ولد بمنطقة " اوكني " ÙÙŠ ولاية " كوغي " ÙÙŠ نيجيريا(1)ØŒ ونشأ ÙÙŠ أسرة تعتنق المذهب المالكي، Øصل على شهادة الثانوية ÙÙŠ المدارس الأكاديمية، ثم انتمى إلى اØدى المدارس الدينية ÙÙŠ منطقته، Ùدرس العديد من الكتب الÙقهية على مذهب الإمام مالك وعلوم القرآن، ومارس نشاطات تبليغية ÙÙŠ خدمة الإسلام ÙÙŠ منطقته.
تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1988Ù… ÙÙŠ ولاية " كوغي ".
التعر٠على التشيع:
يقول الأخ إدريس: " كانت هوايتي المÙضلة مطالعة الكتب وقراءة البØوث الدينية، Ùكنت أقرأ كل كتاب يقع ÙÙŠ متناول يدي مهما كان انتماء مؤلÙÙ‡ المذهبي
____________
1- نيجيريا: تطل على المØيط الأطلسي قرب خليج غينيا ÙÙŠ غرب اÙريقيا، يزيد عدد سكانها على (130) مليون نسمة، وتعتبر من أكبر دول اÙريقيا من Øيث السكّان، يشكّل المسلمون نسبة 70% من السكّان تقريباً، يتّبع أكثرهم المذهب المالكي، ويشكّل الشيعة نسبة 5% منهم وينتشرون ÙÙŠ أغلب المدن النيجيريّة. والثقاÙÙŠØŒ وكنت أقرأ بعقل منÙØªØ ÙˆØ°Ù‡Ù†ÙŠØ© واعية لأوسع بذلك Ø¢Ùاق رؤيتي للكون والØياة، واستمر بي الأمر على هذا المنوال Øتى اطلعت على الكثير من Ø£Ùكار ورؤى الأمم الأخرى.ÙˆÙÙŠ Ø£Øد الأيام كنت أسير مع مجموعة من الأصدقاء ÙÙŠ طريق الذهاب إلى المدرسة الثانوية، قال Ø£Øدنا: إنّي قد سمعت أمراً عجيباً لم أسمع به من قبل!.
Ùقلنا له: وما ذاك؟
قال: سمعت من Ø£Øد أصدقائي أنّ الخلاÙØ© بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كانت من Øقّ الإمام عليّ ولم تكن من Øقّ أبي بكر، وهناك أدلة قوية على ذلك، ويجب على كل مسلم أن يتÙØص هذا الأمر بنÙسه ولا يبقى تابعاً أعمى يقوده المجتمع Øيث يشاء.
Ùتأثرت كثيراً بهذه المعلومة الجديدة، ورغم مطالعاتي التي كنت اعتبرها كثيرة وجدت Ù†Ùسي أمام أمر Ù…Øيّر يمس عقائدي ÙÙŠ الصميم، وأنا لا أعر٠كي٠أواجهه، ولا أهتدي السبيل ÙÙŠ علاجه، Ùذهبت إلى بيت ذلك الشخص لأستÙسر منه الأمر بدقة.
ÙرØب بي أجمل ترØيب، واØتÙÙ‰ بقدومي إليه بكل Øرارة، ولمّا استقر بنا المجلس أخذ يبيّن لي بعض الØقائق التاريخية، Ùسلط الأضواء على بعض الأØداث بعد ÙˆÙاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ÙˆÙÙŠ نهاية المجلس أهداني كتاب " نهج البلاغة " المترجم إلى اللغة الانجليزية وكتاب آخر تØت عنوان " الإمامة " وكتاب " المراجعات " للعلامة عبد الØسين شر٠الدين، Ùأخذت منه هذه الكتب بعد تقديمي جزيل الشكر له وعدت إلى البيت.
أخذت بمطالعة هذه الكتب التي كانت بالنسبة لي من نوع آخر ÙÙŠ الطرØ
والمØتوى ومغايرة للكتب التي قرأتها سابقاً، وكان أكثر مالÙت انتباهي ÙÙŠ هذه الكتب هو Øديث الثقلين المنقول بالتواتر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ والذي يوصي Ùيه أمّته بالتمسك بكتاب الله وعترته أهل بيته (عليهم السلام) ØŒ وكانت كلمة " العترة " Ù…Ùردة لم تطرق سمعي من قبل، ومصطلØاً جديداً، Ùبدأت بالبØØ« لمعرÙØ© مصاديقهم ليتبين لي الأمر الذي صاروا به عدلاً للكتاب السماوي العزيز.
