اعادة النظر ÙÙŠ القراءات السابقة:
يقول الأخ ياسين Øول ما لاقاه ÙÙŠ طريقه إلى البØØ«: "التقيت بعينات من أهل القرى والمدن (المجاورة) مما جعل بيني وبينهم بعض المناقشات والمØاورات التي ولدت عندي ØاÙزاً جديداً لأن أعيد النظر ÙÙŠ قراءاتي السابقة وأن أقارن بينها وبين كتب أخرى وما تØمل ÙÙŠ طياتها من قضايا التاريخ ومجرياته، ولقد وجدت عند الكثير ممن كنت Ø£Øاورهم وآخذ منهم تقاعساً عن اقتØام الØقيقة وصمتاً أمام الدليل Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ù…ØªÙ…Ø´ÙŠÙ† ÙÙŠ ذلك مع ما يطلب الواقع، ومع ما هو موروث عن الآباء والأجداد لكنني عزمت على العمل الدؤوب والاستمرار ÙÙŠ تقصى الØقيقة
ومعرÙتها".
عقبات دون ادراك الواقع:
اندÙع الأخ ياسين للبØØ« ÙˆØين بØثه ÙÙŠ كتب التاريخ تÙاجأ بأنّ Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠØ© والأهواء الشخصية لعبت دوراً هاماً ÙÙŠ تشويه الØقيقة وأن
السلطة Øاولت أن تسيطر على نظام التاريخ وأن تصوغ Ù…Øتواه ÙˆÙÙ‚ ما يتلاءم مع مصالØها الشخصية.
وبما أن الشيعة كان لهم موقÙاً صلباً أمام السلطان منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، أدى ذلك إلى تشويه صورتهم والصاق التهم المختلÙØ© بهم.
أهمية إعمال العقل Øين البØØ« التاريخي:
ومن هنا ادرك الأخ ياسين أهمية إعمال العقل Øين البØØ« ÙˆØين تقصى الØقيقة، Ùيقول ÙÙŠ هذا المجال: "قد ينشأ من اهمال العقل ورÙضه
Øالة قشرية تدÙع الÙرد إلى التمسك بالتقاليد والاعرا٠الماضية أياً كانت".
وبذلك توجه الأخ ياسين إلى غربلة التاريخ والبØØ« عن الØقيقة من خلال التعرّ٠على الأمور المتناقضة الموجودة Ùيه، Ùأخذ هذا الأمر بيده
إلى الاستبصار ومعرÙØ© الخط الإسلامي الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ Øاولت السلطات بشتى السبل أن تبعد الناس عنه.
Ùيقول الأخ ياسين ÙÙŠ هذا المجال: "إنّ الناس غرقوا مرغمين ÙÙŠ متاهات
واسعة ولدتها السيطرات السلطوية ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¯Ù†ÙŠÙˆÙŠØ© الخاصة أيام الأمويين والعباسيين، Ùطمسوا الطريق الØقة ونكلوا بأهلها وجعلوا من
انÙسهم خلÙاء الله ÙÙŠ الأرض وقادة للدين، Ùكانوا Ù€ والØال هذه Ù€ لا يدعمون إلاّ المذهب الذي يؤيد نظامهم ويبرر اخطاءهم، ÙيرÙعون من شأنه
ويØيطونه بهالة من التقديس والعظمة، ويطلبون من الناس ولاءً مطلقاً واتباعاً أعمى لأي إمام صاØب مذهب يقوم بالباطل بين أيديهم"...
وقد ذكرنا هذا، Ù„ÙŠØªÙˆØ¶Ø Ø¹Ù†Ø¯ المثقÙين والواعين (هذا) الأمر، وليعرÙوا أن هذه المذاهب هي من صنع السياسات الØاكمة".
أهمية البØØ« لانقاذ النÙس من الانØراÙ:
يقول الأخ ياسين Øول أهمية التوجه إلى البØØ« لابراء الذمة وانقاذ النÙس من الوقوع ÙÙŠ شباك الضلال: "ومع مرور الزمن السيء
والصعب بلياليه الØالكة السوداء وظروÙÙ‡ الخانقة صار الناس يرون رؤية مشوهة، ÙÙŠØسبون الØÙ‚ باطلا، والباطل Øقا، وعم الخلط والتشويه
ÙÙŠ سيرة الأئمة الاطهار، وبمرور الزمن ايضاً سو٠تنعدم النعمة الالهية عن هؤلاء الناس المشوهين... Øتى يأتي يوم ÙŠØµØ¨Ø Ùيه المسلم
مقولباً مصنوعاً ÙÙŠ مصانع الاÙتراءات، ÙˆÙريسة سهلة للأخطاء والضلالات، وهو Ù€ المسكين المغرور Ù€ ما يزال يظن أنه هو المؤمن الØقيقي
وهو التقى النقي الطاهر، بينما ÙÙŠ واقعة بعيد كل البعد عن الخط الرسالي وطهره ونقائه".
قاتل الله العناد الطائÙÙŠ:
يرى الأخ ياسين أن من أهم الموانع التي تق٠بوجه العلماء وتدÙعهم ليكونوا سداً مانعاً لتعر٠الآخرين على الØقائق هو العناد الطائÙÙŠ
والتعصب الأعمى، Ùيقول: "قاتل الله العناد الطائÙÙŠØŒ والتعصب الأعمى الذي طال ليله وكثر
عشاقه المتعلقون بقشور الاشياء والذين سببوا نكسات وجروا جنايات على المسلمين لا تغتÙر".
ويقول أيضاً: "من المؤس٠ومن المؤلم أن الجاهل وضعي٠الإيمان كلّما مرّ به الزمن يزداد تعصباً وضعÙاً، Ùلا ينطق بقول الØÙ‚ وهذا ما
يؤلمنا ويØز ÙÙŠ Ù†Ùوسنا أسÙاً ÙˆØزناً على أمتنا".
ويرى الأخ ياسين أيضاً أن الميل إلى Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¯Ù†ÙŠÙˆÙŠØ©ØŒ يعد Ø£Øد الدواÙع لتشويه الØقيقة وكتمانها على الآخرين، Ùيقول ÙÙŠ هذا المجال:
"تعودت بعض الاقلام المأجورة أن تعيش ÙÙŠ النÙاق وعلى النÙاق مقدمة نتاجها الÙكري للمجتمع الذي تعيش Ùيه مزيÙاً ومغلوطاً. وذلك بداÙع
من مصلØØ© دنيوية تاÙهه".
