 153ØŒ كتاب الجنائز.
3- Ø´Ø±Ø ØµØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… للنووي: 6 / 468 (2140)ØŒ كتاب الجنائز.
الهندي، والقندوزي الØÙ†ÙÙŠ وآخرين، ÙˆØØ« على البكاء عليه، وكي٠لا! وقد Øثّ أصØابه على البكاء لجعÙر الطيار.
Ùقد روى الطبراني بسنده عن عروة عن عائشة، قالت: " دخل الØسين بن عليّ (عليه السلام) على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يوØÙ‰ إليه، Ùنزا على رسول الله وهو منكب، ولعب على ظهره، Ùقال جبرئيل لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أتØبّه يا Ù…Øمّد؟ قال: " يا جبرئيل ومالي لا Ø£Øبّ إبني؟! " قال: Ùإنّ أمتك ستقتله من بعدك! Ùمد جبرئيل (عليه السلام) يده Ùأتاه بتربة بيضاء، Ùقال: ÙÙŠ هذه الأرض يقتل إبنك هذا يا Ù…Øمّد واسمها الطÙÙ‘.
Ùلمّا ذهب جبرئيل (عليه السلام) من عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)والتربة ÙÙŠ يده يبكي... "(1).
وروى أيضاً بسنده عن أم سلمة(رضي الله عنه) أنّها قالت: " كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)جالساً ذات يوم ÙÙŠ بيتي، Ùقال: " لايدخل عليَّ Ø£Øد "ØŒ Ùانتظرت Ùدخل الØسين (عليه السلام) ØŒ Ùسمعت نشيج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي، Ùاطلعت Ùإذا Øسين ÙÙŠ Øجره والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙŠÙ…Ø³Ø Ø¬Ø¨ÙŠÙ†Ù‡ وهو يبكي، Ùقلت: والله ما علمت Øين دخل، Ùقال: " إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان معنا ÙÙŠ البيت Ùقال: تØبه؟ قلت: أمّا من الدنيا Ùنعم، قال: إنّ أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء "... "(2).
وروى المØب الطبري بسنده عن أسماء بنت عميس أنّها قالت: " عقّ رسول الله عن الØسن يوم سابعه بكبشين أملØين... Ùلمّا كان بعد Øول ولد الØسين Ùجاء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙعل مثل الأوّل، قالت: وجعله ÙÙŠ Øجره Ùبكى(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ
____________
1- المعجم الكبير للطبراني: 3 / 107 (2814)ØŒ وأنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 187ØŒ مقتل الØسين للخوارزمي: 1 / 233ØŒ الصواعق المØرقة لابن Øجر: 2 / 567ØŒ وغيرها. 2- المعجم الكبير للطبراني: 3 / 108 (2819)ØŒ وأنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 189.
قلت: Ùداك أبي وأمي ممّ بكاؤك؟! Ùقال: " إبني هذا يا أسماء، إنّه تقتله الÙئة الباغية من أمتي، لا أنالهم الله Ø´Ùاعتي "... "(1).
وإنّ ما جرى على الإمام الØسين (عليه السلام) من Ùجائع ومآسي يوم عاشوراء لم يبك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùقط، بل أبكى الملائكة والجن والجماد! وآل الأمر إلى بكاء أعدائه عليه (عليه السلام) !
Ùقد ورد عن ابن عباس: " رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùيما يرى النائم بنص٠النهار، أغبر أشعث وبيده قارورة Ùيها دم! Ùقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟! قال: " هذا دم الØسين وأصØابه، لم أزل منذ اليوم التقطه "ØŒ ÙØ£Øصي ذلك اليوم، Ùوجدوه قتل يومئذ "(2).
وقال ابن سيرين: " لم تبك السماء على Ø£Øد بعد ÙŠØيى بن زكريا، إلاّ على الØسين بن عليّ "(3).
وقال خليÙØ©: " لمّا قتل الØسين أسودّت السماء، وظهرت الكواكب نهاراً، Øتى رأيت الجوزاء عند العصر، وسقط التراب الأØمر "(4).
وقال معمر: " أوّل ما عر٠الزهري أنّه تكلّم ÙÙŠ مجلس الوليد بن عبد الملك Ùقال الوليد: أيّكم يعلم ما Ùعلت Ø£Øجار بيت المقدس يوم قتل الØسين بن عليّ؟ Ùقال الزهري: بلغني أنّه لم يقلب Øجر إلاّ وجد تØته دم عبيط "(5).
____________
1- ذخائر العقبى للطبري: 119ØŒ وأنظر: ينابيع المودة للقندوزي: 2 / 200ØŒ مسند زيد بن علي: 468ØŒ البØار للمجلسي: 43 / 239. 2- أنظر: تاريخ ابن عساكر: 14 / 237.
