الدمرداش بن زكي العقالي
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 10:28 PM | المشاهدات: 4240
الدمرداش بن زكي العقالي ( مصر Ù€ ØÙ†ÙÙŠ )
من مواليد دولة مصر، نشأ ÙÙŠ أواسط صعيد مصر ÙÙŠ اقليم أسيوط قرية العقال، واصل دراسته الأكاديمية Øتى تخرّج عام 1954 Ù… من كلية الØقوق Ù€ جامعة القاهرة. تصديه للمهام المختلÙØ©:
اشتغل Ùترة بالمØاماة، ثم عÙيّن قاضياً ÙÙŠ وزارة العدل المصرية، وتدرج ÙÙŠ سلك القضاء إلى درجه مستشار بمØكمة استئنا٠القاهرة. عÙيّن Øوالي عام 1975Ù… مستشاراً لوزارة الداخلية ÙÙŠ السعودية ومعاون Ùيها من قبل القضاء المصري. ثم عاد إلى مصر Ùلم تمض Ùترة Øتى استقل من القضاء لأجل الاشتغال بالعمل السياسي، Ùانتمى Ù„Øزب العمل المصري Øتى انتخب عام 1984 Ù… باجماع قواعد هذا الØزب نائباً لرئيس الØزب. ÙˆÙÙŠ عام 1986 Ù… صدر قرار من قبل رئيس جمهورية مصر العربية بتعيينه عضواً ÙÙŠ مجلس الشورى المصري. ÙˆÙÙŠ عام 1987Ù… Ø±Ø´Ù‘Ø Ù†Ùسه ÙÙŠ انتخابات مجلس الشعب المصري، Ùانتخب عضواً بعد Øصوله على 127 أل٠صوت وهي أعلى نسبة Øصل عليها عضو بمجلس الشعب المصري أنذاك، Ùقام بعدها بممارسة دوره ÙÙŠ هذا المجال لتØقيق السلام الاجتماعي للأمة. رØلته الÙكرية:
واجه خلال عمله ÙÙŠ شتى الأصعدة جملة من القضايا دعته لأن يعيد النظر ÙÙŠ عقائده الموروثة، Ùتوجه إلى البØØ« ملتمساً سبيل الØÙ‚ØŒ Øتى انار الله سبØانه وتعالى قلبه، Ùوجد الØÙ‚ عند أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ Ùاسرع بعد ذلك إلى اتباع نهجهم والسير على خطاهم. أول Ù…Øطة جادة دÙعته للاستبصار:
يقول المستشار الدمرداش: "لقد مرّ عليّ زمن استغرق عقدين من السنين Øاولت خلالها أن أتعر٠على وجه الØÙ‚ ÙÙŠ الاعتقاد بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وكان منطلقي ÙÙŠ بداية البØØ« ريÙÙŠÙŒ Øيث جÙبلت على Øب أهل البيت (عليهم السلام) واعطائهم الولاء القلبي الكامل. ثم اتÙÙ‚ لي لما شغلت منصب القضاء ÙÙŠ مصر أن ÙˆÙÙƒÙÙ„ إليّ ÙÙŠ الأعوام 65 Ù€ 1967Ù… الÙصل ÙÙŠ قضايا الاØوال الشخصية للمسلمين والمسيØيين ÙÙŠ اØدى مدن الصعيد وهي مدينة "كومومبو" ÙÙŠ Ù…ØاÙظة "اسوان" Øيث يتعايش المسلمون والمسيØيون ÙÙŠ سلام اجتماعي واØترام متبادل. ÙاتÙÙ‚ لي أن عرضت عليّ قضية تطليق بين مسيØÙŠ ومسيØية، وكان مبنى الدعوة التي اقامها الزوج على الزوجة هو الزنا، وهو السبب الوØيد Ù„Ùصل العروة الزوجية عند الاقباط الارثوذكس. وكان القانون ينص على أن القاضي عند نظره الدعاوي بين المسيØيين ÙŠØضر معه رجل الدين المسيØÙŠØŒ وكان القسيس الذي Øضر معي الجلسة يبدو عليه التوتر والازعاج مما يرمي به المدعى الزوج زوجته المدعى عليها، ÙاشÙقت عليه مما يعانيه واردت أن اداعبه، Ùقلت له: هلا استطعتم أن تبØثوا عن طريق لتخÙي٠الانÙلاق ÙÙŠ مسألة الطلاق بØيث يستطيع الزوج عندكم أن يطلق من غير Øاجة إلى اتهام زوجته بالزنا؟! Ùجاء رد الرجل سريعاً منÙعلاً قائلا: أتريد أن تجعل الطلاق عندنا مثل ما عند المسلمين Øيث تطلَّق المرأة من غير ضوابط؟! Ùتركت هذه العبارة أثرها العميق ÙÙŠ Ù†Ùس الدمرداش واورثته صدمه لم يكن متوقعاً لها. وعي Ø£Ùضلية الÙقه الجعÙري:
ذهب المستشار الدمرداش بعد تلقيه هذه الصدمة إلى Ùضيلة المرØوم الشيخ أبو زهرة وكان استاذاً له ÙÙŠ كلية الØقوق وشكى اليه قواعد الطلاق ÙÙŠ مذهب أبي ØنيÙØ©ØŒ Ùكان جواب الشيخ أبو زهرة: يا ولدي لو كان الأمر بيدي ما جاوزت ÙÙŠ القضاء والÙتيا مذهب الإمام الصادق (عليه السلام) ØŒ ثم وجهه الى أن يعود إلى Ø£Øكام الطلاق عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) . Ùراجع الدمرداش مصادر المذهب الإمامي الجعÙري Ùتبين له أنّ الطلاق عندهم لا يقع إلاّ بشروط وضوابط، Ùقال ÙÙŠ Ù†Ùسه: "سبØان الله كي٠غاب هذا عن Ùقهاء خلÙوا مذاهب يدين بها الناس وتتأثر بها العلاقات ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ù‡Ø§ الØلال Øراماً والØرام Øلالاً". Ùكانت هذه أول Ù…Øطة جادة وضعته مع Ù†Ùسه، ثم اتÙÙ‚ له أن قرأ كتاباً مطبوعاً على Ù†Ùقه وزارة الأوقا٠المصرية ÙÙŠ عهد وزيرها الشيخ Ø£Øمد Øسن الباقوري عام 1955 عن الÙقه الإمامي الشيعي عنوانه "المختصر الناÙع ÙÙŠ Ùقه الإمامية" للمØقق الØلي، Ùايقن بمقولة الشيخ الباقوري بأن الأهواء هي التي باعدتنا أهل السنة عن Ùقه الإمامية رغم ما Ùيه من العلاج
الأمثل لكثير من العلل الاجتماعية. يقول المستشار الدمرداش: "كانت قراءتي لهذا الكتاب متعاصرة مع قراءتي Ù„Ùتوى أصدرها Ùضيلة الشيخ Ù…Øمود شلتوت Ù€ شيخ الازهر الاسبق Ù€ Øيث Ø£Ùتى: "إن مذهب الجعÙرية المعرو٠بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعاً" Ùلهذا من يومها بدأتْ رØلتي ÙÙŠ التعبد بمذهب الامامية مؤملاً أن يزيدني الله اطلاعاً واستبصاراً على كتب أخرى". طلب الاستنارة من القرآن الكريم:
عك٠المستشار الدمرداش بعدها على القرآن الكريم الذي كان قد ØÙظ الكثير منه ÙÙŠ صغره، Ùجعل يتأمل ÙÙŠ آياته البينات معالم أهل البيت، وبدأ يراجع التÙاسير المعتمدة عند العامة، Ùهاله ما وجد من مواق٠قرآنية قطعية تبيّن أن هذا القرآن الذي أنزله الله بين Ù…Øكم ومتشابه لابد Ù„Ùهمه من أن يكون هناك دليل هاد يقود العقل بين آياته قيادة مبرأة من الجهل والهوى. ومن هذا المنطلق أدرك المستشار الدمرداش أنّ الأمامة تØتل مركزاً متميزاً ÙÙŠ القرآن، وبدونها ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù† عرضة للتØري٠ÙÙŠ الÙهم والخطأ ÙÙŠ التأويل، ويظل القرآن كتاباً مستشكلاً Ùيه بدون وجود الإمام المعصوم الذي يدل على الØقيقة. ثم واصل المستشار بØثه Øتى تبيّنت له Øقائق اطمأن اليها من مصادر السنة قبل مصادر الشيعة، Ùاستعان بالله عزوجل طالباً المزيد من البيان والأدلة والمزيد من الاطلاع على Ùقه أهل البيت (عليهم السلام) . ثاني Ù…Øطة جادة دÙعته للاستبصار:
بعد مباشرة المستشار الدمرداش مهمة المستشارية لوزارة الداخلية ÙÙŠ السعودية وبعد تعيينه ومعاوناً Ùيها من قبل القضاء المصري، تم تعينه عضواً ضمن لجنة مهمتها الاطلاع على بعض الكتب التي يتم ضبطها من قبل الشرطة السعودية من ÙˆÙد الØجيج الايراني واصدار Øكم مصادرتها Ùيما لو كانت تستØÙ‚ ذلك. وكان غرض الØكومة السعودية من تعيين هذه اللجنة هو التظاهر Øين مصادرتها للكتب الشيعية بأن هذا الأمر يتم عبر لجنة علمية وقانونية مشرÙØ© عليه بØيث لا يتم أمر المصادرة إلاّ عن وعي بضرر دخول هذه الكتب إلى البلد وكونها من كتب الضلال التي يجب مصادرتها. Ùصاد٠ذات يوم بعد تكوين هذه اللجنة وقبل مباشرتها لعملها أن تم ضبط كمية كبيرة من الكتب من ÙˆÙد الØجاج الايرانيين، Ùارتأت الØكومة السعودية أن يتم أمر مصادرة هذه الكتب من قبل هذه اللجنة التي Ùيها الدمرداش. Ùلم تمض Ùترة بعد قرار الØكومة السعودية، جاء رئيس اللجنة السعودي إلى المستشار الدمرداش وقدّم له كتاباً ينص على اطلاع اللجنة على الكتب ووجوب مصادرتها ثم طلب منه أن يوقّع أسÙÙ„ هذا التقرير كأØد اعضاء اللجنة. Ùيقول المستشار الدمرداش: "قلت له: أخي العزيز كي٠يأتي لي أن اصدر Øكماً بمصادرة كتب لم اطلع على أي شيء منها؟!". ثم طلب منه الدمرداش أن ÙŠØªÙŠØ Ù„Ù‡ Ùرصة الاطلاع على هذه الكتب ليسعه بعد ذلك أن يوقع مؤيداً Ù…Ùاد هذا التقرير. Ùلم يقتنع مسؤول اللجنة بذلك Ùوقع هو وزميله السعودي، ثم رÙع التقرير إلى وكيل الوزارة طالباً بأن يكتÙÙŠ بتوقيعها ويÙستغني عن توقيع
المستشار القانوني المصري. ويقول المستشار الدمرداش: "كان وكيل الوزارة الذي رÙÙع إليه التقرير منصÙاً، Ùاستدعاني وطيب خاطري وقال لي: أنت Øرّ ÙÙŠ أن تقرأ الكتب كما تشاء. Ùأعاد أعضاء اللجنة القول بأنّهم لن يقرؤوا شيئاً من هذه الكتب، لأنهم يعلمون ما Ùيها!". ويضي٠المستشار الدمرداش: "Ùزاد الله من Ùضل وكيل الوزارة عليّ، Ùاجازني عن العمل لمدة شهرين، لمراجعة هذه الكتب، لأنه كان رجلاً مثقÙا، أدرك أن البØØ« ÙÙŠ هذه الكتب يستغرق كل هذه الÙترة، Ùأخذت الكتب وعكÙت على قراءتها، Ùوجدت Ù†Ùسي عند كل سطر اقرأه يولد ÙÙŠ أعماقي انسان جديد! وكانت آخر قراءة لي Øول Øديث الثقلين، Ùقلبت Ùيه النظر سواءً Ùيما هو وارد بشأنه ÙÙŠ مذهب أهل البيت أو مرويات العامة. Ùاودعني ربي أن لا أعجل إلى اتخاذ قرار هو مصيري إلى الجنة أو النار!". نهاية مطا٠البØØ«:
بعد ذلك توجه المستشار الدمرداش Øول البØØ« الجاد من أجل تØديد مصيره العقائدي، وكان معظم اهتمامه استنباط العقيدة من القرآن الكريم، وبالتدريج اكتسب الرؤية الواضØØ© Øتى أسÙر Ø§Ù„ØµØ¨Ø ÙˆØ¸Ù‡Ø±Øª له شمس الØقيقة ساطعة، Ùلم يجد مجالاً للبقاء على الموروث العقائدي، Ùنبذ التقليد والاتباع الأعمى واختار عن وعي اتباع مذهب أهل البيت والتمسك بهديهم وملازمة سمتهم (عليهم السلام) . مؤلÙاته:
(1) "دعائم المنهج الاسلامي": الناشر: دار الصÙوة / بيروت سنة 1417هـ Ù€ 1996 Ù…. جاء ÙÙŠ تعري٠مجلة المنهاج Ù€ العدد الرابع Ù€ شتاء 1417 هـ Ù€ 1996 Ù…: "يرى المؤل٠ان دعائم المنهج الاسلامي تكمن ÙÙŠ بيان الطريقة الموصلة الى معرÙØ© النÙس وصولاً إلى معرÙØ© الرب. وتØقيقاً لمقام العبودية. وعلى ذلك Øصر بØثه هذا ÙÙŠ Ùصلين هما: المعرÙØ© والعبودية ÙÙŠ Øديثه عن المعرÙØ© يتØدث عن مصادرها موضØاً التباين بين الباØثين Ù€ ÙÙŠ مصادر المعرÙØ© بØسب تباين مدارسهم الÙكرية ليعالج بعد ذلك الÙطرة والØس والعقل والالهام والوØÙŠ وختم المؤل٠كتابه ببØØ« عن دور العقل من Øيث الاطمئنان لصدور الوØÙŠ. ولم يعالج موضوع العبودية كما أشار لذلك ÙÙŠ مقدمة الكتاب. (2) "Ù…Øاضرات عقائدية": صدر عن مركز الأبØاث العقائدية، ضمن سلسلة الرØلة إلى الثقلين. مجموعة Ù…Øاضرات ألقاها ÙÙŠ إيران عند زيارته لها عام 1421هـ وغيره، وذلك بدعوة خاصّة له من مركز الأبØاث العقائدية، وهي: 1 Ù€ "الرØلة إلى الثقلين"ØŒ يذكر Ùيها شيئاً من Øياته وكيÙية انتقاله إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وبيان علو شأنهم وأنهم Ø£Øد الثقلين الذي ÙŠÙسر الثقل الآخر. 