ولد ÙÙŠ المملكة الأردنية الهاشمية بالعاصمة عمان، واصل دراسته الأكاديمية Øتى نال شهادة الدكتوراه ÙÙŠ الطب النسائي، لكنه مع ذلك كان يهوى الدراسات الدينية، Ùخصص الكثير من أوقاته لتوسيع Ø¢Ùاق رؤيته ÙÙŠ المجال الديني، Ùلهذا مزج الطب بالدين والاخلاق، وجمع بين العلم والايمان والأدب، وكانت ثمرة ذلك أنّه اضا٠إلى المكتبة الاسلامية كتاباً Ù†Ùيساً مؤل٠من أربعة أجزاء تØت عنوان "الانسان هذا الكائن العجيب، أطوار خلقه وتصويره ÙÙŠ الطب والقرآن".
وقدّم Ùيه ثقاÙØ© طبّية ترÙع مستوى ايمان المسلم بدينه، وقد مزج Ùيه المادة العلمية بالÙكرة الدينية وقد Øاول كما ذكر الاستاذ عبدالله الغريÙÙŠ ÙÙŠ تقديمه لكتابه هذا أن يتعامل مع الآيات القرآنية مع خلال الرؤية العلمية الناضجة ومن خلال المعايشة الروØية الوجدانية، بØيث تلتØÙ… الرؤية العلمية مع المعايشة الروØية الوجدانية، وتتجلى روعة المضمون القرآني بما ÙŠØمل من دلالات اعجازية ÙÙŠ كل المسارات، وتبنّى هذا الكتاب تنمية وعي الأجيال على أسس قرآنية وركائز ايمانية تساهم ÙÙŠ تجذير الأصالة ÙÙŠ داخل الأمة لمواجهة
التØديات الخطيرة التي تØاول مسخ الهوية الØقيقية لاجيالنا وتØاول أن تملىء المسيرة ضمن المÙهومات الجاهلية الكاÙرة.
اهتمامه بطلب العلوم الدينية:
لم ÙŠØ³Ù…Ø Ø§Ù„Ø¯ÙƒØªÙˆØ± تاج الدين لنÙسه أن يكون علم الطب Øاجزاً له يمنعه عن الاهتمام بطلب العلم الديني والبØØ« عن المعرÙØ© الصØÙŠØØ© التي ØªÙ…Ù†Ø ØµØ§Øبها رؤية كونية مطابقة للواقع والØقيقة.
Ùيقول الدكتور تاج الدين ÙÙŠ هذا المجال: "Øثّت التعاليم الاسلامية ÙÙŠ القرآن والØديث على طلب العلم والمعرÙØ© بØيث عدّت الإنسان الجاهل أعمى وجعلت المعرÙØ© مقياساً هادياً لتقييم الأشياء وترجيØها، وعدّت النظرة السطØية إلى الأشياء تاÙهة. انظر المنطلق الصØÙŠØ Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ جَـهَدÙواْ ÙÙينَا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ سÙبÙلَنَا)(1)ØŒ القرآن ÙŠØثّ على كسب العلم وطلب المعرÙØ© وإعمال الÙكر ÙيلÙت العقول إلى التعمّق وسبر أغوار الكائنات ÙيشØØ° الاذهان ÙˆÙŠØ´Ø±Ø Ø§Ù„ØµØ¯ÙˆØ±".
ويضي٠الدكتور قائلا: "قال الله تعالى: (Ù‚Ùلْ هَلْ يَسْتَوÙÙ‰ الَّذÙينَ يعْلَمÙونَ ÙˆÙŽ الَّذÙينَ لاَ يَعْلَمÙونَ Ø¥Ùنَّمَا يَتَذَكَّر٠أÙوْلÙواْ الاَْلْبَـب٠)(2)ØŒ وقال أيضاً: (ÙŠÙعَلÙّمÙÙƒÙم٠اللَّه٠وَاللَّه٠بÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء عَلÙيمٌ )(3)ØŒ القرآن الكريم ÙŠÙاضل بين الذين يعلمون والذين لايعلمون، ثم لا يترك الانسان ÙÙŠ Øيرة بل يزوّده بكل أنواع المعرÙØ©ØŒ ويطلب منه أن يتدبّر ويتأمل، Øتى يستذكر الØÙ‚ والخير، والآيات ÙÙŠ القرآن كثيرة تنبّه الإنسان وتØÙّزه على اليقظة، وتØذّره من الغÙلة، ليتسنى له إدراك الواقع الØÙ‚. ثم يقول:
____________
1- العنكبوت: 69. 2- الزمر: 9.
3- البقرة: 282.
(Ø¥Ùنَّ ÙÙÙ‰ Ø°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ Ù„ÙŽØ°Ùكْرَى Ù„ÙÙ…ÙŽÙ† كَانَ لَه٠قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ÙˆÙŽ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø´ÙŽÙ‡Ùيدٌ )(1)ØŒ أولا يمايز بين العالم والجاهل، ثم يضع أمام الإنسان من المعار٠ÙÙŠ سائر المواضيع Øول الطبيعة، والانسان، والØياة والسياسة والمجتمع والأØكام والØقوق والتاريخ والطب وكلّها لتوعية الإنسان ودعوته إلى الاعتبار".
ويؤكد الدكتور Øول أهمية طلب العلوم الدينية: "إنّه ما من Øركة إلاّ وأنت Ù…Øتاج Ùيها إلى معرÙØ©ØŒ ÙالمعرÙØ© والعلم مقياس قيمة الإنسان، والقرآن الكريم يعمد إلى ايقاظ النÙوس ÙˆØملها على أن تتدبّر وتتأمل، وهناك آيات كثيرة تÙنبّه الانسان وتنير له الطريق ليتسنى له معرÙØ© الØÙ‚ والباطل".
طلبه للعقيدة الØقة:
يقول الدكتور تاج الدين: "لقد بيّن القرآن استلزام المعرÙØ© للعقيدة، Ùقال: (لَّـكÙن٠الرَّ سÙØ®Ùونَ ÙÙÙŠ الْعÙلْم٠مÙنْهÙمْ وَالْمÙؤْمÙÙ†Ùونَ ÙŠÙؤْمÙÙ†Ùونَ بÙÙ…ÙŽØ¢ Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ ÙˆÙŽÙ…ÙŽØ¢ Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ù…ÙÙ† قَبْلÙÙƒÙŽ وَالْمÙÙ‚ÙيمÙينَ الصَّلَوةَ وَالْمÙؤْتÙونَ الزَّكَوةَ ÙˆÙŽ الْمÙؤْمÙÙ†Ùونَ بÙاللَّه٠وَالْيَوْم٠الاَْخÙر٠أÙوْلَئÙÙƒÙŽ سَنÙؤْتÙيهÙمْ أَجْرًا عَظÙيماً )(2)ØŒ وقال: (ÙˆÙŽ Ù„Ùيَعْلَمَ الَّذÙينَ Ø£ÙوتÙواْ الْعÙلْمَ أَنَّه٠الْØَقّ٠مÙÙ† رَّبÙّكَ ÙÙŽÙŠÙؤْمÙÙ†Ùواْ بÙÙ‡Ù ÙَتÙخْبÙتَ Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ لَهَاد٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ صÙرَ Ø· مّÙسْتَقÙيم )(3)ØŒ وقال: (Ø´ÙŽÙ‡Ùدَ اللَّه٠أَنَّه٠لاَ Ø¥Ùلَـهَ Ø¥Ùلاَّ Ù‡ÙÙˆÙŽ وَالْمَلاَئÙÙƒÙŽØ©Ù ÙˆÙŽØ£ÙوْلÙواْ الْعÙلْم٠قَائÙمَاً بÙالْقÙسْط٠لاَ Ø¥Ùلَـهَ Ø¥Ùلاَّ Ù‡ÙÙˆÙŽ الْعَزÙيز٠الْØÙŽÙƒÙيم٠)(4)ØŒ أجل دعا القرآن إلى طلب المعرÙØ©ØŒ معرÙØ© النÙس ومعرÙØ© الكون ومعرÙØ© الله تعالى ومعرÙØ© Ø£Øوال الناس والنواميس التاريخية، واكدّ على الØرية الÙكرية ÙÙŠ طلب الصائب من الآراء، قال (ÙَبَشÙّرْ عÙبَاد٠* الَّذÙينَ يَسْتَمÙعÙونَ
____________
1- ق: 37. 2- النساء: 162.
