ولد عام 1976Ù… بجزيرة الموزمبيق، ونشأ ÙÙŠ بيئة تعتنق المذهب الشاÙعي، Ùسار على نهج الآباء منتمياً لهذا المذهب، واصل دراسته إلى Øدّ الثانوية، ودرس القرآن والتÙسير، ثم بادر بعد ذلك إلى سلك التعليم، ÙØمل على عاتقه مهمة تدريس الأطÙال ÙÙŠ منطقته.
شاءت الأقدار الإلهية التي رعته بألطاÙها منذ صغره أن ينبثق نور المعرÙÙ‡ ÙÙŠ قلبه لينتمي إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عن بصيرة ÙˆÙهم وإدراك ÙÙŠ " موبوتو " ببلده موزمبيق(1) عام 1994Ù….
زيارة القبور وآثارها التربوية:
تبدأ رØلة الأخ بشير العقائدية من زيارته ÙÙŠ Ø£Øد الأيام للقبور، Øيث
____________
1- موزمبيق: تقع ÙÙŠ جنوب شرق اÙريقية وتطلّ على المØيط الهندي، ÙŠØدّها من الغرب مالاوي وزامبيا وزيمبابوي، يبلغ عدد سكانها قرابة (19) مليون نسمة، تتجاوز نسبة المسلمين Ùيها 30%ØŒ أمّا الباقي Ùمن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ø¯ÙŠØ§Ù†Ø§Øª الأخرى، وأكثر المسلمين من المالكية والشواÙع، أمّا الشيعة Ùيشكلون نسبة 10% من المسلمين.
قصدها لما Ùيها من آثار تربوية وأخلاقية تبعث الإنسان إلى تغيير منهجية سلوكه Øين يرى ضيق وظلمة منزله الأخير الذي سو٠يسكن Ùيه، Ùيرق عندها قلبه ويتذكر الآخرة.
ÙˆÙÙŠ ذلك الموق٠وÙÙŠ مثل تلك الأجواء المليئة بالعبر والموعظة شاءت، العناية الربانية بألطاÙها أن تÙØªØ Ù„Ù‡ ناÙذة النور.
Ùيقول الأخ بشير: " عندما كنت ÙÙŠ المقبرة أقبل جمعٌ ÙŠØملون على أكتاÙهم جنازة، تØيطهم هالة من اللوعة والأسى والØزن، Øتى جاؤوا بها إلى ØÙيرة قد Ø£Ùعدّت من قبل، ÙوقÙت عند ذلك القبر منكسراً باكياً، Øتى اعترتني Øالة من الكآبة لما شاهدت من منظر إنزال الجنازة ÙÙŠ القبر وتسوية التراب عليها، Ùراجعت ÙÙŠ تلك اللØظة Ù†Ùسي ÙˆÙكرت ÙÙŠ أمري Ùشعرت بالندم على كل Ù„Øظة أضعتها Ùيما سبق من عمري، وتسويلي لنÙسي وعدم اهتمامي بآخرتي، Ùبكيت على Ù†Ùسي واستغÙرت ربّي من سوء Ùعلي، وعزمت على Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø£Ù…Ø±ÙŠ وتطهير سريرتي ".
ويواصل بشير Øديثه قائلاً: " وبينما أنا ÙÙŠ تلك الØالة إذ طلب Ø£Øد المراÙقين للجنازة من الØضور مراعاة الهدوء ليشرع بتلقين الميّت، Ùانتبهت إليه وبدأت Ø£Ùصغي إلى كلامه بوعي وتدبّر، Ùبدأ الشخص ينادي الميت باسمه وكأنّه يخاطب ضميري: يا Ùلان بن Ùلان! يرØمك الله اÙذكر ما خرجت من الدنيا شهادة أنّ لا إله إلاّ الله، وأنّ Ù…Øمّد عبده ورسوله، وأنّك رضيت بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمØمّد نبيّاً، وبالقرآن إماما(1)....
____________
1- الجدير بالذكر أن جميع أبناء العامة Ù€ إلاّ الشواÙع Ù€ لم يستنّوا بسنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ مسألة تلقين الميت، وقد ذكر الشوكاني ÙÙŠ نيل الأوطار كتاب الجنائز باب الدعاء للميت بعد دÙنه: ما ذكره الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ هذا المجال (4 / 97 Ø 1480)ØŒ وأنظر ÙÙŠ هذا المجال: المعجم الكبير للطبراني: 8 / 298 Ù€ 299 (7979)ØŒ ومجمع الزوائد للهيثمي الجزء الأول والثاني.
