ولد عام 1977Ù… بمنطقة " مانغاش " ÙÙŠ مالاوي(1)ØŒ نشأ ÙÙŠ أسرة مسلمة شاÙعية المذهب، وتلقى دراسته الابتدائية ÙÙŠ مسقط رأسه.
تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997Ù… ÙÙŠ عاصمة بلده.
البØØ« عن الØقيقة ÙÙŠ المتاهات:
يقول الأخ إبراهيم: " كنت منذ Ø·Ùولتي باØثاً عن الØÙ‚ØŒ وكنت اتطلع لاكتشا٠الØقيقة، Ùكان هذا الأمر قد ÙØªØ Ø£Ù…Ø§Ù…ÙŠ Ø¢Ùاقاً رØبة ÙÙŠ دنيا النقاش والØوار مع الآخرين، ولم ينغلق ذهني على الأÙكار الجامدة المØدّدة بعينها، بل كنت أتشوق لمعرÙØ© كل جديد، وألتقط كل Øكمة ظريÙØ©.
كان يطرق سمعي ÙÙŠ الأثناء أنّ الØقّ مع المسيØيين، وأنّ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (عليه السلام) هو
____________
1- مالاوي: تقع ÙÙŠ جنوب Ø£Ùريقيا مطلة على بØيرة ملاوي، تØيطها تنزانيا وزامبيا وموزمبيق، يبلغ عدد سكانها (15) مليون نسمة، يشكل المسلمون نسبة 35% منهم والباقي Ùمن المسيØيين وباقي الديانات، أمّا الشيعة Ùيقدر عددهم قرابة الخمسة الآ٠من المهاجرين وأهل البلد.
المخلص والمنجي، وأنّه صÙلبَ لينقذ البشرية من الخطايا والأوزار، Ùقررت أن أبØØ« ÙÙŠ الديانة المسيØية، Ùذهبت إلى كنائسهم واستمعت إلى عظات قساوستهم، ودخلت ÙÙŠ مناقشات مستعصية معهم، لكن كانت النتيجة أنّني لم أقتنع بكثير من عقائدهم وخاصة قولهم بأنّ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‡Ùˆ الله أو هو ابن الله! ولم يتقبلها عقلي أبداً، Øتى قرّرت الابتعاد عنهم Ùإنّي لم أجد بغيتي عندهم ولم أجد لنهجهم العقائدي قابلية لايصالي إلى بارئي.
البØØ« ÙÙŠ دائرة الإسلام والتشيع بالخصوص:
بعد هذا المشوار قلت ÙÙŠ سريرة Ù†Ùسي: لماذا لا أتØقق ÙÙŠ دائرة الإسلام وأبØØ« عن ضالتي Ùيه الذي هو ديني؟ ولماذا أبØØ« عن الØقيقة ÙÙŠ متاهات بعيدة، وأنا بعد٠لم أعر٠Øقيقة ديني وجوهر عقيدتي؟! Ùشمرت عن ساعد الجد لدراسة الإسلام، وخلÙت ورائي ما ضاع من عمري وأنا مسلم بالاسم Ùقط، تهزني أبسط دعايات المبشرين.
وكانت البداية بأن شرعت بتعلّم اللغة العربية Øتى Ø£Øسنت قراءة القرآن، هذا الينبوع الصاÙÙŠ الذي لابد لكل مسلم أن يقرأه ويتعلمه ويهتدي بهديه.
بعد ذلك سمعت بمذهب إسلامي يدعى بالتشيع، ÙاستÙسرت عنهم؟ Ùقالوا لي: إنّهم ÙƒÙار ومشركون يعبدون الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ ويعبدون القبور ومن Ùيها!ØŒ وقال لي آخرون: إنّهم Ø¥Øدى الÙرق الإسلامية التي لها تاريخ طويل وماض عريق!
ÙتØيرت ÙÙŠ أمرهم ودÙعني Øبّ الاستطلاع لأتعر٠عليهم، Ùواصلت البØØ« ÙÙŠ هذا المجال، ولÙت انتباهي بأن رأيت مجموعة كبيرة من الشباب تخشى الالتØاق بالمدرسة الشيعية الموجودة ÙÙŠ العاصمة خوÙاً على أنÙسهم من
الضلال والانØراÙ! وذلك لتأثرهم بالكلام الذي كان يقال عن الشيعة، لكنّني توكلت على الله سبØانه وعزمت على الجدّ لأكتش٠Øقيقة الأمر بنÙسي.
