سبيل معرÙØ© العقيدة الØقة:
يرى الدكتور سعيد أن هناك طريقان لمعرÙØ© العقيدة الØقة، أوّلها يوصل إليها والآخر قد يوهم بذلك.
أمّا الأول: Ùهو معرÙته بعد اعمال الÙكر وتدقيق النظر.
وأما الثاني: Ùهو بتقليد من تعتقد بعدالتهم. وهذا قد يوصلك إلى الØÙ‚ إن كان من تتبع آراءهم وأØوالهم وأÙعالهم على الØÙ‚ØŒ وقد يضلك إن كانوا غير ذلك، Ùإنك ستبقى على اعتقادك بأنك على الØÙ‚ وهو التوهم، ويكون وصÙÙƒ إذ ذاك
على ما جاء به التنزيل (ÙŠÙŽØْسَبÙونَ أَنَّهÙمْ ÙŠÙØْسÙÙ†Ùونَ صÙنْعاً)(1) (إلاّ أنّهم هم المÙسدون ولكن لا يشعرون)(2).
أما الأول Ùهو الذي وصÙÙ‡ علي أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما أجاب السائل عن الطائÙØ© المØقة يوم الجمل، Ùلم يقل الامام "أنا على الØÙ‚" ولو قالها لكان صادقاً، بل قال: "اعر٠الØÙ‚ تعر٠أهله".
ويرى الدكتور سعيد بإن الانسان الباØØ« إذا كان من النوع الأول Ùإن مطالعته للكتب الصØÙŠØØ© والØقه ستكون ذا Ùائدة، وأما إن كانت من الثاني وكان قبل٠من غير المؤمنين بما جاء به الكتاب الذي يطالعه، Ùسيجد Ù†Ùسه مكتئبة وصدره ضيقاً Øرجاً مما يقرأ، لأنه يقرأ عبارات تبيّن الØقائق ويقرأ نصوصاً جلية واضØØ© تلوي الأعناق، Ùإمّا أن ÙŠÙزع إلى تكذيبها، وهذا ديدن الضعي٠الذي بهت أمام الØÙ‚ Ùلا يدري جواباً Ùيلوذ بالأوهام وأما أن يأخذ الله بيده Ùيمرّ بØالة الطÙرة Ùيغيّر منهجه ويتغلّب على Ù†Ùسه.
تØذيره من الوقوع ضØية الطائÙية:
يرى الدكتور سعيد السامرائي أن الطائÙية هي من أهم الموانع لمعرÙØ© الØÙ‚ وهي من أهم العقبات التي تØول دون توجه الانسان إلى البØØ« أو قبول الØÙ‚ إذا تبيّن له.
ويص٠الدكتور سعيد الطائÙية بأنّها مشاعر ÙÙŠ القلوب، اسست على تاريخ قوامه الزيÙØŒ وتعليم كلّه جهل وتجهيل، وتنشئة تقوم على الضغينة والنÙاق، ودعم سياسي Ù„Øكام متسلّطين داÙعها تÙريق الأمة ليسهل قيادها.
وباللغة الواضØØ©: Ùإن الطائÙية هي شعور السني، أي سني بالضغينة تجاه
____________
1- الكهÙ: 104.
2- البقرة: 12.
الشيعي، أي شيعي، لأن الأخير لا ÙŠØب أئمته وبدون سبب أو غير ذلك، أو هي شعور الشيعي بأنّ السني لا ÙŠØب أئمته وأنه ÙŠØب الظالمين وأنه عون للظالمين عليه، بلا تØقيق ولا تدقيق ولا تÙريق بين من يق٠مع الظالم ممن ثار عليه.
ويضي٠الدكتور سعيد: الطائÙÙŠ إذن، هو الشخص الذي ÙŠØمل بين جنباته تلك المشاعر المرّة المبنيّة على أسس واهية مبنية على جهل الأهل والمربين أو التوجيه الخبيث للØكام المتسلّطين أو كليهما. وبعده، ÙالطائÙÙŠ هو الذي يق٠مواق٠غير صØÙŠØØ©ØŒ إما بوعي أو بدون وعي بناءً على هذه المشاعر.
أهم اسباب اقتناعه بالتشيع:
توجه الدكتور سعيد من هذا المنطق الموضوعي والبنّاء إلى قراءة تراث الشيعة، Ùيقول ÙÙŠ هذا الصدد: لم اعجب بقلم كإعجابي بقلم السيد عبدالØسين شر٠الدين الموسوي العاملي رØمه الله، وعلى الرغم من أن كتبه كانت من أوائل الكتب التي قرأت ÙÙŠ طريق التعرّ٠على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ لم تترك بعدها أية بØوث أخرى Ùيّ ذلك التأثير الذي تركته بØوث السيد شر٠الدين، ولئن كان قلمه الساØر يمثل جزءاً كبيراً من ذلك التأثير Ùإنّ التأثير الأكبر كان لمنهجه ÙÙŠ البØØ« الذي يأخذ بالألباب ويشدّها أكثر Ùاكثر كلما تدرجت ÙÙŠ القراءة التي لابد وأن تكون متصلة بلا توق٠مهما كانت المشاغل!
ويضي٠الدكتور سعيد: وقد عÙر٠عن السيد شر٠الدين جهاده المتواصل من أجل التقريب بين اتباع الدين الواØد والمذاهب المتعددة، وكان منهجه ÙÙŠ ذلك إثارة المشكلة وطرØها للبØØ« العلمي للوصول إلى الجواب الذي لا Ù…Ùرّ منه ولا اشكال Ùيه، مما يزيل الأدران من القلوب ويØطّم ما يشاع هنا وهناك من Ù…Ùتريات الغاية منها توسيع الÙجوة بين المسلمين، وهذا المنهج، برأي خير أل٠مرة من ذاك المنهج الذي يدعو إلى تناسي المشكلة وكأنها غير موجودة.
الانقلاب ÙÙŠ الاعتقاد:
ÙÙŠ نهاية مطا٠بØØ« الدكتور سعيد Ùرضت الأدلة والبراهين Ù†Ùسها عليه، Ùلم يجد بÙداً سوى الاستسلام للأمر الواقع والإذعان للØÙ‚.
ويص٠الدكتور سعيد Øالة الانقلاب ÙÙŠ الاعتقاد قائلا: إن الانقلاب ÙÙŠ الاعتقاد Øين ÙŠØدث يشير إلى عدة صÙات، هي ولا Ùخر:
أولا: إن صاØبه لا ÙŠØمل الانØياز الناتج عن التعليم منذ الصغر والنشأة، لأنّ ما تعلمه أنذاك قد انقلب عليه، Ùما كان ÙÙŠ قلبه بÙعل التعليم والتنشئة قد زال.
ثانياً: أن صاØبه منÙØªØ Ù„Ù‚Ø¨ÙˆÙ„ الرأي الآخر، ولولا ذاك ما انقلب على رأيه وقبل الرأي الآخر، وخصوصاً ÙÙŠ موضوع العقيدة.
ثالثاً: أن صاØبه يبØØ« عن الØÙ‚ØŒ ولا يترك الأمر كما تربّى عليه دون تمØيص وتقليب.
رابعاً: أن صاØبه لا تعوزه الرغبة ÙÙŠ خدمة الØÙ‚ØŒ إلاّ Ùأي Ùائدة دنيوية ÙŠØصل عليها من يتشيّع؟! ولا يتشيع Ø£Øد إلاّ ويكون قد اقتنع من خلال قراءاته وتنقيباته ÙÙŠ بطون التاريخ، لأن الدنيا لم تزل مدبرة على الشيعة منذ القرن الأول الهجري، وأن الشيعة لا يزالون مرامي للنبال ومطاعن Ù„Ù„Ø±Ù…Ø§Ø ÙˆØ§Ø¬Ø³Ø§Ø¯Ø§Ù‹ للسجن والصلب والقتل والدÙÙ† Ø£Øياء والتشريد والتنكيل.
ويقول الدكتور سعيد Øول اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) : أني لم اتشيّع ÙÙŠ لندن أو باريس أو نيويورك والشيعي ÙÙŠ مأمن، بل تشيّعت وأنا ÙÙŠ بغداد معقل العÙالقة وطاغوتهم صدام Øيث لا يجد الشيعي غير السجن والتشريد والتهجير والقتل والملاØقة.
وأضي٠أيضاً، بأني تشيعت ÙÙŠ قمة الاضطهاد الصدامي للشيعة، وذلك ÙÙŠ
أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، Ùلم يكن هناك ÙÙŠ الØسبان دنيا، كما لم يكن هناك ترÙاً Ùكرياً ÙÙŠ الأمر.
مؤلÙاته:
(1) "Øجج النهج، المختار من نهج البلاغة":
صدر سنة 1407هـ Ù€ 1987Ù… عن مؤسسة الÙجر، بيروت.
يقول المؤلّ٠ÙÙŠ المقدمة: "لقد قمت باختيار كل النصوص التي لها علاقة بموضوعين، أو بالاØرى طرÙÙŠ موضوع واØد، Ø£Øدهما علة للآخر، Ùالأول هو تÙضيل الإمام على معاصريه أجمعين والنص عليه والوصية إليه من قبل النبي(صلى الله عليه وآله)ØŒ وهذا سبّب أن يكون هو خليÙØ© النبي(صلى الله عليه وآله) بعده مباشرة وهو الموضوع الثاني. لذا Ùانك قد تجد ÙÙŠ المختار خطبة للامام ÙÙŠ Øرب صÙين وتجد بعدها أو قبلها كلام له (عليه السلام) مع شخص سأله وهما جالسان ÙÙŠ هدوء، وذلك لأنّ قاسمهما المشترك قد يكون ذكره الوصية ÙÙŠ المقامين، أعني انه وصي رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وهكذا ÙÙŠ غيرها من النصوص المختارة، كما تضمن المختار ما هو أشمل من ذلك، وهو ذكر الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) الذين لا يمثل الامام علي (عليه السلام) إلا أولهم وإن كان عظيمهم...
يتأل٠الكتاب بعد المقدمة من أربعة أبواب:
الباب الأول: ماذا يجد من يقرأ نهج البلاغة.
الباب الثاني: المختار من الخطب والكتب والمواعظ والكلمات وشرØها والمواضيع ذات العلاقة.
الباب الثالث: ملØÙ‚ المختار ويقع ÙÙŠ Ùصول، منها: مناقب وصÙات الامام، الوصية والنص والتÙضيل، دÙع الأمير (عليه السلام) عن Øقّه ÙÙŠ الخلاÙØ© بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)بلا Ùصل، الشورى، عائشة واتباعها ويوم الجمل، معاوية وعمرو وصÙين، المبغضون والمنØرÙون.
الباب الرابع: مصادر المختار عن كتاب مصادر نهج البلاغة لعبدالله نعمة، ويقع ÙÙŠ ثلاثة Ùصول، وهي تشتمل على مصادر بعض الخطب والكلام للمختار منها وبعض المختار من الكتب والرسائل وبعض المختار من أجوبة المسائل والكلام القصير.
(2) "الطائÙية ÙÙŠ العراق، الواقع والØÙ„":
صدر سنة 1413هـ Ù€ 1993Ù… عن مؤسسة الÙجر، لندن.
جاء ÙÙŠ تعري٠هذا الكتاب بقلم المؤلÙ:
"لما كنت معتقداً ومقتنعاً بأن أغلب أهل السنّة ما وقÙوا هذا الموق٠المؤس٠إلاّ بسبب العقد الطائÙية التي تربّوا عليها ونشأوا تØت ضغطها، Ùإن الواجب تجاه العراق أولا، والعراقيين بشكل عام ثانياً، والسنّة المØكومين بهذه العقد ثالثاً، والشيعة العراقيين المظلومين رابعاً، هو الذي دÙعني لأن أصن٠هذا الكتاب عسى أن يكون Ùيه تبياناً للسّنّي Øقيقة الموق٠المؤس٠الذي وقÙه، والموق٠الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يجب أن يكون عليه، وتبياناً للشيعي Øقيقة الدواÙع وراء هذا الموق٠الذي يقÙÙ‡ سنّة العراق عموماً، وواجبه تجاه ذلك".
