مجمع الزوائد
الهيثمى ج 6
[ 1 ]
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 بتحرير الحافظين الجليلين : العراقي وابن حجر الجزء السادس دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم * (باب فيمن غلب العدو على ماله ثم وجده) * عن ابن عمر بن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ماله في الفئ قبل أن يقسم فهو أحق به ومن أدركه بعد أن يقسم فليس له شئ . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ياسين الزيات وهو ضعيف . وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في الاحكام . * (باب ما جاء في الارض) * عن سفيان بن وهب الخولانى قال لما افتنحنا مصر قام الزبير بن العوام فقال يا عمرو بن العاص اقسمها فقال عمرو لاأقسمها فقال الزبير والله لتقسمنها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال عمرو والله لاأقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين وكتب إلى عمر فكتب إليه عمر أن أقرها حتى يغزو منها حبل الحبلة (1) . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم وابن لهيعة . وعن أسلم مولى عمرو قال سمعت عمر يقول لئن عشت إلى هذا العام المقبل لا تفتح الناس قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر . رواه أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن قبيصة بن جابر عن أبيه قال كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص أريد قسم سواد الكوفة بين من ظهر من المسلمين فكتب إليه سعد يا أمير المؤمنين إنا قد ظهرنا على ألين قوم خلقهم الله قلوبا وأسخاهم أنفسا وأعظمهم بركة وأنداهم يدا إنما أيديهم طعام وألسنتهم سلام فان رأيت يا أمير المؤمنين أن لا تفرقهم ولا تقسمهم ولا يصدنا عن وجهنا الذى فتح الله علينا فيه ما فتح فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عز العرب في أسنة رماحها وسنابك خيلها . رواه (1) يريد حتى يغزو منها أولاد الاولاد ويكون عاما في الناس والدواب ، أي يكثر المسلمون فيها بالتوالد فإذا قسمت لم يكن قد انفرد بها الآباء دون الاولاد ، أو يكون أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول . [ * ]
[ 3 ]
الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن موسى الطلحى وهو متروك . ويأتى إقطاع الاراضي بعد بقليل . * (باب تدوين العطاء) * عن ناشر بن سمى البزنى قال سمعت عمر بن الخطاب يوم الجابية وهو يخطب الناس إن الله عزوجل جعلني خازنا لهذا المال وقاسمه ثم قال بل الله يقسمه وأنا بادئ بأهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم ففرض الازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر ثم قال إنى بادئ بأصحابى المهاجرين الاولين فانا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانا ثم أشرفهم ففرض لاهل بدر منهم خمسة آلاف ولمن شهد بدرا من الانصار أربعة آلاف وفرض لمن شهد أحدا ثلاثة آلاف قال ومن أسرع بالهجرة أسرع به العطاء ومن أبطأ بالهجرة أبطأ به العطاء فلا يلومن امرؤ إلا م ؟ اخ راحلة وإنى أعتذر اليكم من عزل خالد بن الوليد إنى أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس (1) وذا الشرف وذا اللسان فنزعته ووليت أبا عبيدة (2) فقال أبو عمرو بن حفص والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب لقد ؟ زعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وغمدت سيفا سله رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت لواءا نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسدت ابن العم فقال عمر بن الخطاب إنك قريب القرابة حديث السن معصب في ابن عمك . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عمر بن عبدالله مولى غفرة (3) قال قدم على أبى بكر مال من البحرين فقال من كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فيأت فيأخذ قال فجاء جابر بن عبدالله فقال قد وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا جاءني من البحرين مال أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرات ملء كفيه فقال خذ بيديك قال فأخذ بيديه فوجد خمسمائة قال عد إليها ثم اعطاه مثلها ثم قسم بين الناس ما بقى فأصاب عشرة الدراهم يعنى لكل واحد فلما كان العام المقبل جاءه مال أكثر من ذلك فقسم بينهم فأصاب كل انسان عشرين درهما وفضل من المال فضل فقال للناس أيها الناس قد فضل من (1) في الاصل (الناس) \ \ \ في الاصل (أبو عبيدة) \ \ \ (3) في الاصل (عقرة) . [ * ]
[ 4 ]
هذا المال فضل ولكم خدم يعالجون لكم ويعملون لكم إن شئتم رضخنا لهم (1) فرضخ لهم الخمسة دراهم فقالوا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لو فضلت المهاجرين فقال أجر أولئك على الله إنما هذه معايش الاسوة فيها خير من الاثرة فلما مات أبو بكر استخلف عمر ففتح الله عليه الفتوح فجاءه أكثر من ذلك فقال قد كان لابي بكر في هذا المال رأى ولى رأى آخر لاأجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه ففضل المهاجرين والانصار ففرض لمن شهد بدرا منهم خمسة آلاف خمسة آلاف ومن كان اسلامه قبل اسلام أهل بدر فرض له أربعة آلاف أربعة آلاف وفرض لازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفا لكل امرأة إلا صفية وجويرية ففرض لكل واحدة ستة آلاف فأبين أن يأخذنها فقال إنما فرضت لهن بالهجرة فقلن ما فرضت لهن بالهجرة إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنا مثل مكانهن فأبصر ذلك فجعلهن سواءا وفرض للعباس بن عبدالمطلب اثنى عشر ألفا لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض لاسامة بن زيدا أربعة آلاف وفرض للحسن والحسين خمسة آلاف خمسة ألاف فالحقهما بأبيهما لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف فقال يا أبت فرضت لاسامة بن زيد وفرضت لى ثلاثة آلاف فما كان لابيه من الفضل ما لم يكن لك وما كان له من الفضل ما لم يكن لى فقال إن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وهو كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وفرض لابناء المهاجرين ممن شهد بدرا ألفين ألفين فمر به عمر بن أبى سلمة فقال زيدوه ألفا أوقال زده ألفا يا غلام فقال محمد بن عبدالله لاى شئ تزيده علينا ما كان لابيه من الفضل ما كان لآبائنا قال فرضت له بأبى سلمة ألفين وزدته بأم سلمة ألفا فان كانت لك أم مثل أم سلمة زدتك ألفا وفرض لعثمان ابن عبدالله بن عثمان وهو ابن أخى طلحة بن عبيدالله يعنى عثمان بين عبدالله ثمانمائة وفرض للنضر بن أنس ألفى درهم فقال له طلحة جاءك ابن عثمان مثله ففرضت له ثمانمائة وجاءك غلام من الانصار ففرضت له في ألفين فقال إنى لقيت أبا هذا يوم أحد فسألني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أراه إلا قد قتل فسل سيفه وسدد (1) رضخ له : اعطاه غير كثير . \ \ \ (2) في الاصل (ويسر) . [ * ]
[ 5 ]
زنده وقال إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فان الله حى لا يموت فقاتل حتى قتل وقال هذا يرعى الغنم فتريدون اجعلهما سواءا فعمل عمر عمره بهذا حتى إذا كانت السنة التى حج فيها قال ناس من الناس لو قد مات أمير المؤمنين أقمنا فلانا يعنون طلحة بن عبيد الله قالوا وكانت بي ؟ ة أبى بكر فلتة (1) فأراد أن يتكلم في أيام التشريق بمنى فقال له عبدالرحمن بن عوف يا أمير المؤمنين إن هذا المجلس يغلب عليه غوغاء الناس وهم لا يحملون فأمهل أو أخر حتى نأتى أرض الهجرة حيث أصحابك ودار الايمان والمهاجرين والانصار فتكلم بكلامك أو فتتكلم فيحتمل كلامك قال فأسرع السير حتى قدم المدينة فخرج يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه وقال قد بلغني مقالة قائلكم لو قد مات عمر أو قد مات أمير المؤمنين أقمنا فلانا فبايعناه وكانت إمرة أبى بكر فلتة أجل والله لقد كانت فلتة ومن أين لنا مثل أبى بكر نمد أعناقنا إليه كما نمد أعناقنا إلى أبى بكر وإن أبا بكر رأى رأيا ورأى أبو بكر أن يقسم بالسوية ورأيت أنا أن أفضل فان أعش إلى هذه السنة فسأرجع إلى رأى أبى بكر فرأيه خير من رأيى إنى قد رأيت رؤيا وما أرى ذلك الا قد اقترب أجلى رأيت كأن ديكا أحمر نقرني ثلاث نقرات فاستعبرت أسماء فقالت يقتلك عبد أعجمى فان أهلك فأمركم إلى هؤلاء الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير ابن العوام وطلحة بن عبدالله وسعد بن مالك فان عشت فسأعهد عهدا لا تهلكوا إلا (2) وإن الرجم حق قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولولا أن يقولوا (1) يعنى فجأة أو خلسة ، أي ان الامامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الانفس ولذلك كثر فيها التشاجر فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الايدى واختلاسا ، وقيل الفلتة آخر ليلة من الاشهر الحرم فيختلفون فيها أمن الحل هي أم من الحرم فيسارع الموتور إل درك الثأر فيكثر الفساد وتسفك الدماء ، فشبه أيام النبي صلى الله عليه وسلم بالاشهر الحرم ويوم موته بالفلتة من وقوع الشر من ارتداد العرب وتخلف الانصار عن الطاعة ومنع من منع الزكاة الجرى على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها . \ \ \ (2) في الاصل (الاسم) . [ * ]
[ 6 ]
كتب عمر ما ليس في كتاب الله لكتبته ثم قرأ في كتاب الله (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) (1) نظرت إلى العمة وابنة الاخ فما جعلتهما وارثين ولا يرثان فان أعش فسأفتح لكم منه طريقا تعرفونه وإن أهلك فالله خليفتي وتختارون رأيكم انى قد دونت الديوان ومصرت الامصار وإنما أتخوف عليكم أحد رجلين رجل يؤول القرآن على غير تأويله فقاتل عليه ورجل يرى أنه أحق بالملك من صاحبه فيقاتل عليه ، تكلم بهذا الكلام يوم الجمعة ومات يوم الاربعاء قلت في الصحيح طرف منه رواه البزار وفيه أبو معشر نجيح ضعيف يعتبر بحديثه . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطانا نصيبا من خيبر وأعطاناه أبو بكر فلما كان عمر وكثر عليه الناس أرسل الينا ثم قال إن الناس قد كثروا على فان شئتم أن أعطيكم مكان نصيبكم من خيبر مالا فنظر بعضنا إلى بعض فقلنا نعم فطعن عمر ولم يعطنا شيئا ، فأخذها عثمان فأبى أن يعطينا وقال قد كان عمر أخذها منكم . رواه البزار وفيه حكيم بن جبير وهو متروك . وعن عائشة أن درحا أتى عمر بن الخطاب فنظر إليه أصحابه فيمن فقال أتأذنون ان أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها قالوا نعم فاتى به عائشة ففتحته فقيل هذا أرسل به اليك عمر بن الخطاب فقالت ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تبقني لعطيته قابل . رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن مخلد الغفاري أن ثلاثة أعبد شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا فكان عمر يعطيهم ألفا لكل رجل . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وغيره . وعن مصعب بن سعد أن عمر بن الخطاب فرض للنساء المهاجرات في ألف ألف منهن أم عبدالله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن مصعب بن سعد لم يسمع من عمر فيها أظن . وعن نافع قال فكان عمر ابن عبد العزيز لا يفرض لاحد لا يبلغ الحلم إلامائة درهم وكان لا يفرض لمولود حتى يفطم فبينا هو يطوف ذات ليلة بالمصلى فسمع بكاء صبى فقال لامه ارضعيه (1) وهى من منسوخ التلاوة باقى الحكم . [ * ]
[ 7 ]