البØØ« عن مصداق العترة:
بدأت بالبØØ« ÙÙŠ كتب أهل السنة Øول أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ Ùوجدت البعض يذهب إلى أنّ أهل البيت هم آل عباس أو آل عقيل، والبعض الآخر يذهب إلى أنّ أهل بيت الرسول (عليهم السلام) نساؤه.
وراجعت كتب الشيعة Ùرأيتهم ÙŠØصرونهم ÙÙŠ أصØاب الكساء وذرية الØسين (عليه السلام) ØŒ واستدلوا لإثبات قولهم هذا بآيات من القرآن كآية المباهلة والتطهير.
Ùكلمة ( أَنْÙÙسَنا ) ÙÙŠ آية المباهلة تشير إلى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ لأنّه Ù†Ùس الرسول كما ذكر ذلك المÙسرون من أبناء العامّة وغيرهم، وكلمة (Ù†Ùساءَنا)تشير إلى Ùاطمة(عليها السلام)ØŒ وكلمة ( أَبْناءَنا ) تشير إلى الØسن والØسين(صلى الله عليه وآله).
وآية التطهير قد ورد Ùيها ذكر أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس ÙÙŠ سياق يختل٠عن ذكر نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).
Ùبضم هذه القرائن بعضها مع بعض، وجمع كلام المÙسرين Ùيها، يتبيّن للباØØ« بأنّ عترة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) هم الذين باهل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بهم نصارى نجران، Øيث لم يخرج سواهم ÙÙŠ هذا الأمر الخطير مما Øدا بالنصارى أن يتراجعوا أمام هذه الوجوه النورانية".
Øديث الثقلين ودلالته:
إنّ هذا الØديث متواتر لدى الÙريقين، وقد اعتر٠به العامة والخاصة، ورواه ما يزيد على ثلاثين صØابياً، وقد ذكره الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ أكثر من موطن، كيوم عرÙØ© ÙÙŠ Øجة الوداع، ويوم الغدير ÙÙŠ خطبته، ÙˆÙÙŠ مرض ÙˆÙاته(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وعليه Ùقد تعدّدت روايته عنه(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ونورد هنا ثلاثة نصوص شريÙØ©.
1 Ù€ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي تارك Ùيكم الثقلين: كتاب الله وأهل بيتي، وإنّهما لن ÙŠÙترقا Øتى يردا عليَّ الØوض "(1).
2 Ù€ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي أو شك أن أدعى، Ùاجيب، وإنّي تارك Ùيكم الثقلين: كتاب الله عزّوجلّ وعترتي. كتاب الله Øبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وأنّ اللطي٠الخبير أخبرني إنّهما لن ÙŠÙترقا Øتى يردا عليَّ الØوض Ùانظروا كي٠تخلÙوني Ùيهما "(2).
3 Ù€ قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " يا أيّها الناس، إنّي تركت Ùيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي "(3).
____________
1- أنظر: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشاÙعي: 234 (281)ØŒ المناقب للخوارزمي الØÙ†ÙÙŠ: 154 (182)ØŒ Ùرائد السمطين للجويني الشاÙعي: 2 / 143 (436). 2- أخرجه Ø£Øمد ÙÙŠ Ùضائل الصØابة: 2 / 779 (1383)ØŒ والهندي ÙÙŠ كنز العمال: 1 / 186 (944) وابن المغازلي ÙÙŠ مناقب علي بن أبي طالب: 235 (283)ØŒ ويوجد ÙÙŠ الصواعق المØرقة لابن Øجر: 2 / 438ØŒ وذخائر العقبى للطبري: 16ØŒ وإسعا٠الراغبين للصبان الشاÙعي بهامش نور الأبصار: 103ØŒ وينابيع المودة للقندوزي الØÙ†ÙÙŠ: 1 / 102ØŒ 119ØŒ 123ØŒ ومجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 163ØŒ والطبقات الكبرى لابن سعد: 2 / 150ØŒ ومسند ابي يعلى: 2 / 297 (1021).