وبعد مضي Ùترة من الدراسة ÙÙŠ المدرسة الشيعية تبيّنت لي الكثير من الأمور التي كانت خاÙية عليّ، وبدا لي الØقّ الذي كنت أبØØ« عنه، وابتسم لي ثغر الØقيقة الذي كنت أتله٠للثمه والارتشا٠من رØيقه.
ÙعرÙت أنّ الØقّ مع أهل البيت (عليه السلام) ØŒ وأنّ معظم ما كان يقال عن الشيعة لم يكن له صØØ© ÙÙŠ الواقع، وأنّ ما يتهمونهم به من اشراك غير الله ÙÙŠ عبادتهم لاواقع له، وإنّا لو نظرنا إليهم بعين الإنصا٠لوجدناهم من أهل التوØيد الØقيقي والعبادة الخالصة لوجه الله دون غيره ".
التوØيد والشرك:
إنّ العبادة لا تكون إلاّ لله ÙˆØده لا شريك له، وهذا الأمر هو من ضروريات الدين والمجمع عليه بين كل المسلمين، Ùمن عبد غير الله Ùهو كاÙر مشرك سواء عبد Øجارة الأصنام أو عبد ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù†Ø§Ù…ØŒ والقرآن الكريم ØµØ±ÙŠØ ÙÙŠ ذلك.
Ùالمسلم يقرأ كل يوم ÙÙŠ صلاته عشر مرات: (Ø¥Ùيّاكَ نَعْبÙد٠وَإÙيّاكَ نَسْتَعÙينÙ)(1)ØŒ ويقرأ ÙÙŠ سورة التوبة: (وَما Ø£ÙÙ…ÙرÙوا Ø¥Ùلاّ Ù„ÙيَعْبÙدÙوا Ø¥Ùلهاً واØÙداً لا Ø¥Ùلهَ Ø¥Ùلاّ Ù‡ÙÙˆÙŽ سÙبْØانَه٠عَمّا ÙŠÙشْرÙÙƒÙونَ)(2)ØŒ ويقرأ ÙÙŠ سورة يوسÙ: ( Ø¥Ùن٠الْØÙكْم٠إÙلاّ Ù„Ùلّه٠أَمَرَ أَلاّ تَعْبÙدÙوا Ø¥Ùلاّ Ø¥ÙيّاهÙ)(3)ØŒ ويقرأ ÙÙŠ سورة الزمر: (وَالَّذÙينَ اتَّخَذÙوا Ù…Ùنْ دÙونÙه٠أَوْلÙياءَ ما نَعْبÙدÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùلاّ Ù„ÙÙŠÙقَرّÙبÙونا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الله٠زÙلْÙÙ‰ Ø¥Ùنَّ اللهَ ÙŠÙŽØْكÙم٠بَيْنَهÙمْ ÙÙÙŠ ما Ù‡Ùمْ ÙÙيه٠يَخْتَلÙÙÙونَ Ø¥Ùنَّ اللهَ لا يَهْدÙÙŠ مَنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ كاذÙبٌ
____________
1- الÙاتØØ©: 5. 2- التوبة: 31.
3- يوسÙ: 40.
ÙƒÙŽÙّارٌ)(1)ØŒ ويقرأ Ùيها أيضاً: (Ù‚Ùل٠اللهَ أَعْبÙد٠مÙخْلÙصاً لَه٠دÙينÙÙŠ )(2)ØŒ إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
معنى العبادة:
لقد عرّ٠أهل اللغة العبادة بتعاري٠متقاربة، Ùقد قال ابن منظور ÙÙŠ لسان العرب: " أصل العبودية: الخضوع والتذلل "(3).
وقال الراغب ÙÙŠ المÙردات: " العبودية إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها ; لأنّها غاية التذلل، ولا يستØÙ‚ إلاّ من له غاية الأÙضال وهو الله تعالى، ولهذا قال: (وَقَضى رَبّÙÙƒÙŽ أَلاّ تَعْبÙدÙوا Ø¥Ùلاّ Ø¥ÙيّاهÙ)(4)"(5).
