إزالة الرواسب الموروثة:
كانت معرÙØ© الأستاذ سجاد للتشيع معرÙØ© سطØية، وتعمقت هذه المعرÙØ©
____________
1- باكستان: تقع ÙÙŠ وسط آسيا وتطل على المØيط الهندي، تØيط بها الهند وأÙغانستان وايران، يبلغ عدد سكانها أكثر من (156)
مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 98%ØŒ والباقي من الهندوس ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø¨ÙˆØ°ÙŠÙŠÙ†ØŒ أغلب المسلمين من أتباع المذهب الØÙ†ÙÙŠØŒ أمّا الشيعة
Ùيشكلون نسبة الربع تقريباً من السكان.
2- البريلوية: Ùرقة صوÙية معاصرة نشأت ÙÙŠ شبه القارة الهندية الباكستانية ÙˆÙÙŠ مدينة بريلي الهندية بالذات، ومؤسسها Ø£Øمد رضا خان
تلميذ الميرزا قادر بيك، وتصن٠هذه الÙرقة من Øيث الأصل ضمن المذهب الØÙ†ÙÙŠ.
على أثر خلا٠نشب بين أبيه الذي اعتنق التشيع وجدّه الذي عارضه بشدة!.
ويروي الأستاذ سجاد ذلك قائلاً: " عندما تشيع والدي كان عمري عشرين عاماً وقد Øدث من جرّاء ذلك خلا٠بينه وبين جدّي، واشتد
بينهما النزاع Øتى هجره جديّ رغم الأساليب والمØاورات الهادئة التي اتبعها أبي معه.
والØقيقة أنّ جدّي لم يكن بوسعه مجاراة أبي الذي سدّ عليه الطرق بالأدلّة والبراهين النقلية والعقلية، لكن الموروث الÙكري الذي كان ÙŠØمله
جدّي جعله يق٠ذلك الموقÙ!
ولم يكن موقÙÙŠ تجاه أبي لضيق Ø¢Ùاق رؤيتي آنذاك أقل من موق٠جدّي، Ùقد قاطعت أبي ولجأت إلى بيت جدّي Øتى مضت خمس سنوات، هذا
وكان أبي ÙŠØاول اختراق جدار الهجران Øتى تمكّن من إقناعي وإرجاعي والعيش معه.
بعد عودتي Øاولت دراسة الØالة التي يعيشها أبي، Ùوجدت انتقاله إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لم يكن مجرد صدÙØ© أو نزوة، بل
كان تØوّله ÙˆÙÙ‚ منهجية مدروسة قائمة على أسس متينة، Ùإنّه بØØ« طيلة خمسة عشر عاماً بصورة متواصلة Øتى توصّل إلى هذه النتيجة،
Ùإطلع خلالها على مختل٠الكتب وتØاور Ùيها مع العديد من الشخصيات.
وبعد عودة الصلة بيني وبين أبي، دخلت معه مرّة أخرى ÙÙŠ مناظرات عديدة ولكن باسلوب هادىء، Ùكان أبي يوصيني بالرؤية المجردة عن
خلÙيات الأهواء والأغراض ÙÙŠ البØØ« عن الØقيقة، وعدم التقليد ÙÙŠ مجال أصول الدين، وشجّعني على سلوك النهج الموضوعي ÙÙŠ تبنّي
المواقÙØŒ لأنّ المسؤولية كبيرة أمام الله سبØانه وتعالى، Øتى أنّي أتذكّر يوماً أنّه قال لي: Ù†ØÙ† عندما نبادر إلى شراء شئ صغير، Ùإنّنا
نستÙسر عنه بدّقة، Ùما بالنا نتساهل ÙÙŠ أمر عظيم يتØكّم
بعاقبة أمرنا!.
وكان يؤكد لي بقوله: بنيّ سل عن دينك كي تبرء ذمتك!ØŒ وكان يرشدني لقراءة بعض الكتب ويوصيني بالتمعن والتأمل ÙÙŠ مضامينها، وأن
أستÙسر عما كان غامضاً Ùيها.
