الشعور بالاستغناء عن البØØ«:
كان الهاشمي منذ Ø·Ùولته متعلقاً بالدين والمذهب وكان يرى ÙˆÙÙ‚ ما املته عليه البيئة الاجتماعية أن المذهب المالكي هو Ø£Ùضل المذاهب
الإسلامية الأربعة، Ùيقول:
"كنت اÙاخر بأن المذهب المالكي هو Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù… ولبه، وأنه المذهب الوسط بين المذاهب الإسلامية، Ùلا هو يميل إلى المعتزلة المتعقلين أكثر
من اللازم، ولا يقترب من الØنابلة المجسمة والخراÙيين والمضØكين. ÙˆÙÙŠ الØقيقة ما كنت اعر٠عن المذهب المالكي ولا عن مؤسسة
القليل ولا الكثير!".
Ùلهذا ما كان يشعر الهاشمي بالØاجة إلى البØØ«ØŒ لأنه يرى أنه على الØÙ‚ØŒ Ùكان يقول "ما الØاجة إلى البØØ« والتنقيب؟! أو ليس قد ولدنا
مالكيين وعشنا مالكيين ونموت مالكيين؟!".
بلورة هوايته Ù†ØÙˆ المطالعة:
بقي الهاشمي على هذه الØالة Øتى دخل مرØلة التعليم الثانوي. Ùاتجهت رغبته وانصب شوقه إلى المطالعة التي كان المعلمون يشجعونهم
عليها ويوÙرونها لهم مجاناً ÙÙŠ المدرسة.
ويقول الهاشمي: "كان المعلمون يرغبوننا بالمطالعة لتقوية زادنا ÙÙŠ العربية والÙرنسية، وكان اعطاؤنا القصص يتجاوز المنØÙ‰ الترÙيهي
إلى المنØÙ‰ التعليمي".
ويضيÙ: "مع مرورالزمان بدأت اقرا بشغ٠قصصاً اكبر Øجماً واعمق مضموناً.
لكن مع دخولي مرØلة المراهقة بدا وضعي الجديد ÙŠÙرض علىّ الابتعاد عن القصص الملوّنة الجميلة، Øيث صارت تمثل لي مرØلة من العمر
بدأت ÙÙŠ Ù…Ùارقتها. ولم تعد تلكم القصص تروى غليلى اذ أنّها من ناØية كمّها كانت تبدو صغيرة جداً ومن ناØية كيÙها بدأ الجو الدراسي
العام يشعرنا بأننا كبرنا عليها وينبغي الاتجاه إلى تلخيص وتØليل روايات وآثار معاصرة لأدباء معاصرين".
التوجه إلى مطالعة التاريخ:
يقول الهاشمي: "سرعان ما استعضت عن هذه الروايات بشيء أكثر بريقاً وأكثر امتاعاً، Øيث وجدت ÙÙŠ التاريخ ضالتي المشودة التي
تØقق لي Øاجتي إلى التسلية والتØليق ÙÙŠ Ùضاء ارØب وأوسع، لكن شغÙÙŠ بالتاريخ ÙØªØ Ø¹ÙŠÙ†ÙŠ على Øقيقة عظمى وغير من Øياتي الشيء
الكثير".
المÙاجئة بØقائق التاريخ الإسلامي:
لاØظ الهاشمي Øين قراءته للتاريخ الإسلامي أن Ùيه تناقضات غريبة وعجيبة من بينها خلا٠الصØابة واقتتالهم ومخالÙØ© البعض منهم
للكتاب وللرسول(صلى الله عليه وآله).
Ùيقول: شعرت بتمزق Ù†Ùسي كبير بين ما نشأت عليه من عقائد ومقدسات وبين ما أرى بعيني من Øقائق.
وكانت من جملة الØقائق التي اصطدم بها الهاشمي، أنه سمع ذات يوم من استاذ مادة التاريخ، Øينما مرّ على معركة صÙين أنه قال مبتسماً:
"ÙØ§Ù‚ØªØ±Ø Ø§Ù„Ø¯Ø§Ù‡ÙŠØ© عمرو بن العاص Ùكرة رÙع المصاØÙ Øتى يخدعوا جيش علي وينجوا من الهزيمة المنكرة التي بدأت ØªÙ„ÙˆØ Ù„Ù‡Ù…".
Ùيقول الهاشمي: "صعقنى جداً هذا الكلام، Ùقلت ÙÙŠ Ù†Ùسي: أعمرو بن العاص ÙŠÙعل هذا؟!
هذا الصØابي الجليل Ù€ الذي عرÙناه من أقطاب الصØابة كما قال لنا شيوخنا Ù€ يخدع ويمكر؟!
اذن أين تقوى الصØابة واخلاصهم الذي ذكره لنا شيوخنا؟!
شعرت Øينها بتمزق Ù†Ùسي شديد بين ثقاÙتي الاسلامية التي تقدم كل الصØابة وترÙعهم إلى صÙو٠الملائكة وبين Øقائق التاريخ إن كانت
Øقة؟!
رجعت إلى البيت مغموماً وسألت أخي عن المسألة Ùقال لي: إن هذا ليس من شأننا Ùلا تخض Ùيه وهم Ù€ أي الصØابة Ù€ ادرى بزمانهم
Ùˆ...
لم يقنعني هذا الكلام البارد الÙارغ من كل معنى، وهل يمكن أن يمارس المؤمن العادي الخداع والمكر؟! Ùكي٠بالصØابة؟!"
وبØØ« الهاشمي عن هذه المسألة قليلاً، لكنه لم يجد أي تÙاعل ممن Øوله، Ùلم يصل إلى الجواب المقنع، Ùيقول: "Ù‚Ùلت عليها ÙÙŠ صدري
والقيت Øبلها على غاربها ومضيت".
بداية التعر٠على التشيع:
مضت على هذه الØادثة التي واجهها الهاشمي سنوات، Øتى شاءت الأقدار أن تجمعه مع صديق قديم وزميل دراسة كان قد اÙترق عنه مدة من
الزمن وإذا به يسمع أنه شيعي!
يقول الهاشمي بعد استغرابه من تشيع زميله: "كنت قاطعاً ببطلان مذهب الشيعة وأنهم متطرÙون ÙÙŠ عقائدهم، وكنت اسمع ما كان ينقله
البعض Øول بكاءهم على الØسين وسبهم للصØابة، Ùيزداد عجبي، وكنت أتمنى أن التقي بواØد منهم لأقنعه أو على الأقل لأعر٠لماذا هم
هكذا".
ومن هنا بدأ الهاشمي يناقش صديقه الشيعي، وخاض معه نقاشات عديدة، Øتى بان له الØÙ‚ØŒ وتعر٠على واقع الأمر، ÙˆØ§ØªØ¶Ø Ù„Ù‡ اØقية مذهب
أهل البيت(عليهم السلام).
Ùيقول: "رأيت أن الشيعة مذهب صا٠عقلاني ملىء بالØجج الدامغة من القرآن الكريم والسنة المØمدية ولا مجال للخراÙات والتØريÙات
والاكاذيب Ùيه، وهكذا اذ بينما كنت انسب إلى الشيعة كل قبيØØŒ استÙقت على أن مذهبهم ØÙ‚".
كلمة اخيرة لكل انسان Øر:
يقول الهاشمي: "أنا من موقعي هذا ادع كل انسان Øرّ أن يطلع على كتب الشيعة وعلى آرائهم من دون واسطة".
ويدعو الهاشمي جميع أبناء العامة إلى البØØ« Øول التشيع، Ùيقول: "جربوا أن تطالعوا عن التشيع والشيعة الاثني عشرية، Ùليس ÙÙŠ ذلك
بأس ولا ضرر ولا Ùتنة ولا سمّ كما يدعي بعض العلماء المتØجرين، بل إن Ø£Øدنا ÙŠÙاخر بأنه يقرا
مجموعة آثار Ùيكتور هيجو مثلا أو اطلع على مسرØيات شكسبير وتجده جاهلاً بما يقوله اخوانه وبما يعتقدونه جهلاً مطبقا".
مؤلÙاته:
(1) "الصØابة ÙÙŠ Øجمهم الØقيقي":
صدر عام 1420ØŒ عن مركز الأبØاث العقائدية، ضمن سلسلة الرØلة إلى الثقلين.
وهو دراسة عقائدية وتاريخية ترÙع الضبابية عن الاعين ÙÙŠ شأن عدالة جميع الصØابة وقد استند المؤل٠ÙÙŠ هذه الدراسة إلى القرآن واقوال
الرسول(صلى الله عليه وآله)ورأي الصØابة ÙÙŠ بعضهم البعض رأي التابعين ÙÙŠ الصØابة.
