Ù…Øمد علي المتوكل
القسم: Øياة المستبصرين | 2009/08/17 - 04:41 PM | المشاهدات: 3775
Ù…Øمد علي المتوكل ( سودان Ù€ مالكي )
المولد والنشأة ولد ÙÙŠ السودان ÙÙ‰ أوائل الستينات، وترعرع ÙÙŠ أسرة سنية المذهب، واصل دراسته Øتى تخرج سنة 1988Ù… من جامعة القاهرة ÙÙŠ الخرطوم. خاض مع جملة من أصدقائه رØلة بØØ« Ùكرية، انتهت بهم إلى شواطىء الولاية لأهل البيت(عليهم السلام)ØŒ وكان ثمرة تلك الرØلة Ù€ بØسب تعبيره Ù€ هي الاكتشا٠الكبير الذي أماط اللثام لا عن الØقيقة ولكن عن الأعين التي كان قد أعماها التقليد، ÙˆØجبها الموروث عن الإبصار. مرØلة الØيرة والضياع:
يقول الأخ Ù…Øمد علي: "كان التناقض واضØاً بين المعلومات الأولية التي Ù†Ùذت إلى ذهني قبل مرØلة المدرسة والتي كان منها التقدير والتقديس للأولياء والصالØين وبين تلك التي زودتني بها المناهج الدراسية، ومن بعدها الجماعات الدينية السلÙية التي كانت ترى كل ذلك شركاً وخراÙات. Ùلهذا تراكمت عندي أسئلة Øيرى لا تنتهى واجابات يناقض بعضها بعضاً، Ùكنت لا انتقل من مرØله دراسية إلى أخرى إلاّ وازداد Øيرة وضياعاً، وكلما كانت تزداد Øصيلتي من المعلومات الدينية كنت أزداد معها تمزقاً ÙÙŠ سريرتي". الإنتماء إلى الجماعة السلÙية:
ويضيÙ: "Ùلم أجد ملاذاً بعد أن أعيتني الØيرة واشتبهت على الأمور سوى الانتماء إلى الجماعة السلÙية، وكان ذلك ÙÙŠ المرØلة الثانوية، Øيث يكون الشاب متنازعاً بين عدد من Ù…Øاور الاستقطاب الÙكري والسياسي... ÙˆÙÙŠ هكذا اجواء تسنى لي أن اتعر٠على جماعة من الوهابيه Ùكنت اتردد معهم على المركز العام للجماعة، وهكذا تبينت معظم Ø£Ùكارهم وعقائدهم، لا عن قناعة ولكن بØكم التواÙÙ‚ الاجتماعي وعامل الØشد، لأنّ معهم لا مجال للتÙكير ولا دور للعقل بل عليك أن تسلّم بما يقولون. Ùاستمرت علاقتي بهم Ùترة قصيرة، بدأت أشعر بعدها بالضياع من جديد، وانتابني اØساس بأن المÙاهيم التي اتلقاها منهم ناتجة عن Ùهم قشري للعبادة والاØكام الشرعية، وأن عبادة الله مع هؤلاء ليست إلاّ طقوس منضبطة شكلاً ÙˆÙارغة من Øيث المضمون، Ùلهذا بادرت إلى Ù…Ùارقتهم وقطعت كل صلة لي بهم. ومع الأيام كانت الØيرة تتÙاقم والشك يتمدد ÙÙŠ النÙس على Øساب كثير من المسلمات الهشة التي لا أساس لها إلاّ ÙÙŠ العواط٠الساذجة والقداسات المزعومة. وكانت النتيجة أن Ùقدت الثقة بكثير من الاطروØات الدينية السائدة، واقبلت على Øياة الشباب بعيداً عن قيود الدين. وهذا ما ÙŠØدث ÙÙŠ الغالب مع اكثر الذين خاضوا تجربة الدين على النمط السلÙÙŠØŒ ما لم ترتبط مصالØهم بالجماعة، عندئذ يكون الانتماء بدواÙع غير دينية ويكون خطر الجماعة على المجتمع وخاصة الشباب عظيماً". ارتقاء الوعي ÙÙŠ الجامعة:
التØÙ‚ الأخ Ù…Øمد علي سنه 1983Ù… بكلية الØقوق ÙÙŠ Ùرع جامعة القاهرة ÙÙŠ الخرطوم، وواجه Ùيها تيارات Ùكرية وسياسية متعددة، لكنه توخى الØذر ÙÙŠ التعامل معها جميعاً. Ùكان يتردد على أركان النقاش ويتجول بين الصØ٠ويسمع ويقرا للجميع، Ùلما اØاط علماً بتيارات الساØØ© قرّر أن يلتØÙ‚ بالØركة الإسلامية السودانية. ومع انتصار الثورة الإسلامية ÙÙŠ إيران Ù„Ùت هذا الØدث انظار الØركيين ÙÙŠ العالم السني إلى التشيع كمنهاج ديني ثوري قادر على قلب موازين الصراع الØضاري على مستوى العالم، Ùنشأ بين الطلبة نوع تعاط٠مع هذه الثورة وقد اسهمت Øالة Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ùكري داخل الاتجاه الاسلامي ÙÙ‰ تعزيز هذه الاتجاهات والميول. يقول الأخ Ù…Øمد علي: "ÙÙŠ Ùبراير من عام 1986Ù…ØŒ بينما كنا ÙÙŠ "الجبهة الاسلامية" نعد العدّة للانتخابات التشريعية، وقعت Ø£Øداث دامية بالجامعة أثر مشكلة اÙتعلها اليساريون، Ùتعرضت لإصابة كادت أن تؤدي بØياتي، Ùلهذا تقرر أن انتقل من الخرطوم إلى موطني ÙÙŠ الشمالية وهناك شاركنا ÙÙŠ قيادة الØملة الانتخابية للجبهة". تأثر بعض الجامعيين بالÙكر الشيعي:
يقول الأخ Ù…Øمد علي: "كان معي ÙÙŠ تلك الÙترة Ø£Øد أقدم أصدقائي وكان على اتصال بمجموعة الثقاÙØ© الشيعية بالجامعة، Ùتعر٠منهم على بعض ملاØظات الشيعة على التاريخ الإسلامي، ولهذا تشكلت لديه بعض القناعات التاريخية الخاصة، وكان يود أن يخبرني بما توّصل اليه من نتائج، لكنني كنت ÙÙŠ ظرو٠لم ØªØ³Ù…Ø Ù„ÙŠ التÙرغ للاستماع إلى ما توصل إليه. وانتهت الانتخابات بÙوز مرشØينا، ÙÙرØت بذلك ÙرØاً شديداً، لكن لم تدم نشوة النصر طويلاً، لأنني كنت على موعد مع صديقي Øتى يطلعني على بعض النتائج التي توصل اليها نتيجة لبØوث أجراها ÙÙŠ التاريخ الإسلامي، وما اØدثته تلك النتائج من اهتزاز ÙÙŠ بعض مسلماته التاريخية. الØوار مع المتأثر بالÙكر الشيعي:
وعند اللقاء اÙØªØªØ Øديثه بالكلام عن تعدد المذاهب ÙÙŠ ظل الاسلام ونشأتها وما يتص٠به بعضها من قوة أو ضعÙØŒ ÙعرÙت من طريقة كلامه أنه يمهد للدخول ÙÙŠ موضوع ربّما يكون به شيء من الغرابة. وبالÙعل Ùقد تطرق إلى الÙتن التي تلت عهد الرسالة، وأخذ يضع جملة من الاستÙهامات Øول الواقعة وأسبابها واطراÙها ونتائجها والمسؤول عن تبعاتها والدماء التي أهدرت Ùيها Ùˆ... Ùقلت له وقد غشيتني سØابة من الكآبة: يا أخي ما لنا ÙˆÙØªØ Ù…Ù„Ùات كهذه، وأي Ù†Ùع يأتي من ذلك، أليس Øرياً بنا أن ننظر إلى الجوانب التي Ù†Ùهمها من Øياة الصØابة وندع تلك التي تستعصي على Ø£Ùهامنا لأهلها؟ Ùقال: ولكن لو كنت تعلم أنّ انقساماً كبيراً وقع بين المسلمين نتيجة لتلك الأØداث أصبØوا بمقتضاه مذاهب شتى، لا تعدو مذاهب أهل السنة التي ننتمى اليها أن تكون بعضها، لعرÙت عندئذ أن تلك الوقائع لم تقتصر آثارها على وقتها وأهلها ÙˆØسب، ولكنها امتدت إلى وقتنا هذا، ولا زال الشيعة، وهم قطاع من المسلمين لا يستهان به، ينتصرون للإمام عليّ ÙÙŠ كل خلاÙته التاريخية... قلت لصاØبي وقد بلغ الغضب منّي كل مبلغ:... هذه الموضوعات التي تريد بØثها، دع أمرها للعلماء الذين يعلمون أكثر منا Øقيقة هذه الشبهات التاريخية... وانني لأن أنÙÙŠ وقوع تلك الÙتن تاريخياً وانسب الكذب للمؤرخين أهون عندي من أن ادين صØابياً. Ùلاذ صاØبي بالصمت، لا أدري إذا ما كان صمته اقتناعاً بما قلته أم مداراة لي وتاجيلاً للنقاش". الشعور بالØاجة الماسة إلى البØØ«:
يضي٠الأخ Ù…Øمد علي: "ثم عدنا إلى العاصمة، وهناك صاد٠أن التقيت بالمجموعة التي كانت تهتم بالشيعة، والÙيت أنهم يصرون على أن هناك Øلقات Ù…Ùقودة ÙÙŠ التاريخ الإسلامي الذي يجب أن يقرأ بعيداً عن العواط٠والآراء المسبقة، Ùدارت بيني وبينهم Øوارات عديدة، Øتى تبين لي أنني بØاجة ماسة إلى اماطة اللثام عما Ø®ÙÙŠ عليَّ من Øقائق، Ùقررت مع Ùتية امتلكوا الشجاعة الكاÙية أن نخوض غمار البØØ« وأن نستسلم لنتائجه مهما كانت قاسية ومهما اصطدمت بالموروث وتعارضت معه. عقبات أمام البØØ« والتØقيق:
وعقدنا جميعاً العزم على مواصلة البØØ« والتØقيق، وكانت المشكلة الأساسية التي تعترض طريقنا هي عدم وجود المصادر الشيعية وكان بين أيدينا مجموعة من الكتيبات الصغيرة ذات الطابع الثقاÙÙŠ ولكنها لم تكن تÙÙŠ بالغرض إذ لا تتعرض كثيراً للمسائل الخلاÙية. ومرت شهور ونØÙ† بين مندÙع يريد باباً يلج منه إلى عالم التشيع وآخر يتردد ÙÙŠ Øيرته يتمنى أن لو يزول الشك عنه Ùيعود إلى ما كان عليه من مذهب ومعتقد. اذ ما أقسى أن تتزلزل ثوابت الإنسان وتنØÙ„ سواري يقينه وهو يبØØ« عن الØقيقة ولا يجد اليها طريقا. ÙØاولنا الاتصال ببعض من ÙŠØتمل اطلاعه على مسائل التاريخ والعقائد، إلا أن Ø£Øداً من الذين لجأنا اليهم لم يكن مستعداً للسماع منا والإجابة على تساؤلاتنا. ومن ناØية أخرى Ùقد كنا ÙÙ‰ Øاجة إلى السماع من الشيعة والاطلاع على عقائدهم أكثر من Øاجتنا لسماع خصومهم. بداية الالمام بمكانة أهل البيت(عليهم السلام):
ÙˆÙÙŠ تلك الÙترة تنبهنا عن طريق بعض الكتيبات الشيعية التي كان طابعها ثقاÙيا وتربوياً إلى جهلنا بجانب كبير ومضىء من التاريخ الاسلامي يمثله رجال ونساء ولÙدوا من رØÙ… الرسالة وتÙرعوا عن شجرة النبوة ونشأوا ÙÙŠ مهبط الوØÙŠØŒ رجال طالما نشدناهم وبØثنا عنهم، يقيناً من أن الرسالة لابد لها من أمثالهم، وعندما غيبتهم عنا المؤامرة قمنا بإسقاط خصائصهم على غيرهم، وتوسمنا العصمة ÙÙŠ من تعوزه العدالة، والعلم Ùيمن اعماه جهله. ياله من وهم نسجناه على منوال اسلاÙنا ورØنا نقدسه تديّÙناً ووÙاء. تلك الكتب كانت نواÙØ° ÙتØتها الأقدار لنا على Ø£ÙÙ‚ جديد من Ø¢Ùاق المعرÙØ© والرشاد Ùكان لابد لنا أن نمضي قدماً لاستكشا٠المجهول وازالة الØجب التي اسدلها المضلون على وجه الØقيقة". التمسك بالدعاء للخروج من الØيرة:
يقول الأخ Ù…Øمد علي: "وهنا كانت الØاجة ملØØ© إلى من يمسك بأيدينا ويكون دليلاً لنا ÙÙ‰ متاهات التاريخ ومنعطÙاته، Ùتوجهنا إلى المولى جل وعلا بالدعاء ضارعين، ÙˆÙÙŠ مثل وضعنا ذاك يكون الدعاء هو السبيل الأوØد للخروج من دوامة الشك والØيرة، وأي نور يكون لنا ÙÙŠ تلك الظلمات إن لم يجعل الله لنا نورا؟ ولم يمض إلاّ القليل Øتى استجاب الله لدعائنا وجاء الÙرج من Øيث لم Ù†Øتسب. ويضي٠الأخ Ù…Øمد علي: وهنا لابد أن أؤكد أني ÙˆØتى ذلك الوقت لم أكن أسعى لاعتناق مذهب جديد أو للتخلي عن ثوابت المذاهب السنية ÙÙŠ العقائد والÙقه والتاريخ، وكل الذي أردته هو التخلص من الشبهات التي طرأت لي بعد أن أثار الإخوة أمر الخلاÙات التي كانت بين الصØابة بÙعيد ÙˆÙاة النبيّ(صلى الله عليه وآله). ومن جهة أخرى اردت الØصول على المزيد من المعلومات والØقائق Øول أهل البيت الذين خلت مناهجنا الدراسية من ذكرهم مع أنها Øوت الغث والسمين من السÙيَر والأخبار، وهذا ÙÙŠ Øد ذاته كان مثار تساؤل كبير!". اللقاء الأول بشخصية شيعية:
استجاب الله دعاء هذه الثلة الطيبة Ùقيض لهم رجلاً جاء إلى السودان من ايران ÙŠÙدعى الشيخ Øسين الكربلائي، وكان يرغب ÙÙŠ التعّر٠على التجربة الديمقراطية الثالثة ÙÙŠ السودان، وتبادل الرؤى والأÙكار مع بعض القادة الإسلاميين Øول قضايا التØالÙات والتكتلات التي كانت سمة التجربة ÙÙŠ بدايتها. Ùيقول الأخ Ù…Øمد علي: "ساقت الأقدار الشيخ Øسين الكربلائي إلينا Ùنزل بالÙندق الذي أعمل به، Ùوجدت ÙÙŠ Ù†Ùسي رغبة ÙÙŠ التعر٠عليه، Ùقمت ذات ليلة بالجلوس عنده ÙÙŠ صالة الÙندق وهو يشاهد النشرة الاخبارية المسائية، Ùعلقت على خبر ورد بالنشرة، وكان هدÙÙŠ أن استدرجه Øتى Ø£ÙØªØ Ù…Ø¹Ù‡ باب الØوار، وبالÙعل Øدث ذلك ودار بيننا Øوار هادى Ùبهرني سعة Ø£Ùقه ودقة معلوماته، ثم خطر لي خلال Øديثه أنه قد يكون شيعياً. Ùسألته بعد التردد: هل انت شيعي؟ وتوقعت أن يخرجه سؤإلى عن هدوئه واتزانه، وكأني عندما سألته كنت أقول له: هل أنت زنديق؟!
