سـالم بن ديرا
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 11:24 PM | المشاهدات: 3600
سـالم بن ديرا ( تنزانيا Ù€ شاÙعي )
ولد عام 1973Ù… بمدينة " دار السلام " ÙÙŠ تنزانيا(1)ØŒ ونشأ ÙÙŠ Ø£Ùسرة تعتنق المذهب الشاÙعي، ثم واصل دراسته الأكاديمية Øتى نال
الشهادة الثانوية. شاءت الأقدار الإلهية أن ينطلق الأخ سالم Ù†ØÙˆ البØØ« الموضوعي Ùيبلور لنÙسه معتقداً مبتنياً على الأدلة والبراهين، ويتØرّر من التقليد الأعمى الذي Ùرضته عليه الأجواء الÙكرية التي تØيطه، ÙأسÙر بØثه عن الوصول إلى نتائج دÙعته لاعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1992Ù… بمدينة " عروشة " التنزانية. أهمّية دراسة التاريخ الإسلامي:
كان بداية انطلاقته عام 1991Ù… من خلال دراسته مادة التربية الدينية ÙÙŠ الثانوية، Ùكان ممن يتÙاعل مع هذه المادة الدراسية ويهتم بها، وممن لم يعبأ بالشبهات التي تلقى بالنسبة إلى هذه المادة، Ùإنّ البعض يدعي أنّ جملة من دروس مادة التربية الدينية لها صلة بالأØداث التاريخية التي جرت ÙÙŠ صدر الإسلام، ÙˆÙيها إشارة إلى الصراعات والاختلاÙات التي جرت بين الصØابة، ____________ 1- تنزانيا: أنظر ترجمة رقم (8). والØروب التي وقعت Ùيما بينهم بعد ÙˆÙاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وإنّ هذه الأمور قضايا تاريخية قد مضى زمنها، ولاينÙعنا البØØ« Øولها ÙÙŠ Øياتنا المعاصرة، ولا جدوى ÙÙŠ بذل الجهد لدراستها، ولابد من الاهتمام بالأمور التي تنÙع واقعنا المعاصر ÙØسب. ولكن الباØØ« الواعي يجد أنّ هذه الشبهة هي مجرّد Ù…Øاولة لإبعاد المسلم عن مصدره التشريعي، لأنّ المسائل التاريخية لها بÙعدان، بÙعد تاريخي مضى عصره والآخر بÙعد ديني باق أثره إلى يومنا هذا، وعلى المسلم المهتم بدينه أن يغربل التاريخ ويبذل قصارى جهده لمعرÙØ© الØقيقة ÙÙŠ ذلك. Ùتاريخ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والأØداث التي جرت بعد ÙˆÙاته تمثل المنهج الديني والتشريعي للمسلم ÙÙŠ معرÙته للإسلام الصØÙŠØØŒ الذي لم تتلاعب به أيدي المغرضين، ومالم يعر٠المسلم واقع الاختلاÙات التي جرت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùإنه سو٠يجهل الدين الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ جاء به النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùقد يتبع أهل البدع والأهواء وهو يظنّ أنّه على سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). وممّا لاشك Ùيه أنّ أعظم خلا٠وقع بين الأÙمة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) هو اختلاÙها ÙÙŠ الإمامة، لأنّها تمثّل ØÙظ وصيانة الإسلام من التلاعب والتغيير، إذ مع غيابها تÙتقد الساØØ© الإسلامية من يصون مبادءها، Ùيكون الدين لعبة بأيدي Ø£Ùناس يؤوّلون النصوص على ضوء Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ØªÙŠ يرتؤونها لأنÙسهم، وبذلك تستأجر السلطات الجائرة بعض وعاظ السلاطين لتأويل النصوص التشريعية على مرامهم، ليØمّلوا الألÙاظ ما لاتطيق ويصرÙونها عن Ù…Ùادها ومغزاها