(2) "Øوار مع صديقي الشيعي":
صدر عن مركز الأبØاث العقائدية، ضمن سلسلة الرØلة إلى الثقلين.
وهو خلاصة لنقاشات ÙˆØوارات دارت بينه وبين اØد اصدقائه الشيعة ÙÙŠ مدينة "قابس" والتي خاض Ùيها مع صديقه Øول أهم عقائد الشيعة
الاثنى عشرية، منها: التقية والمتعة والتوسل والامام المهدي وعدالة الصØابة.
وقÙØ© مع كتابه: "الصØابة ÙÙŠ Øجمهم الØقيقي"
الصØابة جيل من الناس عاصر الرسول Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) أيام بعثته Ùرأوه وآمنوا به وكان معظمهم من أهل المدينة وأهل مكة
وما Øولهما من القبائل العربية، وكانوا قبل الرسالة يعبدون الاصنام كبقية أبناء الجاهلية ÙÙŠ مناطق الجزيرة العربية، وبعد أن بعث الله سبØانه
وتعالى الرØمة الهداة الرسول Ù…Øمد المصطÙÙ‰(صلى الله عليه وآله) من أبناء إبراهيم(عليه السلام)ØŒ والذي يتØدث بلغتهم وينتسب إلى
بني هاشم من قبيلة قريش التي كانت تسكن مكة ÙÙŠ جوار الكعبة بيت الله العتيق الذي بناه إبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام)ØŒ شملتهم
الرØمة الالهية Ùاهتدوا بهدى الإسلام الدين الذي ارتضاه الله للناس أجمعين.
ويØكي واقع تاريخ المسلمين أنه بعد ÙˆÙاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) اختل٠الصØابة Ùيما بينهم وقامت بينهم الØروب وعاد معظمهم
على أدبارهم القهقرى، كما يشهد بذلك Øديث الØوض(1) الذي تنبأ Ùيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) بانØرا٠معظم أصØابه.
وآلت أمور المسلمين إلى قيام الدولة الأموية على يد "الصØابي" معاوية بن أبي سÙيان الذي كان أبوه قائد الكÙار المØاربين للرسول(
صلى الله عليه وآله). وقد عمل معاوية Ù€ بعد أن تسلم مقاليد الامور Ù€ على شراء الضمائر بالأموال ليمØÙˆ عن Ù†Ùسه عار العداء
للرسول(صلى الله عليه وآله) وآل بيته الأطهار، Ùاستجاب له ولمن أتى من بعده من الجبابرة بعض الصØابة والتابعين من عبيد الدنيا
Ùادخلوا ÙÙŠ الدين ÙˆÙÙŠ الØديث ما أرادوا من تشويه وتزيي٠وتØريÙ.
____________
1- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠ: 8 / 151.
وكان من ضمن هذه الأساليب التي اتبعها أشباه العلماء هؤلاء بائتمار من الØكام الظالمين هو القول بعدالة جميع الصØابة Øتى لا تنÙضØ
مخازي بني أمية، ÙˆØتى تضيع المصادر الØقيقية للدين وهم آل البيت(عليهم السلام) الذين اصطÙاهم الله بعد الرسول(صلى الله عليه
وآله)وجعلهم قادة للمسلمين، وكان نتيجة هذا الظلم ان لا يقبل أغلب المسلمين بقيادة اثنا عشر إماماً معصوماً من آل الرسول يتسلسلون على
مدى الدهر بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله)ØŒ وأخذوا الدين بدلا من ذلك من أكثر من 120 أل٠صØابياً عاصروا الرسول(صلى الله
عليه وآله) Ùقط ÙˆÙيهم المناÙقون والشكاكون وضعا٠الايمان والأعراب، Ùضاعت عليهم معالم الدين وتسلط عليهم الجبابرة Ùبئس للظالمين
بدلا.
الصØابة وأصول الدين أو أركانه:
"إنّ مسألة الصØبة من المسائل التي أسالت Øبراً كثيراً وصار Øولها لغط كثير، Ùأهل السنّة عموماً يعتبرون الصØابة جزءاً لا يتجزأ من
إيمان الÙرد المسلم، وإذا طعن أي Ùرد بأيّ واØد من الصØابة Ùقد اقتر٠إثماً عظيماً ووزراً كبيراً.
لكن هذه المسألة Ù€ مسألة الصØابة Ù€ لو يتجّرد الباØØ« المسلم المنص٠للخوض Ùيها Ùسيرى ويعلم علم اليقين أنّها لَيسَتْ من المعتقدات المهمة
سواء التي اتÙقت عليها طوائ٠المسلمين كالتوØيد والمعاد والنبوّة، ولا من التي اختÙÙ„ÙÙÙŽ Øولها كالعدل والإمامة.
Ùأركان الإسلام عند أهل السنة خمسة وهي: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن Ù…Øمّداً رسول الله، والصلاة والزكاة ÙˆØج بيت الله الØرام لمن
استطاع إليه سبيلاً والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشرّه.
Ùأين الصØابة من هذه الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام؟!
وأما عند الشيعة ÙØ£Ùصول الدين خمسة وهي: التوØيد والعدل والنبوّة
والمعاد، والإمامة، وإن كان العدل والإمامة من أركان وأÙصول المذهب عندهم أي لا يكÙر الإنسان بإنكارها، وكماترى Ùلا أثر للصØابة ÙÙŠ هذه
العقيدة ولا وجود لهم.
وأمّا الإيمان، Ùكما اتÙقت عليه كلمة المسلمين وكما ورد ÙÙŠ القرآن (ءَامَنَ الرَّسÙول٠بÙÙ…ÙŽØ¢ Ø£ÙنزÙÙ„ÙŽ Ø¥Ùلَيْه٠مÙÙ† رَّبÙّه٠وَالْمÙؤْمÙÙ†Ùونَ ÙƒÙلٌّ ءَامَنَ بÙاللَّه٠وَمَلاَئÙكَتÙÙ‡Ù
ÙˆÙŽÙƒÙتÙبÙه٠وَرÙسÙÙ„Ùه٠لاَ Ù†ÙÙَرÙّق٠بَيْنَ Ø£ÙŽØَد Ù…Ùّن رّÙسÙÙ„Ùه٠وَقَالÙواْ سَمÙعْنَا وَأَطَعْنَا غÙÙْرَانَكَ رَبَّنَا ÙˆÙŽØ¥Ùلَيْكَ الْمَصÙيرÙ)(1).
وانظر إلى قوله تعالى ÙÙŠ سورة النساء Øيث يقول: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ ءَامÙÙ†Ùواْ بÙاللَّه٠وَرَسÙولÙه٠وَالْكÙتَـب٠الَّذÙÙŠ نَزَّلَ عَلَى رَسÙولÙه٠وَالْكÙتَـبÙ
الَّذÙÙ‰ أَنزَلَ Ù…ÙÙ† قَبْل٠وَمَن يَكْÙÙرْ بÙاللَّه٠وَمَلاَئÙكَتÙÙ‡Ù ÙˆÙŽÙƒÙتÙبÙه٠وَرÙسÙÙ„Ùه٠وَالْيَوْم٠الاَْخÙر٠Ùَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلا بَعÙيداً )(2).
Ùأين Ù…Øلّ الصØابة ÙÙŠ هذا الإيمان؟!!
ثم أليس لكلّ نبيّ صØابة؟! Ùإذا كان الإيمان بصØابة رسول الله من ضرورات الإسلام أو من أركان الإيمان، Ùلماذا لا يكون الإيمان
بصØابة Ù†ÙˆØ ÙˆØ¥Ø¨Ø±Ø§Ù‡ÙŠÙ… وموسى وعيسى كذلك؟!
ثم بأيّ دليل من الكتاب والسنّة نجد أن الإيمان بمسألة الصØابة جميعاً واجب علينا كالإيمان بالله ورسوله؟!
ما استدلّوا به ÙÙŠ عدالة الصØابة:
يقول ابن الأثير ÙÙŠ مقدمة كتابه Ø£Ùسد الغابة ÙÙŠ معرÙØ© الصØابة ما يأتي: "والصØابة يشاركون سائر الرواة ÙÙŠ جميع ذلك إلاّ الجرØ
والتعديل، Ùإنهم كلّهم عدول لا يتطرق Ø§Ù„Ø¬Ø±Ø Ø¥Ù„ÙŠÙ‡Ù…ØŒ لأنّ الله عزّوجلّ ورسوله زكّياهم وعدّلاهم، وذلك
____________
1- البقرة: 285.