التصدي للدعوة بعد الاستبصار:
جند الأخ ياسين Ù†Ùسه بعد الاستبصار والانتماء إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام)للعمل الجاد ÙÙŠ سبيل انقاذ أبناء مجتمعه ودعوتهم للعودة
إلى سبيل الرشاد والركوب ÙÙŠ سÙينة أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ لكنه واجهته عقبات كثيرة ÙÙŠ هذا المجال.
Ùيقول Øول ما لاقاه من عقبات ÙÙŠ سبيل نشره لمذهب أهل البيت: "إنّ الطريق شائك وطويل واجتيازه مجهد، عبر مجتمع لم يعقل ولم
يعر٠البØØ« عن الØقيقة، الأمر الذي لا ÙŠØªÙŠØ Ù„Ù„Ø¯Ø§Ø¹ÙŠØ© أن ÙŠÙˆØ¶Ø Ù…Ø§ يريد أو أن يمد بصره Øتى نهاية الطريق ذلك، لأن الأمة انØدرت
وانØرÙت ÙÙŠ اتجاه مظلم خطه لها المستعمرون والطامعون الغاشمون الذين يقÙون لأمتنا الاسلامية بالمرصاد ويضعون ÙÙŠ سبيل الداعية من
الØواجز والعراقيل ما يصعب عليه تجاوزها والتغلب عليها".
ويضي٠الأخ ياسين Øول تجربته ÙÙŠ الدعوة: "لقد أجهدنا أنÙسنا لأكثر من عشرين عاماً، كي نتلاØÙ… مع أبناء بلدنا ÙÙŠ Øوار دؤوب، إلاّ
أننا وجدنا الاعذار والاجابات التي كانت بالأمس هي Ù†Ùسها اعذار اليوم لا تختل٠ÙÙŠ جوهرها ولا
مضامينها الخاوية من الØقيقة ويتعلل البعض بطول الطريق لكن الله سبØانه وتعالى يقول:
(لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرÙيباً وَسَÙَراً قَاصÙداً لاَّتَّبَعÙوكَ وَلَـكÙنم بَعÙدَتْ عَلَيْهÙم٠الشّÙقَّة٠وَسَيَØْلÙÙÙونَ بÙاللَّه٠لَو٠اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكÙمْ ÙŠÙهْلÙÙƒÙونَ Ø£ÙŽÙ†ÙÙسَهÙمْ وَاللَّه٠يَعْلَمÙ
Ø¥ÙنَّهÙمْ لَكَـذÙبÙونَ)(1).
مؤلÙاته:
(1) "يا ليت قومي يعلمون":
صدر عن مؤسسة المعار٠للطباعة والنشر ـ بيروت ـ لبنان.
يعرض المؤل٠ÙÙŠ هذا الكتاب تجربته الشخصية ÙÙŠ التØول من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، ويذكر أهم الأدلة التي أخذت بيده Ùنقلته
إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
ويØتوى الكتاب على عدة مواضيع منها: شرعية الإمامة، Øب أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ لماذا نكره كلمة شيعة، نظرية عدالة الصØابة،
نشوء المذاهب، الاختلاÙات الهامشية بين السنة والشيعة، العرÙان ونشأته، التعري٠بالأئمة الأطهار.
____________
1- التوبة: 42.
وقÙØ© مع كتابه: "يا ليت قومي يعلمون"
يقدم الكاتب ÙÙŠ هذا الكتاب خلاصة ما Øصل عليه من معار٠وعلوم Ù€ ÙÙŠ تجربته الطويلة ÙÙŠ الانتقال إلى مذهب آل البيت(عليهم السلام)
Ù€ إلى الناس وخصوصاً أهل بلده أداءاً للواجب الديني والاخلاقي الذي امتزج عنده بمØبة قومه، Ùسعى ÙÙŠ هدايتهم إلى المعار٠الØقة التي
Øصل عليها بعد جهد طويل مخلصاً ÙÙŠ ذلك لدين الله ورسوله وأهل بيته رغم صدود الناس وغÙلتهم وعناد المعاندين منهم.
يتØدث الكاتب عن كتابه Ùيقول: "لقد بذلت قصارى جهدي ÙÙŠ هذا الكتاب الصغير بØجمه، والكبير العظيم ÙÙŠ موضوعه ومØتواه، مدÙوعاً
إلى ذلك ليس بمØبتي ÙˆØدها وتقديسي لرسول الله الكريم، ولأخيه ووزيره ووليه من بعده، بطل التاريخ الاسلامي علي بن أبي طالب، ولآل
بيته الائمة الاطهار الأبرار من بعده، لكنني كنت مدÙوعاً ÙÙŠ عملي أيضاً بأمر الرسول الكريم: "من رأى منكم منكراً Ùليقومه بيده، Ùان لم
يستطع Ùبلسانه، Ùان لم يستطع Ùبقلبه وذلك أضع٠الايمان"".
وقد تناول الكاتب مواضيع مختلÙØ©ØŒ ÙبØØ« ÙÙŠ إمامة أهل البيت المعصومين(عليهم السلام)وشÙع ذلك ÙÙŠ الثقل الآخر ÙتØدث عن هجر
القرآن، وأورد أيضاً بعض المسائل الخلاÙية ÙˆÙˆØ¶Ø Ù…ÙˆÙ‚Ù Ø£Ù‡Ù„ البيت(عليهم السلام) منها ونÙÙŠ الشبهات التي أوردها خصومهم جهلاً أو
عناداً، وكان ÙÙŠ كل ذلك يدعو إلى الوØدة والتآل٠واتباع الØÙ‚ والعقل وعدم الخضوع لارباب المذاهب إن كانوا على باطل بيّن مخالÙ
للقرآن وما ØµØ Ù…Ù† السنة الشريÙØ©.