ولكنه أجاب ودون أن يطر٠له جÙÙ†: نعم أنا شيعي. Ùقلت ÙÙŠ Ù†Ùسي: سبØان الله! يقولها غير متØرج ولا متأثم، أيØسب أنه ÙŠØسن صنعا!". خشية الØوار مع الشيعة:
ثم توجه الشيخ إلى الأخ Ù…Øمد علي قائلا: وماذا تعر٠أنت عن الشيعة؟ قال الأخ Ù…Øمد علي: وما عساني أعر٠عنهم غير Ù…Ùارقتهم للسنة والجماعة وجرأتهم على الصØابة وغلوهم ÙÙŠ تقديس الإمام عليّ. ثم أردÙ: لقد اطلعت مؤخراً على آراء الشيعة ومعتقداتهم ومواقÙهم من الصØابة وكنت آمل أن التقي بشيعي Øتى اسأله عن صØØ© ما ينسب اليهم. ويقول الأخ Ù…Øمد علي: قلت ذلك وأنا Ø£Øاول جاهداً أن اخÙÙŠ عنه خليطاً من الاØاسيس التي اجتاØتني ÙÙŠ تلك اللØظة وأنا التقي وجهاً لوجه بشيعي لأنني كنت اخشى أن يثبت لي بالادلة والبراهين أن كل الأمور التي اعتقد بها ليست إلا اباطيل واوهام. لكنني Øرصت أن أبدو أمامه متماسكاً ومعتداً بانتمائي المذهبي! Ùالمرء مهما كان هو ابن مذهبه، وإن جاز له الاعترا٠بينه وبين قومه، باهتزاز الثقة Ùيه Ùليس له أن يكش٠ذلك لأهل المذاهب المناوئة! انطلاقاً من Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹ØµØ¨ÙŠØ© هذه، ثم سمØت لنÙسي أن Ø£Øادثه بلهجة Ùيها شيء من Ø§Ù„Ù†ØµØ ÙˆØ§Ù„ÙƒØ«ÙŠØ± من الاستهجان، ÙÙ†ØÙ† ننتمي إلى الأصل، إلى السنة والجماعة وغيرنا Ù…Ùارق لهذا الأصل. الاسلوب الرائع ÙÙŠ الØوار: يقول الأخ Ù…Øمد علي: "وكأنّ الشيخ Øسين الكربلائي أدرك عمق الأزمة التي أعيشها، Ùتجاهل الهجوم الذي واجهته به وأخذ ÙŠØدثني عن العقل ودوره والمنهج السليم ÙÙŠ قراءة التاريخ وخطر التعصب وخطأ التقليد ÙÙŠ العقائد، Øتى كاد ينسيني الموضوع الأساسي، وللØقيقة Ùقد استطاع بلباقته أن يمتص Øماسي وينتزع تعصبي، Ùلم املك إلاّ أن أصغي إليه. وبعد أن Ùرغ من Øديثه Øول مناهج البØØ« واÙصول الÙكر، لم يبد أي Øرص على استدراجي أو تغيير قناعاتي، وكان خلاصة الØديث نصØÙ‡ لي أن أبØØ« عن الØقيقة بتجرد وأن Ø£Øرر عقلي من إسار التقليد والموروث. البØØ« ÙÙŠ طي الكتب:
يضي٠الأخ Ù…Øمد علي: لم أكن أتوقع أن يكون للقائنا ذاك ما بعده، Ùهو نزيل بالÙندق يغادره بين يوم وليلة Ùلا تبقى منه إلا ذكرى هذا اللقاء المثير، لذلك سألته أن يعد لي قائمة بالكتب الضرورية للبØØ« التاريخي والعقائدي. Ùقال: هناك كتابان يعد كل منهما دليلاً كاملاً لمراجع البØØ«ØŒ كما يعدان من أقوى ما كتب Øول الإمامة والمذاهب Ø£Øدهما (المراجعات) للسيد شر٠الدين ولا اتوقع وجوده بالمكتبات السودانية، والثاني كتاب (الغدير) للعلامة الأميني وهو موجود عند مكتبة الدار السودانية للكتب. تدخّل الألطا٠الالهية ÙÙŠ الأمر:
وهكذا ودعته وقد عقدت العزم على شراء كتاب (الغدير)ØŒ ولم يهنئني المنام ÙÙŠ ليلتي تلك، إذ كان ذهني يسترجع Ù…Øاور الØوار الذي دار بيننا مرّة بعد مرّة، وقد شغلني أمر الكتاب الذي تذكرت أنه الكتاب ذاته الذي اطلع صديقنا طاهر على Ø£Øد أجزائه Ùدخل وأدخلنا معه ÙÙŠ هذه الطرق الشائكة التي لا تؤمن عقباها. ÙÙŠ ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ… التالي وبينما كنت أتأهب للذهاب إلى المكتبة لشراء كتاب الغدير كان ساعي البريد يسلم إلى موظ٠الاستقبال مجموعة من الرسائل بينها مظرو٠مرسل عبري إلى Ø£Øد أصدقائي وكان على اتصال بمؤسسة البلاغ الإيرانية التي ترسل له كتيبات ثقاÙية صغيرة، غير أن الأمر كان مختلÙاً هذه المرة Ùالمظرو٠أكبر من المعتاد، وكالعادة Ùضضت الظر٠Ùوراً لأعر٠الكتاب الذي بداخله. وكم كانت المÙاجأة كبيرة عندما أخرجت كتاب (المراجعات) من المظروÙØŒ بصراØØ© انتابني شيء من الخو٠ÙÙŠ تلك اللØظة، ÙالØدث لم يكن بكل المقاييس عادياً، ÙÙŠ الليلة السابقة تجمعني الأقدار بعالم من علماء الشيعة وكنت من قبل أبØØ« عن Ø£Øد عوامهم! ثم أسمع بكتاب (المراجعات) للمرة الأولى Ùأجده ÙÙŠ طريقي وأنا ذاهب لشراء الغدير! Ùلم يخامرني شك ÙÙŠ تلك اللØظات أن أمرا ما له علاقة بالغيب يتØكم ÙÙŠ إتجاه بØثنا، Ùليكن ذلك هو توÙيق الله وهدايته التي يمن بها على من يسعى إليها (وَالَّذÙينَ جَاهَدÙوا ÙÙينَا لَنَهْدÙيَنَّهÙمْ سÙبÙلَنَا)(1). مع كتاب المراجعات:
أخذت أتصÙØ Ø§Ù„ÙƒØªØ§Ø¨ وأتنقل بين عناوينه، Ùما من سؤال راود ذهني قبل ذلك إلا وكان الكتاب قد تناوله بشكل أو بآخر، وكأنه ÙƒÙتب لأمثالي ممن تبيّنوا، ÙÙŠ جانب من الطريق، أن هناك سبيلاً أخرى ربما كانت هي الأقرب; بل الأصوب. عدت بالكتاب إلى غرÙتي وقد توقÙتْ تلقائيا كل برامجي وأعمالي، وتعطلت ____________ 1- القصص: 69. الهموم إلا همّ واØد; هو اكتشا٠الØقيقة.
