مجمع الزوائد
الهيثمى ج 9
[ 1 ]
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 بتحرير الحافظين الجليلين : العراقي وابن حجر الجزء التاسع دار الكتب العلمية بيروت لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم (باب منه في طاعتهم) عن ابن عباس أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن به لمما (1) وإنه يأخذ عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا لخ فثع (2) ثعة فخرج من فيه مثل الجر والاسود فشفى . وفى رواية فثع ى فسعل . رواه أحمد والطبراني وفيه فرقد السبخى وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما . وعن الوازع قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والاشج المنذر بن ابن عاصم أو عامر بن المنذر ومعهم رجل مصاب فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وثبوا عن رواحلهم فقبلوا يده ثم نزل الاشج فعقل رواحلهم وأخرج عيبته (3) ففتحها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أشج ان فيك خلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة قال يا رسول الله أنا أتخلقهما أو جبلني الله عليهما قال بل جبلك الله عليهما قال الحمد لله الذى جبلني على خلتين (4) يحبهما الله ورسوله فقال الوازع يا رسول الله ان معى خالا مصابا فادع الله له قال أين هو إئتني به قال فصنعت به مثل ما صنع الاشج ألبسته ثوبيه فاتيته فاخذ طائفة من ردائه فرفعها حتى رأيت بياض إبطه ثم ضرب بظهره قال اخرج عدو الله فولى وجهه وهو ينظر نظر رجل صحيح . رواه أحمد وفيه هند بنت الوازع ولم اعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن ام ابان بنت الوازع عن ابيها أن جدها الوازع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون أو ابن اخت له قال جدى فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قلت يا رسول (1) اللمم : طرف من الجنون يلم بالانسان أي يقرب منه ويعتريه . (2) الثع : القئ . (3) العيبة : زبيل من ادم ، وما يجعل فيه الثياب . (4) في نسخة " خلقين " .
[ 3 ]
الله ان معى ابن لى أو ابن اخت لى مجنون آتيك به فتدعوا الله عزوجل له قال إئتني به فانطلقت إليه وهو في الركاب فاطلقت عنه وألقيت عليه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين واخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادنه منى واجعل ظهره مما يلينى قال فاخذ بمجامع ثوبه من اعلاه واسفله بجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض ابطيه ويقول اخرج عدو الله اخرج عدو الله فاقبل ينظر نظر الصحيح ليس نظره (1) الاول ثم اقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فدعا له فمسح وجهه فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه . رواه الطبراني وام ابان لم يرو عنها غير مطر . وعن عثمان بن ابى العاص قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن فضرب صدري بيده فقال يا شيطان اخرج من صدر عثمان فما نسيت منه شيئا بعد أحببت ان اذكره . رواه الطبراني وفيه عثمان بن بسر ولم اعرفه وبقية رجاله ثقات . قلت وفى احاديث نحو هذا المعنى في اثنائها في مواضعها (باب منه) عن سليمان بن عمرو بن الاحوص الازدي قال حدثتني أمي أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة من بطن الوادي وخلفه إنسان يستره من الناس أن يصيبوه بالحجارة وهو يقول أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا وإذا رميتم فارموا بمثل حصى الخذف (2) ثم أقبل فأتته امرأة بابن لها فقالت يا نبى الله إن ابني هذا ذاهب العقل فادع الله له قال لها إئتينى بماء فأنته بماء في تور (3) من حجارة فتفل فيه وغسل فيه وجهه ثم دعا فيه ثم قال إذهبي فاغسليه به واستشفى الله فقلت لها هبى لى منه قليلا لابنى هذا فأخذت منه قليلا باصابعى فمسحت بها شقة ابني فكان من أبر الناس فسألت المرأة ما فعل ابنها قال برئ أحسن البرء قلت روى أبو داود منه رمى الحجارة رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا وفى بعضهم ضعف . (باب أدب الحيوانات معه صلى الله عليه وسلم) عن عائشة قالت كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتد وأقبل وأدبر فإذا أحس رسول الله صلى الله عليه وسلم ربض (1) في نسخة " بنظره " . (2) أي الحصى الصغير . (3) التور : إناء صغير .
[ 4 ]
فلم يترمرم (1) ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط : ورجال أحمد رجال الصحيح . (باب في معجزاته صلى الله عليه وسلم في الحيوانات والشجر وغير ذلك) عن أنس بن مالك قال كان أهل بيت من الانصار لهم جمل يسنون (2) عليه وانه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وان الانصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نستني عليه وانه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الانصار يا رسول الله قد صار مثل الكلب الكلب نخاف عليك صولته قال ليس على منه بأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك قال لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لامرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه . رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخى أنس وهو ثقة . وعن ابن عباس قال جاء قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان بعيرا لنا فطم في حائط فجاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعال فجاء مطأطأ رأسه حتى خطمه وأعطاه أصحابه فقال له أبو بكر يا رسول الله كأنه علم أنك نبى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أنى نبى ألا كفرة الجن والانس . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم ضعف . وعن ابن عباس أن رجلا من الانصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يدعو له والنبى صلى الله عليه وسلم قاعد مع نفر من الانصار فقال يا نبى الله انى جئت في حاجة وان فحلين لى اغتلما وإنى ادخلتهما حائطا وسددت عليهما الباب فأحب أن تدعوا لى ان يسخرهما الله لى فقال لاصحابه قوموا معنا فذهب حتى أتى الباب فقال افتح فأشفق الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم قال افتح ففتح الباب فإذا أحد الفحلين (1) أي سكن ولم يتحرك . (2) أي يستقون .
[ 5 ]
قريب من الباب فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سجد له فقال النبي صلى الله عليه وسلم إئتني بشئ أشد برأسه وأمكنك منه فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر فلما رآه وقع له ساجدا فقال للرجل ائتنى بشئ أشد رأسه فشد رأسه وأمكنه منه ثم قال اذهب فانهما لا يعصيانك فلما رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قالوا هذان فحلان لا يعقلان سجدا لك أفلا نسجد لك قال لا آمر أحدا ان يسجد لاحد ولو أمرت أحدا يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها . رواه الطبراني وفيه أبو عزة الدباغ وثقة ابن حبان واسمه الحكم بن طهمان ، وبقية رجاله ثقات . وعن يعلى بن مرة قال لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلى ولا يراها أحد بعدى لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبى لها فقالت يا رسول الله هذا صبى أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم لا أدرى كم مرة قال ناولينيه فحملته إليه فحمله بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه (1) ونفث فيه ثلاثا وقال بسم الله أنا عبدالله إخس عدو الله ثم ناولها إياه فقال القينا في الرجعة في هذا المكان فاخبرينا ما فعل قال فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال ما فعل صبيك فقالت والذى بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجتزر هذه الغنم قال انزل فخذ منها واحدة ورد البقية ، قال وخرجت ذات يوم إلى الجنان حتى إذا ابرز قال انظر ويحك هل ترى شيئا يواريني قلت ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك قال فما قربها قلت شجرة مثلها أن قريب منها قال اذهب اليهما فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا باذن الله قال فاجتمعا فبرز لحاجته ثم رجع قال اذهب اليهما فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها فرجعت قال وكنت معه جالسا ذات يوم إذ جاء جمل يخبب حتى ضرب بجرانه (2) بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال ويحك أنظر لمن هذا الجمل إن له لشأنا فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الانصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا قال وما شأنه قال لا أدرى والله ما شأنه عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فاتمرنا البارحة ان ننحره ونقسم لحمه قال لا تفعل هبه لى أو بعنيه قال بل هو لك (3) يا رسول الله قال (1) أي فتح فمه . (2) الجران باطن العنق ، أي مد عنقه . (3) في نسخة " قال هو لك " .
[ 6 ]
فوسمه بميسم الصدقة ثم بعث به ، وفى رواية عن يعلى قال أنى ما أظن أحدا رأى من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا دون ما رأيت فذكر نحوه إلا أنه قال لصاحب البعير يشكوك زعم انك سناته حتى كبر تريد أن تنحره قال صدقت والذى بعثك بالحق قد أردت ذلك والذى بعثك بالحق لا أفعل ، وفى رواية ثم سرنا ونزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة تشق الارض حتى غشيته ثم رجعت ألى مكانها فلما استيقظ ذكرت له فقال هي شجرة استأذنت ربها عزوجل أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها . رواه أحمد باسنادين والطبراني بنحوه ، وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح ، وقال الطبراني في إحدى رواياته فمر عليه بعير ماد بجرانه يرغو فقال على بصاحب هذا فجاء فقال هذا يقول نتجت عندهم فاستعملوني حتى إذا كبرت أرادوا أن ينحروني ، وقال فيها ما من شئ إلا يعلم أنى رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والانس . وعن يعلى بن مرة عن أبيه قال وكيع مرة عن أبيه إن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبى لها به لمم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخرج عدو الله أنا رسول الله قال فبرئ قال فأهدت إليه كبشين وشيئا من سمن واقط قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذ الاقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وبسنده عن مرة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزل منزلا فقال إئت تلك الاشايتين (1) فقل لهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا فأتيتهما فقلت لهما فوثبت إحداهما إلى الاخرى فاجتمعتا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فاستتر بهما فقضى حاجته ثم وثبت كل واحدة منهما إلى مكانها . رواه أحمد أيضا . وعن يعلى بن سيابة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فأراد أن يقضى حاجته فأمرو ديتين (1) فانضمت أحداهما إلى الاخرى ثم أمرهما فرجعتا ألى منابتهما وجاء بعير يضرب بجرانه إلى الارض وجرجر حتى انبل ما حوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما يقول البعير إنه يزعم ان صاحبه يريد نحره فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أواهبه أنت لى فقال يا رسول الله مالى مال أحب إلى منه فقال استوص به معروفا فقال لا جرم ولا أكرم مالا لى كرامته يا رسول الله وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال إنه يعذب في غير كبير فأمر بجريدة فوضعت على (1) إى نخلتين صغيرتين .
[ 7 ]
قبره وقال عسى أن يخفف عنه ما دامت رطبة . رواه أحمد والطبراني بنحوه ألا أنه قال ثم أتى على قبرين ، واسناده حسن . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا فجاء بعير فسجد له فقالوا نحن أحق أن نسجد لك فقال لو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها . رواه البزار وروى الترمذي طرفا من آخره وإسناده حسن . وعن جابر بن عبدالله قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائطين من حيطان بنى النجار إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه قال فذكروا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره إلى الارض حتى برك بين يديه قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم هاتوا خطاما فخطمه ودفعه إلى صاحبه ثم التفت إلى الناس فقال إنه ليس شئ بين السماء والارض إلا يعلم أنى رسول الله إلا عاصي الجن والانس . رواه أحمد ورجاله ثقات وفى بعضهم ضعف . وعن جابر بن عبدالله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت امرأة بدوية بابن لها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله هذا ابني قد غلبنى عليه الشيطان فقال أدنيه منى فأدنته منه قال افتحي فمه ففتحته فبصق فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اخس عدو الله وأنا رسول الله قالها ثلاث مرات ثم قال شأنك بابنك ليس عليه فلن يعود إليه شئ مما كان يصيبه ثم خرجنا فنزلنا منزلا صحراء ديمومة (1) ليس فيها شجرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر يا جابر انطلق فانظر لى مكانا يعنى للوضوء فانطلقت (2) فلم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاه فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاك فقال النبي صلى الله عليه وسلم انطلق اليهما فقل لهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكما اجتمعا فخرجت فقلت لهما فاجتمعتا حتى كأنهما في أصل واحد ثم رجعت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى حاجته ثم رجع فقال ائتهما فقل لهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكما ارجعا كما أنتما فرجعتا فنزلنا في واد من أودية بنى (1) الديمومة : هي الصحراء البعيدة ، وهى فعلولة من الدوام أي بعيدة الارجاء يدوم السير فيها . (2) في نسخة " فخرجت فانطلقت " .
[ 8 ]
محارب فعرض له رجل من بنى محارب يقال له غورث بن الحارث والنبى صلى الله عليه وسلم متقلد السيف فقال يا محمد اعطني سيفك هذا فسله وناوله إياه فهزه ونظر إليه ساعة ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال يا محمد ما يمنعك منى قال الله يمنعنى منك فارتعدت يده حتى سقط السيف من يده فتناوله النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال يا غورث من يمنعك منى قال لا أحد بأبى أنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اكفنا غورث وقومه ثم أقبلنا راجعين فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعش طير يحمله فيه فراخ وأبواها يتبعانه ويقعان على يد الرجل فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على من كان معه فقال أتعجبون بفعل هذين الطيرين بفراخهما والذى بعثنى بالحق لله أرحم بعباده من هذين الطيرين بفراخهما والذى بعثنى بالحق لله أرحم بعباده من هذين الطيرين بفراخهما ثم أقبلنا راجعين حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت لنا الاعرابية التى جاءت بابنها بوطب (1) من لبن وشاة فأهدته له فقال ما فعل ابنك هل أصابه شئ مما كان يصيبه قالت والذى بعثك بالحق ما أصابه شئ مما كان يصيبه وقبل هديتها وأقبلنا حتى إذا كنا بمهبط من الحرة أقبل جمل يرقل (2) فقال أتدرون ما قال هذ الجمل قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا جمل جاءني يستعديني على سيده يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين حتى إذا أجربه وأعجفه (3) وكبر سنه أراد أن ينحره إذهب يا جابر إلى صاحبه فائت به فقلت يا رسول الله ما أعرف صاحبه قال انه سيدلك عليه قال فخرج بين يديه معنقا (4) حتى وقف بى في مجلس بنى خطمة فقلت أين رب هذا الجمل قالوا هذا جمل فلان بن فلان فجئته فقلت أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معى حتى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم جملك يستعدى عليك زعم أنك حرثت عليه زمانا حتى أجبرته وأعجفته وكبر سنه أردت أن تنحره فقال والذى بعثك بالحق ان ذلك كذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنيه قال نعم يا رسول الله فابتاعه منه ثم سيبه في الشجر حتى نصب سناما فكان إذا اعتل على بعض المهاجرين أو الانصار من نواضحهم شئ أعطاه إياه فمكث بذلك زمانا قال محمد بن طلحة كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الاعاجيب قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الاوسط والبزار باختصار كثير وفيه عبد الحكيم (1) الوطب : الزق الذى يكون فيه اللبن . (2) أي يعدو (3) أهزله (4) مسرعا .
[ 9 ]
ابن سفيان ذكره ابن أبى حاتم ولم يجرحه أحد ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر إلى مكة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى الغائط أبعد حتى لا يراه أحد قال فبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجرتين متباعدتين فقال يا ابن مسعود إذهب إلى هاتين الشجرتين فقل لهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا له ليتوارى بكما فمشت إحداهما إلى الاخرى فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته ثم رجعتا إلى مكانهما ثم مضى حتى أتينا أزقة المدينة فجاء بعير يشتد حتى سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام بين يديه فذرفت عيناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صاحب هذا البعير قالوا فلان فقال ادعوه فأتوا به فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكوك فقال يا رسول الله هذا البعير كنانسنو (1) عليه منذ عشرين سنة ثم أردنا نحره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شكا ذلك بئسما جازيتموه استعملتموه عشرين سنة حتى إذا ارق عظمه ورق جلده أردتم نحره بعنيه قال بل هو لك يا رسول الله فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجه نحو الظهر (2) فقال له أصحابه يا رسول الله سجد لك هذا البعير ونحن أحق بالسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن يسجد أحد لاحد لو سجد أحد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار بنحوه إلا أنه قال في غزوة حنين وزاد فيه ثم أصاب الناس عطش شديد فقال لى يا عبدالله التمس لى ماء فأتيته بفضل ماء وجدته في ادواة فأخذه فصبه في ركوة ثم وضع يده فيها وسمى فجعل الماء يتحادر من بين أصابعه فشرب الناس وتوضأ واما شاؤا ، ورواه البزار بنحوه ، وفى إسناد الاوسط زمعة بن صالح وقد وثق على ضعفه ، وبقية رجاله حديثهم حسن وأسانيد الطريقين ضعيفة . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والانصار فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه يا رسول الله سجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك فقال اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم قلت فذكر الحديث . رواه أحمد واسناده جيد . وعن يعلى بن أمية قال بينا نحن نسير ذات يوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نحن ببعير قال فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سما برأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا يعلى انطلق إلى أهل هذا البعير فاشتره منهم وان لم يبيعوك فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيكم به قالوا أيم الله (1) أي نستقي (2) أي نحو الابل .
[ 10 ]
لقد نضحنا (1) على عشرين سنة وان كنا لنريد ان ننحره بالغداة فأما إذ أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فانا لا نألوه خيرا . رواه الطبراني وإسناده حسن . وبسنده عن يعلى قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير إذا نحن بثلاث أشا آت (2) متفرقات فقال يا يعلى اذهب إلى تلك الاشا آت فقل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركن أن تجتمعن باذن الله فمشين حتى صرن في أصل واحد فاستتر بهن لبعض حاجته ثم قال يا يعلى انطلق اليهن فامرهن أن يرجعن باذن الله فمشين حتى رجعت كل واحدة إلى موقفها . رواه الطبراني . وعن بريدة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرنى آية قال اذهب إلى تلك الشجرة فادعها فذهب إليها فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فمالت على كل جانب منها حتى قلعت عروقها ثم أقبلت حتى جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع فقام الرجل فقبل رأسه ويديه ورجليه وأسلم . رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال جاء رجل من بنى عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوى ويعالج فقال له يا محمد انك تقول أشياء فهل لك أن أداويك قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له هل لك أن أداويك قال إيه وعنده نخل وشجر قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عذقا منها فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى إليه فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع إلى مكانك فرجع إلى مكانه فقال والله لا أكذبك بشئ تقوله بعدها أبدا ثم قال يا عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشئ يقوله بعدها أبدا ، قال والعذق : النخلة . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير ابراهيم ابن الحجاج الشامي وهو ثقة . وعن عمر بن الخطاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالحجون فرد عليه المشركون فقال اللهم أرنى أية اليوم لا أبالى من كذبني بعدها فأتى فقيل ادع شجرة فأقبلت تخط الارض حتى انتهت إليه فسلمت عليه ثم أمرها فرجعت قال داود إلى منبتها وقال عفان إلى موضعها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أبالى من كذبني بعدها من قومي . رواه البزار وأبو يعلى واسناد أبى يعلى حسن . وعن زيد بن ثابت قال غدونا يوما غداة من الغدوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) أي سقينا (2) الاشاء : صغار النخل ، الواحدة اشاءة .
[ 11 ]
حتى كنا في مجمع طرق المدينة فبصرنا باعرابى آخذ بخطام بعيره حتى وقف على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حوله فقال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أصبحت قال ورغا البعير وجاء رجل كأنه حرسي فقال الحرسى يا رسول الله هذا الاعرابي سرق البعير قال فرغا البعير ساعة وحن فأنصت له رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع رغاءه وحنينه فلما هدأ البعير أقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الحرسى فقال انصرف عنه فان البعير شهد عليك انك كاذب فانصرف الحرسى وأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الاعرابي فقال أي شئ قلت حين جئتني قال قلت بأبى أنت وأمى اللهم صل على محمد حتى لا تبقى صلاة اللهم وبارك على محمد حتى لا تبقى بركة اللهم وسلم على محمد حتى لا تبقى سلام اللهم وارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل أبداها لى والبعير ينطق بعذره وان الملائكة قد سدوا الافق . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن الحكم بن الحارث السلمى قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السلب فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خلات ناقتي وأنا أضربها فقال لا تضربها وقال النبي صلى الله عليه وسلم حل فسارت مع الناس . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب في حديث جابر في قصة بعيره) وقد تقدم حديث الحكم بن الحارث قبل هذا . عن جابر بن عبدالله قال فقدت جملى ليلة فمررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشد لعائشة فقال لى مالك يا جابر قال فقلت فقدت جملى أو ذهب في ليلة ظلماء قال فقال لى هذا جملك اذهب فخذه قال فذهبت نحو ما قال لى فلم أجده فرجعت إليه فقلت بأبى وأمى يا نبى الله ما وجدته قال فقال لى هذا جملك اذهب فخذه قال فذهبت نحو ما قال لى فلم أجده فرجعت إليه فقلت بأبى وأمى يا نبى الله والله ما وجدته قال فقال لى على رسلك حتى إذا فرغ أخذ بيدى فانطلق بى حتى أتينا الجمل فدفعه إلى فقال هذا جملك قال وقد سار الناس قال فبينا أنا أسير على جملى في عقبتى وكان جملى فيه قطاف (1) قال فقلت لهف أمي أن يكون لى إلا جمل قطرف قال فلحق بى فقال ما قلت قال قلت يا نبى الله لهف أمي أن يكون لى إلا جمل قطوف قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم عجز الجمل بسوط أو بسوطي (1) القطاف : تقارب الخطو في سرعة ، من القطف وهو القطع .
[ 12 ]
قال فانطلق أوضع جمل ركبته قط وهو ينازعني خطامه قال فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت بايعى جملك هذا قال قلت نعم قال بكم قلت بأوقية قال بخ بخ كم في أوقية من ناضح وناضح قال قلت يا رسول الله ما بالمدينة ناضح أحب أنه لنا مكانه قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذته بأوقية قال فنزلت عن الرحل إلى الارض قال قال ما شأنك قال قلت جملك قال لى اركب جملك قال قلت ما هو بجملى ولكنه جملك قال كنا نراجعه في الامر مرتين فإذا أمرنا الثالثة لم نراجعه قال فركبت الجمل حتى أتيت عمتى بالمدينة قال وقلت لها ألم ترى أنى بعت ناضحنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوقية قال فما رأيتها أعجبها ذاك قال وكان ناضحا فارها قال ثم أخذت شيئا من خيط فأوخذته إياه ثم أخذت بخطامه فقدته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاوما رجلا يكلمه قلت دونك يا رسول الله جملك فأخذ بخطامه ثم أمر بلالا قال زن لجابر أوقية وأوفه فانطلقت مع بلال فوزن لى أوقية وأوفى لى الوزن قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يحدث ذاك الرجل قلت قد وزن لى أوقية وأوفاني قال فبينا هو كذلك إذ ذهبت إلى بيتى ولا أشعر فنادى ابن جابر قالوا ذهب إلى أهله قال أدركه فائتني به فأتى رسوله يسعى قال يا جابر يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيت قال خذ جملك قال قلت ما هو جملى انما هو جملك يا رسول الله قال خذ جملك قال قلت ما هو جملى انما هو جملك يا رسول الله قال خذ جملك فأخذته فقال لعمري ما نفعناك لتنزل عنه قال فجئت إلى عمتى بالناضح والاوقية فقلت لها ما ترين رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أوقية ورد على الجمل قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير نبيح العنزي وثقه ابن حبان ، قلت وقد تقدم حديث جابر في قضاء دين أبيه بغير قصة الصحيح في قضاء الدين عن الميت . (باب في شجاعته صلى الله عليه وسلم) عن على يعنى ابن أبى طالب قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ولفظه عن على أنه سئل عن موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال كان أشدنا يوم بدر من حاذى بركبته رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 13 ]
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت على الناس بأربع بالسخاء والشجاعة فذكر الحديث وقد تقدم في النكاح . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . (باب في جوده صلى الله عليه وسلم) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم عن الاجود الاجود الله الاجود الاجود وأنا أجود ولد آدم (1) . رواه أبو يعلى وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك . وعن عبدالله بن أبى بكر ان أبا أسيد كان يقول وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنع شيئا يسأله . قلت رواه أحمد في حديث طويل تقدم في غزوة بدر ، ورجاله ثقات إلا أن عبدالله بن أبى بكر لم يسمع من أبى أسيد والله أعلم . وعن على قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئا فأراد أن يفعله قال نعم وإذا أراد أن لا يفعل سكت وكان لا يقول لشئ لا . رواه الطبراني في الاوسط في حديث طويل في كتاب الادعية وفيه محمد بن كثير الكوفى وهو ضعيف . وعن زيد بن ثابت قال جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من العرب فسأله أرضا بين جبلين فكتب له بها فأسلم ثم أتى قومه فقال لهم أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطى عطية من لا يخاف الفاقة (2) . رواه الطبراني وفيه عبدالرحمن ابن يحيى العذري وقيل فيه مجهول ، وبقية رجاله وثفوا . وعن الربيع بنت معوذ بن عفرا قالت بعثنى معوذ بن عفراء بصاع من رطب عليه آخر من قثاء زغب (3) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القثاء وكانت حلية قد قدمت من البحرين فملا يده منها فأعطانيها ، وفى رواية فأعطاني ملء كفى حليا أو ذهبا . رواه الطبراني واللفظ له وأحمد بنحوه وزاد فقال تحلى بهذا ، وإسنادهما حسن . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتى صاحب بز فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم فخرج وهو عليه فإذا رجل من الانصار فقال يا رسول الله اكسني قميصا كساك الله من ثياب الجنة فنزع القميص فكساه إياه ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصا بأربعة دراهم وبقى معه درهمان فإذا هو بجارية في الطريق تبكى فقال ما يبكيك قالت يا رسول الله دفع إلى أهلى درهمين أشترى بهما دقيقا فهلكا فدفع النبي صلى الله عليه وسلم إليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهى تبكى فدعاها فقال (1) في نسخة " بنى آدم " (2) في نسخة " يعطى عطاء من لا يخشى الفاقة " (3) أي صغار .
[ 14 ]
ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين فقالت أخاف . أن يضربوني فمشى معها إلى اهلها فسلم فعرفوا صوته ثم عاد فسلم ثم عاد فثلث فردوا فقال أسمعتم أول السلام فقالوا نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما أشخصك بأبينا وأمنا قال أشفقت هذه الجارية أن تضربوها قال صاحبها هي حرة لوجه الله لممشاك معها فبشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير وبالجنة وقال لقد بارك الله في العشرة كسا الله نبيه قميصا ورجلا من الانصار قميصا وأعتق منها رقية وأحمد الله هو الذى رزقنا هذا بقدرته . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالله البابلتى وهو ضعيف . وعن أم سنبلة أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بهدية فأبى أزواجه أن يقبلنها فقلن إنا لا نأخذ فأمرهن النبي صلى الله عليه وسلم فأخذنها ثم أقطعها واديا فاشتراه عبدالله بن جحش من حسن بن على . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن قيظى ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن على قال اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال العباس يا رسول الله كبرت سنى ورق عظمي وكثرت مؤونتي فان رأيت أن تأمر لى بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل فقالت فاطمة يا رسول الله إن رأيت أن تأمر لى كما أمرت لعمك فافعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك فقال زيد بن حارثة يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها فان رأيت أن تردها على فافعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك فذكر الحديث وبقيته رواها أبو داود رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وزاد فقلت يا رسول الله إن أردت (1) أن توليني هذا الحق الذى جعل الله لك في كتابه من هذا الخمس فاقسمه في مقامك كى لا ينازعني أحد بعدك فافعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل ذلك فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته في حياته ثم ولانيه أبو بكر رضى الله عنه فقسمته ، ورجالهما ثقات . وعن جابر قال لما قتل أبى دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتحب الدراهم قلت نعم فقال لو قد جاءنا مال لاعطيتك هكذا وهكذا قال فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يعطينى فلما استخلف أبو بكر رضى الله عنه أتاه مال من البحرين فقال خذ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسبه قال لك فأخذت قلت هو في الصحيح بغير هذا السياق (1) في نسخة " رأيت " .
[ 15 ]
رواه البزار وإسناده حسن . (باب في حسن خلقه وحيائه وحسن معاشرته) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لانمم صالح الاخلاق . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار إلا أنه قال لاتمم مكارم الاخلاق ورجاله كذلك غير محمد بن رزق الله الكلودانى وهو ثقة . وعن صفية بنت حيى قالت ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيته وقد ركب بى من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فضرب رأسي مؤخرة الرحل فمسني بيده يقول يا هذه مهلا يا بنت حيى مهلا حتى إذا جاء الصهباء قال إنى أعتذر اليك يا صفية مما صنعت بقومك انهم قالوا لى كذا وقالوا لى كذا . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلى باختصار ورجالهما ثقات إلا أن الربيع ابن أخى صفية بنت حيى لم أعرفه . وعن عمرو بن العاص قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك وكان يقبل بوجهه وحديثه على حتى ظننت أنى خير القوم فقلت يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر قال أبو بكر قلت يا رسول الله أنا خير أم عمر قال عمر قلت يا رسول الله أنا خير أم عثمان قال عثمان فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعني فوددت أنى لم أكن سألته قلت في الصحيح بعضه بغير سياقه رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن أبى هريرة قال ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه (1) . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد يأخد بيده فينزع يده حتى يكون الرجل هو الذى يرسله ولم يكن يرى ركبتيه أو ركبته خارجا عن ركبة جليسه ولم يكن احد يصافحه الا اقبل عليه بوجهه ثم لم يصرفه عنه حتى يفرغ من كلامه . رواه البزار والطبراني في الاوسط واسناد الطبراني حسن . وعن أبى هريرة . ان اعرابيا جاء إلى رسول الله يستعينه في شئ قال عكرمة اراه في دم فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيأ ثم قال احسنت اليك قال الاعرابي لا ولا اجملت فغضب بعض المسلمين وهموا أن يقوموا إليه فاشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهم أن كفوا فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ إلى منزله دعا الاعرابي إلى البيت فقال له (1) هذا الحديث غير موجود إلا في نسخة واحدة .
[ 16 ]
انك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيا فقال احسنت اليك فقال الاعرابي نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنك كنت جئتنا فأعطيناك فقلت ما قلت وفى نفس أصحابي عليك من ذلك شئ فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدى حتى يذهب عن صدورهم قال فلما جاء الاعرابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم كان جاءنا فسألنا فأعطيناه فقال ما قال وإنا قد دعوناه فأعطيناه فزعم أنه قد رضى أكذاك قال الاعرابي نعم فجزاك الله من أهل وعشير خيرا قال أبو هريرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان مثلى ومثل هذا الاعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورا فقال صاحب الناقة خلوا بينى وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأعلم بها فتوجه إليها صاحب الناقة فأخذ لها من قشام الارض ودعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها واستوى عليها ولو أنى أطعتكم حيث قال ما قال دخل النار . رواه البزار وفيه ابراهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك . وعن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ودع رجلا أخذ بيده فلا يدع يده حتى يكون الرجل هو الذى يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وفيه يزيد بن عبدالرحمن بن أمية ولم أعرفه . ورواه الطبراني في الاوسط فيه ابن أبى سليم وهو مدلس ، وبقية رجاله وثقوا . وعن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين فما قال لى لشئ يكرهه ما أقبح ما صنعت ولا قال لشئ يعجبه ما أحسن ما صنعت قلت هو في الصحيح بغير سياقه رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع وهو ضعيف . وعن أنس بن مالك أيضا قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما دريت شيئا قط وافقه ولا شيا قط خالفه رضى من الله بما كان وإن كان بعض أزواجه ليقول لو فعلت كذا وكذا يقول دعوه فانه لا يكون إلا ما أراد الله عزوجل وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقم لنفسه من شئ إلا ان انتهكت لله حرمة فان انتهكت لله حرمة كان أشد الناس غضبا لله وما عرض عليه أمران الا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه سخط لله فان كان فيه لله سخط كان أبعد الناس منه قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم . وعن مهاجر مولى أم سلمة قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنين فلم يقل لشئ صنعت لم صنعته ولا لشئ تركته . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن محمد بن مسلمة قال قدمت من سفر فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 17 ]
يدى فما ترك يدى حتى تركت يده . رواه الطبراني وفيه الجلد بن أيوب وهو ضعيف . وعن خارجة بن زيد بن ثابت قال دخل نفر على زيد بن ثابت فقالوا حدثنا ببعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وما أحدثكم كنت جاره فكان إذا نزل الوحى ارسل إلى فكتبت الوحى وكان إذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا وإن ذكرنا الطعام ذكره معنا فكل هذا أحدثكم عنه . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن أبى أمامة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفسا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه على بن يزيد الالهانى وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنى لامزح ولا أقول إلا حقا قالوا إنك تداعبنا يا رسول الله قال إنى لا أقول إلا حقا . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الوحى أو وعظ قلت نذير قوم أتاهم العذاب فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أطلق الناس وجها وأكثرهم ضحكا وأحسنهم بشرا . رواه البزار وإسناده حسن . وعن عبدالله بن الحارث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيد الله وكثير بن العباس ثم يقول من سبق إلى فله كذا وكذا قال فيسبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يلتفت إذا مشى وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة أو الشئ فلا يلتفت حتى يرفعوه لانهم كانوا يمزحون ويضحكون وكانوا قد أمنوا التفاته صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن عمران بن حصين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من عذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه وجهه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح عمر المقدمى وهو ثقة (1) . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه (1) قلت ذكر البزار أنه معلول وأن المقدمى غلط فيه فرواه من رواية قتادة عن أنس وإنما هو من رواية قتادة عن عبدالله بن أبى عتبة عن أبى سعيد الخدرى وكذا هو في صحيح البخاري كما في هامش نسخة . (2 تاسع مجمع الزوائد)
[ 18 ]
وسلم يغتسل من وراء الحجرات وما رأى عورته قط . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب منه) عن حرب بن سريج قال حدثنى رجل من بلعدويه قال حدثنى جدى قال انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي فإذا رجلان بينهما عنز واحدة وإذا المشترى يقول للبائع أحسن مبايعتي قال فقلت في نفسي هذا الهاشمي الذى قد أضل الناس أهو هو قال فنظرت فإذا رجل حسن الجسم عظيم الجبهة دقيق الانف دقيق الحاجبين وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الاسود شعر أسود وإذا هو بين طمرين قال فدنا منا فقال السلام عليكم فرددنا عليه فلم ألبث أن دعا المشترى فقال يا رسول الله قل له يحسن مبايعتي فمد يده وقال أموالكم تملكون إنى أرجو أن ألقى الله عزوجل يوم القيامة لا يطلبني أحد منكم بشئ ظلمته في مال ولا في دم ولا غرض إلا بحقه رحم الله امر أسهل البيع سهل الشراء سهل الاخذ سهل العطاء سهل القضاء سهل التقاضى ثم مضى فقلت والله لاقضين هذا فانه حسن القول فتبعته فقلت يا محمد فالتفت إلى بجميعه فقال ما تشاء فقلت أنت الذى أضللت الناس وأهلكتهم وصددتهم عما كان يعبد آباؤهم قال ذاك الله قال ما تدعو إليه قال أدعو عباد الله إلى الله قال قلت ما تقول قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنى محمد رسول الله وتومن بما أنزله على وتكفر باللات والعزى وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة قال قلت وما الزكاة قال يرد غنينا على فقيرنا قال قلت نعم الشئ تدعو إليه قال فلقد كان وما في الارض أحد يتنفس أبغض إلى منه فما برح حتى كان أحب ألى من ولدى ووالدى ومن الناس أجمعين قال فقلت قد عرفت قال قد عرفت قلت نعم قال تشهد أن لا إله إلا الله وأنى محمد رسول الله وتؤمن بما أنزل على فال قلت نعم يا رسول الله إنى أرد ماءا عليه كثير من الناس فادعوعهم إلى ما دعوتني إليه فانى أرجو أن يتبعوك قال نعم فادعهم فاسلم أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه . رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله وثقوا . (باب في تواضعه صلى الله عليه وسلم) عن أبى هريرة قال جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه سلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال جبريل هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل السادة فلما نزل قال يا محمد أرسلني اليك ربك أفملكا نبيا أجعلك أو عبدا رسولا قال جبريل تواضع لربك يا محمد قال بل
[ 19 ]
عبدا رسولا . رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال الاولين رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لو شئت لسارت معى جبال الذهب جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة فقال إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك إن شئت نبيا عبدا وان شئت نبيا ملكا قال فنظرت إلى جبريل قال فأشار إلى أن ضع نفسك قال فقلت نبيا عبدا قال فكان رسول الله صلى الله عليه سلم بعد ذلك لا يأكل متكئا يقول آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد . رواه أبو يعلى وإسناده حسن . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد هبط على ملك من السماء ما هبط على نبى قبلى ولا يهبط على أحد بعدى وهو إسرافيل وعنده جبريل عليه السلام فقال السلام عليك يا محمد أنا رسول ربك إليك أمرنى أن أخيرك إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا فنظرت إلى جبريل عليه السلام فأومأ جبريل إلى أن تواضع فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك لو إنى قلت نبيا ملكا لسارت الجبال معى ذهبا . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالله البابلتى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام يناجيه إذ انشق أفق السماء فأقبل جبريل يدنو من الارض ويتمايل فإذا ملك قد مثل بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد يأمرك ربك أن تختار بين نبى عبد أو ملك نبى فأشار جبريل إلى بيده أن تواضع فعرفت أنه لى ناصح فقلت عبد نبى فعرج ذلك الملك إلى السماء فقلت يا جبريل قد كنت أردت أن أسئلك عن هذا فرأيت من حالك ما شغلنى عن المسألة فمن هذا يا جبريل قال هذا إسرافيل خلقه الله يوم خلقه بين يديه صافا قدميه لا يرفع طرفه بينه وبين الرب سبعون نورا ما منها نور يكاد يدنو منه إلا احترق بين يديه لوح فإذا أذن الله في شئ في السماء أو في الارض ارتفع ذلك فظهرت جبهته فينظر فان كان ذلك من عملي أمرنى به وإن كان من عمل ميكائيل أمره به وإن كان من عمل ملك الموت أمره به قلت يا جبريل على أي شئ أنت قال على الريح والجنود قلت على أي شئ ميكائيل قال على النبات والقطر قلت على أي شئ ملك الموت قال على قبض الانفس وما ظننته إلا لقيام الساعة وما الذى رأيت منى إلا خوفا من قيام الساعة . رواه الطبراني وفيه محمد بن أبى ليلى وقد وثقه جماعة ولكنه سيئ الحفظ ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أنه كان يحدث إن الله أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ملكا
[ 20 ]
من الملائكة مع الملك جبريل عليه السلام فقال الملك يا محمد إن الله يخيرك بين ان تكون نبيا عبدا أو نبيا ملكا فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير فأومأ إليه أن تواضع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نبيا عبدا فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل متكئا حتى لحق بربه . رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس . وعن ابن عمر قال خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والاخرة فاختار الآخرة . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق على قطيفة من سندس . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى غالب قال قلت لابي أمامة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن يكثر الذكر ويقصر الخطبة ويطيل الصلاة ولا يأنف ولا يستكبر أن يذهب مع المسكين والضعيف حتى يفرغ من حاجته . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن على بن أبى طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركب حمارا إسمه عفير . رواه أحمد وفيه ابن اسحق وهو مدلس . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار إسمه عفير . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده حسن . وعن أبى موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار ويلبس الصوف ويعتقل الشاة ويأتى مراعاة الضيف . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . ورواه البزار باختصار . وعن جرير أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم من بين يديه فاستقبلته رعدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هون عليك فانى لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . وعن ابن عباس قال ان كان الرجل من أهل العوالي ليدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الليل على خبز الشعير فيجيب . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجاله ثقات ، ورواه في الكبير باختصار . وعن ابن عباس قال يجلس على الارض ويأكل على الارض ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب دعوة المملوك . رواه البزار وإسناده حسن . وعن عمر بن الخطاب أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا كل ذلك يرد عليه لبيك لبيك . رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه جبارة بن
[ 21 ]
المغلس وثقه ابن نمير وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح . وعن عبدالله بن جبير الخزاعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشى في أناس من أصحابه فتستر بثوب فلما رأى ظله رفع رأسه فإذا هو بملاءة قد ستر بها فقال له مه وأخذ الثوب فوضعه فقال إنما أنا بشر مثلكم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد . رواه البزار وفيه حفص بن عمارة الطاحى ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن أبى أمامة قال كانت امرأة ترافث الرجال وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل ثريدا على طربال فقالت أنظروا إليه يجلس كما يجلس العبد ويأكل كما يأكل العبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأى عبد أعبد منى قالت ويأكل ولا يطعمنى قال فكلى قالت ناولنى بيدك فناولها فقالت أطعمى مما في فيك فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحدا حتى ماتت . رواه الطبراني وإسناده ضعيف . وعن الحسين بن على قال أحبونا بحب الاسلام فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ترفعوني فوق حقى فان الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا . رواه الطبراني وإسناده حسن . وع ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دعيت إلى كراع لاجبت . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال يخطئ واختلف كلام ابن معين فيه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حنظلة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته جالسا متربعا . رواه الطبراني وفيه محمد بن عثمان القرشى وهو ضعيف . وعن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم مشى عن زميل له . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عامر بن ربيعة قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فانقطع شسعه (1) فأخذت نعله لاصلحها فأخذها من يدى وقال أنها أثرة ولا أحب الاثرة . رواه البزار وفيه من لم اعرفه . وعن ابن عباس قال قال العباس قلت لا ادرى ما بقى رسول . الله صلى الله عليه وسلم فينا فقلت يا رسول الله لو اتخذت عريشا يظلك قال لا ازال بين اظهرهم يطأون عقبى وينازعون ردائي حتى يكون الله يريحني منهم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (1) الشسع : أحد سيور النعل وهو الذى يدخل بين الاصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذى في صدر النعل .
[ 22 ]
(باب فيمن خدمه صلى الله عليه وسلم) عن أنس قال كان عشرون شبابا من الانصار يلزمون رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوائجه فإذا اراد أمرا بعثهم فيه . رواه البزار وفيه من لم أعرفهم (1) . وعن عبدالرحمن بن عوف قال كان لا يفارق النبي صلى الله عليه وسلم أو باب النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أو أربعة من أصحابه . رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف . وعن ابى سعيد قال كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون له الحاجة أو يرسلنا في الامر فيكثر المحتسبون وأصحاب النوب فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الدجال فقال ما هذه النجوى الم انهكم عن النجوى . رواه البزار ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن عاصم ابن سفيان أنه سمع أبا الدرداء أو أبا ذر قال استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيت على بابه يوقظني لحاجته فأذن لى فبت ليلة . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب في مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم وما أطلعه الله تعالى عليه من ذلك) عن معاذ بن جبل قال لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى تحت راحلته فلما فرغ قال يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامى هذا ولعلك أن تمر بمسجدى هذا وقبري فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال إن أولى الناس بى المتقون من كانوا وحيث كانوا . رواه أحمد باسنادين وقال في أحدهما عن عاصم بن حميد أن معاذا قال وفيها قال لا تبك يا معاذ البكاء أو إن البكاء من الشيطان . ورجال الاسنادين رجال الصحيح غير راشد بن سعد وعاصم بن حميد وهما ثقتان . وعن ابن مسعود قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فلما انصرف تنفس فقلت ما شأنك فقال نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود . رواه أحمد وفيه مينا بن أبى مينا وثقة ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيت إلى نفسي بأنه مقبوض في تلك السنة . رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن ابن عباس قال لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) حتى ختم السورة قال نعيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين نزلت فأخذ بأشد ما كان قط إجتهادا في امر الآخرة وقال رسول الله (1) ليس فيهم مجهول سوى على بن يزيد الحنفي كذا في هامش الاصل .
[ 23 ]
صلى الله عليه وسلم بعد ذلك جاء الفتح وجاء نصر الله وجاء أهل اليمن فقال رجل يا رسول الله وما أهل اليمن قال قوم رقيقة افئدتهم لينة قلوبهم الايمان والفقه يمان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بأسانيد وزاد والحكمة يمانية ، وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال إنه نعيت إلى نفسي فبكت فقال لها لا تبكى فانك أول اهلي لاحق بى فضحكت فرآها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت رأيتك بكيت وضحكت فقالت إنه قال لى قد نعيت إلى نفسي فبكيت فقال لا تبكين فانك أول أهلى لاحق بى فضحكت . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة وفيه ضعف . وعن ام سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت يكثر أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب اليك قلت يا رسول الله إنى أراك تكثر أن تقول سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك واتوب اليك فقال إنى أمرت بأمر فقرأ (إذا جاء نصر الله والفتح) . رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح هذا ما وعدني ربى ثم قرأ (إذا جاء نصر الله والفتح) قال فإذا دخل الناس في دين الله افواجا فظهر دين الله على الدين كله فالناس خير ونحن خير . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عائشة أنها كانت تقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذى قبض فيه قال لفاطمة إن جبريل صلى الله عليه وسلم كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة وإنه عارضنى بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه أخبره أنه لم يكن نبى إلا عاش نصف عمر الذى كان قبله وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أرانى إلا ذاهبا على رأس الستين فأبكاني ذلك فقال يا بنية إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى من امرأة صبرا قلت فذكر الحديث . رواه الطبراني باسناد ضعيف ، وروى البزار بعضه أيضا وفى رجاله ضعف . (باب في رؤيا العباس) عن العباس بن عبدالمطلب قال رأيت في المنام كأن الارض تنزع إلى السماء بأشطان (1) شداد فقصصت ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك (1) الشطن : الحبل ، وقيل هو الطويل منه .
[ 24 ]
وفاة ابن أخيك . رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات . (باب تخيبره صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة) عن أبى مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا مويهبة إنى قد أمرت أن أستغفر لاهل البقيع فانطلق معى فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه لو تعلمون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الاولى ثم أقبل على فقال يا أبا مويهبة إنى قد أوتيت خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربى عزوجل والجنة قال قلت بأبى أنت وأمى فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربى ثم الجنة ثم استغفر لاهل البقيع ثم انصرف فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذى قبضه الله عزوجل حين أصبح . وفى رواية عنه أيضا قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى على أهل البقيع فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلما كانت الثالثة قال يا أبا مويهبة أسرج لى دابتي قال فركب ومشيت حتى انتهى إليهم فنزل عن دابته وأمسكت الدابة قلت فذكر نحوه . رواه أحمد والطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات إلا ان الاسناد الاول عن عبيد بن حنين عن عبدالله ابن عمرو بن العاص عن أبى مويهبة ، والثانى عن عبيد بن حنين عن أبى مويهبة . وعن أبى واقد الليثى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير عبد من عباد الله بين الدنيا وملكها ونعيمها وبين الآخرة فاختار الآخرة فقال أبو بكر نفديك يا رسول الله بأموالنا وأنفسنا . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . (باب ما يحصل لامته صلى الله عليه وسلم من استغفاره بعد وفاته) عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتى السلام قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ووفاتى خير لكم تعرض على أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (باب في وداعه صلى الله عليه وسلم) عن عبدالله بن مسعود قال نعى الينا حبيبنا ونبينا بأبى هو ونفسي له الفداء قبل موته بست
[ 25 ]
فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر الينا فدمعت عيناه ثم قال مرحبا بكم وحياكم الله وحفظكم الله آواكم الله ونصركم الله رفعكم الله هداكم الله رزقكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصى الله بكم وأستخلفه عليكم إنى لكم نذير مبين أن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده فان الله قال لى ولكم تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين وقال أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ثم قال قد دنا الاجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى الجنة المأوى والكأس الاوفى والرفيق الاعلى أحسبه قال فقلنا يا رسول الله فمن يغسلك إذا قال رجال أهل بيتى الادنى فالادنى قلنا ففيم نكفنك قال في ثيابي هذه إن شئتم أو في حلة يمنية أو في بياض مضر قال فقلنا فمن يصلى عليك منا فبكينا وبكى وقال مهلا غفر الله لكم وجازاكم عن نبيكم خيرا إذا غسلتموني ووضعتموني على سريري في بيتى هذا على شفير قبري فاخرجوا عنى ساعة فان أول من يصلى على خليلي وجليسي جبريل صلى الله عليه وسلم ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة صلى الله عليهم بأجمعها ثم ادخلوا على فوجا فوجا فصلوا على وسلموا تسليما ولا تؤذوني بباكية أحسبه قال ولا صارخة ولا رانة وليبدأ بالصلاة على رجال أهل بيتى ثم أنتم بعد وأقرؤا أنفسكم منى السلام ومن غاب من إخوانى فأقرؤه منى السلام ومن دخل معكم في دينكم بعدى فانى أشهدكم أنى أقرأ السلام أحسبه قال عليه وعلى كل من تابعني على دينى من يومى هذا إلى يوم القيامة قلنا يا رسول الله فمن يدخلك قبرك منا قال رجال أهل بيتى مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم . رواه البزار وقال روى هذا عن مرة عن عبدالله من غير وجه والاسانيد عن مرة متقاربة و عبدالرحمن لم يسمع هذا من مرة إنما أخبره عن مرة ولا نعلم رواه عن عبدالله غير مرة ، قلت رجاله رجال الصحيح غير محمد بن اسماعيل بن سمرة الاحمسي وهو ثقة ، ورواه الطبراني في الاوسط بنحوه إلا أنه قال قبل موته بشهر ، وذكر في إسناده ضعفاء منهم أشعث بن طابق قال الازدي لا يصح حديثه . والله أعلم . (باب) عن الفضل بن العباس قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه قال خذ بيدى يا فضل فأخذت بيده حتى انتهى
[ 26 ]
إلى المنبر فجلس عليه ثم قال صح في الناس فصحت في الناس فاجتمع ناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس قد دنا منى حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهرى فليستقد منه ألا ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضى فليستقد منه ومن كنت أخذت منه مالا فهذا مالى فليستقد منه لا يقولن رجل إنى أخشى الشحناء من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلى من أخذ حقا إن كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس ألا وإنى لا أرى ذلك مغنيا عنى حتى أقوم فيكم مرارا ثم نزل فصلى الظهر ثم عاد إلى المنبر فعاد لمقالته في الشحناء أو غيرها ثم قال يا أيها الناس من كان عنده شئ فليرده ولا يقل فضوح الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة فقام إليه رجل فقال يا رسول الله إن لى عندك ثلاثة دراهم قال أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه فبم صارت لك عندي قال تذكر يوم مر بك مسكين فأمرتني أن أدفعها إليه فقال ادفعها إليه يا فضل ثم قام إليه رجل آخر قال عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت محتاجا إليها قال خذها يا فضل ثم قال يا أيها الناس من خشى من نفسه شيئا فليقم أدعو له فقام رجل فقال يا رسول الله والله إنى لكذاب وإنى لمنافق وإنى لنؤوم قال اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وأذهب عنه النوم إذا أراد ثم قام آخر فقال يا رسول الله إنى لكذاب وإنى لمنافق وما من شئ من الاشياء إلا وقد أتيته فقال له عمر يا هذا فضحت نفسك قال مه يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة ثم قال اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير فكلمهم عمر بكلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر معى وأنا معه والحق بعدى مع عمر حيث كان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وأبو يعلى بنحوه وقال في آخره فقام رجل فقال يا رسول الله إنى رجل جبان كثير النوم قال فدعا له قال الفضل فلقد رأيته أشجعنا وأقلنا نوما قال ثم أتى بيت عائشة فقال للنساء مثل ما قال للرجال ثم قال ومن غلب عليه شئ فليسألنا ندع له قال فأومأت امرأة إلى لسانها قال فدعا لها قال فلربما قالت لى يا عائشة أحسنى صلاتك . وفى إسناد أبى يعلى عطاء بن مسلم وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجال أبى يعلى ثقات وفى إسناد الطبراني من لم أعرفهم . وعن جابر وابن عباس في قوله (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)
[ 27 ]
قال لما نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم قال يا جبريل نفسي قد نعيت قال جبريل عليه السلام الآخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن ينادى بالصلاة جامعة فاجتمع المهاجرون والانصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم صعد المنبر فحمد الله عزوجل وأثنى عليه ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت منها العيون ثم قال أيها الناس أي نبى كنت لكم قالوا جزاك الله من نبى خيرا كنت لنا كالاب الرحيم وكالاخ الناصح الشفيق أديت رسالات الله عزوجل وأبلغتنا وحيه ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته فقال لهم معاشر المسلمين أناشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلى مظلمة فليقم فليقتص منى قبل القصاص في القيامة فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكاشة فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فداك أبى وأمى لولا أنك نشدتنا بالله مرة بعد أخرى ما كنت بالذى أتقدم على شئ من هذا كنت معك في غزاة فلما فتح الله عزوجل علينا ونصر نبيه صلى الله عليه وسلم وكان في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة ودنوت منك لاقبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي ولا أدرى أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضرب يا بلال انطلق إلى بيت فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه وهو ينادى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى القصاص من نفسه فقرع الباب على فاطمة فقال يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ناوليني القضيب الممشوق فقالت له فاطمة يا بلال وما يصنع أبى بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة فقال يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الناس ويفارق الدنيا ويعطى القصاص من نفسه فقالت فاطمة رضى الله عنها ومن ذا الذى تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل يقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع بلال إلى المسجد ودفع القضيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم القضيب إلى عكاشة فلما نظر أبو بكر وعمر رضى الله عنهما إلى ذلك قاما وقالا يا عكاشة هذا نحن بين يديك
[ 28 ]
فاقتص منا ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فامض فقد عرف الله مكانكما ومقامكما فقام على بن أبى طالب فقال يا عكاشة أنا في الحياة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ظهرى وبطني فاقتص منى بيدك واجلدنى مائة ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا على اقعد (1) فقد عرف الله لك مقامك ونيتك وقام الحسن والحسين رضى الله عنهما فقالا يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم والقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم اقعدا يا قرة عينى لا نسى الله لكما هذا المقام ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عكاشة اضرب ان كنت ضاربا قال يا رسول الله ضربتني وأنا حاسر عن بطني فكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم وصاح المسلمون بالبكاء وقالوا أترى عكاشة ضارب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر عكاشة إلى بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه القباطى لم يملك أن اكب عليه فقبل بطنه وهو يقول فداك أبى وأمى ومن تطيب نفسه أن يقتص منك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إما أن تضرب وإما أن تعفو قال قد عفوت عنك يا رسول الله رجاء أن يعفو الله عنى في يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ فقام المسلمون فجمعوا يقبلون ما بين عينى عكاشة ويقولون طوباك طوباك نلت درجات العلا ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فمرض النبي صلى الله عليه وسلم من يومه فكان مرضه ثمانية عشر يوما يعوده الناس وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وتوفى يوم الاثنين فلما كان يوم الاحد ثقل في مرضه فأذن بلال بالاذان ثم وقف بالباب فنادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله أقيم الصلاة فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقالت فاطمة يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم مشغول بنفسه فدخل بلال المسجد فلما أسفر الصبح قال والله لا أقيمها أو أستأذن سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج بلال فقام الباب ونادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته الصلاة يرحمك الله فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقال ادخل يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم مشغول بنفسه مر أبا بكر يصلى بالناس فخرج ويده على أم (1) في نسخة " اجلس " .
[ 29 ]
رأسه وهو يقول واغوثاه بالله وانقطاع رجاه وانقصام ظهراه ليتنى لم تلدني أمي وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم ثم قال يا أبا بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تصلى بالناس فتقدم أبو بكر فصلى بالناس وكان رجلا رقيقا فلما رأى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم خر مغشيا عليه وصاح المسلمون بالبكاء فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس فقال ما هذه الضجة قالوا ضجيج المسلمين لفقدك يا رسول الله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب وابن عباس فاتكأ عليهما فخرج إلى المسجد فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ثم أقبل عليهم بوجهه المليح فقال يا معشر المسلمين استودعكم الله أنتم في رجاء الله وأمانه والله خليفتي عليكم معاشر المسلمين عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدى فانى مفارق الدنيا هذا أول يوم من الآخرة وأول (1) يوم من الدنيا فلما كان يوم الاثنين اشتد الامر وأوحى الله عز وجل إلى ملك الموت صلى الله عليه وسلم أن اهبط إلى وصفيى محمد صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة وارفق به في قبض روحه فهبط ملك الموت صلى الله عليه وسلم فوقف بالباب شبه أعرابي ثم قال السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة أدخل فقالت عائشة لفاطمة أجيبي الرجل فقالت فاطمة آجرك الله في ممشاك يا عبدالله إن رسول الله مشغول بنفسه فنادى الثانية فقالت عائشة يا فاطمة أجيبي الرجل فقالت فاطمة آجرك الله في ممشاك يا عبدالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه ثم نادى الثالثة السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ادخل فلابد من الدخول فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت ملك الموت فقال يا فاطمة من بالباب فقالت يا رسول الله ان رجلا بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرة بعد أخرى فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدى وارتعدت منه فرائصي فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يا فاطمة أتدرين من بالباب هذا هادم اللذات ومفرق الجماعات هذا مرسل الازواج وموتم الاولاد وهذا مخرب الدور وعامر القبور هذا ملك الموت صلى الله عليه وسلم أدخل يرحمك الله يا ملك الموت فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جئتني زائرا أم قابضا قال جئتك زائرا وقابضا وأمرني الله عزوجل أن لا أدخل عليك إلا باذنك ولا أقبض روحك إلا (1) كذا في النسخ ولعله " وآخر " .
[ 30 ]
باذنك فان أذنت وإلا رجعت إلى ربى عزوجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ملك الموت أين خلفت حبيبي جبريل قال خلفته في سماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك فما كان بأسرع أن أتاه جبريل عليه السلام فقعد عند رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرحيل من الدنيا فبشرني مالى عند الله قال أبشرك يا حبيب الله أنى تركت أبواب السماء قد فتحت والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان يحيون روحك يا محمد قال لوجه ربى الحمد فبشرني يا جبريل قال أبشرك أن أبواب الجنان قد فتحت وأنهارها قد اطردت (1) وأشجارها تدلت وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد قال لوجه ربى الحمد فبشرني يا جبريل قال أنت أول شافع وأول مشفع يوم القيامة قال لوجه ربى الحمد قال جبريل يا حبيبي عما تسألني قال أسألك عن غمى وهمى من لقراء القرآن من بعدى من لصوام شهر رمضان من بعدى من لحجاج بيت الله الحرام من بعدى من لامتي المصطفاة من بعدى قال أبشر يا حبيب الله فان الله عزوجل يقول قد حرمت الجنة على جميع الانبياء والامم حتى تدخلها أنت وأمتك قال الآن طابت نفسي أدن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت به قال على يا رسول الله إذا أنت قبضت فمن يغسلك وفيم نكفنك ومن يصلى عليك ومن يدخلك القبر قال النبي صلى الله عليه وسلم يا على أما الغسل فاغسلني أنت والفضل بن عباس يصب عليك الماء وجبريل عليه السلام ثالثكما فإذا أنتم فرغتم من غسلى فكفني في ثلاثة أثواب جدد وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعونى (2) في المسجد واخرجوا فان أول من يصلى على الرب عزوجل من فوق عرشه ثم جبريل عليه السلام ثم ميكائيل ثم إسرافيل عليهما السلام ثم الملائكة زمرا زمرا ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم على أحد فقالت فاطمة اليوم الفراق فمتى ألقاك قال يا بنية تلقيني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقى من يرد على الحوض من أمتى قالت فان لم ألقاك يا رسول الله قال تلقيني عند الصراط وأنا أنادى رب سلم أمتى من النار فدنا ملك الموت صلى الله عليه وسلم يعالج قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ الروح الركبتين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوه فلما بلغ الروح السرة نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم واكرباه فقالت فاطمة كربى لكربك يا أبتاه فلما بلغ الروح الثندوة (3) قال رسول (1) أي جرت (2) في نسخة " فدعوني " . (3) الثندوتان للرجل كالثدين للمرأة أي بلغت الصدر .
[ 31 ]
الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل ما أشد مرارة الموت فولى جبريل عليه السلام وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل كرهت النظر إلى فقال جبريل عليه السلام يا حبيبي ومن تطيق نفسه أن ينظر اليك وأنت تعالج سكرات الموت فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسله على بن أبى طالب وابن عباس يصب عليه الماء وجبريل عليه السلام معهما فكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على سرير ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في السمجد وخرج الناس منه فأول من صلى عليه الرب تبارك وتعالى من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا قال على لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف ويقول ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم فدخلنا وقمنا صفوفا صفوفا كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبرنا بتكبير جبريل عليه السلام ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل القبر أبو بكر الصديق وعلى بن أبى طالب وابن عباس ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلى فكيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما كان في صدوركم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة أما كان معلم الخير قال بلى يا فاطمة ولكن أمر الله الذى لا مرد له فجعلت تبكى وتندب وتقول يا أبتاه الآن انقطع جبريل عليه السلام وكان جبريل يأتينا بالوحى من السماء . رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن إدريس وهو كذاب وضاع . وعن يزيد بن بابنوس قال ذهبت أنا وصاحب لى إلى عائشة فاستأذنا عليها فألقت إلينا وسادة وجذبت الحجاب إليها فسألها عن مباشرة الحائض ثم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر ببابى ربما (1) يلقى الكلمة ينفع الله بها فمر ذات يوم فلم يقل شيئا ثم مر أيضا فلم يقل شيئا مرتين أو ثلاثا قلت يا جارية ضعى لى وسادة على الباب وعصبت رأسي فمر بى فقال يا عائشة ما شأنك قلت أشتكى رأسي قال أنا وارأساه فذهب فلم يلبث إلا يسيرا حتى جئ به محمولا في كساء فدخل وبعث إلى النساء فقال إنى قد اشتكيت وإنى لا أستطيع أن أدور بينكن فأذن لى فلاكون عند عائشة فأذن له فكنت أوصبه (2) ولم أوصب أحدا قبله فبينما رأسه ذات يوم على منكى إذ مال رأسه نحو (1) في الاصل " مما " . (2) أي أمرضه .
[ 32 ]
رأسي فظننت أنه يريد من رأسي حاجة فخرجت من فيه نطفة باردة فوقعت على ثغرة تحرى فاقشعر لها جلدى فظننت أنه غشى عليه فسجيته ثوبا فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا فأذنت لهما وجذبت الحجاب فنظر عمر إليه فقال واغشياه ما أشد غشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام فلما دنوا من الباب قال المغيرة لعمر مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذبت بل أنت رجل تحوسك فتنة (1) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفنى الله المنافقين ثم جاء أبو بكر فرفع الحجاب فنظر إليه فقال إنا لله وإنا إليه راجعون مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه من قبل رأسه فحدر فاه وقبل جبهته (2) وقال واصفياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل جبهته وقال واخليلاه مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد وعمر يخطب الناس ويقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يفنى الله المنافقين فتكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله عزوجل يقول (إنك ميت وإنهم ميتون) حتى ختم الآية (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية) من كان يعبد الله فان الله حى لا يموت ومن كان يعبد محمدا فان محمد قد مات فقال عمر إنها لفى كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله عزوجل ثم قال عمر يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايعوه فبايعوه قلت في الصحيح وغيره طرف منه رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وزاد فدخل أبو بكر فقال كيف ترين قلت غشى عليه فدنا منه فكشف عن وجهه فقال يا غشياه ما أكون هذا الغشى ثم كشف عن وجهه فعرف الموت فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ثم بكى فقلت في سبيل الله انقطاع الوحى ودخول جبريل بيتى ووضع يده على صدغيه ووضع فاه على جبهته فبكى حتى سالت دموعه على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم غطى وجهه وخرج إلى الناس وهو يبكى فقال يا معشر المسلمين هل عند أحد منكم عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لا ثم أقبل على عمر فقال يا عمر أعندك عهد بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قال والذى لا إله غيره لقد ذاق طعم الموت وقد (1) أي تخالطك وتحثك على ركوبها ، وكل موضع خالطته ووطئته فقد حسته وجسته . (2) في ترتيب مسند الامام أحمد للشيخ أحمد البنا زيادة " ثم قال وانبياه ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل جبهته . . " .
[ 33 ]
قال لهم إنى ميت وإنكم ميتون فضج الناس وبكوا بكاء شديدا ثم خلوا بينه وبين أهل بيته فغسله على بن أبى طالب وأسامة بن زيد يصب عليه الماء فقال على ما نسيت منه شيئا لم أغسله إلا قلب لى حتى أرى أحدا فاغسله من غير أن أرى أحدا حتى فرغت منه ثم كفنوه ببرد يمانى أحمر وريطتين قد نيل منهما ثم غسلا ثم أضجع على السرير ثم أذنوا للناس فدخلوا عليه فوجا فوجا يصلون عليه بغير إمام حتى لم يبق أحد بالمدينة حر ولا عبد إلا صلى عليه ثم تشاجروا في دفنه أين يدفن فقال بعضهم عند العود الذى كان يمسك بيده وتحت منبره وقال بعضهم في البقيع حيث كان يدفن موتاه فقالوا لا نفعل ذلك أبدا إذا لا يزال عبد أحدكم ووليدته قد غضب عليه مولاه فيلوذ بقبره فتكون سنة فاستقام رأيهم على أن يدفن في بيته تحت فراشه حيث قبض روحه فلما مات أبو بكر دفن معه فلما حضر عمر بن الخطاب الموت أوصى قال إذا أنا مت فاحملوني إلى باب بيت عائشة فقولوا لها هذا عمر بن الخطاب يقرئك السلام ويقول أدخل أو أخرج قال فسكتت ساعة (1) ثم قالت أدخلوه فادفنوه أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره قالت فلما دفن عمر أخذت الجلباب فتجلببت قال فقيل لها مالك وللجلباب قال كان هذا زوجي وهذا أبى فلما دفن عمر تجلببت . ورجال أحمد ثقات ، وفى إسناد أبى يعلى عويد بن أبى عمران وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وقال بعضهم متروك . وعن أسماء بنت عميس قالت أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمى عليه فتشاور نساؤه في لده فلدوه (2) فلما أفاق قال ما هذا فعل نساء جئن من ههنا وأشار إلى أرض الحبشة وكانت أسماء بيت عميس فيهن قالوا كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله قال ان ذلك لداء ما كان الله عزوجل ليقذفني به لا يبقين في البيت أحد لا يلد إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى العباس قالت لقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، قلت وقد تقدم حديث العباس في كتاب الخلافة . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده أبدا قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها . رواه أحمد وفيه (1) في نسخة " عائشة " مكان " ساعة " . (2) اللدود بالفتح من الادوية ما يسقاه المريض في أحد شقى الفم . (3 تاسع مجمع الزوائد)
[ 34 ]
ابن لهيعة وفيه خلاف . وعن عمر بن الخطاب قال لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال ادعوا لى (1) بصحيفة ودواة أكتب كتابا لا تضلون بعدى أبدا فكر هنا ذلك أشد الكراهة ثم قال ادعوا لى بصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا فقال النسوة من وراء الستر ألا يسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنكن صواحبات (2) يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عصرتن أعينكن وإذا صح ركبتن رقبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوهن فانهن خير منكم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال العقيلى في حديثه نظر ، وبقية رجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال لان أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا أحب إلى من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل وذلك بأن الله عزوجل جعله نبيا واتخذه شهيدا قال الاعمش فذكرت ذلك لابراهيم فقال كانوا يرون أن اليهود سموه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ذات الجنب . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلى بنحوه وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم الفضل بنت الحارث وهى أم ولد العباس أخت ميمونة قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فجعلت أبكى فرفع رأسه فقال ما يبكيك قالت خفنا عليك ولا ندرى ما نلقى من الناس بعدك يا رسول الله قال أنتم المستضعفون بعدى . رواه أحمد وفيه يزيد بن أبى زياد وضعفه جماعة . وعن على بن الحسين قال سمعت أبى يقول لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله عزوجل أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة (3) لك أسألك عما هو أعلم بن منك يقول كيف تجدك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا فلما كان اليوم الثالث هبط جبريل عليه السلام وهبط ملك الموت عليه السلام وهبط معهما ملك في الهواء يقال له اسماعيل على سبعين ألف ملك ليس فيهم إلا على سبعين ألف ملك يشيعهم جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله عزوجل أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) في نسخة " إئتوني " . (2) في نسخة " صواحب " . (3) في نسخة " واخلاصا لك "
[ 35 ]
أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا قال فاستأذن ملك الموت على الباب فقال جبريل يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك وما استأذن على آدمى قبلك ولا يستأذن على آدمى بعدك فقال ائذن له فأذن له جبريل فأقبل حتى وقف بين يديه فقال يا محمد أن الله عزوجل أرسلني اليك وأمرني أن أطيعك فيما أمرتنى به إن تأمرني أن أقبض نفسك قبضتها وإن كرهت تركتها قال وتفعل يا ملك الموت قال نعم وبذلك أمرت أن أطيعك فيما أمرتنى به فقال له جبريل عليه السلام إن الله عزوجل قد اشتاق إلى لقائك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امض لما أمرت به فقال له جبريل هذا آخر وطأتي في الارض إنما كنت حاجتى في الدنيا فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاءآت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت إن في الله عزاء من مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن ميمون القداح وهو ذاهب الحديث . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات من اللحم الذى كانت اليهودية سمته فانقطع أبهره من السم على رأس السنة كان يقول ما زلت أجد منه حسا . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عائشة قالت ما مرت على ليلة مثل ليلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة هل طلع الفجر فأقول لا حتى أذن بلال بالفجر ثم جاء بلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا فقلت هذا بلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرى أبا بكر فليصل بالناس . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة وهو يمد يده وهو يقول يا جبريل أين أنت ثم يقبضها ويبسطها ففعل ذلك مرارا وهو يقول يا جبريل اشفع لى عند ربى يهون على الموت فذكر أبو هريرة أنه سمع عائشة تقول لقد سمعت ما لم تسمع أذن من جبريل وهو يقول لبيك لبيك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حسين بن عبدالله بن ضميرة وهو كذاب . وعن ابن عباس قال جاء ملك الموت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذى قبض فيه فاستأذن ورأسه في حجر على رضوان الله عليه فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال له على إرجع فانا مشاغيل عنك فقال النبي صلى الله عليه وسلم تدرى من هذا يا أبا الحسن هذا ملك الموت أدخل راشدا فلما دخل قال إن ربك يقرئك
[ 36 ]
السلام قال أين جبريل قال ليس هو قريب منى الآن يأتي فخرج ملك الموت حتى نزل عليه جبريل فقال له جبريل وهو قائم بالباب ما أخرجك يا ملك الموت قال التمسك محمد صلى الله عليه وسلم فلما جلسا قال جبريل سلام عليك يا أبا القاسم هذا وداع منى ومنك فبلغني أن ملك الموت لم يسلم على أهل بيت قبله ولا يسلم بعده . رواه الطبراني وفيه المختار بن نافع وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل عليه فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه ثم قال ادن منى ادن منى فأسنده إليه فلم يزل عنده حتى توفى فلما قضى قام على وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل على يقول بأبى أنت طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال ايهادع حنينا كحنين المرأة واقبلوا على صاحبكم قال على ادخلوا على الفضل بن العباس فقالت الانصار نشدناكم بالله ونصيبنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فادخلوا رجلا منهم يقال له أوس بن حول يحمل جرة باحدى يديه فسمعوا صوتا في البيت لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم واغسلوه كما هو في قميصه فغسله على يدخل من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والانصاري ينقل الماء وعلى يد على خرقة يدخل يده تحت القميص قلت روى ابن ماجه بعضه رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه يزيد بن أبى زياد وهو حسن الحديث على ضعفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن على قال أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يغسله أحد غيرى فانه لا يرى عورتى أحد إلا طمست عيناه قال على فكان العباس وأسامة يناولاني الماء من وراء الستر . رواه البزار وفيه يزيد بن بلال قال البخاري فيه نظر ، وبقية رجاله وثقوا وفيهم خلاف . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبى إلا تقبض نفسه ثم يرى الثواب ثم ترد إليه فتخير بين أن ترد إليه إلى أن يلحق فكنت قد حفظت ذلك منه فانى لمسندته إلى صدري فنظرت إليه حتى مالت عنقه فقلت قد قضى قالت فعرفت الذى قال قالت فنظرت إليه حتى ارتفع ونظر قلت إذا لا يختارنا فقال مع الرفيق الاعلى في الجنة مع النبيين والصديقين إلى آخر الآية ، وفى رواية الرفيق الاعلى الاسعد . رواه أحمد والطبراني في الاوسط إلا أنها قالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحرى قالت وظننت أنه سيرد الله عليه روحه قالت وكذلك يفعل بالانبياء فتحرك فقلت إن خيرت اليوم فلن تختارنا . وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح .
[ 37 ]
وعن عائشة قالت مات النبي صلى الله عليه وسلم فلما خرجت نفسه ما شممت رائحة قط أطيب منها . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم سترا وفتح بابا في مرضه فنظر إلى الناس يصلون خلف أبى بكر فسر بذلك وقال الحمد لله انه لم يمت نبى حتى يؤمه رجل من أمته ثم أقبل على الناس فقال يا أيها الناس من أصيب منكم بمصيبة من بعدى فليتعز بمصيبته بى عن مصيبته التى تصيبه فانه لن يصب أحد من أمتى من بعدى بمثل مصيبته بى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن جعفر والد على بن المدينى وهو ضعيف . وعن أبى موسى قال أغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجر عائشة فأفاق وهى تمسح صدره وتدعو له بالشفاء قال لا ولكن أسأل الله الرفيق الاعلى الاسعد جبريل وميكائيل وإسرافيل . رواه الطبراني وفيه محمد بن سلام الجمحى وهو ثقة وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى عسيب أو أبى عسيب قال بهز شهد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا كيف نصلى عليه قال ادخلوا ارسالا ارسالا قال فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر قال فلما وضع في لحده قال المغيرة قد بقى من رجليه شئ لم يصلحوه قالوا فادخل فأصلحه فدخل وأدخل يده فغمس قدميه صلى الله عليه وسلم قال أهيلوا عليه التراب فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه ثم خرج فكان يقول أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت كنت أدخل بيتى الذى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى فأضع ثوبي وأقول إنما هو زوجي وأبى فلما دفن عمر معهم فو الله ما دخلته إلا وأنا مشدودة على ثيابي حياء من عمر رضى الله عنه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال دخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس وعلى والفضل وشق لحده رجل من الانصار وهو الذى شق قبور الشهداء يوم أحد قلت رواه ابن ماجه أطول من هذا وليس فيه ذكر العباس ولا الذى شق لحده صلى الله عليه وسلم رواه البزار عن شيخه أيوب بن منصور وقد وهم في حديث رواه له ابو داود ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر في ناحية بالمدينة قال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع فاه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقبله ويقول بأبى وأمى طبت حيا وميتا فلما
[ 38 ]
خرج مر بعمر رحمة الله عليه وهو يقول والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يقتل المنافقين قال وقد كانوا استبشروا بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا رؤوسهم فمر به أبو بكر فقال أيها الرجل اربع على نفسك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ألم تسمع الله تعالى يقول (إنك ميت وإنهم ميتون وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأن مت فهم الخالدون) قال وأتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذى تعبدون فان إلهكم قد مات وإن كان إلهكم الذى في السماء فان إلهكم حى لا يموت ثم تلا (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية) ثم نزل وقد استبشر المؤمنون بذلك واشتد فرحهم وأخذ المنافقون الكآبة قال عبدالله ابن عمر والذى نفسي بيده لكأنما كانت على وجوهنا أغطية فكشفت . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير على بن المنذر وهو ثقة . وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيعزى الناس بعضهم بعضا من بعدى تعزية منى وكان الناس يقولون ما هذا فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لقى بعضنا بعضا يعزى بعضهم بعضا برسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعى ووثقه جماعة ، وعن أبى سعيد قال ما عدا وارينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في التراب فأنكرنا قلوبنا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة أنها قالت رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجري فقال أبو بكر إن صدقت رؤياك دفن في بيتك خير أهل الارض ثلاثة فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها أبو بكر خير أقمارك يا عائشة ودفن في بيتها أبو بكر وعمر . رواه الطبراني في الكبير واللفظ له ، والاوسط ورجال الكبير رجال الصحيح وقد تقدم مرفوعا انها قصته على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه أوله بهذا في باب تعبير الرؤيا ، وفى إسناده ضعيف . وعن عروة قال قالت صفية بنت عبدالمطلب ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهف نفسي وبت كالمسلوب * أرقب الليل فعلة المحروب من هموم وحسرة أرقتني * ليت أنى سقيتها بشعوب حين قالوا إن الرسول قد امسى * وانقته منية المكتوب حين جئنا لآل بيت محمد * فأشاب القذال منى مشيب حين رينا بيوته موحشات * ليس فيهن بعد عيش غريب
[ 39 ]
فعراني لذاك حزن طويل * خالط القلب فهو كالمرعوب وقالت أيضا : ألا يا رسول الله كنت رخاءنا * وكنت بنا برا ولم تك جافيا وكان بنا برا رحيما نبينا * ليبك عليك اليوم من كان باكيا لعمري ما أبكى النبي لموته * ولكن لهرج كان بعدك آتيا كأن على قلبى لفقد محمد * ومن حبه من بعد ذاك المكاويا أفاطم صلى الله رب محمد * على جدث أمسى بيثرب ثاويا أرى حسنا أيتمته وتركته * يبكى ويدعو جده اليوم نائيا فدا لرسول الله أمي وخالتي * وعمى ونفسي قصره وعياليا صبرت وبلغت الرسالة صادقا * ومت صليب الدين أبلج صافيا فلو أن رب العرش أبقاك بيننا * سعدنا ولكن أمره كان ماضيا عليك من الله السلام تحية * وأدخلت جنات من العدن راضيا رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن محمد بن على بن الحسين قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت صفية تلمع بردائها وهى تقول : قد كان بعدك أنباء وهنبثة (1) لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب (2) رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن محمدا لم يدرك صفية . وعن غنيم بن قيس قال إنى لاذكر قالة أبى على النبي صلى الله عليه وسلم يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم : ألالى الويل على محمد قد كنت في حياته بمرصد أنام ليلى آمنا (3) إلى الغد رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن آدم وهو ثقة . (باب تمنى رؤيته صلى الله عليه وسلم) عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا إن أحدكم سيوشك أن ينظر إلى نظرة بماله من أهل ومال . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب فيما تركه صلى الله عليه وسلم) عن عمر قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جئت أنا وأبو بكر إلى على فقلنا (1) الهنبثة : الامر الشديد المختلف . (2) وبعد هذا البيت : إنا فقدناك فقد الارض وابلها فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب (3) في النسخ " نائما " وفى حاشية الاصل " آمنا " وعليها إشارة التصحيح .
[ 40 ]
ما تقول فيما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن أحق الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقلت والذى بخيبر قال والذى بخيبر قلت والذى بفدك قال والذى بفدك فقلت أما والله حتى تحزوا رقابنا بالمناشير فلا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن جعفر بن إبراهيم وهو ضعيف . وعن جويرية قال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم توفى إلا بغلة بيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة . رواه الطبراني في الارسط وإسناده حسن . وعن حذيفة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الفيض بن وثيق وهو كذاب . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا نورث ما تركنا صدقة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إسماعيل بن عمرو البجلى وثقه ابن حبان وضعفه . غيره ، وبقية رجاله ثقات . (كتاب المناقب) بسم الله الرحمن الرحيم (باب ما جاء في أبى بكر الصديق رضى الله عنه) عن عروة بن الزبير قال أبو بكر الصديق اسمه عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن لؤى شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأم أبى بكر أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة بن لؤى ين غالب بن فهر بن مالك ، وأم أم الخير دلاف وهى أميمة بنت عبيد ابن الناقد الخزاعى ، وجدة أبى بكر أم أبى قحافة أمينة بنت عبدالعزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عبدالله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبى بكر رضى الله عنه فقال هذا عتيق الله من النار فمن يومئذ سمى عتيقا وكان قبل ذلك اسمه عبدالله بن عثمان . رواه البزار والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات . وعن عائشة قالت والله إنى لفى بيتى ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الفناء وأصحابه والستر بينى وبينهم إذ أقبل أبو بكر فقال
[ 41 ]
النبي صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبى بكر وإن اسمه الذى سماه أهله لعبد الله بن عثمان فغلب عليه اسم عتيق قلت بعضه رواه الترمذي رواه أبو يعلى وفيه صالح بن موسى بن الطلحى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال أسلمت أم أبى بكر وأم عثمان وأم طلحة وأم الزبير وأم عبد الرحمن بن عوف وأم عمار بن ياسر وإنما سمى عتيق بن عثمان لحسن وجهه . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن الليث بن سعد قال إنما سمى أبو بكر عتيقا لعتاقة وجهه وكان اسمه عبدالله بن عثمان . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن القاسم بن محمد قال سألت عائشة عن اسم أبى بكر فقالت عبدالله فقلت إنهم يقولون عتيق فقالت إن أبا قحافة كان له ثلاثة فسمى واحدا عتيقا (1) ومعيتقا ومعتقا . رواه الطبراني وفيه قيس ابن أبى قيس البخاري فان كان ثقة فاسناده حسن . وعن أبى حفص عمرو بن على أنه كان يقول كان أبو بكر معروق الوجه وإنما سمى عتيقا لعتاقة وجهه وكان اسمه عبدالله بن عثمان وقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه عتيقا من النار . رواه الطبراني وإسناده جيد حسن . وعن حكيم بن سعد قال سمعت عليا يحلف لله أنزل اسم أبى بكر من السماء الصديق . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرج بى إلى السماء الدنيا فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمى محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من خلفي . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بى إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمى فيها مكتوبا محمد رسول الله أبو بكر الصديق . رواه البزار وفيه عبدالله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به إن قومي لا يصدقوني فقال له جبريل يصدقك أبو بكر وهو الصديق . رواه الطبراني في الاوسط وفى رواية عنده ان قوى يتهموني ، وفى أحد اسناديه أبو وهب عن أبى هريرة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم هانئ قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى به إنى أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم فكذبوه وصدقه أبو (1) من قوله " قالت " إلى " ومعتقا " غير موجود في الاصل بل في نسخة أخرى .
[ 42 ]
بكر فسمى يومئذ الصديق . رواه الطبراني وفيه عبدالاعلى بن أبى المساور وهو متروك . (باب) عن معاوية قال دخلت مع أبى على أبى بكر الصديق فرأيت أسماء قائمة على رأسه بيضاء ورأيت أبا بكر أبيض نحيفا فحملني وأبى على فرسين ثم عرضنا عليه وأجازنا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل من بنى أسد قال رأيت أبا بكر الصديق في غزوة ذات السلاسل وكأن لحيته لهب العرفج (1) على ناقة له أدما أبيض نحيفا . رواه الطبراني ولم أعرف الرجل الذى من بنى أسد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة أنها رأت رجلا مارا وهى في هودجها فقالت ما رأيت رجلا أشبه من أبى بكر من هذا فقيل لها صفى لنا أبا بكر فقالت كان رجلا أبيض نحيفا خفيف العارضين احنا لا تستمسك أزرته تسترخى عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عارى الاشاجع (2) هذه صفته . رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وقد تقدمت أحاديث في الخضاب . وعن رافع بن عمرو قال مر بى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزو أو حج فتأملتهم فلم أر منهم أحسن هيئة من أبى بكر قد جلل عليه كساء من الحر والبرد قلت فذكر الحديث وقد تقدم في كراهية الامارة في الخلافة رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار سد واكل خوخة في المسجد غير خوخة أبى بكر . رواه عبدالله ورجاله ثقات . وعن معاوية ابن أبى سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبوا على من سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم قال فخرج عاصبا رأسه صلى الله عليه وسلم حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ان عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله فلم يلقنها (3) إلا أبو بكر فبكى فقال نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن أبى قحافة أنظروا هذه الابواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا ما كان من باب أبى بكر فانى رأيت عليه نورا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار إلا انه زاد وذكر قتلى احد فصلى عليهم (1) العرفج : شجر صغير سريع الاشتعال . (2) الاشاجع هي مفاصل الاصابع واحدها أشجع ، أي كان اللحم عليها قليلا . (3) في الحاوى للفتاوى " يفهمها " .
[ 43 ]
فأكثر . وإسناده حسن (1) . وعن عائشة قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع ، قلت فذكر حديث مرضه إلى أن قال قالت فصببنا عليه حتى طفق يقول حسبكم حسبكم ، قال محمد بعنى ابن إسحق ثم خرج كما حدثنى أيوب بن بشير عاصبا رأسه فجلس على المنبر فكان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد فأكثر الصلاة عليهم ثم قال ان عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله قال ففهمها أبو بكر فبكى وعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يريد قال على رسلك يا أبا بكر أنظروا في المسجد هذه الابواب اللاصقة فسدوها (2) إلا ما كان من بيت أبى بكر فانى لا أعلم أحدا كان أفضل عندي في الصحبة منه . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . قلت وتأتى أحاديث تتضمن سد الابواب غير بابه في أحاديث تأتى في مواضعها إن شاء الله . (باب في إسلامه) عن الشعبى قال سألت ابن عباس من أول من أسلم قال ابن عباس اما سمعت قول حسان بن ثابت : إذا تذكرت شجوا من أخ ثقة * فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أتقاها وأعدلها * إلا النبي وأوفاها لما حملا والثانى التالى المحمود مشهده * وأول الناس منهم صدق الرسلا رواه الطبراني وفيه الهيثم بن عدى وهو متروك . وعن ابن عمر قال أول من أسلم أبو بكر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه غير واحد صعيف . وعن زيد بن أرقم قال أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه غالب بن عبدالله بن غالب السعدى ولم أعرفه . (باب جامع في فضله) عن جابر بن عبدالله قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا الدرداء يمشى (1) وفى نسخة زيادة " وعن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد التى في المسجد إلا باب أبى بكر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه معلى بن عبدالرحمن وهو وضاع . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سدوا عنى كل باب إلا باب أبى بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا . رواه البزار وإسناده حسن " . (2) وفى نسخة " أنظروا هذه الابواب اللاصقة في المسجد فسدوها . . "
[ 44 ]
بين يدى أبى بكر فقال يا أبا الدرداء تمشى قدام رجل لم تطلع الشمس بعد النبيين على رجل أفضل منه فما رؤى أبو الدرداء بعد يمشى إلا خلف أبى بكر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمى وهو كذاب . وعن أبى الدرداء قال رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أمشى أمام أبى بكر فقال لا تمش أمام من هو خير منك إن أبا بكر خير ممن طلعت عليه الشمس أو غربت . رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس ، وبقية رجاله وثقوا . وعن سلمة بن الاكوع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق خير الناس إلا أن يكون نبى . رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن زياد وهو ضعيف . وعن أسعد بن زرارة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فالتفت التفاتة فلم ير أبا بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر أبو بكر إن روح القدس جبريل عليه السلام أخبرني آنفا ان خير أمتك بعدك أبو بكر الصديق . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو غزية محمد بن موسى وهو ضعيف . وعن إبن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يسبحون في غدير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليسبح كل رجل منكم إلى صاحبه فسبح كل رجل منهم إلى صاحبه وبقى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فسبح النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر حتى عانقه وقال أنا إلى صاحبي أنا إلى صاحبي رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه داود بن يزيد الاودى وهو ضعيف . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن إخوة الاسلام أفضل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه على بن عبدالرحمن الواسطي ولم أعرفه . وعن ابن عمر أن أبا بكر نال من عمر شيئا ثم قال إستغفر لى يا أخى فغضب عمر فقال ذلك مرات فغضب عمر فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم وانتهوا إليه وجلسوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألك أخوك أن تستغفر له فلا تفعل فقال والذى بعثك بالحق نبيا ما من مرة يسألنى إلا وأنا أستغفر له وما من خلق الله أحب إلى بعدك منه فقال أبو بكر وأنا والذى بعثك بالحق ما من أحد بعدك أحب إلى منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تؤذوني في صاحبي فان الله عزوجل بعثنى بالهدى ودين الحق فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت ولو لا أن الله عزوجل سماه
[ 45 ]
صاحبا لاتخذته خليلا ولكن اخوة لله ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبى قحافة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ربيعة الاسلمي قال كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني أرضا وأعطى أبا بكر أرضا وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقال أبو بكر هي في حدى وقلت أنا هي في حدى فكان بينى وبين أبى بكر كلام فقال أبو بكر كلمة كرهتها وندم فقال لى يا ربيعة رد على مثلها حتى تكون قصاصا فقلت لا أفعل فقال أبو بكر لتفعلن أو لاستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بفاعل ورفض الارض فانطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقت أتلوه فجاء أناس من أسلم فقالوا يرحم الله أبا بكر في أي شئ يستعدى عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذى قال لك ما قال قلت أتدرون من هذا هذا أبو بكر الصديق وهو ثانى اثنين وهو ذو شيبة المسلمين فاياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب الله لغضبهما فتهلك ربيعة قالوا فما تأمرنا قال ارجعوا فانطلق أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته وحدي وجعلت أتلوه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان فرفع إلى رأسه فقال يا ربيعة مالك وللصديق قلت يا رسول الله كان كذا كان كذا قال لى كلمة كرهتها فقال لى قل كما قلت حتى يكون قصاصا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا تردن عليه ولكن قل غفر الله لك يا أبا بكر فولى أبو بكر وهو يبكى . رواه الطبراني وأحمد بنحوه في حديث طويل تقدم في النكاح وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن كعب بن مالك الانصاري قال عهدي بنبيكم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بخمس ليال فسمعته يقول لم يكن من نبى إلا وله خليل في أمته وان خليلي أبو بكر بن أبى قحافة وان الله اتخذ صاحبكم خليلا . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد الالهانى وهو ضعيف . وعن أبى واقد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبى قحافة ولكن صاحبكم خليل الله عزوجل . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا وان خليلي أبو بكر . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد الالهانى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد أمن على في يده من أبى بكر زوجنى ابنته وأخرجنى إلى دار الهجرة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخاه ومودة إلى يوم
[ 46 ]
القيامة . رواه الطبراني وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد أعظم عندي يدا من أبى بكر واسانى بنفسه وماله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وزادو أنكحني ابنته . وفيه أرطاة أبو حاتم وهو ضعيف . وعن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يسرح معاذا إلى اليمن فاستشار ناسا من أصحابه فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وأسيد بن حضير فاستشارهم فقال أبو بكر لو لا انك استشرتنا ما تكلمنا فقال انى فيما لم يوح إلى كاحدكم قال فتكلم القوم فتكلم كل انسان برأيه فقال ما ترى يا معاذ فقلت أرى ما قال أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يكره فوق سمائه أن يخطئ أبو بكر . رواه الطبراني وأبو العطوف لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن سهل بن سعد الساعدي قال استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر فاشاروا عليه فاصاب أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يكره أن يخطئ أبو بكر . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرى بى إلى السماء دخلت جنة عدن فوقعت في يدى فلما وضعتها في يدى انفلقت عن حوراء عيناء مرضية اشفار عينيها كمقاديم أجنحة النسور قلت لها لمن أنت قالت أنا للخليفة من بعدك . رواه الطبراني في الكبير والاوسط عن شيخه بكر بن سهل قال الذهبي مقارب الحديث عن عبدالله بن سليمان العبدى وثقة ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبى بكر . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عبيد بن هشام وثقة أبو حاتم وغيره وفيه خلاف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة رجل لا يبقى في الجنة أهل دار ولا غرفة إلا قالوا مرحبا مرحبا الينا الينا فقال أبو بكر يا رسول الله ما ثواب هذا الرجل في ذلك اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل أنت يا أبا بكر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبى بكر السالمى وهو ثقة . وعن صلة بن زفر قال كان على إذا ذكر عنده أبو بكر قال السباق يذكرون السباق يذكرون والذى نفسي بيده ما استقبنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن عبدالرحمن بن المفضل الحرانى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن محمد بن عقيل قال خطبنا على بن أبى طالب فقال أيها الناس أخبروني من أشجع الناس قالوا
[ 47 ]
أو قال قلنا أنت يا أمير المؤمنين قال أما انى ما بارزت أحدا إلا انتصفت منه ولكن اخبروني بأشجع الناس قالوا لا نعلم فمن قال أبو بكر انه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا فقلنا من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوى إليه أحد من المشركين فو الله ما دنا منه أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يهوى إليه أحد إلا أهوى إليه فهذا أشجع الناس فقال على ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته قريش فهذا نحاه وهذا يتلتله وهم يقولون أنت الذى جعلت الآلهة إلها واحدا قال فو الله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر يضرب هذا ويحار هذا ويتلتل هذا وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله ثم رفع على بردة كانت عليه ثم بكى حتى اخضلت لحيته ثم قال على أنشدكم الله أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر فسكت القوم ألا تجيبوني فو الله لساعة من أبى بكر خير من مثل مؤمن آل فرعون ذاك رجل كتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . وعن شقيق قال قيل لعلى ألا تستخلف قال ما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستخلف عليكم وإن يرد الله تبارك وتعالى بالناس خيرا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن أبى الحرث وهو ثقة . وعن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما توفى أبو بكر سجى بثوب فارتجت المدينة . بالبكاء ودهش كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء على بن أبى طالب مسترجعا مسرعا وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذى هو فيه أبو بكر فقال رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأشهدهم يقينا وأخوفهم لله وأعظمهم غناء وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدبهم على الاسلام وأمنهم على أصحابه وأحسنهم صحبة وأفضلهم مناقب وأكثرهم سوابق وأرفعهم درجة وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وأوثقهم عنده وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه منزلة فجزاك الله عن الاسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كذبه الناس فسماك الله في كتابه صديقا فقال والذى جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم وصدق بن أبو بكر آسيته حين بخلوا وقمت معه حين قعدوا وصحبته في الشدة أكرم
[ 48 ]
الصحبة والمنزل عليه السكينة رفيقه في الهجرة ومواطن الكربة خلفته في أمته بأحسن الخلافة حين ارتدت الناس فقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة نبى قط فوثبت حين ضعف أصحابك ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسوله برغم المنافقين وغيظ الكافرين فقمت بالامر حين فشلوا ومضيت بنور الله إذ وقفوا كنت أعلاهم فوقا وأقلهم كلاما وأصوبهم منطقا وأطولهم صمتا وأبلغهم قولا وكنت أكثرهم رأيا وأشجعهم قلبا وأشدهم يقينا وأحسنهم عملا وأعرفهم بالامور كنت للدين يعسوبا (1) وكنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا وحفظت ما أضاعوا ورعيت ما أهملوا وصبرت إذ جزعوا فأدركت آثار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا وللمسلمين غيثا وخصبا فطرت بغناها وفزت بحياها وذهبت بفضائلها وأحرزت سوابقها لم تفلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الناس عليه بصحبتك وذات يدك وكما قال ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله متواضعا عظيما عند المسلمين جليلا في الارض لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مغمز ولا فيك مطمع ولا عندك هوادة لاحد الضعيف الذليل عندك قوى حتى تأخذ له بحقه والقوى العزيز عندك ذليل حتى يؤخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق والصدق والرفق قولك فأقلعت وقد نهج السبيل واعتدل بك الدين وقوى الايمان وظهر أمر الله ولو كره الكافرون فسبقت والله سبقا بعيدا وأتعبت من بعدك اتعابا شديدا وفزت بالجنة وعظمت رزيتك في السماء وهدت مصيبتك الانام فانا لله وإنا إليه راجعون رضينا عن الله قضاءه وسلمنا لله أمره فلن يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلك أبدا كنت للدين عدة وكهفا وللمسلمين حصنا وفيئة وأنسا وعلى المنافقين غلظة وغيظا فألحقك الله بنبيه ولا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك قال وسكت الناس حتى قضى كلامه ثم بكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا صدقت يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم . رواه البزار وفيه عمر إبن إبراهيم وهو كذاب . وعن على بن أحمد السدوسى عن أبيه قال بلغ عائشة (1) اليعسوب : السيد والرئيس والمقدم ، وأصله فحل النحل .
[ 49 ]
ان ناسا ينالون من ابى بكر فبعث إلى ازفلة (1) منهم فسدلت استارها وعذلت وقرعت وقالت ابى وما ابيه ابى لا تعطوه الا يدى هيهات والله ذاك طود منيف وظل مديد انجح والله إذ كذبتم وسبق إذ ونيم سبق الجواد إذا استولى على الامد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملفها (2) ويرأب روعها ويلم شعثها حتى حليته قلوبها ثم استشرى (3) في دينه فما برحت شكيمته (4) في ذات الله حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيى فيه ما أمات المبطلون وكان رحمه الله غزبر الدمعة وقيد الجوانح (5) شجى النشيج (6) فاصفقت (7) إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزؤن به الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون فاكبرت ذلك رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتثلوه غرضا فما فلوا له شباة (8) ولا قصفوا له قناة ومر علي سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه وألقى بركه ورست اوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة ارسالا واشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده فلما قبضه الله عزوجل ضرب الشيطان رواقه ونصب حبائله ومد طنبه واجلب بخيله ورجله فاضطرب حبل الاسلام ومرج عهده وماج اهله وعاد مبرمه ا ؟ كاثا وبغى الغوائل وظنت الرجال ان قد اكثبت (9) اطماعهم ولات حين يرجعون وانا والصديق بين اظهرهم فقام حاسرا مشمرا فرقع حاشيته وجمع ق ؟ طته فرد يسر الاسلام على غره ولم شعثه بطبه واقام اوده بثقافه فابدعر النفاق بوطايه وانتاش الدين بنعشه فلما راح الحق على اهله واقر الرؤس على كواهلها وحقن الدماء في اهبها حضرت منيته فسد ثلمته بشقيقه في المرحمة ونظيره في السيرة (1) أي جماعة . (2) أي يكسوه ويعينه ، وأصله من الريش كأن الفقير المملق لا نهوض به كالمقصوص الجناح ، يقال راشه يريشه إذا أحسن إليه . (3) أي جد وقوى واهتم بن ، وقيل هو من شرى البرق واستشرى إذا تتابع في لمعانه . (4) أي شدة نفسه يقال فلان شديد الشكيمة إذا كان عزيز النفس أبيا قويا ، وأصله من شكيمة اللجام فان قوتها تدل على قوة الفرس . (5) اي محزون الصلب كأن الحزن قد كسره وضعفه ، والجوانح تجن القلب وتحويه بأضافت الوقود إليها . (6) أي يحزن من يسمعه يقرأ (7) أي اجتمعت . (8) في الاصل " صفاة " (9) أي كثرت . (4 تاسع مجمع الزوائد)
[ 50 ]
والمعدلة ذاك ابن الخطاب لله أم حملت به ودرت عليه لقد اوحدت به ففتح الكفرة وذيخها وشرد الشرك شذر مذر وبعج الارض (1) فقاءت أكلها لفظت خبيئها ترأمه (2) ويصدف عنها وتصدى له وياباها ثم ورع فيها ثم تركها كما صحبها فأروني ماذا تقولون واى يومى أبى تنقمون أيوم إقامته إذ عدل فيكم أو يوم ظعنه إذ نظر لكم اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم . رواه الطبراني واحمد السدوسى لم يدرك عائشة ولم أعرفه ولا ابنه . وعن عائشة قالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتدت العرب واشرأب النفاق فنزل بأبى ما لو نزل بالجبال الراسيات لها ضها قالت فما اختلوا في نقطة الاطار أبى بحظها وسائها ثم ذكرت عمر بن الخطاب فقالت كان والله احوذيا نسيج وحده قد اعد للامور اقرانها ، قال الرياشى يقال للرجل البارع الذي لا يشبه به أحد نسيج وحده وعيير وحده ويقال جليس وحده وقال الشاعر : جاءت به معتجرا ببرده * سعوى نردى بنسيج وحده يقدح قيسا كلها بزنده * من يلقه من بطل يسرنده أي يعلوه ، قال الرياشى وانشدني الاصمعي : ما بال هذا اليوم يعر ندينى * أدفعه عني ويسر ندينى رواه الطبراني في الصغير والاوسط من طرق ورجال أحدها ثقات . وعن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل ابا بكر على الحج ثم وجه ببراءة مع على فقال ابو بكر يا رسول الله وجدت على في شئ قال لا أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض قلت روى له الترمذي حديثا غير هذا أطول منه وفى هذا زيادة رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (3) . وعن أبى بكر يعنى الصديق قال جئت بأبى قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هلا تركت الشيخ حتى أتيه قال بل هو أحق ان يأتيك قال إنا بحفظه لا يادى ابنه عندنا . رواه البزار وفيه عبدالله بن عبدالملك الفهري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن عروة قال أعتق أبو بكر سبعة ممن كان يعذب في الله منهم بلال وعامر بن فهيرة . رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح . وعن عبدالله بن الزبير قال نزلت في أبى بكر الصديق (وما لاحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه (1) كناية عن كثرة الفتوح . (2) أي تعطف عليه . (3) لكنه منقطع .
[ 51 ]
ربه الاعلي ولسوف يرضى) . رواه الطبانى وفيه مصعب بن ثابت وثقة ابن حبان وغيره وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال ابي بكر . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير اسحاق بن اسرائيل وهو ثقة مأمون . وعن عائشة في قصة الافك وفيها فقال حسان ابن ثابت يكذب نفسه : حصان رزان ما تزن بريبة * وتصح غرثى من لحوم الغوافل فان كنت قد قلت الذى قد زعمتموا * فلا حملت سوطي إلى أناملي وكيف وودي ما حييت ونصرتي * لآل رسول الله رين المحافل أأشتم خير الناس بعلا ووالدا * ونفسا لقد انزلت شر المنازل رواه أبو يعلى في حديث طويل ورجاله رجال الصحيح غير حوثرة بن أشرس وهو ثقة . وعن موسى بن عقبة قال لا يعلم أربعة ادركوا النبي صلى الله عليه وسلم وأبناؤهم إلا هؤلاء الاربعة أبو قحافة وابو بكر و عبدالرحمن وأبو عتيق ابن عبدالرحمن واسم أبى عتيق محمد . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبدالله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ولم أعرفه . * (باب فيما ورد من الفضل لابي بكر وعمر وغيرهما من الخلفاء وغيرهم) * عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في السماء ملكين أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب جبريل وميكائيل ونبيان أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب وذكر ابراهيم ونوحا ولى صاحبان أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكل مصيب وذكر أبا بكر وعمر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل أيدنى باربعة وزراء نقباء قلنا يا رسول الله من هؤلاء الاربع قال اثنين من أهل السماء واثنين من أهل الارض فقلت من الاثنين من أهل السماء قال جبريل وميكائيل قلنا من الاثنين من أهل الارض قال أبو بكر وعمر . رواه الطبراني وفيه محمد بن محبب الثقفى وهو كذاب ، ورواه البزار بمعناه وفيه عبدالرحمن بن مالك بن مغول وهو كذاب . وعن أبى أروي الدوسى قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر وعمر فقال الحمد لله الذى أيدنى بكما . رواه البزار والطبراني في الاوسط والكبير وفيه عاصم
[ 52 ]
ابن عمر بن حفص وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن البراء بن عازب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر وعمر الحمد لله الذى أيدنى بكما ولو لا أنكما تختلفان على ما خالفتكما . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حبيب بن أبى حبيب كاتب ملك وهو متروك . وعن ابن عمر وابن عباس في قوله تعالى (وصالح المؤمنين) قال نزلت في أبى بكر وعمر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه فرات بن السائب وهو متروك . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبى خاصة من أمته وان خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر . رواه الطبراني وفيه عبدالرحيم بن حماد الثقفى وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبعث رجلا في حاجة قد أهمته وابو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال له على ما يمنعك من هذين فقال كيف أبعث هذين وهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس . رواه الطبراني وفيه فرات بن السائب وهو متروك ، قلت ولهذا الحديث طريق في باب مناقب جماعة من الصحابة . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا القرآن من اربعة من ابن أم عبد ومعاذ وابى وسالم ولقد هممت ان ابعثهم في الامم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين في بنى اسرائيل فقال له رجل يا رسول الله فأين انت من أبى بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاغنى عنهم انما مثلهما من الدين كمثل السمع والبصر قلت في الصحيح طرف من أوله رواه الطبراني وفيه محمد مولى بنى هاشم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، قلت وله طريق عن ابن عمر ضعيفة تأتي في فضل جماعة من الصحابة (في أول المجلد الذي يلى هذا) (1) . وعن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هممت ان ابعث معاذ بن جبل وسالم مولى ابى حذيفة وأبى بن كعب وابن مسعود إلى الامم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين فقال رجل ألا تبعث ابا بكر وعمر فانهما أبلغ قال لا غنى بى عنهما انما منزلتهما من الدين منزلة السمع والبصر . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم . وعن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت ان أبعث في الناس معلمين كما بعث عيسى بن مريم الحواريين إلى بنى اسرائيل (1) هذه الجملة غير موجودة في غير الاصل ، ولعلها من زيادة الناسخ تلميذ المؤلف .