شرعية الإمامة:
شاءت Øكمة الله سبØانه وتعالى أن ينظم هذا الكون تنظيماً ربانياً يسير بدقة متناهية بلا خلل ولا نقص ومن Øكمته جل وعلا أن جعل البشرية
تسير بنظم سماوية وتشريع رباني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلÙÙ‡ ثم جعل لهذه الامة ولهذا التشريع قادةً وقيادةً من صÙوة الخلق
طهرهم الله من Øب الدنيا وأرجاسها ومنØهم العلم والمعرÙØ©ØŒ Ùمنهم الأنبياء، ومنهم الأئمة(عليهم السلام)هؤلاء هم الذين يستØقون أن يكونوا
خلÙاء على الخلق وأمناء على الشرع ومنهم نبي الله إبراهيم(عليه السلام) الذي خصه الله بالنبوة والإمامة يقول تعالى: (Ø¥ÙÙ†Ùّى جَاعÙÙ„ÙÙƒÙŽ
Ù„Ùلنَّاس٠إÙمَاماً قَالَ ÙˆÙŽ Ù…ÙÙ† Ø°ÙرÙّيَّتÙÙ‰ قَالَ لاَ يَنَال٠عَهْدÙÙ‰ الظَّــلÙÙ…Ùينَ)(1).
لقد جعل الله سبØانه وتعالى إبراهيم(عليه السلام) نبياً ثم خليلاً، ثم أعطاه مرتبة ثالثة، تشريÙاً له وهي الإمامة لتكون ÙÙŠ ذريته من بعده
Ùكانت ÙÙŠ الرسول الكريم Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) ÙˆÙÙŠ آله، بدليل قولنا ÙÙŠ كل صلاة اللهم صلى وسلم وبارك على Ù…Øمد، وآل Ù…Øمد،
كما صليت، وباركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، ÙÙŠ العالمين إنك Øميد مجيد.
لقد ربط الله الآل بالآل، آل إبراهيم بآل Ù…Øمد، والØكم دائماً يبدأ بالأهم ÙالخليÙØ© أهم من الخليقة لأن كل مجتمع وكل أمة تØتاج إلى مرشد
Ùلابد وأن يكون ذلك المرشد أكمل وأشر٠الخلائق ÙÙŠ الطهارة والصÙاء ورجØان العقل وقوة الإيمان ولن يتسنى ذلك إلا للمعصوم من عند
الله ويبطل اختيار من هو أدنى
____________
1- البقرة: 124.
منه مرتبةً ÙÙŠ الناس. قال تعالى: (يَـدَاوÙود٠إÙنَّا جَعَلْنَـكَ خَلÙÙŠÙَةً ÙÙÙ‰ الاَْرْض٠ÙَاØْكÙÙ… بَيْنَ النَّاس٠بÙالْØÙŽÙ‚ÙÙ‘)(1).
وهذا دليل ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ أن الله سبØانه هو الذي يختار النبي والخليÙØ© والإمام لأنه أعلم الناس من أنÙسهم، ولما كانت الأمة بعد رسول الله ÙÙŠ
Øاجة ماسة إلى إمام وقائد، Ùهل نضع هذه الإمامة والقيادة ÙÙŠ غير الذين اختارهم الله ورسوله؟، هل ننتزع هذا الØÙ‚ منهم وندع للناس
اختيارهم؟ إن ذلك لعبثّ وجهل، والناس لن يستطيعوا اختيار المعصوم وليس من Øقهم تبديله لأن الله سبØانه وتعالى هو الذي اختاره.
قال الله تعالى: (ÙˆÙŽ رَبّÙÙƒÙŽ يَخْلÙق٠مَا يَشَآء٠وَ يَخْتَار٠مَا كَانَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الْخÙيَرَةÙ)(2).
ويقول تعالى: (ÙˆÙŽ جَعَلْنَـهÙمْ أَئمَّةً يَهْدÙونَ بÙأَمْرÙنَا ÙˆÙŽ أَوْØَيْنَآ Ø¥ÙلَيْهÙمْ ÙÙعْلَ الْخَيْرَ تÙ)(3).
بيان آية (وشاورهم ÙÙŠ الأمر):
يقول الله تعالى: (ÙَبÙمَا رَØْمَة Ù…Ùّنَ اللَّه٠لÙنتَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ وَلَوْ ÙƒÙنتَ Ùَظًّا غَلÙيظَ الْقَلْب٠لاَنÙَضّÙواْ Ù…Ùنْ ØَوْلÙÙƒÙŽ ÙَاعْÙ٠عَنْهÙمْ وَاسْتَغْÙÙرْ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ وَشَاوÙرْهÙمْ ÙÙÙ‰ الاَْمْرÙ
ÙÙŽØ¥Ùذَا عَزَمْتَ Ùَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه٠إÙنَّ اللَّهَ ÙŠÙØÙبّ٠الْمÙتَوَكÙّلÙينَ )(4).
هذا من Ø®Ùلق القرآن ترابط اجتماعي كامل ÙˆÙˆØ§Ø¶Ø Ø¨ÙŠÙ† الرعية والقائد بالمشورة والاستئناس برأي ذوي الرأي ليتØسس الناس بمسؤولياتهم،
وليÙكروا بجدية أكثر ÙÙŠ أمور الدين والدنيا وقد يضطر القائد خلال المشاورة إلى تبيان
____________
1- ص: 26.
2- القصص: 68.
3- الانبياء: 73.
4- آل عمران: 159.
مختل٠وجوه الأمر للناس مما يعمق ÙÙŠ Ù†Ùوسهم ابعاد المعرÙØ© لكن من واجب القائد المعصوم إذا رأى ÙÙŠ الناس ضعÙاً ÙÙŠ الارادة أو تØيزاً
Ù„Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø£Ù‚ÙˆÙ„ من واجبه اتخاذ القرار المناسب الØازم وهم مأمورون باتباعه لأن قرار القائد يتجاوز الخلاÙات ÙÙŠ الرأي ويعطي للأمة ما
تØتاجه من الØيوية لتجاوز العقبات التي يرونها ضخمة بسبب ما بينهم من خلا٠ÙÙŠ الأهواء والآراء Ùالمشاورة اذاً وجدت لتØقيق الترابط
ولإصابة الهد٠بØثاً عن الØÙ‚ والØقيقة ولكن إذا دخل الضع٠والتراجع ÙÙŠ الأمة عندها يتØتم على القائد أن يتخذ قراراً لا رجعة Ùيه لأنه
إنما يسير على الهدى وبØكم الله Ùيكون بهذا العمل مربياً وموجهاً للأمة زارعاً Ùيها الرؤية الصالØØ©ØŒ وكي٠تكون المشورة والمشاورة أو
ØªØµØ ÙÙŠ صدر الإسلام بين قلة من الصØابة يتÙقون على اتخاذ قرار لتنصيب وكيل الله وخليÙته على الناس ÙÙŠ الأرض،ترى هل كان هذا هو
الØÙ‚ والصواب أم أنه استعجال ÙÙŠ الأمر دÙعهم إليه التعلق بالدنيا وهم ÙŠÙتقرون إلى الدليل وإلى القدرة على الاختيار، Øتى ولو سلمنا جدلاً
وقلنا بأنهم تشاوروا Ùليسوا جميعاً معصومين بل إنهم تركوا المعصوم مشغولاً بتجهيز جنازة النبي وكان عملهم غير متطابق مع اØكام القرآن
لأن القرآن أمر الرسول الكريم بإعلان الخليÙØ© والإمام عند ÙˆÙاته قائلا:
"آتوني بكت٠ودواة أكتب لكم ما ان تمسكتم به لم تضلوا من بعدي".
وكثر الخلا٠واللغط Øول النبي Øتى اضطر أن يقول للناس اخرجوا عني لا ينبغي أن يكون خلاÙاً عند نبي.
ويقول(صلى الله عليه وآله): (أنا مدينة العلم وعلي بابها).
وقد قال(صلى الله عليه وآله): (الØÙ‚ يدور مع علي Øيث دار).
يقول تعالى: (Ø£ÙŽÙÙŽÙ…ÙŽÙ† يَهْدÙÙ‰ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْØÙŽÙ‚ÙÙ‘ Ø£ÙŽØَقّ٠أَن ÙŠÙتَّبَعَ أَمَّن لاَّ ÙŠÙŽÙ‡ÙدÙّى Ø¥Ùلاَّ Ø£ÙŽÙ†
ÙŠÙهْدَى Ùَمَا Ù„ÙŽÙƒÙمْ كَيْÙÙŽ تَØْكÙÙ…Ùونَ )(1).
هجر القرآن:
قال الله تعالى: (يَـأَيّÙهَا النَّاس٠قَدْ جَآءَكÙÙ… بÙرْهَـنٌ Ù…Ùّن رَّبÙّكÙمْ وَأَنزَلْنَآ Ø¥ÙلَيْكÙمْ Ù†Ùوراً مّÙبÙيناً)(2).
وقال سبØانه: (ÙƒÙتَـبٌ Ø£ÙØْكÙمَتْ ءَايَـتÙÙ‡ÙÙˆ Ø«Ùمَّ ÙÙصÙّلَتْ Ù…ÙÙ† لَّدÙنْ ØÙŽÙƒÙيم خَبÙير )(3).
يتأثر الإنسان ويهتز ويشعر بالقشعريرة والإعجاب المعجز عند قراءته لهذه الآيات الكريمة ثم يعتريه العجب وتصيبه الØيرة والذهول والأسى
عندما يرى القسم الكبير من المسلمين على بعد ساشع من هذا الكتاب العظيم مع أنهم يقرأونه آناء الليل وأطرا٠النهار ولا يقدرونه ØÙ‚
قدره.
قال تعالى: (ÙˆÙŽ Ù†ÙنَزÙّل٠مÙÙ†ÙŽ الْقÙرْءَان٠مَا Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø´ÙÙَآءٌ ÙˆÙŽ رَØْمَةٌ Ù„ÙّلْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ)(4).
لقد أودع الله ÙÙŠ كتابه الكريم من المناÙع والخيرات والعظات والعبر ما لا ÙŠØيط به الواصÙون ولا يبلغ بعضه العادّون الذين ÙŠØاولون إدراك
أسراره ومعجزاته. ÙÙيه Ø´Ùاء للصدور وبيان يزيل عمى الجهل ÙˆØيرة الشك، لا تØصى عجائبه ولا تبلى غرائبه وإن من جعله إماماً وخÙلقاً
له قاده إلى الجنة ومن رمى به خل٠ظهره ساقه إلى النار.
قال سبØانه وتعالى: (Ù‡ÙÙˆÙŽ الَّذÙÙ‰ ÙŠÙنَزÙّل٠عَلَى عَبْدÙÙ‡Ù Ù‰ ءَايَـتÙÙ… بَيÙّنَـت Ù„ÙّيÙخْرÙجَكÙÙ…
____________
1- يونس: 35.
2- النساء: 174.
3- هود: 1.
4- الاسراء: 83.
Ù…Ùّنَ الظّÙـلÙمَـت٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ النّÙور٠وَ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ بÙÙƒÙمْ لَرَءÙÙˆÙÙŒ رَّØÙيمٌ)(1).
ÙÙŠ هذا الكتاب الكريم من الأدلة الواضØØ© ما يلزم البشرية بالمتابعة لينقذهم من الجهل ومن العقائد الÙاسدة والتقاليد الذميمة وليهديهم إلى
ينبوع الØÙ‚ (Ùَأَبَى أَكْثَر٠النَّاس٠إÙلاَّ ÙƒÙÙÙوراً)(2).
إن هذا القرآن الكريم هو Øبل الله المتين والذكر الØكيم والصراط المستقيم الذي يدÙع الأهواء والشبهات عن العلماء الذين يدركون Ù…Øاسن
أنواره التي لا ÙŠÙقهها إلاّ ذووا البصائر الجليلة ولا تقط٠لطي٠ثماره إلاّ الأيدي الزكية ومناÙع Ø´Ùائه تنالها إن شاء الله الأنÙس التقية.
قالت Ùاطمة الزهراء(عليها السلام) بنت رسول الله ÙÙŠ مسجد أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله):
(أنتم عباد الله Ù†Ùصب أمره ونهيه ÙˆØملة دينه ووØيه وأمناء الله على أنÙسكم وبلغائه إلى الأمم زعيم ØÙ‚ له Ùيكم وعهد قدمه إليكم وبقيةٌ
استخلÙها عليكم كتاب الله الناطق والقرآن الصادق والنور الساطع والضياء اللامع بصائره منكشÙØ© وسرائره متجلية. تغتبط به أشياعه قائداً
إلى الرضوان اتباعه مؤدياً إلى النجاة استماعه).