3- الØج: 54.
4- آل عمران: 18.
الْقَوْلَ ÙَيَتَّبÙعÙونَ Ø£ÙŽØْسَنَه٠أÙوْلَئÙÙƒÙŽ الَّذÙينَ هَدَاهÙم٠اللَّه٠وَ Ø£ÙوْلَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùمْ Ø£ÙوْلÙواْ الاَْلْبَـب٠)(1)ØŒ وقال: (لاَ Ø¥Ùكْرَاهَ ÙÙÙŠ الدÙّين٠قَد تَّبَيَّنَ الرّÙشْد٠مÙÙ†ÙŽ الْغَىÙÙ‘)(2)".
ومن هذا المنطلق توجه الدكتور تاج الدين إلى البØØ« عن المذهب الاسلامي الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يوصله إلى الØÙ‚ØŒ Ùكلّ٠نÙسه التنقيب ÙÙŠ هذا المجال، بغض النظر عما ÙŠÙعتقد به ابواه الذين كانا ينتميان إلى المذهب السني وبغض النظر عن المعتقدات التي تلقاها من المجتمع الذي عاش ÙÙŠ كنÙÙ‡.
تغييره للانتماء المذهبي:
اخلص الدكتور الجاعوني ÙÙŠ بØثه عن الØقيقة، ÙˆØاول أن يتØرّر من كل Ùكرة سابقة قبل الشروع بالبØØ« والتقصّي، واجتهد ليستخلص بعون الله سبØانه وتعالى لنÙسه صورة واضØØ© تورده مورد الصدق، Ùكانت النتيجة أنّه وجد أهل البيت (عليهم السلام) هم صÙوة الله تعالى ÙÙŠ خلقه، وهم سÙÙ† نجاة الأمة وأمانها من الاختلا٠ÙÙŠ الدين واعلام هدايتها وثقل رسول الله(صلى الله عليه وآله) وبقيته ÙÙŠ أمته ولولا هم لضاع الØÙ‚ وذهب النور، Ùلهذا ÙØªØ Ø§Ù„Ø¯ÙƒØªÙˆØ± تاج الدين عقله وقلبه ليتلقى العلم من هؤلاء.
ثم ادرك الدكتور بأنّ أيقن الطرق إلى الصواب هو ما بينه أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وأنّ سبيلهم ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ يلجه شك أو شبهة وأنّ مذهبهم يؤدي إلى معرÙØ© الØÙ‚ØŒ وأنّهم أغنوا الأمة الاسلامية عن اتباع المسالك الضالة التي ابتدعها من ليس له أهل.
ومن هذا المنطق تØوّل الدكتور تاج الدين من مذهبه السابق واعتنق من أعماق وجوده مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ثم Øاول أن يوطّن Ù†Ùسه للدعوة إلى سبيل
____________
1- الزمر: 17 ـ 18. 2- البقرة: 256.
الØÙ‚ وأن ينبّه Ù…ÙŽÙ† Øوله إلى الØقائق التي Øاول البعض كتمانها واخÙاءها ÙˆÙقاً لما أملت عليهم مصالØهم الذاتية.
وقد ÙˆÙÙÙ‚ الدكتور ÙÙŠ ضوء استطاعته أن يتلقّى على عاتقه هذه المهمة الصعبة، وكانت من جملة الأمور التي قام بها هي نشر جملة من المقالات ÙÙŠ بعض الصØ٠المعتر٠بها من قبيل صØÙŠÙØ© الدستور، ÙˆØاول الدكتور من خلال هذه المقالات أن يعرّ٠الناس بمكانة ائمة أهل البيت (عليهم السلام) ومقامهم ومنزلتهم التي رسمها رسول الله(صلى الله عليه وآله)لهم من بعده.
مؤلÙاته:
(1) "الانسان هذا الكائن العجيب، أطوار خلقه وتصويره ÙÙŠ الطب والقرآن":
صدر عام 1413هـ Ù€ 1993Ù… عن دار عمار، الاردن ÙÙŠ أربعة أجزاء.
ذكر المؤل٠ÙÙŠ المقدمة: "إن ما اقدمه هو لقطات علمية أو قل مشاهد قرآنية، Øقائق طبية معروÙØ© للكثيرين ليست هي بالاسرار ولا بالألغاز، وإنما هي آيات أو قل معجزات يجب التوق٠عندها ودراستها واستيعابها.. هذا العمل المتواضع يسلّط الأضواء Ùقط على بعض الآيات الشريÙØ© التي تعالج خلق الانسان.. من أجل بعث وعي قرآني".
ويتطرّق المؤل٠ÙÙŠ الأجزاء الأربعة من هذا الكتاب إلى اطوار خلقة الانسان وكل أطوار Øياته منذ أن يكون نطÙÙ‡ ÙÙŠ الرØÙ… إلى أن يخرج انساناً ÙˆÙÙŠ كل مراØÙ„ Øياته، ويقدم المؤل٠خلال ابØاثه Ø§Ù„Ù†ØµØ§Ø¦Ø Ø§Ù„Ø·Ø¨ÙŠØ© التي تتجسد Ùيها عناصر الوقاية من كثير الامراض ÙˆØماية الاطÙال والنساء والرجال من كثير من عوامل الاعاقة ÙˆØماية الانسان من المزالق المرضية.
وقÙØ© مع كتابه: "الانسان هذا الكائن العجيب"
ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ø§Ù„ÙƒØ§ØªØ¨ Ùكرة الكتاب وما يريد أن يقول Ùيه، Ùيقول:
قال الله تعالى: (سَنÙرÙيهÙمْ ءَايَـتÙنَا ÙÙÙ‰ الاَْÙَاق٠وَ ÙÙÙ‰ Ø£ÙŽÙ†ÙÙسÙÙ‡Ùمْ Øَتَّى يَتَبَيَّنَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ أَنَّه٠الْØَقّ٠أَوَ لَمْ يَكْÙ٠بÙرَبÙّكَ أَنَّه٠عَلَى ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء Ø´ÙŽÙ‡Ùيدٌ )(1) صدق الله العلي العظيم وقال:(وَيَتَÙَكَّرÙونَ ÙÙÙ‰ خَلْق٠السَّمَـوَ ت٠وَالاَْرْضÙ)(2) وقال أيضاً: (ÙˆÙŽ سَخَّرَ Ù„ÙŽÙƒÙÙ… مَّا ÙÙÙ‰ السَّمَـوَ ت٠وَ مَا ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠جَمÙيعاً Ù…Ùّنْه٠إÙنَّ ÙÙÙ‰ Ø°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ لاََيَـت Ù„Ùّقَوْم يَتَÙَكَّرÙونَ)(3) وقال: (ÙَاقْصÙص٠الْقَصَصَ لَعَلَّهÙمْ يَتَÙَكَّرÙونَ )(4)... Øثّ الإنسان المؤمن الواعي على التÙكير. وقال تعالى ÙŠØذّر من الجهل والجهالة: (وَلاَ تَكÙونÙواْ كَالَّذÙينَ قَالÙواْ سَمÙعْنَا ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ لاَ يَسْمَعÙونَ )(5).. وقال: (Ø¥Ùنَّ شَرَّ الدَّوَآبÙÙ‘ عÙندَ اللَّه٠الصّÙمّ٠الْبÙكْم٠الَّذÙينَ لاَ يَعْقÙÙ„Ùونَ )(6) وقال: (ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ النَّاس٠مَن ÙŠÙجَـدÙÙ„Ù ÙÙÙ‰ اللَّه٠بÙغَيْر٠عÙلْم ÙˆÙŽ يَتَّبÙع٠كÙلَّ شَيْطَـن مَّرÙيد )(7). وقال يستØثّ الناس على اتّباع الناÙع من البصائر والعلوم (الَّذÙينَ يَسْتَمÙعÙونَ الْقَوْلَ ÙَيَتَّبÙعÙونَ Ø£ÙŽØْسَنَهÙ)(8)... وقال أيضاً: (Ø£ÙŽÙˆÙŽ Ù…ÙŽÙ† كَانَ مَيْتاً ÙÙŽØ£ÙŽØْيَيْنَـه٠وَجَعَلْنَا Ù„ÙŽÙ‡Ù Ù†Ùوراً يَمْشÙÙ‰ بÙÙ‡Ù ÙÙÙŠ النَّاس٠كَمَن مَّثَلÙÙ‡Ù ÙÙÙ‰
____________
1- Ùصلت: 53. 2- آل عمران: 191.