شرعت ÙÙŠ القراءة، وكأن الشيخ سليم البشري يجادل عنّي، ÙˆÙŠØ·Ø±Ø Ø£Ø³Ø¦Ù„ØªÙŠ; بل ÙŠØ·Ø±Ø Ù…Ø§ هو أشمل وأعمق منها Ùيرد عليه السيد شر٠الدين الموسوي بثقة العار٠ويقين المؤمن، وأنا بين هذا وذاك تقذÙني موجة من شك إلى أخرى من يقين ثم ÙŠØدث العكس، ويخامرني الشك Øول الشيخ البشري وبساطة تعاطيه مع مناظره إذ يتنازل دون تردد عن موقÙÙ‡ كلما واجهه الآخر بالØجج والأدلة، وكأني وددت لو أنه يماري قليلا أو يبدي إصراراً على رأيه!! Ùأراجع Ù†Ùسي وأقول ماذا يضير الرجل إن كان موضوعياً ومخلصاً للØقيقة؟ Ùهو بذاك إلى القوة أقرب منه الضعÙØŒ إذ لا يجد Øرجاً ÙÙŠ الاعترا٠للطر٠الآخر بقوة الØجة وسلامة الموق٠وصØØ© المعتقد Øتى ولو كان ÙÙŠ ذلك اعترا٠بالعكس. كنت أطوي الصÙØات طيا، ÙÙŠ شبه ذهول عن الوقت وما يجري من Øولي، وعندما كان وقت صلاة العصر كنت قد بلغت من الكتاب مداه وقلبت آخر صÙØاته. ولقد قرأت من قبله الكثير، وتأثرت ببعض ما قرأت Øتى اتخذته مرجعاً Ù„Øركتي وسكوني، بيد أن (المراجعات) كان شيئاً آخر! وساعات من نهار قضيتها متنقلاً بين صÙØاته أجبرتني على العودة من أول الطريق، أرغمتني على وضع كل الماضي وكل الموروث على صدر علامة استÙهام كبيرة!! التأثر الشديد بكتاب المراجعات:
ويضي٠الأخ Ù…Øمد علي: والآن عليَّ أن أرى ذلك الذي أوصاني بهذا الكتاب، لأقول له إن الذي جمعني بك قد وضع بين يدي كتاب ( المراجعات) الذي عهدي باسمه البارØØ©ØŒ Ùمن أنت؟ وماذا تريد؟ وكي٠أتيت إلى هنا؟ ومن ذا الذي أرسلك إلينا؟ أتراك تعي أو تقصد ما تØدثه ÙÙŠ Øياتنا؟... كل تلك الأسئلة كانت تتشابك ÙÙŠ ذهني بينما كنت أطرق باب غرÙته بيد مرتجÙØ©ØŒ مددت إليه الكتاب، تناوله قائلا: نعم،إنه هو، من أين أتيت به؟ Ùأخبرته بقصته. ثم سألني عن رأيي Ùيما قرأت، Ùقلت له: أرجعني (المراجعات) إلى نقطة الصÙر، Ù…Øا من ذهني وروØÙŠ كل الماضي، Ùما Ø£Øوجني الآن إلى من يمسك بيدي ويخرجني مما أنا Ùيه، وما Ø£Øسبه إلاّ أنت. Ùرد بكل تواضع: استغÙر الله، وهل أنا وأنت إلا سواسية ÙÙŠ طلب الØÙ‚ والبØØ« عن الهدى، ومع ذلك لا بأس ÙÙŠ التØاور والتباØØ« ÙÙ€ (إن أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله). عندئذ Øدثته عن المجموعة التي أشاركها البØØ« والتنقيب عن الØقيقة، Ùبدا متØمساً لرؤيتهم، وكنت بدوري أتعجل لقياهم Øتى أز٠إليهم الأخبار الجديدة وأطلعهم على (المراجعات). وهكذا أطلعتهم على المستجدات التي كانت ÙÙŠ نظرهم ÙتØاً وتوÙيقاً إلهياً، ودليلاً على سلامة التوجه واستقامة طريق البØØ«. لقاءات المجموعة مع الشيخ:
ÙˆÙÙŠ أول لقاء للمجموعة مع الشيخ، كان هناك Ø¥Øساس مشترك يغمر الجميع، الأØساس بآثار رØمة الله ودلائل الاستجابة للدعاء، وإØساس آخر بالألÙØ© تجاه ذاك الرجل الذي كان بمثابة يد امتدت لغريق. انتظمت جلساتنا معه صباØاً ومساء، طيلة شهر كامل، ÙتØنا خلاله كل الملÙات المغلقة، تنقلنا بين أطلال الماضي وبØثنا تØت الأنقاض، أيقظنا الكثير من الØقائق النائمة ÙÙŠ طي النسيان. تارة لا نملك إلا أن نسلم له ونواÙقه الرأي، وتارة نعارضه ونق٠وإياه على طرÙÙŠ نقيض، ونثير الشبهات ÙˆÙ†Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø£Ø³Ø¦Ù„Ø©. كنا، كمجموعة، نتنÙÙ‚ ÙÙŠ بعض الأØيان، وأØيانا أخرى نختلÙØŒ عندما ينضم بعضنا إلى جانبه ويعارضه الآخرون، وهكذا كانت الرؤية تزداد وضوØاً يوماً بعد يوم، وقد تصدرت القضايا التاريخية قائمة الموضوعات المثارة". اسلوب الشيخ ÙÙŠ Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§Ø¨Øاث:
يقول الأخ Ù…Øمد علي: "كان الشيخ يتØاشى التطرق إلى المسائل التي من شأنها استÙزاز مشاعرنا، وبالمقابل يسهب ÙÙŠ الØديث عن أهل البيت Ùلا نمل ولا نسأم; بل نطالب بالمزيد، إذ كنا لا نعر٠شيئاً عنهم، ومن لم يعر٠أهل البيت لم يعر٠شيئاً من الإسلام. شيئاً Ùشيئاً بدأنا ندرك أن الكثير من الØقائق المكتشÙØ© لا يمكن قبولها إلا بعد التخلي عن مسلمات قديمة، وأننا بصدد التوصل إلى دعائم جديدة يقوم عليها الدين، وهي أعلى وأسمى من تلك التي توهمنا أن الدين قائم بها، بتعبير آخر، لقد بتنا، على ضوء تلك المستجدات، مطالبين باتخاذ موق٠Ùاصل، ولا مجال للتمييع. سارع بعضنا إلى اجتياز هذه العقبة النÙسية واستطاع أن يتخطى الماضي ومخلÙاته، والتقليد وقيوده، Ùلم يعد يتردد ÙÙŠ القبول بنتائج البØØ«ØŒ مهما كانت قاسية ومريرة، ولكني ومعي آخرون، توقÙت كثيراً ÙˆÙكرت طويلاً لعلي أوÙÙ‘ÙÙ‚ بين هذا الولاء الذي أخذ يتجذر ÙÙŠ قلبي لأهل البيت، وبين ولاءات سابقة، انتÙت عوامل بقائها، ولم يبق منها سوى بعض الرواسب النÙسية. ولكن هيهات (مَا جَعَل الله٠لÙرَجÙÙ„ Ù…Ùنْ قَلْبَيْن٠ÙÙÙŠ جَوْÙÙÙ‡Ù)(1). ولا مكان للغير ÙÙŠ Ù†Ùس بات يعمرها الØب والولاء لأهل البيت. ÙÙŠ نهاية المطاÙØŒ وبعد شهر من الØوار الدائم، والتØقق من صØØ© الأدلة التي أوردها الشيخ ÙÙŠ المصادر السÙنية، كانت الرؤية قد اتضØت تماماً، وزالت ____________ 1- الأØزاب: 4. الشبهات، وتخطينا الØواجز النÙسية والعاطÙية، ولم يبق إلا أن نتعر٠إلى الدين من جديد بعد أن اكتشÙنا الطريق الموصل له، ÙˆØددنا الجهة