وقال الÙيروز آبادي ÙÙŠ القاموس المØيط: " العبادة: الطاعة "(6).
وتعري٠العبادة بالطاعة والخضوع، أو غاية الخضوع والتذلّل هو تعري٠بالمعنى الأعم ; لأنّ اØترام الولد لوالده وطاعته له واØترام التلميذ لأستاذه وخضوعه أمامه، بل تذلّل الجندي أمام قائده كل ذلك لا يعد عبادة مطلقاً مهما بولغ ÙÙŠ الخضوع والتذلّل، Ùلو قبّل الولد أقدام والديه Ùلا يدعي Ø£Øد أنّ عمله هذا عبادة منه لوالديه، بل على العكس نجد القرآن يقول: (وَاخْÙÙضْ Ù„ÙŽÙ‡Ùما جَناØÙŽ الذّÙلّ٠مÙÙ†ÙŽ الرَّØْمَةÙ)(7).
____________
1- الزمر: 3. 2- الزمر: 14.
3- لسان العرب لابن منظور: 3 / 271.
4- الإسراء: 23.
5- Ù…Ùردات غريب القرآن، باب العين: 319.
6- القاموس المØيط: 311.
7- الإسراء: 24.
ومن الأدلّة الواضØØ© على أنّ الخضوع المطلق لا يعد عبادة، هو أمر الله سبØانه للملائكة بالسجود لآدم، وقد قال تعالى: (ÙˆÙŽØ¥Ùذْ Ù‚Ùلْنا Ù„ÙلْمَلائÙكَة٠اسْجÙدÙوا لآدَمَ)(1) Ùسجدوا لآدم ولم يكن سجودهم عبادة، لأنّ الله قد نهى جميع الأنبياء من آدم (عليه السلام) إلى الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم)عن الشرك، Ùقال سبØانه: (وَلَقَدْ بَعَثْنا ÙÙÙŠ ÙƒÙلّ٠أÙمَّة رَسÙولاً أَن٠اعْبÙدÙوا اللهَ وَاجْتَنÙبÙوا الطّاغÙوتَ)(2)ØŒ وقال سبØانه: (وَما أَرْسَلْنا Ù…Ùنْ قَبْلÙÙƒÙŽ Ù…Ùنْ رَسÙول Ø¥Ùلاّ Ù†ÙÙˆØÙÙŠ Ø¥Ùلَيْه٠أَنَّه٠لا Ø¥Ùلهَ Ø¥Ùلاّ أَنَا ÙَاعْبÙدÙونÙ)(3)ØŒ إذن لابد أن يكون للعبادة مقوّم آخر غير موجود ÙÙŠ مثل سجود الملائكة لآدم، أو سجود يعقوب وولده ليوس٠كما ÙÙŠ قوله تعالى: (وَرَÙَعَ أَبَوَيْه٠عَلَى الْعَرْش٠وَخَرّÙوا لَه٠سÙجَّداً وَقالَ يا أَبَت٠هذا تَأْوÙيل٠رÙءْيايَ Ù…Ùنْ قَبْل٠قَدْ جَعَلَها رَبّÙÙŠ Øَقًّا)(4).
وكذا أمره سبØانه وتعالى للمسلمين بالطوا٠بالبيت الذي بÙني من الطين والØجارة، Ùقال سبØانه: (وَلْيَطَّوَّÙÙوا بÙالْبَيْت٠الْعَتÙيقÙ)(5)ØŒ والسعي بين الصÙا والمروة، بقوله: (Ø¥Ùنَّ الصَّÙا وَالْمَرْوَةَ Ù…Ùنْ شَعائÙر٠الله٠Ùَمَنْ Øَجَّ الْبَيْتَ أَو٠اعْتَمَرَ Ùَلا جÙناØÙŽ عَلَيْه٠أَنْ يَطَّوَّÙÙŽ بÙÙ‡Ùما)(6)ØŒ Ùهل الطوا٠Øول الطين والØجارة والسعي بين الجبال عبادة لها؟!.
