Øسين الرجا
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 04:14 PM | المشاهدات: 4426
Øسين الرجا ( سوريا Ù€ شاÙعي )
ولد عام 1945Ù… ÙÙŠ سوريا، بمØاÙظة ديرالزور، قرية Øطلة، ترعرع ÙÙŠ عائلة شاÙعية المذهب وصوÙية المسلك ينتهي نسبها إلى الإمام موسى بن جعÙر الكاظم(عليهما السلام)ØŒ تتلمذ على يد Ø£Øد الملالي ودرس عنده القرآن الكريم والÙقه الشاÙعي والعقيدة الأشعرية، ثم التØÙ‚ بمعهد الهداية مدّة خمس سنوات انتسب بعد ذلك إلى الطريقة القادرية الصوÙية وعمل بها كمجاز من نقيب الاشرا٠ÙÙŠ بغداد. ترك المذهب الشاÙعي Øوالي عام 1984Ù… واعتنق مذهب أهل البيت، اثر البØØ« الذي اجراه ÙÙŠ كتب المذاهب طوال أربعة اعوام. بداية التعرّ٠على التشيع:
يقول السيد Øسين، كان Ø£Øد أبناء قريتي يخدم ÙÙŠ الجيش السوري برتبة مساعد، وقد أثر عليه بعض زملائه الشيعة ÙÙŠ الجيش، وهو بدوره أيضاً أثر على بعض Ø£Ùراد القرية. Ùسمعت بهم وزرتهم طلباً للتعرّ٠على مذهبهم، Ùلم أجد عندهم ÙÙŠ البداية ما يقنعني. Ùابتعدت عنهم وأخذت Ø£Øذّر الناس من الالتØاق بهم. وبقيت على هذه الØالة بضعة أعوام Øتى توÙرت لي الأجواء المناسبة للبØØ« عن المذاهب نتيجة توÙر الكتب عندي، Ùأخذت اقارن بين العقائد
والمذاهب لمدة تقارب الأربع سنوات، ÙÙÙŠ السنة الأولى بØثت شكل مركز عن العقائد، ÙˆÙÙŠ الثانية قارنت بين المذاهب ومذهب الإمام جعÙر الصادق (عليه السلام) ØŒ وقبل تمام سنتين من البØØ« شعرت بشكوك Øادّة وعنيÙØ© تدخل Øرم قلبي بلا استأذان، لم اتكل٠لها طلباً ولم استطع لها رداً، Ùاستعذت بالله من هذه النتيجة والتجأت إلى الله ادعوه، وكنت أخرج من بيتي ليلا Ùيأخذني البكاء وكان الناس يسألوني واتØدث لهم ÙÙŠ المجالس وكانوا يثقون بي ثقة عمياء، Ùأقول ÙÙŠ Ù†Ùسي: لو تعلمون من الذي ÙŠØدثكم لطردتموني من مجالسكم. ÙˆÙÙŠ السنة الثالثة Øاولت أن اكتش٠مظلومية أهل البيت عليهم صلوات الله ÙÙŠ التواريخ المختلÙØ©ØŒ ÙˆÙÙŠ السنة الرابعة كنت Øيراناً معذباً أقدّم رجلاً وأؤخر أخرى، كنت ÙÙŠ Øالة شك كبيرة، باعتبار أنني شككت ÙÙŠ المذهب السني، ولم أكن أرى من رجوع اليه، وكنت أرى Ø£Øقية التشيع. معاناة مرØلة التØول:
يقول السيد Øسين: كانت دراستي خلال المقارنة بعيدة عن الهوى والتعصب والطائÙية والعواطÙØŒ وكنت Øذراً Øاضر الذهن دقيق الملاØظة غير متسرع ÙÙŠ الØكم، Ùآمنت بأهم المسائل العقيدية والمذهبية مسألة مسألة. ويضي٠السيد: وباعتبار أن مثل هذا الانتقال صعب وشائك جَعَلَتْ Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø ØªØ¹ØµÙني يميناً وشمالاً، Ùتعثر لساني وتردّد قلبي وكأن أمواجاً تتجاذÙه، موجة للدين وموجة للدنيا، لأني عالم بأن تشيعي سيكون على Øساب مصلØتي وسمعتي وكرامتي عند بعض الناس ÙˆØجب ثقتهم عني وتÙرقهم من Øولي. ÙأصبØت أسير الامتØان ÙÙŠ سجن الابتلاء ÙÙŠ Ù„Øظات لا مناص لأجل الخلاص إلاّ بالÙداء، ولكن ما نوع هذا الÙداء، Ùهل Ø£Ùدي الدنيا بالدين أم الدنيا لأجل الدين، وبعبارة أخرى أيّهما أبيع وأيهما اشرى، Ø£Øلى البيعين مرّ وأدÙأهما Ø£Øرّ من الجمر، Ùكتمت أمري ما يقرب من شهرين. ولقد استشرت رجالاً من أبناء قريتي وعمومتي ممن أثق بهم Ùسكت بعضهم وعارض البعض الآخر، وكل ذلك كان سرّاً. اعلان التشيع وردود الÙعل:
بعدما تيقنت بأØقية مذهب الأطهار من آل Ù…Øمد عليهم الصلاة والسلام، اتخذت قراراً لارجعة Ùيه، Ùأعلنت تشيعي بكل ثقة، وكان ذلك عام 1984 هـ. وعلى اثر ذلك تÙرق الناس من Øولي وخلعوا بيعة الطريقة واساؤا الظن ÙˆØكموا عليّ بأØكام لم يرض بها الله تبارك وتعالى. Ùبعض الناس شمت وشتم، ÙاصبØت هدÙاً للسهام وعبرة لمن يعتبر ولا مشاØØ© هنا، Ùإن الناس أعداء ما يجهلون، وبعضهم أعذرني ولكن باعتقاد أنني مجنون، وبعضهم يقول: إنه سياسي يستتر بالدين، وبعضهم يقول: أنه ترك دينه لأجل الأطماع، وبعضهم يقول أنه لا يستطيع أن يرجع إلى دينه Ùلو رجع Ùالشيعة يقتلونه، وللأس٠الشديد أن مثل هذه الهراءة يطلقها Ø£Øد السماØات، وبعضهم ظن أنني أبØرت ÙÙŠ العلم Ùاختلط أمري، وذلك انطلاقاً من المقولة الشائعة بين الناس: أن العالم عندما يبعد ÙÙŠ خوض العلم يدخل على عقله. المضايقات بعد الاستبصار:
يتØدث السيد Øسين Øول المضايقات التي لاقاها بعد الاستبصار قائلا: "على أعقاب أن انغرست بذرة التشيع وتجذر جذعها وعلت أغصانها ورÙرÙت نسائم آل Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) بأوراقها وكش٠بدو Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø Ø¹Ù† طيب ثمارها، تجمع أوباش الناس Øانقين يريدون
اجتثاثها من جذورها واخماد وإسكات اصØابها ÙˆØملهم على أشواك طرق غير مأمونه لكثرة التعرج وجهالة المسار واØتمالية النتائج، Ùهم لا يلوون على شيء ولا يألون جهدا، Ùتارة بالدعاية والاشاعات واخرى بالتهويل والتخويÙ". موقÙÙ‡ بعد الاستبصار:
صمد السيد Øسين ازاء جميع الضغوط التي لاقاها من أبناء مجتمعه، ثم تØمل جميع الاجواء الخانقة التي Ùرضها عليه المخالÙين، Ùلما هدأت الأوضاع شرع السيد بعمله التوجيهي لنشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) . Ùيقول السيد ÙÙŠ هذا المجال: بدأنا نأتي بالمبلغين ÙÙŠ رمضان وعاشوراء، وبدأنا ندعو الناس ونصادقهم ونبث Ùيهم التوعية الإمامية من خلال أخلاق عالية ÙˆØ±ÙˆØ Ø·ÙŠØ¨Ø©ØŒ Ùبدأ الوضع يتغير ويميل لصالØنا. مواصلة البØØ« والتعلم:
لم يكت٠السيد Øسين بما تعلمة نتيجة الدراسة التي تصدى لها بنÙسه من خلال مطالعة الكتب، بل التØÙ‚ بعد الاستبصار بالØوزة العلمية بدمشق وتلقى Ùيها دروساً Øوزوية لمدة سنتين، ثم تابع مسيرته الدراسية ÙÙŠ الجامعة العالية للعلوم الإسلامية ÙÙŠ لندن. ثم انجز الكثير من المشاريع الإسلامية والخيرية، وهو لا يزال ساعياً Ù†ØÙˆ انجاز الكثير منها مثل: بناء العديد من المساجد والØسينيات ÙÙŠ شتى المناطق وذلك بالتنسيق مع الØوزة العلمية الزينبية ÙÙŠ دمشق. مؤلÙاته:
(1) "دÙاع من ÙˆØÙŠ الشريعة" (ضمن دائرة السنة والشيعة): صدر عام 1420ØŒ عن مؤسسة السيدة زينب الخيرية Ù€ بيروت Ù€ لبنان. والكتاب هو مناقشة لأدلة أهل السنة والتي بموجبها يتØاملون على الشيعة، ويبتعدون عن التشيع، ÙŠØتوي على مقدمة وخمسة Ùصول. المقدمة: مقدمات ÙÙŠ مساري العقيدي وسيري الخلقي. الÙصل الأول: الشيعة والصØابة. الÙصل الثاني: المسلم لا يكÙّر بلا موجب. الÙصل الثالث: أهل السنة والصØابة. الÙصل الرابع: أقسام الصØابة. الÙصل الخامس: الصØابة كما جاؤوا ÙÙŠ اØاديث الشطط. وقÙØ© مع كتابه ((دÙاع من ÙˆØÙŠ الشريعة ضمن دائرة السنة والشيعة))
يتناول الكاتب ÙÙŠ كتابه هذا قضية صØابة الرسول الأعظم Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) التي اختل٠Ùيها السنة والشيعة، Øيث يعتقد السنة بعدالة كل الصØابة دون استثناء وقد نص ابن Øزم على أنّهم جميعاً ÙÙŠ الجنة(1)ØŒ ÙˆØµØ±Ø Ø§Ù„Ø¢Ù„ÙˆØ³ÙŠ بأنّهم: "كلهم أنقى من ليلة القدر"(2) التي هي خير من أل٠شهر. بينما لا يعتقد الشيعة بعدالة كل الصØابة، بل يقسمونهم إلى عدّة أصناÙØŒ ÙÙيهم المؤمنون Øقاً، ÙˆÙيهم ضعا٠الايمان، ÙˆÙيهم الشكاكون، ÙˆÙيهم المناÙقون. من هو الصØابي؟
عر٠علماء أهل السنة الصØابي، واختلÙوا ÙÙŠ Øده، Ùآثر المتأخرون مذهب المØدثين على الأصوليين لأنّه أكثر شمولا ليدخل تØت اسم الصØبة عشرات الالو٠من الذين رأوا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولو مرّة واØدة، لذلك عرÙÙ‡ البخاري ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ تعليقاً بصيغة الجزم قائلا: "ومن صØب النبيّ أو رآه من المسلمين Ùهو من أصØابه"(3)ØŒ ويرد عليه ايرادات لانّه لا مانع ولا جامع(4)ØŒ وقال جمهور المØدثين: "هو من لقي النبيّ يقظة مؤمنا به بعد مبعثه Øال Øياته ____________ 1- الاصابة لابن Øجر العسقلاني 1: 19. 2- صØابة رسول الله للكبيسي نقلاً عن الاجوبة العراقية: 10. 3- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: ج2 باب Ùضائل الصØابة ت. د. بغا. ما قبل Ø 3449 ص 1246. 4- تدريب الراوي Ø¨Ø´Ø±Ø ØªÙ‚Ø±ÙŠØ¨ النواوي للسيوطي: 2 / 209. ومات على الإيمان"(1).
ويدخل ÙÙŠ الصØبة الصبيان بشرط التمييز، كما نص عليه ÙŠØيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو Øاتم، وأبو داود وغيرهم، ونقل السيوطي عن العراقي صØبة الجن المؤمنين "لان الجن من جملة المكلÙين الذين شملتهم الرسالة"(2)ØŒ وقد بلغ عدد الصØابة (124000) Ù†Ùر كما ØµØ±Ø Ø§Ù„Ø´ÙŠØ® أبو زرعة الرازي(3). تكÙير الشيعة بسبب الصØابة:
أطلق الكثير من أخوتنا أهل السنة كلمة الكÙر على المسلمين الشيعة، ÙتÙوه بها الشارد والوارد، ولاكها الجهلة بأنياب Øدد، وعركتها ألسن البعض Øقابا من الزمن، جرى ذلك على لسان مالك بن أنس(4) ÙÙŠ Ø¥Øدى الروايتين (ت 179هـ)ØŒ ومØمد بن يوس٠الÙرياني(5) (ت 212 هـ)ØŒ وأØمد بن Øنبل(6)(ت 241هـ) ÙÙŠ Ø¥Øدى الروايتين، وأبي زرعة الرازي(7) شيخ مسلم (ت 264هـ)ØŒ والطØاوي(8) (ت 321هـ)ØŒ وعبد العزيز الØنبلي(9) (ت 363هـ)ØŒ والقاضي Øسين الشاÙعي(10) (ت 462هـ) ÙÙŠ اØد الوجهين، والخطيب ____________ 1- انظر المصدر السابق وكتاب صØابة رسول الله للكبيسي نقلا من Ù…Øاضرات ÙÙŠ علوم الØديث: 1 / 131. 2- تدريب الراوي للسيوطي: 2 / 209 Ù€ 210. 3- الباعث الØثيث لابن كثير ص 185 وغيره. 4- الصواعق المØرقة ص 210 تÙسير ابن كثير: 4 / 204. 5- الصواعق المØرقة: 258. 6- الصواعق المØرقة: 255 ونقله الكبيسي عن الصارم المسلول لابن تيمية: 571. 7- الصواعق المØرقة: 211 وانظر مقدمة Ù…Øب الدين الخطيب على العواصم من القواصم: 34 والإصابة ÙÙŠ تمييز الصØابة لابن Øجر العسقلاني: 1 / 18. 8- صØابة رسول الله للكبيسي نقلا عن العقيدة الطØاوية: 528. 9- صØابة رسول الله للكبيسي نقلا عن طبقات الØنابلة: 1 / 119. 10- الصواعق المØرقة: 260. البغدادي(1) (ت 463هـ)ØŒ والسرخسي(2) (ت 483هـ)ØŒ والØميدي(3) (ت 488هـ)ØŒ والقاضي عياض(4) (ت
544هـ)ØŒ والقرطبي(5) (ت 567هـ)ØŒ وتقي الدين السبكي(6) (ت 771هـ)ØŒ وأØمد بن يونس(7) (ت 1025 هـ)ØŒ وأبي بكر بن هاني(8)ØŒ وأبي يعلى الØنبلي(9)ØŒ وعبد الله بن أدريس الكوÙÙŠ(10)ØŒ وعبد الرØمن بن أبزى الصØابي(11). ومن المتØاملين المعاصرين الشيخ Ù†ÙˆØ Ø§Ù„ØÙ†ÙÙŠ(12)ØŒ ومØب الدين الخطيب(13)ØŒ وابن الجبهان(14)ØŒ وموسى جار الله التركستاني(15) (ت 1369هـ)ØŒ وإØسان إلهي ظهير(16). ____________
1- Øيث نقل عن أبي زرعة وسكت عليه ونقله ابن Øجر العسقلاني ÙÙŠ الاصابة ÙÙŠ تمييز الصØابة: 1 / 18. 2- صØابة رسول الله للكبيسي نقلا عن اصول السرخسي: 2 / 134. 3- صØابة رسول الله للكبيسي نقلا عن اصول السنة للØميدي: 2 / 546. 4- الصواعق المØرقة: 257. 5- صØابة رسول الله للكبيسي نقلا عن الجامع لاØكام القرآن: 16 / 297. 6- الصواعق المØرقة: ص253 وما بعدها. 7- الصواعق المØرقة: 258. 8- المصدر السابق. 9- المصدر السابق. 10- المصدر السابق. 11- المصدر السابق. 12- الÙصول المهمة لعبد الØسين شر٠الدين ÙÙŠ الرد على الÙتاوي الØامدية والتي نقØت بإمضاء الشيخ Ù†ÙˆØ Ø§Ù„ØÙ†ÙÙŠ: 143. 13- مقدمة العواصم من القواصم لمØب الدين الخطيب: 34. 14- قاطع البرهان ÙÙŠ الرد على ابن الجبهان لأØمد بن عزيز الÙالي: 3 وما بعدها. 15- انظر الشيعة بين الØقائق والأوهام ÙÙŠ الرد على وشيعة موسى جار الله للسيد Ù…Øسن الأمين: 448 وغيرها. 16- انظر كتاباته عن الشيعة. ÙˆÙÙŠ القديم مذهب أبي ØنيÙØ© ÙÙŠ انكار خلاÙØ© الأول والثاني(1) ومعظم الØÙ†Ùية(2) وغيرهم.