التي منها نأخذ ديننا. عندئذ قرر الشيخ الرØيل، تاركاً خلÙÙ‡ خمسة مستبصرين وآخرين على طريق الاستبصار، يكونون Ùيما بعد نواة للتشيع ÙÙŠ السودان، وبداية Ù„Øركة استبصار واسعة النطاق تشمل، ÙÙŠ غضون عشرة أعوام، كاÙØ© أنØاء السودان، وتؤسس العديد من المؤسسات الثقاÙية التي تضطلع Øتى الآن بدور مشهود ÙÙŠ تصØÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø³Ø§Ø± الÙكري والعقائدي الذي تعرض عبر القرون لمؤامرات الطمس والتØريÙ". مؤلÙاته:
1 Ù€ "ودخلنا التشيع سÙجداً": صدر ÙÙŠ طبعته الثانية عن دار الخليج العربي للطباعة والنشر سنة 1422 هـ. كتاب يعرض تجربة جماعية ÙÙŠ الاهتداء إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام) Ù€ ذكرنا طرÙاً منها أعلاه Ù€ وكذلك يبØØ« ÙÙŠ الشبهات المنهجية التي تتعرض طريق هذا الاهتداء مع الجواب عليها ÙˆÙقاً لما يقوله أهل البيت(عليهم السلام)ØŒ كما يبØØ« ÙÙŠ الإمامة والخلاÙØ© ويعرض الØوادث التاريخية التي مرّ بها المسلمون بعد ÙˆÙاة النبيّ(صلى الله عليه وآله). ويØتوي الكتاب على ستة Ùصول: الÙصل الأول: ÙÙŠ الطريق إلى Øصن الولاية. الÙصل الثاني: شبهات منهجية: الإمامة ÙÙŠ القرآن، أهل البيت، الوصاية، عدالة الصØابة. الÙصل الثالث: التبشير بالإمامة مع النبوة. الÙصل الرابع: الإمامة والخلاÙØ©. الÙصل الخامس: السقيÙØ© الØقبة الثالثة. الÙصل السادس: وعاد الأمر إلى نصابه. وقÙØ© مع كتابه: "ودخلنا التشيع سجداً" تواجه الباØØ« السني شبهات منهجية عندما يدرس نظرية الإمامة التي يقول بها مذهب أهل البيت(عليهم السلام) إذا أراد الاقتناع بها والاعتقاد بمØتواها خصوصاً بعد الشك بما تقوله مدرسة الخلÙاء ÙÙŠ هذا المجال، وذلك لرغبة هنا ببديلا يقينياً لا تعتريه الشبهات، Ùتراه يعيش ÙÙŠ صراع Ùكري عميق ونزاع عقائدي شديد نتيجة تراكم شبهات الباطل خلال ما يربو على أربعة عشر قرناً من عمر الإسلام. يتعرض الكاتب ÙÙŠ هذا الكتاب إلى قصة استبصاره واعتناقه لمذهب أهل البيت التي تقدم طر٠منها، ثم يذكر بعضاً من الشبهات المنهجية التي واجهته ÙÙŠ مرØلة التØول من المذهب السني إلى المذهب الشيعي. ÙˆÙŠÙˆØ¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الإمامة كانت موضع اهتمام النبيّ(صلى الله عليه وآله) منذ بدء الدعوة، بل أنّ العناية الالهية كانت تهيء الإمام عليّ(عليه السلام) Øتى قبل الدعوة لهذا المنصب Øالها Øال اعدادها للنبوة والدين الإسلامي ÙƒÙŽÙƒÙÙ„ØŒ Ùلا يستطيع Ø£Øد أن ينكر العنايات الالهية بالنبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) قبل زمان نبوته، وهكذا كان الإمام عليّ(عليه السلام) Ù…Øوطاً بها ÙÙŠ ذلك الزمان أيضاً Øتى قال أهل السنة: كرم الله وجهه. ثم يستعرض الواقع التاريخي لقضية الإمامة بعد ÙˆÙاة الرسول(صلى الله عليه وآله) من يوم السقيÙØ© المشؤوم إلى أيام Øرب صÙين، التي كانت امتداداً واØداً سعى Ùيه مغتصبي الخلاÙØ© وأنصارهم إلى إطÙاء نور الإمامة الملازم لنور النبوة وأصل الدين. شبهات منهجية:
الشبهة الأولى:
لا يوجد ÙÙŠ القرآن نص ØµØ±ÙŠØ Ø¹Ù„Ù‰ ولاية أهل البيت (عليهم السلام)ØŒ أو آية لا يعتريها الشك ÙÙŠ خلاÙØ© الإمام عليّ(عليه السلام)ØŒ وإنّما هناك آيات تنوه بÙضلهم وتØØ« على مودتهم يؤولها البعض خطأ بالإمامة وولاية الأمر. ولو كان الأمر صريØاً لما اختل٠إثنان Ùيه. مناقشتها:
1 Ù€ القرآن يتØدث عن قصص الماضين للاعتبار بها ÙÙŠ بناء الØاضر والمستقبل ولا ينقلها Ùقط للتسلية، والرسالات السابقة تمهيد للرسالة الخاتمة لأنّ القرآن ينظر للبشرية باعتبارها كياناً واØداً يجري على آخرها ما جرى على أولها من السنن الالهية الثابتة. ومن هذه السنن بل من أهمها سنة الاصطÙاء الالهي للقادة، Øيث نلاØظ الطرق المتواصل عليها ÙÙŠ القرآن وذلك برÙع شأن ذرية الأنبياء والتنويه بهم باعتبارهم صÙوة الله وخاصته وأقدر الناس على تمثيل خلاÙØ© الله ÙÙŠ أرضه. وأهل البيت(عليهم السلام) وإن لم يذكروا مباشرة ÙÙŠ القرآن إلاّ قليلا، إلاّ أنّ القرآن ما ذكر غيرهم من ذريات الانبياء إلاّ من أجلهم. وإذا كان ربّ العزة قد اتخذ من آل إبراهيم وآل عمران أنبياء Ùقد اتخذ من آل Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) أئمةً. والإمامة أعظم درجة من النبوة وقد نالها إبراهيم(عليه السلام) النبيّ والرسول والخليل بعد هذه الدرجات وبعد ابتلاء خاص. 2 Ù€ لا Ùرق ÙÙŠ الأهمية بين Ø£Øكام القرآن وأØكام السنة، وقد أوكل الله إلى نبيه أمر تبليغ الكثير من الأØكام المهمة التي لا يمكن التعر٠عليها من ظاهر القرآن. وقد قام الرسول(صلى الله عليه وآله) بتÙصيل كل ما ورد ÙÙŠ القرآن مجملاً، Ùالصلاة Ù€ مثلاً Ù€ ورد الأمر بها ÙÙŠ القرآن مجملاً ولولا ما Ùصله الرسول من شأنها لما عر٠عدد الصلوات ولا كيÙية أدائها، وليس لأØد أن يقول كان ينبغي للقرآن أن يبيّن جميع تÙاصيلها لأنّها عماد٠الدين، ولقد ØµØ±Ø Ø§Ù„Ù†Ø¨ÙŠÙ‘(صلى الله عليه وآله) بما لا يدع مجالاً للشك ÙÙŠ أمر ولاية أهل البيت(عليهم السلام) وتواترت عنه الأØاديث ÙÙŠ ذلك وتضمنتها الموسوعات الØديثية لمختل٠المذاهب. 3 Ù€ لو أنّ الإمامة لم يقررها القرآن كسنة إلهية، ولم يدع رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى أهل بيته أئمة يهدون بأمر الله من بعده، ولو أنّ أتباع مذهب أهل البيت لم يقولوا بإمامتهم، لو أنّ كل ذلك لم يكن، لكان ضرورياً بØكم الÙطرة أن Ù†Ùترض ذلك النظام كما اÙترضنا وجود الله وترقبنا رسله، Ùأمر الدين لا يستقيم أبداً إلاّ بنبيّ أو وصي نبيّ، ولابدّ من قائم لله بالØجة ÙÙŠ كل زمان كما يقول الإمام عليّ(عليه السلام) ÙÙŠ نهج البلاغة: "لا تخلو الأرض من قائم لله بØجة، ظاهراً مشهوراً أو خائÙاً مغموراً"(1). الشبهة الثانية: الشورى ثابتة ÙÙŠ القرآن والسنة كنظام للØكم والولاية بعد رØيل النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ وهذا ما Ùهمه الصØابة من بعد النبيّ وعملوا به، Ùكان العهد الراشدي نموذجاً نادراً للشورى ÙˆØرية الاختيار على أساس من القيم والمصلØØ© العامة للإسلام والمسلمين، وهي خير من النظام السياسي القائم على الوراثة التي تعتبر من أسوأ الانظمة ÙÙŠ التاريخ، وهذا ما توصلت البشرية إليه مؤخراً وبصورة غير مبرأة من العيوب Ùيما سمي بالديمقراطية. مناقشتها: إنّ أمر الإمامة ليس مسألة توارث للسلطة أو اتباعاً لمعايير الأØساب والأنساب، بل هو إصطÙاء الهي جرياً على سنة الله ÙÙŠ الماضين التي لا تتبدل ولا تتØول، وهذا الاصطÙاء له مقومات ولم يكن اختياره سبØانه وتعالى للأئمة عشوائياً، وإنّما ÙˆÙÙ‚ معايير التÙاضل التي بينها للناس ÙˆØضهم على التناÙس Ùيها. ____________
1- نهج البلاغة: 97. Ùكان لابد أن يكون قادة المسيرة هم الذروة ÙÙŠ الكمال البشري، وهذه المواصÙات هي مما لا يدركها ÙÙŠ العباد إلاّ ربّهم، ومن هنا كان تنصيب
أئمة البشرية وقادتها جعلاً الهياً على أساس الاجتباء والاصطÙاء. وهذا لا يتعارض مع القول أن الله يؤيد أصÙياءه ويعصمهم تمكيناً لهم من تبليغ رسالاته وتولي أمر عباده. ولو أنّ الخيار كان قد ترك للناس ليتخذوا من بين أنÙسهم أئمة، لاختاروا ÙˆÙÙ‚ معايير خاطئة ولمالت بهم الأهواء عن الØÙ‚ØŒ ÙˆØادت بهم العصبيات عن سواء السبيل. وأما ما ادعي من شورى Ùهي ما Ø£Ùتي بها إلاّ لتوجيه ما Øصل بعد ÙˆÙاة النبيّ(صلى الله عليه وآله)من اقصاء للخلاÙØ© عن أولي الأمر الØقيقيين، وإلاّ Ùهي نظرياً تØتاج إلى ولي أمر Øسب القرآن الكريم، وعملياً ما كانت إلاّ تنصيب بعد تنصيب ولم يدعها الخلÙاء أنÙسهم. الشبهة الثالثة: إنّ Øال الأمة الإسلامية يختل٠عن Ø£Øوال الاÙمم من عدة جهات: 1 Ù€ انقطاع الوØÙŠ بعد النبيّ Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله) وليس هناك أنبياء بعده Ùلا اصطÙاء كما ÙÙŠ الاÙمم السابقة Ùكان لابد أن يتصدى الناس لولاية الأمر لسد الÙراغ Ùيختاروا Ø£Øدهم لخلاÙØ© النبيّ عملا بقوله تعالى (ÙˆÙŽ أَمْرÙÙ‡Ùمْ Ø´Ùورَى بَيْنَهÙمْ)(1). 2 Ù€ لقد بلغت الاÙمة الإسلامية من النضج بØيث لا تØتاج إلى وصاية بخلا٠الاÙمم السابقة، والدليل هو توق٠الوØÙŠ وانقطاع بعث الأنبياء. 3 Ù€ القرآن لا يمكن تØريÙÙ‡ بينما ØرÙت الكتب السماوية السابقة Ùلا Øاجة إلى أوصياء يقومون الانØراÙ. مناقشتها: 1 Ù€ إنّ اصطÙاء الأئمة من آل البيت(عليهم السلام) قد تم ÙÙŠ زمان الوØÙŠ على لسان ____________ 1- الشورى: 38. النبيّ(صلى الله عليه وآله) أيام تنزل القرآن وبهذا الاصطÙاء اكتملت الرسالة وتمت النعمة.