فقالت إن أمير المؤمنين لا يفرض لمولود حتى يفطم وإنى فطمته فقال عمر كدت أن اقتله أرضعيه فان أمير المؤمنين سوف يفرض له ثم فرض له بعد ذلك وللمولود حين يولد . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب الرضخ (1) للنساء) * عن ثابت بن الحارث الانصاري قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لسهلة بنت عاصم ولابنة لها ولدت . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن زينب امرأة عبدالله الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها بخير خمسين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا بالمدينة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب النفل) * عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان ينفل في مغازية . رواه أحمد والطبراني وفيه عبد العزيز بن عبدالله الحمصى وهو ضعيف . وعن السائب بن يزيد عن أبيه قال نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفلا سوى نصيب (2) من الخمس فأصابني شارف (3) رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه اسحق بن إدريس الاسوارى وهو متروك . وعن معن بن يزيد قال ولا تحل غنيمة حتى تقسم ولانفل حتى يقسم للناس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب خراج الارض) * عن معاز يعنى ابن جبل قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قرى عربية فأمرني أن آخذ حظ الارض قال سفيان حظ الارض الثلث والربع . رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو صغيف . * (باب ما يقطع من الاراضي والمياه) * عن أبى ثعلبة الخشنى قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اكتب لى (1) الرضخ : العطية القلبة ، وفى الاصل بالمهملة ، والتصحيح من النهاية . (2) في الاصل (نصيبا) . \ \ \ (3) أي ناقة مسنة . [ * ]
[ 8 ]
؟ كذا وكذا لارض من الشام لم يظهر عليها النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا تسمعون ما يقول هذا فقال أبى ثعلبة والذى نفسي بيده ليظهرن عليها قال فكتب لى بها فذكر الحديث . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن تميم الدارى قال استقطعت النبي صلى الله عليه وسلم أرضا بالشام قبل أن يفتح فاعطانيها ففتخها عمر في زمانه فأتيته فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا فجعل عمر ثلثها لابن السبيل وثلثا لعماريها وثلثا لنا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث المزني المعادن القبلية جلسيها وغوربها (1) وجئت بصلح الزرع من قدس . وراه البزار وفيه كثير بن عبدالله وهو ضعيف جدا وقد حسن الترمذي حديثه . وعن بلال بن الحرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه هذه القطيعة وكتب له بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن الحرث أعطاه معادن القبلية غوريها وجلسيها عشبة وذات النصب وجئت صلح الزرع من قدس إن كان صادقا وكتب معاوية . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك . وعن بلال بن الحرث أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع له العقيق . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك . وعن أبى هند الدارى أنهم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ستة نفر أوس بن خارجة ابن سوادان بن جذيمة بن دراع بن عدى بن الدار وأخوه تميم بن أوس ويزيد ابن قيس وأبو هند بن النعمان فأسلموا وسألوه أن يعطيهم أرضا من أرض الشام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا حيث أحببتم فنهضوا من عنده يتشاورون في موضع يسألونه إياه فقال تميم أرى أن نسأله بيت المقدس وكورتها فقال أبو هند أرأيت ملك العجم اليوم أليس هو في بيت المقدس قال تميم نعم . رواه الطبراني وفيه زياد بن سعيد وهو متروك . وعن حصين بن مشمت أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه بيعة الاسلام وصدق إليه صدقة ماله وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم مياها عدة بالمروث اسناد حراد منها أصيهب ومنها الماعزة ومنها أهواد ومنها المهاد ومنها السديرة (1) الجلس : ما ارتفع من الارض ، والغور : ما انخفض من الارض . [ * ]
[ 9 ]
وشرط النبي صلى الله عليه وسلم على حصين بن مشمت فيها أقطع له أن لا يعقر مرعاه ولا يباع ماؤه ولا يمنع فضله فقال زهير بن عاصم بن حصين شعرا : إن بلادي لم تكن إفلاسا * بهن خط القلم الانفاسا من النبي حيث أعطى الناسا * فلم يدع لبسا ولا التباسا رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن أو في بن مولة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعني العميم وشرط على ابن السبيل أول ريان وأقطع ساعدة رجلا منا بئرا بالفلاة يقال لها الجعوبية وهى بئر يخبأ فيها المال وليست بالماء العذب وأقطع أناس معاده العرى وهى دون اليمامة وكنا أتيناه جميعا وكتب لكل رجل منا بذلك في أديم . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن رزين بن أنس قال لما ظهر الاسلام ولنا بئر بالدنينة خفنا أن يغلبنا عليها من حولنا قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال فكتب لنا كتابا من محمد رسول الله أما بعد فان لهم بئرهم إن كان صادقا قال فما قاضينا فيه إلى أحد من قضاة المدينة الاقضوا لنابه وفى كتاب النبي صلى الله عليه وسلم كان كون وزعم أنه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه فهد ابن عوف أبو ربيعة وهو كذاب . وعن ابى السائب عن جدته وكانت من المهاجرات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطعها بئرا بالعقيق . رواه الطبراني وفيه أبو السائب قال الذهبي مجهول . وعن عتير العدوى انه استقطع النبي صلى الله عليه وسلم ارضا بوادي القرى فهى تسمى اليوم بويرة عتير قال ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل تبوكا صلى بوادي القرى . رواه الطبراني وفيه سليم بن مطير أبو حاتم وضعفه ابن حبان . وعن مجاعة قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاعة من مرارة من بنى صلمى أرضا باليمامة يقال لها العوزة قال وكتب له بذلك كتابا من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجاعة بن مرارة من بنى سلمى إنى أعطيتك العوزة فمن خالفني فيها فالنار وكتب يزيد . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن قلية بنت مخرمة انها كانت تحت حبيب ابن ازهر اخى بنى خباب فولدت له النساء ثم توفى فانتزع بناتها منها ايوب بن ازهر عمهن فخرجت تبتغى الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت جويرية منهن حديباء قد كانت اخذتها الفرصة وهى اصغر هن عليها سبيج لها من صوف فاحتملتها مع ؟
[ 10 ]
فبينما هما يرتكان الجمل انتفجت الارنب فقالت الحديباء القضية لا والله لا تزال كعبك أعلى من كعب أيوب في هذا الحديث أبدا ثم سنح الثعلب فسمته أسماء غير الثعلب نسيه عبدالله بن حسان ثم قالت ما قالت فبينما هما يرتكان إذ برك الجمل وأخذته رعدة فقالت الحديباء القضية أدركت والله أخذه أيوب فقلت واضطرب إليها ويحك ما اصنع قالت قلبى ثيا ؟ ك ظهورها بطونها وتدحرجي ظهرك لبطنك وقلبي أحلاس حملك ثم خلعت سبيجها فقلبته وتدحرجت ظهرها لبطنها فلما فعلت ما أمرتنى به انتفض الجمل ثم قام فتفاج وقال فقالت الحديباء اعيدي عليك اداتك ففعلت ما أمرتنى به فأعدتها ثم خرجنا نرتك فإذا أيوب يسعى على أثرنا بالسيف صلتا فوألنا إلى حواء ضخم قد أراه حتى ألقى الجمل إلى البيت الاوسط جمل ذلول فاقتحمت داخله بالجارية وأدركني بالسيف فاصابت ظبيته طائفة من قرون رأسي وقال القى إلى بنت أخى ياد فار فرمبت بها إليه فجعلها على منكبه فذهب بها وكنت أعلم به من أهل البيت ومضيت إلى أخت لى ناكح في بنى شيبان ابتغى الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اول الاسلام فبينا انا عندها ذات ليلة من الليالى تحسب عينى نائمة جاء زوجها من الشام فقال واليك لقد وجدت لقيلة صاحبا صاحب صدق قالت من هو قال حريث بن حسان الشيباني وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا صباح قالت أختى الويل لى لا تسمع أختى فتخرج مع أخى بكر بن وائل بين سمع الارض وبصرها ليس معها من قومها رجل فقال لا تذكريه لها فانى غير ذاكره لها فسمعت ما قالا فغدوت فشددت على جملى فوجدته غير بعيد فسألته الصحبة فقال نعم وكرامة وركان مناخه فخرجت معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى بالناس صلاة الغداة وقد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء والرجال لاتكاد تعرف من ظلمة الليل فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية فقال لى الرجل الذى يلينى في الصف امرأة أنت ام رجل فقلت لابل امرأة فقال انك قد كدت نفتنينى فصلى في صف النساء وراءك وإذا صف من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت فكنت فيه حتى إذا طلعت الشمس دنوت فإذا رأيت رجلا
[ 11 ]
ذا رواء وذا بشر طمح إليه بصرى لارى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الناس حتى جاء رجل بعد ما ارتفعت الشمس فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ورحمة الله وعليه اسمال حليتين قد كانتا بزعفران وقد نفضتا وبيده عسيب نخل مقشو غير خوصتين من اعلاه قاعدا القرفصاء فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة ارعدت من الفرق فقال له جليسه يا رسول الله ارعدت المسكينة فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينظر إلى وانا عند ظهره يا مسكينة عليك السكينة فلما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب الله عنى ما كان دخل في قلبى من الرعب فتقدم صاحبي اول رجل حريث بن حسان فبايعه على الاسلام وعلى قومه ثم قال يا رسول الله اكتب بيننا وبين بنى تميم بالدهناء لا يجاوزها الينا منهم إلا مسافر أو مجاور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب له بالدهناء يا غلام فلما رأيته شخص لى وهى وطنى ودارى فقلت يا رسول الله لم يسلك السوبة من الامر إذ سلك إنما هذه الدهناء عند مقيل الجمل ومرعى الغنم ونساء بنى تميم وأبناؤها وراء ذلك فقال أمسك يا غلام صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب إحدى يديه على الاخرى ثم قال كنت أنا وأنت كما قال حتفها تحمل ضأن بأظلافها فقال والله ما علمت ان كنت لدليلا في الظلماء مدولا لدى الرحل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا تلمني على أن أسأل حظى إذ سألت حظك قال وما حظك في الدهناء لا أبالك قلت مقيل حملي تسأله لجمل امرأتك قال لاجرم أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى لك أخ وصاحب ما حييت إذ ثنيت على هذا عنده قلت إذ بدأتها فلن أضيعها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيلام ابن هذه ان يفضل الحظية وينضر من وراء الحجرة فبكيت ثم قلت قد والله ولدته يا رسول الله حراما فقاتل معك يوم الربذة ثم ذهب بميرتى من خيبر فأصابته حماها فمات فترك على النساء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الذى نفسي بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك أو لجررت على وجهك شك عبدالله بن حسان أي الحرفين حدثته المرأتان أتغلب إحداكن أن تصاحب صويحبه في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه
[ 12 ]