قول الله ورسوله:
قال تعالى: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ Ø¥Ùذَا ضَرَبْتÙمْ ÙÙÙ‰ سَبÙيل٠اللَّه٠ÙَتَبَيَّنÙواْ وَلاَ تَقÙولÙواْ Ù„Ùمَنْ أَلْقَى Ø¥ÙلَيْكÙم٠السَّلَـمَ لَسْتَ Ù…ÙؤْمÙناً تَبْتَغÙونَ عَرَضَ الْØَيَوة٠الدّÙنْيَا)(3)نستÙيد من هذه الآية الكريمة أنه ÙŠØرم على المؤمنين أن يقولوا لمن ألقى إليهم تØية الإسلام او أظهر الانقياد بكلمة الشهادة التي هي امارة على الإسلام Ù€ لست مؤمنا Ùإن شكوا أنه يتقي Ùليتبينوا Ùإن ظهر صدقه Ùهو أخو الإسلام قال تعالى: (Ø¥Ùنَّمَا الْمÙؤْمÙÙ†Ùونَ Ø¥Ùخْوَةٌ ÙَأَصْلÙØÙواْ بَيْنَ أَخَوَيْكÙمْ ÙˆÙŽ اتَّقÙواْ اللَّهَ لَعَلَّكÙمْ تÙرْØÙŽÙ…Ùونَ)(4). وكذلك نسترشد من هذه الآية الكريمة أن المؤمنين بقلوبهم وألسنتهم أخوة ÙÙŠ الدين ويجب عليهم ان يصلØوا بين أي طائÙتين منهم عند الشقاق ولا يجوز تكÙير أي منهما إلا إذا كان الإمام الشرعي ÙÙŠ اØديهما ÙتكÙر الثانية Øتى الإÙاءة وذلك Øكم عام ÙÙŠ الشقاق سواء كان لمصلØØ© دنيوية او اعتقاد ÙÙŠ الدين لأن كليهما مكمن للتشتت والتمزق. ÙالتكÙير داء ÙÙŠ الدنيا والآخرة ÙˆØ§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø¯ÙˆØ§Ø¡ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (أيما امرىء قال لأخيه يا كاÙر Ùقد باء بها Ø£Øدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه)(5) ÙالØكم المستÙاد هنا أنه ÙŠØرم التكÙير بلا موجب ومن استØÙ„ ذلك من ____________ 1- الصواعق المØرقة: 257. 2- صØابة رسول الله ÙÙŠ الكتاب والسنة لعيادة أيوب الكبيسي نقلا عن الأجوبة للآلوسي: 50. 3- النساء: 94. 4- الØجرات: 10. 5- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… Ø¨Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ ج1 جزء 2 ص 94. أخيه المسلم Ùإن الكÙر يعود إليه.
وبعد ذلك يأتي من لا علم له من اخوتنا أهل السنة Ù€ أوله علم ولكنه يغالط Ù€ Ùينتقد بمر الانتقاد ويØلو له القول مشيرا إلى من يوØد الله ويسجد له هذا شيعي والشيعة ÙƒÙرة Øتى وان كانت عين المغالط تبصره يصلي ويصوم وان كان يعلم ان هذا المسلم يؤمن بالله واليوم الآخر. هذا كله يجري بØجة ان الشيعة يسبون الصØابة وينكرون خلاÙØ© الشيخين والغريب ÙÙŠ الأمر أن المغالط يصدر اØكاما جزاÙا يخرج بها على إجماع الجمهور من أهل السنة Øيث اجمعوا على ان خلاÙØ© الشيخين بل مطلب الخلاÙØ© مطلقا ليس من أركان الإيمان الستة: 1 Ù€ الإيمان بالله. 2 Ù€ وملائكته. 3 Ù€ وكتبه. 4 Ù€ ورسله. 5 Ù€ واليوم الآخر. 6 Ù€ والقدر خيره وشره. ولا من اركان الإسلام الخمسة: 1 Ù€ الشهادتان. 2 Ù€ والصلاة. 3 Ù€ والزكاة. 4 Ù€ وصوم رمضان. 5 Ù€ ÙˆØج البيت من استطاع اليه سبيلا. وهذا الØكم غيره ÙÙŠ علي بن أبي طالب إذ ذاك Øبه وخلاÙته من الإيمان كما ØµØ±Ø Ø¨Ø°Ù„Ùƒ مسلم Øيث وضعه ÙÙŠ ابواب الإيمان عنه قال: ( والذي Ùلق الØبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي(صلى الله عليه وآله) إلي ان لا ÙŠØبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلاّ مناÙÙ‚)(1). وعلى اÙتراض أن Ø£Øدا من المسلمين تورط ÙÙŠ سب بعض الصØابة Ùليس هو من الكÙر والÙسق ÙÙŠ شيء وإلا Ùإن توهمنا ذلك Ùقد Øكمنا على الكثير من الصØابة الكرام بالكÙر لا Ø³Ù…Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ لأنهم تعرضوا للسب Ùيما بينهم ومنهم وعليهم. ____________
1- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… Ø¨Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ ج1 جزء 2 ص 64. وهذه بعض النصوص التي تثبت أن المسلم لا يكÙر بلا موجب:
الØديث الأول:
إنّ أول من استعمل وعمل بالشتم والسباب وأÙتى بقتل Ù†Ùس بلا Ù†Ùس وبلا موجب بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو عمر بن الخطاب ÙÙŠ سقيÙØ© بني ساعدة، روى ذلك ابن قتيبة واليعقوبي وابن كثير وابن جرير، واللÙظ له قال: "Ùأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبابكر وكادوا يطؤون سعد بن عبادة Ùقال ناس من أصØاب سعد: اتقوا سعدا لا تطؤوه Ùقال: عمر اقتلوه قتله الله ثم قام على رأسه Ùقال: لقد هممت أنا اطأك Øتى تندر عÙوك Ùأخذ سعد بلØية عمر Ùقال: والله لو Øصصت منه شعرة ما رجعت ÙˆÙÙŠ Ùيك واضØØ©)(1). ÙˆÙÙŠ البخاري قال عمر: (قتله الله)"(2). تأمل أخي المسلم Ùهذا عمر ينال من سعد بن عبادة، يشتمه وينتقصه ويÙتي بقتله، وهاهم المسلمون عبر الأجيال المتتالية والقرون المتعاقبة وعلى رأسهم Øملة الشريعة ولواء الاستنباط والÙتوى لم يتÙوه Ø£Øد منهم بأن هذا الشتم Ù€ الذي يراÙقه الاÙتاء بالقتل Ù€ هو ÙƒÙر أو يؤول إلى الكÙر، رغم أنه لا ÙŠØÙ„ دم امرىء مسلم إلا بشرط ومن شرطه النÙس بالنÙس والكÙر بعد الإيمان والزنا بعد الإØصان، ولكن المكÙرون يأبون إلا أن ÙŠØكموا بالكÙر ÙÙŠ أي مسلم تورط ÙÙŠ سب أدنى صØابي..! والذي نراه ÙÙŠ تشريعات السماء وقوانين المÙكرين ÙˆØكَّام التعقل ومقلدي الأعرا٠الكريمة ÙÙŠ كل مجتمع كريم: أن السباب أخ٠جرماً وأقل جريرة من الشتم زائد Øلال الدم الØرام، Ùما الÙرق بين الØادثين Ùهل الله ÙŠØابي من ذنبه أكبر من مناط الØكم ويÙرق بين الْØÙكمْمين وان اتØد الموجب كما يصنع اللامعصوم ____________ 1- الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1 / 17 اليعقوبي: 2 / 124 الكامل لابن الاثير: 2 / 328 تاريخ الامم والملوك لابن جرير الطبري: 3 / 258. 2- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ ج2 ت. د. بغا. باب لو كنت متخذا خليلا Ø 3467 ص 1253. من البشر؟ Øاشا لله.