3- أنظر: سنن الترمذي: 6 / 124 (3786)ØŒ نظم درر السمطين للزرندي الØÙ†ÙÙŠ: 232ØŒ ينابيع المودة للقندوزي: 1 / 99ØŒ تÙسير ابن كثير: 4 / 110ØŒ Ù…ØµØ§Ø¨ÙŠØ Ø§Ù„Ø³Ù†Ø© للبغوي: 2 / 457 (2726)ØŒ المعجم الكبير للطبراني: 3 / 66 (2680).
والثَقَل: كل شيء Ù†Ùيس مصون(1)ØŒ وقال النووي: " سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما، وقيل: لثقل العمل بهما "(2).وأمّا دلالة الØديث:
1 Ù€ عصمة العترة من الخطأ، Øيث أخبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّ عترته مع القرآن دائماً، وكل من كان مع القرآن دائماً مصيب دائماً، وكل مصيب دائماً معصوم، Ùأهل البيت (عليهم السلام) معصومون، Ùلو جاز عليهم الخطأ لأمروا بالخطأ، ولا شيء من الخطأ يجوز التمسك به، ولمّا وجب التمسك بهم مطلقاً كالقرآن وجب أن يكونوا معصومين.
2 Ù€ إنّ العترة (عليهم السلام) عندهم علم القرآن الذي Ùيه تبيان كل شي، Ùيتعيّن الرجوع إليهم ÙÙŠ أخذ معارÙÙ‡ وعلومه وسائر Ø£Øكامه لا إلى غيرهم، وقد ØµØ±Ù‘Ø Ø§Ù„Ø±Ø³ÙˆÙ„(صلى الله عليه وآله وسلم) بأعلميتهم بصورة مطلقة ÙÙŠ Øديث قائلا: " ولا تعلّموهم إنّهم أعلم منكم "(3).
3 Ù€ عدم صØØ© التمسك بأØدهما دون الآخر، لأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) رتب الضلال على تركهما معاً، وهذا يعني عدم هداية من يتمسك بالقرآن ÙˆØده وتخل٠عن العترة، بل لا يكون التمسك بالقرآن تمسكاً به بدون العترة لما يقتضيه قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): " ولن ÙŠÙترقا ".
4 Ù€ وجود إمام من البيت النبوي ÙÙŠ كل زمان يجب التمسك به كالقرآن،
____________
1- أنظر: القاموس المØيط، مادة ثقل: 3 / 342. 2- أنظر: صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù… Ø¨Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù†ÙˆÙˆÙŠ: 15 / 175 (6175)ØŒ كتاب Ùضائل الصØابة، باب Ùضائل عليّ.
3- أنظر: مجمع الزوائد للهيثمي: 9 / 163، الدر المنثور للسيوطي 2 / 60، كنز العمال: 1 / 188 (947)، المعجم الكبير للطبراني: 5 / 166 (4971).
وهو دليل على وجوب وجود الإمام الثاني عشر (عليه السلام) بدليل قوله: " لن ÙŠÙترقا Øتى يردا عليَّ الØوض ".وخلاصة القول ÙÙŠ الØديث: هو وجوب إمامتهم دون غيرهم، لوجوب التمسك بهم وأخذ معالم الدين منهم واتباعهم، وعصمتهم ووجود علم القرآن عندهم وأعلميتهم.
Øديث " كتاب الله وسنتي ":
Øاول البعض معارضة Øديث الثقلين المتواتر(1) بØديث " وسنتي "ØŒ المذكور ÙÙŠ كتب القوم بنصوص هي:
1 Ù€ رواية مالك بن أنس المتوÙÙ‰ عام 179هـ، وهو أوّل من روى هذا الخبر! Øيث ذكره ÙÙŠ الموطأ: " ÙˆØدّثني عن مالك أنّه بلغه أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تركت Ùيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنّة نبيّه "(2).
