مسند ابن راهويه
إسحاق بن راهويه ج 2
[ 1 ]
مسند اسحاق بن راهويه
[ 2 ]
حقوق الطبع محفوظة الطبعة الاولى 1410 ه - 1990 م مكتبة الايمان هاتف 8262856 - 8225817 ص ب 1165 - المدينة المنورة - السعودية
[ 3 ]
مسند اسحاق بن راهوية الامام اسحاق بن ابراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي نزيل نيسابور 161 - 238 ه مسند ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها تحقيق وتخريج ودراسة الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين بر البلوشي الجزء الثاني توزيع مكتبة الايمان المديية المنورة
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
شكر وتقدير احمد الله العلي القدير واشكره قبل كل شئ على آلائه حيث وفقني واعانني على انجاز هذه الخدمة العلمية المتواضعة التي اقدمها كرسالة علمية ، تحت عنوان (مسند ام المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - من مسند الامام اسحاق بن راهويه (ت 238 ه)) دراسة وتحقيقا وتخريجا . كما انه لا يفوتني التنويه والاعتراف بفضل ذوي الفضل وبمعروف اهل المعروف انطلاقا من توجيه نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - في قوله : (من صنع إليه معروف فقال لفاعله : جزالك الله خيرا ، فقد ابلغ في الثناء) (1) ومن خلال قوله : (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) (2) . فمن هذا المبدا ارى لزاما ان اعرب عن خالص شكرى وغاية تقديري لجميع اولئك الذين ساهموا في انجاز هذه الرسالة العلمية اساتذة وزملاء واخص من بينهم فضيلة الدكتور / محمود احمد ميرة حفطه الله تعالى - الذي تشرفت باشرافه على رسالتي الماجستير والدكتوراه وكان لي حقا خلال هذه المدة
[ 6 ]
خير مشجع وموجه ومرشد ، وساعدني على حل كثير من المشاكل التي كانت تواجهني فجزاه الله عني خير الجزاء وشكر له سعيه . كما لا يسعني الا ان اعرب عن جزيل شكري لاستاذي الجليل الشيخ / حماد محمد الانصاري المتعاون مع الجميع على السواء ، حيث اني لم اساله عن شئ الا ارشدني إليه ، ولم احتج الى كتاب من مكتبته العامرة ولم اجده في مكانه الا بحث معي لاستخراجه ، فجزاه الله احسن الجزاء واثابه من عنده . كما انني لا انسى ابدا فضل هذه الجامعة المباركة ادامها الله تعالى التي اسست لتثقيف ابناء العالم الاسلامي ولغرس العقيدة الصحيحة ونشرها والتي تحمل على عاتقها مسؤولية الدعوة الى دين الله تعالى الحق وادائها للعالم عن طريق اساتذتها وخريجيها ، ومقاومة كل ما يناوئها ، وجهود القائمين عليها ، فليس امامي الا ان اسال الله تعالى دوام هذه الجامعة الميمونة ، وان اقدم خالص شكري لجميع القائمين على هذه الجامعة العالمية الاسلامنة ولا سيما القائمين على الدراسات العليا ، وعلى راس الجميع معالي رئيس الجامعة ورئيس قسم الدراسات . وانني إذ اسجل شكري الجزيل لجهود هؤلاء فانني اسال الله تعالى ان يكتب لهم المثوبة من عنده وان يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم وان يتقبله مني وينفع به انه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين . المحقق
[ 7 ]
بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيآت اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين ، وبعد : فقد سبق ان حققت لنيل درجة العالمية (الماجستير) كتاب طبقات المحدثين باصفهان والواردين عليها لابي الشيخ الانصاري عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان (ت 369 ه) دراسة وتحقيقا وتخريجا ، ومن خلال ممارستي عمل التحقيق للكتاب المذكور ودراسته ودراسة لمؤلفه والقيام بتخريج احاديث زدت شوقا وجرني ذلك الى البحث عن كتاب حديثي يوافق ما سبق من منهجي وعملي في التحقيق لاقوم بخدمته كرسالة علمية وقد حقق الله رغبتي في مسند عظيم للامام المشهور اسحاق ابن راهويه (ت 238 ه) ، ولكن مع الاسف لم نعثر على جميع هذا المسند الكبير الذي كان في ست مجلدات ضخمة على غرار مسند قرينه الامام احمد بن حنبل - رحمه الله - وانما تم العثور على المجلد الرابع منه فقط ومع نقص في بدايته ونهايته ، مما جعلني اختار من هذا القسم المتبقي مسند ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لرسالة الدكتوراه حيث ان مسندها كامل وهو اكبر مسند في هذا القسم المتبقى ، وما زلت اعمل في بقيته واسال الله تعالى التوفيق على اتمامه في اسرع وقت . فمن هنا فضلت اختيار مسند الامام اسحاق ابن راهويه ومنه مسند عائشة رضي الله عنها على غيره لما تقدم وللامور الاتية اولا لاهمية هذا المسند الذي يعتبر اصلا من اصول الكتب الستة سوى
[ 8 ]
سنن ابن ماجه وغيرها من الكتب الحديثية لان مؤلفه يعد من انبل شيوخهم . ثانيا : لوجود مشاعر نثيرة في نفسي تدفعني بضرورة احياء هذا التراث العلمي الذي الفه امام مضهور هو اسحاق بن راهويه الذي يعد من مشاهير محدثي اهل زمانه وفقهائهم بنيسابور حتى استحق لقب امير المؤمنين في الحديث والفقه . ثالثا : ليعم نفع الكتاب بعد اخراجه مخدوما خدمة علمية ليتيسر اخراجه ونشره بصورة صحيحة . رابعا : لحرصي الشديد على تقديم دراسة وافية مفصلة عن شخصية الامام اسحاق الذي عاصر زمان تدوين الحديث وتصنيفه ، وله مساهمة في ذلك بل هو المقترح لجمع الصحيح المجرد وافراده في التصنيف ، لم اعدف احدا قام بدراسة متسعة جامعة كما كنت ارومها لجميع جوانب حياته رحمه الله فمن هنا عزمت على ان اقوم بدرامة حياته ودراسة مسنده ككل في تأليف مستقل بعنوان اسحاق ابن راهويه وكتابه المسند .
[ 9 ]
خطة البحث وقد قسمت عملي وخدمتي لهذا الكتاب على قسمين ، قسم يتعلق بخدمة نصوص الكتاب من تصحيح وتخريج وتقويم لاسانيده واحاديثه واكمال نقص واستدراك لسقطه ومواضع طمسه وبياضه بقدر الامكان وشرح لغريبه وتوضيح لمشكله وتثبيت لفروقه وتعيين المبهم والمطلق من الرواة وترجمة لغير الثقات منهم . والتعريف لبعض الاعلام وغير ذلك مما تتطلبه الحاجة ودعت إليه الضرورة . وقسم آخر يتعلق بالدراسة وقد تناولت دراسة حياة السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها ودراسة مسندها رضي الله عنها ومحتوى مسندها . ورتبته على بابين : الباب الاول : في دراسة حياة السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وفيه اربعة فصول : الفصل الاول : في اسمها ونسبها ومولدها ونشاتها وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها . الفصل الثاني : في مناقبها وفضائلها . الفصل الثالث : في غزارة علمها وثقافتها . الفصل الرابع : في سخاءها وخلقها وعبادتها موقعة الجمل ووفاتها . الباب الثاني : في دراسة مسند عائشة رضي الله عنها وحتواه ووصف النسخة وعملي في التحقيق وشرح الرموز ورتبته على الفصلين وفي كل منهما مباحث .
[ 10 ]
هذا ولما كانت النسخة فريدة فقد واجهت من جراء ذل في تصحيح النصوص واكمال النقص واستدراك الفوات في اماكن الطمس أو البياض صعوبات يواجهها كل من يقوم بتحقيق نسخة فريدة كهذه ، فمن اجل ذلك بقي اكثر من موضع لم استطع الوصول الى حل بعض الكلمات ، وتوضيح بعض العبارات . وهكذا فقد لقيت تعبا ونصبا شديدين في تخريج بعض طرق الاحاديث ، وقد بذلت قصارى جهدي المستطاع ومع ذلك فلم اوفق للعثور عليها ، ولكن هذا قليل جدا ، وهي دون خمسة احاديث بالاضافة الى وقوع تحريق في كثير من اسماء الرواة ، وقد تبين لي الصحيح فيها عند البحث في المصادر المعنية بذلك أو من مصادر التخريج . فهذه هي بعض العقبات التي واجهتني خلال قيامي بدراسة وتخريج هذا المسند العظيم ، وقد تغلبت على كثير منها بفضل الله ثم بتعاون المشرف حفظه الله تعالى وبممارستي وتجربتي السابقة من خلال دراسة وتحقيق كتاب طبقات المحدثين الذي كان بمثابة نسخة فريدة . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . كتبه عبد الغفور عبد الحق حسين بر البلوشي بالمدينة المنورة في 2 / 7 / 1405 ه
[ 11 ]
الباب الاول في دراسة حياة عائشة رضي الله عنها (ت 58 ه) وفيه فصول وقد عزمت على دراسة حياة ام المؤمنين عائشة دراسة وافية مفصلة لجميع جوانب حياتها الشاملة وذلك في بداية الامر الا انني علمت بقيام احد طلاب كرسالة علمية لنيل شهادة الماجستير فمن هنا انصرفت عن راني الاول وغيرت منهج التفصيل الى الايجاز بحيث لا يكون مملا ولا مخلا وبقدر ما يحتاجه القارئ . ولم يتيسر لي الاطلاع على الرسالة المذكورة الا بعد كتابة هذا الموجز عن حياتها رضي الله عنها فزادني الوقوف على الرسالة سرورا لما اني لم ادخل في خضم التفصيل واكتفيت بالايجاز واليكم الان ترجمتها . وقد تضمن هذا الباب اربعة فصول .
[ 12 ]
الفصل الاول في اسمها ونسبها ومولدها ونشاتها وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها اسمها ونسبها هي عائشة (1) الصديقة بنت الامام الصديق الاكبر خليفة رسول الله
[ 13 ]
صلى الله عليه وسلم ابي بكر بن عبد الله بن ابي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشية التيمية المكية . . . . . ام المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وسلم (1) وامها هي ام رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن اذينة الكنانية وكناها رسول الله صلى الله عليه وسلم بام عبد الله ولم تلد (2) . مولدها ولدت السيدة عائشة رضي الله عنها بمكة حرسها الله تعالى من كل شر بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم باربع سنين أو خمس (3) نشاتها فتحت عينيها رضي الله عنها في بيت نوره الله تعالى بنور الاسلام وكانت تقول لم اعقل ابوي الا وهما يدينا الدين (4) . وقال الذهبي عائشة ممن ولد في الاسلام وهي اصغر من فاطمة رضي الله عنها بثماني سنين (5) . فنشات الصديقة بنت الصديق في بيت ابيها ابي بكر رضي الله عنهما الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعوت احدا الى الاسلام الا كانت فيه عنده كبوة اي تأخر ونظر وتردد الا ما كان من ابي بكر بن ابي
[ 14 ]
قحافة ما عكم عنه حين ذكرته له وما تأخر (1) فمن هنا ومن خدماته الجليلة الاخرى كان له منزلة ومكانة عند نبي الله صلى الله عليه وسلم كما انه كانت له منزلة عظيمة عند قومه قريش وصاحب امرهم لخدماته الجليلة فكان رضي الله عنه رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا وكان انسب قريش لقريش واعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر وكان رجلا تاجرا ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه ياتونه ويالفونه لغير واحد من الامر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته (2) فتربت السيدة عائشة في كنف والدين مثل ابي بكر وام رومان في حياتها المكية وجزءا بسيطا من حياتها المدنية فاخذت الكثير الطيب من علوم والدها وخصاله وساذكر ذلك فيما بعد في مبحث غزارة علمها ان شاء الله تعالى . زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بعد ان توفيت خديجة رضي الله عنها وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاتها فترة بدون زوجة فافترجت خولة بن حكيم بن امية امراة عثمان بن مظعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج . وذلك بمكة فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الا تزوج قال من قالت ان شئت بكرا وان شئت ثيبا قال فمن البكر قالت سورة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك على ما انت عليه قال فاذهبي فاذكريهما علي الى آخر الحديث (3) فذهبت وعرضت الخطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الموضعين فتمت الموافقة بافتخار عظيم وشرف وسعادة وحصل الزواج من عائشة في السنة
[ 15 ]
العاشرة من البعثة (1) النبوية وعمرها عندئذ ست سنوات وبدات تدخل في السابعة وذلك بعد موت خديجة قيل بثلاث سنين (2) وقبل الهجرة ببضعة عشر شهرا وقيل بعامين ودخل بها في شوال سنة اثنتين منصرفه عليه الصلاة والسلام من غزوة بدر وهي ابنة تسع سنين (3) وقيل في السنة الاولى من الهجرة (4) وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها في قصة زواجها فقالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا بنت ست وبني بي وانا بنت تسع (5) . وقالت ايضا تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبني بي في شوال فاي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان احظى عنده مني (6) . لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا سواها واحبها حبا شديدا وكان يتطاهر به (7) بحيث ان عمرو بن العاص وهو ممن اسلم سنة ثمان من الهجرة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل (8) الرجال قال ابوها . . . (9)
[ 16 ]
وقال الذهبي هذه فضيلة باهرة لها . . . وهذا حديث صحيح (1) . صفتها وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها امراة بيضاء جميلة ومن ثم يقال لها الحميراء ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها .
[ 17 ]
الفصل الثاني في مناقبها وفضائلها مزيد فضلها واستفاضة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها بين الناس . . . ولا احب امراة حبها . . . وذهب بعض العلماء الى انها افضل من ابيها وهذا مردود وقد جعل الله لكل شئ قدرا بل نشهد انها زوجة نبينا في الدنيا والاخرة فهل فوق ذلك مفخر (1) . قلت ومما ورد بهذا الخصوص ما حدثت به عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فاطمة فتكلمت انا فقال اما ترضين ان تكوني زوجتي في الدهيا والاخرة قلت بلى والله قال فانت زوجتي في الدنيا والاخرة (2) . وعنها قالت قلت يا رسول الله من من ازواجك في الجنة قال اما انك منهن قالت فخيل الي ان ذلك لانه لم يتزوج بكرا غيري (3) .
[ 18 ]
وكان عمار بن ياسر يحلف بالله انها زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة (1) وحبه عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها كان امرا مستفيضا الا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا الى مرضاته صلى الله عليه وسلم (2) وكيف اجتمع نساؤه ودعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فارسلنها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول ان نساءك ينشدنك العدل في بنت ابي بكر فكلمته فقال يا بنية . . . الا تحبين ما احب قالت بلى فرجعت اليهن واخبرتهن فقلن ارجعي إليه فابت ان ترجع فارسلن زينب بنت جحش . . . (ولم تصل الى نتيجة) فقلت لام سلمة كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته عند مبيته عليه السلام عندها مرتين فلم يقل لها شيئا ولما كلمته المرة الثالثة فقال لها يا ام سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه والله ما نزل علي الوحي وانا في لحاف امراة منكن غيرها (3) . وعلق الذهبي بعد ان ذكر هذا الحديث فقال وهذا الجواب منه دال على ان فضل عائشة على سائر امهات المؤمنين بامر الهي وراء حبه لها وان ذلك الامر من اسباب حبه لها (4) . فهذه ام سلمة احدى ضراتها تعترف وتقر بذلك فتقول والله لقد كانت احب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اباها (5)
[ 19 ]
وكذا قالت حين اخبرت بان عائشة تخبر الناس انه كان يقبل وهو صائم لعله لم يكن يتمالك عنها حبا (1) ومما يدل على حبه صلى الله عليه وسلم لها ما ذكرت عائشة رضي الله عنها انها كانت تشرب وتناوله النبي صلى لله عليه وسلم وتتعرق العرق اي العظم الذي عليه بقية اللحم فيأخذه ويديره صلى الله عليه وسلم ويضع فاه على موضع فمها (2) . وكذا روت عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج سفرا اقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة الا تركبين الليلة بعيري واركب بعيرك تنظرين وانظر فقالت بلى فركبت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم الى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة رضي الله عنها فلما نزلوا جعلت رجليها بين الاذخر وتقول يا رب سلط على عقربا أو حية تلدغني (رسولك) لا استطيع ان اقول له شيئا (3) عن ابي عمرو ذكوان مولى عائشة قال قدم درج سفط من الجوهر من العراق فيه جوهر الى عمر رضي الله عنه فقال لاصحابه تدرون ما ثمنه قالوا لا ولم يدروا كيف يقسمونه فقال اتاذنون ان ارسل به الى عائشة رضي الله عنها لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اياها قالوا نعم فبعث به إليها فقالت ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تبقيني لعطية لقابل (4) .
[ 20 ]
وكذا ورد عن عمر رضي الله عنه انه فرض لامهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة رضي الله عنها الفين وقال انها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) . عن عاصم بن كليب عن ابيه قال انتهينا الى علي رضي الله عنه فذكر عائشة رضي الله عنها فقال خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الذهبي هذا حديث حسن وهذا يقوله امير المؤمنين في حق عائشة مع ما وقع بينهما فرضي الله عنهما (2) . عن عبد الله بن زياد عن عمار بن ياسر سمعه على المنبر يقول انها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة (3) . وفي لفظ ثابت اشهد بالله انها لزوجته (4) . وكذا عن ابي وائل سمع عمارا يقول حين بعثه علي الى الكوفة يستنفر الناس انا لنعلم انها لزوجة النبي في الدنيا والاخرة ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه أو اياها (5) وعن عمرو بن غالب ان رجلا نال من عائشة رضي الله عنها عند عمار فقال اغرب مقبوحا منبوحا اتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه
[ 21 ]
وسلم وكان مسروق إذا مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبراة من فوق سبع سماوات فلم اكذبها (2) وقد روى انس رضي الله عنه وهو حديث متفق عليه (3) . فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وكذا روته عائشة رضي الله عنها (4) . ومن فضائلها ان جبريل عليه السلام كان يقرئها السلام ويبلغها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول لها يا عائشة هذا حبريل هو يقرا عليك السلام فتقول وعليه السلام ورحمة الله ترى ما لا نرى (5) . وليس قصدي التقصي والاستيعاب لمناقب وفضائل هذه السيدة رضي الله عنها وفيما ذكرت في شانها كفاية للمنصف ولا سيما للمؤمن الملزم باتباع قوله تعالى والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم (6) . وقد فصل الزركشي في كتابه الاجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة في الباب الاول منه الذي ضمنه فصلين احدهما في ترجمتها وذكر احوالها والثاني في
[ 22 ]
خصائصها الاربعين فساق لها فيه اربعين خصيصة مع وجود مجال للنقاش في بعضها (1) . ومن جملتها ما ذكرت عائشة رضي الله عنها فقالت لقد اعطيت تسعا ما اعطيتها امراة بعد مريم بنت عمران لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد قبض وراسه في حجري ولقد قبرته في بيتي ولقد حفت الملائكة بيتي وان كان الوحي لينزل عليه واني لمعه في لحافه واني لابنة خليفته وصديقه ولقد نزل عذرى من السماء ولقد خلقت طيبة عند الطيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما (2) قلت حسبها من الفخر انها كانت من احب الناس عنده من النساء وابوها من الرجال كما تقدم في الحديث الصحيح وعلق عليه الذهبي فقال هذا خبر ثابت على رغم انوف الروافض وما كان عليه الصلاة والسلام ليحب الا طيبا وقد قال لو كنت متخذا خليلا من هذه الامة لاتخذت ابا بكر خليلا ولكن اخوة الاسلام افضل (3) . فاحب افضل رجل من امته وافضل امراة من امته فمن ابغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري ان يكون بغيضا الى الله ورسوله (4) . فلهذا الوجه تركت الكثير من اخبارها مخافة التطويل والتكرار حيث
[ 23 ]
تضمن مسندها من اخبارها الكثير فلا داعي لاعادتها ومن جملة ذلك مسابقتها مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجري (1) . ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبها من رضاها (2) ولعبها بالبنات مع صواحبها (3) واتيان جبريل بها لرسول الله في خرفة من حرير (4) . وتوصية النبي صلى الله عليه وسلم لها بقوله يا عائشة عليك بالرفق في الامر كله (5) وغير ذلك من الامور والتوجيهات . فهكذا كانت تقضي حياتها الزوجية في بيت النبوة بيت زوجها وهي من احب النساء عنده وكان صلى الله عليه وسلم يقسم بين ازواجه فيما يملك ويقول اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تؤاخذني فيما لا املك (6) . ويعنى بذلك الحب القلبي حيث لا يمكن القسم في ذلك فكانت هي احب نسائه عنده . سبب نزول آية التيمم وقصة الافك ولم تزل السيدة هذا شانها عنده الى ان جاء كيد الحاقدين ومحاولة اعداء الدين في نشر خبر الافك المبين وعلى رأسهم رئيس المنافقين وليس الهدف من وراء كيدهم الا ايذاء سيد الانبياء والمرسلين وايذاء خليفته الصديق احب الناس إليه من رجال امته اجمعين وبالذات ايذاء احب نسائه إليه من امهات المؤمنين وفوق ذلك كله اساءة سمعة رسول رب العالمين وتنفير الناس من دعوته الى دين الله المبين وذلك بعد ان اخذ دعوته الى طريق الانتصار وبزغت شروق
[ 24 ]
دين الله تعلو فلم يجد عندئذ اعداء الدين وسيلة اخرى لصرف الناس عن الاسلام غير الكذب والافتراء واشاعة خبر الافك على احب نسائه عنده وبالتالي اساءة سمعة نبي الله تعالى فهم ارادوا شيئا واراد الله غيره حيث اعلى خبر الافك مكانة السيدة عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد في حبه لها حيث انزل الله براءتها في قرآن يتلى الى يوم القيامة وكان قد حصلت قصة الافك في السنة السادسة من الهجرة في غزوة بني المصطلق (1) . وخلاصة قصتها انها فقدت قلادتها فتخلفت في طلبها عن الركب وعلى اثر ذلك نزلت آية التيمم واذاع ونشر اهل الافك ما اشاعوا ورد الله تعالى كيدهم بانزال آيات ببراءة الصديقة عائشة من فوق سبع سموات في قرآن يتلى وحديث قصة الافك ونزول آية التيمم ساقها المؤلف بالتفصيل انظر حديث رقم 39 و 40 و 423 و 561 و 588 و 589 و 590 و 630 و 722 .
[ 25 ]
الفصل الثالث السيدة عائشة وغزارة علمها وسعته لقد اثبتت الوقائع نبوغ هذه السيدة العظيمة وافصحت عن غزارة علمها رضي الله عنها بحيث انها كانت جامعة للعلوم ولا سيما العلوم التي تتعلق بالدين من قرآن وتفسير وحديث وفقه فكانت تعتبر مرجعا في ذلك كله ولا شك ان لنبوغ عائشة رضي الله عنها وبروزها في العلوم بهذا المستوى العالي عوامل منها انها تربت في بيت والدها الكريم ابي بكر الصديق احب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واقواهم به صلة فمن هنا استفادت واخذت من علومه الكثيرة وخصاله النبيلة في سن مبكر . ومن اهمها انها تربت في بيت النبوة وهي صغيرة السن وكانت تتلقى الحكمة من لسان زوجها الكريم رسول رب العالمين وهي احب نسائه إليه اجمعين فقضت من حياتها المباركة تحت عناية الرسول صلى الله عليه وسلم وحسن تربيته مدة من الزمن بلغت تسع سنوات الا شهورا . ومنها حدة ذكائها وقوة حافظتها حتى حفظت لنا الكثير من الاحاديث النبوية وسيأتي بيان ذلك بالتفصيل فيما بعد ان شاء الله . ومنها كثرة نزول الوحي في بيتها رضي الله عنها ومنها كثرة مراجعتها واسئلتها المطروحة على النبي صلى الله عليه وسلم حسب المناسبات .
[ 26 ]
المختلفة فكانت رضي الله عنها تتثبت وتتاكد في ادنى شئ تعتريه شبهة وتريد ان تصل الى فناعة في ذلك (1) . فبهذه العوامل وغيرها برزت عائشة رضي الله عنها في علوم جمة وبلغت الذروة فيها حتى صار الاكابر من الصحابة إذا اشكل عليهم الامر في الدين يرجعون إليها فيجدون العلم عندها فهذا الصحابي الجليل أبو موسى الاشعري رضي الله عنه يصور لنا ذلك فيقول ما اشكل علينا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسالنا عائشة رضي الله عنها الا وجدنا عندها منه علما (2) . وقال قبيصة كانت عائشة اعلم الناس يسالها الاكابر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) . قال الذهبي وكان فقهاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجعون إليها (4) . وقال الزهري لو جمع علم عائشة الى علم جميع النساء لكان علم عائشة رضي الله عنها افضل (5) . وقد تقدم ما ذكره أبو حفص الميانشي في كتابه (6) ما لا يسع المحدث
[ 27 ]
جهله وكذا عنه الزركشي فقال اشتمل كتاب البخاري ومسلم على الف حديث ومائتي حديث من الاحكام فروت عائشة رضي الله عنها من جملة الكتابين مائتين ونيفا وتسعين حديثا لم يخرج عن الاحكام منها الا يسير (1) . قال الذهبي فروت عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه وقال ايضا افقه نساء الامة على الاطلاق ولا اعلم في امة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء مطلقا امراة اعلم منها (2) وقال عطاء كانت عائشة افقه الناس واعلمهم واحسن الناس وايا في العامة (3) . فكانت السيدة عائشة عالمة بالحديث وسنتكلم على هذا الموضوع عند دراسة مسندها وكانت ايضا عالمة بالفقه ولا يستغرب للسيدة عائشة رضي الله عنها معرفتها بالفقه بعد ان حفظت اغلب اصول الاحكام وادلتها فكونت لديها ملكة لاستنباط الفروع من الاصول وقد تقدم ان الاكابر الصحابة إذا اشكل عليهم امر يرجعون إليها بل ذكر القاسم بن محمد ان عائشة رضي الله عنها قد استقلت بالفتوى في خلافة ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وهلم جرا الى ان ماتت رضي الله عنها (4) وجعلها ابن حزم على راس المكثرين من اهل الفتيا (5) . قال أبو سلمة بن عبد الرحمن ما رايت احدا اعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا افقه في راى ان احتج الى رأيه ولا اعلم بآية فيما نزلت ولا فريضة من عائشة رضي الله عنها (6) .
[ 28 ]
قيل لمسروق هل كانت عائشة تحسن الفرائض قال اي والذي نفسي بيده لقد رايت مشيخة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاكابر يسالونها عن الفرائض (1) . عائشة وعلمها بالطب (2) . لا يستغرب من السيدة عائشة حفظها وفقهها ولكن الذي يتعجب منه هو معرفبها في الطب وهذا ما جعل ابن اختها وتلميذها عروة بن الزبير يتعجب منها فيسألها قائلا قلت لعائشة يا ام المؤمنين لست اتعجب من بصرك بالشعر اقول زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة علامة الناس ولكن اتعجب من بصرك بالطب فقالت يا ابن اختي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طعن في السن سقم فوردت الوفود فنعت له فمن ثم (3) . وكذا عنه انه قال لقد صحبت عائشة فما رايت احدا قط كان اعلم باية انزلت ولا لفريضة ولا بسنة ولا بشعر ولا اروي له ولا بيوم من ايام العرب ولا بنسب بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها فقلت لها يا خالة ممن تعلمت الطب قالت كنت امرض فينعت لي الشئ ويمرض المريض فينعت له واسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فاحفظه (4) .
[ 29 ]
وقال الذهبي وكانت غزيرة العلم بحيث ان عروة يقول ما رايت احدا اعلم بالطب منها (1) وعن الشعبي قال قيل لعائشة يا ام المؤمنين هذا القران تلقتيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا الحلال والحرام وهذا الشعر والنسب والاخبار سمعتيها من ابيك وغيره فما بال الطب قالت كان الوفود تاتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يزال الرجل يشكو علته فيسأله عن دوائها فيخبره بذلك فحفظت ما كان يصفه لهم وفهمته (2) . الادب عند عائشة رضي الله عنها وهكذا كانت عائشة رضي الله عنها ذات فصاحة وادب وشعر قال معاوية والله ما رايت خطيبا قط ابلغ ولا افطن من عائشة رضي الله عنها (3) . وقال موسى بن طلحة ما رايت احدا كان افصح من عائشة (4) وقال القاسم بن محمد ان معاوية دخل على عائشة فكلمها قال فلما قام معاوية رضي الله عنه اتكا على يد مولاها ذكوان فقال والله ما سمعت قط ابلغ من عائشة ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم (5) . ويقول الاحنف بن قيس التميمي سيد تميم واحد بلغاء العرب سمعت خطبة ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم والخلفاء
[ 30 ]
بعدهم فما سمعت الكلام من فم مخلوق افحم ولا احسن منه من في عائشة (1) . ايضا جاء ان معاوية رضي الله عنه سال زيادا يوما اي الناس ابلغ فقال له انت يا امير المؤمنين فقال له اعزم عليك فقال له حيث عزمت علي فابلغ الناس عائشة فقال معاوية ما فتحت بابا قط تريد ان تغلقه الا اغلقته ولا اغلقت بابا تريد ان تفتحه الا فتحته (2) . وقال أبو الزناد ما رايت احدا اروى الشعر من عروة فقيل له ما ارواك يا ابا عبد الله قال وما روايتي من رواية عائشة ما كان ينزل بها شئ الا انشدت فيه شعرا (3) . وقال عروة ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا واكثر (4) . عن الشعبي يذكرها فيتعجب من فقهها علمها ثم يقول ما ظنكم بادب النبوة (5) . وذكر الزركشي تحت الخاصية الثالثة والعشرين فقال كانت عائشة افصحهن لسانا (6) وقال أبو عمر ابن عبد البر انها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر (7) وقد جمع الزركشي استدراكاتها على اعلام الصحابة في مسائل عديدة في الباب الثاني من كتابة الاجابة فذكر في مقدمة الاستدراكات ما استدركته على
[ 31 ]
ابي بكر وعمر وعلي وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وابي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين ومعظم هذه الاستدراكات موجود في مسندها ايضا والصواب معها في غالب ما استدركته رضي الله عنها .