أخي الكريم ـ رعاك الله وهداك ـ إن هذا لنداءٌ من القرآن الكريم إلى العالم أجمع على اختلا٠المشارب والمذاهب يلزمهم بهذا النداء ولا
سيما ÙÙŠ عصر العلم والتØرر، والØذار الØذار من أن يتعلق بك الشيطان Ùتتمسك بدين الآباء وتشقى شقاءً أبدياً ثم تكون من الخالدين ÙÙŠ
النار.
إذاً القرآن الكريم هو القانون الإلهي الذي يعالج كل أبعاد القضايا ÙÙŠ الØياة والذي يخلص البشرية من ألغام الدنيا ومن ظلماتها وإن من قرأه
وتدبره وعمل
____________
1- الØديد: 9.
2- الاسراء: 89.
بمضمونه ينال شر٠الدنيا والآخرة لأنه الرسالة التي لا يأتيها الباطل ولا يعتريها التØري٠والزي٠وهي رابطة الإنسان بربه وهي آخر
وأعظم اطروØØ© سماوية ومنهج رباني.
إن كل من لم يدرس القرآن الكريم دراسة صØÙŠØØ© على يد علماء عارÙين بØقائقه ومضامينه Ùإنه سيقع ÙÙŠ الكثير من الشبهات التي تغير
المÙاهيم الØقيقية لتØÙ„ Ù…Øلها Ù…Ùاهيم مغلوطة تنمو ÙÙŠ عقول البسطاء الذين ينعقون عن جهل خل٠كل ناعق ويميلون مع كل Ø±ÙŠØ Ù…Ù†ØرÙين عن
القرآن ومبدعين بدعاً Ù…Øرمةً.
يقول تعالى: (Ø£ÙŽÙَلاَ يَتَدَبَّرÙونَ الْقÙرْءَانَ أَمْ عَلَى Ù‚ÙÙ„Ùوب أَقْÙَالÙÙ‡ÙŽØ¢)(1).
ويشكو الرسول الكريم من بعض قومه Ùيعبر الØÙ‚ سبØانه وتعالى من هذه الشكوى بقوله: (وَقَالَ الرَّسÙول٠يَـرَبÙÙ‘ Ø¥Ùنَّ قَوْمÙÙ‰ اتَّخَذÙواْ هَـذَا
الْقÙرْءَانَ مَهْجÙوراً)(2).
أو ليست هذه الشكوى من الرسول الكريم من الذين يقرأوون القرآن على المنابر بأصوات جميلة وهذرمة خاوية ويتخذونه للتØنث والمكاسب
المادية بعد أن هجروا معاني القرآن الØقيقية وأهداÙÙ‡ الرسالية ووجدوه ثقيلا عليهم Ùكان مثلهم مثل من يبر والديه بالجلوس إليهم Ùقط ثم لا
ÙŠØترمهما ولا يعاملهما بإØسان ومعروÙØŒ Ùهل هكذا يكون البر للوالدين.
مثل هؤلاء الناس إذا كانوا يريدون أن يجعلوا الإسلام مرØلةً تاريخية أو تØÙةً أثرية يتواءمون معه بما ÙŠØقق مصالØهم ÙÙ†ØÙ† نرÙض ذلك لأننا
نريد أن يكون هذا الكتاب الكريم هو بداية Øياتنا بالأمس وقضية جهادنا اليوم ونظام وهد٠مسيرتنا غداً، نريده شعلةً من النور تضيء الطريق
لكل الشعوب المؤمنة.
____________
1- Ù…Øمد: 24.
2- الÙرقان: 30.
وإذا كان هد٠العلماء القشريين هو تمزيق المسلمين Ùرقاً وأØزاباً بداÙع من قصر نظرهم وعدم Ùهمهم لمعاني القرآن الكريم ÙÙ†ØÙ† سنبقى
مصرين على الاعتصام بØبل الله المتين ولن نعمد أبداً إلى سماعهم والرجوع إلى جاهليتنا لنكون رهباناً ÙÙŠ المساجد بعيدين عن الÙكر
الØركي البناء لن نقرأ القرآن بظاهره، طربين على أنغامه الصوتية راقصين عليها متخذين منها وجداً مع الله سبØانه وتعالى لأننا نرى أن
الإسلام الØÙ‚ هو غير ذلك وهو Ùهم القرآن الكريم والعمل به كما نرى أن الإسلام هو وعي بناء Ù†Øتمي بأسواره ÙˆØصونه المنيعة من الغزوات
الثقاÙية الكاÙرة ومن الØضارة العصرية المدمرة لكل القيم والأخلاق.
إننا نريد أن تهاجر النÙوس إلى الله لتعبده عن إيمان ولتخشاه عن بينة، نريد أن نكون كما يريد الله تعالى لنا أن نكون.
يقول تعالى: (Ø¥Ùنَّ اللَّهَ اشْتَرَى Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ Ø£ÙŽÙ†ÙÙسَهÙمْ ÙˆÙŽ أَمْوَ Ù„ÙŽÙ‡ÙÙ… بÙأَنَّ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠الْجَنَّةَ ÙŠÙقَـتÙÙ„Ùونَ ÙÙÙ‰ سَبÙيل٠اللَّه٠ÙَيَقْتÙÙ„Ùونَ ÙˆÙŽ ÙŠÙقْتَلÙونَ وَعْداً عَلَيْه٠Øَقًّا ÙÙÙ‰
التَّوْرَاة٠وَ الاْÙنجÙيل٠وَ الْقÙرْءَان٠وَ مَنْ أَوْÙÙŽÙ‰ بÙعَهْدÙÙ‡Ù Ù…ÙÙ†ÙŽ اللَّه٠ÙَاسْتَبْشÙرÙواْ بÙبَيْعÙÙƒÙم٠الَّذÙÙ‰ بَايَعْتÙÙ… بÙÙ‡Ù ÙˆÙŽ Ø°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ Ù‡ÙÙˆÙŽ الْÙَوْز٠الْعَظÙيم٠* التَّائÙبÙونَ الْعَـبÙدÙونَ
الْØَـمÙدÙونَ السَّـائÙØÙونَ الرَّ ÙƒÙعÙونَ السَّـجÙدÙونَ الاَْمÙرÙونَ بÙالْمَعْرÙÙˆÙÙ ÙˆÙŽ النَّاهÙونَ عَن٠الْمÙنكَر٠وَ الْØÙŽÙ€ÙÙظÙونَ Ù„ÙØÙدÙود٠اللَّه٠وَبَشÙّر٠الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ)(1).
