Øسن بن شقرا
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 04:11 PM | المشاهدات: 4148
Øسن بن شقرا ( تونس Ù€ مالكي )
المولد والنشأة ولد الأخ Øسن بن شقرا بتاريخ 30/06/1940 ÙÙŠ مدينة قابس،منØدرا من عائلة Ù…ØاÙظة عريقة الجذور، Ùˆ نشا ÙÙŠ ظرو٠أقل ما يقل Ùيها أنها استثنائية، بالنظر إلى الاستعمار الÙرنسي الذي كان جاثما على البلاد، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي ÙÙŠ مسقط رأسه،قبل أن يتØول إلى تونس العاصمة، ومن ثم قرر السÙر إلى Ùرنسا بعد ما أتم المرØلة الثانوية باللغة الÙرنسية . اشتغل الأخ Øسن موظÙا ÙÙŠ Ø¥Øدى شركات التأمين، ثم خبيرا ÙÙŠ مجال التامين بعد أن كسب خبرة طويلة ÙÙŠ ذلك المجال. قصة الإستبصار يقول الأخ Øسن متØدثا عن قصة استبصاره : عندما كنت Ø£Øزم أمتعة السÙر إلى باريس لم يدر بخلدي ÙÙŠ ذلك اليوم أنه سيكون لي طريق أخر غير الذي اخترته لنÙسي ومهدت له وعلقت عليه آمالا لا ترتقي إلى شيء سوى اللهث وراء الدنيا وزينتها .وكجل خلق الله الذين لم تنÙØªØ Ø¨ØµØ§Ø¦Ø±Ù‡Ù… على سر الوجود ÙˆØقيقته ØŒ ÙˆØتمية الانتقال بين العوالم الثلاثة (الدنيا ØŒ البرزخ ØŒ الآخرة)ØŒ ولم يكن إعدادي لرØلتي تلك من قبيل الإعداد لرØلتي القادمة ØŒ بل لعلها لم تدخل ÙÙŠ Øساباتي ...Ùˆ لم يكن ذلك كله صادرا عن سوء نية مني ولا تطاولا على مقام الربوبية من عبد آبق كل على مولاه ... ولكنه كان نتيجة طبيعية لتداخل الخطوط المنتسبة للدين الإسلامية . وصورة واقعية لمجتمعات إسلامية بطم طميمها خضعت أجيالها راغبة أو راهبة لمنطق الأسلمة الذي انتهجته طوابير الأنظمة المنØرÙØ© التي تعاقبت على رقابها ولا Ùريدا ÙÙŠ ذلك الزبد نتيجة للعوامل التي ذكرتها ... قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :إلا إن ÙÙŠ الجسد لمضغة إن صلØت ØµÙ„Ø Ø§Ù„Ø¬Ø³Ø¯ كله ØŒ وإن Ùسدت Ùسد الجسد كله ." أيقنت أن المضغة التي بين أضلعي صالØØ© بÙضل الله تعالى ØŒ وقد اختبرتها ÙÙŠ مواضع الخو٠والرجاء Ùوجدتها مستجيبة لأمره تعالى داخلة ÙÙŠ ميثاق طاعته. لم أتوقع ÙÙŠ يوم من الأيام ØŒ وأنا اخطط لأشياء كنت أراها من الزاوية التي كان يرى بها مجتمعي الذي أنتمي إليه وجيلي الذي يعاصرني ØŒ ضرورية وأساسية أن أصر٠عن ذلك التخطيط ØŒ وأØال عنه إلى بØØ« آخر وتخطيط آخر ØŒ ÙˆØياة أخرى ØŒ عرÙتني المعنى الØقيقي للØياة ÙلسÙØ© ووجودا ØŒ والسبب الذي من اجله خلقنا الله تبارك وتعالى .. ولعل أبلغ ما قاله سيد البلغاء وغمام الÙصØاء أمير المؤمنين عليه السلام ÙÙŠ هذا الإطار ما نقل عنه من أنه سئل :"بم عرÙت ربك ØŸ Ùقال: عرÙت ربي بÙسخ العزائم ونقض الهمم، لما هممت Øيل بيني وبين همي ØŒ ولما عزمت خال٠القضاء والقدر عزمي علمت أن المدبر غيري." وأكرم وأنعم به من صر٠وتخيير وهداية وتسخير ÙŠØال Ùيها المرء من وجهته الدنيوية المادية إلى التجارة التي لا تبور ..الطريق إلى مرضاة الله تعالى. عندما كنت أغادر وطني ومسقط رأسي ØŒ ومرتع صباي ومخزون ذكرياتي، كان الأمل الذي ÙŠØدوني متعلق بخيوط واهية لا تتجاوز الزينة التي أخرج الله لعباده، لم يكن ÙÙŠ Øسابي أن أجد بعناية الله تعالى بينها خيطا يوصلني إلى ما رواء ذلك الزائل ØŒ ليوقÙني على الØقيقة التي أخذت بيدي إلى الإسلام المØمدي الأصيل، وقيض الله لي التمسك بØبله المتين ØŒ وأخذني إلى عروته الوثقى، وأبدلني من ألطاÙÙ‡ ما يعجز القبل عن أداء شكر تلك النعم والمنن، ولولاه لكنت من" الذين ضل سعيهم ÙÙŠ الØياة الدنيا وهم ÙŠØسبون أنهم ÙŠØسنون صنعا. " ولقد رأيت من خلال ما مررت به من تجربة وأنا ÙÙŠ تأملاتي وبØوثي الدينية ØŒ أن أعزم على كتابة هذه التجربة، واضعها بين يدي كل باØØ« عن الإسلام الØÙ‚ ØŒ الذي لم تدنسه جاهلية الطغاة بأدناسها ØŒ ولا أثرت Ùيه أيدي العابثين من زمر المناÙقين والمشركين، من أدعياء التسلط على رقاب المسلمين، غايتي من ذلك إنارة قلوب المسلمين البسطاء ØŒ البعيدين عن الرياء والتعالي ØŒ المتبرئين من الكبر والمستكبرين ØŒ الواضعين أنÙسهم موضع العبودية لله تعالى ÙˆØده. لم يكن شغÙÙŠ بالمطالعة يق٠عند Øد ØŒ ولا يكتÙÙŠ بصن٠من الكتب ØŒ صØÙŠØ Ø£Ù† ثقاÙتي باللغة الÙرنسية كانت تدÙعني بداية إلى اقتناء المؤلÙات المكتوبة بها غالبا، ولكن ذلك لم يمنعني من قراءة بعض الكتابات العربية . ذات يوم جاءني Ø£Øد الأصدقاء ÙŠØمل معه كتابا بعنوان :" la Bible le Coran et la science" لمؤلÙÙ‡ موريس بوكاي ØŒ Ùقرأته ÙÙŠ وقت قياسي ØŒ لما لمست Ùيه من جدية ÙÙŠ تناول الÙكر الديني وعلاقته بالعلم ØŒ Ùقد كان الرجل دقيقا ÙÙŠ تØصيل المعاني الصØÙŠØØ© للمصطلØات القرآنية ØŒ وإيصالها كما هي إلى عقول قرائه.بينما أساء عدد من المترجمين المسلمين وغيرهم ترجمة تلك المصطلØات Ùلم تؤدي معناها المقصود ØŒ بل كانت بعيدة كل البعد عن الØقيقة العلمية ØŒ وهو ما Øاول المؤل٠أن يقرن به تلك المصطلØات، ÙصØØ ØªØ±Ø¬Ù…Ø© "العلق" ودØÙˆ الأرض التي أساء ترجمتها غيره ØŒ بما يتعارض والمدلول العلمي الذي أراده الله تعالى معنا اعجازيا ÙÙŠ عصر ÙŠÙتقد ابسط أبجديات العلوم التطبيقية والنظرية، ومن طري٠القول أن موريس بوكاي لم يأنس لمعنى دØÙ‰ الذي Øاول البعض إقناعه به ÙساÙر إلى البلاد العربية سعيا منه للوقو٠على بعض آثار اللغة العربية التي كادت تندثر مع هجمة الأعداء عليها ØŒ وتÙريط أصØابها Ùيها. Ùوجد أن معنى دØÙ‰ لا زال الليبيون يستعملونه ÙÙŠ تسمية البيض ØŒ Ùيطلقون على الواØدة دØية وهي مشتقة من دØÙ‰ يدØÙˆ دØوا أي جعلها كالبيضة ØŒ وبمعنى آخر Ùان الأرض ليست كروية الشكل بقدر ما هي بيضوية ØŒ Ùلم يسبقه ÙÙŠ هذا الخصوص مترجم غيره.. من خلال ملامستي لأسلوب موريس بوكاي، ÙÙŠ البØØ« بكل تجرد وبصيرة وأناة،أثر ذلك بالنسبة لي ÙÙŠ النظر إلى كل مسألة ØŒ ÙˆØصلت لدي قناعة تمثلت ÙÙŠ أن الØقيقة، لا تدرك إلا بالمعرÙØ© والعلم والتجرد ÙÙŠ البØØ« ØŒ Ùالرجل أعطاني المثال الذي يجب أن ÙŠØتذى ÙÙŠ طريقة البØØ« وتتبع الØقيقة. يقول بوكاي: "لقد قمت أولا بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي Ùكر مسبق ØŒ وبموضوعية تامة باØثا عن درجة إتقان القرآن ومعطيات العلم الØديث، وكنت اعر٠قبل هذه الدراسة ØŒ وعن طريق الترجمات أن القرآن الكريم يذكر أنواعا كثيرة من الظواهر الطبيعية ،ولكن معرÙتي كانت وجيزة ØŒ وبÙضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن Ø£Øقق قائمة أدركت منها أن القرآن لا ÙŠØتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم ÙÙŠ العصر الØديث، وبنÙس الموضوعية قمت بنÙس الÙØص على العهد القديم والأناجيل. أما بالنسبة للعهد القديم Ùلم تكن هناك Øاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول ØŒ أي سÙر التكوين، Ùقد وجدت مقولات لا تمكن التوÙيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخا ÙÙŠ عصرنا. أما بالنسبة للأناجيل Ùما تكاد تÙØªØ Ø§Ù„ØµÙØØ© الأولى منها Øتى نجد أنÙسنا دÙعة واØدة ÙÙŠ مواجهة مشكلة خطيرة، ونعني بها شجرة أنساب المسيØØŒ وذلك أن نص إنجيل متى يتناقض بكل جلاء مع إنجيل لوقا، وإن هذا الأخير يقدم لنا صراØØ© أمرا لا يتÙÙ‚ مع المعار٠الØديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض." ودÙعني Øب الاطلاع والتأكد من صØØ© كلام بوكاي، إلى تصÙØ Ø¹Ø¯Ø¯ من الأناجيل المنسوبة للنبي عيسى عليه السلام، وهو منها براء ØŒ Ùوجدت Ùيها كثيرا من التناقضات ØŒ التي تؤكد على أن تلك الكتب هي مختلقة من أناس لم يرثوا تعاليم الأنبياء عليهم السلام ØŒ ولا كانت معارÙهم إلهية ØŒ سوى نزر يسير من الأخلاق التي ضمنوها كتبهم للتمويه على الناس ØŒ واختلا٠الأناجيل كان Ù„Ùضا ومعنى، Ùلا الواØد يشبه الآخر ÙÙŠ شيء سوى العنوان. ولم يعد هناك ذكر للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ØŒ سوى ما ذكره برنابا ÙÙŠ إنجيله مستبدلا اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم Ø¨Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„Ùرقليط ØŒ أي راكب الجمل. وتØري٠الكتب السماوية لم يكن سببه تقصير الأنبياء عليهم السلام ÙÙŠ أداء عهدتهم ØŒ ولا هو نقص Øاصل ÙÙŠ تشاريعهم ØŒ بل العلة كامنة ÙÙŠ انØرا٠أممهم عن المسار المرسوم لهم ØŒ ومخالÙتهم للنهج الذي تركهم عليه أنبياءهم عليهم السلام .قال تعالى :" وما اختل٠الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم.". ÙˆØصلت لدي قناعة بأن منشأ اختلا٠الناس سياسي مدار صراعه السلطة والØكم ØŒ ولم يكن الدين ÙÙŠ ذلك إلا ضØية تلك الصراعات، وكان تØري٠الأØكام تأويلها على غير Øقيقتها ØŒ Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠ استعمله البغاة من أجل تضليل أممهم . لم تكن Ùترة إقامتي بÙرنسا تكتسي أهمية ØŒ ولا Øصل لي Ùيها تطور ØŒ أو تغيير عقائدي ØŒ Ùالمهم بالنسبة لي Øصل بعد انتقالي من Ùرنسا إلى سويسرا، وتØديدا أثناء Ùترة إقامتي بها. هناك تطورت علاقاتي وتنوعت بشكل نوعي على وجه الخصوص،Ùالغربة عامل مهم ÙÙŠ صقل الوجدان ØŒ وسبب من أسباب انطلاق Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¹Ù‚Ù„ إلى Ùضاءات متنوعة من المعرÙØ© والتأمل. علمتني الغربة الاعتماد على Ù†Ùسي ÙÙŠ كل صغيرة وكبيرة، والصبر على كل Øال، وبذل الجهد ÙÙŠ الظÙر بصديق يكون رÙيق الدرب، ÙˆØاÙظ السر ØŒ ومعين النوائب. وقد كنت Ù…Øظوظا ÙÙŠ جميع ذلك، Ùقد ÙˆÙقني الله تعالى إلى الكثير من مننه وعطاياه، وخصوصا قلبا منÙتØا على الخير وأهله ØŒ وعقلا مرنا يقبل النقاش ويتعامل بالمنطق السليم. وباعتبار أن المغترب يسعى دائما إلى التقرب من بني جلدته، وأهل ملته لأنهم ملاذه ÙÙŠ الشدائد ØŒ وأهل السلوى والمواساة عند المصائب ØŒ ÙعرÙت الكثيرين ØŒ ÙÙŠ أماكن متÙرقة من سويسرا، Ùكرت ÙÙŠ أداء مناسك العمرة استعدادا لأداء Ùريضة الØج على Ø£Øسن الوجوه، ولما عرضت علي Ùكرة السÙر إلى الØجاز مع عدد من الإخوة الغاربة واÙقت Ùورا على مراÙقتهم للعمرة، وسجلت اسمي ÙÙŠ المركز الإسلامي ÙÙŠ Lausanne،والذي أسسه مغتربوا شمال Ø¥Ùريقيا ØŒ وكنت أتردد على ذلك المركز لمزيد التعر٠على الدين والتÙقه Ùيه ØŒ وكان المشر٠عليه يدعى الهرري الØبشي ،قد سيطر عليه مرض الزعامة، Ùقرب من أبناء بلده ما قوى بهم ظهره ØŒ وثبت مطامعه ØŒ ومن هذه النقطة كان المركز بؤرة للتوترات بين مختل٠الأطيا٠والمذاهب من رواده ØŒ ومسرØا لصراعات من اجل السيطرة عليه ØŒ وامتلاك سلطة القرار Ùيه،وزاد ذلك الجو المشØون ضغينة وتناÙسا غير نزيه من قلقي ÙˆØيرتي ،وتساؤلي عن السبب الذي Ùرق الأمة وجعلها طرائق قددا ØŒ لا تزيد الأعداء إلا شماتة وتشÙيا. سألت عن المسئول عن المركز Ùقيل لي إنه رجل Ùاضل ØŒ له بركات وكرامات أكثر من أن تØصى، والمØيطين به لا يتØدثون إلا عن خوارقه التي أشيعت عنه ØŒ كانتقاله بسرعة ويسر من لبنان إلى سويسرا ØŒ دون الØاجة إلى تأشيرة دخول ØŒ وطي الأرض له ومواظبته على الصلوات ÙÙŠ مكة المكرمة انه الهرري الØبشي ØŒ ذلك الرجل الذي استطاع أن يستولي على عقول وأÙئدة أتباعه بما كان يروجه عن Ù†Ùسه من ظواهر وقدرات إعجازية ØŒ كطي الأرض له ØŒ Ùقد Øدث انه ÙÙŠ عدد من المرات عندما كان مقيما ÙÙŠ بيت Ø£Øد المغاربة ÙˆØلول وقت الصلاة ÙŠÙتقد الرجل Ùلا يجده صاØب البيت، وعند ظهوره ØŒ يقول إنه كان يصلي ÙÙŠ مكة المكرمة. لم يتقبل عقلي تلك الكرامات الغريبة على ذلك الشخص ØŒ من ناØية عدم تواÙÙ‚ مواقيت الصلاة بين مكة ومدينة لوزان السويسرية، ولم ÙŠÙÙ„Ø Ø§Ø³ØªÙ†ØªØ§Ø¬ÙŠ ÙÙŠ إقناع صاØبنا المغربي الذي أسر لي بتلك الكرامات ØŒ رغم Ù…Øاولاتي لدÙعه إلى مزيد من التØري عن ذلك الرجل ،لأنه لم يكن بتلك الدرجة من التقوى، Øتى تكون له كرامة كالتي ادعاها لنÙسه، بل كان يتعمد الاختÙاء عن الأنظار بشكل سري يوØÙŠ أنه Ùعلا لم يكن موجودا ÙÙŠ ذلك المكان، طلبا للشهرة ومزيد كسب ولاء الناس له. وشاءت القدرة الإلهية أن تكش٠لي Øقيقة ذلك الرجل Ùعند رجوعنا من أداء مناسك العمرة إلى سويسرا عبر مطار لوزان ØŒ ÙˆÙÙŠ انتظار دورنا إلى المرور من البوابة الأمنية للمغادرة ØŒ وجدنا الهرري الØبشي بصدد المغادرة إلى لبنان، وكانت المÙاجئة متمثلة ÙÙŠ تعطل الرجل أمام شرطة المطار ØŒ وتعطيل الطابور معه ØŒ Ùما كان مني إلا أن التÙت إلى الأخ المغربي المعتقد لكرامة الرجل وقلت له : "أنظر إلى صاØبك الذي تطوى له الأرض،ويدخل ويخرج من سويسرا بسرعة عجيبة ØŒ كي٠لم يستطع طي جواز سÙره والمرور من أمام البوابة الأمنية للمطار. وذلك الاعتقاد لم يكن منÙكا عن ظاهرة ابتليت بها الأمة الإسلامية ØŒ وهي التصو٠السلبي الذي يستخدمه متصنعوه ÙÙŠ إستبلاه البسطاء والسذج، الذين تنطلي عليهم ادعاءات شيوخ الصوÙية ØŒ Ùيتبعونهم ويسخرون أنÙسهم وممتلكاتهم ÙÙŠ خدمة من يعتقدون أنهم أولياء الله. من شطØات الصوÙية إلى عمى الوهابية Øان موعد السÙر إلى بلاد الØجاز ØŒ والذي استأثرت باسمه أسرة لم تخ٠Øقيقتها على الناس، وكان الشوق يكاد يطير بي إلى تلك الربوع قبل أن تطير الطائرة، إنها منة من منن الباري تعالى ÙÙŠ أن التØÙ‚ بالأماكن المقدسة، لأداء Ùريضة العمرة، وزيارة مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، Ùالشكر له أولا وأخيرا . امتطينا الطائرة ØŒ وتØركت بنا إلى الØجاز ÙÙŠ أجواء روØية منعشة، ورغم طول السÙرة Ùلم اشعر بالزمن يمر ØŒ بين تÙكر وذكر وشوق. ÙˆØطت الطائرة ÙÙŠ مطار جدة، ومنه إلى مدينة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على متن طائرة أخرى ØŒ ÙˆÙÙŠ يثرب مكثنا ثمانية أيام ÙÙŠ ضياÙØ© سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله وسلم، تلك المدينة التي ما تزال تØتÙظ بطابعها القديم ÙÙŠ الاØتÙاء والÙØ±Ø Ø¨Ø¶ÙŠÙˆÙ Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠ صلى الله عليه وآله وسلم . ÙˆÙÙŠ مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأمام مقامه الشري٠، شهدت تطاولا عليه وانتهاكا Ù„Øرمته ØŒ وتعديا صارخا على المسلمين الذين جاؤوا ليسلموا عليه ØŒ ويتكرر المشهد مع كل الذين ÙŠØاولون الاقتراب من شباك الØجرة الشريÙة،صيØات الجلاوزة الذين انتصبوا على جانبي الØجرة : القبلة من هنا .. ابتعد يا مشرك . ذلك ما تعلموه من مؤسس ضلالتهم Ù…Øمد بن عبد الوهاب الذي قال : عصاي هذه انÙع من Ù…Øمد. لذلك Ùالوهابية يرون أن التوسل والاستشÙاع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وطلب الØاجات عنده ،من البدع والضلالات والشرك الذي يخرج عن الإسلام، وبناء على ذلك الاعتقاد، Ùهم يتعاملون مع ضيو٠النبي صلى الله عليه وآله وسلم ÙÙŠ منتهى القسوة Ùˆ الÙظاظة . سمعت الكثير عن تلك الانتهاكات بØÙ‚ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضيوÙÙ‡ من الØجاج والزوار والمعتمرين، لكنني لم اصدق كل ما كان يقال، مستبعدا أن يقدم Ø£Øد من المسلمين مهما كانت درجة استهتاره، على التعدي على Øرمة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، تقدمت إلى الØجرة الشريÙØ© لأسلم وأدعوا، وقد تملكتني Ø£Øاسيس وغمرت كياني مشاعر اختلطت Ùيها الهيبة بوجود النبي والÙØ±Ø Ø¨Ø²ÙŠØ§Ø±ØªÙ‡ ولقائه ،أردت أن أعبر له عن ولائي المطلق الذي لا قيد له، لم أملك Ù†Ùسي أن بكيت وأنا أقترب من الØجرة الشريÙØ©ØŒ ÙأوقÙني الØراس المكلÙون بالØجرة الشريÙØ©ØŒ ونهرني Ø£Øدهم بغلظة قائلا: "القبلة من هنا". ولما قلت له إنني أريد أن أتوجه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأزوره ØŒ قال لي :" ذلك شرك لا يجوز أن تتوجه للنبي(قال ذلك بدون صلاة عليه) التوجه إنما يكون لله." Ø£Øسست بالØرقة والغبن ØŒ وتملكني Øزن عميق على ذلك التصر٠الذي لا مبرر له ØŒ والذي يعتبر انتهاكا Ù„Øرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستخÙاÙا بشخصه الكريم، أردت أن أداÙع عن Øقي ÙÙŠ أداء واجبي تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن Ø£Øد المراÙقين أسر إلي بان أتراجع عن موقÙÙŠ ،خشية تطور الأمر إلى الإيقا٠والإيذاء ØŒ Ùقد Øصل ذلك مع عدد من المسلمين ،الذين أصروا على إمضاء زيارتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما تجب الزيارة. قلت له : أليس هؤلاء على المذهب المالكي السني كما هي الØال بالنسبة لنا؟ Ùقال لي : لا هؤلاء مختلÙون عنا ÙÙŠ عدد من المسائل ØŒ والتي بموجبها نسبوا بقية المسلمين إلى الشرك بالله، واستØلوا دماءهم وأموالهم وأعراضهم . لم يكن هناك من بد سوى أن أسلم سلاما مختصرا، ومجردا عما كنت أريده ØŒ تÙاديا لتطور الخلا٠مع أولئك الوهابية الغلاظ . وعدت من تلك العمرة إلى سويسرا، وعندي قناعة مثبتتة بالدليل المادي تقول: إن الوهابية وهي مذهب أسسه عميل المخابرات البريطانية ابن عبد الوهاب، منØدر من ضلال ابن تيمية الØنبلي، لا تمثل ÙÙŠ نظري، غير طريق من طرق الانØرا٠عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ودينه الخاتم. ÙÙŠ بداية صي٠1987 وبينما كنت ÙÙŠ قضاء شأن من الشؤون الخاصة ÙÙŠ مدينة" منترو"السويسرية اعترضت طريقي عائلة عربية ظهر من زيها التقليدي أنها سعودية ØŒ Ùشعرت وأنا ارمقهم بالÙخر والاعتزاز، عرب مسلمون يتنقلون إلى بلاد الغرب بأزياء تعبر عن هويتهم بلا عقد ØŒ أعجبت بالموق٠، وبقيت ارقب تنقلات تلك العائلة ØŒ وإذا هي تدخل إلى قصاب سويسري مسيØÙŠ لاشتراء اللØÙ…ØŒ Ùصدمت لذلك التصرÙØŒ واقترب من المØÙ„ ØŒ وانتظرت Ù„Øين خروج رب العائلة ØŒ وكان شيخا ÙÙŠ الستين من عمره، ÙØييته وسلمت عليه ØŒ ثم ابتدرته سائلا: لقد رأيت تشتري Ù„Øما ØŸ Ùقال :نعم، Ùقلت له : لكنك اشتريته من قصاب مسيØÙŠ ØŒ ليس عنده Ù„ØÙ… Ù…Ø°Ø¨ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ الطريقة الإسلامية.Ùقال: ما Ùيه مشكلة ØŒ سنغسل اللØÙ… بالماء وسو٠يطهر. صعقت من ذلك الجواب ØŒ وتساءلت وقتها عن صØØ© ما قاله الرجل، وهل غسل الميتة بالماء يعتبر تذكية ØŒ وهل ØªØµØ ØªÙ„Ùƒ التذكية؟ ومع قلة إلمامي بالÙقه وقتها ØŒ لم اصدق شيئا مما قاله ذلك السعودي. ودÙعني الاطلاع إلى شراء كتاب من المكتبة العربية ØŒ عنوانه Ùقه المذاهب الأربعة، Ùلم يرÙع Øيرتي ÙÙŠ ما أنا Ùيه، ولا وجدت Ùتاوى تجيب عن إشكالات العصر وتجد Øلول لها، بينما أنا منهمك ذات يوم داخل البيت ÙÙŠ مطالعة بعض المصادر الروائية ØŒ إذ رن جرس الهات٠، Ùأخذت السماعة ØŒ Ùإذا أنا بصوت رجل شرقي يكلمني ويود التعر٠علي، ÙواÙقت على لقائه وأعطيته عنواني على أن انتظره أمام مقر سكناي ØŒ وجاء الرجل على متن سيارة، نزل منها وسلم علي وعرÙني Ù†Ùسه قائلا : عدنان الكاظمي من الكويت. وبادلته Ù†Ùس التØية والترØيب وقدمت له Ù†Ùسي ØŒ طلب مني الخ عدنان بعد أن ركبت معه ÙÙŠ السيارة قائلا:أنا أريد أن أشتري اللØÙ… Ø§Ù„Ù…Ø°Ø¨ÙˆØ Ø¹Ù„Ù‰ الطريقة الإسلامية، Ùهل ذلك ممكن ÙÙŠ هذه الديار؟ Ùقلت له : نعم ذلك ممكن ØŒ ولكن ÙŠØتاج إلى التنقل مساÙØ© للØصول عليه، ولكن لماذا لا تشتري اللØÙ… الذي يبيعه المسيØيون كما Ùعل الأخ السعودي، ورويت له قصة الرجل. Ùاستعاذ الأخ عدنان من ذلك السلوك وقال: أنا مختل٠تماما عن ذلك الرجل ØŒ ولست مستعدا للقيام بما قام به Øتى لو قضيت مدة إقامتي بسويسرا بدون Ù„ØÙ…. وسألني بعد ذلك عن تديني ومذهبي، Ùقلت له: إنني لا أعر٠من الإسلام إلا القليل ØŒ وأنا الآن ÙÙŠ بداية اطلاعي وبØثي وتعرÙÙŠØŒ ÙنصØني بان أقرأ وأبØØ« عن الØقيقة وسط هذا الركام الذي وصل إلينا من قنوات مختلÙØ© وعلى مدى أربعة عشرة قرنا، مبينا لي بأن الأمة منقسمة إلى طائÙتين ومذاهب عدة ØŒ مستدلا بØديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، Øول انقسام الأمة الإسلامية إلى ثلاث وسبعين Ùرقة ØŒ واØدة ناجية والباقون ÙÙŠ النار. دللت الأخ عدنان ÙÙŠ الأثناء على الطريق إلى Ø¥Øدى الضياع لاختيار خرÙان ØŒ وتكÙÙ„ Ø£Øد الإخوة المسلمين لذبØهم، كنت قد طلبت منه مساعدتنا على ذلك، Ùكان من لطÙÙ‡ وكرمه أن أعطاه الأخ عدنان أجره ØŒ وأهدى إلينا خروÙين، Ùشكرته على ذلك وودعته. ثم تعددت اللقاءات مع الأخ عدنان ÙˆÙÙŠ كل مرة اكتش٠من خلاله الإسلام من نبعه الصاÙÙŠ ØŒ أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين عرÙتهم عن طريق سلوكه وكلامه وشخصه، وعرÙني بعد ذلك على عائلته الكريمة ØŒ من خلال دعوة وجهها إلي لزيارته ÙÙŠ Ù…ØÙ„ إقامته ØŒ وانبهرت بالالتزام الذي يعيشه الأخ عدنان ÙÙŠ وسطه العائلي، ÙˆØ¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠØ© التي تتØلى بها العائلة بكاÙØ© Ø£Ùرادها، Ùزاد ÙÙŠ ذلك اندÙاعي إلى اعتناق خط أهل البيت عليهم السلام ØŒ وتبني إسلام الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وتعهدني ذلك الأخ الكريم وأØاطني Ø¥Øاطة لم أعهدها من قبل أن تصدر من إنسان مسلم غيره، وكان ÙÙŠ ذلك مقايسة بالنسبة لي بين ذلك السعودي الذي ØªØ¨ÙŠØ Ù„Ù‡ عقيدته المنØرÙØ© أكل Ù„ØÙ… الميتة لمجرد غسله بالماء، وذلك الهرري الذي Ø£Øاط Ù†Ùسه بهالة من الدعاية الكاذبة... قال لي الأخ عدنان ÙÙŠ Ø£Øد الأيام : هل سمعت يوما بالدكتور التيجاني السماوي التونسي؟ Ùقلت له : لا لم أسمع بهذا الاسم من قبل. Ùقال: هذا الرجل قد أعلن تشيعه منذ مدة ØŒ وقد كانت له ÙÙŠ إطار تعرÙÙ‡ على إسلام أهل البيت عليهم السلام ØŒ سÙرات وأبØاث ولقاءات أدت به إلى اعتناق الإسلام الشيعي الاثني عشري. وقدم لي كتابا قائلا: وهذا واØد من كتبه بعنوان:" ثم اهتديت". أخذت من أخي وصديقي الكتاب شاكرا له اهتمامه الكبير بي ØŒ ثم خلوت بنÙسي لمطالعة الكتاب الذي التهمته بسرعة قياسية ØŒÙكان بØÙ‚ الانطلاقة الØقيقية Ù†ØÙˆ التشيع ØŒ والإقلاع الصØÙŠØ Ù†ØÙˆ Ùضاءات أئمة الهدى ØŒ والوجهة التي طالما بØثت عنها للخروج من دوامة التعبد العشوائي بلا إمامة ولا قيادة ولا بيعة ØŒ تاركا وراء ظهري إسلام بني أمية الذي لا يزال الناس يتعبدون به إلى اليوم على أساس أنه الإسلام الصØÙŠØ،ولو خرجوا منه واطلعوا عليه لوجدوه خليطا غير متجانس من Ø£Øكام وعقائد لا يمكن أن تبنى بها أمة الإسلام . ومع ما كان الأخ عدنان يمدني به من كتب ØŒ كان يتعهدني كذلك بالØديث ØŒ والإجابة على أسئلتي واستÙساراتي، ولم يتركني إلا وقد ثبتت روØÙŠ على المنهاج المØمدي الصاÙÙŠ الذي عليه المسالمون الشيعة الإمامية الإثني عشرية ØŒ وكانت هدايتي على يديه، مدعومة بكتاب ثم اهتديت للدكتور السماوي، ÙالØمد لله على نعمة الهداية ØŒ وله الشكر على بلوغ درجة إتباع أهل الولاية وصراطهم المستقيم .
|