2 Ù€ ادعاء نضج الاÙمة ادعاء التوى عنق الØقيقة مرات ومرات لاجل اثباته، ومع ذلك لم يثبت منه شيء، Ùالأمة تØتاج إلى وصي يدير شؤونها وهذا ما أثبتته الاØداث بعد ÙˆÙاة النبيّ بدءاً من السقيÙØ© ومروراً بكل الÙتن التي Ù„Ùّت الصØابة كقطع الليل المظلم، ومن ثم قتل ابن بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله) الØسين بن عليّ(عليه السلام) الإمام المعصوم، ومروراً أيضاً بكل عصور الجور والطغيان والÙساد ÙÙŠ القرون التالية، وانتهاء بما Ù†ØÙ† عليه اليوم. 3 Ù€ نعم لم ÙŠØصل تØري٠لÙظي ÙÙŠ القرآن، لكن قد Øصل تØري٠معنوي ناشيء عن الرأي واتباع المناهج الخاطئة ÙÙŠ التÙسير والاعتماد على الاØاديث الموضوعة والتزوير ÙÙŠ اسباب النزول واتباع المتشابه ابتغاء الÙتنة وابتغاء تأويله، كل ذلك أدى إلى اÙراغ القرآن من Ù…Øتواه Ùلم يبق إلاّ رسمه، والتاريخ يقول أنّ الاÙمة قد ارتكبت ÙÙŠ ØÙ‚ كتابها كل الذي Øذرت منه، وصار الكتاب ÙÙŠ مختل٠العصور أداة طيعة بيد الطغاة وأئمة الجور يصرÙون آياته ÙˆÙÙ‚ ما تمليه مصالØهم واهواؤهم. وقد اÙترقت الاÙمة إلى عشرات الÙرق العقائدية والÙقهية والكل يزعم صدوره عن القرآن ووروده إليه. ولقد ضلت الاÙمة Ù€ والقرآن معها Ù€ يوم أن Ùصلت بينه وبين الثقل الآخر Ù€ أهل البيت Ù€ بينما كان النبيّ(صلى الله عليه وآله) يدعوهم للتمسك بهما معاً Øتى لا يضلوا. الشبهة الرابعة: عليّ كرم الله وجهه هو الرابع ÙÙŠ ترتيب الصØابة، ولا Ø£Øد من المسلمين ينكر Ùضائله، على أنّ ذلك لا يعني تقديمه على الثلاثة الأوائل (أبو بكر وعمر وعثمان)ØŒ كما أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يخصه بشيء أكثر مما خص به خلÙاءه، أما ما يعتقده الشيعة ÙÙŠ عليّ Ùهو غلوياً يأباه الدين، خاصة إذا عرÙنا أنّ Ùريقاً من الشيعة يرÙعونه إلى مرتبة الالوهية، Øتى أنّه ÙÙŠ أيام خلاÙته عاقب بعض المغالين المؤلهين له بالاØراق بالنار. مناقشتها: لقد نزل أتباع مدرسة الخلÙاء بمقام الإمام عليّ(عليه السلام) كثيراً Ùجعلوه رابع الخلÙاء والصØابة ولم يقبل Øتى هذا أمثال ابن عمر Ùنزل به دون الرابع. والواقع إنّ الإمام عليّ(عليه السلام) له من الكرامات والمناقب مما جعله أن يكون Ù†Ùس النبيّ(صلى الله عليه وآله) باختيار ربّ العزة ÙÙŠ آية المباهلة. وأول كراماته مولده الشري٠ÙÙŠ جو٠الكعبة Ùكان أول وآخر من يولد Ùيها، وقد ربّاه النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) رداً لجميل أبي طالب ÙˆÙاطمة بنت أسد اللذين ربياه ÙÙŠ صغره، وهكذا قدّر الله لعليّ أن يلازم خير خلقه ويتتلمذ لدى معلم البشرية واستاذها الأعظم نبيّه Ù…Øمد(صلى الله عليه وآله)ØŒ Ùكان إسلامه لم يسبق بشرك كما Øصل للآخرين، Ùكي٠يقارن به غيره Ùضلاً عن أن يقدم عليه؟! وهو Ø£Øد الدعائم الأساسية التي قام الدين متكئاً عليها، ولكل ذلك كان تبشير النبيّ(صلى الله عليه وآله) بامامته يسير جنباً إلى جنب مع تبليغ أركان الدين الاخرى، ولذلك أيضاً ضاق المناÙقون ذرعاً ÙˆØسدوه Ùعملوا على منع تنÙيذ وصية النبي(صلى الله عليه وآله) ÙاستهدÙوا قداسة النبيّ(صلى الله عليه وآله)أيضاً. الشبهة الخامسة: القول بالوصية، وبموق٠متميز لأهل البيت، وخلاÙØ© الإمام عليّ للرسول من دون Ùاصل، كل ذلك ينطوي على اتهام ØµØ±ÙŠØ Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹ الصØابة وقد بايعوا خلا٠من استخل٠نبيهم، وبالتالي الطعن ÙÙŠ عدالة الجميع بما Ùيهم كبار المهاجرين والأنصار، بل والخلÙاء الثلاثة. وعدالة الصØابة ثابتة باتÙاق الجميع، وقام عليها الدليل من القرآن والسنة، Ùلا يجوز الطعن Ùيهم لأنّا عرÙنا الدين والØÙ‚ من خلالهم. وأض٠إلى ذلك أن Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø Ùيهم هو Ù‚Ø¯Ø ÙÙŠ امكانيات الرسول(صلى الله عليه وآله) وقدراته التربوية التي بذلها معهم، مع أنّ الثابت هو أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أعظم مرب شهدته البشرية ÙˆØ£Ù†Ø¬Ø Ù…Ø¹Ù„Ù… ÙÙŠ التاريخ. مناقشتها: 1 Ù€ لا دليل للقائلين بعدالة كل الصØابة إلاّ التأويل الخاطيء لبعض آيات القرآن وتجاهل البعض الآخر، والاعتماد على المÙتريات من الروايات، وتخصيص الأØاديث التي تذكر الصÙات السلبية لبعضهم والتي تتنبأ بردّة بعض وانقلابهم وانØراÙهم من الخط. 2 Ù€ الدور المÙترض للصØابة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله) كنقلة لأØكام الدين عنه إنّما يرد إذا تØقق اÙتراض آخر، هو ÙˆÙاة النبيّ( صلى الله عليه وآله) دون وصية ودون تعيين لمن يشغل مكانه بعد رØيله. 3 Ù€ القرآن ذكر كثرة المناÙقين مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) كما سلط الضوء على سيرة أصØاب الأنبياء السابقين وذكر نقاط ضعÙهم، وأورد قصصهم بتÙاصيلها ليقرر Øقيقة أن العدالة ليست ملازمة للصØبة، وأنّ ما جرى لأصØاب الرسل السابقين يجري مع أصØاب رسولنا الأعظم(صلى الله عليه وآله) Øذوا النعل بالنعل ÙˆØذوا القذه بالقذة. وبناء على ما تقدم نستطيع القول: أنّ الصØابة بشر اعتياديون خصهم الله بصØبة نبيّه الأكرم، Ùمنهم من Ø£Øسن الصØبة وأخلص الولاء، ومنهم من أضاع الÙرصة منذ البداية، ومنهم نكث غزله من بعد قوة أنكاثاً. وبالتالي ليس غريباً أن يكون المخلصون هم الأقلون عدداً، وأن تنقلب الاكثرية على الاعقاب وتتجاهل وصية النبي(صلى الله عليه وآله) أو تقوم بتأويلها بما يتÙÙ‚ مع مصالØها وأهوائها ثم تزعم أنها ما ارادت بما Ùعلت إلاّ إصلاØاً. إمامة الإمام عليّ(عليه السلام):
