ولد عام 1960م في القاهرة، ونشأ في وسط عائلة ملتزمة من الناحية الدينية، واصل دراسته حتى حصل على البكلوريوس في التعاون
الزراعي والدبلوم في الدراسات الاسلامية وتمهيدي ماجستير قسم الاقتصاد.
نشأته الاجتماعية:
يقول الاستاذ خالد: تربّيت في حي من أحياء القاهرة مليء بعبق التاريخ يحمل بين جنباته الأصالة والتفرّد حتى في العادات والتقاليد من بين
أحياء مصر قاطبة، وهو حي السيدة زينب (سلام الله عليها)، وكنّا عندما نذهب إلى أي مكان وبلد لا نقول أننا من القاهرة بل نقول من
السيدة زينب، فلا نسمع إلاّ رضي الله عنها وأرضاها وكأنها عاصمة العراقة والعادات والتقاليد.
ويوجد في منتصف هذا الحي في القلب منقطة تسمى زين العابدين، وهو حي سمّاه الناس بهذا الإسم، لأنّ به مسجد مشهد الرأس الذي نصب
فيه رأس الامام زيد الشهيد ابن الامام زين العابدين فيطلقون عليه زين العابدين، ويحدّ منطقتنا من الجنوب مسجد سيدي حسن الأنور وأبيه زيد
الأبلج ابن الامام
الحسن ابن علي بن أبي طالب، ومن الشرق مسجد السيدة نفيسة "رضي الله عنها وأرضاها" ابنة حسن الأنور بن زيد الابلج ابن الامام
الحسن، وحولها مشاهد كثيرة لآل البيت كقبر السيدة عاتكة عمة رسول الله(صلى الله عليه وآله) والسيدة رقية ابنة الامام الحسين والسيدة
سكينة.
هذه هي مدينتنا التي تربيت بها عادات وتقاليد شعبية أصيلة. وأما عن عائلتي فهي عائلة عادية كأي عائلة ولكن فيها شيء روحاني.
تأثره بالوهابية:
تأثر الاستاذ خالد بالتيار الوهابي رغم الأجواء المعنوية التي عاشها في منطقته، وكان سبب ذلك قوة هذا التيار في جامعته، وكان الاستاذ خالد
مولعاً بقراءة الكتب، وكان من يحيطه يشجّعه على شراء وقراءة الكتب الوهابية.
ويقول الاستاذ خالد: وفي عامين أو ثلاثة أصبح عندي مكتبة ضخمة تحتوي على الكثير من كتب الدين والفقه والاصول والتفسير
والشريعة. واستمر الاستاذ خالد على هذا الوضع يستلهم من كتب الوهابية الأفكار من دون تنقيح وإعمال للعقل، وكان اعتقاده كما يصرّح
به: كان ابن تيمية عندي عالماً عظيماً وكنت اعتقد في كفر من يصلي بمساجد الأولياء والاضرحة.
ولكنه بعد فترة وبعد مطالعته الجزء الأول من كتاب الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم اندهش من مقولته صراحة في كفر أهل زمانه،
وقوله أن أمة الحق قد تكون واحداً، ولا شأن بالاكثرية فهي القلة.
فانتبه الاستاذ خالد أنه بحاجة إلى إعمال العقل في مطالعاته، وأنّ الاتباع الاعمى لكل ما يقرأ لا يدفعه إلى الحق، بل يجعله شخصية عمياء
تتبع كل ناعق وتميل مع كل ريح.
وفي هذا الوقت وقع كتاب الايمان لابن تيمية بيده، فبادر إلى مطالعته
بصورة تختلف عمّا سبق، فقرأه بتدبّر وامعان نظر وبعقلية ناقدة، فكانت النتيجة أنّه انتبه إلى الكثير من الأخطاء والشطحات في هذا الكتاب
ووجده حسب قوله: مليئاً بالعبث العقائدي، ومن هنا بدأت انطلاقة الاستاذ خالد في البحث الجاد عن العقيدة الصحيحة.
ويقول الاستاذ خالد: وبالرجوع لكتب العقائد السالفة وجدت بها بعض النقاط التي لم اقتنع بها ووجدتها مرفوضة من قبل العقل جملة
وتفصيلا.