استرجع ثم قال رب آسنى لما أمضيت فأعنى على ما أبقيت فو الذى نفس محمد بيده إن أحدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة من بنات قيلة لايظامن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن ومسلم لهن نصير أحسن ولا تسيئن . قال محمد بن هشام فسره لنا ابن عائشة فقال الفرضة ذات الحدب والفرصة القطعة من المسك والفرصة الدولة انتهز فرصتك أي دولتك . السبيج سمل كساء . الرتكان ضرب من السير . الانتفاج السعي . شنح أي ولاك ميامنه وبعض العرب يجعل ميساره وهم يتطيرون باحدهما ويتفاءلون بالآخر . تفاج تفتح . فوألنا أي لجأنا إلى حواء . يادفاريا منتنة من ذلك قول العرب في الدنيا أم دفر لنتنها . ثم سدت عنه استخبرت عنه المقشو المقشور . الفتان الشياطين وأحدها فاتن . (حتفها تحمل ضأن بأظلافها) مثل من أمثال العرب في شاة بحثت بأظلافها في الارض فأظهرت مدية فذبحت بها فصار مثلا . القضية انقضاء الامور . شخص أي ارتفع بصرى . فكسرا من اكسار ما سمعت . آسنى أي أجعل لى أسوة بما تعظنى به قال متمم بن نويرة : فقلت لها طول الاسى إذ سألتنى * ولوعة حزن تترك الوجه أسفعا اسفع أي أسود . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في الجزية) * عن عبدالرحمن بن عوف قال لما خرج المجوسى من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته فأخبرني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خيره بين الجزية والقتل فاختار الجزية . رواه احمد ، وسليمان بن موسى لم يدرك عبدالرحمن بن عوف . وعن على قال كان لهم كتاب يقرؤونه وعلم يدر سونه فزنى إمامهم فأرادوا ان يقيموا عليه الحد فقال لهم أليس آدم كان يزوج بنيه من بناته فلم يقيموا عليه الحد فرفع الكتاب وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية وأبو بكر وأنا . رواه أبو يعلى وفيه أبو سعد البقال وهو متروك . وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر وأن عمر أخذها من مجوس فارس واخذها عثمان من بربر . رواه الطبراني
[ 13 ]
ورجاله رجال الصحيح غير الحسين بن سلمة بن ابى كبشة وهو ضعيف . وعن السائب بن يزيد قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما عهد إلى العلاء حين وجهه إلى اليمن قال ولا يحل لاحد جهل الفرض والسنن ويحل له ما سوى ذلك وكتب للعلاء ان سنوا بالمجوس سنة اهل الكتاب . رواه الطبراني وفيه من لم اعرفهم . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أسلم فلا جزية عليه . رواه الطبراني وفيه من لم اعرفهم . * (باب القتال عن أهل الذمة) * عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقاتل عن أحد من أهل الشرك إلا عن أهل الذمة . رواه البزار وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف . * (باب ما نيقض عبد أهل الذمة) * عن عرفة بن الحرث وكانت له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبى جهل باليمن في الردة انه مر بنصراني من اهل مصر يقال له المندقون فدعاه إلى الاسلام فذكر النصراني النبي صلى الله عليه وسلم فتناوله فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص فأرسل إليه فقال قد اعطيناهم العهد فقال عرفة معاذ الله ان نكون اعطيناهم العهود والمواثيق على ان يؤذونا في الله ورسوله إنما اعطيناهم على ان يخلى بيننا وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم وان لانحملهم ما لا طاقة لهم بن وان نقاتل من ورائهم وان يخلى بينهم وبين احكامهم إلا أن يأتونا فنحكم بينهم بما أنزل الله فقال عمرو صدقت . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث قال عبدالملك بن سعيد بن الليث ثقة مأمون ، وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عوف بن مالك أنه ابصر نصرا ؟ يا يسوق بامرأة فنخس بها فصرعت فتحللها فضربته بخشبة معى فشججته فانطلقت إلى معاذ بن جبل فقلت اجرني من عمرو وخشيت عجلته فأتى عمرا فأخبره فجمع بيننا فلم يزل بالنصراني حتى اعترف فأمر له بخشبة فنحتت ثم قال لهؤلاء عهد ففوا لهم بعهد ما وفوا لكم فإذا بدلوا فلا عهد لهم وامر به فصلب . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
[ 14 ]
(كتاب المغازى والسير) بسم الله الرحمن الرحيم * (باب علو الاسلام على كل دين خالفه وظهوره عليه) * عن زياد بن جهور قال ورد على كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بسم الله الرحمن الرحيم بن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زياد بن جهور سلم أنت سلام علك فانى أحمد إليك الله الذى لا إله إلا هو أما بعد فانى أذكرك الله واليوم الآخر أما بعد فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الاسلام فاعلم ذلك . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم . وعن سعد بن أبى وقاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على جزيرة العرب . رواه البزار وفيه من لم يسم . وعن تميم الدارى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين يعز عزيز أو يذل ذليل عزا يعز الله بن الاسلام وأهل وذلا يذل الله به الكفر ، وكان تميم الدارى يقول عرفت ذلك في أهل بيتى لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن مقداد بن الاسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الارض بيت مدر ولاوبر إلا ادخله الله كلمة الاسلام يعز عزيز أو يذل ذليل اما يعزهم فيجعلهم من أهلهم أو يذلهم فيدينون لهم الا انه قال اما يعزهم فيهديهم إلى الاسلام أو يذلهم فيؤدون الجزية . ورجال الطبراني رجال الصحيح . * (باب تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم ما أرسل به وصبره على ذلك) * عن عقيل بن أبى طالب قال جاءت قريش إلى أبى طالب فقالوا يا أبا طالب إن بن أخيك يأتينا في أفنيتنا وفى نادينا فيسمعنا ما يؤذينا به فان رأيت أن تكفه
[ 15 ]
عنا فافعل فقال لى يا عقيل التمس لى ابن عمك فأخرجته من كبس من اكباس (1) ابى طالب فأقبل يمشى معى يطلب الفئ يمشى فيه فلا يقدر عليه حتى انتهى إلى ابى طالب فقال له أبو طالب يا ابن أخى والله ما علمت ان كنت لى لمطاعا وقد جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفى ناديهم تسمعهم ما يؤذيهم فان رأيت أن تكف عنهم فحلق ببصره إلى السماء فقال والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار فقال أبو طالب والله ما كذب ابن أخى قط ارجعوا راشدين . رواه الطبراني في الاوسط والكبير الا انه قال من جلس مكان كبس ، وأبو يعلى باختصار يسير من أوله ، ورجال ابى يعلى رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت قريش كافة عنى حتى مات أبو طالب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو بلال الاشعري وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال لما مات أبو طالب تحينوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم . رواه الطبراني في الاوسط عن شخص لقى ابن سعيد الرازي قال الدار قطني ليس بذاك ، وعيسى بن عبد السلام لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عروة بن الزبير عن عبدالله بن عمرو قال قلت له ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كانت تظهر من عداوته قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم في الحجر فقالوا ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا قال فبينماهم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشى حتى استقبل الركن ثم مربهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مربهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال أتسمعون يا معشر قريش اما والذى نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح فأخذت القوم كلمته حتى مامنهم رجل إلا على رأسه طائر واقع حتى إن أشدهم فيه وضاءة قبل ذلك ليرفؤه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول انصرف يا أبا القاسم (1) الكبس : بيت صغير ، ويروى بالنون ، من الكناس بيت الظبى . [ * ]
[ 16 ]
انصرف راشدا فوالله ما كنت جهولا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتهم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه فبينماهم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فأطافوا به يقولون انت الذى تقول كذا وكذا لما كان يبلغهم من عيب آلهتم ودينهم قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا الذى اقول ذلك قال فقلد رأيت رجلا منهم اخذ بمجمع ردائه وقام ابو بكر دونه يقول وهو يبكى اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله ثم انصرفوا عنه فان ذلك لاشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط قلت في الصحيح طرف منه رواه احمد وقد صرح ابن اسحق بالسماع ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عمرو ابن العاص قال ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يوما ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند المقام فقام إليه عقبة ابن ابى معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب (1) لركبتيه وتصايح الناس وظنوا انه مقتول قال وأقبل أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبع (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه وهو يقول أتقتلون رجلا أن يقول رضى الله ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته مربهم وهم جلوس في ظل الكعبة فقال يا معشر قريش أما والذى نفسي بيده ما أرسلت اليكم إلا بالذبح وأشار ببده إلى الحلق فقال له أبو جهل يا محمد ما كنت جهولا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انت منهم . رواه أبو يعلى والطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن ، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح . وعن أسماء بنت ابى بكر انهم قالوا لها ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان المشركون قعدوا في المسجد يتذاكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يقول في آلهتهم فبينماهم كذلك إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاموا إليه بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبى بكر فقالو أدرك صاحبك فخرج من عندنا وإن له لغدائر أربع وهو يقول ويلكم اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم فلهوا عن رسول الله (1) أي سقط \ \ \ (2) الضبع : وسط العضد ، وقيل هو ما تحت الابط . [ * ]
[ 17 ]
صلى الله عليه وسلم واقبلوا على ابى بكر قالت فرجع الينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول تباركت يا ذا الجلال والاكرام . رواه أبو يعلى وفيه تدروس جد أبى الزبير ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشى عليه فقام أبو بكر فجعل ينادى ويلكم اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله فقالوا من هذا فقالوا أبو بكر المجنون . رواه أبو يعلى والبزار وزاد فتركوه واقبلوا على ابى بكر ، ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود قال كنت غلاما يافعا ارعى غنما لعقبة بن ابى معيط فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا يا غلام هل عندك من لبن تسقينا قلت إنى مؤتمن ولست بساقيكما . رواه احمد وابو يعلى ورجالهما رجال الصحيح . وعن جبير بن نفير قال جلسنا إلى المقداد بن الاسود يوما ومر بنا رجل واستمعنا إليه فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا انا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فأقبل إليه فقال ما يحمل الرجل ان يتمنى محضرا غيبه الله عنه لا يدرى كيف يكون فيه والله لقد حضر رسول لله صلى الله عليه وسلم اقوام كبهم الله على مناحرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه إلا بحمد الله تعالى احدكم ان لا تعرفوا إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم فقد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على اشد حال بعث عليها نبى من الانبياء في فترة وجاهلية لم يروا ان دينا افضل من عبادة الاوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو اخاه كافرا وقد فتح الله تعالى قفل قلبه للايمان ليعلم أنه قال هلك من دخل ال ؟ ار فلا تقر عينه وهو يعلم ان حميمه في النار وانها التى قال الله تعالى (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) . رواه الطبراني بأسانيد في احدها يحيى بن صالح وثقه الذهبي وقد تكلموا فيه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وابو جهل بن هشام وشيبة وعتبة ابنا ربيعة وعقبة بن أبى معيط وأمية بن خلف ورجلان آخران كانوا سبعة وهم في الحجر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فلما سجد أطال السجود فقال أبو جهل أيكم يأتي جزور (2 - سادس مجمع الزوائد)