[ 32 ]
الفصل الرابع في موقعة الجمل وسخاء عائشة رضى الله عنها وعبادتها ووفائها موقعة الجمل لقد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذهاب احدى ازواجه وانها تنبح عليها كلاب الحواب وهذا ما وقع مع السيدة عائشة رضي الله عنها حيث انها اقبلت وهي في طريقها الى البصرة فلما بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب فقالت اي ماء هذا قالوا ماء الحواب قالت ما اظنني الا انني راجعة قال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحواب (1) وكذا ساق ابن عبد البر باسناده من طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ايتكن صاحبة الجمل الادبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعدما كادت وقال هذا الحديث من اعلام النبوة وعصام ثقة وسائر الاسناد اشهر من ان يحتاج لذكره (2)
[ 33 ]
فهذا ما اخبر به صلى الله عليه وسلم نحو هذه المعركة التي وقعت في جمادى الاخرة سنة ست وثلاثين (1) فكانت عائشة رضي الله عنها تقول ان عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما وانا ادعوكم الى الطب بدمه واعادة الامر شورى (2) فقد كان كبر على ام المؤمنين وطلحة والزبير رضي الله عنهم فاجعة قتل عثمان وعظم امره وراوا انهم قد قصروا في نصرته فخرجوا على وجوههم قاصدين البصرة للطلب بدمه من غير امر علي وذلك ان قتلة عثمان التقوا على علي وصاروا من رؤوس الملا وخاف هو من ان ينتقض الناس فسار بعسكر المدينة وبرؤوس قتلة عثمان الى العراق فجرت بينه وبين عائشة وقعة الجمل بلا علم ولا قصد والتحم القتال من الغوغاء وخرج الامر عن علي وعن طلحة والزبير رضي الله عنهم وقتل من الفريقين نحو من عشرين الفا وقتل طلحة والزبير فانا لله وان إليه راجعون (3) فهذا ملخص وقعة الجمل التي انتصر فيها حيش علي رضي الله عنه على جيش ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ووقف علي رضي الله عنه على خباء عائشة رضي الله عنها يلومها على مسيرها فقالت يا ابن ابي طالب ملكت فاسجح فجهزها الى المدينة واعطاها اثني عشر الفا فرضي الله عنه وعنها جميعا وغفر لهما (4) .
[ 34 ]
لا ريب ان عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها الى البصرة وحضورها يوم الجمل وما ظنت ان الامر يبلغ ما بلغ . . . وتابت من ذلك على انها ما فعلت ذلك الا متاولة قاصدة للخير كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار رضي الله عن الجميع (1) وكانت رضي الله عنها إذا قرات الاية وقرن في بيوتكن . . . الاحزاب 33 . بكت حتى تبل دموعها خمارها (2) وجاء عن عائشة رضي الله عنها انها قالت إذا مر ابن عمر رضي الله عنهما فارونيه فلما مر بها قيل لها هذا ابن عمر فقالت يا ابا عبد الرحمن ما منعك ان تنهاني عن مسيري قال رايت رجلا قد غلب عليك يعني ابن الزبير (3) فكل هذه الروايات تدل على ندامة عائشة رضي الله عنها ندامة كاملة وحتى اعتبرت مسيرها حدثا في حياتها وكانت من نيتها اولا ان تدفن في بيتها ثم انصرفت عن ذلك فقال اني احدثت فاوصت ان تدفن في البقيع رضي الله عنها (4) سخاء عائشة وجودها وكانت سمات السخاء بارزة في حياتها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وباغت اعلى درجات الجود والسخاء فكل مال يصل إليها تتصدق به سواء كان قليلا أو كثيرا (5) .
[ 35 ]
وليس ذلك الا لما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اتقوا النار واو بشق تمرة (1) فما اكثر ما كانت تتصدق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالتمرة والتمرتين أو الثلاث وهي كل الموجود عندها فتحدث عن ذلك بقولها جاءتني امراة ومعها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فاعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت . . . (2) فقد اعتادت السيدة عائشة في معيشتها مع النبي صلى الله عليه وسلم بازهد وبتحمل الجوع وبالانفاق بكل ما عندها وعدم الادخار فهي التي تقول وكان ياتي على اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر ولا توقد نار (3) ومثل ذلك كثير في مسندها وقال الذهبي وهو يثنى عليها كرمها كانت ام المؤمنين من اكرم اهل زمانها ولها في السخاء اخبار (4) قلت ومن اخبارها في السخاء ما ذكره مالك في الموطا بلاغا عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان مسكينا سالها وهي صائمة وليس في بيتها الا رغيف فقالت لمولاة لها اعطيه اياه فقالت ليس لك ما تفطرين عليه فقالت اعطيه قالت ففعلت فلما امسينا اهدي لنا اهل بيت أو انسان
[ 36 ]
ما كان يهدي لنا شاة وما كفنها اي ما يغطيها من الخبز فدعتني عائشة رضي الله عنها فقالت كلي من هذا هذا خير من قرصك (1) . وهكذا كانت رضي الله عنها ياتيها الالوف وتفرقها ولا تترك لنفسها شيئا وهي صائمة كما ذكر عروة فقال بعث معاوية الى عائشة رضي الله عنهما بمائة الف فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرقتها قالت مولاة لها لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحما فقالت لو قلت قبل ان افرقها لفعلت (2) وكذا جاء بنحو هذه القصة عن مولاتها ام درة قالت بعث ابن الزبير الى عائشة رضي الله عنها بمال في غرارتين يكون مئة الف فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس فلما امست قالت هاتي يا جاريتي فطوري فقالت ام درة يا ام المؤمنين اما استطعت ان تشتري لنا لحما بدرهم قالت لا تعنفيني لو اذكرتيني لفعلت (3) . وكذا اهدي لها سلال عنب مرة فقسمته ورفعت الجارية سلة ولم تعلم بها عائشة فلما كان الليل جاءت به الجارية فقالت رضي الله عنها ما هذا قالت يا سيدبي رفعت لناكله قالت افلا عنقودا واحدا والله لا اكلت منه شيئا (4) . وهكذا كانت رضي الله عنها ترى تلبس الثياب المرقعة وبيدها الالوف
[ 37 ]
تفرقها على المساكين قال عروة لقد رايت عائشة رضي الله عنها تقسم سبعين الفا وانها اترقع جيب درعها (1) فإذا قيل لها اليس قد اوسع الله عليك . . . قالت لا جديد لمن لا خلق له (2) فهكذا صار السخاء من جبلتها وعندما لا تجد شيئا تبيع ممتلكاتها لتتصدق بثمنها ويغضب من صنيعها هذا ابن اختها عبد الله بن الزبير في بيع أو عطاء اعطته عائشة فقال والله اتنتهين عائشة أو لاحجرن عليها فقالت اهو قال هذا قالوا نعم قالت هو لله علي نذر ان لا اكلم ابن الزبير ابوا فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة فقالت لا والله لا اشفع فيه ابدا ولا اتحنث الى نذري فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الاسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة وقال لهما انشدكما بالله لما ادخلتماني على عائشة فانها لا يحل لها ان تنذر قطيعتي فاقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بارديتهما حتى استاذنا على عائشة فقالا السلام عليك ورحمة الله وبركاته اندخل قالت عائشة ادخلوا قالوا كلنا قالت نعم ادخلوا كلكم ولا تعلم ان معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها الا ما كلمته وقبلت منه ويقولان ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة فانه لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال فلما اكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول اني نذرت والنذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير واعتقت في نذرها ذلك اربعين رقبة وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها (3) ولها اخبار كثيرة في الجود والانفاق تركتها مخافة التطويل (4)
[ 38 ]
عبادة عائشة فقد تأثرت السيدة عائشة كثيرا بعبادة النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه فيها لانها كانت الصق الناس به صلى الله عليه وسلم واكثرهم اطلاعا (1) فمن هنا قد حفظت السيدة عائشة رضي الله عنها في رواياتها الكثيرة في مسندها من هذا النوع وقدمت للامة صورة كاملة ومنهجا ثابتا لعبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت المداومة والثبات سمتها البارزة كما روت عائشة رضي الله عنها ان عمله كان ديمة وإذا صلى صلاة داوم عليها وكان احب الاعمال إليه الذي يداوم عليه صاحبه وغير ذلك (2) . وكذا كان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملا اثبتوه فكانت السيدة عائشة تعمل بمنهج الرسول الله صلى الله عليه وسلم فتداوم على نوافل العبادات التي كانت تؤديها وخاصة قيام الليل وتوصي الاخرين بذلك . فهذا عبد الله بن قيس يقول قالت لي عائشة لا تدع قيام الليل فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا (3) . وكذا كانت تصلي الضحى وتطول فيها (4) وتداوم عليها ولم تتركها كما روت رميثة بنت حكيم قالت دخلت على عائشة في بيتها فوجدتها تصلي الضحى ثمان ركعات تغلق عليها بابها فقالت اخبريني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما انا بمخبرك عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ولكن لو نشر لي ابي ان اتركها ما تركتها (5) .
[ 39 ]
وهكذا كانت حالها في نوافل العبادات من الصيام كما ذكر ابن سعد وغيره انها كانت تصوم الدهر وفي بعض الروايات انها كانت تسرد الصوم (1) قلت يعني انها تصوم الايام التي لم يرد في حقها النهي عن صومها فكانت رضي الله عنها تصوم حتى في ايام الحر الشديد مهما بلغ منها الجهد والتعب فهذا عبد الرحمن بن ابي بكر دخل على عائشة يوم عرفة وهي صائمة والماء يرش عليها فقال لها عبد الرحمن افطري فقالت افطر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان صوم عرفة يكفر العام الذي قبله (2) بل كانت تصوم في السفر وتتم الصلاة كما ذكر عبد الرزاق في مصنفه (3) وقد تقدم في مبحث جودها انها كانت صائمة وتنفق جميع ما عندها في اكثر من قصة وهكذا تسال عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول له نرى الجهاد افضل العمل افلا نجاهد قال لا ولكن افضل الجهاد حج مبرور وفي رواية اخرى قالت يا رسول الله . . على النساء جهاد قال نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة (4) فهذه نموذج من عبادة عائشة رضي الله عنها في انواعها المختلفة الورع والخشية واما اخبارها في الورع والخشية فكثيرة جدا نذكر بعضا منها كنموذج فلا
[ 40 ]
ريب ان الورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات وهو من ثمار المعرفة لله سبحانه فكلما ازداد العبد معرفة لربه وقربا منه زادت خشيته منه وزاد ورعه ولا مراء ان السيدة عائشة رضي الله عنها بما هيا الله لها من البيئة الصالحة والنشاةء الطيبة كانت على مقام رفيع في المعرفة والخشية والورع (1) . وفي مسندها احاديث كثيرة رواها وهي تدل على ورعها فمنها حديث منعها عمها من الرضاعة ان يدخل عليها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عمل فليلج عليك ومع ذلك لم تقتنع فاستفسرت النبي صلى الله عليه وسلم قائلة انما ارضعتني المراة ولم يرضعني الرجل فاكد لها بقوله انه عمك فليلج عليك (2) وهكذا مرة طلب منها النبي صلى الله عليه وسلم ان تناوله الخمرة السجادة الصغيرة فقالت اني حائض فقال صلى الله عليه وسلم ان حيضتك ليست بيدك (3) فكانت من ورعها رضي الله عنها انها تحتجب من العميان فمرة دخل عليها رجل اعمى فاحتجبت عنه فلما قال لها تحتجبين مني ولست اراك قالت ان لم تكن تراني فاني اراك (4) ومن خشيتها وشدة خوفها انها كانت تقول ليتني كنت شجرة (5) وفي رواية اخرى عن عمرو بن سلمة قال قالت عائشة والله لوددت اني كنت شجرة والله لوددت اني كنت مدرة والله لوددت ان الله لم يكن خلقني شيئا
[ 41 ]
قط وكذا جاء عنها انها قالت يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة وقالت وددت اني إذا مت كنت نسيا منسيا (1) . وكذا كانت إذا قرات الاية وقرن في بيوتكن (2) بكت بكاء شديدا حتى تبل خمارها (3) . وقد تقدم في مبحث سخائها نذرها ان لا تكلم ابن الزبير ثم كلمته وحنثت فكانت كلما تذكرت نذرها بكت حتى تبل دموعها خمارها (3) ويقول أبو الضحى مسلم حدثني من سمع عائشة تقرا في الصلاة فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فتقول من علي وقني عذاب السموم (4) فهكذا كانت حياة عائشة رضي الله عنها مليئة بالاعمال الفاضلة والخصال النبيلة مع الفضائل الجمة الواردة في نشاتها ومع ذلك قدر خوفها وخشيتها من الله تعالى . مرض موتها بعد ان قضت السيدة حياتها بجلائل الاعمال وحسناتها وجاء اجلها المحدد الذي لا يتقدم ولا يتاخر فمرضت مرضها الاخير وجاءها ابن عباس يستاذن عليها وهي مغلوبة فقالت اخشى ان يثنى فقيل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وجوه المسلمين قالت ائذنوا له فقال كيف تجدينك فقالت بخير ان اتقيت قال فانت بخير ان
[ 42 ]
شاء الله زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بكرا غيرك ونزل عذرك من السماء (1) . وكذا جاء في رواية اخرى قال القاسم بن محم اشتكت عائشة رضي الله عنها فجاء ابن عباس فقال يا ام المؤمنين . . . تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ابي بكر رضي الله عنه (2) والفرط هو المتقدم على القوم في المسير وفي طلب الماء وجاء في رواية اخرى بتفصيل اكثر ان ابن عباس رضي الله عنهما جاء يستاذن على عائشة وهي في الموت قال ذكوان فجئت وعند راسها عبد الله ابن اخيها عبد الرحمن فقلت وهي في الموت قال ذكوان فجئت وعند راسها عبد الله ابن اخيها عبد الرحمن فقلت هذا ابن عباس يستاذن قالت دعني من ابن اخيها عبد الرحمن فقلت هذا ابن عباس يستاذن قالت دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته فقال عبد الله يا امه ان ابن عباس رضي الله عنهما من صالحي بنيك يودعك ويسلم عليك قالت فائذن له ان شئت قال فجاء ابن عباس فلما قعد قال ابشري فوالله ما بينك وبين ان تفارقي كل نصب وتلقى محمدا صلى الله عليه وسلم والاحبة الا ان تفارق روحل جسدك قالت ايها يا ابن عباس . . قال كنت احب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني إليه ولم يكن يحب الا طيبا سقطت قلادتك ليلة الابواء واصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلقطها فاصبح الناس ليس معهم ماء فانزل الله فتيمموا صعيدا طيبا (3) فكان ذلك من سببك وما انزل الله بهذه الامة من الرخصة ثم انزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات فاصبح ليس مسجد من مساجد يذكر فيها اسم الله الا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار قالت دعني بك يا ابن عباس . . فوالله لوددت اني كنت نسيا منسيا (4) .
[ 43 ]
وكانت تحدث اولا نفسها ان تدفن في بيتها فقالت اني احدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ادفنوني مع ازواجه فدفنت بالبقيع رضي الله عنها (1) . وقال الذهبي وتعنى بالحدث مسيرها يوم الجمل فانها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك على انها ما فعلت ذلك الا متاولة قاصدة للخير رضي الله عنها . (2) توفيت رضي الله عنها في الليلة السابعة عشرة من رمضان بعد الوتر فأمرت ان تدفن بها من ليلتها وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وكان خليفة مروان على المدينة وقد اعتمر تلك الايام ودفنت ليلا بالبقيع واجتمع الانصار وحضر ناس لم ير ليلة اكثر ناسا منها نزل اهل العوالي وكان ذلك سنة سبع وخمسين وهي بنت ست وستين سنة حسب ما قاله هشام بن عروة واحمد بن حنبل وشباب العصفري أو سنة ثمان وخمسين حسب قول معمر بن المثنى والواقدي وغيرهما (3) فرضي الله عنها ورحمها رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته مع زوجها الكريم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
[ 45 ]
الباب الثاني في دراسة مسند عائشة رضي الله عنها ونتضمن الكلام عن المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة ومقارنة مسندها عند اسحاق بن راهويه بمسندها عند الامام احمد من حيث العدد مع بيان المكثرين عنها من الرواة . وبيان ما وصف باصح اسابيدها وفي الاخر بيان محتوى مسندها رضي الله عنها . ورتبته على فصلين وفي كل منهما مباحث . بعض الملاحظات على منهج المؤلف في مسند عائشة رضي الله عنها ومما يلاحظ ان المؤلف ادخل في مسند عائشة رضي الله عنها حوالي 55 حديثا من غير مسندها رضي الله عنها ومنها عدد اتى به كشاهد (1) لحديث عائشة أو لمجرد ملابسة حكمية ومنها احاديث ما لها اية علاقة بمسندها من قريب
[ 46 ]
ولا من بعيد وهذا ما يلا حظ عليه وانظر لهذا النوع حديث رقم 233 و 316 وبعد حديث رقم 723 وحديث رقم 880 و 881 و 882 و 1014 . فلم نتبين لي سر دمجها في مسند عائشة رضي الله عنها . وايضا مما يلاحظ في المسند وهو قليل عدم التزامه بعنوان الترجمة فقد قال ما يروى عن سعيد بن جبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم واتى تحت هذا العنوان بعشرة احاديث خارجة عن عنوان الترجمة من حديث رقم 1102 - 1112 وكذا تخلل مثل هذا حديث أو اكثر لا علاقة لها بعنوان الترجمة في مواضع متفرقة (1) .
[ 47 ]
الفصل الاول في المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقارنة مسندها عند اسحاق بمسندها عند احمد وما وصف باصح اسانيد عائشة . وفيه مباحث المبحث الاول في المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا خلاف ان هناك عددا من الصحابة الذين اكثروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نقل الروايات وتفرغوا لذلك واهتموا بها بالاضافة الى بقائهم مدة طويلة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث اشتدت الحاجة فيما بعد الى نشر الاحاديث منها إليه في وقته ومن ثم عنوا بنقل الروايات اكثر من غيرهم ومن هؤلاء من ذكرهم الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى فقال اكثرهم رواية ستة انس وجابر وابن عباس وابن عمر وابو هريرة وعائشة (1) .
[ 48 ]
وقال احمد شاكر اكثر الصحابة رواية للحديث أبو هريرة ثم عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم انس بن انس بن مالك ثم عبد الله بن عباس حبر الامة ثم عبد الله بن عمر ثم جابر بن عبد الله الانصاري ثم أبو سعيد الخدري ثم عبد الله بن مسعود ثم عبد الله بن عمرو (1) . قلت ترتيبهم كما ذكرهم احمد شاكر رحمه الله غير دقيق وهذا هو ترتيبهم الصحيح باعتبار الكثرة كما ذكرهم ابن حزم فقال صاحب الالوف ترتيبهم الصحيح باعتبار الكثرة كما ذكرهم ابن حزم فقال صاحب الالوف أبو هريرة رضي الله عنه خمسة آلاف حديث وثلاثمائة واربعة وسبعون حديثا ثم ذكر اصحاب الالفين وما زاد عنهما ومنهم عبد الله بن عمر بن الخطاب له الفا حديث وستة وثمانون حديث ثم ذكر عائشة لها الفا حديث ومائتا حديث وعشرة احاديث ثم ذكر اصحاب الالف وما زاد عنها منهم عبد الله بن العباس له الف حديث وستمائة حديث وستون حديثا وجابر بن عبد الله له الف حديث وخمسمائة حديث واربعون حديثا ثم آخرهم أبو سعيد الخدري له الف حديث ومائة حديث وسبعون حديثا (2) . وايضا ذكر أبو حفص الميانجي الذين رووا الالوف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم عائشة (3) وكذا ذكرهم السيوطي غير ابي سعيد فقال وليس في الصحابة من يزيد حديثه على الف غير هؤلاء الا ابا سعيد الخدري فانه روى الفا ومائة وسبعين حديثا (4) . فإذا عرفنا من ذلك ان عائشة رضي الله عنها لها الفا حديث ومائتا
[ 49 ]
حديث وعشرة احاديث وهذا من مسند بقي بن مخلد (1) وكذا ذكر لها هذا العدد ابن حزم (2) والذهبي (3) والزركشي (4) والسيوطي (5) . فتبين لنا مما ذكرنا من المكثرين بان عائشة رضي الله عنها تحتل الدرجة الرابعة باعتبار كثرة الرواية عامة واما باعتبار الكثرة في الكتب الستة فتحتل السيدة عائشة رضي الله عنها الدرجة الثانية بعد ابي هريرة رضي الله عنه مباشرة فله في الستة ثلاثة آلاف حديث وثلاثمائة وسبعون حديثا عندما روى لعائشة رضي الله عنها اصحاب الستة الفي حديث وواحدا وثمانين حديثا (6) وبعدهما تاتي درجة عبد الله بن عمر بن الخطاب وله فيها 1958 ثم في الدرجة الرابعة مسند انس فله فيها 1566 حديث من ح رقم 165 - 1731 من تحفة الاشراف ثم ياتي مسند ابن عباس فيها في الدرجة الخامسة وله 1220 حديثا من حديث 5356 - 6576 من تحفة الاشراف فهؤلاء الخمسة هم الذين رووا الالوف في الستة وهم المكثرون فيها . قال الذهبي اتفق لها البخاري ومسلم على مئة واربعة وسبعين حديثا وانفرد البخاري باربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين حديثا (7) قلت
[ 50 ]
فيصير مجموع حديثها عند الشيخين مجتمعا ومنفردا مائتي حديث وتسعة وتسعين حديثا . بعد هذا العرض السريع لبيان المكثرين وعددها لكل واحد من الحديث عامة وفي الكتب الستة خاصة ومرتبة كل واحد منهم باعتبار الكثرة وبيان منزلة عائشة رضي الله عنها من بينهم اليك الكلام عن مسند عائشة رضي الله عنها في مسند اسحاق بن راهويه رحمه الله تعالى مع مقارنة بمسندها في مسند احمد بن حنبل رحمه الله تعالى
[ 51 ]
المبحث الثاني في مسند عائشة رضي الله عنها في مسند اسحاق بالمقارنة (1) مع مسندها في مسند احمد بن حنبل رحمهما الله فجميع ما رواه اسحاق في مسند عائشة رضي الله عنها الف حديث ومائتان واثنان وسبعون حديثا بالمكرر ومن بينها خمس وخمسون حديثا من غير مسندها في حين روى لها احمد في مسنده الفا ومائتين وسبعة وسبعين حديثا بالمكرر وبما تخلل فيه من غير مسندها وهذا العدد هو الدقيق فيه فما ذكره (2) الدكتور اكرم من عدد مروياتها فيه بانها 1340 عدد تخميني منه كما يبدو وكذا ما ذكره الدكتور (3) عبد الله الحسين بان لها في مسند احمد الفين وثلاثمائة واربعة وتسعين حديثا فهذا وهم منه أو سهو ولم اقف على احد من العلماء ذكر لها من العدد اكثر مما في مسند بقي بن مخلد الذي تقدم ذكره وقد روى معظم هذا العدد الكبير عن عائشة رضي الله عنها ستة رواة من المكثرين عنها وفي مقدمة الجميع وعلى رأسهم عروة بن الزبير ابن اختها
[ 52 ]
اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهم جميعا فكل العدد الذي جاء من طريق هؤلاء الستة بالاجمال (1063) ثلاث وستون والف حديث بالتفصيل الاتي 1 - عروة بن الزبير بن العوام روى عن خالته عائشة رضي الله عنها في مسند اسحاق ثلاثمائة وثلاثة وسبعين حديثا وفي مسند احمد ثلاثمائة واربعة وستين حديثا وروى هذا العدد عن عروة راويان فقط الا النزر القليل وهما هشام بن عروة حيث روى عن ابيه في مسند اسحاق مائة واربعة وستين حديثا وفي مسند احمد مائة وخمسين حديثا ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري حيث روى عنه في مسند اسحاق مائة وتسعة وستين حديثا وفي مسند احمد مائة واربعين حديثا 2 - الاسود بن يزيد النخعي حيث روى عنها في مسند اسحاق ثمان وثمانين حديثا وفي مسند احمد سبعة وثمانين حديثا 3 - القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق حيث روى عنها في مسند اسحاق ثمانية وثمانين حديثا وفي مسند احمد اربعة وثمانين حديثا 4 - أبو سلمة بن عبد الرحمن الذي روى عنها في مسند اسحاق سبعة وخمسين حديثا وفي مسند احمد سبعين حديثا 5 - مسروق بن الاجدع حيث روى عنها في مسند اسحاق اثنين وسبعين حديثا وفي مسند احمد ثلاثة وستين حديثا 6 - عمرة بنت عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة فقد روت عنها في مسند اسحاق اثنين واربعين حديثا وفي مسند احمد ثمانية واربعين حديثا فهؤلاء هم المكثرون عنها وروى بقية احاديثها عدد كثير من بينهم الصحابة مثل ابي هريرة وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم ومن التابعين كبارهم وصغارهم بل ومن حسن حظ رواياتها انها جاءت اغلبها من طريق اشهر الفقهاء - المعروفين (1) .
[ 53 ]
بالمدينة المنورة بل باسانيد وصفت بانها اصح الاسانيد عنها رضي الله عنها فاليك الان بيان ما وصف باصح الاسانيد من عائشة رضي الله عنها :
[ 54 ]
المبحث الثالث فيما وصف باصح اسانيد عائشة رضي الله عنها فمن ذلك 1 - يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر بن حفص العمري عن القاسم عن عائشة . قال ابن معين ترجمة مشبكة بالذهب وفي رواية الذهب المشبك بالدرر (1) 2 - عبد الرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة 3 - قال يحيى بن معين ليس اسناد اثبت من هذا (2) 3 - افلح بن حميد عن القاسم عن عائشة (3)
[ 55 ]
وقد روى من طريق عبد الرحمن وافلح (32) اثنين وثلاثين حديثا والضعيف منها حديثان فقط . 4 - هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قال احمد بن سعيد الدارمي هذا احب الى اي من غيره من الاسانيد وهكذا رايت اصحابنا يقدمون (1) وروى المؤلف من طريق هشام عن ابيه عن عائشة (173) حديثا والضعيف من طريقه ثلاثة (3) احاديث فقط 5 - الزهري عن عروة عن عائشة (2) وذكر العراقي عن احمد قال عبد الزراق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة (3) وقد روى المؤلف من طريق الزهري (141) حديثا الضعيف منه سبعة احاديث . 6 - سفيان الثوري عن منصور عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة رضي الله عنها قيل لوكيع بعد ان ذكر له الاسانيد المتقدمة برقم 3 و 4 و 6 ايهم احب اليك قال لا نعدل باهل بلدنا احدا سفيان عن منصور الخ احب الى (4) فهذه جملة ما وقفت عليه بخصوص ما وصفت باصح اسانيد عائشة رضي الله عنها ومجموع الاحاديث التي جاءت من هذه الطرق 346 حديثا والضعيف منها 12 فقط . وقد ذكرت في كتابي الامام اسحاق وكتابه المسند في مبحث اسحاق
[ 56 ]
واصح الاسانيد مطلقا فائدة هذا وهي ترجيج التراجم التي حكموا لها بالاصحية على ما لم يقع له حكم من احد منهم (1) وقد ذكرت سابقا بان معظم مروياتها جاء من طريق هؤلاء اما أو هي اسانيد عائشة رضي الله عنها كما ذكره الحاكم وغيره فهو نسخة عند البصريين عن الحارث بن شبل عن ام النعمان عن عائشة رضي الله عنها (2) ولم يرو اسحاق من هذا الاسناد ولا حديثا واحدا وهذا يؤكد منهج المؤلف في الانتفاء وبانه يتحاشى بقدر الامكان الطرق الواهية والموضوعة وهذا ما ثبت لي من خلال دراستي حيث لم اجد في هذا العدد الكبير من الاحاديث في مسند عائشة رضي الله عنها حديثا موضوعا ولا راويا كذابا اللهم سوى ثلاثة احاديث وهي حديث رقم 434 و 435 و 585 حيث انه رواها من طريق الحكم بن عبد الله العاملي وقال أبو حاتم كذاب وقال الدارقطني يضع الحديث وقال ابن حجر متروك ورماه أبو حاتم بالكذب . والبقية من احاديثها فيها حوالي ستة وثمانون حديثا ضعيفا سندا ومتنا مع اختلاف نوعية الضعف فيها ففي بعضها ضعف شديد وفي البعض الاخر منها انقطاع أو ارسال أو اعضال أو في اسناده لين أو متنه منكر ومنها جملة يحسن عند المتابعة ان وجدت وفيه 114 حديثا ضعيفا بسند المؤلف صحيحا أو حسنا بطرقه الاخرى يعني بمتابعاته وشواهده أو بهما . وربما يكون الحديث عند المؤلف منقطعا أو معلقا ووصله الاخرون بسند صحيح أو اصله صحيح ورواه المؤلف بسند ضعيف كما سترى هذا في تخريجي للاحاديث . وما سوى العدد المذكور اما صحيح سندا ومتنا واما حسن بسند المؤلف . وصحيح بطرقه الاخرى أو حسن سندا ومتنا .
[ 57 ]
وقد بلغ مجموع الزوائد في مسند عائشة من مسند اسحاق بن راهويه ستة وثمانون ومائة حديث والضعيف منها سبعة واربعون حديثا والباقي منها ما هو صحيح أو حسن .