طمعاً منهم ÙÙŠ Øطام الدنيا. وعي مجتمعاتنا المعاصرة: لابد لكل مسلم من قراءة الأØداث التاريخية المرتبطة بالشؤون العقائدية بكل دقة وإمعان ليكون على بصيرة من دينه!. والطريق شائك، واجتيازه مجهد، لأنّ الانØرا٠الذي تواصل أربعة عشر قرناً من الصعب إصلاØØ© ÙÙŠ بضع سنين، والأمر يستدعي من الباØØ« الذي يقصد معرÙØ© الØقّ أن يغوص Ùيه Ø¨Ø±ÙˆØ Ø¨Ù†Ù‘Ø§Ø¡Ø© ونÙس موضوعية ويتناول الأبØاث بعقلية واعية. وهذا الأمر لايØصل إلاّ للقلة التي تصمّم مواصلة السير مهما كلّÙها الأمر، لأنّ الإشكالية الأساسية التي تعاني منها البشرية المعاصرة، هي Øالة الÙراغ العقائدي والخواء الروØÙŠ لابتعادها عن التتبع والبØØ« والمطالعة. Ùنجد معظم الناس اكتÙوا بإتباع نهج الآباء ÙÙŠ العقائد، ولم يتعبوا أنÙسهم ÙÙŠ هذا المجال، ممّا أدى بهم إلى التخبّط على الصعيد الÙكري والعقائدي، لأنّهم بإتباعهم الأعمى لنهج السل٠أصبØوا يعيشون Øالة الخواء، ÙاÙتقدوا المتانة الذاتية ÙÙŠ Ù†Ùوسهم للصمود أمام الشبهات والتيارات المعاكسة، ÙأصبØوا أتباع كل ناعق وأتباع كل من له القدرة على خداعهم والتلاعب بمشاعرهم، ولهذا آل أمرهم إلى الانØدار المريع، ÙأصبØوا لايمتلكون المستوى الÙكري الذي ÙŠØصّنون به أنÙسهم إزاء التيارات الÙكرية التي تعص٠بين الØين والآخر لتØقق مصالØها وتصل إلى مآربها. ولكن مع ذلك Ùإنّ الباري عزّوجلّ لايترك عباده سداً، بل يتمّ عليهم Øجّته ويريهم آياته لعلّهم يبصرون، Ùمن هذه النماذج كان الأخ سالم، إذ شاءت الأقدار الإلهية أن ترشده إلى الØقّ وهو يعيش ÙÙŠ أجواء تØيطها غيوم العصبية وأقلام التØريÙ. بداية التØرّر من التقليد الأعمى:
يقول الأخ سالم: " ÙÙŠ Ø¥Øدى سنوات الدراسة الثانوية تولّى تدريسنا أستاذ ÙÙŠ مادة التربية الدينية كان يختل٠عن باقي الأساتذة، لأنّه كان يكثر من الاستشهاد بأقوال Ù…Øمّد بن عليّ الباقر، وجعÙر بن Ù…Øمّد الصادق، وكانت هذه الأسماء غريبة على أسماعنا ولم نألÙها من قبل. ويوماً سألت الأستاذ: من هو Ù…Øمّد بن عليّ الباقر؟ ومن هو جعÙر بن Ù…Øمّد الصادق؟، Ùقام الأستاذ من مكانه وكتب على اللوØØ© Øديث الثقلين الذي ورد Ùيه أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بالتمسك بالقرآن والعترة. Ùسألت الأستاذ: من هم العترة؟ Ùقال: هم أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهم عليّ ÙˆÙاطمة والØسن والØسين والتسعة من أولاد الØسين (عليهم السلام) ØŒ ثم عدّ أسماءهم وقال: ومØمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام) وجعÙر بن Ù…Øمّد الصادق(عليهما السلام) من هؤلاء الذين أوجب الله أن نتمسك بهم. Ùتعجبت من مقولة الأستاذ! Ùإنّه ذكر أمراً لم نسمع به من قبل! وللتأكد من قول الأستاذ، راجعت أستاذاً آخر Ùسألته عن أهل البيت ووجوب التمسك بهم، Ùقال لي: هنالك طائÙØ© تسمى بالشيعة الاثنى عشرية وهي تدّعي إتباع أهل البيت، ولكنّهم وإن كانوا مسلمين Ùهم يعتقدون بأمور تستوجب القول بكÙرهم!. Ùتعجبت من قول هذا الأستاذ! وبقيت ÙÙŠ Øيرة وتردّد، وعرÙت أنّ الأمر يتطلب مني البØØ« والمطالعة لأصل بنÙسي إلى الأدلّة والبراهين ÙأتØرّر من الØيرة بين قول هذا وذلك. ÙÙŠ رØاب Øديث غدير خمّ:
بعد ذلك نشأ عندي المØÙّز والداÙع لمعرÙØ© الشيعة والتشيع، Ùخصّصت Ùترة معيّنة ÙÙŠ كل يوم للمطالعة ÙÙŠ هذا المجال، ÙˆØبّذت ÙÙŠ بدء الأمر قراءة كتبهم لأتعرّ٠على Øقيقة أمرهم بصورة مباشرة، Ùكان من جملة الكتب التي قرأتها كتاب Øول غدير خم مترجماً إلى اللغة الإنجليزية، ÙعرÙت أنّ الاختلا٠الأساسي بيننا وبين الشيعة هو مسألة الإمامة والخلاÙØ©ØŒ وقد بيّن مؤل٠هذا الكتاب الأدلة من القرآن والسنة على ضوء مصادرنا Ù€ أبناء العامة Ù€ وثبّت بأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يترك Ø£Ùمته من بعده سداً، بل أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ÙÙŠ مواق٠عديدة النصّ على خلاÙØ© عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) من بعده، وكان من أهمها يوم غدير خم. ترك هذا الكتاب أثراً بليغاً ÙÙŠ Ù†Ùسي، Ùلخّصت مطالبه وعرضتها على الأستاذ الذي ÙƒÙّر الشيعة، لكنه لم يستطع الوقو٠بوجه الأدلّة المتينة التي ذكرتها له. Ùإنّ Øديث الغدير قد رواه أكثر من مائة صØابي، وهذا العدد ÙÙŠ Øدّ ذاته قليل! لأنّ السامعين لهذا الØديث كانوا مائة أل٠أو يزيدون، ورواه التابعون بكثرة، وأشار إليه معظم علماء القرون المتتابعة، وهو Øديث بلغ Øدّ التواتر بين أوساط المسلمين ". Ù…Ùاد خبر الغدير:
إنّ مجمل خبر يوم الغدير، أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا انتهى من Øجّة الوداع نزل عليه ÙÙŠ اليوم الثامن عشر من ذي الØجّة قوله تعالى: (يا أَيّÙهَا الرَّسÙول٠بَلّÙغْ ما Ø£ÙنْزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ Ù…Ùنْ رَبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ لَمْ تَÙْعَلْ Ùَما بَلَّغْتَ رÙسالَتَه٠وَالله٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النّاسÙ)(1)ØŒ ____________ 1- المائدة: 67. وكان الأمر الإلهي هو أن يقيم (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً (عليه السلام) علماً للناس ويبلّغهم ما أنزل الله Ùيه، Ùنزل رسول الله غدير خم ÙÙŠ الجØÙØ©ØŒ وكان يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام، ووق٠هناك Øتى Ù„Øقه من كان بعده، وردّ من كان قدّ تقدّم، ونهى أصØابه عن سمرات متÙرقات بالبطØاء أن ينزلوا تØتهن، ثم بعث اليهن Ùقمَّ ما تØتهن من الشوك، ونادى بالصلاة جامعة، وعمد اليهن، وظلل لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بثوب على شجرة سمرة من الشمس، Ùصلى الظهر بهجير، ثم قام خطيباً ÙØمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ وقال ماشاء الله أن يقول، ثم قال: " ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنÙسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألستم تعلمون Ù€ أو تشهدون Ù€ أني أولى بكل مؤمن من Ù†Ùسه؟ قالوا: بلى يا رسول الله. ثم أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه ÙرÙعها Øتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ثم قال: أيّها الناس! الله مولاي وأنا مولاكم Ùمن كنت مولاه Ùهذا عليّ مولاه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله، واØبّ من Ø£Øبّه وابغض من أبغضه. ثم قال: اللّهم أشهد "(1). ثم لم يتÙرق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ (عليه السلام) Øتى نزل قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠____________ 1- أنظر: سنن ابن ماجة باب Ùضل عليّ (عليه السلام) : 1 / 54 (116)ØŒ مسند Ø£Øمد: 4 / 281ØŒ مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 163ØŒ وقد ذكر العلامة الأميني ÙÙŠ الجزء الأوّل من موسوعة الغدير معظم مصادر أبناء العامة ÙÙŠ هذا المجال Ùراجع. Ù„ÙŽÙƒÙمْ دÙينَكÙمْ وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙعْمَتÙÙŠ وَرَضÙيت٠لَكÙم٠اْلإÙسْلامَ دÙيناً)(1)ØŒ وقد ذهب الكثير من علماء التÙسير وأئمة الØديث ÙˆØÙظة الآثار من أبناء العامة أن هذه الآية نزلت ÙÙŠ غدير خم(2). ثم قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي والولاية لعليّ "(3). ثم أخذ الناس يهنئون عليّاً (عليه السلام) وكان ÙÙŠ مقدمتهم أبو بكر وعمر، Ùقالا لعليّ (عليه السلام) : " أمسيت يابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة "(4). ÙˆÙÙŠ رواية قال له عمر: " بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبØت مولاي ومولى كل مسلم "(5). ____________
1- المائدة: 3. 2- أنظر: الدر المنثور للسيوطي: 3 / 19ØŒ تاريخ بغداد للخطيب: 8 / 289 (4392)ØŒ تاريخ ابن عساكر: 42 / 237ØŒ شواهد التنزيل للØسكاني: 1 / 157 (211) 1 / 192 (249)ØŒ تÙسير القرآن العظيم لابن كثير: 1 / 17ØŒ البداية والنهاية لابن كثير (Øوادث سنه 10 هـ): 5 / 152ØŒ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ù†ÙŠ للآلوسي: 3 / 359ØŒ ÙØªØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯ÙŠØ± للشوكاني: 2 / 60ØŒ كش٠الغمّة للأربلي: 94ØŒ العمدة لابن بطريق: 146 (141)ØŒ أسباب النزول للواØدي: 204 (403)ØŒ التÙسير الكبير للرازي: 4 / 401ØŒ Ùرائد السمطين للجويني: 1 / 158 (120)ØŒ عمدة القاري للعيني: 18 / 277ØŒ ينابيع المودّة للقندوزي: 1 / 359. 3- أنظر: شواهد التنزيل للØسكاني: 1 / 157 (211 Ù€ 213)ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 5 / 152ØŒ وقد مرّ. 4- أنظر: أسد الغابة لابن الأثير: 4 / 28ØŒ تاريخ بغداد للخطيب: 8 / 289 (4392)ØŒ الصواعق المØرقة لابن Øجر: 1 / 110 عن الدارقطني، مناقب الإمام عليّ لابن المغازلي: 19 (24)ØŒ تذكرة الخواص لابن الجوزي: 36ØŒ ومصادر اÙخرى. 5- أنظر: تاريخ ابن عساكر: 42 / 233ØŒ مناقب عليّ لابن المغازلي: 18 (24)ØŒ المناقب للخوارزمي: 156 (183)ØŒ شواهد التنزيل للØسكاني:1 / 158 (213)ØŒ سر العالمين لابن Øامد الغزالي: 453ØŒ Ùرائد السمطين للجويني: 1 / 77 (44). ÙˆÙÙŠ Ù„Ùظ آخر قال: " هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبØت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة "(1).