[ 18 ]
بنى فلان فيأتينا بفرثها (1) فنكفئه على محمد صلى الله عليه وسلم فانطلق أشقاهم عقبة بن أبى معيط فأتى به فألقاه على كتفيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد قال ابن مسعود وأنا قائم لاأستطيع أن أتكلم ليس عندي منعة تمنعني فأنا أذهب إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه ثم استقبلت قريشا تسبهم فلم يرجعوا إليها شيئا ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال اللهم عليك بقريش ثلاثا عليك بعتبة وعقبة وأبى جهل وشيبة ثم خرج من المسجد فلقيه أبوالبخترى بسوط يتخصر به فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنكر وجهه فقال مالك فقال النبي صلى الله عليه وسلم خل عنى قال علم الله لاأخلى عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شئ فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه غير مخل عنه أخبره فقال إن أبا جهل أمر فطرح على فرث فقال أبوالبخترى هلم إلى المسجد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو البختري فدخلا المسجد ثم أقبل أبوالبخترى إلى أبى جهل فقال يا أبا الحكم أنت الذى أمرت بمحمد صلى الله عليه وسلم فطرح عليه الفرث قال نعم قال فرفع السوط فضرب به رأسه قال فثار الرجال بعضها إلى بعض قال وصاح أبو جهل ويحكم هي له انما أراد محمد صلى الله عليه وسلم ان يلقى بيننا العداوة وبنجو هو وأصحابه . وفى رواية فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد اللهم عليك الملا من قريش قلت حديث ابن مسعود في الصحيح باختصار قصة أبى البخترى رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه الاجلح بن عبدالله الكندى وهو ثقة عند ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره . وعن قتادة ابن دعامة قال تزوج أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عتيبة بن أبى لهب وكانت رقية عند أخيه عتبة بن أبى لهب فلم يبن بها جتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزل قوله تعالى (تبت يدا أبى لهب) قال أبو لهب لابنيه عتبة وعتيبة رأسي في رؤوسكما حرام ان لم تطلقا ابنتى محمد وقالت امهما بنت حرب بن أمية وهى حمالة الحطب طلقاهما يا بنى فانهما صبأنا فطلقاهما ولما طلق عتيبة أم كلثوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين فارقها فقال كفرت بدينك أو فارقت ابنتك لاتجيئنى ولا أجيئك ثم سطا (1) الفرث : السرجين في الكرش . [ * ]
[ 19 ]
عليه فشق قميص النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج نحو الشام تاجرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما انى أسأل الله أن يسلط عليك كلبه فخرج في تجر من قريش حتى نزلوا بمكان يقال له الزرقاء ليلا فأطاف بهم الاسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول ويل أمي هذا والله آكلى كما قال محمد فاتلى ابن أبى كبشة وهو بمكة وأنا بالشام فلقد غدا عليه الاسد من بين القوم فضغمه ضغمة (1) فقتله ، قال زهير بن العلاء فحدثنا هشام بن عروة عن أبيه ان الاسد لما أطاف بهم تلك الليلة انصرف فناموا وجعل عتيبة وسطهم فأقبل السبع يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه (2) وخلف عثمان بن عفان رحمه الله بعد رقية على أم كلثوم رضوان الله عليهما . رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه زهير بن العلاء وهو ضعيف . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به أبو سفيان بن الحرث فقال يا عائشة هلمى حتى أريك ابن عمك الذى هجاني . رواه البزار عن شيخه عبدالرحمن بن شيبة قال أبو حاتم حديثه صحيح ، وبقية رجاله ثقات . وعن خالد بن سعيد قال مرض أبى مرضا شديدا فقال لئن شفاني الله من وجعى هذا لا يعبد آله محمد بن أبى كبشة ببطن مكة أبدا قال خالد فهلك . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا أن عمرو بن يحيى الاموى لم يسمع من جده . وعن ابى أمية الطائفي من ولد سعيد بن العاص أن جده أبا أحيحة كان مريضا حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم فقال في مرضه لا ترفعوني من مضحعى الا ؟ عدل اله ابن أبى كبشة بمكة فقال ابنه وهو عند رأسه اللهم لا ترفعه قلت هكذا وجدته في الاصل رواه الطبراني واسناده منقطع . وعن جابر بن عبدالله قال اجتمعت قريش للنبى صلى الله عليه وسلم يوما فقال انظروا أعلمكم بلسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذى قد فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكامه ولينظر ما يرد عليه قالوا ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة قالوا انت يا أبا الوليد فأتاه عتبة فقال يا محمد أنت خير أم عبدالله فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت خير أم عبدالمطلب فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان كنت تزعم أن هؤلاء خير منك (1) الضغم : العض الشديد ، وبه سمى الاسد ضيغما ، وفى الاصل (فصمعه صمعة) والتصحيح من النهاية . \ \ \ (2) الفدغ : الشق اليسير . [ * ]
[ 20 ]
قد عبدوا الآلهة التى عبت وان كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك أما والله ما رأينا سخطة أشأم على قومك منك فرقت جماعتنا وشتت أمرنا وعبت ديننا وفضحتنا في العرب حتى طارفيهم ان في قريش ساحرا وأن في قريش كاهنا ما ينتظر الامثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى أيها الرجل ان كان إنما بك الحاجة جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغنى قريش رجلا وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش فنزوجك عشرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرغت قال نعم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) حتى بلغ (فان اعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) فقال عتبة حسبك حسبك ما عندك غير هذا قال لا فرجع إلى قريش فقالوا ما وراءك فقال ما تركت شيئا أرى انكم تكلمونه به الاكلمته قالوا هل أجابك قال نعم قال والذى نصبها بنية ما فهمت شيئا مما قال غير أنه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود قالوا ويلك يكلمك رجل بالعربية فلا تدري ما قال قال لا والله ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة . رواه أبو يعلى وفيه الاحلح الكندى وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن حميد بن منهب قال بلغ معاوية أن ابن الزبير يشتم أبا سفيان فقال بئس لعمر الله ما يقول في عمه لكنى لاأقول في عبدالله الاخيرا رحمة الله عليه ان كان امرأ صالحا خرج أبو سفيان إلى بادية له مردفا هند وخرجت أسير أمامهما وأنا غلام على حمارة إذ لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان انزل يا معاوية حتى يركب محمد فنزلت عن الحمارة فركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار أمامهما هنيهة ثم التفت اليهما فقال يا أبا سفيان بن حرب ويا هند بنت عتبة والله لتموتن ثم لتبعثن ثم ليدخلن المحسن الجنة والمسئ النار وا ما أقول لكم حق وانكم أول من أنذرتم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) حتى بلغ (قالتا أتينا طائعين) فقال له أبو سفيان أفرغت يا محمد قال نعم ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمارة وركبتها فأقبلت هند على أبى سفيان فقالت ألهذا الساحر الكذاب أنزلت ابني فقال والله ما هو بساحر ولا كذاب . رواه الطبراني في الاوسط وحميد بن منهب
[ 21 ]
لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ربيعة بن عبيد الديلى قال ما أسمعكم تقولون ان قريشا كانت تنال من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى أكثر ما رأيت أن منزله كان بين منزل أبى لهب وعقبة بن أبى معيط وكان ينقلب إلى بيته فيجد الارحام والدماء والانحات قد نصبت على بابه فينحى ذلك بسنة قوسه ويقول بئس الجوار هذا يا معشر قريش . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن على بن الحسين الرافقى وهو ضعيف . وتأتى أحاديث في تأييده على عدوه في علامات النبوة ان شاء الله . وعن الحرث بن الحرث قال قلت لابي ما هذه الجماعة قال هؤلاء القوم الذين اجتمعوا على صابئ لهم قال فنزلنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله عزوجل والايمان وهم يردون عليه ويؤذونه حتى انتصف النهارى وانصدع الناس عنه أقبلت امرأة قد بدا نحرها تحمل قدحا ومنديلا فتناوله منها فشرب وتوضأ ثم رفع رأسه فقال يا بنية خمرى عليك نحرك ولا تخافين على أبيك قلنا من هذه قالوا هذه زينب بنته . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن منبت الازدي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا إله الا الله تفلحوا فمنهم من تفل في وجهه ومنهم من حثا عليه التراب ومنهم من سبه حتى انتصف النهار فأقبلت جارية بعس (1) من ماء فغسل وجهه ويديه وقال يا بنية لا تخشى على أبيك غيلة ولاذلة فقلت من هذه قالوا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى جارية وضيئة . رواه الطبراني وفيه منبت بن مدرك ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن مدرك قال حججت مع أبى فلما نزلنا منى إذا نحن بجماعة فقلت لابي ما هذه الجماعة قال هذا الصابئ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس قولوا لا إله الا الله تفلحوا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن رجل من بنى مالك ابن كنانة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذى المجاز يتخللها يقول يا أيا الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا ، قال وأبو جهل يحثى عليه التراب ويقول لا يغوينكم هذا عن دينكم فانما يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى ، وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بين بردين أحمرين مربوع (1) العس : القدح الكبير . [ * ]
[ 22 ]