بداية اهتمامه بالفكر الشيعي:
استمر الاستاذ خالد على منهجه الجديد في البحث، وجعل معظم اهتمامه بجمع موضوعات القرآن، ومن هذا المنطلق توصّل إلى نتائج جديدة
تخالف ما كان عليه، ثم بدأ يعرض ما توصّل إليه على بعض علماء الوهابية، فكانوا يقولون له هذا فكر شيعي!
ويقول الاستاذ خالد: استغربت من هذه المقولات، وقلت في نفسي: كيف يرفض هؤلاء القرآن على أنّه فكر شيعي، ثم قرّرت في نفسي:
وإن كان الفكر الشيعي يقوم على القرآن فمرحباً به.
وهذا مالفت انتباهي ودفعني للتعرّف على الفكر الشيعي، ومن هنا بدأت فكرة الحصول على الكتاب الشيعي راسخة في كياني ابحث عنه في
كل مكان فلا أجده، ونزلت إلى منطقة الأزهر الشريف ولم أجد إلاّ كتاباً واحداً اسمه صفات المؤمنين للديلمي، وهو الذي عثرت عليه في دار
المجد العربي بالأزهر، وكم سررت بهذا الكتاب واثلج صدري، فطلبت المزيد فلم أجد، ولكثرة سؤال قالوا لي أن الشيعة يأتون في معرض
الكتاب، فصبرت إلى أن جاء معرض الكتاب عام 1994 فسألت عن مكتبات الشيعة، فوجدت فيها دار تسمى الهدف وفيها رجل يدعى صالح
الورداني، فأعطاني كتاب المراجعات لشرف الدين، فقرأته قبل
انتهاء المعرض، وتعجّبت لما فيه.
وفي زيارتي مرة ثانية للمعرض تقابلت مع رجل شيعي فقال لي: إن أبا بكر وعمر اساءا التصرّف مع الرسول(صلى الله عليه وآله)
واتهموه بالهجر في أثناء مرضه وبدّلوا وصيته، وصرّح لي بأنّها لا يستحقان الخلافة، فتفاجأت بكلامه ولم أرقد على أثرها ليلتين كاملتين، ثم
قلت لنفسي، كيف أضل ومعي القرآن، فعقدت العزم للبحث مرة اخرى لاكون على يقين من أمري.
تعرّفه على أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الاستاذ خالد: ومن هذا المنطلق قرأت التفاسير لآيات الولاية وإذهاب الرجس والمودّة والحسد إلى أن قرأت سورة الأنعام فوجدت
فيها أن الله تعالى بعد ذكره للأنبياء والمرسلين قال تعالى: (وَمِنْ ءَابَآئِهِمْ وَذُرِّيَّـتِهِمْ وَإِخْوَ نِهِمْ وَاجْتَبَيْنَـهُمْ وَهَدَيْنَـهُمْ إِلَى صِرَ ط مُّسْتَقِيم)
(1) وهنا الأب وإن علا يوصلنا إلى نوح وآدم(عليهما السلام)، الذرية ببيان القرآن هم أولاد ابراهيم وآخرهم آل محمد (عليهم
وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْبِهَا هَـؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَـفِرِينَ)(2)، ومعلوم أن آباء الأنبياء هم الذين اصطفاهم الله تعالى
عَلِيمٌ )(3) ومن الطبيعي أن يكون آل محمد هم الامتداد الرسالي الذين اصطفاهم الله تعالى عى الناس بالامامة بدلا من النبوة التي ختمت
____________
1- الأنعام: 87.
2- الأنعام: 88 ـ 89.
3- آل عمران: 33 ـ 34.
برسول الله(صلى الله عليه وآله). وهذا ما أثار حسد القبائل الاخرى فانزل الله تعالى حولهم (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءاتَاهُمُ اللَّهُ مِن
فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَـبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَـهُم مُّلْكاً عَظِيماً )(1)، ثم يقول تعالى حول آل البيت (عليهم السلام) وهم ذرية
ابراهيم: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)(2) أي بذرية الأنبياء الذين هم آل بيت النبي.
وكما ورد في قوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَــلَمِينَ )(3)، وهنا إثبات لا شك فيه أن المقصود من كل ما
ذكرناه سالفاً هم آل بيت محمد(صلى الله عليه وآله)لقوله تعالى: (قُل لاَّ أَسْـَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى)(4).
كما أن القرآن ينص على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