ولد عام 1964Ù… ÙÙŠ صÙاقس بدولة تونس، ترعرع ÙÙŠ أسرة مالكية المذهب، واصل دراسته الأكاديمية Øتى أتم الثانوية ثم دخل الجامعة ÙÙŠ Ùرع العلوم الطبيعية.
تبلور اهتمام الأخ الأسعد بعد بلوغه سن الرشد ÙÙŠ مجال مطالعة الكتب والمقالات المختصة بالعلوم الØديثة والأÙكار المعاصرة المهتمة بشأن Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§ÙŠØ¯ÙŠÙˆÙ„ÙˆØ¬ÙŠØ© من المنظور الاسلامي، وجعل يتصÙÙ‘Ø Ù…Ø§ ÙŠÙقال ÙÙŠ هذا المجال، وجعل يبØØ« Øول التاريخ ونواميسه وقوانين Øركته ليصل إلى رؤية شمولية Øول التاريخ الذي يندمج Ùيه الانسان من جديد ÙÙŠ الكون مع الله وبالله جل جلاله.
البØØ« عن الوعي الاسلامي:
Øاول الأخ الأسعد أن يصل إلى الوعي الاسلامي الذي يقود الØياة إلى Ø¢Ùاق مستقبلية رØبة وأن ÙŠÙرقي مستوى معرÙته من أجل الإØاطة بالنظم الÙكرية والثقاÙية والØضارية الشاملة للاسلام، والتي تخلّص الانسان والمجتمع وتبشّر بØياة سعيدة عادلة.
واجتهد الأخ الأسعد ÙÙŠ رØلة بØثه هذه أن يتعرّ٠على الشخصيات المتبØرة ÙÙŠ هذا المجال، Ùتعرّ٠خلال بØثه على كتب السيد Ù…Øمد باقر الصدر (قدس سرّه الشريÙ)ØŒ Ùوجد انتاجه يشكل نسيجاً متماسكاً لمدرسة إسلامية متكاملة الأبعاد. Ùانبهر بشخصيته وذاب ÙÙŠ عطائه الÙكري.وكانت من جملة المواضيع التي نالت اعجاب الأخ الأسعد من كتب السيد Ù…Øمد باقر الصدر هي مسألة التجديد الكلامي والمضامين والأÙكار الاعتقادية التي خاضها ÙÙŠ ضوء منهجه الجديد.
ومن هذا المنطلق انÙØªØ Ø§Ù„Ø£Ø® الأسعد على التراث الشيعي، وبدأ يتعرّ٠بالتدريج على اصول ومبادىء هذا المذهب، والمرتكزات الÙكرية التي يعتمد عليها اتباع هذا المذهب.
معرÙØ© الامامة:
تعرّ٠الأخ الأسعد خلال مطالعته لكتب السيد Ù…Øمد باقر ومراجعته لباقي الكتب الشيعية على مسألة الإمامة ومكانتها ÙÙŠ الدين، وتبيّن له أن الإمامة كالنبوة Øاجة Øضارية متأصلة ÙÙŠ Øركة المجتمع والتاريخ، وأن الإمام كالنبي شهيد وخليÙØ© لله ÙÙŠ الأرض من أجل أن يواصل الØÙاظ على الثورة ضد الجاهلية والانØرا٠بكل Ù…Øتواه الÙكري والنÙسي وبكل جذوره ومظاهره المختلÙØ© من استبداد واستغلال، غير أن جزء من دور الرسول يكون قد اكتمل وهو إعطاء الرسالة والتبشير بها والبدء بالثورة الاجتماعية على أساسها، Ùالوصي ليس صاØب رسالة ولا يأتي بدين جديد بل هو المؤتمن على الرسالة والثورة التي جاء بها الرسول.
دارسته لموق٠الرسول ازاء الخلاÙØ© من بعده:
واصل الأخ الأسعد بØثه Øول الإمامة، ثم اØبّ أن يتعرّ٠على موق٠النبي(صلى الله عليه وآله)من الخلاÙØ©ØŒ Ùرأى أن الأمر لا يخرج من ثلاثة اØتمالات:
الاØتمال الأول: الطريق السلبي وإهمال أمر الخلاÙØ©ØŒ وهذا لا يمكن قبوله ÙÙŠ ØÙ‚ رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ لأنّه ناشىء من Ø£Øد أمرين: الأمر الأوّل: أن يعتقد الرسول أنّ ذلك غير مؤثر ÙÙŠ مستقبل الرسالة، الأمر الثاني: نظرته للدعوة نظرة مصلØية ولا يهمه إلاّ أن ÙŠØاÙظ على الرسالة ما دام Øياً ولا يعنيه مستقبلها ÙˆØمايتها من بعده.
الاØتمال الثاني: الموق٠الإيجابي المتمثل ÙÙŠ نظام الشورى، ولكن الأخ الأسعد خلال استقراء جملة من الشواهد من تاريخ الرعيل الأول ومواقÙÙ‡ لم يجد أن الرسول قد Ø·Ø±Ø Ù‡Ø°Ø§ الأمر أو بيّن له الطريقة الخاصة للاتباع، ولم يجد سوى النصوص المصرّØØ© على خلاÙØ© الإمام علي (عليه السلام) من بعده.