كثير اللحم حسن الوجه شديد سواد الشعر أبيض شديد البياض سابغ الشعر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ربيعة بن عباد من بنى الديل وكان جاهليا قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ذى المجاز وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضئ الوجه أحول ذو غديرتين يقول انا صابئ كاذب يتبعه حيث ذهب فسألت عنه فذكروا لى نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا لى هذا عمه أبو لهب ، وفى رواية ورسول الله صلى الله عليه وسلم يفر منه وهو يتبعه ، وفى رواية وكان جاهليا فأسلم ، وفى رواية والناس منقصفون عليه (1) فما رأيت أحدا يقول شيئا وهو لا يسكت . رواه أحمد وابنه والطبراني في الكبير بنحوه والاوسط باختصار بأسانيد وأحد أسانيد عبدالله بن أحمد ثقات الرجال ، وتأتى له طريق في عرضه صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل . وعن طارق بن عبدالله قال انى بسوق ذى المجاز إذ مر رجل شاب عليه حلة من برد أحمر وهو يقول يا أيها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحو ورجل خلفه قد أدمى عرقو ؟ يه وساقيه يقول يا أيها الناس انه كذاب فلا تطيعوه فقلت من هذا قال غلام بنى هاشم الذى يزعم أنه رسول الله وهذا عمه عبدالعزى فلما هاجر محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واسلم الناس ارتحلنا معنا ظعينة لنا فلما قدمنا المدينة ادنى حيطانها لبسنا ثيابا غير ثيابنا إذا رجل في الطريق فقال من اين اقبل القوم قلنا نمير اهلنا (2) ولنا جمل احمرها ثم مخطوم قال أتبيعوني جملكم قلنا نعم قال بكم قلنا بكذا صاعا من تمر فما استنقصنا مما قلنا شيئا وصرب بيده فأخذ بخطام الجمل ثم ادبر به فلما توارى عنا بالحيطان قلنا والله ما صنعنا شيئا بعنا من لا نعرف قال تقول امرأة جالسة لقد رأيت رجلا كأن وجهه شقة القمر ليلة البدر ولا والله لا يظلمكم ولا يحيركم وانا ضامنة لجلكم فأتى رجل فقال انا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليكم هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا قال فأكلنا وشبعنا واكتلنا (1) أي متزاحمون حتى يقصف بعضهم بعضا ، من القصف : الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام . (2) أي نجلب لهم الطعام . [ * ]
[ 23 ]
واستوفينا ثم دخلنا المدينة فأتينا المسجد فإذا هو يخطب على المنبر فسمعنا من قوله تصدقوا فان الصدقة خير لكم . رواه الطبراني وفيه أبو حباب الكلبى وهو مدلس وقد وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب تكسيره الاصنام) * عن على بن أبى طالب قال انطلقت أنا والنبى صلى الله عليه وسلم حتى أتينا الكعبة ؟ قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلس وصعد على منكبي فذهبت لانهض به فرأى منى ضعفا فنزل وجلس لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اصعد على مثكبي قال فنهض بى قال فانه يخيل إلى انى لو شئت لنلت افق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحلس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقذف به فقذفت به فتكسر كما ت ؟ كسر القواريز ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نستبق نحتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا احد من الناس . وفى رواية كان على الكعبة اصنام فذهبت احمل النبي صلى الله عليه وسلم فلم استطع فحملني فجعلت اقطعها ولو شئت لنلت السماء . رواه احمد وابنه وأبو يعلى والبزار وزاد بعد قوله حتى استترنا بالبيوت فلم يوضع عليها بعد يعنى شيئا من تلك الاصنام ورجال الجميع ثقات . وعن بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مس صنما فتوضأ . رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم قال فسمع ملكين خلفه وأحدهما يقول لصاحبه اذهب بنا حتى نقف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الاصنام قبل قال فلم يعد بعد ذلك يشهد مع المشركين مشاهدهم . رواه أبو يعلى وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب الهجرة إلى الحبشة) * عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا قلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة فأتى عمر بن الخطاب
[ 24 ]
وأنا على بعيرى وأنا أريد أن أتوجه فقال أين يا أم عبدالله فقلت آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى فقال صحبكم الله ثم ذهب فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر فقال ترجين أن يسلم والله لا يسلم حتى يسلم حمار الحطاب . رواه الطبراني وقد صرح ابن اسحاق بالسماع فهو صحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلا فيهم عبدالله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى فأتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا إن نفرا من بنى عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا قال فأين هم قالا في أرضك فبعث إليهم قال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد فقالوا له مالك لا تسجد للملك قال إنا لا نسجد الا لله عزوجل قال وما ذاك قال ان الله عزوجل بعث الينا رسوله صلى الله عليه وسلم وأمرنا أن لا نسجد الا لله عزوجل وأمرنا بالصلاة والزكاة قال عمرو بن العاص فانهم يخالفونك في عيسى قال ما يقولون في عيسى بن مريم وأمه قال يقولون كما قال الله عزوجل هو كلمة الله وروحه القاها إلى العذراء البتول التى لم يسمها بشر ولم نفترضها (1) ولد قال فرفع عودا من الارض وقال يا معشر القسيسين والرهبان والله ما تزيدون على الذى يقول فيه ما سوى هذا مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه الذى نجده في الانجيل وأنه الذى بشر به عيسى بن مريم انزلوا حيث شئتم فوالله لو ما أنا فيه من الملك لاتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما ثم تعجل عبدالله بن مسعود حتى أدرك بدرا وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر له حين بلغه موته . رواه الطبراني وفيه حديج بن معاوية وثقه أبو حاتم وقال في بعض حديثه ضعف ، وضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم سلمة ابنة أبى أمية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما نزلنا أرض . (1) أي لم يؤثر فيها ولم يحزها ، يعنى قبل المسيح . [ * ]
[ 25 ]
الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي أمنا على ديننا وعبدنا الله وحده لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان أعجب ما يأتيه منها الادم فجمعوا له أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته (1) بطريقا الا أهدوا له هدية وبعثوا بذلك مع عبدالله بن أبى ربيعة المخزومى وعمرو بن العاص بن وائل السهمى وأمروهما أمرهم وقالوا لهما ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم اسألوه أن يسلمهم اليكم قبل أن يكلمهم قالت فخرجا فقدما على النجاشي ثم قالا لكل بطريق منهم انه قد ضوى إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فاشيروا عليه أن يسلمهم الينا ولا يكلمهم فان قومهم أعلى بهم عيبا وأعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما نعم ثم قربوا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهم ثم كلماه فقالوا له أيهما الملك قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا اليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأبنائهم وعشائرهم لتردهم إليهم فلهم أعلى بهم عيبا وأعلم بما عابوا عليهم وعايبوهم فيه ولم يكن أبغض إلى عبدالله بن أبى ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته حوله صدقوا أيها الملك قومهم أعلا بهم عيبا وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهم فليرداهم إلى بلادهم وقومهم فغضب النجاشي وقال لاهيم الله إذا لاأسلمهم اليهما ولا أكاد قوما جاوروني و ؟ زلوا بلادي واختاروني على من سواى حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم فان كانوا كما يقولان أسلمتهم اليهما ورددتهم إلى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحتسب جوارهم ما جاوروني قالت ثم أرسل إلى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا فقال بعضهم لبعض ما تقولون في الرجل إذا جئتموه قالوا نقول والله ما علمنا وما أمرنا (1) البطريق : الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم وهو ذو منصب عندهم .
[ 26 ]
به نبينا صلى الله عليه وسلم كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقددعا النجاشي اساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال ما هذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في دينى ولافى دين أحد من هذه الامم قالت وكان الذى كلمه جعفر بن ابى طالب عليه السلام قال ايها الملك كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الارحام ونس ؟ ئ الجوار ويأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه فدعانا إلى الله عزوجل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والاوثان وامرنا بصدق الحديث وأداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن الحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقدف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله لانشرك به شيئا وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة قالت فعدد عليه أمور الاسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده لانشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فغدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الاوثان من عبادة الله عزوجل وأن نستحل ماكنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لانظلم عندك أيها الملك ، قالت فقال النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شئ قالت فقال له جعفر نعم قالت فقال له النجاشي قاقرأه فقرأ عليه صدرا من (كهيعص) قالت فبكى النجاشي حتى اخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلى عليهم ثم قال النجاشي إن هذا والذى جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لاأسلمهم اليكم أبدا ولا أكاد ، قالت أم سلمة فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص والله لآتينه غدا أعيبهم عنده بما استأصل به خضراءهم فقال له عبدالله بن ابى ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا لا تفعل فان لهم أرحاما وان كانوا قد خالفونا قال والله لاخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عليه السلام عبد قالت ثم غدا عليه فقال أيها الملك انهم يقولون في عيسى بن مريم قالا عظيما فأرسل إليهم فسلهم عما يقولون فيه
[ 27 ]
قالت فأرسل إليهم يسئلهم عنه قالت ولم ينزل بنا مثلها واجتمع القوم ؟ قال بعضهم لبعض ما تقولون في عيسى بن مريم فقال له جعفر بن أبى طالب نقول فيه الذى جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم هو عبدالله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قال فضرب النجاشي يده إلى الارض فأخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود فتناخرت (1) بطارقة حوله حين قال ما قال وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضى - والسيوم الآمنون من سبكم غرم ثم من سبكم غرم ثم من سبكم غرم ما أحب أن لى دبرا ذهبا وانى آذيت رجلا منكم والدبر بلسان الحبشة الجبل ردوا عليهما هدايا هما فلا حاجة لى فيهما فوالله ما أخذ الله منى الرشوة حين رد على ملكى فآخذ فيه الرشوة وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه فخرجا من عنده مفبو حين مردود عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده في خير دار مع خير جار فوالله إنه لعلى ذلك إذ نزل به من ينازعه في ملكه قالت والله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي فيأتى رجل لايعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف قالت وسار النجاشي وبينهما عرض النيل قالت فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يخرج حتى يحضر وقيعة القوم ثم يأتينا قالت فقال الزبير بن العوام أنا قالت وكان من أحدث القوم سنا قالت فنفخوا له قربة فجعلوها في صدره فسبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التى بها ملتقى القوم ثم انطلق حتى حضرهم قالت ودعونا الله عزوجل للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده واستوسق (2) عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير إسحق وقد صرح بالسماع . وعن محمد بن حاطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى رأيت أرضا ذات نخل فاخرجوا قال فخرج حاطب وجعفر في البحر قال فولدت انا في تلك السفينة . رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عمير بن أسحق قال قال جعفر يا رسول الله ائذن لى أن آتى أرضا أعبد الله فيها لاأخاف أحدا (1) أي تكلمت ، وكأنه كلام مع غضب ونفور . \ \ \ (2) أي استقر له الملك . [ * ]