وبالÙعل أخذت أقرأ وأبØØ«ØŒ Øتى اقتنعت ببعض المسائل، وجعلت أناقش ÙÙŠ الأخرى، وأتذكر أنّي توقÙت ÙÙŠ بعض المÙاهيم، كالعصمة وآية
التطهير وسبب عدم شمولها لنساء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)؟! "
عصمة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) :
إنّ العصمة ÙÙŠ الØقيقة ضابط يؤدّي إلى ØÙظ شريعة الله تعالى نظرياً، وصيانتها من العبث تطبيقياً، وكما قال الإمام الصادق (عليه السلام)
ÙÙŠ تبيينه لمعنى المعصوم: " هو الممتنع بالله من جميع Ù…Øارم الله، وقال الله تبارك وتعالى: (... وَمَنْ يَعْتَصÙمْ بÙالله٠Ùَقَدْ Ù‡ÙدÙÙŠÙŽ Ø¥Ùلى
صÙراط Ù…ÙسْتَقÙيم)(1) "(2).
Ùهي Øالة معنوية توجد بÙضل الله سبØانه وتعالى، وطالما كانت هذه الØالة بÙضله ومنّه ولطÙه، Ùلابد من وجود دليل Ù€ يكش٠عن وجودها ÙÙŠ
المعصوم Ù€ من قبله جلّ وعلا، ولذا لاتقبل دعوى العصمة من أي Ø£Øد كان.
وليست العصمة Ùكرة إبتدعتها الشيعة، وإنّما هي Øقيقه دلّ عليها Ù€ ÙÙŠ ØÙ‚ العترة الطاهرة Ù€ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريÙØ©ØŒ Ùهي عقيدة
إسلامية صرÙØ©ØŒ مؤكدة ÙÙŠ مصادر التشريع.
ولايمكن تصور خلاÙØ© الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بدون العصمة، لأنّ للخلاÙØ© دوراً
____________
1- آل عمران: 101.
2- أنظر: معاني الأخبار للصدوق باب معنى العصمة: 132.
أساسياً ÙÙŠ ØÙظ الشريعة من الضياع، Ùلو كان المتكÙÙ„ بهذه المسؤولية لاترعاه الألطا٠الإلهية، Ùإنّه سيÙشل Øتماً ÙÙŠ أداء هذه المهمة ولا
يمكنه إيصال الأمانة الإلهية من دون أي نقص للأمة.
ولهذا نجد نصوص كثيرة أثبتت العصمة التامة لمن يقوم مقام النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ويسدّ الÙراغات التي تركها رسول الله(صلى
الله عليه وآله وسلم)ØŒ من قبيل تÙسير الكتاب ÙˆØ´Ø±Ø Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯Ù‡ØŒ وكش٠أسراره وتبيين Ø£Øكام الموضوعات، وصيانة الدين من التØريÙ.
موق٠أبناء العامة من العصمة:
ذهب بعض كبار أبناء العامة إلى تبني مسألة عصمة أولى الأمر، لكنّهم أنكروا على الشيعة القول بها! ومن هؤلاء:
1 Ù€ الÙخر الرازي، الذي قال ÙÙŠ تÙسيره: " إنّ الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم ÙÙŠ هذه الآية، ومن أمر الله بطاعته
على سبيل الجزم والقطع، لابد وأن يكون معصوماً عن الخطأ... Ùثبت أنّ الله تعالى أمر بطاعته أولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أنّ
كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ، Ùثبت قطعاً أنّ أولي الأمر المذكور ÙÙŠ هذه الآية لابد وأن يكون
معصوماً "(1).
ومما يثير الاستغراب أنّ الرازي لم يستثمر أي نتيجة من هذه الØقيقة، بل أخذ يتأول ويØمّل الآية خلا٠ما أثبته، بذريعة عجزه عن معرÙØ©
الإمام المعصوم والوصول إليه!.
____________
1- التÙسير الكبير: 10 / 144.
ويا ترى هل أنّ العجز الذي ذهب إليه الرازي يختص بزمانه، أم كان شاملا Øتى لزمان نزول الآية!!.
وكان ينبغي له أن يتعرّ٠على المعصوم ÙÙŠ زمن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وعصر نزول الآية، وبالتعرّ٠عليه يعر٠معصوم
زمانه والمعصوم الذي يتلوه بعده، إذ ليس من المعقول أن يأمر الوØÙŠ الإلهي بطاعة معصوم لاتوجد له مصداقية ÙÙŠ الواقع الخارجي Øين
النزول، أو بعد ذلك.