يجب أن نكون واعين لإسلامنا العظيم ØÙ‚ الوعي وأن نرتبط بالقرآن الكريم ارتباطاً روØياً Ùنعمل لأوامره ولا نكون متنسكين وخانعين نكتÙÙŠ
بالتعبد الطقسي القشري الخاوي من Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆÙ†Ù…Ø´ÙŠ ÙÙŠ الشوارع مطأطئي الرؤوس مرتدين خرق التذلل لأن الإسلام الØني٠والقرآن الكريم
يرÙضان هذا ولا يقبلان به.
____________
1- التوبة: 111 ـ 112.
ابØØ« عن الØÙ‚ تجد أهله:
لقد انبثق علينا الإسلام الØني٠من عمق الØياة بخطوط القدرة الخالقة من لدن Øكيم عليم وهو المدرسة الجامعة التي نتمسك بها نجاةً وعلاجاً
لكل جوانب الØياة ولكل Øاجيات الإنسان الدنيوية والاخروية الجسمية منها والروØية، الإسلام يرسم لنا بكل ÙˆØ¶ÙˆØ Ø§Ù„Ø£ØµÙˆÙ„ العقائدية الخمسة
التي هي أساس مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وهي: العدل والتوØيد والنبوة والإمامة والمعاد.
الإسلام لا يرى التقليد والتعبد كاÙياً ÙÙŠ ممارسة الاصول العقائدية التي ذكرناها بل إنه يوجب على كل Ùرد البØØ« عن صØØ© هذه العقائد
وبصورة مستقلة بعيدة عن العاطÙØ© والتقليد الأعمى ذلك لأن الإسلام لا ÙŠØصر العبادة بالعبادة البدنية كالصلاة والصوم أو العبادة المالية
كالخمس والزكاة لأن هناك ما هو أعظم من هذا وهي العبادة الÙكرية التي تØØ« الإنسان وتطلب إليه التأمل والتÙكر ÙÙŠ آلاء الله سبØانه
وتعالى، كما تØثنا على وجوب الاستنتاج الÙكري بØثاً عن الØقيقة ووصولاً إليها، ذلك لأن الأصول كلها Ù…Øورها Ù…Ùهوم الÙكر، كالعدل
والتوØيد والمعاد وبالتبعية النبوة والإمامة إن كتاب الله ÙŠØثنا على أن Ù†Ùكر مخلصين ÙÙŠ الذات الإلهية كي ما نعر٠العدل والتوØيد.
(اللَّه٠نÙور٠السَّمَـوَ ت٠وَالاَْرْض٠مَثَل٠نÙورÙÙ‡Ù Ù‰ ÙƒÙŽÙ…Ùشْكَوة)(1).
(الله لاَ Ø¥Ùلَـهَ Ø¥Ùلاَّ Ù‡ÙÙˆÙŽ الْØَىّ٠الْقَيّÙوم٠لاَ تَأْخÙØ°ÙÙ‡ÙÙˆ سÙÙ†ÙŽØ©ÙŒ وَلاَ نَوْمٌ)(2).
قال سبØانه: (Ù‡ÙÙˆÙŽ الاَْوَّل٠وَ الاَْخÙر٠وَ الظَّـهÙر٠وَ الْبَاطÙÙ†Ù)(3).
____________
1- النور: 35.
2- البقرة: 255.
3- الØديد: 3.
إن القرآن الكريم ÙŠØثنا على التدبير والتÙكر ÙÙŠ وقائع ما وراء الطبيعة Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ø¨Ù…Ø«Ø§Ø¨Ø© المرئي، كقوله سبØانه وتعالى:
(ÙˆÙŽÙƒÙŽØ°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ Ù†ÙرÙÙ‰ Ø¥Ùبْرَ Ù‡Ùيمَ Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙوتَ السَّمَـوَ ت٠وَالاَْرْض٠وَلÙÙŠÙŽÙƒÙونَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙوقÙÙ†Ùينَ)(1).
إنه لأمر طبيعي ÙÙŠ المجتمع ÙˆÙÙŠ ترسبات الاجيال أن ÙŠØاÙظوا وأن يداÙعوا عن العقائد المتوارثة ذلك لأن العادة والتلقائية تؤثر Øتى على ذوي
الشهادات العالية وتجعلهم لا يسيرون إلا على طريق الاتباع والتقليد المتوارث الاعمى، برغم أن القرآن الكريم نبهنا ÙˆØذرنا أن لا نقبل
معتقدات ومÙاهيم قديمة قبل عرضها على العقل وعلى قواعد القرآن الكريم وقبل أن نتأمل Ùيها بعمق وبÙكر منÙتØ.
(ÙˆÙŽ Ø¥Ùذَا Ù‚Ùيلَ Ù„ÙŽÙ‡Ùم٠اتَّبÙعÙواْ Ù…ÙŽØ¢ أَنزَلَ اللَّه٠قَالÙواْ بَلْ نَتَّبÙع٠مَآ أَلْÙَيْنَا عَلَيْه٠ءَابَآءَنَآ Ø£ÙŽÙˆÙŽ لَوْ كَانَ ءَابَآؤÙÙ‡Ùمْ لاَ يَعْقÙÙ„Ùونَ شَيْـاً ÙˆÙŽ لاَ يَهْتَدÙونَ )(2).
يقول كتاب الله العظيم إن التقليد الأعمى يوجب الشقاء الأبدي وبشكل خاص لأهل المعرÙØ© لأنه سبØانه وتعالى يقول:
(ÙˆÙŽ قَالÙواْ رَبَّنَآ Ø¥Ùنَّـآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا ÙˆÙŽ ÙƒÙبَرَآءَنَا ÙَأَضَلّÙونَا السَّبÙيلاَ)(3).