وما أن طرق سمعي هذا الكلام، عزمت من ذلك الØين أن أسلك طريق الجد والاجتهاد، والاهتمام بشؤون ديني، Ùشرعت من ذلك اليوم بطلب العلم وتلقي المعار٠الدينية، لأرسّخ بذلك معتقدي الذي منه تنبثق Ùعالي ومنه يتبلور سلوكي، Ùكان خطاب التلقين دائما يرنّ ÙÙŠ أذني، وكنت Ø£Ùردده دوماً لأÙذكّر به Ù†Ùسي لئلا تعود إلى غÙلتها مرّة أخرى.
بداية رØلة البØØ«:
وبدأت أبØØ« عن المسائل الدينية التي جاءت ÙÙŠ التلقين، وهي مسألة التوØيد والنبوّة والإمامة، وذلك للمأخذ الذي أخذه ذلك الموق٠من Ù†Ùسي، Ùشرعت بالبØØ« والاستقصاء العلمي، وكان لكل مسألة منها وقÙØ© متأنية، Øتى وصلت إلى مسألة القرآن وإتخاذه إماماً لنÙسي، Ùراجعت العديدة من التÙاسير، وكانت هذه المرØلة من أصعب المراØÙ„ ÙÙŠ البØØ«ØŒ وذلك لأنّي واجهت Ùيها استÙسارات وأسئلة كثيرة Ø·ÙØت ÙÙŠ ذهني، وكان من أهمها مسألة التأويلات والتÙاسير المتعدّده للآيات.
مسألة تأويل القرآن:
ووجدت معظم الÙرق تسعى لتطبيق الآيات ÙˆÙÙ‚ آرائها وأÙكارها، وكل منها ÙŠØاول إخضاع القرآن لما يتلائم مع متبنياته ومعتقداته الخاصة، كما تسعى لتطبيق الآيات ومقاصد القرآن ÙˆÙقاً لآرائه وميوله.
وهكذا وجدت معظم الÙرق تجرّ الآيات إلى مبتغياتها، ثم تجتهد لتØيك بعدها المبرّرات وتصوغ الØجج لإثبات ما ذهبت إليه، من ذلك تجلّى لي أنّ القرآن Øمال لوجوه ومعاني متعدّدة، ولايسعه أن يكون لوØده إماماً يصون الأÙمة من الانØرا٠والتÙرّق والضياع، بل لابدّ له من مبيّن ومÙسّر الكثير من آياته، ويØتاج إلى من ÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ù…Ø¹Ø§Ù†ÙŠÙ‡ ومقاصده ".
ÙÙŠ الØقيقة أنّ مسألة Ùهم القرآن وتÙسيره وتأويله، قضية أساسية يتوق٠عليها سلامة الÙكر الإسلامي وصØØ© العقيدة، وذلك لأنّ أي إنØرا٠أو قصور أو تقصير ÙÙŠ Ùهم القرآن وإكتشا٠الØقائق التشريعية والعقائدية المختزنة Ùيه وإستنباط Ø£Øكامه ومÙاهيمه، يؤدي إلى الإنØرا٠والتÙرّق وضياع الأصالة والنقاء الإسلامي.
مهمّة تأويل القرآن بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم):
إنّ تÙسير القرآن وتأويله هي من المسائل التي كان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)يقوم بها ÙÙŠ زمانه، لأنّه لم يكن مجرد تال للقرآن، بل كان يبيّن للناس ما Ø£Ùنزل إليهم كما قال تعالى: (وَأَنْزَلْنا Ø¥Ùلَيْكَ الذّÙكْرَ Ù„ÙتÙبَيّÙÙ†ÙŽ Ù„Ùلنّاس٠ما Ù†ÙزّÙÙ„ÙŽ Ø¥ÙلَيْهÙمْ وَلَعَلَّهÙمْ يَتَÙَكَّرÙونَ)(1)ØŒ وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)يدرك كنه أهمية هذه المسالة ومدى ضرورتها للمجتمع من بعده، كان ÙŠØرص على أن لا يترك Ø£Ùمته من دون قاعدة ترتكز عليها.
ولذا نجده(صلى الله عليه وآله وسلم)قد أكدّ ÙÙŠ مواق٠عديدة على مسألة التمسّك بالعترة وملازمتها للقرآن، كما قال(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙÙŠ Øديث الثقلين: " تركت Ùيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن ÙŠÙترقا Øتى
____________
1- النØÙ„: 44.
يردا علىَّ الØوض، Ùانظروا كي٠تخلÙوني Ùيهما "(1)ØŒ Ùقرن (صلى الله عليه وآله وسلم) العترة بالقرآن وجعل التمسك بهما عصمة من الضلال، ومعنى ذلك أنّ التمسك بالقرآن دون العترة لايعصم من الضلال، بل يؤدي إلى الوقوع ÙÙŠ الاختلا٠والتÙرّق والانØراÙ.