وينقسم هذا الكتاب إلى مقدمة وأربعة أبواب، ÙˆÙÙŠ كل باب بضعة مقالات وخلاصة. وهذه الأبواب هي عبارة عن: 1 Ù€ هل ÙÙŠ العراق مشكلة طائÙية؟
2 Ù€ العقد الطائÙية.
3 Ù€ على طريق الØÙ„.
4 Ù€ الاسلاميون داخل مثلث المبادىء ÙˆØضور الماضي والواقع المÙروض.
(3) "صدام وشيعة العراق":
صدر سنة 1991Ù… عن مؤسسة الÙجر، لندن.
يتأل٠الكتاب من مقدّمة وسبعة Ùصول وخاتمة، وتدور Ù…Øاور الÙصول Øول بعض المواضيع منها: عروبة الشيعة والتشيع أصلا وكياناً وتاريخاً، الموق٠الايراني من العراق والعرب، من هم الÙاسدون Ùˆ...
وقÙØ© مع كتابه: "الطائÙية ÙÙŠ العراق، الواقع والØÙ„"
يتناول الكاتب ÙÙŠ كتابه هذا موضوعاً Øساساً ومهماً ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه، ÙالطائÙية بلاء ابتلت به الديانات السماوية Ùضاعت Ùيه أهداÙها الرسالية الشريÙØ©ØŒ وهو أيضاً بلاء تمزقت به المجتمعات التي ÙŠÙترض Ùيها أن تكون واØدة، Ùتسلط قوم على قوم ودÙعوهم عن مراكز القدرة والثروة، ثم اضطهدوهم ÙˆØاربوهم ÙÙŠ أرزاقهم بل ÙˆØياتهم.
وقد استغل ذلك الØكام والمستعمرون Ùدقوا على أوتار الطائÙية لتدوم أيام تسلطهم على الشعوب المستضعÙØ©ØŒ وتستمر معها أيام شهواتهم وملذاتهم ومطامعهم واستيلائهم على الثروات واستئثارهم بها.
وقد تناول الكاتب موضوع الطائÙية ÙÙŠ Øالة خاصة، ÙˆÙÙŠ مكان وزمان معينين، وقد جرى ÙÙŠ هذه الØالة الكثير من الظلم والعدوان وهتك الØرمات والاعتداء على Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ÙˆÙ…Ù‚Ø¯Ø³Ø§Øª الناس، لكن كتابه لم يخل٠من Ø·Ø±Ø Ø¹Ø§Ù… لأصل المشاكل الطائÙية، وكيÙية نشوئها ÙÙŠ تاريخ المسلمين بعد ÙˆÙاة النبي(صلى الله عليه وآله)ØŒ وما تسببه من ويلات ودمار ÙÙŠ أي مجتمع اسلامي تنÙØ° Ùيه، ÙˆÙÙŠ أي زمان ومكان يكون ظرÙاً لموجاتها الهوجاء.
ونØÙ† هنا نستعرض أهم ما أورده ÙÙŠ موضوع الطائÙية بشكل عام دون الخوض ÙÙŠ التÙاصيل الخاصة قدر الامكان.
الطائÙية:
ليست الطائÙية Øزباً لوجود Ø£Øزاب مؤلÙØ© من Ø£Ùراد من طوائ٠مختلÙØ©..
وليست شعاراً لأن الطائÙÙŠ يخجل من رÙعها شعاراً، بل هو ينÙÙŠ وجودها عنده..
كما أنا ليست طريقة Øياة، لأن الطائÙÙŠ وضØية طائÙيته يعيشون ÙÙŠ بيوت متجاورة ÙÙŠ منطقة واØدة ويلبسون ملابس متشابهة، ويذهبون إلى أعمال متشابهة، ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس أماكن العمل، ويذهب أولادهم إلى Ù†Ùس المدارس، بل ويدعو بعضهم بعضاً ÙÙŠ مناسبات دينية كإÙطار رمضان وغداء العيد مع أن الطائÙية أسست أصلا ÙÙŠ إطار ديني Ù€ سياسي، ومع أن هذه المناسبات تعني أن الجميع ينتمون إلى دين واØد أمر بالوØدة ونهى عن التÙرق..
الطائÙية هي مشاعر ÙÙŠ القلوب، أسست على تاريخ قوامه الزيÙØŒ وتعليم كله جهل وتجهيل، وتنشئة تقوم على الضغينة والنÙاق، ودعم سياسي Ù„Øكام متسلطين داÙعه تÙريق الامة ليسهل قيادها.
وتصل مشاعر الطائÙÙŠ إلى نقطة اللاعودة عندما ÙŠØكم على الآخرين بالخسران المبين، ولا يعود هناك ÙÙŠ نظره Ùائدة، ولا أجر أو ثواب من الانÙØªØ§Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ù… والتواصل معهم، اللهم إلاّ ÙÙŠ المستوى الخارجي المناÙÙ‚ ÙˆØسب ما تقتضيه مصالØÙ‡ التجارية أو الوظيÙية أو غيرها. كي٠لا والتعليم الطائÙÙŠ يصل بالناس إلى درجات ساÙلة جداً من التÙكير Øتى يظن السنّي بأن الشيعة يمسخون إلى خنازير (أو ثعالب Øسب قول جدتي رØمها الله)! وهذا ليس من قبيل Ø§Ù„Ù…Ø²Ø§Ø Ù„Ø£Ù†Ù‡ مؤسس على تعليم وتنشئة، ولمن لا يصدق أسوق إليه قول المدعو "Ù…Øمد بن عبدالوهاب" الذي ابتدع الوهابية. قال Ù€ جزاه الله بما قال Ù€ وهو يذكر مشابهة الشيعة لليهود (!) ما نصه: "ومنها أن اليهود مسخوا قردة وخنازير وقد نقل أنّه وقع
ذلك لبعض الراÙضة Ù€ يعني الشيعة Ù€ ÙÙŠ المدينة المنورة وغيرها، بل قد قيل إنهم تمسخ صورهم ووجوههم عند الموت والله أعلم"!!(1) وسبØان واهب العقول!
ولعل هذا هو السبب الذي يجعل بعض الإسلاميين السّنّة يتجنبون لقاء نظرائهم من الشيعة، لأن المسلم الØقيقي يتقرّب إلى الله تعالى بمعاداة أعدائه والبراءة منهم، ولما كان الشيعة بنظر البعض أعداء لله ورسوله(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ùإن Ù…Ùارقتهم وعدم اللقاء بهم يرجى منه الأجر والثواب، ولا Øول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم.
الطائÙÙŠ:
ÙالطائÙÙŠ إذاً، هو الشخص الذي ÙŠØمل بين جنباته تلك المشاعر المرّة المبنيّة على أسس واهية مبنية على جهل الأهل والمربين أو التوجيه الخبيث للØكام المتسلطين، أو كليهما، ويØمل هذه المشاعر تجاه أخيه المسلم، مع أنه يضØÙƒ ÙÙŠ وجهه ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ø³Ø§Ø¡ØŒ ويشاركه Ø£ÙراØÙ‡ وأتراØه، ويشاركه ÙÙŠ التجارة والسÙر والعمل بسبب الجيرة أو زمالة العمل أو مقاعد الدراسة، وقد يتصاهر معه مع ما يعني ذلك من التØام العائلتين Ùيما بينهما.
وبعد، ÙالطائÙÙŠ هو الذي يق٠مواق٠غير صØÙŠØØ©ØŒ إما بوعي أو بدون وعي، بناءً على هذه المشاعر.
أما أقصى درجات الطائÙية Ùهي Ù€ برأيي Ù€ التي لا يعر٠بوجودها من ÙŠØملها، Ùهذا الإنسان لن يكون بمقدرته التÙريق بين المواق٠التي يتخذها: أيها على أساس طائÙÙŠ وأيها على أساس آخر. والمؤلم هنا هو أن معظم الطائÙيين، استقراءاً من الواقع المعاش، ينتمون إلى هذه الÙئة، ومصابون بأقصى درجات الطائÙية.
____________
1- ÙÙŠ كتابه "الردّ على الراÙضة" أي الشيعة نشر دار طيبة Ù€ الرياض، ÙÙŠ الصÙØØ©: 44.
الدولة الطائÙية:
الدولة الطائÙية هي الدولة التي تميز بين رعاياها ÙÙŠ التوظي٠والمكاÙأة وإعطاء المسؤولية وتوزيع الØقوق والواجبات على اختلاÙها، لا على أساس المساواة كأصل، ثم الكÙاءة ودرجة العطاء بعد ذلك، وإنما على أساس الانتماء الطائÙÙŠ.
وتكون درجة طائÙية الدولة أكثر أو أقل Øسب الØكومة القائمة، والظرو٠الداخلية والخارجية للبلاد. Ùمثلا عندما يكون قادة الدولة ذوي مشاعر طائÙية عميقة أصلا Ùإن الدولة تصعد درجة طائÙيتها Øتى وإن كانت الأوضاع الداخلية والخارجية ليست سيئة كثيراً.
إن التعامل على أساس طائÙÙŠ لا يؤذي الÙرد ضØية الطائÙية ولكنه يؤذي البلاد، لأنه سيكون من غير الممكن أن يكون ذلك الرجل المناسب ÙÙŠ المكان المناسب لأن الكÙاءة لا تكون هي المعيار، كما أن ضØايا الطائÙية سيتصرÙون بشكل غير متوازن: إما بتÙان شديد كي يثبتوا إخلاصهم ÙˆØسن نياتهم، وإما ببرود ولا إبالية لأن النتيجة واØدة ولن ÙŠØصلوا على التقييم لجهودهم.
وتكبر هذه العقدة، وتخرج من إطارها الضيق بين الموظ٠والمواطن صاØب المعاملة، الى عائلتيهما وأصدقائهما وزملائهما لتخدم كإثبات جديد على وجود المشكلة.
ÙˆØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù…Ùارقة مدهشة مع أشخاص مثلي ممن نقلهم الدهر من صÙو٠الطائÙØ© الØاكمة إلى صÙو٠الطائÙØ© المØكومة. ÙÙÙŠ ليلة وضØاها ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„ØªØ¹Ø§Ù…Ù„ مع Ù†Ùس الشخص مختلÙاً، وما تغيرت ÙƒÙاءته وما تبدل إخلاصه لوطنه وعمله، وما تغيرت أخلاقه وسلوكياته ومزاجه. هذا، ÙÙŠ Øين يجب أن يكون التغيير Øاصلا ÙÙŠ علاقتي شخصياً بالممارسات الدينية مثلا.
وأخيراً، Ùإن الدولة الطائÙية تجعل النسيج الاجتماعي يتهرأ وخيوطه
تنقطع، وكلما زاد التمييز والاضطهاد الطائÙÙŠ كلما ضع٠النسيج الاجتماعي، وهو ما Øصل ÙÙŠ Ùترات معينة من تاريخ العراق الØديث.
هل الطائÙية نتاج الاستعمار الغربي، أم سببها صراع المسلمين السياسي ÙÙŠ الماضي؟:
يبسّط البعض أسباب المشاكل الاجتماعية والسياسية وغيرها بسبب قلة المعرÙØ©ØŒ أو ضيق الأÙÙ‚ أو Øتى الرغبة ÙÙŠ قلب الØقائق، Ùبعضنا يشتم الغير كثيراً ويتهمه ÙÙŠ مصائبنا أكثر من اللازم، ÙÙŠ Øين يتهم البعض الآخر أنÙسهم ولا ÙŠØمل الغير أي مسؤولية تذكر.