3- الجاثية: 13.
4- الأعراÙ: 176.
5- الأنÙال: 21.
6- الأنÙال: 22.
7- الØج: 3.
8- الزمر: 18.
الظّÙـلÙمَـتÙ)(1) هكذا Øثّت التعاليم الإسلامية ÙÙŠ القرآن والØديث على طلب العلم والمعرÙØ© بØيث عدّت الإنسان الجاهل أعمى وجعلت المعرÙØ© مقياساً هادياً لتقييم الأشياء وترجيØها، وعدّت النظرة السطØيّة إلى الأشياء تاÙهة. انظر المنطلق الصØÙŠØ Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ جَـهَدÙواْ ÙÙينَا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ سÙبÙلَنَا ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمÙØْسÙÙ†Ùينَ)(2).. القرآن ÙŠØثّ على كسب العلم وطلب المعرÙØ© وإعمال الÙكر ÙيلÙت العقول إلى التعمّق وسبر أغوار الكائنات ÙيشØØ° الأذهان ÙˆÙŠØ´Ø±Ø Ø§Ù„ØµØ¯ÙˆØ±...
(ÙَلْيَنظÙر٠الاْÙنسَـن٠مÙمَّ Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ * Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ Ù…ÙÙ† مَّآء دَاÙÙÙ‚ * يَخْرÙج٠مÙنم بَيْن٠الصّÙلْب٠وَالتَّرَآئب٠* Ø¥ÙنَّهÙÙˆ عَلَى رَجْعÙÙ‡Ù Ù‰ لَقَادÙرٌ * يَوْمَ تÙبْلَى السَّرَآئÙر٠)(3).
الماء الداÙÙ‚:
يبدأ الكاتب ÙÙŠ ØªÙˆØ¶ÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¶ المصطلØات القرآنية لادوار الجنين على أساس ما يقوله الطب Ùيقول:
الماء الداÙÙ‚ ما هو؟ قال أكثر المÙسرين هو السائل المنوي ÙÙŠ الرجل... ولكن ماذا يقول الطب ÙÙŠ المرأة؟... المعرو٠أنَّ للمرأة نوعين من الماء أولهما ماء لزج يسيل ولا يتدÙّق وهو ماء المهبل، ويساعد Ùقط على ترطيب المهبل وتنظيÙÙ‡ من الجراثيم. أمّا الثاني Ùهو ماء متدÙّق أجل ماء متدÙّق يخرج من Øويصلة المبيض مرّة كل شهر ÙˆÙيه البويضة التي يلتقطها النÙير (قناة Ùالوب) بوساطة أهداب ناعمة ملساء ويدÙعها Øتّى تلتقي بالØيوان المنوي ÙÙŠ دهليز البوق... المهم أنّ كليهما يتدÙقان... ماء الرجل وماء المرأة... وكلاهما يخرج من
____________
1- الأنعام: 122. 2- العنكبوت: 69.
3- الطارق: 5 ـ 9.
بين الصلب والترائب، أي من الخصية والمبيض... وكلاهما يتكوّنان بين العمود الÙقري والأضلاع ÙÙŠ الجنين وصدق الله العظيم الذي قال: (ÙَلْيَنظÙر٠الاْÙنسَـن٠مÙمَّ Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ * Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ÙŽ Ù…ÙÙ† مَّآء دَاÙÙÙ‚ * يَخْرÙج٠مÙنم بَيْن٠الصّÙلْب٠وَالتَّرَآئبÙ)(1).
(Ø«Ùمَّ جَعَلْنَـه٠نÙطْÙَةً)(2):
(Ø£ÙŽÙˆÙŽ لَمْ يَرَ الاْÙنسَـن٠أَنَّا خَلَقْنَـه٠مÙÙ† نّÙطْÙÙŽØ© ÙÙŽØ¥Ùذَا Ù‡ÙÙˆÙŽ خَصÙيمٌ مّÙبÙينٌ )(3) القرآن يتØدَّث عن النطÙØ© قبل 14 قرناً... تارةً ليذكّر الإنسان بأصله (هَلْ أَتَى عَلَى الاْÙنسَـن٠ØÙينٌ Ù…Ùّنَ الدَّهْر٠لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙÙ† شَيْـاً مَّذْكÙورًا * Ø¥Ùنَّا خَلَقْنَا الاْÙنسَـنَ Ù…ÙÙ† نّÙطْÙÙŽØ© أَمْشَاج نَّبْتَلÙيه٠Ùَجَعَلْنَـه٠سَمÙيعَام بَصÙيرًا )(4) وطوراً ليذكّره بيوم الØساب. تارة ليØمله على البØØ« والاستقصاء أو التأمّل والتÙكّر والاعتبار وطوراً ليØÙزه على الإيمان بالواØد الأØد.. Ùيقول: (Ù‚Ùلْ سÙيرÙواْ ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠ÙَانظÙرÙواْ كَيْÙÙŽ بَدَأَ الْخَلْقَ)(5) ويقول ÙÙŠ سورة القيامة: (Ø£ÙŽÙŠÙŽØْسَب٠الاْÙنسَـن٠أَن ÙŠÙتْرَكَ سÙدًى * أَلَمْ ÙŠÙŽÙƒÙ Ù†ÙطْÙَةً Ù…Ùّن مَّنÙىّ ÙŠÙمْنَى * Ø«Ùمَّ كَانَ عَلَقَةً Ùَخَلَقَ Ùَسَوَّى * Ùَجَعَلَ Ù…Ùنْه٠الزَّوْجَيْن٠الذَّكَرَ ÙˆÙŽ الاْÙنثَى * أَلَيْسَ Ø°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ بÙقَـدÙر عَلَى Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙØْيÙÙ‰ÙŽ الْمَوْتَى)(6).
النطÙØ© أو الØيوان المنوي تÙرزه الخصية بأعداد ÙˆÙيرة تصل إلى أكثر من 350 مليون نطÙØ© عند بعض الرجال وإلى النطÙØ© الواØدة أو الصÙر عند بعضهم الآخر (طبعاً ÙÙŠ الأØوال غير الطبيعيّة). وإذا دقّقنا النظر ÙÙŠ كل Øيوان منوي
____________
1- الطارق: 5 ـ 7. 2- المؤمنون: 13.
3- يس: 77.
4- الإنسان: 1 ـ 2.
5- العنكبوت: 20.
6- القيامة: 36 ـ 40.
وجدناه "كالطوربيد" له رأس مصÙÙ‘Ø Ù…Ø¯Ø¨Ù‘Ø¨ وله عنق صغير وله ذيل. ورأسه مثلّث الشكل يشبه رأس صاروخ أو قذيÙØ© طوله 5 ميكرون (الميكرون 1000/1 من الملّميتر). تتØرّك "النطÙØ©" بواسطة الذيل من المهبل إلى عنق الرØÙ… ثمَّ إلى الرØÙ… ومنها إلى النÙير، لتلتقي بالبويضة (نطÙØ© المرأة) ÙÙŠ Ø£Øد النÙيرين مكوّنة النطÙØ© الأمشاج. العلم وق٠Øائراً سنيناً طويلة لا يعر٠كي٠يتكوّن الجنين والقرآن يتØدّث عن مراØÙ„ تخليق وتصوير الجنين خطوة خطوة قبل أربعة عشر قرناً وصدق الله العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (ولتعلمنَّ نبأَه٠بعد Øين)(1).
ومØمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم تخل٠أØاديثه من ذكر "النطÙØ©" قال لليهودي الذي بعثته قريش ليسأله ممَّ ÙŠÙخلَق الإنسان: "يا يهوديّ... Ù…ÙÙ† كلّ٠يÙخلق... من نطÙØ© الرجل ومن نطÙØ© المرأة"(2).
البويضة (نطÙØ© المرأة):
إنّ عملية تكوّن البويضات تبدأ بهجرة الخلايا الجرثومية البيضيّة الأوليّة من أماكن أخرى من جسم الجنين إلى منطقة الغدة التناسليّة. وأول ما يتمايز من هذه الخلايا الجرثومية الأولية هو الخلية البيضيّة البدائية (أم البيض) ثم الخلية البيضية الأولية، ثم أم سل٠البويضة ثم سل٠البويضة.