2- النساء: 136.
مشهور لا Ù†Øتاج لذكره"(1).
أما ابن Øجر العسقلاني Ùيقول عن عدالة الصØابة: "اتÙÙ‚ أهل السنّة أنّ الجميع عدول، ولم يخال٠ÙÙŠ ذلك إلاّ شذوذ من المبتدعة، وقد
ذكر الخطيب ÙÙŠ الكÙاية Ùصلاً Ù†Ùيساً ÙÙŠ ذلك Ùقال: عدالة الصØابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم، Ùمن
ذلك قوله تعالى: (ÙƒÙنتÙمْ خَيْرَ Ø£Ùمَّة Ø£ÙخْرÙجَتْ Ù„ÙلنَّاسÙ)(2). وقوله: (ÙˆÙŽÙƒÙŽØ°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ جَعَلْنَـكÙمْ Ø£Ùمَّةً وَسَطاً)(3)ØŒ وقوله: (لقَدْ رَضÙÙ‰ÙŽ اللَّهÙ
عَن٠الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ Ø¥Ùذْ ÙŠÙبَايÙعÙونَكَ تَØْتَ الشَّجَرَة٠ÙَعَلÙÙ…ÙŽ مَا ÙÙÙ‰ Ù‚ÙÙ„ÙوبÙÙ‡Ùمْ Ùَأَنزَلَ السَّكÙينَةَ عَلَيْهÙمْ ÙˆÙŽ أَثَـبَهÙمْ ÙَتْØاً قَرÙيباً)(4)ØŒ وقوله: (ÙˆÙŽ السَّـبÙÙ‚Ùونَ الاَْوَّلÙونَ
Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙهَـجÙرÙينَ وَالاَْنصَار٠وَ الَّذÙينَ اتَّبَعÙوهÙÙ… بÙØ¥ÙØْسَـن رَّضÙÙ‰ÙŽ اللَّه٠عَنْهÙمْ ÙˆÙŽ رَضÙواْ عَنْه٠وَ أَعَدَّ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ جَنَّـت تَجْرÙÙ‰ تَØْتَهَا الاَْنْهَـر٠خَــلÙدÙينَ ÙÙيهَآ أَبَداً Ø°ÙŽ Ù„ÙÙƒÙŽ
الْÙَوْز٠الْعَظÙيمÙ)(5)ØŒ وقوله: (يَـأَيّÙهَا النَّبÙىّ٠ØَسْبÙÙƒÙŽ اللَّه٠وَمَن٠اتَّبَعَكَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ )(6)ØŒ وقوله: (Ù„ÙلْÙÙقَرَآء٠الْمÙهَـجÙرÙينَ الَّذÙينَ Ø£ÙخْرÙجÙواْ
Ù…ÙÙ† دÙيَـرÙÙ‡Ùمْ ÙˆÙŽ أَمْوَ Ù„ÙÙ‡Ùمْ يَبْتَغÙونَ Ùَضْلاً Ù…Ùّنَ اللَّه٠وَ رÙضْوَ ناً ÙˆÙŽ يَنصÙرÙونَ اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَه٠أÙوْلَئÙÙƒÙŽ Ù‡Ùم٠الصَّـدÙÙ‚Ùونَ)(7) إلى قوله: (Ø¥Ùنَّكَ رَءÙÙˆÙÙŒ
رَّØÙيمٌ)(8)ØŒ ÙÙŠ آيات كثيرة يطول ذكرها وأØاديث شهيرة يكثر تعدادها...ØŒ وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم ولا ÙŠØتاج Ø£Øد منهم مع
تعديل الله لهم إلى
____________
1- مقدمة ابن الأثير ÙÙŠ كتابه Ø£Ùسد الغابة: 1 / 10.
2- آل عمران: 110.
3- البقرة: 143.
4- الÙتØ: 18.
5- التوبة: 100.
6- الأنÙال: 64.
7- الØشر: 8.
8- الØشر: 10.
تعديل Ø£Øد من الخلق...ØŒ إلى أن يقول إلى أن روى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: إذا رأيت الرجل ينتقص Ø£Øداً من أصØاب رسول
الله Ùاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول ØÙ‚ والقرآن ØÙ‚ وما جاء به ØÙ‚ØŒ وإنما أدّى إلينا ذلك كلّه الصØابة وهؤلاء (وهم) يريدون أن
يجرØوا شهودنا ليÙبطلوا الكتاب والسنّة، ÙˆØ§Ù„Ø¬Ø±Ø Ø¨Ù‡Ù… أولى وهم زنادقة انتهى..."(1).
Ùعلى رأي علماء أهل السنّة كل شعب رسول الله الذي آمن به صØابة، وهم أيضاً عدول كلهم لا يتطرّق الشك إليهم أبداً Øتّى إلى واØد منهم.
وقالوا: من يطعن ÙÙŠ صØابي واØد Ùهو زنديق، وقالوا: إنّ الله طهرهم وزكّاهم جميعاً.
الصØابة ÙÙŠ القرآن:
يقول تعالى ÙÙŠ سورة الÙØªØ (مّÙØَمَّدٌ رَّسÙول٠اللَّه٠وَ الَّذÙينَ مَعَه٠أَشÙدَّآء٠عَلَى الْكÙÙَّار٠رÙØَمَآء٠بَيْنَهÙمْ تَرَاهÙمْ رÙكَّعاً سÙجَّداً يَبْتَغÙونَ Ùَضْلاً Ù…Ùّنَ اللَّه٠وَرÙضْوَ ناً
سÙيمَاهÙمْ ÙÙÙŠ ÙˆÙجÙوهÙÙ‡ÙÙ… Ù…Ùّنْ أَثَر٠السّÙجÙود٠ذَ Ù„ÙÙƒÙŽ Ù…ÙŽØ«ÙŽÙ„ÙÙ‡Ùمْ ÙÙÙ‰ التَّوْرَاة٠وَ Ù…ÙŽØ«ÙŽÙ„ÙÙ‡Ùمْ ÙÙÙ‰ الاْÙنجÙيل٠كَزَرْع أَخْرَجَ شَطْأه٠Ùَـَازَرَه٠Ùَاسْتَغْلَظَ Ùَاسْتَوَى عَلَى سÙوقÙÙ‡Ù ÙŠÙعْجÙبÙ
الزّÙرَّاعَ Ù„ÙيَغÙيظَ بÙÙ‡Ùم٠الْكÙÙَّارَ وَعَدَ اللَّه٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ ÙˆÙŽ عَمÙÙ„Ùواْ الصَّــلÙØَـت٠مÙنْهÙÙ… مَّغْÙÙرَةً ÙˆÙŽ أَجْراً عَظÙيمَا )(2).
Ùمن ينظر إلى أول الآية يرى أن الممدوØين مع رسول الله هم عموم الصØابة، لكن انظر إلى قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّه٠الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ وَعَمÙÙ„Ùواْ
الصَّــلÙØَـت٠منهم...).
____________
1- الاصابة ÙÙŠ تمييز الصØابة: 1 / 6 Ù€ 7.
2- الÙتØ: 29.
Ùلم يَعÙدْ الله جميع الصØابة بالمغÙرة والأجر، بل Ùقط مَنْ آمن وعمل صالØاً، ولو كان الوعد للجميع لقال: (وعدهم الله...) Ùتأمل.
ويقول تعالى ÙÙŠ Ù†Ùس هذه السورة: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙبَايÙعÙونَكَ Ø¥Ùنَّمَا ÙŠÙبَايÙعÙونَ اللَّهَ يَد٠اللَّه٠Ùَوْقَ أَيْدÙيهÙمْ ÙÙŽÙ…ÙŽÙ† نَّكَثَ ÙÙŽØ¥Ùنَّمَا يَنكÙث٠عَلَى Ù†ÙŽÙْسÙÙ‡Ù ÙˆÙŽ مَنْ أَوْÙÙŽÙ‰ بÙمَا
عَـهَدَ عَلَيْه٠اللَّهَ ÙَسَيÙؤْتÙيه٠أَجْراً عَظÙيماً )(1).
وأنت ترى ÙÙŠ هذه الآية أنّ الله تعالى ÙŠØذّر الناكثين بأنهم إنّما ينكثون على أنÙسهم وليسوا بضارّي الله تعالى شيئاً.
ولدى قراءة سورة الØجرات تصاد٠هذه الآية: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙنَادÙونَكَ Ù…ÙÙ† وَرَآء٠الْØÙجÙرَ ت٠أَكْثَرÙÙ‡Ùمْ لاَ يَعْقÙÙ„Ùونَ * ÙˆÙŽ لَوْ أَنَّهÙمْ صَبَرÙواْ Øَتَّى
تَخْرÙجَ Ø¥ÙلَيْهÙمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهÙمْ ÙˆÙŽ الله٠غَÙÙورٌ رَّØÙيمٌ)(2).
Ùانظر لوص٠الله تعالى هذه الÙئة من المسلمين Øيث وصÙهم بأبشع وص٠وهو أنهم لا يعقلون، وقد وصÙهم الله ÙÙŠ صدر السورة بأنهم
يرÙعون أصواتهم Ùوق صوت النبي مع أنهم مؤمنين به(صلى الله عليه وآله).
ويقول ÙÙŠ سورة الØجرات ايضاً: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ Ø¥ÙÙ† جَآءَكÙمْ ÙَاسÙق٠بÙنَبَإ ÙَتَبَيَّنÙواْ Ø£ÙŽÙ† تÙصÙيبÙواْ قَوْمَا بÙجَهَــلَة ÙَتÙصْبÙØÙواْ عَلَى مَا ÙَعَلْتÙمْ نَـدÙÙ…Ùينَ
)(3).
ومن المعلوم والمشهور أن هذه الآية نزلت ÙÙŠ الوليد بن عقبة، وهو أخو عثمان بن عÙان لأمه، عندما بعثه إلى بني المصطلق Ùرجع وكذب
على النبي(صلى الله عليه وآله)(4)ØŒ Ùالله يص٠الوليد بالÙاسق، وأئمة السنّة يقولون إنّه عدل؟!
____________
1- الÙتØ: 10.
2- الØجرات: 4 Ù€ 5.
3- الججرات: 6.
4- أنظر تÙسير الÙخر الرازي (التÙسير الكبير) ÙÙŠ سورة الØجرات: 6ØŒ تÙسير الطبري: 26 / 78ØŒ تÙسير الدرّ المنثور:
7 / 555.
ويقول تعالى ÙÙŠ سورة التوبة: (لَقَدْ نَصَرَكÙم٠اللَّه٠ÙÙÙ‰ مَوَاطÙÙ†ÙŽ ÙƒÙŽØ«Ùيرَة وَيَوْمَ ØÙنَيْن Ø¥Ùذْ أَعْجَبَتْكÙمْ كَثْرَتÙÙƒÙمْ Ùَلَمْ تÙغْن٠عَنكÙمْ شَيْـاً وَضَاقَتْ عَلَيْكÙÙ…Ù
الأَْرْض٠بÙمَا رَØÙبَتْ Ø«Ùمَّ وَلَّيْتÙÙ… مّÙدْبÙرÙينَ )(1).
ÙÙŠ هذه الآية يذكر الله ويشنّع على المسلمين Ùرارهم يوم Øنين Øيث تركوا النبي مع ثلة قليلة عدد أصابع اليد ÙˆÙرّوا، وقد اغترَّ المسلمون ÙÙŠ
Øنين بكثرتهم Øتى قال أبوبكر: "لن Ù†Ùغلَب اليوم من قلّة"(2).
وقال الله أيضاً مخاطباً الصØابة: (يَـأَيّÙهَا الَّذÙينَ ءَامَنÙواْ مَا Ù„ÙŽÙƒÙمْ Ø¥Ùذَا Ù‚Ùيلَ Ù„ÙŽÙƒÙم٠انÙÙرÙواْ ÙÙÙ‰ سَبÙيل٠اللَّه٠اثَّاقَلْتÙمْ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الأَْرْض٠أَرَضÙيتÙÙ… بÙالْØَيَوة٠الدّÙنْيَا Ù…ÙÙ†ÙŽ
الأَْخÙرَة٠Ùَمَا مَتَـع٠الْØَيَوة٠الدّÙنْيَا ÙÙÙ‰ الأَْخÙرَة٠إÙلاَّ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلٌ * Ø¥Ùلاَّ تَنÙÙرÙواْ ÙŠÙعَذÙّبْكÙمْ عَذَاباً Ø£ÙŽÙ„Ùيماً وَيَسْتَبْدÙلْ قَوْماً غَيْرَكÙمْ وَلاَ تَضÙرّÙوه٠شَيْـاً وَاللَّه٠عَلَى ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ شَىْء
قَدÙيرٌ)(3).
Ùالله هنا يقرّع الصØابة بسبب تثاقلهم عن الغزو وكما لا يخÙÙ‰ Ùإن الله تعالى توعّد الصØابة ÙÙŠ هذه الآية بالعذاب الأليم وباستبدالهم بقوم
آخرين Ù€ الÙرس على رأي Ù€ إذا لم ينÙروا ÙÙŠ سبيله، Ùأين Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ للصØابة هنا؟!
ويقول الله تعالى ÙÙŠ سورة الأØزاب: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ ÙŠÙؤْذÙونَ اللَّهَ ÙˆÙŽ رَسÙولَه٠لَعَنَهÙم٠اللَّه٠ÙÙÙŠ الدّÙنْيَا ÙˆÙŽ الاَْخÙرَة٠وَ أَعَدَّ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ عَذَاباً مّÙÙ‡Ùيناً)(4).
إنّ الله لا يتأذّى ولكن أذى الله من أذى من أذى الرسول، وعليه Ùكلّ من آذى الرسول(صلى الله عليه وآله) صØابيّاً أو غيره Ùقد آذى الله،
وهذا نظير قوله تعالى: (من ÙŠÙØ·ÙعÙ
____________
1- التوبة: 25.
2- أنظر تÙسير الÙخر الرازي (التÙسير الكبير) ÙÙŠ سورة التوبة: 25.
3- التوبة: 38 Ù€ 39ØŒ يقول الÙخر الرازي ÙÙŠ تÙسير سورة التوبة: وهذا يدل أن كل المؤمنين كانوا متثاقلين ÙÙŠ ذلك التكليÙØŒ وذلك
التثاقل معصية. ويقول الرازي بعد ذلك، إنّ خطاب الكل وارادة البعض مجاز مشهور ÙÙŠ القرآن.
4- الأØزاب: 57.
الرَّسÙولَ Ùَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ† تَوَلَّى ÙÙŽÙ…ÙŽØ¢ أَرْسَلْنَـكَ عَلَيْهÙمْ ØÙŽÙÙيظاً)(1)ØŒ وما أكثر من آذى الرسول من الصØابة والصØابيّات، ومن أراد اليقين
ÙليبØØ« Ùسيرى عجباً.
ويقول الله تعالى ÙÙŠ سورة آل عمران: (ÙˆÙŽØ¥Ùذْ غَدَوْتَ Ù…Ùنْ أَهْلÙÙƒÙŽ تÙبَوÙّئ٠الْمÙؤْمÙÙ†Ùينَ مَقَـعÙدَ Ù„ÙلْقÙتَال٠وَاللَّه٠سَمÙيعٌ عَلÙيمٌ * Ø¥Ùذْ هَمَّت طَّـائÙÙَتَان٠مÙنكÙمْ Ø£ÙŽÙ†
تَÙْشَلاَ وَاللَّه٠وَلÙيّÙÙ‡Ùمَا وَعَلَى اللَّه٠Ùَلْيَتَوَكَّل٠الْمÙؤْمÙÙ†Ùونَ)(2).
ويقول الÙخر الرازي ÙÙŠ تÙسيره: "أنها نزلت ÙÙŠ Øيّين من الأنصار همّا بترك القتال ÙÙŠ Ø£ÙØد والعودة إلى المدينة Ø£Ùسوة براس النÙاق عبد
الله بن Ø£Ùبي بن أبي سلول"(3).
ويقول تعالى ÙÙŠ سورة آل عمران Øول معركة Ø£ÙØد: (وَلَقَدْ صَدَقَكÙم٠اللَّه٠وَعْدَه٠إÙذْ تَØÙسّÙونَهÙÙ… بÙØ¥ÙذْنÙÙ‡Ù Øَتَّى Ø¥Ùذَا ÙÙŽØ´ÙلْتÙمْ وَتَنَـزَعْتÙمْ ÙÙÙ‰ الاَْمْرÙ
وَعَصَيْتÙÙ… Ù…Ùّن بَعْد٠مَآ أَرَاكÙÙ… مَّا تÙØÙبّÙونَ Ù…ÙنكÙÙ… مَّن ÙŠÙرÙيد٠الدّÙنْيَا ÙˆÙŽÙ…ÙنكÙÙ… مَّن ÙŠÙرÙيد٠الاَْخÙرَةَ...)(4).