ÙˆÙيما يخص مصائب العرب والمسلمين ترى كثيراً من الناس يتهم الغرب والشرق وأعداء الأمة ÙÙŠ كل المصائب والمشاكل، ÙÙŠ Øين يتهم البعض الآخر الأمة Ù†Ùسها وخلاÙات زعاماتها ÙÙŠ ذلك.
خطأ التسبيب الأØادي:
وهذه الأØادية ÙÙŠ التسبيب غير صØÙŠØØ©ØŒ لأن الخلاÙات بين الدول العربية والإسلامية ليست كلها من صميم واقع الأمة، وإنما ساهم الاستعمار ÙÙŠ قسم كبير منها، ولعل المشاكل الØدودية خير مثال على ذلك. Ø£Ùما كان ÙÙŠ مقدور الإنجليز والÙرنسيين، وهم المنتصرون ÙÙŠ الØرب الأولى أن يرتبوا Øدود العراق بØيث لا تعود هناك مشكلة مع إيران والكويت والسعودية؟
أما كان بمقدورهم أن يمنØوا الأكراد دولة ÙÙŠ المثلث العراقي Ù€ التركي Ù€ الإيراني ويجنبوا هذه الشعوب ما جرى؟
أما كان بمقدور الإنجليز أن يجمعوا إمارات الخليج ÙÙŠ دولة واØدة؟
لماذا جمعت الجزيرة العربية لآل سعود ÙÙŠ دولة واØدة ÙˆÙرقت أطراÙها ÙÙŠ
خمس دول؟
ÙˆØتى لو Ùعلوا ذلك، Ùماذا عن إسرائيل؟
نعم، كان بمقدورهم ولكن لم يكن ÙÙŠ مصلØتهم. Ùإنه لمنطقي جداً أن يعمد من يريد أن يمتص دماء الشعوب إلى تÙريقها ليسهل عليه قيادها عن طريق خلاÙاتها ومواطن ضعÙها.
ولكن، أما كانت الأمة تستطيع أن تواجه هذا المخطط التخريبي التقسيمي؟
كان يمكن للأمة أن تواجه هذا المخطط وتهزمه لو أنها اجتمعت على ذلك، ولو أن جماهيرها اختارت، وأصرت على اختيار قادتها الØقيقيين.
نخلص من هذا إلى أن الإنجليز لم يخترعوا الطائÙية، بل وجدوها موجودة ÙÙŠ المجتمع العراقي العشائري والمدني Ùاستخدموها لتأسيس الواقع المثالي لمصالØهم.
ولما كانت الطائÙØ© الشيعية هي التي ثارت عليهم Ùإنه من المنطقي أن يتم إقصاؤهم عن الØكم وتسليمه للطائÙØ© التي لم تثر، وترتيب الØكم لكي تستمر هذه المعادلة كيلا يعود الشيعة Ùيطردوا بريطانيا من الشباك أيضاً بعد أن اضطرت إلى أن تخرج من الباب بثورة الشيعة وتضØياتهم.
بداية الخلا٠ونشأة الطائÙيّة:
بدأ الخلا٠بين المسلمين أول ما بدأ عقيب ÙˆÙاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) مباشرة Øيث تنازع المهاجرون والأنصار من جهة وقريش وبنو هاشم من جهة ÙÙŠ موضوع الخلاÙØ©. إلاّ أن الاÙتراق الØقيقي لم يتم إلاّ بعد مقتل الإمام الØسين بن علي (عليه السلام) ÙÙŠ أول عام 61هـ، إذ أن بعدها Ø£ØµØ¨Ø Ø¥Ù‡Ø±Ø§Ù‚ الدماء المقدسة أمراً طبيعياً عند الØكام وأزلامهم وكما أخبرهم الإمام الØسين (عليه السلام) Ù†Ùسه بأنهم لن يتورعوا بعده عن قتل أي إنسان، كي٠لا وقد قتلوه مع معرÙتهم بأنه سيد شباب أهل الجنة
وأنه ريØانة رسول الله(صلى الله عليه وآله) مع غيرها من الصÙات الكثيرة التي ÙŠÙترض أن يمتنع عن قتله لأجلها أعتى المجرمين، وكما قال الشري٠الرضي:
قتلوه٠بعدَ عÙلم منهم٠أنّه٠خامس أصØاب٠الكÙسَا
Ùكان أن تÙرعن الأمويون وولاتهم كالØجاج الثقÙÙŠØŒ وكان على الشيعة أن يلجأوا إلى السرّ Øتى ÙÙŠ اتصالهم بأئمتهم (عليهم السلام) ØŒ ثم يثوروا على الظلم والواقع غير الإسلامي للأمة بين Øين وآخر. ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت أخذ الÙقهاء الذين تصدوا للمناصب الشرعية بعد الغياب القسري لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) عن هذه المناصب ÙÙŠ Ø¥Ùتاء المسلمين ليس Ùقط بجواز طاعة الإمام الظالم بل بوجوب طاعته ÙˆØرمة الخروج عليه.
وهكذا صار المسلمين Ùرقتين كبيرتين: الشيعة والسّنّة، لأن الخوارج اضمØÙ„ تأثيرهم وضعÙوا بعد الÙترة التي زعزعوا Ùيها أركان الدولة الأموية بثوراتهم العديدة. ÙˆØدث أن كانت الخلاÙØ© الأساسية هي للسّنّة بما ÙÙŠ ذلك الدولة العباسية التي قامت بØجة الانتصار لأهل البيت (عليهم السلام) .
تجهيل السنة وإثارتهم ضد الشيعة:
ÙÙŠ Øملتهم المستمرة لمØاصرة الشيعة والتشيع، Ùإن الØكام المختلÙين على مختل٠العصور لجأوا إلى سياسة التعليم الخاطىء لأهل السنّة، أو تجهيلهم ÙÙŠ الواقع ÙÙŠ كل ما يخص الشيعة وعقائدهم كي تبدو وكأنّها ليس Ùقط Ø¥Øدى الانØراÙات عن الإسلام والتي Øدثت طوال التاريخ، وإنما الانØرا٠الأخطر والذي أريد به هدم الإسلام. إن الطريقة الوØيدة لرد الانبهار الذي لابدّ وأن ÙŠØصل عند البعض من جهاد الشيعة وتضØياتهم وثباتهم على المبادىء، بغض النظر عن الاختلا٠معهم، هذا الانبهار الذي قد يؤدي إلى الانÙØªØ§Ø Ø¹Ù„Ù‰ الشيعة
وعقائدهم وبالتالي التØول إلى صÙÙˆÙهم أو على الأقل للتعاون معهم ضد الظالمين، هي أن تÙهاجَم عقائد الشيعة ويخلص إلى أنها ضد الإسلام ويÙهاجَم الشيعة أنÙسهم ويÙنبَزوا بمختل٠الأوصا٠التي يكرهها الآخرون، لكي تجعل الناس تشمئز منها ومنهم Ùتتوق٠عن الانÙØªØ§Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡Ù….
وعلى العكس مما يعتقد البعض(1) من أن الÙقهاء الأقدمين لم يكونوا طرÙاً ÙÙŠ المشكلة الطائÙية وإثارة السنّيين على الشيعة. Ùلقد نقل التاريخ أقوال وأÙعال العديد من الÙقهاء السنّيين التي كانت تصم الشيعة بالكÙر أو الÙسق أو الانØرا٠إما كجزء من المخطط السلطوي لمØاصرة التشيع كون بعض هؤلاء الÙقهاء كانوا من Ùقهاء البلاد Ù€ وعاظ السلاطين Ù€ أو كواجب ديني يعتقد الÙقيه أنه يجب أن يقوم به لكش٠الانØرا٠وتØذير الناس منه.
لقد كتب بعض هؤلاء الÙقهاء والمØدثين عن الشيعة ووصÙوهم بما لم يصÙوا به اليهود والنصارى والمجوس. بل ØµØ±Ù‘Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¹Ø¶ بعدائه لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنÙسهم Ùكي٠إذاً بالشيعة. وها هو ابن خلدون يقول ÙÙŠ مقدمته الشهيرة: وشذّ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها ÙˆÙŽÙÙقْه انÙردوا به، بنوه على مذهبهم ÙÙŠ تناول بعض الصØابة بالقدØ(2)ØŒ وعلى قولهم بعصمة الأئمة... وكلها أصول واهية ثم قال: وشذ بمثل ذلك الخوارج، ولم ÙŠØتÙÙ„ الجمهور بمذاهبهم!!
Ùكي٠لا ينشأ السني على عداوة الشيعة وكرههم وعلماؤه الكبار يعلمونه
____________
1- ÙƒØسن العلوي ÙÙŠ كتابه "الشيعة والدولة القومية": 240.
2- وهو المهم عند علماء السنّة، بل الأهم والسبب ÙÙŠ عدائهم للشيعة. وأØب أن أنقل تعليق السيد عبدالØسين شر٠الدين العاملي ÙÙŠ ص340 من كتابه "النص والاجتهاد" على قول ابن خلدون هذا، قال: ما أدري كي٠تبني المذاهب الÙقهية على تناول بعض الصØابة بالقدØØŒ وما عرÙت كي٠تستنبط الأØكام الشرعية من تناول Ø£Øد من الناس، وإبن خلدون يعد من الÙلاسÙØ©ØŒ Ùما هذا الهذيان منه يا أولي الألباب!
أنهم يتبعون أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم مارقون كالخوارج، وانهم مبتدعة، وأنهم يكرهون الصØابة ويقدØون Ùيهم؟
[وإليك مثالا آخر من تجربة العراق]:
ÙÙŠ عام 1926 Ù€ 1927 ثارت ضجة Øول كتاب "الدولة الأموية ÙÙŠ الشام" وضعه شخص سوري كان يعمل مدرساً ÙÙŠ العراق اسمه أنيس زكريا النصولي بسبب كون الكتاب الذي وضعه ليكون مادة دراسة للمدارس الثانوية، كان ÙÙŠ بني أمية وتاريخهم الأسود الذي صيّره النصولي شيئاً آخر، وخصوصاً بسبب ما ذكره بخصوص الثوار الشيعة ضد العهد الأموي، وكذلك قضية الإمام الØسين (عليه السلام) وصراعه مع الأمويين.
قال ÙÙŠ كلمة الإهداء: "من Ø£ØÙ‚ بتاريخ بني أمية من أبناء أميّة، ومن Ø£ØÙ‚ بتاريخ معاوية والوليد من أبناء معاوية والوليد، Ùاقبلوا يا أبناء سورية الباسلة المتØدة والمستقلة هذه الثمرة الصغيرة".
قال: "إن هذا الضع٠ÙÙŠ زعماء آل البيت كان من أكبر المصائب على الإسلام، إذ جعل لأØزابهم وأصØاب النÙوذ والمطامع من رجالاتهم الÙرص الكاÙية لادعاء مبادىء باسمهم لم ÙŠÙكروا بها ولم تخطر لهم على بال!!".
وعلى هذا Ùزعماء أهل البيت (عليهم السلام) كانوا مصائب أصيبت بها الأمة Ù€ والعياذ بالله من هذا القول Ù€ وأن التشيع الذي تعتنقه الشيعة مخترع من عندياتهم.
وقال: ".. وإنّ الذين يسعون ÙÙŠ الخلا٠عليها هم الكÙرة الÙجرة، ولا غرابة ÙÙŠ ذلك، Ùالعاهل الأموي كان خليÙØ© رسول الله، ومن يخرج على الخليÙØ© Ùإنما يخرج على رسول الله، ومن يخرج على رسول الله Ùإنما يخرج على الله، ومقره جهنم وساءت مصيراً!!".
وعلى هذا، Ùالإمام الØسين (عليه السلام) من الكÙرة الÙجرة ومقره جهنم وساءت
مصيراً، نعوذ بالله من هذا القول.
وقال: "تلك هي إصلاØات بني أمية وكلها ترمي إلى العدل وإعلاء كلمة الØÙ‚!!".