الاØتمال الثالث: الايجابية المتمثّلة ÙÙŠ اعداد من يقود الأمة، ويقول الأخ الأسعد: وجدت أن هذا الطريق هو الطريق الوØيد الذي ينسجم مع طبيعة الأشياء، ويعقل ÙÙŠ ضوء ظرو٠الدعوة والدعاة وسلوك النبي(صلى الله عليه وآله)ØŒ وهو أن يق٠النبي(صلى الله عليه وآله)من مستقبل الدعوة بعد ÙˆÙاته موقÙاً ايجابياً، Ùيختار بأمر الله سبØانه وتعالى شخصاً يعدّه اعداداً رسالياً وقيادياً خاصاً لتمثّل Ùيه المرجعية الÙكرية والزعامة السياسية.
وكانت من جملة الشواهد التاريخية والنصوص المروية عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ والتي دÙعت الأخ الأسعد للتثبت من صØØ© هذا المسلك هي Øديث "الدار" ÙˆØديث "الثقلين" Ùˆ"المنزلة" Ùˆ"الغدير" وغيرها.
صعوبة التØول الÙكري:
لم يكن من السهل للأخ الأسعد بعد اكتسابه القناعات الجديدة أن يتØرّر من الجانب العاطÙÙŠ الذي كان يشدّه بمعتقداته السابقة، ولكنه وق٠بكل صمود وتØدي ازاء كل التيارات التي Øاولت أن تسلب منه القناعات التي توصّل إليها عبر الأدلة والبراهين الساطعة.
واستعان الأخ الأسعد بالله تعالى، Ùشعر بعدها أنه يمتلك القدرة على تخطي كاÙØ© الØواجز والعقبات التي وقÙت بوجهه لتصرÙÙ‡ عن السير باتجاه الØقيقة.
اعلان الاستبصار:
ورغم الموانع النÙسية التي واجهها الأخ الأسعد خلال اتخاذه القرار النهائي بشأن الانتماء المذهبي، لكنه واصل سيره Ù†ØÙˆ الØÙ‚ هادىء النÙس، قوي الØجة، ثابت الجنان، واعلن عام 1984Ù… ÙÙŠ تونس اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ثم ساÙر إلى سوريا وأقام ÙÙŠ دمشق بجوار مرقد العقيلة زينب بنت الإمام علي (عليه السلام) والتØÙ‚ بالØوزة العلمية الموجودة هناك من أجل تلقي علوم ومعار٠أهل البيت (عليهم السلام) والالمام بسيرتهم ومنهجهم وتراثهم الذي جاؤوا به ليخرجوهم من الظلمات إلى النور.
مؤلّÙاته:
(1) "التجديد الكلامي عند الشهيد الصدر(قدس سره)":
صدر عن مركز الأبØاث العقائدية ضمن سلسلة الرØلة إلى الثقلين.
وهو دراسة تØليلة تستهد٠الكش٠عن أوجه التجديد والإبداع منهجياً ومÙاهيمياً ÙÙŠ دراسة اصول الدين عند الشهيد الصدر.
ويØتوي هذا الكتاب على ثلاثة Ùصول وخاتمه:الÙصل الأول: مراØÙ„ علم الكلام.
الÙصل الثاني: معالم التجديد المنهجي.
الÙصل الثالث: المضامين الجديدة ÙÙŠ ضوء المنهج الجديد.
الخاتمة: على طريق التجديد الكلامي.
(2) "المنهج الجديد ÙÙŠ تدريس العقائد": مخطوط.
(3) "Ùصول ÙÙŠ ثقاÙØ© الانتظار": مخطوط.
وله أيضاً العديد من المقالات ÙÙŠ مجلة الثقاÙØ© الاسلامية الصادرة ÙÙŠ دمشق ومجلة المنهاج الصادرة ÙÙŠ بيروت، ومجلة النور الصادرة ÙÙŠ لندن.
وقÙØ© مع كتابه: "التجديد الكلامي عند الشهيد الصدر(قدس سره)"
يقدّم الكاتب لكتابه هذا، Ùيقول:
بدأ التاريخ ÙÙŠ المشرق... وأذن التاريخ بنهايته ÙÙŠ الغرب نهاية تمخضت ÙÙŠ تØولات سياسية خطيرة عرÙها المعسكر الاشتراكي... ولا نزال نترقب تمثلاتها ÙÙŠ المعسكر الرأسمالي... بدأ التاريخ ÙÙŠ المشرق بعودة الوعي وعودة الإسلام يقود الØياة إلى Ø¢Ùاق مستقبلية رØبة... ويؤسس لنظم Ùكرية وثقاÙية ÙˆØضارية شاملة... تخلص الإنسان والمجتمع.. وتبشر بØياة سعيدة عادلة.
