خليل إبراهيم هاشـم
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 04:32 PM | المشاهدات: 3440
خليل إبراهيم هاشـم ( لبنان Ù€ شاÙعي )
ولد ببلدة " شبعا " عام 1966Ù… ÙÙŠ لبنان(1). تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1989Ù… ÙÙŠ بلاده. التخبط ÙÙŠ الÙراغ الديني:
يقول الأخ خليل: " كان والدي عاملا ÙÙŠ Ø£Øّد المعامل غير ملّماً بالأمور الدينيّة، إلى Øدّ كنّا ÙÙŠ الأÙسرة Ù€ وأنا واØد منهم Ù€ لا نعر٠سوى أنّنا من أبناء العامة، وكان والدي ÙŠØدّثنا عمّا يدور ÙÙŠ Ù…ØÙ„ عمله من نقاشات Øول الأمور الدينيّة بين العمّال Ù€ الذين كانوا من مذاهب مختلÙØ© Ù€ وكان أبي كثيراً ما ÙŠÙ‚Ø¯Ø Ø¨Ø§Ù„Ø´ÙŠØ¹Ø© Øتى أرتسمت ÙÙŠ ذهني صورة مشوهة عنهم. وكان أبي ÙŠØÙّزني على مجادلة زملائي الشيعة ÙÙŠ الدراسة Øول مذهبهم، وكنت Ù€ ÙÙŠ أكثر الأØيان Ù€ لقلّة باعي ÙÙŠ العلم أق٠متØيّراً أمام الÙكر الشيعي ____________ 1- لبنان: تقع على الساØÙ„ الشرقي للبØر المتوسط، تØيط بها سوريا ÙˆÙلسطين، يبلغ عدد سكانها Øوالي (5) ملايين نسمة، يشكل المسلمون نسبة 63% منهم، والباقي من المسيØيين والديانات الأخرى، أمّا الشيعة ÙÙŠ لبنان Ùيشكلون نسبة 35%. الذي يطرØÙ‡ زملائي، ولا أجد سبيلاً سوى الابتعاد عنهم ØÙاظاً على معتقداتي الموروثة، وكنت أنتقد الطلاّب من أبناء العامة الذين يختلطون
معهم، وكنت أقول لهم: إنّ أهلنا يقولون: إنّ الشيعة خوارج ويجب الابتعاد عنهم!. الانبهار بشجاعة الإمام عليّ (عليه السلام) :
ذات يوم Øدّثنا مدرّس التربية الدينيّة عن معركة الخندق وما وقع Ùيها من نصر للمسلمين نتيجة شجاعة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ وتطرّق الأستاذ ÙÙŠ Øديثه إلى الطريقة النبيلة التي تصرّ٠بها الإمام (عليه السلام) مع عدوّه المشرك عمرو بن عبد ود العامري، وترÙّعه عن سلب درعه Ù€ على خلا٠العادة الجارية آنذاك Ù€ Ùتأثّرت كثيراً بشخصية الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ومن ذلك الØين وقع Øبّه ÙÙŠ قلبي. عند رجوعي إلى البيت Øدثت أهلي عن تلك المعركة ÙˆÙارسها المغوار، وسألتهم عن دور الخلÙاء الثلاثة ÙÙŠ تلك المعركة؟ Ùأجابوني: بأنّهم كانوا من خواص أصØاب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)!ØŒ Ùلم تقنعني إجابتهم، وبقيت Ø£Ùكّر بعظمة شخصيّة الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ولم أعط أهميّة لمثل أولئك الأصØاب. البØØ« عن الØقيقة:
بعد مضي Ùترة انتقلت من مدرستي إلى مدرسة الغدير الرسميّة، وتعرّÙت Ùيها على عدد من الزملاء Ù€ الذين كانت لهم اتجاهات مختلÙØ© Ù€ Ùاصطدمت لمواجهتي كثرة الاختلاÙات العقائدية بين الطلبة، واعترتني أزمة Ù†Ùسيّة نتيجة التزلزل الÙكري الذي لاقيته جراء الØديث مع هذا وذلك. Ùقرّرت أن أصبّ اهتمامي للوصول إلى الØقّ عبر دراسة مبرمجة واستقصاء شامل، Ùابتعدت عن درس التربية الدينيّة ليكون بØثي موضوعيّاً أصل به إلى النتائج من دون التأثر بجهة معينة، ولكن بعد إلØØ§Ø Ø£ØµØ¯Ù‚Ø§Ø¦ÙŠ Øضرت الدرس، Ùلمست منه Ùوائد عديدة أكبرها معرÙتي لأصول الدين، إلاّ أنّي لم أصل إلى درجة الاعتقاد التام بها، ومن هذه المعرÙØ© المجملة ازدادت
استÙساراتي ÙÙŠ هذا المجال، وانطلقت Ù†ØÙˆ البØØ« وطلب المعرÙØ© وبدأت أتØرّر من تعصّبي الأعمى. ÙˆÙÙŠ Ø£Øد الأيام ذهبت مع Ø£Øّد أصدقائي إلى Ø£Øّد مشايخ أبناء العامة علّه٠يجيب عن بعض الأسئلة العالقة ÙÙŠ ذهني، Ùسألته عن أدلّة خلاÙØ© أبي بكر؟ Ùقال: إنّ أبا بكر كان أقرب الناس إلى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) عند ÙˆÙاته. Ùقلت: إنّ الشيعة يقولون: إنّ الخلاÙØ© بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ويستدلون بقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير: " من كنت مولاه Ùهذا عليّ مولاه "ØŒ Ùهل هذا الØديث ÙÙŠ كتبنا؟ Ùأجابني الشيخ بنبرة Øادّة: نعم موجود، Ùماذا تقصد من هذه الإثارة؟ قلت: أريد معرÙØ© Øديث " من كنت مولاه " هل أنّه ورد بØقّ الإمام عليّ (عليه السلام) أم لا؟ وإن كان وارداً Ùما هي دلالته؟ Ùقال: نعم ورد بØقّ الإمام عليّ، ومعناه أنّ من ÙŠØبّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)عليه أن ÙŠØبّ الإمام عليّ، ثم قال: وأنصØÙƒ أن تبتعد عن هؤلاء الشيعة!. وكان بودّي أن أسأله عن سبب ذلك، لكنّه لم ÙŠÙØ³Ø Ù„ÙŠ المجال لمواصلة الØوار، Ùقرّرت بعدها أن ألتجيء بنÙسي إلى مطالعة الكتب المعروÙØ© لأق٠على نقاط الخلا٠بين الÙريقين، ولأعر٠المناقب المذكورة لأبي بكر التي جعلته مستØقاً للخلاÙØ© بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ لأني طالما كنت أسمع من أبناء العامة أنّهم يمجّدون بأبي بكر، ويÙتخرون بصØبته للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙÙŠ الغار ". أبو بكر وآية الغار:
Øاول أهل السنّة أن ينتزعوا Ùضائل عديدة لأبي بكر من آية الغار بشتى الطرق، Øتى وصل بهم الأمر أن نسبوا له السكينة دون رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)!(1).
لكن الآية ÙÙŠ قوله تعالى: (Ø¥Ùلاّ تَنْصÙرÙوه٠Ùَقَدْ نَصَرَه٠الله٠إÙذْ أَخْرَجَه٠الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا ثانÙÙŠÙŽ اثْنَيْن٠إÙذْ Ù‡Ùما ÙÙÙŠ الْغار٠إÙذْ ÙŠÙŽÙ‚Ùول٠لÙصاØÙبÙه٠لا تَØْزَنْ Ø¥Ùنَّ اللهَ مَعَنا Ùَأَنْزَلَ الله٠سَكÙينَتَه٠عَلَيْه٠وَأَيَّدَه٠بÙجÙÙ†Ùود لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ ÙƒÙŽÙ„ÙÙ…ÙŽØ©ÙŽ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا السّÙÙْلى ÙˆÙŽÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠الله٠هÙÙŠÙŽ الْعÙلْيا وَالله٠عَزÙيزٌ ØÙŽÙƒÙيمٌ)(2)ØŒ Ùاقدة لأيّ منقبة Ù€ لا من قريب ولا من بعيد Ù€ لأبي بكر، والمتأمّل ÙÙŠ سياق هذه الآية ودلالتها يدرك: أوّلاً: إنّ ما ادعاه أبناء العامة من الÙضل لأبي بكر ÙÙŠ قوله تعالى: (ثانÙÙŠÙŽ اثْنَيْنÙ) مجرّد تمØّل لا أكثر، لأنّ الآية تخبر عن العدد ليس إلاّ!. Ùمن المعلوم أنّ اجتماع مؤمن وكاÙر ÙÙŠ أيّ مكان، هو اجتماع اثنين ليس إلاَّ، وقد جرت العادة ÙÙŠ آيات كثيرة من القرآن الكريم ذكر العدد، كما ÙÙŠ قوله تعالى: (سَيَقÙولÙونَ ثَلاثَةٌ رابÙعÙÙ‡Ùمْ كَلْبÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ خَمْسَةٌ سادÙسÙÙ‡Ùمْ كَلْبÙÙ‡Ùمْ رَجْماً بÙالْغَيْب٠وَيَقÙولÙونَ سَبْعَةٌ وَثامÙÙ†ÙÙ‡Ùمْ كَلْبÙÙ‡Ùمْ...)(3)ØŒ Ùأيّ ميزة لرابعية الكلب أو سادسيّته أو ثامنيّته؟!. ثانياً: أمّا قوله تعالى: (Ø¥Ùذْ Ù‡Ùما ÙÙÙŠ الْغارÙ)ØŒ Ùقد يجتمع ÙÙŠ المكان Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ø·Ø§Ù„ØØŒ والإنس والجنّ!. Ùمسجد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو أشر٠من الغار قد جمع المؤمنين والمناÙقين، وسÙينة Ù†ÙˆØ (عليه السلام) قد جمعت الإنسان والØيوان، Ùالاستدلال على أنّ أبا بكر كان ثاني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ الغار، ثمّ الاستنتاج بأنّه الثاني له (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ المنزلة Ù€ كما ذهب ____________ 1- أنظر: التÙسير الكبير للÙخر الرازي: 6 / 49 Ù€ 54. 2- التوبة: 40. 3- الكهÙ: 22. إلى ذلك الÙخر الرازي(1) Ù€ دعوى بلا دليل، إذ لا استلزام بينهما، لا سيما أنّ الآية لم تتطرق إلى مسألة المنزلة والرتبة!.
والادعاء بمثل هذه الÙضيلة لأبي بكر مجرّد إيهام للعوام، وتØميل لقول الله تعالى بما لا صلة له ÙÙŠ المقام. ثالثاً: أمّا تشبثهم بقوله تعالى: (Ù„ÙصاØÙبÙÙ‡Ù)ØŒ Ùهو لا يدلّ على ما ذهبوا إليه من أنّه صاØب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم). لأنّ الصØبة بمعناها اللغوي قد تكون بين المؤمن والكاÙر، كما ÙÙŠ قوله تعالى: (قالَ لَه٠صاØÙبÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ ÙŠÙØاوÙرÙه٠أَ ÙƒÙŽÙَرْتَ بÙالَّذÙÙŠ خَلَقَكَ Ù…Ùنْ تÙراب Ø«Ùمَّ Ù…Ùنْ Ù†ÙطْÙÙŽØ© Ø«Ùمَّ سَوّاكَ رَجÙلاً)(2)ØŒ وقد تكون بين الإنسان والØيوان، كقوله تعالى: (ÙَاصْبÙرْ Ù„ÙØÙكْم٠رَبّÙÙƒÙŽ وَلا تَكÙنْ كَصاØÙب٠الْØÙوت٠إÙذْ نادى ÙˆÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ مَكْظÙومٌ)(3)ØŒ Ùهي لا توجب Ùضلا ولا منقبة للمنعوت بها. رابعاً: وأمّا قوله تعالى Øكاية عن نبيّه(صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تَØْزَنْ Ø¥Ùنَّ اللهَ مَعَنا)ØŒ Ùلايستلزم منقبة لأبي بكر كما توهّم البعض، بل ربّما تكون منقصة!. لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)نهى أبا بكر عن الØزن ÙÙŠ الغار، ÙˆØزنه لا يخلو من اØدى Øالتين: أمّا أن يكون على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وخوÙاً عليه، وهذا عين طاعة الله، Ùالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لا ينهى عن طاعة ربّه، بل يدعو إلى التقرّب إليه من خلال ذلك. وأمّا أن يكون Øزن أبي بكر على Ù†Ùسه، وخوÙÙ‡ من المشركين لتورطه ÙÙŠ ____________ 1- أنظر: التÙسير الكبير للÙخر الرازي: 6 / 50. 2- الكهÙ: 37. 3- القلم: 48. التواجد مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ الغار، وهو الواقع، ولهذا نهاه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الØزن.
خامساً: أمّا تشبّث أبناء العامة بقوله تعالى ( مَعَنَا )Ùكالتعلّق بخيط العنكبوت!. لأنّ المعيّة كما تكون للتسكين والتبشير وقد تكون للتØذير والتخويÙØŒ كقوله تعالى: (يا بÙنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكÙنْ مَعَ الْكاÙÙرÙينَ)(1)ØŒ وقد يكون المراد من (مَعَنا) أنّه تعالى عالم بØالنا، كقوله تعالى: ( مَا ÙŠÙŽÙƒÙون٠مÙنْ نَجْوى ثَلاثَة Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ رابÙعÙÙ‡Ùمْ وَلا خَمْسَة Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ سادÙسÙÙ‡Ùمْ وَلا أَدْنى Ù…Ùنْ ذلÙÙƒÙŽ وَلا أَكْثَرَ Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ مَعَهÙمْ أَيْنَ ما كانÙوا )(2). Ùإذا اØتملت Ù„Ùظة ( مَعَنَا ) كلّ هذه المعاني، Ùأيّ Ùضل يبقى لأبي بكر ÙÙŠ ذلك؟!. سادساً: إنّ قسماً من أئمّة التÙسير من العامّة جعلوا السكينة ÙÙŠ قوله: (Ùَأَنْزَلَ الله٠سَكÙينَتَهÙ) نازلة على أبي بكر، وذلك لأنّ الضمير يعود إلى أقرب المذكورات وهو أبو بكر(3). لكن المتأمّل لسياق الآية يجد أنّ الضمائر التي ÙÙŠ صدر الآية والتي ÙÙŠ وسطها وكذا التي ÙÙŠ آخرها كلّها تعود إلى الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùالكلام ÙÙŠ الآية مسوق لبيان نصرة الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Øيث لم يكن معه Ø£Øّد يتمكّن من نصرته، Ùأنزل الله على نبيّه السكينة وعزّزه بجنود غير مرئيّة. كما أنّ قوله تعالى: (وَجَعَلَ ÙƒÙŽÙ„ÙÙ…ÙŽØ©ÙŽ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا السّÙÙْلى ÙˆÙŽÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠الله٠هÙÙŠÙŽ ____________ 1- هود: 42. 2- المجادلة: 7. 3- أنظر: التÙسير الكبير للÙخر الرازي: 6 / 52. الْعÙلْيا )(1) بيان لما سبق، ولا يصØÙ‘ التÙريق بين البيان والمبيّن.
ودعوى من قال: أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزل على سكينة من ربّه، وإنزال السكينة هنا مختصّ بصاØبه مردوده، لأنّ أصل الاستدلال غير صØÙŠØØŒ Ùالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) تتجدّد له هذه السكينة، بدليل نزولها عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّة أخرى يوم Øنين، كما قال تعالى: (Ø«Ùمَّ أَنْزَلَ الله٠سَكÙينَتَه٠عَلى رَسÙولÙه٠وَعَلَى الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ)(2)ØŒ ومثلها قوله تعالى ÙÙŠ سورة الÙتØ: ( Ø¥Ùذْ جَعَلَ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙوا ÙÙÙŠ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùم٠الْØÙŽÙ…Ùيَّةَ ØÙŽÙ…Ùيَّةَ الْجاهÙÙ„Ùيَّة٠Ùَأَنْزَلَ الله٠سَكÙينَتَه٠عَلى رَسÙولÙه٠وَعَلَى الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ)(3). كما أنّ السكينة لو كانت مختصّة بأبي بكر، Ùإنّ هذا يعني أنّه هو المؤيّد بجنود الله غير المرئيّة، لأنّهما ÙÙŠ سياق واØد! والنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أكرم على الله من أيّ مخلوق، Ùلا ÙŠØوجه إلى نصر Ø£Øّد، Ùهو تعالى ناصره ومؤيّده، وقد بيّن سبØانه صور هذا النصر بنزول السكينة، والتأييد بالجنود الخÙيّة. Ùالآية ÙÙŠ هذا الموضع تبيّن أنّ المخصوص بولاية الله عزّوجلّ هو النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) لا Ø£Øّد سواه، ولو كان مشمولا بهذه العناية لشملته السكينة كما شملت غيره مع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كما ذكرنا، وما ذكر من الÙضائل بخصوص أبي بكر لا يعدّو كونه إدعاءٌ لا أكثر. تسمية أبي بكر بالصدّيق:
يضي٠الأخ خليل: " كنت أتساءل لماذا سÙمي أبو بكر صدّيقاً، Ùهل كان ____________ 1- التوبه: 40. 2- التوبة: 26. 3- الÙتØ: 26. ذلك لتصديقه بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ أو كان ذلك لقبٌ له؟، وهل ناداه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يوماً ما بهذا
اللقب؟ ". والباØØ« إذا أمعن النظر ÙÙŠ التراث الإسلامي يجد أنّ السياسة لعبت دوراً هاماً ÙÙŠ تزيي٠الكثير من الØقائق، ÙبÙعل هيمنتها على وضع الأمّة تمكّنت أن تنÙّذ مخطّطاتها على المسلمين، ÙمنØت بعض الشخصيات ألقاباً ما كانوا لها أهلا، وكلّ ذلك Øرباً منهم لآل البيت (عليهم السلام) لا سيّما لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) . Ùلقّب الصدّيق وكذا الÙاروق هما من مختصّات الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ØŒ Øيث وردت روايات عديدة تؤكّد ذلك، منها: عن الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ أنّه قال: " أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب Ù…Ùتري... "(1). وعنه أيضاً: " أنا الصدّيق الأكبر، والÙاروق الأوّل، أسلمت قبل إسلام أبي بكر... "(2). وعن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ قال: " الصدّيقون ثلاثة، Øبيب النجّار وهو مؤمن آل ياسين، ÙˆØزقيل وهو مؤمن آل Ùرعون، وعليّ بن أبي طالب وهو Ø£Ùضلهم "(3). وعن أبي ذر وسلمان(رضي الله عنه)ØŒ إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بيد عليّ (عليه السلام) ØŒ Ùقال: " إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهذا أوّل من يصاÙØني يوم القيامة، وهذا الصدّيق الأكبر، ____________ 1- أنظر: المستدرك للØاكم: 3 / 120 (4584)ØŒ Ùرائد السمطين للجويني: 1 / 248 (192)ØŒ البداية والنهاية لابن كثير: 3 / 25ØŒ سنن ابن ماجة: 1 / 55ØŒ Ùضائل الصØابة لابن Øنّبل: 2 / 586 (993)ØŒ الرياض النضرة للطبري: 2 / 96 (1275). 2- أنظر: المعار٠لابن قتيبة: 167ØŒ الرياض النضرة للطبري: 2 / 95 (1262)ØŒ ذخائر العقبى للطبري: 85. 3- أنظر: Ùضائل الصØابة لابن Øنّبل: 2 / 627 (1072)ØŒ الصواعق المØرقة لابن Øجر: 2 / 364ØŒ Ùيض القدير للمنّاوي: 4 / 238ØŒ تاريخ ابن عساكر: 42 / 43. وهذا Ùاروق هذه الأمّة ÙŠÙرّق بين الØقّ والباطل... "(1).
وهناك مصادر كثيرة تثبت أنّ هذا اللقب هو لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (2)ØŒ كما ذكر العلاّمة الأميني ÙÙŠ ( موسوعة الغدير)ØŒ ÙˆÙنّد الروايات الموضوعة التي ذكرت هذا اللقب لأبي بكر. كما أنكر ذلك أيضاً كبار النقّاد والØÙّاظ من أبناء العامة ووصÙوا هذه المرويات بالوضع والكذب، كالذهبي، والخطيب، وابن Øبان، والسيوطي، والÙيروز آبادي، والعجلوني، وغيرهم(3). ولم يثبت بدليل معتبر أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نادى يوماً ما أبا بكر بلقب الصدّيق!. وأخيراً تجلّت الØقيقة:
يقول الأخ خليل: " وقد ثبت عندي أنّ أبا بكر كان ضعي٠الإيمان بنبوّة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) Øينما خا٠على Ù†Ùسه ÙÙŠ الغار، Ùكي٠يسمّى صديّقاً!. ومضيت ÙÙŠ مطالعة الكتب وأمعنت النظر ÙÙŠ مضامينها، Øتى زالت غمائم الØيرة عن بصيرتي، وعرÙت واقع بعض المسائل المختل٠عليها بين الÙريقين، كما وجدت ÙÙŠ كتب أبناء العامة ما يؤيّد قول الشيعة. وكان كتاب المرØوم الشيخ Ù…Øمّد مرعي الأنطاكي (لماذا اخترت مذهب ____________ 1- أنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 102ØŒ تاريخ ابن عساكر: 42 / 41ØŒ كنز العمّال: 11 / 161 (32990) عن البيهقي وابن عدي عن ØذيÙØ©ØŒ وعن أبي ذر وسلمان، ذخائر العقبى للطبري: 56. 2- أنظر: شواهد التنزيل للØسكاني: 1 / 153 (206 Ù€ 209)ØŒ 2 / 120 (810 Ù€ 815)ØŒ تاريخ ابن عساكر: 42 / 40 Ù€ 44ØŒ مناقب عليّ بن أبى طالب لابن المغازلي: 269 (317)ØŒ ÙƒÙاية الطالب للكنجي: 233ØŒ الدرّ المنثور للسيوطي: 5 / 328ØŒ وغيرها من المصادر. 3- أنظر: الغدير للعلامة الأميني الجزء السابع. أهل البيت (عليهم السلام) )(1) خير معين لي ÙÙŠ هذه المرØلة، لما Ùيه من بØوث دقيقة وعلميّة، وممّا زادني إنجذاباً Ù†ØÙˆ الإمام عليّ
(عليه السلام) إقرار أبناء العامة بعدد من الآيات النازلة ÙÙŠ Øقّه، إذ لم يكن لغيره Ùيها نصيب، Ùأدركت أنّه الأØقّ بالخلاÙØ© من غيره، وواصلت البØØ« Øتى استضاء قلبي بنور الهداية، Ùاستبصرت وتشرّÙت باعتناق المذهب الإمامي الإثنا عشري عام 1989Ù…. ومن ذلك الØين أبلغت دوائر النÙوس ÙÙŠ الدولة كي يسجلوا على هويتي (شيعي) بدل (سني) لأكون Ù…Ùتخراً بعدها بانتمائي إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ". ____________
1- ولد ÙÙŠ Ø¥Øدى قرى سورية عام 1314هـ على المذهب الشاÙعي وكان من العلماء المبرّزين الذين تخرّجوا من الأزهر، وتشيّع بعد ذلك وألّ٠كتابه الشهير (لماذا اخترت مذهب الشيعة).
|