وعلى هذا، Ùقتل الØسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصØابه، وسبي بنات الوØÙŠØŒ ورمي الكعبة بالمنجنيق، واستباØØ© المدينة المنورة وهتك أعراض بناتها، مع غيرها من الموبقات، كانت إصلاØات ترمي إلى العدل وإعلاء كلمة الØÙ‚.
وقال: "كان زعماء آل البيت ضعاÙاً Ùظلوا تØت تأثير المورÙين الÙارسي والأÙكار الÙارسية!!".
وقال: ".. ارتياب الØسين ÙÙŠ Øقه بالخلاÙØ© واعتراÙÙ‡ اعتراÙاً صريØاً ليزيد بإمارة المؤمنين!!".
وقال: "قضت الدولة على Øركة التوابين ÙÙŠ عين الوردة ولكنها لم تقض على الأØقاد المتأصلة ÙÙŠ Ù†Ùوس الشيعة!!".
إن أي إنسان، وإن كان جاهلا أو لا يشعر بالمسؤولية، يعر٠أن مثل هذا الكلام إنما هو إساءة إلى الشيعة، بل إلى الإسلام، وأنه ÙÙŠ العراق يعتبر بمثابة إعلان ثورة على مشاعر وعقائد أغلبية الشعب العراقي الشيعية والكثير غيرهم من السنّيين. ولكن كان لساطع الØصري المسؤول عن وضع المناهج التعليمية لأولاد العراقيين رأي آخر هو:
"استطيع أن أقول أن أغلاط الكتاب العلمية Ù€ ومØاذيره السياسية Ù€ تنØصر ÙÙŠ عبارات الإهداء التي تصدرت الملزمة المضاÙØ© إلى الكتاب أخيراً، ولذلك رأيت أن Ø£Øسن الطرق لمعالجة القضية هي أن يطلب إلى المؤل٠أن يعيد طبع الملزمة المذكورة على أساس تجريدها من كلمات الإهداء!!".
وقال عن متون الكتاب: "عندما قرأتها بكل اهتمام لم أجد Ùيها ما يمس
عواط٠طائÙØ© من الطوائ٠الدينية!!"(1).
عقدة الصØابة:
تشكل قضية الصØابة الØجر الأساس ÙÙŠ جدار البغضاء الطائÙÙŠ Øيث لا يرى السنّيّ أيّ مبرر لهذا الموق٠السلبي للشيعة من الصØابة المقدسين عنده، ولست ألوم السنّيّ الذي لم يطلع على التاريخ وشيء من التØليل الموضوعي الواعي، لأن شعوره شعور طبيعي يتولد عند كل إنسان، كائناً ما كانت عقيدته، تجاه من يق٠موقÙاً سلبياً ممن يقدّس.
وأنت ترى هذه الØقيقة عند قراءة أي كتاب من الكتب التي دÙعها الپترودولار لشتم عقائد الشيعة. Ùقضية الصØابة تق٠ليس Ùقط ÙÙŠ أوّل الإشكالات، ولكنها هي المشكلة الØقيقة لمن دقق ÙÙŠ هذه الكتب، ولمن استمع إلى شكاوى السنّة من عقائد الشيعة.
ولقد استعملت هذه القضية لإثبات أعجمية الشيعة، وأنهم جمعية سرية أسسها الÙرس لتدمير الإسلام، وذلك لأن انتقاد الصØابة ÙˆØªØ¬Ø±ÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¶Ù‡Ù… يعني Ù€ كما يقولون Ù€ تهديد قدسية السنّة النبوية المنقولة عن طريقهم، وبذا ØªÙ†Ø¬Ø Ù…Ø¤Ø§Ù…Ø±Ø© الÙرس بإلباس الØÙ‚ بالباطل وضياع السنن المنقولة عن الصØابة. وهذا الكلام يقال Ù€ بالطبع Ù€ لإقناع العوام من السنّة ليس Ùقط بÙساد عقيدة الشيعة، بل بتآمرهم بشكل مماثل للجمعيات الماسونية والهيئات التبشيريّة، ضد الإسلام.
ولكن المؤس٠هو أن هذا الكلام يردد من قبل بعض Øملة العلم وأدعيائه، Ùهؤلاء يعرÙون أن الشيعة ليسوا جماعة تريد أن تهدم دين المسلمين، بل هي جماعة لديها خزين كبير من الأØاديث الشريÙØ© المنقول عن النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة
____________
1- راجع "مشكلة الØكم ÙÙŠ العراق": 215 وما بعدها.
الطاهرين (عليهم السلام) ØŒ وذلك عن طريق بعض صØابة الرسول(صلى الله عليه وآله) وبعص صØابة الأئمة (عليهم السلام) . وليست Ø£Øاديث الأئمة (عليهم السلام) اجتهاداً من عندهم، بل هي نصوص تلقاها كل إمام عن الإمام الذي قبله وصولا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ لذلك كانوا (عليهم السلام) كثيراً ما يبدأون رواياتهم بكلمة: "Øدثني أبي عن آبائه عن رسول الله(صلى الله عليه وآله).." وذلك تأكيداً لهذا المعنى.
من الناØية الأخرى Ùإن الشيعة ÙŠÙخرون بأنهم لا يوالون أي Ø£Øد إلاّ بعد التثبت من Øسن سيرته ÙˆØسن خاتمته، Ùلا يمكن عندهم أن يوضع عبدالله بن مسعود الذي كان Ù…Ù…Ø¯ÙˆØ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ±Ø© دائماً ولم يغير أو يبدل أو ÙŠÙعل ما يؤذي المسلمين، Øتى قضى على الØال التي Ùارق عليها رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ ÙÙŠ منزلة بعض الصØابة الذين لم يتركوا هذه الدنيا إلاّ وقد أثاروها Ùتنة عمياء وخرجوا على علي بن أبي طالب الإمام المبايع من قبل المسلمين Ù€ دع عنك النص الذي يتØدث عنه الشيعة Ù€ وسلّوا سيوÙهم ضد المسلمين Ùأشعلوا أوار أول الØروب Ùيما بين المسلمين أنÙسهم، والتي أدت إلى مقتل الألو٠منهم على أرض العراق بلا سبب سوى التنازع على الملك، كما لا يمكن أن يثقوا بروايات رواها أشخاص غشوا المسلمين وقتلوهم دون ØÙ‚ وسلبوهم وساروا Ùيهم بسيرة Ùرعون وهامان وقارون.
إلاّ أن الدول التي تسلطت على المسلمين لما رأت المقاومة من الشيعة Ù„Øكمهم غير الشرعي كان لابد لها أن تزي٠التاريخ وتÙتعل الروايات المضادة لعقائد الشيعة ÙÙŠ الأشخاص والأØداث، والتي ØªØµØ¨Ø Øقّاً بعد غسيل الدماغ بها لقرون من الزمان، خصوصاً وأن المعارضة الشيعية بقيادة أئمة الهدى (عليهم السلام) كانت Ù…Øرومة من وسائل الإعلام، ÙˆÙÙŠ ذلك الزمن المتخل٠بالنسبة لزمننا الØاضر ÙÙŠ وسائل الاتصال والإعلام.
وإننا نعاصر، ونØÙ† ÙÙŠ هذا الزمن الذي ÙŠÙترض أن ينقل Ùيه كل شيء كما هو بسبب وجود التلÙزيون والÙيديو والقمر الصناعي والتلÙون والتلكس والÙاكس والكمبيوتر، نعاصر تشويه الأØداث بشكل يومي، وتعتيم على Ø£Øداث مهمة، وتضخيم واهتمام بأØداث تاÙهة، Ùكي٠ÙÙŠ ذلك الزمان الذي لم تكن وسائل الإعلام والاتصالات كما هي ÙÙŠ عصرنا الØاضر، بل ولا واØد من الأل٠منها.
والمشكلة جدّ عويصة، وذلك لأنّ من يق٠الشيعة منهم موقÙاً سلبياً واضØاً، أبا بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين، هم أكثر الناس تقديساً عند أهل السنّة، ولقد كان الشيعة غير متساهلين مطلقاً ÙÙŠ المواق٠التي اتخذها هؤلاء الصØابة الثلاثة لأنهم عدّوها خروجاً أساسياً على نصوص مقدسة لا مجال لتجاوزها كما ÙÙŠ تجاوز أبي بكر وعمر Ù„ØÙ‚ عليّ ÙÙŠ الØكم نصّاً عليه من الرسول(صلى الله عليه وآله) ومنع Ùاطمة(عليها السلام) Øقها ÙÙŠ ميراث أبيها(صلى الله عليه وآله)ØŒ وخروج عائشة من بيتها الذي أمرت أن تقرّ Ùيه بنص القرآن، وقيادتها الجيوش التي Øاربت بها المسلمين الذين يقاتلون تØت راية الخليÙØ© الشرعي المبايع، Ùالمسألة Ùيها إراقة دماء Øرام وخلاÙØ© المسلمين وهي أخطر مركز ÙÙŠ الإسلام.
وبما أن الشيعي يعتقد بأن أخاه السنّيّ لا يعر٠الكثير من الØقائق بسبب عمل الØكام ÙÙŠ الماضي على تشويه الØقائق بصر٠الأموال لوضع الأØاديث الكاذبة التي تبرر كثيراً من الأÙعال التي لا يقرّها الشرع أو التي تجاوز أصØابها على نصوص قرآنية أو Øديثية لا يمكن تجاوزها بإجماع المسلمين أو برÙع شأن أناس وخÙض آخرين، إذاً Ùعليه أن يعذر أخاه السنّيّ Øتى يبين له الØÙ‚ لأن (ÙƒÙلّ٠ØÙزْبÙÙ… بÙمَا لَدَيْهÙمْ ÙَرÙØÙونَ)(1)ØŒ ÙˆÙÙŠ Ù†Ùس الوقت على السنّي أن يسمع له ويناقشه إذا لم يعتقد بما يرى.
____________
1- الروم: 32.
عقدة عدم الÙهم للعقائد والشعائر الخاصة بالشيعة:
يعترض السّنّي العراقي (وغيره ÙÙŠ هذا المجال) على بعض العقائد والشعائر الشيعية.
وكما قلنا سابقاً Ùإن التعليم والإعلام المسيطر عليه من قبل الدولة الطائÙية لا ÙŠØªÙŠØ Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¦Ø¯ الشيعة أن تعرض على الملأ، دع عنك توضيØها وشرØها ÙˆØ´Ø±Ø Ø£Ø¨Ø¹Ø§Ø¯Ù‡Ø§ وتبيان عدم مخالÙتها للإسلام، لذلك Ùإن الÙرد السنّيّ لا ÙŠÙكر بأنه قد يكون مخطئاً ÙÙŠ اعتقاده وقد يكون الشيعي هو صاØب الØÙ‚ØŒ لأن الÙرد العادي لم يأته الوØÙŠ من السماء ليكون واثقاً تماماً من معتقداته وأنها ÙÙŠ صلب العقيدة الإسلامية أو لا تتصادم معها.
ومن هذه العقائد عقيدة المهدي المنتظر الذي يعتقد الشيعة أنه موجود ØÙŠ غائب عن أعين الØكام وينتظر الأمر الإلهي بتØقق الشروط لظهوره لتأسيس الدولة العالمية الإسلامية Ù…Øقّقاً وعد جده رسول الله(صلى الله عليه وآله): "يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ملئت ظلماً وجوراً".
ومنها صلاتهم على تربة مأخوذة من طين من منطقة قبر الØسين (عليه السلام) ÙÙŠ كربلاء، Ùالسنّة يرون أن هذا نشاز لمجرد أنهم لا يصلون على مثلها(1).
ومنها الشهادة لعلي بن أبي طالب بالولاية ÙÙŠ الأذان والتي يعترض عليها السنّة بل ويشمئز بعضهم من سماعها. هذا، مع أن السنّة يضيÙون كلمة "الصلاة خير من النوم" ÙÙŠ أذان صلاة الÙجر ويعترÙون أن هذه لم تكن وقت النبي(صلى الله عليه وآله) وإنما أضيÙت بعده.