[ 58 ]
الفصل الثاني في دراسة مسند عائشة ووصفه ودراسة رواة الكتاب وعملي في التحقيق وفيه ثلاثة مباحث . المبحث الاول محتوى مسند عائشة رضي الله عنها بعد ان عرفنا عدد مرويات عائشة رضي الله عنها وكثرتها وبانها تعد في زمرة المكثرين من الرواة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانها تحتل الدرجة الثانية عند اصحاب الكتب الستة بعد ابي هريرة رضي الله عنهما مباشرة باعتبار كثرة الرواية وفي الدرجة الرابعة في المكثرين عامة ارى من باب اتمام الدراسة ومزيد الفائدة ان اتناول ولو بايجاز غير مخل محتوى مسند عائشة رضي الله عنها من جهة شموله الموضوعي لابواب الفقه أو بتعبير آخر ما تضمنت مروياتها أو تعرضت من ابواب الاحكام . وقد ذكر أبو حفص عمر بن عبد المجيد (ت 581 ه) في كتابه ما لا يسع المحدث جهله فقال اشتمل كتاب البخاري على الف حديث ومائتي
[ 59 ]
حديث من الاحكام فروت عائشة رضي الله عنها من جملة الكتابين مائتين ونيفا وتسعين حديثا لم يخرج عن الاحكام منها الا يسير (1) وهذا ما تحقق لي من مروياتها هنا فانها قد تطرقت معظم ابواب الاحكام الا قليلا منها . وان غلب على رواياتها طابع الافعال من الروايات على الاقوال ولا سيما ما يتعلق باعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيتية والمعيشية من عباداته وحسن معاشرته وكذا تميزت عائشة في مسندها بنقل احكام النساء الخاصة بهن ولم يضارعها فيها احد واليك التفصيل بعد هذا الاجمال عما تطرق مسندها من الموضوعات فقد تناول مسندها احاديث تتعلق بابواب (2) الايمان والوحي والعلم والقراءة والتفسير كما انه احتوى على احاديث كثيرة في الطهارة تتعلق بآداب قضاء الحاجة وبالوضوء وباحاديث في الغسل يوم الجمعة والغسل من الجنابة وبمسائل في الحيض والاستحاضة وما يتعلق بجواز مباشرة الرجل الحائض وكذا باحاديث في التيمم تتعلق بسبب نزول آية التيمم وكذا حوى مسندها على روايات كثيرة جدا في ابواب الصلاة تتعلق بالاوقات المنهي عنها الصلاة وبكيفية فرضية الصلوات وباحاديث في الاذان وبما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المؤذنين وباحاديث تتعلق باحكام الصلاة وما ورد من الاذكار والادعية داخلها وفي دبرها وبالامامة وفضل الجماعة وباحاديث في المساجد وآدابها وفضلها وحضور النساء المساجد واحاديث بخصوص صلاة العيدين والخوف والكسوف وما يتعلق بالسنن الراتبة والنوافل وبصلاة الضحى وقيام الليل وغيرها وبصلاة التراويح وما ورد في الوتر وعدد ركعاتها وكذا تعرض لحكم سجود القرآن وصلاة الجنازة وما يتعلق بها من ثياب الكفن واحاديث في اثبات عذاب القبر والتحذير من اتخاذ القبور مساجد وغير ذلك مما يتعلق بالقبور واهلها .
[ 60 ]
كما انه تناول مسندها احاديث في الصدقة واجرها وانفاق المراة من مال زوجها بغير اذنه وكذا اشتمل على احاديث كثيرة في الصوم تتعلق بمسائل شتى في الصوم في تحري هلال شعبان لمعرفة هلال رمضان وفي السحور وفي صوم الذي يصبح وهو جنب وفي تقبيل الصائم واحاديث في صيام التطوع نحو صوم شعبان وعاشوراء وفي الاعتكاف وما يجوز للمعتكف وفي تحري ليلة القدر وفي قضاء الصيام وفي النهي عن صوم الوصال وهكذا على روايات كثيرة جدا في الحج تتعلق بالتلبية وبانواع الحج الثلاثة وباستعمال الطيب قبل الدخول في الاحرام وقبل طواف الافاضة وبعد التحلل الاصغر وبفتل القلائد للهدى واشعار البدن وبعدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وعمرة عائشة نفسها من التنعيم ونزول المحصب وما يتعلق ببناء الكعبة وفضلها وكذا بروايات في الاضاحي وفي الذبائح وبعض ما يتعلق بهما يحو العقيقة كما ان لها مرويات في البيوع وما يتعلق به وفي العتق والمكاتبة ويشمل ايضا على احاديث في باب اللباس وفي الاطعمة واحاديث في الاشربة وكذا احاديث في الطب تتعلق بعلاج المريض بالدواء وبالرقية والدعاء وباحاديث في النذر والشهادات وايضا على احاديث تتعلق بالجهاد والمغازي والامارة . كما انه تضمن كمية من الاحاديث تدور حول النكاح وحسن المعاشرة بين الزوجين والطلاق وما يتعلق به وعلى روايات في ابواب الحدود وابواب المناقب والسير وعلى جملة كبيرة من الاحاديث في الاداب المعيشية وحسن المعاشرة وفي البر والصلة ولعل هذا الجانب من الجوانب البارزة في مروياتها كما ان مسندها لم يخل من احاديث في الزهد والرقاق واحاديث في الفتن واشراط الساعة والقدر والخلقة وما يتعلق بالقيامة واحاديث في الاستغفار والدعاء والتوبة واحاديث في الفرائض . فهذه تفصيل جملة ما تضمن مسند عائشة رضي الله عنها من المواضيع المتنوعة في معظم ابواب الاحكام وجزاها الله تعالى احسن الجزاء واسال الله تعالى ان يجزل اجرها ويحسن مثواها وان يدخلها فسيح جناته آمين .
[ 61 ]
المبحث الثاني في وصف النسخة ورواية النسخة وقد سبق بان ذكرت في كتابي الامام اسحاق وكتابه المسند بان المسند اصله في ست مجلدات ضخمة والذي وقع بايدينا حاليا هو المجلد الرابع منه فقط ويجد هذا المجلد في دار الكتب المصرية حديث رقم 454 في 305 ورقة واوله بعد البسملة ما يروى عن ابي قلابة وزرارة . . . وآخره اخبرنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن فهذا يدل على ان في آخره نقص . وصور للجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لقسم المخطوطات منه ويوجد فيه برقم 379 و 380 ومسطرتها (17) سبعة عشر و 24 * 32 سم ونسخ بخط معتاد مشرقي وكتب سنة (630 ه) ثلاثين وستمائة ويهمل النقط في كثير من الحروف كتب معاوية وعثمان هكذا معوية عثمن ويوجد من المسند ايضا قطعة في حدود تسع ورقات في الظاهرية برقم عام 9401 في ضمن المجموعات ولكنها بالمقارنة ثبت لي انها منقولة من النسخة المذكورة نفسها كما انه يوجد في الورقة الاولى من المجلد سند رواية الكتاب وكذا ثبوت التمليك ووقفه بشروط وعلى وجه من الورقة عناوين مسانيد النساء رواية الكتاب 1 - هو برواية ابي محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري الامام الحافظ الفقيه . . . صاحب التصانيف وقال الحاكم ابن شيرويه الفقيه احد
[ 62 ]
كبراء نيسابور له مصنفات كثيرة تدل على عدالته واستقامته روى عنه حفاظ بلدنا . . . واحتجوا به (1) وسمع المسند كله ورواه عن المؤلف ولم يفته شئ مع ان اسحاق كان لا يعيد لاحد ما فاته (2) 2 - رواية ابي محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي (3) وجاء ايضا السميذي في بعض المصادر وهذه النسبة الى السمذ وهو نوع من الخبز الابيض الذي يعمله الاكاسرة والملوك والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي العدل وجده علي بن زياد من اهل دورق . . . ثم صار ابنه أبو محمد من اجل العدول وكان من العباد المجتهدين المحسنين المستورين الراغبين في صحبة الزهاد والصالحين (4) قال الحاكم توفي عصر الثلاثاء الخامس من ذي القعدة سنة (366 ه) ودعن يوم الاربعاء وصلى عليه ابنه أبو سعيد (5) وكذا ذكره الحافظ ابن حجر فقال هو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن علي بن زناد السمذي الدورقي عن عبد الله بن محمد بن شيرويه بمسند ابن راهويه وعنه عبد الرحمن بن حمدان النصروي (6) فيبدوا ان عبد الله له كنيتان والله اعلم . 3 - رواية عبد الرحمن بن حمدان ابي سعد النصروي (7) النيسابوري رحل
[ 63 ]
الى العراق في طلب الحديث وسمع الكثير . . . وروى عنه أبو بكر الخطيب وابو بكر البيهقي وغيرهما (1) وقال ابن حجر من طبقة البرقاني مشهور (2) وذكره ابن العماد (3) الحنبلي فقال مسند وقته وراوي مسند اسحاق بن راهويه عن السمذي . . . توفي سنة ثلاث وثلاثين واربعمائة 4 - رواية الحسن بن محمد بن الصغار ابي على وجاء عند ابن حجر في سنده أبو علي الحسن بن ابي القاسم بن حفصويه (4) وكذا في سد الارب في علوم الاسناد والادب للامير الكبير ابي عبد الله محمد المصري (5) وجاء في سند ابن حجر في المطالب العالية الحسين بن ابي القاسم بن حفصويه (6) 5 - رواية ابي محمد هبة الله بن سعيد بن هبة الله الصعلوكي المعروف بالموفق وجاء في التكملة (7) في ترجمة ابي الخير احمد بن اسماعيل انه سمع مع ابي محمد هبة الدين بن سهل السيدي وكذا جاء في سند (8) ابن حجر أبو محمد هبة الدين بن سهل وترجم لهذا في العبر (9) وكذا في الشذرات وزاد بعدما ذكره السيدي البسطامي ثم النيسابوري فقيه صالح متعبد عالي الاسناد . . . توفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة (10) فتبين ان الصواب سهل .
[ 64 ]
رواية احمد بن اسماعيل بن يوسف الطالقاني ثم القزويني ابي الخير الواعظ ببغداد قال السمعاني كان شابا صالحا شديد السيرة سمع معنا الحديث بنيسابور . . . وسمع معنا الكتب الكبار ورحل معي الى طوس لسماع التفسير للثعالبي . . . وشرع في الوعظ وقبله الناس (1) قال المنذري تفقه بقزوين . . . ورحل الى نيسابور ولزم الامام ابا سعد محمد بن يحيى النيسابوري وتفقه عليه حتى برع وصار من وجوه اصحابه . . . وكان جامعا لعلوم كثيرة ولم يزل ببغداد وسبعين سنة (3) ويلتقي سند ابن حجر بسند النسخة في ابي الخير . 7 - رواية اسماعيل بن محمد بن يحيى ابي البقاء الاديب . 8 - سماع الامام الحافظ القاضي الاشرف بهاء الدين ابي العباس احمد بن المهاجر الفاضل ابي على عبد الرحيم بن علي النيسابوري صورة التمليكات الموجودة على الورقة الاولى وقف جميع هذا المجلد والاول والثاني قبله والخامس والسادس بعده وهو جميع المسند الفقير الى الله تعالى (4) . . . . ابنة الحاجي . . . . منه على احمد . . . . . يستحقون به الانتفاع الشرعي . وشرط الواقف النظر فيه لنفسه ومن بعده وعند غيبته أو موته الفقير الى الله تعالى محمد بن الحسن بن علي اللخمي الشافعي بمكة في حياته وجعل له ان يسند النظر فيه لمن يكون عالما دينا عند الحاجة وبعد موته ولكل من ينظر فيه ان يسند نظره بعد موته وعند الحاجة لعالم دين ثقة وشرط الواقف ان يكون مستقره عند محمد بن الحسن المذكور ولا يخرج من عنده الا بثلاثة ومع
[ 65 ]
ثقة ولا يغيب به احد احثر من شهرين وان يدعو لواقفه وللناظر فيه وقفا صحيحا شرعيا ثابتا لازما مؤبدا الى يوم القيامة لا يغير ولا ينقض كله ولا بعضه ولا يباع ولا يشتري ولا يوهب ولا يرهن ولا يوصي به ولا يناقد به ولا يؤجر ولا يملك بوجه من الوجوه فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم البقرة آية 181 وبه نشهد على الواقف بذلك بنسخته يوم الخميس الثالث عشر من شهر رجب سنة اربع عشرة وسبعمائة . وصلى الله على محمد وآله وصحبه اجمعين وكذا على وجه ب من الورقة الاولى عناوين مسانيد النساء واليكم براموز النسخة الورقة الاولى التي فيها اسم الكتاب وسنده وصورة التمليك وعناوين مسانيد النساء والورقة الاخيرة منها وفيها احاديث من مسند ابن عباس رضي الله عنهما .
[ 69 ]
المبحث الثالث عملي في التحقيق أ - اعتمدت في التحقيق على نسخة فريدة سبق وصفها ولا يخفى المشاق في تحقيق كتاب ما عن نسخة فريدة كهذه في تصحيح النصوص واستدراك مواضع السقط والطمس وغيره وحيث انني لم اعثر على نسخة اخرى بعد البحث والفحص في المصادر المعنية بذلك حسب وسعي واستفسار الخبراء والمشتغلين بالمخطوطات فاضطررت ان اقوم بتحقيقها بصفتها المذكورة . ب - حاولت التثبت في توثيق نصوص الكتاب بما جاء عن المؤلف عند غيره ووجدت كثيرا منها عند النسائي ومسلم واكثر عند السراج ومحمد بن نصر المروزي تلاميذه كما سترى في التخريج . ج - اثبت الفروق في الحاشية إذا وجدت د - ترجمت لغير الثقات (1) وربما ترجمت لراووثقه الذهبي بقوله ثقة وجعله الحافظ ابن حجر دون ذلك أو وثقه الاكثرون وترجح هذا لدي في الراوي وجعله الحافظ ابن حجر اقل من ذلك فاترجم له لابين الراجح فيه ه - ضبطت الاسماء أو الكلمات التي دعت الحاجة لضبطها بالاضافة الى تصحيح النصوص المحرفة أو المصحف مع الاشارة في الحاشية الى ذلك . و - رقمت الاحاديث رقما تسلسليا وهو الرقم الاول ورقما آخر ويعني رقم احاديث مسند عائشة رضي الله عنها . ز - خرجت الاحاديث والاثار والاقوال من الكتب المعتمدة المشهورة المتداولة
[ 70 ]
وغيرها إذا اقتضى الامر ذلك بقدر الامكان واقدم من وافق المؤلف أو رواه من طريقه ثم اراعي في الكتب الستة ترتيب الرتبة فيها البخاري ثم مسلم ثم أبو داود فالنسائي ثم الترمذي ثم ابن ماجه ثم بعد هؤلاء اعتبر الوفيات فاقدم الاقدم فالاقدم وهكذا الا نادرا لمصلحة اقتضت ذلك . ح - درست رجال كل حديث وان لم اترجم للثقات وحكمت على رجاله بانهم ثقات أو في اسناده فلان وهو ضعيف هذا بالاضافة الى الحكم على المتن والسند على ضوء طرق الحديث وشواهده ومتابعاته الا نادرا وذلك حسب استطاعتي . ط - بينت مواضع الايات في القران بذكر اسم السورة ورقم الاية فيها . ي - عرفت بالاماكن التي تحتاج الى تعريف وتحديد . ك - شرحت المفردات الغريبة اللغوية التي تحتاج الى شرح . ل - حاولت بقدر الامكان استدراك مواضع السقط أو البياض أو المطموس مع قلته من المصادر الاخرى . م - استخدمت علامات الترقيم بقدر جهدي وحصرت الايات بين قوسين هكذا . ن - وضعت للايات الواردة في الكتاب فهرسا خاصا مرتبا على الحروف س - وكذا للاحاديث فهرسا على الحروف وفهرسا على ابواب الفقه وآخر على الاطراف تسهيلا للباحث في بغيته . ع - وجعلت فهرسا للاعلام المترجم لهم ف - ثبت المصادر . ث - وفهرسا للموضوعات . شرح الرموز المستعملة وقد استعملت في خلال التحقيق بعض الرموز والمصطلحات وهي كالتالي اولا الاختصار في ذكر اسماء المصادر التي استفدت منها فاختصرت فتح الباري لابن حجر بالفتح
[ 71 ]
والمنهاج شرح صحيح مسلم للنووي أو بشرح النووي كما عبرت عن الجامع المسند الصحيح للبخاري بصحيح البخاري وكذا لمسلم بصحيح مسلم ومجمع الزوائد للهيثمي بالمجمع والمطالب العالية لابن حجر بالمطالب وتلخيص الخبير له بالتخليص وتقريب التهذيب بالتقريب وتهذيب التهذيب بالتهذيب ولسان الميزان باللسان وميزان الاعتدال للذهبي بالميزان وسير اعلام النبلاء له بسير النبلاء والجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب بالجامع للخلاق الراوي وهكذا ولتمييز المخطوطات من المطبوعات جعلت رقم الجزء في المخطوطات على اليسار ورقم الصفحة أو الورقة على اليمين عكس ما فعلته في المطبوعات ورمزت بحرف (ت) بجانب اسم الشخص عن وفاته كما رمزت بحرف ح في الاحالة على الحديث الذي سبق ذكره واعني به الحديث واختصر في المخطوطات الورقة ب ق وارمز بوجه الالف ب (أ) وبالثاني بوجه ب
[ 73 ]
مسند اسحاق بن راهويه الامام اسحاق بن ابراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي نزيل نيسابور 161 - 238 ه مسند ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحقيق وتخريج ودراسة الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين بر البلوشي الجزء الثاني
[ 74 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 75 ]
ما يروى عن عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبدة بن سليمان نا عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فانتهيت إليه وهو ساجد وقدماه منصوبتان وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
[ 77 ]
أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا عبد الوهاب الثقفي نا أيوب عن بن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحرم المصة والمصتان
[ 79 ]
أخبرنا وكيع نا زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عشر من الفطرة قص الشارب وقص الأظفار وغسل البراجم
[ 81 ]
وإعفاء اللحية والسواك والاستنشاق ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء (1) قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة قال إسحاق وذكر محمد بن بشر وغيره عن زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن بن الزبير
[ 82 ]
عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغسل من أربعة من الجنابة ويوم الجمعة ومن الحجامة ومن غسل الميت
[ 83 ]
أخبرنا المصعب المقدام نا إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر عن جابر العلاف نا عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام
[ 84 ]
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم نا أبي قال سمعت يزيد بن رومان يحدث عن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حداثة عهد قومك بالكفر لهدمت الكعبة وأدخلت فيه ما كانوا أخرجوا منه في الحجر فإنهم عجزوا
[ 85 ]
عن نفقته وجعلت لها بابين شرقيا وغربيا فألزقه بالأرض ووضعته على أساس إبراهيم فذلك الذي دعا بن الزبير إلى هدمه وبنائه فهدمه حين هدمه فصار إلى أساس إبراهيم عليه السلام على حجر مثل أسنمة البخت متلاصقة قال أي فحرزته نحوا من ستة أذرع أخبرنا عبد الرزاق حدثني أبي قال سمعت مرثد بن شرحبيل يحدث أنه حضر ذلك قال أدخل بن الزبير سبعين رجلا
[ 86 ]
من خيار قريش على عائشة فأخبرتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا حداثة عهد قومك بالشرك لبنيت البيت على قواعد إبراهيم وإسماعيل هل تدرين ما قصر قومك عن قواعد إبراهيم وإسماعيل فقلت لا فقال قصرت بهم النفقة قال وكانت الكعبة قد وهت من حريق الشام فهدمها وكشف عن ربض في الحجر آخذ بعضه ببعض فتركه مكشوفا ثمانية أيام ليشهد الناس عليها فرأيت الربض خمسة أحجار وجه حجر ووجه حجران فرأيت الرجل يأخذ
[ 87 ]
العتلة فيهزها من ناحية الركن فيهتز من ناحية الركن الآخر فبناه على ذلك الربض ووضع فيه بابين شرقيا وغربيا قال فما قتل بن الزبير هدمه الحجاج وأعاده على نحو ما كان عليه قال فكتب إليه عبد الملك وددت أنك تركته على ما فعله بن الزبير وما تحمل منه قال مرثد بن شرحبيل وسمعت بن عباس يقول لو وليت منه مثل ما ولى ابن الزبير لأدخلت الحجر كله في البيت فلم يطاف به إن لم يكن من البيت
[ 88 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا أبو بكر بن عياش عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن بن عباس عن عائشة رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أفلح من لم يكرمه الناس إلا مخافة شره وقال بن عباس قال رسول الله
[ 89 ]
صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما لو اتفقتما لي ما شاورت غيركما أخبرنا روح بن عبادة نا مالك عن نافع عن ابن عمر أن عائشة رضي الله عنها أرادت أن تشتري جارية فتعتقها فقال أهلها نشترط ولائها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال افعلي ذلك فإنما الولاء لمن أعتق قال إسحاق وقال غير روح عن بن عمر عن عائشة قالت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 90 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال رأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين بعد العصر فقلت له ما هذا فقال أخبرتني عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي ركعتين بعد العصر في بيتي قال فأتيت عائشة فسألتها فقالت صدق فقلت لها فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ابن بعد الفجر
[ 91 ]
حتى تطلع الشمس فرسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ما أمر ونفعل ما أمرنا أخبرنا عبد الصمد نا أبي نا حبيب بن الشهيد نا يزيد أبو المهزم عن أبي هريرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذيول النساء شبرا قلت إذا تخرج سوقهن قال فذراعا
[ 92 ]
ما يروى عن عروة بن الزبير عن خالته عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت اغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح وهو الفرق وكنت اغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد
[ 93 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد كلانا نغترف منه
[ 94 ]
أخبرنا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يغسل يديه ثم يتوضأ وضوءه الصلاة ثم يدخل أصابعه فيخلل الشعر حتى يخيل إلى أنه استبرأ البشرة ثم يفيض على رأسه ثلاثا ثم يغسل سائر جسده أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة بهذا الإسناد مثله
[ 95 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يفرغ بيمينه على يساره فغسل فرجه ثم يتوضأ وضوءه الولاء ثم يأخذ الماء فيدحل يحيى أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى أنه استبرأ حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه
[ 96 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان ووكيع قالا نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني استحاض فلا أطهر فأدع الصلاة فقال لا إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي
[ 97 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة بهذا الإسناد مثله وزاد قال وقال أبي تتوضأ لكل صلاة حتى يجيئ ذلك الوقت أخبرنا وكيع نا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قالت جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني استحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة فقال توضئي لكل صلاة وصلي وإن قطر الدم على الحصير قطرا
[ 98 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر والثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثل حديث عبدة ووكيع أخبرنا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول للمستحاضة وقت تعرف إذا لم تعرف أيام أقرائها أخذنا بهذا الحديث إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي قال الأوزاعي وإقبال الدم سواد الدم ونتنه وتغيره لا يدوم بالمرأة لو دام بها قتلها وإدبارها ورجوعها إلى الكدرة والصفرة فإذا اشتركا لدم فهو حيض وإذا صار كدرة وصفرة فهي استحاضة
[ 99 ]
أخبرنا وكيع نا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ فقلت من هو إلا أنت فضحكت
[ 100 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة أن ابنة جحش كانت تستحاض فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 101 ]
عن ذلك فقال إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فأمرها أن تقعد أقرائها أو حيضها أو ما شاء الله من ذلك وكانت تجلس في المركن فيه الماء حتى يعلو الدم وتغتسل عند كل صلاة ولم تقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها بذلك أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فاغتسلي وصلي وكانت تجلس في مخضب لأختها
[ 102 ]
زينب بن جحش حتى تعلو الماء حمرة الدم ثم تصلي وكانت تغتسل عند كل صلاة أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عمرة عن أم حبيبة بنت جحش قالت استحضت سبع سنين فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فاغتسلي وصلي وكانت تكون في المركن فيه الماء فترى صفرة الدم
[ 103 ]
أخبرنا الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي انا كثير بن هشام نا جعفر بن برقان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه في مرط إحدانا فركه وكان مروطهن يومئذ الصوف يعني المني
[ 104 ]
أخبرنا فضيل بن عياض نا هشام عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مروط نسائه وكانت أكسية من صوف لها أعلام مما عمي بالستة والسبعة وكان نساؤه يبرزن به أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 105 ]
فدخل عليه ناس يعودونه فصلى بهم جالسا وصلوا بصلاته قياما فأشار إليهم فجلسوا فلما انصرفوا قال إنما جعل الإمام لؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع رأسه فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أول ما فرضت الصلاة ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة
[ 106 ]
الحضر فقلت لعروة فما بال عائشة تتم قال تأولت ما تأول عثمان
[ 107 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري بهذا الإسناد مثله أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عروة عن عائشة قالت عرضت الصلاة حين فرضت ركعتين ثم زيد فيهما بعد ذلك
[ 108 ]
أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة قالت أول ما فرضت صلاة السفر ركعتان ثم زيد في الحضر ركعتان وتركت صلاة السفر كما هي ركعتان أخبرنا الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرت عن عروة عن عائشة مثله أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يظهر الفئ بعد
[ 109 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري بهذا الإسناد مثله
[ 110 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت مثلها فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلة لحفصة قولي له أن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر ففعلت ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فقالت حفصة ما رأيت منك خيرا قط أبدا قالت فخرج أبو بكر يؤم الناس فلما كبر أبو بكر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب أبو بكر يتأخر فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك فمكث مكانه فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بحذاه وكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر حتى قضى الصلاة
[ 111 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فذكر نحوه إلى قوله انكن صواحب يوسف ولم يذكر ما بعده وقال في الحديث سودة بدل حفصة
[ 112 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت هلكت قلادة لأسماء عروبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبها رجالا فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء ولم يكونوا على وضوء فصلوا بغير وضوء فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله آية التيمم
[ 113 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيد بن حضير وناسا معه يطلبون قلادة كانت عائشة نسيتها في منزل نزلته فحضرت الصلاة وليسوا على وضوء ولم يجدوا ماء فصلوا بغير وضوء فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل آية التيمم فقال لها أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط تكرهينه إلا جعل لك وللمسلمين فيه خيرا
[ 114 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قال ونا الأعمش عن تميم عن عروة عن عائشة قالت اغتسلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد
[ 115 ]
أخبرنا عيسى بن يونس ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي فبال عليه فأتبعه الماء ولم يغسله أخبرنا جرير بهذا الإسناد مثله وقال بصبي رضيع
[ 116 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأتي بصبي فبال عليه فقال صبوا عليه الماء صبا أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح متلفعات بمروطهن فيرجعن وما يعرفهن أحد من الغلس
[ 117 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري بهذا الإسناد مثله أخبرنا النضر عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري بهذا الإسناد نحوه
[ 118 ]
أخبرنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمرو عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح متلفعات بمروطهن فيرجعن وما يعرفهن أحد من الغبش قال بن إدريس والغبش دون الغلس أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء
[ 119 ]
أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد مثله
[ 120 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حضرت العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فصلى فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم رفع رأسه فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم رفع رأسه فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ففرغ من صلاته وقد جلى عن الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ابن لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وتصدقوا واذكروا الله ثم قال يا أمة محمد
[ 121 ]
إنه ليس أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت خسفت الشمس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله وقال في الحديث أما بعد فإن الشمس والقمر وقال في آخره ثم رفع يديه فقال ألا هل بلغت
[ 122 ]
أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات أخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر أنه سمع الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وزاد وجهر بالقراءة
[ 123 ]
أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي نا سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فكبر فقرأ قراءة يجهر فيها ثم ركع فأطال الركوع مثل ما قام ثم رفع فقام مثل ما ركع ثم ركع مثل ما رفع ثم سجد ثم صلى الركعة الثانية مثل ذلك ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل وأنا معترضة بين يديه كاعتراض الجنازة
[ 124 ]
أخبرنا النضر عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل وأنا بينه وبين القبلة على الفراش
[ 125 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل وأنا على الفراش الذي يرقد عليه فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوتر أو قالت فأوترت أخبرنا جرير بهذا الإسناد مثله وقالت أيقظني فأوترت أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أيقظني فأوترت
[ 126 ]
أخبرنا أبو معاوية نا العمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فإذا انصرف قال قومي فأوتري
[ 127 ]
أخبرنا عبدة نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فحتها أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد مثله وقال بزاقا أو نخامة أو مخاطا أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر ويخففهما
[ 128 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة سجدة يقرأ في كل سجدة خمسين آية فإذا طلع الفجر صلى ركعتين ثم اضطجع على شقة الأيمن حتى يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة
[ 129 ]
أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي نا بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بقدر خمسين آية ويوتر منها بواحدة
[ 130 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر في بيتي قط
[ 131 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي جالسا حتى دخل في السن فكان يصلي وهو جالس يقرأ فإذا غبر من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأ بها ثم ركع
[ 132 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاته جالسا حتى دخل في السن فكان يقرأ وهو جالس فإذا بقي من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأها ثم ركع أخبرنا عبدة بن سليمان بهذا الإسناد نحوه أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد نحوه وقال فلما بدن وثقل أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بخمس لا يجلس في شئ من الخمس إلا في آخرهن يجلس ثم يسلم
[ 133 ]
أخبرنا وهب بن جرير نا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
[ 134 ]
نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد فإن أحدكم إذا صلى وهو ينعس لعله يريد أن يستغفر فلا يدري فيسب
[ 135 ]
أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد نحوه أخبرنا وكيع بهذا الإسناد قال إذا صلى أحدكم فنعس فليرجع فليرقد فإنه لا يدري عسى يريد أن يستغفر فيسب أخبرنا أبو الوليد نا حماد بن سلمة عن أبي العلاء عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما فاستفتحت الباب فمشى على يمينه وشماله ففتح الباب ثم رجع إلى مكانه
[ 136 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها اعلام فقال شغلتني هذه الأعلام اذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيتي الرحمن
[ 137 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري بهذا الإسناد مثله أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة فأعطاها أبا جهم فقيل يا رسول الله إن هذه الخميصة خير من الانبجانية فقال إنها تلهيني عن صلاتي أو قال تشغلني
[ 138 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى وهو يقرأ في المسجد فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود
[ 139 ]
أخبرنا عبدة نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة فقال ما هذه فقلت لا تنام الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الدين إلى الله ما يدوم عليه صاحبه
[ 140 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة من بني أسد كانت الخطبة عليها فذكروا اجتهادها في العبادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
[ 141 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة حسنة الهيئة فقال ما هذه فقلت لا تنام الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه اعملوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله عزوجل لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما يدوم عليها المؤلف وإن قل أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت إنما أنزل الله عزوجل * (ابن تجهر بصلاتك ابن تخافت بها) * في الدعاء
[ 142 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 143 ]
رجلا يقرأ في المسجد ليلا فقال لقد اذكرني كذا كذا من آية قد كنت أسقطهن من سورة كذا وكذا
[ 144 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة رجل فقال رحمه الله لقد أذكرني آيات كنت أسقطهن من سورة كذا وكذا أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس في حجرتي طالعة أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس في حجرتي لم تظهر
[ 145 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس بيضاء في قعر حجرتي طالعة أخبرنا عبد الرزاق نا معمر وابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد هو قدر الفرق
[ 146 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا معترضة بين يديه كاعتراض الجنازة أخبرنا حفص بن الصالح نا حجاج قال سألت عطاء عن الرجل يصلي وبين يديه المرأة فقال أخبرني عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة بحذاه
[ 147 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كن نساء بني إسرائيل يتخذون طبعة من خشب يشرفن بها على الرجال في المساجد فحرم عليهن المساجد وسلطت عليهن الحيضة أخبرنا عتاب بن بشير نا خصيف عن عكرمة
[ 148 ]
عن بن عباس قال كن نساء بني إسرائيل يتخذن قوالب يتطاولن بذلك في المساجد ليرين الرجال فسلط الله عليهن الحيضة أخبرنا عيسى بن يونس نا يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما حالا النساء بعده لمنعهن المسجد كما منعته نساء بني إسرائيل فقلت لعمرة وهل كن منعن المساجد فقالت نعم
[ 149 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد سجدتين ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك ثم قال إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ابن لحياته فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة قال معمر فأخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها بمثل هذا الحديث وزاد فإذا رأيتم ذلك فتصدقوا واذكروا الله
[ 150 ]
أخبرنا الوليد بن مسلم نا عبد الرحمن بن نمر أنه سمع الزهري يحدث عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى أربع ركعات في أربع سجدات وجهز بالقراءة كلما رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد قال الزهري فقلت لعروة ما صنع ذلك أخوك عبد الله بن الزبير ما صلى بالمدينة إلا ركعتين مثل صلاة الصبح فقال أجل إنه أخطأ السنة
[ 151 ]
قال الزهري فأخبرني كثيربن عباس عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى أربع ركعات في أربع سجدات أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه شنوا علي من سبع قرب لم تطلق أوكيتهن أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة أو عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه
[ 152 ]
الذي مات فيه صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن بعد لعلي استريح فاعهد إلى الناس قالت فأجلسناه في وخصب لحفصة وجعلنا نصب الماء عليه منهن حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ليلة في رمضان ومعه ناس من أصحابه ثم صلى الليلة الثانية فاجتمع إليه أكثر من الأولى ثم الثالثة ثم الرابعة حتى امتلئ وكان المسجد واغتص روى بأهله فلم يخرج إليهم فجعل الناس ينادونه الصلاة فلم يخرج فقال له عمر بن الخطاب يا رسول الله جعل الناس ينتظرونك البارحة فلم تخرج فقال إنه لم يخف علي مكانهم ولكن خشيت أن تكتب عليهم
[ 153 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت قريش تصوم في الجاهلية يوم عاشوراء فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حين هاجر صام وأمر الناس بصومه فلما نزل رمضان فمن شاء صام ومن شاء ترك
[ 154 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة بهذا الإسناد مثله وقال فلما افترض عليهم رمضان كان شهر رمضان هو المفترض عليهم
[ 155 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان يوم عاشوراء يوم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصومه فلما نزل شهر رمضان من شاء صام ومن شاء ترك أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان عاشوراء يوم يصام قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان فمن شاء صام ومن شاء ترك أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة مثله
[ 156 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وعن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى قبضه الله إليه أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى قبضه الله إليه وأزواجه من بعده
[ 157 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور العشر الأواخر من رمضان
[ 158 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحروها لعشر بقين يعني ليلة القدر أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في المسجد فيخرج إلي رأسه فأغسله وأنا حائض
[ 159 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وثلاثمائة كانت ترجل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إليها رأسه وهي في حجرتها وهو في المسجد
[ 160 ]
أخبرنا كثير بن هشام نا جعفر بن برقان نا الزهري عن عروة عن عائشة قالت كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعام فاشتهيناه فأفطرنا فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فبادرت إليه حفصة وكانت بنت أبيها فقالت يا رسول الله إنا صمنا اليوم فعرض لنا طعام فاشتهيناه فقال اقضيا يوما آخر
[ 162 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري وعبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين فأهدي لهما طعام فذكرا مثله ولم يذكرا عروة أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة وخفصة ولم أنهما أصبحتا صائمتين فعرض لهما طعام والطعام حنيذ عرض علينا فأفطرنا فذكرت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صوما يوما مكانه
[ 163 ]
قال إسحاق ورواه بن جريج عن الزهري قال سمعت شيخا في مجلس عروة ممن يدخل على عائشة يحدث عن عائشة فذكر الحديث مثله وقال عن بن جريج قيل للزهري أخبرك عروة بهذا الحديث فقال لو سمعته من عروة لم أنس
[ 164 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال لا يقبلن أحدكم وهو صائم فإنه ليس لأحد منكم من الحفظ والعصمة ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن حرب الحمصي عن الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهى عن
[ 165 ]