[ 53 ]
فقيل اين انت عن أبى بكر وعمر ألا تبعث بهما قال انهما من الدين كالرأس من الجسد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن عمر الايلى وهو ضعيف . وعن ابن غنم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر وعمر لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما . رواه احمد ورجاله ثقات الا ان ابن غنم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم . وعن ابى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي ابى بكر وعمر فانهما حبل الله الممدود ومن تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقي التى لا انفصام لها . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن أبى جحيفة قال دخلت على على في بيته فقلت يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مهلا ويحك يا أبا جحيفة ألا اخبرك بخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر ويحك يا أبا جحيفة لا يجتمع حبى وبغض أبى بكر وعمر في قلب مؤمن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن أنس ابن مالك قال كنا نجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم كانما على رؤوسنا الطير ما يتكلم احد منا الا أبو بكر وعمر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه رحمة بن مصعب وهو ضعيف . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر هذان سيدا كهول اهل الجنة من الاولين والآخرين . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه على ابن عابس وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الاولين والآخرين لا تخبرهما يا علي . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه المقدام بن داود وقد قال ابن دقيق المعيد إنه وثق وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثل حديث متنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر وعمر سيدا كهول الجنة من الاولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين لا تخبرهما يا علي رواه البزار وقال لا نعلم . رواه عن عبيد الله بن عمر الا عبدالرحمن ابن ملك بن مغول ، قلت وهو متروك . وعن أبى هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم بين أبى بكر وعمر فقال هكذا نبعث يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب . وعن عمار بن ياسر قال من فضل على أبى بكر وعمر أحدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ازرى على
[ 54 ]
المهاجرين والانصار واثنى عشر ألفا من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حازم بن جبلة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن ابى حازم قال جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال ما كان منزلة ابى بكر وعمر من النبي صلى الله عليه وسلم قال كمنزلتهما الساعة . رواه عبدالله وابن أبى حازم لم أعرفه وشيخ عبدالله ثقة . وعن على قال سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر وثلث عمر ثم خبطتنا فتنة أو أصابتنا فتنة يعفو الله عمن يشاء . رواه أحمد وقال ثم خبطتنا فتنة ، يريد (1) ان يتواضع بذلك . رواه الطبراني في الاوسط ورجال أحمد ثقات . وفي رواية عنده خطب رجل يوم البصرة حين ظهر على فقال على هذا الخطيب الشحشح (2) وذكر الحديث بنحوه . وعن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما ترى الكواكب في أفق السماء وابو بكر وعمر منهم وانعما (3) . رواه الطبراني وفيه الربيع بن سهل الواسطي ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل من أهل عليين يشرف على أهل الجنة كأنه كوكب دري وان أبا بكر وعمر منهم وانعما . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير سلم بن قتيبة وهو ثقة . وعن سهل بن ابى حثمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل إذا انا مت وابو بكر وعمر فان استطعت ان تحوت فمت . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سلم بن ميمون الخواص وهو ضعيف لغفلته . وعن ابن عمر قال لم يجلس أبو بكر الصديق في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر حتى لقى الله ولم يجلس عمر في مجلس ابى بكر حتى لقي الله ولم يجلس عثمان في مجلس عمر حتى لقي الله . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن قيس بن أبى حازم قال خطب عمر بن الخطاب الناى ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبته ان في جنات عدن قصرا له خمسمائة باب على كل باب خمسة الآف من الحور العين لا يدخله الا نبي ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هنيئا لك يا صاحب هذا القبر ثم قال أو صديق (1) في نسخة : أراد (2) أي الماهر الماضي في كلامه ، من قولهم قطاة شحشح وناقة شحشحة أي سريعة (3) أي زادا وفضلا ، أو صارا إلى النعيم ودخلا فيه .
[ 55 ]
ثم التفت إلى قبر ابى بكر فقال هنيئا لك يا أبا بكر ثم قال أو شهيد ثم أقبل على نفسه فقال وانى لك الشهادة يا عمر ثم قال ان الذى أخرجنى من مكة إلى هجرة المدينة قادر ان يسوق إلى الشهادة ، قال ابن مسعود فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير شريك النخعي وهو ثقة وفيه خلاف . وعن سهل بن سعد أن أحدا ارتج وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت أحد فما عليك إلا نبى أو صديق أو شهيدان . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا على حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فتحرك الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبت حراء فان ليس عليك الا نبى أو صديق أو شهيد . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن زيد بن أرقم قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلق حتى تأتي أبا بكر فتجده في بيته (1) جالسا محتبيا فقل له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك ابشر بالجنة ثم انطلق حتى تأتي الثنية فتلقى عمر فيها على حمار تلوح صلعته فقل له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك ابشر بالجنة ثم انطلق حتى تأتى السوق فتلقى عثمان يبيع ويبتاع فقل له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول أبشر بالجنة بعد بلاء شديد فانطلقت إلى ابي بكر فوجدته في بيته جالسا محتبيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول ابشر بالجنة فقال وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت في مكان كذا وكذا فقال إليه ثم أتيت الثنية فإذا فيها عمر على حمار تلوح صلعته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول ابشر بالجنة فقال وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت في مكان كذا وكذا فانطلق ثم انطلقت حتى أتيت السوق فلقيت عثمان فيها يبيع ويبتاع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول أبشر بالجنة بعد بلاء شديد فقال وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدى فجئنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عثمان يا رسول الله ان زيدا أتانى فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام (1) في نسخة " داره " .
[ 56 ]
ويقول ابشر بالجنة بعد بلاء شديد فأي بلاء يصيبني يا رسول الله والذى بعثك بالحق ما تعنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكرى بيمينى منذ بايعتك فقال هو ذاك . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار وزاد فيه ان الله مقمصك قميصا فإذا أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه . وفيه عبدالاعلى بن أبي المساور وقد ضعفه الجمهور ووثق في رواية عن يحيى بن معين والمشهور عنه تضعيفه . وعن عبدالله بن عمرو ابن العاص قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم بحش (1) من حشان المدينة فجاء رجل فستأذن فقال قم فائذن له وبشره بالجنة فقمت فأذنت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس ثم جاء رجل فاستأذن فقال قم فائذن له وبشره بالجنة فقمت فأذنت له فإذا هو عمر فاذنت له وبشرته بالجنة فجعل يحمد الله حتى جلس ثم جاء خفيض الصوت فقال قم فائذن له وبشره بالجنة في بلوى تصيبه فقمت بأذنت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى تصيبه فقال اللهم صبرا حتى جلس قلت يا رسول الله فاين انا قال انت مع أبيك . رواه الطبراني واللفظ له وأحمد باختصار باسانيد ، وبعض رجال الطبراني وأحمد رجال الصحيح . قلت ويأتي حديث ابن عمر في أواخر مناقب عمر . وعن نافع بن عبد الحرث قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطا فقال امسك على الباب فجاء حتى جلس على القف (2) ودلى رجليه في البئر وضرب الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر قال ائذن له وبشره بالجنة قال فاذنت له وبشرته بالجنة قال فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القفة ودلى رجليه إلى (3) البئر ثم ضرب الباب فقلت من هذا فقال عمر قلت يا رسول الله هذا عمر قال ائذن له وبشره بالجنة قال فأذنت له وبشرته بالجنة قال فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في البئر قلت عند أبى داود بعضه رواه أحمد (1) الحش : البسنان . (2) نف البئر هو الدكة التى تجعل حولها ، وأصل النف ما غلظ من الارض وارتفع ، أو هو من الفف اليابس لان ما ارتفع حول البئر يكون يابسا في الغالب . (3) في نسخة " في " .
[ 57 ]
والطبراني في الاوسط باختصار ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبي سعيد الخدرى قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاسواف (1) وبلال معه فدلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه فجاء أبو بكر يستأذن فقال يا بلال ائذن له وبشره بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه ثم جاء عمر يستأذن فقال ائذن له يا بلال وبشره بالجنة فدخل فجلس عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه ثم جاء عثمان يستأذن فقال ائذن له يا بلال وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فدخل عثمان فجلس قبالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني على بن سعيد وهو حسن الحديث . وعن جابر بن عبدالله قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا لسعد بن الربيع الانصاري ومنزلة بالاسواف فبسطت امرأته لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت صور (2) من نخل فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع الآن عليكم رجل من اهل الجنة فطلع أبو بكر ثم قال يطلع عليكم رجل من اهل الجنة فطلع عمر ثم قال يطلع عليكم رجل من اهل الجنة فطلع عثمان . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم من تحت هذا الصور (2) رجل من اهل الجنة قال فطلع أبو بكر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم لبث هنيهة ثم قال يطلع من تحت هذا الصور رجل من اهل الجنة فطلع عمر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من اهل الجنة اللهم ان شئت جعلته عليا ثلاث مرات قال فطلع صلوات الله عليهم ، وفى رواية اللهم اجعله عليا ، وفى رواية مشيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة من الانصار فذبحت له شاة فذكر نحوه . رواه احمد والطبراني في الاوسط بنحوه والبزار باختصار (1) موضع في المدينة . (2) الصور : الجماعة من النخل . (5 تاسع مجمع الزوائد)
[ 58 ]
ورجال احد اسانيد احمد رجال موثقون . وعن ابى مسعود قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حائطا ثم قال يدخل عليكم الآن رجل من اهل الجنة فدخل أبو بكر الصديق ثم قال يدخل عليكم الآن رجل من اهل الجنة فدخل عمر بن الخطاب ثم قال يدخل عليكم الآن رجل من اهل الجنة اللهم اجعله عليا فدخل على . رواه الطبراني وفيه سعيد بن عبد الكريم وهو متروك . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة شجرة أو ما في الجنة شجرة شك على ابن جميل ما عليها ورقة الا مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين . رواه الطبراني وفيه على بن جميل الرقى وهو ضعيف . وعن على قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ولابي بكر مع احدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل واسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف . رواه أبو يعلى والبزار واحمد بنحوه ورجال احمد والبزار رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي افضل هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان ويسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما ينكره (1) ما نعلم عثمان جاء بشئ من الكبائر ولا قتل نفسا بغير حلها ولكنه هذا المال ان اعطاكموه رضيتم وان أعطى قريشا سخطتم انما تريدون ان تكونوا كفارس والروم لا يتركون لهم اميرا الا قتلوه قلت في الصحيح طرف من أوله رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه باختصار الا انه قال أبو بكر وعمر وعثمان ثم استوى الناس فيبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره علينا ، وابو يعلى بنحو الطبراني الكبير ورجاله وثقوا وفيهم خلاف . وعن ابن عمر قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة بعد طلوع الشمس فقال رأيت قبيل الفجر كانى اعطيت المقاليد والموازين فأما المقاليد فهذه المفاتيح واما الموازين فهذه (2) التى يوزن بها فوضعت في كفة ووضعت أمتى في كفة فوزنت بهم فرجحت ثم جئ بأبى بكر فوزن بهم فوزن ثم جئ بعمر فوزن بهم فوزن ثم جئ بعثمان فوزن بهم ثم رفعت . رواه احمد والطبراني إلا انه قال فرجح بهم في الجميع وقال ثم جئ بعثمان فوضع في كفة (1) في نسخة " فلا ينكره " . (2) في نسخة " فهى "
[ 59 ]
ووضعت امتى في كفة فرجح بهم ثم رفعت ، ورجاله ثقات . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت فيها خشفة (1) بين يدى فقلت ما هذا قالوا بلال فمضيت فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها احدا اقل من النساء والاغنياء قيل لى أما الاغنياء فهم ها هنا يحاسبون ويمحصون واما النساء فألهاهم الاحمر ان الذهب والحربر قال ثم خرجنا من احد ابواب الجنة الثمانية فلما كنت عند الباب أتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتى فرجحت بها ثم أتى بأبى بكر فوضع في كفة وجئ بجميع امتى فوضعت في كفة فرجح أبو بكر ثم جئ بعمر فوضع في كفة وأتى (2) بجميع امتى فوضعوا فرجح عمر وعرضت على امتى رجلا رجلا فجعلوا يمرون فاستبطأت عبدالرحمن بن عوف فجاء (3) بعد الاياس فقلت عبدالرحمن فقال بأبى انت وأمى يا رسول الله ما خلصت اليك حتى ظننت انى لا أخلص اليك أبدا إلا بعد المشيبات قال وما ذاك قال من كثرة مالى احاسب وامحص . رواه احمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما مطرح بن زياد وعلى بن يزيد الالهانى وكلاهما مجمع على ضعفه ، ومما يدلك على ضعف هذا ان عبدالرحمن بن عوف احد أصحاب بدر والحديبية واحد العشرة وهم أفضل الصحابة والحمد لله . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اربت انى وضعت في كفة وأمتى في كفة فعدلتها ثم وضع أبو بكر في كفة وأمتى في كفة فعدلها ثم وضع عمر في كفة وأمتى في كفة فعدلها ووضع عثمان في كفة وأمتى في كفة فعدلها ثم رفع الميزان . رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد . وهو متروك ضعفه الحمهور وقال محمد بن المبارك الصوري كان صدوقا ، وبقية رجاله ثقات . وعن عرفجة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم قال وزن أصحابي الليلة فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر فوزن ثم وزن عثمان فوزن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالاعلى بن ابى المساور وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في روايات . وعن أسامة بن شريك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وزن أصحابي الليلة (1) الخشفة : الحس والحركة ، وقيل هو الصوت . (2) في نسخة " وجئ " . (3) في نسخة " ثم جاء " .
[ 60 ]
فوزن أبو بكر ثم وزن عمر ثم وزن عثمان . رواه الطبراني وقال هكذا رواه يزيد ابن هرون ، ورواه سعدويه عن عبدالاعلى بن أبى المساور عن زياد بن علاقة عن قطبة بن ملك عن عرفجة ، قلت وفى اسناد هذا أيضا عبدالاعلى بن أبى المساور وتقدم الكلام على ضعفه قبل هذا الحديث . وعن أنس قال كان أسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق وسهيل بن عمرو . رواه البزار واسناده حسن . قلت وتأتي أحاديث في فضل أبى بكر وغيره في باب مناقب جماعة من الصحابة بعد فضل العشرة ان شاء الله . * (باب وفاة أبي بكر رضي الله عنه) * عن عائشة قالت تذاكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر ميلادهما عندي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر من أبى بكر فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين لسنتين ونصف التى عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أبا بكر قلت في الصحيح منه انه توفي وهو ابن ثلاث وستين فقط رواه الطبراني واسناده حسن . وعن ابن عباس قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين وابو بكر بمنزلته قلت هو في الصحيح غير قوله وابو بكر بمنزلته رواه الطبراني واسناده حسن . وعن سعيد بن المسيب قال توفى أبو بكر الصديق وهو ابن ثلاث وستين ودفن ليلا وصلى عليه عمر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عائشة قالت توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء ودفن ليلا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الهيثم بن عمر ان قال سمعت جدي يقول توفى أبو بكر الصديق وبه طرف من السل وولى سنتين ونصفا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الزبير بن بكار قال استخلف أبو بكر في اليوم الذى توفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب مناقب عمر بن الخطاب رضى الله عنه) (باب نسبه) عن ابن اسحاق قال : عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى ابن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن ملك يكنى ابا حفص وأمه خيتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو
[ 61 ]
ابن مخزوم وأم خيثمة الشفاء بنت قيس بن عدى بن سعيد بن سهم بن عمرو ابن هصيص بن كعب بن لؤي . رواه الطبراني وهو صحيح عن ابن اسحق . (باب تسميته بأمير المؤمنين) عن ابن شهاب قال قال عمر بن عبد العزيز لابي بكر بن سليمان بن أبى حثمة من أول من كتب من عند أمير المؤمنين فقال أخبرتني الشفاء بنت عبدالله وكانت من المهاجرات الاول ان لبيد بن ربيعة وعدى بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين فقال انتما والله أصبتما اسمه فهو الامير ونحن المؤمنون فدخل عمرو على عمر فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال عمر ما هذا فقال انت الامير ونحن المؤمنون فجرى الكتاب من يومئذ . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب في صفته رضى الله عنه) * عن عبدالله يعني ابن مسعود قال ركب عمر بن الخطاب فرسا فركضه فانكشف فخذه فرأى أهل نجران على فخذه شامة سوداء قالوا هذا الذى نجد في كتابنا انه يخرجنا من أرضنا . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن زر قال كنت بالمدينة فإذا رجل ادم اعسر أيسر ضخم إذا أشرف على الناس كأنه على دابة فإذا هو عمر . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن عبدالله بن هلال قال رأيت عمر رجلا ضخما كأنه من رجال سدوس . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن سعيد بن المسيب قال كان عمر أصلع شديد الصلع . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، وقد تقدم في الخضاب بعض صفاته وصفات غيره . (باب في إسلامه رضى الله عنه) عن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام فجعل الله دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم لعمر ابن الخطاب فبنى عليه الاسلام وهدم به الاوثان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه باختصار وقال أيد الاسلام ، ورجال الكبير رجال الصحيح غير مجالد بن
[ 62 ]
سعيد وقد وثق . وعن أبى بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اشدد الاسلام بعمر بن الخطاب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن الحسن ابن زبالة وهو متروك . وعن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية الخميس فقال اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فأصبح عمر يوم الجمعة فاسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف . وعن عمر بن الخطاب قال خرجت ابغى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن اسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت اعجب من تأليف القرآن قال فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش قال فقرأ (انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) قلت كاهن قال (ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين) إلى آخر السورة قال فوقع الاسلام من قلبى كل موقع . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات الا ان شريح بن عبيد لم يدرك عمر . وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اعز الاسلام بعمر بن الخطاب وقد ضرب اخته اول الليل وهى تقرأ (اقرأ باسم ربك الذى خلق) حتى ظن انه قتلها ثم قام في السحر فسمع صوتها تقرأ (اقرأ باسم ربك الذى خلق) فقال والله ما هذا بشعر ولا همهمتة فذهب حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال بلال ما هذا فقال عمر بن الخطاب فقال حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلال يا رسول الله عمر بالباب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرد الله بعمر خيرا يدخله (1) في الدين فقال لبلال افتح وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعية (2) وهزه وقال ما الذى تريد وما الذى جئت فقال له عمر اعرض على الذى تدعو إليه فقال تشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأسلم عمر مكانه وقال اخرج . رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال ابن عدى ارجو أنه لا بأس به ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال لما اسلم عمر قال القوم انتصف القوم منا . رواه الطبراني وفيه النضر بن عمر وهو متروك . وعن عبد الله يعني ابن مسعود قال إن كان إسلام عمر لفتحا وهجرته لنصرا وأمارته رحمة (1) في نسخة " أدخله " . (2) الضبع : وسط العضد ، وقيل ما تحت الابط .
[ 63 ]
والله ما استطعنا أن نصلى بالبيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى ودعونا فصلينا . رواه الطبراني وفيه رواية ما استطعنا أن نصلى عند الكعبة ظاهرين ، ورجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود . وعن ابن عباس قال أول من جهر الاسلام عمر بن الخطاب . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن أسلم مولى عمر قال قال عمر بن الخطاب أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي قال قلنا نعم قال كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا في يوم شديد الحر في بعض طرق مكة إذ رأني رجل من قريش فقال اين تذهب يا ابن الخطاب قلت أريد هذا الرجل قال يا ابن الخطاب قد دخل هذا الامر في منزلك وأنت تقول هذا قلت وما ذاك فقال إن أختك قد ذهبت إليه قال فرجعت مغضبا حتى قرعت عليها الباب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم بعض من لا شئ له ضم الرجل والرجلين إلى الرجل ينفق عليه قال وكان ضم رجلين من أصحابه إلي زوج أختى قال فقرعت الباب فقيل لى من هذا قلت عمر بن الخطاب وقد كانوا يقرؤون كتابا في أيديهم فلما سمعوا صوتي قاموا حتى اختبؤا في مكان وتركوا الكتاب فلما فتحت لي أختى الباب قلت أيا عدوه نفسها صبوت قال وأرفع شيئا فاضرب به على رأسها فبكت المرأة وقالت يا ابن الخطاب إصنع ما كنت صانعا فقد أسلمت فذهبت وجلست على السرير فإذا بصحيفة وسط الباب فقلت ما هذه الصحيفة هاهنا فقالت لى دعنا عنك يا ابن الخطاب فانك لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر وهذا لا يمسه إلى المطهرون فمازلت بها حتى أعطتنيها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم قال فلما قرأت الرحمن الرحيم تذكرت من أين اشتق ثم رجعت إلى نفسي فقرأت (سبح لله ما في السموات والارض (1) وهو العزيز الحكيم) حتى بلغ (آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فخرج القوم متبادرين فكبروا واستبشروا بذلك ثم قالوا لى أبشر يا ابن الخطاب فان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين فقال اللهم أعز الدين بأحب الرجلين اليك عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) في الاصل (وما في الارض) وهي آية أخري . محمد عبدالمجيد .
[ 64 ]
لك فقلت دلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم أين هو فلما عرفوا الصدق دلوني عليه في المنزل الذى هو فيه فجئت حتى قرعت الباب فقالوا من هذا قلت عمر بن الخطاب وقد علموا شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلموا باسلامى فما إجترأ أحد منهم أن يفتح لى حتى قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إفتحوا له فان يرد الله به خيرا يهده قال ففتح لى الباب فاخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلوه فأرسلوني فجلست بين يديه فاخذ بمجامع قميصي ثم قال اسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله قال فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق مكة وقد كانوا سبعين قبل ذلك وكان الرجل إذا أسلم فعلموا به الناس يضربونه ويضربهم قال فجئت إلى رجل فقرعت عليه الباب فقال من هذا قلت عمر بن الخطاب فخرج إلي قلت له أعلمت أنى قد صبوت قال أو قد فعلت قلت نعم فقال لا تفعل قال ودخل البيت فأجاف الباب دوني (1) قال فذهبت إلى آخر من قريش فناديته فخرج فقلت له أعلمت أنى قد صبوت (2) قال وفعلت قلت نعم قال لا تفعل ودخل البيت وأجاف الباب دوني فقلت ما هذا بشئ قال فإذا أنا لا أضرب ولا يقال لى شئ فقال الرجل أتحب أن يعلم إسلامك قلت نعم قال إذا جلس الناس في الحجر فائت فلانا فقل له فيما بينك وبينه أشعرت أنى قد صبوت فانه قلما يكتم الشئ فجئت إليه وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت له فيما بينى وبينه أشعرت أنى قد صبوت قال فقال أفعلت قال قلت نعم قال فنادى بأعلى صوته ألا إن عمر قد صبا قال فثار إلى أولئك الناس فما زالوا يضربوني وأضربهم حتى أنى خالي فقيل له إن عمر قد صبا فقام على الحجر فنادى بأعلى صوته ألا اني قد أجرت ابن أختى فلا يمسه أحد قال فانكشفوا عنى فكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب الا رأيته فقلت ما هذا بشئ ان الناس يضربون ولا أضرب ولا يقال لى شئ فلما جلس الناس في الحجر جئت إلى خالي فقلت اسمع جوارك عليك رد فقال لا تفعل فأبيت فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله الاسلام . رواه البزار وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو (1) أي رده عليه . (2) كانوا يقولون لمن أسلم صبا ، وأصله الخروج من دين إلى غيره .
[ 65 ]
ضعيف (1) . وعن ابن عمر قال لما أسلم عمر قال من أنم الناس قالوا فلان قال فأتاه فقال انى قد أسلمت فلا تخبرن أحدا قال فخرج يجر إزاره وطرفه على عاتقه فقال ألا إن عمر قد صبا قال وأنا أقول كذبت ولكني قد أسلمت وعليه قميص فقام إليه خلق من قريش فقاتلهم وقاتلوه حتى سقط واكبوا عليه فجاء رجل عليه فقال مالكم والرجل أترون بنى عدى يخلون عنكم وعن صاحبكم تقتلون رجلا اختار لنفسه اتباع محمد صلى الله عليه وسلم فكشف القوم عنه قال فقلت لابي من الرجل قال العاص بن الوائل السهمي . رواه البزار والطبراني باختصار ورجاله ثقات الا أن ابن اسحق مدلس . وعن عمر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى لا أدع مجلسا جلسته في الكفر الا أعلنت فيه الاسلام فاتى المسجد وفيه بطون قريش متحلقة فجعل يعلن الاسلام ويشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فثار المشركون فجعلوا يضربونه ويضربهم فلما تكاثروا عليه خلصه رجل فقلت لعمر من الرجل الذى خلصك من المشركين قال ذاك العاص بن وائل السهمي . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال لما أسلم عمر قال المشركون قد انتصف القوم منا (2) وأنزل الله عزوجل (يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) . رواه البزار والطبراني باختصار وفيه النضر أبو عمر وهو متروك . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وأبدله إيمانا يقول ذلك ثلاث مرات . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . (باب شدته رضى الله عنه في الله وكراهيته للباطل) عن عمر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب الاحبار فقال يا كعب كيف تجد نعتي قال أجد نعتك قرن من حديد قال وما قرن من حديد قال أمير شديد لا تأخذه في الله لومة لائم قال ثم مه قال ثم يكون من بعدك خليفة تقتله فئة (1) فيه من هو أضعف من أسامة وهو اسحق بن ابراهيم الحنينى وقد ذكر البزار أنه تفرد به . ابن حجر . (2) في نسخة " قد انتصف القوم اليوم منا " . (6 تاسع مجمع الزوائد)
[ 66 ]
ظالمة ثم قال مه قال ثم يكون البلاء . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الاسود بن سريع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انى حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح واياك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ان ربك تبارك وتعالى يحب المدح هات ما امتدحت به ربك تبارك وتعالى قال فجعلت أنشده فجاء رجل فاستأذن آدم طوال أصلع أيسر اعسر قال فاستنصتنى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته له قال كما يصنع الهر فخرج الرجل فتكلم ساعة ثم خرج ثم أخذت أنشده أيضا ثم رجع بعد فاستنصتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه أيضا فقلت يا رسول الله من الذى تستنصتنى له فقال هذا الرجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب . رواه أحمد والطبراني بنحوه وقال فدخل رجل طوال أقنى فقال لى أسكت ، وفي رواية عنده أيضا حتى دخل رجل بعيد ما بين المناكب وزاد فقيل لي عمر بن الخطاب فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعنى أن لا يكلمني برجلي فيسحبني إلى البقيع . ورجالهما ثقات وفى بعضهم خلاف . * (باب ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه) * عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبى الجهم وهو ثقة . وعن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله وضع الحق على لسان عمر وقبله يقول به . رواه الطبراني في الاوسط وفيه علي بن سعيد المقرى العكاوي ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جعل الحق علي لسان عمر وقلبه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وفيه ضعف . وعن بلال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه . رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبى مريم وقد اختلط . وعن معاوية بن أبى سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه .
[ 67 ]
رواه الطبراني وفيه ضعفاء سليمان الشاذ كونى وغيره . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان نبى الا في أمته معلم أو معلمان وإن يكن في أمتى منهم أحد فهو عمر بن الخطاب ان الحق على لسان عمر وقلبه قلت في الصحيح بعضه بغير سياقه رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن أبى الزناد وهو لين الحديث . وعن على قال إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ما كنا نبعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن ابن مسعود قال ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن طارق بن شهاب قال كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب ما ورد له من الفضل من موافقته للقرآن ونحو ذلك) * عن عبدالله بن مسعود قال فضل عمر بن الخطاب الناس باربع بذكر الاسرى يوم بدر أمر بقتلهم فانزل الله عزوجل (لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) وبذكر الحجاب أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتجبن فقالت له رينب وانك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل في بيوتنا فانزل الله عزوجل (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) وبدعوة النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أيد الاسلام بعمر ، ورأيه في أبى بكر كان أول من بايعه . رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه أبو نهشل ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن عبدالله بن عبدالله بن أبى قال له أبوه أي بنى أطلب لى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا من ثيابه فكفني فيه ومره يصلى على فقال عبدالله يا رسول الله قد عرفت شرف عبدالله بن أبى وانه أمرنى أن أطلب اليك ثوبا نكفنه فيه وان تصلى عليه فاعطاه ثوبا من ثيابه واراد أن يصلى عليه فقال عمر يا رسول الله قد عرفت عبدالله ونفاقه وقد نهاك الله أن تصلى عليه قال واين قال (ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى سأزيده فانزل الله عز وجل (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) وأنزل الله (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) قال ودخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 68 ]
فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا لكى يتبعه فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقعده فقال لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم ففطن الرجل فقام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قمت ثلاثا لكي تتبعني فلم تفعل فقال يا رسول لو اتخذت حجابا فان نساءك لسن كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين اناه الآية) فارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فأخبره بذلك قال واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر في الاسارى فقال أبو بكر يا رسول الله استحيى قومك وخذ منهم الفداء فاستعن به وقال عمر اقتلهم فقال لو اجتمعتما ما عصيناكما فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أبى بكر فانزل الله عزوجل (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة) قال ونزلت (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) . إلى آخر الآية فقال عمر تبارك الله احسن الخالقين فانزلت (فتبارك الله احسن الخالقين) . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وقال لو اجتمعتما ما عصيتكما ، وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمار ابن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمار اتاني جبريل آنفا فقلت يا جبريل حدثنى بفضائل عمر بن الخطاب في السماء فقال يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر مثل ما لبث نوح في قومه الف سنة الا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر وإن عمر لحسنة من حسنات ابى بكر . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط وفيه الوليد بن الفضل العنزي وهو ضعيف جدا . (باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كان بعدى نبى) عن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بعدى نبى لكان عمر . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان الله باعثا رسولا بعدى لبعث عمر بن الخطاب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف .
[ 69 ]
(باب في غضبه ورضاه) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتانى جبريل عليه السلام فقال اقرئ عمر السلام وقل له ان رضاه حكم وان غضبه عز . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خالد بن زيد العمرى وهو ضعيف . * (باب في علمه) * عن أبى وائل قال قال عبدالله لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الارض في كفة لرجح علمه بعلمهم ، قال وكيع قال الاعمش فأنكرت ذلك فأتيت إبراهيم فذكرته له فقال وما أنكرت من ذلك فو الله لقد قال عبدالله أفضل من ذلك قال إنى لاحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر . رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت في النوم أنى أعطيت عسا (1) مملوءا لبنا فشربت حتى تملات حتى رأيته يجرى في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب فأولوها قالوا يا نبى الله هذا علم أعطاكه الله فملاك منه ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب فقال أصبتم قلت هو في الصحيح بغير سياقه رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله . رواه الطبراني في حديث طويل في وفاة عمر . * (باب منزلة عمر عند الله ورسوله صلى الله عليه وسلم) * عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبغض عمر فقد أبغضني ومن أحب عمر فقد أحبنى وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة وإنه لم يبعث الله نبيا إلا كان في أمته محدث وإن يكن في أمتى منهم أحد فهو عمر قالوا يا رسول الله كيف محدث قال تتكلم الملائكة على لسانه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو سعد خادم الحسن البصري ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن (1) العس : القدح الكبير .
[ 70 ]
أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل باهى ملائكة بعبيده عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن إبراهيم القاص وثقه أحمد وضعفه الجمهور . وعن ابن عباس قال نظر رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم إلى عمر بن الخطاب وتبسم إليه فقال يا ابن الخطاب مما تبسمت إليك قال الله ورسوله أعلم قال إن الله عزوجل باهى بأهل عرفة عامة وباهى بك خاصة . وراه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو مختلف في الاحتجاج به . (باب خوف الشيطان من عمر رضى الله عنه) عن سديسة مولاة حفصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلاخر لوجهه . رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديسة من طريق الاوزاعي عنها ولا نعلم الاوزاعي سمع أحدا من الصحابة . ورواه في الاوسط عن الاوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب ، وإسناده حسن إلا أن عبدالرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن سديسة مولاة حفصة عن حفصة قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول وقد نذرت أن أزفن (1) بالدف ان قدم من مكة فبينا أنا كذلك إذ استأذن عمر فانطلقت بالدف إلى جانب البيت فغطيته بكساء فقلت أي نبى الله أنت أحق أن تهاب قال إن الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه . رواه الطبراني في الاوسط . (باب صرعه الشيطان) عن شقيق بن سلمة أبى وائل قال قال عبدالله لقى الشيطان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فصارعه فصرعه المسلم وأزم (2) بابهامه فقال دعني اعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى فأرسله فأبى أن يعلمه فصارعه فصرعه المسلم وأزم بابهامه فقال أخبرني بها فأبى أن يعلمه فلما عاوده الثالثة قال الآية التى في سورة البقرة (الله لا إله إلا هو الحى القيوم) إلى آخرها فقيل لعبد الله يا أبا عبدالرحمن من ذلك الرجل قال من عسى أن يكون إلا عمر ، وفى رواية عن ابن مسعود أيضا قال لقى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الجن فصارعه فصرعه الا نسى (1) الزفن : الرقص . (2) أزم : عض ، وفى الاصل " أرم " بالراء المهملة .
[ 71 ]
فقال له الجنى عاودني فعاوده فصرعه الانسي فقال له الانسى اني لاراك ضئيلا شحيبا كان ذريعتبك (1) ذريعنا كلب فكذلك أنتم معاشر الجن أو أنت منهم كذلك قال لا والله إنى منهم لضليع ولكن عاودني الثالثة فان صرعتني علمتك شيئا ينفعك فعاوده فصرعه فقال هات علمني قال هل تقرأ آية الكرسي قال نعم قال إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج (2) الحمار لا يدخله حتى يصبح قال رجل من القوم يا أبا عبدالرحمن من ذاك الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فعبس عبدالله وأقبل عليه وقال من يكون هو إلا عمر رضى الله عنه . رواهما الطبراني باسنادين ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح الا ان الشعبى لم يسمع من ابن مسعود ولكنه ادركه ، ورواة الطريق الاولى فيهم المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي والله أعلم . * (باب قوته في ولايته) * عن عبدالله يعنى ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أبا بكر إنى رأيتنى البارحة على قليب (3) انزع فجئت أنت فنزعت وأنت ضعيف والله يغفر لك ثم جاء عمر فاستحالت غربا (4) وضرب الناس بعطن (5) رواه الطبراني وفيه ايوب بن جابر وقد وثق وضعفه غير واحد ، وبقية رجاله وثقوا . وعن ابى الطفيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا انا انزع الليلة إذ وردت على غنم سود وعفر فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفى نزعه ضعف والله يغفر له فجاء عمر فاستحالت غربا فملا الحياض (1) الذريعة : تصغير الذراع ، ولحوق الهاء فيها لانها مؤنثة ، يريد ساعديه . (2) الخبج الضراط ، : ويروى بالحاء المهملة . وفى الاصل " خنج " بالنون ، والتصحيح من النهاية . (3) أي بئر . (4) الغرب : الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور ، وهذا تمثيل ومعناه أن الفتوح في زمنه كانت اكثر منها في زمن ابي بكر رضى الله عنهما . (5) العطن هو مبرك الابل حول الماء ، ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر وما فتح الله عليهم من الامصار .
[ 72 ]
وأروي الواردة فلم أر عبقريا احسن نزعا من عمر فأولت السود العرب والعفر العجم . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن ابي وائل قال ما رأيت عمر قط الا وبين عينيه ملك يسدده . رواه الطبراني باسانيد ورجال احدها رجال الصحيح ، ويأتى قول ابن مسعود كذلك في وفاة عمر . (باب خوفه على نفسه) عن ام سلمة ان عبدالرحمن بن عوف دخل عليها فقال يا امه قد خفت ان يهلكني مالي انا اكثر قريش مالا قالت يا بني فانفق فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان من اصحابي من لا يرانى بعد ان افارقه فخرج عبدالرحمن بن عوف فلقي عمر فاخبره بالذى قالت ام سلمة فدخل عليها عمر فقال بالله منهم انا فقالت لا ولا ابرئ احدا بعدك . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (باب حضوره لتنزيل القرآن) عن سمرة بن جندب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوما اني قد قيل لى اقرأ على عمر بن الخطاب فدعاه فأمر ان يقرأ القرآن إذا نزل ليقرأه عليه . رواه الطبراني والبزار وفى اسناد الطبراني من لم اعرفهم واسناد البزار ضعيف . (باب أمان الناس من الفتن في حياته) عن قدامة بن مطعون ان عمر بن الخطاب ادرك عثمان بن مظعون وهو على راحلته وعثمان على راحلته على ثنية الاثابة من العرج فقطعت راحلته راحلة عثمان وقد مضت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم امام الركب فقال عثمان بن مظعون اوجعتني يا غلق الفتنة فلما استسهلت الرواحل دنا منه عمر بن الخطاب فقال يغفر الله لك ابا السائب ما هذا الاسم الذى سميتنيه فقال لا والله ما انا سميتكه سماك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو امام الركب يقدم القوم مررت يوما ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا غلق الفتنة واشار بيده لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين ظهرانيكم . رواه الطبراني والبزار وفيه جماعه لم اعرفهم ويحيى بن المتوكل ضعيف . وعن ابى ذر أنه لقي عمر بن الخطاب فأخذ بيده فغمزها وكان
[ 73 ]
عمر رجلا شديدا فقال ارسل يدى يا قف الفتنة فقال عمر وما قفل الفتنة قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وقد اجتمع عليه الناس فجلست في آخرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصيبكم فتنة مادام هذا فيكم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير السري بن يحيى وهو ثقة ثبت ولكن الحسن البصري لم يسمع من ابى ذر فيما اظن . * (باب عبادته رضى الله عنه) * عن الحسن ان عثمان بن ابى العاص تزوج امرأة من نساء عمر بن الخطاب فقال والله ما نكحتها حين نكحتها رغبة في مال ولا ولد ولكن أحببت أن تخبرني عن ليل عمر رضى الله عنه فسألها كيف كانت صلاة عمر بالليل قالت كان يصلى العتمة ثم يأمر (1) أن نضع عند رأسه تورا (2) من ماء نغطيه ويتعار (3) من الليل فيضع يده في الماء فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله ما شاء أن يذكر ثم يتعار مرارا حتى يأتي على الساعة التى يقوم فيها لصلاته فقال ابن بريدة من حدثك فقال حدثنى بنت عثمان بن أبي العاص فقال ثقة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب بشارته بالشهادة والجنة) * عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط فاستأذن أبو بكر فقال ائذن له وبشره بالجنة ثم استأذن عمر فقال ائذن له وبشره بالجنة والشهادة ثم استأذن عثمان فقال ائذن له وبشره بالجنة وبالشهادة . رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عمر ابن ابان وهو ضعيف ، وقد تقدمت لهذا الحديث طرق صحيحة فيما ورد من الفضل لابي بكر وعمر وغيرهما . وعن ابن عمر قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوبا أبيض فقال أجديد ثوبك أم غسيل قال فلا أدرى ما رد عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة قلت رواه ابن ماجه باختصار قرة العين رواه أحمد والطبراني وزاد بعد قوله ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة قال وإياك يا رسول (1) في نسخة " يأمر لنا " . (2) أي اناء . (3) أي يستيقظ ، ولا يكون إلا يقظة مع كلام . (7 تاسع مجمع الزوائد)
[ 74 ]
الله ، ورجالهما رجال الصحيح . وعن جابز بن عبدالله قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عمر بن الخطاب وعليه قميص أبيض فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر أجديد قميصك هذا أم غسيل فقال غسيل فقال البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة . رواه البزار وفيه جابر بن زيد الجعفي وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا أسير في الجنة فإذا أنا بقصر قال قلت لمن هذا يا جبريل ورجوت أن يكون لى قال لعمر قال ثم سرت ساعة فإذا أنا بقصر خير من القصر الاول قال قلت لمن هذا يا جبريل ورجوت أن يكون لى قال لعمر وإن فيه لمن الحور العين يا أبا حفص وما منعنى أن أدخله إلا غيرتك قال فاغر ورقت عينا غمر وقال أما عليك فلم أكن أغار ، وفى رواية فإذا أنا بقصر من ذهب . رواه أحمد والطبراني في الاوسط بنحوه وزاد عن أبى هريرة قال مثله غير أنه قال عمر غيور وأنا أغير منه والله أغير منا ، ورجال أحمد رجال الصحيح ، وزيادة ابى هريرة رواها عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف ، وذكر ابن دقيق العيد انه وثق ، وبقية رجالها وثقوا . وعن معاذ بن جبل قال إن كان عمر لمن أهل الجنة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما رأى في يقظته أو نومه فهو حق وإنه قال بينا انا في الجنة إذ رأيت فيها دارا فقلت لمن هذه فقالوا لعمر بن الخطاب . رواه احمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . * (باب عمر سراج أهل الجنة) * عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر سراج اهل الجنة . رواه البزار وفيه عبدالله بن إبراهيم بن ابى عمرو الغفاري وهو ضعيف . * (باب وفاة عمر رضى الله عنه) * عن أبى كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى جبريل عليه السلام ليبك الاسلام على موت عمر . رواه الطبراني وفيه حبيب كاتب ملك وهو متروك كذاب . وعن عبدالله ابن عمر قال لما طعن أبو لؤلؤة عمر طعنه طعنتين فظن عمر أن له ذنبا في الناس لا يعلمه فدعا ابن عباس وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه فقال أحب أن نعلم عن ملا من الناس كان هذا فخرج ابن عباس فكان لا يمر بملا من الناس إلا وهم يبكون فرجع إلى
[ 75 ]
عمر (1) فقال يا أمير المؤمنين ما مررت على ملا (2) الا رأيتهم يبكون (3) كأنهم فقدوا اليوم أبكار أولادهم فقال من قتلني فقال أبو لؤلؤة المجوسى عبد المغيرة بن شعبة قال ابن عباس فرأيت البشر في وجهه فقال الحمد لله الذي لم يبتلني أحد بحاجتي يقول لا إله إلا الله أما إني قد كنت نهيتكم أن تجلبوا إلينا من العلوج أحدا فعصيتموني ثم قال ادعو إلى إخوانى قالوا ومن قال عثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبى وقاص فأرسل إليهم ثم وضع رأسه في حجري فلما جاء واقلت هؤلاء قد حضروا قال نعم نظرت في أمر المسلمين فوجدتكم أيها الستة رؤس الناس وقادتهم ولا يكون هذا الامر إلا فيكم ما استقمتم يستقم أمر الناس وإن يكن اختلاف يكن فيكم فلما سمعته ذكر الاختلاف والشقاق وإن يكن ظننت أنه كائن لانه قلما قال شيئا إلا رأيته ثم نزفه الدم فهمسوا بينهم حتي خشيت أن يبايعوا رجلا منهم فقلت إن أمير المؤمنين حى بعد ولا يكون خليفتان ينظر أحدهما إلى الآخر فقال احملوني فحملناه فقال تشاوروا ثلاثا ويصلي بالناس صهيب قالوا من نشاور يا أمير المؤمنين قال شاوروا المهاجرين والانصار وسراة من هنا من الاجناد ثم دعا بشربة من لبن فشرب فخرج بياض اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال الآن لو أن لى الدنيا كلها لافتديت بها من هول المطلع وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا فقال ابن عباس وإن قلت فجزاك الله خيرا أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة فلما أسلمت كان اسلامك عزا وظهر بك الاسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهاجرت إلى المدينة فكانت هجرتك فتحا ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين من يوم كذا ويوم كذا ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض فوازرت الخليفة بعده على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت بمن أقبل على من أدبر حتى دخل الناس في الاسلام طوعا وكرها ثم قبض الخليفة وهو عنك راض ثم وليت بخير ما ولى الناس مصر الله بك الامصار وجبى بك الاموال ونفى بك العدو وأدخل الله بك على كل أهل بيت من توسعتهم في دينهم وتوسعتهم في أرزاقهم (1) في نسخة " إليه " . (2) في نسخة " ملا من الناس " (3) في نسخة " الا وهم يبكون "
[ 76 ]
ثم ختم لك بالشهادة فهنيئا لك فقال والله إن المغرور من تغرونه ثم قال أتشها لى يا عبدالله عند الله يوم القيامة فقال نعم فقال اللهم لك الحمد ألصق خدى بالارض يا عبدالله بن عمر فوضعته من فخذي على ساقي فقال ألصق خدى بالارض فترك لحيته وخده حتى وقع بالارض فقال ويلك وويل أمك يا عمر إن لم يغفر الله لك يا عمر ثم قبض رحمه الله فلما قبض أرسلوا إلى عبدالله بن عمر فقال لا آتيكم إن لم تفعلوا ما أمركم به من مشاورة المهاجرين والانصار وسراة من هنا من الاجناد قال الحسن وذكر له فعل عمر عند موته وخشيته من ربه فقال هكذا المؤمن جمع احسانا وشفقة والمنافق جمع أساءة وغرة والله ما وجدت فيما مضى ولا فيما بقى عبدا ازداد احسانا إلا ازداد مخافة وشفقة منه ولا وجدت فيما مضى ولا فيما بقى عبدا ازداد أساءة الا ازداد غرة . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن أبى رافع قال كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة وكان يصنع الارحا وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل على غلتي وكلمه يخفف عنى فقال له عمر اتق الله وأحسن إلى مولاك ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف فغضب العبد وقال وسع الناس كلهم عدله غيرى فأضمر على قتله فاصطنع خنجرا له رأسان وشحذه وسمه ثم اتى به الهرمزان فقال كيف ترى هذا قال ارى انك لا تضرب به احدا الا قتلته قال فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة حتى قام ورأى عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول أقيموا صفوفكم كما كان يقول قال فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا فهلك منهم سبعة وفرق منهم ستة وجعل يذهب إلى منزله وضاج الناس حتى كادت تطلع الشمس فنادى عبدالرحمن بن عوف يا أيها الناس الصلاة الصلاة الصلاة قال وفزعوا إلى الصلاة وتقدم عبدالرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين من القرآن فلما مضى قضى الصلاة توجهوا فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتى بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين فقال إن يكن القتل بأسي فقد قتلت فجعل الناس
[ 77 ]
يثنون عليه يقولون جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين كنت وكنت ثم ينصرفون ويجئ قوم آخرون فيثنون عليه فقال عمر أما والله على ما يقولون وددت أن خرجت منها كفافا لا على ولا لي وان صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لى فتكلم عبدالله بن عباس فقال والله لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته خير ما صحبه صاحب كنت له وكنت له وكنت له حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ثم صحبت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت فوليتها بخير ما وليها وال كنت تفعل وكنت تفعل فكان عمر يستريح إلى حديث ابن عباس فقال عمر يا ابن عباس كرر على حديثك فكرر عليه فقال عمر أما والله على ما يقولون لو أن لى طلاع الارض (1) ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع قد جعلتها شورى في ستة عثمان وعلى وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن ابى وقاص وجعل عبدالله بن عمر معهم مشيرا واجلهم ثلاا وامر صهيبا ان يصلى بالناس . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن طارق بن شهاب قال قالت ام ايمن يوم قتل عمر اليوم وهي الاسلام . رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن ابى مريم وهو ضعيف . وعن زبد بن وهب قال اتى عبدالله يعنى ابن مسعود رجلان وأنا عنده فقالا يا ابا عبدالرحمن كيف تقرأ هذه الآية فقرأها عليه عبدالله فقال الرجل ان ابا حكيم أقرأنيها كذا وكذا وقرأ الآخر فقال من اقرأكها فقال عمر فقال عبدالله اقرأ كما اقرأك عمر ثم بكى عبدالله حتى رأيت دموعه تحدر في الحصى ثم قال ان عمر كان حصنا حصينا على الاسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه وان الحصن اصبح قد اسلم فالناس يخرجون منه ولا يدخلون ، وزاد في رواية قال عبد الله ما اظن اهل بيت من المسلمين لم يدخل عليه حزن يوم اصيب عمر الا اهل بيت سوء ان عمر كان اعلمنا بالله واقرأنا لكتاب الله وافقهنا في دين الله اقرأها فو الله فهي ابين من طريق السيلحين ، وفى رواية وكان يعنى عمر إذا سلك طريقا وجدناه سهلا فإذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر كان فضل ما بين الزيادة والنقصان والله (1) أي ما يملاها حتي يطلع عنها ويسيل .
[ 78 ]
لوددت اني اخدم مثله حتى اموت . رواه الطبراني بأسانيد ورجال احدها رجال الصحيح . وعن عبدالله ايضا قال إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر إن اسلام عمر كان نصرا وان إمارته كانت فتحا وايم الله ما اعلم على وجه الارض احدا (1) الا وجد فقد عمر حتى العضاة وايم الله اني لا حسب بين عينيه ملكا يسدده وايم الله اني لاحسب الشيطان يفرق (2) منه ان يحدث في الاسلام حدثا فيرد عليه عمر وايم الله لو اعلم كلبا يحب عمر لاحببته ، وفي رواية لقد احببت عمر حتى لقد خفت الله ووددت انى كنت خادما لعمر حتى اموت ، وفى رواية لو ان عمر احب كلبا كان احب الكلاب إلى ، وفى رواية لقد خشيت الله في حبى عمر . رواه الطبراني من طرق وفى بعضها عاصم بن أبى النجود وهو حسن الحديث ، وبقية رجالهما رجال الصحيح وبعضها منقطع الاسناد ورجالها ثقات . وعن ابن مسعود أن سعيد بن زيد قال يا أبا عبدالرحمن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين هو قال في الجنة قال توفى أبو بكر فأين هو قال ذاك الاواه عند كل خير يبتغي قال توفى عمر فأين هو قال إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن ابن عمر قال لما طعن عمر أرسلوا إلى طبيب فجاء رجل من الانصار فسقاه لبنا فخرج اللبن من الطعنة التى تحت السرة فقال له الطبيب اعهد عهدك فلا أراك تمسى فقال صدقتني . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن يسار قال شهدت موت عمر بن الخطاب فانكسفت الشمس يومئذ . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عروة بن الزبير قال لما قتل عمر محا الزبير إسمه من الديوان . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن المسور بن مخرمة قال ولى عمر عشر سنين ثم توفى . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن ابن عباس أن عمر بن الخطاب مات وهو ابن ست وستين سنة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن قتادة قال قتل عمر وهو ابن إحدى وستين . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن ابن شهاب قال مات عمر وهو على رأس خمس وخمسين . وعن سالم ابن عبدالله ان عمر قبض وهو ابن خمس وخمسين . رواه الطبراني ورجاله (1) في نسخه " شيئا " . (2) أي يخاف .
[ 79 ]
ثقات . وعن ابن عمر قال توفى عمر وهو ابن خمس وخمسين وقال أسرع الي الشيب من قبل أخوالى بني المغيرة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن سعد الانصاري قال دفن عمر يوم الاربعاء لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين . رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف . وعن الليث ابن سعد قال قتل أمير المؤمنين عمر مصدر الحاج وذلك في سنة ثلاث وعشرين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى بكر بن أبى شيبة قال توفى عمر سنة ثلاث وعشرين وكانت خلافته عشر سنين . وعن عمرو بن على قال يقال قتل عمر وهو ابن ثلاث وستين والثبت انه كان ابن ثمان وخمسين . رواه الطبراني . وعن يحيى بن بكير قال استخلف عمر في رجب سنة ثلاث عشرة وقتل في عقب ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين فأقام ثلاثة أيام بعد الطعنة ومات في آخر ذى الحجة وصلى عليه صهيب وولى غسله ابنه عبدالله وكفنه في خمسة أثواب ودفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن يوم الاربعاء لتسع بقين من ذى الحجة وقال بعض الناس مات من يومه وكان سنة يوم توفى فيما سمعت مالك بن أنس يذكر أنه بلغ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين وبعض الناس يقول لتسع وخمسين وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر وأياما . رواه الطبراني . وعن معروف بن أبى معروف قال لما توفى عمر سمعت صوتا : ليبك على السلام من كان باكيا * فقد أوشكوا هلكا وما قدم العهد وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها * وقد ملها من كان يوقن بالوعد رواه الطبراني . * (باب ما جاء في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه) * (باب نسبه) قال مصعب بن عبدالله الزبيري : عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر يكنى أبا عمرو ويقال أبا عبدالله ، وأم عثمان بن عفان أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم أم حكيم بنت عمرو بن عايد بن عمران
[ 80 ]
ابن مخزوم وهى جدة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب صفته رضي الله عنه) عن اسامة بن زيد قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بصحفة فيها لحم فدخلت عليه ورقية جالسة فما رأيت اثنين احسن منهما فجعلت مرة انظر إلى رقية ومرة انظر إلى عثمان فلما رجعت قال لى النبي صلى الله عليه وسلم ادخلت عليهما قلت نعم قال فهل رأيت روجا احسن منهما قلت لا يا رسول الله لقد جعلت مرة انظر إلى رقية ومرة انظر إلى عثمان . رواه الطبراني وقال كان هذا قبل نزول الحجاب ، وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن حزم المازنى قال رأيت عثمان بن عفان فما رأيت قط ذكرا ولا انثى احسن وجها منه . رواه الطبراني وفيه الربيع بن بدر وهو متروك . وعن عبدالله بن شداد بن الهاد قال رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه ازار عدني غليظ ثمنه اربعة دراهم أو خمسة وريطة كوفية ممشقة ضرب اللحم طويل اللحية حسن الوجه . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن موسى بن طلحة قال كان عثمان يوم الجمعة يتوكأ على عصا وكان اجمل الناس عليه ثوبان اصفران ازار ورداء حتى يأتي المنبر فيجلس عليه . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عون القارى قال رأيت عثمان ابن عفان ابيض اللحية . رواه الطبراني وفيه من لم اعرفه . وعن ابن ابى ذئب عن عبدالرحمن بن سعد قال رأيت عثمان بن عفان اصفر اللحية . رواه الطبراني عن مقدام بن داود وهو ضعيف . وعن أم موسى قالت كان عثمان من اجمل الناس . رواه عبدالله ورجاله رجال الصحيح غير ام موسى وهى ثقة . وعن الحسن بن ابى الحسن قال دخلت المسجد فإذا انا بعثمان بن عفان متكئ على ردائه فاتاه سقا ان يختصمان إليه فقضى بينهما ثم اتيته فنظرت إليه فإذا رجل حسن الوجه بوجهه نكتات جدري وإذا شعره قد كسا ذراعيه . رواه عبدالله وفيه أبو المقدام هشام بن زياد وهو متروك . (باب هجرته رضي الله عنه) عن انس قال خرج عثمان مهاجرا إلى ارض الحبشة ومعه رقية بنت رسول
[ 81 ]
الله صلى الله عليه وسلم واحتبس على النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فكان يخرج يتوكف (1) عنهم الخبر فجاءته امرأة فاخبرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عثمان لاول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط . رواه الطبراني وفيه الحسن بن زياد البرجمي ولم اعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان بين عثمان ورقية ولوط من مهاجر يعنى انهما اول من هاجر إلى الحبشة . رواه الطبراني وفيه عثمان بن خالد العثماني وهو متروك . (باب ما جاء في خلقه رضى الله عنه) عن عبدالرحمن بن عثمان القرشى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته وهى تغسل رأس عثمان فقال يا بنية أحسنى إلى ابى عبدالله فانه اشبه اصحابي بى خلقا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابى هريرة قال دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة عثمان وفى يدها مشط فقالت خرج من عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا رجلت رأسه فقال كيف تجدين ابا عبدالله قلت بخير قال فأكرميه فانه من اشبه اصحابي بى خلقا . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبدالله يروي عن المطلب ولم اعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب في حيائه رضى الله عنه) * عن ابن ابى اوفى قال استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وجارته تضرب بالدف فدخل ثم استأذن عمر ودخل ثم استأذن عثمان فأمسكت قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عثمان رجل حيى . رواه أحمد عن رجل من بجيلة عن ابن أبى اوفى ولم يسم الرجل ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حفصة بنت عمر قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فوضع ثوبه بين فخذيه فجاء ابو بكر فاستأذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته ثم جاء عمر يستأذن فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيئته وجاء ناس من اصحابه فأذن لهم وجاء على فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم على هيأته ثم جاء عثمان بن عفان فستأذن فتجلل ثوبه فأذن له (1) اي يسأل ويتوقع . (8 ثالث مجمد الزوائد)
[ 82 ]
فتحدثوا ساعة خرجوا فقلت يا رسول الله دخل أبو بكر وعمر وعلى وناس من اصحابك وانت على هيأتك لم تحرك فلما دخل عثمان تجللت ثوبك قال الا استحيى ممن تستحيى منه الملائكة . رواه احمد والطبراني في الكبير والاوسط وابو يعلى باختصار كثير واسناده حسن . وعن عبدالله بن عمر قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعائشة جالسة وراءه إذ استأذن أبو بكر فدخل ثم استأذن عمر فدخل ثم استأذن على فدخل ثم استأذن سعد بن ملك فدخل ثم استأذن عثمان ابن عفان فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث كاشفا عن ركبتيه فمد ثوبه على ركبتيه وقال لامرأته استأخري عنى فتحدثوا ساعة ثم خرجوا فقالت عائشة فقلت يا رسول الله دخل عليك اصحابك فلم تصلح ثوبك ولم تؤخرني عنكك حتى دخل عثمان قال الا استحيى ممن تستحيى منه الملائكة والذي نفس محمد بيده ان الملائكة لتستحيى من عثمان كما تستحيى من الله ورسوله ولو دخل وأنت قريبة منى لم يرفع رأسه ولم يتحدث حتى يخرج . رواه أبو يعلى والطبراني وفيه ابراهيم بن عمر ابن ابان وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت وعليه ازار فطرحه بين رجليه وفخذاه خارجتان فجاء أبو بكر يستأذن عليه فأذن له ثم جاء عمر فأذن له فدخل ثم جاء عثمان فأذن له فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام متسرعا حتى دخل البيت فشق ذلك على عائشة فلما خرج القوم قالت يا رسول الله دخل ابو بكر وعمر فلم تغير عن حالك فلما دخل عثمان قمت فقال يا عائشة الا استحيى ممن تستحيى منه الملائكة ان الملائكة لتستحيى من عثمان . رواه الطبراني والبزار باختصار كثير وفيه النضر أبو عمر وهو متروك . وعن زيد بن خالد قال وقف علينا زيد بن ثابت يوم الدار فقال الا تستحيون ممن تستحيى منه الملائكة قلت وما ذاك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مربى عثمان وعندي ملك من الملائكة فقال شهيد يقتله قومه انا لنستحيى منه قال بدر فاصرفنا عنه عصابة من الناس . رواه الطبراني وفيه محمد بن اسماعيل الوساوسى وكان يضع الحديث . وعن الحسن وذكر عثمان وشدة حيائه قال ان كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء ان يقيم صلبه . رواه احمد ورجاله ثقات .
[ 83 ]
* (باب تزويجه رضى الله عنه) * عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عزوجل أوحى إلى ان ازوج كريمتي من عثمان . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره . وعن ابى هريرة قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر ابنته الثانية التى كانت عند عثمان فقال الا ابا ايم الا اخا ايم يزوجها عثمان فلو كن عشرا لزوجتهن عثمان وما زوجته ال بوحي من السماء . رواه الطبراني في حديث طويل وفيه عبدالرحمن بن ابى الزناد وهو لين ، وبقية رجاله ثقات (1) . وعن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زوجني ابنته الاخرى لو ان عندي عشرا لزوجتكهن واحدة بعد واحدة فانى عنك راض . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن زكريا الغلابي قال ابن حبان في الثقات يعتبر بحديثه إذا روى عن الثقات وقد ضعفه الجمهور وروى هذا عمن لم أعرفه . وعن عصمة قال لما ماتت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تحت عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجوا عثمان لو كانت عندي ثالثة لزوجته وما زوجته الا بوحي من الله عزو جل . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن ام عياش قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما زوجت عثمان ام كلثوم الا بوحي من السماء . رواه الطبراني في الكبير والاوسط واسناده حسن لما تقدمه من الشواهد . وعنها قالت ولدت رقية لعثمان غلاما فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله وكى عثمان بابى عبدالله . رواه الطبراني باسناد الذي قبله . قلت ويأتى حديث عائشة وغيرها في تزويجه بعد . * (باب فيما كان من أمره في غزوة بدر والحديبية وغير ذلك) * عن شقيق قال لقى عبدالرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد مالى أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان قال أبلغه عنى أنى لم أفر يوم عينين قال عاصم يوم أحد ولم أتخلف عن بدر ولم أترك سنة عمر قال فانطلق فخبر ذلك عثمان قال فقال أما قوله انى لم أفر يوم عينين فكيف يعيرنى (1) وفى نسخة " وثقوا " .
[ 84 ]
بذنب قد عفا الله عنه قال الله تعالى (إن الذين تولوا عنكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم) وأما قوله إنى لم أتخلف عن بدر فانى كنت أمرض رقية بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فقد شهدو أما قوله إنى أترك سنة عمر فانى لا أطيقها أنا ولا هو فائنه فحدثه بذلك . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم عليها فانه لا بد لها منى أو منك وأنت أحق فخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فلما فتح الله عليه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشره ان الله قد أتم عدتهم بك قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الاوسط وفيه مجالد بن سعيد وقد وثق على ضعفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عروة قال عثمان ين عفان تخلف بالمدينة على امرأته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معزة وجعة فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه قال وأجرى يا رسول الله قال وأجرك . رواه الطبراني وهو مرسل حسن الاسناد . وعن سلمة ابن الاكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث عثمان إلى أهل مكة فبايع أصحابه بيعة الرضوان بايع لعثمان باحدى يديه على الاخرى فقال الناس هنيئا لابي عبدالله يطوف بالبيت آمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو مكث كذا وكذا ما طاف بالبيت حتى أطوف . رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن عثمان قال خلفنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدر وضرب لى بسهم وقال عثمان في بيعة الرضوان فضرب لى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيمينه على شماله وشمال رسول الله خير من يمينى . رواه البزار عن شيخه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن سعيد بن المسيب قال رفع عثمان صوته على عبدالرحمن بن عوف فقال له لاى شئ ترفع صوتك على وقد شهدت بدرا ولم تشهد وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تبايع وفررت يوم أحد ولم أفر فقال له عثمان أما قولك أنك شهدت بدرا ولم أشهد فان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني على ابنته وضرب لى بسهم واعطاني اجري واما
[ 85 ]
قولك بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ابايع فان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنى إلى أناس من المشركين وقد علمت ذلك فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال هذه لعثمان بن عفان فشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني وأما قولك فررت يوم أحد ولم أفر فان الله تبارك وتعالى قال (ان الذين تولوا منكم يوم النقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم) فلم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه . رواه البزار وإسناده حسن وقد تقدمت له طريق في هذا الباب وغيره . * (باب اعانته في جيش العسرة وغيره) * عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى لحما فقال من بعث بهذا قلت عثمان قالت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان . رواه البزار واسناده حسن . وعن عبدالرحمن بن عوف انه شهد ذلك حين اعطى عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جهز به جيش العسرة وجاء بسبعمائة أوقية ذهب . رواه ابو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن عمر بن ابان وهو ضعيف . وعن انس قال جاء عثمان بن عفان بدنانير فالقاها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول ما على عثمان ما فعل بعد هذا اليوم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن صالح الرامهرمزى وهو ضعيف . وعن ابى مسعود قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فاصاب الناس جهد حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق فعلم عثمان ان الله ورسوله سيصدقان فاشترى عثمان اربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام فوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها بتسعة فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هذا قال اهدى اليك عثمان فعرف الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم والكآبة في وجوه المنافقين فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه حتى رؤى بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعته دعا لاحد قبله ولا بعده اللهم اعط عثمان اللهم افعل بعثمان . رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف . ورواه في الاوسط وفيه رؤيا رآها الحسن بن على رضى الله عنهما وتأتى ان شاء الله .
[ 86 ]
* (باب ما عمل من الخير من الزيادة في المسجد وغير ذلك) * عن ابى المليح عن ابيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب البقعة التى زيدت في مسجد المدينة وكان صاحبها من الانصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لك بها بيت في الجنة فقال لا فجاء عثمان فقال له لك بها عشرة آلاف درهم فاشتراها منه ثم جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اشتر مني البقعة التى اشتريتها من الانصاري فاشتراها منه ببيت في الجنة فقال عثمان فانى اشتريتها بعشرة آلاف درهم فوضع النبي صلى الله عليه وسلم لبنة ثم دعا ابا بكر فوضع لبنة ثم دعا عمر فوضع لبنة ثم جاء عثمان فوضع لبنة ثم قال للناس ضعوا فوضعوا . رواه الطبراني وفيه زياد بن ابى المليح وهو ضعيف . (باب فيما كان فيه من الخير) عن عثمان بن عفان قال لقد اختبأت عند ربى عشرا انى لرابع اربعة في الاسلام وما تعنيت ولا تمنيت ولا وضعت يمينى على فرجى منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما مرت على جمعة منذ اسلمت الا وانا اعتق فيها رقبة الا ألا يكون عندي فاعتقها بعد ذلك ولا زنيت في جاهلية ولا اسلام . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف ، وقال ابن دقيق العيد في الامام وقد وثق . * (باب كتابته الوحى) * عن عمر بن ابراهيم اليشكرى قال سمعت امى تحدث ان امها انطلقت إلى البيت حاجة والبيت يومئذ له بابان قالت فلما قضيت طوافي دخلت على عائشة قالت فقلت لها يا أم المؤمنين ان بعض بنيك بعث يقرئك السلام وان الناس قد اكثروا في عثمان فما تقولين فيه فقالت لعن الله من لعنه لعن الله من لعنه لا احسبها الا قالت ثلاث مرات لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند فخذه إلى عثمان وانى لامسح العرق عن جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الوحى ينزل عليه ولقد زوجه ابنتيه احداهما بعد الاخرى وانه ليقول اكتب عثيم قالت ما كان الله عزوجل لينزل عبدا من نبيه بتلك المنزلة الا عبد كريم عليه ، وفى رواية وهو مسند ظهره إلى . رواه احمد والطبراني في الاوسط إلا انه قال عن أم كلثوم بنت ثمامة الحنطي
[ 87 ]
أن أخاها المخارق بن ثمامة الحنطى قال لها ادخلي على عائشة فأقرئيها منى السلام فدخلت عليها فقالت إن بعض بنيك يقرئك السلام قالت عائشة وعليه ورحمة الله قلت ويسئلك أن تحدثيه عن عثمان بن عفان فان الناس قد أكثروا فيه عندنا حين قتل قالت أما أنا فاشهد أن عثمان بن عفان في هذا البيت ونبى الله صلى الله عليه وسلم وجبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة قائظة وكان إذا نزل عليه الوحى ينزل عليه ثقله بقول الله جل ذكره (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) فذكر نحوه (1) وأم كلثوم لم أعرفها ، وبقية رجال الطبراني ثقات . * (باب موالاته رضى الله عنه) * عن جابر قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت في نفر من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبى وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينهض كل رجل إلى كفئه ونهض النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان فاعتقه وقال أنت ولي في الدنيا وولي في الآخرة . رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن زيد وهو ضعيف جدا . وعن عبيد الحميرى قال كنت عند عثمان حين حوصر فقال هاهنا طلحة فقال طلحة نعم فقال نشدتك الله أما علمت أنا كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ليأخذ كل رجل منكم يد جليسه فأخدت بيد فلان واخذ فلان بيد فلان حتى أخذ كل رجل بيد صاحبه وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدى وقال هذا جليسى في الدنيا وولي في الآخرة فقال اللهم نعم . رواه البزار وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك قيل فيه كذاب وقيل فيه مستقيم الحديث وقد ضعفه الائمة أحمد وغيره . (باب جامع في فضله وبشارته بالجنة) عن ابن عمر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصافحه فلم ينزع النبي صلى الله عليه وسلم يده من يد الرجل حتى انتزع الرجل يده ثم قال له يا رسول الله جاء عثمان قال امرؤ من أهل الجنة . رواه الطبراني (1) في نسخة " فذكره بنحوه " .
[ 88 ]
في الاوسط والكبير وإسناده حسن . وعن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عثمان في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن يحيى التيمي وهو كذاب . وعن ابن عباس أن أم كلثوم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله زوج فاطمة خير من زوجي فأسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال زوجك يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله وأزيدك لو قد دخلت الجنة فرأيت منزلة لم ترى أحدا من أصحابي يعلوه في منزله . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله وثقوا وفيهم خلاف . وعن عبيدالله بن عدي ابن الخيار أن عثمان بن عفان قال له يا ابن أخي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا ولكن خلص إلى من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها قال فتشهد ثم قال أما بعد فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق فكنت فيمن استجاب لله ولرسوله وآمن بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ثم هاجرت الهجرتين كما قلت ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عزوجل . ورجاله رجال الصحيح . * (باب أفضليته رضى الله عنه) * عن النزال بن سبرة قال لما استخلف عثمان قال عبدالله بن مسعود أمرنا خير من بقي ولم نألو ، وفى رواية ما ألونا عن أعلاها ذا فوق . رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح . (باب فيما كان من أمره ووفاته رضي الله عنه) عن عبدالله بن حوالة قال أتيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة (1) وعنده كاتب يملى عليه فقال ألا أكتبك يا ابن حوالة قلت لا أدري ما خار الله لى ورسوله فاعرض عنى وقال اسماعيل مرة فأكب يملى عليه ثم قال أنكتبك يا ابن حوالة قلت ما أدرى ما خار الله لى ورسوله فأعرض عنى وأكب على كاتبه يملى عليه قال فنظرت فإذا في الكتاب عمر فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير ثم قال أنكتبك يا ابن حوالة قلت نعم قال ابن حوالة كيف (1) الدومة : شجرة عظيمة ، وقيل شجرة المقل .
[ 89 ]
تفعل في فتن نخرج من أطراف الارض كأنها صياصيى بقر (1) قلت لا أدرى ماخار الله لى ورسوله قال اتبعوا هذا ورجل مقفى حينئذ فانطلقت فسعيت فأخذت بمنكبه فاقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت هذا قال نعم فإذا هو عثمان بن عفان . رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . وعن جبير ابن نفير قال بينا نحن معسكر بن مع معاوية بعد قتل عثمان فقام مرة بن كعب البهزى فقال أنا والله لو لا شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت هذا المقام فلما سمع معاوية ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس الناس قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ مر بنا عثمان بن عفان مترجلا معدقا ففال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخرجن فتنة من تحت رجلي أو من تحت قدمي هذا ومن اتبعه يومئذ على الهدى فقمت حتى أخذت بمنكبي عثمان حتى بينته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هذا قال نعم هذا ومن اتبعه يومئذ على الهدى فقام عبدالله بن حوالة لازدى من عند المنبر فقال أنك لصاحب هذا قال نعم قال أما والله إني حاضر ذلك المجلس ولو كنت أعلم ان لي في الجيش مصدقا لكنت أول من تكلم به قلت حديث مرة رواه الترمذي رواه الطبراني ورجاله وثقوا . وعن عبدالله بن عمر قال أبو بكر الصديق أصبم اسمه عمر قرن من حديد عثمان ذو النورين أصبم اسمه قتل مظلوما أوتى كفلين من الاجر . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير عقبة ابن أوس وهو ثقة . وعن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت قاعدة وعائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددت أن معى بعض أصحابي نتحدث فقال عائشة أرسل إلى أبى بكر يتحدث معك قال لا قالت حفصة أرسل إلى عمر يتحدث معك قال لا ولكن أرسل إلى عثمان فجاء عثمان فدخل ففامتا فأرختا الستر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان إنك مقتول مستشهد فاصبر صبرك الله ولا تخلعن قميصا (1) أي قرونها ، شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الامر فيها ، وكل شئ امتنع به وتحصن به فهو صيصة . (9 تاسع مجمع الزوائد)
[ 90 ]
قمصكه الله عزوجل ثنتى عشرة سنة وستة أشهر حتى تلقى الله وهو عنك راض قال عثمان إن دعا النبي صلى الله عليه وسلم لى بالصبر فقال اللهم صبره فخرج عثمان فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبرك الله فانك سوف تستشهد وتموت وأنت صائم وتفطر معى ، قال إبراهيم وحدثني أبى عن عبدالرحمن بن أبى بكر عن عائشة حدثته مثل ذلك . رواه أبو يعلى واللفظ له ، وفى إسناد أبى يعلى إبراهيم بن عمر ابن عثمان العثماني وهو ضعيف . وعن أبى عبدالله الجسرى قال دخلت على عائشة وعندها حفصة بنت عمر فقالت لى هذه حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقبلت عليها فقالت أنشدك الله أن تصدقيني بكذب أو تكذبينى بصدق تعلمين أنى كنت أنا وأنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمى عليه فقلت لك أترينه قد قبض قلت لا أدرى ثم أفاق قال افتحوا له الباب ثم أغمي عليه فقلت لك أترينه قد قبض قلت لا أدرى ثم أفاق قال افتحوا له الباب فقلت لك أبى أو أبوك قلت لا أدرى ففتحنا له الباب فإذا عثمان بن عفان فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال ادنه فأكب على فساره بشئ لا أدري أنا وأنت ما هو ثم رفع رأسه فقال أفهمت ما قلت لك قال نعم قال ادنه فأكب عليه أخرى مثلها فساره بشئ لا ندرى ما هو ثم رفع رأسه فقال أفهمت ما قلت لك قال نعم قال ادنه فأكب عليه إكبابا شديدا فساره بشئ ثم رفع رأسه فقال أفهمت ما قلت لك قال سمعته أذناى ووعاه قلبى فقال له أخرج قال فقالت حفصة اللهم نعم أو قالت اللهم صدق قلت لعائشة وحدها حديث عند ابن ماجه بغير هذا السياق رواه كله أحمد والطبراني في الاوسط بنحوه وزاد فقال يا عثمان عسى أن يقمصك الله قميصا فان أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه ثلاث مرات فقال لها النعمان بن بشير يا أم المؤمنين أين كنت عن هذا الحديث فقالت نسيته ورب الكعبة حتى قنل الرجل ، وفى رواية عند الطبراني أيضا فما فجأنى الا وعثمان جاث على ركبتيه قائلا أظلما وعدوانا يا رسول الله فحسبت أنه أخبره بقتله . وأحد إسنادى الطبراني حسن . وعن محمد بن سيرين أن رجلا بالكوفة شهد أن عثمان بن عفان قتل شهيدا فأخذته الزبانية فرفعوه إلى على وقالوا لو لا أن تنهانا أو نهينا ألا نقتل أحدا لقتلناه زعم أنه يشهد أن عثمان رضى الله عنه قتل شهيدا فقال
[ 91 ]
الرجل لعلى وأنت تشهد أنه شهيدا أتذكر أنى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فاعطاني وأتيت أبا بكر فسألته فأعطاني وأتيت عمر فسألته فاعطاني وأتيت عثمان بن عفان فسألته فاعطاني قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ادع الله أن يبارك لى فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف لا يبارك لك وأعطاك نبى وصديق وشهبدان وأعطاك نبي وصديق وشهبدان وأعطاك نبى وصديق وشهبدان . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أسلم مولى عمر قال شهدت عثمان يوم حاصر في موضع الجنائز ولو ألقى حاجر لم يقع إلا على رأس رجل فرأت عثمان أشرف من الخوخة النى مقام جبريل عليه السلام فقال يا أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال يا أيها الناس أفيكم طلحة فسكتوا ثم قال يا أيها الناس أفيكم طلحة فقام طلحة بن عبيد الله فقال له عثمان أراك هاهنا ما كنت أرى أنك في جماعة قوم يسمعون ندائى آخر ثلاث مرات ثم لا تجبني أنشدك الله يا طلحة أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيرى وغيرك قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طلحة إنه ليس من نبي الا معه من أصحابه رفيق من أمته في الجنة وان عثمان بن عفان هذا يعنينى رفيقي في الجنة قال طلحة اللهم نعم ثم انصرف قلت روى النسائي بعضه باسناد منقطع رواه عبدالله وأبو يعلى في الكبر والبزار وفى اسناد عبدالله والبزار أبو عبادة الزرقى وهو متروك وأسقطه أبو يعلي من السند والله أعلم . وعن عبدالله بن أبي رافع عن أمه قال خرجت الصعبة بنت الحضرمي فسمعناها تقول لابنها طلحة بن عبيد الله إن عثمان قد اشتد حصره فلو كلمت فيه حتى يرفه (1) عنه قال وطلحة يغسل أحد شقى رأسه فلم يحيها فأدخلت يديها في كم درعها فاخرجت ثدييها فقالت أسئلك مما حملتك وأرضعتك إلا فعلت فقام ولوى شق شعر رأسه حتى عقده وهو مغسول ثم خرج حتى أتى عليا وهو جالس في جنب داره فقال طلحة ومعه أمه وأم عبدالله بن أبى رافع لو رفهت الناس عن هذا فقد اشتد حصره فقال والله ما أحب من هذا شيئا يكرهه . (1) أي ينفس ويخفف عنه
[ 92 ]
رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عبدالله بن سلام أنه قال حين هاج الناس في أمر عثمان أيها الناس لا تقتلوا هذا الشيخ واستعتبوه فانه لن تقتل أمة نبيها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء سبعين ألفا منهم ولن تقتل أمة خليفتها فيصلح أمرهم حتى يهراق دماء أربعين الفا منهم فلم ينظروا فيما قال وقتلوه فجلس لعلى في الطريق فقال أين تريد فقال أريد أرض العراق قال لا تأتى العراق وعليك بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثب به أناس من أصحاب على وهموا به فقال علي دعوه فانه منا أهل البيت فلما قتل على قال عبدالله بن معقل هذه رأس الاربعين وسيكون على رأسها صلح ولن تقتل أمة نبيها الا قتل بن سبعون الفا ولن تقتل أمة خليفتها الا قتل به أربعون الفا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبدالله بن سلام استأذن على الحجاج بن يوسف فاذن له فدخل وسلم وأمر رجلين مما يلى السرير أن يوسعاله فاوسعا له فجلس فقال له الحجاج لله أبوك أتعلم حديثا حدثه أبوك عبدالملك بن مروان عن جدك عبدالله بن سلام قال فأى حديث رحمك الله فرب حديث ، قال حديث المصريين حين حصروا عثمان قال قد علمت ذلك الحديث أقبل عبدالله بن سلام وعثمان محصور فانطلق فدخل عليه فوسعوا له حتى دخل فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال وعليك السلام ما جاء بك يا عبدالله بن سلام قال جئت (1) لاثبت حتى استشهد أو يفتح الله لك ولا أرى هؤلاء القوم إلا قاتلوك فان يقتلوك فذاك خير لك وشر لهم ففال عثمان اسئلك بالذى لى عليك من الحق لما خرجت إليهم خير يسوقه الله بك وشر يدفعه بك الله فسمع وأطاع فخرج عليهم فلما رأوه اجتمعوا وظنوا أنه قد جاءهم بعض ما يسرون به فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا يبشر بالجنة من أطاعه وينذر بالنار من عصاه وأظهر من اتبعه على الدين كله ولو كره المشركون ثم اختار له المساكن فاختار له المدينة فجعلها دار الهجرة وجعلها دار الايمان فو الله ما زالت الملائكة حافين بالمدينة مذ قدمها رسول الله (1) في نسخة " قد جئت " .
[ 93 ]
صلى الله عليه وسلم إلى اليوم وما زال سيف الله مغمودا عنكم مذ قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم ثم قال إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق فمن اهتدى فانما يهتدي بهدى الله ومن ضل فانما يضل بعد الببان والحجة وإنه لم يقتل نبى فيما مضى إلا قتل به سبعون ألف مقاتل كلهم يقتل به ولا قتل خليفة قط إلا قتل به خمسة وثلاثون ألف مقاتل كلهم بقتل به فلا تعجلوا على هذا الشيخ بقتل فو الله لا يقتله رجل منكم إلا لقى الله يوم القيامة ويده مقطوعة مشلولة واعلموا أنه ليس لولد على والد حق إلا ولهذا الشيخ عليكم مثله قال فقاموا فقالوا كذبت اليهود كذبت اليهود فقال كذبتم والله وأنتم آممون ما أنا ببهودى وإن لاحد المسلمين بعلم الله بذلك ورسوله والمؤمنون وقد أنزل الله في القرآن (قل كفى الله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقد أنزل الآية الاخرى (قل ارأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم) قال فقاموا فدخلوا على عثمان فذبحوه كما يذبح الحلان قال شعيب فقلت لعبد الملك بن عمير ما الحلان قال الحمل قال وقد قال عثمان لكثير بن الصلت يا كثير انا والله مقتول غدا قال بل يعلى الله كعبك ويكبت عدوك قال ثم أعادها الثالثة فقال مثل ذلك قال عم تقول يا أمير المؤمنين قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر فقال لى يا عثمان أنت عندنا غدا وأنت مقتول غدا فأنا والله مقتول قال فقتل فخرج عبدالله بن سلام إلى القوم قبل أن يتفرقوا (1) فقال يا أهل مصر يا قتلة عثمان قتلتم أمير المؤمنين أما والله لا يزال عهد منكوث ودم مسفح ومال مقسوم لا سقيتم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن كلتوم الخزاعي قال قال عبدالله يعنى ابن مسعود ما يسرنى ألى رميت عثمان بسهم أخطأه أحسبه قال أريد قتله وأن لى مثل أحد ذهبا . رواه الطبراني وفيه عمران بن عمير ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبي الاسود الديلى قال سمعت أبا بكرة يقول لان أخر من السماء فانقطع أحب إلى من أن أكون شركت في دم عثمان . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الحسن قال أدركت عثمان وأنا يؤمئذ قد ارهقت الحلم فسمعته وهو يخطب وشهدته وهو يقول يا أيها (1) في نسخة زيادة " فقام على رجليه " .
[ 94 ]
الناس ما تنقمون على قال وما من يوم إلا وهم يقسمون فيه خيرا كثيرا يقول يا أيها الناس أغدوا على أعطياتكم فيغدون فيأخذونها وافرة ثم بقال يا أيها الناس أغدوا على كسوتكم فيجاء بالحلل فتقسم بينهم قال الحسن والعدو متقى (1) والعطيات دارة وذات البين حسن والخير كثير ما على الارض مؤمن يخاف مؤمنا من لقى من الاحياء فهو أخوه ومودته ونصرته والفتنة إن سل عليه سيفا . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن الحسن قال حدثنى سياف عثمان أن رجلا من الانصار دخل على عثمان فقال ارجع ابن أخى فلست بقاتلي قال كيف علمت ذلك قال لانه أتى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة قال ثم دخل عليه رجل آخر من الانصار فقال ارجع ابن أخى فلست بقاتلي قال ومما تدرى ذلك قال لانه أتى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة قال ثم دخل عليه محمد ابن أبى بكر فقال أنت قاتلي وما يدريك يا نعتل قال لانه أتى بك النبي صلي الله عليه وسلم يوم سابعك ليحنكك ويدعو لك بالبركة فخريت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوثب على صدره وقبض على لحيته فقال إن تفعل كان يعز على أبيك قال ان تسؤه فوجأه في نحره بمشاقص (2) كانت في يده . رواه الطبراني وفيه سياف عثمان ولم يسم ، وبقية رجاله وثقوا . وعن أبى سلمة بن عبدالرحمن قال لما ضرب الرجل يد عثمان قال إنها لاول يد خطت المفصل . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن زيد بن أبى حبيب أن عامة الركب الذين ساروا إلى عثمان جنوا . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن محمد بن مسكين قال قالت امرأة عثمان حين أطافوا به تريدون قتله إو تقتلوه أو تتركوه فانه كان يحيى الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن الشعبى قال لقى مسروق الاشر فقال مسروق للاشتر قتلتم عثمان قال نعم قال أما والله لقد قتلتموه صواما قواما قال فانطلق الاشر فاخبر عمارا فأتى عمار مسروقا فقال والله لتجلدن عمارا ولتسيرن أبا ذر ولتحمين الحمى وتفول قتلتموه صواما قواما فقال له مسروق فو الله ما فعلتم واحدة من شيئين ما عوقبتم بمثل ما عوقبتم به وما صبرتم فهو خير للصابرين (1) في الاصل " منفى " . (2) المشقص : نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض .
[ 95 ]
قال فلكأنما ألقمه حجرا قال وقال الشعبى وما ولدت هذانية مثل مسروق . رواه الطبراني وفيه الحسن بن أبى جعفر الجفرى وهو ضعيف لفضلنه . وعن أبى الدرداء قال لا مدينة بعد عثمان ولا رخاء بعد معاوية وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله وعدني باسلام أبى الدرداء فاسلم . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عدى ابن حاتم قال قال رجل لما قتل عثمان لا ينتطح فيها عنزان قلت بلى وتفقأ فيها عيون كثيرة . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن ملك يعنى ابن أنس قال قتل عثمان فأقام مطروحا على كناسة بنى فلان ثلاثا وأتاه اثنا عشر رجلا منهم جدى مالك بن أبى عامر وحويطب بن عبدالعزى وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير وعائشة بنت عثمان معهم مصباح في حق فحملوه على باب وان رأسه تقول على الباب طق طق حتى أتوا البقيع فاختلفوا في الصلاة عليه فصلى عليه حكيم بن حزام أو حويطب بن عبدالعزى شك عبدالرحمن ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بنى مازن فقال لئن دفنتموه مع المسلمين لاخبرن الناس غدا فحملوه حتى أتوا به حش كوكب فلما دلوه في قبره صاحت عائشة بنت عثمان فقال لها ابن الزبير أسكتي فو الله لئن عدت لاضربن الذي فيه عينك فلما دفنوه وسووا عليه التراب قال لها ابن الزبير صيحي ما بدا لك أن تصيحي قال مالك وكان عثمان قبل ذلك يمر بحش كوكب فيقول ليدفن هاهنا رجل صالح . رواه الطبراني وقال الحش البستان ، ورجاله ثقات . وعن سهم بن حبيش وكان ممن شهد قتل عثمان قال فلما أمسينا قلت لئن تركتم صاحبكم حتي يصبح مثلوا به فانطلق به إلى بقيع الغرقد فامكنا له من جوف الليل ثم حملناه وغشينا سواد من خلفنا فهبناهم حتى كدنا أن نتفرق عنه فنادى مناد لا روع عليكم اثبتوا فانا جئنا نشهده معكم وكان ابن حبيش يقول هم والله الملائكة . رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك . وعن فلفة الجعفي قال سمعت الحسن بن على يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام متعلقا بالعرش ورأيت أبا بكر آخذا بحقوى (1) النبي صلى الله (1) الحقو : معقد الازار ، ويسمى به الازار للمجاورة ، ويقال أيضا أخذ بحقو فلان إذا استجار به .
[ 96 ]
عليه وسلم ورأيت عمر آخذا بحقوى أبى بكر ورأيت عثمان آخذا بحقوى عمر ورأيت الدم ينصب من السماء إلى الارض فحدث الحسن بهذا وعنده قوم من الشيعة فقالوا وما رأيت عليا فقال الحسن ما كان أحد أحب إلى أن أراه آخذا بحقوى رسول الله صلى الله عليه وسلم من على ولكنها رؤيا رأيتها فقال أبو مسعود إنكم لتحدثون عن الحسن بن علي في رؤيا رآها وقد كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فاصاب الناس جهد حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق فعلم عثمان ان الله ورسوله سيصدقان فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام فوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منها بتسعة فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ما هذا قالوا أهدى اليك عثمان قال فعرف الفرح في وجوه المسلمين والكآبة في وجوه المنافقين فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه حتى رؤى بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعته دعا لاحد قبله اللهم اعط عثمان اللهم افعل لعثمان . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار وإسناده حسن . وعن الحسن أيضا قال يا أيها الناس رأيت البارحة عجبا في منامي رأيت الرب تعالى فوق عرشه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام عند قائمة من قوائم العرش فجاء أبو بكر فوضع يده على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء عمر فوضع يده على منكب أبى بكر ثم جاء عثمان فكان نبذه فقال رب سل عبادك فيما قتلوني قال فانبعث من السماء ميزابان من دم في الارض قال فقيل لعلى ألا ترى ما يحدث به الحسن قال يحدث بما رأى ، وفى رواية أن الحسن قال لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها فذكر نحوه الا أنه قال ورأيت عثمان واضعا يده على عمر ورأيت دماء دونهم فقلت ما هذا قيل دماء عثمان يطلب الله به . رواه كله أبو يعلى باسنادين وفي أحدهما من لم اعرفه وفى الآخر سفيان بن وكيع وهو ضعيف . وعن مسلم ابى سعيد مولى عثمان بن عفان ان عثمان بن عفان اعتق عشرين عبدا مملوكا ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا اسلام وقال اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام وابو بكر وعمر قالوا لى اصبر فانك تفطر عندنا الفابلة
[ 97 ]
ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه . وراه عبدالله وأبو يعلي في الكبير ورجالهما ثقات . وقد تقدمت لهذا طرق في الفتن . وعن قتادة قال صلى الزبير على عثمان ودفنه وكان أوصى إليه . وراه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك القصة . وعن زهدم الجرمي قال خطبنا ابن عباس فقال لو أن الناس لم يطلبوا بدم عثمان لرجموا بالحجارة من السماء . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجال الكبير رجال الصحيح . وعن عبدالله بن سعيد عن أبيه قال كنا جلوسا عند على بن أبى طالب وعن يمينه عمار بن ياسر وعن يساره محمد بن أبى بكر إذ جاء غراب بن فلان الصدائى فقال يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان فبدره الرجلان فقالا تسأل عن رجل كفر بالله من بعد إيمانه ونافق فقال الرجل لهما لست لكما أسأل ولا إليكما جئت فقال له لست أقول ما قالا فقالا له جميعا فلم قتلناه إذا قال ولى عليكم فأساء الولاية في آخر أيامه وجزعتم فأسأتم الجزع والله إنى لارجو أن أكون أنا وعثمان كما قال الله عزوجل (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) . رواه الطبراني وفيه عبد المنعم بن بشير ولا يحل الاحتجاج به . وعن أبى الاسود قال سمعت طلق بن خشاف يقول وفدنا إلى المدينة لننظر فيما قتل عثمان فلما قدمنا مررنا ببعض آل على وبعض آل الحسين بن على وبعض أمهات المؤمنين فانطلقت حتى أتيت عائشة فسلمت عليها فردت السلام وقالت من الرجل قلت من أهل البصرة قالت ومن أي أهل البصرة قلت من بكر بن وائل فقالت ومن أي بكر بن وائل فقلت من بنى قيس بن ثعلبة فقالت من آل فلان فقلت لها يا أم المؤمنين فيما قتل عثمان أمير المؤمنين قالت قتل والله مظلوما لعن الله من قتله أقاد الله من ابن أبي بكر به وساق الله إلى أعين بن تيم هوانا في بيته وأراق الله دماء ابني بديل على ضلاله وساق الله إلى الاشتر سهما من سهامه فو الله ما من القوم رجل الا اصابته دعوتها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير طلق وهو ثقة . وعن الحسن قال أخذ الفاسق محمد بن أبى بكر في شعب من شعاب مصر فادخل في جوف حمار فاحرق . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن علقمة بن وقاص قال اجتمعنا في دار مخرمة بعدما قتل عثمان نريد البيعة فقال أبو جهم بن حذيفة انا من بايعنا منكم فانا (10 تاسع مجمع الزوائد)
[ 98 ]
لا نحول دون قصاص فقال عمار أما من دم عثمان فلا فقال أبو جهم الله يا ابن سمية الله لتقادن من جلدات جلدتها ولا يقاد من دم عثمان قال فانصرفنا يومئذ على غير بيعة . رواه الطبراني ورجاله وثقوا . وعن عمير بن رودى قال خطب على الناس فقال يا أيها الناس انه والله ان لم يدخل النار الا من قتل عثمان لا أدخلها ولئن لم يدخل الجنة الا من قتل عثمان لا أدخلها قال فلما نزل قيل له تكلمت بكلمة فرقت بها عنك أصحابك فخطبهم فقال يا أيها الناس ألا ان الله عزوجل قتل عثمان وأنا معه قال محمد بن سيرين كلمة قرشية لها وجهان ، قال الطبراني كأنه يعنى أن الله قتله وأنا معه مقتول . رواه الطبراني وفيه مجالد والاكثرون على تضعيفه وعمير لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وبسنده قال خطبهم على فقطعوا عليه خطبته فقال انما وهنت يوم قتل عثمان وضرب لهم مثلا مثل ثلاثة أثوار وأسد اجتمعوا في أجمة أسود واحمر وابيض وكان الاسد إذا أراد واحدا منهم اجتمعن عليه فامتنعن منه فقال الاسد للاسود والاحمر انما يفضحنا في أجمتنا هذه ويشهرنا هذا الابيض فدعاني حتى آكله فلونى على لونكما ولونكما على لوني فحمل عليه فلم يلبث أن قتله ثم قال للاسود انما يفضحنا ويشهرنا في أجمتنا (1) هذا الاحمر فدعني حتى آكله فلونى على لونك ولونك على لوني فحمل عليه فقتله فقال للاسود انى آكلك قال دعني أصوت ثلاثة أصوات فقال الا انما أكلت يوم اكل الابيض ألا انما أكلت يوم أكل الابيض ألا انما أكلت يوم أكل الابيض الا انما وهنت يوم قتل عثمان . رواه الطبراني باسناد الذى قبله . وعن مغيرة قال خرج من الكوفة جرير وعدى بن حاتم وحنظلة الكاتب إلى قرسيسيا وقالوا لا نقيم في بلدة يشتم فيها عثمان رضى الله عنه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا أن مغيرة لم يسمع من الصحابة . وعن يحيى بن بكير قال كانت الشورى فاجتمع الناس على عثمان لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين وقتل عثمام يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذى الحجة سنة خمس وثلاثين وسنه ثمان وثمانون سنة وكان يصفر لحيته وكانت ولاية عثمان ثنتى عشرة (1) الاجمة هنا : بيت الاسد .
[ 99 ]
سنة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن قتادة أن عثمان قتل وهو ابن تسعين أو ثمان وثمانين سنة . رواه أحمد والطبراني ورجاله إلى قتادة ثقات . وعن المسور بن مخرمة قال كانت خلافة عثمان ثنتى عشرة سنة . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن الزبير بن بكار قال قتل عثمان بن عفان يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين بعد العصر وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وكان يومه صائما . رواه الطبراني . وعن أبى قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على صنعاء فلما جاءه قتل عثمان خطب فبكي بكاء سديدا فلما أفاق واستفاق قال اليوم انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وصارت ملكا وجبرية من أخذ شيئا غلب عليه ، وفى رواية عن ثمامة بن عدى وكانت له صحبة . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح قال الطبراني أنشدني أبو خليفة فقال أنشدنا أبو محمد التوزي قال أبو خليفة وسألت الرياشى عنه فقال هو لحسان بن ثابت : وتركتم غزو الدروب وجئم * لقتال قوم عند قبر محمد فلبئس هدى الصالحين هديتم * ولبئس فعل الجاهل المتعمد (1) وأنشدنا أبو خليفة قال انشدنا العباس بن الفضل الرياشى لليلى الاخيلية : أبعد عثمان (2) ترجو الخير أمته * قد كان أفضل من يمشى على ساق خليفة الله أعطاهم وخولهم * من كان من ذهب حلو وأوراق فلا تكذب بوعد الله واتقه * ولا تكونن على شئ باشفاق ولا تقولن لشئ سوف أفعله * قد قدر الله ما كان امر ولاق (باب فيمن قتل عثمان رضي الله عنه) عن الزبير العوام قال قتل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح رجلا من قريش صبرا (3) ثم قال لا يقتل قرشي بعد هذا اليوم صبرا إلا رجلا قتل عثمان بن عفان فاقتلوه فان لا تفعلوا تقتلوا قتل الشاة . رواه الطبراني في الاوسط والبزار باختصار وقالا لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد ، وفى إسناد الطبراني أبو خيثمة مصعب ابن سعيد وفى إسناد البزار عبدالله بن شبيب وكلاهما ضعيف . (1) في الاصل " العابد المتهجد " (2) في الاصل " أبعد قتل عثمان " . (3) القتل صبرا هو أن يمسك شئ من ذوات الروح حيا ثم يرمى بشئ حتى يموت .
[ 100 ]
* (باب مناقب على بن أبي طالب رضي الله عنه) * * (باب نسبه) * عن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الناس من شجر شتى وأنا وليع من شجرة واحدة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه ومن اختلف فيه . وقال الطبراني : على بن أبى طالب بن عبدالمطلب بن هاشم ابن عبد المناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن ملك يكنى أبا الحسن شهد بدرا ، قال وحدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنى أبى قال بلغني بنو هاشم أن ابا طالب اسمه عبد مناف بن عبدالمطلب وعبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصى وقصى اسمه زيد ، وقال الزبير بن بكار أم على بن ابى طالب فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف ابن قصى ويقال انها اول هاشمية ولدت لهاشمي وقد اسلمت وهاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وماتت ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وامها فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي . رواه الطبراني وهو صحيح . * (باب صفته رضى الله عنه) * عن ابى اسحق قال خرجت مع أبى إلى الجمعة وأنا غلام فلما خرج على فصعد المنبر قال لى ابي قم أي عمر فانظر إلى امير المؤمنين قال فقمت فإذا هو قائم على المنبر قاذا هو ابيض اللحية والرأس عليه ازار ورداء ليس عليه قميص قال فما رأيته جلس على المنبر حتى نزل عنه قلت لابي اسحاق هل قنت قال لا ، وفى رواية لم اره خضب لحيته ضخم الرأس . رواه الطبراني باسانيد ورجاله رجال الصحيح . وعن شعبة قال سألت أبا اسحاق انت اكبر من الشعبى قال الشعبى اكبر مني بسنة أو سنتين قال ورأى أبو اسحق عليا وكان يصفه لنا عظيم البطن اجلح ، قال شعبة وكان أبو اسحق اكبر من ابى البختري ولم يدرك ابوالبخترى عليا ولم يره . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابى رجاء العطاردي قال رأيت عليا سمتا أصلع الشعر كأن بجانبه اهاب شاة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
[ 101 ]
وعن الشعبى قال رأيت عليا على المنبر أبيض اللحية قد ملات ما بين منكبيه ، زاد يحيى بن سعيد في حديثه على رأسه زغيبات (1) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الواقدي قال يقال كان على بن أبى طالب آدم ربعة مسمنا ضخم المنكبين طويل اللحية أصلع عظيم البطن غليظ العينين أبيض الرأس واللحية . رواه الطبراني ورجاله إلى الواقد ثقات . وعن أبى الطفيل قال ذكر لابي مسعود قول على فقال ألم تر إلى رأسه كالطست وانما حوله كالحفاف (2) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب في كنيته رضى الله عنه) * عن أبى الطفيل قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضى الله عنه نائم في التراب فقال ان احق اسمائك أبو تراب انت أبو تراب . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله ثقات . وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كنى عليا رضى الله عنه بابي تراب فكانت من احب كناه إليه . رواه البزار ورواه احمد وغيره في حديث طويل يأتي في وفاته وقاتله ، ورجال احمد ثقات . (باب اسلامه رضي الله عنه) عن معقل بن يسار قال وضأت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل لك في فاطمة نعود فقلت نعم فقام متوكئا فقال أما انه سيحمل ثقلها غيرك ويكون اجرها لك قال فكأنه لم يكن على شئ حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال كيف تجدك فقالت والله لقد اشتد حزنى واشتدت فاقتي وطال سقمى ، قال عبدالله وجدت في كتاب أبى بخط يده في هذا الحديث قال اما ترضين ان ازوجك (3) اقدم امتى سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما . رواه احمد والطبراني وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى اسحاق أن عليا لما تزوج فاطمة (1) اي شعرات خفيفات ، والزغب هو الريش اول نبته . (2) هو ان ينكشف الشعر عن وسط رأسه ويبقى ما حوله . (3) في نسخة " زوجتك " .
[ 102 ]
قالت للنبى صلى الله عليه وسلم زوجتنيه أعيمش عظيم البطن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد زوجتكه وان لاول اصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما . رواه الطبراني وهو مرسل صحيح الاسناد . وعن ابى ذر وسلمان قالا أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد على فقال ان هذا أول من آمن بى وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الاكبر وهذا فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب (1) المؤمنين والمال يعسوب الظالمين . رواه الطبراني والبزار عن أبى ذر وحده وقال فيه أنت أول من آمن بى وقال فيه والمال يعسوب الكفار ، وفيه عمرو بن سعيد المصرى وهو ضعيف . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السبق ثلاثة السابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب رضى الله عنه . رواه الطبراني وفيه حسين بن حسن الاشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح . وعن سلمان قال أول هذه الامة ورودا على نبيها صلى الله عليه وسلم أولها اسلاما على بن أبى طالب رضى الله عنه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال أول من أسلم على رضى الله عنه . رواه الطبراني وفيه عثمان الجزرى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حبة العرني قال رأيت عليا عليه السلام يضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال ذكرت قول أبى طالب ظهر علينا أبو طالب وانا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلى ببطن نخلة فقال مادا تصنعان يا ابن اخى فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام فقال ما بالذى تصنعان بأس ولكن لا تعلونى استى أبدا فضحك تعجبا لقول أبيه ثم قال اللهم لا أعترف عبدا من هذه الامة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا . رواه احمد وأبو يعلى باختصار ، والبزار والطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن علي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء . رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن كيسان الملائي وقد اختلط . وعن الحسن وغيره قال فكان أول من آمن على بن أبى طالب وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة (1) العسوب : السيد والرئيس .
[ 103 ]
ابن الزبير قال أسلم علي وهو ابن ثمان سنين . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عفيف الكند وقال كنت امرأ تاجرا فقدمت مكة فأتيت العباس بن عبدالمطلب لابايع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرا قال فو الله إنى لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه إذ نظر إلى السماء فلما رآها مالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذى خرج ذلك الرجل منه فقامت خلفه تصلى ثم خرج غلام حين ناهز الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلى قال فقلت للعباس يا عباس ما هذا قال هذا محمد ابن أخي ابن عبدالله بن عبدالمطلب قال قلت من هذه المرأة قال هذه امرأته خديجة ابنة خويلد قال فقلت من هذا الفتى قال هذا علي بن أبى طالب ابن عمه قال قلت فما هذا الذى يصنع قال يصلى وهو يزعم أنه نبى ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر قال فكان عفيف وهو ابن عم الاشعث بن قيس يقول وأسلم بعد فحسن اسلامه لو كان الله رزقني الاسلام يومئذ فأكون ثانيا مع على بن أبى طالب . رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والطبراني بأسانيد ورجال أحمد ثقات ، قلت ويأتى حديث ابن مسعون كذلك في مناقب خديجة . وعن أبى رافع قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وصلت خديجة يوم الاثنين من آخر النهار وصلي على يوم الثلاثاء فمكث على يصلى مستخفيا سبع سنين وأشهرا قبل ان يصلى أحد . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن على قال أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبة العرنى وقد وثق . وعن زيد بن أرقم قال أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قال عمرو فذكرت ذلك لابراهيم فأنكره وقال أبو بكر رضى الله عنه . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابى رافع قال نبئ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين واسلم على يوم الثلاثاء . رواه البزار وفيه محمد ابن عبيد الله بن ابى رافع وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . (باب قوله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه) عن رباح الحارث قال جاء رهط إلى على بالرحبة قالوا السلام عليك با مولانا فقال
[ 104 ]
كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فهذا مولاه قال رباح فلما مضوا تبعتهم فقلت من هؤلاء قالوا نفر من الانصار فيهم أبو أيوب الانصاري . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ورجال أحمد ثقات . وعن عمرو ذى مر وزيد بن أرقم قالا خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم فقال من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه قلت لزيد بن أرقم عند الترمذي من كنت مولاه فعلى مولاه فقط رواه الطبراني وأحمد عن زيد وحده باختصار إلا أنه قال في أوله نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير قال فخطب وظلل على رسول الله صلى الله عليه وسلم على شجرة من الشمس فقال ألستم تعلمون أو ألستم تشهدون أنى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى فذكر نحوه ، والبزار وفيه ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى الطفيل قال جمع على الناس في الرحبة ثم قال لهم انشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس قال أبو نعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له إنى سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة . وعن سعيد بن وهب قال نشد على عليه السلام الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عمرو بن ذى مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن بثيع قالوا سمعنا
[ 105 ]
عليا يقول نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال فأخذ بيد على فقال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه (1) وأبغض من يبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر ابن خليفة وهو ثقة (2) . وعن عبدالرحمن بن أبى ليلى قال شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس انشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه لما قام فشهد قال عبدالرحمن فقام اثنا عشر بدريا كأنى انظر إلى احدهم عليه سراويل فقالوا نشهد انا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم (3) ألست اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجي أمهاتهم قلنا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وعبد الله بن أحمد . وعن زيد بن أرقم قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشجرات فقم (4) ما تحتها ورش ثم خطبنا فو الله ما من شئ يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ ثم قال يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قلنا الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا قال فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعنى عليا ثم أخذ بيده فبسطها ثم قال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قلت روى الترمذي منه من كنت مولاه فعلى مولاه فقط رواه الطبراني وفيه حبيب بن خلاد الانصاري ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، ورواه البزار ثم منه وفيه ميمون أبو عبدالله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن داود بن يزيد الاودى عن أبيه قال دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس ففام إليه شاب فقال أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فقال إي أشهد أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال (1) في نسخة " يحبه " . (2) فطر أخرج له خ أيضا إبن حجر . (3) موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك وبينهما مسجد للنبى صلى الله عليه وسلم . (4) أي كنس . (11 تاسع مجمع الزوائد)
[ 106 ]
من والاه وعاد من عاداه . رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني في الاوسط وفى أحد إسنادى البزار رجل غير مسمى ، وبقية رجاله ثقات في الآخر ، وفى اسناد أبي يعلى داود بن يزيد وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . رواه الطبراني وفيه عمر بن شبيب المسلى وهو ضعيف . وعن زيد بن ارقم قال نشد على الناس انشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصرى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط خاليا من ذهاب البصر والكتمان ودعاء على ، وفى رواية عنده وكان على دعا على من كتم ، ورجال الاوسط ثقات . وعن ملك بن الحويرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه الطبراني ورجاله وثقوا . وعن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه . رواه الطبراني ورجاله وثقوا . وعن جرير قال شهدنا الموسم في حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغنا مكانا يقال له غدير خم فنادى الصلاة جامعة فاجتمعنا المهاجرون والانصار فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا فقال أيها الناس بم تشهدون قالوا نشهد أن لا اله إلا الله قال ثم مه قالوا وأن محمدا عبده ورسوله قال فمن وليكم قالوا الله ورسوله مولانا قال من وليكم ثم ضرب بيده إلى عضد على رضى الله عنه فأقامه فنزع عضده فاخذ بذراعيه فقال من يكن الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيبا ومن أبغضه فكن له مبغضا اللهم انى لا أجد أحدا أستودعه في الارض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض له بالحسنى ، قال بشر قلت من هذين العبدين الصالحين قال لا أدري . رواه الطبراني وفيه بشر بن حرب وهو لين ومن لم أعرفه أيضا . وعن زياد بن أبي زياد قال سمعت على بن أبى طالب ينشد الناس فقال أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا .
[ 107 ]
رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن نذير قال سمعت عليا يقول يوم الجمل لطلحة أنشدك الله يا طلحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال بلى فذكر وانصرف . رواه البزار ونذير تفرد عنه ابنه . وعن سعد بن أبي وقاص ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيد على فقال ألست اولى بالمؤمنين من انفسهم من كنت وليه فعلى (1) وليه . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن سعيد بن وهب عن زيد بن بثيغ (2) قال نشد على عليه السلام الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام (3) قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زبد سبعة فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لعلى أليس انا اولى بالمؤمنين قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . رواه عبدالله والبزار بنحوه اتم منه وقال عن سعيد بن وهب لا عن زبد بن يثيغ كما هنا وقال عبدالله عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثيغ والظاهر ان الواو سقطت والله اعلم ، واسنادهما حسن . وعن على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم من كنت مولاه فعلى مولاه قال وزاد الراوون بعد وال من والاه وعاد من عاداه . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن زيد بن أرقم قال استشهد على رضى الله عنه الناس فقال انشد الله عزوجل رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فقام ستة عشر فشهدوا . رواه احمد وفيه أبو سليمان ولم اعرفه الا ان يكون بشير بن سلمان فان كان هو فهو ثقة : وبقية رجاله ثقات (4) . وعن زادان ابى عمر قال شهدت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال فقام ثلاثة عشر فشهدوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم قال من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه احمد وفيه من لم اعرفهم . وعن حميد بن عمارة قال سمعت ابى يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو آخذ بيد على من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من (1) في نسخة " فان عليا " . (2) في الاصل " يثيغ " وهو غلط . (3) في نسخة " إلا قام " . (4) أبو سلمان هو زيد بن وهب كما وقع عند الطبراني ابن ححر .
[ 108 ]
عاداه . رواه البزار وحميد لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه البزار في اثناء حديث ورجاله ثقات . وعن عميرة بنت سعد قالت شهدت عليا على المنبر ناشد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال فيشهد فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة وابو سعيد وانس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفى اسناده لين . وعن عمير بن سعد أن عليا جمع الناس في الرحبة وأنا شاهد فقال انشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلى مولاه فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن وعن ابى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه الطبراني في الاوسط وفى اسناده مختلف فيهم . وعن مالك بن الحويرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلى مولاه . رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفيهم خلاف . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيد على فقال هذا وليي وانا وليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك . وعن بريدة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فاستعمل علينا عليا فلما جئنا قال كيف رأيتم صاحبكم فاما شكوته واما شكاه غيرى قال فرفع رأسه وكنت رجلا مكبابا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد احمر وجهه يقول من كنت وليه فعلى وليه فقلت لا اسؤك فيه ابدا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن زياد بن مطرف عن زيد بن ارقم وربما لم يذكر زيد بن ارقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يحيا حياتي ويموت مماتي (1) ويسكن جنة الخلد الذى وعدني ربى عزوجل غرس قضبانها بيده فليتول على بن ابى طالب فانه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة . رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الاسلمي وهو ضعيف . وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى من آمن بى وصدقني بولاية على بن ابى (1) في نسخة " موتى " .
[ 109 ]
طالب من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عزوجل ومن احبه فقد احبني ومن احبني فقد احب الله تعالى ومن ابغضه فقد ابغضنى ومن ابغضنى فقد ابغض الله عزوجل . رواه الطبراني باسنادين احسب فيهما (1) جماعة ضعفاء وقد وثقوا . وعن وهب بن حمزة قال صحبت عليا إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت لئن رجعت لاشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدمت لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت رأيت من على كذا وكذا فقال لا تقل هذا فهو اولى الناس بكم بعدى . رواه الطبراني وفيه دكين ذكره ابن ابى حاتم ولم يضعفه احد ، وبقية رجاله وثقوا . (باب منزلته رضى الله عنه) عن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى انت منى بمنزلة هرون من موسى الا انه نبى بعدي . وراه أحمد والبزار الا انه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى في غزوة تبوك خلفتك في اهلي قال على يا رسول الله انى اكره ان تقول العرب خذل ابن عمه وتخلف عنه قال اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هرون من موسى الا انه لا نبى بعدى ، وفيه عطية العوفى وثقه ابن معين وضعفه احمد وجماعة ، وبقية رجال احمد رجال الصحيح . وعن اسماء بنت عميس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدى نى . رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح غير فاطمة بنت على وهى ثقة . وعن ام سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أما ترضى ان تكون منى بمنزلة هرون من موسى غير انه لا نبى بعدى . رواه أبو يعلى والطبراني وفى اسناد ابي يعلى محمد بن سلمة بن كهيل وثقه ابن حبان وضعفه غيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقال عن عامر بن سعد عن ابيه وعن ام سلمة ، وقال الطبراني عن عامر بن سعد عن ابيه عن ام سلمة فالله اعلم . وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبى بعدي . رواه البزار والطبراني إلا أنه قال أنت مني بمنزلة هرون ، ورجال البزار رجال الصحيح غير أبى بلج الكبير وهو ثقة . وعن حبشي بن جنادة السلولى قال قال رسول الله (1) في الاصل " احسبهما فيه " .
[ 110 ]
صلى الله عليه وسلم لعلي انت منى بمنزلة هارون من موسى ألا انه لا نبي بعدى . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبد الغفار بن القاسم وهو متروك . وعن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدى ولا وراثة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفى اسناد الكبير يحيى بن يعلى الاسلمي وهو ضعيف ، وفى الاوسط عبدالغفور وهو متروك . وعن على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد غزوا فدعا جعفرا فأمره ان يتخلف على المدينة فقال لا اتخلف بعدك ابدا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني فعزم على لما تخلفت قبل ان أتكلم فبكيت قال ما يبكيك قلت يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غدا ما اسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله وتبكيني خصلة اخرى كنت اريد ان اتعرض للجهاد في سبيل الله لان الله عزوجل يقول (ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع اجر المحسنين) فكنت اريد ان اتعرض للاجر وتبكيني خصلة اخرى كنت اريد ان اتعرض لفضل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما قولك تقول قريش ما اسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله فان لك بى اسوة قد قالوا ساحز وكاهن وكذاب واما قولك اتعرض للاجر من الله أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى وأما قولك أتعرض لفضل الله فهذان بهاران من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به انت وفاطمة حتى يأتيكما الله من فضله . رواه البزار وفيه حكيم بن جبير وهو متروك . وعن على قال وجعت وجعا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقامني في مكانه وقام يصلي وألقى علي طرف ثوبه ثم قال قد برئت يا ابن ابى طالب لا بأس عليك ما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله ولا سألت الله عزوجل شيئا إلا اعطانيه غير انه قيل لى لا نبى بعدك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من اختلف فيهم . وعن علي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلفتك ان تكون خليفتي قال اتخلف عنك يا رسول الله قال الا ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدى . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر يعني ابن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى أنت منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . رواه الطبراني
[ 111 ]
وفيه ناصح الحائك وهو متروك . وعن أبى أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى . رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي حين اراد ان يغزو انه لا بد من ان اقيم أو تقيم فخلفه فقال ناس ما خلفه إلا شئ كرهه فبلغ ذلك عليا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فتضاحك ثم قال يا على اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدى . رواه الطبراني باسنادين في احدهما ميمون ابو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سلمة هذا على بن ابي طالب لحمه لحمي ودمه دمي فهو مني بمنزلة هرون من موسى إلا انه لا نبى بعدى . رواه الطبراني وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف . * (باب منه في منزلته ومؤاخاته) * عن ابن عباس قال لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين اصحابه من المهاجرين والانصار فلم يؤاخ ين علي بن ابى طالب رضى الله عنه وبين احد منهم خرج على مغضبا حتى أتى جدولا فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له قم صلحت ان تكون الا أبا تراب أغضبت على حين آخيت بين المهاجرين والانصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هرون من موسى الا أنه ليس بعدي نبى ألا من أحبك حف بالامن والايمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه حامد بن آدم المروزي وهو كذاب . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتوب على باب الجنة لا اله الا الله محمد رسول الله على أخو النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق الخلق (1) بألفى سنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أشعث ابن عم الحسن بن صالح وهو ضعيف ولم أعرفه ، ويأتى حديث في المؤاخاة بين الصحابة في مناقب جماعة (1) في نسخة " قبل ان يخلق السموات والارض " .
[ 112 ]
من الصحابة رضى الله عنهم . وعن أبى أمامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس وآخى بينه وبين على رضى الله عنه . رواه الطبراني من طريق بشر بن عون وهو ضعيف . وعن شراحيل بن مرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى ابشر يا على حياتك معي وموتك معى . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن ابن عباس قا لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم عليا فاطمة قالت فاطمة يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افما ترضين يا فاطمة ان الله اختار من اهل الجنة رجلين احدهما أباك والآخر زوجك . رواه الطبراني من رواية ابراهيم بن الحجاج عن عبد الرزاق قال الذهبي ابراهيم هذا لا يعرف ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، ورواه باسناد آخر ضعيف . وعن ابن عباس قال ما انزل الله (يا ايها الذين آمنوا) الا على اميرها وشريفها ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في غير مكان وما ذكر عليا الا بخير . رواه الطبراني وفيه عيسى بن راشد وهو ضعيف . وعن جميع بن عمير أن امه وخالته دخلتا على عائشة فذكر الحديث إلى ان قال قالتا فاخبرينا عن على قالت عن أي شئ تسلن عن رجل وضع من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه فقال ان احب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه قالتا فلم خرجت عليه قالت امر قضى ووددت ان افديه ما على الارض من شئ . رواه أبو يعلى وفيه جماعة مختلف فيهم وأم جميع وخالته لم أعرفهما . وعن أم سلمة قالت والذى احلف به ان كان على لاقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة بعد غداة يقول جاء على مرارا قالت وأظنه كان بعثه في حاجة قالت فجاء بعد فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند البيت وكنت من ادناهم إلى الباب فاكب عليه على فجعل يساره ويناجيه ثم قبض صلى الله عليه وسلم من يومه ذلك وكان اقرب الناس به عهدا . رواه احمد وأبو يعلى الا انه قال فيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة ، والطبراني باختصار ورجالهم رجال الصحيح غير ام موسى وهى ثقة . * (باب فيما أوصى به رضي الله عنه) * عن ذؤيب ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر قالت صفية يا رسول الله لكل امرأة من
[ 113 ]
نسائك اهل تلجأ إليهم وانك اجليت اهلي فان حدث حدث فالى من قال إلى على بن أبى طالب . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى على سبعين عهدا لم يعهدها إلى غيره . رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم . وعن على قال لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الاقرين) قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته فاجتمع له ثلاثون رجلا فأكلوا وشربوا قال فقال لهم من يضمن عني دينى ومواعيدى ويكون معى في الجنة ويكون خليفتي في أهلى فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال لآخر فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي أنا . رواه أحمد وإسناده جيد ، وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في علامات النبوة في آيته في الطعام . وعن جابر بن عبدالله قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب فقال اضمن عنى ديني ومواعيدى قال لا أطيق ذلك فوقع به ابنه عبدالله بن عباس فقال فعل الله بك من شيخ يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقضى عنه دينه ومواعيده فقال دعني عنك فان ابن أخى يبارى الريح فدعا عليا بن أبى طالب فقال اضمن عنى دينى ومواعيدى فقال نعم هي على فضمنها عنه فلما قدم على أبى بكر مال قال هذا مال الله وما أفاء الله على المسلمين فحق ما قضى عن نبيه صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو موعود فليأخذ وكان فيمن جاء جابر فقال قد قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءنا مال حثونا لك (1) هكذا وهكذا فقال له خذ كما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ ثلاث حثيات (2) كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت في الصحيح منه عدة جابر بنحوها رواه البزار وفيه اسمعيل بن يحيى بن سلمة وهو متروك . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على يقضى دينى . رواه البزار وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن سلمان قال قلت يا رسول الله إن لكل نبى وصيا فمن وصيك فسكت عنى فلما كان بعد رأني فقال يا سلمان فاسرعت إليه قلت لبيك قال تعلم من وصى موسى قال نعم يوشع بن نون قال لم قلت لانه كان أعلمهم يومئذ قال فان وصيى وموضع سرى وخير من أترك بعدى وينجز عدتي (1) أي أعطيناك ، والحثية : الغرفة باليد . (2) في نسخة " حفنات " . (12 تاسع مجمع الزوائد)
[ 114 ]
ويقضى دينى على بن أبى طالب . رواه الطبراني وقال وصيى أنه أوصاه بأهله لا بالخلافة وقوله وخير من أترك بعدى من أهل بيته صلى الله عليه وسلم ، وفى إسناده ناصح بن عبدالله وهو متروك . * (باب في علمه رضى الله عنه) * قد تقدم في اسلامه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة أما ترضين ان زوجتك أقدم أمتى سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما . رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه . رواه الطبراني وفيه عبد السلام بن صالح الهروي وهو ضعيف . * (باب فتح بابه الذي في المسجد) * عن زيد بن أرقم قال كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد قال فقال يوما سدوا هذه الابواب إلا باب على قال فتكلم أناس في ذلك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فانى أمرت (1) بسده هذه الابواب إلا باب (2) على فقال فيه قائلكم وإنى والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته . رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن الرقيم الكنانى قال خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها ففال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الابواب الشارعة في المسجد وترك باب على . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط وزاد قالوا يا رسول الله سددت أبوابنا كلها الا باب على قال ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها ، وإسناد أحمد حسن . وعن على بن أبى طالب قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى فقال إن موسى سأل ربه أن يظهر مسجده بهارون وإنى سألت ربى أن يظهر مسجدي بك وبذريتك ثم أرسل إلى أبى بكر أن سد بابك فاسترجع ثم قال سمع وطاعة فسد بابه ثم أرسل إلى عمر ثم ارسل إلى العباس بمثل ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا (1) في نسخة " قد أمرت " . (2) في نسخة " غير باب " .
[ 115 ]
سددت أبوابكم وفتحت باب على ولكن الله فتح باب على وسد أبوابكم . رواه البزار ، وفى اسناده من لم أعرفه . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم فانطلقت فقلت لهم ففعلوا الا حمزة فقلت يا رسول الله قد فعلوا الا حمزة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لحمزة فليحول بابه فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تحول بابك فحوله فرجعت إليه وهو قائم يصلى فقال ارجع إلى بيتك . رواه البزار وفيه ضعفاء وقد وثقوا . وعن العلاء بن العرار قال سئل ابن عمر عن على وعثمان فقال أما على فلا تسئلوا عنه انظروا إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه وأما عثمان فانه أذنب يوم التقى الجمعان ذنبا عظيما فعفا الله عنه وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن جابر بن سمرة قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الابواب كلها غير باب على رضى الله عنه فقال العباس يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج قال ما أمرت بشئ من ذلك فسدها كلها غير باب على قال وربما قال مر وهو جنب . رواه الطبراني وفيه ناصح بن عبدالله وهو متروك . وعن ابن عباس قال لما أخرج أهل المسجد وترك عليا قال الناس في ذلك فبلغ النى صلى الله عليه وسلم فقال ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه انما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت إن أتبع إلى ما يوحى إلى . رواه الطبراني وفيه جماعة اختلف فيهم . وعن محمد بن على عن ابراهيم بن سعد عن أبيه ، وعن محمد بن على مرسلا قال كان قوم عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء على فلما دخل على خرجوا فلما خرجوا تلاوموا فقال بعضهم لبعض والله ما أخرجنا فارجعوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله ما أدخلته وأخرجتكم ولكن الله أدخله وأخرجكم . رواه البزار ورجاله ثقات . * (باب ما يحل له في المسجد) * عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى لا يحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيرى وغيرك . رواه البزار وخارجة لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات
[ 116 ]
(باب في أفضليته رضى الله عنه) عن عبدالله يعنى ابن مسعود قال كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة على ابن أبى طالب . رواه البزار وفيه يحيى بن السكن وثقه ابن حبان وضعفه صالح جزرة ، وبقية رجاله ثقات . وعنه قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس على بن أبى طالب قلت هو في الصحيح خلا من قوله وختمت إلى آخره رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه من لم أعرفه . وعن أنس ابن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سيد العرب قالوا أنت يا رسول الله فقال أنا سيد ولد آدم وعلى سيد العرب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خاقان بن عبدالله ابن الاهيم ضعفه أبو داود . * (باب مراعاته رضى الله عنه) * عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلمه إلا على . رواه الطبراني في الاوسط وسقط منه التابعي وفيه حسين بن حسن الاشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله وثقوا . * (باب اجابة دعائه رضى الله عنه) * عن زادان أن عليا حدث بحديث فكذبه رجل فقال له على أدعو عليك ان كنت كاذبا قال ادعو فدعا عليه فلم يبرح حتى ذهب بصره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمار الحضرمي ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب تزويجه بفاطمة رضى الله عنها) * يأتي في فضل فاطمة . * (باب بشارته بالجنة) * عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم من تحت هذا الصور (1) رجل من أهل الجنة قال فطلع أبو بكر فهنأناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) الصور : الجماعة من النخل .
[ 117 ]
ثم لبث هنيهة ثم قال يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة فطلع عمر فهنأناه فما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة اللهم إن شئت جعلته عليا ثلاث مرات قال فطلع على ، وفى رواية اللهم اجعله عليا . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن ابن مسعود قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فدخل على بن أبى طالب فسلم وصعد . رواه الطبراني باسنادين وكلاهما ضعيف . وعن أبى جعفر محمد بن على عن أبيه عن جده قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم على بن أبى طالب وأبو ذر والمقداد بن الاسود قال فأتاه جبريل فقال يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك وعنده أنس بن مالك فرجا أن يكون لبعض الانصار قال فأراد أن يسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فهابه فخرج فلقى أبا بكر فقال يا أبا بكر إنى كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا فأتاه جبريل فقال إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فرجوت أن يكون لبعض الانصار فهبته أن أسأله فهل لك أن تدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنى أخاف أن أسئله فلا أكون منهم ويسبني قومي ثم لفى عمر بن الخطاب فقال له مثل قول أبى بكر قال فلقى عليا فقال له على نعم إن كنت منهم أحمد الله وإن لم أكن منهم أحمد الله فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أنسا حدثني أنه كان عندك آنفا وان جبريل أتاك فقال يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فمن هم يا نبى الله قال أنت منهم يا على وعمار بن ياسر وسيشهد معك مشاهد بين فضلها عظيم خيرها وسلمان منا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك . رواه أبو يعلى وفيه النضر بن حميد الكندى وهو متروك . وعن أنس قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله تبارك وتعالى يحب ثلاثة من أصحابك يا محمد ثم أتاه فقال يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك قال أنس فاردت أن أسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبته فلقيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر إنى كنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وان جبريل صلى الله عليه وسلم قال يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة فعلك أن تكون منهم ثم لقيت عمر بن الخطاب فقلت له مثل ذلك ثم لقيت على بن أبى طالب فقلت له كما قلت لابي بكر وعمر فقال على أنا أسئله إن
[ 118 ]
كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى وإن لم أكن منهم حمدت الله تبارك وتعالى فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أنسا حدثنى أن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاك فقال ان الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فان كنت منهم حمدت الله تبارك وتعالى وان لم اكن منهم حمدت الله عزوجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انت منهم أنت منهم وعمار بن ياسر وسيشهد مشاهد بين فضلها عظيم اجرها وسلمان منا اهل البيت فاتخذه صاحبا قلت روى الترمذي منه طرفا رواه البزار وفيه النضر بن حميد الكندى وهو متروك . وعن على ابن ابي طالب قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدى ونحن نمشي في بعض سكك المدينة إذ اتينا على حديقة فقلت يا رسول الله ما احسنها من حديقة فقالن ان لك في الجنة احسن منها ثم مررنا بأخرى فقلت يا رسول الله ما احسنها من حديقة قال لك في الجنة احسن منها حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك اقول ما احسنها ويقول لك في الجنة احسن منها فلما خلالي الطريق اعتنقني ثم اجهش باكيا قلت يا رسول الله ما يبكيك قال ضغائن في صدور اقوام لا يبدونها لك الا من بعدى قال قلت يا رسول الله في سلامة من دينى قال في سلامة من دينك . رواه أبو يعلى والبزار وفيه الفضل بن عميرة وثقه ابن حبان وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال خرجت انا والنبى صلى الله عليه وسلم وعلى في حشان (1) المدينة فمررنا بحديقة فقال على ما احسن هذه الحديقة يا رسول الله فقال حديقتك في الجنة أحسن منه ثم أومأ بيده إلى رأسه ثم بكى حتى علا بكاؤه قلت ما يبكيك قال ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني . رواه الطبراني وفيه من لم اعرفهم ومندل ايضا فيه ضعف . وعن عمرو بن الحمق قال هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا انا عنده ذات يوم قال لى يا عمرو هل أريك دابة الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشى في الاسواق قال قلت بلى بابى انت قال هذا دابة الجنة وأشار إلى على بن أبى طالب . رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء . وعن سلمى امرأة ابى رافع انها قالت انى لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) الحش : البستان .
[ 119 ]
بالاسواف (1) فقال ليطلعن عليكم رجل من أهل الجنة إذ سمعت الخشفة (2) فإذا على بن أبى طالب . رواه الطبراني وفيه محمد بن الفضل الرافعى ذكره ابن ابى حاتم ولم يجرحه ، وبقية رجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف . * (باب النظر إليه رضى الله عنه) * عن عبدالله يعنى ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال النظر إلى على عبادة . رواه الطبراني وفيه احمد بن بديل اليامى وثقه ابن حبان وقال مستقيم الحديث ، وابن ابى حاتم وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن طليق بن محمد قال رأيت عمران بن الحصين يحد النظر إلى على فقيل له فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول النظر إلى عبادة . رواه الطبراني وفيه عمران بن خالد الخزاعى وهو ضعيف . * (باب جامع في مناقبه رضى الله عنه) * عن عمرو بن ميمون يعنى الاودي قال انى لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط فقالوا له يا ابن عباس اما أن تقوم معنا واما ان يخلونا هؤلاء قال فقال ابن عباس بل أقوم معكم وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى قال فانتبذوا فتحدثوا فلا ادرى ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه ويقول اف وبتف وقعوا في رجل قال له النبي صلى الله عليه وسلم لابغين رجلا لا يخزيه الله أبدا يحب الله ورسوله فاستشرف لها من استشرف قال اين على قالوا في الرحل يطحن قال وما كان احدكم ليطحن قال فجاء وهو ارمد لا يكاد يبصر قال فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها اياه قال فجاء بصفية بنت حي قال فبعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه قال لا يذهب بها الا رجل منى وأنا منه قال وقال لبنى عمه أيكم يوالينى في الدنيا والآخر فأبوا فقال على أنا أواليك في الدنيا والآخرة قال وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة قال وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على على وفاطمة وحسن وحسين رضى الله عنهم وقال (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال وسرى علي (1) موضع في المدينة . (2) الخشفة : الحس والحركة ، وقيل الصوت .
[ 120 ]
نفسه لبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر وعلى نائم قال وابو بكر يحسب انه نبى الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله فقاله له على ان نبى الله صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمونة فادركه فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال وجعل على يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتضور (1) قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى اصبح ثم كشف رأسه فقالوا إنك للئيم كان صاحبك نرميه لا يتضور وانت تنضور وقد استنكرنا ذلك قال وخرج بالناس في غزوة تبوك قال فقال له على أخرج معك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا فبكى على فقال له الا ان تكون منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنك لست بنبى إنه لا ينبغى ان اذهب الا وانت خليفتي وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انت ولى كل مؤمن بعدى قال وسد ابواب المسجد غير باب علي قال فيدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره قال وقال من كنت مولاه فعلى مولاه قال واخبرنا الله انه قد رضى عنهم عن اصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا انه سخط عليهم بعد قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال ائذن لي فلاضرب عنقه قال وكنت فاعلا وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبى بلج الفزارى وهو ثقة وفيه لين وعن ابن عباس قال كانت لعلى ثمانى عشرة منقبة ما كانت لاحد من هذه الامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حكيم بن جبير وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال كنا نقول في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس ثم أبو بكر ثم عمر ولقد أوتى ابن أبى طالب ثلاث خصال لان يكون واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته وولدت له وسد الابواب الا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر . رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال عمر بن الخطاب لقد أعطى على بن أبى طالب ثلاث خصال لان يكون لى خصلة منها (2) أحب إلى من أن أعطى حمر النعم قيل وما هي (1) التضور : التلوى والتقلب ظهرا لبطن . (2) في نسخة " واحدة " .
[ 121 ]
يا أمير المؤمنين قال تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل فيه ما يحل له والراية يوم خيبر . رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عبدالله بن جعفر بن نحبيح وهو متروك . وعن عبدالله بن عكيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى أوحى إلى في على ثلاثة أشياء ليلة أسرى بى أنه سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين . رواه الطبراني في الصغير وفيه عيسى بن سوادة النخعي وهو كذاب . قلت وتأتى أحاديث جامعة في باب من يحبه وغير ذلك . وعن أبى الحمراء قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب على وفاطمة ستة أشهر فيقول إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . رواه الطبراني وفيه أبو داود الاعمى وهو كذاب . وعن أبى الحمراء خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت في ساق العرش مكتوبا لا أله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته . رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت وهو متروك . وعن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى الله زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها وهى زينة الابرار الزهد في الدنيا جعلك لا تملك من الدنيا شيئا وجعلها لا تنال منك شيئا ووهب لك حب المساكين . رواه الطبراني وفيه عمرو بن جميع وهو متروك . وعن ابن عمر قال بينا انا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل بالمدينة ونحن نطلب عليا إذ انتهينا إلى حائط (1) فنظرنا إلى على وهو نائم في الارض وقد اغبر فقال لا ألوم الناس يكنونك ابا تراب فلقد رأيت عليا تغير وجهه واشتد ذلك عليه فقال ألا ارضيك يا على قال بلى يا رسول الله قال انت اخي ووزيرى تقضى دينى وتنجز موعدى (2) وتبرئ ذمتي فمن احبك في حياة منى فقد نحبه ومن احبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالامن والايمان وامنه يوم الفزع ومن مات وهو يبغضك يا على مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الاسلام . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن على قال طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني في جدول نائما فقام قم ما ألوم الناس (1) أي بستان . (2) في نسخة " موعودى " . (13 تاسع مجمع الزوائد)
[ 122 ]
يسمونك ابا تراب قال فرأني كانى وجدت في نفسي من ذلك فقال لى والله لارضينك انت اخي وابو ولدي تقاتل عن سنتى وتبرئ ذمتي من مات في عهدي فهر كنز الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالامن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الاسلام . رواه أبو يعلى وفيه زكريا الاصبهاني وهو ضعيف . * (باب اكتحاله بريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفايته الرمد والحر والبرد) * عن علي قال ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهى وتفل في عينى يوم خيبر حين أعطاني الراية . رواه أبو يعلى واحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير أم موسى وحديثها مستقيم . وعن عبدالرحمن بن أبى ليلى قال خرج علينا على بن أبي طالب في الحر الشديد وعلى ثياب الشتاء وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ثم دعا بما نشد به ثم مسح العرق عن جبهته نم رجع إلى بيته فقلت لابي يا أبتاه اما رأيت ما صنع امير المؤمنين خرج علينا في الشتاء عليه ثياب الصيف وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء ففال أبو ليلى ما فطنت فأخذ بيد ابنه فأتى عليا فقال له الذي صنع فقال له على ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثنى وانا ارمد فبزق في عبنى ثم قال افتح عينى ففتحتهما فما اشتكيتهما حتى الساعة ودعا لي فقال اللهم أذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرا ولا بردا حتى يومى هذا . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وفى رواية أخرى عنده عن سويد ابن غفلة قال لقينا عليا وعليه ثوبان في الشتاء فقلنا لا تغتر بارضنا هذه فان أرضنا هذه مقرة ليست مثل ارضك قال فانى كنت مقرورا فلما بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر قلت انى ارمد فتفل في عينى فما وجدت حرا ولا بردا ولا رمدت عيناى . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كحل عين علي بريقه . رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك . * (باب فيما بشر به رضى الله عنه) * عن على قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجعت من جنازة قولا
[ 123 ]
ما احب ان لى به الدنيا جميعا . رواه أبو يعلى وفيه أبو حريز وثقه أبو زرعة وغره وضعفه ابن المدينى وغيره ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيما بلغت صدقة ماله رضى الله عنه) * عن محمد بن كعب القرظي ان عليا قال لقد رأيتنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانى لاربط الحجر على بطني من الجوع وإن صدقة مالى لتبلغ اربعين الف دينار ، وفى رواية وإن صدقتي اليوم لاربعين الفا . رواه كله احمد ورجال الروايتين رجال الصحيح غير شربك بن عبدالله النخعي وهو حسن الحديث ولكن اختلف في سماع محمد بن كعب من على والله أعلم . * (باب في قوله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية رجلا يحب) * الله ورسوله ويحبه الله ورسوله عن ابن عمر قال جاء رجل من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن اليهود قتلوا أخى قال لادفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فيمكنك من قاتل أخيك فاستشرف لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلى على فعقد له اللواء فقال يا رسول الله إنى أرمد كما ترى وهو يومئذ رمد فتفل في عينيه فما رمدت بعد يومه فمضى . رواه الطبراني وفيه أحمد بن سهل بن على الباهلى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن جميع بن عمير قال قلت لعبد الله بن عمر حدثنى عن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فكأني أنظر إليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتضنها وكان على بن أبى طالب أرمد من دخان الحصن فدفعها إليه فلا والله ما تنامت الخيل حتى فتحها الله عليه . رواه الطبراني وفيه جميع بن عمير وهو ضعيف وقد وثق . وعن أبى ليلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فدعا عليا فأعطاه إياها (1) . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه (1) في النسخ " فاعطاها إياه " .
[ 124 ]
ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن عمر ان بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فاعطاها عليا . رواه الطبراني بأسانيد وفى أحسنها معتمر بن أبى السرى العسقلاني ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أحسبه قال أبا بكر فرجع منهزما ومن معه فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدار رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى بفتح الله عليه فثار الناس فقال أين على فإذا هو يشتكي عينيه فتفل في عينيه ثم دفع إليه الراية فهزها ففتح الله عليه . رواه الطبراني (1) وفيه حكيم بن جبير وهو متروك ليس بشئ . وعن أبى ليلى قال قلت لعلى وكان يسمر معه ان الناس قد أنكروا منك أن تخرج في الحر في الثوب المحشو وفى الشتا في الملاءتين الخفيفتين فقال على أو لم تكن معنا قلت بلى قال فان النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر فعقد له لواءا ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع فدعا عمر فعقد له لواءا فسار ثم رجع منهزما بالناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار فأرسل فأتيته وأنا لا أبصر شيئا فتفل في عينى فقال اللهم اكفه ألم الحر والبرد فما آذانى حر ولا برد بعد . رواه البزار وفيه محمد بن عبدالرحمن بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب في شجاعته وحمله اللواء رضي الله عنه) * عن أبي سعيد الخدرى قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية فهزها ثم قال ما يأخذها بحقها فجاء الزبير فقال انا فقال امض ثم قال رجل آخر فقال أنا فقال امض ثم قام آخر فقال انا فقال امط (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى أكرم وجه محمد لاعطينها رجلا لا يفر هاك يا على فقبضها ثم انطلق حتى فتح الله عليه فدك وخيبر وجاء بعجوتها وقديدها . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن عصمة وهو ثقة يخطئ . وعن الحسن بن على قال كان رسول الله صلي الله (1) في نسخة " البزار " . (2) كلمة زجر .
[ 125 ]
عليه وسلم لا يبعث عليا مبعثا إلا أعطاه الراية . رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية إلى على ابن أبى طالب وهو ابن عشرين سنة . رواه الطبراني وإسناده حسن . (باب في من يحبه أيضا وببغضه أو يسبه) عن ابن عباس قال نزلت في على بن أبى طالب (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) قال محبة في قلوب المؤمنين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بشر بن عمارة وقد وثق وضعفه جماعة ، وبقية رجاله وثقوا ولكن الضحاك قيل انه لم يسمع من ابن عباس . وعن أنس بن مالك قال كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم فرخا مشويا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ائتني بأحب الخلق اليك وإلى يأكل معي من هذا الفرخ فجاء على ودق الباب فقال أنس من هذا قال على فقلت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة فانصرف ثم تنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ائتنى بأحب الخلق اليك وإلى يأكل معي من هذا الفرخ فجاء على فدق الباب دقا شديدا فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أنس من هذا قلت على قال أدخله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألت ثلاثا أن يأتيني بأحب الخلق إليه والى يأكل معي من هذا الفرخ فقال علي وأنا يا رسول الله لقد جئت ثلاثا كل ذلك يردنى أنس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس ما حملك على ما صنعت قال أحببت أن تدرك الدعوة رجلا من قومي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلام الرجل على حب قومه ، وفى رواية كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط وقد أتى بطائر ، وفى رواية قال أهدت أم أيمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائرا بين رغيفين فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل عندكم شئ فجاءته بالطائر قلت عند الترمذي طرف منه رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار كثير الا أنه قال فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي فاذن له ، وفى اسناد الكبير حماد بن المختار ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، وفى أحد أسانيد الاوسط أحمد بن عياض بن أبى طيبة ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح ورجال أبى يعلى ثقات وفى بعضهم ضعف .
[ 126 ]
وعن أنس بن مالك قال أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار فقسمها بين نسائه فاصاب كل امرأة منها ثلاثة فاصبح عند بعض نسائه صفية أو غيرها فأتته بهن فقال اللهم ائتنى بأحب خلقك اليك يأكل معى من هذا فقلت اللهم اجعله رجلا من الانصار فجاء على رضى الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس أنظر من على الباب فنظرت فإذا على فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ثم جئت فقمت بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انظر من على الباب فإذا على حتى فعل ذلك ثلاثا فدخل يمشى وأنا خلفه فقال النبي صلى الله عليه وسلم من حبسك رحمك الله فقال هذا آخر ثلاث مرات يردنى أنس يزعم أنك على حاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما صنعت قلت يا رسول الله سمعت دعاءك فاحببت أن يكون من قومي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل قد يحب قومه إن الرجل قد يحب قومه قالها ثلاثا . رواه البزار وفيه اسماعيل بن سلمان وهو متروك . وعن سفينة وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر فصنعت له بعضها فلما أصبح أتيته به فقال من أين لك هذا فقلت من التى أتيت به أمس فقال ألم أقل لك لا تدخرن لغد طعاما لكل يوم رزقه ثم قال اللهم أدخل على أحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير فدخل على رضى الله عنه عليه فقال اللهم والى . رواه البزار والطبراني باختصار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة . وعن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بطير فقال اللهم ائتني باحب خلقك اليك فجاء على فقال اللهم والى . رواه الطبراني وفيه محمد بن سعيد شيخ يروي عنه سليمان بن قرم ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا وفيه ضعف . وعن الضحاك الانصاري قال لما سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر جعل عليا على مقدمته فقال من دخل النخل فهو آمن فلما تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم نادى بها على فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام يضحك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يضحكك قال انى أحبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى إن جبريل يقول انى أحبك فقال وبلغت ان يحبنى جبريل قال نعم ومن هو خير من جبريل الله تبارك وتعالى . رواه الطبراني وفيه نصر بن مزاحم وهو متروك . وعن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة وهي
[ 127 ]
تقول لقد علمت أن عليا أحب اليك من أبى مرتين أو ثلاثا قال فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت رواه أبو داود غير ذكر محبة علي رضى الله عنه رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني باسناد ضعيف . (باب منه جامع فيمن يحبه ومن يبغضه) عن بريدة يعنى ابن الحصيب قال أبغضت عليا بغضا لم أبغضه أحدا قط قال وأحببت رجلا من قريش لم أحبه الا على بغضه عليا رضى الله عنه قال فبعث ذلك الرجل على جيش فصحبته ما صحبته الا ببغضه عليا رضى الله عنه قال فاصبنا سبايا فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابعث الينا من يخمسه قال فبعث عليا رضى الله عنه وفى السبى وصيفة هي أفضل السبي قال فخمس وقسم فخرج ورأسه يقطر فقلنا يا أبا الحسن ما هذا قال ألم تروا إلى الوصيفة التى كانت في السبى فانى قسمت وخمست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم صارت في آل على فوقعت بها قال فكتب الرجل إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم فقلت ابعثنى مصدقا قال فجعلت أقر الكتاب وأقول صدق قال فامسك يدى والكتاب وقال أتبغض عليا قال قلت نعم قال فلا تبغضه وان كنت تحبه فازدد له حبا فو الذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لنصيب آل على في الخمس أفضل من وصيفة قال فما كان أحد من الناس بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى من على قال عبدالله يعني ابن بريدة فو الذى لا اله غيره ما بينى وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الا أبو بريدة قلت في الصحيح بعضه رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الجليل بن عطية وهو ثقة وقد صرح بالسماع وفيه لين . وعن بريدة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما على ابن ابي طالب رضى الله عنه وعلى الآخر خالد بن الوليد فقال إذا التقيتم فعلى على الناس وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده قال فلقينا بنى زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية فاصطفى على امرأة من السبى لنفسه قال بريدة فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك فلما اتيت النبي صلى الله عليه وسلم دفعت الكتاب فقرئ
[ 128 ]
عليه فرأيت الغضب في وجه رسوله الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هذا مكان العائذ بعثنى مع رجل وامرتني ان أطيعه ففعلت ما ارسلت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقع في على فانه منى وانا منه وهو وليكم بعدى قلت رواه الترمذي باختصار رواه أحمد والبزار باختصار وفيه الاجلح الكندي وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجال احمد رجال الصحيح . وعن بريدة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا اميرا على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال ان اجتمعتما فعلى على الناس فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله وأخذ على جارية من الخمس فدعا خالد ابن الوليد بريدة فقال اغتنمها فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ما صنع فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في منزله وناس من اصحابه على بابه فقالوا ما الخبر يا بريدة فقلت خيرا فتح الله على المسلمين فقالوا ما اقدمك قلت جارية اخذها علي من الخمس فجئت لاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسقط من عين النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع الكلام فخرج مغضبا فقال ما بال اقوام ينتقصون عليا من تنقص عليا فقد تنقصنى ومن فارق عليا فقد فارقني ان عليا منى وانا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم وانا افضل من ابراهيم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم يا بريدة اما علمت ان لعلي اكثر من الجارية التي اخذ وانه وليكم بعدى فقلت يا رسول الله بالصحبة الا بسطت يدك فبايعتني على الاسلام جديدا قال فما فارقته حتى بايعته على الاسلام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم اعرفهم وحسين الاشقر ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان . وعن عبد الله بن بريدة عن على قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابى طالب وخالد بن الوليد كل واحد منهما وحده وجمعهما فقال إذا اجتمعتما فعليكم على قال فخذا يمينا ويسارا فدخل على وأبعد وأصاب سبيا وأخذ جارية من السبي قال بريدة وكنت من اشد الناس بغضا لعلي قال فأتى رجل خالد بن الوليد فذكر أنه اخذ جارية من الخمس فقال ما هذا ثم جاء آخر ثم جاء آخر ثم تتابعت الاخبار علي ذلك فدعاني خالد فقال يا بريدة قد عرفت الذى صنع فانطلق بكتابي هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ الكتاب بشماله
[ 129 ]
وكان كما قال الله عزوجل لا يقرأ ولا يكتب إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتى فطأطأت رأسي فتكلمت فوقعت في على حتى فرغت ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا لم أره غضب مثله الا يوم قريظة والنضير فنظر إلى فقال يا بريدة احب عليا فانما يفعل ما امر به فقمت وما من الناس احد احب إلى منه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ضعفاء وثقهم ابن حبان . وعن ابى سعيد الخدري قال اشتكى عليا الناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول ايها الناس لا تشكوا عليا فو الله انه لاخشى في ذات الله أو في سبيل الله . رواه احمد . وعن عمرو بن شاس الاسلمي وكان من اصحاب الحديبية قال خرجت مع على عليه السلام إلى اليمن فجفاني في سفوى ذلك حتى وجدت في نفسي عليه فلما قدمت المدينة اظهرت شكايته في المسجد حتى سمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناس من أصحابه فلما رأني ابدلى عينيه يقول حدد إلى النظر حتى إذا جلست قال يا عمرو والله لقد آذيتنى قلت أعوذ بالله من أذاك يا رسول الله قال بلى من آذى عليا فقد آذاني . رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار اخصر منه ورجال أحمد ثقات . وعن أبى رافع قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أميرا على اليمن وخرج معه رجل من أسلم يقال له عمرو بن شاس فرجع وهو يذم عليا ويشكوه فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اخسأ يا عمرو هل رأيت من على جورا في حكمه أو أثرة في قسمه قال اللهم لا قال فعلام تقول الذى بلغني قال بعضه لا املك قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال من أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أحبه فقد أحبنى ومن أحبنى فقد أحب الله تعالى . رواه البزار وفيه رجال وثقوا على ضعفهم . وعن سعد بن أبى وقاص قال كنت جالسا في المسجد أنا ورجلين معى فنلنا من على فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان يعرف في وجهه الغضب فتعوذت بالله من غضبه فقال مالكم ومالى من آذى عليا فقد آذانى . رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال أبى يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان وهما ثقتان . وعن أبى بكر (14 تاسع مجمع الزوائد)
[ 130 ]
ابن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك فقال بلغني أنكم تعرضون على سب على بالكوفة فهل سببته قال معاذ الله والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي شيئا لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبدا . رواه أبو يعلى وإسناده حسن . وعن أبى عبدالله الحدلى قال دخلت على أم سلمة فقالت لى أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قلت معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سب عليا فقد سبنى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبى عبدالله الحدلى وهو ثقة . وعن أبى عبدالله الخدلى قال قالت لى أم سلمة يا أبا عبدالله أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم قلت أنى يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أليس يسب على ومن يحبه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه . رواه الطبراني في الثلاثة وأبو يعلى ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبى عبدالله وهو ثقة . وروى الطبراني بعده باسناد رجاله ثقات الي أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله . وعن كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسبوا عليا فانه ممسوس في ذات الله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سفيان بن بشر أو بشير متأخر ليس هو الذى روي عن أبى عبدالرحمن الجيلى والم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا وفى بعضهم ضعف . وعن أبي كثيرة قال كنت جالسا عند الحسن بن علي فجاءه رجل فقال لقد سب عند معاوية عليا سبا قبيحا رجل يقال له معاوية بن خديج فلم يعرفه قال إذا رأيته فائتني به قال فرآه عند دار عمرو ابن حريث فأراه إياه قال أنت معاوية بن خديج فسكت فلم يجبه ثلاثا ثم قال أنت الساب عليا عند ابن اكلة الاكباد أما لئن وردت عليه الحوض وما أراك ترده لتجدنه مشمرا حاسرا عن ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول الله صلي الله عليه وسلم قول الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية عن علي ابن أبى طلحة مولى بنى امية قال حج معاوية بن أبى سفيان وحج معه معاوية ابن خديج وكان من أسب الناس لعلي بن أبى طالب فمر في المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي جالس فذكر نحوه الا أنه زاد
[ 131 ]
وقد خاب من افترى . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما على بن أبي طلحة مولى بنى أمية ولم أعرفه . وبقية رجاله ثقات ، والآخر ضعيف . وعن عبدالله ابن أبى نجى أن عليا أتى يوم النضير بذهب وفضة فقال ابيضى واصفرى وغرى غيرى غرى أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فاذن في الناس فدخلوا عليه قال ان خليلي صلى الله عليه وسلم قال يا على انك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين وقدم عليك عدوك غضاب مقمحين (1) ثم جمع يده إلى عنقه يربهم الاقماح رواه الطبراني في الاوسط وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن أبى رافع أ . ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى من أحبه فقد أحبنى ومن أحبنى فقد أحبه الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل . رواه الطبراني من رواية حرب بن الحسن الطحان عن يحيي بن يعلى وكلاهما ضعيف . وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا مبعثا فلما قدم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الله ورسوله وجبريل عنك راضون . وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى أنت وشيعتك تردون على الحوض رواة مروين بيضة وجوهكم وان عدوك بردون على الحوض ظمأ مقمحين . وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى أما ترضى أنك أخى وأنا أخوك . وبسنده أن رسول الله صلى الله عيله وسلم قال ان أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن ايماننا وعن شمائلنا . وبسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى والذى نفسي بيده لولا أن يقول فيك طوائف من أمتى بما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بأحد من المسلمين الا أخذ التراب من أثر قدميك يطلب به البركة . وعن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس انطلق فادع لى سيد العرب يعنى عليا فقالت عائشة ألست سيد العرب قال أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب فلما جاء أرسل رسول (1) الاقماح : رفع الرأس وغض البصر ، يقال أقمحه الغل إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه .
[ 132 ]
الله صلى الله عليه وسلم إلى الانصار فأتوه فقال لهم يا معشر الانصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا قالوا بلى يا رسول الله قال هذا على فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي فان جبريل صلى الله عليه وسلم أمرنى بالذى قلت لكم عن الله عزوجل . رواه الطبراني وفيه اسحاق بن ابراهيم الضبي وهو متروك . وعن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى محبك محبى ومبغضك مبغضي . رواه الطبراني وفيه عبد الملك الطويل وثقه ابن حبان وضعفه الازدي ، وبقية رجاله وثقوا . ورواه البزار بنحوه . وعن أبى مريم الثقفي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يا على طوبى لمن احبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك . رواه الطبراني وفيه على ابن الحزور وهو متروك . وعن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبى طالب ان الله تبارك وتعالى زينك بزينة لم يزن العباد بزينة مثلها ان الله تعالى حبب اليك المساكين والدنو منهم وجعلك لهم اماما ترضى بهم وجعلهم لك اتباعا يرضون بك فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك فأما من أحبك وصدق عليك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في جنتك وأما من أبغضك وكذب عليك فانه حق على الله عزوجل ان يوقفهم مواقف الكذابين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه علي بن الحزور وهو متروك . وعن أم سلمة قالت أشهد أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبنى فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال ان الله تعالى باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة وانى رسول الله اليكم غير محاب لقرابتي هذا جبريل يخبرني أن السعيد حق السعيد (1) من أحب عليا في حياته وبعد موته وأن الشقى كل الشقى من أبغض عليا في حياته وبعد موته . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن جابر بن عبدالله قال والله ما كنا نعرف منافقينا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ببغضهم عليا . رواه الطبراني في (1) " حق السعيد " من زيادات نسخة على الاصل .
[ 133 ]
الاوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال ما كنا نعرف منافقينا معشر الانصار ، باسانيد كلها ضعيفة . وعن ابن عباس قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى على فقال لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق من أحبك فقد أحبنى ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب اللله وبغيضي بغيض الله ويل لمن أبغضك بعدى . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات الا أن في ترجمة ابى الازهر أحمد بن الازهر النيسابوري أن معمرا كان له ابن أخ رافضي فأدخل هذا الحديث في كنبه وكان معمر مهيبا لا يراجع وسمعه عبد الرزاق . وعن عمران بن الحصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن كثير الكوفى حرق أحمد حديثه وضعفه الجمهور ووثقه ابن معين ، وعثمان بن هشام لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيمن يفرط في محبته وبغضه) * عن على بن أبى طالب قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود حتى مهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذى ليس به الا وانه يهلك في اثنان محب مفرط يقرظن مما ليس في ومبغض بحمله شنآنى على أن يبهتني ألا وانى لست بنبى ولا يوحى الي ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم . رواه عبدالله والبزار باختصار وأبو يعلى أنم منه وفى اسناد عبدالله وأبى يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف وفى اسناد البزار محمد بن كثير القرشى الكوفى وهو ضعيف . * (باب في قتاله ومن يقاتله) * عن أبى سعيد قال كنا جلوسا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها على يخصفها ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضينا معه ثم قام يننظره وقمنا معه فقال ان منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت علي تنزيله فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال لا ولكنه خاصف النعل قال فجئنا نبشره قال فكأنه قد سمعه . رواه أحمد
[ 134 ]
ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة . وعن ابى رافع قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم أو يوحى إليه واذ حية في جانب البيت فكرهت ان اقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فان كان شئ كان بى دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية قال الحمد لله فرأني إلى جانبه قال ما أضجعك ههنا قلت لمكان هذه الحية قال قم إليها فاقتلها فقتلتها فحمد الله ثم أخذ بيدى فقال يا أبا رافع سيكون بعدى قوم يقاتلون عليا حق على الله تعالى جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شئ . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله بن أبى رافع ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان ويحيى بن الحسين بن الفرات لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل يقول (أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى والله لئن مات أو قتل لا قاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت والله انى لاخوه ووليه وابن عمه ووارثه فمن أحق به منى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن عوف قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتتحها ثم أوغل روحه أو غدوه ثم نزل ثم هجر فقال يا ايها الناس انى فرط لكم واوصيكم بعترتي خيرا وان موعدكم الحوض والذى نفسي بيده ليقيموا الصلاة وليؤتوا الزكاة أو لابعثن إليهم رجلا منى أو لنفسي فليضربن اعناق مقاتليهم وليسبين ذراربهم قال فرأى الناس أنه أبو بكر أو عمر وأخذ بيد على فقال هذا هو . رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن جبر وثقه ابن معين في رواية وضعفه الجوزجانى ، وبقية رجاله ثقات . * (باب الحق مع على رضى الله عنه) * عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على مع القرآن والقرآن مع على لا يفترقان حتى يردا على الحوض . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه صالح بن ابى الاسود وهو ضعيف . وعن ام سلمة انها كانت تقول كان على على
[ 135 ]
الحق من اتبعه اتبع الحق ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل يومه هذا . رواه الطبراني وفيه مالك بن جعوبة ولم اعرفه ، وبقية احد الاسنادين ثقات . وعن جرى ابن سمرة قال لما كان من اهل البصرة الذي كان بينهم وبين على بن ابى طالب انطلقت حتى اتيت المدينة فاتيت ميمونة بنت الحارث وهي من بنى هلال فسلمت عليها فقالت ممن الرجل قلت من اهل العراق قالت من أي اهل العراق قلت من اهل الكوفة قالت من أي اهل الكوفة قلت من بنى عامر قالت مرحبا قربا علي قرب ورحبا على رحب فمجي ما جاء بك قلت كان بين على وطلحة الذي كان فاقبلت فبايعت عليا قالت فالحق به فو الله ما ضل ولا ضل به حتى قالتها ثلاثا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حرى بن سمرة وهو ثقة . وعن على بن ربيعة قال سمعت عليا وأتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين مالى اراك تستحيل الناس استحالة الرجل ايله ابعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ام سار ابيه قال والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بى بل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى . رواه أبو يعلى وفيه الربيع بن سهل وهو ضعيف . وعن ابى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى يا على فارقني فارق الله ومن فارقك يا على فارقني . رواه البزار وجاله ثقات . (باب حالته في الآخرة) عن ابى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي معك يوم القيامة عصا من عصى الجنة تذود بها المنافقين عن حوضى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سلام بن سليمان المدابنى وزيد العمي وهما ضعيفان وقد وثقا ، وبقية رجالهما ثقات . وعن عبد الله بن اجاره بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين على بن أبى طالب وهو على المنبر يقول انا اذود عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما تذود السقاة غريبة الابل عن حياضهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن قدامة الجوهرى وهو ضعيف . وعن على بن ابى طالب قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترضى يا على إذا جمع الله النبيين في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع اعناقهم العطش فكان اول من يدعي ابراهيم فيكسى ثوبين ابيضين ثم يقوم عن يمين العرش ثم يفجر مثعب من الجنة إلى حوضى وحوضى ابعد مما بين
[ 136 ]
بصرى وصنعاء فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة فأشرب وأتوضا وأكسى ثوبين ابيضين ثم اقوم عن يمين العرش ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين ابيضين فتقوم معى ولا ادعى إلى خير الا دعيت له . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمران ابن ميثم وهو كذاب . * (باب وفاته رضى الله عنه) * عن عمار بن ياسر قال كنت انا وعلى رفيقين في غزوة العشيرة فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم واقام بها رأينا بها ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم فقال على يا ابا اليقظان هل لك ان أتى هؤلاء فننظر كيف يعملون فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلى فاضطجعنا في صور من نخل (1) في دقعاء من التراب فنمنا والله ما أهبنا الا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى أبا تراب لما يرى عليه من التراب ثم قال ألا أحدثكما باشقى الناس رجلين قلنا بلى يا رسول الله قال احمير ثمود الذي عقر الناقة والذى يضربك باعلى هذه يعنى قرنه حتى يبل منه هذه يعنى لحيته . رواه أحمد والطبراني والبزار باختصار ورجال الجميع موثقون الا أن التابعي لم يسمع من عمار . وعن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوما لعلى رضى الله عنه من أشقى الاولين قال الذى عقر الناقة يا رسول الله قال صدقت قال فمن أشقى الآخرين قال لا علم لى يا رسول الله قال الذي يضربك على هذه وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى يافوخه فكان على رضى الله عنه يقول لاهل العراق وددت أنه قد انبعث أشقاكم يخضب هذه يعنى لحيته من هذه ووضع يده على مقدم رأسه . رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه رشدين بن سعد وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر يعنى ابن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي من اشقى ثمود قال من عقر الناقة قال فمن اشقى هذه الامة قال الله اعلم قال قاتلك . رواه الطبراني وفيه ناصح بن عبدالله وهو متروك . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضى الله عنه انك امرؤ مستخلف وانك مقتول وهذه مخضوبة من هذه لحيته من رأسه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه وفيه ناصح بن عبدالله وهو متروك . وعن فضالة (1) في الاصل " مرتحل " ، والصور : الجماعة من النخل .
[ 137 ]
ابن ابى فضالة الانصاري قال خرجت مع ابى عائدا لعلى وكان مريضا فقال له أبى ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت به لم يلك الاعراب جهينة فلو دخلت المدينة كنت بين اصحابك فان اصابك ما تخاف أو نخاف عليك وليك أصحابك وكان أبو فضالة من أهل بدر فقال له على إني لست ميتا من مرضى هذا أو من وجعى هذا انه عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم انى لا اموت حتى احسبه قال اضرب أو تخضب هذه من هذه يعنى ضاربه فقتل أبو فضالة معه بصفين . رواه البزار واحمد بنحوه ورجاله موثقون . وعن ابي سنان الدؤلى انه عاد عليا في شكوى اشتكاها فقال له لقد تخوفنا عليك في شكواك هذه فقال ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه لانى سمعت الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول انك ستضرب ضربة هنا وضربة هاهنا وأشار إلى صدغه فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك ويكون صاحبها اشقاها كما كان عاقر الناقة اشقى ثمود . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن ابى سنان يزيد بن مرة الديلى قال مرض على بن ابي طالب مرضا شديدا حتى ادنف وخفنا عليه ثم انه برأ ونقه فقلنا هنيئا لك ابا الحسن الحمد لله الذى عافاك قد كنا تخوفنا عليك قال لكنى لم اخف على نفسي اخبرني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم انى لا اموت حتى اضرب على هذه وأشار إلى مقدم رأسه الايسر فتخضب هذه منها بدم وأخذ بلحيته وقال يقتلك اشقى هذه الامة كما عقر ناقة الله اشقى بنى فلان من ثمود قال فنسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لحده الدنيا دون يموت . رواه أبو يعلى وفيه والد على بن المديني وهو ضعيف . وعن عبدالله بن سبيع سمعت عليا عليه السلام يقول لتخضبن هذه من هذه فما ينتظرني الاشقى قالوا يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عنده قال إذا تقتلون بى غير قاتلي قالوا فاستخلف علينا قال لا ولكن أترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فماذا تقول لربك إذا أتيته قال أقول اللهم تركتني فيهم ما بدا لك ثم قبضتني اليك وانت فيهم فان شئت اصلحتهم وان شئت أفسدتهم . رواه احمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن سبيع وهو ثقة ، ورواه البزار باسناد حسن . وعن ثعلبة أنه قال على المنبر والله انه لعهد النبي الامي صلى الله عليه وسلم إلى أن الامة ستغدر بى . رواه البزار وفيه على بن قادم وقد وثق وضعف . وعن عائشة (15 تاسع مجمع الزوائد)
[ 138 ]
قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم التزم عليا وقبله ويقول بأبى الوحيد الشهيد بأبى الوحيد الشهيد . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه . وعن أبى رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى قبل موته تبرئ ذمتي وتقبل على سنتى . رواه البزار وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا . وعن علي قال أتاني عبدالله بن سلام وقد وضعت قدمى في الغرز (1) فقال لى لا تقدم العراق فاني اخشى ان يصيبك بها ذباب السيف (2) قال على وايم الله لقد أخبرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو الأسود فما رأيت كاليوم قط محاربا يخبر بذاعن نفسه . رواه أبو يعلي والبزار بنحوه ورجال أبى يعلى رجال الصحيح غير اسحاق بن أبى إسرائيل وهو ثقة مأمون . وعن ابن عباس قال قال على يا رسول الله إنك كنت قلت لى يوم أحد حين أخرت عن الشهادة إن الشهادة من ورائك قال كيف خبرك إذا خضبت هذه من هذه وأهوى بيده إلى لحيته ورأسه فقال على أما إذ بينت لى ما بينت فليس ذاك في مواطن الصبر ولكن هو في مواطن البشرى والكرامة . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن كيسان وهو ضعيف . وعن ابى صالح يعني الحنفي عن علي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الاود واللدد فبكيت فقال لى لا تبك يا على والتفت فالتفت فإذا رجلان يتصعدان وإذا ؟ ؟ مند يرضخ بها رؤوسهما حتى تفضخ ثم يرجع أو قال يعود قال فغدوت إلى علي كما كنت أغدو عليه كل يوم حتى إذا كنت في الخرازين لقيت الناس فقالوا لى قتل أمير المؤمنين . رواه أبو يعلى هكذا ولعل الرائى هو أبو صالح رآه لعلي وأن الذين رآهما ابن ملجم القاتل ورفيقه والله أعلم ، ورجاله ثقات . * (باب) * عن ابى الطفيل قال دعاهم على إلى البيعة فجاء فيهم عبدالرحمن بن ملجم وقد كان رآه قبل ذلك مرتين ثم قال ما يحبس اشقاها والذى نفسي بيده لتخضبن هذه من هذه وتمثل بهذين البيتين : اشددت حيازيمك للموت فان الموت لاقيكما (3) ولا تجزع من الموت فان الموت آتيكما رواه الطبراني عن شيخه عبدالله بن محمد بن سعيد وهو ضعيف . وعن (1) أي الركاب . (2) ذباب السيف : طرفه الذى يضرب به . (3) في الاصل " آتيكا " .
[ 139 ]
عوانة بن الحكم قال لما ضرب عبدالرحمن بن ملجم عليا وحمل إلى منزله أتاه العواد فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال كل امرئ ملاق ما يفر منه والاجل مساق النفس والهرب من افاته كم اطردت الانام أبحثها عن مكنون هذا الامر فأبى الله عزوجل إلا خفاه هيهات علم مخزون أما وصيتى اياكم فالله عزوجل لا تشركوا به شيئا ومحمد صلى الله عليه وسلم لا تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم ما شردوا واحمل كل امرئ مجهوده وخفف عن الجهلة برب رحيم ودين قويم وامام عليم كنا في رياح ودري أعصار وتحت ظل غمامه اضمحل مركدها فيحطها عار خاوركم تدنى ايامنا تباعا ثم هواء فستعقبون من بعده جثة اخواء ساكنة بعد حركة كاظمة بعد طوق أنه أبلغ للمعتبر بن من نطق البليغ وداعيكم داع مرصد للتلاق غدا ترون أيامى ويكشف عن سرائري لن يحابينى الله عزوجل الا أن أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط موعود عليكم السلام يوم اللزام ان ابق فانا ولى دمي وان افنى فالفناء ميعادى العفو لي فدية ولكم حسنة فاعفوا عفا الله عنا وعنكم (ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) ثم قال : عش ما بدا لك قصرك الموت * لا مرحل عنه ولا فوت ساغنى بيت وبهجته * زال الغنى وتقوض البيت يا ليت شعرى ما يراد بنا * ولعل ما تجدى لنا ليت رواه الطبراني وفيه هشام الكلبي وهو متروك . وعن اسمعيل بن راشد قال كان من حديث ابن ملجم لعنه الله واصحابه أن عبدالرحمن ين ملجم والبرك بن عبدالله وعمرو بن بكر التميمي اجتمعوا بمكة فذكروا أمر الناس وعابوا عليهم ولاتهم ثم ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم فقالوا والله ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئا إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو شربنا انفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم اخواننا قال ابن ملجم وكان من أهل مصر أنا أكفيكم على بن أبى طالب وقال البرك بن عبدالله أنا اكفيكم معاوية بن أبى سفيان وقال عمرو بن بكر التميمي
[ 140 ]
أنا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا وتواثقوا بالله أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذى توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه فأخذوا أسيافهم فسموها وتواعدوا (1) لسبع عشرة خلت من شهر رمضان ان يثب كل واحد على صاحبه الذى توجه إليه وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه الذي يطلب فأما ابن ملجم المرادي فأتى أصحابه بالكوفة وكاتمهم امره كراهية أن يظهروا شيئا من أمره وانه لقى أصحابه من تيم الرباب وقد قتل على منهم عدة يوم النهر فذكروا قتلاهم فترحموا عليهم قال ولقى من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها قطام بنت الشحنة وقد قتل على بن أبى طالب أباها وأخاها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فلما رآها التبست بعقله ونسى حاجته التى جاء لها فخطبها فقالت لا أتزوج حتى تشفيني قال وما تشائين قالت ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل على بن ابى طالب فقال هو مهر لك فاما قتل علي بن ابى طالب فما أراك ذكرتيه وأنت تريدينه قالت بلى فالتمس غرته فان أصبته شفيت نفسك ونفسي وتفعل معى العيش وان قتلت فما عند الله عزوجل خير من الدنيا وزبرج (2) أهلها فقال ما جاء بى إلى هذا المصر الا قتل على قالت ماذا أردت ذلك فأخبرني حتى أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على أمرك فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له وردان فكلمته فأجابها وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له شبيب بن نجدة فقال له هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال وما ذاك قال قتل على قال ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على قتله قال أكمن له في السحر فإذا خرج إلى صلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا انفسنا وادركنا ثأرنا وان قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وزبرج اهلها قال ويحك لو كان غير على كان اهون على قد عرفت بلاءه في الاسلام وسابقته مع النبي صلى الله عليه وسلم وما أجدني اشرح لقتله قال أما تعلم انه قتل اهل النهروان العباد المصلين قال نعم نقتله بما قتل من اخواننا فأجابه فجاؤا حتى دخلوا على قطام وهى في المسجد الاعظم معتكفة فيه فقالوا لها قد اجتمع رأينا على قتل علي قال فإذا (1) في الاصل " واعتدوا " . (2) الزبرج : الزينة والذهب .
[ 141 ]
أردتم ذلك فائتوني ضحى فقال هذه الليلة التى واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه فدعت لهم بالحرير فعصبتهم وأخدوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التى يخرج منها على فخرج لصلاة الغداة فجعل يقول الصلاة الصلاة فشد عليه شبيب فضربه بالسيف فوقع السيف بعضادتى الباب أو بالطاق فشد عليه ابن ملجم فضربه على قرنه وهرب ، ورد أن على دخل منزله ودخل رجل من بنى أسيد وهو ينزع السيف والحديد عن صدره فقال ما هذا السيف والحديد فأخبره بما كان فذهب إلى منزله فجاء بسيفه فضربه حتى قتله وخرج شبيب نحو أبواب كندة فشد عليه الناس إلا أن رجلا يقال له عويمر ضرب رجله بالسيف فصرعه وجثم عليه الحضرمي فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده خثى على نفسه فتركه فنجا بنفسه ونجا شبيب في غمار الناس وخرج ابن ملجم فشد عليه رجل من همذان يكنى أبا أدما فضرب رجله فصرعه وتأخر على ودفع في ظهر جعدة بن هبيرة بن أبى وهب فصلى بالناس الغداة وشد عليه الناس من كل جانب وذكروا أن محمد بن حنيف قال والله إنى لاصلى تلك الليلة في المسجد الاعظم قريبا من السدة في رجال كثيرة من اهل المصر ما فيهم إلا قيام وركوع وسجود ما يسأمون من أول الليل إلى آخره إذ خرج على لصلاة الغداة وجعل ينادي أيها الناس الصلاة الصلاة فما أدرى أتكلم بهذه الكلمات أو نظرت إلى بريق السيف وسمعت الحكم لله لا لك يا على ولا لاصحابك فرأيت سيفا ورأيت ناسا وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل وشد عليه الناس من كل جانب فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم فأدخل على على فدخلت فيمن دخل من الناس فسمعت عليا يقول النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيى ولما أدخل ابن ملجم على على قال له يا عدو الله الم أحسن اليك الم أفعل بك قال بلى قال فما حملك علي هذا قال شحذته أربعين صباحا فسألت الله أن يقتل به شر خلقه قال له على ما أراك إلا مقتولا به وما أراك إلا من شر خلق الله عزوجل وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدى الحسن إذ نادته أم كلثوم بنت على وهى تبكي يا عدو الله لا بأس على أبى والله عزوجل مخزيك قال فعلام تبكين والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه
[ 142 ]
الضربة بجميع أهل مصر ما بقى منهم أحد ساعة وهذا أبوك باقيا حتى الآن فقال على للحسن أن بقيت رأيت فيه رأيى ولئن هلكت من ضربتي هذه فاضربه ضربة ولا تمثل به فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور وذكر أن حريث ابن عبدالله دخل على على يسأل به فقال يا أمير المؤمنين إن فقدناك ولا نفقدك فنبايع الحسن قال ما آمركم ولا أنهاكم أنتم أبصر فلما قبض علي رضى الله عنه بعث الحسن إلى ابن ملجم فدخل عليه فقال له ابن ملجم هل لك في خصلة أي والله ما أعطيت الله عهدا إلا وفيت به انى كنت أعطيت الله عهدا ان أقتل عليا ومعاوية أو أموت دونهما فان شئت خليت بينى وبينه ولك الله على ان لم أقتله أن آتيك حتى أضع يدى في يدك فقال له الحسن لا والله تعاين الناس فقدمه فقتله فأخذه الناس فادرجوه في بوارى ثم أحرقوه بالنار وقد كان على رضى الله عنه قال يا بنى عبدالمطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون قتل أمير المؤمنين قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتل بى الا قاتلي ، وأما ال ؟ رك بن عبدالله فقعد لمعاوية فخرج لصلاة الغداة فشد عليه بسيفه وأدبر معاوية هاربا فوقع السيف في اليته فقال ان عندي خبرا أبشرك به فان أخبرتك أنافعي ذلك عندك قال وما هو قال ان أخا لى قتل عليا الليلة قال فلعله لم يقدر عليه قال بلى ان عليا يخرج ليس معه أحد يحرسه فأمر به معاوية فقتل فبعث إلى الساعدي وكان طبيبا فنظر إليه فقال ان ضربتك مسمومة فاختر منى إحدى خصلتين إما أن أحمى حديدة فأضعها في موضع السيف وإما أن أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ منها فان ضربتك مسمومة فقال له معاوية أما النار فلا صبر لي عليها وأما انقطاع الولد فان في يزيد وعبد الله وولدهما ما تقر به عينى فسقاه تلك الليلة الشربة فبرأ فلم يولد له بعد فأمر معاوية بعد ذلك بالمقصورات وقيام الشرط على رأسه ، وقال على للحسن والحسين أي بنى أوصيكما بتقوى الله والصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها وحسن الوضوء فانه لا تقبل صلاة الا بطهور وأوصيكم بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه في الدين والتثبت في الامر وتعاهد القرآن وحسن الجوار والامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجتناب الفواحش قال ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال هل
[ 143 ]
حفظت ما أوصيت به أخويك قال نعم قال إنى أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك وتزبين أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما ثم قال لهما أوصيكما به فانه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما ان أباكما كان يحبه ثم أوصى فكانت وصيته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به على بن أبى طالب أوصى أن يشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ثم إن صلاتي ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ثم أوصيكما يا حسن ويا حسين ويا جميع أهلى وولدى ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم ولا تموتن الا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن صلاح ذات البين أعظم من عامة الصلاة والصيام وانظروا إلى ذوى أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب والله الله في الايتام لا يضيعن بحضرتم والله الله في الصلاة فانها عمود دينكم والله الله في الزكاة فانها تطفى ء غضب الرب والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم والله الله في القرآن لا يسبقنكم بالعمل به غيركم والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم والله الله في بيت ربكم لا تخلون ما بقيتم فانه إن ترك لم تناظروا والله الله في ذمة نبيكم صلى الله عليه وسلم فلا تظلمن بين ظهرانيكم الله الله في جيرانكم فانهم وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بهم حتى ظننت أنه سيورثهم والله الله في أصحاب نبيكم صلى الله عليه وسلم فانه أوصى بهم والله الله في الضعيفين من النساء وما ملكت أيمانكم الصلاة الصلاة لا تخافن في الله لومة لائم الله يكفيكم من أرادكم وبغى عليكم وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله ولا تتركوا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فيولى أمركم شراركم ثم تدعون ولا يستجاب لكم عليكم بالتواصل والتبادل إياكم والتفاطع والتدابر والتفرق وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم صلى الله عليه وسلم أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ، ثم لم ينطق الا بلا اله الا الله حتى قبض في شهر رمضان في سنة أربعين وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن
[ 144 ]
جعفر وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات وولى الحسن عمله ستة أشهر وكان ابن ملجم قبل أن يضرب عليا قعد في بنى بكر بن وائل إذ مر عليه بجنازة أبحر بن جابر العجلى أبى حجار وكان نصرانيا والنصارى حوله وناس مع حجار بمنزلته يمشون بجانب امامهم شقيق بن ثور السلمي فلما رآهم قال من هؤلاء فاخبر ثم أنشأ يقول : لئن كان حجار بن أبحر مسلما * لقد بوعدت منه جنازة أبحر وإن كان حجار بن أبحر كافرا * فما مثل هذا من كفور بمنكر أترضون هذا ان قسا ومسلما * جميعا لدى نعش مسامع منظر وقال ابن عباس المرادى : ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم (1) ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب على بالحسام المصمم ولا مهر أغلى من على وإن علا * ولا قتل (2) إلا دون قتل ابن ملجم وقال أبو الأسود الدؤلى : ألا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا أفى الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا قتلتم خير من ركب المصايا * وحسنها (3) ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثانى والمئينا لقد علمت قريش حين كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا وأما عمرو بن بكر فقعد لعمرو بن العاص في تلك الليلة التى ضرب فيها معاوية فلم يخرج واشتكى فيها بطنه فأمر خارجة بن حبيب وكان صاحب شرطته وكان من بنى عامر بن لؤى فخرج يصلى بالناس فشد عليه وهو يرى أنه عمرو بن العاص فضربه بالسيف فقتله وأدخل على عمرو فلما رآهم يسلمون عليه بالامر فقال من هذا قالوا عمرو بن العاص قالوا من قتلت قالوا خارجة قال أما والله يا فاسق ما حمدت (1) كذا في الاصابة ، وفي الاصل " ساغير معجم " . (2) في الاستيعاب " ولا فنك " . (3) في الاستيعاب وشذرات الذهب " وذللها " .
[ 145 ]
غيرك قال عمرو أردتني والله أراد خارجة وقدمه وقتله فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه : وقتك وأسباب الامور كثيرة * مسبة ساع من لؤى بن غالب فيا عمرو مهلا إنما أنت عمه * وصاحبه دون الرجال الاقارب نجوت وقد بل المرادي سيفه * من ابن أبى شيخ الاباطح طالب ويضربنى بالسيف آخر مثله * فكانت عليه تلك ضربة لازب وأنت تباغي كل يوم وليلة * بمصرك بيضا كالظباء الشوارب وكان الذى ذهب ببيعته سفيان بن عبد شمس بن أبى وقاص الزهري وكان الحسن قد بعث قيس بن سعد بن عبادة على مقدمته في اثني عشر الفا وخرج معاوية حتى نزل بايلياء في ذلك العام وخرج الحسن حتى نزل في القصور البيض في المدائن وخرج معاوية حتى نزل مسكن وكان على المدائن عم المختار بن أبى عبيد وكان يقال له سعد بن مسعود فقال له المختار وهو يومئذ غلام شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمر به إلى معاوية فقال له سعد عليك لعنة الله أأثب على ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه فلما رأى الحسن تفرق الناس عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح فبعث إليه معاوية عبدالله بن عامر وعبد الله بن سمرة ابن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه ثم قام الحسن في الناس فقال يا أهل العراق إنما يستحى بنفسى عليكم ثلاث قتلكم أبى وطعنكم إياى وانتهابكم متاعى ، ودخل في طاعة معاوية ودخل الكوفة فبايعه الناس . رواه الطبراني وهو مرسل واسناده حسن . وعن أبى يحيى قال لما ضرب ابن ملجم عليا عليه السلام الضربة قال افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل برجل أراد قتله فقال اقتلوه ثم حرقوه . رواه أحمد وفيه عمران بن ظبيان وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن موسى بن طلحة قال كان علي والزبير وسعد بن أبى وقاص بدار عامر واحد . رواه الطبراني وفيه اسحق بن يحيى بن طلحة وهو متروك وقال يعقوب بن شيبة لا بأس به ، وبقية رجاله وثقوا . وعن محمد بن على بن الحسين قال توفى على وهو ابن ثمان وخمسين ، ورجاله رجال الصحيح . وعن يحيى بن بكير قال قتل على بن أبي طالب يوم الجمعة يوم سبع عشرة من شهر (16 تاسع مجمع الزوائد)
[ 146 ]
رمضان سنة أربعين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى بكر بن أبي شيبة قال قتل على سنة أربعين وكانت خلافته خمس سنين وستة أشهر (1) . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن محمد بن عقيل قال قتل على سنة أربعين . رواه الطبراني وإسناده ضعيف . * (باب خطبة الحسن بن على رضى الله عنهما) * عن ابى الطفيل قال خطبنا الحسن بن على بن أبى طالب فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا رضى الله عنه خاتم الاوصياء ووصى الانبياء وأمين الصديقين والشهداء ثم قال يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الاولون ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه ولقد قبضه الله في الليلة التى قبض فيها وصى موسى وعرج بروحه في الليلة التى عرج فيها بروح عيسى بن مريم وفى الليلة التى أنزل الله عزوجل فيها الفرقان والله ما ترك ذهبا ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لام كلثوم ثم قال من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى الله عليه وسلم ثم تلا هذه الآية قوله يوسف (واتبعت ملة آبائى إبراهيم وإسحق ويعقوب) ثم أخذ في كتاب الله ثم قال أنا ابن البشير أنا ابن النذير وأنا ابن النبي أنا ابن الداعي إلى الله باذنه وأنا ابن السراج المنير وانا ابن الذى ارسل رحمة للعالمين وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عزوجل مودتهم وولايتهم فقال فيما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وفى رواية وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار إلا انه قال ليلة سبع وعشرين من رمضان ، وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه إلا انه قال ويعطيه الراية فإذا حم الوغى فقاتل جبريل عن يمينه وقال كانت إحدى وعشرين من رمضان . ورواه أحمد باختصار كثير وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان . راجع " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لابن العماد .
[ 147 ]
* (باب مناقب طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه) * * (باب نسبه) * عن أبى عبيدة معمر بن المثنى قال : طلحة بن عبيد الله بن عفان بن عامر بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك وأمه الصعبة بنت الحضرمي وإنما قيل له الحضرمي لانه كان ببلاد حضرموت قتل بها عمرو بن ناهض الحميرى ثم هرب إلى مكة فحالف حرب بن أمية واسم الحضرمي عبدالله ابن عامر بن ربيعة بن البر بن بكم بن عوف بن مالك بن عريف بن الخزرج بن إياد ابن الصدف بن حضرموت بن قحطان من كندة ، والصعبة أخت العلاء بن الحضرمي وأمها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب . رواه الطبراني واسناده حسن . * (باب صفته رضى الله عنه) * عن موسى بن طلحة قال كان طلحة بن عبيد الله أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا هو إلى القصر أقرب رحب الصدر عريض المنكبين إذا التفت التفت جميعا ضخم القدمين . رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن الواقدي قال كان طلحة بن عبيد الله آدم كثير الشعر ليس بالجعد ولا بالسبط حسن الوجه دقيق العرنين إذا مشى أسرع وكان لا يغير شيبه قتل يوم الجمل في جمادي سنة ست وثلاثين . رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات . * (باب في كرمه وما سمي به رضى الله عنه) * عن قبيصة بن جابر قال ما رأيت رجلا قط اعطى الجزيل من المال من غير مسألة من طلحة بن عبيد الله قال سفيان وكان اهله يقولون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الفياض . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن طلحة بن عبيد الله قال سمانى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد طلحة الخير وفى غزوة ذى العشيرة طلحة الفياض ويوم حنين طلحة الجود . رواه الطبراني وقال بالسين والشين جميعا فالسين من العسرة
[ 148 ]
وبالشين موضع ، وفيه من لم اعرفهم وسليمان بن ايوب الطلحي وثق وضعف . وعن موسى بن طلحة ان طلحة نحر جزورا وحفر بئرا يوم ذى قرد فأطعمهم وسقاهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا طلحة الفياض فسمى طلحة الفياض . رواه الطبراني وفيه اسحاق ابن يحيى بن طلحة وقد وثق على ضعفه . وعن سلمة بن الاكوع قال ابتاع طلحة ابن عبيد الله بئرا بناحية الجبل فنحر جزورا فأطعم الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت يا طلحة الفياض . رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن ابراهيم وهو مجمع على ضعفه . وعن يحيى بن بكير قال كان طلحة بن عبيد الله يكني أبا محمد . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت دخل على يوما طلحة فرأيت منه فعلا فقلت له مالك لعله رابك مناشي فغيبك قال لا ولنعم حليلة المرء المسلم انت ولا كبر ولكن اجتمع عندي مال ولا ادرى كيف اصنع به قالت وما يغمك منه ادع قومك فاقسمه بينهم فقال يا غلام قومي فسألت الخازن كم قسم قال أربعمائة الف . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمرو بن دينار قال كانت غلة طلحة كل يوم الفا وافيا . رواه الطبراني ورجاله ثقات الا انه مرسل . * (باب جامع في مناقبه رضى الله عنه) * عن عروة قال : طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرة وكان بالشام فقدم وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه فضرب له سهمه قال وأجرى يا رسول الله قال وأجرك يعنى يوم بدر . رواه الطبراني وهو مرسل حسن الاسناد . وعن ابى هريرة قال تذاكرنا يوم احد والنبى صلى الله عليه وسلم قائم يصلى فلما فرغ وانصرف من صلاته التفت الينا فقال ألا أخبركم عن يوم احد وما معى الا جبريل عن يمينى وطلحة عن يسارى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه القعقاع بن زكريا الطلحى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة أم المؤمنين قالت والله إني لفي بيتى ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الفناء والستر بينى وبينهم إذ أقبل طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الارض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه صالح بن موسى وهو متروك . وعن طلحة بن عبيد الله قال كان
[ 149 ]
النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأني قال من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الارض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله . رواه الطبراني وفيه سليمان بن أيوب الطلحى وقد وثق وضعفه جماعة وفيه جماعة لم أعرفهم . وبسنده قال كان يوم أحد جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهرى حتى استقل وصار على الصخرة واستتر من المشركين فقال بيده هكذا وأومأ بيده إلى وراء ظهرى هذا جبريل عليه السلام أخبرني انه لا يراك يوم القيامة في هول الا أنقذك منه . وبسنده قال لما كان يوم أحد أصابني السهم قلت حس (1) فقال لو قلت بسم الله لطارت بك الملائكة والناس ينظرون إليك . وبسنده قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأني قال سلفى في الدنيا وسلفي في الآخرة . وبسنده قال كانت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطيئة إلى فأتاه رجل يسئله إحداهما فقال ذاك طلحة بن عبيد الله فأتاني فأعلمني فأبيت عليه فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه فقال مثل ذلك فأتاني فأعلمني فأبيت عليه فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه مثل ذلك فرجع إلى فقلت في نفسي ما بعثه إلا وهو يحب ان يقضى حاجته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يسأل شيئا إلا فعله فقلت لانا إلى شور رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى من راحلته فدفعتها إليه فأراد النبي صلى الله عليه وسلم سفرا فأراد ان يرحل له فأتاني فقال أي الراحلتين كانت احب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت الطائفية فرحلها له ثم قربها إليه فلما سارت به انكبت فقال من رحل هذه قالوا فلان قال ردوها إلى طلحة فردت الي قال طلحة والله ما غششت احدا في الاسلام غيره لكي ترجع إلى راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن الحرث الاعور الهمذانى قال كنت عند على بن ابى طالب إذ جاءه ابن طلحة بن عبيد الله فقال له على مرحبا بك يا ابن أخى إلى ههنا فأقعده معه ثم قال اما والله انى لارجو ان اكون انا وابوك ممن قال الله (ونزعنا ما في صدورهم من غل) الآية . رواه الطبراني في الاوسط والحرث ضعفه الجمهور وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن عيسى بن طلحة قال كان يوم قتل ابن اثنتين وستين سنة قال الواقدي وقتل يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين . وفى رواية عن المهاجر بن قنفذ قال قتل طلحة وهو (1) هي كلمة يقولها الانسان إذا اصابه ما يمضه ويزعجه .
[ 150 ]
ابن أربع وستين سنة ودفن بالبصرة في ناحية ثقيف ، وفى اسنادهما الواقدي وهو ضعيف . وعن يحيى بن بكير قال قتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل في جمادي سنة ست وثلاثين وسنة ثنتان وخمسون سنة والزبير أسن منه وكان يكنى أبا محمد . وراه الطبراني عن يحيى هكذا . وعن قيس بن أبى حازم قال رأيت مروان ابن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته فما زال يسيح إلى أن . مات . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وعن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى طلحة بن عبيد الله وقد مات فنزل عن دابته وأجلسه فجعل يمسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه وهو يقول ليتنى مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن قيس بن عباد قال شهدت عليا يوم الجمل يقول لابنه حسن يا حسن وددت اني مت منذ عشرين سنة . رواه الطبراني وإسناده جيد . (باب مناقب الزبير بن العوام رضى الله عنه) قال الطبراني : الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى بن كلاب ابن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك يكنى ابا عبدالله امه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن يحيى بن بكير قال كان الزبير يكنى ابا عبدالله . رواه الطبراني . وعن عبدالله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير قال كان الزبير ابيض طويلا نحيفا خفيف العارضين . رواه الطبراني وعبد الله يروى الموضوعات . وعن عروة فيمن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى اسد بن عبد العرى : الزبير بن العوام ابن أسد . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن عروة قال كان الزبير بن العوام طويلا تخط رجلاه الارض إذا ركب الدابة أشعر وربما أحدب بشعر كتفيه . رواه الطبراني وفيه أبوغزبة ضعفه الجمهور ووثقه الحاكم وابن أبى الزناد مختلف فيه . وعن عروة قال أول من سل سيفا في سبيل الله الزبير بن العوام ، ورجاله ثقات . وعن شيخ قدم من الموصل قال صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره فأصابته جنابة بأرض قفر فقال استرني فسترته فحانت منى التفاتة إليه فرأيته مجدعا بالسيوف فقلت والله لقد رأيت بك أثارا ما رأيتها بأحد قط قال وقد رأيت ذلك قلت نعم قال أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى سبيل الله . رواه الطبراني
[ 151 ]
والشيخ الموصلي لم اعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن مطيع بن الاسود . قال سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول والله لو عهدت عهدا أو تركت تركة لكان أحب إلى أن أجعلها إلى الزبير بن العوام فانه ركن من أركان الدين . وراه الطبراني وإسناده حسن . وعن أبى الاسود قال أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار وهو يقول ارجع إلى الكفر فيقول الزبير لا أكفر أبدا . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا انه مرسل . وعن هشام بن عروة قال أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل وهو ابن بضع وستين سنة وهو من البصرة على نحو بريد . رواه الطبراني وهو مرسل صحيح . وعن عبدالله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبى حوارى والزبير حواري وابن عمتى . رواه أحمد والبزار والطبراني وإسناد أحمد المتصل رجاله رجال الصحيح . وعن الزبير بن بكار قال التقى على بن أبى طالب والزبير بن العوام يوم الجمل فقال على للزبير ان لم يقاتل معنا فلا تعن علينا فقال الزبير أتحب أن أرجع عنك قال نعم وكيف لا أحب ذلك وأنت ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قوله حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى خلصان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لان عائشة بنت أبى بكر زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسماء بنت أبى بكر زوج الزبير ، وقوله سلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله ، وقوله ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقوله وابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أم النبي صلى الله عليه وسلم أمنة بنت وهب والزبير من رهطها . رواه الطبراني منقطع الاسناد . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواريى الزبير . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن نافع قال سمع ابن عمر رجلا يقول يا ابن حوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان كنت من آل الزبير وإلا فلا . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن
[ 152 ]
الزبير قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة أو في غداة باردة فذهب ثم جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه بعض نسائه في لحاف فطرح على طرف ثوبه أو طرف الثوب . رواه البزار وفيه إسحق بن إدريس وهو متروك . وعن ابن عمر أن الزبير استأذن عمر في الجهاد فقال اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وإسناده حسن . وعن الزبير بن العوام قال دعا لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولدي ولولد ولدى فسمعت أبى يقول لاخت لى كانت أسن منى يا بنية يعني انك ممن أصابته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة (1) وهو متروك . وعن ابن عون قال هؤلاء الاخيار قتلوا قتلا ثم بكى فقال قاتل الزبير حتى فعل ذلك مرارا فقال قاتل الزبير أقبل على الزبير فأقبل الزبير عليه فقال أذكرك الله فكف عنه الزبير حتى فعل ذلك مرارا فقال الزبير قاتله الله يذكرنا الله ثم ينساه . رواه الطبراني واسناده منقطع ورجاله ثقات . وعن يحيى بن بكير قال قتل الزبير بن العوام يوم الجمل في جمادى لا أدرى الاولى أو الآخرة سنة ست وثلاثين ، وأخبرني الليث عن أبى الاسود أنه أخبره عروة أن الزبير أسلم وهو ابن ثمان سنين وكان يكنى أبا عبدالله فان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة ثلاث عشرة فهو يوم قتل ابن سبع وخمسين وان كان أقام عشر سنين فالزبير ابن أربع وخمسين سنة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال قتل الزبير وهو ابن أربع وستين وقتل سنة ست وثلاثين . رواه الطبراني واسناده منقطع . وعن هشام بن عروة قال أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة وقتل وهو ابن بضع وستين . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . وعن أسماء بنت أبى بكر قالت فقال حسان : أقام على عهد النبي وهديه * حواريه والقول بالفعل يعدل هو الفارس المشهور والبطل الذى * يصول إذا ما كان يوم محجل إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها (2) * بأبيض سباق إلى الموت يرمل وان كان أمر كانت صفية أمه * ومن أسد في بيتها لمؤثل (1) في الاصل " زيادة " ولعله تحريف . (2) أي اوقدها .
[ 153 ]
رواه الطبراني في حديث طويل قد تقدم في كتاب الادب ويأتى في الشعر وأبوابه في أواخر الكتاب . (باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه) (باب في سنه وصفته رضى الله عنه) عن سعد يعني ابن أبى وقاص أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أنا قال سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف من قال غير ذلك فعليه لعنة الله . رواه الطبراني والبزار مسندا ومرسلا ورجال المسند وثقوا . وعن مصعب بن عبدالله الزبيري قال أم سعد بن أبى وقاص حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف وأمها بنت أبى سرح بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن لؤى بن غالب . رواه الطبراني . وعن عائشة بنت سعد قالت كان أبى رجلا قصيرا دحداحا (1) غليظا ذا هامة شثن الاصابع (2) وقد شهد بدرا . رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن اسماعيل بن محمد بن سعد قال كان سعد بن أبى وقاص جعد الشعر أشعر الجسد طويلا أفطس . رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك . * (باب إجابة دعوته رضى الله عنه) * عن عامر يعنى الشعبى قال قيل لسعد بن أبي وقاص متى أجبت الدعوة قال يوم بدر كنت أرمى بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول اللهم زلزل أقدامهم وارعب قلوبهم وافعل بهم وافعل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم استجب لسعد . رواه الطبراني واسناده حسن . وقد تقدم في وقعة أحد أن السهام التى رمى بها يومئذ ألف سهم . وعنه قال سمعنى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ادعو فقال اللهم استجب له إذا دعاك . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، ويأتي حديث ابن عباس في الباب الذي يليه . وعن سعيد بن المسيب قال خرجت جارية لسعد يقال لها زيرا وعليها قميص حرير فكشفها الريح فشد عليها عمر بالدرة وجاء سعد (1) الدحداح : القصير السمين . (2) أي غليظها . (17 تاسع مجمع الزوائد)
[ 154 ]
ليمنعه فتناوله بالدرة فذهب سعد يدعو على عمر فناوله عمر الدرة وقال اقتص فعفا عن عمر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن قيس يعنى ابن ابى حازم قال كان لابن مسعود على سعد مال فقال له ابن مسعود أد المال الذى قبلك فقال له والله لا راك لاق منى شرا هل أنت إلا ابن مسعود وعبد من هذيل فقال أجل والله إنى لابن مسعود وانك لابن حمنة فقال لهما هاشم بن عتبة إنكما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر الناس اليكما فطرح سعد عودا كان في يده ثم رفع يده فقال اللهم رب السموات فقال له ابن مسعود قل قولا ولا تلعن فسكت ثم قال سعد لولا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة ما تخطئك . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة مأمون . وعن عامر بن سعد قال بينما سعد يمشى إذ مر برجل وهو يشتم عليا وطلحة والزبير فقال له سعد انك تشتم أقواما قد سبق لهم من الله ما سبق والله لتكفن عن شتمهم أو لادعون الله عزوجل عليك قال يخوفني كانه نبى فقال سعد اللهم ان كان يشتم اقواما قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالا فجاءت بختية (1) فأفرج الناس لها فتخبطته فرأيت الناس يتبعون سعدا يقولون استجاب الله لك يا ابا إسحاق . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن قبيصة بن جابر قال ابن عم لنا يوم القادسية : ألم تر أن الله أنزل نصره * وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد ايمت نساء كثيرة * ونسوة سعد ليس فيهم أيم فبلغ سعدا قوله فقال عيى لسانه ويده فجاءت نشابة فأصابت فاه فخرس ثم قطعت يده في القتال احملوني على باب فخرج به محمولا ثم كشف عن ظهره وفيه قروح فأخبر الناس بعذره فعذروه وكان سعد لا يحين ، وفى رواية يقاتل حتى ينزل الله نصره وقال وقطعت يده وقتل . رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما ثقات . (باب جامع في مناقبه رضي الله عنه) عن سعد قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستخبر له خبرا فذهبت وأنا أسعى حتى (1) البختية : الانثى من الجمال .
[ 155 ]
صرت إلى القوم ثم جئت وأنا أمشى على هينتي حتى صرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألني فأخبرته فقال ذهبت شديدا ثم جئت على هينتك أو كما قال فقلت يا رسول الله انى كرهت أن أسعى فيظن بى القوم أنى قد فرقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن سعدا لمجرب . رواه البزار واسناده حسن . وعن جابر بن سمرة قال أول من رمى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم رمى به سعد . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . غير أبي خالد الوالبى وهو ثقة . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه العلاء بن عمرو الحنفي وهو متروك . وعن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه قال كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم سعد ارم فداك أبى قال فنزغت بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه فوقع وانكشفت عورته فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذة قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن الدرداء رضوان الله عليهم أجمعين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مندل بن على وهو ضعيف وقد وثق . وعن على عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا ان الجنة اشتاقت إلى أربعة من اصحابي فأمرني ربي ان احبهم فانتدب صهبب الرومي وبلال بن رباح وطلحة والزبير وسعد بن ابى وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا يا رسول الله من هؤلاء الاربعة حتى نحبهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمار عرفك الله المنافقين وأما هؤلاء الاربعة فأحدهم على بن أبى طالب والمقداد بن الاسود الكندى والثالث سلمان الفارسى والرابع أبو ذر الغفاري . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات إلا أن ابن اسحاق مدلس . وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل عليه السلام أتانى فقال ان ربك يحب من أصحابك أربعة ويأمرك أن تحبهم قال بعض أصحابه سمهم لنا يا رسول الله قال أما إن عليا منهم حتى إذا كان الغد قالوا يا رسول الله النفر الذين أخبرك الله أنه يحبهم قال على وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الاسود وسلمان الفارسى قلت رواه الترمذي وغيره باختصار رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد النور بن عبدالله
[ 156 ]
كذبه شعبة ووثقه ابن حبان . وعن نافع عن ابن عمر قال قيل له إنك قد أحسنت الثناء علي عبدالله بن مسعود قال وما يمنعنى من ذلك وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا القرآن عن أربعة عبدالله بن مسعود وسالم مولى أبى حذيفة وأبى بن كعب ومعاذ بن جبل ثم قال لقد هممت أن أبعثهم إلى الامم كما بعث عيسى الحواريين قيل يا رسول الله ألا تبعث أبا بكر وعمر فهما أفضل قال انه لا غنى بى عنهما انهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حماد بن عمر النصيبى وهو متروك . وعن عائشة قالت ثلاثة من الانصار لم يكن أحد من الناس يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات الا ان ابن اسحق عنعنه . وعن على قال خرج زيد بن حارثة الي مكة فقدم بابنة حمزة بن عبد المطلب فقال جعفر بن أبى طالب انا احلها وانا احق بها بنت عمي وعندي خالتها وانما الخالة ام فقال على انا احق بها منكما بنت عمى وعندي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى احق بها وانا ارفع صوتي اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجتى قبل ان يخرج فقال زيد بل انا احق بها خرجت إليها وسافرت وجئت بها قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنكم فأعادوا عليه مثل قولهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأقضى بينكم في هذا وفى غيره قلت نزل القرآن في رفعنا اصواتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اما انت فمولاي ومولاها قال قد رضيت يا رسول الله واما انت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي وانت من شجرتي التى خلقت منها قال قد رضيت يا رسول الله واما انت يا على فصفيي واميني قال رضيت يا رسول الله واما الجارية فأقضى بها لجعفر تكون مع خالتها وانما الخالة ام قال قد سلمنا يا رسول الله قلت رواه أبو داود باختصار رواه البزار ورجاله ثقات . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يكن نبي الا وقد اعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء وانى اعطيت اربعة عشر حمزة وجعفر وعلى وحسن وحسين وابو بكر وعمر وعبد الله بن مسعود وابوذر والمقداد وحذيفة وعمار وسلمان وبلال قلت عزاه في الاطراف لبعض روايات الترمذي ولم اجده في نسخني رواه البزار واحمد
[ 157 ]
وزاد وعبد الله بن مسعود ، والطبراني باختصار وذكر فيهم في بعض طرقه مصعب ابن عمير ، وفيه كثير النواء وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن سهل بن يوسف بن سهل عن أبيه عن جده قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال ايها الناس ان ابا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا ذلك له يا ايها الناس انى عن ابى بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والمهاجرين والانصار راض فاعرفوا ذلك لهم ايها الناس احفظوني في اصحابي واصهاري واختاني لا يطلبنكم الله بمظلمة منهم ايها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين وإذا مات احد منهم فقولوا فيه خيرا . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عبدالله بن عمرو قال ثلاثة من قريش أصبح قريش وجوها وأحسنها أخلاقا وأثبتها جنانا إن حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم لم يكذبوك أبو بكر الصديق وأبو عبيدة ابن الجراح وعثمان بن عفان . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عبادة بن الصامت قال خلوت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أي أصحابك أحب إليك حتى أحب من تحب كما أحب قال اكتم على يا عبادة حياتي قلت نعم قال أبو بكر ثم عمر ثم على ثم سكت فقلت ثم من قال من عسى أن يكون بعد هؤلاء إلا الزبير وطلحة وسعد وأبو عبيدة ومعاد وأبو طلحة وأبو أيوب وأنت يا عبادة وأبى ابن كعب وأبو الدرداء وابن مسعود وابن عوف وابن عفان ثم هؤلاء الرهط من الموالى سلمان وصهبب وبلال وسالم مولى أبى حذيفة هؤلاء خاصتي وكل أصحابي على كريم إلى حبيب وإن كان عبدا حبشيا قال قلت لم تذكر حمزة ولا جعفرا فقال عبادة إنهما كانا أصيبا يوم سألت إنما كان باخرة إو كما قال . رواه الطبراني وفيه إسحق بن إبراهيم روى عن أبى قلابة ذكره في الميزان ولم يذكر فيه كلاما لاحد وانما ذكر أن له حديثا في الفضائل باطل ولم أدر ما بطلانه والله إعلم . وعن قيس بن أبى حازم قال سئل علي عن عبدالله بن مسعود فقال قرأ القرآن ووقف عند متشابهه وأحل حلاله وحرم حرامه وسئل عن عمار فقال مؤمن نسى إذا ذكر ذكر وقد حشى ما بين قرنه إلى كعبه ايمانا وسئل عن حذيفة
[ 158 ]
فقال كان أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين وسأل عن المعضلات حتى عقل عنها تجدوه بها عالما قال فحدثنا عن سلمان قال من لكم بمثل لقمان الحكيم امرؤ منا أهل البيت أدرك العلم الاول والآخر وقرأ الكتاب الاول والكتاب الآخر بحر الاسراف قلنا حدثنا عن عمار بن ياسر قال امرؤ خلط الايمان بلحمه ودمه وشعره وبشره حيث زال زال معه لا ينبغى للنار أن تأكل منه شيئا قلنا فحدثنا عن نفسك قال مهلا نهى الله عن التزكية قال له رجل فان الله عزوجل يقول (وأما بنعمة ربك فحدث) قال فانى أحدث بنعمة ربى كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت . رواه الطبراني من طريقين وفى إحسنهما حبان بن على وقد اختلف فيه ، وبقية رجالها رجال الصحيح . وعن ربعي بن حراش قال استأذن عبدالله بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه فلما رآه معاوية مقبلا قال يا سعيد والله لالقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها فقال له سعيد ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك فلما جلس قال له معاوية ما تقول في أبى بكر قال رحم الله أبا بكر كان والله للقرآن تاليا وعن الميل نائيا وعن الفحشاء ساهيا وعن المنكر ناهيا وبدينه عارفا ومن الله خائفا وبالليل قائما وبالنهار صائما ومن دنياه سالما وعلى عدل البرية عازما وبالمعروف آمرا واليه صائرا وفى الاحول شاكرا ولله في الغدو والرواح ذاكرا ولنفسه بالمصالح قاهرا فاق أصحابه ورعا وكفافا وزهدا وعفافا وبرا وحياطة وزهادة وكفاءة فأعقب الله من ثلبه اللعائن إلى يوم القيامة ، قال معاوية فما تقول في عمر بن الخطاب قال رحم الله أبا حفص كان والله حليف الاسلام ومأوى الايتام ومحل الايمان وملاذ الضعفاء ومعقل الحنفاء للخلق حصنا وللبأس عونا قام بحق الله صابرا محتسبا حتى أظهر الله الدين وفتح الديار وذكر الله في الاقطار والمناهل وعلى التلال وفي الضواحي والبقاع وعند الخنا وقورا وفى الشدة والرخاء شكورا ولله في كل وقت وأوان ذكورا فاعقب الله من يبغضه اللعنة إلى يوم الحسرة ، قال معاوية فما تقول في عثمان بن عفان قال رحم الله أبا عمرو وكان الله أكرم الحفدة وأوصل البررة وأصبر الغزاة هجادا
[ 159 ]
بالاسحار كثير الدموع عند ذكر الله دائم الفكر فيما يعنيه الليل والنهار ناهضا الي كل مكرمة يسعى إلى كل منجبة فرارا من كل موبقة وصاحب الجيش والبئر وختن المصطفى على ابنيته فأعقب الله من سبه الندامة إلى يوم القيامة ، قال معاوية فما تقول في على بن أبى طالب قال رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى وكهف التقى ومحل الحجا وطود البها ونور السرى في ظلم الدجى داعيا إلى المحجة العظمى عالما بما في الصحف الاولى وقائما بالتأويل والذكرى متعلقا باسباب الهدى وتاركا للجور والاذى وحائدا عن طرقات الردى وخير من آمن واتقى وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى وأسمح من عدل وسوى وأخطب أهل الدنيا إلا الانبياء والنبى المصطفى وصاحب القبلتين فهل يوازيه موحد وزوج خير الذماء وأبو السبطين مل تر عينى مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقا من لعنة فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة ، قال فما تقول في طلحة والزبير قال رحمة الله عليهما كانا والله عفيفين برين مسلمين طاهرين متطهرين شهيدين عالمين زلا زلة والله غافر لهما إن شاء الله بالنصرة القديمة والصحبة القديمة والافعال الجميلة ، قال معاوية فما تقول في العباس قال رحم الله أبا الفضل كان والله صنو أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرة عين صفى الله كهف الاقوام وسيد الاعمام قد علا بصرا بالامور ونظرا بالعواقب قد زانه علم قد تلاشت الاحساب عند ذكر فضيلته وتباعدت الانساب عند فخر عشيرته ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب وهب عبدالمطلب أفخر من مشى من قريش وركب ، قال معاوية فلم سميت قريش قريشا قال بدابة تكون في البحر هي أعظم دواب البحر خطرا لا تظفر بشئ من دواب البحر الا أكلته فسميت قريش لانها أعظم العرب فعالا قال هل تروى في ذلك شيئا فأنشد قول الجمحى : وقريش هي التى تسكن البحر بها سميت قريش قريشا تأكل الغث والسمين ولا تت * رك فيها لذى جناحين (1) ريشا هكذا (2) في الكتاب حى قريش * ياكل البلاد أكلا حشيشا (3) (1) في الاصل " حاجين " . (2) في الاصل " هكذا كان " . (3) راجع " القصد والامم في التعريف بأنساب العرب والعجم لابن عبد البر " .