يتضاع٠أولا DNA (Øامض ديزوكسي نيوكلييك) الصبغي (الكروموزومي) ÙÙŠ الخلايا البيضيّة الأولية. ومن بعد تمر هذه الخلايا كمثيلاتها من الخلايا المنويّة الأوليّة ÙÙŠ مرØلتين انقساميّتين Ù…ÙنَصّÙتين، وتنتهي بتكوّن بويضات تØتوي على نص٠عدد الصبغيات الموجودة ÙÙŠ خلايا الجسم العادية. وهذه البويضات الناضجة ÙالنطÙØ© أصغر Øجماً من البويضة.
____________
1- ص: 88. 2- عن الإمام Ø£Øمد ÙÙŠ مسنده.
ونطÙØ© الرجل Ùيها ذيل والبويضة كرويّة بلا ذيل!
نطÙØ© الرجل تتØرّك بديناميكيّة ذاتيّة أمّا البويضة ÙتØمل بأهداب النÙير إلى داخله والنط٠توجد بالملايين بعد سن البلوغ أمّا البويضات Ùبالآ٠Ùقط.
النطÙØ© قويّة الشكيمة "بطّوطيّة" (بعيدة السÙر) أمّا البويضة Ùهي وديعة تمشي على استØياء إلى قدر Ù…Øتوم Ùإمّا أن تصاد٠"Ùارس الأØلام" ÙÙŠ دهليز البوق، Ùتعتنقه مكونّة النطÙØ© الأمشاج، وإمّا أن تشاء الظرو٠أنْ لا يكون Ø£Øد ÙÙŠ الانتظار، Ùتنكمش ثمَّ تذوب ثمَّ تخرج مع دم الطمث.
البويضة كالأميرة تلبس التاج المشعَ.
النطÙØ© (الØيوان المنوي) كالطوربيد يلبس قلنسوة المØارب على رأسه المدبّب وله عنق وذيل... ولا يهمّه سوى تنÙيذ المهمّة التي Ø£Ùنيطت به Ùهو دائم الØركة، جسور لا يبالي بالمخاطر، دؤوب، يبØØ« دون كَلل وملل وبلهÙØ© المشتاق عن أميرة ذات تاج مشع، داخل دهليز موØØ´ØŒ وعر المسلك قاتم السواد مظلم الأركان، كثير التلاÙÙŠÙØŒ ممتلىء بالتعاريج، وليس الذكر كالأنثى.
ولد أو بنت؟
قال الله تعالى: (Ø£ÙŽÙŠÙŽØْسَب٠الاْÙنسَـن٠أَن ÙŠÙتْرَكَ سÙدًى * أَلَمْ ÙŠÙŽÙƒÙ Ù†ÙطْÙَةً Ù…Ùّن مَّنÙىّ ÙŠÙمْنَى * Ø«Ùمَّ كَانَ عَلَقَةً Ùَخَلَقَ Ùَسَوَّى * Ùَجَعَلَ Ù…Ùنْه٠(أي ماء الرجل، المني) الزَّوْجَيْن٠الذَّكَرَ ÙˆÙŽ الاْÙنثَى)(1).
Øقيقة علميّة يصدرها القرآن قبل أربعة عشر قرناً... يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم وهي أنَّ تØديد الجنس يعود للنط٠عند الذكر. القرآن يمسّكنا بطر٠الخيط، ويØثّنا ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه على البØØ« عن الطر٠الآخر. Ùالله سبØانه وتعالى لا يريدنا أن نكون كسالى وخاملين، قال: (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ جَـهَدÙواْ ÙÙينَا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ
____________
1- القيامة: 36 ـ 39.
سÙبÙلَنَا ÙˆÙŽ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمÙØْسÙÙ†Ùينَ )(1).
وقال: (Ù‚Ùلْ سÙيرÙواْ ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠ÙَانظÙرÙواْ كَيْÙÙŽ بَدَأَ الْخَلْقَ)(2).. هنالك ØØ« واستنÙار على البØØ« والتنقيب، والتÙكّر والتعقّل ومعرÙØ© النÙس والكون قال: (سَنÙرÙيهÙمْ ءَايَـتÙنَا ÙÙÙ‰ الاَْÙَاق٠وَ ÙÙÙ‰ Ø£ÙŽÙ†ÙÙسÙÙ‡Ùمْ Øَتَّى يَتَبَيَّنَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ أَنَّه٠الْØَقّÙ)(3).
وقال جلّ وعلا لاÙتاً النظر ومذكّراً: (وَاللَّه٠أَخْرَجَكÙÙ… Ù…Ùّنم بÙØ·Ùون٠أÙمَّهَـتÙÙƒÙمْ لاَ تَعْلَمÙونَ شَيْـاً وَجَعَلَ Ù„ÙŽÙƒÙم٠السَّمْعَ ÙˆÙŽ الاَْبْصَـرَ ÙˆÙŽ الاَْÙْـÙدَةَ لَعَلَّكÙمْ تَشْكÙرÙونَ )(4).
ويعلّمكم الله والله بكل شيء عليم...
يقول: (وَلَيْسَ الذَّكَر٠كَالاْÙنثَى)(5)... نطÙØ© الرجل Ùيها خصائص التذكير والتأنيث Ùيها نوعان من الكروموزوم (الصبغيّات) الجنسي بينما نطÙØ© المرأة نوع واØد من الكروموزوم الجنسي وهو الكروموزوم الأنثوي...
وأخيراً، بعد أربعة عشر قرناً يتوصّل العالم إلى معرÙØ© الÙروق بين النطÙØ© "الØيوان المنوي" والبويضة "نطÙØ© المرأة" Ùقد Ø§ØªÙ‘Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ÙŽ نواة البويضة الأنثويّة أو أيّة خلية أخرى لدى الأÙنثى تØمل أجساماً جنسيّة من نوع (XX) (س س) وإن نطÙØ© الرجل تØتوي أجساماً جنسيّة من نوع (XY) س ص Ùإذا انقسمت أصبØت النط٠الجديدة إمّا (Y) ص أو (X) س أي ذكريّة (Y) ص وأنثوية (X) س. والØيوان المنوي الذي ÙŠØمل إشارة (Y) (ص) يختل٠عن الØيوان المنوي الذي ÙŠØمل إشارة (X) (س).. وليس الذكر كالأنثى وهنالك اختلا٠بينهما ليس ÙÙŠ الشكل والمنظر ÙØسب بل ÙÙŠ خصائص ومميزات متعدّدة Ùإذا ما لقَّØتْ نطÙØ©
____________
1- العنكبوت: 69. 2- العنكبوت: 20.
3- Ùصّلت: 53.
4- النØÙ„: 78.
5- آل عمران: 36.
ذكريّة (Y) ص بويضة (X) س كان الناتج إنساناً ذكراً Ùيه جسميات (X) س Ùˆ(X) س. وهكذاترى أنَّ البويضة تعطي دائماً شارة الأنوثة، أمّا نطÙØ© الرجل Ùهي التي بأمكانها تØديد أذكر أم أنثى لاØتوائها على خصائص الذكورة والأنوثة وصدق الله تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَر٠كَالاْÙنثَى)(1) Ùلا يلومنّ Ø£Øد زوجته إذا هي أنجبت له إناثاً دون الذكور.
تكوّن النطÙØ© الأمشاج:
قال الله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù‚Ùل٠الْØَمْد٠لÙلَّه٠سَيÙرÙيكÙمْ ءَايَـتÙÙ‡Ù Ù‰ ÙَتَعْرÙÙÙونَهَا ÙˆÙŽ مَا رَبّÙÙƒÙŽ بÙغَـÙÙÙ„ عَمَّا تَعْمَلÙونَ )(2).
وقال أيضاً: (ÙˆÙŽ خَلَقَ ÙƒÙلَّ شَىْء ÙَقَدَّرَهÙÙˆ تَقْدÙيرًا )(3).
البويضة، قلّما تعيش أكثر من 36 ساعة بعد خروجها من المبيض، ونطÙØ© الرجل تØتاج 7 Ù€ 30 ساعة للوصول إلى البويضة لتلقيØها... عمليّة Øسابيّة تبدو بالنسبة لنا وكأنها مدروسة بدقّة، ولكنّها أي عمليّة تØديد المكان والزمان المناسبين لالتقاء النطÙØ© بالبويضة (وهو الجزء الوØشي من قناة الرØÙ…) بالنسبة لله تعالى هي كما يقول جل وعلا (Ø¥Ùنَّمَآ أَمْرÙÙ‡ÙÙˆ Ø¥ÙØ°ÙŽØ¢ أَرَادَ شَيْـاً Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙŽÙ‚Ùولَ Ù„ÙŽÙ‡ÙÙˆ ÙƒÙÙ† ÙÙŽÙŠÙŽÙƒÙونÙ)(4)(ÙَسÙبْØَـنَ الَّذÙÙ‰ بÙيَدÙÙ‡Ù Ù‰ Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙوت٠كÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء ÙˆÙŽ Ø¥Ùلَيْه٠تÙرْجَعÙونَ )(5)"Ùاعل لا بمعنى الØركات (Ø«Ùمَّ جَعَلْنَـه٠نÙطْÙَةً ÙÙÙ‰ قَرَار مَّكÙين )(6).