[ 28 ]
قال قال فأذن له فيها فأتى النجاشي قال عمير حدثنى عمرو بن العاص قال لما رأيت جعفرا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته قلت لاتستقبلن لهذا وأصحابه فأتيت النجاشي فقلت ائذن لعمرو بن العاص فأذن لى فدخلت فقلت إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أنه ليس للناس إلا آله واحد وانا والله إن لم ترحنا منه وأصحابه لاقطعت إليك هذا النطفة ولا أحد من أصحابي أبدا فقال وأين هو قلت انه يحبئ مع رسولك انه لايحبئ معى فأرسل معى رسولا فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه فجاء فلما أتيت الباب ناديت ائذن لعمرو بن العاص ونادى خلفي ائذن لحزب الله عزوجل فسمع صوته فأذن له قبلى فدخل ودخلت وإذا النجاشي على السرير قال فذهبت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلفي وجعلت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي فقال النجاشي نجروا قال عمرو يعنى تكلموا قلت ان بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا ويزعم أنه ليس للناس الا اله واحد وانك ان لم تقطعه واصحابه لاأقطع اليك هذه النطفة انا ولا أحد من أصحابي أبدا ، قال جعفر صدق ابن عمى وأنا على دينه قال فصاح صياحا وقال أوه حتى قلت مالا بن الحبشية لا يتكلم وقال أنا موس كناموس موسى قال ما تقولون في عيسى بن مريم قال أقول هو روح الله وكلمته قال فتناول شيئا من الارض فقال ما أخطأ في أمره مثل هذا فوالله لولا ملكى لاتبعتكم وقال لى ما كنت أبالى أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا أنت آمن بأرضى من ضربك قتلته ومن سبك غرمته وقال لآذنه متى استأذنك هذا فائذن له الا أن أكون عند أهلى فان أتى فأذن له قال فتفرقنا ولم يكن أحد أحب إلى أن ألقاه من جعفر قال فاستقبلني من طريق مرة فنظرت خلفه فلم أر أحدا فنظرت خلفي فلم ار احدا فدنوت منه وقلت أتعلم انى اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله قال فقد هداك الله فاثبت فتركني وذهب فأتيت اصحابي فكأنما شهدوه معى فأخذوا قطيفة أو ثوبا فجعلوه على حتى غمونى بها قال وجعلت اخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه الناحية مرة حتى افلت وما على قشرة فمررت على حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورني فأتيت جعفرا فدخلت عليه فقال مالك فقلت اخذ كل شئ لى
[ 29 ]
ما ترك على قشرة فأتيت حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتى فانطلق وانطلقت معه حتى أتى إلى باب الملك فقال جعفر لآذنه استأذن لى قال انه عند أهله فأذن له فقلت إن عمرا تابعني على دينى قال كلا قلت بلى فقال لانسان اذهب معه فان فعل فلا تقل شيئا إلا كتبته قال فجاء فقال نعم فجعلت أقول وجعل يكتب حتى كتبت كل شئ حتى القدح قال ولو شئت آخذ شيئا من أموالهم إلى مالى فعلت . رواه الطبراني والبزار وصدر الحديث في أوله له وزاد في آخره قال ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في السفن مسلمين . وعمير بن إسحق وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام لا يضر ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وروى أبو يعلى بعضه ثم قال فذكر الحديث بطوله . وعن جعفر بن أبى طالب قال بعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة ابن الوليد بهدية من أبى سفيان إلى النجاشي فقالوا له ونحن عنده قد بعثوا إليك أناسا من سفلتنا وسفهائهم فادفعهم إلينا قال لاحتى أسمع كلامهم فبعث إلينا وقال ما تقولون فقلنا إن قومنا يعبدون الاوثان وان الله عزوجل بعث الينا رسولا فآمنا به وصدقناه فقال لهم النجاشي عبيدهم لكم قالوا لاقال فلكم عليهم دين قالوا لاقال فخلوا سبيلهم فخرجنا من عنده فقال عمرو بن العاص إن هؤلاء يقولون في عيسى غير ما نقول قال إن لم يقولوا في عيسى مثل ما نقول لاأدعهم في أرضى ساعة من نهار قال فكانت الدعوة الثانية أشد علينا من الاولى فقال ما يقول صاحبكم في عيسى بن مريم فقلنا يقول هو روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول قال فأرسل فقال ادعوا فلانا القسيس وفلانا الراهب فأتاه ناس منهم فقال ما تقولون في عيسى بن مريم قالوا فأنت أعلمنا فما تقول قال فأخذ النجاشي شيئا من الارض ثم قال هكذا عيسى بن مريم قالوا فأنت أعلمنا فما نقول قال فأخذ النجاشي شيئا من الارض ثم قال هكذا عيسى بن مريم ما زاد على ما قال هؤلاء مثل هذا ثم قال لهم أيؤديكم أحد قالوا نعم فأمر مناديا فنادى من آذى أحدا من هؤلاء فأغرموه أربعة دراهم قال يكفيكم فقلنا لا فأضعفها فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وظهر بها قلنا له إن صاحبنا قد خرج إلى المدينة وظهر بها وهاجر قبل الذى كنا حدثناك عنهم وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا قال نعم فحملنا وزودنا وأعطانا ثم قال أخبر صاحبك ما صنعت إليكم وهذا رسولي معك
[ 30 ]
وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنه رسول الله فقل له يستغفر لى قال جعفر فخرجنا حتى أتينا المدينة فتلقانا رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتنقني فقال ما أدرى أنا بفتح خيبر أفرح أم بقدوم جعفر ثم جلس فقام رسول الله النجاشي فقال هوذا جعفر فسله ما صنع به صاحبنا فقلت نعم قد فعل بنا قد فعل كذا وكذا وحملنا وزودنا ونصرنا وشهد ان لا إله الا الله وانك رسول الله وقال قل له يستغفر لى فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم دعا ثلاث مرات اللهم اغفر للنجاشي فقال المسلمون آمين فقال جعفر فقلت للرسول انطلق فأخبر صاحبك ما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني من طريق أسد بن عمرو عن مجالد وكلاهما ضعيف وقد وثقا . وعن جعفر بن أبى طالب أن النجاشي سأله ما دينكم قال بعث إلينا رسول نعرف لسانه وصدقه ووفاءه فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لانشرك به شيئا ونخلع ما كان يعبد قومنا وغيرهم من دونه يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر وأمرنا بالصلاة والصيام والصدقة وصلة الرحم فدعانا إلى ما نعرف وقرأ علينا تنزيلا جاء من عند الله لا يشبه غيره فصدقناه وآمنا به وعرفنا أن ما جاء به حق من عند الله ففارقنا عند ذلك قومنا فآذونا وقهرونا فلما أن بلغوا منا ما نكره ولم نقدر على أن نمتنع منهم خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك فقال النجاشي اذهبوا فأنتم سيوم (1) بأرضى يقول آمنون من سبكم غرم . رواه الطبراني من طريقين عن ابن اسحق وهو مدلس . وعن أبى موسى قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق مع جعفر ابن أبى طالب إلى النجاشي فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعا للنجاشي هدية وقدما على النجاشي فأتياه بالهدية فقبلها وسجدا له ثم قال عمرو بن العاص إن ناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك فقال لهم النجاشي في أرضى قالوا نعم فبعث إلينا فقال لنا جعفر لا يتكلم مكم أحدانا خطيبكم اليوم فالتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلس وعمرو بن العاص عن يمينه وعمارة عن يساره والقسيسون والرهبان جلوس سماطين وقد قال له عمرو وعمارة إنهم (1) كلمة حبشية وتروى بفتح السين ، وقيل سيوم : جمع سائم أن تسومون في بلدي كالغنم السائمة لا يعارضكم أحد . وفى النهاية (امكثوا فأنتم سيوم) . [ * ]
[ 31 ]
لا يسجدون لك فلما انتهينا بدرنا من عنده من القسيسين والرهبان اسجدوا للملك فقال جعفر انا لا نسجد الا لله قال له النجاشي وما ذاك قال ان الله بعث إلينا رسولا وهو الرسول الذى بشرنا به عيسى عليه السلام من بعدى اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا وأمرنا أن نقيم الصلاة وأن نؤتى الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر فأعجب النجاشي قوله فلما رأى ذلك عمرو قال أصلح الله الملك انهم بخالفونك في ابن مريم فقال النجاشي ما يقول صاحبكم في ابن مريم قال يقول فيه قول الله هو روح الله وكلمته أخرجه من العذراء البتول التى لم يقربها بشر ولم يفترضها ولد فتناول النجاشي عودا من الارض فرفعه فقال يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده أشهد أنه رسول الله وأنه الذى بشر بن عيسى ولولا ما أنا فيه من الملك لاتيته حتى أقبل نعليه امكثوا في أرضى ما شئتم وأمر لنا بطعام وكسوة وقال ردوا على هذين هديتهما وكان عمرو بن العاص رجلا قصيرا وكان عمارة رجلا جميلا وكانا أقبلا إلى النجاشي فشربوا يعنى خمرا ومع عمرو بن العاص امر أنه فلما شربوا من الخمر قال عمارة لعمرو مرامرأتك فلتقبلنى فقال له عمرو ألا تستحى فأخذ عمارة عمرا فرمى به في البحر فجعل عمرو يناشد عمارة حتى أدخله السفينة فحقد عمرو على ذلك فقال عمرو للنجاشي إنك إذا خرجت خلفت عمارة في أهلك فدعا النجاشي عمارة فنفخ في إحليله فطار مع الوحش قلت روى أبو داود منه مقدار سطر في الجنائز رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن شهاب في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة فأقام بها حتى قدم بعد بدر شرحبيل بن عبدالله بن حسنة وهى أمه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالرحمن بن أبى ليلى قال إن قريشا بعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد زمن النجاشي وكان عمارة رجلا جميلا وكان يقذف عمرا في البحر وكان يعوم فيخرج ثم يلقيه أيضا فيعوم فحقد عمرو في نفسه على عمارة ما كان يصنع به فلما قدما دخلا على النجاشي فقالا له إن جعفرا وأصحابه طعنوا على آبائهم وخالفوهم في دينهم وهم يخالفونك ولا يحييونك كما يحييك الناس فوقعوا فيهم فبعث النجاشي إلى
[ 32 ]
جعفر وأصحابه فقال ما لكم لاتحيونى كما تحيينى الناس قالوا إن لنا ربا لا ينبغى أن نسجد لغيره ولو سجدنا لاحد لسجدنا لنبينا قال هل معكم من كتابكم شئ قالوا نعم فقرأ جعفر سورة مريم فقال ما تقول في عيسى قال هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم فقال لاصحابه ما تقولون فسكتوا فأخذ شيئا من الارض بين أصبعيه فقالوا والله ما خالفوا أمر عيسى هذه وإن أنكرتكم وإنى أشهدكم أنى قد آمنت بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال إن شئتم جهزتكم فقدمتم على نبيكم وإن شئتم أقمتم عندي حتى يستقر مكانا فأخذ عمرو يعمل في عمارة فلطف فامرأة النجاشي فاخذ عطرا من عطرها ثم قال للنجاشي إن عمارة يدخل على امرأتك وآية ذلك انه يدخل عليك غدا وعليه طيب من طيبها فلما أصبحا طيبه فقال انطلق بنا إلى الملك فانطلقا حتى دخل فوجد منه ريح الطيب فعرف النجاشي طيبه فأمر النجاشي بعمارة فنفخ في إحليله فاستطير حتى لحق بالصحارى يسعى فيها مع الوحش فجاء بعد ذلك أهله فأصابوه فسقوه شربة من سويق فتعتعته فمات فلما قدم جعفر وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته وفاة النجاشي . رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن كثير الثقفى وهو ضعيف . وعن عروة بن الزبير في تسمية الذين خرجوا إلى أرض الحبشة المرة الاولى قبل خروج جعفر وأصحابه الزبير ابن العوام وسهل بن بيضاء وعامر بن ربيعة وعبد الله بن مسعود وعبد الرحمن ابن عوف وعثمان بن عفان ومعه امرأتان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان بن مظعون ومصعب بن عمير أحد بنى عبدالدار وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبى حذيفة وأبو سبرة بن أبى رهم ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو وأبو سلمة بن عبد الاسد ومعه امرأته أم سلمة قال ثم رجع هؤلاء الذين ذهبوا المرة الاولى قبل جعفر بن أبى طالب وأصحابه حين أنزل الله السورة التى يذكر فيها (والنجم إذا هوى) فقال المشركون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بحير أقررناه وأصحابه فانه لا يذكر أحدا ممن خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذى يذكر به آلهتنا من الشر والشتم فلما أنزل الله السورة الذى يذكر فيها والنجم وقرأ (أقر أيتم اللات والعزى