لقد ساهم ÙÙŠ صنع هذه اللØظة التاريخية العظيمة من Ùجر هذه الأمة رجالات كثر.. يشمخ على رأس قائمتهم... (Ù…Øمد باقر الصدر(قدس سره)) الذي استشهد ليمْنَØÙŽ كيان الأمة الإسلامية Ù†ÙØØ© من روØÙ‡ الطاهرة.. Ùيشارك إلى جانب آخرين ÙÙŠ بعث الØياة ÙÙŠ هذا الكيان.
لقد مثل باقر الصدر نموذجاً متميزاً من منظري الساØØ© وعلماً بارزاً ÙÙŠ سماء نهضتها الÙكرية وانبعاثها الØضاري.
وبعد عقدين من رØيله لا يزال انتاج باقر الصدر يشكل نسيجاً متماسكاً لمدرسة إسلامية متكاملة الابعاد.. وبالرغم من التطورات الثقاÙية والÙكرية التي عرÙها العالم منذ استشهاده إلاّ أن مشروعه الÙكري لا يزال يمثل من عناصر القوة والجدية ما يبقيه Øاجة مستمرة إلى قراءة جديدة...
ثم يتØدّث عن الجانب الÙكري والكلامي بالخصوص عند الشهيد
الصدر(قدس سره)ØŒ Ùيقول:يمتاز بأنه أسس لنقلات منهجية خطيرة خاصة على مستوى نظرية المعرÙØ©ØŒ Øيث أنّه بنى لنÙسه نظرية خاصة ÙÙŠ المعرÙØ© (المذهب الذاتي) طبقها على العديد من المسائل ÙÙŠ علم الكلام ÙÙŠ بØوثه المتÙرقة وهي ميزة ÙŠÙتقدها غيره من المجددين.
إن باقر الصدر رغم عدم امتلاكه أثراً متكاملا لتجديد المنهج الكلامي وطرق مسائله ÙˆÙÙ‚ منظوره الجديد لكن ما تركه من نتاج عقائدي متناثر ÙÙŠ مؤلÙاته المختلÙØ© ومØاضراته العديدة يشكل أرضية صلبة لنقد المنهج القديم، وصياغة النهج الجديد، وقراءة لأصول الدين من وجهة نظر مبتكرة بلØاظ ثقاÙØ© العصر ÙˆØاجاته وأسئلته واستÙساراته.
لقد تØولت لوØØ© أصول الدين ÙÙŠ منهج الصدر إلى نظريات متكاملة ÙÙŠ الثورة، والتغيير الاجتماعي والقيادة والخلاÙØ© والØياة..
ÙˆÙÙŠ هذا السياق ÙˆÙÙŠ مجال البØØ« العقائدي يتجلى إبداع (Ù…Øمد باقر الصدر) ÙÙŠ القدرة على الانتقال بعلم الكلام نقلات منهجية كبرى من شأنها أن تسهم ÙÙŠ أرساء أسس جديدة لعلم عقائدي جديد.
وباستقراء الانتاج الكلام والعقائدي للسيد Ù…Øمد باقر الصدر المبثوث هنا وهناك ÙÙŠ أكثر كتبه يمكن أن نستكشÙ: خمس نقلات منهجية أساسية:
أولا: من المنطق الأرسطي إلى المذهب الذاتي ثانياً: من الاتجاه التجزيئي إلى المنهج الترابطي الموضوعي ثالثاً: من النزعة الثبوتية إلى المنهج التكاملي رابعاً: من عقيدة الÙرد إلى عقيدة المجتمع خامساً: من المذهبية الجدلية إلى الإنسانية اليقينية.
ونق٠هنا بعض الشيء عند النقلة المنهجية الأولى.من منطق أرسطو إلى المذهب الذاتي:
يقول الكاتب ÙÙŠ هذا المجال:
ÙÙŠ كتاب ÙلسÙتنا تبنّى باقر الصدر النظرية الأرسطية ÙÙŠ المعرÙØ© Øيث سلّم بالبديهيات الست، وضرورة مبدأ العلية، ومسألة: بداهة الواقع الخارجي، لكنه لم يكن ليق٠ÙÙŠ Øدود منطق أرسطو الذي Øكم إلى Øد ما تراثنا الÙكري وخاصة الكلامي الذي تأثر بالمباØØ« المنطقية والÙلسÙية إثر ترجمة التراث اليوناني. واتخذ طابعاً جدلياً وتطر٠أØياناً كثيرة ÙÙŠ ملاØقة إشكالات الÙلسÙØ© والمنطق الارسطي Øتى سقط ÙÙŠ التجريد المطلق، والبØØ« عن شبهات اÙتراضية أكثر منها واقعية لا ثمرة عملية من ورائها.
"لكن باقر الصدر لم يستسلم للهيبة التاريخية للمنطق الأرسطي رغم كل التعديلات التي أدخلها عليه المÙكرون الإسلاميون، وقطع مع هذا التراث الطويل بأطروØته المتميزة: الأسس المنطقية للاستقراء، والذي قال عنها باقر الصدر Ù†Ùسه.. أنها استطاعت أن تملأ Ùراغاً كبيراً ÙÙŠ نظرية المعرÙØ© البشرية لم يستطع الÙكر الÙلسÙÙŠ أن يملأه خلال الÙÙŠ سنة"(1).
ليس كتاب الأسس المنطقية للاستقراء، كما قد يوØÙŠ عنوانه دراسة لمشكلة الاستقراء ÙØسب، ÙˆØÙ„ لقضية التعميم الاستقرائي، وانما هو أطروØØ© لنظرية معرÙية جديدة أسماها باقر الصدر: المذهب الذاتي ÙÙŠ المعرÙØ©: إنه مذهب ثالث مقابل المذهب التجريبي والمذهب العقلي.
____________
1- Ù…Øمود الهاشمي، بØوث ÙÙŠ علم الأصول، المجمع العلمي للشهيد الصدر، مج4ØŒ ص140. مقارنة بين المذهب الذاتي والمذهب العقلي:
سنØرّر هذه المقارنة ÙÙŠ النقاط التالية:
أولا: تØديد مصدر المعرÙØ©: Ùالمذهب الذاتي يتÙÙ‚ مع المذهب العقلي Øول وجود قضايا وإدراكات قبلية التي تمثّل أساساً يقوم عليه البناء الÙوقي للمعرÙØ©.
ثانياً: يختل٠مع المذهب العقلي ÙÙŠ الأساس المنطقي للتعميم الاستقرائي، Ùالمذهب العقلي يستند ÙÙŠ هذا التعميم إلى مبادىء ثلاثة: مبدأ السببية ومبدأ عدم تكرر الصدÙØ© باستمرار، ومبدأ: ان الØالات المتشابهة من الطبيعة تؤدي إلى نتائج متماثلة، ويعتقد هؤلاء أن هذا المبدأ مستقل عن التجربة، ومستقبل برهانيا عن مبدأ السببية، ومن نقطة الخلا٠هذه Øول رجوع الاستقراء إلى القياس Øسب المنطق العقلي ينطلق باقر الصدر ليشيد نظريتة ÙÙŠ المعرÙØ©.
ثالثاً: إن المذهب العقلي يؤمن اساساً بالتوالد الموضوعي ÙÙŠ المعرÙØ©ØŒ والقياس هو العمدة ÙÙŠ الاستدلال، ÙˆØتى الاستقراء يرجع ÙÙŠ الأخير إلى قياس صغراه الملازمة بين ظاهرتين كما تعكسها ملاØظاتنا، وكبراه ان الصدÙØ© لا تتكرر باستمرار.
والتلازم الموضوعي يعني أنه اعتماداً على التلازم بين قضية وأÙخرى، أو بين قضية ومجموعة قضايا أخرى يمكن أن تØصل معرÙتنا بتلك القضية من معرÙتنا بالقضية أو القضايا التي تستلزمها. مثال ذلك من قولنا: (سقراط انسان) Ùˆ(كل إنسان Ùان) نستنج ان (سقراط Ùان)ØŒ Ùهذا توالد موضوعي لأنه ناشىء عن التلازم بين الجانب الموضوعي للمقدمات والجانب الموضوعي للنتيجة. (Ùالتوالد الموضوعي هو الأساس ÙÙŠ كل استنتاج يقوم على القياس الأرسطي، لأن النتيجة دائماً ملازمة للمقدمات على أساس التوالد الموضوعي والتلازم بين القضايا
المستدل بعضها على البعض الآخر بصورة قياسية(1).أما التوالد الذاتي الذي يعتقد المذهب الذاتي أنها الطريقة التي تØصل بها أكثر معارÙنا Ùهي تؤمن بأنه يمكن أن تنشأ معرÙØ© جديدة انطلاقاً من التلازم بين الجانبين الذاتيين للمقدمات والنتائج دون تلازم ÙÙŠ الجانبين الموضوعيين والمقصود من الجانب الذاتي الادراك. ÙÙŠ Øين ان المنطق الأرسطي يعتبر أن هذا التلازم الذاتي دون تلازم ÙÙŠ الجانب الموضوعي غير كا٠للانتقال إلى النتيجة وهكذا Øاول المنطق الارسطي أن ÙŠÙسّر كل معارÙنا بأنها إمّا أن تكون أولية أو أنها مستنتجة على أساس التوالد الموضوعي. أما المذهب الذاتي Ùيؤمن: بوجود معار٠أولية تمثل الجزء العقلي القبلي من المعرÙØ© (مبدأ عدم التناقض)ØŒ وأن هناك معار٠ثانوية مستنتجة على طريقة التوالد الموضوعي (مثال ذلك نظريات الهندسة الاقليدية والمستنتجة من بديهيات تلك الهندسة)ØŒ وهناك معار٠ثانوية مستنتجة من معارÙنا السابقة بطريقة التوالد الذاتي (التعميمات الاستقرائية) وهي تهم أكثر معارÙنا.