ÙˆÙÙŠ منطق الشرع والعقل يجب أن يكون الØكم عادلاً، له مصداقية من الواقع وأن يلتزم المسلم بما ÙŠÙلْزÙم٠به غيره ليكون على الأقل منطقياً مع Ù†Ùسه وإلا Ùهذا الØكم من باب اÙلزÙÙ…ÙÙƒ بما لا التَزÙم٠به، ولو قيل أن عمر بن الخطاب Ø£Ùتى بالقتل غاضباً قاصداً نقول: يتم ذلك لو لم يرد ÙÙŠ التاريخ انه Ù†ÙÙ‘ÙŽØ° ما Ø£Ùتى به(1). الØديث الثاني:
روى Ø£Øمد ÙÙŠ المسند أنه: "أغلظ رجل لأبي بكر.. Ùقال أبو برزة ألا أضرب عنقَهÙØŸ. قال Ùانتهره وقال ما هي لأØد بعد رسول الله"(2). وجه الدلالة ÙÙŠ الØديث أنه من سب النبي(صلى الله عليه وآله) أو انتقده أو انتقصه ولو هازلاً أو تكلم بما يؤول إلى ذلك Ùإنه يكÙر وذلك باجماع المسلمين، وأنه من سب صØابياً Ùلا يكÙر ولا ÙŠÙسق وانما ÙŠØرم سب الكثير منهم ÙÙŠ الكثير من الموارد هذا كله ÙÙŠ غير قربى رسول الله(صلى الله عليه وآله). ولكن المتشددين من اخوتنا أهل السنة أعذروا من أغلظ لأبي بكر وكÙروا من صنع مثل صنيعه، ومما يلÙت النظر Øقا ازدواجية الشيخ أبي زرعة الرازي Øيث قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص Ø£Øداً من أصØاب رسول الله Ùاعلم أنه زنديق... وهؤلاء يريدون أن يجرØوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø Ø¨Ù‡Ù… أولى وهم زنادقة"(3) ثم اتخذ اخوتنا أبناء العامة Ùتوى أبي زرعة وكأنها آية نزل بها جبريل على قلبه، Ùيالها من بلية عمت وأعمت. ____________
1- انظر: الØقائق ÙÙŠ تاريخ الاسلام والÙتن والأØداث: 132ØŒ نقلا عن انساب الأشرا٠والبلاذري: 1 / 589ØŒ وانظر الاستغاثة لأبي القاسم الكوÙÙŠ: 11. 2- مسند Ø£Øمد Øديث أبي بكر ج1 Ø 55 ص 18. 3- الاصابة ÙÙŠ تمييز الصØابة لابن Øجر العسقلاني: 1 / 18 نقلا عن الخطيب البغدادي ÙÙŠ الكÙاية. ويجدر بنا أن نقول: أخطر الزلل زلات العلماء على رغم أننا نهيب بالشيخ أبي زرعة عن مثل هذه الÙتوى اللامسؤولة، وليته أل٠لنا كتابا
صØÙŠØاً كما Ùعل تلميذه مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ ولم يلته بمثل هذه الإرجاÙØ©ØŒ على اننا نستطيع أن نثبت بمناهج البØØ« العلمي أو قل بالØقائق العلمية خطر وخطأ Ùتواه من عدة وجوه: 1 Ù€ قول: (إذا رأيت الرجل ينتقص Ø£Øداً من أصØاب رسول الله Ùاعلم أنه زنديق) غلط ÙØ§Ø¯Ø Ù„Ø£Ù† الزنديق من الثنوية أو القائل بالظلمة والنور أو من لا يؤمن بالآخرة وبالربوبية أو يبطن الكÙر ويظهر الإيمان(1)ØŒ Ùالزندقة لا تنطبق على المسلم الساب والشاتم لا كلا ولا بعضا ولا الانتقاص من مصاديقها ÙˆØتى لو كان السباب من مصاديقها لم تكن لأنه أظهرها. وعليه يكون أبو زرعة Øكم على المسلمين دون أن يشق قلوبهم بما لم ÙŠØكم به الله ورسوله. 2 Ù€ قوله: (يريدون أن يجرØوا شهودنا). عثرة لا تقال ولقد Ùات أبا زرعة أن الصØابة شهود لكل المسلمين وليس لطائÙØ© دون أخرى وليس الأمر عضالا، اللهم إلاّ إذا جرØنا (124) أل٠صØابي ونعوذ بالله من ذلك، ولهذا عمر بن الخطاب وغيره جرØوا الكثير من الصØابة ومنهمه أبو هريرة ولا تثريب على الجارØين ولا اشكال رغم أنهم جرØوا أعظم شاهد من شهود الشيخ أبي زرعة، والذي ÙŠØز ÙÙŠ القلب أنه لم يرÙض Øديث Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø±ÙˆØ Ù…Ø«Ù„ أبي هريرة ولم يخطىء Ø§Ù„Ø¬Ø§Ø±Ø Ù…Ø«Ù„ عمر ابن الخطاب وما ذلك إلا ازدواج وكسر لا جبر بعده. 3 Ù€ قوله: (ليبطلوا الكتاب والسنة) Ùالذي نراه ونؤمن به أن الخو٠على الكتاب والسنة واجب على كل مسلم، وباعتبار أن خو٠الشيخ أبي زرعة أكثر من غيره Ùمن Øقنا أن نسأل من أين دخل الخو٠على قلبه وما هي أسبابه؟ ألم يقرأ القرآن Ùيطمئن لقوله الله (Ø¥Ùنَّا Ù†ÙŽØْن٠نَزَّلْنَا الذÙّكْرَ ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّا Ù„ÙŽÙ‡ÙÙˆ Ù„ÙŽØÙŽÙ€ÙÙظÙونَ)(2). ____________
1- القاموس المØيط: 3 / 243. 2- الØجر: 9. Ùبموجب هذه الآية اعتقد عامة المسلمين أنه لو لم يبق على وجه الأرض مسلم يرقب القرآن عن التغيير والتبديل واراد Ø£Øد أن يزيد Ùيه ØرÙا
أو ينقص منه ØرÙا لأنطق الله الØجر والشجر والمدر ليشهد على المØرÙين ويكذبهم، وعلى هذا Ùطلب الاطمئنان على كتاب الله تØصيل Øاصل. وإن كان الخو٠استولى على قلب الشيخ أبي زرعة غيره على السنة Ùهو واجب على كل مسلم، ولكن ليس بتكÙير المسلمين وإنما بأخذها عن العدل الضابط عن مثله عن المعصوم، ورØمة الله على عمر بن الخطاب Ùإنه هو الذي تولى جناية المنع من كتابة الØديث ولولاه لما اختل٠اثنان ÙÙŠ سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ùهو الذي أصدر المرسوم المبتكر ورسول الله ÙÙŠ مرض الموت، Øيث قال: (هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده Ùقال عمر: أن النبي(صلى الله عليه وآله)قد غلبه الوجع وعندكم القرآن Øسبنا كتاب الله Ùاختل٠أهل البيت Ùاختصموا... ومنهم من يقول ما قال عمر Ùلما أكثروا اللغو والاختلا٠عند النبي... قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): قوموا)(1) ومعنى غلبه الوجع أي أن النبي يهذو. وعلى كل Øال استمر عمر بن الخطاب يمنع من كتابة الØديث والتØدث بما لم يسمعه هو ÙÙŠ عصر النبي(صلى الله عليه وآله)ØŒ واستمر الØال خلÙا عن سل٠نØوا من (90) سنة هجرية Ùاختلط Øابل السّÙنة الشريÙØ© بنابلها من كثرة الكذابين، هذا هو السبب ÙÙŠ اضطراب السنة واختلاطها وتعارضها لا لأن مسلما انتقد صØابيا، أليس كذلك يا شيخنا؟! وعلى أية Øال قد تهاوت كواكب السنة بأØد العمرين واعزها الله بأØد العمرين، Øيث بعث الله عمر بن عبد العزيز Øيث كتب إلى عامله أبي بكر Ù…Øمد بن عمر بن Øزم: "انظر ما كان من Øديث رسول الله... Ùاكتبه Ùإني قد Ø®Ùت دروس ____________ 1- البخاري ت. د. بغا. ج4 باب قول المريض قوموا عني Ø 5345 ص 21207. العلم وذهاب أهله"(1) وكذلك كتب إلى عماله ÙÙŠ الأمصار وأهل الآÙاق.