2 Ù€ رواية الØاكم النيسابوري المتوÙÙ‰ سنة 405 هـ ÙÙŠ المستدرك: " Øدثنا أبو بكر Ø£Øمد بن إسØاق الÙقيه، أنبأ العباس بن الÙضل الاسÙاطي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، وأخبرني إسماعيل بن Ù…Øمّد بن الÙضل الشعراني، ثنا جدّي، ثنا ابن أبي أويس، Øدثني أبي، عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خطب الناس ÙÙŠ Øجة الوداع Ùقال: " قد يئس الشيطان بأنّ ÙŠÙعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن ÙŠÙطاع Ùيما سوى ذلك مما تØاقرون من أعمالكم، ÙاØذروا يا أيّها الناس، إني قد تركت Ùيكم ما إن اعتصمتم به Ùلن تضلّوا أبداً:
كتاب الله وسنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ان كلّ مسلم أخ المسلم، المسلمون إخوة، ولا ÙŠØÙ„
____________
1- أنظر: كتاب " Øديث الثقلين ÙˆÙقهه " لعلي Ø£Øمد السالوس. 2- موطأ مالك: 2 / 321 كتاب القدر.
لأمرىء مال أخيه إلاّ ما أعطاه عن طيب Ù†Ùس، ولا تظلموا ولا ترجعوا من بعدي ÙƒÙّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض... ".إلى أنّ قال: وذكر الاعتصام بالسنة ÙÙŠ هذه الخطبة غريب، ويÙØتاج إليها. وقد وجدت له شاهداً من Øديث أبي هريرة: أخبرنا أبو بكر بن إسØاق الÙقيه، أنبأ Ù…Øمّد بن عيسى بن السكن الواسطي، ثنا داود بن عمرو الضبّي، ثنا ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù† موسى الطلØÙŠØŒ عن عبد العزيز بن رÙيع، عن أبي صالØØŒ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " إنّي قد تركت Ùيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتÙرقا Øتى يردا عليَّ الØوض "(1).
3 Ù€ رواية ابن عبد البرّ المتوÙÙ‰ سنة 463 هـ، والتي وصل بها خبر الموطأ: " ÙˆØدثنا عبد الرØمن بن ÙŠØيى، قال: Øدثنا Ø£Øمد بن سعيد، قال: Øدثنا Ù…Øمّد ابن إبراهيم الديلي، قال: الديلي عليّ بن زيد الÙرائضي، قال: Øدثنا الØنيني، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوÙØŒ عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): " تركت Ùيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) "(2).
هل يعارض Øديث " وسنتي " Øديث الثقلين؟
ÙÙŠ الØقيقة، إنّ هذا الØديث لا يقوى لمعارضة Øديث الثقلين، وذلك لعدّة Ø£Ùمور:
1 Ù€ هذا الØديث لم يخرجه البخاري ومسلم ÙÙŠ كتابيهما، وإنّ مجموعة
____________
1- مستدرك الØاكم: 1 / 171 (318). 2- ÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø§Ù„Ùƒ بتبويب التمهيد لابن عبد البر: 9 / 283 (682)ØŒ التمهيد لابن عبد البر: 1 / 525 (824).
كبيرة من علماء أبناء العامة يتركون الØديث بتركهما له ولو ØµØ Ø§Ø³Ù†Ø§Ø¯Ù‡!2 Ù€ إنّ الØديث لم يخرّج أيضاً ÙÙŠ الصØØ§Ø Ø§Ù„Ø³ØªØ© عندهم!
3 Ù€ إنّ الØديث لم يخرّج ÙÙŠ مسند Ø£Øمد بن Øنبل، وقد نقل عنه قوله: " انّ ما ليس ÙÙŠ المسند Ùليس بصØÙŠØ ".
4 Ù€ قد ØµØ±Ø ØºÙŠØ± واØد بغرابته! كالØاكم بقوله الذي مرّ: " ذكر الاعتصام بالسنّة ÙÙŠ هذه الخطبة غريب "ØŒ وقال أبو نصر السجزي: " غريب جداً "(1).
أمّا الكلام ÙÙŠ الأسانيد:
Ùخبر الموطأ الذي هو عمدة ما ورد Ùيه لاسند له! وقد قال السيوطي بشرØÙ‡: " وصله ابن عبد البر من Øديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوÙØŒ عن أبيه، عن جدّه "(2) وسنذكره ÙÙŠ رواية ابن عبد البر.