ومنها الالتزام بصÙØ© العدالة Ùيما يخص الأمور الشرعية مما يؤدي إلى سوء
____________
1- والØقيقة هي أن هذه التربة قد Øملت أكثر مما تØتمل، ولكن لابد لكاتبي الكتب أن يملؤوها مقابل المال السØت الذي يدÙع أجراً لهذه الكتب السامة.
Ùهم لدى السنّيين. وصÙØ© العدالة تأتي ÙÙŠ مقدمات صÙات إمامة المسلمين وإمامة الØج وإمامة الصلاة وغيرها. إن إمامة المسلمين هي التي من شأنها رÙض الشيعة الØكام الزمنيين، ورÙÙÙضَ الشيعة رداً على ذلك.
Ùالشيعي يرى ÙÙŠ مرجع التقليد إماماً له (كونه نائباً للإمام ÙˆØسب أمر الإمام المعصوم) ÙÙŠ جميع أموره. من هذه الأمور تعيين رؤية الأهلة والتي ØªØµØ¨Ø Ù‚Ø¶ÙŠØ© خلا٠ÙÙŠ بداية شهر رمضان المبارك وشهر شوال وشهر ذي الØجة، Øيث ÙŠØرم الإÙطار ÙÙŠ أول رمضان وآخره، ويØرم الصوم ÙÙŠ يوم العيد، ÙˆØيث مناسك الØج والتضØية ÙÙŠ عيد الأضØÙ‰.
ويعتقد غالبية أهل السنّة بأن الشيعة تصوم وتÙطر بعدهم بيوم واØد عادة لأنهم يريدون أن يخالÙوهم ÙØسب! هذا، ÙÙŠ Øين أن الشيعة ينتظرون الأخبار من المراجع والعلماء ÙÙŠ العراق والكويت والمدينة المنورة وإيران ولبنان عادة، والذين يستندون إلى شهادة العدول ÙÙŠ رؤية الهلال(1).
ومنها الزيارات الشيعية للأئمة والصالØين وما يقرأ Ùيها، Øيث لا يعتقد
____________
1- والØقيقة هي أن الواجب على جميع المسلمين أن يصوموا ويÙطروا بناءً على رؤية الهلال من قبل العدول. إلاّ أن اتباع كثير من البلدان الإسلامية للسعودية ÙÙŠ ذلك، وكون السعودية تصوم وتÙطر مبكراً دائماً، Øتى قبل ولادة الهلال Ø£Øياناً كما أكد ذلك الباØثون والÙلكيون وبمقارنة جداول ولادة القمر التي لا شك ÙÙŠ صØتها، جعل السنّة ÙÙŠ الكثير من البلدان الإسلامية ومنها العراق الذي يتبع السعودية Ø£Øياناً كثيرة، يصومون ويÙطرون قبل الشيعة.
ولا أرى شخصياً أي Øاجة لتوØيد الصيام والإÙطار كما يطلب البعض مخلصاً، لأن المسلمين موزعون ÙÙŠ أصقاع الأرض مما ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ© الموØدة مستØيلة. كما أرى شخصياً أن هناك تÙريطاً من جانب علماء السنة ÙÙŠ عدم التثبت من الهلال ومتابعة السعودية، وتÙريطاً من الناس عموماً ÙÙŠ متابعة إعلانات الدولة بالرؤية وهي التي تستند إما على علماء غير ثقات من وعاظ السلاطين وإما على قرارات سياسية (كما Øدث ÙÙŠ الستينات ÙÙŠ العراق Øيث أعلنت الدولة أنه لم تثبت رؤية هلال شوال، ثم لما أعلنت النج٠ثبوت الرؤية أعلن تلÙزيون بغداد ÙÙŠ ساعة متأخرة جداً من الليل ثبوت الرؤية).
علماء السنّة ولا الكثير من السنّة العوام إمكانية أن يزار الميت ويتكلم معه وكأنّه Øيّ وما الÙائدة من ذلك. إلاّ أن هذا الأمر ليس بقضية ذات شأن لأن الكثير من السنّيين ÙÙŠ العراق وغيره يقومون بمراسيم الزيارة وطلب Ø´Ùاعة الميّت ÙÙŠ الØاجات عند الله تعالى، على الرغم من الØرب التي تشنها الوهابية السعودية ضد هذه الشعائر ÙÙŠ كاÙØ© أرجاء العالم الإسلامي ومنها مصر بتأثيرها على بعض الجماعات الإسلامية وبعض "العلماء".
وأخيراً، كنت أتصور أن ما يتهم به السنّة الشيعة من أنهم ÙŠÙضلون علياً، ويعتقدون بأن النبوة كان يجب أن تكون لعليّ قد Ø£ØµØ¨Ø Ø´ÙŠØ¦Ø§Ù‹ من مخلÙات الماضي، إلاّ أنني وجدت أنّ البعض لا يزال ÙŠØمل هذه الأÙكار السخيÙØ© عن الشيعة، وعندما كنت أعدد هذه الاÙتراءات على الشيعة لأØد أقربائي قاطعني بأنه لا يشك ÙÙŠ أن بعض الشيعة يعتقد أن علياً هو الذي كان من المÙروض أن يكون النبي وليس Ù…Øمداً(صلى الله عليه وآله)!! وعندما أوضØت أنه لا يوجد مثل هذا الشيء ÙÙŠ الطائÙØ© الشيعية الإمامية الاثنا عشرية لا ÙÙŠ عالمهم ولا ÙÙŠ جاهلهم أصرّ على رأيه بشكل ملÙت للنظر وبقي على اعتقاده!!
أكثر من ذلك يصل الØد الى اتهام الشيعة بأنهم لا ÙŠØبون النبي(صلى الله عليه وآله) كما أقسمت Ø¥Øداهن!!!
ولا نريد هنا أن نرد على هذه الترهات والاÙتراءات كأن نسأل عن السبب الذي من أجله لا ÙŠØب الشيعة Ù…Øمداً(صلى الله عليه وآله)ØŒ أو عن السبب الذي Øدا بجبرئيل (عليه السلام) أن يخطىء Ùلا ينزل بالوØÙŠ إلى علي (عليه السلام) ابن العشر سنين وينزل به إلى Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله)ابن الأربعين سنة!! ولا عن إمكانية Øدوث ذلك من الملائكة المعصومين المرسلين من رب العالمين، أو عن السبب الذي يجعل جبرئيل يخون الأمانة كما ÙŠÙتري البعض، أن هذا من اعتقادات الشيعة أو بعضهم، وكي٠يخون Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³
الموصو٠من قبل الله تعالى ÙÙŠ القرآن بالأمين (إنّها لمهزلة Øقّاً أن يضيع الوقت والجهد والورق ÙÙŠ مثل هذه السخاÙات)ØŒ ولكن أريد أن أستغل هذه الÙرصة لأقول لمن يريد أن يسمع بأنّ الشيعة تضع رسول الله Ù…Øمد بن عبدالله(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ منزلة أعلى بكثير من المنزلة التي يضعه(صلى الله عليه وآله) Ùيها السنّيون، Ùهم يعتقدون بعصمته ليس Ùقط بالتبليغ عن الله، بل بعصمته ÙÙŠ كل Øال ومقال، ÙˆÙÙŠ طول عمره الشري٠أي منذ اليوم الذي ولدته أمه ÙˆØتى يوم قبضه الله إليه.
كما وينزهونه ليس Ùقط عن الخطأ والسهو ÙÙŠ التبليغ، بل ÙˆÙÙŠ كل قول ÙˆÙعل ÙˆÙÙŠ كل عمره. ÙˆÙÙŠ Øين أن غيرهم يعتقد Ùيه أنه كان يأخذ آراء الصØابة ويقرّر على أساسها، Ùإن الشيعة تعتقد أنه(صلى الله عليه وآله) لم يكن ÙŠØتاج إلى Ø£Øد وإنّما كان يشاورهم لتطييب قلوبهم أولا، وليعلم الناس أنّ الØاكم يشاور الرعية ثانياً.
ولا يعتقدون كما يعتقد غيرهم أنّه ينسى الآيات القرآنية Ùيتذكرها بعد أن يسمعها من أعمى يقرأها، أو أنه سÙØÙر وأثّر Ùيه السØر بØيث لم يعد يدري Ùيما إذا أتى النساء أو لا (كما ورد ÙÙŠ صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ(1) الذي يعتقد السنّيون بصØØ© كل ما جاء Ùيه)ØŒ وأنّه نام Øتى سمعوا غطيطه ثم استيقظ Ùصلّى بدون وضوء(2)ØŒ لأن الشيعة تعتقد أن ذلك من شأنه أن يعرضه للخطأ ÙÙŠ التبليغ والنسيان مما سيضل الأمة لأنها لن تعلم ÙÙŠ أي Øال قال أو Ùعل(صلى الله عليه وآله) ما وصلها عنه، Ø£ÙÙŠ Øال العصمة والصØÙˆ والانتباه أم ÙÙŠ Øال النسيان والخطأ والسØر نعوذ بالله وبه نستجير من هذا الاعتقاد.
ونقول لمن يريد أن يسمع بأنّ الشيعة ترى أن الرسول(صلى الله عليه وآله) خير خلق الله أجمعين، ومن Øباه بعلوم الأولين والآخرين، وجعله على خلق عظيم، وآتاه ما لم
____________
1- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 7 / 29.
2- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 1 / 37ØŒ 44ØŒ 171.
يؤت Ø£Øداً من العالمين من الÙضائل والمزايا، Ùلا يدانيه Ø£Øد ÙÙŠ مرتبة أو يصل إلى مقامه المقدس.
أما اعتقادهم بعليّ (عليه السلام) Ùإنه عبدالله وأخو رسوله(صلى الله عليه وآله) آخاه معه ÙÙŠ الدنيا والآخرة بأمر الله، وزوّجه ابنته الزهراء(عليها السلام) بأمر الله، وجعله منه بمنزلة هارون من موسى(عليهما السلام)ØŒ وهي تعني منازل الخلاÙØ© ÙÙŠ قومه والتبليغ وغيرها Ùيما عدا النبوة التي ختمت بمØمد(صلى الله عليه وآله)ØŒ بعد أن علمه ما شاء الله وذلك بأمر الله، ونصبه للإمامة والخلاÙØ© بعده(صلى الله عليه وآله)مباشرة ÙÙŠ مناسبات عديدة آخرها بعد Øجة الوداع ÙÙŠ غدير خم الواقع بين مكة والمدينة وذلك بأمر الله، ونصب أولاده الأØد عشر بدءاً بالأخوين الطاهرين الØسن والØسين(عليهما السلام) وانتهاءاً بالمهدي (عليه السلام) أئمة على الناس أجمعين سواءً رضي الناس أم لم يرضوا (كما ÙÙŠ قوله(صلى الله عليه وآله): "الØسن والØسين إمامان قاما أو قعدا" أي بالخلاÙØ© المبسوطة اليد على الناس) وذلك بأمر الله تعالى، وقوله(صلى الله عليه وآله): "يكون اثنا عشر أميراً كلهم من قريش"(1)ØŒ والتي لا تنطبق مطلقاً إلاّ على معتقد الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ÙÙŠ أئمتهم الاثنى عشر بدءاً من الإمام عليّ وانتهاءً بالمهدي.
Ùالأمر هو اختيار إلهي لهؤلاء الصÙوة أن يخلÙوا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وليس رغبة من الرسول أن يرÙع أهله على الناس أو رغبة منهم (عليهم السلام) أن يصعدوا على كراسي الØكم، Ùلقد كان(صلى الله عليه وآله) وكانوا (عليهم السلام) أزهد الناس بالدنيا وما Ùيها. قال تعالى: (ÙˆÙŽ رَبّÙÙƒÙŽ يَخْلÙق٠مَا يَشَآء٠وَ يَخْتَار٠مَا كَانَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الْخÙيَرَة٠سÙبْØَـنَ اللَّه٠وَ تَعَــلَى عَمَّا ÙŠÙشْرÙÙƒÙونَ)(2)ØŒ وقال: (Ù‚Ùلْ Ø¥Ùنَّ الاَْمْرَ ÙƒÙلَّهÙÙˆ Ù„ÙلَّهÙ)(3)ØŒ ولا أدري ما هو أعظم من اختيار أمناء للإسلام الذي لا يزال غضاً بعد ÙˆÙاة رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ ولا يزال
____________
1- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ باب الاستخلاÙ: 8 / 127.
2- القصص: 68.
3- آل عمران: 154.
المشركون ÙÙŠ الجزيرة والمناÙقون ÙÙŠ مكة والمدينة وعقائد الجاهلية لا تزال قلوبهم مشربة بها، ولا تزال عقائد العنصرية والطبقية وغيرها متمكنة من قلوب الكثيرين إلى اليوم، Ùكي٠يومئذ والأكاسرة والقياصرة متأهبون بعد أن عرÙوا بهذا الدين من رسائل الرسول(صلى الله عليه وآله) التي دعاهم Ùيها للإسلام ومن غارات المسلمين على أطرا٠الجزيرة.
وليس ذنب الشيعة أن الأمور لم تسر ÙˆÙÙ‚ ما أراده الله تعالى من خير للبشرية، وإنما هي المسؤولية على من رÙض ذلك وأقبل على ما يرضاه هواه. إلاّ أن الذي Øدث هو أن الناس لما رأوا أنهم هم الأكثرية ظنوا أن الشيعة هم على باطل كونهم هم الأقلية، والØÙ‚ لا يعر٠أكثرية أو أقلية، Ùإنّ من يتخذ غير الإسلام ديناً هم الأكثرية، وقد ذم الله الأكثرية ÙÙŠ مواضع كثيرة من التنزيل (وَلَـكÙنَّ أَكْثَرَهÙمْ لاَ يَعْلَمÙونَ)(1)ØŒ (ÙˆÙŽ أَكْثَرÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙلْØÙŽÙ‚ÙÙ‘ كَـرÙÙ‡Ùونَ)(2)ØŒ (ÙˆÙŽ مَا ÙŠÙؤْمÙن٠أَكْثَرÙÙ‡ÙÙ… بÙاللَّه٠إÙلاَّ ÙˆÙŽ Ù‡ÙÙ… مّÙشْرÙÙƒÙونَ )(3)ØŒ ÙˆÙ…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø£Ù‚Ù„ÙŠØ© (ÙˆÙŽ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلٌ Ù…Ùّنْ عÙبَادÙÙ‰ÙŽ الشَّكÙور٠)(4).
ولكن الذي Øدث هو أن السنّيين رأوا أنّ الشيعة يرÙعون من مقام علي وأولاده (عليهم السلام) أكثر مما ينبغي Øسب رأيهم، بل أن أكثرهم لا يعر٠هؤلاء الرجال الذين تقدسهم الشيعة بهذا الشكل، كما أنهم لا يعرÙون ÙÙŠ عقائدهم شيئاً اسمه الإمام أو الوصاية مما جعلهم يظنون أن الشيعة إنما هي جماعة منØرÙØ© عن الدين الصØÙŠØ.
وقد ساهم ÙÙŠ هذا التعقيد ما يكتبه الشيعة دÙاعاً عن أئمتهم وينشرون
____________
1- الأنعام: 37.
2- المؤمنون: 70.
3- يوسÙ: 106.
4- سبأ: 13.
عقائدهم Ùيها، Ùظن الآخرون أن الشيعة إنما تقدس هؤلاء أكثر من رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وبالتأكيد لم يكن هناك خلا٠Øول رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ùكان تركيز الشيعة ÙÙŠ الدÙاع عن عقائدهم ضد الهجمات الظالمة قديماً ÙˆØديثاً هو على الأئمة (عليهم السلام) Ùظن الناس أنّهم يبالغون أو يغالون ÙÙŠ تقديسهم (عليهم السلام) .
Ø¥Øياء أمرهم (عليهم السلام) والطائÙية:
أمرنا الأئمة (عليهم السلام) بدعوة الناس إلى منهجم وطريقتهم، ودعوا الله تعالى أن ينشر رØمته على من يقوم بذلك، وذلك بقولهم: "Ø£Øيوا أمرنا، رØÙ… الله من Ø£Øيا أمرنا". ولكن كي٠يمكن Ø¥Øياء أمرهم، أي دعوة الناس إلى اتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والذي عليه الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، بدون الدخول بادىء ذي بدء ÙÙŠ إثبات ØÙ‚ الأئمة (عليهم السلام) ÙÙŠ الولاية العامة على المسلمين، ثم تØليل ما جرى بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله) من أمور تناقض ما تدعيه الشيعة (وتثبت صØته Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ù…Ù† كتب السنّة أنÙسهم) من تخطيط الرسول(صلى الله عليه وآله) للأمة بناءً على أوامر الله تعالى؟
كي٠يمكن تجنب التعر٠للصØابة الذين منعوا أهل البيت (عليهم السلام) من أن يتبوؤا مناصبهم Øسبما أراد الله ورسوله(صلى الله عليه وآله)ØŒ والذين ساهموا ÙÙŠ ذلك، والذين قعدوا عن نصرتهم (عليهم السلام) Øينما ادّعوا ذلك لأنÙسهم؟
وإذا كان بالإمكان عمل ذلك بأن ÙŠØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¯Ø§Ø¹ÙŠØ© Øقيقة أهل البيت (عليهم السلام) ووصية الرسول(صلى الله عليه وآله) بهم وإليهم، ويلقي الضوء على شخصياتهم المقدسة من خلال Øياتهم الشريÙØ©ØŒ ثم لا يتعرض إلى أسباب عدم صعودهم إلى سدّة الØكم، Ùبماذا سيجب من سيسأل متعجباً من هذا التناقض العجيب بين أوامر الرسول(صلى الله عليه وآله) وواقع الØال؟
وإذا تمسك الداعية بعدم الجواب ملتجئاً إلى الآية الكريمة 141 من سورة البقرة: (تÙلْكَ Ø£Ùمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ ÙˆÙŽ Ù„ÙŽÙƒÙÙ… مَّا كَسَبْتÙمْ ÙˆÙŽ لاَ تÙسْـَلÙونَ عَمَّا كَانÙواْ
يَعْمَلÙونَ)(1)ØŒ Ùبماذا سيجيب السائل الذي يدعوه إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عن الاÙتراءات التي ÙÙŠ الكتب التي تطبعها الوهابية كل ساعة لتكرّه الناس هذا المذهب وتبعدهم عنه؟
لابد وأن يأتي الظر٠الذي لابد من التعرض Ùيه إلى هذه الإشكالات الناشئة مما وقع بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله). وهنا، سيتهم من يتعرض لها بالطائÙية لأنه يتعرض للأشخاص الذين يقدسهم أهل السنّة، وتبدأ موجة جديدة من الاتهامات.
ÙÙŠ البدء الهجوم على الشيعة بسبب عقائدهم المنØرÙØ©ØŒ كما ÙŠÙترون، وعندما يداÙعون عن أنÙسهم ضد هذا الهجوم يبدأ الهجوم عليهم بسبب طائÙيتهم لأنّهم داÙعوا عن أنÙسهم!!!
إن دعوة الناس إلى أهل البيت (عليهم السلام) ليست دعوة طائÙية وذلك:
1 Ù€ لأن الدعوة إلى Ùكر وعقيدة ليست كذلك، إنما هي Ù…Øاولة اقناع آخرين بوجهة النظر لنيل مكسب دنيوي أو أخروي أو الاثنين معاً.
ÙˆÙÙŠ Øالة التشيع بالذات Ùإن الكسب الدنيوي يكاد ينعدم، لأن الدنيا لم تزل مدبرة على الشيعة منذ أن رØÙ„ رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإلى يوم الناس هذا. أما الأخروي Ùمضمون بدعاء الإمام "رØÙ… الله من Ø£Øيا أمرنا". Ùهل يزهد عاقل ÙÙŠ نيل الرØمة الإلهية لأجل شبهات يثيرها الطائÙيون أو الجاهلون؟ وما قيمة كل هذه الأمور الدنيوية ÙÙŠ قبالة هذه الرØمة التي قد ترÙع صاØبها إلى جنان الخلد؟
2 Ù€ ليست هذه الدعوة طائÙية لأن الذين ÙŠÙØيي أمرهم هم أصØاب منهج أبعد ما يكون عن الطائÙية، وأقرب ما يكون إلى التقريب بين المسلمين، خذ مثلا نهج علي (عليه السلام) مع الصØابة الذين منعوه من تسليم مقاليد الØكم بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله)ØŒ وما زالوا يمنعونه منه وهو يقيم عليهم الØجة كي لا يضيع الØÙ‚ من
____________
1- البقرة: 134.
جانب، ويق٠منهم Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø§Ù„Ù†Ø§ØµØ ÙˆØ§Ù„Ø£Ø® المخلص الذي لا يتأخر عن نصيØØ© أو يتلكأ عن مبادرة لإØقاق ØÙ‚ أو إزهاق باطل من جانب آخر. ولقد كان (عليه السلام) كذلك ÙÙŠ مواق٠كثيرة نذكر منها:
Ø£ Ù€ يوم السقيÙØ© Øين بويع أبو بكر ورسول الله(صلى الله عليه وآله) لما يزل مسجى بين أهله وبعض أصØابه، Ùما كان من علي (عليه السلام) ØŒ وبعد أن أقام الØجة على المسلمين، سواء مباشرة Øينما طا٠عليهم ليلا يذكّرهم ببيعته قبل أقل من ثلاثة أشهر ÙÙŠ يوم الغدير، وبممانعته للبيعة ÙÙŠ أول الأمر، أو بشكل غير مباشر وذلك عن طريق الزهراء(عليها السلام) ÙÙŠ خطبتيها المشهورتين اللتين خاطبت بأولاهما أبا بكر خاصة ومن معه عامة(1)ØŒ وثانيتهما التي خاطبت بها الأنصار(2).
بعدها، وبعد ÙˆÙاة الزهراء(عليها السلام) بايع علي (عليه السلام) أبا بكر بعد أن مضت مدة تكÙÙŠ لأن توصل للمسلمين على مر الأجيال أن علياً (عليه السلام) كان يرى أنه صاØب الأمر بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) مباشرة. كذلك Ùقد كان يصعب على أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يبايع أبا بكر ÙÙŠ Øياة الزهراء(عليها السلام) بعد أن جرى لها ما جرى وبعد أن قاطعت أبا بكر ولم ترض أن تكلمه إلى غير ذلك من Ø£Øداث مؤلمة ليس ههنا مكان ذكرها.
____________
1- والتي اعترضت Ùيها على قرار الخليÙØ© منعها من التصر٠بإرث أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)استناداً إلى Øديث رواه الخليÙØ© أبو بكر يقول: "Ù†ØÙ† معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة"ØŒ ÙÙŠ Øين كانت ترى أنها ترث أباها(صلى الله عليه وآله) كما ترث أي بنت أباها استناداً على نصوص القرآن الذي لم يخصص آيات المواريث بسائر الناس دون الرسل (عليهم السلام) ØŒ واستناداً إلى كونها لم تسمع Øديث الرسول(صلى الله عليه وآله) الذي رواه أبو بكر، وأنه من المستØيل أن يتركها أبوها(صلى الله عليه وآله)جاهلة بهذا الØكم الشرعي Ùيعرضها للمطالبة بإرث ليس من Øقها كما زعموا.
ويبدو أن بعض Øكام المسلمين كانوا يواÙقون الزهراء(عليها السلام) ÙÙŠ طلبها لأنهم أعادوا الميراث، ومنه قرية "Ùدك" إلى ذريتها، كما Ùعل عمر عبدالعزيز الأموي والمهدي والمأمون العباسيان.
2- وهي تØثّهم على نصرتها ÙÙŠ طلب Øقوقها التي منعت منها لأن الرسول(صلى الله عليه وآله) كان قد قال: "المرء ÙŠØÙظ ÙÙŠ ولده" وأوصى الناس بأهل بيته كثيراً كقوله: "أذكركم الله ÙÙŠ أهل بيتي".
ب Ù€ يوم جاء أبو سÙيان، عدو الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) ÙŠØØ« علياً والعباس أن يتمردا على الخليÙØ© المبايع وهو يعدهم النصرة بما يستطيع Ù€ وقد كان بإمكان مدّعي الإسلام هذا أن يجمع الكثرة الكاثرة من المناÙقين Ù€ Ùما كان من علي (عليه السلام) وقد عر٠مقصده أن رده وجبهه بدخيلة Ù†Ùسه، وأنه لا يريد سوى الوقيعة بين المسلمين وشق صÙÙˆÙهم بعيد الهزة العظمى التي Øصلت لهم بوÙاة قائدهم رسول الله(صلى الله عليه وآله). وكان علي (عليه السلام) ØŒ لو كان ذا دعوة طائÙية، سيرضى بأبي سÙيان ومن معه كي يعيد الأمر إلى نصابه بغض النظر عما ÙŠØÙ„ ÙÙŠ المسلمين، أو على الأقل ÙÙŠ تØليل الاعتماد على المناÙقين وضعيÙÙŠ الإيمان.
ج Ù€ يوم نص أبو بكر على عمر Ùقال عمار بن ياسر لعمر: "يا عمر: أمّرته عام أول وقد أمّرك اليوم"ØŒ وهذه لم تكن سوى زÙرة من عمار، وإلاّ Ùإن علياً (عليه السلام) كان قد أمر أصØابه بالصبر، وصبر هو وماشى عمراً ÙÙŠ خلاÙته التي امتدت عشر سنوات لم يبخل عليه بالنصيØØ©ØŒ بل وبإنقاذ ÙÙŠ Ø£Øيان كثيرة لم ÙŠÙعر٠Ùيها الØكم الصØÙŠØØŒ Ùكان علي (عليه السلام) المرجع Ùيها، مما جعل الخليÙØ© يقول ÙÙŠ مناسبات عديدة قولته المشهورة: "لولا عليّ لهلك عÙمر".
أكثر من ذلك، عندما أراد عمر أن يذهب بنÙسه Ù„ÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø§Ù‚ ÙˆÙارس أشار عليه علي (عليه السلام) بألا يذهب بل يبقى ÙÙŠ المدينة، ولو كان غير علي (عليه السلام) Ù„ÙØ±Ø Ø¨Ø®Ù„Ùˆ الجو له ÙÙŠ المدينة Øيث يستطيع أن يتمرد، أو يأمل بالبيعة بعد ÙˆÙاة عمر المØتملة إذا ما ذهب للØرب.
د Ù€ يوم الشورى التي أمر بها عمر قبيل ÙˆÙاته، وجعل Ùيها الأمر لعبد الرØمن بن عو٠إن كان أصØاب الشورى ثلاثة وثلاثة، Ùكان ذلك وبويع عثمان بن عÙان لأنه واÙÙ‚ على شرط عبدالرØمن بأن ÙŠØكم بكتاب الله وسنّة رسوله(صلى الله عليه وآله)وسيرة أبي بكر عمر، ÙÙŠ Øين رÙض الإمام علي (عليه السلام) أن يسير بغير الكتاب والسنة
واجتهاد رأيه لأنه يعتقد أنه أعلم من أبي بكر وعمر، ولأنه يعتقد بعدم Øجية سيرة أبي بكر وعمر وعدم إلزامها له.
هنا أيضاً، لو كان ذا منهج Ùئوي ضيق وينظر إلى مصلØته الذاتية ومصلØØ© الأمة الآنية دون مراعاة القيم التي يعدّها خطأ والتي ستتأسس على مواÙقته على شروط لا يقرها ثم لا ÙŠÙÙŠ بها، كان يمكنه أن يواÙÙ‚ على الشرط ثم يسير Øسبما يريد بعد أن ÙŠÙبايَع.
هـ Ù€ موقÙÙ‡ من عثمان يوم أن Øاصره المسلمون يطلبون النَصَ٠من ÙˆÙلاته، ومن ثم أرادوه أن يخلع Ù†Ùسه من الخلاÙØ©. Øيث كان (عليه السلام) Ù†Ùعم Ø§Ù„Ù†Ø§ØµØ ÙˆØ§Ù„Ø³Ùير بينهم وبين عثمان Øتى خا٠سلام الله عليه من الإثم كما قال (عليه السلام) . هذا مع أنه كان Ù†Ùسه ينقم على عثمان الكثير من الأØداث، ومنها ما تعرض له أكابر شيعته كعمار وابن مسعود وأبي ذر.
3 Ù€ هذه الدعوة ليست طائÙية وذلك لأنها من قبل أناس أثبتوا على مرور الأزمان أنهم أبعد ما يكونون عن الطائÙية، أو أن طائÙية البعض منهم أقل بكثير من طائÙية غيرهم من المسلمين، ولئن كان الماضي بØاجة إلى دليل Ùإن الØاضر المعاش يثبت بما لا يقبل الشك ما أقول. ولنضرب أمثلة على ذلك:
Ø£ Ù€ تØتوي الدراسات الشيعية على أطروØات ومقارنات وإشارات إلى الÙقه السنّيّ والÙكر السنّي والآراء السنّيّة، ÙÙŠ Øين تخلو الدراسات السنّيّة خلواً تاماً من أيّة إشارة إلى الÙكر أو الÙقه الشيعي. وهذا يعم المجلات والصØ٠والكتب الدينية والإطروØات الجامعية وغيرها.
ب Ù€ تØتوي المكتبات الشيعية على كتب السنّة ÙÙŠ Øين لا تØتوي مكتبات السنّة على كتب الشيعة، وهذا يعمّ المكتبات الخاصة والعامة، ÙˆÙÙŠ جميع بلاد المسلمين، ويعمّ جميع المواضيع من Øديث ÙˆÙقه وتاريخ وأدب وغيرها.
ج Ù€ تبيع Ù…Øلات بيع الكتب الشيعية كتباً دينية وأشرطة كاسيت لوعاظ من السنّة ÙÙŠ Øين لا تبيع Ù…Øلات الكتب السنّيّة الكتب الدينية الشيعية، وهذا يعمّ جميع المواضيع الدينية، وجميع بلاد المسلمين أكثر من ذلك، يتوق٠أصØاب المكتبات الطائÙيون عن التعامل مع الموزعين الذين يوزعون كتباً دينية شيعية، Ùلا يشترون منهم Øتى الكتب الأخرى عقاباً لهم على نشر "الانØراÙ" الشيعي!!
ويصل الأمر إلى Øدّ Ø¥Øجام هؤلاء عن توزيع المصاØ٠الكريمة إن كانت مطبوعة ÙÙŠ إيران ÙÙŠ Øين توزع المصاØ٠المطبوعة ÙÙŠ أي مكان دون مراجعة!
د Ù€ تضم رÙو٠مكتبات الجوامع والمساجد والØسينيات والجمعيات الإسلامية الشيعية الكتب الدينية السنّيّة ÙÙŠ Øين لا تضم مكتبات الجوامع والمساجد والجمعيات الإسلامية السنّيّة كتب الشيعة.
هـ Ù€ تمد الجمعيات والجماعات الدينية الشيعية يدها بإخلاص دائماً للجماعات والجمعيات الدينية السنّيّة من أجل التعاون ÙÙŠ شتى المجالات، ÙÙŠ Øين ÙŠØجم الآخرون عن Ùعل المثل، بل يعاملون الشيعة وكأنهم غير موجودين.
Ùˆ Ù€ ينظر الشيعة إلى السنّيين على أنهم إخوان لهم يجهلون الØقيقة، وأن ذمتهم مبرأة باتباعهم مذاهبهم، وهم لذلك يطلقون عليهم Ù„Ùظة "إخواننا" أو "الإخوة" كما سمعته بأذني مراراً من جلسات لا ÙŠØضرها غير شيعة. هذا على الرغم من أن الشيعة يعرÙون أن الكثير من "إخوانهم" السنّيّن لا يبادلونهم Ù†Ùس المشاعر، بل يعتبرونهم منØرÙين عن الدين باختبارهم ولذا Ùهم من الخاسرين، كما ويعرÙون الأضغان والأØقاد التي ÙÙŠ قلوب البعض، والرمي بالأعجمية كما ÙÙŠ Øال شيعة العراق والخليج(1) ولكن ÙŠØملوها على الجهل والتجهيل أيضاً.
____________
1- وإن كان المقصود بالرمي بالأعجمية هو الطرد من ØÙ‚ القرار السياسي العراقي إلاّ أنه صار ÙŠØمل صÙØ© الشتم ÙأضØت الأعجمية بØد ذاتها سبّة.
أيها الإسلاميون: إجسلوا معاً
ضرورة مناقشة الخلاÙات من الآن وجهاً لوجه:
إن الجلوس سوية لمناقشة الخلاÙات ضروري ولا غنى عنه وذلك على صعيد الأØزاب والعلماء والباØثين، لأن Ø£Ùراد الناس الاعتياديين من الشيعة والسّنّة لم يجدوا أن المشاكل التاريخية والعقائدية تØول دون دخولهم ÙÙŠ علاقات صداقة وتجارة وسÙر، بل مصاهرة، وسائر الأنشطة الاجتماعية، إن الجلوس سوية يمكّن من معرÙØ© Øقيقة ما يعتقده الآخرون أولا، ومعرÙØ© ما يظن الآخرون أنك تعتقده ثانياً، ومعرÙØ© مدى استعداد الآخرين للوصول إلى ØÙ„ لأي إشكال ثالثاً، ورابعاً، ولعله الأهم، ÙŠØªÙŠØ Ø§Ù„Ø¬Ù„ÙˆØ³ وجهاً لوجه للØواجز أن تتلاشى، ÙˆÙÙŠ مقدمة ذلك الØواجز النÙسية الناشئة من التعليم الخاطىء والتربية الناقصة وعمليات غسيل الدماغ.
جÙاء بعض الإسلاميين السنّيين:
يقول الكاتب:
ولقد أثبت لي الواقع المشاهد بما لا يدع مجالا للشك بأن أغلبية الإخوة الإسلاميين السنّيين لا يبدون متØمسين Ù„Ùكرة التقارب، ويغلب عليهم الجÙاء والجÙا٠ÙÙŠ التعامل مع الإسلاميين الشيعة. وعندي أمثلة على هذا تدل على أن الكثير من الإسلاميين السنّة غير راغبين ÙÙŠ التقارب من الشيعة على الرغم من Ù…Øاولات التقريب عن طريق الأشخاص، أو عن طريق المنهج الوØدوي الذي سلكته الØركة الإسلامية منذ اليوم الأول ÙˆØتى الآن.
وأني أعزو هذا الجÙاء والجÙا٠عند الإخوة الإسلاميين السنّة إلى سببين رئيسيين، هما:
أولا Ù€ اعتبار الشيعة منØرÙين عن الدين، وبالتالي Ùإن التÙاهم معهم مرÙوض شرعاً.
ثانياً Ù€ ضغط الجهات الدينية المرتبطة بالنظام السعودي الوهابي على هؤلاء الإسلاميين بشكل أو بآخر وذلك ضمن الØملة العالمية التي شنّتها الوهابية ضد الشيعة منذ تÙجر الثورة الإسلامية ÙÙŠ إيران والتي يعرÙها الجميع، والناس عبيد الدنيا، وضغوط الØياة كثيرة خصوصاً لمن يقيم ÙÙŠ المهجر، لذا ÙŠØµØ¨Ø ØªØقيق Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¹Ù† طريق الضغط المستمر أمراً ميسوراً.