جاء ذكر "القرار المكين" أيضاً ÙÙŠ سورة المرسلات قال تعالى: (أَلَمْ
____________
1- آل عمران: 36. 2- النمل: 93.
3- الÙرقان: 2.
4- يس: 82.
5- يس: 83.
6- المؤمنون: 13.
نَخْلÙقكّÙÙ… Ù…Ùّن مَّآء مَّهÙين * Ùَجَعَلْنَـه٠ÙÙÙ‰ قَرَار مَّكÙين * Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ قَدَر مَّعْلÙوم * Ùَقَدَرْنَا ÙÙŽÙ†Ùعْمَ الْقَـدÙرÙونَ )(1).
قال المÙسرون "الماء المهين" الØقير، قليل الغناء. والمراد به النطÙØ©ØŒ والمراد "بالقرار المكين" الرØÙ…ØŒ والقدر المعلوم مدّة الØمل، والقرار مصدر Ø£Ùريد به المقرّ مبالغة، والمراد به الرØÙ… التي تستقر Ùيها النطÙØ©ØŒ والمكين المتمكّن، لتمكّنها ÙÙŠ ØÙظ النطÙØ© من الضياع والÙساد، ولكون النطÙØ© مستقرّةٌ متمكنة Ùيها... والمعنى ثمَّ جعلنا الإنسان نطÙØ© ÙÙŠ مستقر متمكّن هي الرØÙ…ØŒ كما خلقناه أوّلا من سلالة من طين أي بدّلنا طريق خلقه من هذا إلى ذاك.
وقد اختل٠العط٠من "Ùاء" إلى "ثمَّ" لأنَّ ما عÙØ·ÙÙÙŽ بـ "Ø«Ùمَّ" له بينونة كاملة مع ما عÙØ·ÙÙÙŽ عليه، وما لم يكن Ùيه بينونة عÙØ·ÙÙÙŽ "بالÙاء"ØŒ كقوله (Ùَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ Ù…Ùضْغَةً Ùَخَلَقْنَا الْمÙضْغَةَ عÙظَـماً Ùَكَسَوْنَا الْعÙظَـمَ Ù„ÙŽØْماً Ø«Ùمَّ أَنشَأْنَـه٠خَلْقاً ءَاخَرَ Ùَتَبَارَكَ اللَّه٠أَØْسَن٠الْخَــلÙÙ‚Ùينَ)(2).
هنالك إذن انتقال من مرØلة إلى أخرى... من مرØلة الطين (ÙˆÙŽ لَقَدْ خَلَقْنَا الاْÙنسَـنَ Ù…ÙÙ† سÙلَــلَة Ù…Ùّن Ø·Ùين )(3) إلى مرØلة النطÙØ© ÙÙŠ القرار المكين (Ø«Ùمَّ جَعَلْنَـه٠نÙطْÙَةً ÙÙÙ‰ قَرَار مَّكÙين)(4) والمقصود طور النطÙØ© الأمشاج لقوله تعالى: (Ø¥Ùنَّا خَلَقْنَا الاْÙنسَـنَ Ù…ÙÙ† نّÙطْÙÙŽØ© أَمْشَاج نَّبْتَلÙيهÙ)(5) وذلك Øين تلتØÙ… النطÙØ© (الØيوان المنوي) مع النطÙØ© (البويضة).
لنق٠قليلا عند كلمة "مكين". القرار المكين هو المتمكن الذي تنمو Ùيه
____________
1- المرسلات: 20 ـ 23. 2- المؤمنون: 14.
3- المؤمنون: 12.
4- المؤمنون: 13.
5- الإنسان: 2.
النطÙØ© الأمشاج، Øتى تصير Øميلا(1)ØŒ ثم جنيناً، ثمَّ تخرج Ø·Ùلا، كامل الخÙلقة سويَّ التكوين. هذا "القرار" عجيب لو أمعنّا النظر ÙÙŠ شكله وتكوينه وقدراته. ما أعظم هذه الكلمة "مكين"ØŒ Ùقد جمعت كل المعاني المطلوبة لوص٠الرØÙ…. لم يقل سميك ولم يقل Øصين ولم يقل متين Ùهو كل ذلك وأكثر... هو قرار مكين. ÙالرØÙ… مؤمَّنة بعظام الØوض التي تØميها، ومميّزه بكثرة الأعضاء والأنسجة المسخّرة لخدمتها، ÙˆØÙظها، ورعايتها، كالغدد، والأعصاب، والدم. وهي مشدودة بأربطة رØميّة، وهي مضغوطة، Ùلا تتمدّد طبيعيّاً إلاّ بعد الØمل، وهي Ù…Ùروشة ÙÙŠ الداخل بغطاء (طبقة) ملساء ناعمة رقية لاØتضان البويضة الملقَّØØ©. وهي ممسَّكة بØبال وأوتاد وأنسجة ومعلّقة كالجسر... إنّها Ùعلا Ù…ÙŽØْضَن Øريز كالØصن المنيع... إنّها قرار مكين..
والرØÙ… تقع ÙÙŠ الØوض الØقيقي لهيكل المرأة الذي ÙŠØميها... والرØÙ… تستطيع أن تتمدّد وتتØرّك وتنمو Øتى أنَّ Øجمها يتضاع٠أكثر من 2000 مرّة ÙÙŠ نهاية الØمل. والرØÙ… مع ذلك تبقى ÙÙŠ مكانها لأنها مشدودة ومربوطة ومعلَّقة بأوتاد تØميها، وتØÙظها، كجسر معلّق، تشدّها تارة، وترخيها أخرى بØسب ظروÙها...
والرØÙ… تقع ÙÙŠ Ù…Øور معيّن يلائم تقاسيم الØوض والبطن والÙراغ الذي تملأه ÙÙŠ الØمل، ÙˆÙÙŠ غير الØمل.
والرØÙ… ممسّكة بأغشية تشدّها إلى الØوض Ùهي أي الرØÙ… يجب أن تتمكّن يوماً ما من Øمل جنين قد يصل وزنه إلى 4 أو 5 كيلوغرامات. أو إلى Øمل عدد من الأجنّة ÙŠÙوق هذا الوزن!
والرØÙ… (القرار المكين) Ù…Øجوبة بالمهبل وبعضلات العجان من أسÙÙ„ØŒ
____________
1- Øميلا: Ù„Ùظ يطلق على الجنين الذي لم يبلغ الثلاثة أشهر.
ومØروسة بعضلات البطن من أمام ومربوطة بنسيج متين من خلايا خاصّة تمسكها بالمثانة وبالمستقيم من الخل٠للمساندة.
والرØÙ… متّصلة بالعنق، والعنق متّصل بالمهبل. وهذا يساعد على ثبات الرØÙ… ÙÙŠ مكانها كالجسر المعلّق. والرØÙ… مطعَّمة ومقوّاة بعضلات ذي ثلاث طبقات لولا انقباضها الشديد بعد الولادة لاستمرَّ النزي٠إلى ما لا نهاية.
والرØÙ… تَعود إلى Øجمها الأصلي بعد الولادة بمساعدة هرمونات نخاميّة (تÙرزها الغدّة النخاميّة). والرØÙ… مهيّأة للاستجابة لهرمونات كالأستروجين والبروجستيرون، Ùالأول ÙŠØرّك الرØÙ… طرباً ÙÙŠ المرØلة الأولى من الدورة الشهريّة Ùتَهتزّ، وتَنÙتØØŒ وتتقلّص، وتتلوّى، طالبةً النطÙØ©ØŒ وبعد Ø§Ù„ØªÙ„Ù‚ÙŠØ ØªØªÙ‡ÙŠÙ‘Ø£ لتأثيرات الهرمون الثاني، أعني البروجستيرون، الذي يجعلها رزينة هادئة ساكنة، لأنَّ ÙÙŠ طيّاتها نطÙØ© (ملقَّØØ©) أمشاج تَودّ أن تØاÙظ عليها! وصدق الله العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (ÙˆÙŽ ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠ءَايَـتٌ Ù„ÙّلْمÙوقÙÙ†Ùينَ * ÙˆÙŽ ÙÙÙ‰ Ø£ÙŽÙ†ÙÙسÙÙƒÙمْ)(1). والقرار المكين آية من آيات الله... يجب التوقّ٠عندها وتأمّلها ودراستها.