أمّا خبر المستدرك بروايته ابن عباس، Ùالمدار Ùيه على " إسماعيل بن أبي أويس " وهو ابن أخت مالك ونسيبه، ونكتÙÙŠ بذكر كلمات بعض أئمة Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¹Ø¯ÙŠÙ„ØŒ التي ذكرها ابن Øجر العسقلاني ÙÙŠ كتابه:
" قال معاوية بن صالØØŒ عن ابن معين: هو وأبوه ضعيÙان، وعنه أيضاً: ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الØديث، وعنه: مخلّط، يكذب، ليس بشيء ; وقال النسائي: ضعيÙØŒ وقال ÙÙŠ موضع آخر: غير ثقة ; وقال ابن عديّ: روى عن خاله Ø£Øاديث غرائب لا يتابعه عليها Ø£Øد ; وقال الدولابي ÙÙŠ الضعÙاء: سمعت النصر بن سلمة المروزي يقول: ابن أبي أويس كذّاب، كان ÙŠØدّث عن مالك بمسائل ابن وهب ; وقال الدارقطني: لا اختاره ÙÙŠ الصØÙŠØ ; وقال سلمة بن شبيب: سمعت
____________
1- أنظر: كنز العمال، ÙÙŠ الاعتصام بالكتاب والسنة: 1 / 188 (955)ØŒ نقلا عنه. 2- أنظر: تنوير الØوالك Ø´Ø±Ø Ø¹Ù„Ù‰ موطأ مالك للسيوطي: 648 (1594).
إسماعيل ابن أويس يقول: ربما كنت أضع الØديث إذا اختلÙوا ÙÙŠ شيء Ùيما بينهم"(1).وكذا رواية أبو هريرة التي ذكرها الØاكم، ÙÙيها " ØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù† موسى الطلØÙŠ الكوÙÙŠ "ØŒ وإليك كلمات الأئمة Ùيه كما ذكرها ابن Øجر العسقلاني أيضاً:
" قال ابن معين: ليس بشي، وقال أيضاً: ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ¥Ø³Øاق إبنا موسى ليسا بشي، ولا يكتب Øديثهما ; وقال هاشم بن مرثد، عن ابن معين: ليس بثقة ; وقال ابن أبي Øاتم عن أبيه: ضعي٠الØديث جدّاً، كثير المناكير عن الثقات ; قلت: ÙŠÙكتب Øديثه؟ قال: ليس يعجبني Øديثه ; وقال البخاري: منكر الØديث عن سهيل بن أبي ØµØ§Ù„Ø ; وقال النسائي: لا يكتب Øديثه، ضعيÙØŒ وقال ÙÙŠ موضع آخر: متروك الØديث ; وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه Ø£Øد ; وقال الترمذي: تكلّم Ùيه بعض أهل العلم ; وقال العقيلي: لا يتابع على شي من Øديثه ; وقال ابن Øبّان: كان يروي عن الثقات ما لا يشبه Øديث الأثبات Øتى يشهد المستمع لها أنّها معمولة أو مقلوبة، لايجوز الاØتجاج به ; وقال أبونعيم: متروك، يروي المناكير "(2).
أمّا الخبر ÙÙŠ التمهيد لابن عبد البر، ÙÙÙŠ سنده الكثير من المجروØين، مثل كثير بن عبد الله بن عمر Ù€ الذي وصل ابن عبد البر الخبر من Øديثه Ù€ وهذه كلمات أئمتهم Ùيه كما ذكرها ابن Øجر العسقلاني كذلك:
" قال أبو طالب عن Ø£Øمد: منكر الØديث، ليس بشيء ; وقال أبو خيثمة: قال لي Ø£Øمد: لا تØدث عنه شيئاً ; وقال الآجري: سئل أبو داود عنه Ùقال: كان
____________
1- أنظر: تهذيب التهذيب: 1 / 310 Ù€ 312. 2- المصدر Ù†Ùسه: 4 / 404 Ù€ 405.
