سعيد يعقوب
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 11:39 PM | المشاهدات: 4019
سعيد يعقوب ( Ùلسطين Ù€ شاÙعي )
ولد عام 1947 ÙÙŠ عكا بÙلسطين من أسرة الØجازي التي هاجر جدّها عام 1899Ù… من الØجاز، وهي أسرة تنسب إلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ØŒ ثمّ واصل الدكتور دراسته الأكاديمية Øتى نال شهادة الدكتوراه ÙÙŠ الÙلسÙØ© من امريكا، كما درس الطبّ أيضاً Øتى Ø§ØµØ¨Ø Ø·Ø¨ÙŠØ¨Ø§Ù‹ متخصصاً بالأمراض العصبية والنÙسية. وللدكتور سعيد يعقوب نشاطات أخرى منها أنّ له (14) كتاباً مطبوعاً عدا المقالات، كما أنّه عضو ÙÙŠ اتØاد الكتاب العرب وعضو ÙÙŠ جمعية البØوث والدراسات وعضو مؤسس ÙÙŠ اتØاد الكتاب والصØÙيين الÙلسطينيين بدمشق. نشأ ÙÙŠ اسرة تعتنق المذهب السني Ùبقى على هذا الانتماء Øتى أخذت الأدلة التي Øصل عليها عبر البØØ« يده عام 1989Ù… Ùادخلته ÙÙŠ مذهب التشيع الامامي الاثني عشري. منطلقاته ÙÙŠ البØØ«:
يرى الدكتور سعيد يعقوب أنّ الÙكر ينبغي أن يتمتّع بالØيوية، ويقصد بذلك أن يكون الجانب الجدلي Ùعّالا ÙÙŠ بنية المعتقد الاسلامي وأن يكون الÙكر متوثباً لا يركن إلى الجمود. ويرى أيضاً أن من الخطأ أن يكون Ùكر الانسان Ù…Øدداً بأطر لا يمكن تجاوزها أو الØيد عنها، لأنّ ذلك يؤدي إلى اقÙال العقل، وهذا ما يمنع المرء من التقدّم العلمي والتقني ÙÙŠ جميع الساØات. ويرى الدكتور سعيد يعقوب أيضاً أن عقل كل انسان ينبغي أن يكون عقل مدقّق ÙاØص باØØ« عن المعرÙØ© سائر إلى تطبيق مناهجه ÙÙŠ كل زمان، وعلى كل أرض. ومن هذا المنطق بدأ الدكتور سعيد يعقوب بØثه ÙÙŠ جميع الأصعدة الدينية وغيرها، وبهذا المنهج سار ÙÙŠ بØثه Øتى بلغ المجال المذهبي ليØصل على العقائد المستندة إلى الأدلة والبراهين، ÙبØØ« ÙÙŠ بطون الكتب وقارن بين أدلة المذاهب الاسلامية، ÙˆØاور ذوي الخبرة والاختصاص، ولم ÙŠÙتر ÙÙŠ بØثه قط، لأنّه رأى أنّ الخير كل الخير ÙÙŠ استمرار المباØثات بين المسلمين، ورأى أنّ الخطأ كل الخطأ ÙÙŠ اقÙال بابها، والجام Øوارها، لأن البØØ« معين يروى ظمأ المتعطش لمعرÙØ© الØقيقة، وجنّة تور٠بظلالها، وتكثر ثمارها وينبعث النÙع منها ÙƒØ§Ù„Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø·ÙŠØ¨Ø© العطرة. نبذة للتقليد الأعمى:
توجه الدكتور سعيد يعقوب إلى البØØ«ØŒ وهو يعتقد أنّ التقليد الأعمى وتلقي موروث الآباء والأجداد بلا تدقيق ولا تمØيص هو من أكبر العوائق التي تقطع طريق الباØØ« وتمنعه من التعرّ٠على الØقيقة، لأنّ الذين يصنع لهم آباؤهم منهجاً أو قيماً أو انظمة بلغت مراتب اعتقدوا أنّها هي الدين الذي لا ينبغي الØيد عنه، Ùإن هؤلاء لا يمتلكون القدرة على البØØ«ØŒ لأن هؤلاء قد تعوّدوا الاقتباس من الغير دون عناء الÙØص والتدقيق، Ùلهذا تكون قدراتهم خاملة ÙÙŠ مجال البØØ«. Ùلهذا نبذ الدكتور سعيد يعقوب التقليد الأعمى لموروثاته العقائدية، وتجرّد عن كل عاطÙØ© تربطه بالمعتقدات التي شبّ عليها، وتوجه إلى البØØ« بموضوعية تامة لترشده الأدلة والبراهين إلى الصواب. اهتمامه بمبØØ« الإمامة:
إن مبØØ« الإمامة كان من أهم الأبØاث التي عنى بها الدكتور سعيد يعقوب، لأنه رأى أنّ الإمامة تشكّل دوراً اساسياً ÙÙŠ Øياة المسلمين، وأن البØØ« عنها ÙÙŠ الواقع قد شغل مساØØ© كبرى ÙÙŠ الÙكر البشري عموماً ومنذ أقدم الأزمنة، وأنّ الامامة ضرورة انسانية Ù†Ùسية وليست ضرورة مذهبية أو دينية مع ما يمثله الدين من ضرورات ÙÙŠ Øياة الناس. ويقول الدكتور سعيد يعقوب ÙÙŠ هذا المجال: إن الجدال ÙÙŠ التراث الاسلامي Øول هذا الموضوع قد أخذ بÙعداً متميزاً، بØيث نجد من يعتبر الØديث ÙÙŠ الامامة من غير المسموØات، وأن اخطر كل الخطر ÙÙŠ الاقتراب منه! انبهاره بشخصية الإمام عليّ (عليه السلام) :
لم يعبأ الدكتور سعيد يعقوب بالأقوال التي لا تستند إلى دليل أو برهان، بل سار ÙÙŠ بØثه Øتى وصل إلى سيرة الإمام علي (عليه السلام) باعتباره المثل الأعلى للإمامة عند كاÙØ© المسلمين، لما ØÙÙ„ به من قدسية، بØيث لو ذكرت كلمة الامام ككلمة Ù…Ùردة لتبادر إلى الذهن Ùوراً الإمام علي (عليه السلام) ØŒ ولما تمتّع به من صÙات الانسان الكامل. ولم تمض Ùترة من دراسة الدكتور لشخصية الإمام علي (عليه السلام) إلاّ وانبهر الدكتور بشخصية هذا الرجل العظيم تبيّن له أن الطريق إلى علي (عليه السلام) هو الطريق إلى الله عزّوجلّ وأن من استرشد الطريق إلى علي (عليه السلام) ودخل مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله)من بابها، صار إلى Ùناء الرØمة المØمدية، Øتى يبلغ مرتبة من كش٠عنه الØجاب. تÙاعله مع مدرسة الامام علي (عليه السلام)
ومن هذا المنطلق تÙاعل الدكتور سعيد يعقوب مع Ùكر مدرسة الامام علي (عليه السلام) واغتر٠من نبعها Øتى وروى بذلك ظمأه وغدى من اتباعه وانصاره ومØبيه، لأنه وجد الØÙ‚ عنده وأنه ممن يهدي إلى الØÙ‚ وأنه خليÙØ© رسول الله(صلى الله عليه وآله)بالØÙ‚ وهو الذي نصّ عليه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالامامة من بعده ÙÙŠ العديد من المواقÙ. Ùلم يتريث الدكتور سعيد يعقوب بعدما انكشÙت له الØقيقة كالشمس ÙÙŠ رابعة النهار، Ùاعتنقها بكل ترØاب، وترك ما كان عليه Ùيما سبق واعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) . مؤلÙاته:
(1) "معراج الهداية، دراسة Øول الامام علي ومنهج الامامة": مخطوط. صدر عن مركز الأبØاث العقائدية، ضمن سلسلة الرØلة إلى الثقلين. يدور البØØ« ÙÙŠ هذا الكتاب Øول ثلاثة Ù…Øاور رئيسية وهي: المØور الأول: اظهار ماهية الامامة من الناØية النÙسية والاجتماعية. المØور الثاني: انطباق هذه الماهية ÙÙŠ النتيجة على شخصيات Ù…Øدودة. المØور الثالث: الكيÙية التي مارسها الامام علي (عليه السلام) ÙÙŠ ارساء دعائم خطاب الاسلام الانساني. (2) "Ø¢Ùاق النÙس البشرية". (3) "علم النÙس والطب النÙسي عند العرب". (4) "السيرة التاريخية للØضارة العربية". (5) "جدلية النÙس والشعر عند العرب". (6) "علم Ù†Ùس الاطÙال". (7) "دراسة ÙÙŠ آليات التلاؤم النÙسي". وغيرها. وقÙØ© مع كتابه: "معراج الهداية" وهو دراسة Øول الإمام علي (عليه السلام) ومنهج الامامة، يتكلم الكاتب عن مسار البØØ« ÙÙŠ كتابه هذا، Ùيقول: وسيكون لنا ÙÙŠ مسيرتنا البØثية مواطن متعددة نق٠عليها واØداً تلو الآخر، وتدور البØوث هنا Øول ثلاثة Ù…Øاور رئيسية هي: المØور الأول: يدور Øول إظهار ماهية الإمامة، ÙÙŠ تناول يعتني بالجانب النÙسي والاجتماعي من Øياة الإنسان، وهذا الجانب هو الذي قادنا إلى تÙصيل معنى الإمامة من الناØية اللغوية ومن ناØية الاصطلاØ. ولهذا المØور اتجاه Ù†ØÙˆ Ùهم شامل للإمامة، لا على أنها قيادة سياسية أو زعامة اجتماعية، أو على أنها نهج متقدم ÙÙŠ شؤون الØياة، وإنما بما هي مصداق للنزوع الإنساني Ù†ØÙˆ الغاية من الوجود، ونØÙˆ الملاذ الذي ÙŠØتمى بكنÙه، ويسعى من أجل بلوغه. المØور الثاني: يدور Øول انطباق هذه الماهية ÙÙŠ النتيجة على شخصيات Ù…Øدودة، تمارس مع تتابع الأزمنة أدواراً رسالية من جهة، وتمثل مرتكزاً هو من أهم المرتكزات العقائدية لدى البشرية كلها. وهنا سو٠نتوسع ÙÙŠ استعراض النصوص المقدسة التي تؤيد ما نذهب إليه، ونجلو بعد ذلك الصورة التي بلغناها ÙÙŠ معرÙØ© هذا الانطباق. المØور الثالث: ويكون لنا Ùيه سياØØ© مع الكيÙية التي مارسها الإمام عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ إرساء دعائم خطاب الإسلام الإنساني Ù€ هذا الخطاب الذي باشره النبيّ الكريم Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله)ØŒ وكانت البشرية جميعها هي المقصودة من ورائه، وليس Ùقط Ùئة من الناس، ولا أمة من الأمم Ù€. ويÙصّل الكاتب ما أوجزه هنا بالقول: والØقّ أنّ عملنا هنا ينصبّ بالدرجة الأÙولى على Ù…Ùهوم الإمامة، وليس على وظيÙØ© الإمام، مع ما سيكون من Ùروع تتÙرع عن هذا الÙهم، لأنّ الانطلاق من المÙهوم إلى المصداق هو الذي يعين على تلمّس معرÙØ© أسباب الاختلا٠الذي نشب بين الآراء التي بØثت موضوع الإمامة ÙÙŠ الإسلام، ونØÙ† نعلم المدى الذي شغله هذا الموضوع من الÙكر الإسلامي، لكن الأمر أوسع من ذلك، Ùهو موضوع ÙÙŠ الواقع يشغل مساØØ© كبرى من الÙكر البشري عموماً ومنذ أقدم الأزمنة، بمعنى أنه ليس بدعة خاصة جاء بها الإسلام، لكن ووÙÙ‚ المنهج الذي اتبعناه، تبيّن لنا أنّها ÙÙŠ عمق الØقيقة البشرية وعمق النÙس الإنسانية، أيّ أنّ الإمام ضرورة إنسانية Ù†Ùسية وليس ضرورة مذهبية أو دينية مع ما يمثله الدين من ضرورات ÙÙŠ Øياة الناس. ولمّا كان الجدال ÙÙŠ التراث الإسلامي Øول هذا الموضوع قد أخذ بعداً متميزاً، بØيث نجد من يعتبر الØديث ÙÙŠ الإمامة من غير المسموØات، وأنّ الخطر كل الخطر ÙÙŠ الاقتراب منه! ونجد أيضاً نقيض هذه الÙكرة لدى أطرا٠أÙخرى، كما نجد من وق٠ÙÙŠ المنطقة الوسطى بين هذين الأمرين، رأينا أنّ المجال يتّسع Ù„Øمل هذا الأمر Ù…Øمل البØØ« الجديد لما Ùيه من خير ÙˆÙائدة، مستعينين بالإضاÙØ© إلى العلوم المتبعة ÙÙŠ هذا المجال بعلم النÙس الذي يقدم لنا خدماته ÙÙŠ هذا المجال، والذي هو مجال تخصصي ودراستي أصلا. والجانب الآخر الذي رأينا أنه من الضرورات بØثه أيضاً، هو الجانب التطبيقي لما تصل إليه نظرية الإمامة. ولمّا كان الإمام علي هو المثل الأعلى للإمامة عند كاÙØ© المسلمين لما ØÙÙ„ به من قدسية، بØيث لو ذكرت كلمة الإمام ككلمة Ù…Ùردة لتبادر إلى الذهن Ùوراً الإمام عليّ، ولما تمتع به من صÙات الإنسان الكامل، الذي قصدت مجمل الديانات السماوية والÙلسÙات الكبرى سبيل بناء الإنسان بناء يسير به Ù†ØÙˆ أن ÙŠØذو Øذو هذا المثال، لذلك Ùقد اخترنا أن نتØرك داخل أجوائه، ونتعر٠على Øقيقة الهد٠الإلهي من وراء جعله إماماً للناس كاÙØ©ØŒ وهذا قد لا يتØقق يقيناً بغير ما ينبغي أن يعر٠أولاً عن Ù…Ùهوم الإمامة، ثم بعد ذلك قد تنكش٠الØجب وتظهر للمهتم الصورة العلوية المباركة. وقد سعينا ÙÙŠ الختام إلى ربط الإمامة تاريخياً بالبعد الإنساني عامّة، إدراكاً منا أنّها لم تنقطع يوماً من الأيام، ولم تنÙصل عن مسيرته البشرية، ولم يتأت هذا الإدراك اعتباطاً، بل جاء متواÙقاً مع نتائج علوم جمّة تناولت التاريخ الإنساني، بأبعاده الØضارية وما Ùيها من إرث يسجل تطلع الإنسان إلى هد٠يسعى من أجل بلوغه، وإلى ملاذ يلجأ إليه، وإلى مثال يتطلع Ù†ØÙˆ كماله، ويعدّه الغاية النهائية Ù„Øقيقة سعيه. الامامة ماهيتها ومعناها:
يستعرض الكاتب الآراء الموجودة ÙÙŠ هذا المجال ثم ÙŠØ·Ø±Ø ÙˆØ¬Ù‡Ø© نظره مدعماً لها بالنصوص Ùيقول: يجد الباØØ« ÙÙŠ معرض التساؤل عن ماهية الإمامة ÙÙŠ التراث الإسلامي إجابات متعدّدة ومتنوّعة: Ù€ منها من Øملها على أنّها أمر يختص بالزعامة والقيادة أو الرئاسة. Ù€ ومنها من تناولها على أنها Ùكرة وأدخلها Øيّز التصورات التي تبØØ« لها عن تصديق. Ù€ ومنها من سار بها Ù†ØÙˆ التأملات الÙلسÙية التي تØتمل ÙÙŠ تØققها الخطأ مثلما تØتمل الصØØ©. Ù€ ومنها من رآها شأناً إلهياً مثلما النبوّة، ليس للناس من قرار Ùيه. Ù€ وهناك من نأى بها عن Ùنّ المعقولات وسار بها Ù†ØÙˆ الÙقهيات، يريد بذلك إدخالها منطقة الاستنباط، وإخراجها عن دائرة الأÙصول التي يبØر العقل وراء إدراك كنهها، ويرتÙع بها عن مقام المعاملات، ليصير إلى ÙلسÙØ© المعرÙØ©. ÙˆÙŠØªØ¶Ø Ù„ÙŠ أنّ الإمامة Ù…Ùهوم غير جميع ما تقدّم، وعلى هذا المÙهوم تترتب النتائج التي تكون أكثر شمولية، وأشد تعبيراً من المناصب الإدارية، أو السياسية أو العسكرية أو الاجتماعية، لكن لبلوغ هذا المÙهوم ÙŠØتاج الراغب لمزيد من العناء، ولا نقصد بالعناء هنا المشقة من أجل الوصول إليه، لأنّ الإمامة والإمام أمر لا ينبغي معه الغموض، مثلما لا يجب أن ينشب Øوله خلا٠من نوع ذاك الذي يقسم الناس إلى Ùرق وأØزاب، إنّما الواجب أو الضروري Ù€ بمعنى الØتمي Ù€ أن يكون الإمام هو الجامع والرابط بين الناس، الجاذب لهم والموطد لأواصر التقارب والتلاØÙ… Ùيما بينهم، هذا هو الأمر الطبيعي والسليم، الذي يرسل الله الأنبياء عادة ويزودهم بالأوصياء من أجله. أمّا مخالÙته، Ùإنّها تدخل ÙÙŠ باب مخالÙØ© الÙطرة التي Ùطر الله الناس عليها، الأمر الذي يلزم عنه بالضرورة شعور الإنسان بالضنك وقسوة العيش، لأنّ الإعراض عن الÙطرة الإلهية والإعراض عن سبيل الله هو الذي يورث المشقّة، وهو الذي يجعل الإنسان يتخبط على غير هدى، وليس المقصود بضنك العيش هنا: الاØتياج والÙقر، أو الشعور بالظلم وما شابه ذلك، إنّما المقصود هو اغتراب النÙس وابتعادها عن راØتها وطمأنينتها بالدرجة الأولى! Ùكم من موسر، وكم من جبار، وكم وكم من أولئك الذين يتصور الناس أنهم بلغوا رتبة السعادة ÙÙŠ الØياة الدنيا، تجدهم ÙÙŠ Øقيقة أمرهم يعانون من آلام القلق والاضطراب، وعدم الاستقرار والسكينة. لذلك عند إطلاق تسمية (الإمام) على الرجل الذي يتزعّم أو يقود نجدها لا ØªØµÙ„Ø Ù„Ø£Ù† تبلغ Ù…Ùهوماً! بمعنى أن الأمر هنا هو انطباق Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ من يقوم بتنÙيذ أمر ما، وهذا لا يقود Ù†ØÙˆ تجريد الاسم وبلوغه المعنى الذي ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„ØªØ¹Ù…Ù‚ وبلوغ الØقيقة التي هي شي غير القيام بالÙعل، وسو٠نجد مثالا على هذا ÙÙŠ قول ابن Øزم مثلا "إن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم Ùيهم Ø£Øكام الله، ويسوسهم بأØكام الشريعة التي أتى بها رسول الله(صلى الله عليه وآله)"(1). وينبغي علينا أن Ù†Ùرق تماماً بين القائم بالعمل على أنّ هذا العمل أمر موكل إليه من قبل الناس، لبراعته Ùيه وتمكنه ÙˆÙÙ‚ مؤهلات تملّكها، أو سلطان خوله القيام عليه، وبين الإمام بالمÙهوم العميق الذي أورده الإمام الرضا (عليه السلام) عند وصÙÙ‡ للإمام، Ùهو لا يزجي إليه مهمة تكون ضمن إمكانات العاديين من الناس، وإنْ اشتمل بالعرض عليها، وإنّما هو يتعمق إلى جوهر الإمامة، Ùيقول (عليه السلام) : "الإمام عالمٌ لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة... نامي العلم، كامل الØلم، مضطلع بالإمامة، عالم بالسياسة، Ù…Ùروض الطاعة، قائم بأمر الله عزّ وجلّ، Ù†Ø§ØµØ Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯ الله..."(2). بعد النظر إلى وجهة ابن Øزم، التي يمكن أن تعبّر عن معظم من تØدث Øول الإمامة ووظائÙها من الخارج، والتأمّل ÙÙŠ توصي٠الإمام الرضا (عليه السلام) وما يتÙرّع عنه من Ø¢Ùاق تقود Ù†ØÙˆ الكش٠عن Øقيقة الإمامة ومعناها وجوهرها، نجد لزاماً قبل الاستغراق ÙÙŠ متابعة هذين المنØيين ÙÙŠ التناول، أن ننظر ÙÙŠ الجذر ____________ 1- الÙصل بين الملل والنØÙ„: 4 / 87. 2- انظر: الكاÙÙŠ للكليني: 1 / 202ØŒ كتاب الØجّة. اللغوي لكلمة (إمام)ØŒ الأمر الذي يساعدنا على تخطّي لكثير من صعوبات البØØ«. الإمام ÙÙŠ اللغة:
جاء ÙÙŠ الصØاØ: "هو الذي يقتدى به"(1)ØŒ وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ù‡Ù†Ø§ Ùهي تÙيد التعميم، ولا تختص بتÙصيل يقود إلى معنى دقيق ÙˆØقيقي، Ùالذي يقتدى به يمكن أن يكون شخصاً يتمتع بالÙطنة والذكاء، ويمكن أن لا يكون كذلك، ويمكن أن يكون آلة، ويمكن أن يكون معلماً من معالم المنÙعة، بالطبع Ù†ØÙ† نعلم أنّ المقصود هنا إجمالي، لكن Øديثنا يجب أن يعط٠على الÙور على رغبتنا ÙÙŠ إظهار المÙهوم، لذا تقتضي الدقة أن ÙŠØاط بجميع أطرا٠التعريÙØŒ Øتى يصار إلى انتزاع المÙهوم الذي ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„ØªØ¹Ù…Ù‚ كما سبق. وجاء ÙÙŠ لسان العرب: "أم القوم وأم بهم: تقدمهم، وهي الإمامة، والإمام: كل من أئتم به"ØŒ ويÙصل ابن منظور هنا Ùيقول: "يكون الإمام رئيساً كقولك إمام المسلمين، ويكون الإمام الطريق الواضØØŒ ويكون الدليل، ويÙؤÙÙ…Ù: ÙŠÙقصد"(2). وأورد من Ù…Øيط المØيط ÙÙŠ إظهار معنى الإمام من الناØية اللغوية قوله: "Ùالإمام هو قيم الأمر، ÙˆØ§Ù„Ù…ØµÙ„Ø Ù„Ù‡"(3). قوة الÙطرة ÙÙŠ معرÙØ© الإمام:
يقول الكتاب عنها: "إنّ هذه القوّة الموجودة ÙÙŠ الأعماق والتي يشترك Ùيها Ø£Ùراد هذا الجنس، هي قوة ذات بعد Ùطري، ولعل هذا البعد هو الذي يعوّÙÙ„ عليه عندما يشتد البØØ« عن ____________ 1- الصØØ§Ø Ù„Ù„Ø¬ÙˆÙ‡Ø±ÙŠ: 5ØŒ مادة إمام. 2- لسان العرب لابن منظور مادة: أم. 3- Ù…Øيط المØيط، بطرس البستاني، دار لبنان، Ø· 1977ØŒ ص161. الهد٠الذي تبØØ« عنه أو تنزع Ù†Øوه الميول والØاجات الدÙينة ÙÙŠ أعماق الناس.
انّنا سو٠نثير هنا ÙÙŠ القارئ الكريم رغبة أو شهوة معرÙØ© ما تؤول إليه Øقيقته، أياً كان الدين الذي يعتنقه، أو المذهب أو التيار، لأن الواقع الذي تجري وراءه هذه الÙكرة، هو مجال الإنسانية وليس مجالات الÙئوية أو الÙردية. ونØÙ† سو٠نعتمد على هذه القوة ÙÙŠ اشتداد السؤال عن (ما هو الإمام). وبداية نقول أن هذه القوة مزودة بالقدرة على المعرÙØ© التي تجتاز ظواهر الأشياء والنÙاذ إلى ماهيتها، Ùيما لو تشكلت غير آبهة بالشوائب، وبمعنى آخر: Ùيما لو أمكن إزاØØ© ما يعلق Ùيها من تراكمات تسدل عليها طبقات من الØجب، يصعب معها تØديد الغاية الØقيقية التي تهÙÙˆ إليها. وهذا البعد ÙÙŠ الجوهر يساوي العقل الذي يصل من خلال الخبرات إلى تلك المقدرة على الØكم، والÙصل بين ما هو ناÙع وما هو ضار ÙÙŠ الØقيقة، Ùبوسع العقل ÙˆØده أن يتخطّى Øدود التجربة، ÙينÙØ° إلى جواهر الأشياء ويق٠عليها كما هي موجودة ÙÙŠ الØقيقة بصورة مستقلة عنا، Ùإن مهمة العقل الوصول بالمعرÙØ© إلى الوØدة المطلقة النهائية(1). لكن أليس العقل هو ميزة الإنسان! أليس جميع الأسوياء يمتلكون هذه القوة! إذن Ùيما التÙاوت بين الناس ÙÙŠ بلوغ هذه المعرÙØ©ØŒ ÙˆÙيما يختل٠الكل، كل من وجهته؟ وإذا كان عند "هيغل" يق٠العقل على الوØدة الداخلية العميقة للجوانب المتضادة، ÙˆÙŠØªÙŠØ Ø¨Ø°Ù„Ùƒ إمكانية معرÙØ© الموضوعات ÙÙŠ عيانيتها وكليتها(2). Ùما هي الموانع من بلوغ الهدÙØŸ ____________
1- المعجم الÙلسÙÙŠØŒ Ù…. س. ص92. 2- Ù†. Ù…. ص92. لم تØÙ† الإجابة عن هذا السؤال بعد، لكن نود أن نشير إلى أنّ الخطاب الإلهي ÙÙŠ كل الأØوال، يتّجه Ù†ØÙˆ الجوهر الإنساني السليم، أو الأكثر سلامة، ذاك الذي يعي ويدرك ويمتلك خاصة سبر ومعرÙØ© أغوار الأشياء، ويمكن أن نجمله هنا Ø¨Ù…ØµØ·Ù„Ø (النÙس) الذي يرسل إليها الخطاب القرآني، ومجمل أنواع المخاطبات الإنسانية، أي تلك القوة العاقلة التي تتمتع بالÙهم والÙكر والمشاعر، وهذه القوة لا مجال لمعرÙتها أو التعر٠عليها عبر الأدوات التي تختبر بها القوانين والأنظمة، كالكيمياء والطاقة ÙˆØ§Ù„ØªØ´Ø±ÙŠØ ÙˆÙ…Ø§ إلى ذلك، لا لأنّها ليست Øقيقة ملموسة، بل على العكس يمكن أن تكون هي الØقيقة الأشد نصاعة بين جملة أشياء هذا الكون، لقدرتها على التأمل والخلق وترتيب المقدمات التي توصل إلى نتائج، من اللا شي Ø£Øياناً. يقول عالم الأØياء "أدلو٠بورتمان": "ما من كمية من البØØ« على النسق الÙيزيائي أو الكيميائي، يمكنها أن تقدم لنا صورة كاملة للعمليات النÙسية والروØية والÙكرية"(1). من خلال ما تقدم تبين لنا، أن هذا الجوهر الإنساني لا يخضع ÙÙŠ Øركته الÙكرية لأية سلطة، أو لا توجد هنالك من سلطة تمنعه من البØØ« الدائم، الذي لا ينÙÙƒ Ù…Øاولاً الإØاطة بكل تÙاصيل الوجود، عاملاً على إخضاعها لمتطلباته، أو باØثاً عن ÙÙƒ رموزها. هذا ما يؤكده عمل الإنسان المبكر على إنشاء علائق تقوم ما بينه وبين الموجودات الشاخصة أمامه، بل تØرك أعمق من ذلك وذهب Ù†ØÙˆ الماهيات، يجرد الأشياء من الأطرا٠الزوائد التي تلØÙ‚ بها ليصل إلى اللب، أو يبØØ« عن الخالد، ولا يعبأ كثيراً بالآيل إلى الزوال. ____________
1- العلم من منظوره الجديد، روبرت اغروس، جورج ستانسيو، ت: كمال خلاليلي سلسلة عالم المعرÙØ©ØŒ ع134ØŒ ص42 Ù€ 43. والذي يدÙعه Ù†ØÙˆ هذا المنهج، هو شغ٠أزلي يسوقه Ù†ØÙˆ معرÙØ© بدايته ونهايته، ويÙجري أعماله على خلق ظرو٠ومناخات تلائم المراØÙ„ التي
يقطعها ما بين هذه البداية التي ÙŠØياها، وتلك النهاية التي ينØصر ختام تجربته Ùوق التراب بها، بجميع ما يشوبها من الغموض، وما ينتظره Ùيها من المجهول. وبمناسبة هذا المجهول، Ùإننا نعط٠هنا على أن التعلق والØنين والبØØ« عن المجهول بالنسبة للنوع الإنساني، هو أمر له علاقة ذات Øدّين: الØدّ الأوّل: هو الذي يخضع للتساؤلات عن المنشأ والولادة والبداية. الØدّ الثاني: هو الذي تجري عليه جميع اختبارات عمره ÙÙŠ طريق بلوغه النهاية التي Øتمت عليه، وهو يعرÙها لكنّه يغض عنها الطرÙ. وإن كان الوازع والهات٠الداخلي الذي ÙŠØÙزه على المعرÙØ© يرتبط بشكل وثيق بالØدّ الثاني، Øدّ معرÙØ© مجهول النهاية، لما يتعلق به ÙÙŠ مسيرته الØياتية من آمال تجعله لا يرغب بانقضائها، على علمه يقيناً بهذا الانقضاء، ÙˆÙيه كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) موصياً برÙض هذه الدنيا: "وإن لم تØبوا تركها، والمبلية لأجسامكم، وإن كنتم تØبون تجديدها، Ùإنّما مثلكم ومثلها كسÙر سلكوا سبيلا Ùكأنهم قد قطعوه، وأمّوا عَلَماً Ùكأنهم قد بلغوه، وكم عسى المجري إلى الغاية أن يجري إليها Øتى يبلغها، وما عسى أن يكون بقاء من له يومٌ لا يعدوه، وطالب Øثيث ÙŠØدوه ÙÙŠ الدنيا Øتى ÙŠÙارقها"(1). نتيجة:
الواقع أنّ ثمة اتصال يربط ما بين هذه الØياة الخارجية، وبين Øياة أخرى ÙŠÙسعى لا Ù…Øالة لبلوغها، وهي Øياة أزلية Ù…Øكوم بها الإنسان، ومØتاج للتعر٠____________ 1- انظر نهج البلاغة: الخطبة 98. عليها واكتشاÙها، لكنّه يثبت دائماً أنه بمÙرده لا يتمكن Ù€ مع ما يمتلكه من شعور عميق Ù€ من الوصول إليها، وكذلك يندÙع به هذا الشعور Ù†Øوها،
غير أن هذا الشعور يتدخل ÙÙŠ تØديد مدى صÙائه وخلوصه من الشوائب. لكن قد يتمكن الÙرد من الوصول إلى المواءمة بين ما يتلقاه من العالم الخارجي، وبين ما يتدÙÙ‚ من أعماقه، وهو هنا عند هذه المرØلة من التمكن سو٠يستطيع يقيناً أن يلتقط إشارات دقيقة التأثير، تصل به إلى معرÙØ© مرضية بالمعنى الØقيقي لوجوده والغاية من هذا الوجود، وبذات المنطقة من المعرÙØ© هذه سو٠ينجذب باتجاه ملاذه الذي يدرك بالÙطرة المصÙاة أنه هو القادر على Øمايته من أي سقوط، مثلما ÙŠØميه من مغبة الغÙلة عن هذا الذي بلغه من المعرÙØ©ØŒ وهذا الانجذاب مسربل بعناية إلهية، وهي ÙÙŠ هذه الهنيهة بالذات معنية بهدايته، وإنما تكون هذه الهداية ÙÙŠ النتيجة هي انكشاÙÙ‡ على إمامه الذي ÙŠØمي كليته ÙÙŠ هذه الØياة. هذا ما يمكن أن نسميه الوصول الÙطري إلى معرÙØ© الإمام! الطريق إلى الإمام علي (عليه السلام) :
علينا أن لا نستغرب من هذا العنوان، لأنّه وضع بعد ذلك التمهيد الذي اعتمد منهج التØليل والاستنتاج، من أجل وضع لبنة جديدة ÙÙŠ بنيان Ù…Ùهوم الإمامة عسى ينظر إليها بعين التأنّي، وتؤخذ مع من يتوسع بها إلى ما هو أكثر Ø¥Ùادة ونÙع. نبدأ أولاً بالنظر إلى انطباق Ù…Ùهوم الإمامة الذي أجريناه ÙÙŠ بØوثنا على علي (عليه السلام) ØŒ ويÙيدنا ÙÙŠ هذا المجال أن تقسم هذه البداية إلى عدّة أقسام. القسم الأول: ÙÙŠ تسلم راية الإمامة
ونود أن نذكر بأنّنا وصلنا ÙÙŠ الÙرق بين الإمامة وأنواع الزعامة التي تنضوي تØت ظلها، ولا تطاولها بØال، ونرغب أن يستمر القارئ معنا ÙÙŠ التمسك بالطريقة القرآنية التي تجعل من القلب وطناً للتعقّل. لقد Ø³Ù…Ø Ù„Ù†Ø§ التØرك ÙÙŠ أرجاء المÙهوم أن نغادر المعنى الظاهري لكي نتعمق ÙÙŠ معر٠الإمام ÙÙŠ عيانيتها، وتراءى لنا أنّ الÙرق بين النور والظلمة يساوي الÙرق بين الإبصار والعمى، ونلاØظ أوّلا أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ÙÙŠ كلماته يتناوب كلمة (ضياء) كلّما ورد ذكر Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) أو ذكر القرآن الكريم، أو ذكر أهل البيت النبوي (عليهم السلام) ØŒ كذلك نرى أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) عندما يشير ÙÙŠ كلامه إلى أهل بيته (عليهم السلام) ØŒ Ùإنّه يصÙهم بأداة النجاة من الغرق، والتي تشبه إلى Øدّ بعيد Ù…Ùهوم الخلاص من الهلاك، والذي يمكن أن ÙŠØمل على أن النور هو الخلاص، والظلمة هي الهلاك، Ùكي٠يستدل على هذا النور؟ بالدرجة الأولى ينبغي أن تنقطع نهاية هذا الأمر إلى الله سبØانه Ùهو الذي ÙŠØيله إليه، يقول سبØانه: (اللَّه٠وَلÙىّ٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ ÙŠÙخْرÙجÙÙ‡ÙÙ… Ù…Ùّنَ الظّÙـلÙمَـت٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ النّÙورÙ)(1)ØŒ لكن هذا الإخراج كما لاØظنا مشروط ÙˆÙÙ‚ القانون الإلهي بالإيمان والإيمان، كما بيناه ÙÙŠ بØØ« الÙطرة لا يأتي من غير دين، وإذا كنا قد بلغنا ÙÙŠ متابعتنا لمسيرة النÙس الإنسانية وما تØمله من قابليات، وتبيّن لدينا أنّ الإنسان بطبعه منصّت إلى نداء داخلي يتعلق به من قبيل الاعتقاد، وسقنا على ذلك شواهده العلمية، نصل بعد ذلك إلى Øتمية أوردها الإمام علي (عليه السلام) ÙÙŠ كلماته، المÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ ÙŠÙØªØ Ù‚ÙÙ„ هذا الأمر، وهو كلامه الآتي يقول: "أول الدين معرÙته Ù€ أي الله Ù€ "(2). واللاÙت يقيناً أن هذا القول لا ينØصر بالإسلام، وإن كان لا يرى Ùوق أو غير الإسلام ديناً، إنّما هذا يلÙت إلى الأديان كلّها باعتباره ÙŠØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ÙŠØ§Øª التي تبنى عليها Ùيما بعد النتائج، وهو يسلسل هذه النتائج معتمداً هذه النقطة الأولية ____________ 1- البقرة: 257. 2- أنظر نهج البلاغة: الخطبة 1. على أنّها Ù…ÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¯Ø§ÙŠØ© (أوّل الدين معرÙØ© الله)ØŒ والذي يقودنا إلى هذا، هو أن الله سبØانه خلق الخلائق وهداها إلى نوره، Ùمنذ البدء ثمّة هذه
الأولية، منذ تكوين الناس وإعمارهم للØياة، وهو الذي Ùطرت عليه الإنسانية، وهنا نملك أن نقول: إنّ المعرÙØ© بالضرورة توصل إلى الإيمان. وهذا إيمان الذي تشكّل من جرائها ترتبت عليه درجات الكمال التي يشير إليها (عليه السلام) ÙÙŠ متابعة كلامه، بقوله: "وكمال معرÙته التصديق به"ØŒ يقول "الطباطبائي" ÙÙŠ معرض شرØÙ‡ لهذه الجملة: "والتصديق هذا هو الذي يوجب خضوع الإنسان له ÙÙŠ عبوديته، وبهذا التصديق يرسخ الاعتقاد ويثبت، لذلك كان هذا التصديق كمال المعرÙØ©"(1)ØŒ عند هذا المقام سو٠تنطبق الآية الكريمة على أنّ الله سبØانه يتولّى إخراج الذين آمنوا من الظلمات إلى النور، ولكن هذا لا يكون قبل الخضوع للعبودية بØسب الطباطبائي. القسم الثاني: الطريق إلى علي القرآن والنبي
والذي يجعل أمر الهداة منقطعاً إلى الله سبØانه، إضاÙØ© إلى ما أوردناه جميعاً، هو بالمقام الأول ما Øدّث به رسول الله وأمر به، والذي لا تنبغي المواربة Ùيه أو المØاكمة، هو أن كلامه صÙÙˆ التنزيل، أي أن كل تقرير أو أمر أمر النبي(صلى الله عليه وآله)الناس أن يأخذوه عنه هو Ùرض مثلما باقي العبادات، وعلّة هذا قول الله سبØانه: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ ءَاتَاكÙم٠الرَّسÙول٠ÙÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠وَ مَا نَهَاكÙمْ عَنْه٠ÙَانتَهÙواْ)(2)ØŒ Ùلا جدال ÙÙŠ أنّ مصدر أوامر وتعليمات الرسول(صلى الله عليه وآله) هي من عند الله، والقرآن الكريم مليء بتوكيد ____________ 1- علي والÙلسÙØ© الإلهية: 44. 2- الØشر: 7. هذا ولا Øاجة بنا لأن نسرد الكلمات الإلهية التي ترÙع شأن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وتجعل من كلماته ÙˆØياً يوØى، Øتى Ù†Øتاج إلى
تثبيت أن كلامه هو Ù…Øض نور، وأن مخالÙته هي ليست Ùقط معصية، وإنما إبطال للأعمال أيضاً إن كان هذا المخال٠ينظر إلى Ù†Ùسه على أنه ممن يتقربون إلى الله بعمل أو عبادة، وعلة هذا قول الله سبØانه (Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ اللَّهَ ÙˆÙŽ Ø£ÙŽØ·ÙيعÙواْ الرَّسÙولَ ÙˆÙŽ لاَ تÙبْطÙـلÙواْ أَعْمَــلَكÙمْ )(1). ÙÙŠ الربط الناجز بين طاعة الله سبØانه، وبين طاعة رسوله عليه وعلى آله أطيب الصلوات، يمكن للمتأمل أن يلتقي مع عليّ ابتداءً قبل أن ينطلق إلى التÙصيلات، وعند هذا الالتقاء سو٠يجري النظر إلى متابعة الØاجة إليه، بعد أن يغادر النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله)إلى دار مقرّه، ÙˆÙيه (عليه السلام) سو٠يعر٠متابعة طريق الله ممّا وراءه، أولئك الهداة الذين سو٠يجسّدون نور الله من بعد Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) وعليّ (عليه السلام) ØŒ لأنّ الطريق إلى الله بعد ذلك سو٠لن تكون ÙÙŠ مأمن بالنسبة للسالك عندما يولي وجهه قبلة سواها، أي سوى التي قال رسول الله Ùيها أنّها سÙينة النجاة من ركبها نجى ومن تركها غرق(2). وقد Ùرغنا من أن النور والظلمة هما عنوانا البصيرة والعماء، ووقÙنا على أن الإنسان غير الداخل ÙÙŠ نور الله مارق عن راية Øقه، وأن لهذه الراية Øملة، وأنّ هؤلاء الØملة هم Ø£Ùرع شجرة النبوة، ÙˆÙ…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ù‡Ø°Ø§ النور، أئمة الناس وملاذهم ومنجاهم من أي سوء، وإذا بÙنيت مقاييس دخول الجنة وقبول الطاعة عند الله سبØانه على طاعته وطاعة رسوله، Ùإن كل مخالÙØ© إيلاج ÙÙŠ الظلمة، Ù…Ùاد قوله سبØانه: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† يَعْص٠اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَهÙÙˆ Ùَقَدْ ضَلَّ ضَلَـلاً مّÙبÙيناً )(3). ____________
1- Ù…Øمد: 33. 2- أنظر مستدرك الØاكم: 3 / 361 (4778)ØŒ المعجم الأوسط للطبراني: 4 / 10 (5536)ØŒ وغيرها. 3- الأØزاب: 36. Ùإذا لجأنا إلى أوامر الله ÙÙŠ طاعة نبيه الهادي الأعظم للبشرية جمعاء، ثم نظرنا إلى وصايا رسول الله سبØانه ÙÙŠ أئمة الهدى من ورائه،
نكون قد وضعنا نصب أعيننا هنا السؤال التالي: ما معنى (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ ءَاتَـاكÙم٠الرَّسÙولÙ)(1)ØŸ وقبل الإجابة نقول: إنّ شرط الطاعة العمل، أي لا يكÙÙŠ أن يقر المرء بقلبه بأنه مواÙÙ‚ لما يقوله هاديه، نبيّه وإمامه، وإنّما ينبغي تأدية العمل بهذه المعرÙØ©ØŒ Ùالعلم بالشيء بغير القيام به، يبقى ÙÙŠ Øيز القصور ولا يكون له مجال تصديق ما لم يبادر إلى العمل به. وعدم طاعة الله ورسوله نتيجتها بØسب القوانين القرآنية، هي ما ينØصر ÙÙŠ كلامه عزّ وجلّ ÙÙŠ هذه الآية: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† يَعْص٠اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَهÙÙˆ Ùَقَدْ ضَلَّ ضَلَـلاً مّÙبÙيناً)(2)ØŒ يوازيها القبول والطاعة والعمل بØسب هذا القانون القرآني إثر قوله جلّ جلاله: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙØ·Ùع٠اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَهÙÙˆ Ùَقَدْ Ùَازَ Ùَوْزًا عَظÙيماً )(3). Ùالله سبØانه الذي اختار أنبياءه ورسله، اختار أئمة الناس إليه معهم ÙˆÙÙŠ آثارهم، وكل٠كل نبيّ ورسول أبلغ عن رسالته أنه يشير إلى الذين يمثلون امتداد هذه الرسالة، وليس من سبيل إلى ذلك بغير تولية سبØانه هذا الأمر. Ùالمعرو٠أن الناس تصارع على الÙوز بالذي تراه يقدم لها النÙع الآني والمستقبلي ويرغبون بالمناصب والشهرة، وقد زينت الدنيا لهم ببهارجها ومÙاتنها وقد عسر على الإنسان الانصياع للسوي، ما لم يقم عليه الØجة التي تجعله يصدع لهذا الانصياع. ولا نقصد بالانصياع هنا، هو التسليم دونما رغبة أو إرادة، لكن المعرو٠أن شؤون العقائد، هي شؤون ÙÙŠ غاية التعقيد، وإن استبدال عقيدة بغيرها بالنسبة لبني البشر Ù€ خاصة Ùيما يميل باتجاه الدين Ù€ مسألة يسÙØ Ù…Ù† أجلها المزيد من الدماء قبل أن ____________ 1- الØشر: 7. 2- الأØزاب: 36. 3- الأØزاب: 71. تنتصب على أقدامها، لذلك كان الله اللطي٠بعباده سبØانه، قد ترك الناس على Ùطرة تسوقهم إلى الهداية، رغم صراعهم الذي لا يهدأ معها،
إلا أنّ العديد من آياته عزّ وجلّ تشير إلى أنّ الرسل والدعاة المجتبين لهم وظيÙØ© التذكير والتبشير وإنذار الناس بعدهم، أي بعد أن يستيقظ Ùيهم Ù…Ù„Ù…Ø Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ¬Ø§Ø¨Ø© للنداء الداخلي الÙطري الذي يكش٠لهم Øجب الظلمات، ويريهم مثالهم ورجاءهم، لا ينبغي لهم أن يغÙلوا بعد ذلك عنه، Ùهم إن غÙلوا بعد ذلك، Ùالوعيد والإنذار موجود بوÙرة ÙÙŠ القرآن الكريم. وعن التذكير الذي تلهج به آيات الله سبØانه، يطيب لنا ذكر Ù†ÙØØ© هنا، تكون ÙÙŠ مقام الاعترا٠بÙضله سبØانه على الأمم، وبالشكر له لما تÙضل بإرسال رØمته التي وسعت كل شي ببعث Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله): (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ أَرْسَلْنَـكَ Ø¥Ùلاَّ رَØْمَةً Ù„ÙّلْعَــلَمÙينَ )(1). القسم الثالث: الطريق إلى علي بعلي
ÙÙŠ القسمين الذين Ø£Ùنجزا بØثنا عن معرÙته (عليه السلام) من خلال الاستنتاج والاستدلال، ومن خلال كلام الله سبØانه وكلام رسوله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وصلنا إلى أنّ الله سبØانه قد أجرى ÙÙŠ الناس سنته، وليس لأØد أن ينازع الله سنته، وقضاء رسوله قضاءهما، Ùما لمؤمن أو مؤمنة أن يختار. وبذلك تبيّن لنا أن الرعاية الإلهية قد ØÙت أمّة Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) بإعلان إمامة عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ الناس، استمرار لهدى الله وإبقاء لنوره، وأن من عمل على إطÙاء هذا النور خبا وذهب ÙÙŠ مترديات الظلمة، ومن Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ صدره لهداه، أخذ بناصية ____________ 1- الأنبياء: 107. Ùؤداه، وساقه من Øيث يستقر الإيمان ÙÙŠ قلبه، ويرد على Øبيبه المصطÙÙ‰ يوم لا ينÙع مال ولا بنون وقلبه مشتعل رغبة ÙˆØبّاً وأمان، Ùهو على
Øوض المختار، يسقى مياه أهل الجنة، ويتراقص ÙÙŠ Ù†Ùسه النور Ùيجلب الخير لها، Ùقد انكشÙت أساريره عن هدي Ù…Øمد باعتناق الإسلام، وذاب قلبه ولعاً بالله ورسوله(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ùآثر ولاية عليّ على خلائق الله ÙÙŠ الأرض، Ùكانت راØØ© عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ ذاك المقام هي التي تÙصل ما بينه وبين نار جهنم التي أعدّها الله للظالمي أنÙسهم. ونØÙ† هنا سو٠نقصد الطريق Ù†Øوه (عليه السلام) ØŒ من خلال كلماته التي أرسلها منذ ذاك العهد ÙÙŠ الناس، وما تزال تسري ÙÙŠ دياجي الظلمات تكشÙها، وتضي جنبات الكون، لكن الذي لم يمكنه الله بعد من إدراكها لم ينل Øظه من العيش معه بعد، ونسأله جلّ جلاله، أن يقضي لجيمع أمّة Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) وللبشرية أن تنÙØªØ Ø¹ÙŠÙˆÙ†Ù‡Ø§ على هديه، وتستلهم خلاصها منه، Ùإنّه كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "لا ÙŠÙدخلها ÙÙŠ باطل، ولا ÙŠÙخرجها من ØÙ‚"ØŒ بل أنّه ÙØ§ØªØ Ø¢Ùاق الأنÙس على كوامنها، وراÙع نور الله Ùوق كلّ ظلمة بمنّ منه سبØانه، لا بسواه. والذي يدعو إلى التأني والتأمل ÙÙŠ استعراض كلامه، ليس البلاغة التي يتمتع بها كما يتصور البعض، Ùما كان ليدركه النقص (عليه السلام) ØŒ ÙˆØتى يبØØ« عن الكمال، Ùالبلاغة ليست Ùضيلة أو إضاÙØ© إلى إمامته، بل إنها من مقتضياتها، بذلك Ù†ØÙ† وإن راعنا جمال أسلوبه، وأخذ بلباب Ø£Ùئدتنا Øسن تناوله للمÙردات، لكن هذه ليس بذاته الهد٠من الاستدلال عليه بكلماته، وإنّما الهد٠Ùوق ذلك، إنه استلهام نوره من أجل إزاØØ© ظلمات عَلَتْ الأÙئدة، وكذلك استدراك طريق تراكمت Ùوقه غبار التزيي٠والتØريض، وانتضاء ØÙ‚ يشعل مصباØÙ‡ إلتÙاته. بهذا Ù†ØÙ† نق٠قليلاً مع ما يذكره عن أهل البيت الذين يدور معهم ÙÙŠ Ùلك Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله)وينسج معهم على منواله، Ùيأخذ منهم ويعطيهم، ويتبادل معهم سرائر الكون، ويكش٠للناس خبايا مستقرهم ومستودعهم، وطرائق عيشهم وسعادة أوقاتهم، مثلما يزجرهم ويردعهم عندما ينظر Ùيراهم على غير الجادة، لعمري كدÙع الوالد ولده على اتيان Øياض اللذة غير الناÙعة، وعدله إلى طرقات الÙوز والخلود. كي٠ينظر علي (عليه السلام) إلى Ù†Ùسه:
ونبدأ القسم الأوّل بالكيÙية الذي ينظر Ùيها عليّ (عليه السلام) إلى Ù†Ùسه، وكي٠ينقل لنا وسائل التعر٠عليه، والتماس هداه. وسنلج ÙÙŠ كلماته التي Øملتها إلينا الأسÙار عبر التاريخ، ومنها سو٠نلØظ مشهد الØÙ‚ ونعاينه، ونطرق باب النور، ÙينÙرج ما بين قلوبنا وبينه ما يجعلنا تطمئن بذكر الله، وتخشع رغبة ÙÙŠ Øنوه. ننظر هنا إلى كلماته يخاطب Ùيها الناس، وهو قائم مقام رسول الله(صلى الله عليه وآله)يعلمهم ويعظهم ويميل إليهم بارتياد ثوب النجاة من الÙتن، ولا يترك مطرØاً إلاّ وشغله بإلÙاتهم إلى نور الله يقول: "والله ما أسمعكم الرسول شيئاً إلاّ وها أنا ذا اليوم مسمعكموه... ولا شقت لهم الأبصار، ولا جعلت لهم الأÙئدة ÙÙŠ ذلك الأوان، وقد أعطيتم مثلها ÙÙŠ هذا الزمان"(1). لن ÙŠØتاج المتأمل ÙÙŠ هذه الكلمات إلى مزيد تدبّر، كي تنكش٠عليه Øقيقة ما يؤديه Ùعليّ الذي ما أقسم بالله إلاّ صادقاً، يقول للناس: إنّ المساÙØ© التي تÙصلكم عن آبائكم الذين كانوا عندما بعث الله نبيّه(صلى الله عليه وآله) يغرقون ÙÙŠ متاهات الضلال، ليست بمساÙØ© بعيدة، "ما أنتم اليوم من يوم كنتم ÙÙŠ أصلابهم ببعيد"(2)ØŒ وأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)قام Ùيهم، ÙØ£Ø²Ø§Ø Ø¹Ù†Ù‡Ù… ظلمة الضلال، وأضاء قلوبهم بنور ربّه ____________ 1- نهج البلاغة: خطبة 88. 2- المصدر Ù†Ùسه. وكلماته، وإنني الآن أقوم Ùيكم ذات المقام، وأودي رسالته، اسمعكم ما أسمع النبيّ آباءكم، وأكش٠عن بصائركم.