العلقة، (Ø«Ùمَّ خَلَقْنَا النّÙطْÙÙŽØ©ÙŽ عَلَقَةً)(2):
تتعلّق البويضة الملقَّØØ© بادىء ذي بدء عن طريق استطالات زغابيّة آكلة كأشباه الجذور، وهي عبارة عن أهداب.. خمائل تربط بين العلقة وأتربة جدار بيت الرØÙ…... بØيرات دمويّة وغدد... التي منها تتغذّى وتتنÙّس. ثمّ بعد Ùترة يتكوّن الغشاء المشيمي الذي من بعضه تتكوّن المشيمة Ùيما بعد، وبخملاته تتعلّق العلقة بالرØÙ… ÙÙŠ الأسبوع الثاني. ثمّ يتكوّن المعلاق (رباط، ساق موصل) Øوالي اليوم الرابع عشر، وهو الذي يربط الØميل بالغشاء المشيمي. وهذا المعلاق يتطوّر
____________
1- الذاريات: 20 ـ 21. 2- المؤمنون: 14.
إلى الØبل السرّي الذي يوصل الجنين بالمشيمة، ويØوي أوعية دمويّة تنقل الغذاء والأكسجين إلى الجنين وتخلّصه من الÙضلات بتمريرها إلى المشيمة.
تنتهي مرØلة "العلقة" مجهرياً ÙÙŠ نهاية الأسبوع الثالث من التقاء البويضة بالنطÙØ©... وذلك بابتداء تكوّن الكتل البدينيّة(1) (قطاعات الÙقرات الأولية Ù€ أصل العظام والعضل) ونظام الدورة الدمويّة.
(Ùَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ Ù…Ùضْغَةً)(2):
المضغة هي المرØلة التالية لمرØلة العلقة، وتبدأ ÙÙŠ اليوم الثالث والعشرين تقريباً بعد Ø§Ù„ØªÙ„Ù‚ÙŠØ (الأسبوع الرابع) أو اليوم الأربعين تقريباً بعد آخر "Øيضة". تتشكّل أوّلا كتل بدينيّة. وهذه الكتل التي تظهر تدريجيّاً ÙÙŠ أوقات متÙاوتة تصل ÙÙŠ النهاية من 42 إلى 45 كتلة على كل جانب من Ù…ÙØور الجنين من أعلى إلى أسÙÙ„. وهي التي تتكوّن منها Ùقرات العمود الÙقري...
المضغة: ÙÙŠ هذه المرØلة لا يزيد Øجمها بما ÙŠØيط بها من دم وأغشية مشيميّة عن "كرة الطاولة" أو "بيضة الØمام" Ùهي إذن كقطعة Ù„ØÙ… بقدر ما يمضغ!
لنتØدّث الآن عن Ùترة تعر٠ÙÙŠ علم الأجنّة ÙˆØ§Ù„ØªØ´Ø±ÙŠØ Ø¨Ùترة "الØميل" وهي التي أشار إليها القرآن الكريم "بالمضغة"... هذه الÙترة هي بالذات Ùترة تخلّق وتمايز، وأعني أنَّ الطبقات الثلاث التي يتكوّن منها الØميل تبدأ بتخليق أنسجة وأعضاء معيّنة. وبانتهاء هذه الÙترة التي تمتد Øسب علم الأجنّة إلى نهاية الشهر الثاني(3) يكون الØميل قد تكوّنت لديه أعضاء الأجهزة الرئيسيّة. والجدير بالذكر أنّه بسبب ذلك يتغيّر شكل الØميل إلى درجة كبيرة إذ ÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ù…ÙƒØ§Ù† الآن
____________
1- بدينات٠أوّلية (سل٠الغضروÙ) هي أصول الÙقرات، واللØÙ…. 2- المؤمنون: 14.
3- من عمر الجنين الرØمي.
تمييز Ø§Ù„Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø±Ø¦ÙŠØ³ÙŠÙ‘Ø© للشكل الخارجي لجنين بشري.
(وَانظÙرْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْعÙظَام٠كَيْÙÙŽ Ù†ÙنشÙزÙهَا)(1):
1 Ù€ العمود الÙقاري:
وهو من معطيات الطبقة المخلَّقة الوسطى للمضغة. Ùمع بداية الأسبوع الرابع أي Øوالي الأربعين يوماً بعد آخر "Øيضة" تبدأ خلايا طلائية متميّزة والمكوّنة للجدار الأمامي والجانبي للكتل الهيكليّة باتخاذ أشكال جديدة لها، متنوعة Ø«Ùمَّ تهاجر باتجاه الØبل الظهري. وهذه الخلايا التي تعر٠بأجمعها بالخلايا الهيكليّة الأوليّة تكوّن أنسجة رخويّة، مخلخلة، تعر٠بالأنسجة الضامّة. تØيط هذه الأنسجة بالØبل الشوكي والØبل الظهري لتكوّن العمود الÙقاري... بعد ظهور مراكز التمعظم Ùيها مع بداية الأسبوع التاسع من عمر الجنين الرØمي.
(Ø«Ùمَّ نَكْسÙوهَا Ù„ÙŽØْماً)(2):
2 ـ العضل والجلد:
أمّا الجدار الخلÙÙŠ المتبقّي للكتلة الهيكليّة، والذي يعر٠الآن بالكتلة العضليّة، Ùيكوّن طبقة جديدة من الخلايا، تمتاز بوجود أنوية شاØبة. وهذه الخلايا بالذات تكسو العظام التي نشأت من Øولها، باللØÙ… (العضل). وبعد تكوّن العضل من خلايا هذه الكتل المتميّزة، تنتشر هذه المجموعات من الخلايا العضليّة تØت الطبقة الخارجيّة (أكتودرم) بعد أن تÙقد خاصّيتها الضامّة، لتكوّن طبقة الجلد والأنسجة تØت الجلديّة.
____________
1- البقرة: 259ØŒ لا يبدأ العظم بالتخلق إلاّ بعد ظهور مراكز التمعظم ÙÙŠ النسيج المضغي ابتداء من الأسبوع التاسع لنمو الجنين (باستثناء عظم الترقوة). 2- البقرة: 259.
وهكذا Ùإنّ كل كتلة هيكليّة تكوّن أوّلا المØتوى الغشائي ÙالغضروÙÙŠØŒ Ùالعظمي للÙقرة المتخلّقة عنها; ثمَّ تقوم بإكسائها تدريجياً باللØÙ… (العضل والعصب والجلد)... ولا تظن أنَّ كلَّ هذا يتم ÙÙŠ أسبوع أو أسبوعين، بل يمتد من الأسبوع الرابع Øتى ما بعد ظهور مراكز التمعظم ÙÙŠ أجسام الكتل الغضروÙيّة ÙÙŠ بداية الأسبوع التاسع.
والمهم أنَّ الترتيب الزمني لتخلّق هذه الأنسجة ÙÙŠ علم الأجنّة يتبع الترتيب الزمني الذي تنبأ به القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً. ÙسبØان الله الذي وعّى الإنسان وبصّره بأعاجيب خلقه Ùقال تعالى: (يَـأَيّÙهَا النَّاس٠إÙÙ† ÙƒÙنتÙمْ ÙÙÙ‰ رَيْب Ù…Ùّنَ الْبَعْث٠ÙÙŽØ¥Ùنَّا خَلَقْنَـكÙÙ… Ù…Ùّن تÙرَاب Ø«Ùمَّ Ù…ÙÙ† نّÙطْÙÙŽØ© Ø«Ùمَّ Ù…Ùنْ عَلَقَة Ø«Ùمَّ Ù…ÙÙ† مّÙضْغَة مّÙخَلَّقَة ÙˆÙŽ غَيْر٠مÙخَلَّقَة Ù„ÙّنÙبَيÙّنَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ)(1)... وقال تعالى: (Ùَخَلَقْنَا الْمÙضْغَةَ عÙظَـماً Ùَكَسَوْنَا الْعÙظَـمَ Ù„ÙŽØْماً Ø«Ùمَّ أَنشَأْنَـه٠خَلْقاً ءَاخَرَ Ùَتَبَارَكَ اللَّه٠أَØْسَن٠الْخَــلÙÙ‚Ùينَ )(2).