وهذا الØديث مشهور وصØÙŠØ ÙˆØ«Ø§Ø¨Øª قد بلغ Øدّ التواتر، وأخرجه المØدثون من الÙريقين الشيعة والسنّة، ورواه أبناء العامة ÙÙŠ صØاØهم ومسانيدهم عن ما يزيد من ثلاثين صØابياً(2).
ومسألة تلازم القرآن مع العترة من المسائل التي Øاول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)أن ÙŠØاÙظ عليها صيانة للشريعة الإسلامية من الإختلا٠والتمزّق، ولكن المنهجية التي إتخذها الØكام الذين استولوا على زمام الØكم من رÙع شعار " Øسبنا كتاب الله "(3) وعزل العترة عن مواقعهم التي عيّنها الله لهم، جعلت المجتمع عرضة للإختلاÙات، تتلاعب به أمواج الÙتن والضلالة، نتيجة ترك السÙينة المنجية التي عينها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ألا إنّ مَثل أهل بيتي Ùيكم مثل سÙينة Ù†ÙˆØ Ù…Ù† قومه، من ركبها نجا ومن تخلّ٠عنها غرق "(4).
____________
1- أنظر: مسند Ø£Øمد: 3 / 17 (11147)ØŒ سنن الترمذي: 6 / 125 (3788)ØŒ مشكاة Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ù„Ù„ØªØ¨Ø±ÙŠØ²ÙŠ: 3 / 371 (6153)ØŒ وقد مرّ سابقاً. 2- للمزيد من الاØاطة ÙÙŠ هذا البØØ« راجع: كتاب " مع الصادقين " للدكتور Ù…Øمّد التيجاني السماوي ص 115ØŒ وهو من الكتب التي تأثر بها الأخ بشير ÙÙŠ اعتناقه لمذهب أهل البيت عليهم السلام.
3- هذه المقولة أوّل من طرØها هو عمر بن الخطاب ÙÙŠ مرض ÙˆÙاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)Øينما طلب ممن ÙÙŠ Øجرته أن يأتوا له بكت٠ودواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً، Ùرد عليه عمر قائلاً: Øسبنا كتاب الله.
4- أنظر: المستدرك للØاكم: 3 / 163 (4720)ØŒ Ùرائد السمطين: 2 / 246 (519)ØŒ ينابيع المودّة للقندوزي: 1 / 94ØŒ أمالي الطوسي: 60 (88)ØŒ 733 (1532)ØŒ كمال الدين: 239 (59)ØŒ الإØتجاج للطبرسي: 1 / 361ØŒ كتاب سليم بن قيس: 2 / 937ØŒ المناقب لابن المغازلي: 132 Ù€ 134ØŒ Øلية الأولياء لأبي نعيم: 4 / 306ØŒ المعجم الأوسط للطبراني: 4 / 153 (5536).
الطريق الصØÙŠØ Ù„Ø³Ø¯Ù‘ باب الاختلاÙ:
إذا كان لابد للمسلمين أن يتØرّزوا من الضلال، كان عليهم أنّ يتمسكوا بأهل البيت (عليهم السلام) والقرآن معاً، Ùإنّ الأمة الإسلامية لايمكنها البلوغ إلى العزّ والسؤدد والوصول إلى المنازل الرÙيعة التي توخاها الإسلام إلاّ بالتمسك بكلا الثقلين.
ومن هنا كان أهل البيت (عليهم السلام) ÙŠØاولون دوماً إتمام الØجّة على الناس بتذكيرهم بهذا الأمر، ومثال ذلك كلام الإمام الصادق (عليه السلام) ÙÙŠ المناظرة التي جرت عنده بين هشام بن الØكم والرجل الشامي، Øيث سأل هشام الرجل الشامي قائلاً:
" أخبرني يا هذا! أربّك أنظر لخلقه، أم خلقه أنظر لأنÙسهم؟
Ùقال الشامي: بل ربّي أنظر لخلقه.
قال: ÙÙعل بنظره لهم ÙÙŠ دينهم ماذا؟
قال: كلّÙهم وأقام لهم Øجّة ودليلاً على ما كلّÙهم به، ÙˆØ£Ø²Ø§Ø ÙÙŠ ذلك عللهم.
Ùقال له هشام: Ùما هذا الدليل الذي نصبه لهم؟
قال الشامي: هو رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال هشام: Ùبعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من؟
قال: الكتاب والسنة.