أض٠إلى ذلك أنّ الله سبØانه أمر باتخاذ مقام إبراهيم مصلى، Ùقال: (وَاتَّخÙØ°Ùوا Ù…Ùنْ مَقام٠إÙبْراهÙيمَ Ù…Ùصَلًّى)(7)ØŒ ولا شك أنّ الصلاة إنّما تكون لله، لكنّ
____________
1- البقرة: 34. 2- النØÙ„: 36.
3- الأنبياء: 25.
4- يوسÙ: 100.
5- الØج: 29.
6- البقرة: 158.
7- البقرة: 125.
إقامتها ÙÙŠ مقام إبراهيم Ù€ الذي يرى Ùيه آثار قدميه Ù€ هو تكريم لأبي الأنبياء وليس عبادة للمقام.
ومن مجموع ما تقدم يتبيّن أنّ ليس كلّ تكريم وخضوع واØترام هو عبادة، وإلاّ للزم أن نعتبر جميع البشر بما Ùيهم الأنبياء (سلام الله عليهم) مشركين لأنّهم كانوا ÙŠØترمون من يجب اØترامه!.
تعري٠العبادة:
قد ذكرت عدّة تعريÙات للعبادة، ويمكن القول بأنّ Ø£Ùضل هذه التعاري٠وأجمعها هو التعري٠الآتي: " هي الخضوع عن اعتقاد بالوهية المعبود وربوبيته واستقلاله ÙÙŠ Ùعله "(1).
ويستÙاد من هذا التعري٠أنّ للعبادة عنصران مقومان:
1 Ù€ خضوع Ù„Ùظي أو عملي.
2 Ù€ عقيدة خاصة تدÙع إلى الخضوع.
Ùالخضوع اللÙظي يكون بالكلام الدال على التذلل للمعبود، والخضوع العملي يكون بعمل خارجي كالركوع والسجود مما يدل على ذلته وخضوعه لمعبوده، أمّا العقيدة Ùهي عبارة عن اعتقاد بالوهية المخضوع له واعتقاد بربوبيته واعتقاد باستقلاله ÙÙŠ Ùعله.
الاعتقاد بالإلوهية:
إنّ الاعتقاد بالالوهية لا يكون إلاّ لله، Ùإذا كان لغيره يكون شرك، ÙˆÙŠØªØ¶Ø Ù‡Ø°Ø§ الكلام عندما نعر٠أنّ الموØدين والوثنيين جميعاً يعتقدون بالوهية
____________
1- أنظر: Ù…Ùاهيم القرآن للعلامة جعÙر سبØاني: 1 / 404.
معبوداتهم سواء كان إلهاً صادقاً أم كاذباً، كبيراً أم صغيراً، وهذا المعنى هو المقوّم لصدق العبادة، ÙˆØيث أنّ العبادة لا يستØقها إلاّ من كان إلهاً، نرى القرآن يؤكد بأنّه لا إله إلاّ الله Øتى تتخصص العبادة به سبØانه دون غيره، Ùيقول جلّ وعلا: ( الَّذÙينَ يَجعَلونَ مَعَ الله٠إلَهاً آخَرَ ÙَسَوْÙÙŽ يَعْلمÙونَ )(1)ØŒ ويقول تعالى: (وَالَّذÙينَ لاَ يَدْعÙونَ مَعَ الله٠إÙلَـهاً آخَرَ )(2)ØŒ ويقول تعالى: (وَاتَّخذÙوا Ù…ÙÙ† دÙون٠الله٠ءَالÙهَةً لّÙيَكوÙÙ†Ùواْ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ عÙزّاً )(3)ØŒ ويقول تعالى: ( أئÙنّكÙÙ… لَتَشْهَدÙونَ أنَّ مَعَ الله٠ءالÙهةً Ø£Ùخْرَى )(4)ØŒ إذن Ùغير الله لا يستØÙ‚ العبادة لأنّها من شؤون الإلوهية ومن خصائصه سبØانه لا غير.
ولذا نرى خضوع المØب لمØبوبه لا يعد خضوعاً عن عبادة، لأنّه لم يصدر عن الاعتقاد بالإلوهية.
