سعيد زكريا علي
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 11:33 PM | المشاهدات: 4301
سعيد زكريا علي ( غانا ـ مالكي )
ولد عام 1969Ù… بمدينة " تامالي " ÙÙŠ غانا(1)ØŒ تلقى الدروس الأكاديمية Øتى نال شهادة البكالوريوس ÙÙŠ اللغة الإنجليزية. أمضى شطراً من Øياته متمسكاً بالمذهب المالكي تبعاً لنهج آبائه ومما شاةً مع البيئة التي كانت تØيطه، وكان مبلّغاً لمذهبه عبر إلقاء المØاضرات ÙÙŠ المساجد والمراكز الإسلامية العامة. تÙتّØت رؤيته وبصيرته Ùاستبصر واعتنق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1993Ù… بمدينة " جينجا " ÙÙŠ أوغندا، عن طريق البØØ« والمطالعة والاطلاع على Ø¢Ùاق رØبة من العلوم والمعار٠الدينية. التØرّر من التعصب والجمود الÙكري:
يقول الأخ سعيد: " كنت كثير السÙر Øيث ساÙرت إلى معظم البلدان ____________ 1- غانا: تقع ÙÙŠ غرب اÙريقيا وتطل على المØيط الأطلسي، تØيط بها توغو وبوركينا Ùاسو وساØÙ„ العاج، يبلغ عدد سكانها قرابة (22) مليون نسمة، يشكل المسلمون النسبة الأكبر ÙÙŠ التعداد Øيث تبلغ 40%ØŒ والمسيØية 22%ØŒ أمّا الباقي Ùمن الديانات الأخرى، أمّا الشيعة Ùعددهم يبلغ قرابة المليون شخص. الاÙريقية وغيرها من البلدان، ÙتÙتّØت رؤيتي خلال هذه الأسÙار وأصبØت لاأذعن بÙكرة أو عقيدة إلاّ بعد الاقتناع بها عبر التتبع والبØØ«
والاستقصاء ". وبذلك تمكن الأخ سعيد خلال لقاءاته المتعددة بأصØاب الرؤى والأÙكار المختلÙØ© أن ينتزع من Ù†Ùسه Øالة التعصب والتقوقع والجمود الÙكري، ÙØ£ØµØ¨Ø ÙŠÙ†Ø¸Ø± إلى واقع الأمور متØرّراً من أسر المÙاهيم والرؤى التي كانت Ù…Ùروضة عليه من البيئة. البØØ« عن أساس الخلا٠بين السنة والشيعة:
يقول الأخ سعيد: " كانت من جملة لقاءاتي بالشخصيات العلمية التي أجريت معهم Øوارات متعددة Øول العقيدة أن التقيت بأØد علماء الشيعة ÙÙŠ دولة "غانا" Ùطلبت منه أن يبيّن لي Øقيقة الاختلا٠القائم بينهم وبين أبناء العامة. Ùذكر لي أنّ أساس الاختلا٠يعود إلى الأØداث التي وقعت Øول خلاÙØ© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد رØلته ". موق٠الرسول من مستقبل الØكم الإسلامي:
إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يدرك Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Øجم الأخطار التي تهدد مستقبل الإسلام، وعلم أنّ أمته ستختل٠من بعده، وذلك لأنّ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¨Ù„ÙŠØ© كانت لا تزال مهيمنة على التÙكير الاجتماعي، Ùاجتهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لئلا يترك ذريعة لوقوع الاختلا٠من بعده، Øيث اتخذ مواق٠متعدّدة ÙÙŠ هذا المجال ليتم الØجّة على الناس. وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ أهم مسألة لغلق باب الشقاق والتÙرقة بين أوساط الأمة هو تØديد معالم أمر الخلاÙØ© من بعده، ÙÙقد الأمة لإمام ترجع إليه Ù„ØÙ„ ÙˆØسم الاختلا٠تكون همل بلا راع، وتنصيب من ليس أهلاً للقيادة يجرّ الأمة إلى السقوط ÙÙŠ مهاوي الانØراÙØŒ وبالتالي تتضعضع كل القيم الإسلامية ÙÙŠ ظل زعامته بالانسØاق والزوال. ولهذا لم يق٠النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ازاء هذه المسألة البالغة ÙÙŠ الأهمية موق٠اللامبالاة، بل أولاها اهتماماً بالغاً منذ مراØÙ„ الدعوة الأوّلى كيوم الدار، ÙˆØتى اللØظات الأخيرة من عمره، إذ قال: " أئتوني بدواة وكت٠لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً "(1). والملÙت للنظر هنا أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)قد ذكر عبارة " لن تضلوا " ÙÙŠ مضمون Øديث الثقلين الذي أمر Ùيه الأمة أن يتمسكوا بالقرآن والعترة!. العهد الإلهي بالخلاÙØ©:
إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قد بيّن ÙÙŠ بدء دعوته أنّ مسألة الخلاÙØ© من بعده هي عهد إلهي، ومجالا للرؤى البشرية ÙÙŠ للتدخّل وإبداء الرأي Ùيها، Ùهي مسألة خاضعة للتعبد وإتباع النصّ. Ùعندما اشترط عليه " بيØرة بن Ùراس " Ø£Øد رجال بني عامر ÙÙŠ بداية الدعوة، بأن يعلن إيمانه وإسلامه مع قبيلته مقابل تعهّد من النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن تكون الزعامة ÙÙŠ قبيلته بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ورغم Øاجته(صلى الله عليه وآله وسلم) الماسة إلى من ينصره ويعينه أنذاك لتثبيت جذور الإسلام لم يستجب لطلبه، وقال له: " الأمر إلى لله يضعه Øيث يشاء "(2). ____________
1- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 3 / 1111 (2888)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 3 / 1259 (1637)ØŒ وقد مرّ سابقاً. 2- أنظر: تاريخ الطبري: 2 / 350ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 3 / 112. ومن هذا وغيره يكتش٠أنّ الإمامة لم تكن إلاّ بإذن من الله ووØيه، وهي من الأمور التي لابد للأمة أن تتبع Ùيها النصّ ولا مجال لأمر آخر أن
يكون له دخل ÙÙŠ تقرير مصير الإمامة والخلاÙØ©. ماجرى بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):
قد جرت الأمور بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على غير ما يرام، Ùشهدت الساØØ© الإسلامية صراعاً عنيÙاً Øول الخلاÙØ©ØŒ بØيث اØتد الخلا٠بين الأنصار والمهاجرين ÙÙŠ سقيÙØ© بني ساعدة، Øتى كاد أن ينتهي الأمر إلى Ùوضى نتيجة الأطماع ÙÙŠ هذا الأمر!. وكان كلٌّ يجرّ النار إلى قرصه، ÙاØتج المهاجرون بقول رسول(صلى الله عليه وآله وسلم): "الأئمة من قريش " Ùتغلبوا بذلك على الأنصار، Øتى قال الإمام عليّ(صلى الله عليه وآله وسلم)عندما بلغه هذا الاØتجاج Ùيما بعد: " اØتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة "(1). وأصدق ما قيل عن Øال المسلمين آن ذاك، هو وص٠الزهراء(عليها السلام) بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙÙŠ الخطبة التي ألقتها أمام المهاجرين والأنصار ÙÙŠ المسجد النبوي بعد ÙˆÙاة أبيها، Øيث قالت: " Ùلمّا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ومأوى أصÙيائه ظهر Ùيكم Øسكة النÙاق... وأطلع الشيطان رأسه من مغرزة هاتÙاً بكم، ÙألÙاكم لدعوته مستجيبين... ثم استنهضكم Ùوجدكم Ø®ÙاÙا... هذا والعهد قريب، والكلم رØيب، ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø Ù„Ù…Ø§ يندمل، والرسول لما يقبر، ابتداراً زعمتم خو٠الÙتنة (أَلا ÙÙÙŠ الْÙÙتْنَة٠سَقَطÙوا ÙˆÙŽØ¥Ùنَّ جَهَنَّمَ Ù„ÙŽÙ…ÙØÙيطَةٌ بÙالْكاÙÙرÙينَ)(2) "(3). ____________
1- أنظر: نهج البلاغة: خطبة 66ØŒ الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 33. 2- التوبة: 49. 3- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 16 / 21ØŒ الطرائ٠لابن طاووس: 1 / 379 (378)ØŒ بلاغات النساء لابن طيÙور: 13. وقالت(عليها السلام) أيضاً ÙÙŠ خطابها لنساء المهاجرين مخاطبة رجالهن: " ويØهم أين زØزØوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوّة
والدلالة، ومهبط Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø£Ù…ÙŠÙ† والطيبين بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين. وما الذي نقموا من أبي الØسن! نقموا والله منه نكير سيÙه، وقلة مبالاته Ù„ØتÙه، وشدّة وطأته، ونكال وقعته، وتنمّره ذات الله. وقالت: واطمئنوا للÙتنه جأشاً، وأبشروا بسي٠صارم، وسطوة معتد غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين "(1). السير التاريخي للخلاÙØ©:
ÙÙŠ خضم النزاع على السلطة والØكم بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ تمت البيعة لأبي بكر، وهي بيعة يصÙها عمر قائلاً: " لا يغترّن امرءٌ أن يقول أنّما كانت بيعة أبو بكر Ùلته وتمت، ألاّ إنّها كانت كذلك ولكن وقى الله شرها، Ùمن بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين Ùلا يبايع هو ولاالذي بايعه تغرةً أن يقتلا "(2). وعندما دنت المنية من عمر سنّ بنÙسه مبدأ الشورى الذي لم يكن عقيدة ومبدأ لعمر، بل كان سبيلا انتهجه Øينما لم يجد من يعهد إليه!. Ùإنّه مع ذكره لمبدأ الشورى Ø£ØµØ¨Ø ÙŠØ¨ØØ« عن رجل يرتضيه للخلاÙØ© Ùيعهد إليه بعيداً عن الشورى!ØŒ Øيث قال: " لو كان أبو عبيده Øيّاً لاستخلÙته "(3)ØŒ ____________ 1- أنظر: Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø¬ لابن أبي الØديد: 16 / 233ØŒ دلائل الإمامة للطبري: 125 (37)ØŒ الإØتجاج: 1 / 286 (50)ØŒ بلاغات النساء لابن طيÙور: 20. 2- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ Ù€ كتاب الØدود Ù€ باب رجم الØبلى من الزنا: 6 / 2505ØŒ مسند Ø£Øمد: 1 / 56 (391)ØŒ تاريخ الطبري: 3 / 205. 3- أنظر: الكامل ÙÙŠ التاريخ لابن الأثير: 3 / 65ØŒ تاريخ الطبري: 4 / 227. وقال: "لو كان سالم مولى أبي ØذيÙØ© Øيّاً لاستخلÙته "(1)ØŒ وقال ÙÙŠ معاذ بن جبل مثل ذلك(2)ØŒ وقال أيضاً: " لو كان سالم Øيّاً
ما جعلتها شورى "(3). وهكذا سار أمر الخلاÙØ© ÙÙŠ الواقع بشكل متذبذب وغامض، ولم يكن للخلاÙØ© بين أوساط الناس بعد اعراضهم عن النصّ الإلهي نظرية منسجمة ومتماسكة ليستندوا إليها، Ùكانت خلاÙØ© أبي بكر " Ùلتة "ØŒ وكانت خلاÙØ© عمر بتعيين وتنصيب من أبي بكر، وكان انتخاب عثمان عبر الطريقة التي ابتدعها عمر، وأمّا أمير المؤمنين Ùتولى الخلاÙØ© بعد إصرار المجتمع عليه، وبعد أن انهالوا وألØوا عليه ليتولى زمام الأمور، ثم من بعده وبعد أيام قلائل من خلاÙØ© الإمام الØسن (عليه السلام) تØولت الخلاÙØ© إلى ملكية تلاعبت بها أيدي بني أميّة، ثم تلقاها بنو العباس وعبثوا Ùيها كيÙما يشاؤون. وانتهى الأمر بعد إبعاد الأمة للذين اصطÙاهم الله لخلاÙØ© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى استئصال الصالØين وقتل ذرية النبيّ( صلى الله عليه وآله وسلم)ÙˆØكم الأشرار والطغاة، ولم يكن ذلك إلاّ لأنّ الأمة رأت قيام السلطة على أساس الاختيار البشري، ÙˆØالت دون استمرار القيادة الربانية والتنصيب الإلهي ÙÙŠ الØكم. التنظير لمسألة الخلاÙØ©:
بادر أبناء العامة بتنظير مسألة الخلاÙØ© والإمامة وتØديد أمرها، Ùصاغوا مبدأ لها عن طريق متابعة الأمر الذي وقع، والسعي لتبريره واضÙاء الشرعية عليه، Ùجعلوا ما Øدث وماجرى ÙÙŠ أمر الخلاÙØ© مصدراً رئيسياً ÙÙŠ ____________ 1- أنظر: الكامل ÙÙŠ التاريخ لابن الأثير: 3 / 65ØŒ تاريخ الطبري: 4 / 227ØŒ سير أعلام النبلاء للذهبي: 1 / 123. 2- أنظر: صÙوة الصÙوة لأبي الÙرج: 1 / 494ØŒ الطبقات لابن سعد: 3 / 443. 3- أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: 2 / 246ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 6 / 240. وص٠النظام السياسي.
Ùكانت أطروØتهم استلهاماً لما Øدث ÙÙŠ صدر الإسلام والطرق التي Øسمت أمر الخلاÙØ©ØŒ ولم يجد أبناء العامة أمراً جامعاً لها سوى الذهاب إلى نظرية الشورى، ولكن Ø®ÙÙ‰ عليهم أنّ نسبة الشورى لخلاÙØ© الذين تولوا الأمر بعد الرسول ليس إلاّ مكابرة، كما أنّ هذا المبدأ بنÙسه لا يسعه أن يقدّم للأمة الخلاÙØ© التي يمكن الإعتماد عليها والوثوق بها. سلبية الشورى ÙÙŠ الØكم:
إنّ الطبيعة الغالبة على الناس اندÙاعهم وراء المناÙع العاجلة واللذات الØاضرة، وقد أشار الباري ÙÙŠ Ù…Øكم كتابه إلى هذه الØقيقة بآيات عديدة، كقوله تعالى: (وَما أَكْثَر٠النّاس٠وَلَوْ Øَرَصْتَ بÙÙ…ÙؤْمÙÙ†Ùينَ)(1)ØŒ وقوله تعالى: (ÙˆÙŽØ¥Ùنْ تÙØ·Ùعْ أَكْثَرَ مَنْ ÙÙÙŠ اْلأَرْض٠يÙضÙلّÙوكَ عَنْ سَبÙيل٠اللهÙ)(2)ØŒ وقوله تعالى: (تÙلْكَ الْقÙرى Ù†ÙŽÙ‚Ùصّ٠عَلَيْكَ Ù…Ùنْ أَنْبائÙها وَلَقَدْ جاءَتْهÙمْ رÙسÙÙ„ÙÙ‡Ùمْ بÙالْبَيّÙنات٠Ùَما كانÙوا Ù„ÙÙŠÙؤْمÙÙ†Ùوا بÙما كَذَّبÙوا Ù…Ùنْ قَبْل٠كَذلÙÙƒÙŽ يَطْبَع٠الله٠عَلى Ù‚ÙÙ„Ùوب٠الْكاÙÙرÙينَ * وَما وَجَدْنا لاÙَكْثَرÙÙ‡Ùمْ Ù…Ùنْ عَهْد ÙˆÙŽØ¥Ùنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهÙمْ Ù„ÙŽÙاسÙÙ‚Ùينَ)(3)ØŒ وقوله تعالى: (وَلَو٠اتَّبَعَ الْØَقّ٠أَهْواءَهÙمْ Ù„ÙŽÙَسَدَت٠السَّماوات٠وَاْلأَرْض٠وَمَنْ ÙÙيهÙنَّ)(4)ØŒ وقوله تعالى: (Ù‚Ùلْ لا أَتَّبÙع٠أَهْواءَكÙمْ قَدْ ضَلَلْت٠إÙذاً وَما أَنَا Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙهْتَدÙينَ)(5)ØŒ وقوله تعالى: (زÙيّÙÙ†ÙŽ Ù„Ùلنّاس٠ØÙبّ٠الشَّهَواتÙ)(6)ØŒ وقوله ____________ 1- يوسÙ: 103. 2- الانعام: 116. 3- الاعراÙ: 101 Ù€ 102. 4- المؤمنين: 71. 5- الانعام: 56. 6- آل عمران: 14. تعالى: (Ø£ÙŽ رَأَيْتَ مَن٠اتَّخَذَ Ø¥Ùلهَه٠هَواه٠أَ Ùَأَنْتَ تَكÙون٠عَلَيْه٠وَكÙيلاً * أَمْ تَØْسَب٠أَنَّ أَكْثَرَهÙمْ يَسْمَعÙونَ أَوْ يَعْقÙÙ„Ùونَ)(1).
وعلى هذا Ùإلقاء مهمة اختيار الإمام على المجتمع سو٠يؤدّي الى مواجة ذوي النÙوذ الاجتماعي، وأصØاب الأموال الذين تصطدم مصالØهم مع خلاÙØ© الأصلØØŒ وبالتالي سو٠يعاني المجتمع كثيراً من الأذى والعناء والتضØية بالنÙوس والأموال إذا أراد اختيار من يراه صالØاً لتولي أمورهم، ÙÙŠ Øين أنّ الواقع المØسوس ÙÙŠ الأغلبية الساØقة من المجتمعات البشرية على مدى التاريخ أثبت أنّ المجتمع Ùشل ÙÙŠ هذه المهمة، ولابد من تدخّل اليد الإلهية لتØديد مصيره وتعيين من يتولى شؤونة. ولذا كان النهج الرباني ÙÙŠ جميع العصور هو إرسال الرسل للمجتمع، وأمرهم باتباعهم وطاعتهم واتخاذهم أولياء وخلÙاء ÙÙŠ الأرض، كما قال تعالى ÙÙŠ هذا الصدد بعد ذكره عدد كبير من الأنبياء: (Ø£ÙولئÙÙƒÙŽ الَّذÙينَ آتَيْناهÙم٠الْكÙتابَ وَالْØÙكْمَ وَالنّÙبÙوَّةَ)(2). والجدير بالذكر أنّ أمر الخلاÙØ© لو كان من شؤون الناس لكان على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أن يكل ذلك ÙÙŠ زمانه إلى اختيار الناس، ويكتÙÙŠ بتشريع الشروط والمواصÙات العامة للقائد الذي ينبغي أن يختاره الناس، ثم ÙŠØ±Ø´Ø Ù†Ùسه كأØد الناخبين ويكل الأمر إلى اختيار الناس، أو على الأقل ÙŠØدد معالم كيÙية الانتخاب والاطار الشرعي والضوابط للخلاÙØ© من بعده، ولكن الرسول لم ÙŠÙعل ____________ 1- الÙرقان: 43 Ù€ 44. 2- الانعام: 89. ذلك بل تصدى للØكم بأمر من الله عزّوجلّ Ùعيّن ÙÙŠ مواق٠عديدة ومشاهد كثيرة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خليÙØ©
من بعده. أهمية الإمامة:
إنّ الإمامة Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø´Ø±ÙŠØ¹Ø© الإسلامية والقلب النابض لها، ومن دونها يكون الدين جثة هامدة لا Øياة Ùيه ولا رمق، ومن دونها يبقى الناس بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)همل بلا راع ÙŠÙقدون المØور الذي يلتجئون إليه عند Øدوث الاختلاÙ. Ùالإمام هو الØبل الذي يعتصم به الناس لئلا يتÙرقوا، وهو المسدد لمسار البشرية التكاملي الذي تعتوره العقبات والأخطار، Ùيكون الإمام هو الميزان الذي ترجع إليه لتصØÙŠØ Ù…Ø³Ø§Ø±Ù‡Ø§. Ùالإمام مَعلَم ÙÙŠ مسار الإنسانية Ù†ØÙˆ الكمال، وهو الدليل والمرشد وصمام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلاÙØŒ وهو الذي يصون الدين والشريعة من الانØراÙØŒ وإنّ الأئمة يصطÙيهم الله عزّوجلّ لهذه الأمة بعد نبيّه كما اصطÙÙ‰ آل إبراهيم(1). Ùهم أئمة ÙÙŠ جميع الأØوال سواء الت٠الناس Øولهم ومهدوا لهم المنزلة التي اختارها الله لهم ليبسطوا العدالة على وجه الأرض، أو أعرضوا عنهم ونبذوهم وراء ظهورهم، لأن رأي الناس وما يذهبون إليه لا يغيّر من الواقع شيئاً، وأنّ الباري قد هدى الإنسان النجدين Ùإمّا شاكراً وإمّا ÙƒÙورا (مَنْ ÙƒÙŽÙَرَ Ùَعَلَيْه٠كÙÙْرÙه٠وَمَنْ عَمÙÙ„ÙŽ صالÙØاً ÙَلأَنْÙÙسÙÙ‡Ùمْ يَمْهَدÙونَ)(2)ØŒ كما لم يضر الله اجتماع الناس ÙÙŠ الغابر على تكذيب أنبيائه وقتلهم وإقصائهم لأنّ ( مَنْ ÙƒÙŽÙَرَ ÙÙŽØ¥Ùنَّ اللهَ غَنÙيٌّ ____________ 1- اشارة إلى قوله تعالى ÙÙŠ سورة آل عمران: 33. 2- الروم: 44. عَن٠الْعالَمÙينَ)(1).
الإهتداء بهدي الأئمة:
يقول الأخ سعيد زكريا: " أرشدني الأستاذ بعدما بيّن لي الكثير من الØقائق إلى مصادر الأØاديث التي نصّ Ùيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على خلاÙØ© أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) من بعده لأراجعها بنÙسي، Ùراجعتها وايقنت بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يهمل مسار الإسلام من بعده، بل كان مهتماً بأمر الإمامة، وعرÙت أنّ اهتمام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بهذا الأمر من بعده لم يكن اعتباطياً، بل كان لأهمية الإمامة وعظمة مقامها. ولهذا قرّرت الالتØاق بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) Ùاعتنقت هذا المذهب عام 1993Ù… بمدينة " جينجا " ÙÙŠ أوغندا. ____________
1- آل عمران: 97.
|