ويقول كذلك: (Ø¥Ùذْ تÙصْعÙدÙونَ وَلاَ تَلْوÙونَ عَلَى Ø£ÙŽØَد وَالرَّسÙول٠يَدْعÙوكÙمْ ÙÙÙ‰ Ø£ÙخْرَاكÙمْ ÙَأَثَـبَكÙمْ غَمَّام بÙغَمّ Ù„Ùّكَيْلاَ تَØْزَنÙواْ عَلَى مَا ÙَاتَكÙمْ وَلاَ Ù…ÙŽØ¢ أَصَـبَكÙمْ
وَاللَّه٠خَبÙير٠بÙمَا تَعْمَلÙونَ)(5).
ويقول أيضاً: (Ø¥Ùنَّ الَّذÙينَ تَوَلَّوْاْ Ù…ÙنكÙمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَان٠إÙنَّمَا اسْتَزَلَّهÙم٠الشَّيْطَـن٠بÙبَعْض٠مَا كَسَبÙواْ وَلَقَدْ عَÙَا اللَّه٠عَنْهÙمْ Ø¥Ùنَّ اللَّهَ غَÙÙورٌ ØÙŽÙ„Ùيمٌ)
(6).
____________
1- النساء: 80.
2- آل عمران: 121 ـ 122.
3- التÙسير الكبير للÙخر الرازي Ù€ تÙسير سورة آل عمران: 121 Ù€ 122ØŒ تÙسير الطبري: 4 / 48ØŒ الدرّ المنثور: 2 /
305.
4- آل عمران: 152.
5- آل عمران: 153.
6- آل عمران: 155.
مرØÙ‰ لهؤلاء الصØابة الذين ÙŠÙرّون من ساØØ© المعركة ويتركون الرسول خلÙهم والرسول يناديهم ÙÙŠ ذلك الموق٠الشديد.
وقد ذكر الÙخر الرازي ÙÙŠ تÙسيره: "أنّ عمر بن الخطاب كان من المنهزمين، إلاّ أنّه لم يكن ÙÙŠ أوائل المنهزمين!! ومن الذين Ùرّوا
يوم Ø£ÙØد عثمان بن عÙان ورجلين من الأنصار يقال لهما سعد وعقبة، وانهزموا Øتّى بلغوا موضعاً بعيداً ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام Ùقال لهم
النبي(صلى الله عليه وآله): لقد ذهبتم بها عريضة"(1).
ثم لنأت إلى سورة الجمعة ولنقرأ هذه الآية: (ÙˆÙŽ Ø¥Ùذَا رَأَوْاْ تÙجَـرَةً أَوْ لَهْواً انÙَضّÙواْ Ø¥Ùلَيْهَا ÙˆÙŽ تَرَكÙوكَ قَآئÙماً Ù‚Ùلْ مَا عÙندَ اللَّه٠خَيْرٌ Ù…Ùّنَ اللَّهْو٠وَ Ù…ÙÙ†ÙŽ
التÙّجَـرَة٠وَ اللَّه٠خَيْر٠الرَّ زÙÙ‚Ùينَ )(2).
وقد نزلت هذه الآية ÙÙŠ الصØابة الذين كانوا يصلون الجمعة مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ Øتّى إذا دخل دØية الكلبي Ù€ وكان مشركاً
Ù€ المدينة بتجارة من الشام Ùترك الصØابة المسجد وخرجوا إليه ولم يبق معه(صلى الله عليه وآله) إلاّ اثنا عشر رجلا على رواية، Øتّى
قال النبي(صلى الله عليه وآله) Ùيهم: "لو اتّبع آخرهم أوّلهم لا لتهب الوادي عليهم ناراً"(3).
ويقول الله تعالى ÙÙŠ سورة الأنÙال: (مَا كَانَ Ù„ÙنَبÙىّ Ø£ÙŽÙ† ÙŠÙŽÙƒÙونَ لَه٠أَسْرَى Øَتَّى ÙŠÙثْخÙÙ†ÙŽ ÙÙÙ‰ الأَْرْض٠تÙرÙيدÙونَ عَرَضَ الدّÙنْيَا وَاللَّه٠يÙرÙيد٠الاَْخÙرَةَ وَاللَّهÙ
عَزÙيزٌ ØÙŽÙƒÙيمٌ * لَّوْلاَ ÙƒÙتَـبٌ Ù…Ùّنَ اللَّه٠سَبَقَ لَمَسَّكÙمْ ÙÙيمَآ أَخَذْتÙمْ عَذَابٌ عَظÙيمٌ)(4).
____________
1- تÙسير الÙخر الرازي ÙÙŠ تÙسير الآية 155 من سورة آل عمران، تÙسير الطبري: 4 / 96ØŒ تÙسير الدرّ المنثور: 2 / 355
Ù€ 356.
2- الجمعة: 11.
3- انظر تÙسير الÙخر الرازي سورة الجمعة، تÙسير الدر المنثور: 8 / 165ØŒ تÙسير الطبري: 28 / 67 Ù€ 68.
4- الأنÙال: 67 Ù€ 68.
ÙÙŠ هذه الآيات خطاب شديد للصØابة الذين Øاربوا ÙÙŠ بدر لأنهم أخذوا أسرى، وليس هذا من شأن الرسول(صلى الله عليه وآله) كما ليس
من شأن الأنبياء السابقين، لكن الله Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بعد ذلك بأخذ الÙداء، والعجيب أنّ كثيراً من المÙسّرين أدخلوا الرسول(صلى الله عليه وآله)
ÙÙŠ هذا التهديد مع أنّ ظاهر الآية ÙˆØ§Ø¶Ø ÙÙŠ مخاطبة الصØابة، ثم أنّ رسول الله ما كان ليقوم بÙعل أو قول دون إذن الله Ùلماذا يدخل ÙÙŠ دائرة
التهديد؟! نعم هذا ما Ùعلته أيدي بني Ø£Ùمية الØاقدة على النبي(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته Ùينطبق عليهم قول الله تعالى: (ÙŠÙØَرÙÙ‘ÙÙونَ
الْكَلÙÙ…ÙŽ Ù…ÙÙ† بَعْد٠مَوَاضÙعÙÙ‡Ù)(1).
وتقرأ ÙÙŠ سورة الأنعام هذه الآية: (وَمَنْ أَظْـلَم٠مÙمَّن٠اÙْتَرَى عَلَى اللَّه٠كَذÙباً أَوْ قَالَ Ø£ÙÙˆØÙÙ‰ÙŽ Ø¥Ùلَىَّ وَلَمْ ÙŠÙÙˆØÙŽ Ø¥Ùلَيْه٠شَىْءٌ ÙˆÙŽÙ…ÙŽÙ† قَالَ سَأÙنزÙÙ„Ù Ù…Ùثْلَ Ù…ÙŽØ¢
أَنزَلَ اللَّهÙ...)(2).
ÙˆÙÙŠ قول نزلت هذه الآية ÙÙŠ عبد الله بن سعد بن أبي Ø³Ø±Ø Ø£Ø®Ùˆ عثمان بن عÙان والذى أهدر النبي(صلى الله عليه وآله) دمه لأنّه قال إنني
أستطيع أن أقول مثل ما أنزل الله، والعجيب أنّ هذا الأÙّاك الأثيم ÙŠØµØ¨Ø ÙÙŠ زمن عثمان Ø£Øد وزراء الدولة وقادة الجيش؟!
هذا غيض من Ùيض، ولو لا أنّ المجال لا يتّسع لأكثر من هذا لأتينا على كلّ الآيات النازلة ÙÙŠ شأن الصØابة والتي كانت تÙØ¶Ø Ø¨Ø¹Ø¶Ø§Ù‹ منهم أو
تÙقرّع البعض الآخر او تهدّدهم وتتوعّدهم.
وهكذا ترى أنّ القرآن يضع الصØابة ÙÙŠ Ù…Øلّهم الطبيعي.
والعجب أنّ علماء أهل السنة كما أشرنا إلى ذلك سابقاً يزعمون أنّ الله والقرآن عدّلا الصØابة جميعاً، وعليه إنّ أيّ Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ أيّ واØد منهم هو
خروج
____________
1- المائدة: 41.