رابعاً: إن المذهب الذاتي لا يشترط أن تكون المعرÙØ© الأولية يقينية: Ùهو ÙŠÙرجع بداية المعرÙØ© إلى قسمين: Ø£Øدهما: المعرÙØ© التي تÙرضها بديهيات نظرية الاØتمال. والآخر: Ù†Ùس الخبرة الØسية بالموضوعات، ÙÙ†ØÙ† Øين نشاهد سØاباً ÙÙŠ السماء تعتبر مشاهدتنا خبرة Øسيّة والسØاب ÙÙŠ السماء هو موضوع هذه٠المشاهدة، ومعرÙتنا بالمشاهدة Ù†Ùسها معرÙØ© ابتدائية أولية وليست مستدلة، وأما معرÙتنا بوجود سØاب ÙÙŠ السماء Ùهي معرÙØ© مستدلة بطريقة استقرائية، ومع
____________
1- Ù…Øمد باقر الصدر، الأسس المنطقية للاستقراء، دار التعار٠للمطبوعات، لبنان، 1981ØŒ ص135. تمسك المذهب الذاتي بوجود بداية للمعرÙØ© Øتى لا يلزم التراجع إلى ما لا نهاية، لا يقر بأن تكون هذه البدايات ضرورية ويتصور المذهب الذاتي المعرÙØ© الأولية اØتمالية ÙÙŠ مجالين: المجال الأول: مجال الخبرة الØسيّة والثاني مجال القضايا العقلية الأولية التي يكون ثبوت المØمول Ùيها للموضوع ثبوتاً مباشراً دون Øدّ أوسط. هذه القضايا التي لا يمكن اثباتها باستنباط عقلي قد تكون متقدمة بدرجة عالية من التصور، وكذلك بدرجات أقل (وما دامت بعض المعار٠الأوليّة بالامكان أن تØصل بقيم اØتمالية ÙÙŠ البداية Ùمن الممكن تنمية هذه القيم الاØتمالية ÙˆÙقاً لنظرية الاØتمال، Ùكلما وجدت اØتمالات تتضمن تلك المعرÙØ© الأولية المØتملة ازدادت قيمتها الاØتمالية(1).ومن المهم ونØÙ† نتØدث عن نظرية المذهب الذاتي كنقلة منهجية ÙÙŠ المبØØ« الكلامي أن نلخص طريقة التوالد الذاتي للمعرÙØ©.
ذكرنا سابقاً أن المذهب الذاتي يرى أن أكثر معارÙنا تتوالد بطريقة ذاتية لا موضوعية، وهذا التوالد يمر بمرØلتين مرØلة موضوعية ومرØلة ذاتية: (إن كل معرÙØ© ثانوية ÙŠØصل عليها العقل على أساس التوالد الذاتي تمر بمرØلتين إذ تبدأ أولا مرØلة التوالد الموضوعي، ÙˆÙÙŠ هذه المرØلة تبدأ المعرÙØ© اØتمالية وينمو الاØتمال باستمرار، ويسير نمو الاØتمال ÙÙŠ هذه المرØلة بطريقة التوالد الموضوعي Øتى تØظى المعرÙØ© بدرجة كبيرة جداً من الاØتمال غير ان طريقة التوالد الموضوعي تعجز عن تصعيد المعرÙØ© إلى درجة اليقين، ÙˆØينئذ تبدأ مرØلة التوالد الذاتي لكي تنجز ذلك وترتÙع بالمعرÙØ© إلى مستوى اليقين)(2).
____________
1- م. ن، ص504. 2- م. ن، ص141.
مضامين جديدة ÙÙŠ ضوء المنهج الجديد:
يبين الكاتب ذلك بالقول:
مع تØقق النقلات المنهجية الهامة كان لابد لعلم الكلام أن يتجدد لا ÙÙŠ آليات البØØ« Ùقط وانما ÙÙŠ المضامين والمÙاهيم، Øتى انه يمكن القول أن (العقيدة) اضØت ÙÙŠ تعريÙها كنظرية للانسان والØياة والثورة أقرب ما تكون من قاعدة للنهضة والتقدم والتغيير.
ولكن كي٠يمكن أن ندرس المضامين الجدية والمÙاهيم الناتجة عن المنهج المبتكر؟ خاصة وأن العقيدة ÙÙŠ ضوء هذا المنظور الجديد تتقاطع مع الرؤية الكونية ÙˆÙلسÙØ© الدين ÙˆÙلسÙØ© التاريخ والنظام الاجتماعي.
إن دراسة هذه المضامين خارج الاطار الكلاسيكي (التقسيم الخماسي) يجعلنا نواجه صعوبات ما.. أدناها انه لن ØªØªØ¶Ø Ø§Ù„Ø¹Ù„Ø§Ù‚Ø§Øª بين المطالب العقائدية والمجالات الأخرى.
خاصة ÙÙŠ ظل العقليّة القديمة التي تشكلت عبر قرون عديدة ورؤيتها المسبقة لأصول الدين ÙÙŠ تعيناتها الثابتة، ÙÙŠ Øين أن المشروع الÙكري العام لباقر الصدر يستند إلى Øلقات متلاØمة ومتراصة تØتل Ùيها العقيدة (الرؤية الكونية) إلى جانب نظرية المعرÙØ© الأسس الجذرية للبناء الÙكري العام ÙÙŠ شتى ميادين الØياة (اجتماع، سياسة، اقتصاد... الخ).