2 Ù€ "الإمامة ÙÙŠ القرآن"ØŒ استدلال رائع ومتسلسل بآيات من القرآن الكريم ÙÙŠ اثبات امامة أهل البيت (عليهم السلام) واجاب ÙÙŠ نهاية المØاضرة على استÙسارات واسئلة الØاضرين. 3 Ù€ "الإمام الØسين (عليه السلام) ÙÙŠ سÙر الشهداء"ØŒ Ù…Øاضرة مطولة Øول تاريخ الانبياء (عليهم السلام) من زمان أبيهم ابراهيم إلى زمان الخاتم(صلى الله عليه وآله)ØŒ وذكر Øسد قريش للنبي(صلى الله عليه وآله) وآله (عليهم السلام) ومقاومتها لدين الاسلام من الخارج ومØاولة هدمه من الداخل بعد ذلك. وقارن خروج الامام الØسين (عليه السلام) من المدينة بخروج موسى خائÙاً مترقباً من مصر. وذكر ما تعرض له بني أمية بعد قتل الامام الØسين (عليه السلام) وما سيتعرض له الظالمون عند خروج الامام المهدي (عليه السلام) . 4 Ù€ "انتخاب الطريق من الظلمات إلى النور"ØŒ ÙˆÙيها تÙاصيل أخرى عن كيÙية انتقاله إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) غير ما ذكره ÙÙŠ المØاضرة رقم (1)ØŒ ÙˆÙيها ذكر قصة إطلاعه على كتب اوردها الØجاج الايرانيون إلى الØجاز وكي٠اسندت إليه مسؤولية اصدار الØكم بمصادرتها عندما كان يعمل مستشاراً ÙÙŠ الوزارة الداخلية بالسعودية، وكي٠استÙاد من هذه الكتب وتمكن من اكتشا٠دور آل البيت من Øديث الثقلين. 5 Ù€ "من هم الشيعة"ØŒ تعرض Ùيها إلى أمور متعددة من تÙسير لبعض آيات القرآن الكريم وعرض لسيرة النبي(صلى الله عليه وآله) والائمة (عليهم السلام) وكيÙية انتقال الهداية الالهية بعد النبي(صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء إلى الامام علي وأولاده (عليهم السلام) ØŒ ووراثة الشيعة بØبهم آل البيت (عليهم السلام) كل الدين والهداية الالهية وانهم الذين سينتصر بهم الله على الدين كله بظهور القائم (عج). أبØاث:
(1) "مسؤوليات الامة الاسلامية ÙÙŠ الانتظار والتØديات": بØØ« القاه ÙÙŠ ملتقى الÙكر الإسلامي الثاني عشر الذي عقد ÙÙŠ المركز الإسلامي ÙÙŠ انجلترا، وقد نشرته مجلة شؤون اسلامية التي تصدر عن المركز العدد 7 Ù€ سنة 1421 هـ، عقد الملتقى تØت عنوان "مستقبل الأمة الإسلامية بين تØديات عصر العولمة والاطروØØ© الالهية لمستقبل البشرية". يتØدث ÙÙŠ هذه المقالة عن Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ø¹ÙˆÙ„Ù…Ø© الذي يرى أن الإسلام يقبله لأنه دين عالمي وأنّ سيادة الإسلام العالمية ستØقق بقيادة الإمام المهدي (عليه السلام) . ويتØدث عن بشرى Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¨Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠÙ‘ Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) وأنّ Ù„Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹ÙˆØ¯Ø© إلى الأرض لنصرة الإمام المهدي الذي سيطبق القرآن الذي هو لكل العصور بما Ùيها عصر العولمة. وقÙØ© مع ((الإمامة ÙÙŠ كتاب الله الØكيم)) من كتابه Ù…Øاضرات عقائدية
أهمية الإمامة:
يرى الكاتب أنّ موضوع الإمامة Ù€ كما هو الØÙ‚ Ù€ من أشر٠الموضوعات الدينية وأهمها، وهو خليق بأن تتوجه له العقول وتتوÙر على بØثه والتثبت منه. ويشبه الإمامة بالثمرة ÙÙŠ شجرة الإيمان، إذ أنّ الشجرة المباركة التي جعل الله أصلها ثابتاً ÙÙŠ الأرض بلا اله إلا الله ÙˆÙرعها منبثقاً ÙÙŠ السماء برسول الله(صلى الله عليه وآله)إنما ثمرتها الØقيقية الإمامة، وإذا تجردت الشجرة من الثمرة Ùقدت وظيÙتها وأصبØت عالة على الأرض التي تستقل بها. كما يتØدث عن مظلومية الإمامة كركن من أركان الدين نقضت عروته وتهدم أساسه أولاً ثم نقضت الأركان الاخرى وتهدمت عروة عروة عبر التاريخ نتيجة لظلم هذا الركن وتضييعه من قبل المسلمين. الاختيار الالهي ÙÙŠ الخلق:
يرى الكاتب أنّ كل مخلوق خلق على قاعدة الاختيار الالهي له، يعني أنّه ليس مخلوقاً عبثاً; لأنّ العبثية ÙÙŠ المخلوقات ممتنعة، قال تعالى: (Ø£ÙŽÙÙŽØَسÙبْتÙمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـكÙمْ عَبَثاً)(1)ØŒ Ùكل المخلوقات خلقت بتقدير واختيار وبØيث يستطيع الباØØ« المدقق أن يسجل هذه السنة: سÙنة الخلق مقرونة بسنة الاختيار، قال ____________ 1- المؤمنون: 115. تعالى: (ÙˆÙŽ رَبّÙÙƒÙŽ يَخْلÙق٠مَا يَشَآء٠وَ يَخْتَار٠مَا كَانَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الْخÙيَرَة٠سÙبْØَـنَ اللَّه٠وَ تَعَــلَى عَمَّا ÙŠÙشْرÙÙƒÙونَ )(1).
