نوزاد طاهر شريÙ
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/17 - 05:59 PM | المشاهدات: 4277
نوزاد طاهر شري٠( العراق Ù€ ØÙ†ÙÙŠ )
ولد عام 1966Ù… بمدينة " السليمانية " ÙÙŠ العراق(1)ØŒ من عائلة كردية تعتنق المذهب الØÙ†ÙÙŠØŒ أكمل دراسته إلى Øدّ الإعدادية ثم توجه إلى العمل الØرّ. تشرّ٠باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997Ù… على اثر عناية ربانية دÙعته ليلتقي بأØد أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ÙÙŠÙˆØ¶Ù‘Ø Ù„Ù‡ ذلك الشخص معالم والسبل الصØÙŠØØ© الموصلة إلى رضوان الله سبØانه وتعالى. أوّل إلتÙاته إلى التشيع:
يقول الأخ نوزاد طاهر: " تعرّÙت على رجل من أهل الموصل عن طريق شرائه بعض ما ÙŠØتاج من الأقمشة مني، وصاد٠أن رأيته ÙÙŠ مسجد السوق وقت الصلاة، Ùكان مما أثار استغرابي أنني وجدته يصلي على خلا٠ما كنت ألÙÙ‡ من أبناء طائÙتي، Øيث كان يسجد على التربة ولم يتكت٠ÙÙŠ القيام. ÙدÙعني Øبّ الاستطلاع أن أستÙسر منه سبب ذلك، وأØببت أن لا Ø£Ùاجئه ÙÙŠ ذلك، Ùدعوته لمØÙ„ عملي. ____________
1- العراق: أنظر الترجمة رقم (10). ولمّا Øانت الÙرصة سألته عن سبب أدائه بعض أجزاء الصلاة على خلا٠ما Ù†ØÙ† عليه، Ùذكر لي أنّه من معتنقي المذهب الجعÙري، ومن أتباع
أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ØŒ ونØÙ† نأخذ معالم الدين والمعار٠الإسلامية منهم ونسير على ضوء ما بيّنوه لنا من الدين، ÙÙ†ØÙ† إنّما نصلي ÙˆÙÙ‚ ما رواه لنا أهل البيت (عليهم السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ ولا نعبأ بما اجتهد به غيرهم ". عقائد الشيعة الاثنى عشرية:
تعتقد الشيعة الإثنى عشرية أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يترك أمّته وأتباعه من بعده هملا بلا راع تتقاذÙهم الأهواء والأغراض، بل عيّن(صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام عليّ (عليه السلام) والعترة من أهل بيته (عليهم السلام) خلÙاء من بعده بأمر من الله عزّوجلّ. وبما أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كان يدرك Øجم الأخطار التي تهدّد مستقبل الإسلام نصّ على هؤلاء ليكونوا من بعده صمّام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلا٠والتمزق والÙرقة، وصيانة الدين والشريعة من الانØراÙØŒ والضمان الوØيد ÙÙŠ هداية الإنسانية Ù†ØÙˆ السعادة الØقيقية والكمال المنشود، وليكونوا مع القرآن السبب الوØيد لاعتصام الأمة من الضلال، وألقى(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر من الله عزّوجلّ على عاتقهم مهمة تصØÙŠØ Ø§Ù„Ùهم الخاطىء للشريعة وتصØÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø± الاجتماعي ÙˆØمايته ودÙعه ÙÙŠ الإتجاه المطلوب. مرØلة الØيرة والاستغراب:
يقول الأخ نوزاد طاهر: " استغربت من كلام هذا الشخص، Ùطلبت منه المزيد من Ø§Ù„ØªÙˆØ¶ÙŠØ Øول ما ذهب إليه، Ùقبل مني ذلك، ووعدني أن يلتقي بي ÙÙŠ المستقبل. وبقيت بعد ذلك متØيراً ÙÙŠ أمري، Ùقرّرت أن أواصل البØØ« Øتى أجد لأسئلتي الØائرة جواباً مقنعاً، وأكثر ما كانت تتوق إليه Ù†Ùسي معرÙØ©
موق٠الإمام علي (عليه السلام) إزاء الخلÙاء الذين سبقوه واستولوا على زمام الØكم!. وعندما إلتقيت بصديقي مرّة أخرى عرضت عليه أسئلتي واستÙساراتي، وطرØت عليه ما كان عالقاً ÙÙŠ ذهني Øول هذا الموضوع، Ùأهداني كتاب (نهج البلاغة) للإمام عليّ (عليه السلام) لأجد بنÙسي موقÙÙ‡ وكلامه ÙÙŠ هذا المجال، ولكنني Øيث كنت لا أجيد اللغة العربية اعتمدت على شخص آخر ليترجم لي كلام الإمام عليّ (عليه السلام) . موق٠الإمام عليّ (عليه السلام) ممن تقدمه:
إنّ الباØØ« لو أمعن النظر ÙÙŠ كلام وأقوال الإمام عليّ (عليه السلام) ØŒ لوجد أنّ العترة من أهل بيت الرسول (عليهم السلام) هم Ø£Øقّ بالخلاÙØ© من غيرهم. Ùقد قال (عليه السلام) ÙÙŠ خطبة له بعد انصراÙÙ‡ من صÙين: " لا يقاس بآل Ù…Øمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)من هذه الأمة Ø£Øد، ولا ÙŠÙسوّي بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم ÙŠÙيء الغالي، وبهم يلØÙ‚ التالي، ولهم خصائص Øقّ الولاية، ÙˆÙيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الØقّ إلى أهله، ونقل إلى منتقله "(1). وقال (عليه السلام) أيضاً: " أين الذين زعموا أنّهم الراسخون ÙÙŠ العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رÙعنا الله ووضعهم، وأعطانا ÙˆØرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطي الهدى، وبنا يستجلى العمى، إنّ الأئمة من قريش غرسوا ÙÙŠ هذا البطن من هاشم، لا ØªØµÙ„Ø Ø¹Ù„Ù‰ سواهم ولا ØªØµÙ„Ø Ø§Ù„ÙˆÙ„Ø§Ø© ÙÙŠ غيرهم "(2). ____________
1- أنظر: نهج البلاغة: الخطبة 2. 2- المصدر Ù†Ùسه: الخطبة: 144. وقال (عليه السلام) : " Ùوالله ما زلت مدÙوعاً عن Øقي، مستأثراً عليَّ منذ قبض الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) Øتى
يوم الناس هذا! "(1). وقال (عليه السلام) ÙÙŠ جوابه لبعض أصØابه، وقد سأله قائلا: كي٠دÙعكم قومكم عن هذا المقام، وأنتم Ø£Øقّ به؟ Ùقال (عليه السلام) : " يا أخا بني أسد... أعلم: أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ونØÙ† الأعلون نسباً، والأشدّون برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نوطاً Ù€ أي تعلقاً والتصاقاً ـ، Ùإنّها كانت أثَرةً Ù€ أي الاختصاص بالشيء دون مستØقه Ù€ Ø´Øت عليها Ù†Ùوس قوم، وسخت عنها Ù†Ùوس آخرين "(2). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ÙÙŠ مناظرة مع بعضهم يبيّن Ùيها Ø£Øقيته بالخلاÙØ© بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): " وقال قائل: إنّك Ù€ يابن أبي طالب Ù€ على هذا الأمر Ù„Øريص! Ùقلت: بل أنتم والله Ø£Øرص وأبعد، وأنا أخصّ وأقرب، وإنّما طلبت Øقاً لي، وأنتم تØولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه! ثم قال مواصلا كلامة: اللهم إنّي أستعديك على قريش، ومن أعانهم، Ùإنّهم قطعوا رØمي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي "(3). وروي له (عليه السلام) شعراً ÙÙŠ هذا المعنى: Ùإن كنت بالشورى ملكت أمورهم Ùكي٠بهذا والمشيرون غÙيَّبÙØŸ! وإن كنت بالقربى Øججت خصيمهم Ùغيرك أولى بالنبيّ وأقرب(4)
وقال (عليه السلام) لمّا بلغه أنّ المهاجرين اØتجوا على الأنصار للاستيلاء على خلاÙØ© ____________ 1- المصدر Ù†Ùسه: الخطبة 6. 2- المصدر Ù†Ùسه: الخطبة 162. 3- المصدر Ù†Ùسه: الخطبة 172. 4- المصدر Ù†Ùسه: قصار الØكم 190. الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّهم من قريش وهم قوم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى الناس: " اØتجوا بالشجرة
وأضاعوا الثمرة "(1). وللإمام عليّ (عليه السلام) شكوى من أمر الخلاÙØ© بيّنها ÙÙŠ خطبته المشهورة بـ " الشقشقية " إذ قال Ùيها: " أما والله لقد تقمّصَها Ùلان وانّه ليعلم أنّ Ù…Øلي منها Ù…ØÙ„ القطب من الرØا، ينØدر عني السيل، ولا يرقى إليّ الطير، Ùسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشØا، وطÙقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء Ù€ أي مقطوعة Ù€ أو أصبر على طخية Ù€ أي ظلمة Ù€ عمياء، يهرم Ùيها الكبير، ويشيب Ùيها الصغير، ÙˆÙŠÙƒØ¯Ø Ùيها مؤمن Øتى يلقى ربّه! Ùرأيت أنّ الصبر على هاتا Ø£Øجى، Ùصبرت، ÙˆÙÙŠ العين قذى ÙˆÙÙŠ الØلق شجا، أرى تراثي نَهبا، Øتى مضى الأوّل لسبيله، Ùأدلى بها إلى Ùلان بعده.... Ùيا عجباً! بينا هو يستقيلها ÙÙŠ Øياته، إذ عقدها لآخر بعد ÙˆÙاته! لشد ما تشطرا ضرعيها Ù€ أي: اقستماه، Ùأخذ كل منهما شطراً Ù€... Ùصبرت على طول المدّة وشدّة المØنة Øتى إذا مضى لسبيله، جعلها ÙÙŠ جماعة زعم أني Ø£Øدهم! Ùيا لله وللشورى، متى اعترض الريب Ùيّ مع الأوّل منهم Øتى صرت أقرن إلى هذه النظائر!... "(2). أمور تدÙع الباØØ« للتأمّل:
يقول الأخ نوزاد طاهر: " تعرÙت من خلال اØاطتي بموق٠الإمام عليّ (عليه السلام) وكلامه ÙÙŠ شأن الخلاÙØ©ØŒ أنّه صاØب الØقّ ÙÙŠ هذا الأمر وأنّه وأهل بيته (عليهم السلام) أولى ____________ 1- المصدر Ù†Ùسه: الخطبة 66ØŒ وأنظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 33. 2- المصدر Ù†Ùسه: الخطبة 3. بالخلاÙØ© من غيرهم، وأنّ الخلاÙØ© أمر إلهي يصطÙÙ‰ الله لها من يشاء من عباده ".