كما لا معنى لتÙسير الÙخر الرازي لـ (أولي الأمر) بأهل الØلّ والعقد الذين يجوز عليهم الخطأ، لأنّ الخطأ إذا جاز على الأÙراد Ùإنّه
سيجوز على المجموع، لأنّ المجموع ليس إلاّ ضم Ùرد Ù„Ùرد آخر.
2 Ù€ ابن تيمية، وذلك ÙÙŠ معرض ردّه على الشيعة عندما قالوا كلاماً Ù…Ùاده: " إنّ وجود المعصوم لابد منه بعد ÙˆÙاة رسول الله(صلى الله
عليه وآله وسلم)ØŒ والدليل هو أنّ الأØكام تتجدد تبعاً للموضوعات، والأØوال تتغير، وأنّ للقضاء على الاختلا٠ÙÙŠ تÙاسير القرآن الكريم
ÙˆÙÙŠ Ùهم الأØاديث وغير ذلك لابد من وجود معصوم ÙÙŠ كل زمان Ù„ØÙ„ الخلا٠والنزاع وتبيين معاني القرآن ÙˆØ´Ø±Ø Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯Ù‡ لينوب عن رسول
الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ".
Ùأجاب ابن تيمية بكلام طويل ملخصة: " لا يسلّم أهل السنة أن يكون الإمام ØاÙظاً للشرع بعد إنقطاع الوØÙŠØŒ لأنّ ذلك Øاصل للمجموع،
والشرع إذا نقله أهل التواتر كان ذلك خيراً من نقل الواØد، Ùالقرّاء معصومون ÙÙŠ ØÙظ القرآن وتبليغه، والمØدثون معصومون ÙÙŠ ØÙظ
الأØاديث وتبليغها، والÙقهاء معصومون ÙÙŠ الكلام والاستدلال "(1).
____________
1- أنظر: منهاج السنّة لابن تيمية: 6 / 407 ـ 461.
Ùابن تيمية يرى العصمة لجماعة من الأمّة لضمان ØÙظ الشريعة!ØŒ ÙÙŠ Øين يذهب غيره إلى عصمة جميع الأمّة مستنداً إلى ما قيل أنّه ورد عن
النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): " لاتجتمع أمتي على خطأ ".
وإذا كان الأمر كذلك، Ùلماذا يستكثر ابن تيمية العصمة على عدد معين من الأمّة؟! وهم أربعة عشر خصهم الله تعالى بÙضل دون غيرهم لمّا
علم منهم الوÙاء بعهده.
مناظرة الإمام الرضا (عليه السلام) والمأمون Øول العصمة:
روي أنّه: " Øضر الرضا (عليه السلام) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع ÙÙŠ مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، Ùقال
المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: ( Ø«Ùمَّ أَوْرَثْنَا الْكÙتابَ الَّذÙينَ اصْطَÙَيْنا Ù…Ùنْ عÙبادÙنا... )(1)ØŸ
Ùقالت العلماء: أراد الله تعالى بذلك الأمة كلّها.
Ùقال المأمون: ما تقول يا أبا الØسن؟
Ùقال الرضا (عليه السلام) : لا أقول كما قالوا، ولكني أقول: أراد الله عزّوجلّ بذلك العترة الطاهرة.
Ùقال المأمون: وكي٠عني العترة من دون الأمة؟
Ùقال له الرضا (عليه السلام) : انّه لو أراد الأمّة لكانت أجمعها ÙÙŠ الجنّة، لقول الله تعالى: (... ÙÙŽÙ…ÙنْهÙمْ ظالÙÙ…ÙŒ Ù„ÙÙ†ÙŽÙْسÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙ…ÙنْهÙمْ
Ù…ÙقْتَصÙدٌ ÙˆÙŽÙ…ÙنْهÙمْ سابÙÙ‚ÙŒ بÙالْخَيْرات٠بÙØ¥Ùذْن٠الله٠ذلÙÙƒÙŽ Ù‡ÙÙˆÙŽ الْÙَضْل٠الْكَبÙيرÙ)(2)ØŒ ثم جمعهم كلّهم ÙÙŠ الجنّة، Ùقال عزّوجلّ: (جَنّات٠عَدْن
____________
1- Ùاطر: 32.
2- Ùاطر: 32.