2- الأنعام: 93. انظر تÙسير الÙخر الرازي ÙÙŠ تÙسيره للسورة: 13 / 93ØŒ تÙسير الطبري: 181ØŒ تÙسير الدر المنثور:
3 / 317.
عن الإسلام وزندقة، Ùها هو القرآن يكذّب آراءهم النابعة من الهوى ويقول غير ما قالوا، ولا كلام بعد كلام الله، وإن كره الكارهون.
ثمّ دعنا من الصØابة ولنأت إلى أشر٠ولد آدم وأÙضل رسل الله ورأس Ø£Ùولي العزم(عليهم السلام) Øيث إنّه(صلى الله عليه وآله) لم
يكتسب تلك المنزلة العظيمة بالأماني بل بأعماله، وها هو القرآن يشير إلى هذه الØقيقة قائلا: (ÙˆÙŽ لَقَدْ Ø£ÙÙˆØÙÙ‰ÙŽ Ø¥Ùلَيْكَ ÙˆÙŽ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الَّذÙينَ Ù…ÙÙ† قَبْلÙÙƒÙŽ لَـئÙنْ
أَشْرَكْتَ Ù„ÙŽÙŠÙŽØْبَطَنَّ عَمَلÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽ لَتَكÙونَنَّ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْخَـسÙرÙينَ )(1).
ÙˆØاشا رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يشرك، لكن هذا هو مقياس الله، لا مجاملة ولا Ù…Øاباة مع أيّ Ø£Øد ÙÙŠ Ø£Øكامه وشرائعه.
ثم أنظر إلى قوله تعالى ÙÙŠ سورة الØاقة: (ÙˆÙŽ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاَْقَاوÙيل٠* لاََخَذْنَا Ù…Ùنْه٠بÙالْيَمÙين٠* Ø«Ùمَّ لَقَطَعْنَا Ù…Ùنْه٠الْوَتÙينَ)(2).
Ùليس معنى كون الرسول(صلى الله عليه وآله) نبيّاً ÙŠØجزه عن العقاب إذا خرج عن Øدود الله، Ùما بالك بعد هذا بالصØابة؟!
إنّ الصØابة هم أوّل المكلّÙين ÙÙŠ الإسلام وأوّل المسؤولين.
Ùهم إذن تØت الشرع وليسوا Ùوقه، وليس عندهم جواز عبور إلى الجنّة، هيهات ليس الأمر بالأماني.
إنّ الصØابة ÙÙŠ موضع خطير Øيث أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) كان بين أظهرهم ولا Øجّة لمن تعدّى Øدود الله منهم غداً يوم القيامة،
Ùقد شاهدوا نور النبوّة وآيات الله نزلت بينهم وقد تمت عليهم الØجّة والويل لمن لم ÙŠÙنجÙÙ‡ كلّ ذلك.
صØابة وصØابيات تØت المجهر:
خالد بن الوليد: نتناول واØداً من كبار الصØابة، وخالد بن الوليد بن
____________
1- الزمر: 65.
2- الØاقة: 44 Ù€ 46.
المغيرة، لنرى ما Ùعله خالد وهل كان Ùعله مطابقاً للقرآن والسنّة أم...ØŸ!
يقول ابن الأثير ÙÙŠ كتابه Ø£Ùسد الغابة ÙÙŠ تمييز الصØابة ÙÙŠ ترجمة مالك بن نويرة المقتول المزنّي بزوجته ÙÙŠ Ù†Ùس اللّيلة ما يلي: "...
إلاّ أنّه لم تظهر عليه ردة (يقصد مالك بن نويرة الصØابي الجليل) وأقام بالبطاØØŒ Ùلمّا Ùرغ خالد من بني أسد وغطÙان سار إلى مالك وقدم
البطاØØŒ Ùلم يجد به Ø£Øداً، كان مالك قد Ùرّقهم ونهاهم عن الإجتماع (لو كان مالك مرتداً Ùعلاً لأعدّ العدّة لقتال خالد) Ùلمّا قدم خالد البطاØ
بثّ سراياه، ÙØ£Ùتي بمالك بن نويرة ونÙر من قومه. ÙاختلÙت السرية Ùيهم، وكان Ùيهم أبو قتادة، وكان Ùيمن شهد أنهم أذّنوا وأقاموا وصلّوا،
ÙØبسهم ÙÙŠ ليلة باردة وأمر خالد Ùنادى: أدÙئوا أسراكم Ù€ وهي ÙÙŠ لغة كنانة القتل Ù€ Ùقتلوهم (انظر إلى دهاء خالد ومكره) Ùسمع خالد
الواعية Ùخرج وقد Ù‚Ùتلوا، Ùتزوّج خالد امرأته، Ùقال عمر لأبي بكر: سي٠خالد Ùيه رهق وأكثر عليه، Ùقال أبو بكر: تأوّل Ùأخطأ ولا
أشيم سيÙاً سلّه الله على المشركين، وودّى مالكاً، وقَدÙÙ… خالد على أبي بكر Ùقال له عمر: يا عدوّ الله قتلت أمرأً مسلماً ثم نزوت على أمرأته،
لأرجمنّك...".
إلى أن يقول: "Ùهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة ويدلّ على أنّه لم يرتد، وقد ذكروا ÙÙŠ الصØابة أبعد من هذا، Ùتركهم هذا
عجب، وقد اختل٠ÙÙŠ ردّته، وعمر يقول لخالد: قتلت امرأً مسلماً، وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلّوا، وأبوبكر يردّ السبي ويعطي دية مالك
من بيت المال، Ùهذا جميعه يدلّ على أنّه (مالك) مسلم"(1) انتهى كلام ابن الأثير.
إنّ لنا أن Ù†Øلّل هذه الØادثة بكلّ موضوعية وبعيداً عن أي تØيّز Ùنقول:
____________
1- اسد الغاية: 5 / 52 Ù€ 53 ÙÙŠ ترجمة مالك بن نويرة.
أولاً: إنّ مالك بن نويرة رجل مسلم بشهادة عمر وأبو قتادة ولم يرتدّ.
ثانياً: إنّ خالد بن الوليد أراد قتله لكي يظÙر بزوجته وكانت من أجمل نساء العرب، ولهذا قال مالك قبل قتله هذه التي قتلتني ولهذا استعمل
خالد كلمة ادÙئوا أسراكم وكان يقصد قتلهم بالتأكيد وليس ادÙاءهم من البرد.
ثالثاً: وهذا أعجب لماذا لم ÙŠÙقم أبوبكر الØدّ على خالد لقتل مسلم وللزنى بزوجته لأنّه تزوّجها بدون عدّة بل ÙÙŠ Ù†Ùس تلك الليلة.
رابعاً: كان عمر غاضباً جدّاً من خالد وقال له ما قد مرّ، ومن هنا Ù†Ùهم لماذا عزل عمر خالداً عندما صار خليÙØ© وعيّن مكانه أبا عبيدة على
جيوش المسلمين، ثم ما معنى قول أبي بكر: تأوّل خالد Ùأخطأ؟! وهل ÙÙŠ Øدود الله Ù…Ø²Ø§Ø ÙˆØ®Ø·Ø§ وصواب؟!
وليت الأمر وق٠بخالد عند هذا الØدّ، لكنّه كما كان سيÙاً مسلولاً Ù€ بالباطل Ù€ على المسلمين ÙÙŠ Ø£ÙØد وغيرها، Ùإنّه أوغل ÙÙŠ دماء المسلمين بعد
إسلامه، Ùهو Ùعلاً سيÙØŒ لكنّه سي٠مسلّط على المسلمين والمؤمنين، ولتزداد يقيناً أنّ السياسة هي التي أسمت خالداً هذا بسي٠الله المسلول،
تعال إلى هذه الØادثة:
"لمّا ÙØªØ Ø±Ø³ÙˆÙ„ الله(صلى الله عليه وآله) مكّة بعثه إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي Ùقتل منهم من لم يجز له قتله Ùقال النبي(صلى
الله عليه وآله): اللّهم إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد Ùأرسل مالاً مع علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) Ùودّى القتلى وأعطاهم ثمن ما
أخذ منهم، Øتّى ثمن ميلغة الكلب..."(1).
انظر إلى خالد بن الوليد يبعثه الرسول بكلّ سلم وسلام Ùيقتل من شاء ويدع من شاء، انظر إلى دعاء النبي(صلى الله عليه وآله) وهو يبرأ
من Ùعل خالد بن الوليد.