القبلة للصائم فقيل له فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم فقال وأيكم له من الحفظ والعصمة ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا النضر عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا ثم يصوم
[ 166 ]
أخبرنا جرير وعيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني رجل أصوم أفأصوم في السفر فقال إن شئت فصم وإن شئت فأمطر
[ 167 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر وكان رجلا يسرد فقال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر
[ 168 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة أن حمزة السلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم الصوم في السفر فقال إن شئت فصم وإن شئت فأفطر أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم فقالوا يا رسول الله إنك تواصل قال إني لست كأحدكم إني يطعمني ربي ويسقيني
[ 169 ]
أخبرنا بقية بن الوليد حدثني محمد بن زياد الإلهاني وكان ثقة عن عبد الله بن قيس قال سألت عائشة عن الصيام فقالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام
[ 170 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان وكان يقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان أخبرنا عبدة بن سليمان وأبو معاوية قالا نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت البيت وبنيته على أساس إبراهيم وجعلت له خلفا فإن قريشا لما بنت البيت استقصرت
[ 171 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه وهو صائم فقلت من هي إلا أنت فضحكت
[ 172 ]
أخبرنا بقية بن الوليد حدثني عبد الملك بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال إن القبلة لا تنقض الوضوء ابن تفطر الصائم وقال يا حميراء إن في ديننا لسعة وقال إسحاق أخشى أن يكون غلط قال أبو محمد في المرأة الأولى غلط
[ 173 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت المحصب ليست بسنة إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة مثله أخبرنا عبدة بن سليمان وأبو معاوية قالا نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت نزول الأبطح ليست بسنة إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه
[ 175 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعه بنت الزبير فقالت يا رسول الله إني شاكية وإني أريد الحج فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حجي واشترطي أن محلي حيث تحسبني قال إسحاق قلت لعبد الرزاق كلاهما عن عائشة فقال نعم
[ 176 ]
أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج ولم يعتمر
[ 177 ]
أخبرنا عبدة نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحلاله بأطيب ما أجد من الطيب
[ 178 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام حجة الوداع موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله صلى الله عليه
[ 179 ]
وسلم من أراد أن يهل بعمرة فليهل ولولا اني أهديت لجعلتها عمرة قالت فمنا من أهل بحجة ومنا من أهل بعمرة وكنت ممن أهل بعمرة فخرجنا حتى قدمنا مكة فأدركني يوم عرفة وأنا حائض ولم أحل من عمرتي فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعي عمرتك وانقضي رأسك وامتشطي وأهلي الحنفية قالت فلما كانت ليلة الحصبة وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج أرسل
[ 180 ]
معي عبد الرحمن بن أبي بكر فأردفني فأهللت من التنعيم بعمرة فقضى الله حجها وعمرتها ولم يكن في ذلك هدي ابن صيام ولا صدقة أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب منك أن يهل بحجة فليهل بها ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل بها قالت فمنا من أهل بحجة ومنا من أهل بعمرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أني سقت الهدي لأهللت بعمرة وقالت وكنت أهللت بعمرة فذكر مثل حديث عبدة وقالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معي عبد الرحمن إلى التنعيم فأهللت بعمرة مكان عمرتي قال هشام قال أبي فقضى الله حجها وعمرتها لم يكن فيه هدي ابن صيام
[ 181 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا موافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يهل بحج فليفعل ومن أحب أن يهل بعمرة فليفعل ولولا أني أهديت لأهللت بعمرة فذكر نحوه ولم يذكر ولم يكن فيه هدي ابن طعام ولا صدقة أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فأهللت بعمرة ولم أكن سقت الهدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم ساق هدية فليهل بحجة مع عمرته ثم لا يحل حتى يحل منها جميعا قالت فحضت ليلة عرفة فقلت يا رسول الله كيف أصنع في حجتي فقال امتشطي ودعي العمرة فأهلي بالحج قالت فحججت عروبة رسول الله صلى الله عليه وسلم معي عبد الرحمن بن أبي بكر رشاه مكان عمرتي التي تركتها
[ 182 ]
أخبرنا سفيان عن عمرو أنه أخبره عن عمر بن أوس الثقفي أن عبد الرحمن بن أبي بكر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امره ان يردف عائشة إلى التنعيم فيعمرها أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت حاضت صفية فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 183 ]
فقال أحابستنا هي فقلت لا إنها قد أفاضت ثم حاضت قال فلا إذا
[ 184 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد أن ينفر كانت صفية قد حاضت فقال أحابستنا هي فقيل إنها قد أفاضت قال لا إذا اخبرنا أبو معاوية (3) نا هشام عن ابيه عن عائشة قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية فقال ما اراها الا حابستنا فقلت انها قد طافت يوم النحر قال فلا إذا مروها فلتركب
[ 185 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل خمس فواسق في الحل والحرم الحداة والغراب والفأرة والعقرب والكلب العقور
[ 186 ]
قال عبد الرزاق وقال بعض أصحابنا أن معمرا كان يذكره عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها في قوله إن الصفا والمروة
[ 187 ]
من شعائر الله الآية قالت كان ناس من الأنصار ممن تهل لمناة في الجاهلية ومناة صنم بين مكة والمدينة قالوا يا رسول الله إنا كنا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة فهل علينا حرج أن نطوف بها فأنزل الله عزوجل إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
[ 188 ]
قالت عائشة يا بن أختي ألا ترى أنه يقول إن الصفا والمروة من شعائر الله قال الزهري فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال هذا العلم قال أبو بكر وسمعت رجالا من أهل العلم يقولون لما انزل الله عزوجل الطواف بالبيت ولم ينزل الطواف بين الصفا والمروة قالوا يا رسول الله إنا كنا نطوف بين الصفا والمروة في الجاهلية فهل علينا حرج أن نطوف بين الصفا والمروة وقد ذكر الله عز وجل الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة فأنزل الله عز وجل * (فمن حج البيت أو أعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) * الآية قال أبو بكر فأسمع الآية نزلت في الفريقين كليهما فيمن طاف وفيمن لم يطف أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قلت لها إني أظن لو أن رجلا ترك الطواف بين الصفا والمروة لم يضره فقالت ولم فقلت قال الله عزوجل فلا جناح
[ 189 ]
عليه أن يطوف بهما فقالت لو كان كما تقول لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما ثم قالت وهل تدري مم ذاك كان ناس من الأنصار يهلون المستكين على شاطئ البحر ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة ثم يحلفون فلما جاء الإسلام قالوا يا رسول الله هل علينا حرج أن نطوف بين الصفا والمروة لما كانوا يصنعون في الجاهلية فأنزل عزوجل إن الصفا والمروة من شعائر الله فعادوا فطافوا
[ 190 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم قال وقال عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة بمثله وقال ثم لا يعتزل شيئا مما يعتزله المحرم
[ 191 ]
أخبرنا عمر بن محمد نا ليث بن سعد عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الهدي من المدينة فاقتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم
[ 192 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبعث به ثم يقيم فلا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها أشعرت بدنتين فضلتا فأتى لها عبد الله بن الزبير بدنتين مكانهما فنحرتهما ثم وجدت الأولين فنحرتهما
[ 193 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها ساقت بدنتين فضلتا فأهدى لها عبد الله بن الزبير بدنتين مكان بدنتيها بين فنحرتهما أيضا وقالت السنة أن نفعل هكذا بالبدن أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان قريش ومن دان بدينها يقفون بالمزدلفة يسمون الحمس وسائر العرب تقف بعرفة فأمر الله عزوجل نبيه أن يقف بعرفة ثم يدفع منها ثم أنزل الله عزوجل * (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) *
[ 194 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا بن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له فإن كان دخل بها فلها مهرها بما استحل من فرجها
[ 195 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا بن جريج أخبرني سليمان بن موسى أن الزهري أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة فذكر مثله سواء
[ 196 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاء عمي من الرضاعة بعد ما ضرب الحجاب علينا فقلت والله لا آذن لك حتى يجئ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو عمك فليلج عليك قالت فقلت يا رسول الله إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عمك فليلج عليك
[ 197 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبا القعيس جاءها فأبت أن تأذن له فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله
[ 198 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا بن جريج أخبرني عطاء عن عروة أن عائشة أخبرته قالت جاء عمي أبو الجعد من الرضاعة فرددته قال فقال هشام هو أبو القعيس فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تربت يداك أو قال يمينك ائذني له
[ 199 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك قبل أن أتزوجك مرتين رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير فقلت له اكشف فكشف فإذا هي أنت فقلت إن أراد الله أن يمضيه أمضاه ثم رأيتك يحملك فقلت له اكشف فإذا هي أنت فقلت إن أراد الله أن يمضيه أمضاه .
[ 200 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن سالما يدعي لأبي حذيفة ويأوي معه فيدخل علي فيراني فضلا ونحن في منزل ضيق وقد قال الله عزوجل * (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) * الآية فقال أرضعيه تحرمي عليه
[ 201 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب أن عروة أخبره أن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن سالما تبنى أبا حذيفة فأرى أنه ابني وكان يأوي مع أبي حذيفة وكان يراني فضلا وقد انزل الله ما ترى فقال أرضعيه فأرضعته خمس مرات أخبرنا عبد الرزاق نا بن جريج قال قال ابن شهاب أخبرني عروة عن عائشة أن أبا حذيفة تبنى سالما وكان مولى لامرأة من
[ 202 ]
الأنصار كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا وكان في الجاهلية من تبنى ولدا دعي إليه وورث من ميراثه فأنزل الله عزوجل * (أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) * فردوا إلى آبائهم وكان من لم يعلم له اب فمولى وأخ في الدين فجاءت سهلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أبا حذيفة تبنى سالما ويأوي معه فيدخل علي فضلا وقد أنزل الله عزوجل ما علمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارضعيه فأرضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة
[ 203 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري قال قال بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ابن أدري لعل هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رخصة لسالم خاصة أخبرنا الفضل بن موسى نا عبيد الله بن أبي زياد القداح المكي عن القاسم بن محمد انه ذكر حديث سالم مولى أبي
[ 204 ]
حذيفة في الرضاعة قال ثم لم يرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في رضاع على فرق لأحد بعده أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء الآية قالت أنزلت في اليتيمة تكون عند الرجل لعلها أن تكون قد شركته في ماله وهو وليها فيرغب في أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجل فيشركه في حاله بما شركته فيعضلها فأنزل الله عزوجل يستفتونك في النساء الآية
[ 205 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله عزوجل * (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا) * قالت أنزلت في المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر فيها فيريد أن يطلقها ويتزوج غيرها فتقول له لا تطلقني وأمسكني فأنت في حل من النفقة والقسمة لي فأنزل الله عزوجل فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا الآية
[ 206 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال كانت بنت محمد بن مسلمة تحت رافع بن خديج فكره منها أمرا وقال مرة فرابه أهل منها كبر فقالت لا تطلقني وأقسم لي ما بدا لك فجرت السنة بذلك
[ 207 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما رأيت امرأة في مسلاخها مثل سوده بنت زمعة من امرأة فيها حدة فلما كبرت قالت يا رسول الله جعلت يومي منك لعائشة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة
[ 208 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن
[ 209 ]
رفاعة طلقني فأبت طلاقي وإني تزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وما معه إلا مثل هدبه الثوب قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقين عسيلته
[ 210 ]
أخبرنا النضر نا صالح عن الزهري عن عروة عن عائشة مثله وقال فقالت يا رسول الله وما معه إلا مثل هذه وأخذت هدبة من جلبابها أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن رفاعة طلقها آخر ثلاث تطليقات قالت فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وما معه إلا مثل هذه الهدبة وإنه طلقني فأبت طلاقي فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك قالت وأبو بكر جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالد بن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة لم يؤذن له ففطن فنادى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 211 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا بن جريج أخبرني بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن رفاعة طلقني ثلاث تطليقات فذكر مثله سواء أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن زوجي طلقني فتزوجت بعده زوجا غيره فلم يصب مني ولم يلبث أن طلقني فقالت يا رسول الله لم يقربني إلا هبة واحدة فلم يصب مني شيئا أفأحل لزوجي الأول وإنما كان معه مثل الهدبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلين لزوجك الأول حتى يذوق من عسيلتك وتذوقين من عسيلته
[ 212 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك ولم يقص جرير القصة أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما غرت على امرأة من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما بي أن أكون أدركتها ولكن لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها إن كان مما يذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة يهديها إليهن
[ 213 ]
أخبرنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست وبنى بي وأنا بنت تسع
[ 214 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست وبنى بها وهي بنت تسع
[ 215 ]
أخبرنا وكيع نا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني أخبرنا يحيى بن آدم نا سفيان بهذا الإسناد مثله وزاد وقال فكانت عائشة تستحب البناء في شوال
[ 216 ]
أخبرنا وهب بن جرير نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني محمد بن جعفر بن الزبير يحدث عن عروة عن عائشة قالت لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس ولابن عمه فكاتبها على نفسها فكانت امرأة جلدة ملاحة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها فوالله ما هو إلا أن وقفت على باب الحجرة فرأيتها كرهتها وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها مثل ما رأيت فقالت جويرية يا رسول الله إنه كان من الأمر ما قد عرفت فكاتبت على نفسي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما هو خير من ذلك فقالت وما هو قال أتزوجك وأقضي عنك كتابك فقلت نعم
[ 217 ]
فقال قد فعلت فلما بلغ المسلمين ذلك قالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق فلقد عتق بتزويجها مائة أهل بيت من بني المصطلق ، قالت فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها . أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في ابن أمة زمعة قال سعد أوصاني أخي عتبة إذا قدمت مكة فانظر ابن أمة زمعة فهو ابني وقال عبد بن زمعة هو ابن أمة أبي ولد على فراش أبي فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبها بينا بعتبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش واحتجبي منه يا سودة
[ 218 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن عتبة بن أبي وقاص قال لأخيه سعد أتعلم أن بن جارية زمعة هو مشهور قالت فلما كان يوم الفتح رأى سعد الغلام فعرفه بالشبه
[ 219 ]
فاحتضنه وقال بن أخي ورب الكعبة وقال عبد بن زمعة هو أخي من جارية أبي ولد على فراشه قال فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد بن أخي وهو أشبه الناس بعتبة وكان أبين الناس شبها بعتبة وقال عبد بن زمعة هو أخي من جارية أبي ولد على فراش أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش واحتجبي منه يا سودة لما رأى من العطار بعتبة قالت فما رآها حتى فارق الدنيا أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم مسرورا فقال يا عائشة ألم ترين أن مجزز المدلجي دخل علي وعندي أسامة بن زيد فرأى أسامة وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال هذه أقدام بعضها من بعض قال سفيان هذا تقوية للقافة
[ 220 ]
أخبرنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة نا عطاء هو ابن أبي مسلم الخراساني عن بن شهاب عن علقمة بن وقاص
[ 221 ]
وعروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أقرع بين نسائه فأيهن خرج سهمها خرج بها معه
[ 222 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا بن المبارك عن يونس الأيلي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه أخبرنا جرير عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة أنها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه
[ 223 ]
الأصوات لقد جاءت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها فكان يخفي علي كلا مها فأنزل الله عزوجل * (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) * الآية
[ 224 ]
أخبرنا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت هند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ابن ينفق علي ابن على ولدي ما يكفيني أفآخذ من ماله وهو لا يشعر فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف
[ 225 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت هند بنت عتبة فقالت إن زوجي أبا سفيان رجل ممسك شحيح ابن يعطيني ما يكفيني وبني أفآخذ من ماله وهو لا يعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي ما يكفيك وبنيك بالمعروف أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت جاءت هند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلهم الله من أهل خبائك وما على ظهر الأرض اليوم أهل خباء أحب إلي أن يعزهم الله من أهل خبائك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا والذي نفسي بيده ثم قالت هند يا رسول الله إن أبا سفيان رجل ممسك لا ينفق علي
[ 226 ]
وعلى عيالي فهل علي حرج أن أنفق على عيالي بغير إذنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حرج عليك أن تنفقي عليهم بالمعروف أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة أن تحد على امرأة أكثر من ثلاث إلا على زوجها
[ 227 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن لي زوجا ولي ضرة أفأقول أعطاني زوجي كذا وكساني كذا وهو كذب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطه كلابس ثوبي زور قال أبو محمد سمعت إسحاق قال سألت أبا العمر الغلام وهذا بن ابنة ذي الرمة
[ 228 ]
عن تفسير ذلك فقال كانت العرب إذا اجتمعت في المحافل وكانت لهم جماع يلبس أحدهم ثوبين حسنين فإن احتاجوا إلى شهادة شهد لهم بزور ومعناه أن يقول إمضي حديث دوره بثوبه يقولون ما أحسن ثيابه ما أحسن هيئته فيتحرون شهادته فجعل المتشبع بما لم يعطه مثل ذلك
[ 229 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم سحره رجل من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان يخيل أنه فعل الشئ ولم بالصلاة حتى إذا كان ذات يوم وليلة قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته أتاني ملكان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال الآخر هو مطبوب بهذا فقال ومن طبه فقال لبيد بن الأعصم قال في أي شئ قال في مشط ومشاطة وجف نخل طلعة ذكر قال وأين هو
[ 230 ]
قال في بئر ذروان قال فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فقال يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين فقلت يا رسول الله أفلا أستخرجه فقال قد عافاني الله فكرهت أن أثور على المسلمين منه شرا
[ 231 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة أن رجلا سرق قدحا فأتى به عمر بن عبد العزيز قال هشام فقال أبي إنه لا يقطع اليد في الشئ التافه وقال أبي أخبرتني عائشة أنه لم تكن اليد تقطع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدنى ثمن من مجن أو حجفة أو ترس
[ 232 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه قال لم تكن يد السارق تقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشئ التافه ولم تكن تقطع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقل من ثمن مجن أو جحفة أو ترس
[ 233 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن عمرة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القطع في ربع دينار فصاعدا
[ 234 ]
أخبرنا بقية بن الوليد حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم الحمصي حدثني الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر التعوذ من المغرم والمأثم فقيل له يا رسول الله إنك تكثر التعوذ من المغرم والمأثم فقال رسول الله
[ 235 ]
صلى الله عليه وسلم في الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء
[ 236 ]
أخبرنا محمد بن يزيد عن سفيان بن حسين الواسطي عن الزهري عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل شرط ليس في كتاب الله فهو مردود وإن شرط مائة شرط
[ 237 ]
أخبرنا ريحان بن سعيد السامي نا عباد بن منصور حدثني هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير عن خالته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع فقلت معبد وأمي يا رسول الله وما أبو زرع فقال اجتمع عشر نسوة فأقسمن ليصدقن عن أزواجهن فقالت إحداهن لا أخبر خبره أخاف أن لا أذره من سوء
[ 238 ]
وقالت أخرى هو العشنق إن أتكلم أطلق وإن أسكت أعلق وقالت أخرى هو لحم جمل غث فوق جبل لا سمين فيرتقي ولا سهل فينتقل وقالت أخرى ما علمت إذا أكل لف وإذا شربت اشتف ولا يدخل الكف فيعرف البث
[ 239 ]
وقالت أخرى هو ليل تهامة لا حر ابن قر ولا مخافة وقالت أخرى المس مس أرنب والريح ريح زرنب تغلبه والناس يغلب وقالت أخرى هو ما علمت إذا دخل فهد وإذا خرج أسد ولا يسأل عما عهد وقالت أخرى هو ما علمت طويل النجاد رفيع العماد عظيم الرماد قريب البيت من الزاد وقالت أخرى هو مالك وما مالك له إبل كثيرات المسالك
[ 240 ]
قليلات المبارك إذا سمعت يوما صوت مزمار أيقن أنهن هوالك وقالت أخرى هو أبو زرع وما أبو زرع صاحب نعم وزرع آنسني فآنس من شحم عضدي ومن حل أذني وبجحني فبجحت نفسي إلي فعنده أنام فأتصبح وأشرب حنانك وأقول فلا أقبح وجدني في
[ 241 ]
أهل شاة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ونقي فابن أبي زرع وما بن أبي زرع مرقدة عند كالشطبة ويشبعه ذراع العضبة فابنة أبي زرع وما ابنة أبي زرع عطف ردائها وملء لباسها وطوع أبيها وطوع أمها وقرة عين أهلها وعبر لجارتها فخادم أبي زرع وما خادم
[ 242 ]
أبي زرع لا الغائظ حديثنا تبثيثا ابن تفسد ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا خرج من عندي أبو زرع والأوطاب تمخض فرأى امرأة معها ابنان لها كالفهدين يلعبان برمانتين فطلقني ونكحها فتزوجت
[ 243 ]
بعده شابا سخيا فخرج شريا وأخذ خطيا وساق من كل سائمة زوجا فقال ميري بهذا أهلك يا أم زرع فقلت لو جعلت هذا كله في أدنى وعاء لأبي زرع لم يملئه أخبرنا قالت فقلت يا رسول الله بل أنت خير لي من أبي زرع قال إسحاق ورواه عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت اجتمع إحدى عشرة نسوة ثم ذكر في آخره قال فقلت يا رسول الله أنت خير لي من أبي زرع
[ 244 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كاتبت بريرة على نفسها بتسع أواق في كل سنة أوقية فأتت عائشة تستعينها فقال لا إلا أن يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ويكون الولاء لي فذهبت بريرة وكلمت بذلك أهلها فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم فجاءت إلى عائشة وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فقال لها ما قال أهلها فقالت لا ها الله إذا إلا أن يكون الولاء لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا فقلت
[ 245 ]
يا رسول الله إن بريرة أتتني تستعين بي على كتابتها فقلت لا إلا أن يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ويكون الولاء لي وقد ذكرت ذلك لأهلها فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاعيها واشترطي لهم الولاء وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ثم قال فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليس في كتاب الله يقولون أعتق يا فلان والولاء لي كتاب الله أحق وشرط الله أوثق وكل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجها وكان عبدا فاختارت نفسها قال عروة لو كان حرا ما خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 246 ]
أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي نا وهيب عن عبيد الله بن عمر عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت كان زوج بريرة عبدا أخبرنا المخزومي نا وهيب عن عبيد الله قال وقال نافع عن صفية بنت أبي عبيد كان زوجها عبدا أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها أرادت أن تشتري بريرة فاشترط أهلها الولاء فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
[ 247 ]
اشترطي لهم الولاء فإن الولاء لمن أعتق قالت ثم خطبهم فقال ما بال الرجل يقول اشتري فلانا والولاء لي كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط أخبرنا أبو عامر نا أبو معشر عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بريرة حين أعتقت أن تعتد عدة الحرة
[ 248 ]
أخبرنا عيسى بن يونس ويزيد بن هارون ووكيع قالوا نا بن أبي ذئب عن مخلد بن خفاف وهو بن إيماء بن رخصة الغفاري عن عروة عن عائشة قالت قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخراج بالضمان
[ 250 ]
أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رجلا قال يا رسول الله إن أمي افتلتت وإني ظننتها أن لو تكلمت أوصت بصدقة فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال نعم أخبرنا عبدة بهذا الإسناد مثله وقال نعم إن شئت
[ 251 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما نزلت هذه الآية * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فاطمة بنت محمد ويا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب إني لا أغني عنكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم
[ 252 ]
أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي فقال يأتيني أحيانا مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت منه ما يقول وهو أشد شئ علي وأحيانا يأتيني في مثل صورة الفتى فينبذه إلي وهو أهون علي
[ 253 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي فقال كل ذلك يأتيني يأتيني الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس فذكر مثله
[ 254 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته لا تستطيع أن تتحول حتى سرى عنه أخبرنا الوليد بن مسلم عن بن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
[ 255 ]
وسلم أتى بظبية فيها خرز فقسم منها للحر والعبد قالت عائشة وكان أبي يقسم للحر والعبد أخبرنا الملائي نا بن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن نيار عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بظبية فيها خرز فقسم منها للحر والأمة
[ 256 ]
أخبرنا وكيع نا مالك بن أنس عن عبد الله بن نيار عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا لا نستعين بمشرك أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان
[ 257 ]
الدين ولم يمرر علينا يوم إلا يأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه طرفي النهار بكرة وعشية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين إني رأيت سبخة ذات نخل بين حرتين فهاجر من هاجر قبل المدينة
[ 258 ]
أخبرنا سفيان الثوري عن الزهري عن عروة إن شاء الله عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نفعنا مال ما نفعنا مال أبي بكر
[ 259 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت استأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بنسبي فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين قال أبي ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين
[ 260 ]
أخبرنا النضر نا صالح عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط فمس يدها ما بايعهن إلا بهذه الآية بايعهن على أن لا يشركن بالله شيئا تلا الآية كلها وما مست يده يد امرأة قط
[ 261 ]
أخبرنا وهب بن جرير نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع في حجرتي حين دخل من المسجد فدخل رجل من آل أبي بكر وفي يده سواك أخضر فنظر إليه فعرفت أنه يريده فقلت يا رسول الله أتحب أن آخذه فقال نعم فأخذته فمضغته له حتى ألنته فدفعته إليه فاستن كأحسن ما رأيته استن وجعل يثقل في حجري فرفعت يدي فنظرت إليه وشخص بصره وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة قالت فقلت له قد خيرت فاخترت
[ 262 ]
أخبرنا وكيع نا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت كنت أسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة فأخذته بحة في مرضه فسمعته يقول * (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * فعلمت أنه خير أخبرنا النضر نا شعبة نا سعد بن إبراهيم قال سمعت عروة بن الزبير يحدث عن عائشة مثله سواء
[ 263 ]
أخبرنا أبو الوليد نا أبو عوانة عن هلال وهو الوزان عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد قالت عائشة لولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا
[ 264 ]
أخبرنا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة فقالت إحداهن رأيت كنيسة بأرض الحبشة عليها تصاوير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوره أولئك شرار الخلق
[ 265 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنهم تذاكروا فذكر مثله وقال كنيسة يقال لها مارية وقال شرار الخلق عند الله يوم القيامة أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ابن عمامة فأما الحلة فأنها شبهت على الناس أنها اشتريت ليكفن بها فلم يكفن فيها وكفن في ثلاثة أثواب فأخذ الحلة عبد الله بن أبي بكر فقال احبسها لأكفن فيها ثم قال لو رضيها الله لكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فباعها وتصدق بثمنها
[ 266 ]
أخبرنا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة
[ 267 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب سحولية بيض أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها
[ 268 ]
أخبرنا النضر نا صالح عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولى معروفا فبينوه به فإن لم يستطع فليذكره فإذا ذكره فقد شكره والمتشبع بما لم ينل كلابس ثوبي زور
[ 269 ]
أخبرنا جعفر بن عروة نا بن أبي ذئب عن مخلد بن خفاف قال كان بيني وبين شركائي عبد فاقتويناه بيننا وكان بعض الشركاء غائبا فقدم فأبى أن يجيزه فخاصمنا إلى هشام فقضى برد الغلام والخراج وكان الخراج بلغ ألفا فأتيت عروة بن الزبير فأخبرته فقال أخبرتني عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قضى أن الخراج بالضمان فأتيت هشاما فأخبرته فرده ولم يرد الخراج أخبرنا روح نا بن أبي ذئب عن مخلد بن خفاف أن عبدا كان بين شركاء فباعوه وبعض الشركاء كان غائبا فقدم فأبى أن يجيزه وقد اجتمع من الخراج في سنين ألفا فخاصمهم إلى هشام بن إسماعيل فذكر مثله
[ 270 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى نزلت * (فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها) * أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان الأعراب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
[ 271 ]
الساعة فنظر إلى بعضهم فقال إن عاش هذا لم يقتله الهرم حتى تقدم ساعته أخبرنا عيسى بن يونس نا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها أيام منى وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بدفين ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى على وجهه الثوب لا يأمرهن ابن ينهاهن فنهرهن أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يا أبا بكر فإنها أيام عيد
[ 272 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنهما دخل عليها يوم عيد وعندها جاريتان تلعبان بدفين فنهاهن أبو بكر وقال أتفعلون هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
[ 273 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم فجعلت أنظر من بين عاتقه وأذنه حتى أكون أنا التي انصرفت فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو
[ 274 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كانت الحبشة يلعبون بحرابهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه فذكر مثله ولم يقل بين عاتقه وأذنه
[ 275 ]
أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت ألعب بالبنات أنا وصواحب لي فيدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتقمعن منه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسربهن إلي أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
[ 276 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت ألعب باللعب فيأتيني صواحبي فإذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فررن منه قاربنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيردهن إلي
[ 277 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم أخبرنا أبو أسامة نا بن المبارك عن معمر بهذا الإسناد مثله
[ 278 ]
أخبرنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى آل خالد بن عرفطة حدثني بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح عن عكرمة قال خلقت الملائكة من نور العزة وخلق إبليس من نار العزة أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة المسيح الدجال وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمآثم
[ 279 ]
أخبرنا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعوا بهذه الكلمات اللهم إني أعوذ بك فذكر مثله
[ 280 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات فذكر مثله وترك منها كلمة والهرم أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وترك قوله وعذاب النار أخبرنا النضر نا صالح عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنا بشر أغضب وأعاقب فمن غضبت عليه أو عاقبته فأجعله له كفارة ورحمة
[ 281 ]
أخبرنا المقري نا سعيد بن أبي أيوب حدثني عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد النوم جمع يديه ثم نفث فيهما ثم يقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم يمسح بها وجهه ورأسه وسائر جسده قال عقيل ورأيت بن شهاب يفعل ذلك
[ 282 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه بالمعوذات في مرضه قلت لابن شهاب كيف كان يصنع قال كان ينفث في يديه ثم يمسح بها وجهه قالت فلما ثقل جعلت أقرأ بالمعوذات في يديه ثم أمسح بيديه نفسه
[ 283 ]
أخبرنا وكيع نا مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفث في الرقية أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقى أو يعوذ شك عبدة فيقول امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت
[ 284 ]
أخبرنا النضر نا هشام وهو بن عروة أخبرني أبي عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقي يقول امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ فيقول امسح البأس رب الناس لا شفاء إلا شفاءك أشف شفاء لا يغادر سقما
[ 285 ]
أخبرنا سفيان نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي
[ 286 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم إني خبيث النفس ولكن ليقل لقس النفس أخبرنا الملائي نا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وأدخلت عليه في شوال فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني وكانت عائشة تستحب أن الخطبة نساءها في شوال
[ 287 ]
أخبرنا يحيى بن يحيى نا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما المرأة كالضلع إن أردت أن تقومها كسرتها وقد تستمتع بها وفيها عوج
[ 288 ]
أخبرنا بشر بن عمر الزهراني نا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو الأسلمي عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أخذ السبع الأول فهو حبر قال النضر لا يكون الخير إنما هو الحبر
[ 289 ]
أخبرنا وكيع نا هشام عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الغراب والحدأة والكلب العقور والعقرب والفأرة أخبرنا جرير عن هشام بن عروة قال أراه عن أبيه عن عائشة قالت كنت أسابق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسبقه فلما حملت اللحم سابقته فسبقني أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
[ 290 ]
جاء أهل اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن البتع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام
[ 291 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شراب أسكر فهو حرام أخبرناه عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 292 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان ووكيع قالا نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب خادما له قط ابن امرأة ابن ضرب بيده شيئا قط زاد عبدة فيه إلا أن يجاهد في سبيل الله
[ 293 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب خادما قط ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ابن نيل منه شئ فينتقم من صاحبه إلا أن يكون لله فإذا كان انتقم له ابن خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن مأثما فإذا كان مأثما كان أبعد الناس منه أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب خادما له ابن امرأة قط ابن ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ابن خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه ابن انتقم من أحد قط لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فإذا انتهك حرمات الله انتقم منه
[ 294 ]
أخبرنا جرير عن منصور عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ابن انتصر لنفسه من مظلمة ما لم يكن محرما فإذا كان محرما اشتد غضبه عند ذلك
[ 295 ]
أخبرنا النضر نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي سواران معاودان يا من ذهب وفضة فقال ألا أدلك على ما هو أحسن من ذلك تجعلينه من فضة ونحاسة فإذا هو كأنه ذهب أخبرنا روح نا صالح نا بن شهاب عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
[ 296 ]
أخبرنا وكيع نا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية فقالوا هي حائض فقال ما أراها إلا حابستنا فقالوا إنها قد أفاضت ثم حاضت قال فلتنفر أخبرنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت دخل رجل من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السام عليكم فقال وعليكم قالت ففهمتها فقلت وعليكم السام واللعنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة عليك بالرفق فإن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت يا رسول الله ألم تر إلى ما قال السام عليكم قال فقد قلت وعليكم
[ 297 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة أن أسماء جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي جاءتني من مكة وهي مشركة راغبة فلي أن أصلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصليها
[ 298 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحة الضحى قالت عائشة وإن كان ليترك العمل مخافة أن يستن الناس به فيفرض عليهم وكان يحب من العمل ما خف
[ 299 ]
أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسبح سبحة الضحى وإني لأسبحها أخبرنا محمد بن بكر نا بن جريج عن عطاء أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة على السرير بيني وبينه القبلة قالت أبينهما جدار فقالت لا هو في البيت زاد غير عطاء فيه فإذا أراد أن يوتر نحاها
[ 300 ]
أخبرنا وكيع نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة وأبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه
[ 301 ]
أخبرنا عثمان بن عمر نا يونس الأيلي عن الزهري عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تحرم المصة والمصتان أخبرنا المقري نا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن
[ 302 ]
أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة العشاء ذات ليلة فقال عمر نام النساء والصبيان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه صلاة لا ينتظرها أهل دين غيركم وذلك قبل أن يفشو الإسلام
[ 303 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري وقال أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء فذكر نحوه قال إسحاق ورواه رباح عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة
[ 304 ]
أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي نا يونس الأيلي عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف الليل فصلى في المسجد فصلى الناس وأصبح الناس يتحدثون ذلك فكثر الناس فخرج عليهم الليلة الثانية فصلى فصلوا بصلاته فأصبحوا يتحدثون ذلك حتى كثر الناس فخرج الليلة الثالثة فصلى فصلوا بصلاته فأصبحوا يتحدثون ذلك فكثر الناس حتى عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم فطفق الناس يقولون الصلاة فلم يخرج إليهم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولكني خشيت أن يفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عن ذلك قال
[ 305 ]
فكان يرغبهم في قيام الليل من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر ويقول من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم من ذنبه قال فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ثم كذلك حتى كان في خلافة أبي بكر الصديق وصدرا من خلافة عمر حتى جمعهم عمر على أبي بن كعب فقام بهم في رمضان فكان ذلك أول اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان أخبرنا عبد الله بن يزيد المقري نا سعيد بن أبي أيوب حدثني جعفر بن ربيعة عن مجاهد بن وردان عن عروة عن عائشة
[ 306 ]
قالت كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة فتمثلت هذا البيت قلت من لا يزال دمعه مقنعا يوشك أن يكون مرة مدفونا فقال يا بنية لا تقولي هكذا ولكن قولي وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ثم قال في كم كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت في ثلاثة أثواب فقال كفنوني في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا فإن الحي أفقر إلى الجديد من الميت وإنما هو للمهلة أو للمهنة أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت لما ثقل أبو بكر قال أي يوم هذا فقلنا يوم الإثنين قال فأي يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يوم الإثنين قال فإني أرجو فيما بيني وبين الليل ثم قال إذا أنا مت فكفنوني في ثوبي هذا واغسلوه وضموا
[ 307 ]
إليه ثوبين جديدين فقلنا له ألا نجعلها كلها جددا فقال إن الحي أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هو للمهلة فتوفي ليلة الثلاثاء رضي الله عنه أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عورة عن أبيه قال سأل أبو بكر عائشة عن ذلك فذكر مثله وقالت فتوفي أبي مساء يوم الإثنين ودفن ليلا قبل أن يصبح أخبرنا أبو أسامة نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل
[ 308 ]
أخبرنا سفيان عن بن المنكدر أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن عائشة قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله
[ 309 ]
عليه وسلم فقال ائذنوا له فبئس بن العشيرة أو بئس أخو العشيرة فلما دخل ألان له القول قالت عائشة فقلت يا رسول الله قلت ما قلت فلما دخل ألنت له القول فقال يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس اتقاء شره أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن بن المنكدر عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله وقال من تركه الناس اتقاء شره أو فحشة قال معمر وبلغني أن الرجل كان عيينة بن حصن
[ 310 ]
أخبرنا جرير عن ليث عن مجاهد عن عائشة نحوه وقال إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء شرهم أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة قالت يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري فقال لها فاكتني بابنك عبد الله بن الزبير
[ 311 ]
أخبرنا روح نا بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء ويأمرنا بصيامه
[ 312 ]
أخبرنا عبد الصمد نا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل النار فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل الجنة فإذا كان قبل موته عمل عمل أهل الجنة فمات فدخل الجنة
[ 313 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا هشام بن عورة عن أبيه أن ناسا من الأعراب كانوا يأتون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فقالوا يا رسول الله ناسا من الأعراب يأتوننا بلحم ولا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا اسم الله عليه وكلوا
[ 314 ]
أخبرنا النضر نا هشام أخبرني أبي أحسبه عن عائشة أن ناسا قالوا يا رسول الله أن قوما يأتون بلحمان فلا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا فقال اذكروا اسم الله عليه وكلوا أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة وكان لا يكاد يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وحبب إليه الخلاء وكان يأتي حراء فيتحنث فيه والتحنث هو التعبد الليالي ذوات العدد ويتلذذ لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده بمثل ذلك حتى يجيئه الحق وهو في غار حراء أتاه الملك فقال له اقرأ فقال
[ 315 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ قال فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ وقال فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ قال فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني وقال * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * حتى بلغ * (علم الإنسان ما لم يعلم) *
[ 316 ]
قال فجئت خديجة فقلت زملوني زملوني فزملوني حتى ذهب عني الروع فقلت يا خديجة مالكا والله إني لأخشى علي فقال أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فذهبت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله فقالت له خديجة أخبر ورقة بن نوفل بما رأيت فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورقة بما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني أكون فيه جذعا وأدرك حين يخرجك قومك فقال أو مخرجي هم فقال نعم والله لا
[ 317 ]
يأتي أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ولئن أدركت يومك لأنصرنك نصرا مؤزرا وفر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا حتى يكون على شواهق رؤوس الجبال فلما كان كذلك تبدى له جبريل فيقول له يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن بذلك جأشه وتقر نفسه فكلما فتر الوحي فترة فعل مثل ذلك وتبدى له جبريل فقال له مثل ذلك أخبرنا عبد العزيز بن محمد أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له الماء من بئر السقيا
[ 318 ]
أخبرنا وكيع نا هشام بن عورة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان
[ 319 ]
أخبرنا النضر نا هشام صاحب الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل هو صائم أخبرنا النضر نا هشام وهو بن عروة قال أخبرني أبي عن عائشة قالت كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم من آدم حشوه ليف
[ 320 ]
أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد مثله وقال كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم من آدم
[ 321 ]
أخبرنا وكيع نا هشام عن أبيه عن عائشة أنها كانت ترجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبوهم
[ 322 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم مصدقا فنازعه رجل في صدقته فضربه فشجه فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا القود فقال لكم كذا وكذا فلم يرضوا ثم قال لكم كذا وكذا فلم يرضوا ثم قال لكم كذا وكذا فرضوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني خاطب على الناس فمخبرهم برضاكم فقالوا نعم فقام فخطب فقال إن هؤلاء الليثين أتوني فسألوني القود فأعطيتهم كذا وكذا فرضوا أرضيتم فقالوا لا فهم المهاجرون بهم فقال هلم النبي صلى الله عليه وسلم كفوا فكفوا ثم أعطاهم وزادهم فرضوا فقال إني خاطب الناس فمخبرهم برضاكم فقالوا نعم قال إن هؤلاء أعطيناهم وزدناهم فرضوا كذلك فقالوا نعم
[ 323 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة أنه أخبره عن عائشة قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمرر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل أرض الحبشة فلقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال له أين يا أبا بكر فقال أخرجني قومي فأنا أسيح في الأرض وأعبد ربي فقال له بن الدغنة إن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ابن يخرج إنك لتكسب المعدوم وتصل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتعين على نوائب
[ 324 ]
الحق فأنا لك جار فارتحل بن الدغنة ورجع معه أبو بكر فقال لهم وطاف في كفار قريش فقال لهم أن أبا بكر لا يخرج ابن يخرج مثله إنه يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار بن الدغنة وأمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر أن يعبد ربه في داره ويصلي ما شاء ويقرأ ما شاء ولا يؤذينا ابن يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ففعل أبو بكر ذلك ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبنائهم فيتعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا لا يملك دمعة إذا قرأ القرآن فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا إنما أجرنا أبا بكر أن يعبد ربه في داره وقد ابتنى مسجد بفناء داره وأنه أعلن بالصلاة والقراءة وإنا خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فأته فقل له إما أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فليرد إليك ذمتك فإنا نكره أن نخفر ذمتك ولسنا بمقرين لأبي بكر الاستعلان فأتى بن الدغنة أبا بكر فقال قد علمت الذي عقدت لك علينا إما أن تقصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن يسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرضى
[ 325 ]
بجوار الله وجوار رسوله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين اريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما حارتان لو فهاجر من هاجر قبل المدينة حتى ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر مهاجرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك يا أبا بكر فإني أرجو أن يؤذن لي فقال فداك أبي وأمي أو ترجو ذلك قال نعم فحبس أبو بكر نفسه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته وعلف راحلتين كانتا له ورق السمر أربعة أشهر قال الزهري قال عروة فقالت عائشة فبينما نحن في بيتنا في نحر الظهيرة إذ قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر فدا له أبي وأمي إن جاء به هذه الساعة لأمر فجاء رسول الله
[ 326 ]
صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر يا رسول الله إنما هم أهلك قال فنعم قال قد أذن لي قال أبو بكر خذ إحدى راحلتي هاتين فقال نعم بالثمن قالت فجهزناهما أحث الجهاز وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء من نطاقها فأوكت بها الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاق فلحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في غار في جبل يقال له ثور فمكثنا فيه ثلاث ليال أخبرنا أبو مالك الجنبي نا الحجاج وهو بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت
[ 327 ]
فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت في أثره فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقيع رافعا يديه إلى السماء يدعو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنت أبي بكر ما الذي أخرجك فقالت أشفقت أو خفت أن تكون خرجت إلى بعض نسائك فقال ما أخرجك ثم قال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب
[ 328 ]
أخبرنا النضر نا هشام وهو بن عروة أخبرني أبي عن عائشة قالت كان يأتي على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر لا نوقد فيه نارا إلا أن يكون عندهم لحم وكان أهل بيت من الأنصار يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزيرتهم أو حريرتهم قال النضر والخزيرة من النخالة والحريرة من اللبن
[ 329 ]
أخبرنا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ليس نزول المحصب سنة إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه أخبرنا النضر نا شعبة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال سمعت مجاهد بن وردان يحدث عن عروة بن الزبير عن عائشة أن مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بميراثه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا رجلا من أهل قريته فادفعوا إليه ميراثه وقال غير النضر مولى النبي صلى الله عليه وسلم وقع من نخلة وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ترك ولدا فقالوا لا قال هل ترك حميما قالوا لا قال فأعطوه رجلا من أهل قريته
[ 330 ]
أخبرنا النضر نا هشام وهو بن عروة أخبرني أبي عن عائشة قالت ما غرت على أحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها وقد أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبشرها ببيت في الجنة أخبرنا يحيى بن واضح نا موسى بن عبيدة الربذي عن داود بن مدرك عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت دخلت
[ 331 ]
امرأة المسجد وهي ترفل في زينة لها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد فقال إياكن والزينة والتبختر في المساجد فإن بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبخترت في المساجد أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها هذا جبريل يقرأ عليك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا نرى
[ 332 ]
أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن حبيب بن هند عن عروة بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخذ السبع الطول فهو حبر أخبرنا بشر بن عمر عن سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن حبيب بن هند الأسلمي عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أخذ السبع الأول فهو حبر قال إسحاق يعني البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس أخبرنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن
[ 333 ]
أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال سمع المصريون أن عثمان خرج إلى قرية فأتوه واندراس في الحمى وغيره فدعا بالمصحف
[ 334 ]
فقالوا له فاتح السابعة فكانوا سمون سورة يونس السابعة فقرأ حتى أتى على هذه الآية * (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون) * فقالوا قف أرأيت ما حميت من حمى الله أذن لك أم على الله تفتري قال عثمان امضه نزلت في كذا وكذا فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة فلما وليت حميت لإبل الصدقة فذكر الحديث أخبرنا سفيان قال كانت المخزومية تستعير متاعا وتجحده فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلم فيها فقال لو كانت فاطمة لقطعت يدها
[ 335 ]
فقيل لسفيان من ذكره فقال أيوب بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة إن شاء الله أخبرنا أبو الوليد نا ليث بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقالوا ومن يجترئ
[ 336 ]
على ذلك إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم أسامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أتشفع في حد من حدود الله ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال إنما أهلك الذين كانوا قبلكم أن الشريف إذا سرق فيهم تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف حدوه وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها أخبرنا وكيع نا هشام عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط أخبرنا عبد الصمد نا همام بن يحيى عن إسحاق بن
[ 337 ]
عبد الله بن أبي طلحة عن شيبة الخضري عن عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث أحلف عليهن ولو حلفت على الرابعة لرجوت أن لا آثم أن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له وسهم الإسلام الصلاة والصيام والصدقة وما تولى الله عبد قط فيوليه غيره يوم القيامة وإذا أحب رجل قوما كان معهم والرابعة لو حلفت رجوت أن لا آثم ما ستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر الله عليهم يوم القيامة قال شيبة فسمعت عروة بن الزبير يحدث بهذا الحديث عمر بن
[ 338 ]
عبد العزيز فقال عمر إذا سمعتم بمثل هذا الحديث من مثل عروة يرويه عن عائشة فاحفظوه أخبرنا أبو عامر العقدي نا هشام بن سعد عن عثمان بن عمرو بن هاني عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أنه قد حفزه
[ 339 ]
شئ فتوضأ ثم خرج ولم يتكلم فاقتربت من الجدران فسمعته يقول يا أيها الناس إن الله يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسألون فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم أخبرنا روح بن عبادة نا مالك بن أنس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة في رمضان فصلى بصلاته ناس ثم صلى القابلة فاجتمع إليه ثم لم يخرج الثالثة أو الرابعة فلما صلى الصبح قال إني قد رأيت مكانكم البارحة فلم أخرج إليكم خشية أن يفرض عليكم وذلك في رمضان أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثني رجل في مسجد الرسول صلى الله عليه
[ 340 ]
وسلم عن عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم إلى الصلاة فمس ذكره فليتوضأ قال وحدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير أن المهاجر بن عكرمة المخزومي أخبره أن محمد بن مسلم الزهري أخبره أن رسول الله
[ 341 ]
صلى الله عليه وسلم أعاد الوضوء في مجلسه فقيل له فقال إني حككت ذكري أخبرنا بشر بن عمر الزهراني نا مالك بن أنس عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة لهن ألا تتقين الله أليس قد قال
[ 342 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركناه صدقة فرضين بقولها وتركن ذلك أخبرنا بشر بن عمر الزهراني نا مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فأهللنا بالعمرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم معه هدي فليهل الحنفية والعمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا قالت فقدمت مكة وأنا حائض فلم أطف بالبيت ابن بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انقضي رأسك وامتشطي وأهلي الحنفية ودعي العمرة قالت ففعلت فلما قضيت الحج أرسل معي عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت منه فقال هذه عمرة مكان عمرتك قالت فأما الذين أهلوا بالعمرة فطافوا بالبيت وبالصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا واحدا بعد ما رجعوا من مني بحجهم وأما الذين جمعوا الحج والعمرة فما طافوا إلا طوافا واحدا أخبرنا روح نا مالك عن الزهري عن عروة
[ 343 ]
عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى سبحة الضحى قط وإني لأسبحها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك العمل أن يعمل به وهو يحب أن يعمله مخافة أن يعمل الناس ذلك فيفترض عليهم أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت اجتمع أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن لفاطمة أن تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت عائشة فجاءت ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مرط عائشة قالت إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال لها رسول الله صلى الله عليه
[ 344 ]
وسلم أتحبينني فقالت نعم قال فأحبيها فرجعت إليهن فقالت لهن ما قال لها فقلن إنك لم تصنعي شيئا فارجعي إليه قالت والله لا أرجع إليه فيها أبدا قال الزهري وكانت ابنة أبيها فأرسلن زينب فقلن لها قولي للنبي صلى الله عليه وسلم إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فجاءت فقالت له وأقبلت علي تشتمني وكان هي التي تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم هل ينظر إلي بطرفة فأنتصر منها فلم يتكلم فظننت أنه لا فقلنا فأقبلت عليها فلم ألبث أن أفحمتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ابنة أبي بكر قالت ولا أعرف امرأة خيرا ابن أكثر صلاة ابن صلة رحم ابن أبرك لشئ يتقرب به إليه من زينب ما عدا سورة من غرب حد فيها توشك منها الفيئة
[ 345 ]
أخبرنا أبو عارم العقدي نا الزبير وهو بن عبد الله الهاشمي حدثني جعفر بن المصعب قال سمعت عروة بن الزبير يحدث عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله إذا أراد أن يخلق الخلق بعث ملكا فيدخل الرحم فيقول يا رب أذكر أم أنثى فيقول ذكر أو أنثى أو ما شاء الله أن يخلق في الرحم فيقول أي رب أشقيا أم سعيدا فيقول شقيا أم سعيدا فيقول أي رب فما أجله ثم يقول أي رب فما رزقه ثم يقول أي رب فما خلقه وخلائقه فلا يقول شيئا إلا فعله في الرحم أخبرنا وكيع نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها علم فكأني أنظر إلى علمها
[ 346 ]
في الصلاة فلما صلى كرهها قال وأخذها اذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بالأنبجاني أخبرنا روح بن عبادة نا محمد بن أبي حفصة نا ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام فلما قضى صلاته قال ألهتني هذه الأعلام اذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بمنبجاني أخبرنا وكيع نا سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفف ركعتي الفجر
[ 347 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عورة عن أبيه عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك عندنا شيئا من شعير فما زلنا نأكل منه حتى كالته الجارية فلم يلبث أن فنى ولو تركته لم تكله لرجوت أن يكون يبقى أخبرنا روح نا مالك عن الزهري عن عروة قال أخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر والشمس طالعة في حجرتها لم تظهر
[ 348 ]
أخبرنا النضر نا صالح وهو بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت كان عندي يهودية فقالت إنكم تفتنون في قبوركم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل يهود تفتن في قبورهم قالت عائشة فلبث ما شاء الله ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أوحى إلي أنكم تفتنون في قبوركم قالت فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بعد صلاة إلا تعوذ فيها من فتنة القبر أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب المرء من شوكة فما فوقها إلا قضى الله عنه بها خطيئة
[ 350 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مرض أو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا الأبتر وذا الطفتين فإنهما يصيبان الحبل كاللات الأبصار
[ 351 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم من آدم ينام عليه حشوه من ليف أخبرنا خالد بن الحارث الهجيمي قال سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء
[ 352 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء
[ 353 ]
أخبرنا روح بن عبادة نا بن جريج قال قلت لابن شهاب أحدثك عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من أفطر في تطوع فليقضه قال لم أسمع من عروة في ذلك شيئا ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من يسأل عائشة أنها قالت كنت أنا وحفصة صائمتين فقرب إلينا طعام فابتدرنا فأكلناه فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فبادرتني إليه حفصة وكانت ابنة أبيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقضيا يوما آخر قال قلت لأبي قرة موسى بن طارق أذكر بن جريج قال قلت لابن شهاب أحدثك عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفطر في تطوع فليقضه قال إسحاق قرأت مثل ما حدثنا روح فأقر به أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إهلاله بأطيب ما أجد
[ 354 ]
أخبرنا بشر بن عمر نا مالك عن يزيد بن خصيفة عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من وصب حتى الشوكة إلا قضى الله بها أو كفر الله بها من خطاياه أخبرنا النضر بن شميل نا أبو إبراهيم وهو محمد بن أبي حميد المدني عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن ابن مؤمنة يصيبه نصب ابن وصب حتى الشوكة إلا كتبت لها بها حسنة ومحيت عنه بها سيئة
[ 355 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت إن كنا آل محمد لنمكث شهرا ما نستوقد نارا إنما هو التمر والماء أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أن عائشة قالت إن كان ليأتي علينا الشهر وما نستوقد بنار إنما هو التمر والماء ولكن جزى الله نساء من الأنصار خيرا كانوا يهدون إلينا الشئ من اللبن أخبرنا النضر بن شميل نا أبو إبراهيم المدني وهو محمد بن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير قال أخذ
[ 356 ]
بيدي فقال سمعت من أمي عائشة تقول كنا نلبث أربعين ليلة ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار مصباح ولا غيره فقلت لها يا أمتاه مم كنتم تعيشون فقالت من الأسودين التمر والماء أخبرنا يحيى بن محمد بن قيس المدين قال سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلي رأسه فأرجله وأنا حائض وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد أخبرنا محمد بن بكر أنا بن جريج قال سمعت عطاء يقول حدثني عروة بن الزبير قال كنت أنا وابن عمر مستندين
[ 357 ]
إلى حجرة عائشة فسمعنا استنان عائشة بالسواك فسمع صوتها فقال يا أبا عبد الرحمن هل اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب فقال نعم فقلت لعائشة يا أمتاه إلا تسمعين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن فقالت وما يقول أبو عبد الرحمن قلت يقول ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب وما أعتمر عمرة إلا وهو معه فما قال نعم ابن لا سكت أخبرنا جرير عن منصور عن مجاهد قال
[ 358 ]
دخلت أنا وعروة بن الزبير فقال عروة لعائشة إن بن عمر يقول اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب فذكر نحوه أخبرنا الثقفي نا خالد الحذاء عمن حدثه عن عائشة قالت ما قبض نبي قط إلا جعل روحه بين عينيه ويخير بين الدنيا والآخرة أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن سالم قال كان أبو بكر وعمر وابن عمر ينزلون الأبطح قال الزهري وأخبرني
[ 359 ]
عروة عن عائشة أنها لم تكن تفعل ذلك وقالت إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه أخبرنا روح نا بن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء ويأمر بصيامه أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري أو غيره عن عروة عن عائشة قالت جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه فأخذ عليهن الآية * (أن لا يشركن بالله شيئا) * فلما ذكر الزنا وضعت يدها على رأسها حياء فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من أمرها قالت عائشة قولي ذلك فما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على ذلك قالت فنعم إذا
[ 360 ]
أخبرنا عبد الملك بن محمد الشامي وهو صاحب الأوزاعي نا أبو سلمة العاملي حدثني الزهري حدثني عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بالجعرانة عشر مباح للمسلمين في مغازيهم العسل والماء والشراب والخل والملح والزيت والحجر والعود ما لم ينحت والجلد الطري والطعام يخرج به قال إسحاق هذا حديث منكر وعبد الملك عندهم في حد الترك
[ 361 ]
أخبرنا عبد الله بن حكى الحراني نا حيوة بن شريح أخبرني سالم بن غيلان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وعليه صوم نذر فليصم عنه وليه قال إسحاق السنة هذا
[ 362 ]
أخبرنا أبو قرة موسى بن طارق قال سمعت موسى بن عقبة يذكر عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن القبلة للصائم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل أزواجه وهو صائم ثم ضحكت أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة وعمرة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أرسلوا إلى أبي بكر يسألن ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليهن عائشة ألا تتقين الله ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا نورث ما تركنا صدقة
[ 363 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجة ثم دخل وقد علقت قرام ستر فيه الخيل أولات الأجنحة فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انزعيه أخبرنا عبد الرزاق أنا بن جريج قال أخبرت عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها كانت تذكر شأن خيبر قالت
[ 364 ]
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة فيخرص عليهم النخل حين يطيب أول الثمرة قبل أن تؤكل ثم يخير اليهود فيأخذونه بذلك الخرص أم يدعونه وإنما كان يفعل ذلك كي تحصى الزكاة قبل أن يؤكل التمر ويفرق أخبرنا عبد العزيز عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له الماء من بئر السقيا أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج ولم يعتمر
[ 365 ]
أخبرنا الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال ما يروى عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الوهاب الثقفي نا يحيى بن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم يقول أخبرني محمد بن جعفر بن الزبير أن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره أن عائشة أم المؤمنين حدثته قالت جاء
[ 366 ]
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني احترقت فسأله ما له فقال أفطرت في رمضان ثم جلس فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكتل عظيم يدعى العرق فيه تمر فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل فقال أين المحترق فقام الرجل فقال تصدق بهذا أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثني محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج
[ 367 ]
أخبرنا جرير عن محمد بن إسحاق عن عبد الواحد بن حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم حاسبني حسابا يسيرا فقلت يا رسول الله ما الحساب اليسير فقال هو أن ينظر في سيئاته فيتجاوز له عنها فإنه من نوقش الحساب فقد هلك وما أصاب المؤمن من نكبة إلا كفر بها عنه من سيئاته حتى الشوكة يشوكه أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني عن عبد الواحد بن حمزة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة
[ 368 ]
سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلى عليه فأنكر الناس ذلك عليها فقالت ما أسرع ما نسي الناس ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد
[ 369 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول عند وفاته اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق
[ 370 ]
أخبرنا روح نا مالك عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته وهو مستند إلى صدرها يقول اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق أخبرنا محمد بن سلمة الحراني نا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من عند النجاشي أهداها له فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشي فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده معرضا أو ببعض أصابعه فأعطاها أمامة بنت أبي العاص فقال تحلي بهذا يا بنية
[ 371 ]
أخبرنا يحيى بن واضح نا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدق به أصحابه وشكوا في غسله فقالوا نجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا أم كيف نصنع فأرسل الله إليهم سنة فما منهم أحد يرفع رأسه فإذا مناد ينادي من البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه قال فغسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قميصه قال فقالت عائشة لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله غير نسائه
[ 372 ]
ما يروى عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا جرير نا الأعمش عن ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ناوليني الخمرة من المسجد فقلت إني حائض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست حيضتك بيدك
[ 373 ]
أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد مثله أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرى إلا لحج فلما كنا بسرف حضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه
[ 374 ]
وسلم وأنا أبكي قال مالك أنفست قلت نعم فقال هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقض ما يقض الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر أخبرنا سفيان نا عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة أنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سترت بقرام فيه تماثيل فلما رآه تلون وجهه ثم هتكه بيده وقال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله
[ 375 ]
أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مثل ذلك وقالت فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين أخبرنا عبدة بن سليمان نا عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاثا أو البتة فتزوجها آخر ثم طلقها قبل أن يدخل بها أترجع إلى زوجها الأول فقال لا حتى يذوق الآخر من عسيلتها كما ذاق الأول
[ 376 ]
أخبرنا خالد بن الحارث الهجيمي نا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون بعد موته فرأيت دموع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسيل على خديه
[ 377 ]
أخبرنا وكيع بهذا الإسناد مثله وقال على خدي عثمان أخبرنا وكيع نا جعفر بن برقان عن فرات بن سلمان عن رجل من جلساء القاسم بن محمد عن القاسم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال لها الطلاء
[ 378 ]
أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كنت أفتل قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبعث به ثم لا يعتزل شيئا مما يعتزله المحرم أخبرنا أبو معاوية نا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت فتلت قلائد بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبعث به ثم لا يعتزل شيئا فقلدها وأشعرها وأهداها فما حرم عليه شئ كان حلا له
[ 379 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا عبد الله بن عون عن إبراهيم وعن القاسم بن محمد عن عائشة أنها قالت يارسول الله
[ 380 ]
أيرجع الناس بنسكين وأرجع بنسك واحد فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظري حتى إذا تطهرت خرجت إلى التنعيم وأهللت بعمرة من ثم ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك شك بن عون أخبرنا عبدة نا عبيد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها قالت يا رسول الله ما أرى صفية إلا حابستنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما كانت طافت يوم النحر قلت بلى قال فلا حبس عليك أخبرنا وكيع نا سفيان عن عبد الله بن أبي زياد عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله
[ 381 ]
أخبرنا جرير نا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لإحرامه وقبل أن يزور البيت لإحلاله
[ 382 ]
أخبرنا وهب بن جرير نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين أحرم ولحله حين حل قبل أن يطوف بالبيت
[ 383 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مثله أخبرنا الملائي نا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ولإحلاله حين حل قبل أن يطوف بالبيت أخبرنا موسى القاري نا المفضل بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مثله .