لقد بشر النبيّ(صلى الله عليه وآله) منذ أوائل الرسالة بإمامة الإمام عليّ(عليه السلام)من بعده، Ùقد أنذر عشيرته الاقربين استجابة لأمر الله ÙعرÙهم برسالته وعرض على من يؤازره منهم أن يكون له أخاً ووصيّاً وخليÙةً من بعده، Ùأبى القوم إلاّ علي، هنالك توجه النبيّ(صلى الله عليه وآله) إليهم بقوله: "إنه أخي ووزيري ووصيّي Ùيكم، Ùاسمعوا له وأطيعوا"(1). ومن هنا يظهر أنّ إهتمام النبيّ(صلى الله عليه وآله) بمستقبل الرسالة اقترن منذ الوهلة الأولى بالإعلان عن نبوته، ثم استمر ÙÙŠ مختل٠مراØÙ„ الدعوة إلى أن Ø®Ùقت أجنØØ© الموت Ùوق رأسه الشريÙØŒ ويدل على ذلك Ø£Øاديث كثيرة منها: Øديث المنزلة، ÙˆØديث الغدير، ورزية يوم الخميس، Øيث أراد أن يكتب كتاباً لا تضل الأÙمة بعده أبداً Ùمنعه عمر وقال: "انه يهجر"(2). وبعد أن لبى رسول الله(صلى الله عليه وآله) نداء ربّه، انقلب القوم على أعقابهم واغتصبوا الخلاÙØ© والØكم، واضطر الإمام عليّ(عليه السلام) أن يساير القوم ØÙاظاً على أصل الدين Ù€ رغم مأساة السقيÙØ© وما جرته على أهل البيت والاÙمة من ويلات أولها ما أصاب الزهراء(عليها السلام) وآخرها لم ينته بكربلاء بل استمرت واستمرت إلى يومنا هذا Ù€ Ùكان يهدي الناس وهو خارج الØكم ÙˆÙŠÙ†ØµØ Ø§Ù„Ø®Ù„Ùاء ÙÙŠ مواقع الخطر على الإسلام أو ÙÙŠ مجال تبيين Ø£Øكامه وتدعيم أركانه. شورى الستة:
يلاØظ ÙÙŠ هذه القضية أنّ الإمام عليّ(عليه السلام) دخل Ùيها وهو يعلم سلÙاً أنّ النتيجة Ù…Øسومة لغير ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù… والإمامة، لكنه أراد أن ÙŠÙˆØ¶Ø Ù„Ù„Ù†Ø§Ø³ بطلان دعوى القوم، Ùعندما اشترط عليه ابن عو٠الذي Øصل على امتياز الØسم ÙÙŠ قضية الشورى من عمر الالتزام بسيرة الشيخين رÙض ذلك مبيّناً بطلان سيرتيهما، كما أراد أن يبين تناقض قول عمر ÙˆÙعله، لأنّ عمر قد أهله للخلاÙØ© ÙÙŠ قضية الشورى، وكان من قبل يقول أنّ النبوة والخلاÙØ© لا تجتمع ÙÙŠ بيت واØد. وبعد أن رست الخلاÙØ© بالشورى العمرية على الشاطيء الأموي خرج ____________ 1- راجع تاريخ الطبري: 2 / ص 319 Ù€ 321. 2- صØÙŠØ Ø§Ù„Ø¨Ø®Ø§Ø±ÙŠØŒ كتاب المرض: 7 / 9 صØÙŠØ Ù…Ø³Ù„Ù…ØŒ كتاب الوصية: 2 / 16 Ø· عيسى الØلبي، تاريخ الطبري: 3 / 193. الكامل لابن الاثير: 2 / 320. عليّ(عليه السلام)ØŒ ليخاطب الناس بقوله: "أيها الناس لقد علمتم أني Ø£ØÙ‚ الناس بهذا الأمر من غيري، أما وقد انتهى الامر إلى ما
ترون، ÙÙˆ الله لاسالمنَّ ما سلمت Ø£Ùمور المسلمين ولم يكن جور إلاّ عليّ خاصة إلتماساً لاجر ذلك ÙˆÙضله وزهداً Ùيما تناÙستموه من زخرÙ". تصدي الإمام عليّ(عليه السلام) للØكم:
يلاØظ المرء عندما يطالع لأول مرّة وقائع البيعة التي تمت للإمام عليّ(عليه السلام)ÙÙŠ أعقاب مقتل عثمان، إن الإمام قال للناس: " دعوني والتمسوا غيري، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً"ØŒ ويتساءل كي٠تقول الشيعة أنّ الإمامة وولاية أمر المسلمين من مختصات عليّ وأهل بيته بالنص، وأنها لا تنبغي لغيرهم، بينما يرد الإمام عليّ الأيدي التي امتدت لتبايعه؟ ÙˆÙÙŠ مقام الجواب نقول: أنّ الإمامة Ù€ كما تقدم Ù€ لا تكون إلاّ عن طريق الاصطÙاء والاجتباء الرباني شأنها ÙÙŠ ذلك شأن النبوة، وليس على الناس إلاّ التسليم والطاعة، ويبقى الإمام إماماً Øتى وإن لم يبايعه Ø£Øد. إذاً Ùالإمام عليّ(عليه السلام) كان يدÙع عن Ù†Ùسه الامارة والØكم لا الإمامة، Ùهو لم يزل إماماً واجب الطاعة منذ أن مات النبيّ(صلى الله عليه وآله)ØŒ لم ÙŠÙ‚Ø¯Ø ÙÙŠ إمامته إن تولى الØكم غيره، ويذهب البعض إلى أنّ علياً(عليه السلام) إنّما تمنّع أول الأمر Øتى يلت٠الناس Øوله مع علمه أنهم غير تاركيه، ولو تركوه بناءً على طلبه "دعوني والتمسوا غيري" لا سقط ÙÙŠ يده. ونقول: إنّ مثل هذه المناورات والأساليب السياسية قد تصدر عن غيره(عليه السلام)ØŒ أما أن تصدر عنه، Ùذاك ما يأباه المبدا الذي أقامه الإمام عليّ(عليه السلام) وسار عليه، ولو كان مناوراً لما ردّ الشروط التي أملاها عليه عبد الرØمن بن عو٠من داخل الشورى العمرية، بل لواÙÙ‚ عليها وتسلّم Ù€ بالتالي زمام الإمارة، وما كان لأØد بعد ذلك ان يسأله عن سيرة الشيخين التزم بها أم لا. والØقيقة إنّ الإمام عليّ(عليه السلام) كان صادقاً مع Ù†Ùسه ومع الناس إذ قال: "دعوني والتسموا غيري" لأنه أعطى تبريره لهذا الموق٠بقوله: "إنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن الآÙاق قد أغامت، والمØجة قد تنكرت". وقد كان(عليه السلام) خبيراً بما انطوت عليه Ù†Ùوس القوم من الشبهات والاØقاد والأطماع، كما أن المتغيرات التي طرأت على الدولة الإسلامية ÙÙŠ سائر نواØيها Ù€ خلال Øكومة الثلاثة Ù€ كانت من السعة بØيث لا يمكن لعليّ(عليه السلام) ازالتها إلاّ بقرارات ومواق٠Øاسمة لا تقوم لها القلوب ولا تركن لها النÙوس، وهو من جانبه لا يرضى أن يقرّ أوضاعاً لا تمت إلى الدين بصلة. ÙˆÙÙŠ ذات الوقت كانت ثقته بمن Øوله ضعيÙØ© ولا يأمن غوائلهم ولا يضمن مساندتهم له إذا ما قام بØركة اصلاØية كبيرة تعيد الوضع إلى سابق عهده أيام رسول الله(صلى الله عليه وآله); كما برهنت عليه الأØداث Ùيما بعد. لكن الإمام عليّ(عليه السلام) تØت إلØØ§Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ واجتماعهم عليه نهض بالأمر، ÙˆÙÙŠ ذلك يقول: "أما والذي Ùلق الØبة وبرأ النسمة، لو لا Øضور الØاضر وقيام الØجة بوجود الناصر، وما أخذ على العلماء ألاّ يقاروّا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت Øبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكأس اولها ولألÙيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عÙطة عنز"(1). بهذه الكلمات العميقة يبين الإمام الدواعي والأسباب التي Øملته على التصدي للامارة والامساك بمقاليد الدولة وأزمّة الأمور، ولولاها لظلّ كما هو يؤدي رسالته إماماً شاهداً على عصره. ____________
1- نهج البلاغة: 49.
|