Ùقال هشام: Ùهل Ù†Ùعنا اليوم الكتاب والسنة Ùيما إختلÙنا Ùيه، Øتى رÙع عنا الاختلاÙØŒ ومكّننا من الإتÙاق؟
Ùقال الشامي: نعم.
قال هشام: Ùلم اختلÙنا Ù†ØÙ† وأنت، جئتنا من الشام تخالÙنا، وتزعم أنّ الرأي طريق الدين، وأنت مقرّ بأنَّ الرأي لا يجمع على القول الواØد المختلÙين؟
Ùسكت الشامي كالمÙكّر.
Ùقال أبو عبد الله (عليه السلام) : مالك لا تتكلّم؟
قال: إن قلت: إنّا ما إختلÙنا كابرت، وإن قلت: إنّ الكتاب والسنة يرÙعان عنا الاختلا٠أبطلت، لأنهمها ÙŠØتملان الوجوه، ولكن لي عليه مثل ذلك.
Ùقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : سله تجده مليّاً!
Ùقال الشامي لهشام: من أنظر الخلق، ربّهم أم أنÙسهم؟
Ùقال: بل ربّهم أنظر لهم.
Ùقال الشامي: Ùهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ويرÙع اختلاÙهم ويبيّن لهم Øقّهم من باطلهم؟
Ùقال هشام: نعم.
قال الشامي: من هو؟
قال هشام: أمّا ÙÙŠ ابتداء الشريعة Ùرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وأمّا بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله)Ùعترته.
قال الشامي: من هو عترة النبيّ القائم مقامه ÙÙŠ Øجته؟
قال هشام: ÙÙŠ وقتنا هذا أم قبله؟
قال الشامي: بل ÙÙŠ وقتنا هذا.
قال هشام: هذا الجالس Ù€ يعني أبا عبد الله (عليه السلام) Ù€ الذي تشدّ إليه الرّÙØال، ويخبرنا بأخبار السماء، وراثة عن أبيه عن جدّه.
قال الشامي: وكي٠لي بعلم ذلك؟
Ùقال هشام: سله عمّا بدا لك.
قال الشامي: قطعت عذري، Ùعلىَّ السؤال.
Ùقال أبو عبد الله (عليه السلام) : أنا أكÙيك المسألة يا شامي، أخبرك عن مسيرك وسÙرك، خرجت يوم كذا، وكان الطريق كذا، ومررت على كذا، ومرّ بك كذا، Ùأقبل الشامي كلّما وص٠له شيئاً من أمره يقول: صدقت والله.
ثم قال الشامي: أسلمت لله السّاعة!
Ùقال له أبو عبد الله (عليه السلام) : بل آمنت بالله الساعة، إنَّ الإسلام قبل الإيمان عليه يتوارثون ويتناكØون، والإيمان عليه يثابون.
قال الشامي: صدقت، Ùأنا الساعة أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ Ù…Øمّد رسول الله، وأنّك وصيّ الأنبياء "(1).
من هذا يتجلّي لنا أنّ التمسك بالعترة هو الØلّ الوØيد لسدّ أبواب الاختلاÙØŒ ومنه الاختلا٠ÙÙŠ تÙسير القرآن Ùˆ تأويله.
ولو أخذ علماء الأمة الإسلامية بمنهج أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ التÙسير، والتزموا بالأسس والقواعد والضوابط التي جاء بها أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠ تÙسير كتاب الله عزّوجلّ، لقدروا أن يؤدّوا التÙسير بدقة وسلامة ولأغنوا بذلك دنيا الإنسانية بالمعاني والأÙكار والأØكام، ولم يقعوا ÙÙŠ الضياع والتخرّص والقول بالرأي والخضوع لهوى النÙس.
Øجّية ظواهر القرآن:
لايخÙÙ‰ أنّ تÙسير الكتاب العزيز ÙˆØ´Ø±Ø Ù…Ù‚Ø§ØµØ¯Ù‡ وأهداÙه، وكش٠رموزه
____________
1- أنظر: الإØتجاج للطبرسي: 2 / 279 Ù€ 282.
وأسراره، لايعني عدم Øجّية ظواهر القرآن للناس، لأنّ الله سبØانه وتعالى لم يتÙرد ÙÙŠ Ø¥Ùهام مقاصده بطريقة خاصة، ولم ينتهج ÙÙŠ بيانه اسلوباً غريباً عن الأذهان، وإنّما كلّم الناس بما يألÙون من أساليب التÙهيم والكلام، وإنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) جاء بالقرآن لقومه ليÙهموا معانيه وليدبروا آياته.
وقد ذم الله سبØانه من يعطّل تÙكيره ومن لا يتدبّر القرآن، بقوله تعالى: (Ø£ÙŽÙَلا يَتَدَبَّرÙونَ الْقÙرْآنَ أَمْ عَلى Ù‚ÙÙ„Ùوب أَقْÙالÙها)(1)ØŒ وقال تعالى: (هذا بَيانٌ Ù„Ùلنّاس٠وَهÙدىً وَمَوْعÙظَةٌ Ù„ÙلْمÙتَّقÙينَ)(2)ØŒ وقال تعالى: (ÙÙŽØ¥Ùنَّما يَسَّرْناه٠بÙÙ„ÙسانÙÙƒÙŽ لَعَلَّهÙمْ يَتَذَكَّرÙونَ)(3)ØŒ وإلى غير ذلك من الآيات الدالة على وجوب العمل بما ÙÙŠ القرآن ولزوم الأخذ بما ÙŠÙهم من ظواهره.
والمهم ÙÙŠ هذه المسألة هو معرÙØ© المØكم والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ، وقد خصّ الله عزّوجلّ الإØاطة بها Øججه وسÙرائه ÙÙŠ الأرض، وهم عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) الذين اصطÙاهم تعالى ليكونوا ورثة الكتاب ÙˆØملة علم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وعناهم بقوله: (Ù‡ÙÙˆÙŽ الَّذÙÙŠ أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكÙتابَ Ù…Ùنْه٠آياتٌ Ù…ÙØْكَماتٌ Ù‡Ùنَّ Ø£Ùمّ٠الْكÙتاب٠وَأÙخَر٠مÙتَشابÙهاتٌ Ùَأَمَّا الَّذÙينَ ÙÙÙŠ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ زَيْغٌ ÙَيَتَّبÙعÙونَ ما تَشابَهَ Ù…Ùنْه٠ابْتÙغاءَ الْÙÙتْنَة٠وَابْتÙغاءَ تَأْوÙيلÙه٠وَما يَعْلَم٠تَأْوÙيلَه٠إÙلاَّ الله٠وَالرّاسÙØ®Ùونَ ÙÙÙŠ الْعÙلْمÙ)(4).
Ùالمشكلة ÙÙŠ الأمر هي مسألة المتشابة، التي يتخذها الذين ÙÙŠ قلوبهم مرض Ùرصة لابتغاء الÙتنة وابتغاء تأويله، Øيث يقول الإمام الصادق (عليه السلام) ÙÙŠ هذا
____________
1- Ù…Øمّد: 24. 2- آل عمران: 138.
3- الدخان: 58.
4- آل عمران: 7.
المجال: " إنّما هلك الناس ÙÙŠ المتشابه، لأنّهم لم يقÙوا على معناه ولم يعرÙوا Øقيقته، Ùوضعوا له تأويلاً من عند أنÙسهم بآرائهم واستغنوا بذلك عن مسألة الأوصياء "(1).
التØرّر من الانقياد الأعمى:
يقول الأخ بشير سليم بعد خوضه هذه الأبØاث: " إنّ هذه المسألة ÙˆÙّرت لي بداية إنطلاقة ÙÙŠ البØØ« الذي منه غيّرت مسير إتجاهي العقائدي، ولذلك ساÙرت إلى العاصمة " موبوتو "ØŒ ودخلت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) لأتعّر٠بصورة كاملة على مذهب الإمامية، Ùتتلمذت على يد Ø£Øد المبلغين العراقيين المقيمين ÙÙŠ " موزمبيق " لأجل التبليغ، وبعد مضي سنة واØدة من البØØ« والتØرّي والتتبع تبلورت صورة الÙكر الشيعي ÙÙŠ ذهني، بشكل نشأت منها القناعة ÙÙŠ Ù†Ùسي لدقتها ووضوØها وصدقها، ولم تمض مدّة Øتى وجدت قلبي ينبض بمØبّة أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ووجدت لساني يلهج بذكرهم ÙˆÙضائلهم ".
ويضي٠الأخ بشير: " بدأت Øياتي الجديدة بعد ذلك برؤية ومنهجية سلوكية Ø£Ùخرى تلقيتها من أهل بيت رسول الله (عليهم السلام) ØŒ الذين هم خزنة علم الله، وتراجمة ÙˆØيه، ÙˆØججه على أرضه.
وهكذا اجتزت عقبات هذه الرØلة الشاقة بعون الله، لأصل ÙÙŠ نهاية المطا٠إلى العقيدة الراسخة التي لم أرثها من الآباء ".
____________
1- أنظر: وسائل الشيعة للØر العاملي: 27 / 201 باب 13 (33593).