[ 384 ]
قال القاسم ولم يكن طيبه كطيبكم هذا الخائر إنما كان الذريرة ونحوها يذهب سريعا وإنما خلق أحدكم رأسه وقد بقي فيه من الطيب بعد أخبرنا عبدة نا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمرو عن القاسم عن عائشة قالا كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم فقال
[ 385 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بن أم مكتوم قال القاسم وما كان بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا أخبرنا الفضل بن موسى نا عبيد الله عن القاسم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بن أم مكتوم قال القاسم وما كان بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا أخبرنا أبو عامر العقدي نا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة المدني عن داود بن الحصين عن القاسم عن عائشة
[ 386 ]
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب وقال إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام قيل يا رسول الله وما السام فقال الموت أخبرنا عبدة بن سليمان نا عبيد الله بن عمر عن القاسم عن
[ 387 ]
عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم قالت ولكن كان أملككم لإربه أخبرنا الثقفي نا أيوب عن بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة أن سالما مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة في بيتهم فأتت ابنة سهيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن سالما بلغ الرجال وعقل مثل ما عقلوا وإني أظن في نفس أبي حذيفة من دخوله شئ فقال
[ 388 ]
أرضعيه تحرمي عليه ويذهب عن نفس أبي حذيفة ما يجد فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إني قد أرضعته وذهب عن نفس أبي حذيفة ما كان يجد أخبرنا عبد الرزاق أنا بن جريج أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أن القاسم بن محمد أخبره أن عائشة قالت جاءت سهلى بنت سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن سالما السالم مولى أبي حذيفة قد بلغ ما يبلغ الرجال بعدم مثل ما علموا وهو معنا في بيتنا فقال أرضعيه تحرمي عليه أخبرنا الفضل بن السيناني عن عبيد الله بن أبي زياد عن القاسم بن محمد قال إنما كان ذلك رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم ثم لم يرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في رضاع على فرق لأحد بعده
[ 389 ]
أخبرنا النضر بن شميل نا حماد بن سلمة أنا بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات تلا الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سماهم الله لكم فإذا رأيتموهم فاحذروهم
[ 390 ]
أخبرنا الملائي نا عبد الواحد بن أيمن المكي عن بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة على عائشة وحفصة فخرجنا معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الليل سار مع عائشة يتحدث معها فقالت حفصة لعائشة إن شئت فاركبي بعيري فأركب بعيرك فتنظري بكر وانظر فركبت عائشة فغارت فلما نزلوا جعلت الخطبة رجليها بين الأذخر وتقول
[ 391 ]
اللهم سلط علي حية أو عقربا تلدغني هو رسولك فلا أستطيع أن أقول له شيئا أخبرنا وكيع نا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يعصي الله فلا يعصه ومن نذر أن يطيع الله فليطع أخبرنا روح بن عبادة نا مالك عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
[ 392 ]
وسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه أخبرنا عيسى بن يونس نا خالد بن الياس المدني عن
[ 393 ]
ربيعة الرأي عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال
[ 394 ]
أخبرنا وكيع نا أبو عيسى موسى بن بكر الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة فقال له أبي أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم هكذا أخبرت قال إسحاق قلت للملائي قد هو أبو عيسى الأنصاري فقال نعم قال إسحاق وذكر عن حماد بن سلمة عن شيخ سماه عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
[ 397 ]
أخبرنا أبو عامر العقدي نا زهير وهو بن محمد العنبري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عطاء بن يسار عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنتبذوا في الجر ابن في الدباء ابن في المزفت ولا في النقير وكل شراب مسكر فهو حرام
[ 398 ]
أخبرنا المعتمر بن سليمان قال سمعت المهدي بن ميمون يحدث عن أبي عثمان الأنصاري عن القاسم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أسكر الفرق فالحسوة منه حرام
[ 399 ]
أخبرنا عبد الله بن شيرويه نا عبد الله بن معاوية الجمحي نا مهدي بن ميمون بهذا الإسناد مثل الحديث أخبرنا إسحاق أنا عبد الله بن إدريس قال سمعت ليثا يحدث عن أبي عثمان الأنصاري عن القاسم عن عائشة لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أسكر الفرق فالأوقية منه حرام
[ 400 ]
أخبرنا أبو أسامة قال سمعت مهدي بن ميمون والربيع بن صبيح يحدثان عن أبي عثمان المدني عمرو بن سالم عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أسكر الفرق قال أحدهما فالأوقية منه حرام وقال الآخر فملء الكف منه حرام
[ 401 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا الأوزاعي عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هنيئا
[ 402 ]
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن القاسم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الغيث قال اللهم صيبا هنيئا أو قال صيبا هينا أخبرنا الملائي نا المسعودي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
[ 403 ]
الحية فاسقة والعقرب فاسقة والفأرة فاسقة والغراب فاسق فقال إنسان للقاسم أيؤكل الغراب فقال ومن يأكله وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسقا أخبرنا وكيع عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له وزيرا إن ذكر أعانه وإن نسي أذكره
[ 404 ]
أخبرنا عبد الصمد نا حماد وهو بن سلمة عن ثابت البناني عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوة أو فصيلة حتى يكون مثل أحد
[ 405 ]
أخبرنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة جالسا ركع جالسا وإذا افتتح قائما ركع قائما أخبرنا يحيى بن آدم نا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد وهو الفرق
[ 406 ]
أخبرنا النضر نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من الإناء الواحد أخبرنا عبد الأعلى نا عباد بن منصور عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كنت أغسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ أول مرة ثم آخذ أنا بعده
[ 407 ]
أخبرنا وكيع نا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي عند إحرامه أخبرنا الثقفي عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه وطيبته قبل أن يفيض
[ 408 ]
أخبرنا النضر ووهب بن جرير قالا ثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن امرأة استحيضت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها أنه عرق فأمرت أن تؤخر الظهر وتعجل العصر وتغتسل وتصلي وتؤخر المغرب وتعجل العشاء وتغتسل وتصلي قبل الصبح غسلا وتصلي وتؤخر المغرب فقلت له عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أنا بمحدثك وفي عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
[ 409 ]
أخبرنا موسى القاري نا زائدة عن ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن امرأة سألتها فقالت إذا حاضت إحدانا ثم طهرت أتقضي الصلاة فقالت كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت إحدانا تحيض ثم تطهر فلا يأمرنا بالقضاء ولا نقضيه أخبرنا روح نا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت
[ 410 ]
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس عندهم ماء فأتى الناس أبا بكر فقالوا ألا ترى إلى عائشة حبست الناس على غير ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام وقال ما شاء الله ثم طعن بيده في خاصرتي فما منعني من التحرك إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واضعا رأسه على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مطرف على غير ماء فأنزل الله عزوجل آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته
[ 411 ]
أخبرنا حماد بن مسعدة نا بن موهب وهو عبيد الله بن عبد الرحمن عن القاسم بن محمد قال كان لعائشة غلام وجارية قالت فأردت أن أعتقها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابدئي بالغلام قبل الجارية
[ 412 ]
أخبرنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كان في بريرة ثلاث قضيات أراد أهلها أن يبيعوها ويشترطوا الولاء فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إشتريها واشترطي لهم الولاء فإن الولاء لمن أعتق وأعتقت فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت نفسها وكان الناس يتصدقون على بريرة فتهدي لنا منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوه فإنه عليها صدقة ولنا هدية أخبرنا وهب بن جرير نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت
[ 413 ]
لما أصيب جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيتي فقال إن النساء غلبتنا وفتننا وينحن على جعفر فقال اذهب فأسكتهن فذهب ثم جاء فقال مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فاسكتهن قالت عائشة وربما أضر التكلف أهله فذهب ثم جاء الثالثة فقال مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فاسكتهن فإن أبين فأحث في وجوههن التراب فقلت في نفسي بعدا لك وسحقا قد كنت غنيا عن هذا فوالله ما هن بمطيعاتك وما أنت بمطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 414 ]
أخبرنا صفوان بن عيسى نا بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت إن كان ليمر بنا أو بآل محمد الشهر أو نصف الشهر ما نوقد فيه نارا لمصباح ابن لغيره قلت فما يعيشكم قالت التمر والماء أخبرنا الثقفي نا أيوب عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كانت سودة امرأة ضخمة ثبطة استأذنت رسول الله صلى الله
[ 415 ]
عليه وسلم أن تفيض من جمع بليل فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت عائشة تقول وددت بأني كنت أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة أخبرنا أبو عامر العقدي نا عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي قال سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ولى منكم وأشار أو شيئا فأراد الله به خيرا جعل له وزير صدق إن ذكر أعانه وإن نسي ذكره
[ 416 ]
أخبرنا سعيد بن عامر الضبعي نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت حصلت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا وهو يصلي فيه تصاوير قالت فكرهه ونهى عنه فجعلنا منه وسائد أخبرنا أبو عامر نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وبين يديه ثوب فيه تصاوير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخري هذا عنا قالت فجعلنا منه وسائد أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري أخبرني القاسم بن محمد أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 417 ]
دخل عليها وهي مستندة لقرام فيه تماثيل فتلون وجهه فأهوى إلى القرام فهتكه وقال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله أخبرني الثقفي نا أيوب عن نافع عن القاسم عن عائشة أنها اشترت بستر فيه تماثيل قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف على الباب فعرفت الغضب في وجهه فقلت أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله
[ 418 ]
أخبرنا عبد الرزاق أنبأ بن حكى حدثني حفص بن غيلان الرعيني ويزيد أبو السمط عن الحكم بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قلت يا رسول الله يؤتى بالجنازة وأنا في شئ فيخفى علي التكبير فقال لا عدد إنما أنتم شفعاء فليجهد بتشفيع لمن يشفع أخبرنا بقية حدثني مولى آل السمط عن الحكم عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الجنازة لا عدد ولا قضاء
[ 419 ]
أخبرنا أبو عامر نا عبد الله بن جعفر من ولد المسور بن محمد عن سعد بن إبراهيم قال سألت القاسم بن محمد عن
[ 420 ]
رجل أوصى من مساكن بثلث كل مسكن فقال القاسم أرى أن يجمع ذلك كله في مسكن واحد أخبرتني عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل بغير عملنا فهو رد أخبرنا الملائي الفضل بن دكين نا أفلح بن حميد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين الحنفية في شهر الحج فلما نزلنا سرف خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال من لم يكن معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل وأما من كان معه الهدي فلا قالت فكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أصحاب له ذي قوة الهدي فلم يكن لهم عمرة فالأخذ بالأقوال ومن لم يكن معه الهدي والتارك لها قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك فقلت سمعتك تقول لأصحابك ما قلت فمنعت العمرة فقال وما شأنك فقلت لا أصلي قال فلا يضرك إنما أنت امرأة من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن فكوني على حجتك فعسى الله أن يرزقكيهما قالت
[ 421 ]
فلبثنا حتى إذا نفرنا نزل المحصب دعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال أخرج أختك من الحرم فلتهل بعمرة ثم أفرغا من طوافكما فإني أنظركما ها هنا حتى تأتياني قال فجئنا من جوف الليل فقال أفرغتما فقلت نعم ونادى بالرحيل في أصحابه فارتحل وارتحل الناس إلى البيت فطاف به قبل صلاة الصبح ثم خرج متوجها إلى المدينة أخبرنا الملائي نا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت نزلنا المزدلفة فاستأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدفع قبل حطمة الناس فكانت امرأة بطيئة فدفعت قبل حطمة الناس وقبله أقمنا حتى أصبحنا فدفعنا بدفعته قالت عائشة فلأن أكون استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة فدفعت قبله أحب إلي من شئ مفروح به
[ 422 ]
أخبرنا موسى نا مفضل بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم قال أخبرني أبي أن عائشة حدثته قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لإحرامه قبل أن يحرم ولإحلاله قبل أن يفيض إلى البيت قال القاسم ولم يكن طيبهم كطيبكم هذا إنما كان طيبهم الغالية والذريرة قد تذهب في ساعة من النهار وأما طيبهم اليوم الخاثر يخلق أحدهم رأسه ثم يوجد الريح منهم
[ 423 ]
ما يروى عن عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا سفيان عن الزهري عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقطع في ربع دينار فصاعدا
[ 424 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا أخبرنا أبو عامر العقدي نا عبد الله بن جعفر من ولد المسور بن خرمة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عمرة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقطع يد السارق إلا أن يكون ربع دينار فصاعدا
[ 425 ]
أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن أخي عمرة عن عمرة عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة ما نرى إلا الحج فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان طاف بالبيت قبل أن يحل إلا أن يكون ساق هديا قالت وأتينا بلحم بقر فقلت ما هذا فقالوا ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه
[ 426 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا يحيى بن سعيد عن عمرة أنها سمعت عائشة تقول
[ 427 ]
لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما حالا النساء بعده لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل قال يحيى فقلت لعمرة أو كان نساء بني إسرائيل منعن المسجد فقالت نعم أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن إسماعيل بن أمية عن عمرة عن عائشة قالت لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى النساء اليوم لنهاهن منه عن الخروج أو حرم عليهن الخروج تعني إلى المساجد أخبرنا عيسى بن يونس نا يحيى بن سعيد عن عمرة أنها سألت عائشة عن الغسل يوم الجمعة فقالت كان الناس يروحون كهيئتهم فقيل لهم لو اغتسلتم
[ 428 ]
أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن أخي عمرة عن عائشة قالت إن كنت لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين قبل صلاة الفجر فيخففهما حتى أقول ما قرأ فيها بأم الكتاب
[ 429 ]
أخبرنا أبو خالد الأحمر بهذا الإسناد قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفف ركعتي الفجر حتى أقول في نفسي ما قرأ فيهما بأم الكتاب أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط أخبرنا يحيى بن واضح نا محمد بن إسحاق عن
[ 430 ]
عبد الله بن أبي بكر عن فاطمة بنت محمد بن عمارة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا أصوات المساحي من الليل ليلة الأربعاء أخبرنا أبو عامر نا أبو معشر المدني نجيح السندي عن عبد الله بن يحيى عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة
[ 431 ]
قالت عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا أقول يا رسول الله فقال قل الحمد لله قالوا ماذا نقول له فقال قولوا يرحمك الله فقال ماذا أقول لهم فقال قل يهديكم الله ويصلح بالكم أخبرنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان أنا الحجاج عن أبي بكر بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رميتم وذبحتم فقد حل لكم كل شئ إلا النساء وحل لكم الثياب والطيب
[ 432 ]
أخبرنا أبو معاوية نا الحجاج عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رمى وذبح وحلق فقد حل له كل شئ إلا النساء أخبرنا أبو معاوية نا الحجاج عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا يعلى بن عبيد نا حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع فضل ماء ابن تباع ثمرة حتى يبدو صلاحها
[ 433 ]
أخبرنا عبدة نا حارثة بن أبي الرجال عن عمرة قالت سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ فوضع يده في الإناء يسمي الله فيتوضأ ويسبغ الوضوء أخبرنا أبو معاوية نا حارثة عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ابن إله غيرك
[ 434 ]
أخبرنا يعلى بن عبيد نا حارثة عن عمرة قالت سألت عائشة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا في البيت قالت ألين الناس بساما ضحاكا
[ 435 ]
أخبرنا أبو بدر شجاع بن الوليد نا حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ من إناء قد أصابت الهرة منه قبل ذلك
[ 436 ]
أخبرنا عبد العزيز بن محمد نا داود بن صالح التمار عن أمه عن عائشة أنها قالت في الهرة إنما هي من الطوافين عليكم ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بفضلها
[ 437 ]
أخبرنا سفيان عن الزهري عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت قراءة من هذا قالوا قراءة حارثة بن النعمان فذلكم البر فذلكم البر
[ 438 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قراءة تقول فقلت قراءة من هذا فقيل قراءة حارثة بن النعمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك البر فذاك البر وكان من أبر الناس بأمه أخبرنا يحيى بن آدم نا بن المبارك عن سعد بن
[ 439 ]
سعيد عن عمرة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كسر عظم الميت ككسر عظم الحي
[ 440 ]
أخبرنا حكام بن سلم الوزان نا عيسى الأزرق عن إبراهيم الصائغ قال سألت حمادا عن الرجل يقطع من الميت يدا أو رجلا قال ليس عليه في ذلك قصاص يرى الإمام فيه رأيه بضرب يوجع أو حبس أخبرنا روح بن عبادة نا مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت نزلت القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس رضعات معلومات ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن
[ 441 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت سألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيستقبل القبلة ويرفع يديه حذاء منكبيه ويكبر ثم يركع فيضع يديه على ركبتيه ويجافي بعضديه ثم يرفع رأسه ويقيم صلبه ويقوم قياما هو أطول من قيامكم هذا قليلا ثم يسجد فيضع يديه تجاه القبلة ويجافي بعضديه ما استطاع فيما رأيت حتى إني لأنظر إلى بياض أبطيه من خلفه ثم يرفع رأسه فيجلس على قدمه اليسرى وينصب اليمنى ويكره أن يسقط على شقه الأيسر أخبرنا أبو معاوية نا حارثة عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه
[ 442 ]
أخبرنا روح نا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها أخبرتها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة فسمعت صوت إنسان قالت فقلت يا رسول الله سمعت صوت إنسان في بيتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة فقالت عائشة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان فلانا حيا لعمها من الرضاعة دخل علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة
[ 443 ]
أخبرنا روح نا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة أن بن عباس قال من أهدى هديا حرم عليه ما حرم على الحاج حتى ينحر عنه الهدي فقالت عائشة ليس كما قال بن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم عليه شئ أحله الله له حتى نحر عنه الهدي أخبرنا روح نا مالك عن عبد الله بن أبي بكر
[ 444 ]
عن عبد الله بن حكى قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث قال عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة فقالت صدق سمعت عائشة تقول دف أهل أبيات من أهل البادية حضرة الأضحى في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخروا ثلاثا ثم تصدقوا ما بقي فلما كان بعد ذلك قالوا يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون فيها الودك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك فقالوا نهيت أن يؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال إنما نهيتكم من أجل الدأفة التي دفت فكلوا وادخروا وتصدقوا
[ 445 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا حارثة عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء
[ 446 ]
ما يروى عن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا جرير نا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة قالت أخبرتني عائشة أم المؤمنين قالت قلت يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معكم فإني لا أرى في القرآن وأشار أفضل من الجهاد فقال لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور
[ 447 ]
أخبرنا عبد الله بن الوليد نا سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال جهادكن الحج أو حسبكن الحج أخبرنا جرير عن العلاء بن المسيب عن
[ 448 ]
الفضيل بن عمرو الفقيمي عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت توفي صبي من الأنصار فقلت طوبي له عصفور من عصافير الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار فخلق للجنة أهلا وخلق للنار أهلا أخبرنا الملائي نا طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار ليصلي عليه فقلت طوبى له عصفور من عصافير الجنة
[ 449 ]
قال الملائي وأراه قال لم يعمل سوءا ولم ندر ما هو فقال يا عائشة أو غير هذا إن الله خلق للجنة أهلا خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم أخبرنا مروان بن معاوية ها نا عبد الله بن سيار مولى بني طلحة بن عبيد الله القرشيين قال سمعت عائشة بنت طلحة تذكر عن عائشة أم المؤمنين قالت
[ 450 ]
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا كاشفا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على ذلك الحال ثم استأذن عمر فأذن له وهو على ذلك الحال ثم استأذن عثمان فأرخى عليه من ثيابه فلما قاموا قلت يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر وأنت على ذلك الحال فأذنت له ثم استأذن عليك عمر وأنت على ذلك الحال فأذنت لم ثم استأذن عليك عثمان وأنت على ذلك الحال فأرخيت عليك من ثيابك فقال يا عائشة الا أستحي من رجل والله إن الملائكة لتستحي منه أخبرنا عبد الله بن إدريس قال سمعت الأفريقي عبد الرحمن بن زياد يذكر عن بعض مشيختهم قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان فقال شبيه أبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام والملائكة لتستحي منه
[ 451 ]
أخبرنا الملائي عن الأفريقي عن مسلم بن يسار قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان فذكر مثله أخبرنا الملائي قال سمعت عمر بن سويد الثقفي يقول قالت عائشة بنت طلحة قالت عائشة أم المؤمنين كن يخرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهن الضماد يضمدن به ثم يحرمن وهو عليهن فيعرقن غير ويغتسلن ابن ينهاهن قال عمر بن سويد الثقفي وإنما ذكرته لما قيل عندها المحرم يشم الطيب أولا أخبرنا عبيد الله بن موسى نا عمر بن سويد الثقفي عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت
[ 452 ]
كنا نخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلينا الضماد ونحرم وهو علينا ونعرق أحمد فيه فلا ينهانا قال والضماد هو السك أخبرنا عيسى بن يونس نا طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجئ فيقول أعندكم شئ فنقول لا فيقول إني صائم فجاءنا ذات يوم فقلنا أهدي لنا حيس فخبأنا لك منه فقال إني صائم ثم أكل
[ 453 ]
أخبرنا وكيع نا طلحة بن يحيى عن عمته عائشة عن عائشة أم المؤمنين قالت جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال أعندكم شئ فقلنا لا قال فإني إذا صائم فقالت ثم جاءنا يوما آخر فقلنا له يا رسول الله قد أهدى لنا حيس فخبأنا لك منه فقال قريبه أما إني صائم ثم أكل أخبرنا الملائي نا مندل عن عبد الله بن سيار مولى عائشة ابنة طلحة عن عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه
[ 454 ]
وسلم - قال أن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة
[ 455 ]
ما يروى عن أم علقمة مولاة عائشة وغيرها من نساء أهل المدينة عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد العزيز بن محمد حدثني علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج ولم يعتمر
[ 456 ]
أخبرنا روح نا مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة قالت أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية لها علم فشهد فيها الصلاة فلما انصرف قال ردوها إلى أبي جهم فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكادت تفتنني أخبرنا روح نا مالك عن علقمة عن أمه عن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلبس ثيابه ليخرج فأمرت جاريتي بريرة أن تتبعه فتبعته فأتى البقيع فوقف في أدناه ما
[ 457 ]
شاء الله أن يقف ثم انصرف فسبقته فأخبرتني فلم أذكر ذلك حتى اصبح فذكرت ذلك له فقال أمرت أن آتي أهل البقيع فأسلم عليهم أخبرنا سفيان عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجر إحدانا وهي حائض فيتلو قرآنا
[ 458 ]
أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن داود بن صالح عن أبيه أن مولاة لعائشة أرسلت إلى عائشة بهريسة قالت فوجدتها تصلي فأشارت إلي أن ضعيها فوضعتها فجاءت الهرة فأخذت منها نهشة فلما انصرفت من الصلاة قالت للنساء كلن واتقين موضع فم الهرة فأكلت عائشة من حيث أكلت الهرة ثم قالت إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم ولقد رأيت رسول الله يتوضأ بفضلها أخبرنا بشر بن عمر نا مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عمرة
[ 459 ]
بنت عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يستمتع بجلود الميت إذا دبغت قال إسحاق قلت لأبي قرة أذكر مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط فذكرت له مثل هذا الحديث شوال فقال نعم
[ 460 ]
أخبرنا عبد الصمد نا حماد وهو بن سلمة نا بن خيثم عن يوسف بن مالك عن حفصة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرع من كل خمس شياه شاة وأمر بالعقيقة عن الجارية شاة وعن الغلام شاتين
[ 461 ]
أخبرنا عبد الله بن إدريس أنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال قالت امرأة عند عائشة لو ولدت امرأة فلان نحرنا عنه جزورا قالت عائشة لا ولكن السنة عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة
[ 462 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا بن جريج نا بن خيثم عن يوسف بن ماهك عن حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرع من كل خمس واحدة قال إسحاق من كل خمس شياه واحده قال إسحاق لا فرع ابن عتيرة نقول لا واجب
[ 463 ]
أخبرنا وهب بن جرير نا شعبة عن عاصم مولى قريبة قال سمعت قريبة مولاة عائشة تقول سمعت عائشة تقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام فقيل له فإنك تواصل قال إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني
[ 464 ]
أخبرنا بقية بن الوليد حدثني محمد بن زياد الألهاني عن عبد الله بن أبي قيس قال سمعت عائشة تقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام أخبرنا محمد بن بكر نا بن جريج أخبرني المغيرة بن حكيم أن أم كلثوم بنت أبي بكر أخبرته عن عائشة قالت
[ 465 ]
اعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل ورقد أهل المسجد فخرج فصلاها وقال إنها لوقتها لولا أن أشق على أمتي أخبرنا الملائي نا سفيان عن منصور عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن مولاة عائشة عن عائشة قالت
[ 466 ]
ما نظرت إلى فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قالت ما رأيت فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا صالح بن قدامة الجمحي نا بن دينار وهو عبد الله عن نافع عن صفية عن عائشة أو حفصة أو كلتيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله وباليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوجها
[ 467 ]
ما يروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا سفيان حدثني الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أهله فأراد أن يرقد وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة
[ 468 ]
أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير نا أبو سلمة أنه سأل عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقد وهو جنب فقالت نعم ويتوضأ وضوؤه للصلاة أخبرنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سألت عائشة عن غسل رسول الله صلى الله
[ 469 ]
عليه وسلم من الجنابة فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عنده الإناء فيه الماء فيبدأ فيغسل يديه قبل أن يدخلهما الإناء ثم يفرغ بيده اليمنى على اليسرى فيغسل بها فرجه وما أصابه حتى ينقيه ثم يصب على يده التي غسل بها فرجه حتى ينقيها ثم يمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا ثم يفرغ على رأسه الماء ثلاثا أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي عن عطاء بن السائب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال وصفت لي عائشة غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجنابة قالت كان يغسل يديه ثلاثا ثم يفيض بيده اليمنى على اليسرى ثلاث مرات ثم يمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا ويغسل وجهه ويديه ثلاثا ثم يفيض على رأسه ثلاثا ثم يصب عليه الماء
[ 470 ]
أخبرنا المخزومي نا وهيب عن أبي واقد الليثي المؤذن عن أبي سلمة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل أخبرنا عبدة بن سليمان نا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله
[ 471 ]
صلى الله عليه وسلم كان له حصير يبسطه بالنهار ويحتجزه صارت ويصلي إليه أخبرنا معاذ بن هشام والنضر قالا نا هشام عن يحيى بن أبي كثير نا أبو سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
[ 472 ]
وسلم كان يصلي الركعتين من التدليس من صلاة الصبح قال النضر عن أبي سلمة أخبرنا روح بن عبادة نا مالك عن عبد الله بن يزيد وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة عن عائشة أن
[ 473 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل يقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته قدر ثلاثين آية أو أربعين آية قام فقرأ ثم ركع وسجد ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك أخبرنا المقري نا سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء وكان يركع ركعتين وهو جالس بين الندائين أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير نا أبو سلمة أنه سأل عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه
[ 474 ]
وسلم صارت فقالت كان يصلي ثمان ركعات ثم يرقد ثم يصلي ركعتين وهو جالس ثم يقوم فيقرأ ويركع ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح أخبرنا النضر نا هشام صاحب الدستوائي بهذا الإسناد مثله أخبرنا عبدة ومحمد بن بشر قالا نا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت
[ 475 ]
ما كنت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السحر الآخر إلا نائما عندي أخبرنا وكيع نا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت ما كنت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السحر الآخر إلا نائما عندي تعني بعد الوتر أخبرنا سفيان عن زياد بن سعد عن عبد الرحمن بن أبي عتاب عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان
[ 476 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الركعتين فإن كنت جالسة حدثني وإلا اضطجع أخبرنا روح نا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى من الليل ففرغ فإن كنت يقظانة تحدث معي وإلا اضطجع حتى يأتيه المؤذن
[ 477 ]
أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير نا أبو سلمة عن عائشة قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان فكان يصوم شعبان كله وكان يقول خذوا من
[ 478 ]
الأعمال ما تطيقون فإن الله لم يمل حتى تملوا وكان أحب العمل إلى الله ما دوام عليه صاحبه وإن قل أخبرنا النضر عن هشام بهذا الإسناد مثله وزاد في الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها أخبرنا النضر نا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال ما داوم عليه صاحبه قال وقالت عائشة أو أبو هريرة اكلفوا من الأعمال ما تطيقون
[ 479 ]
أخبرنا سفيان عن بن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان في الأمم محدثون فإن يك في أمتي فعمر بن الخطاب
[ 480 ]
أخبرنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن
[ 481 ]
سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار قال قرأ بن عباس وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث أخبرنا عبد العزيز بن محمد نا موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
[ 482 ]
سددوا وقاربوا وأبشروا فإن أحدا منكم لا ينجيه عمله قيل ولا أنت يا رسول الله فقال ابن أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة هكذا قال أو نحوه أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم
[ 483 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه وهو صائم أخبرنا المقري نا سعيد بن أبي أيوب نا عقيل بن خالد ويونس بن يزيد الأيليان وثالث سماه المقري كلهم عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حمل من أمتي دينا ثم جهد في قضائه فمات ولم يقضه فأنا وليه
[ 484 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا الأفريقي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عمران بن عبد المعافري عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الدين يقبض من صاحبه يوم القيامة إذا مات ولم يقضه إلا من يدين في ثلاث رجل تذهب قوته فيدين ما ينفق به على عدو الله ورسوله فمات ولم يقضه ورجل مات عنده مسلم فلم يجد ما يكفنه إلا بدين فمات ولم يقضه ورجل خاف على نفسه العزبة ولم يكن عنده ما يتزوج فاستدان فتزوج ليق نفسه خشية على دينه فالله يقضي عن هؤلاء الدين يوم القيامة
[ 485 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجى في ثوب حبرة أخبرنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شراب أسكر فهو حرام
[ 486 ]
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام قال والبتع نبيذ العسل أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام
[ 487 ]
أخبرنا المخزومي نا وهيب عن أبي حازم عن أبي سلمة عن عائشة أن جبريل وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه فاحتبس ثم أتاه فقال له
[ 488 ]
ما حسبك فقال كلب كان في البيت فنظروا فإذا جرو تحت السرير فأمر به فأخرج أخبرنا الملائي نا زكريا بن أبي زائدة قال سمعت عامرا يقول حدثني أبو سملة بن عبد الرحمن أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إن جبريل يقرئك السلام فقالت وعليه السلام ورحمة الله أخبرنا أسباط بن محمد عن زكريا بهذا الإسناد مثله أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
[ 489 ]
وسلم قال لها وأومأ إلى القمر استعيذي بالله من شر هذا هذا غاسق إذا وقب أخبرنا بشر بن عمر نا سليمان بن بلال نا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان يكون علي الأيام من رمضان فما أستطيع أن أقضيه حتى يدخل شعبان وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 490 ]
أخبرنا الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت أبا سلمة يقول قالت عائشة كان يكون علي الأيام من رمضان فما أستطيع أن أقضيه حتى يجئ شعبان أخبرنا عبد العزيز بن محمد أخبرني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد نا محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة قال سألت
[ 491 ]
عائشة كم كان صداق نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت اثنتي عشرة أوقية ونش ثم قالت أتدري كم النش فقلت لا فقالت نصف أوقية وذلك خمسمائة درهم أخبرنا روح بن عبادة ويحيى بن واضح قالا نا موسى بن عبيدة الربذي أخبرني مسلم بن أبي الأشعث عن ذكوان أبي صالح السمان عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل إني أحب أن أراك في صورتك فقال أو تحب ذاك فقلت نعم فواعده جبريل في بقيع الغرقد لمكان كذا وكذا من
[ 492 ]
الليل فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعده فنشر جناحا من أجنحته وقال روح جناحين من أجنحته فسد أفق السماء حتى ما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء شيئا وأجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني حصن نا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على المقتتلين أن يحجزوا الأولى فالأولى وإن كانت امرأة قال الوليد وتفسيره إذا قتل الرجل فجاء أهله يطلبون دمه فعفت امرأته أو ابنته فعلى الأولياء أن يتحجزوا قال إسحاق نقول ويصير دية
[ 493 ]
أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن صالح بن أبي حسان عن أبي سلمة أنه قال هو وابن عباس في المتوفى عنها زوجها
[ 494 ]
وهي حامل فقال أبو سلمة إذا وضعت ما في بطنها فقد حلت وقال ابن عباس آخر الأجلين فجاء أبو هريرة فقال أنا مع بن أخي يعني أبا سلمة فأرسلوا إلى عائشة فذكروا ذلك لها فقالت وضعت سبيعة بعد وفاة زوجها بليال فذكر أمرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها فنكحت أخبرنا الفضل بن موسى نا محمد بن عمرو نا أبو سلمة عن عائشة قالت لما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بي فقال يا عائشة إني عارض عليك أمرا فلا تفتاني بعد فيه بشئ حتى أسقيها ذلك
[ 495 ]
على أبويك أبي بكر وأم رومان فقالت وما هو فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاث مرات كل ذلك يقول لها إني عارض عليك أمرا فلا تفتاتي فيه بشئ حتى أسقيها ذلك على أبويك أبي بكر وأم رومان فقالت وما هو فقال قال الله يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنت تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكم أجرا عظيما قالت فقلت إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ابن استأمر في ذلك أبوي أبا بكر وأم رومان قالت فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استقرأ الحجرات فقال لهن إن عائشة قالت كذا وكذا فقلن كما قالت عائشة رضي الله عنها
[ 496 ]
أخبرنا الفضل بن موسى نا محمد بن عمرو نا أبو سلمة عن عائشة قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير يبسطها بالنهار ويحتجزه علينا صارت فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فأصبح فذكروا ذلك للناس فكثر الناس ليلة الثانية فاطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اكلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يمل حتى تملوا قالت وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما داوم عليه وإن قل فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة دوام عليها أخبرنا الفضل بن موسى نا محمد بن عمرو نا أبو سلمة عن عائشة قالت واعد جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه في ساعة فراث عليه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه قائما بالباب فقال ما منعك أن الخطبة فقال إن في البيت كلبا وإنا لا ندخل بيتا فيه كلب ابن تصاوير وإذا جرو كلب تحت سرير عائشة فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج ثم أمر حين اصبح بالكلاب أن تقتل
[ 497 ]
ما يروى عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأبي بكر ابنه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا جرير عن منصور عن مجاهد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أو غيره عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال كان أبو هريرة يقول من مطرف جنبا وهو يريد الصوم فليفطر ابن يصم فدخلت على مروان فأخبرته بما قال أبو هريرة فقال لي ائت عائشة فأخبرتها بما قال أبو هريرة وما قال لي مروان فأخبرته فقال ائت أبا هريرة فأخبره فأتيت أبا هريرة فأخبرته فسكت
[ 498 ]
أخبرنا الثقفي نا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا هريرة قال من اصبح جنبا فليفطر ابن يصم فقال مروان ائت عائشة فأتيتها فسألتها فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع غير حلم ثم يصوم يومه ثم إني أتيت أم سلمة فسألتها فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا ثم يصوم فأتى مروان فأخبره فقال إئت أبا هريرة فأتاه فأخبره فقال كذلك كنت أحسب أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث قال سمعت أبا هريرة يقول قال
[ 499 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك الصبح وهو جنب فلا صوم له قال فأتيت عائشة وأم سلمة أنا وأبي فسألناهما فأخبرتا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من جماع ثم يصوم يومه فأتينا مروان فأخبرناه بقول أبي هريرة وقولهما فعزم علينا أن نأتي أبا هريرة فنخبره بقولهما فلقينا أبا هريرة عند باب المسجد فقال له أبي أن الأمير عزم علينا أن نخبرك بقول عائشة وأم سلمة فحدثه بقولهما فقال حدثني بذلك الفضل بن العباس وهن أعلم قال الزهري فحول الحديث إلى غيره أخبرنا وهب بن جرير نا شعبة عن الحكم عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه قال دخلت على عائشة فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا ثم يغتسل ثم يخرج إلى الصلاة ورأسه يقطر ثم يظل يومه ذلك صائما فقال مروان له أئت أبا هريرة فحدثه فقال إنه لي صديق وأنا
[ 500 ]
أستحي منه فعزم عليه فأتاه وأنا معه فحدثه فقال أبو هريرة فعائشة إذا أعلم وربما قال أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا جرير عن الأعمش عن جامع بن شداد عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى صلاة الفجر ورأسه يتقاطر ثم يظل ذلك اليوم صائما أخبرنا أبو معاوية نا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا ثم يغتسل ويصوم يومه ذلك
[ 501 ]
أخبرنا عبد الوهاب الثقفي نا أيوب عن عكرمة بن خالد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هاشم قال إني لأعلم الناس بهذا الحديث بلغ مروان أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مطرف جنبا فلا صيام له عروبة إلي فقال ائت عائشة فسلها فأتيت عائشة فسألتها فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احتلام ثم يصوم ذلك اليوم فرجع إلى مروان فأخبره فقال ائت أبا هريرة فأخبره فقال إن أبا هريرة لي جار وأكره أن استقبله بشئ يكرهه فقال عزمت عليك لما أتيته فأخبرته فأتيته فقلت إنك جاري وأكره أن استقبلك بشئ تكرهه إن مروان عزم علي فذكر له الذي كان فقال أبو هريرة حدثني به الفضل أخبرنا أبو أسامة أنا المجالد أنا عامر عن أبي
[ 502 ]
بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنه أتى عائشة فقال أن أبا هريرة يفتينا أن من اصبح جنبا فلا صوم له فقالت عائشة إن أبا هريرة لا يقول في هذا شيئا كان بلال يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جنب يؤذنه فيقوم فيغتسل ثم يخرج إلى المسجد وإني لأى رأسه ينحدر بين كتفيه لصلاة الفجر ثم يصوم ذلك اليوم قال فبلغ أبا هريرة فقال عائشة أمي وهي أعلم أخبرنا الملائي نا زكريا بن أبي زئادة عن الشعبي عن عبد الرحمن بن الحارث بن هاشم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه بلال يؤذنه بالصلاة وأنه لجنب فيقدم فيغتسل ثم يخرج إلى المسجد وإني لأسمع قراءته ورأسه يقطر ثم يصوم ذلك اليوم
[ 503 ]
ما يروى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو أسامة نا زائدة بن قدامة حدثني موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال دخلت على عائشة فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت بلى ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلنا لا يا رسول الله هم ينتظرونك فقال ضعوا لي ماء في المخضب ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فغمي عليه
[ 504 ]
فأفاق فقال أصلى الناس فقلنا لا يا رسول الله هم ينتظرونك قالت والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى أبي بكر أن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال عمر أنت أحق بذلك ففعل فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد في نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس بن عبد المطلب وأبو بكر يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر وقال لهما أجلساني إلى جنب أبي بكر فأجلساه إلى جنب أبي بكر قالت فجعل أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم والناس يصلون بصلاة أبي بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله بن عبد الله فدخلت على بن عباس فقلت له ألا أعرض عليك ما
[ 505 ]
حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم فحدثته حديثها عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أنكر منه شيئا غير أنه قال أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس فقلت لا فقال هو علي أخبرنا الوليد بن عقبة نا زائدة حدثني موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة فذكر مثل حديث أبي أسامة سواء غير أنه قال ضعوا لي ماء في المخضب ثلاث مرات وقال هم ينتظرون رسول الله صلى الله عليهم وسلم
[ 506 ]
ما يروى عن عراك بن مالك وأبي صالح ذكوان عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الوهاب الثقفي نا خالد الحذاء عن رجل عن عمر بن عبد العزيز قال ما استقبلت القبلة بفرجي منذ كذا وكذا قال فحدث بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن الناس يكرهون ذلك أمر بخلائه فاستقبل به القبلة
[ 507 ]
أخبرنا عيسى بن يونس نا أبو عوانة عن خالد الحذاء عن عراك بن مالك عن عائشة قالت ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا يكرهون أن يستقبلوا القبلة بغائط أو بول فأمر بخلائه فاستقبل به القبلة أخبرنا الوليد نا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن خالد بن أبي الصلت عن عراك بن مالك عن عائشة قالت
[ 508 ]
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا يكرهون أن يستقبلوا القبلة بفروجهم لغائط أو بول فقال أوقد فعلوها استقبلوا بمقعدتي القبلة أخبرنا علي بن عاصم قال سمعت خالد الحذاء يحدث عن خالد بن أبي الصلت قال كنت عند عمر بن عبد العزيز وعنده عراك بن مالك فقال عمر بن عبد العزيز ما استقبلت القبلة بفرجي بغائط ولا بول منذ كذا وكذا فقال عراك بن مالك أخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن الناس يكرهون ذلك أمر بخلائه فاستقبل به القبلة
[ 510 ]
أخبرنا سعدان بن سعد المؤذن نا الحسن بن ذكوان عن مروان الأصفر قال رأيت بن عمر أبرك بعيرا بينه وبين القبلة ثم
[ 511 ]
بال فقلت يا أبا عبد الرحمن ألستم تكرهون هذا قال إذا كان بينك وبين القبلة ما يسترها فلا بأس أخبرنا وكيع نا عيسى الحناط قال قلت للشعبي قال أبو هريرة لا تستقبلوا القبلة بغائط ابن بول وقول بن عمر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا على لبنتين مستقبل بيت المقدس قال فقال قول أبي هريرة في البرية وقول بن عمر في البيوت فأما كنفكم هذه فلا قبلة لها
[ 512 ]
أخبرنا عبد الرزاق نا بن جريج قال سمعت بن أبي مليكة يحدث عن ذكوان مولى عائشة قالت سمعت عائشة تقول سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجارية نكحها أهلها أتستأمر أم لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قلنا فإنها تستحي فتسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك إذنها أخبرنا النضر ووهب قالا نا شعبة عن
[ 513 ]
الحكم بن عتيبة عن علي بن حسين عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربع ليال خلون أو خمس من ذي الحجة في حجته وهو غضبان قال فقلت يا رسول الله من أغضبك أدخله الله النار فقال أما شعرت أني أمرتهم بأمر فهم يترددون ولو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا اشتريته حتى أحل كما حلوا
[ 514 ]
ما يروى عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد بين شعب الأربعة ثم ألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل أخبرنا وكيع نا سفيان عن علي بن زيد بن
[ 515 ]
جدعان عن سعيد بن المسيب عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل أخبرنا النضر نا شعبة عن قتادة قال سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه
[ 516 ]
وسلم قال خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والكلب العقور والغراب الأبقع والحدية والفأرة أخبرنا يحيى بن وابنه نا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر أقرع بين نسائه أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبد الله بن عبيد الله بن عتبة نحو حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله وكل حدثني بطائفة من الحديث وبعضهم أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا فقد وعيت
[ 517 ]
عن كل واحد الحديث الذي حدثني به وبعضهم يصدق بعضا ذكروا أن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في
[ 518 ]
هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن بالرحيل ليلة فقمت في الرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني رجعت فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد وقع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحملوا هودجي ورحلوه على البعير الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه قالت عائشة فكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم فرحلوه ورفعوه قالت وكنت جارية حديثة قال فلما بعدوا وسار الجيش وجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داعي ولا
[ 519 ]
مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه فبينا أنا جالسة غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني عرس فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان فعرفني حين رآني وكان رآني قبل أن ينزل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني بكملة ابن سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبته ثم انطلق يقود بي الراحلة حتى أتى الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك في شأني من هلك وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول فقدمت المدينة فاشتكيت حين قدمتها شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ابن أشعر بشئ من ذلك وهو يريبني من رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أرى منه
[ 520 ]
اللطف الذي كنت أراه منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول كيف تيكم فيريبني ذلك ابن أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت من مرضي ومعي أم مسطح قبل المناصع وهو مبرزنا الذي ابن نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك إنا نكره أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه فكنا نتأذى بالكنف قرب بيوتنا فانطلقت ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلنا حيث فرغنا من شأننا لنأتي البيت فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا قد شهد بدرا فقالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال قلت وما قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فرجعت إلى بيتي فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال كيف
[ 521 ]
تيكم فقلت أتأذن لي أن آتي أبوي وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس فقالت يا بنية هوني عليك فوالله لقل امرأة وضيئة كانت عند رجل يحبها غنم ضرائر إلا كثرن عليها قالت فقلت سبحان الله أو تحدث الناس بذلك فبكيت تلك الليلة لا يرقأ لي دمع ابن أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد وهو حينئذ يريد أن يستشيرهما في فراق أهله وذلك حين استلبث الوحي فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي في نفسه لهم من الود فقال هم أهلك ابن نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من عائشة شيئا يريبك فقالت بريرة يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله
[ 522 ]
ما علمت من أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت منه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن أحملته الحمية فقال والله ما تقتله ابن تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو بن عم سعد بن معاذ فقال كذبت لعمرو الله والله لنقتله فإنك منافق تجادل عن المنافقين قالت فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فبكيت يومي لا يرقأ دمعي ولا أكتحل بنوم فبكيت تلك الليلة المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسين عندي إذ استأذنت على امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن على حالنا ذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس ولم يكن جلس قبل يومي ذلك منذ كان من أمري ما كان ولبث شهرا لا يوحى إليه قالت فتشهد ثم قال أما بعد فقد بلغني يا عائشة عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بالذنب ثم تاب تاب الله عليه قالت فلما قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه بقطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
[ 523 ]
والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله قد عرفت أنكم قد سمعتم بذاك حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به وإن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لم تصدقوني وإن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقوني والله لا أجد مثلي ومثلكم إلا كما قال يعقوب فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي يبرأني ولكن لم أكن أظن ان الله ينزل في شأني وحيا يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله في بامر يتلى ولكني ارجو ان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من البيت أحد حتى أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي من ثقل القول الذي أنزل عليه فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول كلمة تكلم بها أن قال أما الله فقد برأك فقالت أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ابن أحمد إلا الله الذي هو أنزل برأتي فأنزل الله
[ 524 ]
* (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) * إلى عشر آيات قالت فأنزل الله عزوجل هذه الآيات في برأتي وكان أبو بكر ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره فقال والله لا أنفق عليه أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل الله عزوجل ابن يأتل أولو الفضل منكم والسعة تلا إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم فقال أبو بكر والله إني لأحب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح بالنفقة التي كان ينفق عليه فقال والله لا أنزعها منه أبدا قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمري ما علمت أو ما رأيت فقالت أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا قالت وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلكت قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط
[ 525 ]
ما يروى عن عبد الله بن عامر ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ونافع ومشيخة أهل المدينة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول قالت عائشة أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال ليت رجلا من أصحابي يحرسني الليلة إذ سمعنا صوت السلاح فقال من ذا قال سعد أنا أي رسول الله جئت أحرسك قال فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه
[ 526 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على يجري ثلاثة فمنا من أهل الحنفية والعمرة معا ومنا من أهل الحنفية مفردا ومنا من أهل بالعمرة مفردة فأما من أهل الحنفية والعمرة معا فلم يحل من شئ حرم عليه حتى
[ 527 ]
يقضي مناسك الحج ومن أهل بالعمرة فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة حل مما كان حرم عليه حتى يستقبل أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد ونحوه وقال حتى يستقبل الحج أخبرنا سفيان حدثني جامع بن أبي راشد عن منذر الثوري عن الحسن بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه وقالت عائشة فقلت يا رسول الله وفيهم أهل طاعة الله قال نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله
[ 528 ]
أخبرنا وكيع نا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد عن عائشة قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوشيقة وقد وهو محرم فلم يأكله أخبرنا عبد الرزاق بهذا الإسناد مثله وقال وشيقة ظبي
[ 529 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا القاسم بن الفضل عن محمد بن علي السلمي قال كانت عائشة تدان فقيل لها فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يدان دينا له نية في أدائه إلا كان له من الله عون فأنا ألتمس ذلك العون
[ 530 ]
أخبرنا الملائي بهذا الإسناد مثله وقال فقيل لها مالك وللدين أخبرنا محمد بن بكر أنا بن جريح أخبرني
[ 531 ]
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية أن نافعا مولى بن عمر أخبره أن عائشة أخبرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام النار قال وكانت عائشة تقتلهن
[ 532 ]
أخبرنا وهب بن جرير نا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن للقبر لضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ
[ 533 ]
أخبرنا أبو عامر العقدي نا زهير وهو بن محمد العنبري عن عبد الله بن أبي بكر عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى البقيع فسألته عائشة عن ذلك فقال إني أمرت أن أدعو لهم أخبرنا عيسى بن يونس نا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب
[ 534 ]
أخبرنا أبو عامر نا سليمان وهو بن بلال عن
[ 535 ]
شريك بن عبد الله بن أبي نمير عن بن أبي عتيق عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عجوة العالية شفاء أو ترياق أول البكرة على الريق أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن عمران بن بشير أو بشر عن سالم سبلان أن عائشة قالت
[ 536 ]
لعبد الرحمن بن أبي بكر وأساء الوضوء فقالت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب من النار أخبرنا الملائي نا جعفر بن برقان عن عبد الله المديني عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
[ 537 ]
اللهم من رفق بأمتي فأرفق به ومن شق على أمتي فشق عليه
[ 538 ]
أخبرنا أبو عامر العقدي نا سعيد بن مسلم بن بانك قال سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا
[ 539 ]
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال إذا رمى وذبح وحلق فقد حل له كل شئ إلا النساء والطيب قال سالم وكانت عائشة تقول
[ 540 ]
فقد حل له كل شئ إلا النساء وتقول أنا طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث نا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة عن رسول الله
[ 541 ]
صلى الله عليه وسلم قال ما حسدكم اليهود على شئ كما حسدوكم على السلام والتأمين أخبرنا موسى القاري نا زائدة عن أبي حصين عن أبي صالح السمان عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد وبعضه علي أخبرنا المقري نا حيوة وهو ابن شريح حدثني
[ 542 ]
نافع بن سليمان أن محمد بن أبي صالح حدثه عن أبيه أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن عفا الله عن الإمام وأرشد المؤذن
[ 543 ]
أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها بأسير فلهت علي عنه مع نسوة كن معها حتى خرج الأسير فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ما لها قطع الله يدها فلم يلبث المسلمون أن خرجوا حتى جاءوا به فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة تقلب يدها فقال ما لها أو جنت فقالت يا رسول الله دعوت الله أن يقطع يدي فأنا أنظر لم تقطع قالت فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء مدا فقال اللهم إنما أنا بشر أسف وأغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت الله فاجعلها له زكاة وطهورا
[ 544 ]
أخبرنا محمد بن بشر العبدي نا محمد بن عمرو حدثني أبي عن علقمة بن وقاص المؤذن عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو أثر الناس فوالله إني لأمشي إذا سمعت وئيد الأرض يعني حس الأرض فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ فجلست إلى الأرض ومعه بن أخيه الحارث بن أوس قد شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا بذلك محمد بن عمرو يحمل مجنة وعلى سعد درع قد خرج أطرافه منها قالت
[ 545 ]
وكان من أعظم الناس وأطوله قالت فأنا أتخوف على أطرافه قالت فمر بي وهو يرتجز ويقول لبث قليلا يدرك الهيجاء حمل * ما أحسن الموت إذا حان الأجل قالت فلما جاوزني اقتحمت حديقة فيها المسلمون وفيهم عمر بن الخطاب فقال عمر إنك لجريئة أما تخافين أن يدركك بلاء قالت فما زال يلومني حتى وددت لو أن الأرض لتنشق حتى فأدخل فيها
[ 546 ]
فكشف الرجل السبغة عن وجهه فإذا هو طلحة بن عبيد الله فقال إنك قد أكثرت أين الفرار وأين وأين إلا إلى الله قالت فرمي سعد بن معاذ يومئذ رماه رجل يقال له بن العرقة فقال خذها وأنا بن العرقة فقال سعد عرق الله وجهك في النار فقطع أكحله يومئذ قال محمد بن عمرو وزعموا أنه لا يقطع من أحد إلا لن يزال ينبض دما حتى يموت قال وجعل سعد يقول اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية وكانوا ظاهروا المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا الآية فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب قبة على سعد في المسجد فوضع المسلمون السلاح ووضع سلاحه فجاءه جبريل فقال يا محمد وضعت سلاحك ولم تضع الملائكة أسلحتهم بعد أخرج فقاتلهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلامته يعني الدرع فلبسها ثم خرج
[ 547 ]
وخرج المسلمون معه فمر ببني غنم فقال من مر بكم فقالوا دحية الكلبي وكان وجهه يشبه وجه جبريل ولحيته فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل عليهم وسعد في القبة التي ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصروهم شهرا أو خمسا وعشرين ليلة فاشتد عليهم الحصار فقيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار أبو لبابة بن عبد المنذر إلى حلقه أنه الذبح فقالوا يا رسول الله ننزل على حكم سعد بن معاذ قال فأنزلوا فنزلوا فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بحمار بإكاف من ليف فحمل عليه قالت عائشة فوالله لقد برأ كلمه حتى ما يرى منه إلا مثل أثر الشئ اليسير قال أبو سعيد الخدري فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم فأنزلوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكم فيهم قال إني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وأن تقسم أموالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله قال فقال سعد وهو
[ 548 ]
يدعو اللهم إنك قد علمت أنه لم يكن قوم أحب إلى أن أقاتل أو أجاهد من قوم كذبوا رسلك فإن كنت أبقيت من حرب قريش على رسولك شيئا فأبقني فيهم وإن كنت قطعت الحرب فيما بينه وبينهم فاقبضني إليك فانفجر كلمه فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبة التي ضرب عليه في المسجد قالت عائشة فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وإني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأني لفي حجرتي فكانوا كما قال الله رحماء بينهم قال علقمة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قالت كانت عيناه لا تدمعان على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو تعني الجزع قال فحدثني عاصم بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمسى قال أتاني جبريل أو قال ملك فقال يا محمد من
[ 549 ]
مات من أمتك اليوم فقد استبشر بموته أهل السماء فقال لا أعلمه إلا سعد بن معاذ فقد أمسى دنقا تعالى ما فعل سعد فقالوا قبض يا رسول الله وجاءه قومه فاحتملوه إلى دارهم قالت فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فخرج وخرج الناس فبت مشيا حتى أنه لينقطع شسوع نعالهم وسقطت أرديتهم من عواتقهم قالوا يا رسول الله لقد بتت في المشي فقال أخشى أن تسبقنا الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وهو يغسل قال فحدث الأشعث بن إسحاق عن سعد بن أبي وقاص
[ 550 ]
قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه يومئذ فدخل ملك
[ 551 ]