ثم قام Øسان بن ثابت ÙÙŠ ذلك الØشد الØاÙÙ„ بمائة أل٠أو يزيدون من المسلمين، وقال لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أئذن لي يا رسول الله أن أقول ÙÙŠ عليّ أبياتاً، Ùقال(صلى الله عليه وآله وسلم): قل على بركة الله، Ùقام Øسان وأنشد: يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم واسمع بالرسول مناديا Ùقال Ùمن مولاكم ونبيّكم Ùقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا الهك مولانا وأنت نبيّنا Ùˆ لم تلق منا ÙÙŠ الولاية عاصيا Ùقال له قم يا عليّ Ùإننّي رضيتك من بعدي إماماً وهاديا Ùمن كنت مولاه Ùهذا وليه Ùكونوا له أتباع صدق مواليا هناك دعى اللهم والي وليه وكن للذي عادى علياً معاديا
Ùلما سمع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أبياته قال: " لاتزال يا Øسان مؤيداً Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ما نصرتنا بلسانك "(2). رÙض القوم لتنصيب الإمام عليّ (عليه السلام) للخلاÙØ©:
قد Øسم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ يوم الغدير موضوع الخلاÙØ© والإمامة من بعده، ____________ 1- أنظر: تاريخ ابن عساكر: 42 / 222ØŒ مسند Ø£Øمد: 4 / 281ØŒ الÙصول المهمة لابن الصباغ: 42ØŒ ذخائر العقبى للطبري: 67ØŒ Ùضائل الصØابة لابن Øنبل: 2 / 596 (1016)ØŒ تÙسير الكبير للÙخر الرازي: 4 / 401ØŒ مشكاة Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ù„Ù„ØªØ¨Ø±ÙŠØ²ÙŠ كتاب المناقب: 1723 (6103)ØŒ الرياض النضرة للطبري: 2 / 109 (1338)ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 5 / 152ØŒ كنز العمال: 13 / 134 (36420). 2- أنظر: المناقب للخوارزمي: 156 (152)ØŒ تذكرة الخواص لابن الجوزي: 39ØŒ ÙƒÙاية الطالب للكنجي: 64 باب 1ØŒ Ùرائد السمطين للجويني: 1 / 73 (39)ØŒ نظم درر السمطين للزرندي: 112ØŒ أسد الغابة لابن الأثير: 2 / 4. Ùربط (صلى الله عليه وآله وسلم) ولاية الناس لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بولايته، وربط ولايته بالولاية الله عزّوجلّ، كما شاءت
الإرادة الإلهية. وتبييناً لأهمية أمر الولاية لعليّ (عليه السلام) أضي٠إلى واقعة الغدير أمراً معجزاً آخر، وذلك بتخصّيص آية قرآنية ÙÙŠ هذا المجال!. Ùقد جاء مثبتاً ÙÙŠ كتب التÙسير والØديث أنّه لمّا شاع خبر الغدير ÙÙŠ الأقطار والأمصار وبلغ ذلك الØارث بن النعمان الÙهري، أتى على ناقة له إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) Ùنزل من ناقته Ùأناخها، وقال: " يا Ù…Øمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله Ùقبلناه، وأمرتنا أن نصلي خمساً Ùقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة Ùقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهراً Ùقبلنا، وأمرتنا بالØج Ùقبلنا، ثم لم ترض بهذا Øتى رÙعت بضبعي ابن عمك ÙÙضّلته علينا، وقلت: من كنت مولاه Ùعليّ مولاه، Ùهذا شي منك أم من الله؟ Ùقال(صلى الله عليه وآله وسلم): والذي لا إله إلاّ هو إنّ هذا من الله. Ùولّى الØارث بن النعمان يريد راØلته، وهو يقول: اللّهم إنْ كان ما يقول Ù…Øمّد Øقّاً: Ùأمطر علينا Øجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، Ùما وصل إليها Øتى رماه الله تعالى بØجر، Ùسقط على هامته وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله عزّوجلّ: (سَأَلَ سائÙÙ„ÙŒ بÙعَذاب واقÙع... )(1) الآيات "(2). ____________