لأجل ذلك ØاÙظنا على الاطار القديم للتصني٠المعرو٠ÙÙŠ أصول الدين (اللوØØ© الخماسية) وهذا سيساعد على تلمس معالم التجديد العميق الذي Ø£Øدثه باقر الصدر ÙÙŠ مستوى المÙاهيم والمضامين، والتي لا تقل أهمية التجديد ÙÙŠ مجالها عن التجديد من المناهج والآليات. لأن السيد باقر الصدر يولي دائماً المÙاهيم أهمية خاصة.. ويعتبرها قاعدة السلوك والخط الذي يختاره ويشقه
الانسان ÙÙŠ الØياة.وسو٠نق٠مع بعض ما أورده ÙÙŠ الأصل الأول.
التوØيد:
أدرك القدماء أهمية التوØيد ومØوريته لكل الأصول الاخرى Ùسمّوه: أصل الأصول. واطلق على العقائد اسم (علم التوØيد)ØŒ لأن الأصول الاخرى متوقÙØ© عليه. وعرّ٠بعضهم علم الكلام بأنّه العلم الذي يبØØ« عن ذات الله وصÙاته وأÙعاله. ويندرج تØت Ø£Ùعاله: النبوة والامامة والمعاد، لانها تمثل تجليات الÙعل الإلهي ÙÙŠ الكون والØياة وما بعد الØياة.
يلتقي باقر الصدر مع رؤية القدماء Øول مركزية التوØيد، ويÙجر ÙÙŠ كتاباته Ù…Ùاهيم عديدة وتصورات مستجدة تواكب المعركة التي يعيشها الإسلام ÙÙŠ عصره الØالي ولØظته التاريخية.
ويختار القضية التالية كعنوان للتجديد ÙÙŠ مستوى هذا الأصل:
التوØيد والمثل الأعلى المطلق:
نظرة جديدة تلك التي يطرØها باقر الصدر عبر Ù…Ùهوم (المثل الأعلى المطلق)ØŒ Ùالمجتمع والÙرد سواء بسواء يتشخص سيرهما، ومعالم هذا السير من خلال اختيار المثل الأعلى (Ùبقدر ما يكون المثل للجماعة البشرية صالØاً وعالياً وممتداً تكون الغايات صالØØ© وممتدة، وبقدر ما يكون هذا المثل الأعلى Ù…Øدوداً أو منخÙضاً تكون الغايات المنبثقة عنه Ù…Øدودة ومنخÙضة أيضاً)(1). Ùالمثل الأعلى هو Ù…Øور أي Øركة تاريخية لأنه ÙŠØدد غاياتها وأهداÙها، وبدورها هذه الأهدا٠هي التي ترسم Øدود الانشطة والØركات ضمن
____________
1- Ù…Øمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية، Ù…. س، ص145. مسار ذلك المثل الأعلى.لقد صن٠المثل العليا إلى ثلاثة أقسام:
Ù€ القسم الأول: المثل الأعلى المنتزع من الواقع المعيش بكل ما ÙŠØويه من ظرو٠وملابسات.
Ù€ القسم الثاني: المثل الأعلى المØدود هذا النوع ليس تعبيراً تكرارياً عن الواقع كما هو القسم الأول بل هو تطلع للمستقبل، لكنه منتزع عن جزء من هذا الطريق المستقبلي الطويل.
Ù€ القسم الثالث: المثل الأعلى المطلق: الذي تؤمن به عقيدة التوØيد وهو الله جل جلاله.
النوع الأول يمثل Ù…Øاولة لتجميد الواقع، ويكون المستقبل تكراراً للواقع Ùˆ(هذا النوع من الآلهة يعتمد على تجميد الواقع، وتØويل ظروÙÙ‡ النسبية إلى مطلقة لكي لا تستطيع الجماعة البشرية أن تتجاوز الواقع، وأن ترتÙع بطموØاتها عن هذا الواقع)(1).
إن تبني هذا النوع من المثل العليا يرجع إلى Ø£Øد سببين:
أولا: سبب Ù†Ùسي: وهي Øالة الخمول والالÙØ© التي تجعل المجتمع يعيش Øالة ضياع Ùينغلق على آلهة ينتزعها من واقعه ÙŠØوّلها إلى Øقيقة مطلقة، وقد عبّر القرآن الكريم عن ظاهرة تقديس الواقع الموروث وتØويل رموزه النسبية إلى Øقائق مطلقة ÙÙŠ آيات عديدة(2).
(قَالÙواْ بَلْ نَتَّبÙع٠مَآ أَلْÙَيْنَا عَلَيْه٠ءَابَآءَنَآ Ø£ÙŽÙˆÙŽ لَوْ كَانَ ءَابَآؤÙÙ‡Ùمْ لاَ يَعْقÙÙ„Ùونَ
____________
1- م. ن، ص149. 2- من نماذج هذه الآيات: (المائدة 104)، (يوس٠78)، (ابراهيم 10)، (الزخر٠22)، (هود 62)..).
شَيْـاً ÙˆÙŽ لاَ يَهْتَدÙونَ)(1).السبب الثاني: اجتماعي ويتمثّل ÙÙŠ التسلط الÙرعوني: ÙالÙراعنة يرون ÙÙŠ التوØيد تجاوزاً للواقع الذي يسيطرون عليه، وبالتالي خطراً يهدد سلطانهم ويزلزل كيانهم، Ùيكون من مصلØتهم أن يغمضوا عيون الناس عن أي Ø£ÙÙ‚ وراء الواقع.. ولن ÙŠØصل ذلك إلاّ بتØويل هذا الواقع إلى مطلق إلى مثل أعلى لا يمكن تجاوزه.. ÙÙرعون ÙŠØاول دائماً أن يعبىء الجماهير ويؤطرها ÙÙŠ ظل وجوده ورؤيته هو (قَالَ ÙÙرْعَوْن٠مَآ Ø£ÙرÙيكÙمْ Ø¥Ùلاَّ Ù…ÙŽØ¢ أَرَى ÙˆÙŽ Ù…ÙŽØ¢ أَهْدÙيكÙمْ Ø¥Ùلاَّ سَبÙيلَ الرَّشَادÙ)(2)ØŒ (ÙˆÙŽ قَالَ ÙÙرْعَوْن٠يَـأَيّÙهَا الْمَلاَ٠مَا عَلÙمْت٠لَكÙÙ… Ù…Ùّنْ Ø¥Ùلَـه غَيْرÙÙŠ)(3).. إنه خط الطاغوت ÙÙŠ التاريخ الذي يسعى لتجميد Øركة المجتمع البشري، وتØويل الواقع إلى مطلق، وسجن الجماعة البشرية ÙÙŠ ضيق الماضي ÙˆØÙدÙود٠رموزه.. هكذا تتØول معركة التوØيد والكÙر إلى معركة بين قوى التقدم وقوى التآمر والجمود، وتكون (الÙرعونية) بكل مظاهرها الاقتصادية والاجتماعية والسياسة.. المؤسسة وتØررها الرسالي.. إن مصير الأمم التي تخضع لهذه المثل العليا المنخÙضة إنها تتØول إلى ما أسماه(قدس سره).. (Ø´Ø¨Ø Ø£Ù…Ø©) تعيش الÙرقة والتمزق، لأنه بغياب عقيدة التوØيد.. ينتÙÙŠ الإطار الذي يوØد صÙو٠الأمة، Ùˆ(يبقى كل إنسان مشدود إلى Øاجاته المØدودة إلى مصالØÙ‡ الشخصية إلى تÙكيره ÙÙŠ أموره الخاصة، كي٠يصبØØŸ كي٠يمسي؟ كي٠يأكل؟ كي٠يشرب؟ كي٠يوÙر الراØØ© والاستقرار لأولاده ولعائلته أي راØة؟ أي استقرار؟ الراØØ© بالمعنى الرخيص للراØØ© والاستقرار بالمعنى الرخيص من الاستقرار.. يبقى كل انسان سجين
____________
1- البقرة: 170. 2- غاÙر: 29.
3- القصص: 38.
Øاجاته الخاصة سجين رغباته الخاصة..)(1)ØŒ ويØدد باقر الصدر هذه الأمة النهائي بأØد الإجراءات الثلاثة التالية:الاجراء الأول: ان تتداعى الأمة لغزو عسكري من الخارج، لأن الأمة Ø£Ùرغت من Ù…Øتواها وصار كل Ùرد ÙŠÙكّر ÙÙŠ ذاته.
الاجراء الثاني: الذوبان والانصهار ÙÙŠ مثال أعلى أجنبي مستورد.
الاجراء الثالث: أن ينشأ ÙÙŠ اعماق هذه الأمة بذور إعادة المثل الأعلى من جديد بمستوى العصر الذي تعيشه تلك الأمة.
أما النوع الثاني (المثل الأعلى المØدود) Ùقد نجد لتبني المجتمعات والأÙراد لهذا النوع عذراً، لأنّهم لا يستطيعون أن يستوعبوا المطلق بØكم Ù…Øدودية الأذهان، ويكمن الخطر هنا أيضاً ÙÙŠ أن يضÙÙŠ على هذا المستقبل القريب الاطلاق من جميع الجهات، لا شك أن هذا النوع يعطي للجميع طاقة Ù†ØÙˆ المستقبل ودÙعاً، ولكن ÙÙŠ Øدود Ø¢Ùاق هذا المثل الأعلى، لأنه سرعان ما يبلغ مداه الاقصى ÙيتØول إذا لم نتجاوزه إلى عائق يعطل المسيرة ويشدها إلى عهود تكرارية.
بهذه الموازنة بين هذه الأنواع المختلÙØ© للمثل العليا يبرز الصدر الأهمية الØضارية لعقيدة التوØيد، وللمثل الأعلى المطلق الذي يجعل من الله غاية للمسيرة (يَـأَيّÙهَا الاْÙنسَـن٠إÙنَّكَ كَادÙØÙŒ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ رَبÙّكَ كَدْØاً ÙÙŽÙ…ÙلَـقÙيه٠)(2) بكل ما يعنيه ذلك من تألق المسيرة وديمومتها وتكاملها اللامØدود.
إن عقيدة التوØيد تصنع التواÙÙ‚ بين الوعي البشري والواقع الكوني الذي
____________
1- م. ن، ص161. 2- الانشقاق: 6.
ÙŠÙرض هذا المثل الأعلى Øقيقة قائمة ثابتة.. ولذلك عبرت الآية عن Ø§Ù„ÙƒØ¯Ø Ø¨ØµÙŠØºØ© خبرية لا بصيغة إنشائية. Ùالبشرية ØªÙƒØ¯Ø Ù†ØÙˆ الله شاءت أم أبت Øتى الذين يتمردون على الله هم يسيرون Ù†ØÙˆ الله ولكن من Øيث لا يشعرون.. لأن كونه سبØانه مثلا أعلى Øقيقة كونية على الانسان أن يعيها ويرتبط بها.. (ÙˆÙŽ الَّذÙينَ ÙƒÙŽÙَرÙواْ أَعْمَــلÙÙ‡Ùمْ كَسَرَاب بÙÙ‚Ùيعَة ÙŠÙŽØْسَبÙه٠الظَّمْـَان٠مَآءً Øَتَّى Ø¥Ùذَا جَآءَه٠لَمْ يَجÙدْه٠شَيْـاً ÙˆÙŽ وَجَدَ اللَّهَ عÙندَه٠ÙÙŽÙˆÙŽÙَّاه٠ØÙسَابَه٠وَ اللَّه٠سَرÙيع٠الْØÙسَاب٠)(1).وعقيدة التوØيد عندما توØد بين الوعي والواقع وبين الاعتقاد والØقيقة.. ÙŠØدث تغيراً كمياً وكيÙياً على مسيرة الإنسان، Ùالمثل الأعلى المطلق ÙŠØÙز الانسان والمجتمع Ù†ØÙˆ التقدم ويضÙÙŠ على المسيرة اندÙاعاً وتجدداً لا ينضب، Ùعلى المستوى الكمي ÙŠÙØªØ Ø¢Ùاقاً لا نهاية لها، لأنه كلما قطعت المسيرة شوطاً Ù†ØÙˆ الله انÙتØت أمامها أشواطاً جديدة.. وتسقط Øينئذ وتتهاوى كل الاشكال من الالوهيات المزيÙØ© على هذا الطريق الزاØÙ Ù†ØÙˆ المطلق (من هنا كان دين التوØيد صراعاً مستمراً مع كل اشكال الآلهة، والمثل المنخÙضة والتكرارية التي Øاولت أن تØدد من كمية الØركة من أن توصل الØركة إلى نقطة ثم تقول ق٠أيها الإنسان)(2).
(أما التغير الكيÙÙŠ تتجلى ÙÙŠ ØÙ„ الجدل الداخلي للإنسان بإعطاء الشعور الداخلي بالمسؤولية الموضوعية، لأن الانسان من خلال إيمانه بهذا المثل الأعلى ووعيه على طريقه بØدوده الكونية الواقعية من هذا الوعي ينشأ بصورة موضوعية شعور معمق لديه بالمسؤولية تجاه هذا المثل الأعلى لأول مرة ÙÙŠ تاريخ المثل
____________
1- النور: 39. 2- م. ن، ص185.
البشرية التي Øركت البشر على مر التاريخ)(1).وسبب ذلك أن المثل الأعلى المطلق Øقيقة وواقع عيني منÙصل عن الإنسان، وبذلك يتÙÙ‚ الشرط المنطقي للمسؤولية وجود جهة عليا يؤمن هذا الإنسان بأنه مسؤول أمامها.
على طريق التجديد الكلامي:
إن أطروØØ© الصدر الكلامية لا تزال تختزن داخلها مشاريع عدة تستوجب جهوداً كبيرة لتÙجيرها، والرقي Ø¨Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù‚Ø§Ø¦Ø¯ÙŠ إلى مستويات أعلى قادرة على مقارعة كل التيارات المستØدثة، واقتØام كل الساØات الÙكرية والÙضاءات الثقاÙية وتØدي كل المشاريع المضادة..
نعم انه من الطبيعي أن المجددين الكبار يرØلون قبل أن يتموا مشاريعهم الكبرى، لأن مشاريعهم الÙكرية والØضارية هي دوماً أكبر من أعمارهم وتØتاج إلى أجيال عديدة تستوÙÙŠ اغراضها على أيديهم..ØŒ ولكن مع ذلك.. لابد من توجه صادق وقوي Ù†ØÙˆ هذه المهمة Øتى Ù†Øقق بعد سنين نتائج مثمرة على هذا الطريق.
____________
1- م. ن. ص185.