إنه من واجب الإنسان الواعي أن يجعل الÙكر والتبصر والتأمل رائداً له ÙÙŠ سلوك الطريق التي توصل إلى الØÙ‚ سبØانه وتعالى آخذاً بالعقائد
الصØÙŠØØ© وتاركاً النزعات القبلية والعنصرية والقومية التي لا تولد عنده إلا القلق الدائم والخو٠المستمر وعدم الاستقرار النÙسي.
العلم والإيمان يكمل اØدهما الاخر بØيث لا يمكن الÙصل بينهما ولو Ùصلنا لتسببنا ÙÙŠ اضرار جسيمة توقعنا بالخراÙات والجمود الÙكري
والدوران ÙÙŠ
____________
1- الانعام: 75.
2- البقرة: 170.
3- الاØزاب: 67.
المكان Øول النÙس.
يا أخوتي ÙÙŠ مثل هذه الØال العقيمة المرة التي نعيشها وسط مذاهب متعددة وطرق إسلامية شتى لم لا Ù†Øاول البØØ« عن المذهب الØقيقي كي
نتمسك به ولماذا نأخذ الإسلام من موقع واØد بينما هناك طرق ومشارب عديدة والله سبØانه وتعالى يقول:
(ÙَبَشÙّرْ عÙبَاد٠* الَّذÙينَ يَسْتَمÙعÙونَ الْقَوْلَ ÙَيَتَّبÙعÙونَ Ø£ÙŽØْسَنَهÙ)(1).
يقول الإمام علي(عليه السلام):
(من استقبل وجوه الآراء عر٠مواقع الخطأ).
وعلى هذا Ùمن واجب المسلم أن يدرس وأن يتأمل المذاهب المطروØØ© ÙÙŠ الساØØ© الإسلامية وأن يعتمد على عقله وتÙكيره وعلى عوامل
الاستدلال والاطمئنان المتواÙرة لديه، وعند الاختلا٠Ùإن الØÙ‚ بين ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ يتعدد ولا يأخذ مظاهر وصوراً واشكالاً شتى خلاÙاً لما يرى
ويقول المصوّبة المغرضون.
يبدو أن هناك إشكالاً عميقاً يكمن ÙÙŠ مناهج الدراسة ÙÙŠ الجامعات والمعاهد الدينية Øيث تقتصر كل مؤسسة على تدريس اتجاه معين ونمط
واØد من العقائد والÙقه والعلوم الدينية متجاهلةً سائر الاتجاهات والمذاهب الأخرى وإن الانكى والاخطر من ذلك هو تعبئة الطلاب Ùكرياً
ونÙسياً ضد كل ما يخال٠مذهب تلك المؤسسة ومنهجها Ùيتخرج طلاب هذه العلوم بÙكر منغلق وعقلية ضيقة Ù…Øدودة جاهلين الرأي الآخر
ومنØازين بتعصب اعمى ضد كل ما لا يواÙÙ‚ Ùكرهم.
إن اØترام العالم يقاس بمدى اØترامه للØقيقة لانها ضالته أينما وجدت، ÙˆÙÙŠ كتب الشيعة الإمامية اجتهادات قد لا يعرÙها Øتى الخواص من
العلماء السنة
____________
1- الزمر: 17 ـ 18.
ولو أنهم اطلعوا عليها لقويت ثقتهم بالشيعة الإمامية ولاØترموا علماء المسلمين ومذاهبهم ولقويت البواعث على تمهيد السبيل ووØدة الÙكر
والعقيدة بين الاخوة المؤمنين من Øيث يريدون أو لا يريدون.
الØوار يولد التقارب:
إنّ الله سبØانه وتعالى وهو الخالق السيد العظيم لا يأن٠أن يدخل مع عباده الضعÙاء ÙÙŠ Øوار وأن يجيب على تساؤلاتهم وأن يشاركهم
ويهديهم ØÙ„ إشكالاتهم، Ùهل ÙŠØÙ‚ لأØد بعد ذلك أن يترÙع عن النقاش والØوار مع أخوانه ÙÙŠ العقيدة والاصول.
عندما يقول الكÙار والمشركون ويتقولون ÙÙŠ نبوة الرسول(صلى الله عليه وآله) ويتهمونه بالكهانة والجنون مدعين أن القرآن لون من ألوان
الشعر الذي نسجه Ù…Øمدٌ ثم نسبه إلى الله.
يرد عليهم القرآن الكريم مستعرضاً ومناقشاً ويدخل معهم ÙÙŠ Øوار مثيراً الوجدان الÙطري لتكون Ù…Øكمة الإنسان الوجدانية الداخلية هي
الØكم وليبرز الضمير ليميز بين الصØÙŠØ ÙˆØ§Ù„ÙƒØ°Ø¨.
(أَمْ ÙŠÙŽÙ‚ÙولÙونَ تَقَوَّلَهÙÙˆ بَل لاَّ ÙŠÙؤْمÙÙ†Ùونَ * ÙَلْيَأْتÙواْ بÙØَدÙيث Ù…ÙّثْلÙÙ‡Ù Ù‰ Ø¥ÙÙ† كَانÙواْ صَـدÙÙ‚Ùينَ * أَمْ Ø®ÙÙ„ÙÙ‚Ùواْ Ù…Ùنْ غَيْر٠شَىْء أَمْ Ù‡Ùم٠الْخَــلÙÙ‚Ùونَ)(1).
(ÙˆÙŽ لَوْ شَآءَ رَبّÙÙƒÙŽ لَجَعَلَ النَّاسَ Ø£Ùمَّةً ÙˆÙŽ ØÙدَةً ÙˆÙŽ لاَ يَزَالÙونَ Ù…ÙخْتَلÙÙÙينَ (هود:118) Ø¥Ùلاَّ Ù…ÙŽÙ† رَّØÙÙ…ÙŽ رَبّÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽ Ù„ÙØ°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ خَلَقَهÙمْ ÙˆÙŽ تَمَّتْ ÙƒÙŽÙ„Ùمَة٠رَبÙّكَ لاََمْلاََنَّ
جَهَنَّمَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْجÙنَّة٠وَ النَّاس٠أَجْمَعÙينَ)(2).
الله سبØانه وتعالى جعل الاختلا٠سبباً إلى التمØيص والاختبار لمن يريد
____________
1- طور: 33 ـ 35.
2- هود: 118.