3 Ù€ الأطرا٠والمÙاصل:
يتغيّر شكل الØميل الخارجي كثيراً خلال الشهر الثاني بسبب Øجم الرأس وتكوّن الأطرا٠والوجه والأذن والأن٠والعينين. ومع بداية الأسبوع الخامس يظهر نتوآن ذراعين وساقين (براعم) على شكل مجادي٠أوّلا، ثمّ ØªØªØ³Ø·Ù‘Ø Ù‡Ø°Ù‡ الامتدادات الغضروÙيّة مكوّنة الذراعين والساقين. وبعد ذلك تظهر براعم ÙÙŠ أماكن أخرى كالرسغ والكوع والرقبة مكوّنة الكعبرة والزند والعضد ÙÙŠ الطر٠العلوي وعظمة الÙخذ وقصبة الساق والشظيّة ÙÙŠ الطر٠السÙلي. أما سلاميات أصابع اليد والقدم Ùتظهر على شكل امتدادات مستطيلة أوّلا ثمَّ تتدوّر تدريجيّاً. ÙˆÙÙŠ الأسبوع السابع تبدأ خلايا من الطبقة الوسطى المخلَّقة
____________
1- الØج: 5. 2- المؤمنون: 14.
للمضغة ÙÙŠ التمايز تدريجياً لتكوين عضلات الأطرا٠Ùيما بعد، أي بعد ظهور مراكز التمعظم Ùيها وصدق الله العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (Ùَخَلَقْنَا الْمÙضْغَةَ عÙظَـماً Ùَكَسَوْنَا الْعÙظَـمَ Ù„ÙŽØْماً)(1) ÙÙŠ نظام زمني دقيق كش٠عنه القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً.
تبدأ الأجهزة ÙÙŠ استكمال بنائها الأساسي خلال الشهر الثالث، مثل الكبد، والقلب والسمع، والبصر، والدماغ... وكذلك تشرع أعضاء الجنين التناسليّة ÙÙŠ التمايز، ÙˆÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ù…ÙƒØ§Ù† التÙريق بين الذكر والأنثى. كما ÙŠÙلاØظ للطÙÙ„ Øركات إراديّة. وقد اسْتÙدÙÙ„ من ذلك على "Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ùيه" لقوله تعالى: (Ø«Ùمَّ سَوَّاه٠وَ Ù†ÙŽÙَخَ ÙÙيه٠مÙÙ† رّÙÙˆØÙÙ‡Ù Ù‰)(2) وقد تصوّر وجهه واتّخذ الشكل الإنساني المميّز.
الأسبوع التاسع Øتى الولادة (المرØلة الجنينيّة) (FOETAL PERIOD):
هذه المرØلة مرØلة نمو وتطور... وتبدأ من الأسبوع التاسع وتنتهي بالولادة. تمتاز هذه المرØلة بسرعة نمو الجنين، وكذلك نضوج الأجهزة والأعضاء التي تتكوّن منها إضاÙØ© إلى تØوّل المضغة تدريجيّاً إلى عظم ÙÙ„ØÙ… (عضل وعصب الخ) (Ùَخَلَقْنَا الْمÙضْغَةَ عÙظَـماً Ùَكَسَوْنَا الْعÙظَـمَ Ù„ÙŽØْماً)(3) وذلك بعد ظهور مراكز التمعظم ÙÙŠ مختل٠أجزاء الهيكل العظمي. يزداد طول الجنين خلال الشهور الثالث والرابع والخامس من الØمل بمعدل سنتمتر واØد تقريباً كل أسبوع; على Øين يزيد وزن الجنين بشكل ملØوظ خلال الشهرين الأخيرين من الØمل (الثامن والتاسع).
____________
1- المؤمنون: 14. 2- السجدة: 9.
3- المؤمنون: 14.
Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† الطب والقرآن:
(ÙˆÙŽ يَسْـَلÙونَكَ عَن٠الرّÙÙˆØÙ Ù‚Ùل٠الرّÙÙˆØÙ Ù…Ùنْ أَمْر٠رَبÙّى ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ Ø£ÙوتÙيتÙÙ… Ù…Ùّنَ الْعÙلْم٠إÙلاَّ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلاً )(1).
اتÙÙ‚ العلماء على أنَّ الإسقاط Øرام أو مكروه، ولم يتÙقوا على مسألة وقت دخول Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØªØ£ÙˆÙŠÙ„ Øديث الرسول الأكرم المروي عنه. عن عبدالله بن مسعود(رضي الله عنه): "إنَّ Ø£Øدكم يجمع خلقه ÙÙŠ بطن Ø£Ùمة أربعين يوماً، ثم يكون ÙÙŠ ذلك علقة، مثل ذلك، ثم يكون مضغة ÙÙŠ ذلك مثل ذلك. ثم يرسل إليه الملك ÙينÙØ® Ùيه Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙŠØ¤Ù…Ø± بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أم سعيد"(2).
هنالك اختلا٠عند العلماء Øول ما إذا كانت Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ØªÙنْÙÙŽØ® بعد الأربعين الأولى وأنَّ مراØÙ„ النطÙØ© والعلقة والمضغة كلها تقع ÙÙŠ الأربعين، أم أنَّ مرØلة كل واØدة منها تستغرق أربعين يوماً أو ليلة. إنَّ علم الأجنَّة يظهر أنَّ النطÙØ© الأمشاج قد مرّت بمرØلة العلقة Ùالمضغة ثم أصبØت على هيئة إنسان مصغر له رأس وأÙذنان وعينان ويدان ورجلان وأعصاب وعضل وقلب ينبض. وأنَّه ÙÙŠ خلال
____________
1- الإسراء: 85. 2- قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "إنَّ خلق Ø£Øدكم يجمع ÙÙŠ بطن Ø£Ùمة أربعين يوماً وأربعين ليلة ثم يكون علقة مثله ثم يبعث إليه الملك، Ùيؤذن بأربع كلمات Ùيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، ثم ينÙØ® Ùيه الروØ". أخرجه الشيخان. لاØظ لم تذكر النطÙØ© ولا المضغة. ÙˆÙÙŠ صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… أيضاً: "أنَّ النطÙØ© تقع ÙÙŠ الرØÙ… أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك Ùيقول يا رب ذكر أم Ø£Ùنثى". ÙˆÙÙŠ مسند الإمام Ø£Øمد: "إذا استقرت النطÙØ© ÙÙŠ الرØÙ… أربعين يوماً أو أربعين ليلة بعث إليها ملك Ùيقول يا رب شقي أم سعيد، ÙÙŠÙعلم". وعن ØذيÙØ© بن أسيد: "إذا مرَّ بالنطÙØ© ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكاً Ùصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولØمها". رواه مسلم، ÙˆÙÙŠ رواية Ø£Ùخرى عن الرسول الأكرم ذكرها مسلم ÙÙŠ صØÙŠØÙ‡: "إنَّ النطÙØ© تقع ÙÙŠ الرØÙ… أربعين ليلة ثم يتسور عليها الملك الذي يخلقها" إلى آخر الØديث.
الأسبوع التاسع أو العاشر من عمره الØقيقي (الرØمي) (الØادي عشر أو الثاني عشر بعد آخر Øيضة)ØŒ قد تصدر عنه Øركات إرادية بسيطة. Ùكون الملَكَ ينÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ الأربعين الأولى، أقرب إلى الواقع، إذ لا يمكن أن يصدر عن الجنين Øركات إرادية، دون جهاز عصبي يتأثر بالبيئة. Ùكونه Ø£ØµØ¨Ø ÙˆÙØْدَة شبه مستقلة، يستجيب Ù„ØواÙز خارجيّة، وكونÙÙ‡ شكلا Ø£ØµØ¨Ø ÙƒØ§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† كامل الأعضاء، ولو بصورة مصغرة، يشجع الأخذ بالتأويل الذي يجعل Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ الأربعين الأولى لا الثالثة من عمره الØقيقي (الرØمي)ØŒ والله أعلم.