يَدْخÙÙ„Ùونَها ÙŠÙØَلَّوْنَ ÙÙيها Ù…Ùنْ أَساوÙرَ Ù…Ùنْ ذَهَب...)(1)ØŒ Ùصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
Ùقال المأمون: من العترة الطاهرة؟
Ùقال الرضا (عليه السلام) : الذين وصÙهم الله تعالى ÙÙŠ كتابه Ùقال عزّوجلّ: (Ø¥Ùنَّما ÙŠÙرÙيد٠الله٠لÙÙŠÙذْهÙبَ عَنْكÙم٠الرّÙجْسَ أَهْلَ الْبَيْتÙ
ÙˆÙŽÙŠÙطَهّÙرَكÙمْ تَطْهÙيراً)(2)ØŒ وهم الذين قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إني مخلّ٠Ùيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل
بيتي، ألا وإنّهما لن ÙŠÙترقا Øتى يردا عليّ الØوض، Ùانظروا كي٠تخلÙوني Ùيهما، أيّها الناس: لا تعلموهم Ùإنّهم أعلم منكم "(3).
عصمة الإمام ولزوم الاعتقاد بها:
قد أجمع الشيعة على اعتبار العصمة ÙÙŠ الإمام، وأكّدوا على تØقّق هذا الشرط الأساسي ÙÙŠ صلاØية من ÙŠØرز منصب الخلاÙØ© الØقيقية
للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، لنصوص دلّت على هذا الأمر وأشارت إلى أنّه تعالى عصم هؤلاء، من أجل أن يكونوا مؤهلين لتولي هذا
المقام الخطير والØسّاس للغاية.
والØقيقة أنّ مسألة العصمة ضرورة عقلية لاسبيل لإنكارها، لاسيما إذا كنّا Ù†Ø·Ù…Ø Ù„Ø§Ø±ØªÙ‚Ø§Ø¡ الأمّة إلى أعلى المستويات، وأنّها من ميزات العقيدة
الشيعية التي هي العقيدة الإسلامية الأصيلة المنسجمة مع الÙطرة.
وإن دلت هذه العقيدة على شئ Ùإنّما تدلّ على نضج Ùكر هذه الطائÙØ©
____________
1- Ùاطر: 33.
2- الاØزاب: 33.
3- أنظر: عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للصدوق: 1 / 207 Ù€ 208ØŒ تØ٠العقول للØرّاني: 312 Ù€ 113.
لاستيعاب هذه الØقيقة الإسلامية، لأن الإسلام نظر لأهمّية الإمامة Ùلم يجعلها ÙÙŠ إنسان لا يليق بها، بل جعلها للمعصوم، Ùإنّ عدم عصمة الإمام
يؤدّي إلى ابتلاء الرسالة بعدة ابتلاءات، منها عدم Ùهم الناس للرسالة بصورة صØÙŠØØ© وبالتالي الوقوع ÙÙŠ التأويلات الخاطئة.
وقد أثبتت الروايات أنّ الإمام يولد معصوماً، وأنّ الله تعالى لعلمه بهذا المولود الذي اصطÙاه من قبل يصونه ويطهّره منذ ولادته، لأنّ الناس Ù€
ولاسيما الخصوم منهم Ù€ لايمكن أن ينسوا الأمور السلبية لداعية قد قضى شطراً من Øياته ÙÙŠ الانØراÙ.
الأدلّة القرآنية للعصمة:
إنّ من جملة الآيات القرآنية الكريمة الدالة على عصمة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهل بيته الميامين (عليهم السلام) ØŒ ونÙÙŠ
السهو والشك والخطأ عنهم بشكل عام ومطلق، هي:
1 Ù€ قوله تعالى: (Ø¥Ùنْ ÙƒÙنْتÙمْ تÙØÙبّÙونَ اللهَ ÙَاتَّبÙعÙونÙÙŠ ÙŠÙØْبÙبْكÙم٠اللهÙ)(1).
وهي دالّة على وجوب متابعة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ Ø£Ùعاله وأقواله، Ùلو جاز عليه الخطأ والنسيان، لوجبت متابعته Ùيه، وهو
باطل، لأنّ معنى جواز سهو النبيّ أو خطأهÙØŒ هو أنّه تعالى قد أمر الناس بارتكاب الخطأ المØتمل صدوره من النبيّ، ÙˆØاشا لله عزّوجلّ بأن
يأمر بمتابعة الخطأ.