أن يتمسك بالØقيقة وإن الصورة المثالية التي تتمناها لوØدة المسلمين يستØيل تØقيقها إلاّ بوجود قيادة معصومة تخضع لها الأمة وتنÙØ° أوامرها
لانها تمثل قيادة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) وما جاء به ولكن أين هي هذه القيادة، إن القرآن الكريم لم يترك أمراً أو قضية
تتعلق بØياة الأمة إلا ورسمها وأوضØها لنا وقد بين الله سبØانه وتعالى القيادة المعصومة التي هي عدل القرآن تلك التي خصها ربها بÙضائل
عديدة لم يخص بها غيرهم من العباد.
البدع:
ليس ÙÙŠ الخليقة مثل الإنسان Øين يستخدم عقله ويÙنير بالوØÙŠ بصيرته لأن العقل قبس من نور الله الذي أودعه ÙÙŠ ضمير الإنسان وبدونه لا
يكون الإنسان إلاّ ØÙنةٌ من التراب وإن ما نجده اليوم من الØضارات والتقدم العلمي وماننعم بخيراته ما هو إلاّ من بركة التجليات العقلية Øيث
أبدع العقل عند المبدعين واكتشÙوا كنوز أنÙسهم وتمتعوا بلذة التØرر والانطلاق بقوة نور البصيرة لقد جاء الإسلام الØني٠تتويجاً لرسالات
الله منبهاً العقل إلى أهدا٠الرسالة Øتى أنه جاء ذكر العقل بمترادÙاته المختلÙØ© سبعمائة وخمسين مرة ÙÙŠ القرآن الكريم دلالةٌ وتوكيداً على
أهميته.
قال الله تعالى: (الَّذÙينَ يَتَّبÙعÙونَ الرَّسÙولَ النَّبÙىَّ الاْÙÙ…Ùّىَّ الَّذÙÙ‰ يَجÙدÙونَه٠مَكْتÙوبًا عÙندَهÙمْ ÙÙÙ‰ التَّوْرَاة٠وَالإÙْنجÙيل٠يَأْمÙرÙÙ‡ÙÙ… بÙالْمَعْرÙÙˆÙ٠وَيَنْهَاهÙمْ عَن٠الْمÙنكَرÙ
ÙˆÙŽÙŠÙØÙلّ٠لَهÙم٠الطَّيÙّبَـت٠وَيÙØَرÙّم٠عَلَيْهÙÙ…Ù...)(1).
وقد ينشأ عن الجاهلية المتمثلة ÙÙŠ إهمال العقل ورÙضه Øالةٌ قشرية تدÙع الÙرد إلى التمسك بالتقاليد والأعرا٠الماضية أياً كانت تمسكاً شديداً
لأنه ÙÙŠ
____________
1- الأعراÙ: 157.
هذه الØالة لا يرد أن يتØمل مسؤولية التÙكير وإعمال الÙكر ÙÙŠ Øركة منطلقة Ù†ØÙˆ المستقبل ÙˆÙÙŠ Ù…Øاولة لانقاذ النÙس والعباد من الأصنام
البشرية وتØريرهم من الخو٠والرهبة والجزع والاستسلام أمام الطبيعة.
إن اهتمام الإنسان بالماضي وجعله بديلاً عن الØاضر هو الذي ÙŠØد من تطلعات الإنسان ويعرقل طموØÙ‡ Ùيجعل دروبه مليئةً بالعراقيل Øتى
ليعجز عن الÙهم والتØصيل واستخدام إرادته الØرة للوصول إلى أهداÙÙ‡.
وما أسرع ما دخلت على المسلمين القشريين البدع المختلÙØ© وذلك عن طريق التÙسير الخاطىء للدين الذي قلب الØقائق رأساً على عقب لأن
القناعات والمÙاهيم الÙكرية متى Ùسدت Ùقد Ùسد كل شيء ÙÙŠ الإنسان.
والآن لنتسائل ما هي البدعة:
البدعة: لغوياً هي الاضاÙØ© وليس النقصان وهي هنا إضاÙØ© منسوبةٌ إلى الدين. يقول الرسول(صلى الله عليه وآله):
"إذا ظهرت البدع ÙÙŠ أمتي Ùليظهر العالم علمه Ùمن لم ÙŠÙعل Ùعليه لعنة الله"(1).
ويقول الرسول(صلى الله عليه وآله) أيضاً: "ما Ø£Øدثت بدعة إلاّ بترك سنة Ùاتقوا البدع وألزموا السنة إن عوازم الأمور Ø£Ùضلها وإن
Ù…Øدثاتها شرارها"(2) وكثيراً ما تكون البدعة ذريعةٌ لصاØبها طلباً للنÙعة ولكن Ù…Øاولته لا ØªÙ†Ø¬Ø Ù„Ø¥Ù†Ù‡ اتبع سبيل البدعة.
Øديث من الرسول(صلى الله عليه وآله): "عمل قليل ÙÙŠ سنة خيرٌ من عمل كثيرة ÙÙŠ بدعة"(3) ويأمرنا الدين بمØاربة أهل البدع
ومØاصرتهم اجتماعياً ونهيهم عما هم Ùيه Øتى لا تنشر بدعÙهم ويضل الناس بها.
____________
1- Ùرائد الأصول للأنصاري: 384 عن الكاÙÙŠ: 1 / 54.
2- بØار الأنوار: 92 / 781.
3- ميزان الØكمة: 1 / 383.
يقول الرسول(صلى الله عليه وآله): "من أتى ذا بدعة Ùوقره Ùقد سعى ÙÙŠ هدم الإسلام"(1)ØŒ إن الاختلا٠بين المسلمين ليس ÙÙŠ
أصول الدين ولا ÙÙŠ نزول الوØÙŠ وإنما هو ÙÙŠ تÙسير المبادىء، Ùإذا Ø±Ø§Ø ÙŠÙسر كل واØد Øسب رأيه وعلى هواه ثم ينسب ذلك إلى الدين Ùقد
تعصب وابتدع واÙترى على الله كذباً ولذلك يتوجب على الÙقهاء العدول والعلماء والدعاة إلى الله أن يرÙضوا هذه البدع وأن ÙŠØولوا دون
انتشارها بين العوام لئلا تكون لهم ديناً وعقيدة من دون الدين الصØÙŠØ.
____________
1- البØار: 72 / 267.