وقد أشار القرآن الكريم إلى أنّ الاختيار يشمل العوالم الثلاثة: عالم الجماد وعالم النبات وعالم الØيوان، قال تعالى: (ثَمَرَ ت مّÙخْتَلÙÙاً أَلْوَ Ù†Ùهَا ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْجÙبَال٠جÙدَدÙÙ… بÙيضٌ ÙˆÙŽ ØÙمْرٌ مّÙخْتَلÙÙÙŒ أَلْوَ Ù†Ùهَا ÙˆÙŽ غَرَابÙيب٠سÙودٌ* ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠وَ الدَّوَآبÙÙ‘ ÙˆÙŽ الاَْنْعَـم٠مÙخْتَلÙÙÙŒ أَلْوَ Ù†ÙÙ‡ÙÙˆ ÙƒÙŽØ°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ)(2)ØŒ ÙÙÙŠ هذه الاية الكريمة اشارة إلى انواع الخلق المختل٠ÙÙŠ العوالم الثلاثة مما يدل على الاختيار الالهي لهذه الانواع المصاØب لخلقها. وهذان الأمران Ù€ أي الخلق والاختيار هما من مظاهر ربوبية الله ÙÙŠ تصرÙÙ‡ وتقديره لأمور الكون. نقطة التØدي ÙÙŠ رÙض الاختيار:
ÙŠÙˆØ¶Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ØªØ¨ أنّ الله سبØانه وتعالى لمّا اختار أن يخلق بشراً من صلصال. وأنبأ الملائكة بمشيئته وتØققت هذه المشيئة وخلق الانسان، جاء وقت الاذعان لهذه المشيئة بالسجود لهذا المخلوق كما أمر بذلك سبØانه. هنا أبى إبليس واستكبر وكÙر، وهو لم يكÙر بالله خالقاً ولا ÙƒÙر بالله رازقاً ولا ÙƒÙر بالله Ùاطراً، ولكنه نازع وأبى اختيار الله لآدم كخليÙØ© ÙÙŠ الأرض وتÙضيله على غيره بتعليمه الاسماء كلها. قال يخاطب الله سبØانه (خَلَقْتَنÙÙ‰ Ù…ÙÙ† نَّار وَخَلَقْتَهÙÙˆ Ù…ÙÙ† Ø·Ùين )(3) (ءَأَسْجÙد٠لÙمَنْ خَلَقْتَ Ø·Ùيناً)(4)ØŒ وجاءه الرد الالهي (ÙَاهْبÙطْ Ù…Ùنْهَا Ùَمَا ÙŠÙŽÙƒÙون٠لَكَ Ø£ÙŽÙ† تَتَكَبَّرَ ÙÙيهَا ÙَاخْرÙجْ Ø¥Ùنَّكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الصَّـغÙرÙينَ )(5)ØŒ Ùالله ____________ 1- القصص: 68. 2- Ùاطر: 27 Ù€ 28. 3- الأعراÙ: 12. 4- الاسراء: 61. 5- الاعراÙ: 13. سبØانه لم يقل له أنك لم تعبدني أو أنك لم تذكر أني خالقك أو أنك تصورت Ù†Ùسك إلهاً بل قال: لا ÙŠØÙ‚ لك التكبر على أمري ÙÙŠ اختيار آدم
وجعله خليÙØ© بل كان عليك الاذعان وعدم التØدي. بني آدم وسنة الاختيار:
ينتقل الكاتب إلى عرض سنة الاختيار الالهي على البشر وامتØانهم بها بقبولها أو رÙضها Øيث يكون القبول والتسليم والرضى بما اختاره الله سبباً ÙÙŠ النجاة ÙˆØ§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ الامتØان ويكون التكبر والاباء والتØدي سبباً ÙÙŠ الهلاك والÙشل ÙÙŠ هذا الامتØان. قال ابليس: يا رب أنا عبدتك ÙÙŠ الأرض وعبدتك ÙÙŠ السماء Øتى ابتليتني بهذا المخلوق الذى خلقته من طين وأمرتني بالسجود له، Ùعظم عليّ أن اسجد للطين، هلاّ ابتليت ذريته بما ابتليتني به ÙÙضلت بعضهم على بعض لترى كي٠يÙعلون ببعضهم(1)ØŸ وعن هذا تتØدث الآية ÙÙŠ السنة الكونية، يقول الØÙ‚: (ÙˆÙŽÙƒÙŽØ°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ Ùَتَنَّا بَعْضَهÙÙ… بÙبَعْض Ù„ÙّيَقÙولÙواْ أَهَـؤÙلاَء٠مَنَّ اللَّه٠عَلَيْهÙÙ… Ù…Ùّنم بَيْنÙÙ†ÙŽØ¢ أَلَيْسَ اللَّه٠بÙأَعْلَمَ بÙالشَّـكÙرÙينَ )(2). الله تعالى وجد أن اØتجاج إبليس وجيه، وبعدله وبتقديره ÙÙŠ الأزل اجرى الاختيار على بني آدم منذ Ùجر الخليقة. عندما Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ø¨Ù†Ø§Ø¡ آدم أكثر من واØد تØركت سنة الاختيار لكي يتبين من يرضى باختيار الله. كان ابنا آدم قبل الاختيار مسلمين، والدليل انهما قربا لله قرباناً، Ùلو كان ____________ 1- انظر تÙسير الطبري: 8 / 172 Ù€ 175. 2- الانعام: 53. Ø£Øدهما كاÙراً Ù…Øضاً ومنكراً Ùانه لا يقدم قرباناً، قال تعالى: (وَاتْل٠عَلَيْهÙمْ نَبَأَ ابْنَىْ ءَادَمَ بÙالْØÙŽÙ‚ÙÙ‘ Ø¥Ùذْ قَرَّبَا Ù‚Ùرْبَانًا ÙَتÙÙ‚ÙبÙّلَ Ù…Ùنْ Ø£ÙŽØَدÙÙ‡Ùمَا وَلَمْ ÙŠÙتَقَبَّلْ Ù…ÙÙ†ÙŽ
الاَْخَر٠قَالَ لاََقْتÙلَنَّكَ)(1). رÙض ابن آدم الشقي الاختيار، رغم انه قبل ذلك كان يقدم قرباناً، أي أنه عار٠بالله مؤمن به لكنه رÙض الاختيار Ùطرد ÙˆØ§ØµØ¨Ø Ø´Ù‚ÙŠØ§Ù‹ مطروداً وارتكب جريمة القتل لأخيه. إن ابليس ÙØ±Ø Ù…Ø¹ أول دÙقة دم لابن آدم على يد أخيه. وقال:ها قد نجØت ÙÙŠ التØدي ولهذا يقول الØÙ‚ عن ابليس: (Ø£ÙŽÙَتَتَّخÙØ°ÙونَهÙÙˆ ÙˆÙŽ Ø°ÙرÙّيَّتَهÙÙˆ أَوْلÙيَآءَ Ù…ÙÙ† دÙونÙÙ‰ ÙˆÙŽ Ù‡Ùمْ Ù„ÙŽÙƒÙمْ عَدÙوّÙÙ… بÙئْسَ Ù„ÙلظَّــلÙÙ…Ùينَ بَدَلا)(2)ØŒ وهكذا أخذت سنة الاختيار مجراها لا تجدها لها تبديلا ولا تØويلا لما تكاثر البشر وكانت النبوات. الاختيار ÙÙŠ زمان Ù†ÙˆØ ÙˆØ¥Ø¨Ø±Ø§Ù‡ÙŠÙ…(عليهما السلام):
يواصل الكاتب بيانه لسنة الاختيار الالهي بالاستÙادة من آيات القرآن، قال تعالى: (Ø¥Ùنَّ اللَّهَ اصْطَÙÙŽÙ‰ ءَادَمَ ÙˆÙŽÙ†ÙÙˆØاً) والاصطÙاء يعني اختيار الصÙوة وهو ليس مجرد اختيار، بل اختيار يتجلى Ùيه العلم والقدرة والبصر بالعباد. ثم دخل على الاصطÙاء تطور جديد كان إبراهيم (عليه السلام) سبباً له، قال تعالى: (Ø¥Ùنَّ اللَّهَ اصْطَÙÙŽÙ‰ ءَادَمَ ÙˆÙŽÙ†ÙÙˆØًا وَءَالَ Ø¥Ùبْرَ Ù‡Ùيمَ وَءَالَ عÙمْرَ Ù†ÙŽ)(3)ØŒ Ùالآية هنا لم تعبر ان الله اصطÙÙ‰ آدم ونوØاً وابراهيم، ومن هنا دخل ÙÙŠ دائرة الاصطÙاء الآل. الله تبارك وتعالى لمّا أكرم ابراهيم وابتلاه بكلمات Ùاتمهن، خوطب بالبشرى: (Ø¥ÙÙ†Ùّى جَاعÙÙ„ÙÙƒÙŽ Ù„Ùلنَّاس٠إÙمَاماً)ØŒ تقبل البشرى راغباً ÙÙŠ سعة رØمة الله ____________ 1- المائدة: 27. 2- الكهÙ: 50. 3- آل عمران: 33. ÙˆÙÙŠ استدامة هذا النور ÙÙŠ ذريته (قَالَ ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ† Ø°ÙرÙّيَّتÙÙ‰) Ø£Ùجيب جواب المثبت للامامة من Øيث المبدأ المستبعد للظالمين منها (قَالَ لاَ يَنَالÙ
عَهْدÙÙ‰ الظَّــلÙÙ…Ùينَ)(1) أي: بلى يا ابراهيم يكون من ذريتك أئمة مع استبعاد الظالمين. بيت الله وأهل البيت:
قد بوأ الله سبØانه بيته لإبراهيم الخليل ليرÙع قواعده (ÙˆÙŽ Ø¥Ùذْ بَوَّأْنَا لاÙÙبْرَ Ù‡Ùيمَ مَكَانَ الْبَيْت٠أَن لاَّ تÙشْرÙكْ بÙÙ‰ شَيْـًا)(2) (ÙˆÙŽ Ø¥Ùذْ يَرْÙَع٠إÙبْرَ Ù‡Ùيم٠الْقَوَاعÙدَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْبَيْت٠وَ Ø¥ÙسْمَـعÙيلÙ)(3)ØŒ ولابد للبيت من أهل، وقد اختارهم الله بعد ابراهيم من ذريته Ùهم ليسوا أناساً مجهولين. جاءت الملائكة إلى إبراهيم ÙˆØدثته بإرسالهم إلى قوم لوط، Ùأخذ ابراهيم يجادلهم ÙÙŠ قوم لوط، وكانت امرأة إبراهيم البارة الصالØØ© سارة عميدة أهل البيت ÙÙŠ زمانها قائمة، يقول الوØÙŠ مبشراً لها: (ÙˆÙŽ امْرَأَتÙه٠قَائÙÙ…ÙŽØ©ÙŒ ÙَضَØÙكَتْ Ùَبَشَّرْنَـهَا بÙØ¥ÙسْØَـقَ ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ† وَرَآء٠إÙسْØَـقَ يَعْقÙوبَ * قَالَتْ يَـوَيْلَتَى Ø¡ÙŽØ£ÙŽÙ„Ùد٠وَ أَنَا عَجÙوزٌ ÙˆÙŽ هَـذَا بَعْلÙÙ‰ شَيْخًا Ø¥Ùنَّ هَـذَا لَشَىْءٌ عَجÙيبٌ * قَالÙواْ أَتَعْجَبÙينَ Ù…Ùنْ أَمْر٠اللَّه٠رَØْمَت٠اللَّه٠وَ بَرَكَـتÙه٠عَلَيْكÙمْ أَهْلَ الْبَيْتÙ)(4). بدأت مرØلة أهل البيت منذ أن رÙع إبراهيم القواعد من البيت، وبعد إبراهيم إسØاق وبعد إسØاق يعقوب، وهكذا Øتى استتم بنو اسرائيل مواكب أنبيائهم نبياً بعد نبي، Øتى إذا غيّر بنو اسرائيل ما بأنÙسهم غير الله ما انعم عليهم، واستبدلوا بآل Ù…Øمد (عليهم السلام) من ذرية اسماعيل بن إبراهيم. ____________
1- البقرة: 124. 2- الØج: 26. 3- البقرة: 127. 4- هود: 71 Ù€ 73. آل عمران همزة الوصل:
ذكرت آية الاصطÙاء(1) آل ابراهيم، وآل عمران، وآل عمران يتلخصون ÙÙŠ مريم بنت عمران وابنها المسيØØŒ وهذا يعني ان الله سبØانه جعل من مريم رØماً للآل كما جعل سارة قبل ذلك رØماً لهم وسبباً وأصلاً وبشرها بذلك. إنّ من أقوى الأدلة العقلية والنقلية على جÙا٠ينابيع الخير ÙÙŠ بني إسرائيل أنه لا يوجد Ø£Øد من ذكور بني اسرائيل أهلاً لمريم الطاهرة البتول، قال تعالى: (ÙˆÙŽ مَرْيَمَ ابْنَتَ عÙمْرَ Ù†ÙŽ الَّتÙÙ‰ Ø£ÙŽØْصَنَتْ Ùَرْجَهَا ÙÙŽÙ†ÙŽÙَخْنَا ÙÙيه٠مÙÙ† رّÙÙˆØÙنَا ÙˆÙŽ صَدَّقَتْ بÙÙƒÙŽÙ„Ùمَـت٠رَبÙّهَا ÙˆÙŽ ÙƒÙتÙبÙÙ‡Ù ÙˆÙŽ كَانَتْ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْقَـنÙتÙينَ) (2). ويبدو أنّ الله سبØانه وتعالى أراد أن يبيّن همزة الوصل بين انتهاء إمامة بني اسرائيل وبدء إمامة Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) وآله (عليهم السلام) ØŒ إذ جاء عيسى (عليه السلام) وهو كما يصÙÙ‡ القرآن همزة وصل Ùعلاً (ÙˆÙŽ Ø¥Ùذْ قَالَ عÙيسَى ابْن٠مَرْيَمَ يَـبَنÙÙ‰ Ø¥Ùسْرَ Ø¡Ùيلَ Ø¥ÙÙ†Ùّى رَسÙول٠اللَّه٠إÙلَيْكÙÙ… مّÙصَدÙّقًا Ù„Ùّمَا بَيْنَ يَدَىَّ Ù…ÙÙ†ÙŽ التَّوْرَاة٠وَ Ù…ÙبَشÙّرَاً بÙرَسÙول يَأْتÙÙ‰ Ù…ÙÙ† بَعْدÙÙ‰ اسْمÙه٠أَØْمَدÙ)(3). الاختيار ÙÙŠ سورة الشورى:
وضØت سورة الشورى المنعط٠الذي بيّن تسلسل الاختيار وبدء الإمامة ÙÙŠ ذرية الزهراء(عليها السلام). الØÙ‚ تبارك وتعالى يقول ÙÙŠ هذه السورة: (شَرَعَ Ù„ÙŽÙƒÙÙ… Ù…Ùّنَ الدÙّين٠مَا وَصَّى بÙÙ‡Ù Ù†ÙÙˆØًا ÙˆÙŽ الَّذÙÙ‰ أَوْØَيْنَآ Ø¥Ùلَيْكَ ÙˆÙŽ مَا وَصَّيْنَا بÙه٠إÙبْرَ Ù‡Ùيمَ ÙˆÙŽ Ù…Ùوسَى ÙˆÙŽ عÙيسَى أَنْ Ø£ÙŽÙ‚ÙيمÙواْ ____________ 1- آل عمران: 33. 2- التØريم: 12. 3- الصÙ: 6. الدÙّينَ ÙˆÙŽ لاَ تَتَÙَرَّقÙواْ ÙÙيهÙ)(1).
أول شيء يقول الØÙ‚ مخاطباً عبده ورسوله Ù…Øمداً(صلى الله عليه وآله): يا عبدي ورسولي Ù…Øمد، هاقد آل إليك ميراث النبيين جميعاً، هاقد آلت إليك أنوار الأنبياء جميعاً ووصاياي لهم جميعاً أصبØت وصاياي لك ولامتك. ثم إنّ الØÙ‚ تبارك وتعالى يقول: (اللَّه٠الَّذÙÙ‰ أَنزَلَ الْكÙتَـبَ بÙالْØÙŽÙ‚ÙÙ‘ ÙˆÙŽ الْمÙيزَانَ)(2)ØŒ والميزان هو الإمام المعصوم الذي يكون مع الكتاب ضامناً لعدم تØريÙÙ‡ ومناÙØاً عنه بالتÙسير الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يدÙع عنه التناقضات الظاهرية أو التÙسير الخاطيء أو المØرÙ. ثم أتت آية المودة ÙÙŠ القربى (Ø°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ الَّذÙÙ‰ ÙŠÙبَشÙّر٠اللَّه٠عÙبَادَه٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ ÙˆÙŽ عَمÙÙ„Ùواْ الصَّــلÙØَـت٠قÙÙ„ لاَّ أَسْـَلÙÙƒÙمْ عَلَيْه٠أَجْرًا Ø¥Ùلاَّ الْمَوَدَّةَ ÙÙÙ‰ الْقÙرْبَى ÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† يَقْتَرÙÙÙ’ Øَسَنَةً نَّزÙدْ Ù„ÙŽÙ‡Ù ÙÙيهَا ØÙسْنًا Ø¥Ùنَّ اللَّهَ غَÙÙورٌ Ø´ÙŽÙƒÙورٌ)(3) بعد أن بين الوØÙŠ أن هدى الله استقر ÙÙŠ الرسول والأئمة المعصومين من بعده، طلب المودة للقربى وهم هؤلاء الأئمة. سارة ومريم والزهراء سلام الله عليهن:
ثم إنّ هبة الإمامة مرتبطة بأنوار الزهراء(عليها السلام)ØŒ Ùها هي سورة الشورى لا زالت تتØدث (Ù„Ùّلَّه٠مÙلْك٠السَّمَـوَ ت٠وَ الاَْرْض٠يَخْلÙق٠مَا يَشَآء٠يَهَب٠لÙÙ…ÙŽÙ† يَشَآء٠إÙنَـثًا ÙˆÙŽ يَهَب٠لÙÙ…ÙŽÙ† يَشَآء٠الذّÙÙƒÙورَ * أَوْ ÙŠÙزَوÙّجÙÙ‡Ùمْ Ø°Ùكْرَانًا ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَـثًا ÙˆÙŽ يَجْعَل٠مَن يَشَآء٠عَقÙيمًا Ø¥Ùنَّه٠عَلÙيمٌ قَدÙيرٌ)(4). ____________
1- الشورى: 13. 2- الشورى: 17. 3- الشورى: 23. 4- الشورى: 49 Ù€ 50. الهبة بدأت بالاناث ثم قال (ÙˆÙŽ يَهَب٠لÙÙ…ÙŽÙ† يَشَآء٠الذّÙÙƒÙورَ)ØŒ أي يهب لمن يشاء الذكور المناسبين للاناث ÙÙŠ الزواج (أَوْ ÙŠÙزَوÙّجÙÙ‡Ùمْ Ø°Ùكْرَانًا ÙˆÙŽ
Ø¥Ùنَـثًا)ØŒ والاناث هن التربة، وهن المستودع التي تستودع Ùيه النطÙØŒ ولذلك قلنا: ان سارة ارتبط بها آل البيت وكذلك مريم الذى كان عيسى ابنها ينادي: نضب الخير Ùيكم يا بني اسرائيل، من يستØÙ‚ منكم ان يكون زوجاً لمريم؟ ÙÙŠ سورة النور يقدم الله ذكر الطيبات على الطيبين يقول (الطيبات للطيبين) كما يقول (الخبيثات للخبيثين)(1) وهذه إشارة الى انه اذا نظ٠الرØÙ… وطهر المستودع كان قميناً بان ينجب الرجال، ولذلك ØµØ Ø§Ù„Ù‚ÙˆÙ„ المأثور: "ما كان Ù„Ùاطمة ÙƒÙÙˆ غير علي"(2) Ùهو قد خلق من اجلها. وهذا هو الاختيار والاصطÙاء للامامة. رد Ùعل الأمة تجاه الاختيار الالهي:
بعد أن وضØت سورة الشورى معالم الاختيار الالهي، Øذرت الأمة من التÙريط بهذا الاختيار بالتÙرق والبغي والشك والاضطراب والاÙتراء. ÙÙŠ الآية (13) كان جوهر الوصايا التي شرعها الله من زمان Ù†ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله): (أَنْ Ø£ÙŽÙ‚ÙيمÙواْ الدÙّينَ ÙˆÙŽ لاَ تَتَÙَرَّقÙواْ ÙÙيهÙ) لان التÙرق لووقع سيكون ناشئاً بسبب البغي، Ùربنا يقول: (ÙˆÙŽ مَا تَÙَرَّقÙواْ Ø¥Ùلاَّ Ù…ÙÙ† بَعْد٠مَا جَآءَهÙم٠الْعÙلْم٠بَغْيَا بَيْنَهÙمْ)(3) ومعنى البغي بينهم ان يرÙض بعضهم البعض الذي اختاره الله بعد علمهم بذلك كما Øدث ÙÙŠ تاريخ المسلمين عندما جائهم ÙÙŠ يوم الغدير وغيره من المناسبات. ____________
1- النور: 26. 2- بØار الانوار: 43 / 101. 3- الشورى: 14. ثم يقول الØÙ‚ بخصوص بغيهم هذا: (ÙˆÙŽ لَوْلاَ ÙƒÙŽÙ„ÙÙ…ÙŽØ©ÙŒ سَبَقَتْ Ù…ÙÙ† رَّبÙّكَ Ù„ÙŽÙ‚ÙضÙÙ‰ÙŽ بَيْنَهÙمْ)(1).
ولو لا هذه الكلمة التي سبقت من ربنا لما استطاع ان يجتريء على رسول الله(صلى الله عليه وآله)Ø£Øد بهذه الكلمة الرهيبة: "إنه يهجر"(2) إلاّ وأتاه العقاب الÙوري. وختام الآية يقول: (الَّذÙينَ Ø£ÙورÙØ«Ùواْ الْكÙتَـبَ Ù…Ùنم بَعْدÙÙ‡Ùمْ Ù„ÙŽÙÙÙ‰ شَكّ Ù…Ùّنْه٠مÙرÙيب )(3). أي أنّ نتيجة التÙرق القائم على البغي تؤدي إلى الريب ÙÙŠ الكتاب Ùيقع الاضطراب ويصير الناس ÙÙŠ شك، ماذا Ùعل رسول الله وماذا لم ÙŠÙعل؟ وما معنى هذه الآية وما معنى تلك؟ بØيث Ø§ØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù‚Ø±Ø¢Ù† واØكامه وعبادات الرسول Ù…ØÙ„ شك! لدرجة ان المسلمين لا يعرÙون كي٠توضأ الرسول، وهو كان يتوضا على مرآى من المسلمين طوال Øياته، وهذا نتيجة نقضهم عروة الامامة بغياً ÙتÙرقوا. ÙˆÙÙŠ الآية (24) يقول الØÙ‚: (أَمْ ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ اÙْتَرَى عَلَى اللَّه٠كَذÙباً)(4)ØŒ وقد جاء ÙÙŠ بعض الروايات عند أهل السنة، قال بعضهم: لعلّ هذا من عند رسول الله وليس من الله(5)ØŒ عندما بلغهم بالامامة وبين لهم وجوب المودة بما تنطوي عليه من تسليم لاختيار الله سبØانه. وأما هذا الذي اعترض ÙÙŠ رزية الخميس وقال: انه يهجر، Ùاما انه ظنّ ان رسول الله ÙŠÙتري على الله Ùيكون المعترض قد ÙƒÙر، أو ظن إن هذا من أمر الله ولكنه لا يريد أمر الله، والØال واØد. ____________
1- يونس: 19. 2- البخاري: 5 / 137ØŒ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…: 5 / 76ØŒ سنن النسائي: 3 / 433ØŒ Ø£Øمد: 1 / 325ØŒ ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø±ÙŠ: 1 / 186. 3- الشورى: 14. 4- الشورى: 24. 5- السيوطي ÙÙŠ الدر المنثور عن الطبراني وابن مردويه من طريق ابن جبير، انظر الميزان: 18 / 53. الاختيار ÙÙŠ مملكة النØÙ„: يقول الكاتب ÙˆÙقاً لرأيه بأنّ الاختيار الالهي يسري ÙÙŠ الØيوانات أيضاً، ان هناك آيات ÙÙŠ كتاب الله غريبة المأخذ والمنتهى ولا تق٠عند Øد لو تأملنا Ùيها، الله سبØانه يقول: (وَمَا Ù…ÙÙ† دَآبَّة ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠وَلاَ طَـائÙر ÙŠÙŽØ·Ùير٠بÙجَنَاØَيْه٠إÙلاَّ Ø£ÙÙ…ÙŽÙ…ÙŒ أَمْثَالÙÙƒÙÙ… مَّا Ùَرَّطْنَا ÙÙÙ‰ الْكÙتَـب٠مÙÙ† شَىْء Ø«Ùمَّ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ رَبÙّهÙمْ ÙŠÙØْشَرÙونَ )(1)ØŒ ويقول سبØانه ÙÙŠ آية اخرى: (ÙˆÙŽ Ø¥ÙÙ† Ù…Ùّنْ Ø£Ùمَّة Ø¥Ùلاَّ خَلاَ ÙÙيهَا Ù†ÙŽØ°Ùيرٌ)(2)ØŒ إذن Øتى أمم الطيور والØيوان Ùيها اختيار وانذار. تعالوا نتأمل الاختيار ÙÙŠ مملكة النØÙ„ØŒ وهو الاختيار المذهل الذى دعا إلى ان يختص النØÙ„ بسورة من طوال السور ÙÙŠ القرآن، ويختص بوØÙŠØŒ ومعجزة النØÙ„ ÙˆØدها دليل على الإمامة. الله سبØانه يقول: (ÙˆÙŽ أَوْØÙŽÙ‰ رَبّÙÙƒÙŽ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ النَّØْلÙ)(3)ØŒ يا هل ترى جمع مذكر أم جمع مؤنث؟ سيظهر ÙÙŠ الخطاب الآتي: (ÙˆÙŽ أَوْØÙŽÙ‰ رَبّÙÙƒÙŽ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ النَّØْل٠أَن٠اتَّخÙØ°ÙÙ‰) Ùقد عدل بعدما كان يخاطب جمعاً، عدل ÙÙŠ الأمر الصادر كأنه يخاطب Ù…Ùرداً مؤنثاً، لانه لا جمع مؤنث: أن اتخذن، ولا جمع مذكر: أن اتخذوا، قال: (أَن٠اتَّخÙØ°ÙÙ‰ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْجÙبَال٠بÙÙŠÙوتًا ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشَّجَر٠وَ Ù…Ùمَّا يَعْرÙØ´Ùونَ)(4). لقد Ø§ØµØ¨Ø Ù…Ø¹Ù„ÙˆÙ…Ø§Ù‹ Ù€ وأي دارس ÙÙŠ الاعدادية يعر٠ـ أنّ ÙÙŠ مملكة النØÙ„ ____________ 1- الانعام: 38. 2- Ùاطر: 24. 3- النØÙ„: 68. 4- النØÙ„: 68. ملكة، Ùما هذه الملكة، هل جاءت من السقيÙة؟! هل اختاروها هناك؟!
بيض النØÙ„ عندما ÙŠÙقس، ÙŠÙقس عن ثلاثة أنواع: ذكور، وعاملات وواØدة Ùقط ملكة ولو Ùقس بيض الملكة عن اكثر من ملكة يستØيل ان تبقى الملكتان ÙÙŠ الخلية، لابد أن تنÙصل واØدة ببعض العاملات وتغادر لتكون خلية جديدة، لا امامان ÙÙŠ خلية. ملكة النØÙ„ هذه كي٠اكتسبت صÙاتها؟ آنها صÙات تكوينية من الله عزوجل، ولأجل ان يضرب المثل بها، Ùاذا كانت Øشرة قد انتظمت ÙÙŠ طاعة امامها Ùانتجت عسلاً Ùيه Ø´Ùاء للناس، Ùكي٠لو انتظم الناس ÙÙŠ طاعة امامهم، Ùماذا كانوا ينتجون؟! لو استقام الناس على امامة امير المؤمنين لاصبØت هذه الأرض جنة، يقول تعالى: (ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل إليهم من ربهم لأكلوا من Ùوقهم ومن تØت ارجلهم)(1)ØŒ وقال تعالى: (ÙˆÙŽ أَلَّو٠اسْتَقَـمÙواْ عَلَى الطَّرÙيقَة٠لاََسْقَيْنَـهÙÙ… مَّآءً غَدَقاً )(2). الإمامة ÙÙŠ الجماد:
إنّ الإمامة تسري ÙÙŠ الكون Øتى ÙÙŠ الجماد والمواد، إن ما نقرأه عن البروتونات والنيوترونات والالكترونات، رغم انه بسيط Ùانه غريب! إنّ الذرة تتكون من نواة والكترونات تدور Øول نواة الذرة التي Ùيها، والنواة لها مركز ثابت وتتØرك بثبات. من الذي صنع لهذه النواة هذا المركز وللالكترونات هذه المدرات؟. ____________
1- المائدة: 66. 2- الجن: 16. مسك الختام:
إن الله الذي أكرم المؤمنين بان جعلهم من أصØاب الولاء لمØمد وآل Ù…Øمد يندبهم لأمر عظيم، لان يتهيأوا ويكونوا ÙÙŠ جيش الامام القائم ( عليه السلام) . قال تعالى: (بَقÙيَّت٠اللَّه٠خَيْرٌ لَّكÙمْ Ø¥ÙÙ† ÙƒÙنتÙÙ… مّÙؤْمÙÙ†Ùينَ)(1). ____________
1- هود: 86.
|