فلم يجد مجلسا فأوسعت له وأمه تبكيه وهي تقول ويح أم سعد سعد براعة وجدا بعد أياد له ومجدا مقدما سد به مسدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل البواكي تكذب إلا أم سعد فقال قائل من المنافقين ما رأينا كاليوم ما حملنا نعشا أخف منه قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعد بن معاذ ما وطئوا الأرض قبل ذلك اليوم
[ 552 ]
قال فحدثني محمد بن المنكدر عن محمود بن شرحبيل قال اقتبض فإن يومئذ إنسان قبضة من تراب ففتحها فإذا هي مسك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 553 ]
سبحان الله سبحان الله حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال الحمد لله لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم فرج الله عنه أخبرنا بقية بن الوليد حدثني الحكم بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى على يوم لا أزداد فيه علما فلا بورك لي في طلوع الشمس ذلك اليوم
[ 554 ]
أخبرنا وكيع نا العمري عن نافع عن ابن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحد له لحد
[ 555 ]
أخبرنا بشر بن عمر الزهراني نا مالك بن أنس عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سألت عائشة كيف كان صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت كان لا يزيد في رمضان ابن في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا لا تسئل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا لا تسئل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر قال إن عيني تنامان ابن ينام قلبي
[ 556 ]
وأخبرنا محمد بن بشر العبدي نا محمد بن عمرو نا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن علقمة بن وقاض وغيره أيضا حدثني أن عائشة خرجت تريد المذهب ومعها أم مسطح وكان مسطح بن أثاثة ممن قال ما قال قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب قبل ذلك الناس فقال كيف ترون في رجل يؤذيني في أهلي ويجمع الناس في بيته فقام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله إن كان منا معشر الأوس جلدنا رأسه وإن كان من الخزرج أمرتنا فيه بأمرك فأطعنا فقال سعد بن عبادة يا بن معاذ والله ما بك نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها كانت إحن وضغائن في الجاهلية لم تحلل لنا من صدوركم فقال بن معاذ الله أعلم بما أردت فقام أسيد بن حضير فقال يا ابن عبادة إن سعدا ليس لك بنديد عمر ولكنك تجادل عن المنافقين وتدفع عنها قالت وكثر اللغط من الحيين في المسجد ورسول الله
[ 557 ]
صلى الله عليه وسلم جالس على المنبر فلم يزل يومئ بيده إلى الناس هاهنا وها هنا حتى هدأ الصوت قالت عائشة وكان الذي تولى كبره منهم الذي يجمع الناس في بيته عبد الله بن أبي بن سلول قالت فخرجت إلى المذهب ومعي أم مسطح فعثرت العجوز فقالت تعس مسطح فقلت ورجاله الله لك أسرانا هذا لابنك ولصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أو ما شعرت بالذي كان قالت فذهب الذي خرجت له حتى ما أجد شيئا ورجعت على أبوي أبو بكر وأم رومان فقلت أما اتقيتما الله في ووصلتما النبي رحمي قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال وتحدث الناس بما تحدثوا فقالت أمي أي بنية لقل رجل أحب امرأته قط إلا قالوا لها نحو الذي قالوا لك فقالت أي بنية ارجعي إلى بيتك حتى يأتيك فيه فرجعت وارتكبني صالب من الحمى فجاء أبواي فدخلا علي وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على السرير تجاهي يعني مستقبلها فقال أي بنية إن كنت صنعت فاستغفري الله وتوبي إليه وإن كنت بريئة مما يقول الناس فأخبري رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذرك فقالت
[ 558 ]
ما أجد مثلي ومثلكم إلا كأبي يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون والتمست اسم يعقوب فما أقدر عليه وشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره إلى البيت وكان إذا أنزل عليه يأخذه ما كان يأخذه يعني من الشدة وقد قال الله عزوجل إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا قالت فوالله الذي هو أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما زال يضحك حتى إني لأنظر إلى نواجزه وإن سرورا فمحا عن عائشة وجهه وقال يا عائشة أبشري فإن الله قد أنزل عذرك قالت فقلت بحمد الله لا بحمدك وحمد أصحابك قال الله عزوجل * (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل خير لكم) * فقرأه إلى قوله * (ابن يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولوا القربى) * إلى قوله * (والله غفور رحيم) * وكان أبو بكر حلف أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا وكان بينهما رحم فلما نزلت ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة حتى بلغ ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) * قال أبو بكر بلى أي رب فعاد إلى مسطح بالذي كان يفعل وقرأ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات تلا إلى قوله أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة
[ 559 ]
ورزق كريم قالت عائشة والله ما كنت أرجو أن ينزل في كتاب ولا أطمع فيه ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا فيذهب ما في نفسه وقد سأل الجارية الحبشية فقالت والله لعائشة أطيب من طيب الذهب ولكنها ترقد حتى الخطبة الشاة فتأكل عجينها والله لئن كان ما يقول الناس حقا تحاملوا الله فعجب الناس من فقهها أخبرنا يحيى بن آدم نا بن أبي زائدة وهو يحيى بن زكريا عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن علقمة بن وقاص وغيره عن عائشة قالت لما قال أهل الإفك ما قالوا دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عزوجل إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم هؤلاء الآيات فكان الذي تولى كبره الذي يجمعهم في بيته عبد الله بن أبي بن سلول
[ 560 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا بن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن علقمة بن وقاص وغيره عن عائشة قالت كان بين أبي بكر ومسطح رضي الله عنهما قرابة فلما كان من أمر عائشة ما كان حلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بمنفعة أبدا فأنزل الله عزوجل * (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى إلى قوله والله غفور رحيم) * فقال أبو بكر رضي الله عنه بلى يا رب وعاد إلى مسطح بالنفقة وقرأ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات إلى آخر الآية أخبرنا أبو معاوية نا عمرو بن ميمون عن سليمان بن يسار عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل المني من ثوبه ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب
[ 561 ]
أخبرنا عبدة بن سليمان نا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عائشة قالت قالت تعني سودة بنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذبح علي شاة ابن جزورا حتى بعث إلينا سعد بن عبادة بحفنة وكان يبعث بها إلينا
[ 562 ]
أخبرنا عبد العزيز بن محمد حدثني علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة قالت كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأدخلني الحجر فقال إذا أردت دخول البيت فصلي هاهنا فإنما هو قطعة من البيت ولكن قومك اقتصروا حيث بنوه
[ 563 ]
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني الزهري عن عبيد الله عبد الله بن عتبة عن عائشة قالت كنت أسمع كثيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن الله عزوجل لا يقبض نبيا حتى يخيره فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت آخر كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قول بل الرفيق الأعلى من الجنة فقلت إذا والله لا يختارنا وعرفنا أنه الذي كان يقول إن الله عز وجل لا يقبض نبيا حتى يخيره
[ 564 ]
أخبرنا وكيع نا طلحة بن يحيى عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلي مرط بعضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عثمان بن عمر نا بن أبي ذئب عن الزهري عن يحيى بن سعيد بن العاص عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر استأذن
[ 565 ]
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لابس مرطا لأم المؤمنين فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ذلك الحال فقضى إليه حاجته ثم استأذن عمر على تلك الحال فأذن له فقضى إليه حاجته ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها اجمعي عليك ثيابك فأذن له فقضى إليه حاجته قالت عائشة فقلت يا رسول الله مالك لم تفعل معبد بكر وعمر رضي الله عنهما ما فعلت بعثمان رضي الله عنه فقال يا عائشة إن عثمان رجل حيي ولو دخل على تلك الحال لخشيت أن لا يبلغ حاجته أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن يحيى بن سعيد بن العاص عن عائشة قالت استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في مرط واحد فأذن فقضى إليه حاجته وهو معها في المرط ثم خرج ثم استأذن عليه عمر فأذن له فقضى حاجته على
[ 566 ]
تلك الحال ثم خرج ثم استأذن عليه عثمان فأصبح عليه ثيابه وجلس فقضى إليه حاجته ثم خرج قالت عائشة فقلت له يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته على حالك تلك ثم استأذن عليك عمر فقضى إليك حاجته على حالك تلك ثم استأذن عليك عثمان فكأنك احتفظت فقال إن عثمان رجل حيي وإني لو أذنت له على تلك الحال خشيت أن لا يقضي منه حاجته فقال الزهري وليس كما يقول الكذابون ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة أخبرنا جرير عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمنع نقع البئر قالت يعني فضل الماء
[ 567 ]
أخبرنا أبو عامر العقدي حدثني أبو بكر بن نافع عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال قالت عمرة قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم
[ 569 ]
أخبرنا جرير عن ليث بن أبي سليم عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقتلوا الحيات كلها إلا الجان اقتلوا الأبتر وذا الطغرة كما على ظهره فإنهن يقتلن الصبيان في بطون أمهاتهم ويعشين هو الأبصار ومن لم يقتلهن فليس مني
[ 570 ]
أخبرنا أبو أسامة نا مسعر عن عبد الكريم عن الحسن بن محمد قال قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا ليس مثلنا
[ 571 ]
أخبرنا بقية بن الوليد حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين الأذان والإقامة أخبرنا وكيع نا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بين النداء والإقامة
[ 572 ]
زيادات عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أخبرنا حاتم بن وردان نا برد بن سنان أبو العلاء عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت استفتحت الباب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تطوعا والباب على القبلة فمشى عن يمينه أو عن يساره ففتح الباب ثم رجع إلى مصلاه
[ 573 ]
أخبرنا وهب بن جرير بن حازم نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر فسحبوا إلى القليب فطرحوا فيه ثم وقف عليهم فقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدني بكم ربي حقا فقيل يا رسول الله تكلم قوما قد ماتوا فقال لقد علموا أن ما وعدتهم كان حقا فأما أبو حذيفة بن عتبة لما
[ 574 ]
رأى أباه يسحب إلى القليب عرف النبي صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجهه فقال يا أبا حذيفة كأنك كرهت ما ترى فقال يا رسول الله إنه والله ما كان بشك في الله ابن رسوله ولكن أبي كان رجلا سيدا حليما ذا أجرة فكنت أرجو أن يهديه رأيه إلى الإسلام فلما فات ذلك منه ووقع فيما وقع فيه أحزتني وسلم ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بخير أخبرنا وهب بن جرير نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني الزهري أن عروة حدثه قال قالت عائشة لي أتدري قول النجاشي ما أخذ الله مني رشوة على ديني فقلت لا
[ 575 ]
قال كان بن ملك قومه لم يكن له ولد غيره وكان له أخ له اثنا عشر ذكرا فقالت الحبشة هذا بيت مملكتكم وإنما لملككم ولد واحد فنخشى أن يهلك فتختلف الحبشة بعده حتى تفنى فهل لكم أن نقتله ونملك أخاه فأجمعوا على ذلك فعدوا عليه فقتلوه وملكوا أخاه وكان النجاشي ذا أجرة ودهاء ولم يكن عمه يقطع أمرا دونه فلما رأت الحبشة قالوا والله ليستبدن عنه هذا الغلام أمركم ولئن فعل لا يبقى منكم شريف إلا ضرب عنقه فإنه قد عرف أنكم أصحاب أبيه الذين قتلوه فقالوا لعمه إنا نرى مكان هذا الغلام وطاعتك إياه وإنا قد خفنا على أنفسنا فإما أن تقتله وإما أن تخرجه من بلادنا فقال ويحكم قتلنا أباه بالأمس ونقتله اليوم أما قتله فلست بقاتله ولكني سوف أخرجه من بلادكم فأمر به فوقف في السوق فاشتراه تاجر من التجار بستمائة درهم فدفع إليهم بالمال وانطلق بالغلام معهم فلما كانت العشية هاجت سحابة من سحاب الخريف فخرج عمه يستمطر تحتها فأصابته صاعقة فقتلته ففزعوا إلى بنيه فإذا ليس في أحد منهم خير فقالت الحبشة تعلمن والله أن ملككم للغلام الذي بعتم في صدر يومكم ولئن فاتكم ليفسدن أمركم فأدركوه فطلبوه فردوه ووضعوا على رأسه التاج فأجلسوه على
[ 576 ]
سرير الملك وبايعوه فلما فعلوا ذلك قال لهم التاجر ردوا علي مالي أو أسلموا إلى الغلام فقالوا والله لا نعطيك شيئا قد عرفت مكان صاحبك فأنت وذاك فقال والله أداء لم تفعلوا لأكلمنه إن فأبوا عليه فأقبل يمشي حتى جلس بين يديه فقال أيها الملك ابتعت غلاما علانية غير سر بسوق من الأسواق فأعطيتهم الثمن وسلموا إلي الغلام ثم عدي علي فانتزع غلامي مني وأمسك عني مالكا فانظر ماذا ترى فالتفت إلى من حوله فقال لتعطينه ماله أو لتسلمن الغلام في يده ليذهبن معه فقالوا نعطيه ماله فذاك أول ما عرف من صدقه وعدله وصلابته في الحكم فذلك قوله ما أخذ الله مني رشوة حين رد علي ملكي ابن أطاع الناس فاطيعهم فيه أخبرنا وهب بن جرير نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني يعقوب بن عتبة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرتي ذلك اليوم فجعل يثقل علي فنظرت فإذا هو قد شخص بصره إلى السماء وهو يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة فعلمت أنه قد خير وأنه مقبوض فقبض في ذلك اليوم صلى الله عليه وسلم
[ 577 ]
أخبرنا وهب بن جرير نا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت قلنا له إنا نخشى أن يكون بك ذات الجنب فقال إنها من الشيطان ولم يكن الله ليسلطه علي
[ 578 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا بن المبارك عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما مس يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة في بيعة قط أخبرنا سفيان عن الزهري عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يصافح النساء في البيعة
[ 579 ]
أخبرنا يعلى بن عبيد نا يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الصبح ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه فاعتكفا إلا العشر الأواخر فأمر فضرب له خبائه فأمرت عائشة فضرب لها خبائها وأمرت حفصة فضرب لها خباءها فلما رأت زينب خباءيهما أمرت بخبائها فضرب لها فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال البر تردن فلم يعتكف العشر من رمضان فاعتكف عشر من شوال
[ 580 ]
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم نا الوليد بن أبي هشام عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو قاعد فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ الإنسان أربعين آية أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه
[ 581 ]
وسلم ذات ليلة فوجدته وهو ساجد وصدور قدميه نحو القبلة فسمعته يقول أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك قال إسحاق وذكر بن لهيعة عن عقيل بن خالد عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيد اثنتي عشرة تكبيرة
[ 582 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا حفص بن غياث عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت رخص لوالي اليتيم أن يأكل بقدر قيامه عليه
[ 583 ]
قال يحيى وقال بن نمير عن عائشة قالت رخص لوالي اليتيم أن يأكل بقدر قيامه عليه قال يحيى وقال بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى فليأكل بالمعروف قالت أنزلت في ولي اليتيم يتناول من ماله بقدر قيامه
[ 584 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا بن إدريس عن محمد بن إسحاق قال بلغني عن عروة بن الزبير أنه قال أخبرتني عائشة قالت بينا نحن في بيتنا إذا نحن برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام قائم الظهيرة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطئه أن يأتي بيت أبي بكر رضي الله عنه أول النهار أو من آخره فلما رآه أبو بكر قال ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة إلا لأمر قال فدخل البيت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج من عندك فقال ليس عليك عين إنما هن بناتي فقال قد أذن لي في الخروج قلت فالصحبة يا رسول الله قال نعم الصحبة فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح ثم خرجا حتى لحقا بالغار في ثور وكان عامر بن فهيرة مولدا من مولدي الأسد وكان
[ 585 ]
للحارث بن الطفيل وكان أخا عائشة وعبد الرحمن لأمهما فاشتراه أبو بكر فأعتقه وكان لأبي بكر منيحة من غنم تروح على أهله بمكة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا أن يخرجها إلى ثور فكانا في الغار التي ذكر الله عزوجل في القرآن وأرسلا بظهرهما مع رجل من بني الديل يقال له أرقد من بني عبد بن عدي من بني الديل وكان حليفا للعاص بن وائل السهمي وكان مشركا فاستأجراه ليدلهما وكان هاديا للطريق فجيئا بظهرهما تلك الليالي الثلاث وهما في الغار فكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما كل مساء ويخبر بما يكون بمكة ثم يصبح بمكة وعامر بن فهيرة يريح عليهما الغنم فيحلبان ثم يسرح فيصبح بمكة في رعيان الناس
[ 586 ]
ابن يفطن له فلما هدأت الأصوات وبلغهما أنه قد سكت عن طلبهما جاء الدئلي بظهرهما فلما قدم بالظهر ليركب قال لأبي بكر ما هذه الناقة فقال هي لك يا رسول الله فقال إني لا أركب بعيرا ليس لي إلا بالثمن قال فأخذها وكانت أسماء بنت أبي بكر صنعت سفرة لخروجهما فشدتها بنطاقين صلى من نطاقها فلما ارتحلا لم يجدوا لها عصاما تغلق به فحلت إحدى نطاقيها وقال فشدتها به فلذلك سميت ذات النطاقين وركب أبو بكر راحلته وأردف عامر بن فهيرة فانطلقا وليس معهما غير عامر وابن أرقد أجيرهما ودليلهما فأجاز بهما أسفل مكة ثم جاء الساحل حتى خرج بهما من أسفل عسفان قال بن إسحاق فأخبرني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من الغار سلك بهما الدليل أسفل مكة ثم أجاز بهما الساحل حتى خرج بهما من أسفل عسفان قال يحيى قال بن إدريس بن أرقد قال وقال أبو بكر عن الكلبي أريقط قال يحيى ويقال أريقد بالتصغير
[ 587 ]
أخبرنا سليمان بن حرب نا حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر خديجة فقلت يا رسول الله ما تكثر ذكر عجوز حمراء الشدقين وقد أعقبك الله منها فتمعر تمعرا لم أره يصيبه إلا عند نزول الوحي أو عند مخيلة حتى يعلم أرحمة هي أم عذاب أخبرنا محمد بن بشر العبدي نا محمد بن عمرو نا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا لما هلكت خديجة جاءت
[ 588 ]
خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألا تتزوج فقال ومن قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا فقال من البكر فقالت ابنة أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر قال فمن الثيب قالت سودة بنت زمعة وقد آمنت واتبعت الذي أنت عليه قال فاذهبي فاذكريهما علي فدخلت بنت أبي بكر فقالت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة فقالت وما ذاك فقالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت انتظري حتى يأتي أبو بكر فدخل أبو بكر فقالت ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قال وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قال وهل تصلح له إنما هي ابنة أخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال ارجعي إليه فقولي له أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي فرجعت إليه فذكرت ذلك له فخرج وقال انتظري فقالت أم رومان أن المطعم بن عدي كان ذكرها على ابنه وما وعد وعدا قط أبو بكر فأخلفه فدخل أبو بكر على المطعم بن عدي وعند امرأته أم الفتى فقالت يا بن أبي قحافة لعلك مصبئ هذا الفتى
[ 589 ]
ومدخله في دينك الذي أنت عليه إن أنت زوجته فأقبل أبو بكر على المطعم بن عدي فقال أتقول ما تقول هذه فقال إنها لتقول ذلك فخرج أبو بكر قد أخرج الله ما كان في نفسه من العدة التي وعده فرجع فقال يا خولة ادعي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعته فزوجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي يومئذ ابنة ست سنين ثم خرجت فدخلت على سودة ابنة زمعة فقالت لها ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة فقالت وما ذاك فقالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه فقالت وددت ادخلي على أبي فاذكري ذلك له وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن وقد فاته الحج فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية فقال من أنت فقالت خولة بنت حكيم قال وما شأنك فقالت أرسلني محمد بن عبد الله إليك أخطب عليك سودة فقال كفوء كريم ما تقول صاحبتك فقالت تحب ذلك فقال ادعيها فدعتها فجاءت فقال أي بنية إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسل يخطبك عليه وهو كفوء كريم أتحبين أن أزوجكه فقالت نعم قال ادعي لي فدعته فزوجها فجاء فزوجها منه فلما قدم عبد بن زمعة من الحج قال ماذا صنع حب زوج سودة منه فكان بعد ما أسلم يقول لعمري إني لسفيه يوم أنكرت تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة وكان حثا على رأسه التراب
[ 590 ]
قالت عائشة فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السنح فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتنا فاجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء قال وجاء أمي وأنا في أرجوحة في عذقين ترجح بي فأخذت تقودني من الأرجوحة فأنزلتني ولي حميمة ففرقتها فمسحت وجهي بشئ من ماء ثم جعلت تقودني حتى جاء بي عند باب البيت وإني لأنهج فلما سكن بي دخلت بي عليه وعنده رجال من الأنصار ونساء فأجلستني فقالت هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيها وبارك لهم فيك فوثب الرجال والنساء فخرجوا فبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا ما نحر لي جزورا ابن ذبح لي شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دار في نسائه وأنا يومئذ ابنة تسع سنين أخبرنا النضر نا شعبة نا جبر بن حبيب قال سمعت أم كلثوم بنت علي تحدث عن عائشة أن أبا بكر دخل على
[ 591 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه في حاجة وعائشة تصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل قولي اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما عملت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما عملت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدا
[ 592 ]
أخبرنا الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنا سفيان عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين التمر والماء أخبرنا يعلى بن عبيد عن الأجلح مولى لعبد الرحمن عن عائشة أو عن عبد الرحمن عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم فإذا وجدتموها فأبردوها بالماء
[ 593 ]
أخبرنا عثمان بن عمر عن بن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد عناقا فأخبر بأنها قد ماتت فقال ألا أخذتم إهابها فانتفعتم بها أخبرنا الحسين بن علي الجعفي نا أبو حرزة واسمه
[ 594 ]
يعقوب بن مجاهد عن بعض بني أبي بكر عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي أحدكم وهو يدافع الغائط والبول أخبرنا روح بن عبادة نا بن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة أنها أخبرته أن يهودية استطعمتها أنه فقالت أطعميني أعاذكم الله من فتنة الدجال وفتنة القبر قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من فتنة الدجال
[ 595 ]
ومن فتنة القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد حذره أمته وإني أحذركموه تحذيرا لم يحذره نبي أمته إنه أعور وإن الله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأ كل مؤمن وأما فتنة القبر فإنهم يسألون عني فإذا مات الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع فيقال فيم كنت فيقول في الإسلام فيقال له فما هذا الرجل فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات من قبل الله فآمنا به وصدقنا فيقال له فهل رأيت الله فيقول لا ينبغي لأحد أن يرى الله فيفرج له فرجة إلى النار فيقال له انظر إليها فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ثم تفرج له فرجة إلى الجنة فيقال له انظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك فعلى اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله
[ 596 ]
وإذا مات الرجل السوء أجلس في قبره فزعا فيقال له ما كنت تقول فيه فيقول لا أدري فيقال له فما هذا الرجل فيقول سمعت الناس يقولون فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة إلى النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له هذا مقعدك فعلى الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث ثم يعذب أخبرنا وهب بن جرير بن حازم نا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن قال قالت لي عمرة أعطني قطعة من أرضك أدفن فيها فإني سمعت عائشة تقول كسر عظم الميت ككسر عظم الحي قال محمد ومن أهل المدينة من يحدثه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا يحيى بن يمان نا معمر عن محمد بن المنكدر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأضحى يوم يضحي الناس والفطر يوم يفطرون
[ 597 ]
أخبرنا المقري نا حيوة بن شريح نا أبو عقيل وهو زهرة بن معبد بن هشام القرشي أنه سمع أبا حازم ومحمد بن المنكدر
[ 598 ]
يحدثان عن عائشة أن أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب قالت يا رسول الله إني كبرت وثقلت فأخبرني بعمل أعمله وأنا جالسة فقال قولي لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة فلن تسبقك وهو حسنة ولا تترك سيئة وقولي الله أكبر مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة بدنة وقولي سبحان الله مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله وقولي الحمد لله مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة رقبة
[ 599 ]
أخبرنا النضر بن شميل نا محمد بن عمرو حدثني محمد بن إبراهيم عن عائشة قالت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف على بني عبد الأشهل فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم وكان استمر القتل فيهم يومئذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن حمزة لا بواكي له قال فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة فجعلت عائشة تبكي معهن فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ عند المغرب فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة فصلى العشاء ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نبكي فقال ألا أراهن يبكين حتى الآن مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن
[ 600 ]
أخبرنا يحيى بن آدم نا بن المبارك عن عبد الوهاب بن الورد عن رجل من أهل المدينة أن معاوية كتب إلى عائشة أوصني ابن تطيلي فكتبت إليه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس سخط الله برضا الناس وكله الله إليهم والسلام
[ 602 ]
أخبرنا بقية بن الوليد نا بحير بن سعيد وكان ثقة عن خالد بن معدان قال من اجترأ على الملاوم في موافقة الحق رد الله تلك الملاوم له ومن التمس المحامد في موافقة الناس رد الله تلك المحامد له ذما
[ 603 ]
قلت لأبي أسامة حماد بن أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لما ذكر من شأني ما ذكر وما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا وما علمت به فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أشيروا علي ما ترون في أناس ذكروا أهلي وأيم الله ما علمت على أهلي من سوء قط وذكروا رجلا ما علمت عليه من سوء قط وما كان يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر وما خرجت في سفر إلا كان معي فقام سعد بن معاذ فقال أترى يا رسول الله أن نضرب أعناقهم فقام رجل من بني الخزرج كانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال كذبت أما والله لو كان من الأوس ما ضرب أعناقهم ولا أحببت ذلك حتى كان بين الأوس والخزرج شر وما علمت به فلما كان مساء ذلك اليوم خرجت بحاجتي ومعي أم مسطح فعثرت فقالت تعس مسطح فقلت على ما تسبين ابنك فسكتت ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح فقلت على ما تسبين ابنك فسكتت ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح فانتهرتها فقلت لها على ما تسبين ابنك
[ 604 ]
فقالت ما أسبه إلا في سببك فقلت في أي شأني فبقرت لي الحديث فقلت أو قد علموا بهذا فقالت نعم والله فرجعت إلى بيتي وكأن الذي خرجت له لم أخرج له لا أجد له منه قليلا ابن كثيرا فرجعت ووعكت فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى بيت أبي فأرسلني مع الغلام فلما دخلت الدار فإذا أنا بأم رومان فقالت ما جاء بك يا بينة فأخبرتها فقالت خفضي عليك الشأن فوالله لقل امرأة جميلة يحبها رجل ولها ضرائر إلا أكثرن عليها وحسدنها صلى الله عليه وسلم فقلت لها أو علم بذلك أبي فقالت نعم فقلت أو قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بي فقالت نعم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعبرت فبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي ما شأنها فقالت بلغها الذي ذكر من أمرها ففاضت عيناه وقال أقسمت عليك يا بنية لما رجعت إلى بيتك فرجعت فأصبح أبواي عندي فلم يزالا عندي حتى دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر وقد اكتنفني أبواي عن يميني وعن شمالي فقام النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد
[ 605 ]
يا عائشة فإن كنت قارفت سوء أو ظلمت فتوبي فإن الله يقبل التوبة عن عبادة وقد جاءت امرأة من الأنصار فجلست عند الباب فقلت أما تستحي من هذه المرأة أن تقول شيئا فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقول ماذا ثم قلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أقول ماذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت أما بعد فوالله أداء قلت لكم إني لم أفعل والله يشهد أني لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم لقد تكلمتم به وأشربت قلوبكم ولئن قلت لكم إني قد فعلت والله يعلم أني لم أفعل ليقولن قد بائت به على نفسها وإني والله لاأجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف وما أحفظ اسمه فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون فأنزل الله على رسوله ساعتئذ فلما سرى منه استبان السرور في وجهه فجعل يمسح جبهته ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك فكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ابن أحمده ابن للازواج لقد سمعتم به فما أنكرتموه ابن غيرتموه ولا أحمد إلا الله إلا الذي أنزل برائتي ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الجارية فقالت والله ما علمت عليها بأسا إلا أنها كانت تنام حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها أو حصيرها فجعل بعض أصحابه يقول لها اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عروة فعتب ذلك على من قاله ولقد بلغ الرجل الذي ذكر ذاك منه فقال سبحان الله والله ما كشفت ثوبا عن أنثى مولاه شهيدا في وجهه فجعل يمسح جبهته ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك فكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه ابن أحمده ابن للازواج لقد سمعتم به فما أنكرتموه ابن غيرتموه ولا أحمد إلا الله إلا الذي أنزل برائتي ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل الجارية فقالت والله ما علمت عليها بأسا إلا أنها كانت تنام حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها أو حصيرها فجعل بعض أصحابه يقول لها اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عروة فعتب ذلك على من قاله ولقد بلغ الرجل الذي ذكر ذاك منه فقال سبحان الله والله ما كشفت ثوبا عن أنثى مولاه شهيدا في سبيل الله قالت عائشة
[ 606 ]
فأما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا وأما حمنة فهلكت فيمن هلك وكان الذين تكلموا في ذلك عبد الله بن أبي وكان هو يستوشي إذا ويجمع وهو الذي تولى كبره ومسطح وحسان قال أبو بكر والله لا أنفع مسطحا بنافعة أبدا فأنزل الله عزوجل ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة يعني أبا بكر أن يؤتوا أولي القربى والمساكين يعني مسطحا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم فعاد إلى مسطح بما كان يصنع وقال والله إنا نحب أن يغفر الله لنا فأقر به أبو أسامة وقال نعم انتهى القسم الاول من مسند ام المؤمنين عائشة ويليه القسم واوله ما يروى عن اهل الحجاز عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم