تانيا بولينغ
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/16 - 03:59 PM | المشاهدات: 3984
تانيا بولينغ ( ألمانيا Ù€ مسيØÙŠ )
الأخت تانيا المانية الأصل(1)ØŒ تشرّÙت عام 1999Ù… باعتناق الدين الإسلامي الØني٠المتمثّل بخط أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ متØوّلة
من الديانة المسيØية ÙÙŠ عمر ناهز الإثنين وعشرين عاماً، بعد مدّة طوتها Ù€ Øسب قولها Ù€ ÙÙŠ الضياع وجهل الذات إلى أنّ أخذ الله بيدها وانتشلها من قعر الظلمات ليرÙعها إلى Øيث سناء النور. مرØلة الضياع الÙكري: كانت الأخت تعيش ÙÙŠ أجواء تصÙها بنÙسها: " كنّا يومئذ نعيش سوية بعضنا إلى جنب بعض، لكن بØالة لايبالي Ùيها Ø£Øدنا بالآخر، وكان الكل ÙŠØيا لنÙسه ومن أجل Ù†Ùسه، إذ كنا نتقاسم سوية الوØدة والعزلة، ولعلّي لا أغالي إن ____________ 1- المانيا: تقع على بØر البلطيق Ù…Øاطة بتسع دول أوربية، يتجاوز عدد السكّان Ùيها (100) مليون نسمة، أغلبهم يعتنقون الديانة المسيØية الكاثوليكية والبروتستانتية، أمّا المسلمون Ùنسبتهم 4% أغلبهم من المهاجرين الأتراك والمغاربة واللبنانيين والإيرانيين، وللشيعة تواجد ملØوظ، Øيث يبلغ عدد الشيعة أكثر من مليون شخص. قلت: أنّ Ø£Øدنا لم يكن يعيش Øتى مع ذاته التي هجرها، ولم نكن نمعن النظر Øتى ÙÙŠ مستقبلنا! بل لم يجرء Ø£Øد على سؤال Ù†Ùسه:
لماذا Ø£Øيا؟ ولماذا ولدت؟ ومن أين جئت؟ وإلى أين المصير؟. Ùكان الكل يهيم على وجهه ÙÙŠ طرقات ومنعطÙات مظلمة لايلوي على شئ، وكنّا جميعاً نتسكّع ÙÙŠ أزقة الØياة الغوغائية، ولانÙكر ÙÙŠ مأوى أو دار هنيئة. Ùˆ هكذا أمضينا Øياتنا ÙÙŠ ضياع الغايات، وضياع الأخلاق والعقيدة والمعنويات ". أسباب ترك الدين ÙÙŠ الغرب:
كان هذا الأمر ÙÙŠ أوائل ردّة الÙعل التي Øدثت ÙÙŠ الغرب ازاء الدين، نتيجة لتصرÙات رجال الكنيسة، ونتيجة وقوع التØري٠ÙÙŠ الديانة المسيØية التي Ùشلت ÙÙŠ أداء مهامها ودورها ÙÙŠ Øياة الÙرد والمجتمع المسيØÙŠØŒ Ùإنّ رجال الكنيسة وضعوا لمجتمعاتهم قوانين وتشريعات جعلت ديانة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø£ÙƒØ«Ø± الأديان السماوية والوضعية تعقيداً، وعلى خلا٠ما جاء به عيسى (عليه السلام) الذي قدمها ببساطة. وظنّ علماء المسيØيّة أنّهم بذلك قد أسسوا بنياناً Ùكرياً صالØاً لتنظيم Øياة الإنسان الÙردية والاجتماعية، لكن بمجرد أنّ وضعت هذه النظريات موضع التنÙيذ لم يستقم أمرها Ùاضطربت وتعثّرت، ولم يكن من الممكن أن تعيش هذه التعاليم والمبادئ ÙÙŠ أرض الواقع، وكان ثمرتها Øصاد الÙشل الذريع والوقوع ÙÙŠ الكوارث المريرة، التي أدت إلى نشوء ردود Ùعل معاكسة ازاءها، بل ازاء الدين بالكامل، مما جعل الغرب يعيش Øالات الضياع نتيجة رÙضه للدين بصورة عامة. وتقول الأخت تانيا: " كان يعيش أكثر من 50% من الناس، وأكثر من 60 % من الشباب والشابات ÙÙŠ منطقتنا Øالة الوØدة، رغم علاقات الصداقة والرÙقة والصلات العائلية والأسرية الظاهرية، بل أنّ جميع الصلات الإنسانية ÙÙŠ شكلها المادي والظاهري من قبيل الترÙيه واللهو واللعب وغيرها، كان لايطيقها هؤلاء إلاّ لبضع ساعات من ليلهم ونهارهم، Ùيما يمضون ماتبقى من عمرهم ÙÙŠ غرÙØ© أو شقة منزوين عن الآخرين ". بدء الرØلة من الظلمات إلى النور:
عاشت الأخت تانيا عشرين عاماً ÙÙŠ مثل هذه الأجواء، Øتى عثرت بÙضل الإسلام الأصيل المتمثل بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) على ذاتها التي Ùقدتها طيلة هذه المدّة، ÙتعرّÙت على ربّها بعد أن كانت عنه غريبة. وكان بدء قصة رØلتها من الظلمات إلى النور: أنّها إلتقت صدÙØ© ÙÙŠ سوق مدينة " هامبورغ " بÙتاة مسلمة Ù…Øجبة، وكانت يومذاك ÙÙŠ رÙقة عدد من أصدقائها، وتص٠الأخت تانيا هذه الØادثة بقولها: " إنني كنت ذلك الØين طائشة كما هو ديدن أية Ùتاة شابة ألمانية، Ùسخرت من Øجاب تلك المرأة ÙˆØقّرتها لأجل Øجابها، Ùقلت لتلك الÙتاة: أيّ مرض ألّم بك Ùجعلك تغطين جسدك بهذه الصورة؟. Ùردت الÙتاة المØجبة عليَّ بهدوء وإتزان موØÙŠ بالتأمل العميق الذي يدعو إلى الإيمان الواعي المرتكز على الØجة والبرهان، ودخلت معي ÙÙŠ Øوار أكّدت لي Ùيه، أنّ الستر ÙˆØÙظ Øياء وعÙØ© المرأة دليل على سلامة Ù†Ùسها، وأنّ الØجاب ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…Ø±Ø£Ø© Øرية معنوية يمكنها من صيانة أمنها الاجتماعي، Ùيما التعري أمر يخال٠الÙطرة". وتقول تانيا: " لكنني رÙضت كلامها جملة وتÙصيلا! ثم انطلقت مع رÙاقي إلى شؤوني، لكنّني بقيت Ø£Ùكّر Ù„Ùترة بمنطق تلك الÙتاة
المØجبة وثقتها بنÙسها، ÙˆØرصها على مبادئها، وسعة إطلاعها، Øتى سنØت لي Ùرصة دÙعني خلالها Øبّ الاستطاع أن أذهب إلى مسجد الإمام عليّ (عليه السلام) ÙÙŠ " هامبورغ "ØŒ ÙتØدثت وتØاورت مع عدد من المسلمين الشيعة الذين اجتمعوا هناك وكانوا من شعوب مختلÙØ©ØŒ ÙلاØظت Ùيهم المنطق وقوّة الدليل، Ùقوّيت صلتي مع عدد منهم لأتعر٠على الØقائق التي كنت أجهلها من قبل، وبالتدريج أخذ عقلي وروØÙŠ يستسلمان وينقادان لأÙكارهم وعقائدهم، Øتى وصلت بي الØالة أن بدأت أشعر كأنني مسلمة مثلهم ولا أختل٠عنهم ÙÙŠ شي ". المستشرقون وتشويه الإسلام:
كان من Øسن Øظ الأخت تانيا أنّها تعرّÙت على الإسلام بصورة مباشرة، ولم تتعرّ٠على الإسلام عبر المسيØية التي Øاولت اختراق الÙكر الإسلامي بإتخاذ نهج التشكيك والمغالطة وتشويه الØقائق والاÙتراء، لتØري٠التاريخ الإسلامي وتشويه مبادئه وثقاÙته وإعطاء المعلومات المغلوطة عنه تØت عنوان الاستشراق. Ùإنّ ما كتبه المستشرقون من دراسات وما قاموا به من رØلات ÙŠØتاج إلى قدر كبير من الØيطة والØذر، Ùأكثر هذه الإنجازات لم تكن تتسم بصÙØ© الموضوعية، Øيث جاء المستشرقون بأÙكار مسبّقة وانطباعات ذهنية شاذّة عن الإسلام والمسلمين، Ùطبقوها بشكل لايخلو من التعس٠والتعنت، Ùضلا عن أنّهم لم يعايشوا ما كتبوه عن المسلمين، ولذا غابت عنهم الØقيقة ووقÙوا عند ظواهر الأمور. والمستشرقون تدخلوا بآرائهم وأهوائهم الخاصة، ÙÙسروا الØوادث وناقشوا النصوص ÙˆØلّلوا القضايا على ضوء ذلك، وقد آلوا على الإسلام
من ناÙذتهم، وألقوا عليه ظلالهم لتغيير معالمه الأصيلة، ولذلك خلطوا بين الإسلام كدين قويم وبين الوضع المتردي للمسلمين، ÙØكم بعضهم Ù€ مثل كيسلنج Ù€ على الإسلام بأنّه دين ميّت!. وإنّ هذا الانطباع الذي Øملته ذهنية المستشرقين نابع من التعصب الشديد ضد الإسلام، إذ لايشك المتأمل ÙÙŠ الارتباط بين الإستشراق والتنصير هو ارتباط جذري، إلاّ أنّ الÙرق بينهما هو أنّ الاستشراق أتخذ صورة البØØ« والتØقيق العلمي، ÙÙŠ Øين أنّ التنصير أتخذ المظهر الإنساني المرتبط بالله Ù€ Øسب النظرية المسيØية Ù€ ÙمراØÙ„ الاستشراق لم تكن خالية من الرهبان والقسس، ولم تكن منÙصلة عن رعاية الكنيسة! Øيث أنشأوا المراكز والمعاهد لأجل ذلك ÙˆÙÙ‚ خطّةٌ منهجية ومبرمجة كان الغرض منها توظي٠العقيدة والتاريخ والثقاÙØ© Ùˆ... الإسلامية لخدمة أغراضهم المشبوهة(1). Ùماذا ينتظر من أناس ÙŠØملون هذه الأÙكار، عندما يعرضون ديننا على العالم!!. ولكن رغم هذا الكم الهائل من التيارات المعاكسة التي واجهها الإسلام، اخترق الكثير من المسيØيين هذا الØاجز، لأنّهم واجهوا ÙÙŠ أذهانهم أسئلة Øائرة تØتاج إلى جواب مقنع لم تمنØها النصرانية Ùصل الخطاب، وكان الإسلام هو ____________ 1- إنّ إنشاء هذه المراكز عميق ÙÙŠ التاريخ، ÙÙÙŠ عام 1787 Ù… أنشأ الÙرنسيون " جمعية المستشرقين "ØŒ ثم أنشأوا جمعية أخرى لها Ù†Ùس الأغراض عام 1820 Ù…. ÙˆÙÙŠ بريطانيا أنشئت جمعية لتشجيع الدراسات الشرقية عام 1823 Ù…ØŒ ÙˆÙÙŠ عام 1842 Ù… أنشأ الأمريكيون جمعية ومجلة باسم " الجمعية الشرقية الاميركية " وغيرها كثير! المنقذ لمثل هذه النÙوس.
القيم الإسلامية الرائعة:
تقول الأخت تانيا: " وممّا استØوذ على إهتمامي ÙÙŠ الإسلام، هو العلاقة المعنوية للمسلمين مع ربّهم، وعلاقتهم الصميمية Ùيما بينهم وأÙراد أسرهم وتوادهم، ووجود الهدÙية ÙÙŠ الØياة عندهم، وتضامنهم الذي لايعر٠Øدوداً، سواء على الصعيد العنصري أو القومي أو الإنتماء الجغراÙÙŠØŒ إضاÙØ© إلى تمسكهم بدينهم واعتقادهم الراسخ بالقضايا العقائدية ". وتضي٠الأخت: " إنّ المسلمين أخذوا هذه الأمور من الإسلام Ù†Ùسه، وهم يمارسون Øياتهم اليومية إلى Øد ما ÙˆÙÙ‚ ذلك، وبالطبع Ùإنني لو كنت قد إلتقيت بمسلمين غرباء عن دينهم وإسلامهم لما كنت قد ركنت إلى الإسلام ". دور أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ صيانة الإسلام:
قد نشأت ÙÙŠ Ù†Ùسية الأÙخت تانيا جاذبية Ùائقة إلى مطالعة الكتب الÙكرية والعقائدية للإسلام، Ùقرأت القرآن أوّلا، ثم Ø£Øاديث الرسول وأهل بيته (عليهم السلام) ØŒ وكان ÙÙŠ مطالعتها لأØاديث أهل البيت (عليهم السلام) دوراً كبيراً لتنمية رصيدها الإيماني، واستيقاظ عقلها وقلبها وإشراق وجهها بنور الإيمان، وذلك لما تمثّل هذه الأØاديث من مدرسة Ùكرية تعتني بالبناء الÙكري الذي طرØÙ‡ أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بكل صدّق وإخلاص وعمق ودراية، لمعالجة مشاكل الإنسان وتعميق وعيه الديني. Ùكان هد٠مدرسة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الÙكرية، توعية القاعدة الشعبية بالÙكر الإسلامي الأصيل، من أجل تهيئة الÙرد المسلم لتØمّل المسؤولية، ومن هنا تصدى أهل البيت (عليهم السلام) لتبيين Øقائق القرآن الكريم ونشر علوم الشريعة، ÙØÙظوا بذلك للأÙمة الإسلامية تراثها من الضياع،
ورسموا معالم المنهج الإلهي الذي أرسى دعائمه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قولا وعملا. ولولا جهود أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لضاع الكثير من الأØاديث، واندرست معالم جانب كبير ومهم من الشريعة، نتيجة تلاعب أيدي Øكام الجور الذين تولّوا الخلاÙØ©ØŒ ولكن شاءت الØكمة الإلهية أن تضع ØÙظة للشريعة لصيانة التراث على مرّ العصور وإيصاله إلى الأجيال القادمة، ولتكون الأمة على بيّنة من دينها، ولهذا نجد أنّ التراث الÙكري الذي ØاÙظ عليه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ساهم ÙÙŠ بناء Øضارة Ùكرية إسلامية متكاملة منسجمة مع Ùطرة الإنسان، بØيث ارتوت منها النÙوس المتعطشة التي تبØØ« عن السعادة والكمال كما Øصل مع الأخت تانيا، Ùإنّها وجدت ÙÙŠ ظل هذه التعاليم الأمن والسكينة الروØية التي كانت تÙقدها من قبل، وقد وصÙت Øالتها بعد إعتناقها لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) قائلة: " إنني اكتسبت من القرآن وأØاديث الرسول وأهل البيت (عليهم السلام) كل ما يتمناه المرء ÙÙŠ دينه، ولو أنّني Ùقدت وخسرت كلّ شيء ÙÙŠ Øالة إسلامي! لكنني ÙÙŠ مقابل ذلك وجدت Ù†Ùسي وكسبت ذاتي، Ùقد كنت أجد كل شئ إلاّ الله! ومع ذلك كنت أشعر بالضياع والØيرة. واليوم وبعد أن عثرت على ذاتي التي Ùقدتها منذ عشرين عاماً وعرÙت ربّي الذي كنت عنه غريبة بالمرّة، Øصلت على كل شئ، بل وكل ما أريد بÙضل الإسلام. ÙØصلت على الØرية المعنوية، كما Øصلت على اخوة وأخوات ÙÙŠ الله ÙÙŠ كل مكان، ÙÙŠ هامبورغ والمانيا، بل ÙÙŠ العالم قاطبة، والأهم من كل ذلك أنني عثرت Ùيما عثرت عليه رسالة الله إلى الإنسانية، التي بعثها منذ قرون متمادية، وعثرت عليها ÙÙŠ خزانة كنوز التاريخ، Ùأخذتها وكانت أعظم
رأس مال ÙÙŠ Øياتي. أجل لقد طويت ليل العشرين عاماً من عمري عبر طلوع Ùجر يوم جديد، بØيث منØتني شمس الإسلام الدÙØ¡ØŒ وبعثت ÙÙŠ Ù†Ùسي النشاط والØيوية بعد سبات شتائي طويل امتد لسنوات طوال ". ثم تص٠الأخت تانيا Øالها مع الآخرين ولاسيما مع عائلتها بعد تشرÙها بالإسلام قائلة: " أمّا أنا Ùعلى الرغم ممّا أعيشه من ÙˆØدة ظاهرية ومشاكل كثيرة مع عائلتي بسبب تشرّÙÙŠ بالإسلام، إلاّ أنني لازلت أعيش مع والدي ووالدتي، وبالطبع كانت Ùيما بيننا طيلة هذه الÙترة مساجلات ونقاشات عديدة، لكنهما أدركا أنني جادة ÙÙŠ انتمائي للإسلام، وهو ما قلل إلى Øدّ كبير شدّة النزاعات Ùيما بيننا، وأضØÙ‰ والدي ووالدتي يستØسنان ÙÙŠ واقع الأمر أخلاقي وشخصيتي الإسلامية على Ù†ØÙˆ هو Ø£Ùضل مما كانت عليه تصرÙاتي ÙÙŠ السابق ". وبهذه العزيمة الراسخة والإرادة المتينه تمكّنت تانيا من إجتياز الكثير من العقبات التي اعترت طريقها إلى الإسلام، وذلك بÙضل إرتقاء مستواها الÙكري الذي اكتسبته من معار٠مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ Ùتمكنت من الصمود أمام التيارات المعاكسه، وتثبت جدارتها ÙÙŠ ميدان العمل لتكون نموذجاً لكل إنسان Øرّ متمسّكاً بمبادئه لاتأخذه ÙÙŠ الله لومة لائم.
|