____________
1- أسد الغابة ترجمة خالد بن الوليد، وكذلك أنظر الØديث ÙÙŠ مسند Ø£Øمد: 2 / 151.
ثم يأتي من يقول إنّ خالداً سي٠الله المسلول، نعم هو سي٠مسلول، لكن ليس من أسيا٠الله تعالى.
ولو شئنا التÙصيل ÙÙŠ Ùعل خالد ÙˆÙعاله ÙÙŠ الإسلام لما صدّق الإنسان ما يرى من هول وعظم ما أتاه خالد، لكن للاختصار نكتÙÙŠ بهذا
المقدار.
المغيرة بن شعبة:
هو صØابي، وهو Ø£Øد النÙزّاق الÙسّاق الذين Ùتقوا ÙÙŠ الإسلام Ùتقاً لا يجبر إلى يوم القيامة.
ورد ÙÙŠ ترجمته ÙÙŠ كتاب أسد الغابة ما يلي: "دهاة العرب أربعة: معاوية ابن أبي سÙيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة،
وزياد...".
"... وولاّه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها، Øتّى Ø´Ùهد عليه بالزنا، Ùعزله، ثم ولاّه الكوÙØ©ØŒ Ùلم يزل عليها Øتّى Ù‚Ùتل عمر، Ùأقره
عثمان عليها...".
"... وهو أوّل من وضع ديوان البصرة وأوّل من رشى (أعطى رشوة) ÙÙŠ الإسلام أعطى "يرÙØ£" Øاجب عمر شيئاً Øتّى أدخله
إلى دار عمر..."(1).
إنّ السكوت عن التعليق هنا أبلغ من التعليق، لكن نقول: العجب من عمر إذ بعد أن عزله عن البصرة بسبب زناه يعيده والياً على الكوÙØ©
وخيار الصØابة Ø£Øياء يرزقون كعلي بن أبي طالب الذي كان جليس بيته وكأبي ذرّ والمقداد وخزيمة وغيرهم...ØŸ!
ØÙصة بنت عمر بن الخطّاب:
زوجة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولكن هذه المكانة التي تتمنّاها كلّ أنثى لم تمنع ØÙصة من ارتكاب الأهوال ومخالÙØ© الله تعالى
ورسوله، ولا عجب ÙØÙصة أنزل الله Ùيها
____________
1- أسد الغابة 5: 248 ترجمة المغيرة بن شعبة.
ÙˆÙÙŠ عائشة سورة كاملة Ù€ وهي سورة التØريم Ù€ Ùيها من التهديد والوعيد من الله بالطلاق والإبدال بزوجات خير منهما وبعذاب النار ما لا
يخÙÙ‰ على أيّ شخص ÙŠÙهم لغة العرب، وقد تقدّمت ÙÙŠ باب "الصØابة ÙÙŠ القرآن" هذه السورة.
وقد ورد ÙÙŠ ترجمة ØÙصة من كتاب أسد الغابة ما يلي:
"... وتزوّجها بعد عائشة، وطلّقها تطليقة واØدة ثمّ ارتجعها، أمره جبريل بذلك وقال: إنّها صوّامة قوّامة، وإنّها زوجتك ÙÙŠ
الجنّة..."(1).
وأورد كذلك: "طلّق رسول الله(صلى الله عليه وآله) ØÙصة تطليقة، Ùبلغ ذلك عمر، ÙØثا التراب على رأسه وقال: ما يعبأ الله بعمر
وابنته بعدها، Ùنزل جبريل(عليه السلام) وقال: إنّ الله يأمرك أن تراجع ØÙصة بنت عمر، رØمة لعمر"(2).
وكماترى ÙالØديثان Ù…ÙختلÙان، ولذلك لا يعتّد بهما، لكن نقول: لو كانت ØÙصة صوّامة قوّامة Ùلماذا طلّقها رسول الله(صلى الله عليه
وآله)ØŸ! هل كان رسول الله يريد من النساء أكثر من ذلك وهو الذي يوصينا بذات الدين؟! ثمّ أليس الطلاق أبغض الØلال عند الله
تعالى؟! Ùما بال الرسول يطلق دونما سبب؟! وإذا كان هناك سبب Ùلماذا لا يذكره لنا أصØاب السير والتواريخ؟!
أمّا كون ØÙصة زوجة الرسول ÙÙŠ الجنّة Ùهو أعجب من الأوّل، Ùمع وجود سورة التØريم الّتي تÙتلى إلى يوم القيامة Ùإنّا نشكّ ÙÙŠ ذلك.
وعلى الØديث الثاني Ùيكون سبب إرجاع الرسول(صلى الله عليه وآله) Ù„ØÙصة ليس منزلتها عند الرسول، بل لمنزلة عمر كما يزعم
الراوي.
ÙˆØÙصة هذه ممّن آذت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكذبت عليه ÙÙŠ قصّة المغاÙير
____________
1- أسد الغابة: 7 / 66 ترجمة ØÙصة بنت عمر.
2- المصدر السابق.
(الثوم) المشهورة والتي يرويها الصّØاØØŒ كما آذت ÙˆØسدت زوجات رسول الله الأخر كصÙيّة بنت ØÙŠ اليهودي التي تزوّجها الرسول بعد
خيبر بعد أن أعتقها من الأسر، ÙˆÙÙŠ ترجمة هذه المرأة الصالØØ© من كتاب أسد الغابة تقرأ على لسانها: "... دخل عليَّ رسول
الله(صلى الله عليه وآله) وقد بلغني عن ØÙصة وعائشة كلام، Ùذكرت٠ذلك لرسول الله(صلى الله عليه وآله)Ùقال: ألا قلتÙ: وكيÙ
تكونان خيرا منّي وزوجي Ù…Øمّد وأبي هارون وعمّي موسى؟!..."(1).
وبهذا الكلام من رسول الله(صلى الله عليه وآله) على لسان صÙيّة تعلم كذب الØديث المرويّ ÙÙŠ الصØØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ø§Ù†ÙŠØ¯ Øول Ùضل عائشة
Øيث Ùيه: "ÙˆÙضل عائشة على النساء ÙƒÙضل الثريد على باقي الطّعام؟!"(2).
ÙˆØسبنا قول الله ÙÙŠ سورة التØريم Øيث هدّد عائشة ÙˆØÙصة بالطلاق وبأن يبدلهّن الرسول(صلى الله عليه وآله) بزوجات Ø£Ùضل منهنّ ÙÙŠ
صÙات عديدة ذكرتها السورة، Ùلو كانت عائشة Ø£Ùضل نساء العالمين Ùضلاً عن زوجات الرسول Ùكي٠يهدّدها الله تعالى بنساء Ø£Ùضل منها ÙÙŠ
كلّ شيء؟!
ولكي تتيقّن أنّ ØÙصة وعائشة هما المقصودتان من تهديد الله تعالى ÙÙŠ سورة التØريم أقرأ هذا الخبر:
"عن ابن عباس قال: أردت أن أسأل عمر Ùما رأيت٠موضعاً، Ùمكثت سنتين، Ùلمّا كنّا بمر الظهران وذهب ليقضي Øاجته Ùجاء وقد قضى
Øاجته Ùذهبت٠أصبّ عليه من الماء، قلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان اللّتان تظاهرتا على رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŸ! قال:
عائشة ÙˆØÙصة"(3).
____________
1- أسد الغابة: 7 / 170 ترجمة صÙية بنت ØÙŠ بن أخطب.
2- مسند Ø£Øمد: 3 / 264 Ùˆ: 6 / 159.
3- مسند Ø£Øمد بن Øنبل: 1 / 48.
هند بنت عتبة:
هي زوجة Øربة الكÙر ورئيس الأØزاب أبي سÙيان، وكانت قد أستسلمت لجيش رسول الله كما Ùعل بقية الطلقاء. وهي التي لاكت كبد Øمزة
سيّد الشهداء يوم Ø£ÙØد بعد أن أمرت ÙˆØشيّا بأن يطعنه من الخلÙØŒ وإذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد ذلك Ù€ بعد الÙØªØ Ù€ كلّما
رأى ÙˆØشيّاً يقول له: "غيّب وجهك عنّي" Ùكي٠به(صلى الله عليه وآله)عندما كان يرى من لاكت كبد عمّه ومثّلث بجسده؟!
لكن القوم جعلوها مؤمنة مسلمة، بل Øسن إسلامها، بل لها Ùضائل ومناقب ÙŠÙصر٠عليها الØبر والكتابة.