[ 160 ]
ولهم آخر الزمان نبى * يكثر القتل فيهم والخموشا تملا الارض خيله ورجال * يحشرون المطى حشرا كميشا قال صدقت يا ابن عباس اشهد انك لسان اهل بيتك فلما خرج ابن عباس من عنده قال ما كلمته قط الا وجدته مستعدا . رواه الطبراني وفيه من لم اعرفهم . وعن مسروق قال شاممت اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة عمر وعلى وعبد الله ومعاد وابى الدرداء وزيد بن ثابت ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى الي علي وعبد الله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير القاسم بن معين وهو ثقة . وعن سعيد ابن عبد العزيز قال كان العلماء بعد معاذ بن جبل عبدالله بن مسعود وابو الدرداء وسلمان وعبد الله بن سلام وكان العلماء بعد هؤلاء زيد بن ثابت وكان بعد زيد بن ثابت عمر وابن عباس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قلت وقد تقدمت احاديث في فضل جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضى الله عنهم قبل مناقب عمر وبعد مناقب ابى بكر رضى الله عنهما . وعن هشام بن عروة قال قالت عائشة رضى الله عنها وما علم ابى سعيد وانس باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما كانا غلامين صغيرين . رواه الطبراني الا ان هشاما لم يدرك عائشة ، ورجاله رجال الصحيح . * (باب فضل أهل بدر والحديبية رضى الله عنهم) * عن ابى هريرة ان رجلا من الانصار عمى فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخطط لى في دارى مسجدا لاصلى فيه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اجتمع إليه قومه فتغيب رجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل فلان فذكره بعض القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد شهد بدرا قالوا نعم ولكنه كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قلت رواه أبو داود وابن ماجه باختصار كثير رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن عبدالله بن أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لارجو أن لا يدخل النار أحد جاز العقبة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار بنحوه . وعن أبى سعيد
[ 161 ]
الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يوم الحديبية قال لا توقدوا نارا بليل فلما كان بعد ذلك قال أوقدوا واصطنعوا فانه لن يدرك أحد بعدكم مدكم ولا صاعكم . رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة الا صاحب الجمل الاحمر . رواه البزار وجاله رجال الصحيح غير خداش بن عياش وهو ثقة . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لارجو أن لا يدخل النار من شهد بدرا ان شاء الله . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . قلت ويأتى باب في فضل المهاجرين والانصار في أواخر مناقب الصحابة رضى الله عنهم . * (باب فضل ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم) * عن أنس بن مالك قال كانت سرية النبي صلى الله عليه وسلم أم ابراهيم في مسربة لها وكان قبطى يأوى إليها ويأتيها بالماء والحطب فقال الناس في ذلك علج يأوى إلى علجة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل على بن أبى طالب فأمره بقتله فانطلق فوجده على نخلة فلما رأى القبطي السيف مع على وقع فالقى الكساء الذى عليه فاقتحم فإذا هو مجبوب فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إذا أمرت أحدنا بامر ثم رأيت غير ذلك أيراجعك قال نعم فاخبره بما رأى من أمر القبطى قال فولدت أم إبراهيم فكان النبي صلى الله عليه وسلم منه في شك حتى جاءه جبريل عليه السلام فقال السلام عليك يا إبراهيم فاطمأن إلى ذلك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف . وعن عبدالله ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم ابراهيم مارية القبطية أم ولده وهى حامل منه بابراهيم فوجد عندها نسيبا لها كان قدم معها من مصر فأسلم وحسن اسلامه وكان يدخل على أم ابراهيم مارية القبطية وانه رضى لمكانه من أم ولد رسول الله صلى الله عيله وسلم أن يجب نفسه فقطع ما ين رجليه حتى لم يبق لنفسه قليلا ولا كثيرا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم ابراهيم فوجد قريبها عندها فوقع في نفسه من ذلك شئ كما يقع في أنفس الناس فرجع متغير اللون فلقي عمر فأخبره بما وقع في نفسه من قريب أم ابراهيم فأخذ السيف وأقبل يسعى حتى دخل على (18 تاسع مجمع الزوائد)
[ 162 ]
مارية فوجد قريبها ذلك عندها فأهوى إليه بالسيف ليقتله فلما رأى ذلك منه كشف عن نفسه فلما رأى ذلك عمر رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك يا عمر إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتانى فاخبرني أن الله عزوجل قد برأها وقريبها مما وقع في نفسي وبشرني أن في بطنها غلاما منى وأنه اشبه الناس بى وأمرني أن أسميه ابراهيم وكناني بابى ابراهيم ولو لا انى أكره أن أحول كنيتي التى عرفت بها لتكنيت باب ابراهيم كما كنانى جبريل عليه السلام . رواه الطبراني وفيه هاني بن المتوكل وهو ضعيف . وعن السدى قال سألت أنس بن مالك قلت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه ابراهيم قال لا أدرى رحمة الله على ابراهيم لو عاش لكان صديقا نبيا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في ابنه ابراهيم ان له مرضعا في الجنة . رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف ولكنه من رواية شعبة عنه ولا يروى عنه شعبة كذبا وقد صح من غير حديث البراء . وعن ابن أبى أوفى وقيل له هل رأيت ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم مات وهو صغير أشبه الناس به صلى الله عليه وسلم قلت هو في الصحيح غير ذكر الشبه رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبيد بن جناد الحلبي وهو ثقة . وعن سيرين قالت حضرت موت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت كلما صحت وأختى صاح النساء ولا ينهانا فلما مات نهانا عن الصياح وحمله إلى شفير القبر والعباس إلى جنبه ونزل في القبر الفضل بن العباس وأسامة بن زيد وأنا أبكي فما نهانى وكسفت الشمس فقال الناس هذا لموت ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها لا تنكسف لموت أحد ولا لحياته ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في القبر فامر بها أن تسد فقيل يا رسول الله تنفعه فقال أما انها لا تنفعه ولا تضره ولكن تضر بعين الحى ومات يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الال سنة عشر . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما الواقدي وفى الآخر محمد بن الحسن بن زبالة وكلاهما متروك . (باب في فضل أهل البيت رضي الله عنهم) عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم خليفتين كتاب الله
[ 163 ]
عزوجل حبل ممدود ما بين السماء والارض أو ما بين السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتى وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض . رواه أحمد واسناده جيد . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا كتاب الله ونسبي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض . رواه البزار وفيه صالح بن موسى الطلحى وهو ضعيف . وعن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى مقبوض وانى قد تركت فيكم الثقلين يعنى كتاب الله وأهل بيتى وانكم لن تضلوا بعدهما وانه لن تقوم الساعة حتى يبتغى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تبتغى الضالة فلا توجد . رواه البزار وفيه الحرث وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن ابن عوف قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف حاصرها سبع عشرة أو تسع عشرة ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أوصيكم بعترتي خيرا وان موعدكم الحوض والذى نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لابعثن اليكم رجلا منى أو كنفسي يضرب أعناقكم ثم أخذ بيد على فقال هذا . رواه البزار وفيه طلحة بن جبر وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال آخر ما تكلم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخلفوني في أهل بيتى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف . وعن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتى وانهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض . رواه الطبراني في الاوسط وفى واسناده رجال مختلف فيهم . وعن زيد بن أرقم قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنى لا أجد لنبى إلا نصف عمر الذي قبله وانى أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون قالوا نصحت قال أليس تشهدون أن لا إله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق قالوا نشهد قال فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال . أنا اشهد معكم ثم قال الا تسمعون قالوا نعم قال فانى فرط على الحوض وأنتم واردون على الحوض وان عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادى مناد وما
[ 164 ]
الثقلان يا رسول الله قال كتاب الله طرف بيد الله عزوجل وطرف بايديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر عشيرتي وان اللطيف الخبير نبأنى أنهما لن يفرقا حتى يردا على الحوض فسألت ذلك لهما ربى فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ثم أخذ بيد على رضى الله عنه فقال من كنت أولى به من نفسه فعلى وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . وفي رواية أخصر من هذه فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة وقال فيها أيضا الاكبر كتاب الله والاصغر عترتي . وفى رواية لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن (1) ثم قام كأنى قد دعيت فأجبت وقال في آخره فقلت لزيد أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينيه وسمعه باذنيه صلى الله عليه وسلم قلت في الصحيح طرف منه وفى الترمذي منه من كنت مولاه فعلي مولاه . وفى سند الاول والثانى حكيم ابن جبير وهو ضعيف . وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن سمرات (2) متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام فقال يا أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير انه لم يعمر نبى الا نصف عمر الذى يليه من قبله وانى لاظن يوشك ان أدعى فاجيب وانى مسئول وأنتم مسؤولون فماذا انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا قال اليس تشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان جنته حق وناره حق وان الموت حق وان البعث حق بعد الموت وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور قالوا بلى نشهد بذلك قال اللهم اشهد ثم قال يا ايها الناس ان الله مولاى وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا رضى الله عنه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم قال يا ايها الناس انى فرط وانتم واردون على الحوض حوض ما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة وانى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني (1) أي كنسن . (2) السمر : نوع من الشجر .
[ 165 ]
فيهما الثقل الاكبر كتاب الله عزوجل سبب طرفه بيد الله عزوجل وطرفه بايديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي اهل بيتى فانه قد نبأنى اللطيف الخبير انهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض . رواه الطبراني وفيه زيد بن الحسن الانماطى قال أبو حاتم منكر الحديث ، ووتقه ابن حبان ، وبقية رجال احد الاسنادين ثقات . وعن على بن على الهلالي عن ابيه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التى قبض فيها فإذا فاطمة رضى الله عنها عند رأسه قال فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إليها فقال حبيبتي فاطمة ما الذي تبكيك فقالت أخشى الضيعة بعدك فقال يا حبيبتي اما علمت ان الله عزوجل اطلع إلى الارض اطلاعه فاختار منها اباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الارض اطلاعته فاختار منها بعلك واوحى إلى أن انكحك اياه يا فاطمة ونحن اهل بيت قد اعطانا الله سبع خصال لم تعط الاحد قبلنا ولا تعطى أحدا بعدنا انا خاتم النبيين واكرم النبيين على الله واحب المخلوقين إلى الله عزوجل وأنا أبوك ووصيي خير الاوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك حمزة بن عبدالمطلب وعم بعلك ومنا من له جناحان اخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم ابيك واخو بعلك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وابوهما والذى بعثنى بالحق خير منهما يا فاطمة والذي بعثنى بالحق ان منهما مهدى هذه الامة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا (1) وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل واغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عزوجل عند دلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في اول الزمان ويملا الدنيا عدلا كما ملئت جورا يا فاطمة لا تحزني ولا تبكى فان الله عزوجل ارحم بك وارأف عليك منى وذلك لمكانك من قلبى وزوجك الله زوجا وهو اشرف اهل بيتك حسبا واكرمهم منصبا وارحمهم بالرعية واعدلهم بالسوية وابصرهم بالقضية وقد سألت ربى عزوجل ان تكوني اول من يلحقني من اهل بيتى قال علي رضى الله عنه فلما قبض النبي (1) يريد القتال والاختلاط .
[ 166 ]
صلى الله عليه وسلم لم تبق فاطمة رضى الله عنها بعده الا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله عز وجل به صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه الهيثم بن حبيب قال ابو حاتم منكر الحديث وهو متهم بهذا الحديث . وعن أبي ايوب الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة نبينا خير الانبياء وهو ابوك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم ابيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عم ابيك جعفر ومنا سبطا هذه الامة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدى . رواه الطبراني في الصغير وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن ام سلمة قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتى يوما إذ قالت الخادم ان عليا وفاطمة بالسدة قالت فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي فتنحي لى عن اهل بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما ابناهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران فاخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتق عليا باحدى يديه وفاطمة باليد الاخرى فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدق عليهم خميصة (1) سوداء فقال اللهم اليك لا إلى النار انا وأهل بيتى قالت فقلت انا يا رسول الله قال وانت . رواه احمد . وعن ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة ائتينى بزوجك وابنيك فجاءت بهم فالقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساءا كان تحتي خيبريا اصبناه من خيبر ثم قال اللهم هؤلاء آل محمد عليه السلام فجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد قلت رواه الترمذي باختصار الصلاة رواه أبو يعلى وفيه عقبة بن عبدالله الرفاعي وهو ضعيف . وعن ام سلمة قالت جاءت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متوركة الحسن والحسين في يدها برمة (2) للحسن فيها سخين حتى اتت بها النبي صلى الله عليه وسلم فلما وضعتها قدامه قال اين أبو حسن قالت في البيت فدعاه فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين يأكلون قالت ام سلمة وما سامنى النبي صلى الله عليه وسلم وما اكل طعاما وأنا عنده الا سامنيه قبل ذلك اليوم تعنى سامنى دعاني إليه فلما فرغ التف عليهم بثوبه ثم قال اللهم عاد من عاداهم ووال من والاهم . رواه أبو (1) هي ثوب خز أو صوف معلم . (2) أي قدر .
[ 167 ]
يعلى واسناده جيد . وعن شداد أبى عمار قال دخلت على واثلة بن الاسقع وعنده قوم فذكروا عليا رضى الله عنه فلما قاموا قال ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال أتيت فاطمة رضى الله عنها أسئلها عن على قالت توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين أخذ كل واحد منهما بيد حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذ ثم لف عليهم ثوبه أو كساءه ثم تلا هذه الآية (انا يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وقال اللهم هؤلاء أهل بيتى وأهل بيتي أحق . رواه أحمد وأبو يعلى باختصار وزاد اليك لا إلى النار ، والطبراني وفيه محمد بن مصعب وهو ضعيف الحديث سى ء الحفظ رجل صالح في نفسه . وعن أبى عمار أيضا قال انى لجالس عند واثلة بن الاسقع إذ ذكروا عليا فشتموه فلما قاموا قال اجلس أخبرك عن الذى شتموا إنى عند رسول الله صلى الليه عليه وسلم ذات يوم إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين رضى الله عنهم فالقى عليهم كساءا له ثم قال اللهم أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت يا رسول الله وأنا قال وأنت قال والله انها لا وثق عملي في نفسي ، وفى رواية انها لا رجى ما أرجو . رواه الطبراني باسنادين ورجال السياق رجال الصحيح غير كلثوم بن زياد ووثقه ابن حبان وفيه ضعف . وعن اثلة بن الاسقع قال خرجت وأنا أريد عليا فقيل لى هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأممت إليهم فأجدهم في حظيرة من قصب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين قد جعلهم تحت ثوب قال اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضواك علي وعليهم . رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبى وهو متروك . وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت هذه الآية في خمسة (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في وفى على وفاطمة وحسن وحسين . رواه البزار وفيه بكير بن يحيى بن زبان وهو ضعيف . وعن أبي سعيد الخدرى أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فعدهم في يده فقال خمسة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين وقال أبو
[ 168 ]
سعيد في بيت أم سلمة نزلت هذه الآية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عطية وهو ضعيف . وعن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق ومن قاتلنا في آخر الزمان كمن قاتل مع الدجال . رواه البزار والطبراني في الثلاثة وفى اسناد البزار الحسن بن أبى جعفر الجفري وفى اسناد الطبراني عبدالله بن داهر وهما متروكان . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق . رواه البزار والطبراني وفيه الحسن بن أبى جعفر وهو متروك . وعن عبدالله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها سلم ومن تركها غرق . رواه البزار وفيه ابن لهيعة وهو لين . وعن أبى سعيد الخدرى قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وإنما مثل أهل بيتى فيكم مثل باب حطة في بنى اسرائيل من دخله غفر له . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن عباس قال لما نزلت (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قالوا يا رسول الله ومن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال على وفاطمة وابناهما . رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عزوجل حرمات ثلاثا من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئا حرمة الاسلام وحرمتي وحرمة رحمى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابراهيم بن حماد وهو ضعيف . وعن عمرو بن شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة فحدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أم سلمة فحمل حسنا من شق وحسنا من شق وفاطمة في حجره فقال (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف . وعن أبى الحمراء قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي باب فاطمة ستة أشهر فيقول (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) . رواه الطبراني وفيه أبو داود الاعمى وهو
[ 169 ]
ضعيف . وعن أبى برزة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة عشر شهرا فإذا خرج من بيته أتى باب فاطمة فقال الصلاة عليكم (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآية . رواه الطبراني وفيه عمر بن شبيب المسلى وهو ضعيف . وعن أبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى باب على رضى الله عنه أربعين صباحا بعد ما دخل على فاطمة فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . وعن على أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط شملة (1) فجلس عليها هو وعلى وفاطمة والحسن والحسين ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمجامعه فعقد عليهم ثم قال اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبيد بن طفيل وهو ثقة كنيته أبوسيدان . وعن صبيح قال كنت بباب النبي صلى الله عليه وسلم فجاء على وفاطمة والحسن والحسين فجلسوا ناحية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الينا فقال انكم على خير وعليه كساء خيبرى فجللهم به وقال أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . وعن أبى هريرة قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى على والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم فقال أنا حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم . رواه أحمد والطبراني وفيه تليد بن سليمان وفيه خلاف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن على قال دخل على سول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن والحسين فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بكئ (2) فحلبها فدرت فجاء الحسن فنحاه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة كأنه أحبهما اليك يا رسول الله قال لا ولكنه استسقى قبله ثم قال إنى وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد . رواه أحمد والبزار الا أنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا والحسن والحسين نيام في لحاف أو في شعار فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إناء فصب في القدح فجاء به فوثب الحسين فقال بيده فقالت فاطمة كأنه أحبهما اليك يا رسول الله قال انه استسقى (1) الشملة : كساء يتغطى ويتلفف به . (2) أي قليلة اللبن . (19 تاسع مجمع الزوائد)
[ 170 ]
قبله وانى وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة . رواه الطبراني بنحوه الا أنه قال فقام إلى قربة لنا فجعل يمصرها (1) في القدح وقال وانهما عندي بمنزلة واحدة ، وأبو يعلى باختصار وفى اسناد أحمد قيس بن الربيع وهو مختلف فيه ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن أبي جعفر محمد بن على قال قلنا لعبد الله بن جعفر حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه ولا تحدثنا عن غيرك وان كان ثقة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين السرة إلى الركبة عورة وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة تطفئ غضب الرب وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شرار أمتى الذين ولدوا في النعيم وغذوا به يأكلون من الطعام ألوانا يتشدقون في الكلام وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا بنى هاشم انى قد سألت الله لكم أن يجعلكم نجباء رحماء وسألته أن يهدى ضالكم ويؤمن خائفكم ويشبع جائعكم ورأيت في يمين النبي صلى الله عليه وسلم قثاء وفى شماله رطبات وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة وأرغفة فجعل يأكل ويأكلون وسمعته يقول عليكم بلحم الظهر فانه من أطيبه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وكان مهر فاطمة بدن (2) حديد وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه العباس ففال يا رسول الله انى اتهيت إلى قوم يتحدثون فلما رأوني سكتوا وما ذاك الا لانهم يبغضونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قد فعلوها والذى نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم أيرجون أن يدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبدالمطلب قلت في الصحيح منه أكل القثاء بالرطب وروى ابن ماجه منه أطيب اللحم لحم الظهر رواه الطبراني في الاوسط وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك . وفى رواية لا يؤمن أحدكم حتى يحبكم بحبي . رواها في الصغير باختصار كثير . وعن شهر بن حوشب قال أقام رجال خطباء يسبون عليا حتى كان آخرهم رجل من الانصار يقال له أنيس والله لقد سمعت رسول الله صلى (1) اصل المصر : الحلب بثلاث أصابع (2) البدن : الدرع من الزرد وقيل هي القصيرة منها .
[ 171 ]
الله عليه وسلم يقول إنى لاشفع يوم القيامة لاكثر مما على الارض من شجر وحجر وايم الله ما أحد أوصل لرحمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أفيرجوها غيره ويقصر عن أهل بيته . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة ذات يوم وعلى نائم وهى مضطجعة وابناهما إلى جنبهما فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقحة (1) لهم فحلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به فاستيقظ الحسين فجعل يعالج أن يشرب قبله حتى بكى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخاك استسقى قبلك فقالت فاطمة كأن الحسن آثر عندك فقال ما هو بآثر عندي منه وانهما عندي بمنزلة واحدة وانى واياك وهما وهذا النائم لفي مكان واحد يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف ووثقه ابن حبان . وعن عمرو بن شعيب أنه دخل على زينب بنت أبى سلمة فحدثتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أم سلمة فدخل عليها الحسن والحسين وفاطمة فجعل الحسن من شق والحسين من شق وفاطمة في حجره وقال رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد وأنا وأم سلمة جالستين فبكت أم سلمة فنظر إليها فقال ما يبكيك فقالت يا رسول الله خصصت هؤلاء وتركتني أنا وابنتي فقال أنت وابنتك من أهل البيت . رواه الطبراني في الكبير والاوسط باختصار وفيه ابن لهيعة وهو لين . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا نى عبدالمطلب انى سألت الله لكم ثلاثا أن يثبت قائمكم ويعلم جاهلكم ويهدي ضالكم وسألته أن يجعلكم جوداء رحماء فلو أن رجلا صفن (2) بين الركن والمقام وصلى وصام ثم مات وهو مبغض لآل بيت محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار . رواه الطبراني عن شيخه محمد بن زكريا الغلابى وهو ضعيف ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات فان في روايته عن المجاهيل بعض المناكير ، قلت روى هذا عن سفيان الثوري (3) وبقية رجاله رجال الصحيح وقد تقدم في حديث طويل في هذا الباب من (1) اللقحة بالكسر والفتح : القريبة العهد بالنتاج ، وناقة لقوح : إذا كانت كثيرة اللبن . (2) أي وقف . (3) قلت لم يدرك سفيان كما في هامش الاصل .
[ 172 ]
حديث عبدالله بن جعفر . وعن الحسن بن على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقى الله عزوجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا والذى نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله الا بمعرفة حقنا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ليث بن أبى سليم وغيره . وعن الحسن بن على أنه قال يا معاوية بن خديج إياك وبغضنا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن عمرو الواقفى وهو كذاب . وعن جابر بن عبدالله الانصاري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته وهو يقول أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا فقلت يا رسول الله وان صام وصلى قال وان صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وأن يؤدى الجزية عن يد وهم صاغرون مثل لى أمتى في الطين فمر بى أصحاب الرايات فاستغفرت لعلى وشيعته . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . وعن أبى جميلة أن الحسن بن على حين قتل على استخلف فبينا هو يصلى بالناس إذ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهرا ثم قام فخطب على المنبر فقال يا أهل العراق اتقوا الله فينا فانا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله عزوجل (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكيا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بغض بنى هاشم والانصار كفر وبغض العرب نفاق . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن سلمان قال أنزلوا آل محمد بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العينين من الرأس فان الجسد لا يهتدي إلا بالرأس وإن الرأس لا يهتدى إلا بالعينين . رواه الطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو متروك . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل جعل ذرية كل نبى في صلبه وان الله تعالى جعل ذريتي في صلب على بن أبى طالب رضى الله عنه . رواه الطبراني وفيه يحيى ابن العلاء وهو متروك . وعن فاطمة الكبرى قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
[ 173 ]
بنى أم ينتمون إلى عصبة الا ولد فاطمة . فانا وليهم وأنا عصبتهم . رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه شيبة بن نعامة ولا يجوز الاحتجاج به . وعن ابن عباس قال جاء العباس يعود النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فرفعه فأجلسه على سريره فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعك الله يا عم فقال له العباس هذا علي يستأذن فقال بدخل فدخل ومعه الحسن والحسين فقال له العباس هؤلاء ولدك يا رسول الله قال وهم ولدك يا عم قال أتحبهما قال أحبك الله كما أحبهما . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه محمد بن يحيى الحجرى وهو ضعيف . وعن أبى هريرة أن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال يا رسول الله أيما أحب اليك أنا أم فاطمة قال فاطمة أحب إلى منك وأنت أعز على منها وكأني بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس وان عليه لاباريق مثل عدد نجوم السماء وانى وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة اخوانا على سرر متقابلين أنت معى وشيعتك في الجنة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (إخوانا على سرر متقابلين) لا ينظر أحد في قفا صاحبه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سلمى بن عقبة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنع إلى أحد من ولد عبدالمطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا فعلى مكافأته غدا إذا لقيني . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف . وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لاهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما فقلت يا رسول الله أنا من أهل البيت قال نعم ما لم تقم على باب سدة أو تأتى أميرا تسئله . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن جابر أنه سمع عمر بن الخطاب يقول للناس حين تزوج بنت على ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل وهو ثقة . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أم بكر بنت المسور بن مخرمة أن الحسن بن على خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوجه وقال سمعت رسول الله
[ 174 ]
صلى الله عليه وسلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي . رواه الطبراني وفيه ابراهيم بن زكريا العبدسى ولم أعرفه . وعن أبى موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وعلى وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش . رواه الطبراني وفيه حيان الطائى ولم أعرفه . وعن على عن النى صلى الله عليه وسلم قال أنا وعلى وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد فبلغ ذلك رجلا من الناس فسألت عنه فأخبر به فقال كيف بالعرض والحساب فقلت له كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن أبى رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلى رضى الله عنه أنا أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا . رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الاسلمي وهو ضعيف . وعن سلمة بن الاكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النجوم جعلت أمانا لاهل السماء وأن أهل بيتى أمان لامتي . رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذى وهو متروك . وعن ابن عباس (سلام على إلياسين (1)) قال نحن آل محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه موسى بن عمير القرشى وهو كذاب . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لاهلي من بعدى ، قال أبو خيثمة الناس يقولون لاهله وقال هذا لاهلي . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات (2) . * (باب ما جاء في الحسن بن على رضي الله عنه) * عن سودة بنت مسرح قالت كنت فيمن حضر فاطمة رضى الله عنها حين ضربها المخاض في نسوة فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف هي قلت إنها لمجهودة يا رسول الله قال إذا هي وضعت فلا تسبقني فيه بشئ قال فوضعت فسروه ولفوه في خرقة صفراء فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فعلت فقلت قد وضعت غلاما وسررته ولففته في خرقة فقال عصيتني قلت أعوذ بالله من معصيته ومن غضب رسوله صلى الله عليه وسلم قال فائتني (1) في الاصل " آل ياسين " ولعلها قراءة . (2) هنا في هامش الاصل : بلغ .
[ 175 ]
به فأتيته به فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه في خرقة بيضاء وتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيه والبأه بريقه (1) فجاء على رضى الله عنه فقال ما سميته يا على قال سميته جعفر قال لا ولكن حسن وبعده حسين وأنت أبو حسن ، وفى رواية وأنت أبو حسن الخير . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما عمر بن فيروز وعمر بن عمير ولم أعرفهما ، وبقية رجاله وثقوا . وعن على بن أبي طالب قال خطبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة قال فباع على رضى الله عنه درعا له وبعض ما باع من متاعه فبلغ اربعمائة وثمانين درهما وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثيه في الطيب وثلثا في الثياب ومج في جرة من ماء فأمرهم أن يغتسلوا به قال وأمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها قال فسبقته برضاع الحسين وأما الحسن فانه صلى الله عليه وسلم فانه وضع في فيه شيئا لا ندرى ما هو فكان أعلم الرجلين . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى فإذا سجد وثب الحسن عليه السلام على ظهره وعلى عنقه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعا رفيقا لئلا يصرع قالوا يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد قال انه ريحانتي من الدنيا وان ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين ، وفى رواية يثب على ظهره يفعل ذلك غير مرة . رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق . وعن أبى سعيد قال جاء حسن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فركب على ظهره فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده حتى قام ثم ركع فقام على ظهره فلما قام أرسله فذهب . رواه البزار وفي اسناده خلاف . وعن الزبير قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا حتى جاء الحسن بن على فصعد على ظهره فما أنزله حتى كان هو الذى نزل وان كان ليفرج له رجليه فيدخل من ذا الجانب ويخرج من ذا الجانب الآخر . رواه الطبراني وفيه علي بن عابس وهو ضعيف . وعن البهى قال قلت لعبد الله بن الزبير أخبرني بأقرب الناس شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحسن بن علي كان أقرب الناس شبها برسول الله صلى الله (1) أي صبه في فيه كما يصب اللبأ في فم الصبى وهو أول ما يحلب عند الولادة .
[ 176 ]
عليه السلام وأحبهم إليه كان يجئ ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد فيقع على ظهره فلا يقوم حتى يتنحى ويجئ فيدخل تحت بطنه فيفرج له رجليه حتى يخرج . رواه البزار وفيه على بن عابس وهو ضعيف . وعن ابن أبي مليكة قال كانت فاطمة رضى الله عنها تنقر الحسن وتقول بني شبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بشبيه على عليه السلام . رواه أحمد وهو مرسل وفيه زمعة بن صالح وهو لين . وعن كليب ابن شهاب قال ذكر الحسن بن على عند ابن عباس فقال انه كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات الا أن كليبا لا أعرف له سماعا من الصحابة . وعن على قال أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين رأسه إلى نحره الحسن . رواه الطبراني واسناده جيد . وعن زهير بن الحرث قال بينما الحسن بن علي يخطب بعد ما قتل على رضى الله عنهما إذ قام رجل من الازد آدم طوال فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حبوته يقول من أحبنى فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولو لا عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثتكم . رواه احمد وفيه من لم أعرفه . وعن أبى هريرة قال سمعت أذنى هاتان وأبصرت عينى هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا أو حسينا وقدماه على قدمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول حزقة حزقه ارق عين بقه فيرقى الغلام فيضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال افتح فاك ثم قبله ثم قال اللهم من أحبه فانى أحبه . رواه الطبراني وفيه أبو مزرد ولم أجد من وثقه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ حسنا فيضمه إليه فيقول اللهم ان هذا ابني فأحبه وأحب من يحبه . رواه الطبراني وفيه عثمان بن أبى الكنات وفيه ضعف . وعن سعيد بن زيد بن نفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم احتضن حسنا وقال اللهم انى أحبه فأحبه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن حيس وهو ثقة . وعن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن بن على اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه قلت هو في الصحيح غير قوله واحب من يحبه رواه الطبراني في الكبير والاوسط والبزار وأبو يعلى ورجال الكبير رجال الصحيح . وعن رجاء بن ربيعة قال كنت جالسا بالمدينة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في حلقة
[ 177 ]
فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو فمر الحسن بن على فسلم فرد عليه القوم وسكت عبد الله بن عمرو ثم اتبعه فقال وعليك السلام ورحمة الله ثم قال هذا أحب أهل الارض إلى أهل السماء والله ما كلمته منذ ليال صفين فقال أبو سعيد ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه قال نعم قال فقام فدخل أبو سعيد فاستأذن فأذن له ثم استأذن لعبد الله بن عمرو فدخل فقال أبو سعيد لعبد الله بن عمرو حدثنا بالذى حدثتنا به حيث مر الحسن فقال نعم أنا أحدثكم إنه أحب أهل الارض إلى أهل السماء قال فقال له الحسن إذ علمت أنى أحب أهل الارض إلى أهل السماء فلم قاتلتنا أو كثرت يوم صفين قال أما إنى والله ما كثرت سوادا ولا ضربت معهم بسيف ولكني حضرت مع أبى أو كلمة نحوها قال أما علمت أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله قال بلى ولكني كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكاني أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن عبدالله بن عمرو يصوم النهار ويقوم الليل قال صم وأفطر وصل ونم فانى أنا أصلى وأنام وأصوم وأفطر قال لى يا عبدالله أطع أباك فخرج يوم صفين وخرجت معه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة . قلت وتأتى له طريق في فضل الحسين أيضا . وعن عمير بن إسحق قال رأيت أبا هريرة لقى الحسن بن علي فقال له اكشف عن بطنك حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل منه فكشف عن بطنه فقبله ، وفى رواية فقبل سرته . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال فكشف عن بطنه ووضع يده على سرته ، ورجالهما رجال الصحيح غير عمير بن إسحق وهو ثقة . وعن معاوية قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو قال شفته يعنى الحسن بن على وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبدالرحمن بن أبي عوف وهو ثقة . وعن عبدالرحمن ابن ابي عوف قال قال عمرو بن العاص وابو الاعور السلمى لمعاوية إن الحسن ابن على عيى فقال معاوية لا تقولا ذلك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تفل في فيه ومن تفل في فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس بعيى فقال الحسن بن على أما أنت يا عمرو فتنازع فيك رجلان فانظر ايهما اباك واما انت يا ابا الاعور فان رسول الله (20 تاسع مجمع الزوائد)
[ 178 ]
صلي الله عليه وسلم لعن رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان . رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عون السيرافى ولم اعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن المقبرى قال كنا مع ابى هريرة فجاء الحسن بن على رضى الله عنهما فسلم فرد عليه القوم ومعنا أبو هريرة لا يعلم فقيل له هذا حسن بن على يسلم فلحقه فقال وعليك يا سيدى فقيل له تقول يا سيدى فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيد . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحسن بن على إن ابني هذا سيد وليصلحن الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين . رواه الطبراني في الاوسط والكبير والبزار وفيه عبدالرحمن بن مغراء وثقه غير واحد وفيه ضعف ، وبقية رجال البزار رجال الصحيح . وعن الحسن قال وأظنه عن أنس رفعه قال ابني هذا سيد يعنى الحسن قال وكان يشبهه أو نحو هذا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسن سيد شباب أهل الجنة . رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن رقبة بن مصقلة قال لما حصر الحسين بن على رضى الله عنهما قال أخرجوني إلى الصحراء لعلى اتفكر أنظر في ملكوت السماوات يعنى الآيات فلما اخرج به قال اللهم إنى أحتسب نفسي عندك فانها أعز الانفس على وكان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا إلا أن رقبة لم يسمع من الحسن فيما أعلم وقد سمع من أنس فيما قيل . وعن شرحبيل قال كنت مع الحسين ابن على واخرج بسرير الحسن بن على فأراد أن يدفنه مع النبي صلى الله عليه وسلم فخاف أن يمنعه بنو أمية فلما اتهوا به إلى المسجد قامت بنو أمية فقام عبدالله ابن جعفر فقال إني سمعته يقول إن منعوني فادفنوني مع أمي . رواه الطبراني وفيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف . وعن ميمون بن مهران قال كان ابن عباس رضى الله عنهما لما كف بصره يقول لقائده إذا أدخلتني على معاوية فسددني لفراشه ثم أرسل يدى لا يشمت بى معاوية ففعل ذلك يوما فقال معاوية لبعض جاسائه ليغتمن فلما جلس معه على فراشه قال يا أبا عباس آجرك الله في الحسن ابن على قال أمات قال نعم فقال رحمة الله ورضوانه عليه وألحقه بصالح سلفه أما
[ 179 ]
والله يا معاوية لا تسد حفرته ولا تأكل رزقه ولا تخلد بعده ولقد رزئنا بأعظم فقدا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فما خذلنا الله بعده . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثق وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الهيثم ابن عدى قال هلك الحسن بن على رضى الله عنه سنة أربع وأربعين قال هكذا قال الهيثم بن عدى وخولف . وعن أبى نعيم قال وفيها مات الحسن بن على وسعد ابن أبى وقاص سنة ثمان وخمسين . وعن أبي بكر بن حفص قال توفى الحسن ابن على سنة ثمان واربعين . وعنه قال توفى الحسن بن على وسعد بن ابى وقاص بعدما مضى من إمرة معاوية عشر سنين . وعن ابي بكر بن ابي شيبة قال مات الحسن بن على سنة ثمان واربعين . وعن يحيى بن بكير قال توفى الحسن بن على سنة تسع واربعين وصلى عليه سعيد بن العاص وكان موته بالمدينة وسنه ست أو سبع واربعون ويكنى ابا محمد . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات الحسن ابن على رضى الله عنهما وهو ابن سبع واربعين ويكنى ابا محمد . قلت واسانيد وفاته كلها صحيحة إلى قائلها . * (باب فيما اشترك فيه الحسن والحسين رضى الله عنهما من الفضل) * عن ابى هريرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين عليهما السلام هذا على عاتقه وهذا على عاتقه يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال رجل يا رسول الله إنك لتحبهما قال من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضني قلت رواه ابن ماجه باختصار رواه أحمد ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف ، ورواه البزار . وعن عطاء بن يسار أن رجلا أخبره أنه رآى النبي صلى الله عليه وسلم يضم إليه حسنا وحسينا يقول اللهم إنى أحبهما فأحبهما . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا ان يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره وقال من أحبنى فليحب هذين . رواه أبو يعلي والبزار وقال فإذا قضى
[ 180 ]
الصلاة ضمهما إليه ، والطبراني باختصار ورجال أبى يعلى ثقات وفى بعضهم خلاف . وعنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن والحسين اللهم إني احبهما فأحبهما ومن احبهما فقد احبني . رواه البزار واسناده جيد . وعن قرة بن إياس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن والحسين إنى احبهما أو اللهم إنى احبهما فاحبهما . رواه البزار وفيه زياد بن ابى زياد وثقه ابن حبان وقال يهم ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين اللهم إنى احبهما فأحبهما . رواه البزار وإسناده حسن . وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للحسن والحسين من احبني فليحبهما . رواه البزار ورجاله وثقوا وفيهم خلاف . وعنه قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيت فاطمة فسلم فخرج إليه الحسن أو الحسين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارق بأبيك عين بقة وأخذ بأصبعيه فرقى على عاتقه ثم خرج الآخر من بقعة اخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ارق بأبيك انت عين البقة وأخذ بأصبعيه فاستوى على عاتقه الآخر وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأقفيتهما حتى وضع أفواهما على فيه ثم قال اللهم إنى احبهما فأحبهما واحب من يحبهما قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني ، وفيه من لم اعرفهم . وعن ابى هربرة ايضا ان مروان اتاه في مرضه الذى مات فيه فقال مروان لابي هربرة ما وجدت عليك في شئ منذ اصطحبنا الا في حبك الحسن والحسين قال فتحفز أبو هريرة فجلس فقال اشهد لخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع أمهما فأسرع السير حتى اتاهما فسمعته يقول ما شأن ابني فقالت العطش قال فأخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شنة (1) يبتغى فيها ماءا وكان الماء يومئذ اعدارا والناس يريدون فنادى هل احد منكم معه ماء فلم يبق احد الا اخلف بيده إلى كلامه يبتغى الماء في شنه فلم يجد احد منهم قطرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناوليني احدهما فناولته اياه من تحت الخدر فرأيت بياض ذراعيها حين ناولته فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو (2) ما يسكت فادلع لسانه فجعل يمصه حتى هدأ أو سكن فلم اسمع له بكاءا والآخر يبكى كما هو ما يسكت ثم قال (1) الشن والشنة : السقاء الخلق ، وهو أشد تبريدا من الجديد (2) يصيح .
[ 181 ]
ناوليني الآخر فناولته إياه ففعل به كذلك فسكتا فلم اسمع لهما صوتا ثم قال سيروا فصدعنا يمينا وشمالا عن الظائن حتى لقيناه على قارعة الطريق فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات نعيم ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله جهنم وله عذاب مقيم . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن أبى أيوب الانصاري قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين رضى الله عنهما يلعبان بين يديه أو في حجره فقلت يا رسول الله أتحبهما فقال وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاى من الدنيا أشمهما . رواه الطبراني وفيه الحسن بن عنبسة وهو ضعيف . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان على بطنه فقلت يا رسول الله أتحبهما فقال ومالى لا أحبهما وهما ريحانتاى . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن يعلى بن مرة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسين منى وأنا منه أحب الله من أحبه الحسن والحسين سبطان من الا بساط قلت رواه الترمذي باختصار ذكر الحسن رواه الطبراني واسناده حسن . وعن أبى هريرة قال كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما من خلفه أخذا رفيقا ويضعهما عن ظهره فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته أقعدهما على فخذيه قال فقمت إليه فقلت يا رسول الله أردهما فبرقت برقة فقال لهما الحقا بأمكما قال فمكث ضؤوها حتى دخلا على أمهما . رواه أحمد والبزار باختصار وقال في ليلة مظلمة ، ورجال أحمد ثقات . وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيجئ الحسن والحسين فيركب ظهره فيطيل السجود فيقال يا نبى الله اطلت السجود فيقول ارتحلني ابني فكرهت أن أعجله . رواه أبو يعلى وفيه محمد بن ذكوان وثقه ابن حبان وضعفه غيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عمر يعنى ابن الخطاب قال رأيت الحسن والحسين على عاتقي
[ 182 ]
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت نعم الفوس تحتكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم ونعم الفارسان . رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار باسناد ضعيف . وعن جابر قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشى على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين رضى الله عنهما وهو يقول نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما . رواه الطبراني وفيه مسروح أبو شهاب وهو ضعيف . وعن البراء بن عازب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فجاء الحسن والحسين أو أحدهما فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال بيده فأمسكه أو أمسكهما قال نعم المطية مطيتكما . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن سلمان قال كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت أم أيمن فقالت يا رسول الله لقد ضل الحسن والحسين قال وذاك رأد النهار يقول ارتفاع النهار فقال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا فاطلبوا ابني وأخذ كل رجل تجاه وجهه وأخذت نحو النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين رضى الله عنهما ملتزق كل واحد منهما صاحبه وإذا شجاع (1) قادم على ذنبه يخرج من فيه شرر النار فأسرع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انساب فدخل بعض الاجحار (2) ثم أناهما فأفرق بينهما ثم مسح وجوههما وقال بأبى وأمى أنتما ما أكرمكما على الله ثم حمل أحدهما على عاتقه الايمن والآخر على عاتقه الايسر فقلت طوباكما نعم المطية مطيتكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعم الراكبان هما وأبوهما خر منهما . رواه الطبراني وفيه أحمد بن راشد الهلالي وهو ضعيف . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . رواه الطبراني بأسانيد وفيها الحرث الاعور وهو ضعيف . وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضى الله عنها والله ما من نبي الا ولد الانبياء غيرى وان ابنيك سيدا شباب أهل الجنة الا ابني الخالة يحيى وعيسى . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم ضعف . وعن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . رواه الطبراني وفيه حكيم بن حزام أبو سمير وهو متروك . الشجاع بالضم والكسر : الحية الذكر ، وقيل الحية مطلقا . (2) في الاصل " الا حجرة " .
[ 183 ]
وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة . رواه الطبراني وفيه مروان الذهلي ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حذيفة بن اليمان قال بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت عنده شخصا فقال لى يا حذيفة هل رأيت قلت نعم قال هذا ملك لم يهبط منذ بعثت أتانى الليلة يبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب (1) اهل الجنة قلت رواه الترمذي باختصار رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو عمر الاشجعي ولم اعرفه أو أبو عمرة ، وبقية رجاله ثقات . وعن حذيفة ايصا قال رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور يوما من الايام فقلنا يا رسول الله لقد رأينا في وجهك تباشير السرور فقال كيف لا أسر وقد أتانى جبريل عليه السلام فبشرني ان الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وابوهما افضل منهما . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن عامر أبو الاسود الهاشمي ولم اعرفه ، وبقية رجاله وثقوا وفي عاصم بن بهدلة خلاف . وعن قرة بن إياس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وابوهما خير منهما . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد ابن انعم وفيه خلاف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ملك بن الحويرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وابوهما خير منهما . رواه الطبراني وفيه عمران بن ابان وملك بن الحسن وهما ضعيفان وقد وثقا . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن وحسين سيدا شباب اهل الجنة . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن اسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه زياد الجصاص وهو متروك ووثقه ابن (1) يقول المحبى في جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين : قيل يفهم منه ان الجنة فيها شباب وغير شباب وليس الامر كذلك بل كل من فيها شباب على ما وردت به الاخبار ، وأجاب ابن الحاجب عنه بأمور ثلاثة احدها وهو الظاهر انه سماهم باعتبار ما كانوا عليه عند مفارقته الدنيا . . . إلى آخر ما فصله المحبي هنالك .
[ 184 ]
حبان وقال ربما يهم . وعن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم اعرفهم . وعن البراء يعنى ابن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرت الجنة على النار فقالت انا خير منك فقالت النار بل انا خير منكك فقالت لها الجنة استفهاما وممه قالت لان في الجبابرة ونمروذ وفرعون فأسكتت فأوحى الله إليها لا تخضعين لازينن ركنيك بالحسن والحسين فماست كما تميس العروس في خدرها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عباد بن صهيب وهو متروك . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة يا رب وعدتني ان تزينني بركنين من اركانك قال الم ازينك بالحسن والحسين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حميد بن علي وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فلما كان في الرابعة اقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم وضعهما بين يديه واقبل الحسن فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن على عاتقه الايمن والحسين على عاتقه الايسر ثم قال ايها الناس ألا اخبركم بخير الناس جدا وجدة الا اخبركم بخير الناس عما وعمة الا اخبركم بخير الناس خالا وخالة الا اخبركم بخير الناس ابا وأما الحسن والحسين جدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابوهما علي بن ابي طالب رضى الله عنه وعمهما جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه وعمتها ام هانئ بنت ابى طالب وخالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالاتهما زينب وام رقية وام كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم جدهما في الجنة وابوهما في الجنة وامهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالاتهما في الجنة وهما في الجنة ومن احبهما في الجنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيهما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامى وهو متروك . وعن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم انها اتت
[ 185 ]
بالحسن والحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه التى توفى فيها فقالت يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا فقال أما حسن فله هيبتى وسؤددي وأما حسين فله جراءتى وجودي . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن أبى رافع قال جاءت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذى قبض فيه فقالت هذان ابناك فورثهما شيئا فقال لها أما حسن فله ثباتى وسؤددي وأما حسين فان له حزامتى وجودي . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . وعن عبدالله بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل يقول على رقبة من ولد اسماعيل قول عليك بحسن وحسين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى شداد قال كنت ألاعب الحسن والحسين بالمداحي (1) فإذا مادحاني ركباني وإذا مادحتهما قالا تركب بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني باسنادين وأبو شداد لم أعرفه ، وفي أحد الاسنادين اسماعيل بن عمرو البجلى وثقه غير واحد وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . * (باب مناقب الحسين بن على عليهما السلام) * عن بشر بن غالب قال كنت مع أبي هريرة فرأى الحسين بن على وقال يا أبا عبدالله لقد رأيك على يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خضبتهما دما حين أتى بك حين ولدت فسررت فلفك في خرفة ولقد تفل في فيك ولقد تكلم بكلام لا أدرى ما هو ولقد كانت فاطمة سبقته بسرة الحسن فقال لا تسبقيني بهذا . رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو متروك . وعن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامى قال كان جسد الحسين شبه جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات وقد تقدمت أحاديث نحو هذا . وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال لم يكن بين الحسن والحسين الا طهرا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا ان محمد بن على لم يدرك ذلك . وعن على يعنى ابن أبى طالب قال قال رسول الله (1) هي أحجار أمثال القرصة كانوا يحفرون حفيرة ويدحون فيها بتلك الاحجار فان وقع الحجر فيها فقد غلب صاحبه وان لم يقع غلب ، والدحى : الرمى . (21 تاسع مجمع الزوائد)
[ 186 ]
صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي من أحب هذا فقد أحبنى . رواه الطبراني وفيه الحرث الاعور وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال كان الحسين بن على رضى الله عنهما عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبه حبا شديدا فقال اذهب إلى أمي فقلت أذهب معه فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ . رواه الطبراني وفيه موسى بن عثمان وهو متروك . وعن أبي سعيد قال جاء الحسين يشتد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فالتزم عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام به وأخذ بيده فلم يزل ممسكها حتى رجع . رواه الطبراني ورجاله مختلف في الاحتجاج بهم . وعن ابن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرج ما بين فخذي الحسين وقبل زبيبته . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن رجاء بن ربيعة قال كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر الحسين ابن على فسلم فرد عليه القوم السلام وسكت عبدالله بن عمرو ثم رفع ابن عمرو صوته بعد ما سكت القوم فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم أقبل على القوم فقال ألا أخبركم بأحب أهل الارض إلى أهل السماء قالوا بلى قال هو هذا المقفى (1) والله ما كلمته كلمة ولا كلمني كلمة منذ ليالى صفين ووالله لان يرضى عنى احب إلي من ان يكون لى مثل احد فقال له أبو سعيد الا تغدو إليه قال بلى فتواعدوا ان يغدوا إليه وغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن فدخلنا فاستأذن لابن عمرو فلم يزل به حتى اذن له الحسين فدخل فلما رآه زحل (2) له وهو جالس إلى جنب الحسين فمده الحسين إليه فقام ابن عمرو فلم يجلس فلما رأى ذلك خلا عن أبى سعيد فأزحل له فجلس بينهما فقص أبو سعيد القصة فقال اكذاك يا ابن عمرو اتعلم انى احب اهل الارض إلى اهل السماء قال أي ورب الكعبة إنك لاحب أهل الارض إلى اهل السماء قال فما حملك على ان قاتلتنى وابى يوم صفين والله لابي خير منى قال اجل ولكن عمرو شكانى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عبدالله يصوم النهار ويقوم الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ونم وصم وافطر واطع عمرا فلما كان يوم صفين اقسم على والله ما كثرت لهم سوادا ولا اخترطت لهم سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم فقال الحسن اما علمت انه لا طاعة (1) أي الذاهب المولى . (2) أي تنحى له .
[ 187 ]
لمخلوق في معصية الخالق قال بلى قال كأنه قبل منه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه على بن سعيد بن بشير وفيه لين وهو حافظ ، وبقية رجاله ثقات ، وقد تقدم من البزار في ترجمة الحسن والله أعلم . وعن جابر قال من سره ان ينظر إلى رجل من اهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن على فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غبر الربيع بن سعد وقبل ابن سعد وهو ثقة . وعن انس بن مالك ان ملك القطر استأذن ان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فقال لام سلمة املكي علينا الباب لا يدخل علينا احد قال وجاء الحسين بن على ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه قال فقال الملك للنبى صلى الله عليه وسلم اتحبه قال نعم قال ان امتك ستقتله وان شئت اريتك المكان الذى يقتل به فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها ام سلمة فصرتها في خمارها قال ثابت بلغنا انها كربلاء . رواه احمد وابو يعلى والبزار والطبراني بأسانيد وفيها عمارة بن زاذان وثقه جماعة وفيه ضعف ، وبقية رجال ابى يعلى رجال الصحيح . وعن نجى الحضرمي انه سار مع علي رضى الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى على اصبر ابا عبدالله اصبر ابا عبدالله بشط الفرات قلت وما ذاك قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت يا نبى الله أغضبك احد ما شأن عينيك تفيضان قال بل قام من عندي جبريل عليه السلام قيل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك ان اشمك من تربته قلت نعم قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى ان فاضتا . رواه احمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجى بهذا . وعن عائشة أو ام سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاحداهما لقد دخل على البيت ملك فلم يدخل على قبلها قال ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئت أريتك من تربة الارض التى يقتل بها قال فأخرج تربة حمراء . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت دخل الحسين بن علي رضى الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فنزا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منكب وهو على ظهره
[ 188 ]
فقال جبريل لرسول الله صلي الله عليه وسلم أتحبه يا محمد قال يا جبريل ومالى لا أحب ابني قال فان أمتك ستقتله من بعدك فمد جبريل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء فقال في هذه الارض يقتل ابنك هذا واسمها الطف فلما ذهب جبريل عليه السلام من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والتزمه في يده يبكي فقال يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني حسين مقتول في أرض الطف وان أمتى ستفتن بعدى ثم خرج إلى أصحابه فيهم على وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر رضى الله عنهم وهو يبكي فقالوا ما يبكيك يا رسول الله فقال أخبرني جبريل عليه السلام ان ابني الحسين يقتل بعدى بارض الطف (1) وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط باختصار كثير وأوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلس حسينا على فخذه فجاءه جبريل ، وفى اسناد الكبير ابن لهيعة وفى اسناد الاوسط من لم أعرفه . وعن زينب بنت جحش أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نائما عندها وحسين يحبو في البيت فغفلت عنه فجا حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فصعد على بطنه فوضع ذكره في سرته فبال قلت فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقمت إليه فحططته عن بطنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعى ابني فلما بوله أخذ كوزا من ماء فصبه وقال انه يصب من الغلام ويغسل من الجارية قالت ثم قام يصلى واحتضنه فكان إذا ركع وسجد وضعه وإذا قام حمله فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول فلما قضى الصلاة قلت يا رسول الله لقد رأيتك تصنع اليوم شيئا ما رأيتك تصنعه قال ان جبريل أتانب فأخبرني ان ابني يقتل قلت فارنى إذا فأتاني بتربة حمراء . رواه الطبراني باسنادين وفيهما من لم أعرفه . وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتى قال لا يدخل على أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى فاطلت فإذا حسين في حجره والنبى صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي فقلت والله ما علمت حين دخل فقال ان جبريل عليه (1) سمى به لانه طرف البر مما يلى الفرات ، وكانت ترجى يومئذ قرببا منه . (2) النشيج : صوت معه توجع وبكاء .
[ 189 ]
السلام كان معنا في البيت قال أفتحبه قلت أما في الدنيا فنعم قال ان أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل قال ما اسم هذه الارض قالوا كربلاء فقال صدق الله ورسوله كرب وبلاء ، وفى رواية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء . رواه الطبراني باسانيد ورجال أحدها ثقات . وعن أم سلمة قالت كان الحسن والحسين يلعبان بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتى فنزل جبريل فقال يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك وأومأ بيده إلى الحسين فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة وديعة عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ويح وكرب وبلاء قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل قال فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول إن يوما تحولين دما ليوم عظيم . رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت النكرى وهو متروك . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه لا تبكوا هذا الصبي يعنى حسينا قال وكان يوم أم سلمة فنزل جبريل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الداخل وقال لام سلمة لا تدعي أحدا أن يدخل على فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه فلما اشتد في البكاء خلت عنه فدخل حتى جلس في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم إن أمتك ستقتل ابنك هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يقتلونه وهم مؤمنون بى قال نعم يقتلونه فتناول جبريل تربة فقال بمكان كذا وكذا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتضن حسينا كاسف البال مغموما فظنت ام سلمة أنه غضب من دخول الصبى عليه فقالت يا نبي الله جعلت لك الفداء انك قلت لنا لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني ان لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه فلم يرد عليها فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال إن أمتى يقتلون هذا وفى القوم أبو بكر وعمرو كانا أجرأ القوم عليه فقالا يا نبى الله وهم مؤمنون قال نعم وهذه تربته وأراهم إياها . رواه الطبراني ورجاله موثقون وفى بعضهم ضعف . وعن معاذ بن
[ 190 ]
جبل قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متغير اللون فقال أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه فأطيعوني ما دمت بين أظهركم فإذا ذهب بى فعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه أتتكم الموتة أتنكم بالروح والراحة كتاب من الله سبق أتتكم فتن كقطع الليل المظلم كلما ذهب رسل جاء رسل تناسخت النبوة فصارت ملكا رحم الله من اخذها بحقها وخرج منها كما دخلها أمسك يا معاذ واحص قال فلما بلغت خمسا قال يزيد لا بارك الله في يزيد ثم ذرفت عيناه صلى الله عليه وسلم ثم قال نعى إلى حسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله والذى نفسي بيده لا يقتلوه بين ظهرانى قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا قال واها لفراخ آل محمد من خليفة يستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف أمسك يا معاذ فلما بلغت عشرة قال الوليد اسم فرعون هادم شرائع الاسلام بين يديه رجل من أهل بيته يسل الله بسيفه فلا غماد له واختلف فكانوا هكذا فشبك بين أصابعه ثم قال بعد العشر بن ومائة يكون موت سريع وقيل ذريع ففيه هلاكهم ويلى عليهم رجل من ولد العباس . رواه الطبراني وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب . وعن أبى الطفيل قال استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة فقال لا يدخل علينا أحد فجاء الحسين بن على رضى الله عنهما فدخل فقالت أم سلمة هو الحسين فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعيه فجعل يعلو رقبة النبي صلى الله عليه وسلم ويعبث به والملك ينظر فقال الملك أتحبه يا محمد قال اي والله إنى لاحبه قال أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان فقال بيده فتناول كفا من تراب فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل حسين بن على على رأس ستين من مهاجري . رواه الطبراني وفيه سعد بن طريف وهو متروك . وباسناده قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل الحسين حين يعلوه القتير ، قال الطبراني القتير : الشيب . وعن على قال ليقتلن الحسين وإنى لاعرف التربة التى يقتل فيها قريبا من النهرين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن شيان بن محرم
[ 191 ]
وكان عثمانيا قال إنى لمع على رضى الله عنه إذ أتى كربلاء فقال يقتل بهذا الموضع شهيد ليس مثله شهداء إلا شهداء بدر فقلت بعض كذباته وثم رجل حمار ميت فقلت لغلامي خذ رجل هذا الحمار فأوتدها في مقعده وغيبها فضرب الظهر ضربة فلما قتل الحسين بن على انطلقت ومعى أصحابي فإذا جثة الحسين بن على على رجل ذلك الحمار وإذا أصحابه ربضة حوله . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريمة قال كنت مع على رضى الله عنه بنهر كربلاء فمر بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمها ثم قال يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى خيرة قال صحبت عليا رضى الله عنه حتى أتى الكوفة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال كيف أنتم إذا نزل بذرية نبيكم بين ظهرانيكم قالوا إذا نبلى الله فيهم بلاءا حسنا فقال والذى نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن إليهم فلتقتلنهم ثم أقبل يقول : هم أوردوه بالغرور وغردوا * أجيبوا دعاه لا نجاة ولا عذرا رواه الطبراني وفيه سعد بن وهب متأخر ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن المسيب بن نجية قال قال على رضى الله عنه ألا أحدثكم عن خاصة نفسي واهل بيتى قلنا بلى قال أما حسن فصاحب جفنة وخوان وفتى من الفتيان ولو قد التقت حلقتا البطان لم يغن عنكم في الحرب حباله عفور وأما عبدالله بن جعفر فصاحب لهو وظل وباطل ولا يغرنكم ابنا عباس وأما أنا وحسين فأنا منكم وأنتم منا والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم بصلاحهم في ارضهم وفسادكم في أرضكم وبأدائهم الامانة وخيانتكم وبطواعيتهم إمامهم ومعصيتكم له واجتماعهم على باطلهم ونفرقكم عن حقكم تطول دولتهم حتى لا يدعون لله محرما إلا استحلوه ولا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم وحتى يكون أحدكم تابعا لهم وحتى تكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيده إذا شهد أطاعة وإذا غاب سبه وحتى يكون أعظمكم فيها غناءا أحسنكم بالله ظنا فان أتاكم الله بالعافية فاقبلوا فان ابتليتم فاصبروا فان العاقبة للمتقين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال كان الحسين جالسا
[ 192 ]
في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل صلى الله عليه وسلم أتحبه فقال وكيف لا أحبه وهو ثمرد فؤادى فقال أما إن أمتك ستقتله الا أريك من موضع قبره فقبض قبضة فإذا تربة حمراء . رواه البزار وجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن الشعبى قال إنما أراد الحسين ابن على ان يخرج إلى أرض أراد أن يلقى ابن عمر فسأل عنه فقيل له إنه في ارض له فأتاه ليودعه فقال له إنى اريد العراق فقال لا تفعل فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيرت بين ان اكون ملكا نبيا أو نبيا عبدا فقيل لى تواضع فاخترت أن أكون نبيا عبدا وانك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نخرج قال فأبى فودعه وقال أستودعك الله من مقتول . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجاله البزار ثقات . وعن ابن عباس قال استأذنني حسين في الخروج فقال لو لا ان يزرى ذلك بى أو بك لشبكت بيدى في رأسك فكان الذى رد على أن قال لان أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من ان يستحل بى حرم الله ورسوله قال فذلك الذى سلى بنفسى عنه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبيد الله بن الحر أنه سأل الحسين بن على رضى الله عنهما أعهد اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرك هذا شيئا قال لا . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن المطلب ابن عبدالله بن حنطب قال لما احيط بالحسين بن على قال ما اسم هذه الارض قال كربلاء قال صدق النبي صلى الله عليه وسلم انها ارض كرب وبلاء . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وهو ضعيف وقد وثق . وعن على بن الحسين قال قال لى الحسين ابن على قبل قتله بيوم ان بنى إسرائيل كان لهم ملك قال وذكر الحديث . رواه الطبراني واسناده جيد . وعن محمد بن الحسن قال لما نزل عمر بن سعد بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيبا فحمد الله عزوجل وأثنى عليه ثم قال قد نزل ما ترون من الامر وان الدنيا تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمر حتى لم يبق منها إلا صبابة الاناء الا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله فانى لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما (1) وقتل الحسين يوم عاشوراء سنة احدى (1) أي مللا وسآمة .
[ 193 ]
وستين بالطف بكربلاء وعليه جبة خزد كناء وهو صابغ بالسواد وهو ابن ست وخمسين . رواه الطبراني ومحمد بن الحسن هذا هو ابن زبالة متروك ولم يدرك القصة . وعن الكلى قال رمي رجال الحسين وهو يشرب فشل شدقيه فقال لا أرواك الله فشرب حتى تفطر (1) . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات . وعن الضحاك بن عثمان قال خرج الحسين بن علي إلى الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية فكتب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد وهو واليه على العراق انه قد بلغني ان حسينا قد سار إلى الكوفة وقد ابتلى به زمانك من بين الازمان وبلدك من بين البلاد وابتليت به من بين العمال وعندها تعتق أو تعود عبدا كما تعتبد العبيد فقتله عبيد الله بن زياد وبعث برأسه إليه فلما وضع بين يديه تمثل بقول الحصين بن حمام المرى : نفلق هاما من رجال أحبة * الينا وهم كانوا أعق وأظلما رواه الطبراني ورجاله ثقان الا ان الضحاك لم يدرك القصة . وعن ابن وائل أو وائل بن علقمة أنه شهد ما هناك قال قام رجل فقال أفيكم حسين قالوا نعم قال ابشر بالنار قال ابشر برب رحيم وشفيع مطاع قالوا من أنت قال أنا ابن جويرة أو جويزة قال اللهم جزه إلى النار فنفرت به الدابة فتعلقت رجله في الركاب قال فو الله ما بقى عليها منه إلا رجله . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط . وعن ابن أبى ليلى قال قال حسين حين أحس بالقتل إئتوني ثوبا لا يرغب فيه أحد أجعله تحت ثيابي لا أجرد فقيل له تبان (2) فقال لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلة فأخذ ثوبا فخرقه فجعله تحت ثيابه فلما ان قتل جردوه . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات . وعن عمار الدهنى قال مر علي رضى الله عنه على كعب الاحبار فقال يقتل من ولد هذا الرجل رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى الله عليه وسلم فمر حسن فقالوا هذا يا أبا إسحق قال لا فمر حسين ففالوا هذا قال نعم . رواه الطبراني ورجاله ثقات الا ان عمارا لم يدرك القصة . وعن ابن عباس قال رأيت (1) أي تشقق بطنه . (2) التبان : سراويل صغير يستر العورة المغلظة فقط ويكثر لبسه الملاحون . (22 تاسع مجمع الزوائد)
[ 194 ]
النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم ينتقطه أو يبيع فيها شيئا فقلت ما هذا قال دم الحسين وأصحابه فلم أزل أتتبعه منذ اليوم . رواه أحمد والطبراني ورجاله أحمد رجال الصحيح . وعن عمارة بن يحيى بن خالد بن عرفطة قال كنا عند خالد ابن عرفطة يوم قتل الحسين بن على رضى الله عنهما فقال لنا خالد هذا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستبتلون في أهل بيتى من بعدي . رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير عمارة وعمارة وثقه ابن حبان . وعن حبيب بن يسار قال لما أصيب الحسين بن على رضى الله عنه قام زيد بن ارقم على باب المسجد فقال افعلتموها اشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انى أستودعكهما وصالح المؤمنين فقيل لعبيد الله بن زياد ان زيد بن أرقم قال كذا وكذا قال ذاك شيخ قد ذهب عقله . رواه الطبراني وفيه محمد ابن سليمان بن بزيع ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الزبير بن بكار قال ولد الحسين لخمس ليال خلون من شعبان سنة اربع من الهجرة وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة احدى وستين قتله سنان بن ابي أنس وأجهز عليه خولى بن يزيد الاصبحي من حمير وحز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد فقال سنان : اوقر ركابي فضة وذهبا * أنا (1) قتلت الملك المحجبا قلت خير الناس أما وأبا رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن شهر بن حوشب قال سمعت ام سلمة حين جاء نعى الحسين بن على لعنت اهل العراق وقالت قتلوه قتلهم الله عزوجل غزوه ودلوه لعنهم الله . رواه الطبراني ورجاله موثقون . وعن اسلم المنقرى قال دخلت على الحجاج فدخل سنان بن ابى انس قاتل الحسين فإذا شيخ آدم فيه خنا طويل الانف في حهه برش فأوقف بحيال الحجاج فنظر إليه الحجاج فقال انت قتلت الحسين قال نعم قال وكيف صنعت به قال دعمته بالرمح وهبرته (2) بالسيف هبرا فقال له الحجاج اما انكما لن تجتمعا في دار . رواه الطبراني ورجاله (1) في شذرات الذهب وغيره " إني " . (2) الهبر : القطع .
[ 195 ]
ثقات . وعن ابراهيم يعني النخعي قال لو كنت فيمن قتل الحسين ثم غفر لى ثم ادخلت الجنة استحييت ان امر على النبي صلى الله عليه وسلم فينظر في وجهى . رواه الطبراني ورجاله ثقان . وعن الليث يعنى ابن سعد قال ابى الحسين بن على ان يستأسر فقاتلوه وقتلوا بنيه واصحابه الذين قاتلو معه بمكان يقال له الطف وانطلق يعلى بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد وعلى يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوى قرابتها وعلى بن حسين في غل فوضع رأسه فضرب على ثنيتى الحسين فقال : نفلق هاما من رجال أحبة * الينا وهم كانوا أعق وأظلما فقال على بن حسين (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير) فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر وتلا على ابن الحسين آية من كتاب الله عزوجل فقال يزيد بل بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (1) فقال على أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغلولين لاحب أن يخلينا من الغل فقال صدقت فخلوهم من الغل فقال ولو وقفنا بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعد لاحب أن يقربنا قال صدقت فقربوهم فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتزيا رأس أبيهما وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر رأسه ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن زيد بن أرقم قال لما أتى ابن زياد برأس الحسين رضى الله عنه فجعل يجعل قضيبا في يده في عينه وأنفه فقال زيد بن أرقم ارفع القضيب قال له لم فقال رأيت فم رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعه . رواه الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك . وعن أنش قال لما أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين جعل ينكت بالقضيب ثناياه يقول لقد كان أحسبه قال جميلا فقلت والله لاسوءنك إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث يقع قضيبك قال فانقبض . رواه البزار والطبراني باسانيد ورجاله وثقوا . وعن الشعبى قال رأيت في النوم كأن رجالا من (1) الآية " فبما كسبت أيديكم . . " .
[ 196 ]
السماء نزلوا معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين فما لبثت أن نزل المختار فقتلهم . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن الشعبي قال رأيت الحسين أول رأس حمل في الاسلام . رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن عبدالملك بن عمير قال دخلت على عبيد الله بن زياد وإذا رأس الحسين قدامه على ترس فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت على المختار فإذا رأس عبيد الله بن زياد على ترس فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت على مصعب بن الزبير وإذا رأس المختار على ترس فو الله ما لبثت الا قليلا حتى دخلت على عبدالله وإذا رأس مصعب بن الزبير على ترس . رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه وقال ما كان لها ولا عمل الا الرؤوس ، ورجال الطبراني ثقات . وعن دويد الجعفي عن ابيه قال لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هي دم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن حميد الطحان قال كنت في خزاعة فجاءوا بشئ من تركة الحسين فقيل لهم ننحر أو نبيع قال انحروا فجلست على جفنة فلما جلست فارت نارا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن عمرو بن بعجة قال أول ذل دخل على العرب قتل الحسين بن علي وادعاء زياد . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى رجاء العطاردي قال لا تسبوا عليا ولا أحدا من أهل البيت فان جارا لنا من بلهجيم قال الم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن على قتله الله فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن حاجب عبيد الله بن زياد قال دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين فاضطرم في وجهه نارا فقال هكذا بكمه على وجهه فقال هل رأيت قلت نعم وامرني ان اكتم ذلك . رواه الطبراني وحاجب عبيد الله لم اعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الزهري قال قال لى عبدالملك أي واحد انت ان اعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين فقال قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس الا وجد تحتها دم عبيط فقال لى عبدالملك إنى وإياك في هذا الحديث لقرينان . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الزهري قال ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن على إلا عن دم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أم حكيم قالت قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة .
[ 197 ]
رواه الطبراني ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح . وعن جميل بن زيد قال لما قتل الحسين احمرت السماء قلت أي شئ تقول قال ان الكذاب منافق ان السماء احمرت حين قتل . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أبى قبيل قال لما قتل الحسين بن على انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا انها هي . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عيسى بن الحرث الكندى قال لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا صلينا العصر نظرنا إلى السماء على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن محمد بن سيرين قال لم تكن في السماء حمرة حتى قتل الحسين . رواه الطبراني وفيه يحيى الحمانى وهو ضعيف . وعن سفيان قال حدثتني جدتى أم أبى قالت شهد رجلان من الجعفيين قتل الحسين بن على فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه وأما الآخر فكان يستقبل الراية بفيه حتى يأتي على آخرها قال سفيان رأيت ولد أحدهما كان به خبل وكأنه مجنون . رواه الطبراني ورجاله إلى جده سفيان ثقات . وبسنده قال رأيت الورس الذى أخذ من عسكر الحسين صار مثل الرماد . وعن الاعمش قال خرى رجل على قبر الحسين فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وجذام وبرص وفقر . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الليث بن سعد قال توفى معاوية في رجب لاربع ليال خلون منه واستخلف يزيد سنة ستين وفى سنة احدى وستين قتل الحسين ابن على وأصحابه رضى الله عنهم لعشر ليال خلون منم المحرم يوم عاشوراء وقتل العباس ابن على بن أبى طالب وأمه أم البنين عامربة وجعفر بن على بن أبى طالب وعبد الله بن على بن أبى طالب وعثمان بن على بن أبى طالب وأبو بكر بن على بن أبى طالب وأمه ليلى بنت مسعود نهشلية وعلى بن الحسين بن أبى طالب الاكبر وأمه ليلى ثقفية وعبد الله بن الحسين وأمه الرباب بنت مرى كليبة وأبو بكر ابن الحسين لام ولد والقاسم بن الحسين لام ولد وعون بن عبدالله بن جعفر بن أبى طالب ومحمد بن جعفر بن أبي طالب وجعفر بن عقيل بن أبى طالب ومسلم ابن عقيل بن أبى طالب وسليمان مولى الحسين وقتل الحسين وهو ابن ثمان
[ 198 ]
وخمسين سنة رضى الله عنهم . رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه رجال الصحيح . وعن منذر الثوري قال كنا إذا ذكرنا حسينا ومن قتل معه قال محمد بن الحنفية قتل معه سبعة عشر كلهم ارتكض في رحم فاطمة رضى الله عنها وعنهم . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . وعن محمد بن على بن الحسين قال قتل الحسين بن على وهو ابن ثمان وخمسين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الحسن يعنى البصري قال قتل مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا من أهل بيته والله ما على ظهر الارض يومئذ أهل بيت يشبونهم قال سفيان ومن يشك في هذا . وعن أبى بكر بن أبى شيبة قال قتل الحسين بن على يوم عاشوراء في سنة احدى وستين وهو ابن ثمان وخمسين وكان يخضب بالحناء والكتم (1) . رواه الطبراني . وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا قتل وهو ابن ثمان وخمسين وقتل الحسين كذلك ومات على بن الحسين وهو كذلك . وعن على بن الحسين قال قتل الحسين بن على وعليه دين كثير فباع فيها على ابن حسين عين كذا وعين كذا . رواه الطبراني وفيه نوح بن دراج وهو ضعيف . وعن محمد بن الحسن المخزومي قال لما أدخل ثقل الحسين بن على على يزيد بن معاوية ووضع رأسه بين يديه بكى يزيد وقال : نفلق هاما من رجال أحبة * إلينا وهم كانوا أعق وأظلما أما والله لو كنت صاحبك ما قتلتك أبدا فقال على بن الحسين ليس هكذا قال يزيد كيف يا ابن أم قال (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) وعنده عبدالرحمن بن أم الحكم فقال عبدالرحمن يعنى ابن أم الحكم : لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذى النسب الوغل سمية أسما نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل فرفع يزيد يده فضرب صدر عبد الرحمن وقال اسكت . رواه الطبراني ومحمد (1) الكتم مشددة التاء والمشهور التخفيف ، وهو نبت يخلط مع الوسم ويصبغ به الشعر أسود .
[ 199 ]
ابن الحسن هو ابن زمالة ضعيف . وعن أبى قبيل قال لما قتل الحسين احتزوا رأسه وقعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ يتحيون بالرأس فخرج إليهم قلم من حديد من حائط فكتب بسطر دم : أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن امام لبني سليمان عن أشياخ له قال غزونا الروم فنزلوا في كنيسة من كنائسهم فقرؤوا في حجر مكتوب : أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب فسألناهم منذ كم بنيت هذه الكنيسة قالوا قبل أن يبعث نبيكم بلثمائة سنة . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن أم سلمة قالت سمعت الجن تنوح على الحسين ابن على . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ميمونة قالت سمعت الجن تنوح على الحسين بن على . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أم سلمة قالت ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم إلا الليلة وما أرى إبنى إلا قبض تعنى الحسين رضى الله عنه فقالت لجاريتها اخرجي اسألي فأخبرت أنه قد قتل وإذا جنية تنوح : ألا يا عين فاحتفلى بجهدي * ومن يبكى على الشهداء بعدى على رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في ملك عبد رواه الطبراني وفيه عمرو بن ثابت بن هرمز وهو ضعيف . وعن ابي جناب الكلبى قال حدثنى الجصاصون قالوا كنا إذا خرجنا إلى الجبان بالليل عند مقتل الحسين سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون : مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود أبواه من عليا قري * ش جده خير الجدود رواه الطبراني وفيه من لم اعرفه وأبو جناب مدلس . وعن أحمد بن محمد ابن حميد الجهمي من ولد أبى جهم بن حذيفة انه كان ينشد في قتل الحسين وقال هذا الشعر لزينب بنت عقيل بن ابى طالب :
[ 200 ]
ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وانتم آخر الامم بعترتي وبأنصارى وذريتي * منهم اسارى وقتلى ضرجوا بدم ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * ان تخلفوني بسوء في ذوى رحمي فقال أبو الأسود الذئلى نقول (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) . رواه الطبراني باسناد منقطع ورواه باسناد آخر أجود منه وزاد فيه فقال أبو الأسود الدؤلى : أقول وزادني حنقا وغيظا * أزال الله ملك بنى زياد وأبعدهم كما بعدوا وخانوا * كما بعدت ثمود وقوم عاد ولا رجعت ركائبهم إليهم * إذا قفت إلى يوم التناد وعن سليمان بن الهيثم قال كان على بن الحسين بن على يطوف بالبيت فإذا أراد أن يستلم الحجر أوسع له الناس والفرزدق بن غالب ينظر إليه فقال رجل يا فراس من هذا فقال الفرزدق : هذا الذى تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقى الطاهر العلم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم لديه حين يستلم إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم يفضى حياء ويفضى من مهابته * فلا يكلم الا حين يبتسم في كفه خيزران ريحه عبق * بكف أورع في عرنينه شمم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وان كرموا أي العشائر ليست في رقابهم * لاولية هذا اوله نعم رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن سفين قال قلت لعبيد الله بن أبى يزيد رأيت الحسين بن علي قال اسود الرأس واللحية الا شعرات ههنا في مقدم لحيته فلا أدرى أخضب وترك ذلك المكان تشبها برسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم يكن شاب منه غير ذلك قال ورأيت حسنا وقد اقيمت الصلاة فسجد بين الامام
[ 201 ]
وبين بعض الناس فقيل له اجلس قد قامت الصلاة . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن مصعب بن عبدالله قال حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا . رواه الطبراني باسناد منقطع . وعن يزيد بن ابى زياد قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكى فقال ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني . رواه الطبراني واسناده منقطع ، وقد تقدم في حديث أبى أمامة الطويل في الاخبار بقتله النهى عن بكائه رضى الله عنه ، وتقدم حديث بيعته في البيعة . * (باب مناقب فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى الله عنها) * عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وفاطمة سيدة نسائهم إلا ما كان لمريم بنت عمران قلت رواه الترمذي غير ذكر فاطمة ومريم رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة وخديجة ثم آسية بنت مزاحم امرأة فرعون . رواه الطبراني في الاوسط الكبير بنحوه الا انه قال وآسية ، ورجال الكبير رجال الصحيح غير محمد بن مروان الذهلى وثقه ابن حبان . وعن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أو اخبرني أن فاطمة سيدة نساء امتى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مروان الذهلى ووثقه ابن حبان . وعن على يعنى ابن أبى طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وابناك (1) سيدا شباب أهل الجنة . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن عائشة قالت ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت وكان بينهما شئ فقالت يا رسول الله سلها فانها لا تكذب . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلى إلا أنها قالت ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة ، ورجالهما رجال الصحيح . وعن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوتا (2) عائشة عاليا وهى تقول والله لقد عرفت ان عليا وفاطمة احب (1) في الاصل " ابنيك " . (2) " صوت " غير موجودة في الاصل . (23 تاسع مجمع الزوائد)
[ 202 ]
إليك منى ومن ابى مرتين أو ثلاثا فاستأذن أبو بكر فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت رواه أبو داود غير ذكر على وفاطمة رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على على وفاطمة وهما يضحكان فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم سكتا فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم مالكما كنتما تضحكان فلما رأيتماني سكتما فبادرت فاطمة فقالت بأبى انت يا رسول الله قال هذا أنا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فقلت بل انا احب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا بنية لك رقة الولد وعلي اعز علي منك . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابى هريرة قال قال على يا رسول الله أيما أحب اليك انا ام فاطمة قال فاطمة احب إلى منك وأنت أعز علي منها ، قت فذكره وقد تقدم . رواه الطبراني في الاوسط . وعن عائشة قالت كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فاطمة فقلت يا رسول الله إني كنت أراك تفعل شيئا ما كنت أراك تفعله من قبل قال لى يا حميراء انه لما كان ليلة أسرى بى إلى السماء أدخلت الجنة فوقفت على شجرة من شجر الجنة لم أر في الجنة شجرة هي احسن منها ولا ابيض منها ورقة ولا أطيب منها ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة من صلبى فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فإذا أنا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت ريح فاطمة يا حميراء ان فاطمة ليست كنساء الآدميين ولا تعتل كما يعتلون (1) . رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحرانى وثقه أحمد وقال كان يتحرى الصدق وأنكر على من نسبه إلى الكذب وضعفه البخاري وغيره وقال بعضهم متروك ، وفيه من لم أعرفه أيضا وقد ذكر هذا الحديث في ترجمته في الميزان . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضى الله عنها ان الله غير معذبك ولا ولدك . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فاطمة حصنت فرجها وان الله عزوجل أدخلها باحصان فرجها وذريتها الجنة . رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه عمرو بن عتاب وقيل بن غياث وهو ضعيف . وعن على أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ففال أي شئ خير للنساء قالت لا يراهن . (1) هذا مستحيل فان فاطمة ولدت قبل الاسراء بلا خلاف ابن حجر .
[ 203 ]
الرجال فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال انما فاطمة بضعة منى رضى الله عنها . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس ان على بن ابى طالب رضى الله عنه خطب بنت أبى جهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كنت تزوجها فرد علينا ابنتنا إلى ههنا انتهي حديث خالد وفى الحديث زيادة قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله تحت رجل . رواه الطبراني في الثلاثة والكبير بنحوه مختصرا والبزار باختصار أيضا وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف . وعن أسماء بنت عمس قالت خطبني على بن إبى طالب رضى الله عنه فبلغ ذلك فاطمة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أسماء متزوجة عليا فقال لها ما كان لها أن تؤذى الله ورسوله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيهما من لم أعرفه . وعن المسور بن مخرمة ان حسن بن حسن بعث إلى المسور يخطب ابنة له فقال قل له يوافيني في وقت ذكره فلقيه فحمد الله المسور وقال ما من سبب ولا نسب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة شجنة (1) من يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها وانه تنقطع يوم القيامة الانساب الا نسى وسببي (2) وتحتك ابنتها فلو زوجتك قبضها ذلك فذهب عاذرا له . رواه الطبراني وفيه أم بكر بنت المسور ولم يجرحها أحد ولم يوثقها ، وبقية رجاله وثقوا . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن عمران بن حصين قال إنى لجالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة فقامت بحذاء النبي صلى الله عليه وسلم مقابله فقال ادنى يا فاطمة فدنت دنوة ثم قال ادنى يا فاطمة فدنت دنوة ثم قال ادنى يا فاطمة فدنت دنوة حتى قامت بين يديه قال عمران فرأيت صفرة قد ظهرت على وجهها وذهب الدم فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه ثم وضع كفه بين ترائبها فرفع رأسه قال اللهم مشبع الجوعة وقاضي الحاجة ورافع الوضعة لا تجع فاطمة بنت محمد فرأيت صفرة الجوع قد ذهبت عن وجهها (1) اصل الشجنة بالكسر والضم : شعبة في غصن من غصون الشجرة ، أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ، شبه بذلك محازا واتساعا (2) في الاصل " وسنتى " .
[ 204 ]
وظهر الدم ثم سألتها بعد ذلك فقالت ما جعت بعد ذلك يا عمران . رواه الطبراني وفى الاوسط وفيه عتبة بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله وثقوا . (باب منه في فضلها وتزويجها بعلي رضي الله عنهما) عن حجر بن عنبس وكان قد أدرك الجاهلية قال خطب على رحمة الله عليه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال هي لك يا على لست بدجال . رواه البزار وقال معنى قوله صلى الله عليه وسلم لست بدجال يدل على أنه قد كان وعده فقال انى لا أخلف الوعد ، وحجر لا يعلم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الا هذا الحديث ورجاله ثقات إلا ان حجرا لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم . وعن حجر بن عنبس أيضا وكان قد أكل الدم في الجاهلية وشهد مع على رضى الله عنه الجمل وصفين فقال خطب أبو بكر وعمر رضى الله عنهما فاطمة رضى الله عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي لك يا على . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله أمرنى أن أزوج فاطمة من على . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أزرقها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك يقول ونحن نسير معه ان الله لما أمرنى أن أزوج فاطمة من على ففعلت قال جبريل عليه السلام ان الله تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصب بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب وجعل سقوفها زبر جدا أخضر وجعل فيها طاقات من لؤلؤة مكلة باليواقيت ثم جعل عليها غرفا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من در ولبنة من ياقوت ولبنة من زبر جد ثم جعل فيها عيونا تنبع في نواحيها وحفت بالانهار وجعل على الانهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل الذهب وحفت بانواع الشجر وبنى في كل غصن قبة وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق وفرش أرضها بالزعفران وفتق بالمسك والعنبر وجعل في كل قبة حوراء والفبة لها مائة باب على كل باب حارسان وشجرتان في كل قبة مفرش وكتاب مكتوب حول
[ 205 ]
القباب آية الكرسي قلت لجبريل لمن بنى الله هذه الجنة قال بناها لفاطمة ابنتك وعلى بن أبي طالب سوى جنانهما تحفة أتحفهما وأقر عينيك يا رسول الله . رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبدالله المسمعى وهو كذاب . وعن أنس بن ملك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتى وقدمي في الاسلام واني وانى قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة فسكت عنه أو قال فأعرض عنه فرجع أبو بكر إلى عمر فقال هلكت وأهلكت قال وما ذاك قال خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنى قال مكانك حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتى وقدمي في الاسلام واني وانى قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة فأعرض فرجع عمر إلى أبى بكر فقال انه ينتظر أمر الله فيها انطلق بنا إلى على حتى نأمره أن يطلب مثل الذى طلبنا قال على فأتيانى وأنا في سبيل فقالا بنت عمك تخطب فنبهاني لامر فقمت أجر ردائي طرف على عاتقي وطرف آخر في الارض حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قد علمت قدمى في الاسلام ومناصحتي وإنى وإني قال وما ذاك يا على قلت تزوجني فاطمة قال وما عندك قلت فرسى وبدنى يعنى درعي قال أما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها فبعتها باربعمائة وثمانين درهما فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال يا بلال ابغنا بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها فجعل لها سريرا مشرطا بالشريط ووسادة من أدم حشوها ليف وملا البيت كنيبا يعنى رملا وقال إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك فجاءت مع أم أيمن فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أههنا أخى فقالت أم أيمن أخوك وقد زوجته ابنتك فقال لفاطمة ائتينى بماء فقامت إلى قعب (1) في البيت فجعلت فيه ماءا فأتته به فمج فيه ثم قال لها قومي فنضح (2) بين ثدييها وعلى رأسها ثم قال اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال ائتينى بماء فعلمت الذى يربده فملات القعب ماءا فأتيته به فاخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأسي وبين يدى ثم قال اللهم إنى أعيذه (1) أي إناء . (2) اي رش .
[ 206 ]
بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال ادخل على أهلك بسم الله والبركة . رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الاسلمي وهو ضعيف . وعن أنس أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أتى ابا بكر رحمة الله عليه فقال يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزوجنى قال إذا لم يزوجك فمن يزوج وانك من أكرم الناس عليه وأقدمهم في الاسلام قال فانطلق أبو بكر رحمة الله عليه إلى بيت عائشة رضى الله عنها فقال يا عائشة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس وإقبالا عليك فاذكري له انى ذكرت فاطمة فلعل الله عزوجل أن ييسرها لى قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأت منه طيب نفس واقبالا فقالت يا رسول الله إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها قال حتى ينزل القضاء قال فرجع إليها أبو بكر فقالت يا أبتاه وددت أنى لم اذكر له الذى ذكرت فلفى أبو بكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة فانطلق عمر إلى حفصة فقال يا حفصة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبالا يعنى عليك فاذكريني له واذكري فاطمة لعل الله أن ييسرها لى قال فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالا فذكرت له فاطمة رضى الله عنها فقال حتى ينزل القضاء فلقى عمر حفصة فقالت له يا أبتاه وددت انى لم أكن ذكرت له شيئا فانطلق عمر رضى الله عنه إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال ما يمنعك من فاطمة فقال أخشى أن لا يزوجنى قال فان لم يزوجك فمن يزوج وأنت اقرب خلق الله إليه فانطلق على إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة قال فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انى اريد ان اتزوج فاطمة قال فافعل قال ما عندي الا درعى الحطمية (1) قال فاجمع ما قدرت عليه وائتنى به قال فأتى باثنتى عشرة اوقية اربعمائة وثمانين فاتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه فاطمة رضى الله عنها فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى ام ايمن فقال اجعلي منها قبضة في الطيب أحسبه قال والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع (1) نسبة إلى حطمة بن محارب الذي كان يعمل الدروع ، أو هي التى تكسر وتحطم السيوف ، أو هي الثقيلة ، وفى الاصل " الخطيمة " بالخاء المعجمة ، والتصحيح من القاموس .
[ 207 ]
فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتا قال يا على لا تحدثن الي اهلك شيئا حتى آتيك فأتأهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فاطمة متقنعة وعلى قاعد وأم ايمن في البيت فقال يا ام ايمن ائتينى بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم ناوله فاطمة فشربت وأخذ منه فضرب جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعه إلى على فقال يا على اشرب ثم اخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ثم قال اهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وام ايمن وقال يا على اهلك ، وفى رواية قال خطب على رضى الله عنه فاطمة رضى الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وذكر الحديث . رواه البزار وفيه محمد بن ثابت بن اسلم وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يذكرها احد الا صد عنه حتى يئسوا منها فلقى سعد بن معاذ عليا فقال اني والله ما ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبسها الا عليك فقال له على رضى الله عنه فهل ترى ذلك ما انا بأحد الرجلين ما انا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي وقد علم ما لى صفراء ولا بيضاء وما انا بالكافر الذى يترفق بها عن دينه يعنى يتألفه بها انى لاول من اسلم فقال سعد اني اعزم عليك لتفرجنها عنى فان لى في ذلك فرجا قال أقول ماذا قال تقول جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا كلمة ضعيفة ثم رجع إلى سعد فقال له قد فعلت الذى أمرتنى به فلم يزد على أن رحب بى كلمة ضعيفة فقال سعد أنكحك والذى بعثه بالحق إنه لا خلف (1) ولا كذب عنده أعزم عليك لتأتينه الآن (2) فلتقولن يا نبى الله متى تبنينى فقال على هذه أشد على من الاولى اولا أقول يا رسول الله حاجتى قال قل كما أمرتك فانطلق على فقال يا رسول الله متى تبنينى قال الليلة إن شاء الله ثم دعا بلالا فقال يا بلال إنى قد زوجت ابنتى ابن عمى وأنا أحب أن يكون من سنة أمتى الطعام عند النكاح فائت الغنم فخذ شاة وأربعة أمداد واجعل لى قصعة أجمع عليها المهاجرين والانصار فإذا فرغت فأذني فانطلق ففعل ما أمره به ثم اتاه بقصعة فوضعها بين يديه فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رأسها وقال أدخل الناس على (1) هنا زيادة " الآن " ولعلها مقحمة . (2) في نسخة " غدا "
[ 208 ]
زفة زفة (1) ولا تغادرن زفة إلى غيرها يعنى إذا فرغت زفة فلا يعودون ثانية فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى حتى فرغ الناس ثم عمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فضل منها فتفل فيه وبارك وقال يا بلال احملها إلى أمهاتك وقل لهن كلن وأطعمن من غشيكن ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل على النساء فقال إنى زوجت بنتى ابن عمى وقد علمتن منزلتها منى وأنا دافعها إليه فدونكن فقمن النساء فغلفنها (2) من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلى الله عليه وسلم ستر وتخلفت أسماء بنت عميس رضى الله عنها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم على رسلك من إنت قالت أنا التى أحرس ابنتك ان الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها ان عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت بذلك إليها قال فانى أسأل إلهى ان يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ثم صرخ بفاطمة فأقبلت فلما رأت عليا جالسلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكت فخشى النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون بكاؤها ان عليا لا مال له فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك ما الوتك في نفسي وقد أصبت لك خير أهلى والذى نفسي بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين فلان منها ففال النبي صلى الله عليه وسلم يا اسماء ائتينى بالمخضب فأتت اسماء بالمخضب فمج النبي صلى الله عليه وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها وكفا بين ثدييها (3) ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال اللهم انها منى وانى منها اللهم كما اذهبت عنى الرجس وطهرتني فطهرها ثم دعا بمخضب (4) آخر ثم دعا عليا فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ثم قال لهما قوما إلى بيتكما جمع الله بينكما في سركما وأصلح بالكما ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده قال ابن عباس رضى الله عنهما فاخبرتني أسماء بنت عميس رضى الله عنها انها رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه احد حتى توارى في حجرته صلى الله عليه وسلم . رواه (1) أي طائفة بعد طائفة وزمرة بعد زمرة ، سميت بذلك لزفيفها في مشيها واقبالها بسرعة . (2) اي لطخنها ، وفى النسخ مصحفة والتصحيح مما تقدم ومن النهاية . (3) في نسخة 2 يديها " " . (4) المخصب : وعاء كالاجانة .
[ 209 ]
الطبراني وفيه يحيى بن يعلى وهو متروك . وعن بريدة قال قال نفر من الانصار لعلى رضى الله عنه عندك فاطمة فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حاجة ابن ابي طالب رضى الله عنه فقال يا رسول الل ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا وأهلا لم يزد عليها فخرج على بن ابى طالب على اولئك الرهط من الانصار ينتظرونه فقالوا ما وراءك قال ما أدرى غير أنه قال لى مرحبا وأهلا قالوا يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما اعطاك الاهل والمرحب فلما كان بعد ما زوجه قال يا على انه لابد للعروس من وليمة قال سعد عندي كبش وجمع له من الانصار أصوعا من ذرة فلما كانت ليلة البناء قال لا تحدث شيئا حتى تلقاني فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم افرغه علي فقال اللهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما . رواه الطبراني والبزار بنحوه الا انه قال قال نفر من الانصار لعلى رضى الله عنه لو خطبت فاطمة وقال في آخره اللهم بارك فيهما وبارك لهما في شبليهما ، ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الكريم ابن سليط ووثقه ابن حبان . وعن جابر قال حضرنا عرس على رضى الله عنه وفاطمة رضى الله عنها عما رأينا عرسا كان أحسن منه حشونا الفراش يعنى الليف وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا وكان فراشها ليلة عرسها اهاب كبش . رواه البزار وفيه عبدالله بن ميمون القداح وهو ضعيف . وعن اسماء بنت عميس قالت لما اهديت فاطمة إلى على بن ابى طالب لم نجد في بيته الا رملا مبسوطا ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحدثن حدثا أو قال لا تقربن اهلك حتى آتيك فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال اثم اخي فقالت أم أيمن وهى أم اسامة بن زيد وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة يا رسول الله هذا اخوك وزوجته ابنتك وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه وآخى بين على ونفسه قال ان ذلك يكون يا أم أيمن قالت فدعا النبي صلى الله عليه وسلم باناء فيه ماء ثم قال ما شاء الله ان يقول ثم مسح صدر على ووجهه ثم دعا فاطمة فقامت إليه فاطمة تعثر في مرطها من الحياء فنضح (1) عليها من ذلك وقال لها ما شاء الله ان (1) أي رش . (24 تاسع مجمع الزوائد)
[ 210 ]
يقول ثم قال (1) لها أما إنى لم آلك ان انكحتك احب اهلي إلى ثم رأى سوادا من وراء الستر أو من وراء الباب فقال من هذا قالت اسماء قال اسماء بنت عميس قالت نعم يا رسول الله قال جئت كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم إن الفتاة ليلة يبنى بها لابد لها من امرأة تكون قريبا منها ان عرضت لها حاجة افضت ذلك إليها قالت فدعا لي بدعاء انه لاوثق عملي عندي ثم قال لعلى دونك اهلك ثم خرج فولى فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره ، وفى رواية عن اسماء بنت عميس أيضا قالت كنت في زفاف فاطمة رضى الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اصبحت جاء النبي صلى الله عليه وسلم فضرب الباب فقامت إليه أم أيمن ففتحت له الباب فقال لها يا ام ايمن ادعى لى اخى فقالت اخوك هو وتنكحه ابنتك قال يا أم أيمن ادعى لى فسمع النساء صوت النبي صلى الله عليه وسلم فتحسحسن فجلس ففى ناحية ثم جاء على رضى الله عنه فدعا له ثم نضح عليه من الماء ثم قال ادعوا لى فاطمة فجاءت وهى عرقة أو حزقة من الحياء فقال اسكتي فقد أنكحتك أحب أهلى إلى فذكر نحوه . رواه كله الطبراني ورجال الرواية الاولى رجال الصحيح . وعن عبدالله ابن عمرو قال لما جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة إلى على رضى الله عنهما بعث معها بخميل قال عطاء ما الخميل قال قطيفة ووسادة من أدم حشوها ليف وأذخر وقربة كانا يفترشان الخميل ويلتحفان بنصفه . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن أم أيمن أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته على بن أبى طالب رضى الله عنهما وأمره أن لا يدخل على أهله حتى يجيئه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر الحديث قلت روى هذا في ترجمة أم أيمن ولم يذكر قبله ولا بعده ما يناسبه والله أعلم رواه الطبراني . وعن أم سلمى قالت اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شكواها التى قبضت فيها فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيناها (2) في شكواها تلك قالت وخرج على لبعض حاجته فقالت يا أمه اسكبي لى غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كاحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت يا أمي (1) هنا زيادة " ما شاء الله أن يقول قال " ولعلها مقحمة . (2) في نسخة " رأيتها " .
[ 211 ]
اعطيني ثيابي الجدد فأعطتها فلبستها ثم قالت يا أمه قدمى لى فراشي وسط البيت ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت يا أمه إنى مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفنى أحد فقبضت مكانها قالت فجاء على فأخبرته . رواه أحمد وفيه من لم أعرفه . وعن عبدالله بن محمد بن عقيل أن فاطمة رضى الله عنها لما حضرتها الوفاة أمرت عليا رضى الله عنه فوضع لها غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بثياب أكفانها فأتيت بثياب غلاظ خشن ولبستها ومست من حنوط ثم أمرت عليا ان لا تكشف إذا قبضت وأن تدرج كما هي في ثيابها فقلت له هل علمت أحدا فعل ذلك قال نعم كثير بن العباس وكتب في أطراف أكفانه يشهد كثير بن عباس ان لا إله الا الله . رواه الطبراني وعبد الله بن محمد لم يدرك القصة فالاسناد منقطع . وعن محمد بن اسحاق قال توفييت فاطمة رضى الله عنها وهى بنت ثمان وعشرين وكان مولدها وقريش تبنى الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين وستة أشهر وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين بعد مبعثه ثم هاجر فأقام عشرا ثم عاشت فاطمة بعده ستة أشهر وتوفيت سنة إحدى عشرة . رواه الطبراني ورجاله إلى ابن اسحاق ثقات . وعن أبي بكر بن أبى شيبة قال توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت سبع وعشرين سنة . رواه الطبراني . وعن ابن جربج قال قال لى غير واحد كانت فاطمة أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه وزعم الزبير بن بكار ان رقية أصغر من فاطمة . رواه الطبراني ورجاله إلى ابن جريج رجال الصحيح . وعن محمد بن على بن المدينى فستقة (1) قال كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تكنى أم أسها قال كانت أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة وقيل كانت يوم عبدالله لئن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبراني منقطع الاسناد . وعن عائشة قالت توفيت فاطمة بعد وفاة (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ودفنها على بن أبى طالب ليلا . رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح . وعن أبى جعفر يعني محمد بن على قال (1) هو شيخ الطبرابى ، لا ولد على بن المدينى شيخ البخاري (2) سقط من الاصل " بعد وفاة " أو ما ممعناها ، والتصويب من شذرات الذهب .
[ 212 ]
مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر وما رؤيت ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انهم قد امتروا في طرف نابها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن على يعنى ابن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة قيل يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم فتمر وعليها ريطتان خضراوان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالحميد بن بحر وهو ضعيف (باب ما جاء في فضل زينب بنت رسول الله) (صلى الله عليه وسلم رضى الله عنها) عن ابن جريج قال قال لى غير واحد كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله الي ابن جريج رجال الصحيح . وعن الزبير بن بكار قال فولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب وكانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبى العاص بن الربيع بن عبد شمس فولدت له عليا وامامة وكان على مسترضعا في بنى غاضرة فافتصله رسول الله صلى الله عليه وسلم وابوه يومئذ مشرك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاركني في شئ فأنا أحق به وأيما كافر شارك مسلما في شئ فهو أحق به منه ، قال الزبير وحدثني عمر بن أبى بكر الموملى قال توفى على بن أبى العاص بن الربيع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ناهز الحلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على راحلته يوم الفتح . رواه الطبراني وعمر بن أبى بكر متروك . وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة أو ابن كنانة فخرجوا في طلبها فأدركها هبار بن الاسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها فتحملت واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقال بنو امية نحن أحق بها وكانت تحت ابن عمهم ابي العاص وكانت عند هند بنت عتبة ابن ربيعة وكانت تقول هذا في سبب أبيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة ألا تنطلق فتجئ بزينب قال بلي يا رسول الله قال فخذ خاتمي فأعطها اياه فانطلق زيد فلم يزل يتلطف فلقى راعيا فقال لمن ترعى فقال لابي العاص فقال لمن هذه
[ 213 ]
الغنم فقال لزبنب بنت محمد صلى الله عليه وسلم فسار معه شيئا ثم قال هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها اياه ولا تذكره لاحد قال نعم فأعطاه الخاتم فعرفته فقالت من أعطاك هذا قال رجل قالت فأين تركته قال بمكان كذا وكذا فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته قال لها اركبي بين يدى على بعيره قالت لا ولكن اركب انت بين يدى فركب وركبت وراءه حتى إذا اتت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هي خير بناتى اصيبت في فبلغ ذلك على بن حسين فانطلق إلى عروة فقال ما حديث بلغني عنك انك تحدثه تنتقص حق فاطمة فقال عروة والله ما أحب ان لى ما بين المشرق والمغرب وانى أنتقص فاطمة حقا لها واما بعد ذلك انى لا أحدث به أبدا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بعضه ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنت أبا العاص ابن الربيع زوجها حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا ان تذهب إليه فأذن لها فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ان أبا العاص لحقها بالمدينة فأرسل إليها ان خذى لى من أبيك أمانا فأطلعت رأسها من باب حجرتها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالناس الصبح فقالت ايها الناس إني زينب وانى قد اجرت ابا العاص بن الربيع فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال أيها الناس إنى لاعلم لى بهذا حتى سمعته الآن وانه يجير على الناس أدناهم . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن اسحاق قال كان في الاسارى يوم بدر أبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبد شمس ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وكان لهالة بنت خويلد خديجة خالته فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه زينب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها وكان قبل أن ينزل عليه وكانت تعده بمنزلة ولدها فلما أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالنبوة وآمنت به خديجة وبناته وصدقنه وشهدن أن ما جاء به هو الحق ودن بدينه وثبت أبو العاص عل شركه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبى لهب إحدى ابنتيه رقية أو أم كلثوم فلما نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا بأمر الله
[ 214 ]
ونادوه قال إنكم قد فرغتم محمد من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن فمشوا إلى أبى العاص بن الربيع فقالوا فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة شئت فقال لا هاء الله إذا لا أفارق صاحبتي وما أحب أن لى بامرأتي امرأة من قريش فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثنى عليه في صهره خيرا فيما بلغني فمشوا إلى الفاسق عتبة بن أبى لهب فقالوا طلق امرأتك بنت محمد ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش فقال ان زوجتموني بنت أبان بن سعيد ففارقها ولم يكن عدو الله دخل بها فأخرجها الله من يده كرامة لها وهو انا له وخلف عثمان بن عفان عليها بعده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوبا على أمره وكان الاسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أبى العاص بن الربيع إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر على أن يفرق بينهما فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهى مقيمة معه بمكة فلما سارت قريش إلى بدر سار معهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الاسارى يوم بدر وكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن اسحق فحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عياد عن عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أبى العاص وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبى العاص حين بنى عليها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال إن رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذى لها فافعلوا فقالوا نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذى لها قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ عليه ووعده ذلك أن يخلى سبيل زينب إليه إذ كان فيما شرط عليه في إطلاقه ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلم إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة وخلى سبيله بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الانصار فقال كونا ببطن ناجح حتى تمر بكما زينب فتصحبانها فتأتياني بها فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت جهرة ، قال ابن إسحق قال عبدالله بن أبى بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم حدثت عن زينب أنها قالت بينا أنا أتجهز بمكة للحوق بأبى
[ 215 ]
لقيننى هند بنت عتبة فقالت يا بنت عمى إن كانت لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك أو ما تبلغين به إلى أبيك فلا تضطني منه فانه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال قالت ووالله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل ولكني خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك فتجهزت فلما فرغت من جهازي قدم إلى حمى كنانة بن الربيع أخو زوجي بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج بها نهارا يقود بها وهى في هودجها وتحدثت بذلك رجال قريش فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذى طوى وكان أول من سبق إليها هبار بن الاسود بن المطلب بن أسد بن عبدالعزى بن قصى ونافع بن عبدالقيس الزهري فروعها هبار وهي في هودجها وكانت حاملا فيما يزعمون فلما وقعت ألقت ما في بطنها فبرك حموها ونثر كنانته وقال والله لا يدنو منى رجل إلا وضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه وجاء أبو سفيان في جلة من قريش فقال أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف وأقبل أبو سفيان فأقبل عليه فقال إنك لم تصب خرجت بامرأة على رؤوس الناس نهارا وقد علمت مصيبتنا ونكابتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت إليه ابنته علانية من بين ظهرانينا أن ذلك من ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وأن ذلك منا ضعف ووهن وإنه لعمري مالنا في حبسها عن أبيها حاجة ولكن أرجع المرأة حتى إذا هدأ الصوت وتحدث الناس أنا قد رددناها فسلها سرا وألحقها بأبيها قال ففعل وأقامت ليالى حتى إذا هدأ الناس خرج بها ليلا فأسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدمنا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام أبو العاص بمكة وكانت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرق الاسلام بينهما حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام وكان رجلا مأمونا بأموال له وأموال لقريش أبضعوها معه فلما فرغ من تجارته أقبل قافلا فلحقته سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابوا ما معه وأعجزهم هاربا فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص بن الربيع تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجارها فأجارته وجاء في طلب ماله فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح كما
[ 216 ]
حدثنى يزيد بن رومان فكبر وكبر الناس خرجت زينب من صفة النساء وقالت أيها الناس انى قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال أيها الناس أسمعتم قالوا نعم قال أما والذى نفسي بيده ما علمت بشئ كان حتى سمعته انه ليجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على ابنته فقال يا بنية أكرمي مثواه ولا يخلص إليك فانك لا تحلين له ، قال ابن اسحق وحدثني عبدالله بن أبى بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبى العاص بن الربيع ان هذا الرجل مناقد علمتم أصبتم له مالا فان تحسنوا وتردوا عليه الذى له فانا نحب ذلك وان أبيتم فهو فئ الله الذي أفاءه عليكم فأنتم أحق به قالوا يا رسول الله نرده فردوا عليه ماله حتى ان الرجل يأتي بالحبل ويأتي الرجل بالشنة والاداوة حتى ان أحدهم ليأتي بالشظاط حتى إذا ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئا احتمل إلى مكة فرد إلى كل ذى مال من قريش ماله ممن كان أبضع معه ثم قال يا معشر قريش هل بقى لاحد منكم عندي مال لم يأخذه قالوا لا وجزاك الله خيرا فقد وجدناك عفيفا كريما قال فاني أشهد ان لا إله الا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله والله ما منعنى من الاسلام عنده الا تخوف ان تظنوا انى انما أردت ان آكل اموالكم فأما إذ اداها الله اليكم وفرغت منها أسلمت وخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وإسناده منقطع . وعن عروة بن الزبير ان رجلا أقبل بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحقه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه عليها فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت وهريقت دما فذهبوا بها إلى أبى سفيان فجاءته نساء بنى هاشم فدفعها إليهن ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع فكانوا يرون أنها شهيدة . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأختها أم كلثوم) * عن قتادة بن دعامة قال كانت رقية عند عتبة بن أبى لهب فلما انزل الله تبارك وتعالى (تبت يدا ابى لهب) سأل النبي صلى الله عليه وسلم عتبة طلاق رقية وسألته
[ 217 ]
رقية ذلك فطلقها فزوج عثمان بن عفان رضى الله عنه رقية وتوفيت عنده . رواه الطبراني وفيه زهير بن العلاء ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان فالاسناد حسن . وعن الزبير ابن بكار قال وكانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبى لهب ففارقها فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة وهاجرت معه إلى أرض الحبشة فولدت له عبدالله وبه كان يكنى وقدمت معه إلى المدينة وتخلف عن بدر عليها باذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سهمان أهل بدر قال وأجرى يا رسول الله قال وأجرك . رواه الطبراني وروى عن الزهري بعضه ورجالهما إلى قائلهما ثقات . وعن الزهري قال توفيت رقية يوم جاء زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببشرى بدر . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات . وعن الزهري قال تزوج عثمان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفيت عنده ولم تلد له شيئا . رواه الطبراني باسناد الذى قبله . وعن الزبير بن بكار قال وكانت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبى لهب الذى أكله الاسد ففارقها ولما توفيت رقية عند عثمان زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد له شيئا وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لى عشر لزوجتكهن . رواه الطبراني منقطع الاسناد وقد تقدم قصة طلاق عتيبة بن أبى لهب إياها في المعازى فيما لقى من أذى المشركين وبعضها في مناقب عثمان رضى الله عنه . * (باب في أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم) * عن ابن عباس أن خديجة ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عبدالله والقاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وولدت له مارية القبطية إبراهيم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو شيبة إبرهيم بن عثمان وهو متروك . وعن الزبير بن بكار قال ولد للنبى صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عبدالله وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر ولد بعد النبوة ومات صغيرا ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الاول فالاول مات الاقسم بمكة ثم عبدالله . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب ما جاء من الفضل لمريم وآسية وغيرهما) * عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصخرة صخرة (25 تاسع مجمع الزوائد)
[ 218 ]
بيت المقدس على نخلة والنخلة على نهر من أنهار الجنة وتحت النخلة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه محمد بن مخلد الرعينى وهذا الحديث من منكراته . وعن أبى أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة أشعرت أن الله قد زوجنى في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وأمراة فرعون . رواه الطبراني وفيه خالد بن يوسف السمتى وهو ضعيف . وعن سعد بن جنادة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله عزوجل قد زوجنى في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن أبى رواد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة رضى الله عنها في مرضها الذى توفيت فيه فقال لها بالكره منى الذى أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا أما علمت أن الله عزوجل زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وكلثم أخت موسى قالت وقد فعل الله ذلك يا رسول الله قال نعم فقالت بالرفاء والبنين . رواه الطبراني منقطع الاسناد وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف ، وبقية الاحاديث التى فيها كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة في مواضعها مفرقة في فضل آدم وفاطمة وخديجة . وعن أبى هريرة أن فرعون أوتد لزوجته (1) أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكان إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة فقالت (رب ابن لى عندك بيتا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين) فكشف لها عن بيتها في الجنة . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . (باب فضل خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم) عن الزبير بن بكار قال وأم بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناته غير إبراهيم خديجة بنت خويلد وكانت في الجاهلية الطاهرة بن اسد بن عبدالعزى بن قصى وامها فاطمة بنت زائدة بن جندب وهو الاصم بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن (1) في نسخة " لامرأته " .
[ 219 ]
لؤى وامها هالة بنت عبد مناف بن الحرث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤى وأمها العرقة واسمها قلابة بنت سعد بن سهل بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لؤى وحبان بن عبد مناف اخو هالة لابيها وامها هو الذى رمى سعد ابن معاذ رحمة الله يوم الخندق فقال خذها وانا ابن العرقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرق الله وجهك في النار فأصاب اكحل سعد رحم الله سعدا فمات شهيدا وكانت خديجة بنت خويلد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم فولدت له هند بن عتيق ثم خلف عليها أبو هالة مالك ابن نباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدى من بنى اسد ابن عمرو بن تميم حليف بنى عبد الدار بن قصى فولدت له هندا وهالة (1) فهند ابن عتيق بن عايد وهند وهالة ابنا ابى هالة مالك بن نباش بن زرارة اخو ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد من امهم . وعن ابن شهاب قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بمكة وهى اول امرأة تزوج وكانت قبله عند أبى هالة التميمي وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى وعشرين سنة وتوفيت لسبع مضين من مبعثه . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن عمر بن أبى بكر الموملى أن عمرو بن أسد زوج خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة وقريش تبنى الكعبة . رواه الطبراني وعمر هذا متروك . وعن ابن جريج قال نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع وثلاثين سنة ، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن عبدالله بن محمد بن يحيى بن عروة عن ابيه قال قال عمرو ابن أسد : محمد بن عبدالله يخطب خديجة بنت خويلد هذا الفحل لا يقرع أنفه . رواه الطبراني وفيه ابن زبالة وهو ضعيف . وعن ابن شهاب قال كانت خديجة بنت خويلد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل عليه القرآن ثم نزل عليه القرآن وهى عنده وهي اول من صدق النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به وتوفيت بمكة قبل ان يخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين . (1) في الاصل " هند بن هالة " وفى الهامش : صوابه : هندا وهالة ابن حجر .
[ 220 ]
رواه الطبراني وفيه ابن زبالة ايضا وهو ضعيف . وعن مالك بن الحويرث قال أول من اسلم من الرجال على ومن النساء خديجة . رواه الطبراني وفى رجاله ضعف ووثقهم ابن حبان . وعن بريدة قال خديجة اول من اسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى بن ابي طالب . رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفيهم ضعف . وعن أبى رافع قال اول من اسلم من الرجال على واول من اسلم من النساء خديجة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن اسحق قال خديجة بنت خويلد ابن اسد بن عبدالعزى بن قصى . رواه الطبراني ورجاله إلى ابن اسحق رجال الصحيح . قال الطبراني خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبدالعزى بن قصى وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى ام ولده الذكور والاناث الا ابراهيم عليه السلام فانه من سريته مارية القبطية . وعن قتادة بن دعامة قال توفيت خديجة بنت خويلد قبل الهجرة بثلاث سنين وهى اول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من النساء والرجال ولم يتزوج من الجاهلية غيرها ولم يلد له من المهاير غيرها . رواه الطبراني وفيه زهير بن العلاء وثقه ابن حبان وضعفه غيره وروى الطبراني نحوه باختصار عن عروة بن الزبير ورجاله رجال الصحيح . وعن الزهري قال لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت توفيت قبل أن تفرض الصلاة . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن ابن عباس فيما يحسب حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه فصنعت طعاما وشرابا فدعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا فقالت خديجة إن محمد بن عبدالله يخطبني فزوجني إياه فزوجها إياه فخلقته وألبسته حلة وكذلك كانوا يفعلون بالآباء فلما سرى عنه سكره نظر فإذا هو مخلق وعليه حلة فقال ما شأني ما هذا قالت زوجتني محمد بن عبدالله فقال أنا أزوج يتيم أبى طالب لا لعمري قالت خديجة ألا تستحيى تريد أن تسفه نفسك عند قريش تخبر الناس أنك كنت سكران فلم تزل به حتى رضى . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد والطبراني رجال الصحيح . وعن عمار بن ياسر أنه كان إذا سمع
[ 221 ]
ما يتحدث به الناس من تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة يقول أنا أعلم الناس بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها كنت من إخوانه فكنت له خدنا وإلفا في الجاهلية وانى خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى مررنا على أخت خديجة وهى جالسة على أدم لها فنادتني فانصرفت إليها ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما لصاحبك في تزويج خديجة حاجة فأخبرته فقال بلى لعمري فرجعت إليها فأخبرتها بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت اغد علينا إذا أصبحت غدا فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة وألبسوا أبا خديجة حلة وضربوا عليه قبة فكلمت أخاها فكلم أباها وأخبرته برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمكانه وانه سأل أن يزوجه خديجة فزوجه فصنعوا من البقرة طعاما فاكلنا منه ونام أبوها ثم استيقظ فقال ما هذه الحلة وهذه القبة وهذا الطعام قالت له ابنته التى كلمت عمارا هذه الحلة كساكها محمد بن عبدالله ختنك وهذه بقرة اهداها لك فذبحناها حين زوجته خديجة فانكر ان يكون زوجه وخرج حتى جاء الحجر وجاءت بنو هاشم حين جاءوا فقال أين صاحبكم الذى تزعمون انى زوجته فلما رانى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إليه قال ان كنت زوجته والا فقد زوجته . رواه الطبراني والبزار وفيه عمر بن أبى بكر المؤملى وهو متروك . وعن جابر بن سمرة أو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه سلم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرعى غنما فاستعلى الغنم فكان في الابل هو وشريك له فأكر يا أخت خديجة فلما قضوا السفر بقى لهم عليها شئ فجعل شريكهم ياتيها فيتقاضاهم ويقول لمحمد انطلق فيقول اذهب أنت فانى استحي فقالت مرة وأتاهم فاين محمد قال قد قلت له فزعم أنه يستحي فقالت ما رأيت رجلا أشد حياءا ولا أعف ولا ولا فوقع في نفس أختها خديجة فبعثت إليه فقالت ائت أبى فاخطبني قال أبوك رجل كثير المال وهو لا يفعل قالت انطلق فالقه فكلمه فانا أكفيك (1) وائت عند سكره ففعل فاتاه فزوجه فلما أصبح جلس في المجلس فقيل له أحسنت زوجت محمدا فقال أو قد فعلت قالوا نعم فقام فدخل عليها فقال ان الناس يقولون انى قد زوجت محمدا (2) قالت بلى فلا تسفهن رأيك فان محمدا (1) في نسخة " ثم انا أكفيك " . (2) في نسخة زيادة " وما فعلت " .
[ 222 ]
كذا فلم تزل به حتى رضى ثم بعثت إلى محمد صلى الله عليه وسلم بوقيتين من فضة أو ذهب وقالت اشتر حلة واهدها لى وكبشا وكذا وكذا ففعل . رواه الطبراني والبزار ورجاله الطبراني رجال الصحيح غير أبى خالد الوالبى وهو ثقة ورجال البزار أيضا إلا أن شيخه أحمد بن يحيى الصوفى ثقة ولكنه ليس من رجال الصحيح (1) وقال فيه قالت وائته غير مكره بدل سكره وقالت في الحلة فاهدها إليه بدل إلى . وعن ابن مسعود قال أول شئ علمت من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمت مكة في عمومة لى فأرشدنا على العباس بن عبدالمطلب فانتهينا إليه وهو جالس في زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أطراف (2) أذنيه أشم أقنى الانف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة (3) شثن الكفين والقدمين (4) عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشى عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلمه الغلام واستلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفون معه ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وكبر وقامت المرأة خلفهما ورفعت يديها وكبرت وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع يتبعانه قال فرأينا شيئا لم نكن نعرفه بمكة فانكرنا فأقبلنا على العباس فقلنا يا أبا الفضل ان هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أشئ حدث قال أجل والله أما تعرفون هذا قلنا لا قال هذا ابن أخى محمد بن عبدالله والغلام على بن أبى طالب والمرأة خديجة بنت خويلد أما والله ما على ظهر الارض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة . رواه الطبراني وفيه اثنان أحدهما يحيى بن حاتم ولم أعرفه والآخر بشر بن مهران وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدم (1) وكذا شيخ الطبراني فكان ينبغى أن يقول ورجالهما رجال الصحيح سوى شيخيهما وأبي خالد الوالبى ابن حجر . (2) في نسخة " أنصاف " . (3) أي شعر الصدر . (4) أي يميلان إلى الغلظ والقصر ويمدح ذلك في الرجال .
[ 223 ]
هذا من حديث عفيف الكندى . رواه أحمد وغيره ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الارض أربعة خطوط فقال أتدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء اهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم ومريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بحسبك من نساء العالمين أربع فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان الشاذكونى وهو ضعيف . وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد فضلت خديجة على نساء أمتى كما فضلت مريم على نساء العالمين . رواه الطبراني والبزار وفيه أبو يزيد الحميرى ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدات نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن ابن زبالة وهو متروك . وعن عبدالله بن جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان ابشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب . رواه احمد وابو يعلى والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح غير محمد بن اسحاق وقد صرح بالسماع . وعن فاطمة انها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم اين امنا خديجة قال في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب بين مريم وآسية قالت من هذا القصب قال لا بل من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت . رواه الطبراني في الاوسط من طريق مهاجر بن ميمون عنها ولم اعرفه ولا اظنه سمع منها والله اعلم ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر بن عبدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن خديجة انها ماتت قبل ان تنزل الفرائض والاحكام قال ابصرتها على نهر من انهار الجنة في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب وسئل عن ابى طالب هل نفعته قال اخرجته من جهنم إلى ضحضاح منها . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير مجالد
[ 224 ]
بن سعيد وقد وثق وخاصة في أحاديث جابر . وعن أبى هريرة وأبى سعيدة قالا بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب قلت حديث أبى هريرة في الصحيح رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه محمد بن عبدالله الزهيري ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر بن رئاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة إن جبريل عليه السلام أتانى قال بشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب . رواه الطبراني وفيه الوزاع بن نافع وهو متروك . وعن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس مع خديجة إذ أتاه جبريل ففال يا محمد أقرئ خديجة السلام وبشرها في الجنة ببيت من قصب لا أذى فيه ولا نصب . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن ابن أبى أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لي جبريل صلى الله عليه وسلم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب يعنى قصب اللؤلؤ قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن أبى سمينة وقد وثقه غير واحد . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ذكر خديجة فقلت ما أكثر ما تكثر من ذكر خديجة وقد أحلف الله تعالى لك من عجوز حمراء الشدتين وقد هلكت في دهر فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا ما رأيته غضب مثله قط وقال إن الله رزقها منى ما لم يرزق أحدا منكن قلت يا رسول الله اعف عنى والله لا تسمعني أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشئ تكرهه . وفى رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من ثناء عليها والاستغفار قال ورزقت مني الولد إذ حرمتنه منى فغدا على بها وراح شهرا . رواه الطبراني وأسانيده حسنة . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى فأحسن الثناء قالت فغرت يوما فقلت ما اكثر ما تذكر حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها قال أبدلني الله خيرا منها قد آمنت بى إذ كفر بى الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله اولادها وحرمني اولاد الناس . رواه احمد واسناده حسن . وعن عبدالرحمن بن ابى ليلى ان جبريل كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت خديجة
[ 225 ]
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل هذه خديجة فقال جبريل عليه السلام اقرئها من الله السلام ومني . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن سعيد بن كثير قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بحراء فقال هذه خديجة قد جاءت تحبس في عرزتها فقيل لها إن الله يقرئك السلام فلما جاءت قال لها إن جبريل أعلمني بك وبالحس الذى في عرزتك قبل ان تأتى فقال الله يقرئها السلام . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن عائشة قالت أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة من عنب الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . * (باب في فضل عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها) * * (باب تزويجها) * عن عائشة قالت لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الاوقص امرأة عثمان بن مظعون وذلك بمكة يا رسول الله ألا تزوج قال من قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال فمن البكر قالت ابنة أحب (1) خلق الله اليك عائشة بنت أبى بكر قال فمن الثيب قالت سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه قال فاذهبي فاذكرها على فجاءت فدخلت بيت أبى بكر فوجدت أم رومان أم عائشة فقالت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت وددت انتظري أبا بكر فانه آت فجاء أبو بكر فقال يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة فقال هل تصلح له إنما هي بنت أخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ارجعي إليه فقولي له انت اخي في الاسلام وانا اخوك وابنتك تصلح لى فأتت ابا بكر فقال ادعى لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فانكحه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث . وعن ابى سلمة ويحيى ابن عبدالرحمن بن حاطب قالا لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة (1) " احب " غير موجودة في الاصل (26 تاسع مجمع الزوائد)
[ 226 ]
عثمان بن مظعون فقالت يا رسول الله الا تزوج قال من قالت ان شئت بكرا وان شئت ثيبا قال فمن البكر قالت بنت احب خلق الله عليك عائشة بنت ابى بكر قال ومن الثيب قالت سودة ابنة زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول قال اذهبي فاذكريها على فاتت ام رومان فقالت يا ام رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت ارسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم اخطب عليه عائشة قالت انتظري ابا بكر حتى يأتي فجاء أبو بكر فقالت يا ابا بكر ماذا ادخل الله عليك من الخير والبركة قال وما ذاك قالت ارسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم اخطب عائشة قال وهل تصلح له انما هي ابنة اخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال ارجعي فقولي له أنا أخوك وأنت أخي في الاسلام وابنتك تصلح لى فرجعت فذكرت ذلك له فقال انتظري وخرج قالت أم رومان إن مطعم بن عدى كان قد ذكرها على ابنه فو الله ما وعد وعدا قط فأخلفه لابي بكر فدخل أبو بكر على مطعم بن عدى أقول هذه تقول انك تقول ذلك فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التى وعد فقال لخولة ادعي لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعته فزوجها إياه وعائشة رضى الله عنها يومئذ بنت ست سنين ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه قالت وددت ادخلي على أبى فاذكري ذلك له وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن قد تخف عن الحج فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية فقال من هذه فقالت خولة ابنة حكيم قال فما شأنك قالت أرسلني محمد بن عبدالله أخطب عليه سودة فقال كفؤ كريم فماذا تقول صاحبتك قالت تحب ذلك قال ادعيه لى فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثى في رأسه التراب فقال بعد ان أسلم لعمري انى لسفيه يوم أحثى في رأسي التراب ان تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة ابنة زمعة قالت عائشة فقدمنا المدينة فنزلنا في بنى الحرث بن الخزرج بالسنح قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيتنا فجاءت بى أمي وأنا في أرجوحة ترجح بى بين عذقين فأنزلتنى من الارجوحة ولى
[ 227 ]
جميمة (1) ففرقتها ومسحت وجهى بشئ من ماء ثم أقبلت تقودني حتى وقفت عند الباب وإنى لانهج حتى سكن من نفسي ثم دخلت بى فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الانصار فاحتبستني في حجرة ثم قالت هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك فوثب الرجال والنساء فخرجوا وبنى بى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا ما نحرت على جزور ولا ذبحت على شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنه كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دار نسائه وأنا يومئذ ابنة سبع سنين قلت في الصحيح طرف منه رواه أحمد بعضه صرح فيه بالاتصال عن عائشة وأكثره مرسل وفيه محمد ابن عمرو بن علقمة وثقه غير واحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت ما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتاه جبريل بصورتي فقال هذه زوجتك ولقد تزوجني واني لجارية على خوف فلما تزوجني أوقع الله على الحياء . رواه أبو يعلى والطبراني باختصار وفيه أبو سعد البقال وهو مدلس . وعن عبدالله بن عبيد ابن عمير قال لما توفيت خديجة اشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تزوج عائشة . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته فلما استقر بالمدينة بعث زيد بن حارثة وبعث معه أبا رافع مولاه وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم أخذها من أبى بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر وبعث أبو بكر معهما عبدالله بن الاريقط الدئلى ببعيرين أو ثلاثة وكتب إلى عبدالله بن ابي بكر أن يحمل معه أهله أم رومان وأم ابي بكر وانا واخى واسماء بنت ابى بكر امرأة الزبير فخرجوا مصطحببن حتى انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ثم دخلوا مكة جميعا فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة فخرجنا جميعا وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة وحمل زيد أم أيمن وولدها أيمن وأسامة واصطحبنا حتى إذا كنا بالبيض من نمر نفر بعيرى وأنا في محفة معى فيها أمي فجعلت أمي تقول وابنتاه واعروستاه حتى إذا أدرك بعيرنا (1) تصغير الجمة : وهى ما سقط على المنكبين من شعر الرأس .
[ 228 ]
وقد هبط من الثنية ثنية هبشا فسلم الله حتى قدمنا المدينة فنزلت في عيال أبى بكر ونزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبنى المسجد وأبياتنا حول المسجد فأنزل فيها أهله فمكثنا أياما ثم قال أبو بكر يا رسول الله ما يمنعك أن تبنى بأهلك قال الصداق فأعطاه أبو بكر تنتى عشرة اوقية ونشا (1) فبعث بها إلينا وبنى بى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتى هذا الذى أنا فيه وهو الذى توفى فيه ودفن فيه وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت وكان يكون عندها . وفيه محمد ابن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن عائشة قالت قدمنا مهاجرين فسلكنا في ثنية صعينة فنفر جمل كنت عليه نفورا منكرا فو الله ما أنسى قول أمي يا عريسة فركب بى رأسه فسمعت قائلا يقول ألقى خطامة فألقيته فقام يستدير كأنما انسان قائم تحته . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كنا بالحد انصرفنا وأنا على جمل فكان آخر العهد منهم وأنا أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعروساه فو الله إنى على ذلك إذ نادى مناد أن ألقى الخطام فألقيته فأعلقه الله عزوجل بيده . رواه أحمد وفيه أبو شداد ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتلى عائشة رضى الله عنها في أهلها قبل أن يدخل بها . رواه الطبراني وفيه القاسم بن عبدالله بن عمر وهو متروك . قلت وقد تقدم في الوليمة من كتاب الضحايا أحاديث في جلائها . وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبى بكر في شوال وأعرس بها في شوال بالمدينة وتوفيت لسبع عشرة خلت من رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلنها . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن نافع وغيره من أهل العلم قالوا صلينا على عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم وسط البقيع والامام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة وحضر ذلك عبدالله بن عمر ودخل في قبر عائشة عبدالله وعروة ابنا محمد بن أبى بكر وماتت سنة ثمان وخمسين في رمضان لسبع عشرة خلت منه ودفنت من ليلتها . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . (1) النش : نصف الاوقية .
[ 229 ]
* (باب حديث الافك) * عن عائشة قالت دخلت على أم مسطح فخرجت لحاجة إلى حش فوطئت أم مسطح على عظم أو شوكة فقالت تعس مسطح قلت بئس ما قلت أتسبين رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت اشهد أنك من الغافلات المؤمنات اتدرين ما قد طار عليك فقلت لا والله فقالت متى عهدك برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في ازواجه ما احب ويرجى من احب منهن فقالت انه قد طار عليك كذا وكذا فخررت مغشية على فبلغ ام رومان امى فلما بلغها ان عائشة بلغها الامر اتتنى فحملتني فذهبت بى إلى بيتها فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عائشة قد بلغها الامر فجاء إليها فدخل عليها وجلس عندها وقال يا عائشة ان الله قد وسع التوبة فازددت شرا إلى ما بى فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو بكر فدخل على فقال يا رسول الله ما تنتظر بهذه التي قد خانتك وفضحتني قالت فازددت شرا إلى شر قالت فأرسل إلى على فقال يا على ما ترى في عائشة قال الله ورسوله أعلم قال لنخبرنى ما ترى في عائشة قال قد وسع الله النساء ولكن أرسل إلى بريرة خادمها فسلها فعسى أن تكون قد اطلعت على شئ من أمرها فأرسل إلى بريرة فجاءت فقال أتشهدين أنى رسول الله قالت نعم قال فان سألتك عن شئ فلا تكتميني قالت يا رسول الله فما شئ تسألني عنه إلا أخبرتك به ولا أكتمك ان شاء الله شيئا قال قد كنت عند عائشة فهل رأيت منها شيئا تكرهينه قالت لا والذي بعثك بالنبوة ما رأيت منها منذ كنت عندها إلا خلة قال ما هي قالت عجنت عجينا لى فقلت لعائشة احفظي العجين حتى أقتبس نارا فأختبز فقامت تصلى فغفلت عن العجين فجاءت الشاة فأكلته ، فأرسل إلى أسامة فقال يا أسامة ما ترى في عائشة قال الله ورسوله أعلم قال لتخبرنى ما ترى فيها قال انى أرى أن تسكت عنها حتى يحدث الله اليك فيها قالت فما كان الا يسيرا حتى نزل الوحي فلما نزل جعلنا نرى في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور وجاء عذرها من الله جل ذكره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشرى يا عائشة ثم ابشرى يا عائشة قد أتاك الله بعذرك فقلت بغير حمدك وحمد صاحبك قال فعند ذلك تكلمت
[ 230 ]
رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وفيه خصيف وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد سفرا اقرع بين نسائه فأصاب عائشة القرعة في غزوة بنى المصطلق فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة فانحلت قلادتها فذهبت في طلبها وكان صفوان مسطح يتيما لابي بكر وفى عياله فلما رجعت عائشة لم تر العسكر قال وكان صفوان بن المعطل السلمى يتخلف عن الناس فنصب القدح والجراب والادواة احسبه قال فيحمله قال فنظر فإذا عائشة فغطى احسبه قال وجهه عنها ثم ادنى بعيره منها قال فانتهى إلى العسكر فقالوا قولا وقالوا فيه قال ثم ذكر الحديث حتى انتهى قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجئ فيقوم على الباب فيقول كيف تيكم حتى جاء يوما فقال ابشرى يا عائشة فقد انزل الله عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك قال وانزل الله في ذلك عشر آيات (ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم) قال فحد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسطحا وحمنة وحسان . رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات . وعن الاسود قال قلت يعنى لعائشة يا ام المؤمنين أو يا امتاه الا تحدثيني كيف كان يعنى امر الافك قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا اخوض المطر بمكة وما عندي ما يرغب فيه الرجال وانا بنت ست سنين فلما بلغني انه تزوجني القى الله على الحياء ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر وانا معه فاحتملت إليه وقد جاءني وانا بنت تسع سنين فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيرا فخرج بى معه وكنت خفيفة في حداجة لي عليها ستور فلما ارتحلوا جلست عليها واحتملوا وانا فيها فشدوها على ظهر البعير فنزلوا منزلا وخرجت لحاجتي فرجعت وقد نادوا بالرحيل فنزلت في الحداجة وقد رأوني حين حركت الستور فلما جلست فيها ضربت بيدى على صدري فإذا انا قد نسيت قلادة كانت معي من جزع فخرجت مسرعة اطلبها فرجعت فإذا القوم قد ساروا فإذا انا لا أرى الا الغبار من بعيد فإذا هم قد وضعوا الحداجة على ظهر البعير لا يرون الا انى فيها لما رأوا من خفتي فإذا رجل آخذ برأس بعيره فقلت من الرجل فقال صفوان ابن المعطل ام المؤمنين انت قلت نعم قال إنا لله وانا إليه راجعون قلت أدر عنى وجهك وضع
[ 231 ]
رجلك على ذراع بعيرك قال أفعل ونعمة خير وكرامة قالت فأدركت الناس حين نزلوا فذهب فوضعني عند الحداجة فنظر إلى الناس وأنا لا أشعر قالت وأنكرت لطف أبوى وأنكرت لطف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم ما قد كان قيل حتى دخلت على خادمي أو ربيبتي فقالت كذا قالت وقال لى رجل من المهاجرين ما أغفلك فأخذتني حمى بنافض (1) فأخذت أمي كل ثوب في البيت فألقته علي فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من أصحابه فقال ما ترون فقال بعضهم ما أكثر النساء وتقدر على البدل وقال بعضهم أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزل عليك الوحى وأمرنا لامرك تبع وقال بعضهم والله ليبيننه الله لك فلا تعجل قالت وقد صار وجه أبى كانه صب عليه زرنبخ قالت فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما بى فقال ما لهذه قالت أمي ما لهذه مما قلتم وقيل فلم يتكلم ولم يقل شيئا قالت فزادني ذلك على ما عندي قالت وأتانى فقال اتقى الله يا عائشة وإن كنت قارفت من هذا شيئا فتوبى إلى الله فان الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قالت وطلبت اسم يعقوب فلم أقدر عليه فقلت غير أنى أقول كما قال أبو يوسف (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) (إنما أشكو بثى وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون) قالت فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ووجهه كانما ذيب عليه الزرنبخ حتى نزل عليه وكان إذا أوحى إليه لم يطرف فعرف أصحابه أنه يوحى إليه وجعلوا ينظرون إلى وجهه وهو يتهلل ويسفر فلما قضى الوحى قال ابشر يا أبا بكر قد أنزل الله عذر ابننك وبراءتها فانطلق إليها فبشرها قالت وقرأ عليه ما نزل في قالت وأقبل أبو بكر مسرعا يكاد أن ينكب قالت فقلت بحمد الله لا بحمد صاحبك الذى جئت من عنده فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسي فأخذ بكفى فانتزعت يدي منه فضربني أبو بكر وقال أتنزعين كفك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو برسول الله صلى الله عليه وسلم تصنعين هذا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فهذا كان امرى . رواه الطبراني وفيه أبو سعد البقال وهو ضعيف وقد وثق . (1) أي برعدة شديدة كأنها نفضتها أي حركتها . وفى الاصل " حمى نافض " .
[ 232 ]
وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اراد ان يسافر اقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فخرج سهم عائشة في غزوة النبي صلى الله عليه وسلم بنى المصطلق من خزاعة فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان قريبا من المدينة وكانت عائشة جويرية حديثة السن قليلة اللحم خفيفة وكانت تلزم خدرها فإذا أراد الناس الرحيل ذهبت ثم رجعت فدخلت محفتها فيرحل بعيرها ثم تحمل محفتها فتوضع على البعير فكان أول ما قال فيها المنافقون وغيرهم ممن اشترك في أمر عائشة إنها خرجت تتوضأ حين دنوا من المدينة فالسل من عنقها عقد لها من جزع أظفار فارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وهى في بغاء العقد ولم تعلم برحيلهم فشدوا على بعيرها المحفة وهم يرون أنها فيها كما كانت تكون فرجعت عائشة إلى منزلها فلم تجد ؟ ؟ العسكر أحدا فغلبتها عيناها وكان صفوان بن المعطل السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف تلك الليلة عن العسكر حتى أصبح قالت فمر بى فرأني فاسترجع وأعظم مكاني حين رأني وقد كنت أعرفه ويعرفنى قبل أن يضرب علينا الحجاب قال فسألني عن أمرى فسترت وجهى عنه بحبلبابى وأخبرته بأمرى فقرب بعيره فوطئ على ذراعه فولانى قفاه حتى ركبت وسويت ثيابي ثم بعثه فاقبل يسير بى حتى دخلنا المدينة نصف النهار أو نحوه فهنالك قال في وفيه من قال من أهل الافك وأنا لا أعلم شيئا من ذلك ولا مما يخوض الناس فيه من أمرى وكنت تلك الليالى شاكية وكان أول ما أنكرت من أمر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعودني قبل ذلك إذا مرضت وكان تلك الليالى لا يدخل على ولا يعودني إلا انه كان يقول وهو مار كيف تيكم فيسئل عنى أهل البيت فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ما اكثر الناس فيه من امري غمه ذلك وقد شكوت قبل ذلك إلى امى ما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لى يا بنية اصبري فو الله (1) ما كانت امرأة حسناء لها ضرائر الا رمينها قالت فوجدت حسا تلك الليلة التى بعث النبي صلى الله عليه وسلم من صبحها إلى على بن أبى طالب وأسامة ابن زيد يستشيرهما في امري وكنا ذلك الزمان ليس لنا كنف نذهب فيها انما كنا نذهب كما يذهب العرب ليلا إلى ليل فقلت لام مسطح بن اثاثة خذي الاداوة (1) هنا زيادة " لقد " ولعلها مقحمة .
[ 233 ]
فاملئيها ماءا فاذهبي بها إلى المناصع (1) وكانت هي وابنها مسطح بينهما وبين ابى بكر قرابة وكان أبو بكر ينفق عليهما فكا ؟ ا يكونان عنده ومع اهله فأخذت الاداوة خرجت نحو المناصع فعثرت ام مسطح فقالت تعس مسطح فقلت بئس ما قلت قالت ثم مشينا فعثرت أيضا فقالت تعس فقلت لها بئس ما قلت لصاحب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب بدر فقالت انك لغافلة عما فيه الناس من امرك فقلت اجل فما ذاك ؟ قالت إن مسطحا وفلانا وفلانة فيمن استزلهم الشيطان من المنافقين يجتمعون في بيت عبدالله بن أبى سلول أخى نى الحرث بن الخزرج يتحدثون عنك وعن صفوان بن المعطل يرمونك به قالت فذهب عنى ما كنت اجد من الغائط فرجعت على يدي فلما أصبحنا من تلك الليلة بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى على بن ابى طالب وأسامة بن زيد فأخبرهما بما قيل في واستشارهما في أمرى فقال أسامة والله يا رسول الله ما علمنا على أهلك سوءا وقال على له يا رسول الله ما أكثر النساء وان أردت أن تعلم الخبر فتوعد الجارية يعنى بربرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى فشأ ؟ ك بالخادم فسألها على عنى فلم تخبره والحمد لله الا بخير قالت والله ما علمت على عائشة سوءا الا أنها جويرية تصبح (2) عن عجين أهلها فتدخل الشاة الداجن فتأكل من العجين قالت ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ما قالت بريرة بعلى إلى الناس فلما اجتمعوا إليه قال يا معشر المسلمين من لى من رجال يؤذوننى في أهلى فما علمت على أهلى سوءا ويرمون رجلا من أصحابي ما علمت عليه سوءا ولا خرجت مخرجا الا خرج معى فيه قال سعد بن معاذ الانصاري الاشهلى من الاوس يا رسول الله إن كان ذلك من احد من الاوس كفيناكه وان كان من الخزرج امرتنا فيه بأمرك وقام سعد بن عبادة (3) الانصاري ثم الخزرجي فقال لسعد بن معاذ كذبت والله وهذا الباطل فقام أسيد بن حضير الانصاري ثم الاشهلى ورجال من الفريقين فاشتنوا وتنازعوا حتى كاد ان يعظم الامر بينهم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتى وبعث إلى أبوى فأتياه فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال لي يا عائشة انما انت من بنات آدم فان كنت اخطأت فتوبى إلى الله واستغفريه فقلت لابي اجب عنى رسول الله صلى الله عليه (1) هي متبرز النساء في المدينة قبل ان تبنى الكنف في الدور (2) أي تنام الصبحة ، وفي الاصل مهملة من النقط ، والتصحيح من السباق والسياق (3) في الاصل " معاذ " . (27 تاسع مجمع الزوائد)
[ 234 ]
وسلم فقال لا افعل هو نبى الله والوحى يأتيه فقلت لامى اجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لي كما قال ابى فقلت والله لئن اقررت على نفسي بباطل لتصدقني ولئن برأت نفسي والله يعلم أنى بريئة لتكذبننى فما أجد لى ولكم مثلا الا قول أبى يوسف (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) ونسيت اسم يعقوب لما بى من الحزن والبكاء واحتراق الجوف فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه من الوحى ثم سرى عنه فمسح وجهه بيده ثم قال ابشرى يا عائشة قد أنزل الله عزوجل براءتك فقالت عائشة والله ما كنت أظن أن ينزل القرآن في أمرى ولكني كنت أرجو لما يعلم الله من برأتي ان يرى النبي صلى الله عليه وسلم في أمرى رؤيا فيبرئنا الله بها عند نبيه صلى الله عليه وسلم فقال لى أبوى عند ذلك قومي فقبلي رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت والله لا أفعل بحمد الله لا بحمدكم قال وكان أبو بكر ينفق على مسطح وأمه فلما رماني حلف أبو بكر أن لا ينفعه بشئ أبدا قال فلما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) بكى أبو بكر قال بلي يا رب وأعاد النفقة على مسطح وأمه قالت وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة فقال صفوان لحسان حين ضربه : تلق ذباب السيف عنك فانني * غلام إذا هوجيت لست بشاعر ولكننى أحمى حماتي وأنتقم * من الباهت الرامى البراة الطواهر ثم صاح حسان فاستغاث الناس على صفوان فلما جاء الناس فر صفوان فجاء حسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستعداه على صفوان في ضربته اياه فسأله النبي صلى الله عليه وسلم أن يهب له ضربة صفوان اياه فوهبها للنبى صلى الله عليه وسلم فاوضه النبي صلى الله عليه وسلم حائطا من نخل عظيم وجارية رومية ويقال قبطية تدعى سيربن فولدت لحسان ابنه عبدالرحمن الشاعر قال أبو أويس أخبرني بذلك حسين بن عبدالله بن عبيد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس قالت عائشة ثم ياع حسان ذلك الحائط من معاوية بن أبي سفيان في ولايته بمال عظيم قالت عائشة رضى الله عنها وبلغني والله أعلم أن الذى قال الله فيه (والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم) انه عبدالله بن أبى بن سلول أحد
[ 235 ]
بنى الحرث بن الخزرج قالت عائشة فقيل في أصحاب الافك الاشعار وقال أبو بكر في مسطح في رميه عائشة فكان يدعى عوفا : يا عوف ويحك هلا قلت عارفة * من الكلام ولم تبغى به طمعا فأدركتك حميا معشر أنف * فلم يكن قاطعا يا عوف من قطعا هلا حربت من الاقوام إذ حسدوا * فلا تقول وان عاديتهم قذعا لما رميت حصانا غير مقرفة * أمينة الجيب لم نعلم لها خضعا فيمن زماها وكنت معشرا افكا * في سئ القول من نفظ الخنا شرعا فأنزل الله عذرا في براءتها * وبين عوف وبين الله ما صنعا فان أعش أجز عوفا في مقالته * سوء الجزاء بما ألفيته تبعا وقالت أم سعد بن معاذ في الذين رموا عائشة من الشعر : تتقى الله في المغيب عليها * نعمة الله سرها ما يريم خير هدى النساء حالا ونفسا * وأبا للعلا نماها كريم للموالي إذا رموها بافك * أخذتهم مقامع وجحيم ليت من كان قد قفاها بسوء * في حطام حتى يسول اللئيم وعوان من الحروب تلظى * نعسا قوتها عقار صريم ليت سعدا ومن رماها بسوء * في كطاة حتى يتوب الظلوم وقال حسان وهو يبرئ عائشة رضى الله عنها فيما قيل فيها ويعتذر إليها : حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل خليلة خير الناس دينا ومنصبا * نبى الهدى والمكرمات الفواضل عقيلة حى من لؤى بن غالب * كرام المساعي مجدها غير زائل مهذبة قد طيب الله خيمها * وطهرها من كل سوء وباطل فان كان ما قد جاء عنى قلته * فلا رفعت صوتي إلى أناملي وإن الذي قد قيل ليس بلائط * بك الدهر بل قول امرئ غير حائل وكيف وودى ما حبيت ونصرتي * لآل رسول الله زين المحافل له رتب عال على الناس فضلها * تقاصر عنها سورة المتطاول
[ 236 ]
قال أبو يونس وحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالذين رموا عائشة فجلدوا الحد ثمانين وقال حسان بن ثابت في الشعر حين جلدوا : لقد ذاق عبدالله ما كان أهله * وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم * وسخطة ذى العرش الكريم فانرحوا فآذوا رسول الله فيها وعمموا * مخازي سوء حللوها وفضحوا قلت حديث الافك من حديث عائشة في الصحيح باختصار غير هذا وبغير سياقه أيضا رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهن فسافر بعائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها وكان لها هودج وكان الهودج يحملونه ويضعونه فعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه وخرجت عائشة للحاجة فتباعدت فلم يعلم بها فاستيفظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه ولا يحسبون الا أنها فيه فساروا وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الانصار يقال له صفوان بن المعطل وكان لا يقرب النساء فتقرب منها وكان معه بعير له لما رآها حملها وقد كان يراها قبل ان يضرب الحجاب وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبى صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت فقال يا رسول الله دعها لعل الله ان يحدث لك فيها وقال على بن أبى طالب النساء كثير فحمل النبي صلى الله عليه وسلم عليها وخرجت عائشة ليلة تمشى في نساء فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح فقالت بئس ما قلت تقولين هذا لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالت انك لا تدرين ما يقولون واخبرتها الخبر فسقطت عائشة مغشيا عليها ثم نزل القرآن بعده في سورة النور (إن الذين جاءوا بالافك عصبة منكم) حتى بلغ (والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم) (ولا يأتل أولو الفضل منكم) إلى قوله (والله غفور رحيم) وكان أبو بكر يعطي مسطحا ويبره ويصله وكان ممن أكثر على عاشة فحلف أبو بكر ألا يعطيه شيئا فنزلت هذه الآية (ألا تحبون ان يغفر الله لكم) فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتيها ويبشرها فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله ففالت لا
[ 237 ]
بحمدك ولا بحمد صاحبك . رواه الطبراني وفيه اسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك . وعن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه أثلاثا فمن أصابته القرعة خرج بهن معه فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى فلما غزا بنى المصطلق أقرع بينهن فأصابت القرعة عائشة أم المؤمنين وأم سلمة فخرج بهما معه فلما كانوا ببعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها وكانت عائشة تريد قضاء حاجة فلما أناخوا إبلهم قالت عائشة فقلت في نفسي إلى ما يصلحوا رحل ام سلمة اقضي حاجتى قالت فنزلت من الهودج فأخذت ما في السطل ولم يعلموا بنزولي فأتيت خربة فانقطعت قلادتي فحتبست في رجعها ونظامها وبعث القوم ابلهم ومضوا وظنوا أنى في الهودج لم أنزل قالت فاتبعتهم حتى اعبيت فقدر في نفسي أن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبى قالت فنمت على بعض الطريق فمر بى صفوان بن المعطل وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فجعله فكان إذا رحل الناس قام يصلى ثم اتبعهم فما سقط منهم من شئ حمله حتى يأتي به أصحابه قالت عائشة فلما مر بى ظن أنى رجل فقال يا نؤوما قم فان الناس قد مضوا قالت قلت إنى لست رجلا أنا عائشة ففال إنا لله وإنا إليه راجعون ثم أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عنى ففال يا أمه قومي فاركبى فإذا ركبت فآذنينى قالت فركبت فجاء حتى حل العقال ثم بعث جمله فأخذ بخطام الجمل قال ابن عمر فما كلمها كلاما حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبدالله بن أبى بن سلول فجربها ورب الكعبة وأعانه على ذلك حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة وشاع ذلك في العسكر وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا حتى رجعوا إلى المدينة وأشاع عبدالله بن ابى بن سلول المنافق هذا الحديث في المدينة واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب فحملت معى السطل وفيه ماء فوقع السطل منها فقالت تعس مسطح فقالت لها عائشة سبحان الله تتعسين رجلا من أصحاب بدر وهو ابنك فقالت لها ام مسطح إنك سال بك السيل وأنت لا تدرين فأخبرتها بالخبر قالت فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقبض ما كان بى ولم أبعد المذهب قالت عائشة وكنت أرى من النبي صلى الله عليه وسلم
[ 238 ]
جفوة ولم أدر من أي شئ هي حتى حدثنى أم مسطح فعملت أن جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبرتني أم مسطح قالت عائشة فقلت للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أتاذن لى أن أذهب إلى اهلي قال اذهبي فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر رضى الله عنه فقال لها أبو بكر مالك قالت أخرجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته قال لها أبو بكر اخرجك رسول الله صلى الله عليه وسلم واؤويك أنا والله لا اؤويك حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤويها قال لها أبو بكر والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط فكيف وقد أعزنا الاسلام فبكت عائشة وأمها أم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن وبكى معهم أهل الدار وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني فقام إليه سعد بن معاذ فسل سيفه فقال يا رسول الله أنا أعيذك منه إن يكن من الاوس أتيتك برأسه وان يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه فقام سعد بن عبادة فقال كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله إنما طلبتنا بذحول (1) كانت بيننا وبينكم في الجاهلية فقال هذا يا للاوس وقال هذا يا للخزرج فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا فقام اسيد بن حضير فقال ففيم الكلام هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بأمره فنفذ عن رغم انف من رغم ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر فصعد إليه أبو عبيدة فاحتضنه فلما سرى عنه اومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس جميعا ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغي) إلى آخر الآيات فصاح الناس رضينا يا رسول الله بما انزل الله من القرآن فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصالحوا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر وانتظر الوحى في عائشة فبعث إلى على وأسامة وبريدة وكان إذا أراد أن يستشير في أهله لم عليا وأسامة بعد موت أبيه زيد فقال لعلى ما تقول في عائشة فقد أهمنى ما قال الناس فيها فقال على يا رسول الله قد نال الناس وقد أحل لك طلاقها وقال لاسامة ما تقول أنت فيها قال سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم فقال لبريرة ما تقولين يا بريرة قالت والله يا رسول الله (1) أي عداوة أو وتر .
[ 239 ]
ما علمت على أهلك إلا خيرا إلا أنها امرأة نؤوم تنام حتى تجئ الداجن فتأكل عجينها وإن كل شئ من هذا حتى يجزيك الله خيرا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبى بكر فدخل إليها فقال لها يا عائشة إن كنت فعلت هذا الامر فقولي حتى أستغفر الله لك فقالت والله لا أستغفر الله منه أبدا إن كنت فعلته فلا غفره الله لى وما أجد مثلى ومثلكم إلا مثل أبى يوسف وذهب اسم يعقوب من الاسف (إنما أشكو بثى وحزني إلي الله وأعلم من الله مالا تعلمون) فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمنا إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحى على النبي صلى الله عليه وسلم فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم رعشة فقال أبو بكر لعائشة قومي فاحتضني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا والله لا أدنو منه فقام أبو بكر فاحتضن النبي صلي الله عليه وسلم فسرى عنه وهو يتبسم فقال يا عائشة قد أنز الله عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك فتلا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النور إلى الموضع الذى انتهى إليه خبرها وعذرها وبراءتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي إلى البيت فقامت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فامر أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله عزوجل من البراءة لعائشة ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث إلى عبدالله بن أبى المنافق فجئ به فضربه النبي صلى الله عليه وسلم حدين وبعث إلى حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش فضربوا ضربا وجيعا ووجئ في رقابهم قال ابن عمر إنما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم حدين لانه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه حدان فبعث أبو بكر إلي مسطح بن أثاثة فقال اخبرني عنك وأنت ابن خالتي ما حملك على ما قلت في عائشة اما حسان فرجل من الانصار ليس من قومي وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها وأما عبدالله بن ابى فمنافق وانت في عيالي منذ مات ابوك انت ابن اربع حجج وأنا انفق عليك واكسوك حتى بلغت ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا والله إنك لرجل لا وصلتك بدراهم ابدا ولا عطفت عليك بخير أبدا ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله فنزل القرآن (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة) الآية فلما قال (الا تحبون ان يغفر الله لكم)
[ 240 ]
بكى أبو بكر فقال اما قد نزل القرآن فيك لاضاعفن لك النفقة وقد غفرت لك فان الله امرني ان اغفر لك وكا ؟ ت امرأة عبدالله بن ابي منافقة معه فنزل القرآن (الخبيثات) يعنى امرأة عبدالله (للخبيثين) يعنى عبدالله (والخبيثون للخبيثات) عبدالله لامرأته (والطيبات للطيبين) يعنى عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم (أولئك مرؤون) إلى آخر الآيات . رواه الطبراني وفيه اسماعيل بن يحبى بن عبيد الله التيمي وهو كذاب . وعن عائشة قالت لما رميت بما رميت به اردت ان القى نفسي في قليب (1) . رواه الطبراني في الاوسط ورجالهما ثقات . وعن عائشة انه لما نزل عذرها قبل أبو بكر رأسها فقالت ألا عذرتني فقال أي سماء تظلنى واى ارض تقلني ان قلت ما لا اعلم . رواه البزار وجاله رجاله الصحيح . وعن زينب بنت جحش قالت افتخرت انا وعائشة وزينب فقالت زينب انا التى زوجنى الله من السماء وقالت عائشة انا التى نزل عذري من السماء حين حملني صفوان بن المعطل فقالت لها زينب أي شئ قلت حين ركبت قالت قلت حسبى الله ونعم الوكيل قالت قلت كلمة المؤمنين . رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك . وعن محمد بن جحش قال فتخرت عائشة وزينب فقالت زينب انا التى زوجنى الله من السماء وقالت عائشة نا التى نزل عذرى حين حملني صفوان بن المعطل فقالت لها رينب اي شئ قلت حين ركبت قالت قلت حسبى الله ونعم الوكيل قالت قلت كلمة المؤمنين . رواه الطبراني وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة حد الله الذين ثلبوا عائشة ثمانين ثمانين على رؤوس الخلائق فيستوهب ربى المهاجرين منهم فاستأمرك يا عائشة فسمعت عائشة كلام فبكت وانا في البيت وقالت والذي بعثك بالحق نبيا لسرورك احب إلى من سروري فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا وقال ابنة ابيها . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن هرون أبو علقمة الفروى وهو ضعيف وقد تقدم . * (باب في حديث أم زرع) * قلت وقد تقدمت طرقه في النكاح في باب عشرة النساء وبقيت (2) هذه (1) أي بئر . (2) في الاصل " نقيب "
[ 241 ]
الطريق . عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة كنت لك كأبي زرع لام زرع إلا ان ابا زرع طلق وانا لا أطلق قلت هو في الصحيح غير قوله إلا ان أبا زرع طلق وانا لا أطلق رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وعبد الجبار بن سعيد المساحفي وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وعبد العزيز بن محمد بن زبالة لم أعرفه وعبد الرحمن بن أبى الزناد فيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات وقد تقدمت بقية طرقه في النكاح . * (باب جامع فيما بقي من فضلها رضي الله عنها) * عن عائشة قالت لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة الا مريم بنت عمران لقد نزل جبريل صلى الله عليه وسلم بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيرى ولقد قبض ورأسه في حجري ولقد قبرته في بيتى ولقد حفت الملائكة بيتى وان كان الوحى لينزل وهو في أهله فيتفرقون عنه وإن كان الوحى لينزل عليه وانى معه في لحافه وانى لابنة خليفته وصديقه ولقد نزل عذرى من السماء ولقد خلقت طيبة وعندي طيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما . رواه أبو يعلى وفى الصحيح وغيره بعضه ، وفى اسناد ابى يلى من لم أعرفهم . وعن عائشة قالت خلال في سبع لم تكن في أحد من النساء الا ما آنى الله مريم بنت عمران والله ما أفول هذا فخرا على أحد من صواحبي فقال لها عبدالله ابن صفوان وما هن يا أم المؤمنين قالت نزل الملك بصورتي وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين وأهديت إليه لتسع سنين وتزوجني بكرا ولم يشركه في أحد من الناس وكان الوحى يأتيه وانا وهو في لحاف واحد قالت وكنت أحب الناس إليه وبنت أحب الناس إليه ولقد نزل في آيات من القرآن ولقد كادت الامة تهلك في ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيرى وقبض في بيتى لم يله احد بجيرتي وقف الملك قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني ورجال أحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح . وعن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكى فقال ما يبكيك قلت سبتني فاطمة فدعا فاطمة فقال يا فاطمة سببت عائشة قالت نعم يا رسول الله قال أليس تحبين من أحب قالت نعم قال وتبنضين من ابغض قالت بلى قال فانى احب عائشة فأحبيها قالت فاطمة (28 تاسع مجمع الزوائد)
[ 242 ]
لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا . رواه أبو يعلى والبزار باختصار وفيه مجالد وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت اعطيت سبعا لم يعطها نساء النبي صلى الله عليه وسلم كنت من احب الناس إليه نفسا واحب الناس إليه ابا وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بكرا غيرى وكان جبريل ينزل عليه بالوحى وانا معه في لحاف ولم يفعل ذلك بغيرى وكان لى يومان وليلتان ولنسائه يوم وليلة قلت فذكر الحديث . رواه الطبراني وفيه من ضعف . وعن ام سلمة انها قالت يوم ماتت عائشة اليوم مات أحب شخص كان في الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالت استغفر الله ما خلا اباها . رواه الطبراني وفيه من لم اعرفهم . وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال بعث زياد إلى ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال وفضل عائشة فجعل الرسول يعتذر إلى ام سلمة فقالت يعتذر الينا زياد فقد كان يفضلها من كان اعظم علينا تفضيلا من زياد رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن عروة قال قلت لعائشة اني أفكر في أمرك فأعجب أجدك من افقه الناس فقالت ما يمنعها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة ابى بكر واجدل عالمة بايام العرب وانسابها واشعارها فقلت وما يمنعها وابوها علامة قريش ولكن عجب اني وجدتك عالمة بالطب فمن اين فأخذت بيدى فقالت يا عرية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرت اسقامه فكانت اطباء العرب والعجم يبعثون له فتعلمت ذلك . رواه البزار واللفظ له واحمد بنحوه الا انه قال قالت وكنت اعالجها له فمن ثم ، والطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبدالله بن معاوية الزبيري قال أبو حاتم مستقيم الحديث وفيه ضعف ، وبقية رجال أحمد والطبراني في الكبير ثقات إلا أن أحمد قال عن هشام بن عروة ان عروة كان يقول لعائشة فظاهره الانقطاع ، وقال الطبراني في الكبير عن هشام بن عروة عن أبيه فهو متصل والله أعلم . وعن مسروق أنه قيل له هل كانت عائشة تحسن الفرائض قال والذى نفسي بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسئلونها عن الفرائض . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن عروة قال ما رأيت امرأة أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر
[ 243 ]
من عائشة . رواه الطبراني باسناد الذى قبله . وعن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو جمع علم نساء هذه الامة فيهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كان علم عائشة أكثر من علمهن . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات . وعن معاوية قال والله ما رأيت خطيبا قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن موسى بن طلحة قال ما رأيت أحدا كان أفصح من عائشة رضى الله عنها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قلت وقد تقدمت خطبتها في مناقب أبيها . وعن معاوية أنه كان يقول والله ما هبت الكلام عند أحد هيبتى عند عائشة وما سمعت كلامها الا ذكرت كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبى وهو كذاب . وعن عامر الشعبى قال قال رجل كل أمهات المؤمنين أحب إلى من عائشة قلت له أما أنت فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي كانت احبهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ام سليم قالت دخلت علي عائشة فقلت اين رسول الله صلى الله عليه وسلم ففالت في البيت يوحى إليه ثم مكثت ما شاء الله ان امكث ثم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد يقول يا عائشة هذا جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سلمة بن عبدالرحمن لم يسمع من أبيه . وعن مصعب بن سعد عن سعد ان شاء الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عائشة تفضل على النساء كما يفضل الثريد على سائر الطعام . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن قرة بن إياس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عائشة قالت لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس قلت يا رسول الله ادع الله قال اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر وما أسرت وما أعلنت فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيسرك دعائي فقالت ومالى لا يسرنى دعاؤك فقال والله انها لدعوتي لامتي
[ 244 ]
في كل صلاة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة . وعن ابن عباس قال انما سميت أم المؤمنين لسعدى وانه لاسمك قبل أن تولدي . رواه أحمد وفيه راو لم يسم . * (باب فضل حفصة بنت عمر بن الخطاب زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها) * قال الزبير بن بكار فولد عمر عبدالله بن عمر وأخوه لابيه وأمه حفصة بنت عمر رضى الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الرحمن الاكبر وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمع كانت من المهاجرات وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند خنيس بن حذافة السهمى وشهد بدرا أبوها وعمها زيد بن الخطاب وأخوا لها عثمان وقدامة وعبد الله وابن خالها السائب ابن عثمان . رواه الطبراني . وعن ابن عمر قال دخل عمر على حفصة وهى تبكي فقال ما يبكيك لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك ان النبي صلى الله عليه وسلم طلقك وراجعك من أجلى والله لئن كان طلقك لا كلمتك كلمة أبدا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عقبة بن عامر الجهنى أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فوضع التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان الله يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر . رواه الطبراني وفيه عمرو بن صالح الحضرمي ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمار بن ياسر قال لما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال راجع حفصة فانها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة . رواه البزار والطبراني الا أنه قال أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق حفصة فجاءه جبريل عليه السلام فقال لا تطلقها فانها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة ، وفى اسناديهما الحسن بن أبى جعفر وهو ضعيف . وعن أنس طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة فاغتم الناس من ذلك ودخل عليها خالها عثمان بن مظعون وأخوه قدامة فبينما هم عندها وهم مغتمون إذ دخل النبي صلى الله عليه وسلم على حفصة فقال يا حفصة أتانى جبريل عليه السلام آنفا فقال ان الله يقرئك السلام ويقول لك راجع حفصة فانها صوامة قوامة وهى زوجتك
[ 245 ]
في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن قيس بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة فأتاها خالاها عثمان وقدامة ابنا مظعون فقالت والله ما طلقني عن شبع فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل فتجلببت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتانى جبريل عليه السلام فقال راجع حفصة فانها صوامة قوامة وانها زوجتك في الجنة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن مالك بن أنس قال توفيت حفصة عام فتحت افريقية وماتت ومروان علي المدينة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن زيد بن أبى حبيب قال غزا معاوية بن حذيج إفريقية ثلاث مرات فالاولى سنة أربع وثلاثين والثانية سنة اربعين والثالنة سنة خمسين . رواه الطبراني واسناده حسن . * (باب فضل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم) * (ورضى الله عنها) قال الطبراني أم سلمة واسمها هند بنت أبى أمية حذيفة بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب ، حدثنا بهذه النسبة على ابن عبد العزيز الزبير بن بكار قال وكانت أم سلمة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبى سلمة عبدالله ابن عبد الاسد فولدت له سلمة وعمرو زينب ثم توفى عنها فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أتاها فلف رداءه ووضه على أسكفة (1) الباب واتكأ عليه وقال هل لك يا أم سلمة قالت إنى امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يبدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منى ما يكره فانصرف ثم عاد فقال هل لك يا أم سملة إن كان بك الزيادة في صداقك زدنا فعادت لقولها فقالت أم عبد يا أم سلمة تدرين ما يتحدث به نساء قريش يقلن إن أم سلمة إنما ردت محمدا لانها شابة من قريش أحدث منه سنا وأكثر منه مالا قال فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قلت وقد تقدم في فضل أهل البيت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إنك على خير . وعن الهيثم بن عدى قال أول من هلك (2) من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش هلكت (1) هي الخشبة التى يوطأ عليها . (2) أي مات .
[ 246 ]
في خلافه عمر وآخر من هلكت أم سلمة زمن يزيد بن معاوية سنة ثنتين وستين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم) * عن عائشة قالت تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة فجاء أخوها من الحج عبد بن زمعة فجعل على رأسه التراب فلما أسلم قال إنى لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم سودة . رواه الطبراني ورجال ثقات . وقد تقدمت رواية أحمد له في مناقب عائشة رضى الله عنها . وعن سهل بن حنيف قال ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة وكانت قبله تحت السكران ابن عمرو أخى بنى عامر بن لؤي . رواه الطبراني وفيه القاسم بن عبدالله بن مهدي وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالرحمن بن سابط قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم فراق سودة فدعا أبا بكر وعمرو ليشهدها على طلاقها فقالت يا رسول الله مالى رغبة في الدنيا إلا لاحشر يوم القيامة في أزواجك فيكون لى من الثواب مالهن . رواه الطبراني مرسلا وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن الهيثم أو أبى الهيثم أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق سودة تطليقة فجلست في طريقه فلما مر سألته الرجعة وأن تهب قسمها منه لاى أزواجه شاء رجاء أن تبعث يوم القيامة زوجته فراجعها وقبل ذلك منها . رواه الطبراني وفى اسناده ضعف . (باب ما جاء في زينب جحش رضى الله عنها) * (زوج النبي صلى الله عليه وسلم) * عن زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من قريش فأرسلت أختى حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها قالت ومن هو يا رسول الله قال زيد بن حارثة قال فغضبت حمنة غضبا شديدا وقالت يا رسول الله تزوج بنت عمك مولاك قالت وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم) قالت فارسلت
[ 247 ]
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى استغفر الله واطيع الله ورسوله افعل ما رأيت فزوجني زيدا وكنت أرثى فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عدت فأخذت بلساني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجك واتق الله فقال يا رسول الله أنا أطلقها قالت فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل على وأنا مكشوفة الشعر فقلت انه امر من السماء فقلت يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة فقال الله المزوج وجبريل الشاهد . رواه الطبراني وفيه حفص بن سليمان وهو متروك وفيه توثيق لين . وعن سهل بن حنيف قال ثم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وكانت قبله تحت زيد بن حارثة . رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبدالله بن مهدى وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن الزهري قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب بن خزيمة وامها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهى اول نساء النبي صلى الله عليه وسلم توفيت . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات . وعن محمد بن اسحاق قال هاجر من بنى اسد من نسائهم زينب بنت جحش ونسوة فذكرهن . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات . وعن ابي بكر بن سليمان بن ابى حثمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء زيد بن حارثة فاستأذن فأذنت له زينب ولا خمار عليها فالقت كم درعها على رأسها فسألها عن زيد فقالت ذهب قريبا يا رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وله همهمة قالت أم سلمة فاتبعته فسمعته يقول تبارك مصرف القلوب فما زال يقولها حتى تغيب . رواه الطبراني مرسلا وبعضه عن أم سلمة كما تراه ورجاله وثقوا وفى بعضهم ضعف . وعن أنس قال بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش فذكر حديث الوليمة إلى ان قال وان زينب لجالسة في جنب البيت قال وكانت المرأة قد اعطيت جمالا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحياء . فذكر الحديث . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن راشد بن سعد قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم منزله ومعه عمر بن الخطاب فإذا هو بزينب بنت جحش تصلي وهى في صلاتها تدعو فقال النبي صلى
[ 248 ]
الله عليه وسلم انها لا واهة . رواه الطبراني واسناده منقطع وفيه يحيى بن عبدالله البابلي وهو ضعيف . وعن ابي برزة قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فقال يوما خيركن اطولكن يدا فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار ففال لست اعني هذا ولكن أصنعكن يدين . رواه أبو يعلى وإسناده حسن لانه يعتضد بما يأتي . وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس فقال أولكن يرد على الحوض أطولكن يدا فجعلنا نقدر اذرعنا أيتنا أطول يدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لست ذاك أعنى إنما أعنى أصنعكن يدا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلمة بن على وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن ابن ابزى ان عمر كبر على زينب بنت جحش أربعا ثم أرسل إلى ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من يدخل هذه قبرها فقلن من كان يدخل عليها في حياتها ثم قال عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أسرعكن بى لحوقا أطولكن يدا فكن يتطاولن بأيديهن وانما كان ذلك لانها كانت صناعا (1) تين بما تصنع في سبيل الله . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن المنكدر قال توفيت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشرين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الشعبى أنه صلى مع عمر على زينب وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم موتا وكان يعجبه أن يدخلها قبرها فأرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من يدخلها قبرها فقلن من كان يراها في حياتها فليدخلها قبرها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب مناقب زينب بنت خزيمة الهلالية رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم) عن الزهري قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة وهى أم المساكين سميت بذلك لكثرة إطعامها المساكين وهي من بنى عامر بن صعصعة وتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن محمد ابن إسحق قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين كانت قبله عند الحصين أو عند الطفيل بن الحارث ماتت بالمدينة أول نسائه موتا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (1) يقال امرأة صناع إذا كان لها صنعة تعملها بيديها وتكسب بها .
[ 249 ]
* (باب مناقب ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنها) * عن الزهري قال ميمونة بنت الحارث بن حزن بن نجير بن الهزم بن رويبة ابن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة وهي التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى رافع قال كنت في بعث مرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فائتني بميمونة فقلت يا رسول الله إنى في البعث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس تحب ما أحب فقلت بلى قال فاذهب فائتني بها فذهبت فجئته بها . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن على بن أبى رافع وهو ثقة . وعن أنس بن ؟ الك أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بسرف (1) . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن يزيد بن الاصم قال ثقلت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وليس عندها أحد من بنى أخيها ففالت اخرجوني من مكة فانى لا أموت بها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني انى لا أموت بمكة قال فحملوها حتى أتوا بها سرف إلى الشجرة التى بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها في موضع الفيئة قال فماتت فلما وضعناها في لحدها أخذت ردائي فوضعته تحت خدها في اللحد فأخذه ابن عباس فرمى بها . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن يزيد بن الاصم قال رأيت ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ليزيد بن الاصم فقال أراها تبتذل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عقبة بن وهب وهو ثقة . وعن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاخوات مؤمنات يعنى ميمونة بنت الحرث وأم الفضل بنت الحرث وسلمى امرأة حمزة وأسماء بنت عميس . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن اسحاق قال ماتت ميمونة بنت الحرث زوج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحرة سنة ثلاث وستين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب مناقب أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها) * عن الزهري قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب (1) موضع قريب من مكة . (29 تاسع مجمع الزوائد)
[ 250 ]
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك واسم أم حبيبة رملة وأنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية رضى الله عنها عثمان بن عفان رضى الله عنه من أجل أن أم حبيبة أمها صفية بنت أبى العاص وصفية عمة عثمان أخت عفان لابيه وأمه وقدم بأم حبيبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحبيل بن حسنة . رواه الطبراني وإسناده حسن . * (باب مناقب جويرية بنت الحرث زوج النبي صلى الله عليه) * (وسلم ورضي عنها) عن سهل بن حنيف قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحرث بن أبى ضرار من بنى المصطلق من خزاعة في غزوته التى هدم فيها مناة غزوة المريسيع . رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبدالله بن مهدى وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن الزهري قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحرث بن أبى ضرار بن الحرث بن عايد بن مالك بن المصطلق من خزاعة واسم المصطلق خزيمة يوم واقع بنى المصطلق . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن الشعبى قال كانت جويرية ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وجعل عتقها صداقها وأعتق كل أسير من بنى المصطلق . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن مجاهد قال قالت جويرية للنبى صلى الله عليه وسلم إن أزواجك يفخرن على ويقلن لم يتزوجك النبي صلى الله عليه وسلم قال أو لم أعظم صداقك ألم أعتق أربعين من قومك . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح وعن شباب العصفرى قال ماتت جويرية بنت الحرث زوج النبي صلى الله عليه وسلم سنة ست وخمسين . * (باب مناقب صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضى عنها) * عن أبي برزة قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وصفية عروس في مجاسدها فرأت في المنام أن الشمس وقعت على صدرها فقصتها على زوجها فقال والله ما تمنين إلا هذا الملك الذى بيثرب فافتتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 251 ]
فضرب عنق زوجها صبرا (1) وتعرض لها من هنالك من فتيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وألقى لهم تمرا على سفيف وقال كلوا وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية . رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم (2) وهو ضعيف مجمع عليه . وعن ابن عمر قال كان بعيني صفية خضرة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه الخضرة بعينيك قالت قلت لزوجي إنى رأيت فيما يرى النائم كأن قمرا وقع في حجري فلطمني وقال أتريدين ملك يثرب قالت وما كان أبغض إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أبى وزوجي فما زال يعتذر إلى وقال يا صفية ان أباك ألب على العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من نفسي . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر بن عبدالله قال لما دخلت صفية بنت حيي رضى الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسطاطه حضر ناس وحضرت معهم ليكون لى فيها قسم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قوموا عن أمكم فلما كان من العشاء حضرنا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا في طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجورة فقال كلوا من وليمة أمكم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رزينة قالت لما كان يوم قريظة والنضير جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيى وذراعها في يده فلما رأت السبى قالت أشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله فأرسل ذراعها من يده وأعتقها وخطبها وتزوجها وأمهرها رزينة . رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوهن من طريق عليلة بنت الكميت عن أمها أمينة عن أمة الله بنت رزينة وهؤلاء الثلاث لم أعرفهن . وبقية اسناده ثقات وهو مخالف لما في الصحيح والله اعلم . وعن سهل بن حنيف قال سنبى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيى بن أخطب من بنى النضير وكانت مما أفاء الله عليه . رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبدالله نب مهدى وهو ضعيف وقال ابن عدى لا بأس به ، وبقية رجاله ثقات . وعن وحشى بن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم لما افاء الله عليه صفية قال لاصحابه ما تقولون في هذه الجارية قالوا نقول انك أولى الناس بها وأحقهم قال فانى أعتقتها واستنكحتها وجعلت عتقها مهرها فقال رجل يا رسول (1) القتل صبرا : هو أن يوثق ويرمى حتى يقتل . (2) بالقاف .
[ 252 ]
الله الوليمة قال الوليمة حق والثانية معروف والثالثة فخر وحرج . رواه الطبراني ورجاله وثقهم ابن حبان . وعن صفية قالت انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من الناس أحد أكره الي منه فقال ان قومك صنعوا كذا وكذا قالت فما قمت من مقعدي ومن الناس أحد أحب إلى منه . وفى رواية عنها قالت ما رأيت قط أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيته ركب بى من خيبر على عجز ناقته ليلا فجعلت أنعس فيضرب رأسي مؤخرة الرحل فيمس بيده ويقول يا هذه مهلا يا بنت حيى حتى إذا جاء الصهباء قال اما انى أعتذر اليك يا صفية مما صنعت بقومك انهم قالوا لى كذا وكذا . رواه أبو يعلى باسانيد ورجال الطريق الاولى رجال الصحيح الا ان حميد بن هلال لم يدرك صفية وفى رجل هذه ربيع ابن أخى صفية ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب في زوجاته وسراريه صلى الله عليه وسلم) * عن الزهري أن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ، وعائشة بنت أبى بكر ، وأم سلمة بنت أبى أمية ، وحفصة بنت عمر ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وميمونة بنت الحرث ، وجويرية بنت الحرث ، وزينب بنت جحش ، وسودة بنت زمعة ، وصفية بنت حيي اجتمعن عنده تسعة ، والكندية من بنى الجون ، والعالية بنت ظبيان من بنى عامر بن كلاب ، وزينب بنت خزيمة ، وامرأة من بنى هلال قال الزهري فأخبرني عروة بن الزبير قال لما أن دخلت الكندية على النبي صلى الله عليه وسلم قالت أعوذ بالله منك قال عذت بعظيم الحقى بأهلك . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال لم يكن عن النبي صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن سهل بن حنيف قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد وكانت قبله تحت عتيق بن عايد المخزومى ثم تزوج عائشة بمكة لم يتزوج بكرا غيرها ثم تزوج بالمدينة حفصة بنت عمر وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمي ثم تزوج سودة بنت زمعة وكانت قبله تحت السكران بن عمر أخى بنى عامر بن لؤى ثم تزوج أم حبيبة بنت أبى سفيان وكانت قبله تحت عبدالله بن جحش
[ 253 ]
الاسدي أسد خزيمة ثم تزوج أم حرام ثم تزوج أم سلمة بنت أبى أمية وكان اسمها هند وكانت قبله تحت أبى سلمة بن عبد الاسد بن عبدالعزى ثم تزوج زينب بنت جحش وكانت قبله تحت زيد بن حارثة ثم تزوج ميمونة بنت الحرث وسبى جويرية بنت الحرث بن أبى ضرار من بنى المصطلق من خزاعة في غزوته التى هدم فيها مناة غزوة المريسيع وسبى صفية بنت حيى بن أخطب من بنى النضير وكانت مما أفاء الله عليه واستسر ريحانة من بنى قريظة ثم أعتقها فلحقت باهلها واحتجبت وكانت عند أهلها وطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الغالية بنت ظبيان وفارق أخت بنى عمرو بن كلاب وفارق أخت بنى الجون الكندية من أجل بياض كان بها وتوفيت زينب بنت خزيمة الهلالية ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وبلغنا أن الغالية بنت ظبيان تزوجت قبل أن يحرم الله نساءه ونكحت ابن عم لها من قومها وولدت فيهم . رواه الطبراني عن شيخه القاسم بن عبدالله الاخميمى وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وقد رواه مرة باختصار موقوفا على يحيى بن أبى كثير ورجاله ثقات . وعن قنادة قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة امرأة منهن ست من قريش وواحدة من نساء وسبع من سائر العرب وواحدة من بنى اسرائيل ولم يتزوج في الجاهلية منهن غيرها فأول من تزوج في الجاهلية خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى وكانت قبله عند عتيق بن عبدالله بن عمر بن مخزوم ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة هند بن زرارة بن نباش بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جراوة ابن أسيد بن عمرو بن تيم فولدت له هند بن هند قال زهير قال يونس بن عبيد فمر هند بالبصرة مجتازا فهلك بها فلم يقم سوق ولا كلا يومئذ فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعدهما فولدت له في الجاهلية عبد مناف وولدت له في الاسلام غلامين وأربع بنات . رواه الطبراني مرسلا وفيه زهير بن العلاء وهو ضعيف . وعن ابن أبى مليكة وعمرو بن دينار قال اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة مع صفية بعد خديجة مات عنهن كلهن قال وزاد عثمان بن أبى سليمان امرأتين سوى التسع من بنى عامر بن صعصعة كلتاهما جمع وكانت إحداهما تدعى أم المساكين وكانت
[ 254 ]
خير نسائه للمساكين ونكح امرأة من بنى الجون فلما جاءته استعاذت منه فطلقها ونكح امرأة من كندة ولم يجامعها فتزوجت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ففرق عمر بينهما وضرب زوجها فقالت اتق الله يا عمر إن كنت من امهات المؤمنين فاضرب على الحجاب وأعطني مثل ما اعطيتهن قال اما هنالك فلا قالت فدعني أنكح قال لا ولا نعمة ولا أطمع في ذلك أحدا . رواه الطبراني مرسلا وزيادة عثمان معضلة ورجاله ثقات . قال الطبراني شراف بنت خليفة بن فروة الكلبية أخت دحية بن خليفة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها . وعن ابن أبى مليكة قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من كلب فبعث عائشة تنظر إليها . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . قال الطبراني قتيلة بنت قيس الكندية أخت الاشعث بن قيس تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها حتى فارقها . وعن خولة بنت حكيم ابن الاوقص أنها كنت من اللاتى وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف ، ورواه أيضا مرسلا عن عروة بن خولة ، وفيه عبدالله بن محمد بن يحيى بن عروة وهو متروك . * (باب مناقب أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) * عن عائشة قالت أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قلادة من جزع ملمعة بالذهب ونساؤه مجتمعات في بيت كلهن وأمامة بنت أبى العاص بن الربيع جارية تلعب في جانب البيت بالتراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ترين هذه فنظرنا إليها فقلنا يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه قط ولا أعجب فقال أرددنها إلى فلما أخذها قال والله لاضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلى قالت عائشة فأظلمت على الارض بينى وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيرى منهن ولا أراهن إلا أصابهن مثل الذى أصابني ووجمنا جميعا سكوت فأقبل بها حتى وضعها في رقبة أمامة بنت أبى العاص فسرى عنا . رواه الطبراني واللفظ له وأحمد باختصار وأبو يعلى وإسناد أحمد وأبى يعلى حسن . قال الزبير بن بكار وأوصى أبو العاص بن الربيع بابنته أمامة إلى الزبير وبتركته فزوجها الزبير على بن أبى طالب بعد وفاة فاطمة رضى الله عنها وقتل على بن أبى طالب وأمامة بنت أبى العاص
[ 255 ]
عنده ولم تلد له فقالت أم الهيثم النخعية : أشاب ذؤابتى وأذل ركني * أمامة يوم فارقت القرينا يطيف به لحاجتها إليه * فلما استأنست رفعت رنينا رواه الطبراني وإسناده منقطع . وعن محمد بن عبدالرحمن قال كانت أمامة بنت أبى العاص أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند على بن أبى طالب فلما توفى عنها قال لها لا تزوجي فان أردت الزواج فلا تخرجي من رأى المغيرة بن نوفل فخطبها معاوية بن أبى سفيان فجاءت إلى المغيرة تستأمره فقال لها أنا خير لك منه فاجعلى أمرك إلى ففعلت فدعا رجالا فتزوجها فهلكت أمامة بنت أبى العاص عند المغيرة ابن نوفل ولم تلد له فليس لزينب عقب . رواه الطبراني باسناد منقطع وفيه محمد ابن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . (باب مناقب صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنها) عن الزبير بن بكار قال كانت صفية بنت عبدالمطلب لا تغطى رأسها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من عشرة من المهاجرين الاولين حمزة بن عبدالمطلب أخوها وجعفر وعلى ابنا أبى طالب ابنا أختها والزبير بن العوام ابنها وعثمان بن عفان ابن ابنة أخيها أمه أروى بنت كريز وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبدالمطلب وأبو سلمة بن عبد الاسد وأبو سبرة بن أبى رهم ابنا اختها برة بنت عبدالمطلب وأم طليب عمير بن وهب بن عبد قصى أروى بنت عبدالمطلب توفيت صفية في خلافة عمر . قلت وقد تقدمت قصة قتلها البهودى في قريضة وغزوة أحد (1) أيضا والله أعلم . (باب ما جاء في عاتكة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنها) وقد تقدم ما أذكره وأكثر منه في أوائل غزوة بدر (1) عن عاتكة بنت عبدالمطلب قالت رأيت راكبا أخذ صخرة من أبى قبيس فرمى بها للركن فتفلقت (2) الصخرة فما بقيت دار من دور قريش إلا دخلتها منها كسرة غير دور بنى زهرة قلت فذكر الحديث إلى آخره . رواه الطبراني وقد تقدم من طريق عروة بن الزبير مرسلا وهو حسن الاسناد . وعن مصعب بن عبدالله وغيره من قريش (1) في الجزء السادس . (2) في الاصل " فتقلقلت " .
[ 256 ]
ان عاتكة بنت عبد المطلب قالت في صدق رؤياها وتكذيب قريش لها حين أوقع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر : ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم * بتأويلها فل من القوم هارب فقلتم ولم أكذب كذبت وإنما * يكذبنى بالصدق من هو كاذب رأى فأتاكم باليقين الذى رأى * بعينيه ما يفري السيوف القواضب أفر صباح القوم عزم قلوبهم * فهن هواء والحلوم عوازب مروا بالسيوف المرهفات دماءكم * كفاحا كما يمرى السحايب جانب فكيف رأى يوم اللقاء محمدا * بنو عمه والحرب فيه التجارب ألم يغشهم ضربا يحار لوقعه ال * جبان وتبدو بالنهار الكواكب ألا بأبي يوم اللقاء محمد * إذا عض مرعون الحروب الغوارب كما برزت أسيافه من مليكتى * زعازع ورد بعد إذ هي صالب حلفت لئن عدتم ليصطلمنكم * بجأواء يردى حافتيها المقانب كأن ضياء الشمس لمع بروقها * لها جانبا نور شعاع وثاقب رواه الطبراني وحديث رجاله حسن ولكن الاسناد منقطع . (باب مناقب فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضى الله عنها) عن على يعنى ابن أبى طالب قال كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تكفيه الداخل وفاطمة بنت أسد تكفيه الحادب يعنى النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني . وفى رواية عن على أيضا قال قلت لامى فاطمة بنت أسد بن هاشم اكفى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة وتكفيك خدمة الداخل الطحن والعجن . ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك قال لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم على رضى الله عنهما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعينى وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيبا وتطعميني تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أن تغسل ثلاثا فلما بلغ الماء الذى فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه وكفنها ببرد فوقه ثم دعا رسول الله صلى
[ 257 ]
الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الانصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسود يجفرون فحفروا قبرها فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال الله الذى يحيى ويميت وهو حى لا يموت اغفر لامى فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلى فانك أرحم الراحمين وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضى الله عنهم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال لما ماتت فاطمة بنت على بن أبى طالب خلع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه واضطجع في قبرها فلما سوى عليها التراب قالوا يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه بأحد فقال إنى ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة واضطجعت معها في قبرها خفف عنها من ضغطة القبر إنها كانت أحسن خلق الله إلى صنيعا بعد أبى طالب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب مناقب أم هانئ رضى الله عنها) * عن عبدالرحمن بن أبى رافع أن أم هانئ بنت أبي طالب خرجت متبرجة قد بدا قرطاها ففال لها عمر بن الخطاب اعملي فان محمدا لا يغنى عنك شيئا فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتى وان شفاعتي تنال حاوحكم وحاوحكم قبيلنان . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات . * (باب مناقب درة بنت أبى لهب رضي الله عنها) * عن ابن عمر وعن أبى هريرة وعن عمار بن ياسر قالوا قدمت درة بنت أبى لهب مهاجرة فنزلت دار رافع بن المعلى الزرقي فقال لها نسوة جالسين إليها من بنى زريق أنت بنت أبى لهب الذى قال الله (تبت يدا أبى لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب) ما يغنى عنك مهاجرك فأتت درة النبي صلى الله عليه وسلم فشكت (30 تاسع مجمع الزوائد)
[ 258 ]
إليه ما قلن لها فسكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اجلسي ثم صلى بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة وقال ايها الناس مالى أوذى في أهلى فو الله إن شفاعتي لتنال حي حاوحكم وصدا وسلهب يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه عبدالرحمن ابن بشير الدمشقي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن أبى حسين قال كانت درة بنت ابى لهب عند الحرث بن عبدالله بن نوفل فولدت له عقبة والوليد وابا مسلم ثم اتت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأكثر الناس في ابويها فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ما ولد الكفار غيرى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قالت قد آذانى اهل المدينة في ابوى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليت الظهر فصلى حيث ارى فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ثم التفت إليها فأقبل على الناس فقال يا أيها الناس الكم نسب وليس لى نسب فوثب عمر بن الخطاب فقال اغضب الله من اغضبك فقال هذه بنت عمى فلا بقول لها الا خيرا . رواه الطبراني وابن ابى حسين وهو عبدالله بن عبدالرحمن بن ابى حسين وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . وعن درة ابنة ابى لهب قالت كنت عند عائشة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ائتونى بوضوء قالت فابتدرت انا وعائشة الكوز فبدرتها فأخذته انا فتوضأ فرفع إلى عينه أو بصره قال أنت مني وأنا منك قالت فأتى برجل فقال ما انا فعلته إنما قيل لى قالت وكان يسأله على المنبر من خير الناس فقال افقههم في دين الله واوصلهم لرحمة وذكر شريك شيئين آخرين فلم احفظهما . رواه احمد ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في أم أيمن رضى الله عنها) * قال الطبراني ام ايمن ام اسامة بن زيد مولاة رسول الله صلي الله عليه وسلم كانت لاخت خديجة فوهبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحها زيد بن حارثة ويقال اسمها بركة . وعن ابن عباس قال ام ايمن هي ام اسامة بن زيد . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن طارق بن شهاب عن ام ايمن وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسين بن اشكاب ولم اعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن شهاب قال كانت ام ايمن ام اسامة بن يزيد من
[ 259 ]
الحبشة وكانت وصيفة لعبد المطلب وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انكحها زيد بن حارثة وتوفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة اشهر . رواه الطبراني واسناده منقطع ورجاله ثقات . وعن طارق بن شهاب قال قالت ام ايمن يوم قتل عمن اليوم وهى الاسلام . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله بن سعيد بن ابى مريم وهو ضعيف . (باب في خولة بنت حكيم رضي الله عنها) عن خولة بنت حكيم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها فأرجأها فيمن ارجأ . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . (باب في ينب بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها) عن زينب بنت أبى سلمة قالت كانت أمي إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل تقول اذهبي فادخلي قالت فدخلت فنضح في وجهى بالماء وقال ارجعي قال العطاف قالت أمي فرأيت وجه زينب وهى عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شئ . رواه الطبراني وأم عطاف لم أعرفها . * (باب في حليمة السعدية رضي الله عنها) * قال الطبراني حليمة بنت أبى دويب عبدالله بن الحرث بن حيان من بنى سعد بن بكر بن هوازن وهي أم رسول الله صلى الله عليه وسلم التى أرضعته وفصلته . وعن أبى الطفيل قال كنت غلاما أحمل عضو البعير فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة فجاءته امرأة فبسط رداءه فقلت من هذه فقالوا أمه التى أرضعته قلت عند أبى داود بعضه رواه الطبراني ورجاله وثقوا . قلت وقد تقدمت قصة رضاعها للنبى صلى الله عليه وسلم في علامات النبوة . * (باب في أم أبي بكر الصديق وغيرها رضى الله عنهن) * عن ابن عباس قال أسلمت ام أبى بكر وأم عثمان وأم طلحة وأم الزبير وأم عبدالرحمن بن عوف وأم عمار بن ياسر . رواه الطبراني وفيه خازم بن الحسين وهو ضعيف . وعن الهيثم بن عدى قال أم أبى بكر يقال لها أم الخير بنت صخر بن عامر
[ 260 ]
وهلك أبو بكر فورثاه أبواه جميعا وكانا أسلما وماتت أم أبى بكر قبل أبيه . رواه الطبراني وأسناده منقطع . * (باب في اسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها) * قال محمد بن على بن المدينى فستقة (1) ماتت أسماء بنت أبى بكر الصديق بعد ابنها عبدالله بليال وكانت أخت عائشة لابيها وأم أسماء بنت أبى بكر قتيلة بنت عبدالعزى بن عبد أسعد من بنى مالك بن حسل وكانت لاسماء يوم ماتت مائة سنة ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة وولدت أسماء لابي بكر وسنه إحدى وعشرون سنة . وعن يعلى بن حرملة قال دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير فجاءت أسماء بنت أبى بكر عجوز كبيرة طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج أما آن لهذا الراكب أن ينزل . رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف . * (باب مناقب أسماء بنت عميس وأخواتها رضي الله عنهن) * عن عروة بن الزبير قال في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة جعفر بن أبى طالب ومعه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية فولدت له بارض الحبشة عبدالله بن جعفر وعون بن جعفر ومحمد بن جعفر . رواه الطبراني مرسلا واسناده حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاخوات المؤمنات ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وام الفضل امرأة العباس واسماء بنت عميس امرأة جعفر وامرأة حمزة وهى اختهن لامهن . رواه الطبراني باسنادين ورجال احدهما رجال الصحيح وقد تقدم من حديث ميمونة في مناقبها . (باب مناقب أسماء بنت يزيد رضي الله عنها) عن مهاجر ان اسماء بنت يزيد بن السكن بنت عم معاذ بن جبل قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاط . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (1) هو محمد بن على بن الفضل المدينى شيخ الطبراني ، وليس هو ولد على ابن المدينى شيخ البخاري على ما في نزهة الالباب في الالقاب لابن حجر . وفى الاصل مهملة من النفط في مواضع .
[ 261 ]
(باب مناقب أم سليم وولدها عبدالله ووالده رضى الله عنهم) عن أنس قال جاءت أم سليم إلى أبى أنس فقالت جئت اليوم بما تكره فقال لا تزالين تحبيئين بما أكره من عند هذا الاعرابي قالت كان أعرابيا اصطفاه الله واختاره وجعله نبيا قال ما الذى جئت به قال حرمت الخمر قال هذا فراق بينى وبينك فمات مشركا وجاء أبو طلحة إلى أم سليم قالت لم أكن أزوجك وانت مشرك قال لا والله ما هذا دهرك قالت فما دهري قال دهرك في الصفراء والبيضاء قال فانى أشهدك وأشهد نى الله صلى الله عليه وسلم انك ان أسلمت فقد رضيت بالاسلام منك قال فمن لى بهذا قالت يا أنس قم فانطلق مع عمك فقام فوضع يده على عاتقي فانطلفنا حتى إذا كنا قرببا من نبى الله صلى الله عليه وسلم فسمع كلامنا فقال هذا أبو طلحة ببن عينيه عزة الاسلام فسلم على نبى الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام فولدت له غلاما ثم إن الغلام درج وأعجب به ابوه فقبضه الله تبارك وتعالى فجاء أبو طلحة فقال ما فعل ابني يا أم سلم قالت خير ما كان فقالت ألا تتغدى قد أخرت غداءك اليوم قالت فقدمت إليه غداءه فقلت يا أبا طلحة عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله وان أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ألهم ان يجزعوا قال لا قالت فان ابنك قد فارق الدنيا قال فأين هو قالت ها هو ذا في المخدع فدخل فكشف عنه واسترجع فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه بقول أم سليم فقال والذى بعثنى بالحق لقد قذف الله تبارك وتعالى في رحمها ذكرا لصبرها على ولدها قال فوضعته فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم اذهب يا أنس إلى أمك فقل لها إذا قطعت سرار ابنك فلا تذيقيه شيئا حتى ترسلي به إلى قال فوضعته على ذراعي حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال ائتنى بثلاث تمرات عجوة قال فجئت بهن فقذف نواهن ثم فذقه في فيه فلاكه ثم فتح فا الغلام فجعله في فيه فجعل يتلمظ فقال أنصارى يحب التمر فقال اذهب إلى أمك فقل بارك الله لك فيه وجعله برا تقيا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة وفى رواية للبزار أيضا قالت له أتزوجك وأنت تعبد خشبة يجرها عبدى فلان قلت فذكر الحديث ورجاله رجال الصحيح .
[ 262 ]
وعن أنس قال أراد أبو طلحة أن يطلق أم سليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن طلاق أم سليم لحوب (1) . رواه البزار وفيه على بن عاصم وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب في حمنة بنت جحش رضي الله عنها) * عن أبى أحمد بن جحش قال رأيت بعينى حمنة بنت جحش يوم أحد تسقى العطشى وتداوى الجرحى . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن محمد بن إسحق قال هاجر من بنى أسد من نسائهم حمنة بنت جحش في نسوة ذكرهن . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب ما جاء في أم عياش رضي الله عنها) عن أم عياش وكانت خادما للنبى صلى الله عليه وسلم بعث بها مع ابنته إلى عثمان بن عفان . رواه الطبراني وإسناده حسن . (باب سلمى أم المنذر رضي الله عنها) عن محمد بن اسحق قال أم المنذر التى روت عن النبي صلى الله عليه وسلم اسمها سلمى بنت قيس وصلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله إلى ابن اسحاق رجال الصحيح . * (باب في أم أيوب رضى الله عنها) * عن ابن عباس ان ابا أيوب طلق امرأته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن طلاق أم أيوب كان حوبا . قال ابن سيرين الحوب الاثم . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . * (باب في خضرة رضي الله عنها) * عن محمد بن على بن الحسين قال كانت خادم النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها خضيرة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب في روضة رضى الله عنها) * عن روضة قالت كنت وصيفة لامرأة بالمدينة فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من (1) الجواب : الاثم كما في هامش الاصل .
[ 263 ]
مكة إلى المدينة قالت لى مولاتي يا روضة قومي على باب الدار فإذا مر هذا الرجل فاعلميني فقمت فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فأخذت بطرف ردائه فتبسم في وجهي قال شيبة وأظنه مسح على رأسي فقلت لمولاتي هو ذا قد جاء الرجل فخرجت مولاتي ومن كان معها في الدار فعرض عليهم الاسلام فأسلموا قال عبد الجليل وحدثني شيبة قال رأيت روضة معي في الدار في بنى سليم إذا اشترى الجيران مملوكا أو خادما أو ثوبا أو طعاما قالوا لها يا روضة ضعى يدك عليه فكانت كل شئ تمسه فيه البركة . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . * (باب في عاتكة بنت زيد رضي الله عنها) * عن عائشة قالت كانت عاتكة بنت زيد تحت عبدالله بن أبى بكر . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم . * (باب في أم معبد رضي الله عنها) * قال الطبراني أم معبد الخزاعية اسمها عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ضبيس الكعبية الخزاعية . وعن هشام بن حرام عن أبيه ان أم معبد كانت تجرى عليها كسوة وشئ من غلة اليمن وقطران لابلها فمر عثمان فقالت أين كسوتي وأين غلة اليمن التى كانت نأتينى قل هي لك يا أم معبد عندنا واتبعته حتى أعطاها إياها . رواه الطبراني وهشام بن حرام وأبوه لم أعرفهم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . قلت وقد تقدمت قصتها في الهجرة إلي المدينة في كتاب المغازى ولها طريق آخر في علامات النبوة في صفته صلى الله عليه وسلم . * (باب في أم حرام رضى الله عنها) * عن هشام بن الغاز قال قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس وهم يقولون هذا قبر المرأة الصالحة . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله رجال الصحيح . * (باب في فاطمة بنت الخطاب رضى الله عنها) * قال الطبراني فاطمة بنت الخطاب بن نفيل تكنى أم جميل أخت عمر قديمة الاسلام أسلمت قبل عمر وكانت امرأة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضى الله عنهما .
[ 264 ]
* (باب في أم خالد بنت الاسود رضى الله عنها) * عن أم خالد بنت الاسود بن عبد يغوث أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذه فقالوا بنت الاسود بن عبد يغوث ففال الحمد لله الذى يخرج الحى من الميت يعنى المؤمن من الكافر . وفى رواية دخل النبي صلى الله عليه وسلم على فقال من هذه فقالوا بعض خالاتك فقالت ان خالاتي في هذه الارض لغرائب من هذه قالوا أم خالد بت الاسود بن عبد يغوث ففال سبحان الذى يخرج الحى من الميت . رواه كله الطبراني باسنادين وإسناد الثاني حسن . (باب في صفية بنت عمر رضى الله عنها) عن ابن عمر أن صفية بنت عمر كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . (باب في سلامة بنت الحر رضي الله عنها) * عن سلامة بنت الحر قالت مر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدء الاسلام وأنا أرعى فقال يا سلامة بما تشهدين قلت أشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله فتبسم ضاحكا . رواه الطبراني وفيه أم داود الوابشية ولم أعرفها . وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب في سمرا رضي الله عنها) * عن يحبى بن أبى سليم قال رأيت سمراء بنت نهيك وكانت قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم عليها دروع غليظة وخمار غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب في هند بنت عتبة رضى الله عنها) * قال الطبراني هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية . وعن حميد بن مهب الطائى قال كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بن المغيرة المخزومى وكان الفاكه من فتيان قربش وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس من غير إذن فخلى ذلك البيت يوما واضطجع الفاكه وهند وقت الفائلة ثم خرج الفاكه في بعض
[ 265 ]
حاجاته وأقبل رجل ممن كان يغشاه فولج البيت فلما رأى البيت ولى هاربا فأبصره الفاكه وهو خارج من البيت فاقبل إلى هند فضربها برجله وقال من هذا الذى كان عندك قالت ما كان عندي أحد وما اتبهت حتى أنبهتني قال الحقى بأبيك وتكلم فيها الناس فقال لها أبوها يا بنية إن الناس قد أكثروا فيك فبيني نبأك (1) فان يكن الرجل عليك صادقا دسست له من يقتله فينقطع عنك الفاكه وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن فحلفت له بما كانوا يحلفون به انه لكاذب عليها فقال للفاكه يا هذا إ ؟ ك قد رميت ابنتي بأمر عظيم فحاكمني إلى بعض كهان اليمن فخرج عتبة في جماعة من بنى عبد مناف وخرج الفاكه في جماعة من بنى مخزوم وخرجت معهم هند في نسوة معها فلما شارفوا البلاد قالوا نرد على الكاهن فتنكر حال هند وتغير وجهها فقال لها أبوها إنى أرى ما بك من تنكر الحال وما ذاك إلا لمكروه عندك أفلا كان هذا قبل أن يشهد الناس مسيرا فقالت لا والله يا أبتاه ما ذاك لمكروه ولكن أعرف أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا آمن أن يسمنى بسمة تكون على سبة في العرب فقال إنى أختبره من قبل أن ينظر في أمرك فصفر بفرسه حتى أدلى ثم أخذ حبة من بر فأدخلها في إحليله وأوكأ عليها بسير فلما صبحوا الكاهن أكرمهم ونحر لهم فلما تغدوا قال له عتبة إنا قد جئاك في أمر وإنى قد خبأت لك خبيا أختبرك به فانظر ما هو قال تمرة في كمرة قال أريد أبين من هذا قال حبة من بر في إحليل مهر قال صدقت فانظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يدنو من احداهن ويضرب كتفها وقال قومي غير وحشاء ولا زانية ولنلدن غلاما يقال له معاوية فقام إليها الفاكه فأخذ بيدها فنثرت يدها من يده وقالت إليك فو الله لاحرصن على أن يكون ذلك من غيرك فتزوجها أبو سفيان فجاءت بمعاوية . رواه الطبراني وفيه زحر بن حصن وهو مجهول . * (باب في جماعة من النساء رضي الله عنهم) * عن قيلة بنت مخرمة قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه بعض (1) في الاصل مغفلة من النقط . (31 تاسع مجمع الزوائد)
[ 266 ]
الصلاة فلما قضى الصلاة قمت ونظر إلى وكانت امرأة طويلة فقال ان كان ابن هذه ليقاتل من وراء الحاجز قالت والله ان كان لكذلك يا رسول الله ولكنه مات قالت اكتب لى كتابا قالت ومعى ثلاث بنات فكتب من محمد رسول الله لقبيلة والنسوة الثلاث لا يظلمن حقا ولا يستكرهن على نكاح وكل مؤمن ومسلم لى ولهن ناصر وأحسن ولا تسئن . رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن جمرة بنت عبدالله اليربوعي قالت ذهب بى أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما وردت على أبى الابل فقال يا رسول الله ادع الله لبنتي بالبركة قالت فأجلسني النبي صلى الله عليه وسلم في حجره ووضع يده على رأسي ودعا لي بالبركة . رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف . قال الطبراني التوءمة بنت أمية بن خلف لها ذكر ولا حديث لها . قال عبدالله ابن الحكم بن أبى زياد : صالح مولى التوأمة وهي بنت أمية بن خلف . رواه الطبراني . قال الطبراني تميمة بنت وهب وهى التى طلقها رفاعة بنت سمول لها ذكر ولا حديث لها . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال شرحبيل بن حسنة أمه وكانت ممن هاجر إلى أرض الحبشة . رواه الطبراني . قال الطبراني ذفرة أم ولد أذينة يقال لها صحبة . وقال رايطة بنت مينة بن الحجاج السهمى أم عبدالله بن عمرو بن العاص : وقال سفانة بنت حاتم اخت عدى بن عدى . وقال السوداء بنت خلف بن ضرار بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب . وقال شيما بنت الحارث بن عبدالعزى بن رفاعة أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة . وقال ليلى بنت أبى حثمة بن حذيفة بن غانم بن عبدالله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب أم عبدالله بن عامر بن ربيعة من المهاجرات . قلت حديثها في الهجرة إلى الحبشة . وقال ام أسيد الانصارية . وقال ام عبدالله بنت الحرث بن فرقد الهذلية ام عبدالله بن مسعود فرض لها عمر في أخذ النساء من الغنيمة . * (باب ما جاء في فضل حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه) * عن العباس قال تزوج عبدالمطلب هالة بت أهيب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له حمزة وصفية . رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف .
[ 267 ]
وعن عروة في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبدالمطلب . رواه مرسلا واسناده حسن . وعن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبدالمطلب بن عبد مناف . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات . وعن محمد بن كعب القرظي قال كان إسلام حمزة رضى الله عنه حمية وكان يخرج من الحرم فيصطاد فإذا رجع مر بمجلس قريش وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة فيمر بهم فيقول رميت كذا وكذا وضعت كذا وكذا ثم ينطلق إلى منزله فأقبل من رميه ذات يوم فلقيته امرأة فقالت يا أبا عمارة ماذا لقى ابن أخيك من أبى جهل بن هشام شتمه وتناوله وفعل وفعل فقال هل رآه احد قالت أي والله لقد رآه ناس فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة فإذا هم جلوس وابو جهل فيهم فاتكأ على قوسه وقال رميت كذا وكذا وفعلت كذا وكذا ثم جمع يديه بالقوس فضرب بها بين أذنى ابى جهل فدق سنتها ثم قال خذها بالقوس واخرى بالسيف اشهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه جاء بالحق من عند الله قالوا يا أبا عمارة إنه سب آلهتنا وإن كنت انت وانت افضل منه ما اقررناك وذاك وما كنت يا أبا عمارة فاحشا . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن يعقوب بن عتبة بن المغيرة ابن الاخنس بن شريق حليف بنى زهرة أن أبا جهل اعترض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفا فآذاه وكان حمزة رضى الله عنه صاحب قنص وصيد وكان يومئذ في قنصه فلما رجع قالت له امرأته وكانت قد رأت ما صنع أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عمارة لو رأيت ما صنع تعنى أبا جهل بابن أخيك فغضب حمزة ومضى كما هو قبل ان يدخل بيته وهو معلق قوسه في عنقه حتى دخل المسجد فوجد أبا جهل في مجلس من مجالس قريش فلم يكلمه حتى علا رأسه بقوسه فشجه فقام رجال من قريش إلى حمزة يمسكونه عنه فقال حمزة دينى دين محمد اشهد انه رسول الله فو الله لا أثنى عن ذلك فامن U ونى من ذلك إن كنتم صادقين فلما أسلم حمزة عز به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وثبت لهم بعض أمرهم وهابت قريش وعلموا أن حمزة رضى الله عنه سيمنعه . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات . وعن يحيى بن عبدالرحمن بن أبى لبيبة عن أبيه عن جده ان
[ 268 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وإلذى نفسي بيده انه لمكتوب عند الله في السماء السابعة حمزة أسد الله وأسد رسوله . رواه الطبراني ويحيى وأبوه لم أعرفهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عمير بن اسحق قال كان حمزة بن عبدالمطلب يقاتل ين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول انا أسد اللله وأسد رسوله . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله رجال الصحيح . وعن على يعنى ابن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب . رواه الطبراني وفيه على بن الحزور (1) وهو متروك . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبدالمطلب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حكيم بن زيد قال الا دى فيه نظر ، وبقية رجاله وثقوا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى امام جائز فأمره ونهاه فقتله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ضعف . * (باب ما جاء في العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جمع معه من ولده) * عن محمد بن اسحق قال : العباس بن عبدالمطلب يكنى ابا الفضل وأمه نبيلة بنت حباب بن كليب بن مالك بن عبد المناف بن عمرو بن عامر بن زيد بن عبد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن نمر بن قاسط بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات . وعن ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب للعباس أسلم فو الله لان تسلم أحب إلى من ان يسلم الخطاب وما ذاك الا لانه كان حب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم يكن لك سبقك . رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك . وعن ابى رافع انه بشر النبي صلى الله عليه وسلم باسلام العباس فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبرنى في الاوسط واسناده حسن . وعن سعد بن ابى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس هذا العباس بن عبدالمطلب أجود قريش كفا وأوصلها . رواه أحمد والبزار بنحوه وابو يعلى إلا انه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم بقيع الجبل فأقبل العباس فقال فذكر نحوه والطبراني في الاوسط بنحوه إلا انه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يجهز جيشا فنظر إلى العباس فقال ، وفيه محمد بن طلحة التيمى وثقه غير واحد ، وبقية رجال أحمد وابى يعلى رجال الصحيح . وعن سهل بن سعد الساعدي قال (1) في الاصل " الحرور " والتصحيح من الخلاصة .
[ 269 ]
استأذن العباس بن عبدالمطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقال له يا عم أقم مكانك الذى أنت فيه فان الله عزوجل يختم بك الهجرة كما ختم بى النبوة . رواه أبو يعلى والطبراني وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو متروك . وعن عروة بن الزبير قال كان العباس أسلم وأقام على سقايته ولم يهاجر . رواه الطبراني مرسلا وإسناده حسن . وعن الحسن بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظوني في العباس فانه بقية آبائى . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالعباس خيرا فانه بقية آبائى فانما عم الرجل صنو أبيه . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن خراش وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ ، وبقية رجاله وثقوا . وعن عصمة قال دخل العباس بن أبى طالب يوما إلى المسجد فنظر إلى الكراهية في وجوههم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يته فقال يا رسول الله مالى إذا دخلت المسجد أرى الكراهية في وجوه الناس فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد فقال يا معشر الناس لم تؤمنوا ولم تكونوا مؤمنين حتى تحبوا عباسا . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن سهل بن سعد قال أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من غزاة له في يوم حار فوضع له ما يتبرد به فجاء العباس فولاه ظهره وستره بكساء كان عليه فقال من هذا قالوا عمك العباس يا رسول الله فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حتى طلعت علينا من الكساء قال سترك الله يا عم وذريتك من النار . رواه الطبراني وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو ضعيف . وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس أنا خاتم النبيين ثم رفع يديه وقال اللهم اغفر للعباس وأبناء العباس وأبناء أبناء العباس . رواه الطبراني عن شيخه عبدالرحمن بن حاتم المرادى وهو متروك . وعن عبدالله ابن الغسيل قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بالعباس وقال يا عم اتبعنى ببنيك فانطلق بستة من بنيه الفضل وعبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن وقثم ومعبد فأدخلهم النبي صلى الله عليه وسلم بينا وغطاهم بشملة له سوداء مخططة بحمرة وقال اللهم أهل بيتى وعترتي فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة قال فما بقى في البيت مدر ولا باب إلا
[ 270 ]
أمن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن أبى أسيد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبدالمطلب لا تبرح (1) منزلك وبنوك غدا حتى آتيكم فان لى فيكم حاجة فانتظروه حتى بعد ما اضحى فدخل عليهم فقال السلام عليكم قالوا عليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال كيف أصبحتم قالوا نحمد الله قال تقاربوا بزحف بعضكم إلى بعض حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته ثم قال يا رب هذا عمى وصنو أبى وهؤلاء أهل بيتى فاسترهم من النار كسترى إياهم بملاءتى هذه فأمنت اسكفة (2) الباب وحوائط البيت فقالت آمين آمين آمين قلت روى ابن ماجه بعضه في الادب رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن ابن عباس قال كان لابي بكر مجلس من النبي صلى الله عليه وسلم لا يقوم عنه إلا للعباس فكان يسر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل العباس يوما فزال له أبو بكر عن مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك قال يا رسول الله عمك قد أقبل فنطر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل على أبى بكر متبسما فقال هذا العباس قد أقبل وعليه ثياب بيض وسيلبس ولده من بعده السواد ويملك منهم اثنا عشر رجلا فلما جاء العباس قال يا رسول الله قلت لابي بكر فقال ما قلت إلا خيرا قال صدقت بأبى وأمى ولا تقول إلا خيرا قال قلت قد أقبل العباس عمى وعليه ثياب بياض وسيلبس ولده من بعده السواد ويملك منهم اثنا عشر رجلا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عبدالله بن حارثة قال لما ان قدم صفوان بن أمية الجمحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على من نزلت يا أبا وهب قال نزلت على أشد قريش لقريش حبا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن أبى رزين قال قيل للعباس أيما أكبر أنت ام النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا أكبر منى وأنا ولدت قبله وكان العباس أسن من النبي صلى الله عليه وسلم ولد قبل الفيل بثلاث سنين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الهيثم بن عدى قال هلك العباس بن عبدالمطلب وابن مسعود وأبو سفيان بن حرب لتسع سنين مضت من إمارة عثمان وبعض الناس يقول هلك سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان رضى الله عنهما وبلغني أن عبدالمطلب كف بصره وكف بصر العباس (1) في الاصل " نزم " . (2) هي الخشبة التى يوطأ عليها أو العتبة .
[ 271 ]
وكف بصر عبدالله بن عباس وبلغني أن العباس كان له عشرة أولاد ذكور سوى الاناث فمن ولده الفضل بن العباس وعبد الله وقثم وعبد الرحمن ومعبد وأم حبيب وأم ولد العباس هؤلاء أم الفضل الصغرى واسمها لبابة بنت الحرث بن حزن بن قيس غيلان وكانت قديمة الاسلام أسلمت بمكة وفى أم الفضل يقول الشاعر : ما ولدت نجيبة من فحل * بجبل نعلمه أو سهل كستة من بطن أم الفضل * أكرم بها من كهلة وكهل عم النبي المصطفى ذى الفضل * وخاتم الرسل وخير الرسل والحرث بن العباس أمه حجيلة بنت جندب بن ربيعة من ولد تميم بن سعد ابن هذيل بن مدركة وأمه بنت العباس تزوجها العباس بن عتبة بن أبى لهب وصفية هي أخت الحارث لابيه وأمه ويقول بعض الناس لا بل أمها غير أم الحارث وكثير بن العباس وعون بن العباس وروح وتمام بن العباس وكان أصغر ولد أبيه يقال ان تماما أخو كثير لابيه وأمه وفى تمام يقول العباس بن عبدالمطلب : تموا بتمام فصاروا عشرة * يا رب فاجعلهم كراما بررة اجعلهم ذكرى وأنم الثمرة رواه الطبراني والهيثم بن عدى متروك . وعن الهيثم بن عدى قال هلك الفضل ابن العباس قبل أبيه بأربع سنين سنة ثمان وعشرين وقد اختلفوا في موت الفضل ابن العباس فقال بعض الناس استشهد بالشام يوم اجنادين وقيل يوم مرج الصفر وكان اليومان جميعا سنة ثلاث عشرة ويقال استشهد يوم اليرموك سنة خمس عشرة ويقال مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وتوفى وهو ابن إحدى وعشرين سنة . رواه الطبراني والهيثم متروك . (باب مناقب جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه) قال الطبراني : جعفر بن أبى طالب الطيار في الجنة رضى الله عنه يكنى أبا عبد الله وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم . وعن أبى جحيفة قال قدم جعفر بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال ما أدرى أنا بقدوم جعفر أسر أم بفتح خيبر . رواه الطبراني في
[ 272 ]
الثلاثة وفى رجال الكبير أنس بن سلم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الشعبى قال لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر قيل له قد قدم جعفر من عند النجاشي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أدرى أيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أو فتح خيبر فأتاه فقبل ما بين عينيه فقط . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال لما قدم جعفر من الحبشة عاقه النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال لما قدم جعفر بن أبى طالب من أرض الحبشة تلفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خجل إعظاما منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال يا حبيبي أشبه الناس بخلقي وخلقي وخلقت من الطينة التى خلقت منها قلت فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب الحلافة رواه الطبراني في الاوسط وفيه مكى بن عبدالله الرعينى وهذا من مناكيره . وعن عبدالله بن أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر أشبهت خلقي وخلقي . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر خلفك كخلقي وأشبه خلقي خلفك فأنت منى وأنت يا على فمنى وابو ولدي . رواه الطبراني عن شيخه أحمد ابن عبدالرحمن بن عفال وهو ضعيف . وعن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان جعفر مر مع جبريل صلى الله عليه وسلم وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه فسلم ثم أخبرني كيف كان أمره حيث لقى اشركين فلذلك سمي جعفر الطيار في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وبسنده قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه ثم رد السلام ثم قال يا أسماء هذا جعفر بن أبى طالب مع جبريل وميكائيل صلى الله عليهما مروا فسلموا علينا فرددت عليهم السلام وأخبرني أنه لقى اشركين يوم كذا وكذا فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين ين طعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطت ثم أخذته باليسار فقطعت فعوضني الله من يدى جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة أنزل بهما حيث شئت وآكل من ثمارها
[ 273 ]
ما شئت فقالت أسماء هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير ولكني أخاف أن لا يصدقني الناس فاصعد المنبر فأخبر الناس يا رسول الله فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه يطير بهما في الجنة حيث شاء فسلم على فأخبر كيف كان أمرهم حين لقى المشركين فاستبان للناس بعد ذلك أن جعفرا لقيهم فسمى جعفر الطيار في الجنة ذا جناحين يطير بهما حيث شاء مخضوبة (1) قوادمه بالدماء رواه الطبراني باسنادين وأحدهما حسن . وعن ابن عباس قال لما جاء نعى جعفر بن أبى طالب دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أسماء بنت عميس فوضع عبدالله ومحمد ابني جعفر على فخذه ثم قال إن جبريل أخبرني أن الله استشهد جعفرا وان له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة ثم قال اللهم اخلف جعفرا في ولده . رواه الطبراني وفيه عمر بن هرون وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا لك يا عبدالله بن جعفر ابوك يطير مع الملائكة في السماء . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن سالم بن أبى الجعد قال أريهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فرأى جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجين بالدماء . وزيد مقابله على السرير . رواه الطبراني مرسلا باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . قلت ويأتى حديث في فضل زيد بن حارثة وفيه فضل جعفر وعلى . وعن الشعبى أن جعفرا قتل يوم مؤته بالبلفاء . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصلى وجعفر فرعي أو جعفر أصلى وعلى فرعى . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (باب ما جاء في عقيل بن أبي طالب رضى الله عنه) عن أبى اسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجعفر بن أبى طالب يا أبا يزيد انى أحبك حبين حبا لقرابتك وحبا لما كنت أعلم من حب عمى إياك . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات . قال الطبراني وقد حضر فتح خيبر وقسم له النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر . (1) في الاصل " معصوصة " . (32 تاسع مجمع الزوائد)
[ 274 ]
(باب ما جاء في أبي سفيان بن الحرث بن عبدالمطلب رضى الله عنه) قال الطبراني : المغيرة أبو سفيان بن الحرث بن عبدالمطلب بن هاشم أسلم يوم الفتح لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين توفى سنة عشرين . وعن أبى حبة البدرى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين لا ينظر في ناحية الا رأى أبا سفيان بن الحرث يقاتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان خير أهلى أو من خير أهلى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط واسناده حسن . * (باب فضل زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه) * عن محمد بن اسحاق قال : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبدالعزى ابن امرئ القيس بن عامر بن عبدود بن عوف بن اكنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن كليب بن وبرة بن الحرث بن قضاعة ويقال ان أم زيد سعاد بنت زيد بن طئ . قال بن هشام وكان حكيم بن حزام قدم من الشام بزيد بن حارثة وصفيا فاستوهبته منه عمته خديجة وهى يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئت فأقم معى وان شئت فانطلق مع أبيك قال لا بل أقيم عندك فلم يزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم وصلى معه فلما أنزل الله عزوجل (ادعوهم لآبائهم) قال أنا زيد بن حارثة . رواه الطبراني واسناده حسن . وبسنده عن ابن عباس قال أسلم زيد بن حارثة بعد على فكان أول من أسلم بعده . وعن ابن شهاب قال أول من أسلم زيد بن حارثة . رواه الطبراني مرسلا واسناده حسن . وعن أسامة بن زيد قال اجتمع جعفر وعلى وزيد بن حارثة ففال جعفر أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال على أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال زيد أنا أحبكم الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله قال أسامة فجاءوا يستأذنونه فقال اخرج فانظر من هؤلاء فقلت هذا جعفر وعلى وزيد ما أقول أبى قال ائذن لهم (1) راجع شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد .
[ 275 ]
فدخلوا فقالوا يا رسول الله من أحب اليك قال فاطمة قالوا نسئلك عن الرجال قال أما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك خلقي وأنت منى وشجرتي وأما أنت يا على فختنى وأبو ولدي وأنا منك وأنت منى وأما أنت يا زيد فمولاي ومنى وأحب القوم إلى رواه الترمذي باختصار رواه أحمد واسناده حسن . وعن عائشة قالت لما اصيب زيد بن حارثة جئ بأسامة بن زيد فأوقف بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج ثم عاد من الغد فوقف بين يديه فقال ألاقى منك اليوم ما لقيت منك امس . رواه البزار عن شيخه عمر بن اسماعيل بن مجالد وهو كذاب . وعن زيد ابن حارثة انه قال يا رسول الله آخيت بينى وبين حمزة بن عبدالمطلب . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غبر عبدالرحمن بن صالح الازدي وهو ثقة . * (باب مناقب عبدالله بن عباس رضى الله عنهما) * عن ابن عباس قال لما كان النبي صلى الله عليه وسلم بالشعب اتى ابى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ما ارى ام الفضل الا قد استلمت على جميل قال لعل الله ان يقر أعيننا بغلام فأتى بى النبي صلى الله عليه وسلم وانا في خرقى فحنكي قال مجاهد لا نعلم أحدا حنك بربق النبوة غيره . رواه الطبراني متصلا ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ورواه مختصرا باسناد منقطع . وعن ابن عباس قال حدثتني ام الفضل بنت الحرث قالت بينا انا مارة والنبى صلى الله عليه وسلم في الحجر فقال يا ام الفضل قلت لبيك يا رسول الله قال انك حامل بغلام قلت كيف وقد تحالفت قريش لا يولدون النساء قال هو ما اقول لك فإذا وضعتيه فائتيني به فلما وضعته اتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبدالله وألباه (1) بريقه قال اذهبي به فلتجدنه كسيا قال فأتيت العباس فأخرته فتبسم ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا جميلا مديد القامة فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه وأقعده عن يمينه ثم قال هذا عمى فمن شاء فليباه بعمه فقال العباس بعض القول يا رسول الله قال ولم لا اقول وانت عمى وبقية آبائى والعم (1) أي صب ريقه في فيه .
[ 276 ]
والد . رواه الطبراني واسناده حسن . (باب جامع فبما جاء في علمه وما سئل عنه وغير ذلك) عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي شك سعيد ثم قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل قلت هو في الصحيح غير قوله وعلمه التأويل رواه احمد والطبراني بأسانيد ، وله عند البزار والطبراني اللهم علمه تأويل القرآن ، ولاحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم ترجمان القرآن أنت ودعا لى جبريل عليه السلام مرتين . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن خراش وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره فوجد عبدالله بردها في صدره ثم قال اللهم احش جوفه علما وحلما فلم يستوحش في نفسه إلى مسألة أحد من الناس ولم يزل حبر هذه الامة حتى قبضه الله . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس قال كنت مع أبى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالعرض عن أبى فخرجنا من عنده فقال أبى أي بنى ألم تر إلى ابن عمك كالعرض عنى فقلت يا أبت انه كان عنده رجل يناجيه قال فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ففال أبى يا رسول الله قلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل بناجيك فهل كان عندك أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل رأيته يا عبدالله قلت نعم قال فان ذلك جبريل عليه السلام هو الذى شغلنى عنك . رواه احمد والطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثياب بيض وهو يناجى دحية بن خليفة الكلبى وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل يا محمد من هذا قال هذا ابن عمى هذا ابن عباس قال ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده لو سلم علينا رددنا عليه فلما رجعت قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم قلت بأبى وأمى رايتك تناجى دحية بن خليفة فكرهت ان تنقطع عليكما مناجاتكما قال وقد رأيته قلت نعم قال أما إنه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك قال عكرمة فلما قبض ابن عباس ووضع على سربره جاء
[ 277 ]
طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا شر فقال عكرمة ما تصنعون هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التى قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس قال بعث العباس بعبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فوجد معه رجلا فرجع ولم يكلمه فقال رأيته قال نعم قال ذاك جبريل أما إنه لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما . رواه الطبراني بأسانيد ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل هلم فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فانهم كثير فقال العجب والله لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفى الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركبت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان كنت لآنى الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهى حتى يخرج إلى فإذا رأني قال يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك قلت حديث بلعني انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت ان أسمعه منك فيقول هلا أرسلت إلى فأتيك فأقول أنا كنت أحق ان آتيك وان ذلك الرجل يراني فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إلى فيقول أنت أعلم منى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالملك بن ميسرة قال جالست سبعين أو ثمانين شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد منهم خالف ابن عباس فيلتقيان إلا قال القول كما قلت أو قال صدقت . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى بكر الهذلى قال دخلت على الحسن فقلت ان ابن عباس من القرآن بمنزلة قال كان ابن عمر يقول ذاكم فتى الكهول ان له لسانا سؤولا وقلبا عقولا كان يقوم على منبرنا هذا أحسبه قال عشية عرفة فيقرأ (سورة البقرة) و (آل عمران) يفسرهما آية آية وكان يتجه نجدا غربا . رواه الطبراني وابو بكر الهذلي ضعيف . وعن ابن عباس ان هرقل كتب إلى معاوية وقال ان كان بقى فيهم من النبوة فيجيبوني عما أسألهم عنه
[ 278 ]
وكتب إليه يسئله عن المجرة وعن القوس وعن البقعة التى لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة قال فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال إن هذا شئ ما كنت أراه أسأل عنه إلى يومى هذا فطوى معاوية الكتاب كتاب هرقل فبعث به إلى ابن عباس فكتب إليه إن القوس أمان لاهل الارض من الغرق والمجرة باب السماء الذى تنشق منه وأما البقعة التى لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذى أفرج عن بنى إسرائيل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال خرج نافع بن الازرق ونجدة بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة فإذا هم بعبد الله بن عباس قاعد قريبا من زمزم وعليه رداء له أحمر وقميص فإذا ناس قيلم يسألونه عن التفسير يقولون يا أبا عباس ما تقول في كذا وكذا فيقول هو كذا وكذا فقال له نافع ما أجرأك يا ابن عباس على ما تخبر به منذ اليوم فقال له ابن عباس ثكلتك أمك وعدمتك ألا أخبرك من هو أجرأ منى قال من هو يا ابن عباس قال رجل تكلم بما ليس له به علم أو رجل كتم علما عنده قال صدقت يا ابن عباس أتيتك لاسئلك قال هات يا ابن الازرق فسل قال أخبرني عن قول الله عزوجل (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس) ما الشواظ قال اللهب الذى لا دخان فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت : ألا من مبلع حسان عنى * مغلغلة تدب إلى عكاظ أليس أبوك قينا كان فينا * إلى القينات فسلا في الحفاظ يمانيا يظل يشب كيرا * وينفخ دائبا لهب الشواظ قال صدقت فأخبرني عن قوله (ونحاس فلا تنتصران) قال الدخان الذى لا لهب فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت نابغة بنى ذبيان يقول : يضئ كضوء سراج السليط * لم يجعل فيه نحاسا يعنى دخانا قال صدقت فأخبرني عن قول الله (أمشاج نبتليه) قال ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كان مشجى قال وهل كانت العرب تعرف ذلك
[ 279 ]
قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبى ذؤيب الهذلى وهو يقول : كأن النصل والفوقين فيه * خلال (1) الريش سيط به مشيج قال صدقت فأخبرني عن قول الله تعالى (والتفت الساق بالساق) ما الساق بالساق قال الحرب قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبى ذؤيب : أخو الحرب ان عضت به الحرب عضها * وان شمرت عن ساقها الحرب شمرا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (بنين وحفدة) ما البنين والحفدة قال أما بنوك فانهم يتعاطونك وأما حفدتك فانهم خدمك قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت : حفد الولائد حولهن وألقيت * بأكفهن أزمة الاحمال قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إنما أنت من المسحرين) قال من المخلوقين قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن ابى الصلت الثقفى وهو يقول : فان تسألينا مم نحن فانا * عصافير من هذا الانام المسحر قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (فنبذناهم في اليم وهو مليم) ما المليم قال المذنب قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم اما سمعت قول أمية بن ابى الصلت وهو يقول : بعيد من الآفات لست لها بأهل * ولكن المسئ هو المليم قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (قل أعوذ برب الفلق) ما الفلق قال هو الصبح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة وهو يقول : الفارج الهم مبذول عساكره * كما يفرج ضوء الظلمة الفلق قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا (1) في الديواان المطبوع " منه خلاف " مكان " فيه خلال " .
[ 280 ]
تفرحوا بما آتاكم) ما الاساة قال لا تجزنوا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم اما سمعت قول لبيد بن ربيعة : قليل الاسى فيما أتى الدهر دونه * كريم الثا حلو الشمائل معجب قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إنه ظن ان لن يحور) ما يحور قال يرجع قال هل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة : وما المرء إلا كالشهاب وضوئه * يحور رمادا بعد إذ هو ساطع قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (يطوفون بينها وبين حميم آن) ما الآن قال الدي قد انتهى حره قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول نابغة بنى ذبيان : فان يقبض عليك أبو قبيس * تحط بك المنية في هوان وتخضب لحية غدرت وخانت * بأحمر من نحبيع الجوف آن قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (فأصبحت كالصريم) ما الصريم قال الليل المظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول نابغة بني ذبيان : لا تزجروا مكفهرا لا كفاء له * كالليل يخلط أصراما بأصرام قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إلى غسق الليل) ما غسق الليل قال إذا أظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم اما سمعت قول النابغة يقول : كأنما جد ما قالوا وما وعدوا * آن تضمنه من دامس غسق قال أبو خليفة الآن السراب قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وكان الله على كل شئ مقيتا) ما المقيت قال قادر قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت النابغة يقول : وذى ضغن كففت الضغن عنه * وإنى في مساءته مقيت قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (والليل إذا عسعس) قال إقبال
[ 281 ]
سواده قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس : عسعس حتى لو يشأ أدنا * كان له من ضوئه مقبس (1) قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وانا به زعيم) قال الزعيم الكفيل قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس : وأني زعيم إن رجعت مملكا * بسير يرى منه الغرانق أزورا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وفومها) ما الفوم قال الحنطة قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينز الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول ابى ذؤيب الهذلى : قد كنت أحسبنى كأغنى وافد * قدم المدينة عن زراعة فوم قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (والازلام) ما الازلام قال القداح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول الحطيئة : لا يزجر الطير إن مرت به سنحا * ولا يقام له قدح بأزلام قال صدقت فأخبرني عن قوله تعالى (وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشئمة) قال أصحاب الشمال قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت زهير بن أبى سلمى حيث يقول : زل الشيب بالشمال قربا * والمرورات دانيا وحقيرا قال صدقت فاخبرني عن قول الله عزوجل (وإذا البحار سجرت) قال اختلط ماؤها بماء الارض قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبي سلمى : لقد عرفت ربيعة في جذام * وكعب حالها وابنا ضرار لقد نازعتم حسبا قديما * وقد سجرت بحارهم بحارى قال صدقت فاخبرني عن قول الله عزوجل (والسماء ذات الحبك) ما الحبك قال (1) في الاصل محرف ولم أجده في الديوان فصححناه من لسان العرب ولم ينسبه لاحد . (33 تاسع مجمع الزوائد)
[ 282 ]
الطرائق قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبى سلمى : مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح الشمال لضاح ما به حبك قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ) قال ما ارتفعت عظمة ربنا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد للنعمان بن المنذر : إلى ملك يضرب الدارعين * لم ينقص الست منه قبالا اترفع جدك انى امرؤ * سقتني الاعادي سجالا سجالا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (حتى تكون حرضا) قال الحرض الباكي قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد : أمن ذكر ليلى إن نأت عريت بها * أعد حريضا للكرام محرم قال صدقت فاخبرني عن قول الله عزوجل (وأنتم سامدون) قال لاهون قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهى تبكى عادا : نعيت عاد لصما * وأنا سعد مريدا قيل قم فانظر إليهم * ثم دع (1) عنك السمودا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إذا اتسق) ما اتساقه قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبى صرمة الانصاري : ان لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو تجدن سائقا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل الاحد الصمد أما الاحد فقد عرفاه فما الصمد قال الذى يصمد إليه في الامور كلها قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت بقول الاسدية : ألا بكر الناعي بخبر بنى أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد (1) في الاصل " ودعى " والتصويب من لسان العرب .
[ 283 ]
قال صدقت فأخبرني عن قول تعالى (يلق أثاما) ما الانام قال الجزاء قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول بشر بن أبى خازم الاسدي : وإن مقامنا يدعو عليهم * بأبطح ذى المجاز له أثام قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وهو كظيم) قال الساكت قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن خزيمة العبسى : فان تك كاظما بمصاب شاس * فانى اليوم منطلق اللسان قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (أو تسع لهم ركزا) ما ركزا قال صوتا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول خراش بن زهير : فان سمعتم بخيل هابط شرفا * أو بطن قوفأ خفوا الركزوا كتتموا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إذ تحسونهم باذنه) قال إذ تقتلونهم باذنه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل ان ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول عتبة الليثى : نحسهم بالبيض حتى كأنما * نفلق منهم بالجماجم حنظلا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) هل كان الطلاق يعرف في الجاهلية قال نعم طلاقا بائنا ثلاثا أما سمعت قول أعشى ابن قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانة غيره فقالوا إنك قد أضررت بصاحبتنا وانا نقسم بالله ان لا نضع العصا عنك أو تطلقها فلما رأى الجد منهم وانهم فاعلون به شرا قال : أجارتنا بينى فانك طالقة * كذاك أمور الناس غاد وطارقه فقالوا والله لتبين لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال : فبيني حصان الفرج غير دميمة * وموموقة منا كما أنت وامقة فقالوا والله لتبين لها الطلاق أو لا نضع العصا عنك فقال : فبيني فان البين من العصا * وان لا تزال فوق رأسك بارقة
[ 284 ]
فأبانها بثلاث تطليقات . رواه الطبراني وفيه جويبر وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدى فجرنى حتى جعلني حذاءه فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست (1) فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال ما شأنك أجعلك حذائي فتخنس فقلت يا رسول الله وينبغي لاحد أن يصلى بحذائك وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أعطاك الله قال فأعجبه فدعالى أن يزيدنى الله علما وفقها قلت فذكر الحديث . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن أبى مليكة قال شهدت ابن الزبير وابن عباس فقال ابن الزبير لابن عباس أتذكر حين استقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء من سفر قال نعم فحملني أنا وغلاما من بنى هاشم وتركك قلت هو في الصحيح من رواية ابن الزبير وعبد الله بن جعفر وهذا من حديث ابن عباس رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن بريدة الاسلمي قال شتم رجل ابن عباس فقال ابن عباس إنك لتشتمني وإن في ثلاث خصال إنى لآتى على الآية في كتاب الله فلوددت ان جميع الناس يعلمون ما أعلم وإنى لاسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلى لا أقاضي إليه أبدا وإنى لاسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح ومالى به سائمة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن حسان بن ثابت قال بدت لنا معشر الانصار حاجة الي الوالى وكان الذى طلبنا إليه أمرا صعبا فمشينا إليه برجال من قريش وغيرهم فكلموه وذكروا له وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا فذكر لهم صعوبة الامر فعذره القوم وألح عليه ابن عباس فو الله ما وجد بدا من قضاء حاجته فخرجنا حتى دخلنا المسجد وإذا القوم أندية قال حسان فضحكت وأنا أسمعهم انه والله كان أولاكم بها إنها والله صبابة النبوة ووراثة أحمد صلى الله عليه وسلم ويهديه اعرافه وانتزاع شبه طباعه فقال القوم أجمل يا حسان فقال ابن عباس صدقوا فانشأ يمدح ابن عباس رضى الله عنه فقال : إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه * رأيت له في كل مجمعة فضلا إذا قال لم يترك مقالا لفائل * بملتقطات لا ترى بينها فضلا كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع * لذى اربة في القول جدا ولا هزلا (1) أي تراجعت إلى الوراء .
[ 285 ]
سموت إلى العليا بغير مشقة * فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا خلقت حليفا للمروءة والندى * بليغا ولم تخلق كهاما ولا حلا فقال الوالى والله ما أراد بالكهام غيرى والله بينى وبينه . رواه الطبراني . وعن يحيى بن بكير قال توفى عبدالله بن عباس سنة ثمان وسنة ثنتان وسبعون سنة وكان يصفر لحيته قال ولدت قبل الهجرة بثلاث سنين ونحن في الشعب وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم وانا ابن ثلاث عشرة . رواه الطبراني واسناده منقطع . وعن جيب بن أبى ثابت قال رأيت ابن عباس وله جمة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد ابن اسحق قال رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر عليه إزار فيه بعض الاسبال وعليه رداء أصفر . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن ابن عباس قال توفى النبي صلى الله عليه وسلم وانا ابن خمس عشرة سنة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن سعيد بن جبير قال مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته فجاء طائر لم ير على خلقه حتى دخل في نعشه ثم لم ير خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لم يدر من تلاها (يا أيها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وروى عن عبدالله بن يامين عن أبيه نحوه الا انه قال جاء طائر أبيض بقال له لغرنوق . * (باب منه فيه وفي اخواته رضى الله عنهم) * عن عبدالله بن الحرث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيد الله وكثير بنى العباس ويقول من سبق إلى فله كذا وكذا فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيلتزمهم ويقبلهم . رواه أحمد واسناده حسن . * (باب في عبدالله بن جعفر رضى الله عنه وغيره) * عن عبدالله بن الزبير وعبد الله بن جعفر انهما بايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين فلما رآهما رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وبسط يده فبايعهما . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه اسماعيل بن عياش وفيه خلاف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن جعفر قال لقد رأيتنى وقثم وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان
[ 286 ]
نلعب إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارفعوا هذا إلى فحملني أمامه وقال لقثم ارفعوا هذا إلى فحمله وراءه وكان عبيد الله أحب إلى عباس فما استحيا من عمه ان حمل قثم وتركه قال ثم مسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال اللهم اخلف جعفرا في ولده قال قلت لعبد الله ما فعل قثم قال استشهد قلت الله ورسوله أعلم بالخير قال أجل . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن عمرو بن حربت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعبد الله ابن جعفر وهو يبيع بيع الغلمان أو الصبيان قال اللهم بارك له في بيعه أو قال في صفقته . رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال وفيها مات عبدالله بن جعفر بن أبى طالب بالمدينة ويكنى أبا جعفر يعنى سنة ثمانين . (باب في أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه) عن ابن عمر قال لما استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد قال الناس فيه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أو شئ من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغني ما قلتم في أسامة ولقد قلتم ذلك في أبيه قبله وإنه لخليق بالامارة وإنه لخليق بالامارة وإنه لخليق بالامارة (1) وإنه لاحب الناس إلى كلهم ، وكان ابن عمر يقول حاشا فاطمة قلت هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت لا ينبغى لاحد ان يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى بكر بن شعيب بن الحبحاب قال سمعت أشياخنا يقولون كان نقش خاتم أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الزهري قال كان أسامة بن زيد يدعى بالامير حتى مات يقولون بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم ينزعه حتى مات . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في عبدالله بن مسعود رضي الله عنه) * عن محمد بن إسحق قال : عبدالله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم ابن صاهلة بن الحرث بن تميم بن الهذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار (1) في الاصل " وإنه لحليف للامارة " في المواضع الثلاثة .
[ 287 ]
ابن معد بن عدنان حليف بنى زهرة بن عدنان وقد شهد بدرا ، وفى رواية ابن مخزوم بن كاهل بن حارث بن سعد بن هذيل حلفاء بنى زهرة . رواه الطبراني باسنادين ورجال الاول ثقات . وعن احمد بن رشدين المصرى قال أملى على موسى بن عون : عبدالله بن عتبة بن مسعود بن كاهل بن حبيب بن ثابت بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مصر بن نزار . رواه الطبراني وموسى بن عون لم أعرفه . وعن عبد الله بن مسعود قال لقد رأيتني وإنى لسادس ستة مما على الارض مسلم غيرنا . رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح . وعن قيس بن مروان قال جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة فقال يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملى المصاحف عن ظهر قلب قال فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملا ما بين شعبتى الرحل فقال ويحك من هو فقال عبدالله بن مسعود فما زال عمر يطفئ ويسرى عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التى كان عليها فقال ويحك والله ما أعلمه بقى أحد من الناس هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبى بكر الليلة كذلك لامر من أمر المسلمين وانه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى ونحن نمشي معه فإذا رجل قدم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قرآنه فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد قال ثم جلس الرجل يدعو فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سل تعطه قال عمر فقلت والله لاعودن إليه فلابشرنه قال فغدوت إليه لابشره فوجدت أبا بكر قد سبقني فبشره فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه ، وفى رواية فأتى عمر عبدالله ليبشره فوجد أبا بكر خارجا فقال ان فعلت انك لسباق بالخير . رواه أبو يعلى باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير قيس بن مروان وهو ثقة . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره ان يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد . رواه احمد والبزار والطبراني وفيه عاصم بن أبى النجود وهو على ضعفه حسن
[ 288 ]
الحديث ، وبقية رجال احمد رجال الصحيح ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فرات بن محبوب وهو ثقة . وعن عبدالله عن أبى بكر وعمر أنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سل تعطه . رواه البزار وإسناده حسن . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب ان يقرأ القرآن غضا كما أنزل ليقرأه على قراءة ابن أم عبد . رواه احمد وابو يعلى والبزار إلا أنهما قالا غضا بدل عريضا ، وفيه جرير بن عبدالله البجلي وهو متروك . وعن عبدالله بن عتبة قال بينما ابن مسعود في المسجد وهو يدعو مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فلما حاذاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع دعاءه ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال من هذا سل تعطه فرجع أبو بكر إلى عبدالله بن مسعود فقال الدعاء الذى كنت تدعو به فقال حمدت الله ومجدته ثم قلت اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق وكتابك حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والجنة حق والنار حق ورسلك حق . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وسعيد بن الربيع السمان وهما ثقتان . وعن مجاهد عن ابن عباس قال أي القراءتين كانت آخر قراءة عبدالله أو قراءة زيد قال قلنا قراءة زيد قال ألا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام كل عام مرة فلما كان العام الذى قبض فيه عرضه عليه مرتين وكان آخر القراءة قراءة عبدالله قلت في الصحيح بعضه رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس على بن أبى طالب رضى الله عنه قلت هو في الصحيح غير قوله وختمت القرآن إلى آخره رواه الطبراني وفيه يحيى بن سالم وهو ضعيف . وعن على قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد شجرة فأمره ان يأتيه منها بشئ فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله حين صعد فضحكوا من حموشة (1) ساقيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تضحكون لرجل عبدالله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني (1) أي دقة . وفى الاصل " خموشة " بالخاء المعجمة وهو تحريف .
[ 289 ]
ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهى ثقة . وعن ابن مسعود انه كان يجتنى سواكا من أراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تضحكون قالوا يا رسول الله من دقة ساقيه فقال والذى نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد . رواه أحمد وابو يعلى والبزار والطبراني من طرق ، وفي بعضها لساقا ابن مسعود يوم القيامة أشد وأعظم من أحد ، وفى بعضها بينا هو يمشى وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ همزه أصحابه ، وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبى النجود وهو حسن الحديث على ضعفه ، وبقية رجال أحمد وابى يعلى رجال الصحيح . وعن قرة بن إياس ان عبدالله بن مسعود رقي شجرة يجتنى منها سواكا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما أثقل في الميزان من أحد . رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . وعن أبى الطفيل قال ذهب ابن مسعود وناس معه إلى كبات فصعد ابن مسعود شجرة ليجتني منها فنظروا إلى ساقيه فضحكوا من حموشتهما ففال النبي صلى الله عليه وسلم من أي شئ تضحكون قالوا من حموشة ساقي ابن مسعود ففال النبي صلى الله عليه وسلم والله انهما لاثقل في الميزان من أحد ثم ذهب كل انسان فاجتنى فحلا يأكله وجاء ابن مسعود بجنائه قد جعله في حجره فوضعه بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هذا جناى وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه فأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله (1) العرزمى وهو متروك . وعن ابن مسعود قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته فلقيته بماء فقال من أمرك بهذا ففلت ما أمرنى به أحد ففال قد أحسنت أبشر بالجنة ثم جاء على فبشره بالجنة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبد الغفار بن الفاسم وكان يضع الحديث . وعن ابن مسعود قال ما كذبت منذ أسلمت الا كذبة واحدة كنت أرحل للنبى صلى الله عليه وسلم فاتى رجل من الطائف فسألني أي الرحلة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت الطائفية المنكبة وكان يكرهها فلما أتى بها قال من رحل هذه قالوا رحالك قال مروا ابن أم عبد ان يرحل فاعيدت إلى الرحلة . رواه الطبراني وابو يعلى واسناده ضعيف . (1) في الاصل " عبدالله " وهو خطأ . (34 - تاسع مجمع الزوائد)
[ 290 ]
وعن ابى الدرداء قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة خفيفة فلما فرغ من خطبته قال يا أبا بكر قم فاخطب فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من خطبته قال يا عمر قم فاططب فقام فقصر دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ودون أبى بكر فلما فرغ من خطبته قال يا فلان قم فاخطب فشقق القول (1) فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكت أو اجلس فان التشقيق من الشيطان وإن البيان من السحر وقال يا ابن أم عبد قم فاخطب فقام ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن الله عزوجل ربنا وان الاسلام ديننا وان القرآن امامنا وان البيت قبلتنا وان هذا نبينا وأومأ بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم رضينا ما رضى الله تعالى لنا ورسوله وكرهنا ما كره الله تعالى لنا ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصاب ابن أم عبد أصاب ابن أم عبد وصدق رضيت بما رضى الله تعالى لى ولامتى وابن أم عبد . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا ان عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من أبى الدرداء والله أعلم وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضيت لامتي ما رضى لها ابن أم عبد وكرهت لامتي ما كره لها ابن أم عبد . رواه البزار والطبراني في الاوسط باختصار الكراهة ورواه في الكبير منقطع الاسناد وفى اسناد البزار محمد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف ، وبقية رجاله وثقوا . وعن ابن عباس قال ما بقى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبدالله بن مسعود . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن الحسن قال قال رجل لعمرو بن العاص أرأيت رجلا مات رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يحبه أليس رجلا صالحا قال قلت بلى قال قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبك وقد استعملك قال قد استعملني فو الله ما أدرى حبا كان لى منه أو استعانة بى ولكن سأحدنك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض عبدالله بن مسعود وعمار بن ياسر . رواه احمد والطبراني إلا أنه قال مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما راض ، ورجال احمد رجال الصحيح . قلت وله طرق في ترجمة عمرو بن العاص . وعن زيد بن وهب قال (1) أي تطلب فيه ليخرجه أحسن مخرج .
[ 291 ]
إنا لجلوس مع عمر (1) إذ جاء عبدالله يكاد الجلوس يوازونه من قصره فضحك عمر حين رآه فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم عليه ثم ولي فاتبعه عمر بصره حتى توارى فقال كنيف (2) ملئ فقها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن حارثة بن مضرب قال كتب عمر إلى أهل الكوفة قد بعثت عمارا أميرا وعبد الله بن مسعود وزبرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة . وعن قيس بن أبى حازم قال رأيت ابن مسعود نظيفا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن يحيى بن بكير قال توفى عبدالله بن مسعود رضى الله عنه ويكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن بضع وستين سنة في سنة اثنتين وثلاثين بالمدينة وأوصى إلى الزبير بن العوام ودفن بالبقيع . رواه الطبراني . (باب في أخيه عتبة رضي الله عنه) عن الزهري قال ما كان عبدالله بن مسعود بأقدم هجرة من أخيه عتبة ولكنه مات قبله . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن القاسم ابن عبدالرحمن قال توفى عتبة بن مسعود في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن الليث بن سعد قال توفى عتبة بن مسعود سنة أربع وأربعين . رواه الطبراني واسناده منقطع . * (باب فضل عمار بن ياسر وأهل بيته رضي الله عنهم) * عن محمد بن إسحق قال كان عمار بن ياسر وأخوه وأمه أهل بيت إسلام كلهم قال ابن هشام : عمار بن ياسر بن عبس بن زيد بن مذحج شهد بدرا والمشاهد كلها ويقال ان اسم أمه سمية بنت سلم بن لخم ، يكنى أبا اليقظان قتل مع على رضى الله عنهما يوم صفين سنة سبع وثلاثين . رواه الطبراني ورجاله إلى قائليه ثقات . وعن عطاء بن أبى رباح قال هاجر أبو سلمة وأم سلمة وخرج معهم عمار بن ياسر وكان حليفا لهم . رواه (1) " عمر " غير موجودة في الاصل . (2) أي وعاء .
[ 292 ]
الطبراني وفيه عمر بن قيس المكي وهو متروك . وعن سعيد بن أبى مريم قال قلت لعطاف بن خالد أرأيت عمار بن ياسر كان حليفا لكم قال بل مولانا . رواه الطبراني واسناده منقطع وعطاف مختلف فيه . وعن أبى كعب الحارثى انه دخل على عثمان رضى الله عنه فجاء رجل آدم (1) أصلع في مقدم رأسه شعرات فقلت من هذا قالوا عمار بن ياسر . رواه الطبراني وفيه زياد بن جبل قال الذهبي مجهول . وعن كليب بن منفعة عن أبيه قال رأيت عمارا بالكناسة أسود جعدا وهو يقرأ هذه الآية (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون) . رواه الطبراني وفيه يحيى الحمانى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن سلمة قال رأيت عمار ابن ياسر يوم صفين آدم طوالا بيده الحربة . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن مطرف قال دخلت على عمار بن ياسر وعنده خياط يقطع بردا على قطيفة ثعالب . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن طارق بن شهاب قال قال رجل لعمار بن ياسر يا أجدع (2) وكانت أذنه جدعت (2) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خير أذنى سببت . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف ، وقال ابن دقيق العيد وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن سلمة قال لقى على رجلين قد خرجا من الحمام متدهنين فقال من أتما قالا من المهاجرين فقال كذبتما أنتما من المهاجرين انما المهاجر عمار بن ياسر . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن جعفر قال ما رأيت مثل عمار ين ياسر ومحمد بن أبى بكر كانا لا يحبان ان يعصيا الله طرفة عين ولا يخالفا الحق قيد (3) شعرة . رواه الطبراني وفيه أحمد بن الحجاج بن الصلت وهو ضعيف . وعن سالم بن أبى الجعد قال دعا عثمان ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبهم عمار بن ياسر فقال انى سائلكم وانى أحب أن تصدقوني نشدتكم بلته أتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بنى هاشم على سائر قريش فسكت القوم فقال لو ان مفاتيح الجنة أعطيتها بنى أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم فبعث إلى طلحة والزبير (1) أي شديد السمرة . (2) في الاصل بالخاء في المكانين وهو خطأ ظاهر . والجدع : القطع . (3) أي قدر شعرة ، وهى بكسر القاف .
[ 293 ]
فقال عثمان ألا أحدثكما عنه يعنى عمارا أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي نتمشى بالبطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون فقال أبو عمار يا رسول الله الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر ثم قال اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عثمان بن عفان قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابي عمار وأم عمار وعمار اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار بن ياسر وبأهله يعذبون في الله عزوجل فقال ابشروا آل ياسر موعدكم الجنة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير ابراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة . وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متكئا في حجر عمار فدخل رجل فقال ماذا يقول المشركون آنفا لهذا يعنى عمارا قال فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم يده من وراء ظهره ورأسه في حجره حتى أحاط بظهره وقال إنهم ليخرزون أديما طيبا . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وقد وثق وضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الحسن قال كان عمار يقول قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن والانس أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة الانس فصار عنى فصرعته فجعلت أدقه بفهر (1) معى أو حجر معى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمار لقى الشيطان عند البئر فقاتله فما عدا أن رجعت فأخبرته فقال ذاك الشيطان . رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحق المحرمى ولم أعرفه والحكم بن عطية مختلف فيه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن خالد بن الوليد قال كان بينى وبين عمار كلام فأغلظت له في القول فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظة والنبى صلى الله عليه وسلم ساكت فبكى عمار وقال يا رسول الله ألا تراه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارا فقال من عادى عمارا فقد عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله قال خالد (2) فخرجت فما كان شئ أحب إلى من رضا عمار فلقيته فرضى . رواه احمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن خالد بن الوليد قال ما عملت عملا أخوف عندي على ان يدخلنى النار من شأن (1) الفهر : الحجر . (2) في الاصل " عمار " .
[ 294 ]
عمار فقلنا يا أبا سليمان وما هو قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه إلى حى من أحياء العرب فأصبتهم وفيهم أهل بيت مسلمين فكلمنى عمار في أناس من أصحابه فقال ارسلهم فقلت لا حتى آتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فان شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذن عمار فدخل فقال يا رسول الله ألم تر إلى خالد فعل وفعل فقال خالد أما والله لو لا مجلسك ما سبنى ابن سمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج يا عمار فخرج وهو يبكى فقال ما نصرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أحببت الرجل فقال يا رسول الله ما منعنى منه إلا محقرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحقر عمارا يحقره الله ومن يسب عمارا يسبه الله ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله فخرجت فانبعته حتى استغفر لى ، وفى رواية ومن يعاد عمارا يعاده الله . رواه الطبراني مطولا ومختصرا باسانيد منها ما وافق احمد ورجاله ثقات ، ومنها ما هو مرسل وفى الاوسط منه من سب عمارا سبه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله فقط ، وفى إسناده غير واحد مختلف فيه . وعن الحسن قال قال عمرو بن العاصى ما كنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار قيل قد كان يستعملك فقال الله أعلم ولكنه كان يحب رجلا قالوا من هو قال عمار بن ياسر . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وزاد فيه قال ذاك قتيلكم يوم صفين قال قد والله قتلناه . وقد تقدم في فضل عبدالله بن مسعود نحوه بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لعمار وابن مسعود ، ورجال احمد رجال الصحيح . وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول كم من ذى طمر بن (1) لا ثوب له لو أقسم على الله لابره منهم عمار بن ياسر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك . وعن سعيد بن عبد العزيز أن عمار بن ياسر أقسم يوم أحد فهزم المشركون وأقسم يوم الجمل فغلبوا أهل البصرة وقيل له يوم صفين لو أقسمت فقال لو ضربونا بأسيافهم حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا انا على الحق وهم على الباطل فلم يقسم فقتل يومئذ فقال يوم أحد أقسمت يا جبريل ويا ميكائيل : (1) الطمر : الثوب البالي .
[ 295 ]
لا يغلبنا معشر ضلال * إنا على الحق وهم جهال حتى خرق صف المشركين . رواه الطبراني منقطع الاسناد ورجاله رجال الصحيح . وعن على قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دم عمار ولحمه حرام على النار أن تطعمه . رواه البزار ورجاله ثقات وفى بعضهم ضعف لا يضر . وعن عائشة أنها قالت ما أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لو شئت لقلت فيه ما خلا عمارا فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ملئ إيمانا إلى مشاشه (1) . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن بلال بن يحيى قال لما قتل عثمان رضى الله عنه أتى حذيفة فقيل له يا أبا عبدالله قتل هذا الرجل وقد اختلف الناس فيما يقول قال اسندوني فأسندوه إلى ظهر رجل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبو اليقظان على الفطرة لا يدعها حتى يموت أو يمسه الهرم . رواه البزار والطبراني في الاوسط باختصار ورجالهما ثقات . وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما واهتدوا بهدى عمار بن ياسر وتمسكوا بعهد ابن أم عبد قلت روى الترمذي منه اقتدوا بالذين من بعدى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما فقط رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . (باب منه في فضل عمار بن ياسر ووفاته رضى الله عنه) وقد تقدمت أحاديث منها في الفتن فيما كان بين الصحابة رضى الله عنهم (2) . عن مولاة لعمار بن ياسر قالت اشتكى عمار بن ياسر شكوى بعل منها فغشى عليه فأفاق ونحن نبكى حوله فقال ما يبكيكم أتحسبون أنى مت على فراشي أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم أنه تقتلني الفئة الباغية وان آخر زادي مذقة (3) من لبن . رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه إلا أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أنى أقتل ين صفين . ورواه البزار باختصار وإسناده حسن . وعن إبراهيم بن عبدالرحمن ابن عوف قال سمعت عمار بن ياسر بصفين في اليوم الذى مات فيه وهو ينادى إنى لقيت الجبار (1) المشاش : رؤوس العظام . (2) في الجزء السابع . (3) أي شربة .
[ 296 ]
وتزوجت الحور العين اليوم نلقى الاحبة محمدا وحزبه عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان آخر زادك من الدنيا ضياح (1) من لبن . رواه الطبراني في الاوسط وأحمد باختصار ورجالهما رجال الصحيح ، ورواه البزار بنحوه باسناد ضعيف . وفي رواية عند أحمد انه لما أتى باللبن ضحك . وعن ابى رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية . رواه الطبراني وفيه محمد بن موسى الواسطي وهو ضعيف . وعن أبى اليسر بن عمرو عن زياد بن العرد انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية . رواه الطبراني وفيه مسعود بن سليمان قال الذهبي مجهول ، قلت والزهرى لم يدرك أبا اليسر . وعن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة وكانت تمرض عمارا قالت جاء معاوية إلى عمار يعوده فلما خرج من عنده قال اللهم لا تجعل منيته بأيدينا فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتل عمارا الفئة الباغية . رواه أبو يعلى والطبراني وابنة هشام والراوي عنها لم أعرفهما ، وبقية رجالهما رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى قال كنا نقل اللبن للمسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فنفض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأسه وقال ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن أبى سعيد الخدري أيضا قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد فجعلنا ننقل لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين قال فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبنى المسجد فإذا نقل الناس حجرا نقل عمار حجرين فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين قال فذكره . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن حبة قال اجتمع حذيفة وابو مسعود فقال أحدهما لصاحبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقتل عمارا الفئة الباغية وصدقه الآخر . رواه البزار . وعن عبدالله بن الحرث ابن نوفل انه سمع عبدالله بن عمرو بن العاصى وعمرو بن العاصى ومعاوية بن أبي سفيان يقولون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية . رواه الطبراني وزاد فقال معاوية لا تزال داحضا في بولك نحن فتلناه إنما قتله من خانه (1) الضياح . اللبن الخاتر يخلط بالماء .
[ 297 ]
رواه الطبراني ورجاله ثقات وكذلك أحد أسنانيد عبدالله بن عمرو . وعن عبدالله بن عمرو ان رجلين أتيا عمرو بن العاصى يختصمان في دم عمار وسلبه فقال عمرو خليا عنه فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قاتل عمار وسالبه في النار . رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله ابن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قاتل عمار وسالبه في النار . رواه الطبراني وفيه مسلم الملائى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن الحرث ان عمرو بن العاصى قال لمعاوية يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين كان يبنى المسجد لعمار انك حريص على الجهاد وانك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية قال بلى قال فلم قتلتموه قال والله ما تزال تدحض في بولك نحن قتلناه إنما قتله الذى خانه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن هنى مولى عمرو قال كنت مع معاوية وعمرو ابن العاص بصفين فنظرت يومئذ في القتلى فإذا أنا بعمار بن ياسر مقتول فذهبنا إلى عمرو بن العاص فقلت ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية فقلت هذا عمار قتلتموه فأنكر ذلك على وقال انطلق فأرينه فذهبت فوقفت عليه وقلت له ماذا تقول فيه قال انما قتله اصحابه . رواه الطبراني مطولا ورواه مختصرا ورجال المختصر رجال الصحيح غير زياد مولى عمرو وقد وثقه ابن حبان . وعن أبى البخترى وميسرة أن عمار بن ياسر يوم صفين كان يقاتل فلا يقتل فيجئ إلى على فيقول يا أمير المؤمنين يوم كذا وكذا هذا فيقول اذهب عنك قال ذلك ثلاث مرات ثم أتى بلبن فشربه ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان هذا آخر شربة أشربها من الدنيا ثم قام فقاتل فقتل . رواه الطبراني وأبو يعلى باسانيد وفى بعضها عطاء بن السائب وقد تغير ، وبقية رجاله ثقات وبقية الاسانيد ضعيفة . وعن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وضرب جنب عمار قال إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن . رواه الطبراني وفيه مسلم بن كيسان الاعور وهو ضعيف . وعن أبى سنان الدؤلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت عمار بن ياسر دعا غلاما له بشراب (35 تاسع مجمع الزوائد)
[ 298 ]
فأتاه بقدح من لبن فشربه ثم قال صدق الله ورسوله اليوم ألقى الاحبة محمدا وحزبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان آخر شئ ازوده من لدنيا ضيحة لبن ثم قال والله لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر (1) لعلمنا انا على حق وانهم على باطل . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن عمار بن ياسر قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في خاصرتي فقال خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن كلثوم ابن جبر قال كنت بواسط القصب عند عبدالاعلى بن عبدالله بن عامر بن كريز القرشى في منزل عنبسة بن سعيد إذ جاء رجل فقال ان قاتل عمار بالباب أفتأذنون له فيدخل فكره بعض القوم وقال بعض أدخلوه فدخل فإذا رجل عليه مقطعات له فقال لقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا أنفع أهلى فارد عليهم الغم فقال رجل من القوم أبا العادية كيف كان أمر عمار قال كنا نعد عمارا من خيارنا حتى سمعته يوما في مسجد قباء يقع في عثمان فلو خلصت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة الا قلت اللهم لقنى عمارا فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة فاختلف انا وهو ضربتين فبدرته فضربته فكبا لوجهه ثم قتلته ، وفى رواية قال عبدالاعلى أدخلوه فادخل عليه مقطعات له فإذا رجل طوال ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الامة قلت فذكر نحوه حتى قال فلما كان يوم صفين أقبل يمشى أول الكتيبة راجلا حتى كان ين الصفين طعن رجلا في ركبته بالرمح فصرعه فانكمأ المغفر عنه فاضربه فإذا رأس عمار بن ياسر قال له يقول له مولى لنا أي يد كفتاه فلم أر رجلا أبين ضلالة منه . رواه كله الطبراني وعبد الله باختصار ورجال أحد اسنادي الطبراني رجال الصحيح . وقد تقدم في كتاب الفتن (2) أحاديث وبعض ما كان بينهم رضى الله عن الصحابة أجمعين . * (باب ما جاء في فضل خباب بن الارت رضى الله عنه) * عن كردوس أن خبابا أسلم سادس ستة كان سدس الاسلام . رواه الطبراني مرسلا ورجاله إلى كردوس رجال الصحيح وكردوس ثقة . وعن الزهري قال (1) السعفات : أغصان النخل ، وخص هجر لبعدها . (2) في الجزء السابع .
[ 299 ]
كان خباب بن الارت مولى زهرة يكنى عبدالله توفى سنة سبع وثلاثين منصرف على رضى الله عنه من صفين إلى الكوفة وهو أول من قبر بالكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسلام خباب بمكة . رواه الطبراني مرسلا واسناده حسن . وعن خباب في تسمية من شهد بدرا : خباب بن الارت بن خويلد (1) بن سعد بن خزيمة (2) بن كعب بن سعد . رواه الطبراني مرسلا واسناده حسن . وعن زيد بن وهب قال سرنا معه يعنى مع على حين رجع من صفين حتى إذا كنا بباب الكوفة إذ نحن بقبور سبعة عن أيماننا فقال على ما هذه القبور فقالوا يا أمير المؤمنين إن خباب بن الارت توفى بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن بالظهر دفن الناس فقال على رضى الله عنه رحم الله خبابا لقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلى في جسمه أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا ثم دنا من القبور فقال السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا سلف فارط ونحن لكم تبع عما قليل لا حق اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم طوبى لمن أراد المعاد وعمل الحسنات وقنع بالكفاف ورضى عن الله عزوجل . رواه الطبراني وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب . * (باب فضل بلال المؤذن رضي الله عنه) * عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فإذا حس فنظرت فإذا بلال . رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه مصعب بن ثابت الزبيري وثقه ابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أدخلت الجنة فسمعت خشفة (3) بين يدى فقلت يا جبريل ما هذه الخشفة قال بلال يمشى أمامك . رواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل تقدم فيما اجتمع من الفضل لابي بكر وعمر رضى الله عنهما وغيرهما ، ورجال الصغير ثقات . وعن وحشى بن حرب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما أسرى بى في الجنة سمعت خشخشة (3) فقلت يا جبريل ما هذه الخشخشة قال هذا بلال قال أبو بكر ليت أم بلال ولدتني وأبو بلال وأنا مثل بلال . (1) في الاصابة " جندلة " . (2) في الاصل " جذيمة " . (3) أي حسا وحركة .
[ 300 ]
رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم المرء بلال وهو سيد الشهداء والمؤذنون أطول الناس (1) أعناقا يوم القيامة . روا البزار وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال ليلة أسرى بنبى الله صلى الله عليه وسلم دخل الجنة فسمع حسا (2) فقال يا جبريل من هذا قال هذا بلال المؤذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين جاء قد أفلح بلال رأيت له كذا وكذا فذكر الحديث . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير قابوس وقد وثق وفيه ضعف . وعن ابن عمر قال بشرت بلالا فقال لي با عبدالله بما تبشرني فقلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجئ بلال يوم القيامة على ناقة رجلها من ذهب وزمامها من در وياقوت معه لواء يتبعه المؤذنون فيدخلهم الجنة حتى إنه ليدخل من أذن أربعين صباحا يريد بذلك وجه الله تبارك وتعالى . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه خالد بن اسماعيل المخزومى وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل بلال مثل النحلة غدت تأكل من الحلو والمر ثم هو حلو كله . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن يحيى بن بكير قال توفى بلال مولى أبى بكر ويقال انه ترب أبى بكر بدمشق في الطاعون ودفن عند باب الصغير ويكنى أبا عبدالله ويفال يكنى أبا عمرو في سنة سبع عشرة وهو من مولدي السراة . رواه الطبراني . * (باب فضل سالم مولى أبى حذيفة رضى الله عنه) * عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدرا من بنى عبد شمس بن عبد مناف : سالم مولى أبى حذيفة . رواه الطبراني مرسلا واسناده حسن . وعن عمرو بن العاص قال كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولى أبى حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه فأخذت سيفي فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله قال ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال الحمد لله الذى جعل في امتي مثله . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة . رواه (1) " الناس " غير موجودة في الاصل . (2) في الاصل " وخشا " .
[ 301 ]
الطبراني هكذا في ترجمة سالم وإسناده حسن . * (باب فضل عامر بن فهبرة رضي الله عنه) * قال الطبراني : عامر بن فهبرة مولى أبى بكر الصديق من المهاجرين الاولين هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر من مكة إلى المدينة وهو بدرى استشهد يوم بئر معونة . وعن عبدالرحمن بن عوف قال كلم طلحة بن عبيد الله عامر بن فهيرة بشئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم مهلا يا طلحة انه قد شهد بدرا كما شهدته وخيركم خيركم لمواليهم . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه مصعب بن مصعب وهو ضعيف . * (باب فضل عامر بن ربيعة رضى الله عنه) * قال الزهري حدثنى ابن عامر بن ربيعة وكان من كبراء بني عدى وكان أبوه شهد بدرا . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن محمد بن اسحاق قال من نسبه إلى عتر بن وائل قال : عامر بن ربيعة بن كعب بن عمبرة بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن الحرث بن معاوية بن عبس بن زيد بن عكة بن مذحج . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن مصعب بن عبدالله الزبيري قال توفى عامر بن ربيعة وهو يصلى من الليل نشب الناس في الفتنة فأرى في المنام فقيل له قم فسل الله ان يعيذك من الفتنة التى أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى فاشتكى فما خرج الا جنازته . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب فضل عبدالله بن جحش رضى الله عنه) * عن سعد بن ابى وقاص أن عبدالله بن جحش قال له يوم أحد ألا تدعو الله فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب إذا لقيت العدو فلقنى رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله ويقاتلني ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سبله فأمن عبدالله بن جحش ثم قال اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفى وأذنى فإذا لقيتك غدا قلت من جدع أنفك وأذنك فأقول فيك وفى رسولك صلى الله عليه وسلم فتقول صدقت قال سعد يا بنى كانت دعوة عبدالله بن جحش خيرا من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقان
[ 302 ]
في خيط . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب فضل عثمان بن مظعون رضى الله عنه) * عن زيد بن ثابت أن عثمان بن مظعون لما قبر قالت أم العلاء طب أبا السائب نفسا إنك في الجنة فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذا قالت انا يا نبى الله قال وما يدريك قالت يا رسول الله عثمان بن مظعون قال أجل ما رأينا إلا خيرا انا رسول الله والله ما أدرى ما يصنع بى . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن ابن عباس قال لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته هنيئا لك الجنة فنظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم نظرة غضبان وقال وما يدريك قالت فارسك وصاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما أدرى ما يفعل بى فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعثمان وهو أفضلهم فلما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحقى بسلفنا عثمان بن مظعون . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن الاسود بن سريع قال لما مات عثمان بن مظعون أشفق المسلمون عليه فلما مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مات ميت قال قدموه على فرطنا نعم الفرط لامتي عثمان بن مظعون . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه واسناد الكبير ضعيف وفى اسناد الاوسط من لم أعرفهم . وعن أنس بن مالك قال لما ماتت رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم قال الحقى بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح المرى وهو ضعيف . وعن عائشة بنت مظعون ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون على خده بعد ما مات ولا نعلم قبل أحدا غيره . رواه الطبراني وفيه عبدالرحمن بن عفان الحاطبي وهو ضعيف . وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون يوم مات فاحنى عليه كأنه يوصيه ثم رفع رأسه فرأوا في عينيه أثر البكاء ثم أحنى عليه الثانية ثم رفع رأسه فرأوه يبكى ثم أحنى عليه الثالثة ثم رفع رأسه وله شهبق فعرفوا انه قد مات فبكى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه إنما
[ 303 ]
هذا من الشيطان فاستغفروا الله ثم قال اذهب عنك أبا السائب فلقد خرجت ولم تتلبس منها بشئ . رواه الطبراني عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص عن أبيه ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . قلت وقد تقدم سبب إسلامه في التفسير في سورة النحل . * (باب فضل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه) * عن جابر بن عبدالله أن حاطب بن أبى بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم فدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المرأة التى معها الكتاب فأرسل إليها فأخذ كتابها من رأسها فقال يا حاطب أفعلت قال نعم أما انى لم أفعله غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره غير أنى كنت بين ظهرانيهم وكانت والدتى معهم فأردت أن أتخذها عندهم فقال له عمر ألا أضرب عنق هذا فقال تقتل رجلا من أهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم . رواه أبو يعلى وأحمد أتم منه وقال فيه غير اني كنت عوبرا بين ظهرانيهم ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بحاطب بن ابى بلتعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انت كتبت بهذا الكتاب قال نعم أما والله يا رسول الله ما تغير الايمان من قلبى ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله خدم وأهل بيت يمنعون له أهله وكتبت كتابا رجوت أن يمنع الله بذلك أهلى ففال عمر رحمه الله ائذن لى فيه قال أو كنت قاتله قال نعم ان أذنت لى قال وما يدريك لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم . رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ورجال احمد رجال الصحيح . وعن عمر بن الخطاب قال كتب حاطب بن أبى بلتعة كتابا إلى أهل مكة فأطلع الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وسلم فبعث عليا والزبير في أثر الكتاب فادركا المرأة على بعير فاستخرجاه من قرونها فأتيا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه فأرسل إلى حاطب فقال يا حاطب أنت كتبت هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على ذلك قال يا رسول الله أما والله إنى لناصح لله ولرسوله ولكني كنت غريبا في أهل مكة وكان أهلى بين ظهرانيهم وخشيت عليهم فكتبت كتابا لا يضر الله ورسوله شيئا وعسى أن يكون منفعة لاهلي فقال عمر رضى الله عنه فاخترطت سيفى ثم قلت يا رسول الله أمكنى من حاطب فانه قد
[ 304 ]
كفر فأضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب ما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . رواه أبو يعلى في الكبير ، والبزار والطبراني في الاوسط باختصار ورجالهم رجال الصحيح . وعن عبد الرحمن بن حاطب بن أبى بلتعة انه حدث أن أباه كتب إلى كفار قريش كتابا وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير فقال انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب وائتياني به فانطلقا حتى لقياها فقالا أعطينا الكتاب الذي معك وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها فقالت ألستما رجلين مسلمين قالا بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن معك كتابا فلما أيقنت أنها غير منفلتة منهما حلت الكتاب من رأسها فدفعته اليهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا حتى قرأ عليه الكتاب فقال أتعرف هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على ذلك قال هناك ولدى وقرابتي وكنت امرأ غريبا فيكم معشر قريش فقال عمر ائذن لى في قتل حاطب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إنه قد شهد بدرا وإنك لا تدرى لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم انى غافر لكم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجالهما ثقات . وعن أم مبشر قالت جاء غلام حاطب فقال والله لا يدخل حاطب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت قد شهد بدرا والحديبية قلت لها حديث غير هذا في الصحيح رواه احمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح (1) . (باب فضل عكاشة بن محصن الاسدي رضي الله عنه) عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرضت على الامم بالموسم فعرضت (2) على أمتى فأريتهم فأعجبني كثرتهم قد ملؤا السهل والجبل قال أرضيت يا محمد قلت نعم قال فان مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة فقال يا نبى الله أدع الله ان يجعلني منهم فدعا له ثم قام آخر فقال يا نبى الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة . رواه احمد مطولا ومختصرا ورواه أبو يعلى (1) تقدم هذا الحديث بأوسع مما هنا في الجزء السادس . (2) في نسخة " فرأيت " .
[ 305 ]
ورجالهما في المطول رجال الصحيح ويأتى المطول في الجنة فيمن يدخلها بغير حساب . (باب في أيمن رضي الله عنه) عن أبى ميسرة قال كان أيمن على مطهرة النبي صلى الله عليه وسلم وثعلبة يعاطيه حاجته . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عياد بن زكريا وهو ثقة . وبسنده عن أبى ميسرة قال قال سعد يا رسول الله لقد رأيت أيمن وهو فار من القتال فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية قال سعد ما رأيت خطبة أبعد من كل خير ثم إنهم احتضروا الفتال بعد ذلك فقال سعد لقد رأيت أيمن أعنت القوم فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال عمر بن الخطاب لايمن لقد حدثت أنك لا تقوم بين الصفين جبنا فقال إنى لارجو أن أقوم مقاما يحبه الله ورسوله فقال عمر إنك لخليق ان تفعل . رواه الطبراني بسند الذى قلبه . (باب فضل صهيب وغيره رضي الله عنه) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السباق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبش . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عمارة بن زادان وهو ثقة وفيه خلاف . وعن ابى أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا سابق العرب إلى الجنة وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال سابق الحبشة إلى الجنة وسلمان سابق الفرس إلى الجنة . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن أم هاني قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السباق أربعة أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبش . رواه الطبراني وفيه فايد العطار وهو متروك . قلت وقد تقدمت لهذا الحديث بعض طرق في فضل جماعة من الصحابة . وعن صهيب قال صحبت النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يوحى إليه . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن عكرمة مولى ابن عباس ان صهيبا افتدى من أهله ينصف ماله ثم خرج مهاجرا فأدركوه بالطريق فخرج عما بقى من ماله . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثفات . وعن صهيب ان أبا بكر مر باسير له يستأمن له من رسول صلى الله عليه وسلم وصهيب جالس في المسجد (36 - تاسع مجمع الزوائد)
[ 306 ]
فقال لابي بكر من هذا معك قال أسير من المشركين استأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صهيب لقد كان في عنق هذا موضع للسيف فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلعلك آذيته فقال لا والله فقال لو آذيته لآذيت الله ورسوله . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن صهيب قال لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره ولا غزا غزوة قط أول الامر وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو عن شماله ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها ولم يسير سرية قط إلا كنت حاضرها وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينى وبين العدو قط حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زباله وهو ضعيف . وعن المسور بن مخرمة قال لما طعن عمر رضى الله عنه أمر صهيبا مولى بنى جدعان ان يصلى بالناس . رواه الطبراني واسناده حسن . * (باب فضل المقداد رضى الله عنه) * عن أبى بكر بن أبى شيبة قال : المقداد بن الاسود أبو عمرو . رواه الطبراني . وعن محمد بن اسحق قال : المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن ربيعة بن تمامة (1) بن مطرود ابن عمرو بن سعد بن ثور بن ثعلبة بن مالك بن هزل بن قابس بن رويم بن القين بن الهون بن بهز بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وانما نسب إلى الاسود ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لانه تبناه وحالفه وكان أبطن آدم (2) يصفر لحيته أقنى طويل الانف مات بالمدينة وهو ابن سبعين سنة وصلى عليه عثمان بن عوف رضى الله عنه . وعن عثمان وقال الطبراني : مقداد بن الاسود بن عمرو بدرى يكنى أبا معبد وقيل ابا عمرو حليف بنى زهرة وهو مهاجري أولى بدرى رحمه الله . وعن همام بن الحرث قال رأيت المقداد رضى الله عنه وكان ضخما . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الزهري قال كان المقداد بن الاسود من كندة . رواه الطبراني مرسلا واسناده حسن . وعن سفيان بن صهبانة المهرى قال كنت صاحبا للمقداد بن الاسود في الجاهلية وكان رجلا من بهز فأصاب فيهم دما فهرب إلى كندة فحالفهم ثم أصاب فيهم دما فهرب إلى مكة فحالف الاسود بن في الاصابة " عامر " . (2) أي شديد السمرة .
[ 307 ]
عبد يغوث . رواه الطبراني واسناده إلى ابي سفيان حسن . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الجنة تشتاق إلى أربعة على بن أبى طالب وعمار بن ياسر وسلمان الفارسى والمقداد بن الاسود قلت رواه الترمذي غير ذكر المقداد رواه الطبراني وسلمة نب الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوني فانطلق بالهدى فنحره أو كما قال فقال لا والله لا نكون كالملا من بنى إسرائيل إذ قالوا لموسى (اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون فنحر الهدى بالحديبية قال قتادة وكان معهم يومئذ سبعون بدنة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن يحيى ابن بكير قال توفى المقداد بن الاسود بالجرف وحمله الرجال إلى المدينة على رقابهم في سنة ثلاث وثلاثين وصلى على عثمان بن عفان رضى الله عنه ويكنى أبا معبد (1) وسنه نحو سبعين سنة (2) . رواه الطبراني . (باب ما جاء في فضل عتبة بن غزوان رضي الله عنه) تقدم في غزوة بدر (3) أنه فيمن شهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . عن أبى عبيدة معمر بن المثنى قال : عتبة بن غزوان يكنى أبا عبدالله وقيل أبو غزوان وكان طويلا جميلا مات سنة سبع عشرة وهو متوجه الي البصرة في المرة الثانية ودفن في بعض المياه وهو ابن خمس وخمسين سنة حليف بني نوفل ابن عبد مناف . رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات . وعن يحيى بن بكير قال توفى عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة بطريق البصرة عاملا لعمر بن الخطاب وسنه سبع وخمسون سنة وقيل مات سنة عشرين وهو الذى مصر البصرة واختط بها المنازل وبنى مسجدها وهو الذى افتتح الابلة وكانت ولايته البصرة ستة أشهر ولاه إياها عمر بن الخطاب رضى الله عنه . رواه الطبراني . (1) في الاصابة " سعيد " . (2) في الاصابة أن غلامه شق بطنه ليخرج من شحمه ليخف فمات . (3) في الجزء السادس .
[ 308 ]
(باب ما جاء في فضل سعد بن معاذ رضى الله عنه) قال الطبراني : سعد بن معاذ الانصاري ثم الاشهلى بدري احدى يكنى أبا عمرو استشهد يوم الخندق . وقد تقدم بأسانيده في غزوة بدر . عن عبدالرحمن بن عوف قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا سيدكم . رواه البزار والطبراني وفيه صدقة بن عبدالله السمين وهو ضعيف وقد وثقه غير واحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الماجشون قال قال سعد ابن معاذ ثلاث انا عما سواهن ضعيف ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا إلا علمت انه حق ولا صليت صلاة فحدثت نفسي بغيرها حتى أنفقل عنها ولا تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما إياه قائلة ويقال لها ، وفى رواية ولا حضرت ميتا الا حدثت نفسي بما يقول ويقال له . رواه الطبراني باسنادين احدهما عن ابى سلمة مرسلا والآخر عن الماجشون منقطعا وفى إسناده من لم اعرفه . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد نزل لسعد بن معاذ رضى الله عنه سبعون ألف ملك ما وطئوا الارض قبلها وقال حين دفن سبحان الله لو انفلت أحد من ضغطة القبر لانفلت منها سعد . رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . وعن رمسة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو شئت ان أقبل الخاتم الذى بين كنفيه من قربى منه لقبلت وهو يقول لسعد بن معاذ يوم مات اهتز له عرش الرحمن . رواه احمد بنحوه والطبراني واللفظ في الكبير والاوسط ورجال احمد رجال الصحيح غير شيخه وهو ثقة . وعن عائشة قالت قدمنا من حج أو عمرة فتلقينا بذي الحليفة وكان غلمان من الانصار قتلوا أهليهم فلفوا أسيد بن حضير فبلغوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي فقلت له غفر الله لك انت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من السابقة والقدم مالك تبكى على امرأة فكشف عن رأسه وقال صدقت لعمري حقي أن لا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال قال قلت له ما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ قالت وهو يسير بينى وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم . هكذا
[ 309 ]
رواه أحمد . ورواه الطبراني وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر نزل ذا الحليفة فخرج إليهم الصبيان فيخبرونهم عن اهليهم فاخبر أسيد بن حضير بموت امرأته فبكى فقيل له أتبكى فقال ومالى لا أبكى وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان العرش اهتزت أعواده لموت سعد بن معاذ ، واسانيدها كلها حسنة . وعن اسماء بنت يزيد بن السكن قالت لما توفى سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ليرقأ (1) دمعك ويذهب حزنك فان ابنك اول من ضحك الله له واهتز له العرش ، والطبراني الا أنه قال عن أسماء بنت يزبد بن السكن قالت لما أخرج بجنازة سعد بن معاذ صاحت أمه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرقأ دمعك ويذهب حزنك ، والباقى بنحوه ورجاله رجال الصحيح . وعن معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اهتز العرش لموت سعد بن معاذ . رواه الطبراني وفيه عمرو بن ملك الغبرى وثقه ابن حبان وقال يغرب وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص قال مرت جنازة سعد بن معاذ ففال النبي صلي الله عليه وسلم لقد اهتز له العرش . رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد ضعفه الجمهور ووثق على ضعفه وصالح بن محمد بن صالح التمار لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت لما مات سعد بن معاذ بكى أبو بكر وبكى عمر رضى الله عنهما لبكاء (2) ابى بكر فقلت لعائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى قالت ولكنه كان يقبض علي لحيته صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن عائشة قالت رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جنازة سعد بن معاذ ودموعه (3) تحادر على لحيته . رواه الطبراني وسهل أبو حريز ضعيف . وعن عطارد أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب ديباج كساه إياه كسرى فدخل أصحابه فقالوا أنزلت عليك من السماء فقال وما تعجبون من ذا لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا ثم قال يا غلام اذهب به إلى أبى جهم بن حذيفة وقال له يبعث إلى بالخميصة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالرحمن بن (1) أي لينقطع . (2) في الاصل " في بكاء " . (3) في الاصل " وجنازته " .
[ 310 ]
عمرو بن سعد بن معاذ وهو ثقة . وعن إنبس أن اكيدر الدومة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة سندس فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعجب الناس منها فقال أتعجبون من هذه فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها ثم أهداها إلى عمر فقال يا رسول الله تكرهها وألبسها قال يا عمر إنما أرسلت بها اليك لتبعثها وجها فتصيب بها مالا وذلك قبل أن ينهى عن الحرير قلت هو في الصحيح باختصار بعثها إلى عمر إلى آخره رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت ثلاثة من الانصار كلهم من بنى عبد الاشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا (1) بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا ان ابن إسحق مدلس وهو ثقة . (باب فضل سعد بن الربيع رضي الله عنه) عن أم سعد بنت سعد بن الربيع انها دخلت على أبى بكر الصديق رضى الله عنه فألقى لها ثوبا حتى جلست عليه فدخل عليه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال يا خليفة رسول الله من هذه قال هذه بنت من هو خير منى ومنك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل قبض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت أنا وأنت . رواه الطبراني وفيه اسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف . (باب ما جاء في أسيد بن حضير رضي الله عنه) قد روى الطبراني أنه شهد العقبة وهو نفيب بدرى . وقد تقدم عن عائشة أنها قالت كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس وكان يقول لو أكون فيما أكون من حال من أحوال ثلانة لكنت من أهل الجنة وما شككت في ذلك حين اقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه . رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجاله وثقوا وقد تقدم حديث في فضله في آخر مناقب سعد بن معاذ . وعن يحيى بن بكير قال توفى أسيد بن حضير ويكنى أبا يحيى سنة عشرين وحمله عمر بين أعواد السرير حتى وضعه بالبقيع (1) في الاصل " مصلا " .
[ 311 ]
وصلى عليه رضى الله عنه . رواه الطبراني وروى عن الواقدي بعضه واسنادهما منقطع . * (باب فضل معاذ بن جبل رضي الله عنه) * قد تقدم نسبه فمن شهد بدرا . عن معاذ بن جبل أنه كان مريضا فبصق عن يمينه أو أراد أن يبصق عن يمينه فقال ما بصقت عن يمينى منذ أسلمت . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال ان معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا مسلما ولم يك من المشركين فقال بعض جلسائه ان إبراهيم قال لم أنس ثم قال أتدرون ما الامة قالوا لا قال الذى يعلم الناس الخير قال هل تدرون ما القانت قالوا لا قال المطيع لله عزوجل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حجاج بن إبراهيم وهو ثقة . وعن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا القرآن من اربعة من أبى بن كعب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبى حذيفة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن محمد بن كعب القرظى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل امام العلماء برتوة . رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن عبدالله بن أزهر الانصاري ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن يحيى بن بكير قال سمعت مالك بن أنس يقول مات معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقائل يقول ابن اثنتين وثلاثين . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ امام العلماء برتوة ، قال ابن بكير الرتوة المنزلة . رواه الطبراني منقطع الاسناد . وعن يحيى بن بكير قال توفى معاذ بن جبل في طاعون عمواس سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة . رواه الطبراني واسناده منقطع . وعن سعيد بن المسيب قال قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة . رواه الطبراني مرسلا وفيه على بن زيد وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن يحيى بن سعيد قال توفى معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة والذى يرفع في نسبه يقول اثنتين وثلاثين . رواه الطبراني منقطع الاسناد واسناده حسن . * (باب ما جاء في فضل أبى بن كعب رضي الله عنه) * قلت قد روى الطبراني انه قد شهد بدرا . عن أبى حبة البدري قال لما نزلت
[ 312 ]
(لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) إلى آخرها قال جبريل يا رسول الله إن ربك يأمرك ان تقرئها أبيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ان جبريل أمرنى ان أقرئك هذه السورة قال انى قد ذكرت ثم يا رسول الله قال نعم قال فبكى أبى . رواه أحمد والطبراني وفيه على بن زيد وهو حسن الحديث ، ويقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر إنى أمرت ان اقرأ عليك القرآن قال بالله آمنت وعلى يديك أسلمت ومنك تعلمت قال فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم القول فقال يا رسول الله وذكرت هناك قال نعم باسمك ونسبك في الملا الاعلى قال فاقرأ إذا يا رسول الله . وفى رواية قال انى عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فقال أمرنى جبريل ان أعرض عليك القرآن . وفى رواية قال ابي قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقرئك القرآن قلت رواه الترمذي باختصار رواه الطبراني في الاوسط باسانيد ورجال الرواية وثقوا . وقد تقدم في فضل معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خذوا القرآن من أربعة من أبى بن كعب . وعن عامر الشعبى قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة من الانصار زيد بن ثابت وابو زيد ومعاذ بن جبل وابو الدرداء وسعد بن عبادة وأبي بن كعب وكان جارية بن مجمع قد قرأه إلا سورة أو سورتين . رواه الطبراني مرسلا وفيه ابراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن مسروق قال كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عمر وعلى وعبد الله وأبى وزيد وابو موسى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . غير محمد بن كناسة وهو ثقة . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات أبى بن كعب في خلافة عمر . رواه الطبراني واسناده منقطع من ابن نمير . * (باب فضل أبي طلحة رضى الله عنه) * عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصوت أبى طلحة أشد على المشركين من فئة . وفى رواية لصوت أبى طلحة في الجيش خير من فئة . رواه أحمد وابو يعلى ورجال الرواية الاولى رجال الصحيح . وعن أنس ان ابا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية (انفروا خفافا وثقالا) فقال الا أرى ربى يستنفرنى مع
[ 313 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض وغزوت مع ابى بكر حتى مات وغزوت مع عمر فنحن نغزوا عنك فقال جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها الا بعد سبعة أيام فلم يتغير . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك قال خرج أبو طلحة غازيا في البحر فمات في السفينة فلم يجدوا له مكانا يدفنونه فيه فانتظروا به ستة أيام حتى وجدوا له بعد سبع مكانا يدفنونه فيه ولم يتغير كما هو . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن يحيى بن بكير قال توفى أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان رضى الله عنهما وسنه سبعون سنة . رواه الطبراني وهو منقطع الاسناد . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات أبو طلحة زيد بن سهل سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان ومات وهو ابن سبعين سنة وقيل إن ابا طلحة مات سنة اثنتين وثلاثين . رواه الطبراني واسناده منقطع من ابن نمير . (باب فضل حارثة بن النعمان رضي الله عنه) عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من بنى النجار : حارثة ابن النعمان وهو الذى مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع جبريل عند المقاعد . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات . وعن محمد بن اسحق في تسمية من شهد بدرا : حارثة بن نعمان بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا قالوا حارثة بن النعمان كذا كم البر كذا كم لبر . رواه أحمد وابو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عامر بن ربيعة ان حارثة بن النعمان قال مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم اجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال هل رأيت الذى كان معى قلت نعم قال انه جبريل صلى الله عليه وسلم وقد رد عليك السلام . رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن موسى بن عقبة قال حدثني أبو سلمة عن الرجل الذى مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل صلى الله عليه وسلم فزعم أبو سلمة انه تجنب ان يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفا ان يسمع (37 تاسع مجمع الزوائد)
[ 314 ]
حديثه فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم إذ مررت بى البارحة قال رأيتك تناجي رجلا فحسبت ان تكره أدنو منكما قال فهل تدرى من الرجل قال لا قال جبريل صلى الله عليه وسلم ولو سلمت لرد السلام ، وقد سمعت من غير أبى سلمة انه حارثة بن النعمان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عامر بن ربيعة ان حارثة بن النعمان قال مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال هل رأيت الذى كان معى قلت نعم قال انه جبريل صلى الله عليه وسلم وقد رد عليك السلام . رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . وعن موسى بن عقبة قال حدثنى أبو سلمة عن الرجل الذى مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجى جبريل عليه السلام فزعم أبو سلمة انه تجنب أن يدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم تخوفا ان يسمع حديثه فلما أصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم إذ مررت بى البارحة فقال رأيتك تناجى رجلا فحسبت أن تكره أن ادنو منكما قال فهل تدرى من الرجل قال لا قال جبريل صلى الله عليه وسلم ولو سلمت لرد السلام ، وقد سمعت من غير أبى سلمة أنه حارثة بن النعمان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال مر حارثة بن النعمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل صلى الله عليه وسلم يناجيه فمر ولم يسلم فقال جبريل عليه السلام ما منعه أن يسلم إنه لو سلم لرددت عليه ثم قال اما انه من الثمانين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الثمانون قال يفر الناس عند غير ثمانين فيصبرون معك رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنة فلما رجع حارثة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا سلمت حين مررت قال رأيت معك إنسانا فكرهت أن أقطع حديثك قال ورأيته قال ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم وقد قال فأخبره بما قال جبريل عليه السلام . رواه الطبراني والبزار بنحوه واسناده حسن رجاله كلهم وثقوا وفى بعضهم خلاف . (باب في عمرو بن الجموح رضى الله عنه) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار من سيدكم قالوا جد بن قيس وإنا لنبخله قال ليس سيدكم ولكن سيدكم عمرو بن لجموح وكان سخيا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ، وفيه أبو شيبة إبراهيم
[ 315 ]
ابن عثمان وهو ضعيف . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بنى سلمة قالوا الجد بن قيس على انا نبخله قال وأى داء أدوأ من البخل بل سيدكم الجعد القطط (1) عمرو بن الجموح . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنى سلمة من سيدكم اليوم قالوا الجد بن قيس ولكنا نبخله قال وأى داء أدوأ من البخل ولكن سيدكم عمرو بن الجموح . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه ابراهيم بن يزيد المكي وهو متروك . قلت وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في كتاب الزكاة (2) في البخل والسخاء . وعن أبى قتادة أنه حضر ذلك قال أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشى برجلي هذه صحيحة في الجنة وكانت رجله عرجاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقتلوه يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهم فمر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كأنى أنظر إليه يمشى برجله هذه صحيحة في الجنة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن نصر الانصاري وهو ثقة . * (باب ما جاء في بشر بن البراء بن معرور رضى الله عنه) * عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سيدكم يا بنى عبيد قالوا الجد بن القيس على ان فيه بخلا قال فأى داء أدوأ من البخل بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور . رواه الطبراني والبزار وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك . وعن كعب بن ملك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سيدكم يا بنى سلمة قالوا بشر بن قيس على انا نزنه (3) بالبخل فقال وأى داء أدوأ من البخل قالوا فمن سيدنا يا رسول الله قال بشر بن البراء بن معرور . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير شيخي الطبراني ولم أر من ضعفهما . وعن ابن شهاب فيمن شهد العقبة من الانصار ثم من بنى سلمة : بشر بن البراء بن معرور وهو اكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التى سم فيها يوم خيبر . رواه الطبراني (1) أي الشديد الجعودة . (2) في الجزء الثالث . (3) أي نتهمه .
[ 316 ]
مرسلا واسناده حسن . قلت وله طرق ذكرتها في مواضعها (1) . * (باب في عبدالله بن رواحة رضى الله عنه) * عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أخي عبدالله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس يوم الجمعة على المنبر فلما جلس قال اجلسوا فسمع عبد الله بن رواحة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسوا فجلس في بنى غنم قيل يا رسول الله ذاك ابن رواحة جالس في بنى غنم سمعك وأنت تقول للناس اجلسوا فجلس في مكانه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن اسماعيل ابن مجمع وهو ضعيف . * (باب ما جاء في أبى اليسر كعب بن عمرو رضى الله عنه) * عن محمد بن اسحق في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من بنى الخزرج : ابو اليسر كعب بن عمرو بن عياد بن عمرو بن غنم بن كعب بن سلمة بن على . رواه الطبراني ورجاله إلى ابن اسحاق ثقات . وعن ابي اليسر كعب بن عمر وقال والله إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر عشية إذ اقبلت غنم لرجل من اليهود تريد حصنهم ونحن محاصروهم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يطعمنا من هذه الغنم قلت أنا يا رسول الله قال فافعل قال فخرجت اشتد مثل الظليم (2) فلما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا قال اللهم أمتعنا به قال فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن فأخذت شاتين من اخراها فاحتضنتهما تحت يدى ثم أقبلت بهما أشتد كأنه ليس معى شئ حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذبحوهما وأكلوهما فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاكا فكان إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال أمتعوا بي لعمري حتى كنت آخرهم . رواه احمد عن بعض رجال بنى سلمة عنه ، وبقية رجاله ثقات . وعن يحيى بن بكير قال توفى أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة وهو آخر من مات من اهل بدر . رواه الطبراني . وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال مات أبو اليسر كعب بن عمرو سنة خمس وخمسين بالمدينة . رواه الطبراني . (1) في الجزء السادس . (2) الظليم : ذكر النعام .
[ 317 ]
* (باب ما جاء في عبدالله بن عمرو بن حرام الانصاري) * رضى الله عنه عن جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام رضى الله عنهما قال أمر أبى بحريرة فصنعت ثم امرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى ما هذا يا جابر ألحم ذا قلت لا يا رسول الله ولكن ابى امرني بحريرة فصنعتها ثم أمرنى فحملتها قال ضعها فأتيت أبى فقال ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت قال لى ما هذا يا جابر ألحم قال أبى أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحسب يشتهى اللحم فقام إلى داجن فذبحها ثم أمر بها فشويت ثم أمرنى فأتيت بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاكم الله معشر الانصار خيرا ولا سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن عبادة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عائشة ام المؤمنين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر ألا أبشرك يا جابر قال بلي يا رسول الله بالخير قال ان الله أحيا أباك فأقعده بين يديه قال تمن علي ما شئت اعطيكه قال يا رب ما عبدناك حق عبادتك أتمنى عليك أتمنى أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل مرة أخرى فقال له قد سلف منى انك إليها لا ترجع قلت رواه الترمذي باختصار رواه الطبرا ؟ والبزار من طريق الفيض بن وثيق عن أبى عبادة الزرقى وكلاهما ضعيف . وعن جابر قال استشهد أبى وعمى وعلى أبى دين فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر ألا أبشرك ببشارة من الله ورسوله إن الله تبارك وتعالى أحيا (1) أباك وعمك فعرض عليهما وسألا ربهما أن يردهما إلى الدنيا فقال أبعد ما قضيت في الكتاب انهم إليها لا يرجعون قلت رواه الترمذي وغيره خاليا عن ذكر عمه رواه الطبراني وفيه حماد بن عمرو وهو كذاب . * (باب في عبدالله بن عبدالله بن أبي رضي الله عنه) * عن أسامة بن زيد قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى المصطلق قام ابن عبدالله بن أبى فسل على أبيه السيف وقال لله على ألا أغمده حتى تقول محمد الاعز (1) " أحيا " غير موجودة في الاصل .
[ 318 ]
وأنا الاذل قال ويلك محمد الاعز وأنا الاذل فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبه وشكرها له . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عبدالله بن أبى أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ان يقتل اباه قال لا تقتل اباك . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا ان عروة بن الزبير لم يدرك عبدالله ابن عبدالله بن أبى . وعن ابى هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي وهو في ظل أطم (1) فقال عبر علينا ابن ابي كبشة فقال ابنه عبدالله بن عبدالله يا رسول الله والذى أكرمك لئن شئت لاتيتك برأسه فقال لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب ما جاء في عمارة بن حزم رضي الله عنه) عن شباب قال : عمارة بن حزم بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار وأمه أم إخوته عمرو ومعمر بنو حزم خالدة بنت أنس بن شيبان بن وهب بن لوذان بن عمرو بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة . رواه الطبراني . وعن شباب أيضا قال شهد عمارة بن حزم العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد كلها . رواه الطبراني . وعن فروة في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الانصار ثم من بنى الخزرج ثم من بنى النجار : عمارة بن حزم بن لودان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار . رواه الطبراني ورجاله إلى ابن إسحق وثقوا ونسبه عن ابن اسحق في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الانصار عمارة بن حزم . * (باب في قتادة بن النعمان رضي الله عنه) * عن ابن اسحق في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من الاوس ثم من بنى ظفر : قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب وكعب ظفر بن الخزرج بن عمرو بن الاوس . رواه الطبراني ورجال إلى ابن إسحق ثقات . وعن قتادة بن النعمان قال خرجت ليلة من الليالى مظلمة فقلت لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسى ففعلت فلما دخلت المسجد برقت السماء (1) أي بناء مرتفع .
[ 319 ]
فرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا قتادة ما هاج عليك قلت أردت بأبى وأمى أن أؤنسك قال خذ هذا العرجون فتحصن به فانك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك وعشرا خلفك ثم قال لى إذا دخلت بيتك رأيت مثل الحجر الاخشن فضربته حتى خرج من بيتى . رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في الصلاة في الساعة التى ترجى يوم الجمعة وفى الصلاة في الجماعة . ورواه البزار أيضا ورجال أحمد الذي تقدم في الصلاة رجال الصحيح . وعن يحيى بن بكير قال توفى قتادة بن النعمان ويكنى أبا عثمان في سنة ثلاث وعشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب وسنه خمس وستون سنة ونزل في قبره أبو سعيد الخدرى ومحمد بن مسلمة والحرث بن حزمة ويقال خزمة . رواه الطبراني . * (باب في أبى قتادة الانصاري رضي الله عنه) * عن أبى قتادة الحرث بن ربعي أنه حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة . رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم . وبسنده عن أبى قتادة قال أغار المشركون على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فركبت فأدركتهم فظفرت بهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأني أفلح الوجه اللهم اغفر له ثلاثا ونفلني سلب مسعدة . (باب ما جاء في قتادة بن ملحان رضي الله عنه) عن أبى العلاء بن عمير قال كنت عند قتادة بن ملحان حيث حضر فمر الرجل في أقصى الدار قال فابصرته في وجه قتادة قال وكنت إذا رأيته كان على وجهه الدهان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح وجهه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في محمد بن مسلمة رضى الله عنه) عن محمد بن اسحق في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من بنى حارثة : محمد بن مسلمة بن خالد بن عدى بن مجدعة بن حارثة بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس وكان حليفا في بنى عبد الاشهل . رواه الطبراني ورجاله إلى أبن اسحق ثقات . وعن يحيى بن بكير قال توفى محمد بن مسلمة
[ 320 ]
بالمدينة سنة ثلاث وأربعين وسنه سبع وسبعون سنة . رواه الطبراني وعن محمد ابن عبدالله بن نمير قال مات محمد بن مسلمة في صفر سنة ثلاث وأربعين . رواه الطبراني . (باب في عبادة بن الصامت رضي الله عنه) عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا الوليد ، وهو بدرى عقبى أحدى شجري نقيب . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبادة بن الصامت أن معاوية قال لهم يا معشر الانصار مالكم لا تلقوني مع اخوانكم من قريش قال عبادة الحاجة قال فهلا النواضح قالوا أنضبناها مع بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وعن محمد بن إسحق قال : عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن مكحول قال كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس يسكنان بيت المقدس . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله بن محمد بن سعيد بن ابى مريم وهو ضعيف . وعن يحيى بن بكير قال ومات عبادة بن الصامت بالشام من أرض فلسطين بالرملة سنة أربع وثلاثين وهو ابن اتنتين وسبعين سنة . رواه الطبراني . * (باب ما جاء في خزيمة بن ثابت رضي الله عنه) * عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سوا بن الحرث فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا فقال صدقك بما جئت به وعلمت أنك لا تقول الا حقا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه . رواه الطبراني ورجاله كلهم ثقات . وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الانصاري وخزيمة الذى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم له شهادة رجلين قال ابن شهاب فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه يسجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك فاضطجع له رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد على
[ 321 ]
جبهته . رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدمت له طرق في التعبير . (باب ما جاء في ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه) عن ثابت بن قيس بن شماس الانصاري قال قلت يا رسول الله والله لقد خشيت أن أكون هلكت قال لم قلت نهى الله المرء أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب الحمد ونهى الله عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة قال بلى يا رسول الله فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير مطولا هكذا ومختصرا ورجال المختصر ثقات ، وفى رجال المطول شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ضعفه ابن حبان في ترحمة أبيه في الثقات هو وأخوه عبيد الله ، وبقية رجاله ثقات ويعتضد بثقة رجال المختصر ، ورواه من طريق اسماعيل بن ثابت أن ثابتا قال يا رسول الله ، وإسناده متصل ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل وهو ثقة تابعي سمع من أبيه . وعن ثابت بن قيس بن شماس قال لما نزلت هذه الآية (لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي) قعد ثابت في الطريق يبكي فمر به عاصم بن عدى فقال ما يبكيك يا ثابت قال أنا رفيع الصوت وأنا أخاف أن تكون هذه الآية نزلت في فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بنى أما ترضى أن تعيش حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة قال رضيت ببشرى الله ورسوله لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت (إن الذين يغضون اصواتهم الآية) . رواه الطبراني وأبو ثابت ابن قيس بن شماس لم أعرفه ولكنه قال حدثنى أبى ثابت بن قيس فالظاهر أنه صحابي ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم . وعن عطاء الخراساني قال قدمت المدينة فسألت عمن يحدثنى عن حديث ثابت بن قيس بن شماس فارشدوني إلى ابنته فسألتها فقالت سمعت أبى يقول لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يحب كل مختال فخور) اشتد على ثابت وأغلق بابه عليه وطفق يبكى فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه (28 تاسع محمع الزوائد)
[ 322 ]
فسأله فأخبره بما كبر عليه منها وقال أنا رجل أحب الجمال وأن أسود قومي فقال إنك لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير ويدخلك الله الجنة قال فملا أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول) فعل مثل ذلك فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره بما كبر عليه وانه جهير الصوت وانه يتخوف ان يكون ممن حبط عمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة فلما استنفر أبو بكر رضى الله عنه المسلمين إلى قتل أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت ابن قيس فيمن سار فلما لقوا مسيلمة وبنى حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات فقال ثابت وسالم مولى أبى حذيفة ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا لانفسهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا قال وأرى رجل من السملمين ثابت بن قيس في منامه فقال إني لما قتلت بالامس مر بى رجل من المسلمين فانتزع منى درعا نفيسة ومنزله في أقصى العسكر وعند منزله فرس يستن (1) في طوله وقد أكفأ على الدرع برمة وجعل فوق البرمة (2) رجلا فائت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعى فليأخذها فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه أن على من الدين كذا وكذا وفلان من رقيقي عتيق وإياك ان نقول هذا حلم تضيعه قال فأتى خالد بن الوليد فوجه إلى الدرع فوجدها كما ذكر وقدم على أبي بكر رضى الله عنه فأخبره فأنفذ أبو بكر رضى الله عنه وصيته بعد موته فلا نعلم ان أحدا جازت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس . رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها ، وبقية رجاله رجال الصحيح والظاهر ان بنت ثابت بن قيس صحابية فانها قالت سمعت أبى ، والله أعلم . وعن انس ان ثابت ابن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد نشر أكفانه وتحنط قال اللهم إنى أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر مما صنع هؤلاء فقتل وكانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال ان درعى في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا ووصاه بوصايا فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا قلت هو في (1) يقال استن الفرس إذ عدا لنشاطه شوطا أو شوطين لا راكب عليه . (2) القدر .
[ 323 ]
الصحيح غير قصة الدرع رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة في تسمية من قتل يوم اليمامة من الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج : ثابت ابن قيس بن شماس سنة ثنتى عشرة . رواه الطبراني وهو مرسل واسناده حسن . * (باب ما جاء في أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه) * عن أبى أيوب الانصاري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة فسقطت على لحيته ريشة فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نزع الله عنك ما تكره . رواه الطبراني وفيه نائل بن نجيح وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه الدارقطني وغيره ، وبقية رجاله ثقات إلا ان حبيب بن أبى ثابت لم يسمع من أبى أيوب . وعن أبى أيوب قال نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أول من نزل عليه قلت هو في الصحيح غير قوله وكنت أول من نزل عليه رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام التميمي وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن أبا أيوب الانصاري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه حين هاجر عزا أرض الروم فمر على معاوية رضى الله عنهما فجفاه فانطلق ثم رجع من غزوته فجفاه ولم يرفع له رأسا فقال أنبأني رسول الله صلى الله عليه وسلم انا سنرى بعده أثره قال معاوية فبم أمركم قال أمرنا أن نصبر قال اصبروا إذا فأتى عبدالله بن عباس بالبصرة وقد أمره عليها على رضى الله عنهما فقال يا أبا أيوب إنى أريد ان اخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شئ أغلق عليه الدار فلما كان انطلاقه قال حاجتك قال حاجتى عطائي وثمانية أعبد يعملون في أرضى وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعفها له خمس مرات فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا . رواه الطبراني ، وفى رواية قدم أبو أيوب على معاوية رحمهما الله فشكا له ان عليه دينا قال فذكر الحديث باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح إلا ان حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أبى أيوب . * (باب ما جاء في أبي الدحداح رضى الله عنه) * عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله ان لفلان نخلة وأنا أقيم حائطي بها
[ 324 ]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعطه إياها بنخلة في الجنة فأبى فأتاه أبوالدحداح فقال بعنى نخلك بحائطي فأجعلها له لقد أعطيتكها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من عذق رداح لابي الدحداح قال ذلك مرارا قال فأتى امرأته فقال يا أم الدحداح اخرجي من الحائط فانى قد بعته بنخلة في الجنة فقالت ربح البيع أو كلمة تشبهها . رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال لما نزلت (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا) قال أبو الدحداح يا رسول الله ان الله يريد منا القرض قال نعم يا أبا الدحداح قال أرنا يدك قال فناوله يده قال قد أقرضت ربى حائطي وحائطه فيه ستمائة نخلة فجاء يمشى حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعيالها فنادى يا أم الدحداح قالت لبيك قال اخرجي فقد أقرضته ربى . رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات ورجال أبى يعلى رجال الصحيح . وعن عبد الرحمن بن أبزى ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى أبى الدحداح يستقرضه فلما جاءه الرسول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى يستقرضنى قال نعم قال فانى أشهد الله أن مالى في موضع كذا وكذا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من عذق لابي الدحداح في الجنة . * (باب ما جاء في البراء بن مالك رضى الله عنه) * عن محمد بن سيرين أن أنس بن مالك دخل على البراء بن مالك وهو يقول الشعر فقال له أخى أما علمك الله ما هو خير من هذا فقال له البراء أتخشى ان أموت على فراشي والله لا يكون ذلك أبدا بلا الله إباى فلقد قتلت مائة من المشركين منهم من تفردت بقتله ومنهم من شاركت فيه . رواه الطبراني وفيه أبو هلال الراسبي وضعفه جماعة وقد وثق ومحمد بن سيرين لم يسمع من البراء بن مالك . وعن أنس بن مالك قال استلقى البراء بن مالك على ظهره ثم تر نم فقال له أنس اذكر الله أي أخي فاستوى جالسا وقال اي أنس اترانى أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن إسحق بن عبدالله بن أبى طلحة قال بينما أنس بن مالك وأخوه البراء بن مالك عند حصن من حصون العدو
[ 325 ]
والعدو يلقون كلاليب في سلاسل محماء فتعلق بالانسان فيرفعونه إليهم فعلق بعض تلك الكلاليب بانس بن مالك فرفعوه حتى أقلوه من الارض فأتى أخوه البراء فقيل له أدرك أخاك وهو يقاتل الناس فأقبل يسعى حتى نزا في الجدار ثم قبض بيده على السلسلة وهى تدار فما برح يجرهم ويداه تدخنان حتى قطع الحبل ثم نظر إلى يديه فإذا عظامه تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم انحبى الله عزوجل أنس ابن مالك رضى الله عنه بذاك . رواه الطبراني وإسناده حسن . (باب ما جاء في أنس بن مالك رضى الله عنه) عن أنس بن مالك قال كنانى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبى حمزة قلت روى له الترمذي كنانى ببقلة كنت اجتنيها (1) . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن أنس قال كانت لى ذؤابة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذ بها . رواه الطبراني وإسناده جيد . وعن أنس قال إنى لارجو أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقول يا رسول الله خويدمك . رواه أبو يعلى وفيه الحكم بن عطية وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ثابت قال كنت إذا أتيت أنسا يخبر بمكانى فأدخل عليه فآخذ بيديه فاقبلهما وأقول بابى هاتين اليدين اللتين مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عينيه وأقول بأبى هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن أبى بكر المقدمى وهو ثقة . وعن قتادة قال لما مات أنس بن مالك قال مورق العجلى ذهب اليوم نصف العلم فقيل وكيف ذاك يا أبا المغيرة قال كان رجل من أهل الاهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا له تعالى إلى من سمعه منه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن جرير بن حازم قال قلت لشعيب بن الحبحاب متى مات أنس بن مالك قال سنة تسعين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن السرى ابن يحيى قال مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين . رواه الطبراني وإسناده منقطع . (باب ما جاء في حذيفة بن اليمان رضي الله عنه) بفة قال خيرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة (1) في الاصل مغفلة من النقط .
[ 326 ]
والنصرة فاخترت الهجرة . رواه البزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير على بن زيد وهو حسن الحديث . (باب ما جاء في عبدالله بن سلام وولده يوسف رضي الله عنهما) عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبدالله بن سلام عن ابيه أن عبدالله بن سلام قال لاحبار يهود اني أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهدا فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فوافاهم وقد انصرفوا من الحج فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى والناس حوله فقام مع الناس فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبدالله بن سلام قال نعم قال أدن فدنوت منه قال أنشدك بالله يا عبدالله بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له انعت لنا ربنا قال فجاء جبريل حتى وقف بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ففال عبدالله بن سلام أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم اسلامه فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وانا على نخلة لى أجزها (1) فسمعت رجة في المدينة فقلت ما هذا قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدم قال فألقيت نفسي من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر (2) حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي والله لو كان موسى بن عمران عليه السلام ما كان كذلك تلقى نفسك من أعلى النخلة ثم خرجت أحضر حتى أتيته فسلمت عليه ثم رجعت فقالت أمي والله لو كان موسى ابن عمران عليه السلام ما كان بذلك تلقى نفسك من أعلى النخلة فقلت والله لانا أشد فرحا بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم من موسى إذ بعث . رواه الطبراني واسناده منقطع ورجاله ثقات . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجئ رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة قال سعد وكنت تركت أخى عميرا يتوضأ قال قلت فجاء عبدالله بن سلام فأكلها قلت له حديث في الصحيح غير هذا رواه أحمد وابو يعلى والبزار وفيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف ، وبقية رجالهم رجال الصحيح . وعن يوسف ابن عبدالله بن سلام قال أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ومسح على رأسي (1) أي أقطع تمرها . (2) أي أعدو .
[ 327 ]
وسماني يوسف . رواه أحمد بأسانيد ورجال اسنادين منها ثقات . ورواه الطبراني بنحوه وقال ودعا لى بالبركة . * (باب ما جاء في أبي ذر رضي الله عنه) * عن ابى ذر قال انى لاقربكم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أقربكم منى يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته عليه ، وانه والله ما منكم من أحد الا وقد تشبث منها بشئ غيرى . رواه أحمد ورجاله ثقات إلا ان عراك بن مالك لم يسمع من أبى ذر فيما أحسب والله أعلم . ورواه الطبراني بنحوه . وعن ابن عباس قال قال أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أحبكم إلى وأقربكم منى الذى يخلفني على العهد الذى فارقني عليه . رواه الطبراني وفيه موسى ابن عبيدة وهو ضعيف . قال الطبراني في أبى ذر : هو جندب بن جنادة بن سفين ابن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . وعن محمد ابن عبدالله بن نمير قال اسم أبى ذر جندب بن جنادة ويقال اسم أبى ذر برير . رواه الطبراني . وعن زيد بن أسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي ذر يا برير . رواه الطبراني في حديث اختصرناه وهو مرسل ورجاله ثقات . وعن جبير بن نفير قال كان ابو ذر يقول لقد رأيتنى ربع الاسلام لم يسلم فبلى إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال رضى الله عنهما . رواه الطبراني باسنادين وأحدهما متصل الاسناد ورجاله ثقات . وعن أبى ذر قال كان لى أخ يقال له أنيس وكان شاعرا فننافر هو وشاعر آخر فقال أنيس أنا أشعر منك وقال الآخر أنا أشعر فقال أنيس فبمن ترضى ان تكون بيننا قال أرضى ان يكون بيننا كاهن مكة قال نعم فخرجا إلى مكة فاجتمعا عند الكاهن فأنشده هذا كلامه وهذا كلامه فقال لانيس قضيت لنفسك فكأنه فضل شعر أنيس فقال يا أخي بمكة رجل يزعم أنه نبى وهو على دينك قال ابن عباس قلت لابي ذر وما كان دينك قال رغبت آلهة قومي التى كانوا يعبدون فقلت أي شئ كنت تعبد قال لا شئ كنت أصلى من الليل حتى أسقط كانى حقاء حتى يوقظني حر الشمس فقيل له أين كنت توجه وجهك قال حيث وجهنى ربى قال
[ 328 ]
لى أنيس وقد شنؤوه (1) يعنى كرهوه قال أبو ذر فجئت حتى دخلت مكة فكنت بين الكعبة وأستارها خمس عشرة ليلة ويوما أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع وقد تعكن (2) بطني فجعلت امرأتان تدعوان ليلة آلهتهما وتقول إحداهما يا أساف هب لى غلاما وتقول الاخرى يا نائلة هب لى كذا وكذا فقلت هن بهن فولتا وجعلتا تقولان الصابئ بين الكعبة وأستارها إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يمشى وراء فقالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام قبح ما قالتا قال أبو ذر فظننت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إليه فقلت السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثا ثم قال لى منذ كم أنت ههنا قلت منذ خمسة عشر يوما وليلة قال فمن أين كنت تأكل قلت كنت آتى زمزم كل ليلة نصف الليل فأشرب منها شربة فما وجدت على كبدي سحفة جوع ولقد تعكن بطني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها طعم وشرب وهى مباركة قالها ثلاثا ثم سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن أنت فقلت من غفار قال وكانت غفار يقطعون على الحاج فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبض عنى فقال لابي بكر انطلق يا أبا بكر فانطلق بنا إلى منزل أبى بكر فقرب لنا زبيبا فاكلنا منه وأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمني الاسلام وقرأت شيئا من القرآن فقلت يا رسول الله انى أريد أن أظهر دينى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أخاف عليك أن تقتل قلت لابد منه قال انى أخاف عليك أن تقتل قلت لابد منه يا رسول الله وان قتلت فسكت عني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش حلق يتحدثون في المسجد فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فتنفضت الحلق فقاموا الي فضربوني حتى تركوني كانى نصب أحمر وكانوا يرون أنهم قد قتلوني فقمت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما بى من الحال فقال ألم أنهك فقلت يا رسول الله حاجة كانت في نفسي فقضيتها فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى الحق بقومك فإذا بلغك ظهورى فائتني فجئت وقد أبطأت عليهم فلقيت أنيسا فبكى وقال يا أخى ما كنت أراك الا قد قتلت لما أبصأت علينا ما صنعت ألقيت (1) في الاصل " شتموه " . (2) أي تثنى .
[ 329 ]
صاحبك الذى طلبت فقلت اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأسلم مكانه ثم أتيت أمي فلما رأتنى بكت وقالت يا بنى أبطأت علينا حتى تخوفت أن قد قتلت ما فعلت ألقيت صاحبك الذى طلبت قلت نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالت فما صنع أنيس قلت أسلم فقالت وما بى عنكما رغبة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فاقمت في قومي فأسلم منهم ناس كثير حتى بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتيته قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني في الاوسط ، وفى رواية عنده ايضا فاحتملت أمي وأختى حتى نزلنا بحضرة مكة فقال أخي انى مدافع رجلا على الماء بشعر وكان امرأ شاعرا فقلت لا تفعل فخرج به اللجاج (1) حتى دافع دريد بن الصمة صرمته إلى صرمته وايم الله لدريد يومئذ أشعر من أخى فتقاصيا إلى خنساء فقضت لاخى على دريد وذلك ان دريدا خطبها إلى أبيها فقالت شيخ كبير لا حاجة لى فيه فحقدت ذلك عليه فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة ثم أتيت مكة فابتدأت بالصفا فإذا عليه رجالات قريش وقد بلغني أن بها صابنا أو مجنونا أو شاعرا أو ساحرا فقلت أين الذى يزعمون فقالوا هو ذاك حيث ترى فانقلبت إليه فو الله ما جزت عنهم قيس (2) حجر حتى أكبوا على كل حجر وعظم ومدر فضرجوني بلدم فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وصمت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب الا ماء زمزم حتى إذا كانت ليلة قمراء فاقبلت امرأتان من خزاعة فطافتا بالبيت . قلت فذكر الحديث بنحو ما في الصحيح ، وفى الطريق الاولى أبو الطاهر يروى عن أبى يزيد المدينى ولم أعرف أبا الطاهر ، وبقية رجالها رجال الصحيح ، وفى الرواية الثانية جماعة لم أعرفهم . وعن ابى الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذى لهجة أصدق من ابى ذر . رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه على بن زيد وقد وثق وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالرحمن بن غنم انه زار ابا الدرداء بحمص فمكث عنده ليالى فامر بحماره فاوكف (3) له فقال أبو الدرداء لا اراني الا متبعك فأمر بحماره فأسرج فسارا على حماريهما فلقيا رجلا شهد (1) في الاصل " اللحاح " . (2) أي قدر . (3) أي أسرج . (39 تاسع مجمع الزوائد)
[ 330 ]
الجملة بالامس عند معاوية بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفانه فأخبرهما خبر الناس ثم ان الرجل قال وخبر آخر كرهت أن اخبركماه اراكما تكرهانه فقال أبو الدرداء فلعل ابا ذر نفى قال نعم والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا من عشر مرات ؟ م قال أبو الدرداء ارتقبهم واصطبر كما قيل لاصحاب الناقة اللهم ان كذبوا ابا ذر فانى لا اكذبه اللهم ان اتهموه فانى لا اتهمه اللهم وان استغشوه فانى لا استغشه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن احدا ويسر إليه حين لا يسر لاحد أما والذى نفس ابى الدرداء بيده لو ان ابا ذر قطع يمينى ما ابغضته بعد الذى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من ابى ذر . رواه احمد والطبراني بنحوه وزاد وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب ان ينظر إلى المسيح عيسى بن مريم إلى بره وصدقه وجده فلينظر إلى ابى ذر ، والبزار باختصار ورجال احمد وثقوا وفى بعضهم خلاف . وعن ابى الدرداء قال والله ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدنى ابا ذر إذا حضر ويفتقده إذا غاب . رواه الطبراني وفيه ابو بكر بن ابى مريم (1) وقد اختلط . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابا ذر ليباري عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم في عبادته . رواه الطبراني وفيه ابراهيم العحرى وهو ضعيف وابراهيم مع ضعفه لم يدرك ابن مسعود . وبسنده عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر إلى شيبه عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم خلقا وخلفا فلينظر الي ابي ذر رضى الله عنه . وعن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر رأيت كأنى وزنت باربعين انت فيهم فوزنتهم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن الحسين بن على قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ان الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم على بن أبى طالب وأبو ذر والمقداد بن الاسود . رواه أبو يعلى وفيه النضر بن حميد وهو متروك . وعن أنس رفعه قال الجنة تشتاق إلى ثلاثة على وعمار أحسبه قال وابوذر قلت رواه الترمذي غير ذكر أبى ذر رواه البزار واسناده حسن . وعن أبى ذر قال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما صبه جبريل وميكائيل عليهما السلام في صدره الا صبه في صدري وما تركت (1) سقط من الاصل " أبى " وهو غلط ظاهر .
[ 331 ]
شيئا صبه في صدري الا صببته في صدر مالك بن ضمرة . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن عبدالله بن خراش قال رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة سوداء ومعه امرأة شحماء وهو جالس على جوالق فقيل له يا ابا ذر انك امرؤ لا يبقى لك ولد فقال الحمد لله الذى يأخذهم في الفناء ويدخرهم في دار البقاء فقالوا يا ابا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه فقال لان اتزوج امرأة تضعنى أحب إلى من امرأة ترفعني قالوا له لو اتخذت بساطا ألين من هذا فقال اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدالك . رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن محمد بن سيرين قال بلغ الحارث رجل كان بالشام من قريش ان ابا ذر كان به عوز فبعث إليه بثلثمائة دينار فقال ما وجد عبدالله من هو أهون عليه منى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سأل وله أربعون فقد ألحف ولابي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وما هنان ، قال أبو بكر بن عياش يعني خادمين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله ابن أحمد بن عبدالله بن يونس وهو ثقة . وعن أبى شعبة قال جاء رجل إلى أبى ذر فعرض عليه نفقة فقال أبو ذر عندنا أعنز نحلبها وحمر تنقلنا ومحررة تخدمنا وفضل عباءة عن كسوتنا انى لاخاف ان أحاسب على الفضل . رواه الطبراني وابو شعبة البكري لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى الاسود الديلى قال رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت لابي ذر شبيها . رواه عبدالله . وعن ابراهيم يعني ابن الاشتر ان أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال ما يبكيك فقالت أبكي انه لا يدلى بنفسك وليس عندي ثوب يسع لك كفنا قال لا تبكى فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الارض تشهده عصابة من المؤمنين قال فكل من كان منهم في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية لم يبق منهم غيرى وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فانك سوف ترين ما أقول فانى والله ما كذبت ولا كذبت قالت وأنى ذلك وقد انقطع الحاج قال راقبي الطريق قال فبينا هي كذلك إذا هي بالقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا مالك فقالت امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجرون فيه قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وامهاتهم ووضعوا سياطهم
[ 332 ]
في نحورها يبتدرونه فقال ابشروا فأنتم النفر الذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ما قال ثم أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبا من أثوابي يسع لاكفن فيه فانشدكم بالله لا يكفنى رجل منكم كان عريفا أو أميرا أو بريدا فكل القوم قد نال من ذلك شيئا الا فتى من الانصار كان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأخذ ثوبي هذين الذين على قال أنت صاحبي . رواه أحمد من طريقين أحدهما هذه والاخرى مختصرة عن ابراهيم بن الاشتر عن أم ذر ، ورجال الطريق الاولى رجال الصحيح ورواه البزار بنحوه باختصار . وعن محمد بن كعب أن ابن مسعود أقبل في ركب عمار فمر بجنازة أبى ذر على ظهر الطريق فنزل هو وأصحابه فواروه وكان أبو ذر دخل مصر واختط بها دارا . رواه الطبراني ومحمد بن كعب لم يدرك أبا ذر وابن اسحاق مدلس . وعن يزيد ابن أبى حبيب وكان أبو ذر ممن شهد الفتح مع عمرو بن العاص . رواه الطبراني واسناده منقطع . وعن يحيى بن بكير قال مات أبو ذر بالربذة سنة ثنتين وثلاثين واسمه جندب بن جنادة واسناده منقطع . * (باب ما جاء في سلمان الفارسى رضى الله عنه) * عن سلمان الفارسى قال كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من قرية منها يقال لها جى وكان أبى دهقان قريته وكنت أحب خلق الله إليه فلم يزل به حبه اياى حتى حبسني في بيت كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار بوقدها لا أتركها تخبو ساعة قال فكانت لابي ضيعة عظيمة قال فشغل في بنيان له يوما فقال لى يا بنى قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون وكنت لا أدرى ما أمر الناس بحبس أبى إياى في بيته فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ماذا يصنعون فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه فو الله ما تركتم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبى ولم آتها فقلت لهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام قال ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في
[ 333 ]
طلبي وقد شغلته عن عمله كله قال فلما جئته قال أي بني ليس في ذلك الدين خير دينك ودين آبائك خير منه قال قلت كلا والله انه لخير من ديننا قال فخافني فجعل في رجلى قيدا ثم حبسني في بيته قال وبعثت إلى النصارى وقلت لهم إذا قدم عليهم من الشام تجار من النصارى فاخبروني بهم قال فقلت إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنونى بهم قال فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلى ثم خرجت معهم حتى الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين قالوا الاسقف في الكنيسة قال فجئنه فقلت انى قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن اكون معك في كنيستك أخدمك في كنيستك واتعلم منك واصلي معك قال أدخل فدخلت معه قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا فيها شيئا اكتنزه لنفسه ولم يعط المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق قال وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم ان هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جمعتم له منها اشياء جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا قالوا وما علمك بذلك قلت انا أدلكم على كنزه قالوا فدلنا عليه قال فأريتهم موضعه فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فلما رأوها قالوا والله لا ندفنه أبدا قال فصلبوه ثم رجمعوه بالحجارة ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه بمكانه قال يقول سلمان قلما رأيت رجلا يصلى الخمس أرى انه أفضل منه ولا أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا منه قال فأحببته حبا لم أحبه من قبله فأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة فقلت له يا فلان إنى كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه أحدا قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله فالى من توصى بى وما تأمرني قال أي بنى والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو فلان فهو ما كنت عليه فالحق به قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقله له يا فلان ان فلانا أوصاني عند موته فأقمت عنده فوجدته خير رجل فلم يلبث ان مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان ان فلانا أوصاني اليك وقد أمرنى باللحوق بك وقد حضرك من أمر الله ما ترى فالي من توصى بي وما تأمرني
[ 334 ]
قال أي بنى والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه الا رجلا بنصيبين فجئته فأخبرته خبرى وما امرني به صاحبي قال اقم عندي فوجدته على امر صاحبيه فأقمت مع خير رجل (1) فو الله ما لبث ان نزل به الموت فلما احضر قلت يا فلان إن فلانا كان اوصى بى إلى فلان ثم اوصى بى فلان اليك فالي من توصى بى وما تأمرني قال أي بنى والله ما اعلم احدا بقى على امرنا آمرك ان تأتيه الا رجلا بعمورية فانه على مثل ما نحن عليه فان احببت فائته فانه على مثل أمرنا قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبرى فقال اقم عندي فأقمت مع رجل على امر اصحابه وهديهم واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة قال ثم نزل به امر الله عزوجل قال فلما حضر قلت له يا فلان اني كنت مع فلان وانه اوصى بى إلى فلان واوصى فلان اليك فالى من توصى بى وما تأمرني قال فانني والله ما اعلم أحدا على ما كنا عليه من الناس آمرك ان تأتيه ولكن قد أظلك زمان نبى هو مبعوث بدين ابراهيم يخرج بأرض العرب مهاجره إلى أرض بين حرتين (2) بينهما نخل به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فان استطعت ان تلحق بتلك البلاد فافعل قال ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله ان أمكث ثم مر بى نفر من كلب تجار قلت لهم تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقيراتى هذه وغنيمتي هذه فقالوا نعم فاعطيتموها فحملوني حتى إذا قدموا بى وادى القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود وكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذى وصف لي صاحبي ولم يخف في نفسي فبينا أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بنى قريظة فابتاعنى منه فحملني إلى المدينة فو الله ما هو الا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فاقمت بها وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم فاقام بمكة لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق ثم هاجر إلى المدينة فو الله إني لفى رأس عذق لسيدي أعمل معه بعض العمل وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال فلان قاتل الله بنى قيلة والله انهم الآن مجتمعون عند رجل قدم من مكة اليوم يزعم أنه نبي قال فلما سمعتها أخذتني (1) هنا زيادة " فلما مات " . (2) الحرة : الارض ذات الحجارة السود والمدينة بين حرتين .
[ 335 ]
العرواء (1) حتى ظننت سأسقط على سيدى قال ونزلت عن النخلة وجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول ماذا تقول فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة ثم قال مالك ولهذا أقبل على عملك قال قلت لا شئ انما أردت ان أستثبته عما قال وكان عندي شئ قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت عليه فقلت له انه قد بلغني انك رجل صالح معك أصحاب لك عريا ذو حاجة وهذا شئ كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه كلوا وأمسك يده فلم يأكل قال فقلت في نفسي هذه واحدة ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم جئته فقلت اني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية اكرمتك بها قال فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأمر اصحابه فأكلوا معه قال فقلت في نفسي هذه اثنتان قال ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد وقد تبع جنازة من اصحابه عليه شملتان له وهو جالس في اصحابه فسلمت عليه ثم استدرت انظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذى وصف لى صاحبي فلما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته عرف اني أستثبت في شئ قد وصف لى قال فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم وعرفته فانكببت عليه اقبله وابكى فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم تحول فتحولت فقصصت عليه حدبثى كما حدثتك يا ابن عباس فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يسمع ذلك اصحابه وشغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد قال ثم قال ل رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلثمائة نحلة احييها له بالعفير وبأربعين اوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه اعينوا اخاكم فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودبة (2) والرجل بعشرين ودية والرجل بخمس عشرة ودية والرجل بعشر يعين الرجل بقدر ما عنده حتى إذا اجتمعت لى ثلثمائة ودية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب يا سلمان فعفر لها فإذا فرغت فائتني فأكون انا اضعها بيدى قال فعفرت لها وأعانني اصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معى إليها فجعلنا نقرب إليه الودى ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فو الذى (1) العرواء : برد الحمى . (2) الودية : النخلة الصغيرة .
[ 336 ]
نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل وبقى على المال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المعادن فقال ما فعل الفارسى المكاتب قال فدعيت له فقال خذ هذه فأدبها ما عليك يا سلمان قال قلت وأين تقع هذه يا رسول الله مما على قال خذها فان الله سيؤدى ما عليك قال فأخذتها فوزنت لهم منها والذى نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ثم لم يفتنى معه مشهد . وفى رواية عن سلمان قال لما قالت وأين تقع هذه من الذي على يا رسول الله أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلبها على لسانه ثم قال خذها فأوفهم منها حقهم كله أربعين أوقية . رواه احمد كله والطبراني في الكبير بنحوه باسانيد وإسناد الرواية الاولى عند احمد والطبراني رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحق وقد صرح بالسماع ورجال الرواية الثانية انفرد بها احمد ورجالها رجال الصحيح غير عمرو ابن أبى قرة الكندي وهو ثقة ورواه البزار . وعن سلمان قال كنت من ابناء أساورة فارس قال فذكر الحديث قال فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى مررت على قوم من الاعراب فاستعبدوني فباعوني حتى اشترتني امرأة فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم وكان العيش عزيزا فقلت لها هي لى يوما قالت نعم قال فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته فصنعت طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت صدقة فقال لاصحاب كلوا ولم يأكل فقلت هذه من علاماته ثم مكثت ما شاء الله ان أمكث فقلت لمولاتي هبى لى يوما قالت نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته بأكثر من ذلك فصنعت طعاما فأتيته به وهو جالس بين أصحابه فوضعته بين يديه فقال ما هذا فقلت هدية فوضع يده وقال لاصحابه خذوا بسم الله وقمت خلفه فوضع رداءه فإذا خاتم النبوة فقلت أشهد أنك رسول الله فقال وما ذاك فحدثته عن الرجل فقلت له أيدخل الجنة يا رسول الله فانه حدثنى أنك نبى قال لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة . وعن بريدة قال جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا يا سلمان قال
[ 337 ]
صدقة عليك وعلى أصحابك قال ارفعها فانا لا نأكل الصدقة فرفعها وجاءه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال ما هذا يا سلمان قال صدقة عليك وعلى أصحابك قال ارفعها فانا لا نأكل الصدقة فرفعها وجاءه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال ما هذا يا سلمان قال فقال هذه هدية لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه انشطوا قال فنظر إلى الخاتم الذى على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا كذا درهما وعلى ان يغرس نخلا يعمل فيها سلمان حتى تطعم قال فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل إلا نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرس هذه قال عمر أنا غرستها يا رسول الله قال فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غرسها فحملت من عامها . رواه احمد والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن سلمان الفارسى قال كنت رجلا من أهل جي وكان أهل قربتى يعبدون الخيل البلق وكنت أعرف أنهم ليسوا على شئ فقيل لى ان الدين الذى تطلب إنما هو بالمغرب فخرجت حتى اتيت الموصل فسألت عن أفضل رجل فيها فدللت على رجل في صومعة فأتيته فقلت انى رجل من أهل جى وانى جئت أطلب العلم وأتعلم منك فضمني اليك أخدمك وأصحبك وتعلمنى شيئا مما علمك الله قال نعم فصحبته فاجرى على مثل ما يجرى عليه من الخل والزيت والحبوب فلم أزل معه حتى نزل به الموت فجلست عند رأسه أبكيه فقال ما يبكيك فقلت والله يبكيني انى خرجت من بلادي أطلب العلم فرزقني الله عزوجل صحبتك فعلمتني وأحسنت صحبتي فنزل بك الموت فلا ادرى اين أذهب قال لى اخ بالجزيرة بمكان كذا وكذا وهو على الحق فائنه فاقرئه منى السلام واخبره انى اوصيت بك إليه واوصيك بصحبته قال فلما ان قبض الرجل خرجت حتى اتيت الرجل الذى وصف فاخبرته بالخبر واقرأته السلام من صاحبه واخبرته انه هلك وامرني بصحبته فضمني إليه واجري على كما كان يجرى على من الاجر فصحبته ما شاء الله ونزل به الموت فلما ان نزل به الموت جلست عند رأسه ابكي فقال ما يبكيك قلت خرجت من بلادي اطلب الخير فرزقني الله صحبة فلان فاحسن صحبتي وعلمني فلما نزل بن الموت اوصى بى اليك فضممتنى فاحسنت صحبتي وعلمتني وقد نزل بك الموت فلا ادرى اين (40 تاسع مجمع الزوائد)
[ 338 ]
اتوجه قال ان خالي على قرب الرومي فهو على الحق فائته فاقرئه منى السلام واصحبه فانه على الحق فلما قبض الرجل خرجت حتى اتيته فاخبرته بخبرى وبوصية الآخر قبله قال فضمني إليه واجري على كما كان يجرى على فلما نزل به الموت جلست ابكى عند رأسه فقال ما يبكيك فقصصت قصتي فقلت له ان الله رزقني صحبتك فاحسنت صحبتي وقد نزل بك الموت ولا ادرى اين اتوجه قال ما بقي احد اعمله على دين عيسى عليه السلام في الارض ولكن هذا أو ان يخرج فيه نبى أو قد خرج بتهامة فائت على الطريق لا يمر بك احد الا سألته عنه فإذا بلغك انه خرج فائته فانه النبي الذى بشر به عيسى عليه السلام وآية ذلك ان بين كتفيه خاتم النبوة وانه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة قال وكان لا يمر بى احد الا سألته عنه فمر بى ناس من اهل مكة فسألتهم فقالوا نعم قد ظهر فينا رجل يزعم انه نبى فقلت لبعضهم هل لكم ان اكون عبدا لبعضكم على ان تحملوني عقبة وتطعموني من الخبز كسرا فإذا بلغتم إلى بلادكم فان شاء ان يبيع باع وان شاء ان يستعبد فقال رجل منهم انا فصرت عبدا له حتى قدم مكة فجعلني في بستان له مع حبشان كانوا فيه فخرجت وسألت فلقيت امرأة من بلادي فسألتها فإذا اهل بيتها قد اسلموا وقالت ان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في الحجر هو واصحابه إذ صاح عصفور مكة حتى إذا اضاء لهم الفجر تفرقوا فانطلقت إلى البستان فكنت أختلف ليلتي فقال لى الحبشان مالك قلت اشتكي بطني فقال وانما صنعت ذلك لئلا يفقدوني إذا ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فلما كانت الساعة التي اخبرتني المرأة التى يجلس فيها هو واصحابه خرجت امشى حتى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو محتب واصحابه حوله فاتيته من ورائه فعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذى اريد فأرسل حبوته فنظرت الي خاتم النبوة بين كتفيه فقلت الله أكبر هذه واحدة ثم انصرفت فلما كانت الليلة المقبلة لقطت تمرا جيدا ثم انطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه فقال ما هذا قلت هدية فأكل منها وقال للقوم كلوا قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله فسألني عن امري فأخبرته قال اذهب فاشتر نفسك فانطلقت إلى صاحبي فقلت بعنى نفسي فقال نعم على أن تنبت لى مائة نخلة فإذا انبت جئتني
[ 339 ]
بوزن نواة من ذهب فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشتر نفسك بالذى سألك وائتني بدلو من ماء البئر التى كنت تسقى منها ذلك النخل قال فدعا لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سقيتها فو الله غرست مائة نخلة فما منها نخلة الا نبتت فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن النخل فد نبتت فاعطاني قطعة من ذهب فانطلقت بها فوضعتها في كفة الميزان ووضع في الجانب الآخر نواة قال فو الله ما استعلت القطعة من الارض من الذهب قال وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته فاعتقني . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن عبد القدوس التميمي ضعفه احمد والجمهور ووثقه ابن حبان وقال ربما أغرب ، وبقية رجاله ثقات . وعن سلمان قال كنت رجلا من أهل مدينة أصبهان فبينا انا إذ القى الله عزوجل في قلى من خلق السموات والارض رجلا لا يكلم الناس يتحرج فسألته أي الذين أفضل فقال مالك ولهذا الحديث أتريد دينا غير دينك قلت لا ولكن ان أعلم من خلق السموات والارض وأى دين أفضل قال ما اعلم على هذا غير راهب بالموصل قال فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد قتر عليه في الدنيا يصوم النهار ويقوم الليل فكنت أعبد كعبادته فلبثت عنده ثلاث سنن ثم توفى فقلت إلى من توصى بى فقال ما أعلم أحدا من أهل المشرق على ما أنا عليه فعليك براهب من وراء الجزيرة فاقرئه منى السلام قال فجئته فاقرأته السلام وأخبرته انه قد توفى فمكثت عنده أيضا ثلاث سنين ثم توفى فقلت إلى من تأمرني ان أذهب قال ما أعلم أحدا من اهل الارض على ما انا عليه غير راهب بعمورية شيخ كبير وما أدرى تلحقه أم لا فذهبت إليه فكنت عنده فإذا رجل موسع عليه فلما حضرته الوفاة قلت له اين تأمرني ان أذهب قال ما أعلم احدا من اهل الارض على ما انا عليه ولكن ان أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من بيت إبرهيم صلى الله عليه وسلم وما اراك تدركه وقد كنت ارجو ان ادركني ان استطعت ان تكون معه فافعل فانه الدين وامارة ذلك قومه يقولون ساحر مجنون كاهن وانه يأكل الهدية ولا ياكل الصدقة وان عند غضروف كتفه خاتم النبوة فبينا انا كذلك أتى ركب من نحو المدينة فقيل من انتم فقالوا نحن من اهل المدينة ونحن قوم تجار نعيش بتجارتنا ولكنه قد خرج رجل من ولد ابرهيم
[ 340 ]
صلى الله عليه وسلم فقدم علينا وقمه يقاتلونه وقد خشينا ان يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة فقلت ما يقولون فيه قال يقولون ساحر مجنون كاهن فقلت هذه الامارة دلوني على صاحبكم فجئته فقلت تحملني إلى المدينة فقال ما تعطيني فقلت ما أجد شيئا أعطيك غير أنى عبد لك فحملني فلما قدمت جعلني في نخلة فكنت اسقي كما يسقي البعير حتى دبر ظهرى وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تستقى فكلمتها ففقهت كلامي فقلت لها أين هذا الرجل الذى خرج دليني عليه قالت سيمر عليك بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه التمر فقال ما هذا أصدقة أم هدية فأشرت أنه صدقة فقال انطلق إلى هؤلاء وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت هذه الامارة فلما كان الغد جئت بتمر فقال ما هذا فقلت هذه هدية فأكل ودعا أصحابه فأكلوا ثم رأني أتعرض لارى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله وألتزمه فقال ما شأنك فسألني فأخبرته فقال اشترطت لهم انا عبد فاشتر نفسك منهم فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم على ان يحيى لهم ثلثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهب ثم هو حر قال النبي صلى الله عليه وسلم اغرس فغرس ثم انطلق فألق الدلو على البئر ثم لا ترفعه حتى يرتفع فانه إذا امتلا ارتفع ثم رش في أصولها ففعل فنيت النخل أسرع النبات فقال سبحان الله ما رأينا مثل هذا العبد ان لهذا العبد لشأنا فاجتمع الناس عليه وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم تبرا فإذا فيه أربعون اوقية . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن سلامة العجلي قال جاء ابن أخت لي من البادية يقال له قدامة فقال لى ابن أختى أحب أن ألقى سلمان فاسلم عليه فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا فوجدناه على سرير يسقي حوضا فسلمنا على فقال يا أبا عبدالله هذا ابن اخت لى قدم من البادية فاحب أن يسلم عليك فقال وعليه السلام ورحمة الله قلت يزعم أنه يحبك قال أحبه الله قال فتحدثنا وقلنا له يا أبا عبدالله ألا تحدثنا عن أصلك وممن أنت قال اما أصلى وممن انا فانا من رامهرمز كنا قوما مجوسا فاتى رجل نصراني من أهل الجزيرة وكان يمر بنا فينزل فينا واتخذ فينا ديرا وكنت في كتاب الفارسية وكان لا يزال غلام معى في الكتاب
[ 341 ]
يجئ مضروبا ويبكى قد ضربه أبواه فقلت له يوما ما يبكيك قال يضربني أبواي قال ولم يضرباك قال آتى هذا الدير فإذا علما ذلك ضرباني وأنت لو أتيته لسمعت منه حديثا عجبا قلت اذهب بى معك فاتيناه فحدثنا عن بدء الخلق خلق السموات والارض وعن الجنة والنار قال فحدثنا حديثا عجبا قال وكنت اختلف إليه معه قال ففطن غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا فلما رأى ذلك أهل القربة أتوه فقالوا له يا هذا إنك قد جاورتنا فلم نر من جوارك إلا الحسن وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك وإنا نخاف ان تفتنهم علينا اخرج عنا قال نعم قال كذلك الغلام الذى يأتيه اذهب معى قال لا أستطيع ذلك قد علمت سنة ابوى على قلت لكنى أخرج معك وكنت يتما لا أب لى فخرجت معه فاخذنا جبل رامهرمز فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر حتى قدمنا الجربرة فقدمنا نصيبين فقال لى صاحبي يا سلمان إن قوما ههنا هم عباد اهل الارض وانا احب ان القاهم قال فجئناهم يوم الاحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم صاحبي فحيوه وبشوا له قالوا أين كانت غيبتك قال كنت في اخوان لى من قبل فارس فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لى صاحبي قم يا سلمان انطلق فقلت دعني مع هؤلاء قال قلت انك لا تطيق ما يطيق هؤلاء يصمون من الاحد إلى الاحد ولا ينامون هذا الليل وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة فكنت فيهم حتى إذا امسينا قال الرجل الذي من أبناء الملوك هذا الغلام يضيعوه ليأخذه رجل منكم قالوا خذه انت قالوا يا سلمان هذا خبز وهذا أدم فكل إذا غربت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم دخل في صلاته فلم يكلمني الا ذاك ولم ينظر إلى فأخذني الغم تلك السبعة الايام لا يكلمني أحد حتى كان الاحد فانصرف إلى فذهبنا إلى مكانهم الذى كانوا يجتمعون قال وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضا فيسلم بعضهم على ثم لا يلتفتون إلى مثله قال فرجعت إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال لى أول مرة هذا خبز وأدم فكل منه إذا غربت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلى ولم يكلمني إلى الاحد الآخر فاخذني غم وحدثت نفسي بالفرار ثم دخل في صلاته فقلت أصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان الاحد رجعنا إليهم فاجتمعوا فقال لهم اني أريد بيت المقدس فقالوا له وما
[ 342 ]
تريد إلى ذلك قال لا عهد لى به قالوا انا نخاف ان يحدث به حدث فيليك غيرنا وكنا نحب ان نليك قال لا عهد لى به فلما سمعته يذكر ذاك فرحت قلت نسافر نلقى الناس فذهب عنى الغم الذى كنت أجد فخرجنا انا وهو وكان يصوم من الاحد إلى الاحد ويصلى الليل كله ويمشى النهار فإذا نزلنا قام يصلى فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس فلما رآه أهل بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به فقال لهم غلامي هذا فاستوصوا به فانطلقوا بى فاطعموني خبزا ولحما ودخل في صلاته فلم ينصرف إلى حتى كان يوم الاحد الآخر ثم قال لى يا سلمان انى أريد ان أضع رأسي فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فايقظني فوضع رأسه فبلغ الظل الذى قال فلم أوقظه مأواة (1) له مما رأيت من اجتهاده ونصبه فاستيقظ مذعورا فقال يا سلمان ألم أكن قلت لك إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا قلت بلى وانما منعنى مأواة لك لما رأيت من دأبك قال ويحك يا سلمان اعلم ان افضل ديننا اليوم النصرانية قلت ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية كلمة ألقيت على لساني قال نعم يوشك ان يبعث نبى ياكل الهدية ولا ياكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا ادركته فاتبعه وصدقه قلت وان أمرنى ان ادع دبن النصرانية قال نعم فانه نبى لا يأمر الا بحق ولا يقول الا حقا والله لو أدركته ثم أمرنى ان أقع في النار لوقعتها ثم خرج من بيت المقدس فمررنا على ذلك المقعد فقال له دخلت فلم تعطنى وهذا تخرج فاعطني فالتفت فلم بر وجه (2) أحد قال فاعطني يدك قال فناوله يده فقال قم باذن الله فقام صحيحا سويا فتوجه نحو بيته فاتبعته بصرى تعجبا مما رأيت وخرج صاحبي وأسرع المشى وتلقاني رفقة من كلب أعراب فسونى فحملوني على بعير وشدوني وثاقا فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة فاشتراني رجل من الانصار فجعلني في حائط (3) له من نخل فكنت فيه قال ومن ثم تعلمت عمل الخوص اشترى خوصا بدرهم وأعمله فابيعه بدرهمين فاردهما إلى الخوص واستنفق درهما احب ان آكل من عمل يدى وهو يدمئذ على عشرين الفا فبلغنا ونحن بالمدينة ان رجلا خرج بمكة يزعم ان الله عزوجل ارسله فمكثنا ما شاء الله ان نمكث فهاجر الينا وقدم علينا فقلت والله لا جربنه فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته فجعلت (1) أي شفقة ورقة . (2) في الاصل " يرجو له " . (3) أي بستان .
[ 343 ]
قصعة من ثريد فاحتملتها حتى اتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه فقال ما هذه صدقة ام هدية قلت بل صدقة قال لاصحابه كلوا بسم الله وأمسك ولم ياكل فمكثت اياما ثم اشتريت ايضا بدرهم لحم جزور فاصنع مثلها واحتملتها حتى اتيته بها فوضعها بين يديه فقال ما هذه هدية ام صدقة قلت لا بل هدية قال لاصحابه كلوا بسم الله واكل معهم قلت هذا والله يأكل الهدية ولا ياكل الصدقة فنظرت فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت ثم قلت له داب يا رسول الله أي قوم النصارى قال لاحرقنهم ومن يحبهم قلت في نفسي فانا والله أحبهم وذلك حين بعث السرايا وجرد السيف فسرية تدخل وسرية تخرج والسيف يقطر فقلت تحدث الآن انى أحبهم فيبعث إلى فيضرب عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال يا سلمان أجب قلت من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت والله هذا الذى كنت أحذر قلت نعم اذهب حتى ألحقك قال لا والله حتى تجئ وأنا أحدث نفسي أن لو ذهب أن أفر فانطلق بى فانتهيت إنيه فلما رآني تبسم وقال لى يا سلمان ابشر فقد فرج الله عنك ثم تلا هؤلاء الآيات (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم اعمالكم سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين) قلت يا رسول الله والذى بعثك بالحق لقد سمعته يقول لو أدركته فأمرني أن أدخل في النار لوقعتها إنه نبى لا يقول إلا حقا ولا يأمر إلا بحق ، وفى رواية مختصرة قال فانزل الله عزوجل (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) حتى بلغ (تفيض من الدمع) فارسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا سلمان إن إصحابك هؤلاء الذين ذكر الله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سلامة العجلى وقد وثقه ابن حبان . وعن ام الدرداء قالت اتانى سلمان الفارسى يسلم على وعليه عباءة قطوانية مرتديا بها فطرحت وسادة فلم يردها ولف عباءته فجلس عليها فقال بحسبك ما بلغك المحل ثم حمد الله ساعة وكبر وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اين صاحبك يعنى ابا الدرداء قلت هو في المسجد فانطلق إليه ثم اقبلا جميعا وقد اشترى أبو الدرداء لحما بدرهم فهو في يده معلقه فقال يا ام الدرداء
[ 344 ]
اخبزي واطبخي ففعلنا ثم اتينا سلمان بالطعام فقال أبو الدرداء كل مع ابى الدرداء فانى صائم قال سلمان لا آكل حتى تأكل فافطر أبو الدرداء وأكل معه فلما كانت الساعة التى يقوم فيها أبو الدرداء ذهب ليقوم اجلسه سلمان فقال أبو الدرداء اتنهانى عن عبادة ربى فقال سلمان ان لعينك عليك نصيبا وان لاهلك عليك نصيبا فمنعه حتى إذا كان في وجه الصبح قاما فركعا ركعات ثم اوترا ثم خرجا إلى صلاة الصبح فذكرا أمرهما للنبى صلى الله عليه وسلم فقال ما لسلمان ثكلته أمه لقد أسبع من العلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن جبلة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص ببصره إلى السماء قلنا يا رسول الله ما هذا قال رأيت ملكا عرج بعحل سلمان . رواه الطبراني وفيه عبد النور بن عبدالله المسمعي وهو كذاب . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة تشتاق إليهم الحور العين على وعمار وسلمان قلت له عند الترمذي ان الجنة تشتاق إلى ثلاثة رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الايادي وقد حسن الترمذي حديثه . وعن بقيرة امرأة سلمان قالت لما حضر سلمان الموت دعاني وهو في علية لها أربعة أبواب فقال افتحي يا بقيرة هذه الابواب فأرى اليوم روادا لا أدري من أي هذه الابواب يدخلون على ثم دعا بمسك له ثم قال أديفيه (1) في تور (2) ففعلت ثم قال انضحى (3) حلول فراشي ثم انزلى فامكثي فسوف تطلعين مرن على فراشي فاطلعت فإذا هو قد أخذ روحه مكانه على فراشه أو نحو هذا . رواه الطبراني من طريق الجزل عن بقيرة ولم أعرفهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب مناقب عبدالله بن أنيس رضى الله عنه) * تقدم في المغازى (4) في سريته إلى خالد بن سفيان . رواه أحمد وغيره . * (باب في أبي الهيثم رضى الله عنه) * عن ابن شهاب في تسمية من شهد العقبة من الانصار أبو الهيثم وهو نقيب . رواه الطبراني مرسلا واسناده حسن . قلت وقد تقدم حديث شهوده بدرا في غزوة بدر . وعن يحيى بن بكير قال توفى أبو الهيثم بن التيهان سنة عشرين واسمه مالك . رواه الطبراني . (1) أي اخلطيه بماء . (2) أي إناء . (3) أي رشى . (4) في الجزء السادس .
[ 345 ]
(باب ما جاء في زيد بن ثابت رضى الله عنه) عن زيد بن ثابت قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن احدى عشرة سنة . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن زيد بن ثابت قال أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساني قبطية . رواه الطبراني وفيه اسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد وهو ضعيف . وعن مصعب بن سعد قال قال عثمان يعنى ابن عفان ادعوا لى زيد بن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الشعبى ان زيد بن ثابت كبر على أمه أربعا ثم أتى بدابته فاخذ له ابن عباس بالركاب فقال له زيد دعه أو ذره فقال ابن عباس هكذا نفعل بالعلماء الكبراء . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رزين الرماني وهو ثقة . وعن يحيى ابن سعيد قال قال أبو هريرة حين مات زيد بن ثابت اليوم مات حبر هذه الامة وعسى الله ان يجعل في ابن عباس منه خلفا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا أن يحيى بن سعيد الانصاري لم يسمع من أبي هريرة . قلت وقد تقدم في ذهاب العلم كلام لابن عباس حين مات زيد بن ثابت . وعن يحيى ابن بكير قال توفى زيد بن ثابت سنة ثمان وأربعين وسنه تسع وخمسون لان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجازه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة والخندق في شوال سنة أربع وقد اختلف في وفاته . رواه الطبراني واسناده منقطع . * (باب ما جاء في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه) * عن أنس قال كانت منزلة قيس بن سعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة صاحب الشرطة من الامير . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة كان قيس بن سعد في مقدمته بين يديه بمنزلة صاحب الشرطة فكلم النبي صلى الله عليه وسلم في قيس ان يصرفه عن الموضع الذى وضعه به مخافة ان يتقدم على شئ فصرفه عن ذلك . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في رافع بن خديج رضي الله عنه) عن امرأة رافع بن خديج ان رافعا رمى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أو (41 تاسع مجمع الزوائد
[ 346 ]
يوم خيبر شك عمرو بسهم في ثندوته (1) فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انزع السهم فقال يا رافع ان شئت نزعت السهم والقطبة جميعا وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة (2) وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد قال فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم السهم وترك القطبة فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية فانتقض به الجرح فمات بعد العصر فاتى ابن عمر فقيل يا أبا عبدالرحمن مات رافع فترحم عليه وقال ان مثل رافع لا يخرج به حتى يؤذن من حول المدينة من أهل القرى فلما خرجنا بجنازته نصلى عليه جاء ابن عمر حتى جلس على رأس القبر فذكر الحديث . رواه الطبراني وامرأة رافع إن كانت صحابية والا فانى لم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن يحيى بن بكير قال توفى رافع بن خديج سنة ثلاث وسبعين بالمدينة . رواه الطبراني . وعن الواقدي قال وفيها مات رافع بن خديج في أول السنة وحضر ابن عمر رحمه الله جنازته يعني سنة ثلاث وسبعين . وكان لرافع يوم مات ست وثمانون سنة . رواه الطبراني . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات رافع بن خذيج في سنة أربع وسبعين في أولها . رواه الطبراني . * (باب ما جاء في عبدالله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما) * عن ميمون بن مهران قال سمعت ابن عمر يقول لقد رأيتنا بفج الروحاء في غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصر بى ودعا لي بدعوات ما يسرنى بها الدنيا وما فيها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن عمر بن عمرو بن ميمون بن مهران ولم أعرفه ، بقية رجاله ثقات . وعن مجاهد قال شهد ابن عمر رحمه الله الفتح وهو ابن عشرين ومعه فرس حرور ورمح ثقيل فذهب ابن عمر يختلى لفرسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عبدالله رجل صالح (3) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا ان مجاهدا أرسله . وعن اسحق بن عبدالله الطفاوى قال كان ابن عمر لا يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بكى . رواه الطبراني في الاوسط وإسحق الطفاوى لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن نافع عن ابن عمر انه كان يحيى الليل صلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فيقول لا فيعاود الصلاة ثم يقول يا نافع اسحرنا فاقول نعم (1) أي ثديه . (2) أي نصل السهم . (3) " رجل صالح " مستدركة من شذرات الذهب
[ 347 ]
فيقعد فيستغفر ويدعو حتى يصبح . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة . وعن نافع قال ان كان ابن عمر ليقسم في المجلس ثلاثين الفا ثم ياتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة (1) لحم قال برد قلت لنافع هل كان يأكل اللحم قال كان إذا صام أو سافر فانه اكثر طعامه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير برد بن سنان وهو ثقة . وعن نافع ان ابن عمر اشتكى فاشترى له عنقود عنب بدرهم فجاء مسكين فقال اعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه بدرهم ثم جاء به إليه فجاء المسكين فقال اعطوه إياه ثم خالف إنسان فاشتراه منه بدرهم فاراد أن يرجع حتى منع ولو علم بذلك العنقود ما ذاقه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير نعيم بن حماد وهو ثقة . وعن زيد بن اسلم قال مر ابن عمر براعى غنم فقال يا راعى الغنم هل من جزرة قال ما ههنا ربها قال تقول اكلها الذئب فرفع الراعى رأسه إلى السماء ثم قال فاين الله فقال ابن عمر فانا والله احق ان اقول فأين الله فاشتري ابن عمر الراعى واشترى الغنم فاعتقه واعطاه الغنم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن الحرث الحاطبى وهو ثقة . وعن المطعم بن مقدام الصنعاني قال كتب الحجاج بن يوسف إلى عبدالله بن عمر انه بلغني ان الخلافة لا تصلح لعيى ولا بخيل ولا غيور فكتب إليه ابن عمر اما ما ذكرت من أمر الخلافة إنى اطلبها فما طلبتها وما هي من بالى واما ما ذكرت من العى والبخل والغيرة فان من جمع كتاب الله فليس بعيى ومن ادى زكاة ماله فليس بخيل واما ما ذكرت من الغيرة فان أحق ما عرت فيه ولدى أن يشركني فيه غيرى . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا انه مرسل المطعم لم يسمع من ابن عمر . وعن مالك قال أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة تفد عليه وفود الناس . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا انه مرسل . وعن نافع قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال ما يمنعك من هذا الامر وانت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن امير المؤمنين قال يمنعني منه أن الله عزوجل حرم على دم اخي المسلم . رواه الطبراني وفيه جعفر بن الحرث ابو الاشهب وهو ضعيف . وعن مكحول قال بينا انا مع ابن عمر وهو يمشى إذ (1) أي قطعة يسيرة .
[ 348 ]
مر به رجل اسود معه رمح فوضع زج (1) الرمح بين السبابة والابهام من قدم ابن عمر فحمل الشيخ فادخل فورمت ساقه فاتاه الحجاج يعوده فقال يا ابا عبدالرحمن من اصابك بهذا حتى آخذ لك منه قال الله ليأخذن منه الله لياخذن منه قال ما بال حرم الله وامنه يحمل فيه السلاح قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني باسنادين ورجال هذا ثقات . وعن يحيى بن بكير قال توفى عبدالله بن عمر ويكنى ابا عبد الرحمن بمكة بعد الحج ودفن بالمحصب وبعض الناس يقولون بفج وسنه حين اجازه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق في القتال (2) خمس عشرة وكان الخندق في شوال سنة اربع فسنه يوم توفى اربع وثمانون سنة . رواه الطبراني . وعن مالك بن انس قال سن ابن عمر يوم مات اربع وثمانون سنة . رواه الطبراني . وعن الواقدي قال مات ابن عمر ضى الله عنهما سنة اربع وسبعين ودفن بفج وهو ابن اربع وثمانين (3) . رواه الطبراني . * (باب ما جاء في خالد بن الوليد رضي الله عنه) * قال الطبراني . خالد بن الوليد يكنى أبا سليمان وهو خالد بن الوليد بن المغيرة ابن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك وامه لبابة بنت الحرث بن حزن بن بجير بن الهزم بن روبية بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا . من سيوف الله . وعن حشى بن حرب أن أبا بكر رضى الله عنه عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردة وقال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم عبدالله وأخو العشيرة خالد ابن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين . رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات . وعن عبدالملك بن عمير قال استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد قال فقال خالد بن الوليد بعث عليكم أمين هذه الامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول امين هذه الامة أبو عبيدة بن الجراح فقال أبو عبيدة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خالد سيف من سيوف الله ونعم فتى (1) الزج : الحديدة التى في أسفل الرمح . (2) هنا في الاصل زيادة " وهو ابن " . (3) راجع شذرات الذهب .
[ 349 ]
العشيرة . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح إلا ان عبدالملك بن عمير لم يدرك ابا عبيدة . وعن ناشرة بن سمي اليزنى قال سمعت عمر بن الخطاب رضى الله عنه يوم الجابية وهو يخطب وإنى أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد فانى امرته ان يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فاعطاه البأس وذا الشرف وذا اللسان فعزلته ووليت أبا عبيدة بن الجراح ، قال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم فقال عمر بن الخطاب إنك قريب القرابة حديث السن معصب في ابن عمك . رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجالهما ثقات . وعن عبدالله بن أبى أوفى قال شكا عبدالرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا خالد لا تؤذ رجلا من اهل بدر فلو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله فقال يقعون في فارة عليهم فقال لا تؤذوا خالدا فانه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار . رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات . وعن قيس يعنى ابن أبى حازم قال أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا خالدا فانه سيف من سيوف الله سله الله على الكفار . رواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي ورجاله رجال الصحيح . وعن انس بن مالك قال نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم اهل مؤتة على المنبر قال ثم اخذ الراية سيف من سيوف الله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن جعفر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نعى اهل مؤتة قال ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن احمد بن حنبل وهو إمام ثبت . وعن جعفر بن عبدالله بن الحكم ان خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال اطلبوها فلم يجدوها فقال اطلبوها فوجدوها فإذا هي قلنسوة خلقة فقال خالد اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلي ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهى معى إلا رزقت النصرة . رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة فلا أدرى سمع من خالد أم لا .
[ 350 ]
عن عمرو بن العاص قال ما عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم بى وبخالد بن الوليد أحدا منذ أسلمنا في حربه . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله ثقات . وعن أبى السفر قال نزل خالد بن الوليد الحيرة على أمير بنى المرازية فقالوا له احذر السم لا تسقيكه الاعاجم فقال ائتونى به فأتى به فأخذه بيده ثم اقتحمه وقال بسم الله فلم يضره شيئا . رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه واحد اسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح وهو مرسل ورجالهما ثقات إلا أن أبا السفر أبا بردة بن أبى موسى لم يسمعا من خالد والله أعلم . وعن قيس يعنى ابن أبى حازم قال قال خالد بن الوليد ما ليلة تهدى إالى بيتى فيها عروس أنا لها محب وأبشر فيها بغلام بأحب إلى من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن قيس يعنى ابن أبى حازم قال قال خالد ابن الوليد لقد منعنى كثيرا من القراءة الجهاد في سبيل الله . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن وائل قال لما حضر خالد بن الوليد الوفاة قال لقد طلبت القتل فلم يقدر لى إلا أموت على فراشي وما من عملي أرجى من لا إله إلا الله وانا متترس (1) بها ثم قال إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسى فاجعلوه عدة في سبيل الله . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن يونس بن أبى إسحق قال دخلوا على خالد بن الوليد يعودونه فقال بعضهم إنه لفى السباق قال نعم والله أستعين على ذلك . رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات خالد بن الوليد نحو سنة إحدى وعشرين . رواه الطبراني . (باب ما جاء في عمرو بن العاص رضي الله عنه) عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفى قال حدثنى عمرو بن العاص من فيه إلى في قال لما انصرفنا من الاحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون منى فقلت لهم تعملون والله إنى لارى أمر محمد صلى الله عليه وسلم يعلو الامور علوا منكرا وإنى قد رأيت امرا فما ترون فيه قالوا وما رأيت قلت رأيت ان نلحق بالنجاشى فنكون عنده فان ظهر محمد على قومنا كنا في الاصل " وما من عملي شئ أرجى عندي بعد ان لا اله إلا الله من ليلة بتها وانا متترس والسماء تمطر إلى الصبح حتى نغير على الكفار " .
[ 351 ]
عند النجاشي فانا ان نكون تحت يديه احب إلينا من ان نكون تحت يدى محمد وان ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير قالوا إن هذا الرأي قال قلت لهم فاجمعوا لى ما يهدى وكان احب ما يهدى إليه من ارضنا الادم فجمعنا له ادما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن امية الضمري وكان رسول الله صلى عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر واصحابه فلما دخل إليه وخرج من عنده قال فقلت لاصحابي هذا عمرو بن امية لو قد دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانية فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش انى قد اجزأء عنها قتلت رسول محمد صلى الله عليه وسلم قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبا بصديقي اهديت لى من بلادك شيئا قال قلت نعم أيها الملك إنى رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه فأقتله فانه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا قال فغضب ومد يده وضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره فلو انشقت لى الارض لدخلت فيها فرقا منه ثم قلت أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألته قال تسألني أن إعطيك رسول الله رجل يأتيه الناموس الاكبر الذى كان يأتي موسى لتقتله قال قلت أيها الملك أكذاك هو قال ويحك يا عمرو أطعنى واتبعه فانه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قال فتبايعني له على الاسلام قال نعم فبسط يده وبايعه على الاسلام خرجت إلى اصحابي وقد حال رأيى عما كنت عليه وكتمت أصحابي إسلامى ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت خالد بن الوليد وكان قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت يا أبا سليمان قال والله لقد استقام الميسم وإن الرجل نبى اذهب فأسلم فحتى متى قال قلت والله ما جئت إلا لاسلم قال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لى ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر وبايع فان الاسلام يجب ما قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها قال فبايعته ثم انصرفت قال ابن إسحق وقد حدثنى من لا أتهم أن عثمان بن طلحة كان معهما أسلم حين اسلما . رواه اجمد والطبراني إلا أنه قال حدثنى عمرو بن العاصى من فيه إلى أذنى ، ورجالهما ثقات . وعن علقمة بن رمثة
[ 352 ]
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص إلى البحرين فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وخرجنا معه فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يرحم الله عمرا فتذاكرنا من اسمه عمرو فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يرحم الله عمرا قال ثم نعس الثالثة فاستيقظ فقال يرحم الله عمرا فقلنا يا رسول الله من عمرو هذا قال عمرو بن العاص قلنا وما شأنه قال كنت إذا بديت الصدقة جاء فأجزل منها فأقول يا عمرو أنى لك . هذا قال من عند الله وصدق عمرو إن له عند الله خيرا كثيرا ، قال زهير بن قيس لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قلت لالزمن هذا الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له عند الله خيرا كثيرا حتى أموت . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال قال زهير فلما كانت الفتنة قلت أتبع هذا الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، ورجال احمد وأحد إسنادى الطبراني ثقات . وعن محمد بن إسحق قال كان إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فقدموا المدينة في صفر سنة ثمان من الهجرة ، قلت إسلامهم في يوم واحد معروف وأما إسلام خالد وعثمان بن طلحة عند النجاشي فلم أجده إلا عن ابن إسحق من قوله والله أعلم . وعن رافع بن ابي رافع الطائى قال إلا كانت غزوة ذات السلاسل استعمل عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر قال الحديث . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن طلحة يعنى ابن عبيد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا عمرو إنك لذو رأى سديد في الاسلام . رواه الطبراني والبزار باختصار قوله في الاسلام ، وفى إسناد الكبير من لم أعرفه وإسناد البزار فيه إسحق بن يحيى بن طلحة وهو متروك . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنا العاص مؤمنان وعمرو بن العاص في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وأحمد إلا انه قال قال عمرو وهشام ، ورجاله الكبير وأحمد ورجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث . وعن ابن بريدة ان عمر قال لابي بكر حين شيع عمرا أو تزيد الناس نارا ألا ترى إلى ما يصنع هذا بالناس فقال دعه فانما ولاه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بالحرب . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح غير المنذر بن ثعلبة وهو ثقة . وعن عمرو بن العاص قال
[ 353 ]
بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتنى قال فأتيته وهو يتوضأ فصعد في البصر ثم طأطأ فقال إنى أريد ان أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة فقلت يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال ولكني أسلمت رغبة في الاسلام وان أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو نعما بالمال الصالح للمرء الصالح . رواه أحمد وقال كذا في النسخة نعما بنصب النون وكسر العين ، وقال أبو عبيدة بكسر النون والعين . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وقال فيه ولكن أسلمت رغبة في الاسلام وأكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم ونعما بالمال الصالح للمرء الصالح ، ورجال احمد وأبى يعلى رجال الصحيح . وعن محمد بن الاسود بن خلف قال كنا جلوسا في الحجر في أناس من قريش إذ قيل قدم الليلة عمرو بن العاص قال فما أكثرنا ان دخل علينا فمددنا إليه أبصارنا فطاف ثم صلى في الحجر ركعتين وقال أقرصتمونى قلنا ما ذكرناك إلا بخير ذكرناك وهشام بن العاص فقلنا أيهما أفضل قال بعضهم هذا وقال بعضنا هشام قال أنا أخبركم عن ذلك أسلمنا وأحببنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وناصحناه ثم ذكر يوم اليرموك فقال أخذت بعمود الفسطاط ثم اغتسلت وتحنطت ثم تكفنت فعرضنا أنفسنا على الله عزوجل فقبله فهو خير منى يقول لها ثلاثا . رواه الطبراني وفيه أبو عمرو مولى بنى أمية ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى نوفل بن أبى عقرب قال جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فلما رأى ذلك ابنه عبدالله قال يا أبا عبدالله ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك قال أي بني كان ذلك وسأخبرك عن ذلك أما والله ما أدرى أحبا كان ذلك ام تألفا يتألفني ولكن شهد على رجلين أنه فارق الدنيا وهو يحبهما ابن سمية وابن أم عبد فلما حزبه الامر جعل الغلال من ذقنه وقال اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا ولا يسعنا إلامر مغفرتك وكانت تلك هجيراه (1) حتي مات قلت في الصحيح طرف منه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات عمرو بمصر يوم الفطر سنة (1) أي عادته ودأبه . (42 تاسع مجمع الزوائد
[ 354 ]
اثنتين وأربعين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن يحيى بن بكير قال توفى عمرو بن العاص ويكنى أبا عبدالله بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين ودفن يوم الفطر وصلى عليه ابنه عبدالله وسنه نحو من مائة سنة . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات . (باب ما جاء في عمرو أيصا وابنه عبدالله وأم عبدالله رضى الله عنهم) عن طلحة يعنى ابن عبيد الله قال ألا أخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ ألا انى سمعته يقول عمرو بن العاص من صالحي قريش ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبدالله وعبد الله قلت رواه الترمذي باختصار رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه ورجاله ثقات . وعن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبدالله وعبد الله . رواه احمد . وعن عبدالله بن عمرو قال كنت يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فقال هل تدري من معنا في البيت قلت من يا رسول الله قال جبريل عليه السلام قلت السلام عليك يا جبريل ورحمة الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد رد عليك السلام . رواه الطبراني باسنادين وأحدهما حسن . وعن عبدالله بن عمرو لخير أعلمه اليوم أحب إلى من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لانا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات عبدالله بن عمرو سنة خمس وستين . رواه الطبراني . وعن يحيى بن بكير قال توفى عبدالله بن عمرو بن العاص ويكنى أبا محمد بمصر ودفن في داره سنة خمس وستين وقائل يقول سنة ثمان وستين وسنه ثنتان وسبعون سنة أو اثنتان وتسعون سنة شك يحيى بن بكير في السبعين أو التسعين . رواه الطبراني . * (باب ما جاء في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه) * قال الطبراني : معاوية بن أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يكنى أبا عبدالرحمن رضى الله عنه ، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ابن عبد مناف ، وأمها صفية بنت أمية بن حارثة بن الاوقص من بنى سليم وأمها بنت نوفل بن عبد مناف وأمها فلانة بنت جابر بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر . عن
[ 355 ]
إسحق بن يسار قال رأيت معاوية بالابطح أبيض الرأس واللحية . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن خالد بن معدان قال كان معاوية طويلا أبيض أجلح (1) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن صفوان وهو ثقة . وعن أسلم مولى عمر قال قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير مسلم بن جندب وهو ثقة . وعن بكار بن محمد بن رافع قال قال معاوية ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دنياها منى فقال معد بن يزيد ما ولدت قرشية لقرشي خيرا لها في دينها من محمد صلى الله عليه وسلم وما ولدت قرشية لقرشي شرا لها في دنياها منك قال ولم قال لانك عودتها عادة كانى بهم قد طلبوها من غيرك فكأني بهم صرعي في الطريق قال ويحك والله إنى لاكتمها نفسي كذا وكذا . رواه الطبراني وإسناده منقطع ومحمد بن سلام الجمحى ضعيف . وعن الشعبى قال خرج معاوية من الشام يريد مكة فنزل منزلا بين مكة والمدينة يقال له الابواء فاطلع في بئر عاديه فأصابته لقوة (2) فأجد السير حتى دخل مكة وأتاه الحاجب فقال يا أمير المؤمنين الناس بالباب ما أفقد وجها قال فابسط لى إذا قال ثم دعا بعمامة فلف بها رأسه وشق وجهه ثم خرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان أعافي فقد عوفي الصالحون قبلى إني أرجو أن أكون منهم وإن كان مرض مني عضو فما أحصى صحيحي وإن كان وجد على بعض خاصتكم فقد كنت حدبا على عامتكم ومالى أن أتمنى على الله أكثر مما أعطاني فرحم الله رجلا دعا لى بالعافية وارتجت الاصوات بالدعاء فاستبكى فقال له مروان ما يبكيك ما كنت عنه عزو فاقال كبرت سنى ورق عظمي وكثرت الدموع في عينى ورميت في أحسنى وما يبدو منى ولو لا هو ابى في يزيد أبصرت قصدي . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن أبى يزيد الهمداني وهو متروك . وعن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ان معاوية أخذ الاداوة بعد أبى هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتكى أبو هريرة فبينا هو يوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ فقال يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل قال فما زلت اظن انى مبتلي بعمل لقول رسول (1) أي انحسر الشعر عن جانبى رأسه . (2) مرض يميل الوجه إلى أحد جانبيه .
[ 356 ]
الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت . رواه احمد واللفظ له وهو مرسل ورواه أبو يعلى فوصله فقال فيه عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضؤا قال فلما توضؤا نظر إلى فقال يا معاوية إن وليت امرا فاتق الله واعدل . والباقي بنحوه ، ورواه الطبراني في الاوسط والكبير وقال في الاوسط فاقبل من محسنهم وتجاوز عن مسيئهم باختصار ، ورجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح . وعن عائشة قالت لما كان يوم أم حبيبة من النبي صلى الله عليه وسلم دق الباب داق فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظروا من هذا قالوا معاوية قال ائذنوا ودخل وعلى أذنه قلم يخط به فقال ما هذا القلم على اذنك يا معاوية قال قلم أعددته لله ولرسوله فقال جزاك الله عن نسا خيرا والله ما استكتبتك الا بوحى من الله عزوجل كيف بك لو قد قمصك الله قميصا يعنى الخلافة فقامت أم حبيبة فجلست بين يديه فقالت يا رسول الله وان الله مقص أخى قميصا قال نعم ولكن فيه هنات وهنات وهنات قلت يا رسول الله فادع الله له فقال اللهم اهده بالهدى وجنبه الردى واغفر له في الآخرة والاولى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه السرى ابن عاصم وهو ضعيف . وعن عبدالله بن بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أستاذن أبا بكر وعمر في أمر فقال أشيروا على فقالا الله ورسوله أعلم فقال أشيروا على فقالا الله ورسوله أعلم فقال ادعوا لى معاوية فقال أبو بكر وعمر أما كان في رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من قريش ما ينفذون أمرهم حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غلام من غلمان قريش فلما وقف بين يديه قال احضروه أمركم أو أشهدوه أمركم فانه قوى أمين . رواه الطبراني والبزار باختصار اعتراص أبى بكر وعمر ورجالهما ثقات وفى بعضهم خلاف وشيخ البزار ثقة وشيخ الطبراني لم يوثقه إلا الذهبي في الميزان وليس فيه جرح مفسر ومع ذلك فهو حديث منكر والله أعلم . وعن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب . رواه البزار وأحمد في حديث طويل والطبراني وفيه الحرث بن زياد ولم أجد من وثقه ولم يرو عنه غير يونس بن سيف ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن مسلمة بن مخلد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية اللهم علمه الكتاب والحساب ومكن له في البلاد . وفى رواية أيضا وقه سوء العذاب .
[ 357 ]
رواه الطبراني من طريق جبلة بن عطية عن مسلمة بن مخلد وجبلة لم يسمع من مسلمة فهو مرسل ورجاله وثقوا وفيهم خلاف . وعن أبى الدرداء قال ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا يعنى معاوية . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحرث المذحجي وهو ثقة . وعن ابن عمر قال ما رأيت أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفى رجاله خلاف . وعن ابن عباس قال جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد استوص معاوية فانه أمين على كتاب الله ونعم الامين هو . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن فطر ولم أعرفه وعلى بن سعيد الرازي فيه لين ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى موسى قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم حبيبة ورأس معاوية في حجرها وهى تقبله فقال لها أتحبينه فقالت ومالي لا أحب أخى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله ورسوله يحبانه . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن عبدالله بن عمرو ان معاوية كان يكتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عوف بن مالك قال كنت قائلا في كنيسة بأريحا وهى يومئذ مسجد يصلى فيه قال فانتبه عوف بن مالك من نومته فإذا معه في البيت أسد يمشى إليه فقام فزعا إلى سلاحه فقال له الاسد صه إنما إرسلت إليك برسالة لتبلغها قلت من أرسلك قال الله أرسلني إليك لتعلم معاوية الرحال انه من أهل الجنة قلت من معاوية قال ابن أبى سفيان . رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبى مريم وقد اختلط . وعن الاعمش قال لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدى . رواه الطبراني مرسلا وفيه يحيى الحمانى وهو ضعيف . وعن يزيد بن الاصم قال قال على رضى الله عنه قتلاى وقتلى معاوية في الجنة . رواه الطبراني ورجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف . وعن ثابت مولى أبى سفيان قال غزوت مع معاوية بن أبى سفيان أرض الروم فوقع باير في رحله فنادى يا عباد الله المسلمين فكان أول من أجاب معاوية فنزل ونزل الناس وقالوا نلقى الامير فقال إنه بلغني ان أول من يغيث جبريل ان أكون الثاني . رواه الطبراني وفيه سعيد
[ 358 ]
ابن عبد الجبار الزبيدى وهو ضعيف . وعن مجالد بن سعيد قال رحم الله معاوية ما كان أشد حبه للعرب . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات إلى مجاهد . وعن قيس يعني ابن أبى حازم قال قال معاوية لاخيه ارتدف فأبى فقال بئس ما أدبت فقال أبو سفيان دع أخاك . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى نعيم قال مات معاوية سنة ستين وسنه بضع وسبعون الي الثمانين . رواه الطبراني ورجال ثقات . * (باب ما جاء في أبي موسى الاشعري رضى الله عنه) * قال الطبراني : عبدالله بن قيس أبو موسى الاشعري حليف آل عتبة بن عبد شمس كان إسلامه بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة حتى قدم زمن خيبر وقيل مات ابو موسى سنة خمسين ودفن بالتوتة على ميلين من الكوفة . وعن شباب العصفرى قال ولى أبو موسى الكوفة وله بها أهل ودار حضرة الجامع مات أبو موسى سنة إحدى وخمسين ونسبه قال أبو موسى عبدالله بن قيس الاشعري هو عبدالله بن قيس بن حصن بن حرب بن عامر بن تميم بن بكر بن عامر بن عدى بن وائل بن ناجية بن جماهير بن الاشعر بن أدد بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان ابن سبأ بن يشجب بن قحطان (1) . رواه الطبراني . وعن قيس بن الربيع بن أبى بردة قال مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين . رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن سعد بن عبد العزيز قال قدم أبو موسى الاشعري على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لاكبر أهل السفينة وأصغرهم وكان أبو عامر يقول انا أكبر أهل السفينة وابنى أصغرهم قال سعيد وكان فيها أبو عامر وابو مالك وابو موسى وكعب بن عاصم خرجوا بالابواء . رواه الطبراني منقطع الاسناد واسناده حسن . وعن ابن اسحق قال كان أبو موسى الاشعري ممن هاجر إلى أرض الحبشة فأقام بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية فجعلهم في سفينتين فقدم بهم خيبر بعد الحديبية . رواه الطبراني منقطع الاسناد ورجاله إلى ابن اسحق ثقات . وعن ابن بريدة عن أبيه قال خرج بريدة عشاء فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه بيده فأدخله المسجد فإذا صوت رجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم تراه يرائى فاسكت بريدة قال فلما كان من القابلة خرج بريدة عشاء ولقيه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فأدخله (1) راجع تبيين كذب المفتري لابن عساكر في الصفحة 36 . .
[ 359 ]
المسجد فإذا صوت الرجل يقرأ فقال النبي صلى الله عليه وسلم تراه يرائي فقال بريدة أتقول هو مراء يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل مؤمن منيب لا بل مؤمن منيب فإذا الاشعري يقرأ بصوت له في جانب المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الاشعري أو إن عبدالله ابن قيس أعطي مزمارا من مزامير داود فقلت ألا أخبره يا رسول الله قال بلى فأخبره فأخبرته فقال انت لى صديق أخبرتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث . رواه أحمد وفى الصحيح منه ان عبدالله بن قيس أعطى مزمارا من مزامير آل داود ، وهنا من مزامير داود ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن محجن بن الادرع قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدى حتى صعد أحدا ثم أشرف على المدينة فقال ويح امها قربة يدعها أهلها أعمر ما تكون يأتيها الدجال فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا مصلتا (1) ثم انحدر حتى اتى المسجد فإذا هو برجل قائم يصلى فقال نراه عبدالله بن قيس إنه لاواه حليم قلت يا رسول الله ألا أبشره قال احذر لا تسمعه فتهلكه ثم انحدر فلما انتهينا إلى المسجد فوجدنا بريدة الاسلمي على باب من أبواب المسجد وكان في المسجد رجل يطيل الصلاة وكان بريدة صاحب مزاحات فقال يا محجن الا تصلى كما يصلى سكيه فلم يرد عليه شيئا ورجع فلما أنى بيته قال خير ديننا أيسره خير دينكم أيسره خير دينكم أيسره خير دينكم أيسره . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن أبى رجاء وقد وثقه ابن حبان . وعن ابى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد أعطى أبو موسى من مزامير داود قلت رواه ابن ماجه إلا انه قال من مزامير آل داود وهنا من مزامير داود رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث . وعن سلمة بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبى موسى وهو يقرأ فقال لقد أوتى هذا من مزامير آل داود . رواه الطبراني واسناده جيد . وعن ابى موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبى موسى ذات ليلة وأبو موسى يقرأ ومع النبي صلى الله عليه وسلم عائشة فقاما يستمعان لقراءته ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقى أبو موسى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك (1) يقال أصلت السيف إذا جرده .
[ 360 ]
فقمنا فاستمعنا لقراءتك فقال أبو موسى لو علمت بمكانك لحبرت لك تحبيرا قلت في الصحيح طرف منه رواها الطبراني ورجاله على شرط الصحيح غير خالد بن نافع الاشعري ووثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن أنس قال قعد أبو موسى في بيته واجتمع إليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله الا أعجبك من أبى موسى قعد في بيت واجتمع إليه ناس فانشأ يقرأ عليهم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتستطيع أن تقعدني حيث لا يرانى أحد منهم قال نعم قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم احد فسمع قراءة أبى موسى فقال انه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود . رواه أبو يعلى واسناده حسن . وعن البراء قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى يقرأ فقال كأن صوت هذا من مزامير آل داود . رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم خلاف . وعن عبدالرحمن بن كعب بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابي موسى الاشعري وسمعه يقرأ لقد أوتى اخوكم من مزامير آل داود . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن الشعبى قال كتب عمر في وصيته ان لا يقر لى عامل أكثر من سنة وأقروا الاشعري أربع سنين . رواه أحمد باسناد حسن إلا أن الشعبى لم يسمع من عمر رضى الله عنه . (باب ما جاء في المغيرة بن شعبة رضي الله عنه) عن أبى عبيدة قال : المغيرة بن شعبة بن ابى عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس بن منبه يكنى أبا عبدالله امه امرأة من بنى نصر بن معاوية ولى البصرة نحو سنتين ثم ولى الكوفة ومات بها سنة خمسين وأول مشاهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله وثقوا . وعن يحيى بن بكير قال توفى المغيرة بن شعبة سنة خمسين . رواه الطبراني . وعن المغيرة بن شعبة قال كنت فيمن حفر قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلحدنا لحدا قال فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم القبر طرحت الفأس ثم قلت الفأس الفأس ثم نزلت فوضعت يدى على اللحد . رواه الطبراني وفيه محالد وهو حسن الحديث . وبقية رجاله ثقات . وعن ابن أبى مرحب قال نزل في قبر
[ 361 ]
النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أحدهم عبدالرحمن بن عوف وكان المغيرة بن شعبة يدعى أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول أخذت خاتمي فألقيته عمدا (1) وقلت ان خاتمي سقط من يدي لامس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون آخر الناس عهدا به . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن المغيرة بن شعبة قال كنت عند أبي بكر الصديق رضى الله عنه فعرض عليه فرس فقال رجل احملني على هذا فقال لان أحمل عليه غلاما قد ركب الخيل على غرته أحب إلى من ان أحملك عليه فغضب الرجل وقال أنا والله خير منك ومن أبيك فارسا فغضبت حين قال ذلك لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إليه فأخذت برأسه فسحبته على أنفه فكأنما كان على أنفه عزلاء (2) مزادة فأرادت الانصار أن يستقيدوا منى فبلغ ذلك أبا بكر رضى الله عنه فقال انا ناسا يزعمون انى مقيدهم من المغيرة بن شعبة ولان اخرجهم من ديارهم أقرب من ان أقيدهم من وزعة الله الذين يزعون عباد الله . قلت هذا الكلام الاخير لم أعرف معناه (3) والله أعلم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في أبي هريرة رضي الله عنه) * عن قيس المدنى ان رجلا جاء زيد بن ثابت فسأل عن شئ فقال له زيد عليك بأبى هريرة فبينا أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو ونذكر ربنا عزوجل إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس الينا فسكتنا فقال عودوا للذى كنتم فيه فقال زيد فدعوت أنا وصاحبى قبل أبى هريرة وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إنى سائلك بمثل ما سألك صاحباى وأسألك علما لا ينسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبقكما بها الغلام الدوسى . رواه الطبراني في الاوسط وقيس هذا كان قاص عمر بن عبد العزيز لم يرو عنه غير ابنه محمد ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى بن كعب ان أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، قلت فذكر الحديث . رواه عبدالله بن أحمد في المسند في حديث طويل في علامات النبوة ورجاله ثقات . وعن أبى (1) " عمدا " غير موجودة هنا بل بعد قوله " يدي " . (2) أي فم . (3) بعد تصحيحه من النهاية ظهر معناه انه لا يقيد ممن يكف الناس عن الشر . (43 تاسع مجمع الزوائد
[ 362 ]
الشعثاء سليم قال قدمت المدينة فوجدت أبا أيوب يحدث عن أبى هريرة فقلت تحدث عن أبى هريرة وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سمع . رواه الطبراني من طريقين في إحداهما سعيد بن شعبان الجحدري وثقه غير واحد وفيه ضعف ، وبقية رجالهما ثقات . وعن أبى هريرة قال قلت يا رسول الله انى إذا رأيتك قرت عينى وطابت نفسي وإذا لم أرك لم تطب نفسي أو كلمة نحوها . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير أبى ميمونة الفارسى وهو ثقة . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابسط ثوبك فبسطته فحدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة النهار ثم تفل في ثوبي ثم ضممت ثوبي إلى بطني فما نسيت شيئا بعد قلت هو في الصحيح بغير هذا السياق رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن عبد العزيز الليثى وقد ضعفه الجمهور وقال سعيد بن منصور كان مالك يرضاه وهو ثقة ، وعمر بن عبدالله بن عبدالرحمن الجندعي لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل سنة مرة فلما كان العام الذى قبض فيه عرضه عليه مرتين . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في أبي كثير رضى الله عنه) * عن أبى مالك عبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه اللهم صل على أبى كثير عبيد ابى ملك واجعله فوق كثير من الناس . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في عمرو بن ثابت عرف بالاصيرم رضى الله عنه) * عن أبى هريرة انه كان يقول حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو فيقول أصيرم بنى عبد الاشهل عمرو بن ثابت ابن وقش فقلت لمحمود بن لبيد كيف كان شأن الاصيرم قال كان يأبى الاسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له الاسلام فأسلم فأخذ سيفه فغدا حتى أتى القوم فدخل في عرض الناس فقاتل حتى اثبتته الجراحة فبينا رجال بنى عبد الاشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به قالوا والله ان هذا للاصيرم وما جاء به لقد تركناه وانه لمنكر لهذا الحديث فسألوه ما جاء به فقالوا ما جاء بك يا عمرو أحدثا على قومك أو رغبة في الاسلام فقال بل رغبة
[ 363 ]
في الاسلام أمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفى فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلت حتى أصابني ما أصابني فلم يلبث ان مات في أيديهم فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لمن أهل الجنة . رواه أحمد ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في سلمة بن الاكوع رضي الله عنه) * عن سلمة يعنى ابن الاكوع قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا ومسح رأسي مرارا واستغفر لى ولذريتي عدد ما بيدى من الاصابع . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير على بن يزيد بن أبي حكيمة وهو ثقة . وعن أبي قتادة الحرث ابن ربعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة ابن الاكوع . رواه الطبراني في الصغير وفيه جماعة لم أعرفهم . * (باب ما جاء في أبي أسيد رضي الله عنه) * عن عباس بن سهل بن سعد قال سمعت أبا أسيد يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين غزوة غزوة بعد غزوة . رواه البزار وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن سليمان بن يسار ان أبا أسيد الساعدي أصيب بصره قبل قتل عثمان فقال الحمد لله الذى متعنى بصرى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أراد الفتنة في عباده كف بصرى عنها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن حازم وهو ثقة . وعن يحيى بن بكير قال توفى أبو أسيد الساعدي واسمه ملك بن ربيعة سنة ثلاثين وسنة تسعون سنة . رواه الطبراني . * (باب ما جاء في صفوان بن عسال رضي الله عنه) * عن زر بن حبيش قال وفدت في خلافة عثمان بن عفان وانما حملني على الوفادة لقى أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان بن عسال المرادى فقلت له هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم وغزوت معه اثنتى عشرة غزوة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وحديثه حسن . * (باب ما جاء في صفوان بن المعطل رضى الله عنه) * عن سعد مولى ابي بكر قال شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان
[ 364 ]
ابن المعطل وكان يقول هذا الشعر فقال صفوان هجاني فقال دعوا صفوان فان صفوان خبيث اللسان طيب القلب . رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح بن رستم وثقه غير واحد رضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . قلت وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما علمت عليه إلا خيرا . * (باب ما جاء في صفوان بن قدامة رضى الله عنه) * عن عبدالرحمن بن صفوان بن قدامة قال هاجر أبى صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة فبايعه على الاسلام فمد النبي صلى الله عليه وسلم إليه يده فمسح عليها فقال له صفوان إنى أحبك يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب فكان صفوان ابن قدامة حيث أتى دار الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة دعا قومه وبني أخيه ليخرجوا معه فأبوا عليه فخرج وتركهم وخرج معه بابنيه عبدالرحمن وعبد الله وكانت أسماؤهم في الجاهلية عبدالعزى وعبد نهم فغير أسماءهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال في ذلك ابن أخيه نصر بن فلان بن قدامة في خروج صفوان ووحشتهم لفراقه : تحمل صفوان وأصبح غاديا * بأبنائه (1) عمدا وخلى المواليا فاصبحت مختارا لرمل معبد * وأصبح صفوان بيثرب ثاويا طلاب الذى يقى وآثر غيره * فشتان ما يفنى وما كان باقيا باتيانه دار الرسول محمد * مجيبا له إذ جاء بالحق هاديا فياليتني يوم الحيا اتبعتهم * قضى الله في الاشياء ما كان قاضيا فأجابه صفواه فقال : ومن (2) مبلغ نصرا رسالة عاتب * بأنك بالتقصير أصبحت راضيا مقيما على أركان هدلق للهوى * وانك مغرور تمنى الامانيا فسام قسيمات الامور وعادها * قضى الله في الاشياء ما كان قاضيا وأقام صفوان بالمدينة حتى مات بها فقال عبدالرحمن في موت أبيه صفوان : (1) في الاصل " بأبياته " . (2) في الاصل " من " ولعل الواو ضرورية لاقامة الوزن .
[ 365 ]
وأنا ابن صفوان الذى سبقت له * عند النبي سوابق الاسلام صلى الاله على النبي وآله * وثنى عليه بعدها بسلام والخلق كلهم بمثل صلاتهم * من في السماء وأرضه الايام وأقام صفوان بالمدينة خلافة عمر بن الخطاب ثم إن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعث جرير بن عبدالله و عبدالرحمن بن صفوان في جيش مددا للمثنى بن حارثة . رواه الطبراني وفيه موسى بن ميمون وكان قدريا ، وبقية رجاله وثقوا . (باب ما جاء في طلحة بن البراء رضي الله عنه) عن ابى مسكين عن طلحة بن مسكين عن طلحة بن البراء أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبسط يعنى يدك أبايعك قال وإن أمرتك بقطيعة والديك قلت لا ثم عدت له فقلت أبسط يدك أبايعك قال علام قلت على الاسلام قال وإن أمرتك بقطيعة والديك قلت لا ثم عدت الثالثة ، وكانت له والدة وكان من أبر الناس بها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا طلحة انه ليس في ديننا قطيعة الرحم ولكن أحببت ان لا يكون في دينك ريبة فأسلم فحسن اسلامه ثم مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فوجده مغمى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أظن طلحة الا مقبوضا من ليلته فان أفاق فارسلوا إلى فأفاق طلحة في جوف الليل فقال ما عادني النبي صلى الله عليه وسلم قالوا بلى فأخبروه بما قال قال فقال لا ترسلوا إليه في هذه الساعة فتلسعه دابة أو يصيبه شئ ولكن إذا فقدت فاقرئوه منى السلام وقولوا له فليستغفر لى فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح سأل عنه فأخبروه بموته وبما قال قال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال اللهم القه يضحك اليك وأنت تضحك إليه . رواه الطبراني مرسلا وعبد ربه بن صالح لم أعرفه . وبقية رجاله وثقوا . وعن حصين بن وحوح ان طلحة بن البراء لما لقى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله مرنى بما أحببت فلا أعصى لك امرا فعجب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وهو غلام فقال اذهب فاقتل أباك قال فخرج موليا ليفعل فدعاه فقال له أقبل فانى لم أبعث بقطيعة رحم فمرض طلحة بعد ذلك فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في الشتاء في غيم وبرد فلما انصرف قال لا أرى طلحة الا حدث به الموت فآذنونى حتى اشهده واصلي عليه واعجلوا فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بنى سالم بن عوف
[ 366 ]
حتى توفي وجن عليه الليل وكان فيما قال طلحة ادفنوني والحقوني بربي تبارك وتعالى ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى اخاف عليه اليهود ولا يصاب في سببي فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين اصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه وقال اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك اليك قلت عند ابى داود طرف من آخره رواه الطبراني في الاوسط وقد روى أبو داود بعض هذا الحديث وسكت عليه فهو حسن ان شاء الله . (باب ما جاء في سفينة رضى الله عنه) عن سعيد بن حمهان انه لقى سفينة ببطن نخلة في زمن الحجاج قال فأقمت عنده ثمان ليال اسأله عن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت له ما اسمك قال قلت ما انا بمخبرك سمانى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة (1) قلت ولم سماك سفينة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه اصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي ابسط كساءك فبسطته فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه على فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم احمل فانما انت سفينة فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو اربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل على الا ان يحفوا . رواه احمد والبزار والطبراني باسانيد ورجال أحمد والطبراني ثقات . وعن عمران البجلى عن مولى لام سلمة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفينة فانتهينا إلى واد قال فجعلت أعبر الناس أو احملهم قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كنت اليوم الا سفينة أو ما أنت إلا سفينة . رواه احمد باسنادين ورجال أحدهما ثقات . وعن سفينة قال كنت في البحر فانكسرت سفينتنا فلم نعرف الطريق فإذا أنا بالاسد قد عرض لنا فتأخر أصحابي فدنوت منه فقلت أنا سفينة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أضللنا الطريق فمشى بين يدى حتى وقفنا على الطريق ثم تنحى ودفعني كانه يورينى الطريق فظننت أنه يودعنا . رواه البزار والطبراني بنحوه الا انه قال فانكسرت سفينتي التى كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في اجمة فيها الاسد فأقبل إلى يريدنى فقلت له يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه واقبل إلى فدفعني بمنكبه ، والباقى بنحوه ، وفى بعض طرقه عن سفينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) اسمه " مهران " على ما في نزهة الالباب في الالقاب لابن حجر ، وفيه اختلاف .
[ 367 ]
قال نحوه ولا ادرى ما معنى قوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجالهما وثقوا . (باب ما جاء في ابي الدراء رضى الله عنه) عن ابي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لالفين ما نوزعت أحدا (1) منكم عند الحوض فاقول هذا من أصحابي فيقول انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك قال أبو الدرداء (2) يا رسول الله ادع الله ان لا يجعلني منهم قال لست منهم . رواه الطبراني في الاوسط والبزار بنحوه ورجالهما ثقات . وعن ابي الدرداء قال قلت يا رسول الله بلغني انك تقول ان ناسا من أمتى سيكفرون بعد ايمانهم قال أجل يا ابا الدرداء ولست منهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبى عبدالله الاشعري وهو ثقة . وعن خثيمة قال قال أبو الدرداء كنت تاجرا قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أردت أن اجمع بين التجارة والعبادة فلم يستقم فتركت التجارة وأقبلت على العبادة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في جليبيب رضي الله عنه عن أبى برزة الاسلمي ان جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء يمر بهن ويلاعبهم فقلت لامرأتي لاتدخلت عليكم جلبيبا ان دخل عليكم لافعلن ولافعلن قال وكانت الانصار إذا كان لاحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم هل للنبى صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من الانصار زوجنى ابنتك قال قال نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين قال إنى لست أريدها لنفسي قال فلمن يا رسول الله قال لجليبيب قال أشاور أمها فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قالت نعم ونعمة عين قال إنه ليس يخطبها لنفسه إنما يخطبها لجليبيب قالت لجليبيب انيه لجليبيب انيه لا لعمر الله لا نزوجه فلما ان أراد ليقوم ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما قالت أمها قالت الجارية من خطبني إليكم فأخبرتها أمها فقالت أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إليه فانه لن يضيعني فانطلق أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال شأنك بها فزوجها جليبيبا قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة له قال فلما أفاء الله عزوجل عليه قال هل تفقدون من أحد (1) في رواية " في أحدكم " . (2) في اسمه اختلاف ولعل الارجح " عويمر " .
[ 368 ]
قالوا لا قال لكنى افقد جليبيبا قال فاطلبوه فوجدوه إلى جنب سبعة قتلهم (1) ثم قتلوه فقالوا يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قتلهم ثم قتلوه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال قتل سبعة ثم قتلوه هذا منى وأنا منه مرتين أو ثلاثا ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له ماله سرير إلا ساعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره لم يذكر أنه غسله قال ثابت فما كان في الانصار أيم أنفق منها ، وحدث اسحق بن عبدالله بن أبى طلحة ثابتا هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم صب عليها الخير صبا ولا تجعل عيشها كدا كدا قال فما كان في الانصار أيم أنفق منها قلت هو في الصحيح خاليا عن الخطبة والتزويج رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جليبيب امرأة من الانصار إلى أبيها قال استأمر أمها قال فنعم إذا قال فانطلق الرجل إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت لا ها الله (2) إذا ما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا جليبيبا وقد منعناها فلانا وفلانا قال والجارية في خدرها تسمع قال فانطلق الرجل يريد أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقالت الجارية أتريدون ان تردوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ان كان رضى لكم فأنكحوه قال فكأنها جلت عن أبوابها وقالا صدقت فذهب أبوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ففال إن كنت رضيته فقد رضيناه فقال إنى قد رضيته فزوجها ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب (3) فوجدوه قد قتل وحوله ناس من المشركين قد قتلهم قال أنس فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق أيم بالمدينة . رواه أحمد والبزاز إلا انه قال فكأنما حلت عن أبوبها عقالا ، ورجال احمد رجال الصحيح . * (باب ما جاء في زاهر بن حزام رضى الله عنه) * عن أنس ان رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا وكان يهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان زاهرا باديننا ونحن حاضروه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان دميما فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال أرسلني من هذا فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره يصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يشترى العبد فقال (1) في الاصل " فيهم " . (2) أي لا والله . (3) في الاصل " جلبيب " في المواضع كلها .
[ 369 ]
يا رسول الله إذا تجدني كاسدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكنك عند الله لست بكاسد ، أو قال عند الله أنت غال . رواه احمد وابو يعلى والبزار ورجال احمد رجال الصحيح . وعن سالم يعنى ابن أبى الجعد عن رجل من أشجع يقال له أزهر بن حرام الاشجعي رجل بدوى وكان لا يزال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بطرفة أو هدية فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق المدينة يبيع سلعة له ولم يكن أتاه يعنى في ذلك الوقت فاحتضنه من وراء كتفه فالتفت فأبصر النبي صلى الله عليه وسلم فقبل كفه فقال من يشترى العبد قال إذا تجدني يا رسول الله كاسدا قال لكنك عند الله ربيح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل حاضر بادية وبادية آل محمد زاهر بن حرام . رواه البزار والطبراني ورجاله موثقون . (باب ما جاء في عبدالله بن أبى البجادين (1) رضي الله عنه) عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين إنه أواه وذلك انه كثير الذكر عزوجل في القرآن وكان يرفع صوته في الدعاء . رواه احمد والطبراني وإسناده حسن . وعن ابن الادرع قال كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ذات ليلة لبعض حاجته قال فرأني فأخذ بيدى فانطلقنا فمررنا على رجل يصلى يجهز بالقرآن فقال النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن يكون مرائيا قال قلت يا رسول الله يصلى يجهر بالقرآن قال إنكم لن تنالوا هذا الامر بالمغالبة ثم خرج ذات ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته فأخذ بيدى فمررنا على رجل يصلى يجهز بالقرآن فقلت عسى أن يكون مرائيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا انه أواب فنظرت فإذا عبدالله ذو البجادين . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال والله لكأنى اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبدالله ذى البجادين وأبو بكر وعمر رحمة الله عليهما وهو يقول ناولونى صاحبكما حتى وسده في لحده فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة فقال اللهم إنى أمسيت عنه راضيا فارض عنه . رواه البزار عن شيخه عباد ابن أحمد العرزمى وهو متروك . (1) في الاصل " النجادين " بالنون في الاماكن كلها ، والتصويب من جنى الجنتين في المثنيين للمحبى . (44 تاسع مجمع الزوائد)
[ 370 ]
(باب ما جاء في ضمام رضي الله عنه) عن ابن عباس قال جاء ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أرقيك يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله نستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، قال ضمام لقد قرأت الكتب والتوراة والانجيل والزبور فما سمعت مثل هذا الكلام أعدهن على فأعادهن عليه ثم ذكر أنه أسلم - قلت حديث ضماد بالدال في الصحيح وغيره وحديث ضمام بالميم لم أجده - رواه الطبراني وذكره بالميم ، ورجال ثقات . (باب ما جاء في النحام رضي الله عنه) قال الطبراني : وهو نعيم بن عبدالله بن أسد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج ابن عدى بن كعب وانما سمى النحام لان النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت نحمة في الجنة والنحم الصوت ، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى وكان اسلامه قبل هجرة الحبشة وقتل باجنادين من أرض الشام . (باب ما جاء في عبدالله بن الارقم رضي الله عنه) قال الطبراني : هو عبدالله بن الارقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف ابن زهرة وأمه عمرة بنت الارقم بن هاشم بن عبد مناف كان قد عمى قبل وفاته وكان كاتبا للنبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم . وعن عبد الواحد ابن أبى عون قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم كتاب رجل فقال لعبد الله بن الارقم أجب عنى فكتب جوابه ثم قرأه عليه أصبت وأحسنت اللهم وفقه ، فلما ولى عمر كان يشاوره . رواه الطبراني معضلا واسناده حسن . * (باب ما جاء في عثمان بن ابى العاص رضي الله عنه) * عن عثمان بن ابي العاص قال قدمت في وفد ثقيف حين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبسنا حللنا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا من يمسك لنا رواحلنا فكل القوم أحب الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وكره
[ 371 ]
التخلف عنه قال عثمان وكنت أصغرهم فقلت ان شئتم امسكت لكم على ان عليكم عهد الله لتمسكن لى إذا خرجتم قالوا فذلك لك فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا انطلق بنا قلت اين قالوا إلى أهلك فقلت خرجت من أهلى حتى إذا حللت بباب النبي صلى الله عليه وسلم أرجع ولا أدخل عليه وقد اعطيتموني ما قد علمتم قالوا فاعجل فانا قد كفيناك المسألة فلم ندع شيئا الا سألناه فدخلت فقلت يا رسول الله ادع الله ان يفقهى في الدين ويعلمني قال ماذا قلت فاعدت عليه القول فقال لقد سألتنى عن شئ ما سألني عنه احد من أصحابك اذهب فأنت أمير عليهم وعلى من يقدم عليك من قومك فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حكيم بن حكيم بن عياد وقد وثق . وفى رواية اخرى مختصرة قال فيها فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته مصحفا كان عنده فأعطانيه . وعن ابي هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ومعه كتاب فقال لاعطين هذا الكتاب رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قم يا عثمان بن ابى العاص فقام عثمان بن ابى العاص فدفعه إليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل ابن يعلى أبو أمية وهو ضعيف . وعن ابى نضرة قال اتيت عثمان بن ابى العاص في ايام العشر وكان له بيت قد اخلاه للحديث فمر عليه بكبش فقال لصاحبه بكم اخذته فقال باثنى عشر درهما فقلت لو كان معى اثنا عشر درهما اشتريت بها كبشا فضحيت واطعمت عيالي فلما قدمت اتبعت عثمان فلما قدمت اتبعنى بصرة فيها خمسون درهما فما رأيت دراهم قط كانت أعظم بركة منها أعطاني وهو لها محتسب وأنا إليها محتاج . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في عثمان بن حنيف رضي الله عنه) * عن نوفل بن مساحق قال بينما عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب رضى الله وكان عاملا فأغضبه فأخذ عمر بن الخطاب قبضة من البطحاء فرجمه بها فأصاب حجر منها جبينه فشجه فسال الدم على لحيته فكأنه ندم فقال امسح الدم عن لحيتك فقال لا يهولنك هذا يا أمير المؤمنين فوالله لما انتهكت ممن وليتني أمره أشد مما انتهكت منى قال فكأنه أعجب عمر ذلك منه وزاده خيرا . رواه
[ 372 ]
الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في جرير رضى الله عنه) * عن جرير قال لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم رحلت عيبتي ثم لبست حلتي ثم دخلت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي يا عبدالله ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ذكرك بأحسن ذكر فبينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته وقال يدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج رجل من خير ذى يمن الا ان على وجهه مسحة ملك قال جرير فحمدت الله عليه ما أبلاني . رواه احمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار عنهما واسانيد الكبير رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم خير ذي يمن عليه مسحة ملك فطلع جرير بن عبدالله . رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب . وعن عبدالله بن ضمرة قال بينا أنا يوما قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه أكثرهم منم اليمن إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم خير ذى يمن فبقى القوم كل رجل يرجو أن يكون من أهل بيته فإذا هم بجرير بن عبدالله قد طلع من الثنية فجاء حتى سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه فردوا عليه بأجمعهم السلام ثم بسط عرض ردائه وقال له على هذا يا جرير فاقعد فقعد معهم مليا ثم قام فانصرف فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأينا اليوم منك منظرا لجرير ما رأيناه لاحد قال نعم هذا كريم قومه فأكرموه . رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن البراء بن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتيكم من هذا الفج خير ذى يمن على وجهه مسحة ملك قال فما من القوم رجل إلا يتمنى أن يكون منه إذ طلع عليهم راكب فانتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عن راحلته فاتى النبي صيل الله عليه وسلم فأخذ بيده فسلم عليه وبايعه وهاجر قال من أنت قال أنا جرير بن عبدالله البجلي فأجلسه رسول الله صلى الله عيله وسلم إلى جنبه ومسح بيده على رأسه ووجهه وصدره وبطنه حتى انحنى حرير حياءا أن يدخل يده تحت إزاره وهو يدعو له بالبركة ولذريته ثم مسح رأسه
[ 373 ]
وظهره وهو يدعو له . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جربر بن أيوب البجلى وهو متروك . وعن جرير قال انى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أبايعك على الهجرة فبايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترط على والنصح لكل مسلم فبايعته على هذا قلت في الصحيح فاشترط على والنصح لكل مسلم رواه الطبراني بطرق ورجال بعضها رجال الصحيح . وعن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير منا أهل البيت ظهرا لبطن قالها ثلاثا . رواه الطبراني وأبو بكر بن حفص لم يدرك عليا وسليمان بن ابراهيم بن جرير لم أجد من وثقه ، وبقية رجاله ثقات . وعن جرير قال كانت إذا قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفود دعاني فباهاهم بى . رواه الطبراني وفى خالد بن عمرو الاموى وهو متروك ووثقه ابن حبان . وعن ابن لجرير بن عبدالله قال كان نعل جرير بن عبدالله طولها ذراع . رواه عبدالله وابن جربر لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سليم أبى الهذيل قال كنت فاءا على باب جرير ابن عبدالله فكان يخرج فيركب بغلة أي ويحمل غلامه خلفه . رواه الطبراني وسلمة ومحمد بن منصور الكليبي لم أعرفهما ، وبقية رجال ثقات . (باب ما جاء في وائل بن حجر رضي الله عنه) عن وائل بن حجر قال بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في ملك عظيم وطاعة . فرفضته وخرجت راغبا في الله ورسوله فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد بشرهم بقدومى فلما قدمت عليه فسلمت عليه فرد على وبسط لى رداءه وأجلسني عليه ثم صعد منبره وأقعدني معه فرفع يديه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبيين واجتمع الناس إليه فقال لهم أيها الناس هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا في الله وفى رسوله وفى دينه قال صدقت . رواه البزار وفيه محمد بن حجر وهو ضعيف . وعن وائل ابن حجر قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا وائل بن حجر جاءكم لم يجئكم رغبة ولا رهبة جاءكم حبا لله ولرسوله وبسط له رداءه وأجلسه إلى جنبه وضمه إليه وأصعده المنبر فخطب الناس فقال ارفقوا به فانه حديث عهد بالملك فقال
[ 374 ]
إن أهلى غلبوني على الذي لى قال أنا أعطيكه وأعطيك ضعفه فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا وائل بن حجر إذا صليت فاجعل يديك حذاء أذنيك والمرأة تجعل يديها حذاء ثدييها قلت له في الصحيحين في رفع اليدين غير هذا الحديث رواه الطبراني من طريق ميمونة بنت حجر بن عبد الجبار عن عمتها أم يحيى بن عبد الجبار ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن وائل بن حجر قال لما بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت وافدا عن قومي حتى قدمت المدينة فلقيت اصحابه قبل لقائه فقالوا بشرنا بك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل ان تقدم علينا بثلاثة أيام فقال قد جاءكم وائل بن حجر ثم لقيني عليه السلام فرحب بى وأدنى مجلسي وبسط لى رداءه فاجلسني عليه ثم دعا في الناس فاجتمعوا إليه ثم اطلع المنبر وأطلعني معه وأنا دونه ثم حمد الله وقال يا أيها الناس هذا وائل بن حجر اتاكم من بلاد بعيدة من بلاد حضرموت طائعا غير مكره بقية ابناء الملوك بارك الله فيك يا حجر وفى ولدك ثم نزل وأنزلني منزلا شاسعا عن المدينة وأمر معاوية ابن ابى سفيان ان يبوئنى إياه فخرجت وخرج معى حتى إذا كنا ببعض الطريق قال يا وائل ان الرمضاء قد أصابت بطن قدمى فاردفني خلفك فقلت ما أضن عليك (1) بهذه النافة ولكن لست من ابناء الملوك وأكره ان أعير بك قال فالق إلى خذاءك أتوقى به من حر الشمس قلت ما أضن عليك (1) بهاتين الجلدتين ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك وأكره ان أعير بك فلما أردت الرجوع إلى قومي أمر لى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتب ثلاثة منها كتاب لى خالص يفضلني فيه على قومي وكتاب لى ولاهل بيتى باموالنا هناك وكتاب لي ولقومي وفى كتابي الخالص بسم الله من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبى أمية إن وائلا يسترعى ويترفل على الاقوال (2) حيث كانوا من حضرموت ، وفى كتابي الذى لي ولاهل بيتى بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبى أمية لابناء معشر وأبناء ضمعاج أقوال شنوءة بما كان لهم فيها من ملوك ومزاهر وعمران وبحر وملح ومحجر وما كان لهم من مال اترثوه وما كان لهم (1) في الاصل " ما اظن عنك " . (2) وفى رواية " الاقيال " وهم الملوك
[ 375 ]
فيها من مال بحضرموت أعلاها وأسفلها منى الذمة والجوار الله لهم جار والمؤمنون على ذلك أنصار ، وفى كتابي الذى لى ولقومي بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى وائل بن حجر والاقوال العباهلة من حضرموت باقام الصلاة وإيتاء الزكاة من الصرة السمنة ولصاحبها البيعة لا جلب ولا جنب (1) ولا شغار ولا وراط في الاسلام لكل عشرة من السرايا ما يحمل الجراب من التمر من اجبا فقد أربى (2) وكل مسكر حرام فلما ملك معاوية بعث رجلا من قريش يقال له بشر بن أبى أرطاة فقال له قد ضمنت الناحية فاخرج بجيشك فإذا خلفت أفواه الشام فضع سيفك فاقتل من أبى بيعتى حتى تصير إلى المدينة ثم ادخل المدينة فاقتل من ابى بيعتى وإن أصبت وائل بن حجر حيا فائتني به ففعل وأصاب وائلا حيا فجاء به إليه فأمر معاوية ان يتلقى وأذن له فاجلسه معه على سريره فقال له معاوية أسريري هذا خير ام ظهر ناقتك فقلت يا أمير المومنين كنت حديث عهد بجاهلية وكفر وكانت تلك سيرة الجاهلية فقد أتانا الله بالاسلام فستر الاسلام ما فعلت قال فما منعك من نصرنا وقد أعدك عثمان ثقة وصهرا قلت إنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان منك قال وكيف يكون احق بعثمان منى وأنا اقرب إلى عثمان في النسب قلت إن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بين على وعثمان فالاخ أولى من ابن العم ونست أقاتل المهاجرين قال أو لسنا مهاجرين قلت أو لسنا قد اعتزلنا كما جميعا وحجة أخرى حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رفع رأسه نحو المشرق وقد حضره جمع كثير ثم رد إليه بصره فقال اتتكم الفتن كقطع الليل المظلم فشدد أمرها وعجله وقبحه فقلت له من بين القوم يا رسول الله وما الفتن قال يا وائل إذا اختلف سفيان في الاسلام فاعتزلهما فقال أصبحت شيعيا فقلت لا ولكني أصبحت ناصحا للمسلمين فقال معاوية لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك قلت أو ليس قد رأيت ما صنع محمد بن مسلمة عند مقتل عثمان انتهى بسيفه إلى صخرة فضربه حتى انكسر فقال أولئك قوم يحملون قلت فكيف نصنع بقول رسول الله (1) هو أن يأتي المصدق بالاموال من أماكنها ليأخذ صدقتها ، بل عليه أن يأتيها في أماكنها ، وقيل غير ذلك . (2) هو بيع الزرع قبل أن يبدو صلاحه ، وقيل هو أن يغيب إبله عن المصدق ، وقيل هو بيع العينة . وفى الاصل تصحيفات .
[ 376 ]
صلى الله عليه وسلم من أحب الانصار فبحبي أحبهم ومن أبغض الانصار فببغضي أبغضهم فقال اختر أي البلاد شئت فانك لست براجع إلى حضرموت فقلت عشيرتي بالشام وأهل بيتى بالكوفة فقال رجل من أهل بيتك خير من عشرة من عشيرتك فقلت ما رجعت إلى حضرموت سرورا بها وما ينبغى للمهاجر أن يرجع إلى الموضع الذى هاجر منه الا من علة قال وما علتك قلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن فحيث اختلفتم اعتزلناكم وحيث اجتمعتم جئناكم فهذه العلة فقال انى قد وليتك الكوفة فسر إليها فقلت ما إلى بعد النبي صلى الله عليه وسلم لاحد أما رأيت أبا بكر أرادني فأبيت وأرادني عمر فأبيت وأرادني عثمان فأبيت ولم أترك بيعتهم جاءني كتاب أبى بكر حيث ارتد أهل ناحيتنا فقمت فيهم حتى ردهم الله إلى الاسلام بغير ولاية فدعا عبدالرحمن بن أم الحكم فقال سر فقد وليتك الكوفة وسر بوائل فأكرمه واقض حوائجه فقال يا أمير المؤمنين أسأت بى الظن تأمرني باكرام من قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمه وابا بكر وعمر وعثمان وانت فسر معاوية بذلك منه فقدمت معه الكوفة فلم يلبث ان مات ، قال محمد بن حجر : الوراط القمار ، والاقوال الملوك ، والعياهل العظماء . رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه محمد بن حجر وهو ضعيف . * (باب ما جاء في العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه) * عن أبى هريرة قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ببعثة فرأيت منه ثلاث خصال لا أدرى أيتهن أعجب انتهينا إلى ساحل البحر فقال سموا الله وتقحموا فسمينا وتقحمنا فعبرنا فما بل الماء أسافل خفاف إبلنا فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الارض وليس معنا ماء فشكونا إليه ففال صلوا ركعتين ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها (1) فسقينا واستقينا فمات فدفناه في الرمل فلما صرنا غير بعيد قلنا يجئ سبع فيأكله فرجعنا فلم نره . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه ابراهيم بن معمر الهروي ولد اسماعيل ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . قلت وقد تقدمت قصته في البحرين وحصرهم اياه ونصره عليهم في قتال أهل الردة (2) . (1) العزالى : أفواه القرب . وفى الاصل " غرالتها " وهو غلط . (2) في الجزء السادس .
[ 377 ]
* (باب ما جاء في جبير بن مطعم رضي الله عنه) * عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتانى النثنا لشفعته يعنى المطعم ابن عدي فأسلم عند ذلك جبير قلت هو في الصحيح غير ذكره فأسلم عند ذلك جبير رواه الطبراني واسناده حسن . * (باب ما جاء في ثوبان رضي الله عنه) * قال الطبراني : ثوبان رضى الله عنه يكنى أبا عبدالله ويقال هو من اليمن من حمير مولى آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال أصابه سباء فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه كان يسكن حمص مات سنة خمس وخمسين . * (باب ما جاء في هالة رضى الله عنه) * عن هالة انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ فضام هالة إلى صدره فقال هالة هالة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وقال كأنه سر به لقرابته من خديجة رضى الله عنها ، وفي اسناده جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في حسان بن ثابت رضي الله عنه) عن البراء بن عازب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت أهج المشركين فان الله تعالى يؤيدك بروح القدس . رواه الطبراني في الصغير وفيه أيوب بن سويد الرملي وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال كان ردئ الحفظ . وعن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال قد جاء حسان اللعين فقال ابن عباس ما هو بلعين لقد جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ونفسه . رواه أبو يعلى وفيه خديج بن معاوية بن خديج وهو ضعيف وقد وثق . (باب ما جاء في أبي هند الحجام رضى الله عنه) عن عائشة ان أبا هند مولى بنى بياضة كان حجاما حجم النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر إلى رجل صور الله الايمان في قلبه فلينظر إلى أبى هند وقال انكحوا أبا هند وانكحوا إليه . رواه الطبراني في الاوسط فيه عبد الواحد بن اسحق الطبراني ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (45 تاسع مجمع الزوائد)
[ 378 ]
(باب ما جاء في معاوية بن معاوية الليثي رضي الله عنه) عن أنس بن مالك قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك فطلعت الشمس بضياء (1) وشعاع ونور لم نرها طلعت فيما مضى بمثله فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا جبريل مالى أرى الشمس اليوم طلعت بضياء (1) ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى قال ان ذلك معاوية بن معاوية الليثى مات بالمدينة اليوم فبعث الله عليه الف ملك يصلون عليه قال وفيم ذلك قال كان يكثر قراءة قل هو الله احد في الليل والنهار وفى ممشاه وقيامه وقعوده فهل لك يا رسول الله ان أقبض لك الارض فتصلى عليه قال نعم فصلى عليه . رواه أبو يعلى وفيه العلاء بن زيدل (2) أبو محمد الثقفى وهو متروك . (باب ما جاء في دحية الكلبي رضي الله عنه) عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان يأتيني جبريل على صورة دحية الكلبي قال أنس ودحية كان رجلا جسيما أبيض . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عفير ابن معدان وهو ضعيف . * (باب ما جاء في العرباض وعتبة رضى الله عنهما) * عن شريح بن عبيد قال كان عتبة يقول عرباض خير منى وعرباض يقول عتبة خير مني سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسنة . رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب ما جاء في أبى زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه) عن أبى زيد انه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى زيد قال قاتلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة مرة قال سمعته وهو جد عزرة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير تميم بن حويص وهو ثقة . وعن أبي زيد عمرو بن أخطب الانصاري قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فاخذتها ففال اللهم جمله قال فرأيته وهو ابن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء . رواه أحمد والطبراني الا انه قال ستون سنة ، واسناده حسن . وعن أبى زيد بن أخطب قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم جملك الله ، وكان رجلا جميلا حسن الشمط . رواه أحمد (1) في الاصل " بيضاء " . (2) في الاصل " زيدك " بالكاف ، والتصويب من الميزان .
[ 379 ]
عن شيخه الحجاج بن نصير وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه) عن ضمرة بن ثعلبة انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال يا ضمرة أترى ثوبيك هذين مدخليك الجنة فقال لئن استغفرت لي يا رسول الله لا أقعد حتى أنزعهما عنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لضمرة بن ثعلبة فانطلق سريعا حتى نزعهما عنه . رواه احمد والطبراني . وعنه انه اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله لى بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم حرم دم ابن ثعلبة على المشركين والكفار قال فكنت أحمل في عرض القوم فيتراءى لى النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم فقال يا ابن ثعلبة انك لتغرر وتحمل على القوم فقال ان النبي صلى الله عليه وسلم يتراءى لى خلفهم فأحمل عليهم حتى أقف عنده ثم يتراءى لى أصحابي فاحمل حتى اكون مع أصحابي قال فعمر زمانا طويلا من دهره . رواه الطبراني واسناده حسن . * (باب ما جاء في معقل بن يسار رضي الله عنه) * عن معقل بن يسار قال صحبت النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا . رواه احمد ورجاله ثقات . (باب ما جاء في ابي العاص بن الربيع رضي الله عنه) قال الزبير بن بكار : أبو العاص بن الربيع زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن خالتها امه هاله بنت وأمها فاطمه بنت زائده وهو الاصم بن جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤى ويقال اسم ابى العاص بن الربيع مهشم وكان يسمى جرو البطحاء وقال الزبير وحدثني محمد ابن حسن ويحيى بن محمد قالا اسم أبي العاص بن الربيع لقيط ، قال الزبير وحدثني محمد بن الضحاك قال اسم ابى العاص بن الربيع القاسم وذلك الثبت في اسمه ، وتوفى ابو العاص بن الربيع في ذي الحجة سنة ثنتى عشرة . رواه الطبراني واسناده منقطع .
[ 380 ]
(باب ما جاء في فروة بن نعامة ويقال ابن عامر الجذامي رضي الله عنه) عن عباس قال بعث فروة بن عامر الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم باسلامه (1) واهدى له بغلة بيضاء وكان فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب وكان منزله بعمان وما حولها فلما بلغ الروم ذلك من امره حبسوه فقال في محبسه : طرقت سليمى موهنا اصحابي * والروم بين الناس والقرواني ؟ ؟ الخيال و ؟ انى ما قد أرى * فهممت ان أعفى وقد انكانى فلا ؟ كن العين بعدى اثمدا * سلمى ولا سرين للايمان ولقد علمت ابا كبيشة اننى * وسط الاعزة لا يحس لساني ولئن هلكت ليفقدن أخاكم * ولئن اصبت ليعرفن مكاني ولقد عرفت بكل ما جمع الفتى * من رأيه وبنجدة وبيان فلما جمعوا له وصلبوه على ماء يقال له عفراء بفلسطين فلما رفع على خشبة قال : الا هل أتى سلمى بأن حليلها * على ماء عفرا فوق احدى الرواحل بحدافة لم يضرب الفحل أمها * مسدية اطرافها بالمناجل وقال : بلغ سراه المسلمين باننى * سلم لربي أعظمي وبناني رواه الطبراني وفيه عبدالله بن سلمة الربعي ضعفه أبو زرعة . (باب ما جاء في فروة بن مسيك الرادي رضي الله عنه) عن فروة بن مسيك المرادي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اكرهت يوميكم ويومى همدان قال قلت نعم يا رسول الله فناء الاهل والعشبرة قال اما انه خير لمن اتقى منكم . رواه احمد والطبراني الا انه قال خير لمن بقى منكم ، وفيه مجالد وهو حسن الحديث وقد ضعف ، وبقية رجالهما (باب ما جاء في فرات بن حيان رضى الله عنه) عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه ان منكم رجالا لا أعطيهم شيئا أكلهم إلى ايمانهم منهم فرات بن حيان . (1) في الاصل اضطراب في العبارة صححته من الاصابة .
[ 381 ]
رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة . وعن على يعنى ابن أبى طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انى لاعطى قوما أتألفهم وأكل قوما إلى ما عندهم أول إلى ما جعل الله في قلوبهم منهم فرات بن حيان . رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . * (باب في عمران بن حصين رضي الله عنه) * عن أبى عبيد قال : عمران بن حصين من بنى غاضرة من خزاعة . رواه الطبراني . وعن الواقدي قال عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبيد ابن عبد نهم بن حذافة بن حممة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو بن خزاعة . رواه الطبراني . قال الطبراني ثنا عبيد الله بن محمد قال ويكنى عمران أبا نجبد أسلم قديما هو وأبوه وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات ولم يزل في بلاد قومه وينزل إلى المدينة كثيرا إلى ان قبض النبي صلى الله عليه وسلم فتحول إلى البصرة فنزلها إلى ان مات بها وله بقية من ولد وخالد بن طليق بن محمد بن عمران ابن حصين ولى قضاء البصرة ويقال ان حصينا مات مسلما وقد ورد انه مات مشركا والصحيح أنه أسلم . رواه الطبراني . وعن هلال بن يساف قال قدمت البصرة فدخلت المسجد فإذا بشيخ أبيض الرأس واللحية مستندا إلى اسطوانة حوله حلقة يحدثهم من هذا قالوا عمران بن حصين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن سيرين قال ما قدم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نفضله على عثمان بن حصين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن سفين قال ما قدم البصرة مثل عمران بن حصين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا ان الامام احمد لم يسمع من سفيان الثوري وان كان هو ابن عيبنة فقد سمع منه . وعن أبى الاسود الدؤلى قال قدمت البصرة وبها أبو نجيد عمران بن حصين وكان عمر بن الخطاب بعثه يفقه اهل البصرة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الحكم بن الاعرج ان عمران بن حصين قال ما مسست ذكرى بيمينى منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه عمر ابن سهل المازنى وثقه ابن حبان وقال ربما خالف ، وضعفه العقيلى ، وبقية رجاله
[ 382 ]
رجاله الصحيح . وعن عطاء بن ابى ميمونة مولى عمران بن الحصين ان عمران ابن الحصين قتل له اخ في الجاهلية فقتل به سبعين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير ابراهيم بن عطاء . وعن هرون بن عبدالله الحمال قال مات عمران ابن حصين سنة ثنتين وخمسين . رواه الطبراني . (باب ما جاء في البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما) عن ابى اسحق عن البراء بن عازب قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة ، وسمعت زيد بن ارقم يقول غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة غزوة . رواه أبو يعلى وفيه خديج بن معاوية وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في عمير بن سعد رضي الله عنه) * عن عمير بن سعد قال بعث عمر بن الخطاب رضى الله عنه عمير بن سعد عاملا على حمص فمكث حولا لا يأتيه فقال عمر لكاتبه اكتب إلى عمير بن سعد فو الله ما اراه الا خاننا فإذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جبيت من فئ المسلمين حين تنطر في كتابي هذا فأخذ عمير جرابه فجعل فيه زاده وقصعته وعلق اداوته واخذ عنزته ثم اقبل يمشى من حمص حتى دخل المدينة قال فقدم وقد شحب لونه واغبر وجهه وطالت شعرته فدخل علي عمر فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله فقال عمر ما شأنك فقال عمير ما ترى من شأني ألست تراني صحيح البدن ظاهر الدم معى الدنيا أجرها بقرونها قال وما معك قال فظن عمر أنه قد جاء بمال فقال معي جرابى أجعل فيه زادي وقصعتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي وثيابى واداوتي احمل فيها وضوئى وشرابي وعزتي (1) أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوى إن عارضنى فو الله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي قال عمر فجئت تمشى قال نعم قال أما كان لك أحد يتبرع لك بدابة تركبها قال ما فعلوا وما سألتهم ذلك قال بئس المسلمون خرجت من عندهم فقال له عمير اتق الله يا عمر فقد نهاك الله عن الغيبة وقد رأيتهم يصلون صلاة الغداة قال فأين ما (1) العنزة : مثل نصف الرمح أو اكبر شيئا وفيها سنان .
[ 383 ]
بعثنك به وأى شئ صنعت قال وما سؤالك يا أمير المؤمنين فقال عمر سبحان الله فقال عمير أما لو لم أخش أن أغمك ما أخبرتك بعثتني حتى أتيت البلد فجمعت صلحاء أهلها فوليتهم جباية فيئهم حتى إذا جمعوه وضعته مواضعه ولو نالك منه شئ لاتيتك به قال فما جئتنا بشئ قال لا قال جددوا لعمير عهدا قال إن ذلك لسئ لا عملت لك ولا لاحد بعدك والله ما سلمت بل لم أسلم قال قلت لنصراني أخزاك الله فهذا ما عرضتني به يا عمر وإن أشقى إيامى يوما خلفت معك يا عمر فاستأذنه فأذن له فرجع إلى منزله قال وبينه وبين المدينة أميال فقال عمر حين انصرف عمير ما اراه إلا قد خاننا فبعث رجلا يقال له الحارث فقال انطلق حتى تنزل به فان رأيت حالا شديدة فادفع هذه المائة الدينار فانطلق الحرث فإذا بعمير جالس يفلى قميصه إلى جنب الحائط فسلم عليه الرجل فقال له عمير انزل رحمك الله فنزل ثم سأله فقال له من اين جئت قال من المدينة فقال كيف تركت امير المؤمنين قال صالحا قال كيف تركت المسلمين قال صالحين قال أليس يقيمون الحدود قال نعم لقد ضرب ابنا له أتى فاحشة فمات من ضربه فقال عمير اللهم أعز عمر فانى لا اعلمه إلا شديدا حبه لك قال فنزل به ثلاثة ايام وليس لهم الا قرصة من شعير كانوا يخصونه بها ويطوون حتى اتاهم الجهد فقال له عمير يا هذا انك قد اجعتنا فان رأيت ان تتحول عنا فافعل قال فأخرج الدنانير فوضعها إليه فقال بعث بها اليك امير المؤمنين فاستعن بها فصاح قال لا حاجة لى فيها ردها فقالت له امرأته إن احتجت إليها وإلا فضعها مواضعها فقال عمير والله مالي شئ اجعلها فيه فشقت امرأته اسفل درعها فأعطته خرقة فجعلها فيها ثم خرج فقسمها بين ابناء الشهداء والفقراء ثم رجع والرسول يظن أنه يعطيه منها شيئا ففال له اقرئ امير المؤمنين منى السلام فرجع الحارث إلى عمر فقال ما رأيت قال رأيت يا امير المؤمنين حالا شديدة قال فما صنع بالدنانير قال لا ادرى ، قال وكتب إليه عمر إذا جاءك كتابي فلا تضعه من يدك حتى تقبل فاقبل على عمر فدخل عليه فقال عمر ما صنعت بالدنانير قال صنعت ما صنعت وما سؤالك عنها قال اتئد عليك لتخبرني بما صنعت بها قال قدمتها لنفسي فقال رحمك الله فبلغ ذلك عمر بوسق من طعام وثوبين فقال أما الطعام فلا حاجة لى فيه قد تركت في المنزل
[ 384 ]
صاعين من شعير إلى ان آكل ذلك قد جاء الله بالرزق فلم يأخذ الطعام وأما الثوبان فقال ان فلانة عارية فأخذهما ورجع إلى منزله فلم يلبث ان هلك رحمه الله فبلغ ذلك عمر فشق عليه وترحم عليه فخرج يمشى ومعه المشاؤون إلى بقيع الغرقد فقال لاصحابه ليتمن كل رجل منكم امنيته فقال رجل يا امير المؤمنين وددت ان عندي مالا فأعتق لوجه الله كذا وكذا وقال آخر وددت ان عندي مالا فاعتق لوجه الله كذا وكذا وقال آخر وددت ان عندي مالا فأنفق في سبيل الله وقال آخر وددت ان عندي قوة فأمتح (1) بدلو ماء زمزم لحاج بيت الله فقال عمر وددت أن لى رجلا مثل عمير وددت ان لى رجالا مثل عمير استعين بهم في اعمال المسلمين . رواه الطبراني وفيه عبدالملك بن ابراهيم بن عنترة وهو متروك . * (باب ما جاء في حكيم بن حزام رضي الله عنه) * عن يعقوب بن عبدالرحمن القارى قال حدثنى ابى قال عاش حكيم بن حزام عشرين ومائة سنة ستين في الاسلام وستين في الجاهلية وكان إذا استغلظ في اليمين قال والذى انعم على حكيم ان يكون قتيلا يوم بدر لا افعل كذا وكذا فلا يفعله . رواه الطبراني ورجاله إلى قائله ثقات . وعن مصعب بن ثابت قال والله لقد بلغني ان حكيم بن حزام حضر يوم عرفة معه مائة رقبة ومائة بدنة ومائة بقرة ومائة شاة فقال هذا كله لله فأعتق الرقاب وأمر بذلك فنحر . رواه الطبراني مرسلا وفيه من لم اعرفه . وعن حكيم بن حزام انه باع دارا له من معاوية رضى الله عنهما بستين الفا فقالوا غبنك والله معاوية فقال والله ما اخذتها في الجاهلية الا بزق خمر اشهدكم انها في سبيل الله والمساكين والرقاب فأينا المغبون ، وفى رواية بمائة الف . رواه الطبراني باسنادين أحدهما حسن . وعن ابى حازم قال ما كان بالمدينة احد سمعنا به كان اكثر حملا في سبيل الله من حكيم ابن حزام قال لقد قدم اعرابيان بالمدينة يسألان من يحمل في سبيل الله فدلا على حكيم بن حزام فأتياه في اهله فسألهما ما يريدان فاخبراه ما يريدان فقال لهما لا تعجلا حتى اخرج اليكما وكان حكيم يلبس ثيابا يؤتى بها من مصر كأنها الشباك ثمنها اربعة دراهم ويأخذ عصا في يده ويخرج معه غلامان له وكلما مر بكناسة (1) أي استقى .
[ 385 ]
أو قمامة فرأى فيها خرقة تصلح في جهاز الابل إلى يحمل عليها في سبيل الله أخذها بطرف عصاه فنفضها ثم قال لغلاميه امسكا بسلعتكما في جهازكما فقال الاعرابيان أحدهما لصاحبه وهو يصنع ذلك ويحك انج بنا فوالله ما عند هذا إلا لقط القشع فقال له صاحبه ويحكك لا تعجل حتى نظر فخرج بهما إلى السوق فنظر إلى ناقتين جليلتين سمينتين خلفتين (1) فابتاعهما وابتاع جهازهما ثم قال لغلاميه رما بهذه الخرق ما ينبغى له المرمة من جهازكما ثم اوقرهما طاما وبرا وودكا (2) وأعطاهما نفقة ثم أعطاهما الناقتين قال يقول أحدهما لصاحبه والله ما رأيت من لاقط قشع خيرا من اليوم . رواه الطبراني . (باب ما جاء في عكرمة بن أبى جهل رضي الله عنه) قال الطبراني : عكرمة بن أبى جهل بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم أمه أم مجالد امرأة من بنى هلال أسلم عام الفتح واستشهد يوم أجنادين . وعن مصعب بن عبدالله الزبيري قال عكرمة بن أبى جهل بن هشام ليس له عقب وكان خرج هاربا يوم الفتح حتى استأمنت له زوجته من النبي صلى الله عليه وسلم وهى أم حكيم بنت هشام أمنته أدركته باليمن فردته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فاعننفه وقال مرحبا بالراكب المهاجر . رواه الطبراني واسناده منقطع . وعن ابى مليكة قال كان عكرمة بن ابى جهل إذا اجتهد في اليمين قال والذى نجاني يوم بدر وكان يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول كلام ربى كلام ربى . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن عكرمة بن ابى جهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جئته مرحبا بالراكب مرحبا بالراكب المهاجر . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن عكرمة بن أبى جهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جئته مرحبا بالراكب المهاجر فقط مرة واحدة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا ان مصعب بن سعد لم يسمع من عكرمة . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت لابي جهل عنقا في الجنة فلما أسلم عكرمة قال هو هذا . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثق وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . (1) الحلقة : الحامل من النوق . (2) هو دسم اللحم ودهنه . (46 تاسع مجمع الزوائد)
[ 386 ]
* (باب ما جاء في عروة بن مسعود رضى الله عنه) * عن عروة يعنى ابن الزبير قال لما أنشأ الناس الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرجع إلى قومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى أخاف ان يقتلوك قال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قومه مسلما فرجع عشاءا فجاء ثقيف يحيونه فدعاهم إلى الاسلام فاتهموه واغضبوه وأسمعوه فقتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه . رواه الطبراني وروى عن الزهري نحوه وكلاهما مرسل واسنادهما حسن . وعن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عروة بن مسعود إلى الطائف فرماه رجل بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أشبه هذا بصاحب ياسين . رواه الطبراني وفيه أبو عبيدة ابن الفضل وهو ضعيف . وعن على بن زيد بن جدعان ان عروة بن مسعود قال لقومه زمن الحديبية أي قوم إنى رأيت الملوك وكلمتهم فابعثوني إلى محمد فأكلمه فأتاه بالحديبية فجعل عروة يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ويتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمغيرة بن شعبة شاك في السلاح على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له المغيرة كف يدكك قبل ان لا تصل اليك فرفع عروة رأسه ففال انت هو والله إنى لفي غدرتك ما اخرجت منها بعد فرجع عروة الي قومه فقال أي قوم إنى قد رأيت الملوك وكلمتهم والله ما رأيت مثل محمد صلى الله عليه وسلم قط وما هو بملك ولقد رأيت الهدى معكوفا يأكل و ؟ ره وما أراكم إلا سيصيبكم قارعة فانصرف ومن معه من قومه فصعد سور الطائف فشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فرماه رجل من قومه بسهم فقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذى جعل في أمتى مثل صاحب ياسين . رواه أبو يعلي مرسلا واسناده حسن . * (باب ما جاء في أبي أمامة واسمه صدى بن عجلان رضى الله عنه) * عن أبى أمامة قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي أدعوهم إلى الله عزوجل وأعرض عليهم شرائع الاسلام فأتيتهم وقد سقوا إبلهم وحلبوها وشربوا فلما
[ 387 ]
رأوني قالوا مرحبا بالصدى بن عجلان قالوا بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل قلت لا ولكن آمنت بالله ورسوله وبعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أعرض عليكم الاسلام وشرائعه فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعتهم فوضعوها واجتمعوا حولها فأكلوا بها قالوا هلم يا صدى قلت ويحكم انما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم إلا ما ذكيتم كما أنزل الله عليه قالوا وما قال قلت نزلت هذه الآية (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) إلى قوله (وأن تستقسموا بالازلام) فجعلت ادعوهم إلى الاسلام ويأبون قلت لهم ويحكم ائتونى بشربة من ماء فانى شديد العطش قال وعلى عمامة قالوا لا ولكن ندعك تموت عطشا قال فاعتممت وضربت برأسي في العمامة ونمت في الرمضاء في حر شديد فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس الف منه فأمكنني منها فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشا بعد تيك الشربة . رواه الطبراني وفيه بشير بن شريح وهو ضعيف . وعن أبى أمامة قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهلى فأتيتهم وهم على الطعام فرحبوا بى واكرموني وقال تعال فكل فقلت انى جئت لانهاكم عن هذا الطعام وأنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيتكم لتؤمنوا به فكذبوني وزبرونى وأنا جائع ظمآن قد برانى جهد شديد فنمت فأتيت في منامي بشربة لبن فشربت ورويت وعظم بطني فقال القوم أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه اذهبوا إليه واطعموه من الطعام والشراب فقلت لا حاجة في طعامكم وشرابكم فان الله عزوجل أطعمني وسقاني فانظروا إلى هذه الحال التى انتم عليها فنظروا فآمنوا بى وبما جئت به من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم . رواه الطبراني باسنادين وإسناد الاولى حسن فيها أبو غالب وقد وثق . (باب ما جاء في الاشج ورفقته رضي الله عنهم) عن عبدالرحمن بن أبى بكرة قال قال الاشج بن عصر قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال ما هما يا رسول الله قال الحلم والاناة قال أقديما كانا أم حديثا قال قديما قلت الحمد لله الذى جعلني على خلقين تحبهما . رواه احمد
[ 388 ]
ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن أبى بكرة لم يدرك الاشج . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشج عبدالقيس إن فيك لخصلنين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة . رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير نعيم ابن يعقوب وهو ثقة ، ورواه في الاوسط من طريق حسنة الاسناد . وعن مزيدة جد هود العبدى قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه إذ قال يطلع عليكم من هذا الفج ركب من خير أهل المشرق فقام عمر بن الخطاب فتوجه في ذلك الوجه فرأى ثلاثة عشر راكبا فرحب وقرب وقال من القوم قالوا قوم من عند عبدالقيس قال فما أقدمكم لهذه البلاد التجارة قالوا لا قال فتبيعون سيوفكم هذه قالوا لا قال فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل قالوا أجل فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا صاحبكم الذى تطلبون فرمى القوم بأفسهم عن رواحلهم فمنهم من سعى سعيا ومنهم من هرول هرولة ومنهم من مشى حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا بيده يقبلونها وقعدوا إليه وبقى الاشج وهو أصغر الفوم فأناخ الابل وعقلها وجمع القوم ثم اقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده فقبلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله قال وما هما يا رسول الله قال الاناة والتؤدة قال أجبلا جبلت عليه أو تخلفا منى قال بل جبل قال الحمد لله الذى جبلني على ما يحب الله ورسوله وأقبل القوم قبل تمرات لهم يأكلونها فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسمى لهم هذا كذا وهذا كذا قالوا أجل يا رسول الله ما نحن بأعلم بأسمائها منك قال أجل فقالوا لرجل منهم أطعمنا من بقية الذى بقى من نوطك (1) فقام فأتاه بالبرنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا البرنى أما انه من خير تمراتكم إما هو دواء لا داء فيه . رواه الطبراني وأبو يعلى ورجالهما ثقات وفى بعضهم خلاف . وعن الزارع أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه بأخيه لامه يقال (2) له مطر بن هلال بن عنزة وخرج بابن أخ له مجنون ومعهم الاشج وكان اسمه المنذر بن عائذ فقال المنذر يا زارع خرجت معنا برجل مجنون وفتى شاب ليس (1) النوط : الجلة الصغيرة يكون فيها التمر ، وفى النهاية " أطعمنا من بقية القوس الذى في نوطك " . (2) في الاصل " فقال " .
[ 389 ]
منا وافدين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزارع أما المصاب فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له عسى ان يعافيه الله وأما الفتى المنزى فانه أخي لامى وأرجو ان يدعو له النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة تصيبه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فما عدا ان قدمنا المدينة قلنا هذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فما تمالكنا أن وثبنا عن رواحلنا فانطلفنا إليه سراعا فأخذنا يديه ورجليه نقبلهما وأناخ المنذر راحلته فعقلها وذاك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عمد إلى رواحلنا فأناخها راحلة راحلة فعقلها كلها ثم عمد إلى عيبته ففتحها فوضع فيها (1) ثياب السفر ثم أتى يمشى فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أشج ان فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال وما هما بأبى وأمى قال الحلم والاناة قال فأنا تخلفت بهما أم الله جبلني عليهما قال بل الله جبلك عليهما (2) قال الحمد لله الذى جبلني على خلفين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة قال الزارع يا نبى الله بأبى وأمى جئت بابن أخ لى مصاب لتدعو الله له وهو في الركاب قال فائت به قال فأتينه وقد رأيت الذى صنع الاشج فأخذت عيبتي فأخرجت منها ثوبين حسنين وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته إياهما ثم أخذت بيده فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر نظر المجنون فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجعل ظهره من قبلى فأقمنه فجعلت ظهره من قبل النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه من قبلى فأخذه ثم جره بمجامع ردائه فرفع بده حتى رأيت إبطيه ثم ضرب بيده ظهره وقال اخرج عدو الله فالتفت وهو ينظر نظر الصحيح ثم أقعده بين يديه فدعا له ومسح وجهه قال فلم تزل تلك المسحة في وجهه وهو شيخ كبير كأن وجهه وجه عذراء شبابا وما كان في القوم رجل يفضل عليه بعد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا لنا عبدالقيس فقال خير أهل المشرق رحم الله عبدالقيس إذ أسلموا غير خزايا إذ أبى بعض الناس ان يسلموا قال ثم لم يزل يدعو لنا حتى زاغت الشمس قال الزارع يا رسول الله ان معنا ابن أخت لنا ليس منا قال ابن خت القوم منهم فانصرفنا راجعين فقال الاشج إنك كنت يا زارع أمثل منى رأيا فيهما وكان في الفوم جهم بن قثم كان قد شرب قبل ذلك بالبحرين مع ابن عم له فقام إليه ابن عمه فضرب ساقه بالسيف فكانت تلك الضربة في ساقه فقال بعض (1) في الاصل " عنها " . (2) " بل الله جبلك عليهما " غير موجودة في الاصل .
[ 390 ]
القوم يا رسول الله بأبى وأمى إن أرضنا ثقيلة وخمة وانا نشرب من هذا الشراب فيقوم أحدنا إلى ابن عمه فيضرب ساقه بالسيف فجعل يغطى جهم بن قثم ساقه قال فنهاهم عن الدباء والنقير والختم (1) قلت عند أبى داود طرف منه رواه البزار وفيه أم أبان بنت الوازع روى لها أبو داود وسكت على حديثها فهو حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن نافع العبدى قال وفد المنذر بن ساوى من البحرين حتى اتى الرسول صلى الله عليه وسلم ومع المنذر أناس وأنا غليم لا أعقل أمسك جمالهم قال فذهبوا بسلاحهم فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع المنذر سلاحه ووضع ثيابا كانت معه وسمح لحيته بدهن فأتى نبى الله صلى الله عليه وسلم فسلم وأنا مع الجمال أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المنذر قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت منك ما لم أر من اصحابك قلت وما رأيت منى يا رسول الله قال وضعت سلاحك ولبست ثيابك وتدهنت قال يا رسول الله أفشئ جبلت عليه أم شئ أحدثه (2) قال لا بل شئ جبلت عليه فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسلمت عبدالقيس طوعا وأسلم الناس كرها فبارك الله في عبدالقيس قال نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما انا انظر اليك ولكني لم أعقل ومات نافع وهو ابن عشرين ومائة سنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سليمان بن نافع العبدى ذكره ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا توثيقا ، وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في ضرار بن الازور رضي الله عنه) * عن ضرار بن الازور قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت امدد يدك أبايعك على الاسلام ثم قلت : تركت القداح وعزف القيان * والخمر تصلية وابتهالا وكرى المحبر في عمره * وحملي على المسلمين القتالا فيا رب لا أغبنن بيعتى * فقد بعت أهلى ومالى بدالا رواه الطبراني وعبد الله إلا انه قال وحملي على المشركين بدل المسلمين وقال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما غبنت صفقتك يا ضرار ، وقال في الاسناد محمد (1) تقدم تفسيراها في الجزء الخامس . (2) في الاصل " أخذته " .
[ 391 ]
ابن سعيد الباهلى والضعيف قرشي والله اعلم ، ورواه الطبراني باسنادين في احدهما محمد بن سعيد بن زياد الاترم وهو ضعيف وفى ثقات ابن حبان محمد بن سعيد بن زياد ولم يقل الاترم فان كان هو فقد وثق والا فهو الضعيف وفى الآخر من لم أعرفه . (باب في نبيشة رضى الله عنه) قال الطبراني : هو نبيشة بن عبدالله الهذلى يقال نبيشة الخير وهو نبيشة ابن عبدالله بن شيبان بن عتاب بن الحرث بن حصين بن الحرث بن عبدالعزى بن واثلة . عن أم عاصم وهي أم ولد سفيان بن سلمة بن المحبق الهذلى قالت دخل علينا نبيشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه نبيشة الخير دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده اسارى فقال يا رسول الله اما أن تمن عليهم واما ان تفاديهم فقال أمرت بخير أنت نبيشة الخير . رواه الطبراني وإسناده حسن . * (باب في الوليد بن الوليد رضي الله عنه) * عن اسماعيل بن ايوب بن سلمة بن عبدالله بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم أن الوليد بن الوليد كان محبوسا بمكة فلما اراد أن يهاجر باع مالا له يقال له المنا بناقة بالطائف وقال : وإن أهاجر وابع بناقة * ثم اشتر منها حلى وناقة ثم ارمهم بنفسك المشتاقة فوجد غفلة من القوم فخرج هو وعياش بن ابى ربيعة بن المغيرة وسلمة بن هشام بن المغيرة مشاة يخافون الطلب فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد فقال : يا قدمي ألحقانى بالقوم * لا تعداني كسلا (1) بعد اليوم فلما كان عند الاجراس " 2 " نكب فقال : هل انت الا اصبع دميت * وفى سبيل الله ما لقيت فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فقال يا رسول الله خسرت وأنا (1) كذا في الاصابة ، وفى الاصل " نسلا " . " 2 " في الاصل " بحرة الاضراس " .
[ 392 ]
ميت فكفني في قميصك واجعله مما يلى جلدى فتوفى فكفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه دخل على أم سلمة وبين يديها صبي وهى تقول : يا عين ابكي الوليد بن الوليد بن المغيرة * ان الوليد بن الوليد ابا الوليد كفى العشيرة قد كان غيثا في السنين وجعفرا غدقا وميره فقال ان كنتم لتجدون الوليد جبانا فسماه عبدالله . رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك . * (باب ما جاء في تميم الداري رضي الله عنه) * قال الطبراني : تميم بن أوس الدارى ويقال ابن قيس يكنى أبا رقية وهو تميم بن خارجة بن سواد بن جذيمة بن دراع بن عدى بن الدار بن لخم بن حبيب بن لمازة لخم . عن أبى هريرة قال أول من اسرج في المسجد تميم الدارى . رواه الطبراني وفيه خالد بن إلياس (1) . * (باب ما جاء في كعب بن زهير (2) بن أبي سلمى المزني رضي الله عنه) * عن محمد بن سلام يعنى البيكندى قال واسم أبى سلمى ربيعة بن رياح بن قرظ بن الحرث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطي بن عثمان بن مزينة . رواه الطبراني . وعن محمد بن إسحق قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة منصرفه من الطائف كتب بجير بن زهير بن أبى سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبى سلمى يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجلا بمكة ممن كان يهحوه ويؤذيه وانه بقى من شعراء قريش ابن الزبعرى وهيبرة بن أبى وهب قد هربوا في كل وجه فان كانت لك في نفسك حاجة ففر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه لا يقتل أحدا جاءه تائبا وإن أنت لم تفعل فانج ولا نجا لك وقد كان كعب قال أبياتا نال فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الارض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان حاضره من عدوه فلما لم يجد من شئ بدا قال قصيدته التى يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر خوفه وإرجاف الوشاة به ثم خرج حتى قدم المدينة فنزل على رجل كانت (1) وهو منكر الحديث ليس بشئ كما في الخلاصة . (2) في الاصل " عاصم " .
[ 393 ]
بينه وبينه معرفة من جهينة كما ذكر لي فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح فصلى مع الناس ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقم إليه فاستأمنه فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع يده في يده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال يا رسول الله إن كعب بن زهير جاء ليستأمن منك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال يا رسول الله أنا كعب بن زهير قال ابن اسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال وثب عليه رجل من الانصار فقال يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عنك فانه قد جاء تائبا نازعا فغضب على هذا الحى من الانصار لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير فقال قصيدته التى قالها حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مما قال : تمشى الوشاة بجنبيها وقلهم * إنك يا بن أبى سلمى لمقتول فقلت خلوا سبيلى لا أبا لكم * فكلما قدر الرحمن مفعول كل ابن أثى وإن طالت سلامته * يوما على آلة حدباء محمول أنبئت أن رسول الله أوعدنى * والعفو عند رسول الله مأمول مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال * فرقان فيها مواعيظ وتفصيل لا تأخذني باقوال الوشاة ولم * أذنب وإن كثرت عني الاقاويل إن الرسول لنور يستضاء به * مهند من سيوف الله مسلول في عصبة من قريش قال قائلهم * ببطن مكة لما أسلموا زولوا زالو فما زال أنكاس ولا كشف * عند اللقاء ولا ميل مغازيل يمشون مشى الجمال الزهر يعصمهم * ضرب إذا غرد السود الننابيل شم العرانين ابطال لبوسهم * من نسج داود في الهيجا سرابيل بيض سوابغ قد شكت لها حلق * كأنها حلق القفعاء مجدول ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم * قوما وليسوا مجازيعا وان نيلوا لا يقع الطعن إلا في نحورهم * وما لهم عن حياض الموت تهليل (47 تاسع مجمع الزوائد)
[ 394 ]
قال ابن اسحاق فحدثني عاصم بن عمرو بن قتادة قال فلما قال " السود التنابيل " وإنما أراد معشر الانصار لما كان صاحبهم صنع وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدحته غضبت عليه الانصار فبعد أن أسلم أخذ يمدح الانصار ويذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعهم من النبي صلى الله عليه وسلم : من سره كرم الحياة فلا يزل * في مقنب من صالحي الانصار الباذلين نفوسهم لنبيهم * يوم الهياج وفتنة الحار والضاربين الناس عن أحياضهم * بالمشرق وبالقنا الخطار والناظرين بأعين محمرة * كالجمر غير كليلة الابصار يتطهرون كأنه نسك لهم * بدماء من علقوا من الكفار لو يعلم الاقوام علمي كله * فيهم لصدقني الذين أمارى رواه الطبراني ورجاله إلى ابن اسحق ثقات . (باب ما جاء في أبى ثعلبة رضى الله عنه) قال الطبراني : لاسومة بن جرثوم (1) أبو ثعلبة الخشنى وقد اختلف في اسمه فقيل لاشر بن حمير وقيل لاشر بن جاهم وقيل جرهم بن باسم وقيل غر ؟ وف بن باسم وقيل ياسب بن عمرو ويقال خريم بن ياسب . وعن أبي ثعلبة الخشنى قال قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي مما يحرم على قال فصعد في البصر وصوب ثم قال نويبتة قال قلت يا رسول الله نويبتة خير أو نويبتة شر قال بل نويبتة خير قلت فذكر الحديث . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط بأسانيد وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غيره مسلم بن مشكم (2) وهو ثقة . وعن هرون بن عبدالله الحمال قال مات أبو ثعلبة الخشنى سنة خمس وسبعين . رواه الطبراني * (باب في ربيعة العنسى رضي الله عنه) * عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن ربيعة بن رواء العنسى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده يتعشى فدعاء إلى العشاء فأكل ففال له النبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال ربيعة أشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا (1) في الاصابة " جرثومة " . (2) بكسر الميم وسكون المعجمة .
[ 395 ]
عبده ورسوله قال أراغبا أم راهبا قال ربيعة أما الرغبة فوالله ما هي في يدك وأما الرهبة فوالله إنا ببلاد لا تبلغنا جيوشك ولا خيولك ولكني خوفت فخفت وقيل لى آمن آمنت فقال النبي صلى الله عليه وسلم رب خطيب من عنس فأقام يختلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءه فودعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن أحسست حسا فوا ؟ ل إلى قرية فمات بها . رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن اسماعيل بن عياش وهو ضعيف ولم يسمع من أبيه . (باب في أبي قرصافة وأهل بيته رضى الله عنهم) قال الطبراني : حيدرة بن خيشنة أبو قرصافة الليثى مولى بنى ليث بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة . عن أبى قرصافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان بدء إسلامى انى كنت يتيما بين أمي وخالتي وكان أكثر ميلى الي خالتي وكنت أرعى شويهات لى فكانت خالتي كثيرا ما تقول لي لا تمر إلى هذا الرجل تعنى النبي صلى الله عليه وسلم فيغويك ويضلك فكنت اخرج حتى آتي المرعى وأترك شويهاتى وآتي النبي صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسمع منه ثم أروح غنمي ضمرا يابسات الضروع وقالت لى خالتي ما لغنمك يابسات الضروع قلت ما أدرى ثم عدت إليه اليوم الثاني ففعل كما فعل في اليوم الاول غير أنى سمعته يقول يا أيها الناس هاجزوا وتمسكوا بالاسلام فان الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد ثم إنى رحت بغنمي كما رحت في اليوم الاول ثم عدت إليه في اليوم الثالث فلم أزل عنده أسمع منه حتى أسلمت وبايعته وصافحته وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنمي فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم جئني بالشياه فجئته بهن فمسح ظهورهن وضروعهن ودعا فيهن بالبركة فامتلان شحما ولبنا فلما دخلت على خالتي بهن قالت يا بنى هكذا فارع قلت يا خالة ما رعيت إلا حيث (1) أرعى كل يوم ولكن أخبرك بقصتي وأخبرتها بالقصة وإتيانى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرتها بسيرته وبكلامه فقالت أمي وخالتي اذهب بنا إليه فذهبت أنا وأمى وخالتي فأسلمن وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصافحهن ، فهذا ما كان من أمر إسلام أبى قرصافة وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبو قرصافة (1) في الاصل " جئت " .
[ 396 ]
يسكن أرض تهامة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عزة بنت عاص بن أبى قرصافة قال أسرت الروم ابنا لابي قرصافة فكان أبو قرصافة إذا حضر وقت كل صلاة صعد سور عسقلان ونادى يا فلان الصلاة فيسمعه وهو في بلد الروم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب في أبي شر ؟ ح رضى الله عنه) * عن هرون بن عبدالله الحمال قال : أبو شريح الخزاعى كعب بن عمرو ويقال خويلد بن عمرو ويقال عمرو بن خويلد . عن سعيد المقبرى قال قال أبو شريح من رأني ألاحى حتنا لى أفرشني كريمته وأفرشته كريمتي فأنا يومئذ مجنون فاكووا رأسي ومن رأى لابي شريح جديا أو لبنا يباع فهو نهب ومن رأني أحاد جارا في لبنة فأنا مجنون فاكووا رأسي قال فاختبره جار له يقال له عرفجة فأخذ من داره عشرة أذرع فقالوا له يا ابا شريح إنه أخذ من دارك عشرة أدرع قال هو أعلم فرده عليه جاره بعد ورجع إلى حقه . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن يحيى بن بكير قال توفى أبو شريح واسمه خويلد سنة ثمان وستين بالمدينة واختلف في وفاته . رواه الطبراني وإسناده منقطع . وعن محمد بن عبدالله بن نمير قال مات أبو شريح الخزاعى كعب بن عمرو سنة ثمان وخمسين . رواه الطبراني وإسناده منقطع . (باب في أبي بردة واسمه هانئ رضي الله عنه) قال الطبراني : هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن دينار (1) بن هميم بن كاهل بن ذهل بن بلى بن عمرو بن الحاف (2) بن قضاعة أبو بردة البلوى حليف بنى حارثة بن الخزرج عقبى بدرى . (باب ما جاء في عاصم بن عدى رضي الله عنه) عن محمد بن إسحق قال : عاصم بن عدي بن الجد بن عجلان بن ضبيعة وهو من بلى حليف لبنى عبيد بن زيد بن مالك ن عوف بن مالك بن الاوس خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحاب بدر ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على العالية ويقال (1) في الاصابة المطبوع " ذئيان " وفى الاستيعاب المطبوع " ذبيان " . (2) في الاصل " انحاف " .
[ 397 ]
عاش خمس عشرة ومائة سنة . رواه الطبراني ورجاله الي ابن اسحق ثقات . (باب ما جاء في قيس بن أبي صعصعة رضى الله عنه) عن محمد بن اسحق في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من بنى الخزرج ثم من بنى مازن بن النجار : قيس بن أبى صعصعة واسم أبى صعصعة عمرو بن زيد ابن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار . رواه الطبراني ورجاله إلى ابن اسحق ثقات . وقال الطبراني : قيس بن صعصعة الانصاري عقبى بدرى . (باب في أبى مالك واسمه هانئ رضى الله عنه) عن هانئ أبى مالك أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فدعاء إلى الاسلام فأسلم فمسح على رأسه ودعا له بالبركة وأنزله على ؟ زبد بن أبى سفيان فلما جهز أبو بكر الجيش إلى الشام خرج معهم ولم يرجع . رواه الطبراني وفيه خالد ابن يزيد بن أبى مالك وهو ضعيف جدا وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات إلا ان العلائى قال الظاهر أن عبدالرحمن لم يسمع من جده أبى مالك . * (باب في أبى عقيل رضى الله عنه) * عن أبى عقيل الديلى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فآمنت به وصدقت وسقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شربة سويق شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها وشربت آخرها فما زلت أجد بلتها على فؤادى إذا ظمئت وبردها إذا اضحيت . رواه الطبراني ورجاله لم أعرفهم . * (باب في أبى مريم رضي الله عنه) * عن أبى مريم قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم فدفع اللواء إلى ورميت بين يديه بالجندل فأعجبه ودعا لي . رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبى مريم وهو ضعيف . * (باب ما جاء في أبي خيرة رضى الله عنه) * عن أبى خيرة قال كانت لى ابل أحمل عليها فأتيت المدينة وشهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر أو قال حنينا وكنا نحمل له الماء على ابلنا وكانت لى بالمدينة تجارة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة ودعا لولدي . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم .
[ 398 ]
* (باب في أبى نخيلة رضي الله عنه) * عن أبى نخيلة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه رمى بسهم فقيل له انزعه فقال اللهم انقص من الوجع ولا تنقص من الاجر فقيل له ادع فقال اللهم اجعلني من المقربين واجعل أمي من الحور العين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في بشير بن الخصاصية رضى الله عنه) عن بشير قال كنت أماشى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدى فقال لى يا ابن الخصاصية ما أصبحت ننقم على الله تبارك وتعالى أصبحت تماشى رسوله أحسبه قال آخذا بيده قال قلت ما أصبحت أنقم على الله شيئا قد أعطاني الله تبارك وتعالى كل خير . قلت فذكر الحديث . رواه احمد والطبراني بنحوه إلا أنه قال كل خير صنع الله لى ، ورجال احمد رجال الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقة . * (باب في أبى عطبة رضي الله عنه) * عن أبى عطية البكري بكر بن وائل قال انطلق بى أهلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب فمسح على رأسي قال فرأيت أبا عطية أسود الرأس واللحية وكانت قد أتت عليه مائة سنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عقبة السدوسى وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في زيد بن صوحان رضي الله عنه) عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره ان ينظر إلى رجل تسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم . * (باب ما جاء في أبى جمعة حميد (1) بن سبع رضي الله عنه) * عن أبى جمعة حميد بن سبع قال قاتلت مع النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا وقاتلت معه آخر النهار مسلما وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة وفينا نزلت (ولو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) الآية . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في بريدة رضي الله عنه) * عن بريدة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان كلما بقي شئ حمله على وسماني الزاملة . رواه البزار وإسناده حسن . (1) في اسمه اختلاف قيل " جنيد " وقبل " حبيب " وغير ذلك .
[ 399 ]
* (باب ما جاء في ماعز رضى الله عنه) * عن أبى الفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا ماعزا . رواه البزار وفيه الوليد بن عبدالله بن أبى ثور ضعفه جماعة وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في عبدالله بن عتبة رضي الله عنه) * عن حمزة بن عبدالله بن عتبة قال سألت أبى عبدالله بن عتبة بن مسعود أي شئ تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أذكر أنه أخذني وأنا خماسى أو سداسي فأجلسني في حجره وغسل رأسي بيده ودعا لى ولذريتي من بعدى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وقال فيه ومسح رأسي بدل غسل ، وفيه من لم أعرفهم . * (باب ما جاء في عبدالله بن هلال رضي الله عنه) * عن عبدالله بن هلال الانصاري قال ذهب بى أبى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله له فما أنسى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي حتى وجدت بردها فدعا لي وبارك على فرأيته أبيض الرأس واللحية ما يستطيع أن يفرق رأسه من كبره وكان يصوم النهار ويقوم الليل . رواه الطبراني واسناده حسن . (باب في أبى مصعب رضي الله عنه) عن عبدالملك بن عمير قال كان غلام بالمدينة يكنى أبا مصعب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه سنبل نفرك سنبلة ثم نفخها ثم دفعها إليه فأكلها وكانت الانصار تعير من يأكل فريكة السنبل فلما دفعها النبي صلى الله عليه وسلم إليه لم يردها عليه قال أبو مصعب ثم قمت من عنده غير بعيد ثم رجعت إليه فقلت يا رسول الله ادع الله ان يجعلني معك في الجنة قال من علمك هذا قلت لا أحد قال أفعل فلما وليت دعاني قال أعنى على نفسك بكثرة السجود فأتيت أمي فسألتني فقلت كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بسنبل نفرك منه سنبلة بيديه المباركتين ثم نفخه بريقه المبارك ثم دفعها إلى فكرهت أن أرده ففالت أحسنت ثم أتيته فدعا لي . رواه البزار وأوله يشبه أن يكون مرسلا في اثناء الحديث قال قال أبو مصعب فالظاهر أنه سمعه منه والله أعلم ، ورجاله رجال الصحيح غير طالوت بن عبادة وهو ثقة .
[ 400 ]
* (باب ما جاء في أبي بكرة رضى الله عنه) * عن أبى بكرة قال لما كان يوم الطائف تدليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببكرة فقال انت ابو بكرة . رواه البزار وفيه ابو المنهال البكراوى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في حممة رضى الله عنه) * عن حميد بن عبدالرحمن الحميري ان رجلا كان يقال له حممة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصبهان غازيا في خلافة عمر فقال اللهم إن حممة يحب لقاءك فان كان حممة صادقا فاعزم له بصدقه وإن كان كارها فاعزم له وإن كره اللهم لا يرجع حممة من سفره هذا فأخذه الموت قال عفان مرة البطن فمات بأصبهان قال فقام ابو موسى فقال يا أيها الناس والله ما سمعنا فيما سمعنا من نبيكم صلى الله عليه وسلم وما بلغ علمنا إلا ان حممة شهيد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير داود بن عبدالله الاودى وهو ثقة وفيه خلاف . * (باب ما جاء في عوف بن القعقاع رضى الله عنه) * عن عوف بن القعقاع قال وفد أبى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غليم وأمر لكل رجل ببردين وأمر لى ببرد فلما انصرفنا باع رجل منهم أحد برديه يعنى فاشتريته فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بردين فنظر إلى وقال من أين لك هذه قلت اشتريتها من فلان قال انت كنت أحق منه إذ ضيع ما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في لقيط بن أرطاة رضى الله عنه) عن عبدالرحمن بن عائذ قال قال لقيط بن أرطاة السكوني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجلاي معوجتان لا تمسان الارض فدعا لى فمشيت على الارض . رواه الطبراني من طريق نصر بن خزيمة بن حبان عن أبيه ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في فروة بن هبيرة رصي الله عنه) * عن رجل من بني قشير يقال له فروة بن هبيرة انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه كان لنا أرباب وربات نعبدهن من دون الله عزوجل فدعوناهن فلم يجبن
[ 401 ]
وسألناهن فلم يعطين فجئناك فهدانا الله بك فنحن نعبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفلح من رزق لبا فقال يا رسول الله ألبسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما فكساه فلما كان بالموقف من عرفات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد على مقالتك فأعاد عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفلح من رزق لبا . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في خوات بن جبير رضى الله عنه) عن خوات بن جبير قال نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران (1) قال فخرجت من خبائى فإذا نسوة يتحدثن فأعجبننى فرجعت فاستخرجت عيبتي (2) فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبا عبدالله فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت قلت يا رسول الله جمل لى شرد وأنا أبتغى له قيدا فمضى واتبعته فألقى إلى رداءه ودخل الاراك كأنى أنظر إلى بياض متنه في خضرة الاراك فقضى حاجته وتوضأ وأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره فقال أبا عبدالله ما فعل شراد جملك ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال السلام عليك أبا عبدالله ما فعل شراد ذلك الجمل فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد ومجالسة النبي صلى الله عليه وسلم فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد فخرجت إلى المسجد وقمت أصلى وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجاء فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب ويدعنى فقال طول أبا عبدالله ما شئت أن تطول فسلت قائما حتى تنصرف فقلت في نفسي والله لاعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابرئن صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرفت قال السلام عليك أبا عبدالله ما فعل شراد جملك فقلت والذى بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت فقال رحمك الله ثلاثا ثم لم يعد لشئ مما كان . رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير الجراح بن مخلد وهو ثقة . (1) بقرب مكة . (2) العيبة : ما يجعل فيه الثياب . (48 تاسع مجمع الزوائد)
[ 402 ]
* (باب ما جاء في الحارث بن عمرو رضى الله عنه) * عن الحرث بن عمرو السهمى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو على ناقته العضباء وكان الحرث رجلا جسيما فنزل إليه فدنا منه حتى حاذى وجهه بركبة النبي صلى الله عليه وسلم فأهوى نبى الله صلى الله عليه وسلم فمسح وجه الحرث فما زالت نضرة على وجه الحرث حتى هلك . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في التلب رضى الله عنه) * عن التلب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا أذن أو حتى يؤذن لك قال فغبر ما شاء الله ثم دعاه فمسح يده على وجهه وقال اللهم اغفر للتلب وارحمه ثلاثا . رواه الطبراني وملقام بن التلب روى عنه اثنان ، وبقية رجاله وثقوا . * (باب ما جاء في حرملة رضى الله عنه) * عن أبى الدرداء ان رجلا يقال له حرملة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الايمان ههنا وأشار إلى لسانه والنفاق ههنا وأشار إلى قلبه ولا أذكر الله الا قليلا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل له لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وارزقه حتى يحب من يحبنى وصير أمره إلى خير . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في سعد بن عبيد رضى الله عنه) * عن عبدالرحمن بن أبى ليلى قال كان سعد بن عبيد يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم القارى . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . قلت ويأتى حديث في فضله في فضل الانصار فيمن جمع القرآن . * (باب ما جاء في عامر بن لقيط رضى الله عنه) * عن عامر بن لقيط العامري قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبشره باسلام قومي وطاعتهم وافدا إليه فلما أخبرته الخبر قال أنت الوافد الميمون بارك الله فيك قال ومسح ناصيتى ثم صافحني وصبحه قومي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى الله لبنى عامر الا خيرا أما والله لو لا ان جد قريش نازع لها لكانت الخلافة لبنى عامر بن صعصعة ولكن جد قريش زاحم لها فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت قال هل أطعمتم ضيفكم شيئا قالت عائشة
[ 403 ]
وضعنا بين يديه شيئا من تمر ولم يكن عندنا غيره قال وراحت الغنم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة فذبحت فكرهت فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك ذبحناها لانفسنا ان غنمنا إذا زادت على المائة شاة ذبحناها لانفسنا . رواه الطبراني وفيه يعلى ان الاشدق وهو كذاب . * (باب ما جاء في عدي بن حاتم الطائي رضى الله عنه) * عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال : حاتم طي بن عبدالله بن سعد بن الحشرج ابن امرئ القيس بن عدى بن أخزم . رواه الطبراني . وعن الشعبى قال قدم عدى بن حاتم الطائى الكوفة فأتيته في أناس من أهل الكوفة فقلنا له حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة ولا أعلم أحدا من العرب كان أشد له بغضا ولا أشد كراهية له مني حتى خرجت فلحقت بالروم فتنصرت فيهم فلما بلغني ما يدعو إليه من الاخلاق الحسنة وما قد اجتمع إليه من الناس ارتحلت حتى أتيته فوقفت عنده وعنده صهيب وبلال وسلمان فقال يا عدي بن حاتم اسلم تسلم فقلت اخ اخ فانخت فجلست وألزقت ركبتي بركبته فقلت يا رسول الله ما الاسلام قال تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره يا عدى بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تأتى الظعينة من الحيرة ولم يكن يومئذ كوفة حتى تطوف بهذه الكعبة بغير خفير يا عدى بن حاتم لا تقوم الساعة حتى تحمل جراب المال فتطوف به فلا تجد أحدا يقبله فتضرب به الارض فتقول ليتك لم تكن ليتك كنت ترابا قلت في الصحيح طرف منه يسير رواه الطبراني وفيه عبدالاعلى بن أبى المساور وهو متروك . وعن هرون بن عبدالله الحمال قال : عدي بن حاتم الطائي يكني أبا طريف توفى بالكوفة زمن المختار سنة ثمان وستين . رواه الطبراني . * (باب ما جاء في مالك بن عبدالله الخثعمي رضى الله عنه) * عن حسان مولى مالك بن عبدالله الخثعمي وكان ملك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت مالك بن عبدالله يتوضأ وكان في ساقه عرق مكتوب لله فجعلت أنظر إليه فقال أي شئ تنظر أما انه لم يكتبه كاتب . رواه الطبراني وحسان وأبو سلمة الراوى عنه
[ 404 ]
لم أعرفهما . وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في قيس بن عاصم المنقرى رضي الله عنه) * عن الحسن قال حدثنى قيس بن عاصم المنقرى قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأني سمعته يقول هذا سيد اهل الوبر . رواه الطبراني والبزار وفى إسناد الطبراني زياد بن أبى زياد الجصاص (1) وثقه ابن حبان وقال يخطئ ، وضعفه الجمهور وإسناد البزار فيه القاسم بن مطيب وهو متروك . وعن قيس بن عاصم أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر فاغتسل فأقيمت الصلاة فدخل بين أبى بكر وعمر فقام بينهما فلما قضى الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سألني قيس بن عاصم عن ثلاث كلمات ما سألني عنهن غير أبى بكر قلت اغتساله رواه أبو داود وغيره رواه الطبراني وفيه يحي الحماني وهو ضعيف . (باب ما جاء في عياض بن تميم رضي الله عنه) عن الواقدي قال : عياض بن تميم بن زهير بن أبى شداد بن ربيعة بن هلال ابن ضبة بن الحرث أسلم عياض قديما قبل الحديبية وشهد الحديبية وكان بالشام مع أبى عبيدة بن الجراح فلما حضرت أبا عبيدة الوفاة ولى أبو عبيدة عياض بن تميم عمله الذي كان عليه فأقره عمر بن الخطاب رضى الله عنه عليه حتى مات وكان عياض رجلا صالحا سمحا مات يوم مات وماله مال ولا عليه دين لاحد توفى بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين . رواه الطبراني وإسناده إلى الواقدي (2) حسن . وعن الزهري قال توفى أبو عبيدة بن الجراح واستخلف ابن عمه عياض بن تميم الفهرى . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في عبدالله بن بسر رضي الله عنه) عن عبدالله بن بسر قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي فقال يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة وكان في وجهه ثؤلول (3) فقال لا يموت حتى يذهب الثؤلول (3) من وجهه ، فلم يمت حتى ذهب الثؤلول (3) من وجهه . رواه الطبراني والبزار باختصار الثؤلول (3) الا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدركن قرنا ، ورجال أحد (1) في الاصل " الخصاص " وهو غلط (2) في الاصل " الطبراني " (3) في الاصل " تالول " .
[ 405 ]
اسنادي البزار رجال الصحيح غير الحسن بن أيوب الحضرمي وهو ثقة . وعن الحسن بن أيوب الحضرمي قال أرانى عبدالله بن بسر شامة في قرنه وقال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها وقال ليدركن قرنا ، وكان عبدالله يرجل رأسه (1) . رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجاله أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن أيوب وهو ثقة ورجال الطبراني ثقات . وعن عبدالله بن بسر قال لما بعثتني أمي بقطف (2) تناولت منه قبل أن أبلغه النبي صلى الله عليه وسلم فلما جئت به مسح رأسي وقال أيا غدر . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن بسر الحيرانى وثقة ابن حبان وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في عمرو بن حريث رضي الله عنه) عن عمرو بن حريث قال ذهبت أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسي ودعا لى بالرزق . رواه أبو يعلى (3) وفى رواية عنده أيضا ذهبت بى أمي أو أبي ، ورواهما الطبراني بأسانيد ورجال أبى يعلى وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح . وعن عمرو بن حربث قال كنت في بطن المرأة يوم بدر . رواه الطبراني وإسناده جيد . وعن أبى نعيم قال مات عمرو بن حربث في سنة خمس وثمانين . قال أبو موسى وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم ولعمرو بن حريث اثنتا عشرة سنة قال ويكنى عمرو بن حربث أبا سعيد . رواه الطبراني ورجاله إلى أبى نعيم ثقات . (باب ما جاء في عمرو بن ثعلبة الجهني رضى الله عنه) عن عمرو بن ثعلبة الجهنى قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسالة فأسلمت فمسح رأسي قال فأتت على عمرو مائة سنة وما شاب موضع يد النبي صلى الله عليه وسلم من رأسه . رواه الطبراني ورجاله إلى أبى نعيم ثقات . (باب ما جاء في عمرو بن الحمق الخزاعي رضى الله عنه) عن عمرو بن الحمق قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقالوا يا رسول الله إنك تبعثنا ولا لنا زاد ولا لنا صعام ولا علم لنا بالطريق فقال إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ويدلكم على الطريق وهو (1) أ ؟ ؟ ؟ حه . (2) أي عنقود . (3) في الاصل " الطبراني " .
[ 406 ]
من أهل الجنة فلم يزل القوم على جمل يشير بعضهم إلى بعض وينظرون إلى قالوا أبشر ببشرى من الله ورسوله فانا نعرف فيك نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروني بما قال لهم فأطعمتهم وسقيتهم وزودتهم وخرجت معهم حتى دللتهم على الطريق ثم رجعت إلى أهلى وأوصيتهم بابلى ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما الذى تدعو إليه فقال أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وانى رسول الله وإقام الصلاة وأيتاء الزكاة وحج بيت وصوم رمضان فقلت إذا أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا ودمائنا وأموالنا قال نعم فأسلمت ثم رجعت فأعلمتهم باسلامي فأسلم على يدى بشر كثير منهم ثم هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم فقال لى يا عمرو هل لك أن أريك آية الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشى في الاسواق قلت بلى بأبي أنت قال هذا وقومه وأشار بيده إلى على بن أبى طالب رضى الله عنه وقال لى يا عمرو هل لك ان أريك آية النار تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشى في الاسواق قلت بأبى أنت قال هذا وقومه آية النار وأشار إلى رجل فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففررت من آية النار إلى آية الجنة ويرى بنى أمية قاتلي بعد هذا قلت الله ورسوله أعلم قال والله ان كنت في حجر في جوف حجر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني حدثنى به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رأسي أول رأس يحتز في الاسلام وينقل من بلد إلى بلد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن عبدالملك المسعودي وهو ضعيف . وعن عمرو بن الحمق الخزاعى انه سقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم متعه بشبابه فمرت به ثمانون لم نر له شعرة بيضاء . رواه الطبراني وفيه اسحق بن عبدالله بن أبي فروة وهو متروك . * (باب ما جاء في فيروز رضى الله عنه) * عن فيروز أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم وإسلامهم فقبل ذلك منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله نحن من قد عرفت وجئنا من حيث قد علمت وأسلمنا فمن ولينا قال الله ورسوله قالوا حسبنا رضينا . رواه احمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح
[ 407 ]
غير عبدالله بن فيروز وهو ثقة . (باب ما جاء في معاوية بن قرة المزني رضى الله عنه) عن معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وفي رواية سمعت أبى وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه واستغفر له ، وفى رواية قلنا أصحبه قال لا ولكنه قد كان على عهده قد حلب وصر . رواه كله أحمد بأسانيد والبزار بنحوه وأحد أسانيد احمد والبزار رجاله رجال الصحيح غير معاوية بن قرة وهو ثقة . * (باب ما جاء في زيادة رضي الله عنه) * عن زيادة عن جده مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه مطاعا وقال له يا مطاع أنت مطاع في قومك وحمله على فرس أبلق وأعطاه الراية وقال له يا مطاع امض إلى أصحابك فمن دخل تحت رايتى هذه فقد أمن من العذاب . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفى اسناده من لم أعرفهم . (باب ما جاء في أبى السوار رضي الله عنه) عن أبى السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه قال فاتبعنه معهم قال ففجئنى القوم يسعون قال واتقى القوى قال فأتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة اما بعسيب أو قضيب أو سواك أو شئ كان معه قال فوالله ما أوجعتني قال فبت ؟ ليله أو قال قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشئ علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال ونزل جبريلى عليه السلام قال إ ؟ ك راع فلا تكسر قرن رعيتك فلما صلينا الغداة أو قال أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ان ناسا يتبعوني وانى لا يعجبنى أن يتبعوني الله فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في طارق بن شهاب رضى الله عنه) عن طارق بن شهاب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت في
[ 408 ]
خلافد أبى بكر وعمر بضعا وأربعين أو بضعا وثلاثين من بين غزوة وسرية ، وفى رواية ثلاثا وثلاثين أو ثلاثا وأربعين من غزوة إلى سرية . رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . (باب ما جاء في محمود بن لبيد رضى الله عنه) عن محمود بن لبيد أنه عقل النبي صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها النبي صلى الله عليه وسلم في دلو كان في دراهم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في على بن شيبان رضى الله عنه) عن على بن شيبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له فقال اللهم بارك في على بن شيبان وبارك على على . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في حنظلة بن حذيم رضى الله عنه) عن حنظلة بن حذيم (1) قال وفدت مع جدى حذيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لى بنين ذوى لحى وغيرهم وهذا أصغرهم فأدناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسي وقال بارك الله فيك قال الذيال فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم وجهه أو الشاة الوارم ضرعها فيقول بسم الله على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه فيذهب الورم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل ورجال أحمد ثقات . (باب ما جاء في الهرماس بن زياد رضى الله عنه) عن الهرماس بن زياد قال وفد أبى وأنا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أدع الله لى ولابني قال فمسح رأسي وبايعه على الاسلام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في خزيم رضى الله عنه) عن خزيم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الفتى خزيم قلت فذكر الحديث . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه جماعة لم أعرفهم . (1) في الاصل " حديم " والتصويب من الاصابة وخلاصة التذهيب .
[ 409 ]
(باب ما جاء في عبدالله بن السائب رضى الله عنه) عن عبدالله بن السائب قال كنت شريكا للنبى صلى الله عليه وسلم فلما قدمت المدينة قلت أتعرفني قال كنت شريكا لى فنعم الشريك أنت كنت لا تمارى ولا تدارى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير منصور بن أبى الاسود وهو ثقة . وعن عبدالله بن السائب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لابايعه فقلت يا رسول الله أتعرفني قال نعم ألم تكن شريكا لى فوجدتك خير شريك لا تدارى ولا تمارى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في السائب بن يزيد رضي الله عنه) عن عطاء مولى السائب بن يزيد قال رأيت مولاى السائب بن يزيد لحيته بيضاء ورأسه أسود فقلت يا مولاى ما لرأسك لا يبيض فقال لا يبيض رأسي أبدا وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضى وأنا غلام ألعب مع الغلمان فسلم وأنا فيهم فرددت عليه السلام من بين الغلمان فدعاني فقال لى ما اسمك فقلت السائب بن يزيد ابن أخت النمر فوضع يده على رأسي وقال بارك الله فيك فلا يبيض موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا . رواه الطبراني في الثلاثة الا أنه قال في الكبير كان وسط رأى السائب أسود وبقبته أبيض فقلت له يا سيدى والله ما رأيت مثل رأسك هذا قط هذا أسود وهذا أبيض قال أفلا أخبرك يا بنى قلت بلى قال كنا مع صبيان نلعب فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعرضت له فسلمت عليه فقال وعليك من أنت قلت أنا السائب ابن يزيد ابن أخت (1) النمر بن قاسط فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بارك الله فيك قال فلا والله لا يبيض أبدا ولا يزال هكذا أبدا ، ورجال الكبير رجال الصحيح غير عطاء مولى السائب وهو ثقة ، ورجال الصغير والاوسط ثقات . (باب ما جاء في مدلوك أبي سفيان رضى الله عنه) عن أمية (2) بنت أبى الشعثاء وقطبة مولاتها انهما رأتا مدلوكا أبا سفيان فسمعتاه يقول أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع مولاى (3) فأسلمت قالت أمية فرأيت ما مسح النبي صلى الله عليه وسلم أسود وقد ابيض ما سوى ذلك . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (1) في الاصل " أرجو " . (2) في الاصابة " أو آمنة " . (3) في الاصل " موالى " . (49 تاسع مجمع الزوائد)
[ 410 ]
(باب ما جاء في حرملة بن زيد رضي الله عنه) عن ابن عمر قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء حرملة بن زيد فجلس بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الايمان ههنا وأشار إلى لسانه والنفاق ههنا وأشار إلى صدره ولا يذكر الله إلا قليلا فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم فردد ذلك عليه حرملة فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرف لسان حرملة فقال اللهم اجعل له لسانا صادقا وقلبا شاكرا وارزقه حبى وحب من يحبنى وصى أمره إلى الخير فقال حرملة يا رسول الله إن لى إخوانا منافقين كنت فيهم رأسا ألا أدلك عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك ومن أصر على ذنبه فالله أولى به ولا نخرق على أحد سترا . ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في الحكم بن عمرو الغفاري (1) رضى الله عنه) عن عبدالله بن الصامت قال صلى الحكم بن عمرو الغفاري بالناس في سفر وبين يديه سترة فمرت حمير ين يدى أصاحبه فاعاد بهم الصلاة فقالوا أراد أن يصنع كما صنع الوليد إد صلى باصحابه الصلاة أربعا قال ثم قال أزيدكم فلحقت الحكم فذكرت ذلك له فونف حتى نلاحق القوم ففال إنى أعدت بكم الصلاة من أجل الحمير التى مرت بين أيديكم فضربتموني مثلا لا يرانى معيط وإنى أسال الله أن يحسن سيرتكم ويحسن بلاغكم وأن ينصركم على عدوكم وان يفرق بينى وبينكم فمضوا فلم يروا في وجههم (2) ذلك إلا ما يسرون به فلما أن فرغوا مات . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في نوفل الاشجعى رضي الله عنه) عن نوفل الاشجعى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع رقبة لام سلمة إليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت ظئري فمكث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم قال ما فعلت الجارية أو الجويرية قلت صالحة عند أمها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير خلاد بن أسلم وهو ثقة . (1) ويقال له " الحكم بن الاقرع " كما في الاصابة . (2) في الاصل " وجوههم " .
[ 411 ]
(باب ما جاء في شداد رضي الله عنه) عن شداد أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه فقال ما لك يا شداد قال ضاقت بى الدنيا قال عليك الشام تفتح ويفتح بيت المقدس فتكون أنت وولدك أئمة فيهم . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في عبدالرحمن بن شبل (1) رضي الله عنه) عن أبى راشد الحبرانى قال قال معاوية لعبد الرحمن بن شبل (1) إنك من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهائهم فإذا صليت ودخلت فسطاطي فقم في الناس فحدثهم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل تقدم في مواضعه ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في الجارود رضي الله عنه) * عن أنس بن مالك قال لما قدم أهل البحرين وقدم الجارود وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به فقربه وأدناه . رواه الطبراني وفيه زربى بن عبدالله وهو ضعيف . (باب ما جاء في حمزة بن عمرو رضى الله عنه) عن حمزة بن عمرو قال أسرينا ونحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء دحمسة فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما سقط من متاعهم وإن أصابعي لتنير . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى كثير بن زيد خلاف . * (باب ما جاء في أبى رفاعة رضي الله عنه) * عن صلة بن أشيم قال أصيب أبو رفاعة وأنا في غزاة فرأيت كأن أبا رفاعة على ناقة سريعة وأنا على جمل قطوف (2) وانا على اثره فيعرجها حتى أقول الآن اسمعه الصوت ثم يسرحها فتنطل ؟ وأتبعه فأولت رؤياي انه طريق أبى رفاعة أجده وانا اكد العمل بعده . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في أبيض بن حمال رضي الله عنه) * عن ابيض بن حمال أنه كان بوجهه حزازة يعنى القوبا فالتقمت أنفه فدعاه (1) في الاصل " سبل " ، بالمهملة ، والتصحيح من الخلاصة (2) أي قريب الخطو ففى سرعة .
[ 412 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفى (1) أنفه أثر . رواه الطبراني ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان . (باب ما جاء في عائذ بن عمرو رضي الله عنه) عن عائذ بن عمرو قال أصابتني رمية وأنا أقاتل بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر في وجهى فلما سالت الدماء على وجهى وصدري إلى ثندوتى وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده ثم دعا لى قال حشرج فكان عائذ يخبرنا بذلك في حياته فلما هلك وغسلناه نظرنا إلى ما كان يصف لنا من أثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم التى مسها ما كان يقول لنا من صدره فإذا غرة سائلة كغرة الفرس . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . * (باب ما جاء في عائذ بن سعيد الجسرى رضي الله عنه) * عن عائذ بن سعيد الجسرى قال وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله بأبى أنت امسح وجهى وادع لى بالبركة فمسح وجهى ودعا لي بالبركة فقالت أم النبين وهي امرأته ما رأيته (2) منتبها من نوم قط الا كان على وجهه مدهن وإن كان ليجتزئ بالتمرات . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري ضعفه الجمهور وقد وثق ، وفيه من لم أعرفهم . (باب ما جاء في رباح بن الربيع بن مرقع بن صيفي رضي الله عنه) عن رباح بن الربيع بن مرقع بن صيفي قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد اعطي كل ثلاثة منا بعيرا يركبه اثنان ويسوقه واحد في الصحارى ويفوز في الجبال فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أمشى فقال لى أراك يا رباح ماشيا فقلت انما نزلت الساعة وهذان صاحباى وقد ركبا (3) بصاحبي فأناخا بعيرهما ونزلا عنه فلما انتهيت قالا إركب صدر هذا البعير فلا تزال عليه حتى ترجع ونعتقب أن ا وصاحي قلت ولم قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكما رفيقا صالحا فأحسنا صحبته . رواه الطبراني وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف جدا وقيل فيه صدوق ، وبقية رجاله ثقات . (1) " وفي " ساقطة من الاصل فاستدركتها من الاصابة . (2) " ما رأيته " غير موجودة في الاصل . (3) كذا والمعنى ظاهر .
[ 413 ]
(باب ما جاء في الوليد بن قيس رضي الله عنه) عن الوليد بن قيس قال كان بى برص فدعا لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت منه . رواه الطبراني وفيه عبدالملك بن حسين وهو ضعيف . (باب ما جاء في يزيد بن أبي سفيان رضى الله عنه) عن يحيى بن سعيد الانصاري أن أبا بكر رضى الله عنه لما بعث يزيد بن أبى سفيان إلى الشام خرج يمشى معه فقال له يزيد إما أن تركب والا أنا أنزل قال ما أنا براكب ولا انت بنازل اني أحتسب خطاى . رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله إلى يحيى ثقات . وعن يحيى بن بكير قال توفى يزيد بن أبى سفيان بالشام سنة ثماني عشرة وكان استخلف معاوية فأقره عمر . رواه الطبراني . (باب ما جاء في مسرع بن ياسر الجهني رضي الله عنه) عن ياسر بن سويد الجهنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل فولدت له مولودا فحملنه أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله قد ولد هذا المولود وأبوه في الخيل فسمه فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فأمر يده عليه وقال اللهم كثر رجالهم وأقل آثامهم (1) ولا تحوجهم ولا تر أحدا منهم خصاصة فقال سمه مسرعا فقد أسرع في الاسلام فهو مسرع بن ياسر . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في حسان بن شداد رضي الله عنه) عن حسان بن شداد أن أمه وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إنى وفدت إليك لتدعو لابنى هذا أن يجعل الله فيه بركة وان يجعله طيبا كثيرا فتوضأ وفضل (2) من وضوئه فمسح وجهه وقال اللهم بارك لها فيه واجعله كبيرا طيبا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (باب ما جاء في حشرج رضي الله عنه) عن إسحق أبى الحرث قال رأيت حشرج رجلا أخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في (1) كذا في الاصابة ، وفى الاصل " اياماهم " . (2) في الاصل تشويش في العبارة صححته من الاصابة .
[ 414 ]
حجره وسمح رأسه دعاله . رواه الطبراني وإسحق بن الحرث أبو الحرث قيل فيه إنه مجهول ، وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في سعيد بن تميم رضى الله عنه) * عن سعيد يعنى ابن تميم قال قال لى النبي صلى الله عليه وسلم أين بنوك قلت هاهم اولاء قال فائتني بهم قال فأتيت أهلى فألبستهم قمصا بيضاء ثم أتيته بهم فقال اللهم إنى اعيذهم بك من الكفر والضلالة والفقر الذى يصيب بنى آدم . رواه الطبراني وإسناده حسن (باب ما جاء في سعيد بن العاص رضي الله عنه) عن مصعب بن سعد قال قال عثمان أي الناس أفصح قالوا سعيد بن العاص . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في ثمامة بن أثال رضي الله عنه) عن ابى هريرة ان ثمامة بن اثال أسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينطلق إلى حائط أبى طلحة فيغتسل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حسن إسلام صاحبكم قلت هو في الصحبح غير قوله قد حسن إسلام صاحبكم رواه أحمد وفيه عبدالله العمرى وفيه خلاف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في مسلم بن الحارث (1) رضى الله عنه) عن مسلم بن الحرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا بالوصاة إلى من بعده (2) من ولاة الامر . رواه احمد ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في عمرو بن الاسود رضي الله عنه) * عن عمر بن الخطاب قال من سره أن ينظر إلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدى عمرو بن الاسود . رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبى مريم وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات . (1) هو التميمي المشهور ، وفي اسمه اختلاف . (2) في الاصابة " يعرفه " مكان " بعده " ، ولم يذكر الحديث في الاستيعاب .
[ 415 ]
(باب ما جاء في محمد بن حاطب رضي الله عنه) عن محمد بن حاطب قال ولدت في ارض الحبشة . رواه الطبراني ورجاله ثقات وفى بعضهم خلاف ، وله طريق في الهجرة إلى الحبشة . وعن محمد بن حاطب قال لما قدمت بى أمي من ارض الحبشة حين مات أبى حاطب فجاءت أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد اصاب إحدى يدى حربق من نار فقالت يا رسول الله هذا محمد بن حاطب ابن اخيك وقد أصابه هذا الحرق من النار قال محمد بن حاطب فلا أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدرى أنفث أم مسح على رأسي ودعا لي بالبركة وفى ذريتي . رواه الطبراني والحرث بن محمد بن حاطب لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في الاشعث بن قيس رضى الله عنه) قال محمد بن سلام يعنى البيكندى إنما نعد الشرف ما كان قبيل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم فاتصل في الاسلام فثبت اليمن الذى في الصفة عند العز في كندة الاشعث بن قيس وفارسها من زبيد عمرو بن معدي كرب وشاعرها امرى ء القيس من كندة لا يخنف في هذا قلت ما أدرى معناه . وعن أبى اسحق قال كان لى على رجل من كندة دين وكنت أحنلف إليه بالاسحار فأدركتني صلاة الفجر في مسجد الاشعث بن قيس فصليت فلما سلم الامام وضع قدام كل انسان حلة ونعلا (1) وخمسمائة درهم قلت انى لست من اهل المسجد فقلت ما هذا قالوا قدم الاشعث بن قيس من مكة . رواه الطبراني وفيه أبو إسرائيل لنلائى وقد اختلف فيه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن قيس بن ابى حازم قال لما قدم بالاشعث بن قيس أثيرا على ابى بكر أطلق وثاقه وزوجه أخته فاخترط سيفه ودخل سوق الابل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة الا عرقبه وصاح الناس كفر الاشعث فلما فرغ طرح سيفه وقال إنى والله ما كفرت ولكن زوحنى هذا الرجل أخته ولو كنا في بلادنا كانت لنا وليمة غير هذه يا أهل المدينة انحروا وكلوا ويا أهل الابل تعالوا خذوا شراءها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالمؤمن بن على وهو ثقة . (1) في الاصلى " بغلا " وهو تحريف غريب .
[ 416 ]
(باب ما جاء في ورقة بن نوفل) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا ورقة فانى رأيت له جنة أو جنتين . رواه البزار متصلا ومرسلا وزاد في المرسل كان بين أخي ورقة وبين رجل كلام فوقع الرجل في ورقة ليغضبه ، والباقى بنحوه ورجال المسند والمرسل رجال الصحيح . وعن أسماء بنت أبى بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في أبى طالب وغيره) عن جابر بن عبدالله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمه أبى طالب هل تنفعه نبوتك قال نعم أخرجته من غمرات جهنم الي ضحضاح منها وسئل عن خذيجة لانها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن فقال أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لاصخب فيه ولا نصب وسئل عن ورقة بن نوفل فقال أبصرته في بطنان (1) الجنة عليه سندس وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده بينى وبين عيسى عليه السلام . رواه أبو يعلى وفيه مجالد وهذا مما مدح من حديث مجالد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل فقلنا يا رسول الله انه كان يستقبل القبلة ويقول ديني دين ابراهيم وإلهى إله إبراهيم وكان يصلى ويسجد قال ذاك أمة وحده يحشر بينى وبين يدى عيسى بن مريم وسئل عن ورقة بن نوفل وقيل يا رسول الله إنه كان يستقبل القبلة ويقول إلهى إله زيد وديني دين زيد وكان يتوجه ويقول : رشدت فأنعمت ابن عمرو فانما * عنيت بتنور من النار حاميا بدينك دينا ليس دبن كمثله * وتركك حنان الجبال كما هيا قال رأيته يمشى في بطنان الجنة عليه حلة من سندس وسئل عن خديجة رضى الله عنها فقال رأيتها على نهر من أنهار الجنة من قصب لا تعب فيه ولا نصب (2) . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مجالد وقد وثق وهذا من جيد حديثه وضعفه الجمهور . (1) أي في وسط . (2) تقدم الحديث في فضائلها .
[ 417 ]
* (باب ما جاء في زيد بن عمرو بن نفيل) * عن سعيد بن زيد قال خرج ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو يطلبان الدين حتى مرا بالشام فأما ورقة فتنصر وأما زيد فقيل له إن الذى تطلب أمامك فانطلق حتى أتى الموصل فإذا هو براهب فقال من أين أقبل صاحب الراحلة قال من بيت إبراهيم قال ما تطلب قال الدين فعرض عليه النصرانية فأبى أن يقبل وقال لا حاجة لى فيها قال أما إن الذى تطلب سيظهر بأرضك فانطلق وهو يقول : لبيك حقا حقا * تعبدا ورقا البر أبغى لا الحال * وهل مهاجر كما قال عذت بما عاذبه ابراهيم ثم ينحنى فيسجد للكعبة قال فمر زيد بن عمرو بالنبي صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة فدعياه فقال يا ابن أخى لا آكل ما ذبح على النصب قال فما رؤى النبي صلى الله عليه وسلم ما ذبح على النصب من يومه ذلك حتى بعث قال وجاء سعيد بن زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن زيدا كان كما رأيت أو كما بلغك فاستغفر له قال نعم فاستغفروا له فانه يبعث يوم القيامة أمة وحده . رواه الطبراني والبزار باختصار عنه وفيه المسعودي وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وعن سعيد بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعواه إلى سفرة لهما فقال يا إبن أخى إنى لا آكل مما ذبح على النصب قال فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يأكل شيئا مما ذبح على النصب قال قلت يا رسول الله إن أبى كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك آمن بك واتعك فاستغفر له قال نعم فاستغفروا له فانه يبعث يوم القيامة أمة وحده . رواه أحمد وفيه المسعودي وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وعن سعيد بن زيد قال سألت أنا وعمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو فقال يأتي يوم القيامة امة وحده . رواه ابو يعلى واسناده حسن . وعن زيد بن حارثة قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حارا من أيام مكة وهو مرد في إلى نصب من الانصاب وقد ذبحنا له شاة فأنضجناها قال فلقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا كل واحد منهما صاحبه بتحية الجاهلية فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا زيد مالى أرى قومك قد شنفوا لك قال والله (50 تاسع مجمع الزوائد)
[ 418 ]
يا محمد ذلك لغير نائله لى منهم ولكني خرجت أبتغى هذا الدين حتى أقدم على أحبار فدك وجدتهم يعبدون الله ويشركون به قال قلت ما هذا الدين الذى أبتغى فخرجت حتى اقدم على أحبار الشام فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به قلت ما هذا الدين لذى أبتغى فقال شيخ منهم إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به الا شيخ بالحيرة قال فخرجت حتى أقدم عليه فلما رأني قال ممن أنت قلت من أهل بيت الله من أهل الشوك والقرظ فقال إن الدين الذى تطلب قد ظهر ببلادك قد بعث نبى قد ظهر نجمه وجميع من رأيتهم في ضلال فلم أحس بشئ بعد يا محمد قال وقرب إليه السفرة فقال ما هذا يا محمد فقال شاة ذبحناها لنصب من الانصاب فقال ما كنت لآكل مما لم يذكر اسم الله عليه قال زيد بن حارثة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البيت فطاف به وأنا معه وبين الصفا والمروة صنمان من نحاس أحدهما يقال له يساف والآخر يقال له نائلة وكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تمسحهما فانهما رجس فقلت في نفسي لامسنهما حتى أنظر ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد إنه يبعث أمة وحده . رواه أبو يعلى والبزار والطبراني إلا أنه قال فيه فأخبرته بالذى خرجت له فقال كل من رأيت في ضلال وإنك لتسأل عن دين الله وملائكته وقد خرج في أرضك نبى أو هو خارج فارجع فصدقه وآمن به وقال أيضا فقال زيد إنى لا آكل شيئا ذبح لغير الله ، ورجال أبى يعلى والبزار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث . وعن أسماء بنت أبى بكر قالت كان زيد بن عمرو بن نفيل في الجاهلية يقف عند الكعبة ويلزق ظهره إلى صفحتها ويقول يا معشر قريش ما على الارض على دين إبراهيم غيرى وكان يفدى الموءودة أن تقتل وقال عمرو بن نفيل : عزلت الجن والجنان عنى * كذلك يفعل الجلد الصبور رواه الطبراني وإسناده حسن . * (باب ما جاء في قس بن ساعدة) * عن ابن عباس قال قدم وفد عبدالقيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيكم يعرف القس بن ساعدة الايادي فقالوا كلنا يا رسول الله نعرفه قال فما فعل قالوا هلك قال ما أنساه بعكاظ في الشهر الحرام وهو على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول : يا أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو
[ 419 ]
آت آت إن في السماء لخبرا وإن في الارض لعبرا مهاد موضوع وسقف مرفوع ونجوم تمور وبحار لا تغور أقسم قس بالله قسما حقا لئن كان في الارض رضا ليكونن بعده سخط إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم الذى أنتم عليه مالى أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفيكم من يروى شعره فأنشده بعضهم : في الذاهبين الاولين * من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا * للموت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها * يسعى الاصاغر والاكابر لا يرجع الماضي إليك * ولا من الباقين عابر أيقنت أنى لا محا * لة حيث صار القوم صائر رواه الطبراني والبزار وفيه محمد بن الحجاج اللخمى وهو كذاب . * (باب ما جاء في النجاشي رضى الله عنه) * عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن جعفر بن أبى طالب قال لما أتينا النجاشي فأردنا الخروج من عنده حملنا وزودنا وأعطانا ثم قال أخبروا صاحبكم بما صنعت بكم وهذه رسلي معكم وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له يستغفر لى قال جعفر فخرجنا من عنده حتى أتينا المدينة فتلقاني النبي صلى الله عليه وسلم فاعتنقني وقال ما أدرى أنا بفتح خيبر أفرح أم بقدوم جعفر ثم جلس فقام رسول النجاشي فقال هذا جعفر فسله عما صنع به صاحبنا فقال جعفر قد فعل بنا وحملنا وزودنا وشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وقال لنا قل له يستغفر لى فدعا ثلاث مرات اللهم اغفر للنجاشي فقال المسلمون آمين قال فقلت للرسول انطلق فأبلغ صاحبك ما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وفيه أسد بن عمرو ومجالد بن سعيد وثقهما غير واحد وضعفهما جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله ابن الزبير قال نزلت هذه الآية (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع) قال نزلت في النجاشي وأصحابه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة . وعن أنس بن مالك قال لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم
[ 420 ]
استغفروا لاخيكم فقال بعض الناس يأمرنا أن نستغفر له وقد مات بأرض الحبشة فنزلت (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل إليهم الآية) . رواه الطبراني في الاوسط باسنادين أحدهما قال فيه صلوا عليه . وقد تقدمت في الجنائز في الصلاة على الغائب ورجالها ثقات ، وفى هذه من لم أعرفه . وقد تقدمت احاديث في الجنائز (1) والله تعالى أعلم بالصواب . آخر الجزء التاسع ويتلوه إن شاء الله في أول الجزء العاشر وهو آخر كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : * (باب ما جاء في عمرو بن جابر الجنى) * والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا وحبيبنا أعظم الخلق محمد . كتب برسم خزانة مولانا الجناب العالي المولوي الامامي العالمي العاملي الزينى مهنى العلائى زينه الله بالتقوى ونفعه بالعلم بمحمد وآله . نقل من خط مصنفه الشيخ العالم نور الدين على الهيثمى نفع الله بن . وافق الفراغ من نسخ هذا الجزء يوم السست الرابع من شهر جمادى الآخرة من شهور سنة اثنتين وثمانمائة على يد الفتير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن منصور الفوى . ابن الزبير قال نزلت هذه الآية (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع) قال نزلت في النجاشي وأصحابه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة . وعن أنس بن مالك قال لما مات النجاشي قال النبي صلى الله عليه وسلم
[ 420 ]
استغفروا لاخيكم فقال بعض الناس يأمرنا أن نستغفر له وقد مات بأرض الحبشة فنزلت (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل إليهم الآية) . رواه الطبراني في الاوسط باسنادين أحدهما قال فيه صلوا عليه . وقد تقدمت في الجنائز في الصلاة على الغائب ورجالها ثقات ، وفى هذه من لم أعرفه . وقد تقدمت احاديث في الجنائز (1) والله تعالى أعلم بالصواب . آخر الجزء التاسع ويتلوه إن شاء الله في أول الجزء العاشر وهو آخر كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : * (باب ما جاء في عمرو بن جابر الجنى) * والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا وحبيبنا أعظم الخلق محمد . كتب برسم خزانة مولانا الجناب العالي المولوي الامامي العالمي العاملي الزينى مهنى العلائى زينه الله بالتقوى ونفعه بالعلم بمحمد وآله . نقل من خط مصنفه الشيخ العالم نور الدين على الهيثمى نفع الله بن . وافق الفراغ من نسخ هذا الجزء يوم السست الرابع من شهر جمادى الآخرة من شهور سنة اثنتين وثمانمائة على يد الفتير إلى الله تعالى أحمد بن محمد بن منصور الفوى . والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وسلم ورضى الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير . (1) في الجزء الثالث .