3- المصدر Ù†Ùسه: 14 / 225.
4- المصدر Ù†Ùسه: 14 / 226.
5- المصدر Ù†Ùسه: 14 / 229.
وقالت أم سلمة: " سمعت الجنّ ØªÙ†ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ الØسين يوم قتل، وهن يقلن:
أيها القاتلون ظلماً Øسيناً | أبشروا بالعذاب والتنكيل |
كل أهل السماء يدعو عليكم | من نبيّ ومرسل وقتيل |
قد Ù„Ùعنتم على لسان ابن داود | وموسى وصاØب الإنجيل "(1) |
أمّا بكاء أعدائه عليه، Ùقد ورد أنّه عندما دنا عمر بن سعد من الØسين (عليه السلام) ØŒ قالت له زينب العقيلة(عليها السلام): " يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر؟ Ùبكى وصر٠وجهه عنها! "(2).
وذكر الذهبي أيضاً بكاء أعداء الØسين (عليه السلام) عليه، Ùقال: "... أخذ رجل ØÙلىّ Ùاطمة بنت الØسين، وبكى، Ùقالت: لم تبكي؟! Ùقال: أأسلب بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أبكي؟ قالت: Ùدعه، قال: أخا٠أن يأخذه غيري! "(3).
Ùيا ترى إذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يبكي ويسمع نشيجه Ù€ وهو صاØب الشريعة Ù€ Ùلماذا لا نقتدي به ونتأسى بÙعله الشريÙØŸ!.
وإذا كان البكاء مصØوباً بصوت عال Ù…Øرّم، Ùلماذا إنتØب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)على عمه Øمزة Øتى بلغ به بكائه Øد الشهيق(4)ØŸ!.
أض٠إلى كل ذلك ماورد من أنّ المسلمين ضجوا بالبكاء كضجيج الØجيج على Ùقد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وأنّ أجواء المدينة ارتجت من Ø§Ù„ØµÙŠØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الإمام الØسن المجتبى (عليه السلام) يوم ÙˆÙاته(5).
____________
1- المصدر Ù†Ùسه: 14 / 240. 2- أنظر: البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 131.
3- سير أعلام النبلاء للذهبي: 3 / 303.
4- أنظر: المعجم الكبير للطبراني: 3 / 142 (2932)، ذخائر العقبى للطبري: 180.
5- أنظر: تاريخ ابن عساكر: 13 / 291.
وذكر أنّ عائشة بكت على أبيها بعد رØيله وناØت عليه(1).
والØاصل أنّ البكاء والنياØØ© إذا لم يكونا مشملين على ما لا يرضي الله تعالى Ùلا إشكال ÙÙŠ جوازهما.
ÙلسÙØ© البكاء على الإمام الØسين (عليه السلام) وأهل بيته:
إنّ البكاء على مصيبة الإمام الØسين (عليه السلام) وأهل بيته ليس أمراً يتلبس به، بل هو أمر يعيشه كل موال للعترة ÙÙŠ أعماق قلبه وأعماق كيانه، كما أنّ البكاء عليه هو مواصلة لخط رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ومنهجه إزاء أهل بيته (عليهم السلام) ØŒ وقد قال تعالى: (لَقَدْ كانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ ÙÙÙŠ رَسÙول٠الله٠أÙسْوَةٌ Øَسَنَةٌ)(2).
كما أنّه يمثل المودّة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وإستجابة لقول الباري: (Ù‚Ùلْ لا أَسْئَلÙÙƒÙمْ عَلَيْه٠أَجْراً Ø¥Ùلاَّ الْمَوَدَّةَ ÙÙÙŠ الْقÙرْبى)(3).
منطلق الاستبصار:
يقول Ùضيلة الشيخ الكبيسي: " أدركت أنّ Ùاجعة الØسين (عليه السلام) لها بÙعد مأساوي لايصمد أمامه أيّ إنسان سليم الوجدان مره٠الإØساس، ولذلك تÙاعلت بكامل كياني مع Ø£Øداث كربلاء، وإندمجت بها قلباً وعقلا.
ولقد شدني الإمام الØسين (عليه السلام) Ù†ØÙˆ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأدركت أنّه صاØب الØقّ، وأنّ بكاء الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عليه هو اعلان عن سلب الشرعية عمن ناوءه وقاتله، Øيث اعتبره رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) سنخاً له Øينما قال: " Øسين مني وأنا
____________
1- أنظر: تاريخ الطبري: 3 / 423ØŒ الطبقات لابن سعد: 3 / 196. 2- الأØزاب: 21.
3- الشورى: 23.
من Øسين ".
Ùمن هنا تبيّنت لي الأهدا٠التي جاهد من أجلها الإمام الØسين (عليه السلام) ØŒ Ùتأثرت بنهضته وأعلنت استبصاري عام 1986Ù…".