2 Ù€ قوله تعالى: (لَقَدْ كانَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ ÙÙÙŠ رَسÙول٠الله٠أÙسْوَةٌ Øَسَنَةٌ Ù„Ùمَنْ كانَ يَرْجÙوا اللهَ وَالْيَوْمَ الاْخÙرَ وَذَكَرَ اللهَ ÙƒÙŽØ«Ùيراً)(2).
وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على وجوب الاقتداء بالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على
____________
1- آل عمران: 31.
2- الاØزاب: 21.
الإطلاق، Ùيكون Ùعله Øجّة على الجواز، وتركه Øجّة على Ù†ÙÙŠ الوجوب.
3 Ù€ قوله تعالى: (وَما يَنْطÙق٠عَن٠الْهَوى * Ø¥Ùنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø¥Ùلاّ ÙˆÙŽØْيٌ ÙŠÙÙˆØÙ‰)(1).
ÙˆÙÙŠ هذه الآية إشارة صريØØ© ودلالة تامّة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ينطق عن الوØÙŠ الإلهي، ولزوم ذلك استØالة الخطأ
عليه مطلقاً، وبالتالي وجوب إتباعه والأخذ عنه ÙÙŠ الأقوال والأÙعال، وعلى هذا يكون أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)بوجوب إتباع
أهل البيت (عليهم السلام) والتمسّك بهم دليلاً على عصمتهم.
4 Ù€ قوله تعالى: (وَما آتاكÙم٠الرَّسÙول٠ÙÙŽØ®ÙØ°Ùوه٠وَما نَهاكÙمْ عَنْه٠ÙَانْتَهÙوا)(2).
وهي دالّة على وجوب التسليم والانقياد لأقواله وأÙعاله (صلى الله عليه وآله وسلم) على وجه العموم والإطلاق، Ùلو جاز السهو عليه
(صلى الله عليه وآله وسلم) لاØتمل ذلك ÙÙŠ جميع Ø£Ùعاله وأقواله، وبالتالي تسقط Øجّية أقواله وأÙعاله، وهذا الأمر مردودٌ من خلال هذه
الآية.
5 Ù€ قوله تعالى: (Ø¥Ùنَّما ÙŠÙرÙيد٠الله٠لÙÙŠÙذْهÙبَ عَنْكÙم٠الرّÙجْسَ أَهْلَ الْبَيْت٠وَيÙطَهّÙرَكÙمْ تَطْهÙيراً)(3).
إنّ دلالة هذه الآية، وموق٠النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الذين أنزلت Ùيهم، تبيّن بشكل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹ØµÙ…Ø© العترة الطاهرة (عليهم
السلام) .
Ùقد ورد أنّ المراد من أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ هم: رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)
ØŒ وسيدة النساء Ùاطمة (عليها السلام)ØŒ وسيدا شباب أهل الجنّة الØسن والØسين(عليهما السلام)ØŒ والأئمة المنصوص عليهم صلوات الله
عليهم أجمعين.
ووردت من الÙريقين روايات صØÙŠØØ© عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ØªØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ø°ÙƒØ± أسماء
____________
1- النجم: 3.
2- الØشر: 7.
3- الاØزاب: 33.
أهل البيت (عليهم السلام) (1)ØŒ كما جاء ÙÙŠ الصØÙŠØين عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): " أنّ الأئمة إثنا عشر كلهم من
قريش "(2).
ولو يمعن الباØØ« النظر ÙÙŠ Ù…Ùردات هذه الآية المباركة، يجد أنّ ما ذهبنا إليه هو الصØÙŠØ ÙÙŠ تÙسيرها:
ÙÙ€ (Ø¥Ùنَّمَا) تÙيد الØصر والتوكيد ; Ùˆ (Ù„ÙÙŠÙذْهÙبَ عَنْكÙم٠الرّÙجْسَ) Ùيها اشارة إلى إذهاب القذر المعنوي بكل أشكاله، وتنزيههم عن
النقائص، وكل ما هو منÙّر ; وأمّا (أَهْلَ الْبَيْتÙ) Ùهم أصØاب الكساء: رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ ÙˆÙاطمة
والØسن والØسين (عليهم السلام) ; وأمّا (ÙˆÙŽÙŠÙطَهّÙرَكÙمْ تَطْهÙيراً) Ùالطهارة: هي النزاهة والنظاÙØ©ØŒ وقد جاءت هنا تأكيداً لمعنى إذهاب
الرجس عنهم (عليهم السلام) ØŒ والطهارة هنا استعارة بدل العصمة، كما كان Ù„Ùظ الرجس بدل الذنوب.
والمتتبع للسنة المطهرة Ù€ ÙÙŠ آثار الÙريقين Ù€ يجد أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدع مجالا لأي قائل يتقوّل ÙÙŠ هذه الآية الشريÙØ©ØŒ
انطلاقاً من مسؤوليته العظمى ÙÙŠ بيان ما كان غامضاً على الصØابة من القرآن الكريم، Ùبيّن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من هم أهل
البيت (عليهم السلام) .
Ùهم الذين بيّنهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ Øديث الكساء المشهور عند الÙريقين(3)
____________
1- أنظر: ينابيع المودة للقندوزي: 3 / 281ØŒ Ùرائد السمطين للجويني: 2 / 132 (432)ØŒ غاية المرام للبØراني: 3
/ 193.
2- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ باب الاستخلاÙ: 6 / 2640 (6796)ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 3 / 1452 (1821).
3- أنظر مسند Ø£Øمد: 4 / 107ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 4 / 1883 (2424)ØŒ مجمع الزوائد للهيثمي: 7 / 91 مستدرك
الØاكم: 2 / 451 (3558)ØŒ الÙصول المهمة لابن الصبّاغ: 23ØŒ الصواعق المØرقة لابن Øجر: 2 / 421 Ù€ 428ØŒ
تÙسير القرآن العظيم لابن كثير: 1 / 379ØŒ الدر المنثور للسيوطي: 5 / 198 Ù€ 199ØŒ السنن الكبرى للبيهقي: 2 / 212
(2858).
والمعتر٠به عند المخال٠والمؤالÙ.
والجدير بالذكر أنّ رواة Øديث الكساء من الصØابة هم أكثر من خمسين صØابياً، ومن التابعين أضعا٠هذا العدد، كما أنّ من رواته إثنتين من
نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، أم سلمة وعائشة.
وقد ذكر الطبري أربعة عشر طريقاً له ÙÙŠ تÙسيره (جامع البيان)ØŒ كلّها تؤكّد نزول الآية ÙÙŠ هؤلاء الخمسة (عليهم السلام) .
Ùروى بسنده عن (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه كان يمرّ ببيت Ùاطمة ستة أشهر كلّما خرج للصلاة، Ùيقول: " الصلاة أهل البيت (
Ø¥Ùنَّما ÙŠÙرÙيد٠الله٠لÙÙŠÙذْهÙبَ عَنْكÙم٠الرّÙجْسَ أَهْلَ الْبَيْت٠وَيÙطَهّÙرَكÙمْ تَطْهÙيراً) "(1).
وزاد ابن كثير على طرق الطبري Ù€ بعد نقل عشرة منها ÙÙŠ تÙسيره Ù€ تسعة طرق كلّها تؤكد ذلك(2).
الأØاديث الدالّة على العصمة:
أمّا النصوص النبوية الدالة على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) Ùكثيرة، أشهرها Øديث الثقلين، ÙˆØديث السÙينة، ÙˆØديث الأمان.
ÙØديث الثقلين Ù€ على سبيل المثال Ù€ متسالم على صØته عند المسلمين، Øتى عÙدّ من الأØاديث المتواترة المنقولة ÙÙŠ كتب التاريخ والتÙسير
والØديث.
Ùقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي تارك Ùيكم الثقلين، Ø£Øدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي، Ùانظروا كيÙ
تخلÙوني Ùيهما، Ùإنّهما لن ÙŠÙترقا Øتى يردا على الØوض " علت شهرته الآÙاق.
____________
1- أنظر: تÙسير الطبري: 22 / 6.
2- أنظر: تÙسير القرآن العظيم لابن كثير: 3 / 487 وما بعدها.
ويقول ابن Øجر الهيتمي ÙÙŠ خصوص العلّة التي من أجلها سمّى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)القرآن والعترة بالثقلين: " لأنّ
الثقل كل Ù†Ùيس خطير مصون، وهذان كذلك، إذ كل منهما معدن للعلوم اللّدنّية والأسرار والØكم العلّية، والأØكام الشرعية، ولذا ØØ« (صلى
الله عليه وآله وسلم) على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال: "الØمد لله الذي جعل Ùينا الØكمة أهل البيت "ØŒ وقيل: سمّيا
ثقلين لثقل وجوب رعاية Øقوقهما "(1).