والمشاهد من Øال معظم أئمة المساجد والخطباء وبعض قادة الØركات الإسلامية السنّية يدل على أن الكثير منهم قد باع Ù†Ùسه لقاء ريالات آل سعود التي يدÙعونها عن طريق مؤسساتهم ÙÙŠ الخارج، وبالخصوص رابطة العالم الإسلامي التي تنتشر Ùروعها ÙÙŠ مختل٠أنØاء العالم، وأيضاً مساجد الضرار التي يبنيها الوهابيون ÙÙŠ أصقاع مختلÙØ© من الأرض، والتي هي أبواق دعاية لآل سعود والوهابية والتي توجه سبابها وكلمات التكÙير التي لا تجيد شيئاً كما تجيدها ضد الشيعة الإمامية.
الأمور الواجب طرØها للمناقشة
وأذكر الآن بعض الأمور التي لابد وأن تتم مناقشتها للوصول إلى صيغ للتعامل معها. أقول صيغاً وليس Øلولا وذلك لأن معظم هذه الأمور لا يمكن Øلّها إلاّ بالخروج عن المعتقد أو الخروج من المكابرة والعناد اللذين يصعب التغلب عليهما عند أكثر الناس، وستلاØظ أنني لم أذكر الØوار Øول القضايا السياسية Ù€ التي ليست لها علاقة واضØØ© بالقضية الطائÙية Ù€ لأنه قد بدأ Ùعلا بين الطرÙين أولا، ولأن ليس عليه اعتراض، معلن على الأقل، ثانياً.
1 ـ الخلا٠العقائدي
يجب هنا Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§Ùات العقائدية لا لأجل إقناع الخصم بوجهة النظر
الأخرى، وإنما لكي يعر٠الخصم الأساس الذي بنيت عليه هذه الاعتقادات، Ùلا يقع بعدها Ùريسة الدعايات المغرضة والإشاعات التي هدÙها تÙريق المسلمين بتنÙير بعضهم من البعض الآخر من قبيل أن التشيّع قد أسسه اليهود أو الÙرس لضرب الإسلام كما يشيعه أعداء الشيعة، أو من قبيل أن السنّة لا ÙŠØبّون أهل البيت (عليهم السلام) كما يظن بعض الشيعة.
2 Ù€ الخلا٠الÙقهي
ÙˆÙÙŠ هذا يجب الوصول إلى اتÙاق بعدم تسخي٠الأØكام الÙقهية للطر٠الآخر، وكما هو Øاصل ÙÙŠ الهجمة الشرسة ضد الشيعة، ويجب الاتÙاق على ضرورة اØترام كل طر٠لÙقه الطر٠الآخر، كي لا يصعب التوصّل إلى اتÙاق بشأنها مستقبلا إذا أذن الله تعالى أن يكون للإسلاميين صوت ÙÙŠ Øكم العراق.
يجب أن يتوق٠تÙكير البعض عن طريقة "ما عندي هو الصØÙŠØ ÙˆÙ…Ø§ عند غيري هو الخطأ، Øتى وإن لم Ø£Ùكر بالموضوع، ويجب على غيري أن يتبعني". قال لي Ø£Øد الإخوة أن أصدقاءه (وهم إسلاميون سنّة كانوا ÙÙŠ سÙرة شبابية ÙÙŠ بريطانيا) قالوا: "العجيب ÙÙŠ أمر الشيعة أنهم يدققون كثيراً ÙÙŠ مسألة اللØوم ويØرّمون أكل اللØوم التي تباع ÙÙŠ Ù…Øلات اللØوم التابعة لغير المسلمين، ولا يأكلون اللØوم ما لم تكن مذبوØØ© على الطريقة الإسلامية، ÙÙŠ Øين أنهم يأخذون قروض العقار التي تقدمها البنوك والتي هي Øرام لأن أقساطها ربوية".
أجبته: "وأنتم عجيب أمركم، تتØرجون ÙÙŠ مسألة قروض العقار التي تقدمها البنوك وتØرّمون أخذها مع وجود التخريج الÙقهي لها، ÙÙŠ Øين لا يهمّكم أن تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه من اللØوم التي يذبØها غير المسلمين وإنه Ù„Ùسق!!"(1).
____________
1- ومن الأمور التي تثار كل عام ويعترض لأجلها كالتالي: لماذا لا تصومون وتÙطرون معنا ولماذا تÙطرون بعدنا بيوم واØد وما ذاك إلاّ Øباً بمخالÙتنا.
وأجيب: ولماذا لا تصومون أنتم وتÙطرون معنا ولماذا تÙطرون قبلنا بيوم واØد وكأنكم ترغبون بمخالÙتنا Ùلا تتيقنوا من الهلال بل تتبعون إعلان الØكومات الظالمة والله يقول: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا" هود: 113ØŸ!
وبالمناسبة Ùإنه ÙÙŠ هذا العام (1413هـ) أعلنت السعودية عن ثبوت رؤية هلال عيد الÙطر المبارك ليلة الثلاثاء (مساء الإثنين) المصاد٠23 آذار 1993 ÙÙŠ Øين أن الهلال ÙˆÙÙ„Ùد يوم الثلاثاء، أي أن من شهد برؤية الهلال Ùعل ذلك قبل ولادة الهلال بعدة ساعات!! Øدث الشيء ذاته عدة مرات ÙÙŠ أهلة شهر رمضان وشوال.
نعم، ÙÙŠ كل مسألة تØرمها وتعجب لأني Ø£Øللها، أنا Ø£Øللها وأعجب لأنك تØرمها.
هكذا ÙŠÙكّر البعض: رأيه هو الصØÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø¢Ø®Ø± على خطأ على الرغم من أنه لا يعر٠من الÙقه شيئاً، Ùلا هو من المتخصصين ولا من الذين يعرÙون من أين جاءت الأØكام الÙقهية.
يجب الاتÙاق على أن المسلم بريء الذمة ÙÙŠ عباداته ومعاملاته طالما هو يتبع مذهباً يدري لماذا اتبعه، وليس تقليداً للآباء والأجداد. والإسلام دين يسر، Ùيجب عدم إلزام الخصم بما لا يعتر٠الخصم به من Ùقه.
3 ـ الشعائر الدينية
يعترض بعض السنّيّين، من إسلاميين وغيرهم، على الشعائر الدينية للشيعة كإقامة مجالس العزاء ÙÙŠ Ù…Øرّم من كل عام، وكزيارة مراقد الأئمة (عليهم السلام) وغيرها، ويعترض الإسلاميون المتأثرون بالدعوة الوهابية التي ترÙع شعار التوØيد على المسلمين جميعاً، سنة وشيعة، ÙˆÙÙŠ مسألة إخراج النذور ÙÙŠ مقامات الأولياء ÙˆÙÙŠ زيارة المراقد للأئمة والأولياء والصالØين.
ولما كانت هذه الأمور لا يمكن الامتناع عن القيام بها لأنها بالنسبة لمن يقوم بها من شعائر الله القائل: (Ø°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙعَظÙّمْ شَعَائÙرَ اللَّه٠ÙÙŽØ¥Ùنَّهَا Ù…ÙÙ† تَقْوَى
الْقÙÙ„Ùوب)(1)ØŒ وبالتالي Ùسيثاب عليها من الله عزّوجلّ، ÙØ£ØµØ¨Ø Ù„Ø§Ø²Ù…Ø§Ù‹ على من لا يرضى بهذه الشعائر أن يعر٠الأساس الÙقهي والتاريخي التي تقوم عليه، أو أن يوطّن Ù†Ùسه على قبول القيام بها من قبل الآخرين الذين هم غالبية الشعب العراقي من شيعة وسنّة.
الشيعة أكثر انÙتاØاً للنقاش والبØØ«:
يتابع الكاتب ملاØظاته ويقول:
ومن مشاهداتي الشخصية ÙÙŠ العراق والكويت وبريطانيا، أجزم بأن الشيعة أكثر انÙتاØاً للنقاش والبØØ« من إخوتهم السنّة بما لا يقاس، وهذا ليس بسبب عيب موجود ÙÙŠ الشخصية السنّية، وإنما لأن السنّي ينشأ وهو ينتمي إلى أغلبية المسلمين مما يؤسس قناعة لديه بأنه على الØÙ‚ لأن الأغلبية، ÙˆØسب الاعتقاد الخطأ السائد، لا يمكن أن تكون على الباطل، هذا أولا، أما ثانياً Ùلأن الشيوخ وأئمة المساجد والباØثين السنّيين لا يقيمون وزناً للشيعة ولا لأئمتهم (عليهم السلام) مما يؤدي إلى عدم اهتمام السنّي بهم، واعتبارهم، Øتى وإن لم يعي ذلك، منØرÙين أو شاذين لا يؤبه لهم ولعقائدهم.
وقد يكون هناك سبب ثالث وهو معرÙØ© علماء السنّة بأن عند الشيعة أدلة قوية ÙˆØججاً يصعب ردّها من كتب أهل السنّة، وهذا يؤدي إلى Ø¥Øجامهم عن المباØثة، وعدم ÙØªØ Ø¹ÙŠÙˆÙ† أتباعهم على وجود رأي آخر له Øججه وأدلته من كتبهم لئلا يؤدي ذلك إلى تشيع بعض السنّيين، وكما ÙŠØصل دائماً، خصوصاً بعد انتصار الثورة الإسلامية ÙÙŠ إيران وخروج العقيدة الشيعية من كونها عقيدة بعض المسلمين الذين لا يؤبه بهم، أو Øتى أنهم من غير المسلمين إلى عقيدة نجØت ÙÙŠ إسقاط نظام عميل كاÙر، وتØت راية الإسلام وشعاراته المتÙÙ‚ عليها (الله أكبر ولا
____________
1- الØج: 32.
إله إلاّ الله)ØŒ Ùتساءل الكثير من السنّيين عن العقيدة الشيعية التي ÙŠØملها قادة إيران وشعبها Ùأدى ذلك إلى تشيع بعضهم، بل أن بعضهم رووا بأنّهم قد تشيّعوا بعد قراءتهم لكتب الشيعة عقيب قراءتهم للكتب التي تهاجمهم وتكÙرهم، Ùانقلب السØر على الساØر.
ÙÙŠ المقابل، ينشأ الشيعي وهو ÙŠØمل هموم الإسلام الذي لم يسر مسيرته التي أرادها الله تعالى، Øسب اعتقاده، وهموم وأØزان أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ÙÙŠØµØ¨Ø Ø¹Ù†Ø¯Ù‡ أن يأخذ سنّي واØد بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) غاية ما يتمنى، أو خير من الدنيا وما Ùيها كما ÙÙŠ الخبر. كما أن وجوده ÙÙŠ دول تØكمها الأنظمة السنّية سواء كان الشيعة هم الأكثرية كما ÙÙŠ العراق والبØرين أو هم الأقلية، يجبره على الاطلاع على ما عند الآخرين لأنه ÙÙŠ متناول يده ÙÙŠ التلÙزيون أو الكتب أو الصØ٠والمجلات وغير ذلك، Ùهو ينÙØªØ Ø¹Ù„Ù‰ السنّي وما يكتبه علماؤه وباØثوه بشكل أو بآخر.
ولقد كنت أرى الكتب السنّية من Øديث ÙˆÙقه وتÙسير إلى جانب الكتب الشيعية ÙÙŠ مساجد الشيعة ومكتباتهم العامة والخاصة، ÙÙŠ Øين لا يوجد شيء من كتب الشيعة ÙÙŠ مساجد السنة ومكتباتهم. وهذا ينطبق على أشرطة التسجيل لأØاديث الوعظ وما شابه.
وهكذا يكون الكاتب قد عرض المشكلة الطائÙية عند المسلمين من خلال تجربة خاصة، وقدم بعض الØلول الناجØØ© لها، Ùجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.