المشكلة الأساسية أنّنا لا نعر٠ما هي Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙ…Ø§ دمنا لا نقدر على تØديد كنهها، أو هويتها، وماهيتها، تظل مشكلة ضبط وقت دخولها الØقيقي ÙÙŠ جسم الإنسان بارزة للعيان، وصدق ربنا العظيم ÙÙŠ قوله تعالى: (ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ Ø£ÙوتÙيتÙÙ… Ù…Ùّنَ الْعÙلْم٠إÙلاَّ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلا)(1). ولو أنَّ ربنا أخبرنا ما Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù‡Ø§Ù† الأمر. ولكن هذا لا يمنع من التÙكير بالواقع، Øتى لا نظل نقتل أطÙالنا لأتÙÙ‡ الأسباب، بØجة أنَّ Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù… تÙنْÙÙŽØ® Ùيهم بعد، ذلك أنَّ بعض الأطباء والعلماء راØوا يصدرون الÙتاوي بأنَّ القيام بإجهاض قبل Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ (وعندهم أنَّ Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ الأربعين الثالثة) أمر جائز لا تَشَدّدَ Ùيه، بينما القيام به (أي الإجهاض) بعد Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ (أي بعد الأربعين الثالثة)ØŒ Ùهو Ù…Øرَّم إلاّ إذا اقتضت ضرورة طبية.
Øقوق الطÙÙ„ أو الجنين:
ضَمÙÙ†ÙŽ الإسلام Øقوق الطÙÙ„ قبل تكوينه، وبعد تكوينه، ÙÙŠ أثناء، وقبل، وبعد الولادة. ووضع ÙÙŠ ذلك قوانين وتشريعات كقوانين الأØوال الشخصيّة وقوانين الوصيّة والميراث والولاية على النÙس، والمال، والØضانة، والنسب،
____________
1- الإسراء: 85.
والطلاق، ÙˆØقوق الأولاد الخ.
أما ما يهمنا ÙÙŠ هذا البØØ« الموجز Ùهو Øقوق الجنين. قال الله تعالى: (ÙˆÙŽ لاَ تَقْتÙÙ„Ùواْ أَوْلَـدَكÙمْ خَشْيَةَ Ø¥Ùمْلَـق نَّØْن٠نَرْزÙÙ‚ÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽ Ø¥ÙيَّاكÙمْ Ø¥Ùنَّ قَتْلَهÙمْ كَانَ Ø®Ùطْـاً كَبÙيرًا )(1).
Øرّم الإسلام قتل الطÙÙ„ خشية الÙقر قال الله تعالى: (ÙˆÙŽ Ø¥Ùذَا الْمَوْءÙودَة٠سÙـئÙلَتْ * بÙØ£ÙŽÙ‰ÙÙ‘ ذَنب Ù‚ÙتÙلَتْ )(2). لأنَّ بعض قبائل العرب كانت تئد بناتها خوÙاً من العار أو الÙاقة أو السبي. وقد وص٠القرآن الكريم الأب الجاهل الذي ÙŠÙبشَّر بميلاد ابنة وصÙاً دقيقاً Ùقال: (ÙˆÙŽØ¥Ùذَا بÙØ´Ùّرَ Ø£ÙŽØَدÙÙ‡ÙÙ… بÙالاْÙنثَى ظَـلَّ وَجْهÙÙ‡ÙÙˆ Ù…Ùسْوَدًّا ÙˆÙŽ Ù‡ÙÙˆÙŽ كَظÙيمٌ * يَتَوَ رَى Ù…ÙÙ†ÙŽ الْقَوْم٠مÙÙ† سÙوء٠مَا بÙØ´Ùّرَ بÙÙ‡Ù Ù‰ Ø£ÙŽÙŠÙمْسÙÙƒÙÙ‡ÙÙˆ عَلَى Ù‡Ùون أَمْ يَدÙسّÙÙ‡ÙÙˆ ÙÙÙ‰ التّÙرَاب٠أَلاَ سَآءَ مَا ÙŠÙŽØْكÙÙ…Ùونَ )(3).
أما عادة وأد البنات (بمعنى دسّهÙنَّ ÙÙŠ التراب) Ùقد انقرضت... ولكنْ مع ذلك Ùالوأد للآن ما زال للأس٠يÙمَارسَ ÙÙŠ بعض البيوتات بشكل أو بآخر. Ùالزوج الذي يعتدي على زوجته بالضرب المÙبرØØŒ أو ÙŠÙضارّها بالطلاق، الذي لا يصل ÙÙŠ العدد إلى Øد (ثم يراجعها) أو ÙŠØل٠عليها غÙبناً بالإيلاء أو يجاÙيها بالظهار، أو بأي شكل من الأشكال، من غير وازع من ضمير... هذا الزوج إنّما يمارس عملية وأد عصرية.
نعم، والزوج الذي يعتدي على زوجته دون ØÙ‚ كذلك يئد "البنات"ØŒ لأنَّه يقتل Ùيها الإØساس بالكرامة واØترام الذات، والØب والØنان والاستقامة والطموØات الخلاَّقة. والزوج الذي ÙŠÙØدّد النسل خوÙاً من أَنْ تلد زوجته بنتاً أخرى، كذلك يئد البنات، ويقتل الأولاد، إذا كانت ظروÙÙ‡ المالية والاجتماعية Øسنة. والزوج الذي
____________
1- الإسراء: 31. 2- التكوير: 9.
3- النØÙ„: 58 Ù€ 59.
يسوق زوجته لتجهض Ø·Ùلها عند الطبيب أو ÙÙŠ أيّ٠مكان آخر دون سبب شرعي إنَّما يئد أو يقتل البنات والأولاد. ومنهم Ù…ÙŽÙ† يدÙع الثمن غالياً ÙÙŠÙقد زوجته أيضاً.
ÙˆÙÙŠ القرآن الكريم إشارة وتØذير للنساء اللائي ÙŠÙÙكّرن ÙÙŠ قتل أولادهن، قال الله تبارك وتعالى: (يَـأَيّÙهَا النَّبÙىّ٠إÙذَا جَآءَكَ الْمÙؤْمÙنَـت٠يÙبَايÙعْنَكَ عَلَى Ø£ÙŽÙ† لاَّ ÙŠÙشْرÙكْنَ بÙاللَّه٠شَيْـاً ÙˆÙŽ لاَ يَسْرÙقْنَ ÙˆÙŽ لاَ يَزْنÙينَ ÙˆÙŽ لاَ يَقْتÙلْنَ أَوْلَـدَهÙنَّ ÙˆÙŽ لاَ يَأْتÙينَ بÙبÙهْتَـن ÙŠÙŽÙْتَرÙينَهÙÙˆ بَيْنَ أَيْدÙيهÙنَّ ÙˆÙŽ أَرْجÙÙ„ÙÙ‡Ùنَّ وَلاَ يَعْصÙينَكَ ÙÙÙ‰ مَعْرÙÙˆÙ ÙَبَايÙعْهÙنَّ ÙˆÙŽ اسْتَغْÙÙرْ Ù„ÙŽÙ‡Ùنَّ اللَّهَ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ غَÙÙورٌ رَّØÙيمٌ )(1).
وبهذا يكون الكاتب قد جمع ما بين ما ورد ÙÙŠ القرآن الكريم من اشارات كثيرة ÙÙŠ عظمة الخلق وبين ما يقوله الطب الØديث ÙÙŠ ذلك، وقدم مزيجاً مباركاً ÙŠÙˆØ¶Ø Ø¹Ø¸Ù…Ø© القرآن، ويدلل على انه الكتاب الإلهي الخالد الذي Ùيه تبيان كل شيء، Ùبعد أربعة عشر قرناً لازال يقدم للعلماء ما يبهر عقولهم، وصدق الله العلي العظيم Øيث يقول: (وَلَوْ كَانَ Ù…Ùنْ عÙند٠غَيْر٠اللَّه٠لَوَجَدÙواْ ÙÙيه٠اخْتÙÙ„ÙŽÙ€Ùاً ÙƒÙŽØ«Ùيرًا )(2).
____________
1- الممتØنة: 12. 2- النساء: 82.
ÙˆÙاته:
توÙÙŠ الدكتور تاج الدين Ù…Øمود الجاعوني بتاريخ 28 صÙر عام 1427 هـ. Ù‚. وذلك ÙÙŠ بلدة (الرابية) من توابع العاصمة الأردنية (عمّان)ØŒ ودÙÙ† جثمانه الطاهر ÙÙŠ هذه البلدة.