وقال الزمخشري: " Ù†ÙÙŠ الضلال عن التمسك بهما، دلالة على أنّهما على الØقّ دائماً، وإلاّ لما Ù†ÙÙÙŠ: Ùإنّ (لن) تÙيد تأبيد النÙÙŠ كما
هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ù…Ù† تتبّع استعمالات هذه الكلمة ÙÙŠ كلام العرب، وكما ØµØ±Ù‘Ø Ø¨Ù‡ أهل الخبرة والتتبع منهم"(2).
وعلى هذا نقول: لو Øدث أن ضللنا باتباعهما، ولو بمصداق واØد لما كان كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم) صØÙŠØاً وصادقاً، لإطلاق
الكلام وهو ÙÙŠ مقام الهداية والبيان.
كما أنّ المÙهوم من قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي "ØŒ أنّ الضلال يصدق على من
لم يتمسك بهما معاً، Ùلابد لكل مكلّ٠من الاقتداء بهما، لأنّهما عروة واØدة لايمكن التÙكيك بين Øلقاتها المتماسكة، خصوصاً وأنّ أهل البيت
(عليهم السلام) هم اللسان الناطق والترجمان الØقيقي لكتاب الله، ومن غير الممكن Ùهم الكتاب بما Ùيه من المØكم والمتشابه والناسخ
والمنسوخ إلاّ عن طريقهم (عليهم السلام) .
وهم أناس لا يمسّهم الباطل ككتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلÙÙ‡ المعصوم بإجماع المسلمين، وهم عدل الكتاب لهم
ماللكتاب من
____________
1- أنظر: الصواعق المØرقة: 2 / 442.
2- أنظر: الأنموذج للزمخشري.
صÙات ومزايا وأبرزها العصمة، ولهذا كانوا مع القرآن والقرآن معهم، ولذلك كانت المخالÙØ© غير متØققة منهم ÙÙŠ جميع أدوار Øياتهم أبداً، لا
عمداً ولا سهواً.
المرØلة العصيبة لتØديد المصير:
يقول الأستاذ سجّاد: " بعد اطلاعي وإلمامي بهذه الأدلة، وبعد أنّ تجلّت لي Øقيقة الأمر، لم أجد مايعيقني عن إعلان استبصاري سوى
الصراع النÙسي الذين كان يراودني ويدÙعني عن الخضوع للØقائق العقائدية التي تجلّت لي بوضوØ.
Ùواجهت مشقة كبيرة ÙÙŠ ترك معتقداتي السابقة التي كنت مغرّراً بها طيلة Ùترة Øياتي، واستمرت هذه الØالة خمسة أشهر، واصلت Ùيها البØØ«
والمطالعة علّني أجد ما أتشبّث به للتخلص من هذه الأزمة النÙسية التي سلبت مني الاستقرار، Ùلم أجد سوى أدلّة جديدة أضاÙت إلى ما توصّلت
إليه قوّة ومتانة!.
وبعد انهيار مرتكزاتي العقائدية السابقة توجّهت إلى الله سبØانه وتعالى ليÙØªØ Ù„ÙŠ أبواب الهداية ويرشدني لما Ùيه ØµÙ„Ø§Ø Ø£Ù…Ø±ÙŠØŒ ÙˆÙعلاً ÙÙŠ يوم
من الأيّام Øيث كنت متوجهاً إلى ربّي لأشكو إليه ماألمّ بØالي، إذ دمعت عيناي وأصابتني قشعريرة هزّت كياني من الأعماق، Ùهيمنت عليَّ
Ù†ÙØات قدسيّة منØتني القوّة والعزيمة والرؤيا الواضØØ© لتØديد المصير، Ùاخترت طريق الØقّ، وطوّعت Ù†Ùسي لكل ما أواجه ÙÙŠ هذا السبيل من
تعيير أو استهزاء أو Ù…Øاربة، Ùعندها شعرت باستقرار واطمئنان Ù†Ùسي Ø£Øسست به ÙÙŠ أعماقي، وأدركت أنني أمتلك الأسس والركائز المتينة
التي أتمكّن بها من الØÙاظ على ثبات كياني إزاء التيارات الÙكرية المعاكسة ".
ومن ذلك الموق٠ركب الأستاذ سجاد سÙينة النجاة المتمثلة بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأعلن استبصاره عام 1985Ù… ÙÙŠ بلده
باكستان.