والكيّس يدرك أنّ ما ورد Ùيها ÙˆÙÙŠ زوجها أبي سÙيان ÙˆÙÙŠ معاوية أبنهما من الÙضائل لا تعدو أن تكون زخرÙاً من القول وكذباً، وذلك أنّ
معاوية أبنهما لمّا ملك رقاب المسلمين طمس تلك المثالب وأظهر لهم مناقب لم يقلها الرسول ولم يسمع بها الصØابة.
وهل تريدون من معاوية (أمير المؤمنين) أن يترك أهله ونÙسه للÙضيØة؟! وهل تريدون منه وهو يصعد منبر رسول الله أن ينبزه
الصØابة ومن يأتي من بعدهم؟! هيهات.
وأقرأ معي هذه المنقبة المزعومة:
"لمّا كان يوم الÙØªØ Ø£Ø³Ù„Ù…Øª هند بنت عتبة ونساء معها وأتين رسول الله وهو Ø¨Ø§Ù„Ø£Ø¨Ø·Ø Ùبايعنه، Ùتكلّمت هند Ùقالت: يا رسول الله الØمد لله
الذي أظهر الدين الذي اختاره لنÙسه لتنÙعني رَØÙمكÙØŒ يا Ù…Øمد (لم يتعوّد لسانها على مخاطبته بالرسول) إنّي أمرأة مؤمنة بالله مصدّقة
برسوله، ثم كشÙت عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة، Ùقال رسول الله: مرØبا بك، Ùقالت: والله ما كان على الأرض أهل خباء Ø£Øبّ
إليّ من أن يذلّوا من خبائك، ولقد أصبØت وما على ظهر الأرض أهل
خباء Ø£Øبّ إليّ من أن يعزّوا من خبائك..."(1).
سبØان مغيّر الأØوال، ولكن لتتيقّن من كذب هذه الÙضيلة الواهية أقرا الصÙØØ© التالية من Ù†Ùس هذا الكتاب (طبقات ابن سعد) لترى كيÙ
أنّ هذه المرأة التي صار رسول الله Ø£Øبّ الناس إليها وأعزّهم لديها تسيء الأدب معه:
"عن الشعبي يذكر: أنّ النساء جئن يبايعن Ùقال النبي(صلى الله عليه وآله): تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا، Ùقالت هند: إنّا
لقائلوها (تقصد كلمة الشهادة)ØŒ قال: Ùلا تسرقن، Ùقالت هند: كنت أصيب من مال أبي سÙيان قال أبو سÙيان: Ùما أصبت من مالي Ùهو
Øلال لك، قال: ولا تزنين، Ùقالت هند: وهل تزني الØرّة؟ قال: ولا تقتلن أولادكّن، قالت هند: أنتَ قتلتَهم"(2).
تقصد هند بقولها: أنتَ قتلتهم، هلاك أبنها Ùيمن هلك يوم بدر كابيها وعمّها وأخيها.
نعم هذه Øقيقة هند، خسّة ونذالة وأØقاد جاهلية رغم عÙÙˆ وسماØØ© رسول الله(صلى الله عليه وآله) معهم يوم الÙتØØŒ ولو كان مكانه(صلى
الله عليه وآله) أيّ قائد دنيوي آخر Ù„Ø°Ø¨Ø Ø±Ø¤ÙˆØ³ رجالهم وبقربطون أطÙالهم ولسبي نساءهم جواريا، Ùهم الطلقاء لا Ùضل لهم ولا Ùضيلة ولا
هجرة ولا منقبة ولا غزوة ولا... بل ولا كلمة طيّبة. وسيÙضØهم الله يوم القيامة بما كان يكذبون ÙÙŠ إسلامهم، وهم أبطنوا الكÙر.
هذه هي هند وأمثال هند، هذه التي ÙŠØµØ¨Ø Ø£Ø¨Ù†Ù‡Ø§ معاوية الأÙعى خليÙØ© للمسلمين (وكÙÙ‰ بها مصيبة) بلا سابقة ولا جهاد، وهي جّدة يزيد
الخمور الذي أرتضع من أسلاÙÙ‡ الØقد على الرسول Ùقتل ذرّية رسول الله ÙÙŠ كربلاء وهجم على مدينة الرسول(صلى الله عليه وآله)(3)
لأنّها موطىء الأنصار الذين ساعدوا رسول الله بأموالهم
____________
1- طبقات ابن سعد: 8 / 236 ترجمة هند بنت عتبة.
2- طبقات ابن سعد: 8 / 237.
3- مع أنّه (صلى الله عليه وآله) يقول ÙÙŠ Øديث له: "من أبغض الأنصار أبغضه الله" مسند Ø£Øمد: 2 / 501 Ù€ 527ØŒ
ويقول: "من أخا٠أهل المدينة أخاÙÙ‡ الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" مسند Ø£Øمد: 4 / 55.
وأسياÙهم، Ùكانوا بنظر يزيد شركاء للنبي ÙÙŠ قتل أجداده ببدر.
وإنّي أقولها صريØØ©: إنّ من يقرأ تاريخ هؤلاء الخبثاء ويطّلع على Ùعالهم قبل إسلامهم وبعد استسلامهم ثمّ يعتقد بÙضيلة بل ويعتقد بأنّهم
أسلموا، اقول: هكذا شخص بليد الذهن عديم الÙطنة.
الشيعة والصØابة:
إنّ الشيعة لا يسبّون كما قال أعداؤهم، لكن الشيعة أخذت طريقاً وسطاً وعقلانيّاً ينطبق مع الكتاب والسنّة، Ùلم يقولوا بعصمتهم جميعاً كأهل
السنّة، وكي٠يقولون ذلك ÙˆÙÙŠ الصØابة من زنى ومن شرب الخمر ومن قتل النÙس ومن Øارب سنّة الرسول ومن أشعل الÙتن؟!
ثم إنّ الرسول(صلى الله عليه وآله) Ù†Ùسه كان يقيم الØدود ÙƒØدّ السرقة والزنا وشرب الخمر، Ùعلى من كان يقيم تلك الØدود؟! أليس
على أصØابه المسلمين، وإلاّ ÙالكاÙر بعيد عن المجتمع المدني بطبيعة الØال.
ولو نظرت إلى كتب الشيعة لرأيتها مليئة Ø¨Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„ØµØابة الذين لم يغيّروا ولم يتغيروا بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)ØŒ وتجد هذا كذلك
ÙÙŠ دعاء أئمة أهل البيت كالصØÙŠÙØ© السجادية للإمام علي بن الØسين(عليهما السلام).
Ùهذه الضوضاء التي ÙŠÙثيرها بعض الغوغاء على الشيعة ليست بأكثر من زوبعة ÙÙŠ Ùنجان، وهكذا كلّ عقائد الشيعة ÙÙŠ الواقع كلّها متطابقة مع
العقل والنقل، لكن الأعراب أبوا إلاّ التهريج وجعلوا أصابعهم ÙÙŠ آذانهم.
وكما عرÙت Ùإنّه تسقط بعد هذا عدّة Ø£Øاديث مكذوبة، ÙƒØديث "أصØابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم" ÙالصØابة اختلÙوا وتنازعوا وأÙتى
بعضهم خلاÙ
الآخر، Ùبأيّ واØد أم بأي Ùريق نقتدي؟!
نعم لقد أوصانا رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي لا ينطق عن الهوى بأن نتّبع أهل بيته(عليهم السلام)Ùقال(صلى الله عليه وآله):
"تركت Ùيكم الثقلين، ما إن تمسّكتم بهما، لن تضلّوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن ÙŠÙترقا Øتّى يردا عليّ الØوض، Ùانظروا كيÙ
تخلÙوني Ùيهما"(1)ØŒ وهكذا Øدّد لنا لمن نرجع بعده(صلى الله عليه وآله)ØŒ والرسول(صلى الله عليه وآله) ما كان ليخÙÙ‰ عليه ما
سيقع ÙÙŠ أمته من الÙتن خاصة ما سيØدث بين أصØابه، ولهذا كان من غير المعقول أن يوصي رسول الله والله من وراءه بجميع الصØابة،
Ùهذا بمثابة اجتماع النقيضين كما يقال.
____________
1- مسند Ø£Øمد: 3 / 17ØŒ مستدرك الØاكم: 3 / 148 وورد ÙÙŠ مسلم بألÙاظ أخرى، أنظر مسلم، كتاب الÙضائل: Ùضائل
علي بن أبي طالب.