4 Ù€ Ø¬Ø±Ø Ø§Ù„Ø´Ù‡ÙˆØ¯ الذي يخي٠أبا زرعة لا علاقة له لازمة بالانتقاص، لأن Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø Øالة متلبس بها Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø±ÙˆØ ÙˆÙ‡ÙŠ غير Ø§Ù„Ø¬Ø§Ø±Ø ÙˆØºÙŠØ± الساب، Ùكم من Ù…Ø¬Ø±ÙˆØ Ù…Ø³ÙƒÙˆØª عنه ومرضي عليه، وكم من ولي من أولياء الله يسب على المنابر عشرات السنين كما وقع لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، Ùالسباب بما هو هو لا يجرØØŒ نعم قد يلتقي Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø±ÙˆØ ÙÙŠ كثير من الموارد ويÙترق ÙÙŠ كثير منها ولأن الصØابة كل منهم تعرض للسب منه وعليه ولم يكن جرØا بما هو سب وإنما العامل هو الØالة المتلبس بها Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø±ÙˆØ ÙƒÙ…Ø§ قلنا Ùعلى ضوئها ÙŠØ¬Ø±Ø ÙˆÙŠØªØ±Ùƒ Øديثه(2). 5 Ù€ الشيعة يقولون بعدالة الالو٠من الصØابة وهو عدد كا٠وكÙيل بايصال الكتاب والسنة إلى الاجيال، وباعتبار أن الشيخ أبا زرعة كل٠نÙسه مهمة اØصاء الصØابة Ù€ واعطى الرقم الاخير (124) أل٠صØابي لا زيادة ولا نقصان وتباكى على عدالة جميعهم ØÙاظا على الكتاب والسنة، وكÙر من سبّ صØابيا واØدا Ù€ نقول له ولمن قلد Ùتواه: "إن جميع من صن٠ÙÙŠ الصØابة لم يبلغ مجموع ما ÙÙŠ تصانيÙهم عشرة آلا٠مع كونهم يذكرون من توÙÙ‰ ÙÙŠ Øياته(صلى الله عليه وآله) وعاصره أو ادركه صغيرا"(3) وعلى هذا Ùلو أن مسلما نال من 114 أل٠منهم لا يكون جرØا لأن هذه الأعداد الهائلة لم يصلنا منها ولا ØرÙا واØدا من الدين، على أنه Ù†Ùس العشرة آلا٠الكثير منهم لم يرو لنا إلا الØديث أو الØديثين والكثير لم يرو ولا Øديثا واØدا، والكثير عد ÙÙŠ الصØابة وليس منهم والكثير اختل٠ÙÙŠ صØبته، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ____________
1- طبقات ابن سعد: 2 / 387 ترجمة عمرة بنت عبد الرØمن. 2- انظر علوم الØديث د. صبØÙŠ الصالØ: 45. 3- تدريب الراوي Ø¨Ø´Ø±Ø ØªÙ‚Ø±ÙŠØ¨ النواوي للسيوطي ج1 جزء 2 ص 221. الØديث الثالث:
روى الإمام Ø£Øمد: "أن رجلا شتم أبابكر والنبي جالس Ùجعل يعجب ويبتسم..."(1). إنّ هذا الØديث لم ÙŠØµØ±Ø Ø¨Ø§Ù„Ø´ØªÙ… الموجه لأبي بكر لا نوعا ولا كما ولا كيÙا، غير إننا لا نشك بأن الشتم بØضرة رسول الله(صلى الله عليه وآله) مع سكوته انتقاص للمشتوم، وأن ذلك لم يؤذ رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ بل أعجب إعجابا تراÙقه ابتسامة نبوية شريÙØ©. وعلى أية Øال Ùهذا رسول الله لم يقل للرجل أنت ÙƒÙرت أو Ùسقت لأنك شتمت صاØبي أبابكر وشتمه يؤذيني ومن يؤذيني يكÙر أو ÙŠÙسق، لم يستعمل(صلى الله عليه وآله)هذه المقدمات أصلا توصلا إلى نتيجة هي تكÙير الرجل لأنه(صلى الله عليه وآله) لم يؤمن بالرأي والقياس الÙاسدين كما صنع الكثير من المسلمين، ولأنه لا علة جامعة بين الساب والمسبوب وبين رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وإلاّ Ùلو ØµØ Ø°Ù„Ùƒ Ù„Øكمنا على كل المسلمين بالكÙر لأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) يتأذى من كل الاعتداءات الظالمة والمعاصي من أمته، وهذا كله بخلا٠من سبّ آل Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) Ùإنه يكÙر لأنهم منه Øقيقة، وكما نطق بذلك الوÙر الهائل من النصوص الذي ليس هنا Ù…Øله وإنما نكتÙÙŠ بضرب مثال واØد للÙارق بين آل Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) وبين غيرهم Ùاقرا وتأمل. رسول الله(صلى الله عليه وآله) مثل الشمس وآله من المعصومين مثل نورها ÙˆØرارتها من Øيث الضوء والدÙØ¡. والصØابة مثل الأرض ولا شك أن الأرض هي غير الشمس وغير نورها ÙˆØرارتها ولا تستقيم Øياة الأØياء، بل ولا الأرض تعطي الØياة مع غياب الشمس وتجلياتها Ù„Ùقدان شرط من شروط تجلي الØياة. ____________
1- مسند Ø£Øمد: 3 / 167 Ø 9341 من Øديث أبي هريرة.
ولا يقال أن ظرو٠الØياة على الأرض العائدة للشمس هي شمس، ولذا قد تشتم أرض دون أرض من Øيث أصباخها وإنباتها وطبيعتها ولا تشتم
الشمس من Øيث نورها ÙˆØرارتها إلاّ اعتداء، وهكذا الصØابة وآل Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) ÙاÙهم. ولكن أصØاب الرأي والقياس قالوا Ù€ وبلا Øساب ومنهم العالم الجليل الطØاوي Ù€ بتكÙير المؤمنين بØجة انتقاص بعض الصØابة، ومن الغريب جدا أن السرخسي والطØاوي وغيرهم Ù€ من أتباع أبي ØÙ†Ùية وإن كان الطØاوي لا يقلده ÙÙŠ كثير من المسائل Ù€ يكÙرون المؤمنين. ويا ليت شعري بأي عذر يعتذرون لو قلنا لهم أنّ أبا ØنيÙØ© طعن ÙÙŠ بعض الصØابة كما روى Ù…Øمد بن الØسن عنه قال: (أقلد جميع الصØابة... إلاّ ثلاثة Ù†Ùر "أنس بن مالك وأبو هريرة وسمرة"... أما أبو هريرة Ùكان يروي كل ما سمع من غير أن يتأمل ÙÙŠ المعنى ومن غير أن يعر٠الناسخ والمنسوخ)(1)ØŒ وكأن أبا ØنيÙØ© يشير إلى الØديث الذي رواه مسلم ÙÙŠ ما بعد عن ØÙص بن عاصم عن أبي هريرة Ù†Ùسه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (ÙƒÙÙ‰ بالمرء كذبا ان ÙŠØدث بكل ما سمع)(2). وهكذا Øالنا مع الطØاوي والسرخسي وغيرهما، وهكذا Øال أبي ØنيÙØ© مع أبي هريرة Ù€ على مبدأ من Ùمك أدينك Ù€ Øال المضطر للأخذ بالقياس والرأي واسقاط بعض مرويات أبي هريرة Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø±ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ لسان كبار الصØابة ومنهم عمر بن الخطاب. وروى الخطيب ÙÙŠ تاريخه عن أبي ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ùراء قال سمعت يوس٠بن أسباط يقول (رد أبو ØنيÙØ© على رسول الله(صلى الله عليه وآله) أربعمائة Øديث أو أكثر)(3). ____________
1- أبو هريرة لمØمود أبو رية: 146 نقلا عن مرآة الاصول Ø´Ø±Ø Ù…Ø±Ù‚Ø§Ø© الوصول للملا خسرو الØÙ†ÙÙŠ: 115. 2- صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… Ø¨Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ ج1 جزء1 ص73. 3- الكنى والالقاب للشيخ عباس القمي: 1 / 54 نقلا عن تاريخ الخطيب ج13. عزيزي القارىء إذا قرأت وتأملت ذلك كله ØÙ‚ لك أن تسأل: بأي دستور سماوي وبأي عر٠عقلائي Ùهمه الطØاوي والسرخسي أنّ أبا
ØنيÙØ© لا يؤاخذ وإن طعن صØابيا يتوق٠عليه جزء كبير من الأØاديث التي عليها مدار الدين عند إخواتنا أهل السنة؟! أما لو أنّ مسلما من أتباع آل Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) Ø¬Ø±Ø Ø£Ø¨Ø§ هريرة يؤاخذ بل يكÙر!! بربك ما الÙرق اخبرني؟!! كلا الÙعلين صدرا من غير صØابي، وكلا الÙعلين تنازعا Ù…Ùعولا واØدا، Ùكي٠يكون Ù€ من هذه الØيثية Ù€ Ø£Øدهما ÙÙŠ النار والآخر ÙÙŠ الجنة مع اتØاد السبب والموجب، Ùبأي مسوغ يستسيغ به الطØاوي والسرخسي وأكثر الاØنا٠أن أبا ØنيÙØ© ينتقد أبا هريرة Ùيعذر ولو أن مسلما صنع مثل صنيعه Ùهو ضال ومبتدع وله النار يوم القيامة! والصØÙŠØ Ø£Ù† رØمة الله التي وسعت أبا ØنيÙØ© Øتى وإن طعن ببعض الصØابة ووضعت كل شيء أعتقد أن الطØاوي والسرخسي لا يخصصان عمومها. أقسام الصØابة:
المؤمنون:
ونقصد هنا الصØابة الذين اØتوت قلوبهم شر٠التصديق برسول الله والإذعان بالإيمان، إلاّ أنّه لما كان إيمان الملائكة لا يزيد ولا ينقص وإيمان الأنبياء يزيد ولا ينقص وإيمان المؤمن بهم يزيد وينقص كما هو رأي الكثير من الأشاعرة، وعليه ÙأصØاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) المؤمنون منهم على مراتب Øيث نعتهم الله بنعوت كثيرة من خلال آيات كثيرة متÙرقة من القرآن الØكيم. ومما نلØظه ÙÙŠ كلام الله العلي العظيم أنه كما يذكر لهم صÙات Øميدة تستØÙ‚ الوعد كذلك يثبت عليهم ÙÙŠ مقابله صÙات مذمومة تستØÙ‚ الوعيد ÙÙŠ اكثرها ÙˆÙÙŠ اكثر الأØيان(1).
ضعÙاء الإيمان:
قال العلامة صاØب الميزان: "إن من مراتب الإيمان ما هو اعتقاد وإذعان غير آب عن الزوال كإيمان الذين ÙÙŠ قلوبهم مرض Ùقد عدهم الله من المؤمنين وذكرهم مع المناÙقين"(2). بدليل قول الله: (ÙˆÙŽ Ø¥Ùذْ ÙŠÙŽÙ‚Ùول٠الْمÙÙ†ÙŽÙ€ÙÙÙ‚Ùونَ ÙˆÙŽ الَّذÙينَ ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡ÙÙ… مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّه٠وَ رَسÙولÙÙ‡ÙÙˆ Ø¥Ùلاَّ غÙرÙوراً)(3). ÙˆÙÙŠ تÙسير الجلالين قوله: (ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡ÙÙ… مَّرَضٌ)(4) أي ضع٠اعتقاد وقال ابن كثير: (والذي ÙÙŠ قلبه شبهة أو Øسكة لضع٠Øاله ÙتنÙس بما يجده من الوسواس ÙÙŠ Ù†Ùسه لضع٠إيمانه) وكذلك عدهم الله من المؤمنين قال تعالى: (ÙˆÙŽÙÙيكÙمْ سَمَّـعÙونَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ وَاللَّه٠عَلÙيمÙÙ… بÙالظَّــلÙÙ…Ùينَ )(5). هؤلاء هم ضعÙاء الإيمان يسمعون ما يقول المناÙقون Ù€ سماع قبول Ù€ كما ÙÙŠ الجلالين وقال ابن كثير: أي مطيعون لهم ومستجيبون Ù„Øديثهم وكلامهم يستنصØونهم وإن كانوا لا يعلمون Øالهم Ùيؤدي إلى وقوع شر بين المؤمنين ÙˆÙساد كبير. ومع أن الله ثبط المناÙقين عن الخروج مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ غزوة تبوك لئلا يضعوا بين المؤمنين خبالا عن طريق ضعÙاء الإيمان السماعون للمناÙقين، Ùعلى ____________ 1- انظر الآيات: التوبة: 2 Ù€ 4ØŒ الØديد: 16ØŒ الأØزاب 23ØŒ الÙتØ: 10ØŒ التوبة: 25. التوبة 18ØŒ النساء 77ØŒ النور: 37ØŒ الجمعة:11ØŒ Ùاطر: 32. 2- تÙسير الميزان للطباطبائي: 9 / 333. 3- الأØزاب: 12. 4- البقرة: 10. 5- التوبة: 47. رغم ذلك نجد أن بعض المؤمنين ÙˆÙÙŠ تلك الغزوة كادوا أن يزيغوا عن دين Ù…Øمد رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال تعالى: (الَّذÙينَ
اتَّبَعÙوه٠ÙÙÙ‰ سَاعَة٠الْعÙسْرَة٠مÙنم بَعْد٠مَا كَادَ يَزÙيغ٠قÙÙ„Ùوب٠ÙَرÙيق Ù…ÙّنْهÙمْ Ø«Ùمَّ تَابَ عَلَيْهÙمْ Ø¥ÙنَّهÙÙˆ بÙÙ‡Ùمْ رَءÙÙˆÙÙŒ رَّØÙيمٌ)(1). قال ابن كثير: "أي عن الØÙ‚ ويشك ÙÙŠ دين الرسول ويرتاب للذي نالهم من المشقة ÙÙŠ سÙرهم وغزوهم". قلت: اعتذار ابن كثير عنهم بالمشقة والشدة ÙÙŠ السÙر غير مرضي ولا يلوي على شيء لأن الإيمان إذا استولى على القلب لا تنتزعه مشقات السÙر، والصØÙŠØ Ø£Ù† كلا من المشقة والشدة كاش٠عن عيب القلب وأمارة على ضع٠الإيمان، وإلاّ Ùما علاقة المشقة الجسدية بالإيمان الذي يستكن ÙÙŠ القلوب، ولو ØµØ Ø°Ù„Ùƒ لكانت المشقة والراØØ© من اكبر العوامل المساعدة على الكÙر والإيمان ولألغيت أدوار القناعات الاعتقادية ولا قائل به. وبكلمة أنّ الله تعالى تداركهم بلطÙÙ‡ ÙØال بين قلوبهم وبين الزيغ Ùتاب عليهم قال تعالى: (لَّقَد تَّابَ اللَّه٠عَلَى النَّبÙÙ‰ÙÙ‘ ÙˆÙŽ الْمÙهَـجÙرÙينَ ÙˆÙŽ الاَْنصَار٠الَّذÙينَ اتَّبَعÙوه٠ÙÙÙ‰ سَاعَة٠الْعÙسْرَة٠مÙنم بَعْد٠مَا كَادَ يَزÙيغ٠قÙÙ„Ùوب٠ÙَرÙيق Ù…ÙّنْهÙمْ Ø«Ùمَّ تَابَ عَلَيْهÙمْ Ø¥ÙنَّهÙÙˆ بÙÙ‡Ùمْ رَءÙÙˆÙÙŒ رَّØÙيمٌ)(2). وذكر الواØدي: (أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما خرج عسكر على ثنية الوداع ÙˆØزب عبد الله بن أبي عسكره على ذي Øدة أسÙÙ„ من ثنية الوداع ولم يكن بأقل العسكرين Ùلما سار رسول الله تخل٠عنه عبد الله بن أبي بمن تخل٠من المناÙقين وأهل الريب Ùأنزل الله يعزي نبيه (لَوْ خَرَجÙواْ ÙÙيكÙÙ… مَّا زَادÙوكÙمْ Ø¥Ùلاَّخَبَالا)(3))(4). ____________
1- التوبة: 117. 2- التوبة: 117. 3- التوبة: 47. 4- أسباب النزول للواØدي: 142. Ùعد النظر ÙÙŠ Øديث الواØدي وانظر إلى قوله: (لم يكن بأقل العسكرين) مما يدل أن نص٠الصØابة الكرام Ùأكثر ÙÙŠ قلوبهم ريب.
الشكاكون:
هناك طائÙØ© من أصØاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) مناÙقون، غير أنهم لم يقطعوا بكذبه أو صدقه(صلى الله عليه وآله) وهم يشكون، ومصداق ذلك قوله تعالى: (وَارْتَابَتْ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ ÙÙŽÙ‡Ùمْ ÙÙÙ‰ رَيْبÙÙ‡Ùمْ يَتَرَدَّدÙونَ)(1) إلاّ أنهم أقل خطراً على المؤمنين من أهل الطراز الرابع وإليك أخي المسلم مثالا على ذلك: ثعلبة:
قال الله تعالى: (ÙˆÙŽÙ…ÙنْهÙÙ… مَّنْ عَـهَدَ اللَّهَ لَئنْ أتَانَا Ù…ÙÙ† ÙَضْلÙه٠لَنَصَّدَّقَنَّ ÙˆÙŽÙ„ÙŽÙ†ÙŽÙƒÙونَنَّ Ù…ÙÙ†ÙŽ الصَّــلÙØÙينَ * Ùَلَمَّآ أتَاهÙمْ Ù…Ùّن ÙَضْلÙه٠بَخÙÙ„Ùواْ بÙه٠وَتَوَلَّواْ وَّهÙÙ… مّÙعْرÙضÙونَ * ÙَأَعْقَبَهÙمْ Ù†ÙÙَاقاً ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ يَوْم٠يَلْقَوْنَهÙ)(2). نزلت هذه الآية الكريمة ÙÙŠ شأن ثعلبة بن Øاطب الأنصاري بعد أن امتنع عن إخراج الزكاة وكان بدريا، والعامة يسمونه Øمامة المسجد، وروى قصته جمع من المØدثين ذكرناهم ÙÙŠ الدليل الثامن تØت عنوان الأنصار Ùراجع. وملخص الØادثة أن ثعلبة سأل رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يدعو له بالرزق Ùدعا له واتخذ غنما نمت وتكاثرت Ùتشاغل بها Ùترك بعض الصلوات جماعة ثم تركها إلا يوم الجمعة ثم ترك الجمعة وارتØÙ„ عن المدينة ولما جاءه السعاة من قبل رسول الله امتنع عن دÙع الزكاة Ùأنزل الله ÙÙŠ شأنه الآية الكريمة. ÙˆÙÙŠ آخر الرواية التي يوردها ابن كثير ÙÙŠ تÙسيره عن ابن جرير وابن أبي Øاتم تجد ما يلي: ____________
1- التوبة: 45. 2- التوبة: 75 Ù€ 77. "قال وعند رسول الله رجل من أقارب ثعلبة Ùسمع ذلك Ùخرج Øتى أتاه Ùقال: (ويØÙƒ يا ثعلبة قد أنزل الله Ùيك كذا وكذا Ùخرج ثعلبة Øتى
أتى النبي(صلى الله عليه وآله)Ùسأله أن يقبل منه صدقته Ùقال: إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك Ùجعل ÙŠØثو على رأسه التراب Ùقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله): "هذا عملك قد أمرتك Ùلم تطعني"... Ùقبض رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولم يقبل منه شيئا ثم أتى أبابكر... وأبى أن يقبلها... Ùلما ولي عمر... أتاه... ولم يقبلها Ùلما ولي عثمان... أتاه... Ùلم يقبلها منه Ùهلك ثعلبة ÙÙŠ خلاÙØ© عثمان"(1). ومن الغريب المبهت أن اخوتنا أهل السنة Øكموا لأهل موقعة بدر ÙÙŠ الجنة وأن النار لا تمس جلودهم Øتى وإن غيروا وبدلوا ÙˆÙعلوا ما شاءوا، وصØØوا Ø£Øاديث ÙÙŠ هذا الشأن كما ÙÙŠ صØÙŠØÙŠ البخاري ومسلم واللÙظ للأول قال: رسول الله(صلى الله عليه وآله) ÙÙŠ شأن جناية Øاطب بن أبي بلتعة: "أليس من أهل بدر؟ قال: لعل الله إطلع إلى أهل بدر Ùقال: اعملوا ما شئتم Ùقد وجبت لكم الجنة أو Ùقد غÙرت لكم"(2)ØŒ ومعنى Ùتوى رسول الله هذه أن أهل بدر لا تثريب عليهم وإن خانوا الله ورسوله Ùسيان إن صدقوا وإن كذبوا، هذا هو مؤدى الØديث سواء اعتر٠به أخوتنا أم لا ÙˆØاشا رسول الله من ذلك. Ùيا ليت شعري Ùعلى أي قاعدة ارتكز هذا الØديث؟ وعلى أي أساس قام عليه هذا الØكم؟ وهذا ثعلبة، ألم يكن من أهل بدر؟ Ùلم لم يتجاوز الله ورسوله عنه عندما امتنع من دÙع الزكاة؟ بل أخبر عنه ÙÙŠ القرآن الØكيم أن قلبه تورث Ù†Ùاقا قال تعالى: (ÙَأَعْقَبَهÙمْ Ù†ÙÙَاقاً ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ يَوْم٠يَلْقَوْنَهÙÙˆ بÙÙ…ÙŽØ¢ أَخْلَÙÙواْ اللَّهَ مَا وَعَدÙوه٠وَبÙمَا كَانÙواْ يَكْذÙبÙونَ)(3). ____________
1- تÙسير ابن كثير: 2 / 374. 2- البخاري ج3 ت د بغا Ø 3762 ص1357 مسلم Ø¨Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ ج8 جزء 2 ص 56. 3- التوبة: 77. Ùهل القرآن الØكيم Ù€ نسى أم سهى؟ Ù€ غÙÙ„ أم تغاÙل؟ Ù€ أن هذا الرجل من أهل بدر والمÙروض أنهم يصنعوا ما شاؤا "Øسب الزعم" والله
جابر عثرات المسلمين!! المناÙقون:
كان المناÙقون مبثوثين بين المؤمنين ولهم أعداد هائلة هي على مقربة من نص٠الصØابة والمعرو٠منهم بالاسم ÙÙŠ عصر النبي(صلى الله عليه وآله) لا يتجاوز نسبة 1% ولك أن تتعر٠أشخاصهم بالوص٠ـ إذا Øدث كذب Ù€ إذا وعد أخل٠ـ إذا أتمن خان Ù€ إذا عاهد غدر Ù€ إذا شاجر Ùجر Ù€ وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعر٠بعض أشخاصهم بالاسم وبعضهم بسيماهم وبعضهم بلØÙ† القول وبعضهم ببغض علي بن أبي طالب (عليه السلام) كما أخرج مسلم ÙÙŠ أبواب الإيمان عنه قال: (والذي Ùلق الØبة وبرأ النسمة إنه لعهد الأمي(صلى الله عليه وآله) الي أن لا ÙŠØبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا مناÙÙ‚)(1)ومما يدل على كثرة المناÙقين ما يلي: 1 Ù€ استنÙر رسول الله(صلى الله عليه وآله) الأعراب من قبائل جهينة ومزينة وغÙار أشجع واسلم ودئل Ùلم ينÙروا وذلك ÙÙŠ عام ست للهجرة ÙÙŠ غزوة الØديبية وبعد أن Ù‚ÙÙ„ رسول الله راجعا أنزل الله تعالى سورة الÙØªØ ÙˆØ£Ù†Ø²Ù„ Ùيها: (سَيَقÙول٠لَكَ الْمÙخَلَّÙÙونَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الاَْعْرَاب٠شَغَلَتْنَآ أَمْوَ Ù„Ùنَا ÙˆÙŽ أَهْلÙونَا ÙَاسْتَغْÙÙرْ لَنَا ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ بÙأَلْسÙنَتÙÙ‡ÙÙ… مَّا لَيْسَ ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ... ÙˆÙŽ ظَنَنتÙمْ ظَنَّ السَّوْء٠وَ ÙƒÙنتÙمْ قَوْمَام بÙوراً)(2). لا مناص من دلالة الآيات الكريمة على Ù†Ùاق ستة قبائل من الأعراب وإن كانوا صØابة ينطقون بالشهادتين ويؤدون الصلوات الخمس إلاّ ما شاء الله. 2 Ù€ قال تعالى: (قَالَت٠الاَْعْرَاب٠ءَامَنَّا Ù‚ÙÙ„ لَّمْ تÙؤْمÙÙ†Ùواْ ÙˆÙŽ لَـكÙÙ† Ù‚ÙولÙواْ أَسْلَمْنَا ____________ 1- مسلم Ø¨Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ ج1 جزء2 ص64. 2- الÙتØ: 11 Ù€ 12. ÙˆÙŽ لَمَّا يَدْخÙل٠الاْÙيمَـن٠ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙƒÙمْ)(1) قال مجاهد: نزلت ÙÙŠ بني أسد ابن خزيمة أوردها البخاري ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ ÙÙŠ أول كتاب الإيمان تØت
باب "إذا لم يكن الإسلام على الØقيقة وكان على الاستسلام أو الخو٠من القتل". دلت الآية الكريمة على أن بني أسد يناÙقون ويÙاخرون باستسلامهم خو٠القتل كما يقول البخاري ويÙترون على رسول الله الكذب بأنهم مؤمنون ولما يمارس الإيمان أي قلب من قلوبهم والله العالم هل تذوقوه بعد ام لا. 3 Ù€ قال تعالى: (الاَْعْرَاب٠أَشَدّ٠كÙÙْراً ÙˆÙŽ Ù†ÙÙَاقاً)(2) هذه الآية الكريمة عامة ÙÙŠ الأعراب يخصّÙصها قول الله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù…Ùمَّنْ ØَوْلَكÙÙ… Ù…Ùّـنَ الاَْعْرَاب٠مÙÙ†ÙŽÙ€ÙÙÙ‚Ùونَ)(3) ÙˆÙÙŠ مقابل ذلك قوله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ الاَْعْرَاب٠مَن ÙŠÙؤْمÙن٠بÙاللَّه٠وَالْيَوْم٠الاَْخÙرÙ)(4). Ùالآية الأولى دلت على الشمول والثانية شهدت على البعض بالنÙاق والثالثة شهدت للبعض الآخر بالإيمان مما يدل على أن النÙاق استكن ÙÙŠ قلوب بعض الأعراب. 4 Ù€ قال تعالى: (ÙˆÙŽÙ…Ùنْ أَهْل٠الْمَدÙينَة٠مَرَدÙواْ عَلَى النÙÙ‘Ùَاق٠لاَ تَعْلَمÙÙ‡Ùمْ Ù†ÙŽØْن٠نَعْلَمÙÙ‡Ùمْ)(5). قال ابن كثير ÙÙŠ تÙسير قوله تعالى: (مَرَدÙواْ عَلَى النÙÙ‘ÙَاقÙ) أي مرنوا واستمروا عليه ومنه يقال شيطان مريد ومارد، وقد كان يعلم أن ÙÙŠ بعض من يخالطه من أهل المدينة Ù†Ùاقاً، وإن كان يراه صباØاً ومساءً، وشاهد هذا ما رواه ____________ 1- الØجرات: 14. 2- التوبة: 97. 3- التوبة: 101. 4- التوبة: 99. 5- التوبة: 101. الإمام اØمد ÙÙŠ مسنده... عن مطعم بن جبير... قال: قلت: يا رسول الله إنهم يزعمون أنه ليس لنا أجر بمكة Ùقال: (
لتأتينكم أجوركم ولو كنتم ÙÙŠ جØر ثعلبÙ) Ù€ ثم راجعنا مسند Ø£Øمد Ùوجدناه هكذا "ÙÙŠ Øجر" بدلاً من جØر Ù€ وأصغي الي رسول الله(صلى الله عليه وآله) برأسه Ùقال: (إن ÙÙŠ اصØابي مناÙقون)(1)...Ùˆ... عن أبي الدرداء أن رجلاً يقال له Øرملة أتى النبي(صلى الله عليه وآله)Ùقال: (الإيمان ههنا وأشار بيده إلى لسانه والنÙاق ههنا وأشار بيده إلى قلبه ولم يذكر الله قليلاً Ùقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (اللهم اجعل له لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وارزقه Øبي ÙˆØب من ÙŠØبني وصيّر أمره إلى خير) Ùقال: يا رسول الله إنه كان لي أصØاب من المناÙقين وكنت رأساً Ùيهم Ø£Ùلا آتيك بهم؟ قال: "من أتانا استغÙرنا له ومن أصر Ùالله أولى به ولا تخرقن على Ø£Øد ستراً" قال وكذا رواه أبو Ø£Øمد الØاكم)(2). أمعن النظر Ù€ يرØمك الله Ù€ ÙÙŠ الآية الكريمة وما بعدها من النصوص النبوية تجد أن المناÙقين كثرة كثيرة وأن المدينة تعج بهم عجاً وأنه لا ÙŠÙعْرَ٠منهم إلا القلة القليلة وأنهم تمرنوا على النÙاق Øتى استولى على قلوبهم وجرى Ùيها مجرى الدم من العروق وأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لا يريد أن يهتك على Ø£Øد ستراً إلاّ إذا خان أو غدر وأنه لو كش٠الستر عنهم لاَنْÙَض من Øوله مئات بل الو٠الناس وأن الذين مردوا على النÙاق هم غير عبد الله بن أبي بن سلول لأن النبي يعلمه والآية الكريمة تقول: (لا تعلمهم) هذا كله يدل على أن اعدادهم ÙÙŠ المدينة لا تقل عن نسبة النص٠والله اعلم. 1 Ù€ ÙÙŠ عام ثمانية للهجرة غزا رسول الله(صلى الله عليه وآله) مكة المكرمة ÙÙتØها بلا قتال ودخل مشركوا قريش ÙÙŠ دين الله استسلاما للواقع المÙروض Ùعاشوا مناÙقين ____________ 1- مسند Ø£Øمد ج5 رقم Ø 16323 ص40. 2- تÙسير ابن كثير: 2 / 384. اكثر من سنتين ولما توÙÙŠ رسول الله اعلنوا الردة كما Ùعل غيرهم من العرب Ùقام سهيل بن عمرو خطيبا (... ثم قال والله وأني اعلم
أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس ÙÙŠ طلوعها Ùلا يغرنكم هذا "يريد أبا سÙيان" من أنÙسكم Ùإنه يعلم من هذا الأمر ما اعلم ولكنه قد ختم على قلبه Øسد بني هاشم... وقد جمعكم الله على خيركم "يريد أبابكر" وأن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة Ùمن رأيناه ارتد ضربنا عنقه Ùتراجع الناس عما كانوا عزموا عليه)(1). هذا كله يدل على أن أكثر أهل مكة Ù€ تباعا لزعيمهم أبي سÙيان Ù€ مناÙقون. 2 Ù€ قال الله تعالى إخبارا عن سيد المناÙقين عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من مردة النÙاق: (ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ لَئÙÙ† رَّجَعْنَآ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْمَدÙينَة٠لَيÙخْرÙجَنَّ الاَْعَزّ٠مÙنْهَا الاَْذَلَّ)(2). ÙÙŠ غزوة المريسيع وهي غزوة بني المصطلق قال ابن اسØÙ‚... Ùبينا رسول الله(صلى الله عليه وآله)مقيم هناك اقتتل على الماء جهجاه بن جعيد الغÙاري وكان اجيرا لعمر بن الخطاب وسنان بن يزيد... ازدØما على الماء Ùاقتتلا Ùقال: سنان يا معشر الأنصار وقال جهجاه يا معشر المهاجرين... قال: "أي عبد الله بن أبي بن سلول" قد ثاورونا ÙÙŠ بلادنا والله ما مثلنا وجلابيب قريش إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ثم اقبل على من عنده وقال: هذا ما صنعتم بأنÙسكم Ø£Øللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو ÙƒÙÙتم عنهم لتØولوا عنكم من بلادكم إلى غيرها Ùسمعها زيد بن أرقم... Ùذهب بها إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو غليم وهو عنده عمر بن الخطاب... Ùقال عمر... يا رسول الله مر عباد بن بشر بضرب عنقه Ùقال رسول الله: "Ùكي٠إذا تØدث ____________ 1- نور اليقين للخضري: 138 Ù€ 139. 2- المناÙقون: 8. الناس يا عمر أن Ù…Øمداً يقتل أصØابه؟ ولا ولكن ناد يا عمر ÙÙŠ الرØيل"... ونزلت سورة المناÙقين)(1).
واخرج البخاري ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡ عن جابر بن عبد الله الأنصاري يقول (كنا ÙÙŠ غزاة Ùكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار Ùقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين Ùسمعها الله رسوله(صلى الله عليه وآله) قال: "ما هذا" Ùقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار Ùقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين Ùقال النبي(صلى الله عليه وآله): "دعوها Ùإنها منتنة" قال جابر: وكانت الأنصار Øين قدم النبي(صلى الله عليه وآله) اكثر ثم كثر المهاجرون بعد Ùقال عبد الله بن أبي: أوقد Ùعلوا والله لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل Ùقال عمر بن الخطاب... دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المناÙÙ‚ Ùقال النبي(صلى الله عليه وآله): "دعه لا يتØدث الناس أن Ù…Øمداً يقتل أصØابه"(2). نستخلص من هذه الØادثة Ù€ التي أثبتها القرآن الكريم وذكرتها السنة المطهرة Ù€ أن سيد المناÙقين وأصØابه هموا بما لم ينالوا وإن دلت الØادثة على شيء Ùإنما تدل على أن أصØاب ابن سلول كانوا ÙÙŠ جيش رسول الله ÙˆÙÙŠ المدينة كثرة كثيرة غير أن الوØÙŠ اÙØªØ¶Ø Ø³ÙŠØ¯Ù‡Ù… على الطريق ومن ناØية أخرى أنه مهما كثر المناÙقون من أصØابه وجأر بوق الإرجا٠سقط من Ùوره تØت الأقدام لأن عشيرته الأقربون منهم السابقون الأولون رضي الله عنهم، Ùلا ÙŠÙيده مناÙقوا القبائل من الأعراب. وعليه لو لم يكن المناÙقون يناهزون المؤمنين عددا لما همّ ابن سلول بإخراج الرسول(صلى الله عليه وآله). ____________
1- تÙسير ابن كثير: 4 / 370. 2- البخاري ج3 ت د بغا Ø4624 ص1756.
|