Ø£Øد الكذّابين ; وقال أبو Øاتم: ليس بالمتين ; وقال ابن عديّ: عامة ما يرويه لايتابع عليه ; وقال ابن عبد البر: ضعيÙØŒ بل ذكر أنّه مجمع على ضعÙÙ‡.مضاÙاً إلى أنه يروي الØديث عن أبيه عن جدّه، وقد قال ابن Øبّان: روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة لا ÙŠØلّ ذكرها ÙÙŠ الكتب ولا الرواية إلاّ على جهة التعجب.
وقال الØاكم: Øدّث عن أبيه عن جدّه نسخة Ùيها مناكير "(1).
ÙˆÙوق كل هذا لو سلّم بصØته هذا الØديث، Ùهو خبر Ø¢Øاد لا يقتضي علماً ولا عملا، ولا ينهض لمعارضة Øديث الثقلين المتواتر الذي رواه ما يزيد عن ثلاثين صØابياً كما تقدم.
وأيضاً لو سلّم بصØته، Ùإنّه Ù€ من ناØية المدلول Ù€ لا مناÙاة بين الوصية بالكتاب والسنة، والوصية بالكتاب والعترة، بل أنّ Ù…Ùاد Øديث الثقلين هو أنّ السنة يجب أن تؤخذ من العترة لا من غيرهم.
وهذا ما Ùهمه علماء العامة كابن Øجر الهيتمي، Øيث قال: " ÙˆÙÙŠ رواية " كتاب الله وسنتي " وهي المراد من الأØاديث المقتصرة على الكتاب، لأنّ السنة مبيّنه له، Ùاغنى ذكره عن ذكرها.
والØاصل: انّ الØØ« وقع على التمسك بالكتاب وبالسنة وبالعلماء من أهل البيت، ويستÙاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة "(2).
ومما يدل على ذلك أيضاً أن المتقي الهندي Ù€ مثلا Ù€ يورد كلا الØديثين ÙÙŠ
____________
1- المصدر Ù†Ùسه: 8 / 421 Ù€ 423. 2- أنظر: الصواعق المØرقة، ÙÙŠ الآيات الواردة عنهم (عليهم السلام) : 2 / 439..
باب الاعتصام بالكتاب والسنة(1)ØŒ وايراد Øديث الثقلين ÙÙŠ هذا الباب يدل على أنّ الاعتصام بالعترة هو أيضاً اعتصام بالسنة، وأنّ السنة الواردة عنهم هي السنة الصØÙŠØØ© التي يجب التمسك بها.
مناقشات ÙÙŠ مدلول الخبر:
أولا: اتÙÙ‚ Ù…Øدثوا أبناء العامة ومؤرخيهم على أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن كتابة Ø£Øاديثه لئلا تختلط بالقرآن، Ùعلى هذا المبنى ÙƒÙŠÙ ÙŠØµØ Ø§Ù„Ø¬Ù…Ø¹ بين أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)بالتمسك بالسنة ونهية عن كتابتها وجمعها؟!.
ثانياً: لو ØµØ Ù‚ÙˆÙ„ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) للمسلمين: " تركت Ùيكم كتاب الله وسنتي"ØŒ Ùكي٠جاز لعمر أن يقول: " Øسبنا كتاب الله "(2)ØŸ!.
ومن هنا Ù†Ùهم أنّ الØديث وضعه بعض المتاخرين المعادين للعترة، أو الذين أرادوا توجيه ترك الصØابة للعترة.
ثالثاً: إنّ التمسك بالقرآن والسنة لوØدهما لم يمنع أكثر المسلمين عن الضلال، وقد رأينا أنّ الصØابة قد اختلÙوا بينهم ÙÙŠ مواق٠عديدة، وكان كل منهم يدعم ما ذهب إليه بØديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ وكذا وقوع الاختلا٠بين Ùقهاء المسلمين ÙÙŠ المسألة الواØدة من الكتاب والسنة، مع أنّ Øكم الكتاب والسنة ÙÙŠ المسألة الواØدة ثابت لا يتغير ولا يتبدل، وهذا يعني ضلال وخطأ Ø£Øد المختلÙين!