1- سورة المعارج. 2- أنظر: تÙسير الكش٠والبيان للثعلبي: 10 / 34ØŒ سورة المعارج، شواهد التنزيل للØسكاني: 2 / 287 (1031 Ù€ 1034)ØŒ الجامع لأØكام القرآن للقرطبي: 18 / 181ØŒ تذكرة الخواص لابن الجوزي: 37ØŒ Ùرائد السمطين للجويني: 1 / 82 (63)ØŒ نظم درر السمطين للزرندي: 93ØŒ الÙصول المهمة لابن الصباغ: 42ØŒ السيرة الØلبية للØلبي: 3 / 337ØŒ نور الابصار للشبلنجي: 119ØŒ Ùيض القدير للمناوي: 6 / 218ØŒ وغيرها. ولا غرابة ÙÙŠ موق٠الØارث هذا، لأن الرÙض الاجتماعي لهذا الأمر الإلهي قد أشار إليه الباري Øينما أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله
وسلم) بتنصيب الإمام عليّ (عليه السلام) بقوله تعالى: (وَالله٠يَعْصÙÙ…ÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النّاسÙ)(1)ØŒ Ùانّ الجوّ السائد كان أنذاك هو سيادة قريش على القبائل الأخرى، وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ قلوب قريش كانت ترÙض خلاÙØ© عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ لقتله كبارهم ÙÙŠ Øرب بدر وأØد وغيرها، ولدوره الكبير ÙÙŠ كسر شوكتهم ÙÙŠ Øرب الأØزاب. والأمر الآخر هو أنّ كل قبيلة كانت تبعاً لرئيسها، Ùلم يكن لأØد مجال لإبداء الرأي، وكان الإذعان من قبل رؤساء القبائل بكون الخلاÙØ© بالنصّ يسدّ الباب بوجوههم ويØرمهم من الزعامة ÙÙŠ المستقبل، Ùلهذا اتÙقت كلمتهم على أن لا تكون الخلاÙØ© بالنصّ ليكون لهم Øصّة Ùيها Ùيما بعد. مجال تأويل Øديث الغدير:
كان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم بما تنطوي عليه Ù†Ùوس المعارضين لخلاÙØ© عليّ (عليه السلام) ØŒ ولهذا Øاول ÙÙŠ يوم الغدير أن لايترك مجالا لمن ÙÙŠ قلوبهم مرضٌ Ùيؤولوا الØديث Øسب أهوائهم، ولاسيما ÙÙŠ كلمة (المولى) التي تشتمل على معان متعدّدة: من قبيل المØبّ والناصر وغير ذلك. Ùأورد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) القرينة ÙÙŠ كلامه ليØدّد المعنى الذي يقصده من هذه الكلمة، Ùقال: " ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنÙسهم "ØŒ Ùلما شهدوا له بذلك، قال: " من كنت مولاه Ùهذا عليّ مولاه "ØŒ ليثبت أنّ عليّاً (عليه السلام) أولى بالتصر٠ÙÙŠ Ø£Ùمور الناس من بعده. ____________
1- المائدة: 67. وقد Ùهم الصØابة ذلك من دون تكلّ٠وعناء، Ùأسرعوا يسلمون عليه بأمرة المؤمنين، وأقرّوا بذلك جميعاً!.
وورد أنّه قيل لعمر: " إنّك تصنع بعليّ شيئا لا تصنعه بأØد من أصØاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùقال: إنّه مولاي "(1)ØŒ وروي أيضاً أنّه قال: " هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن، ومن لم يكن مولاه Ùليس بمؤمن "(2). وبهذا هدى الله الأÙمة إلى الØقّ، ثم جعلهم بين أمرين إمّا شاكراً وإمّا ÙƒÙورا، وقد قال الله عزّوجلّ لرسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل: (Ø¥Ùنَّما أَنْتَ Ù…ÙذَكّÙرٌ لَسْتَ عَلَيْهÙمْ بÙÙ…ÙصَيْطÙر)(3)ØŒ Ùكان هذا الأمر إختباراً إلهياً لهذه الأÙمة لكنها Ùشلت Ùيه ÙتÙرّقت واختلÙت وقد أنبأ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك من قبل ÙˆØذرهم من الاختلاÙ(4). كلام الغزّالي Øول Øديث الغدير:
قد Ø£ÙØµØ Ø§Ù„ØºØ²Ø§Ù„ÙŠ عن الØقيقة عند ذكره خبر غدير خم ÙÙŠ كتابه " سر العالمين "ØŒ Ùقال ÙÙŠ المقالة الرابعة مالÙظه: " وأجمع الجماهير على متن الØديث من خطبته (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ يوم غدير خم باتÙاق الجميع، وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: " من كنت مولاه Ùعليّ مولاه "ØŒ Ùقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الØسن لقد أصبØت مولاي ومولى كل مولى. Ùهذا تسليم ورضى وتØكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى بØبّ الرياسة، ÙˆØمل ____________ 1- أنظر: الصواعق المØرقة لابن Øجر: 1 / 110ØŒ عن الدار قطني. 2- أنظر: ذخائر العقبى للطبري: 68. 3- الغاشية: 22. 4- أنظر: صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 3 / 1274 (2369)ØŒ 6 / 2669 (6888 Ù€ 6889). عمود الخلاÙØ© وعقود النبوّة، وخÙقان الهوى ÙÙŠ قعقعة الرايات وإشتباك ازدØام الخيول ÙˆÙØªØ Ø§Ù„Ø£Ù…ØµØ§Ø±ØŒ وسقاهم كأس الهوى، Ùعادوا إلى
الخلا٠الأوّل، Ùنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا "(1). مواجهة التيار الاجتماعي بعد الاستبصار:
ومن خلال هذه النتائج تجلّت للأخ سالم هذه الØقيقة التاريخية المهمة التي لم يكن يعلمها من قبل. Ùيقول الأخ سالم: " Øينما تبيّنت لي هذه الØقائق بالأدلّة والبراهين القاطعة، ذهبت إلى زملائي والسعادة تملأ قلبي لأني سأبث البشرى لهم وأدلّهم على طريق الØقّ. ولكن بكل أسى جاءت ردود Ùعلهم قاسية جدّاً، Ùهجرني بعضهم كما أنّ أستاذي الذي كان يكره الشيعة نهرني ولم ÙŠØ³Ù…Ø Ù„ÙŠ بالØوار والتÙاهم معه، Ùتألمت لتعامله الغليظ كثيراً، ولم يكن Øزني Ù„Øرماني من الاتصال به، بل كان لإعراضه عن الأدلّة والبراهين، ولسلوكه السلبي وهو ÙÙŠ موقع التربية والتدريس ÙÙŠ الثانوية ". لكن هذا الأمر لم يثن الأخ سالم عن عزمه، لأنّه بدأ يشعر بالØرّية والاستقلال والثقة بالنÙس، ولم يكن كالسابق تبع لهذا وذاك، بل Ø£ØµØ¨Ø ÙŠÙ…ØªÙ„Ùƒ الدليل والبرهان الذي يمنØÙ‡ القوّة الذاتية للصمود والتØدي أمام التيارات المعاكسة. ____________
1- مجموعة رسائل الغزّالي (سر العالمين) المقالة الرابعة باب ÙÙŠ ترتيب الخلاÙØ© والمملكة: 453ØŒ ونقلها قاضي القضاة الشيخ Ù…Øمّد مرعي الأمين الانطاكي ÙÙŠ كتابة لماذا اخترت مذهب الشيعة: 174ØŒ 175. كما أنّ ارتكاز معتقداته على الاÙسس المتينة جعلته غير متهيّب من صعوبة الطريق ووعورته. Ùيضي٠الأخ سالم: " بعد البØØ« والدراسة تبيّن لي أنّ جميع الاÙتراءات التي كانت تلقى بين أوساطنا على الشيعة هي كذب وبهتان واÙتراء، بل أنّ بعض كبارنا كانوا يتعمدون ÙÙŠ ذلك ليØجبونا ولينشؤوا أمامنا Øاجزاً من النÙور والإشمئزاز بيننا وبين أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ". سبيل التØرّر من البيئة المتخلّÙØ©:
ويقول الأخ سالم أيضاً: " إنني أعتقد أنّ للبيئة تأثيراً كبيراً ÙÙŠ بلورة معتقدات الإنسان، ولكن كل Ùرد يستطيع عبر البØØ« والدراسات أن يوÙّر لنÙسه أجواءاً مناسبة ترشده إلى الØقّ، Ùيعيش Ùيها ويØاÙظ على Ø£Ùكاره الصØÙŠØØ©ØŒ ولاعذر لأØد أن يدّعي عدم الاستطاعة ÙÙŠ هذا المجال، بل كل Ùرد عليه أن يصل إلى معتقده بالأدلّة والبراهين، وهو أمر يتطلّب منه الجهد والمثابرة، وقد قال الله تعالى: (وَالَّذÙينَ جاهَدÙوا ÙÙينا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ سÙبÙلَنا)(1). ____________
1- العنكبوت: 69.
|