والذي يجرؤ على قول كهذا، لا يكن أن يكون مدّعياً، وهو على رأس أمم من صØابة نبيّ الله(صلى الله عليه وآله)! كذلك لا يكون المدّعي أن ينÙرد بإتيان الناس مذكّراً ما كان عليه آباؤهم من جاهلية، ومنÙراً إلى الله ورسوله بمثل ما نقرأ عن عليّ. لكن الإمام هنا، يؤكّد الإشارة إلى أنّه Øامل راية الØÙ‚ØŒ التي تتوارثها الأنبياء والرسل وعند غيابهم تكون ÙÙŠ يد الأئمة الهداة، وعليّ (عليه السلام) يعر٠دائماً بأنّ آل Ù…Øمد ÙÙŠ زمن الإسلام هم Øملة هذه الراية، يقول: "لا يقاس بآل Ù…Øمد (عليهم السلام) من هذه الأمة Ø£Øد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم ÙŠÙيء الغالي، وبهم يلØÙ‚ التالي، ولهم خصائص ØÙ‚ الولاية، ÙˆÙيهم الوصية والوراثة"(1). دعونا ننظر هنا ÙÙŠ الكيÙية التي يعرّ٠Ùيها عليّ (عليه السلام) بآل Ù…Øمد، وبالطبع هو قطبهم، إنه يشير إلى إمامتهم للناس، ليس تلميØاً، بل مثلما قال Ùيهم رسول الله تصريØاً "لا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه"ØŒ الله سبØانه يتÙضّل على الناس بأنه أنعم عليهم بمØمد(صلى الله عليه وآله)ØŒ ويجري Ùضله ÙÙŠ آل رسول الله، أن الذي يتØدّث هو الإمام كاشÙاً عن القلوب أغطيتها، يرسل كلامه ÙÙŠ الناس، منذ تØدث إلى يوم يبعثون وقد ØÙظ الله كلامه هنا للناس، على الرغم من أنّ الأزمنة تدور على الدول، ولما لم تكن للإمام دولة، بل كانت Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‡Ø¯Ø§ÙŠØ©ØŒ Ùقد انزاØت الدول وبقي نور الله يسري ÙÙŠ Ùلوات الأزمنة. وهنا مكمن الÙرق، بين الإمامة وأصنا٠الزعامات التي تØدّثت عنها ÙÙŠ أماكن مختلÙØ© ÙÙŠ أنØاء هذا الكتاب. ____________
1- المصدر Ù†Ùسه: خطبة 2. والذي يجاهر بإمامته للناس ÙˆÙÙ‚ هذا المÙهوم، ليس Ø£Øد غير Ù…Øمول عليه تخليصهم من Ùتن الدنيا، بل على كاهله Øمل هذا، لأنّه هو المعبّر
عياناً عن Øقيقته. ÙÙÙŠ سياق تناوله للتعري٠بنÙسه، ونعتقد هنا أنه لا يقول هذا إمام جاهل به، إنما يتØدّث لما كان للØديث موجب، وهذا الموجب هو لكل من يأتي من بعد هؤلاء القوم الذين لا يجهلونه، إنما تقودهم عنه أمور الدنيا التي تØول بين المرء وربّه. Ùلا يظن Ø£Øد أن عليّ (عليه السلام) يتØدّث ÙÙŠ تينك الأزمنة، كي تق٠الناس على ما هو، وإنّما يتØدّث كي تسير ÙÙŠ الناس Øقيقته، التي يريد أهل الضلال اطÙاء نور الله بأÙواههم، إذ عملوا على اخÙائها، لكن الله سبØانه يأبى إلاّ أن يتم نوره، Ùينطق أثر ذلك (عليه السلام) ØŒ داÙعاً الشبهات مقيماً للØÙ‚ØŒ يقول: "Ùاسألوني قبل أن تÙقدوني، Ùوالذي Ù†Ùسي بيده لا تسألوني عن شيء Ùيما بينكم وبين الساعة، ولا عن Ùئة تهدي مائة وتضل مائة إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها، ومناخ ركابها، ومØØ· رØالها، ومن يقتل من أهلها قتلا، ومن يموت منهم موتاً، ولو قد Ùقدتموني ونزلت بكم كرائه الأÙمور، ÙˆØوازب الخطوب"(1). إن الذي يدعو الإنسان إلى التÙكّر ÙÙŠ كلام الإمام، ليس البØØ« عن Ø£Øقيته بالخلاÙØ© مثلما يظن، أو عند انزاله الزعيم ÙÙŠ الناس، لكن الأمر مختلÙØŒ Ùالذي أنجزه Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) من تركيز وترسيخ لمجمل رسالات الله، واجتماع الأديان كلها دائرة الدين الإسلامي، وإقامة البيّنة التي ختم الله Ùيها جميع الأديان، لهي التي تلÙت نظر الإنسان إلى الذي ÙŠØ¨ÙˆØ Ø¨Ù‡ عليّ (عليه السلام) . ____________
1- المصدر Ù†Ùسه: خطبة 92. Ùهو العار٠بكل شيء "علمني رسول الله أل٠باب من العلم، ÙŠÙØªØ Ù„ÙŠ من كل باب أل٠باب"(1) وهو الذي عر٠خÙايا الكرامات التي استودعها الله أهلها، Ùهو من رسول الله "كالصّنو من الصّنو، والذراع من العضد"(2). الطريق إلى عليّ (عليه السلام) الطريق إلى الله عزّوجلّ:
إذا كان Ùناء عليّ (عليه السلام) بØبّ Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) بلغ منه كل هذا المبلغ، ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ°Ø±Ù Ù†Ùسه على صغيراً ويØامي عنه ياÙعاً، ويقاسمه شؤون الدين، ويذب عن Øياضه ÙÙŠ كل قائمة وقاعدة، ÙˆÙŠØ³ÙˆØ ÙÙŠ كل مصر لنصرته، Ùكي٠بربّ Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) وربّ جميع الوجود. من استرشد الطريق إلى عليّ (عليه السلام) ØŒ ودخل مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله) من بابها، صار إلى Ùناء الرØمة المØمدية، Øتى بلغ مرتبة من كش٠عنه الØجاب، لكن هذا لا يكون إلاّ ببصيرة راضها Øبّ الله. ربما كانت هذه الكلمات هنا أقرب إلى التذلل منها إلى Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¨ØØ«ØŒ ولو أن البØØ« ÙÙŠ مقدس هو ÙÙŠ هذا المقام، لا يجد له مناصاً من بلوغ عتبة التواضع التي هي شرÙØ© كسب المعرÙØ©. كتب على مرّ التاريخ المئات من العلماء والÙلاسÙØ© Øول بداية الوجود وأصله، وذهبت الأمم ÙÙŠ هذا مذاهب شتى، منها من قارب الØقيقة، ومنها من زاغ بصره، ومنها من وق٠ÙÙŠ المنطقة الوسطى. وثمة من لم يرّ مبرراً للتØرك Ù†ØÙˆ أشياء لا تدرك، لكن العمق النÙسي الإنساني هو ÙÙŠ تعريÙات الكتاب هنا يساوي "الÙطرة"ØŒ ÙالÙطرة التي يتØرك Ùيها شعور البØØ« عن القوة التي تدير شؤون الØياة، ما زالت مستمرة بالدÙع الذي هو ____________ 1- أنظر دلائل الإمامة لابن جرير الطبري: 235ØŒ البØار للمجلسي: 30 / 672. 2- نهج البلاغة: كتاب 45. من خاصيات الØركة، Ùهي ليست ساكنة ÙÙŠ طبيعتها، ولم تستكن إلى اليوم.
ÙˆÙÙŠ تناول هذه الظاهرة، يمكننا النظر إلى مجمل ما قاله الإمام عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ نهج البلاغة وسواه من الكتب التي نقلت ارشاداته للناس، والتي تدخل ÙÙŠ معظم نواØيها ÙÙŠ عوالم ÙلسÙØ© المعرÙØ©ØŒ Ùيضع على الأساس للبØØ« ضمن منطقة القدرة البشرية، ويØزم Øقائب الذين يتناولون أو ÙŠØاولون تناول ذات الله بالدرس والتأمل، ويشرع لهم طريق الارتØال. وهذه المدرسة بالذات هي مدرسة رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وقد شقّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بامداده الناس بمثل هذه المعار٠الطريق الذي رسمت Ùيما بعده المدارس الكلامية مناهجها، وإن لم تكن ÙÙŠ المجمل قد بلغت رغبته ÙÙŠ تناقل العلم بين الناس، لكنها أثرت ÙÙŠ تراث الإنسانية مخزوناً عظيماً من الكتب والبØوث العقائدية والÙلسÙية. وقد يعلم من انكشÙت له Øقيقة إمامه أنّه قال: "لا يزيدني كثرة الناس Øولي عزّة، ولا تÙرّقهم عني ÙˆØشة"(1)ØŒ Ùهو البالغ مبلغ اليقين من ربه، والسلامة من أداء أمانته، ويذهب مطمئناً إلى باريه. ونختم هذا بوصيته (عليه السلام) التي منها: "واعلم Ù€ يا بني Ù€ أنك إنما خلقت للآخرة لا للدنيا، وللÙناء لا للبقاء، وللموت لا للØياة، وأنّك ÙÙŠ منزل Ù‚Ùلعة، ودار بلغة، وطريق إلى الآخرة... وإياك أن تغتر بماترى من أخلاد أهل الدنيا إليها، وتكالبهم عليها، Ùقد نبأك الله عنها... Ùإنّما أهلها كلاب عاوية، وسباع ضارية، يهرّ بعضها بعضاً، يأكل عزيزها ذليلها... سلكت بهم الدنيا طريق العمى، وأخذت بأبصارهم عن منار الهدى"(2). ____________
1- نهج البلاغة: كتاب 36. 2- نهج البلاغة: كتاب 31.
|