وقد قال الله سبØانه: (Ùَماذا بَعْدَ الْØَقّ٠إÙلاَّ الضَّلال٠Ùَأَنّى تÙصْرَÙÙونَ)(3)ØŒ وقد
____________
1- كنز العمال، ÙÙŠ الاعتصام بالكتاب والسنة: 1 / 188. 2- قال عمر ذلك ÙÙŠ يوم ÙˆÙاة رسول الله وقد ذكرها أصØاب الصØØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ø³Ù†Ù†.
3- يونس: 32.
نهى الله سبØانه عن التÙرّق والاختلا٠ÙÙŠ الدين Ùقال Ù€ عزّ من قائل Ù€: (وَلا تَكÙونÙوا كَالَّذÙينَ تَÙَرَّقÙوا وَاخْتَلَÙÙوا Ù…Ùنْ بَعْد٠ما جاءَهÙم٠الْبَيّÙنات٠وَأÙولئÙÙƒÙŽ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ عَذابٌ عَظÙيمٌ )(1).رابعاً: كي٠يأمر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بالتمسك بالسنة وهو يعلم أنّ المناÙقين والمنØرÙين سو٠يكذبون عليه، Øيث قال: " قد كثرت عليَّ الكذّابة Ùمن كذب عليَّ متعمّداً Ùليتبوأ مقعده من النار "(2)ØŒ Ùإذا كانت الكذّابة كثرت عليه(صلى الله عليه وآله وسلم) ÙÙŠ Øياته Ùهل يعقل من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يضع لهم مرشداً يدلهم على صØÙŠØها، ويميّز لهم بين غثّها وسمينها، ويبيّن لهم صادقها من المكذوب عليه Ùيها؟!.
خامساً: إنّ الله سبØانه ØµØ±Ù‘Ø ÙÙŠ Ù…Øكم كتابه أنّ القرآن الكريم ÙŠØتاج إلى مبيّن، بقوله تعالى: ( وَأَنْزَلْنا Ø¥Ùلَيْكَ الذّÙكْرَ Ù„ÙتÙبَيّÙÙ†ÙŽ Ù„Ùلنّاس٠ما Ù†ÙزّÙÙ„ÙŽ Ø¥ÙلَيْهÙمْ)(3)ØŒ Ùالمسلمون ÙŠØتاجون بيان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وشرØÙ‡ وتوضيØÙ‡ لدلالات القرآن ومقاصد آياته.
Ùاذا كان القرآن الذي لا اختلا٠Ùيه ولا يأتيه الباطل من أي جهة بØاجة إلى مبيّن، Ùكي٠بالسنة النبوية؟!ØŒ Ùهي Ø£Øوج من القرآن إلى من يبيّنها لكثرة وقوع الاختلا٠والدسّ والكذب Ùيها من قبل المناÙقين والمنØرÙين.
مرØلة التØرّر من التØجر الÙكري:
يقول الأخ إدريس: " كان هدÙÙŠ أن أكون على بصيرة من ديني كما قال الله سبØانه على لسان نبيّه(صلى الله عليه وآله): ( Ù‚Ùلْ هذÙه٠سَبÙيلÙÙŠ أَدْعÙوا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الله٠عَلى بَصÙيرَة أَنَا ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ†Ù
____________
1- آل عمران: 105. 2- أنظر: الكاÙÙŠ للكليني: 1 / 62ØŒ الخصال للصدوق: 1 / 225.
3- النØÙ„: 44.
اتَّبَعَنÙÙŠ )(1)ØŒ وبذلك بذلت قصارى جهدي لئلا أكون تابعاً أعمى لعقيدة الآباء، Ùاجتهدت لتوظي٠عقلي ÙÙŠ طلب Øقائق الدين إذ لا تقليد ÙÙŠ العقائد والأصول.وأØمد الله كثيراً أن هداني إلى طريق لم يدÙعني إليه سوى الدليل والبرهان، وهو طريق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وجعلني من الذين يستمعون القول Ùيتبعون Ø£Øسنه، وأØمده على نعمة العقل، Ùالعقلاء لا ÙŠØجرون أنÙسهم على ما لديهم من عقائد وأÙكار، بل يبØثون عن الØقّ بشكل متواصل Øتى يجدوه وقد قال الله تعالى: (وَالَّذÙينَ جاهَدÙوا ÙÙينا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ سÙبÙلَنا)(2).
____________
1- يوسÙ: 108. 2- العنكبوت: 69.