معنى الإله ÙÙŠ القرآن:
إنّ الآيات الدالة على ÙˆØدة الإله صريØØ© ÙÙŠ أنّ المراد من الإله، هو الخالق المتصر٠المدبر الذي بيده أزمّة أمور الكون، كما ÙÙŠ قوله تعالى: (مَا اتَّخَذَ الله٠مÙÙ† وَلَد وَمَا كَانَ مَعَه٠مÙنْ إلَـه Ø¥Ùذاً لَّذَهَبَ ÙƒÙلّ٠إلَه بÙمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعضÙÙ‡ÙÙ… عَلَى بَعْض )(5)ØŒ وقوله تعالى: ( Ù„ÙŽÙˆ كَانَ ÙÙيهÙمَا ءالÙÙ‡ÙŽØ©ÙŒ Ø¥Ùلاَّ الله٠لَÙَسَدَتَا )(6)ØŒ وقوله تعالى: (Ù‚ÙÙ„ لَّوْ كَانَ مَعه٠ءالÙÙ‡ÙŽØ©ÙŒ كَمَا ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ Ø¥Ùذاً لابتَغَوْاْ Ø¥Ùلى Ø°ÙÙŠ الْعَرش٠سَبÙيلا )(7).
____________
1- الØجر: 96. 2- الÙرقان: 68.
3- مريم: 81.
4- الانعام: 19.
5- المؤمنون: 91.
6- الأنبياء: 22.
7- الإسراء: 42.
الاعتقاد بالربوبية:
الربوبية Ù€ من الرب Ù€ وهي Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªØ¯Ø¨ÙŠØ± والتربية، والله سبØانه ربّ العالمين ( رَبÙÙ‘ السَّمَوات٠وَالأَرÙض )(1)ØŒ والعبادة من شؤون الله ÙˆØده دون غيره لأنّه سبØانه Øصر الربوبية به دون غيره ( إنَّ اللهَ رَبÙÙŠ وَرَبّÙÙƒÙمْ ÙَاعْبÙدÙوه٠هَذَا صÙرَاطٌ مّÙسْتَقÙيمٌ )(2)ØŒ Ùˆ(Ø¥Ùنَّ Ù‡ÙŽØ°Ùه٠أÙمَّتÙÙƒÙمْ Ø£Ùمَّةً وَاØÙدَةً وَأَنَاْ رَبّÙÙƒÙمْ ÙَاعْبÙدÙون٠)(3)ØŒ وقول Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ (عليه السلام) ÙÙŠ قوله تعالى: ( يبَني٠إÙسرَائيلَ اعْبÙدÙواْ اللهَ رَبّي٠وَرَبَّكÙمْ)(4)ØŒ وعليه Ùالربّ هو من بيده مصير الخاضعين له وشؤونهم الدنيوية والأخروية من وجود ÙˆØياة وآجل وعاجل، والخضوع المقرون بهذا الاعتقاد يضÙÙŠ عليه عنوان العبادة.
أمّا الاعتقاد باستقلال المخضوع له ÙÙŠ Ùعله، Ùيعني كونه قائماً بنÙسه لايÙتقر ولا ÙŠØتاج إلى غيره، ومن هذا المنطلق إذا خضع الإنسان لموجود وهو لا يرى الاستقلالية ÙÙŠ وجوده ÙˆÙعله، Ùلا يكون خضوعه عبادة لذلك الموجود، Ùالعبادة هي الخضوع أمام موجود مع الاعتقاد بأنّه مستقل ÙÙŠ ذاته.
الÙرق بين التكريم والعبودية:
يستنتج مما تقدم: إنّ الشعائر والطقوس التي يقوم بها شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ومعظم المسلمين من تعظيم قبور الأئمة والأولياء والصلØاء ليست عبادة لغير الله، وإنّما هي من مصاديق التكريم والاØترام، لأنّها لم تنطلق من اعتقادهم بالوهية عباد الله الصالØين ولا ربوبيتهم على Ù†ØÙˆ الاستقلال، بل تنطلق عن الاعتقاد
____________
1- الصاÙات: 5. 2- آل عمران: 51.
3- الأنبياء: 92.
4- المائدة: 72.
بكونهم عباد مكرّمون يجب اØترامهم.
Ùالتبرك وتقبيل الأضرØØ© وأبواب المشاهد التي تضم أجساد الأنبياء والأولياء لا يعد عبادة لصاØب القبر والمشهد Ù„Ùقدان مقومها، وإنّ إقامة الصلاة ÙÙŠ مشاهد الأولياء تبركاً بالأرض التي تضمنت جسد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)أو الإمام (عليه السلام) ØŒ ÙÙŠ الØقيقة هو كالتبرك بالصلاة عند مقام إبراهيم اتباعاً لقوله تعالى: (وَاتَّخÙØ°Ùوا Ù…Ùنْ مَقام٠إÙبْراهÙيمَ Ù…Ùصَلًّى)(1).
وكذا التوسل والاستغاثة والتشÙع بالأولياء لا يعد عبادة، لعدم الاعتقاد بالوهيتهم وربوبيتهم، بل يعدّ من التوسل بالأسباب، لأنّ الله سبØانه جرت Øكمته أن يقضي Øوائج عباده ببركتهم وشÙاعتهم، وذلك لأنّهم مقربون لديه مكرمون عنده، قد أذن الله لهم بالشÙاعة بإذنه، Ùقال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذÙÙŠ يَشْÙَع٠عÙنْدَه٠إÙلاّ بÙØ¥ÙذْنÙÙ‡Ù)(2).
درء شبهة الشرك بالعبادة:
من هنا يتبين أنّ تشبيه القائمين بهذه الأعمال من المسلمين بالوثنيين تشبيه ÙÙŠ غير Ù…Øله، وقياس مع الÙارق، لأنّ الوثنيين كانوا يعبدون الأصنام على أنّها أرباب مستقلة لها التصر٠ÙÙŠ الكون، Ùهي التي تمطر الناس إذا استغاثوا بها وتدÙع البلايا عنهم إذا دعوها واستنجدوا بها، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: (Ù…Ùنْ دÙونÙÙ‡Ù) ÙÙŠ قوله تعالى: (وَالَّذÙينَ اتَّخَذÙوا Ù…Ùنْ دÙونÙه٠أَوْلÙياءَ ما نَعْبÙدÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùلاّ Ù„ÙÙŠÙقَرّÙبÙونا Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ اللهÙ
____________
1- البقرة: 125. 2- البقرة: 255.
زÙلْÙÙ‰...)(1).
Ùكان اعتقادهم أنّ هؤلاء الأرباب يقربونهم إلى الله، وهو الإلـه الكبير عندهم الذي خلق الكون وأوجده ثم Ùوض أمر التدبير Ùيه إلى هذه الأرباب المزعومة، وأين هذا مما ÙŠÙعله المسلمون من عبادة الله ÙˆØده لا شريك له عند مقامات الأولياء وأضرØتهم!.
والقياس الصØÙŠØ ÙˆØ§Ù„ØªØ´Ø¨ÙŠÙ‡ الوجيه، هو أن يقاس زائري الأضرØØ© والطائÙين Øولها بالطائÙين Øول الكعبة والبيت الØرام والساعين بين الصÙا والمروة، Ùالطائ٠Øول البيت العتيق والساعي بين الصÙا والمروة لم يعبد الأØجار وإنّما عبد الجبّار الذي اصطÙÙ‰ هذه الأماكن ودعا إلى عبادته Ùيها، وهكذا Øال زائر قبر الولي وإن اÙترى من اÙترى بتشبيه عبّاد الرØمن بعبّاد الأوثان.
الاهتداء بنور معار٠أهل البيت (عليهم السلام) :
يقول الأخ إبراهيم: " بمرور الأيام إزدادت بصيرتي وارتقى مستواي المعرÙÙŠ بعلوم ومعار٠أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ Ùلهذا قرّرت بعد إكمال دراستي الأكادميّة ÙÙŠ عاصمة بلدي أن أنتقل إلى Ø¥Øدى الØوزات العلمية الشيعيّة، لأرتش٠من علوم آل Ù…Øمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùاستطعت بعد ذلك Ù€ بØمد الله Ù€ أن أشيّد خزين معرÙÙŠ واسع ÙÙŠ قلبي من علوم أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ وقد أعانني هذا الرصيد العلمي كثيراً لأعبر أشواط الØياة، متخطياً كل الصعاب بعزم راسخ وإرادة لا تلين ".
____________
1- الزمر: 3.