Ùقد قال الإمام علي (عليه السلام) : " إنّما الأئمة قوام الله على خلقه وعرÙاؤه على عباده، لايدخل الجنة إلاّ من عرÙهم، ولايدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه "(1). وكما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ عدم طاعة الناس للذي يصطÙيه الله عزّوجلّ للإمامة لايعني Ùقدانه الشرعية، بل هم أئمة ÙˆØكام شرعيين وإن لم ÙŠØ³Ù†Ø Ù„Ù‡Ù… ممارسة الØكم عملياً لعدم انصياع الناس لهم وعدم نصرتهم إياهم. والواقع أنّ المبغضون قد أنجزوا مبتغاهم بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ØŒ Ùأبعدوا العترة (عليهم السلام) عن منازلهم التي عيّنها لهم الباري، وتشبثوا بشتى السبل للاستيلاء على الØكم والسلطة، ولم يكن ذلك نابع إلاّ عن Øسد، كما قال تعالى: (أَمْ ÙŠÙŽØْسÙدÙونَ النّاسَ عَلى ما آتاهÙم٠الله٠مÙنْ ÙَضْلÙÙ‡Ù Ùَقَدْ آتَيْنا آلَ Ø¥ÙبْراهÙيمَ الْكÙتابَ وَالْØÙكْمَةَ وَآتَيْناهÙمْ Ù…Ùلْكاً عَظÙيماً)(2)ØŒ وما هؤلاء المØسودون إلاّ آل Ù…Øمّد الذين بيّنهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ÙÙŠ مواق٠عديده أنّهم سÙينة نوØØŒ وأØد الثقلين، وباب Øطة، والعترة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً. نماذج تاريخية لرÙض الاصطÙاء الإلهي:
وليس هذا الرÙض من الأكثرية بمستغرب، Ùله أمثلة ÙÙŠ تاريخ البشرية، يذكره الباري ÙÙŠ Ù…Øكم كتابه بقوله تعالى: (وَقالَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ نَبÙيّÙÙ‡Ùمْ Ø¥Ùنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ Ù„ÙŽÙƒÙمْ طالÙوتَ Ù…ÙŽÙ„Ùكاً قالÙوا أَنّى ÙŠÙŽÙƒÙون٠لَه٠الْمÙلْك٠عَلَيْنا ÙˆÙŽÙ†ÙŽØْن٠أَØَقّ٠بÙالْمÙلْك٠مÙنْه٠وَلَمْ ÙŠÙؤْتَ سَعَةً Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمال٠قالَ Ø¥Ùنَّ اللهَ اصْطَÙاه٠عَلَيْكÙمْ وَزادَه٠بَسْطَةً ÙÙÙŠ الْعÙلْم٠وَالْجÙسْم٠____________ 1- المصدر Ù†Ùسه: الخطبة 152. 2- النساء: 54. وَالله٠يÙؤْتÙÙŠ Ù…Ùلْكَه٠مَنْ يَشاء٠وَالله٠واسÙعٌ عَلÙيمٌ)(1). Ùالتاريخ يعيد Ù†Ùسه هنا، Øيث ورد أنّ عليّاً (عليه السلام) لمّا Ø£Ùخذ قهراً إلى بيعة أبي بكر، اØتج على القوم بأدلّة مقنعة وبراهين ساطعة بأنّه Ø£Øقّ بأمر الخلاÙØ©ØŒ Ùقال له أبو عبيده بن الجراØ: يابن عم، إنّك Øديث السن وهؤلاء مشيخة قومك، وليس لك مثل تجربتهم ومعرÙتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك، وأشد اØتمالا واضطلاعاً به، Ùسلم لأبي بكر هذا الأمر(2). وبهذه الأعذار والØجج الواهية انتزع القوم أمر الخلاÙØ© من Ù…Øلها الذي عينه الباري!. الرجوع إلى الØÙ‚ والأخذ به:
ومن هنا يقول الأخ نوزاد طاهر: " أسÙرت نقاشاتي العديدة مع صديقي الشيعي وتتبعي ÙÙŠ بطون الكتب لمعرÙØ© الØقّ عن نتائج أدت إلى إنشاء تغيير جذري ÙÙŠ رؤيتي العقائدية السابقة، ولم أتهيب من مواجهة الواقع، بل تقبلته Ø¨Ø±ÙˆØ Ø¨Ù†Ø§Ø¡Ø©ØŒ Ùكانت النتيجة اعتناقي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام 1997Ù… بمدينة " السليمانية ". ____________
1- البقره: 247. 2- أنظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبه: 28.
|