[ 33 ]
ومناة الثالثة الاخرى ألقى الشيطان فيها عند ذلك ذكر الطواغيت فقال وإنهن من العرانيق العلا وإن شفاعتهم لترتجي وذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك وذلت بها ألسنتهم واستشروا بها وقالوا إن محمدا قد رجع إلى دينه الاول فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة التى فيها النجم سجد وسجد معه كل من حضره من مسلم ومشرك غير أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كب ؟ را فرفع مل ؟ كفة ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فعجبوا من سجود المشركين من غير إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذى ألقى الشيطان على ألسنة المشركين وأما المشركون فاطمأنت أنفسهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثهم الشيطان أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرأها في السجدة فسجدوا لتعظيم آلهتهم ففشعت تلك الكلمة في الناس وأظهرنا الشيطان حتى بلغت الحبشة فلما سمع عثمان بن مظعون وعبد الله بن مسعود ومن كان معهم من أهل مكة أن الناس أسلموا وصاروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود الوليد بن المغيرة على التراب على كفه أقبلوا سراعا فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فشكا إليه فأمره فقرأ عليه فلما بلغها تبرأ منها جبريل وقال معاذ الله من هاتين ما أنزلهما ربى ولا أمرنى بهما ربك فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم شق عليه وقال أطعت الشيطان وتكلمت بكلامه و ؟ ركني في أمر الله فنسخ الله ما ألقى الشيطان وأنزل عليه (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفى شقاق بعيد) فلما برأه الله عزوجل من سجع الشيطان وفتنته انقلب المشركون بضلالهم وعداوتهم وبلغ المسلمون ممن كان بأرض الحبشة وقد شارفوا مكة فلم يستطيعوا الرجوع من شدة البلاء الذى أصابهم والخوف وخافوا أن يدخلوا مكة فيبطش (3 سادس مجمع الزوائد)
[ 34 ]
بهم فلم يدخل رجل منهم إلا بجوار فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون فلما أبصر عثمان بن مظعون الذى يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلاء وعذبت طائفة منهم بالنار والسباط وعثمان بن مظعون معافى لا يعرض له رجع إلى نفسه فاستحب البلاء على العافية وقال أما من كان في عهدا الله وذمته وذمة رسوله الذى اختار لاوليائه من أهل الاسلام ومن دخل فيه فهو خائف مبتلى بالشدة وللكرب عمد إلى الوليد بن المغيرة فقال يا ابن عم أجرتني فأحسنت جواري وإنى أحب أن تخرجني من جيرتك فتبرأ منى بين أظهرهم فقال له الوليد ابن أخى لعل احدا آذاك أو شتمك وأنت في ذمتي فأنت تريد من هو أمنع لك منى فأنا أكفيك ذلك قال لا والله ما ؟ ى ذلك وما اعترض لى من أحد فلما أبى عثمان إلا (1) أن يتبرأ منه الوليد أخرجه إلى المسجد وقريش في كأحفل ما كانوا ولبيد ابن ربيعة ينشدهم فأخذ الوليد بيد عثمان فأتى به قريشا فقال إن هذا غلبنى وحملنى على أن أنزل إليه عن جواري أشهدكم أنى برئ فجلسا مع القوم وأخذ لبيد ينشدهم فقال * ألا كل شئ ما خلا الله باطل * فقال عثمان صدقت ثم إن لبيدا أنشدهم تمام البيت فقال * وكل نعيم لا محالة زائل * فقال كذبت فسكت القوم ولم دروا ما أراد بكلمته ثم أعادها الثانية وأمر بذلك فلما قالها قال مثل كلمته الاولى والاخرى صدقت مرة وكذبت مرة وإنما يصدقه إذا ذكر كل شئ يفنى وإذا قال كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك أي نعيم أهل الجنة لا يزول نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان بن مظعون فاخضرت مكانها فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه قد كنت في ذمة (2) مانعة ممنوعة فخرجت منها إلى هذا فكنت عما لقيت غنيا ثم ضحكوا فقال عثمان بل كنت إلى هذا الذى لقيت منكم فقيرا وعينى التى لم تلطم إلى مثل هذا الذى لقيت صاحبتها فقيرة لى فيمن أحب إلى منكم أسوة فقال له الوليد إن شئت أجرتك الثانية قال لا أرب لى في جوارك . رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه ابن لهيعة أيضا . (1) (إلا) غير موجودة في الاصل . (2) في الاصل (دنية) . [ * ]
[ 35 ]
* (باب خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وعرضه نفسه على القبائل) * عن عبدالله بن جعفر قال لما توفى أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ماشيا على قدميه يدعوهم إلى الاسلام فلم يجيبوه فانصرف فأتى ظل شجرة فصلى ركعتين ثم قال اللهم إنى أشكو اليك ضعف قوتي وهو انى على الناس أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكنه أمرى ان لم تكن غضبان على فلا أبالى غير أن عافيتك أوسع لى أعوذ بوجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بن غضبك أو يحل بى سخطك لك العتبى حتى ترضى ولاقوة إلا بالله . رواه الطبراني وفيه ابن اسحق وهو مدلس ثقة ، وبقية رجاله ثقات . وعن رقيقة قالت لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم يبتغى النصر بالطائف فدخل عليها فأمرت له بشراب من سويق فشرب فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلى إليها قلت إذا يقتلوني قال فإذا قالوا لك ذلك فقولي رب هذه الطاغية فإذا صليت فول ؟ ؟ ظهرك ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم قالت بنت رقيقة فأخبرني أخواى سفيان ووهب ابني قيس بن أبان قالا لما أسلمت ثقيف خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما فعلت أمكما قلنا هلكت على الحال انتى تركتها قال لقد أسلمت أمكما إذا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن جابر بن عبدالله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول هل من رجل يحملنى إلى قومه فان قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربى عزوجل فأتاه رجل من همذان فقال ممن أنت فقال الرجل من همذان فقال هل عند قومك من منعة قال نعم ثم أن الرجل خشى أن يخفره قومه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال آتيهم أخبرهم ثم آتيك من قابل قال نعم فانطلق وجاء وفد الانصار في رجب . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن ربيعة بن عبان قال انى لمع أبى شاب أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع القبائل ووراءه رجل أحمر وضئ ذوجمة يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبلة يقول يا بنى فلان انى رسول الله اليكم امركم ان تعبدوه ولا تشركوا به
[ 36 ]
شيئا وان تصدقوني وتمنعوني حتى انفذ عن الله ما بعثنى به فإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه يا بنى فلان ان هذا يريد منكم ان تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الحق من بنى مالك بن اقيش إلى ما جاء به من البدعة والظلالة فلا تسمعوا له ولا تتبعوه فقلت لابي من هذا فقال هذا عمه أبو لهب . رواه عبدالله بن احمد والطبراني وفيه حسين بن عبدالله بن عبيدالله وهو ضعيف ووثقة ابن معين في رواية ، وقد تقدمت له طرق فيما اوذى به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضها صحيح . وعن محمود بن لبيداخى بنى عبد الاشهل قال لما قدم ابوالحيسر انس بن نافع مكة ومعه فتية من بنى عبد الاشهل فيهم اياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم إليه قالوا وما ذلك قال انا رسول الله بعثنى إلى العباد ادعوهم إلى ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وانزل على كتابا ثم ذكر الاسلام وتلا عليهم القرآن فقال اياس ابن معاذ وكان غلاما حدثا أي قومي هذا والله خير مما جئتم إليه قال فأخذ أبوالحيسر انس بن نافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه اياس بن معاذ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم انصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث (1) بين الاوس والحزرج قال ثم لم يلبث اياس بن معاذ ان هلك قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضره من قومي انه لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات فما كانوا يشكون ان قد مات مسلما لقد كان استشعر الاسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع . رواه احمد والطبراني ورجاله ثقات . * (باب البيعة على الاسلام التى تسمى بيعة النساء) * عن جرير قال بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم على مثل ما بايع عليه النساء من مات منا ولم (1) هو بضم الباء يوم مشهور ، وهو اسم حصن للاوس ، وبعضهم يقوله بالغين المعجمة وهو تصحيف . [ * ]
[ 37 ]
يأت شيئا منهن ضمن له الجنة ومن مات منا وقد اتى شيئا منهن وقد اقيم عليه الحد فهو كفارة ومن مات منا وقد اتى شيئا منهن فستر عليه فعلى الله حسابه . رواه الطبراني وفيه سيف بن هارون وثقه أبو نعيم وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن الاسود بن خلف ان اباه الاسود حضر النبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس فجاءه الرجال والنساء والصغير والكبير فبايعوه على الاسلام والشهادة فأخبرني محمد بن الاسود قال شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط واحمد باختصار ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو قال جاءت اميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الاسلام فقال ابايعك على ان لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفتريه بين يديك ورجليك ولا تنوحى ولا تبرجى تبرج الجاهلية الاولى . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن قطبة بن قتادة قال بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على ابنتى الحويصلة . رواه عبدالله بن أحمد وفيه راو لم يسم . وعن كرب بن عبد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فبايعته وأسلمت على يديه . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عائشة قالت جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عليها أن لا يشركن ولا يزنين الآية قالت فوضعت يدها على رأسها حياءا فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى منها فقالت عائشة اقرى أيتها المرأة فوالله ما بايعنا إلا على هذا قالت فنعم إذا فبايعها بالآية . رواه أحمد إلا أنه قال عن معمر عن الزهري أو غيره عن عروة ، والبزار لم يشك ، ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه فنظر إلى يديها فقال اذهبي فغيرى يديك قال فذهبت فغيرتهما بحناء ثم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على أن لا تشكي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني قالت اؤ تزني الحرة قال ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق قالت وهل تركت لنا أولادا نقتلهم قال فبايعته ثم قالت له وعليها سواران من ذهب ما تقول في هذين السوار بن قال جمرتين من جمر جهنم . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهن .
[ 38 ]
وعن سلمى بنت قيس وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلت معه القبلتين وكانت إحدى نساء بنى عدى بن النجار قالت جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته في نسوة من الانصار فلما شرط علينا أن لانشرك بالله شيئا ولانسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتى ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال ولا تغششن أزواجكن قالت فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن ارجعي فسلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غش أزواجنا قالت فسألته قال تأخذ ماله فتحابى به غيره . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات . وعن أم عطية قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جمع نساء الانصار في بيت ثم أرسل اليهن عمر بن الخطاب فقام على الباب فسلم عليهن فرددن السلام فقال أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكن فقلن مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا نزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف قلن نعم فمد عمر يده من خارج الباب ومددن هن أيديهن من داخل ثم قال اللهم اشهد وأمر أن يخرج في العيدين الحيض والعتق ونهينا عن اتباع الجنائز ولا جمعة علينا فسألته عن البهتان وعن قوله ولا يعصينك في معروف قال هي النياحة - قلت رواه أبو داود باختصار كثير رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجاله ثقات . وعن عائشة بنت قدامة قالت أنا مع أمي رايطة بنت سفيان الخزاعية والنبى صلى الله عليه وسلم يبايع النسوة ويقول أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن أولادكن ولا تأتين ببهتان تفترينة بين أيديكن وأرجلكن ولا تعصين في معروف قلن نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قلن نعم فيما استطعتن فكنت أقول كما يقلن . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال أبا يعكن على أن لا تشركن وقال قلن نعم فيما استطعنه قلن نعم فيما استطعنا ، وفيه عبدالرحمن بن عثمان بن ابرهيم وهو ضعيف . وعن أم العلاء وهى امرأة من نسائهم قال يعقوب اخبرته بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عزة بنت خايل أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعها على
[ 39 ]
أن لا تزنين ولا تسرقين ولا تئدين فتبدين أو تخفين قلت أما الوأد المبدى فقد عرفته وأما الوأد الخفى فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يخبرني وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد فوالله لاأفسد لى ولدا أبدأ . رواه الطبراني في الاوسط والكبيرة بنحوه عن عطاء بن مسعود الكعبي عن أبيه عنها ولم أعرف مسعود ، وبقية رجاله ثقات . وعن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة أن أبا عبيدة ذهب بها وبأختها هند يبايعان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اشترط عليهن قالت هند أو تعلم في نساء قومك من هذه الهنة شئ فقال أبو حذيفة بايعته فهكذا يشترط . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك ووثقه حجاج بن الشاعر . وعن أسماء بنت يزيد قالت أنا من النسوة اللاتى أخذ عليهن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكنت جارية ناهدا جريئة على مسألته فقلت يا رسول الله ابسط يدك حتى أصافحك فقال إنى لاأصافح النساء ولكن آخذ عليهن ما أخذ الله عليهن فذكر الحديث . رواه الطبراني وفيه ابرهيم بن الحكم بن أبان وهو متروك . وعن غفيلة بنت عبيد بن الحرث قالت جئت أنا وأمى قريرة بنت الحرث العنوارية في نساء من المهاجرات فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ضارب عليه ق ؟ ة بالابطح فأخذ علينا أن لانشرك بالله شيئا الآية كلها فلما أقررنا وبسطنا أيدينا لن ؟ ايعه قال إنى لاأمس أيدى النساء فاستغفر لنا وكانت تلك بيعتنا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصافح النساء من تحت الثوب . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف . وعن عروة ابن مسعود الثقفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده الماء فإذا بايع النساء غمسن أيد ؟ هن في الماء . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن حكيم أبو بكر الداهرى وهو ضعيف . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما بايع النساء لا يتبرجن تبرج الجاهلية الاولى قالت امرأة يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لانبرج وأن فلانة قد أسعدتني وقد مات أخوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبي فبايعيها ثم تعالى فبايعيني . رواه الطبراني وفيه المسيب بن شريك وهو متروك . وعن
[ 40 ]
أبى نصر قال سئل ابن عباس كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء قال إذا أتته المرأة لتسلم أحلفها بالله ما خرجت لبغض زوجها وبالله ما خرجت لاكتساب دنيا والله ما خرجت من أرض إلى أرض وبالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله . رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه غيرهما . * (باب بيعة من لم يحتلم) * عن محمد بن على بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع الحسن والحسين وعبد الله ابن عباس وعبد الله بن جعفر وهم صغار ولم يبقلوا (1) ولم يبلغوا ولم يبايع صغيرا إلا منا . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات . وفى ترجمة عبدالله بن الزبير وغيره نحو هذا . * (باب ابتداء أمر الانصار والبيعة على الحرب) * عن عروة قال لم حضر الموسم حج نفر من الانصار من بنى مازن بن النجار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة . ومن بنى رزيق رافع بن مالك وذكوان بن عبدالقيس . ومن بنى عبد الاشهل أبو الهيثم بن النبهان ، ومن بنى عمرو بن عوف عويم بن ساعدة وأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم خبرهم الذى اصطفاه الله به من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير ثم قالوا له قد علمت الذى بين الاوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله بن أمرك ونحن لله ولك مجتهدون وإنا نشير عليك بما ترى فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فانا اليوم متباعدون متباغضون فان تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك ونحن نواعدك الموسم من العام القابل فرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قالوا فرجعوا إلى قومهم يدعوهم (1) يقال بقل وجهه : إذا نبتت لحيته . [ * ]
[ 41 ]
سرا وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه وسلم والذى بعثه الله به ودعا عليه بالقرآن حتى قل دار من دور الانصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يدعو الناس بكتاب الله فانه أدنى أن يتبع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير أخا بنى عبدالدار فنزل في بنى عنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس ويفشو الاسلام ويكثر أهله وهم في ذلك مستخفون بدعائهم ثم إن أسعد بن زرارة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر مرى أو قريبا منها فجلسوا هنالك وبعثوا إلى رهط من أهل الارض فأتوهم مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ فأتاهم في الار ؟ ؟ ومعه الرمح حتى وقف عليه فقال علام يأتينا في دورنا بهذا الوحيد الفريد الطريح الغريب يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم لاأراكما بعد هذا بشئ من جوارنا فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية ببئر مرى أو قريبا منها فأخبر بهم سعد بن معاذ الثانية فواعدهم بوعيد دون الوعيد الاول فلما رأى أسعد منه لينا قال يا ابن خالة اسمع من قوله فانسمعت منه منكرا فاردده يا هذا منه وإن سمعت خيرا فأجب الله فقال ماذا يقول فقرأ عليهم مصعب بن عمير (1) (حم والكتاب المبين إنا جعلنا (2) قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) فقال سعد وما أسمع إلا ما أعرف فرجع وقد هداه الله تعالى ولم يظهر أمر الاسلام حتى رجع فرجع إلى قومه فدعا بنى عبد الاشهل إلى الاسلام وأظهر إسلامه وقال فيه من شك من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الاشهل عند إسلام سعد ودعائه إلا من لا يذكر فكانت أول دور من دور الانصار أسلمت بأسرها ثم إن بنى النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد ابن معاذ فلم يزل يدعو ويهدى على يديه حتى قل دار من دور الانصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم (1) في الاصل زيادة (فقرأ عليه) \ \ \ (2) في الاصل (أنزلناه) وهو غلط . [ * ]
[ 42 ]
فكان المسلمون أعز أهلها وصلح أمرهم ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدعى المقرئ . رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن اسحق قال فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم وإنجاز وعده (1) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذى لقيه فيه النفر من الانصار وهم فيما يزعمون ستة فيهم جابر بن عبدالله بن رئاب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن كعب بن مالك قال لما قدم اثنا عشر رجلا من العقبة وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوافوه سبعون رجلا . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وثقه حجاج بن الشاعر وضعفه الجمهور . وعن عمر بن الخطاب قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب قبيلة قبيلة في الموسم ما يجد أحدا يجيبه حتى جاء الله بهذا الحى من الانصار لما أسعدهم الله وساق لهم من الكرامة فآووا ونصروا فجزاهم الله عن نبيهم خيرا والله ما وفينا لهم إما عاهدناهم عليه إن كنا فلنا لهم نحن الامراء وأنتم الوزارء ولئن بقيت إلى رأس الحول لا يبقى لى غلام إلا أنصاري . رواه البزار وحسن إسناده وفيه ابن شبيب وهو ضعيف . وعن عائشة قالت كان رسول اله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في كل سنة على قبائل من العرب أن يؤووه إلى قومهم حتى يلبغ كلام الله ورسالاته ولهم الجنة فايست قبيلة من العرب تستجيب ليه حتى أراد الله إظهار دينه ونصر نبيه وإنجاز ما وعده ساقه الله إلى هذا الحى من الانصار فاستجابوا له وجعل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم دار هجرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن عمر العمرى وثقه أحمد وجماعة وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن كعب بن مالك وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وقمنا معنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا فلما توجهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة قال البراء لنا يا هؤلاء إنى قد رأيت رأيا وإنى والله ما أدرى توافقوني عليه أم لاقلنا له وما ذاك قال إنى قد رأيت أن لاأدع هذه البنية حتى تظهر (1) (وعده) غير موجودة في الاصل . [ * ]
[ 43 ]
يعنى الكعبة وأن أصلى إليها قال فقلنا والله ما بلغنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم يصلى إلا إلى الشام وما نريد أن نخالفه قال فقلنا لاكنا لانفعل قال وكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال وكنا قد عتبنا عليه وأبى إلا الاقامة عليه فلما قدم مكة قال ابن أخى انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فانه والله قد وقع في نفسي منه شئ لما رأيت من خلافكم إياى قال فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل نعرفانه قلنا لاقال فهل تعرفان العباس بن عبدالمطلب عمه قلنا نعم قال وقد كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا قال فادخلا المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس قال فدخلنا المسجد فإذا العباس جالس ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ف ؟ لمنا ثم جلسنا إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك قال فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر قال نعم قال فقال البراء بن معرور يا نبى الله إنى خرجت في سفري هذا وقد هداني الله للاسلام فجعلت لاأجعل هذه البنية حتى تظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في نفسي من ذلك فما ترى يا رسول الله قال لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها ، قال فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معنا إلى الشام قال وأهله يصلون إلى الكعبة حتى مات وليس كذلك نحن أعلم بهم منهم قال وخرجنا إلى الحج فواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج وكانت الليلة التى وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا عبدالله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من ساداتنا وكنا نكتم من معنا من المشركين أمرنا فكلمناه فقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا وإنا نرغب بك أن تكون حصبا للنار غدا ثم دعوته إلى الاسلام وأخبرته بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وشهد معنا العقبة وكان نقيبا قال فنمنا (1) تلك الليلة مع قوم ؟ في رجالنا حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) في الاصل (قيمنا) . [ * ]
[ 44 ]
نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا معهم امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة إحدى نساء بنى مازن ابن النجار وأسماء ابنة عمرو بن عدى بن ثابت إحدى نساء بنى سلمة وهى أم منيع فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه عمه العباس ابن عبدالمطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويوثق فلما جلسنا كان العباس بن عبدالمطلب أول من تكلم فقال يا معشر الخزرج وكانت العرب مما يسمون هذا الحى من الانصار الخزرج أوسها وخزرجها إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على رأينا فيه وهو في عز من قومه ومنعة في بلده قال فقلنا قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لربك ولنفسك ما أحببت فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الاسلام قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبنائكم قال فأخذ البراء بن معرور بيده قال نعم والذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يارسول الله أبو الهيثم بن النبهان حليف بنى عبد الاشهل فقال يا رسول الله ان بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها وهى العهود قاطعوها وهى العهود فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك وأظهرك الله عزوجل أن ترجع وتدعنا قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل الدم الدم والهدم الهدم أنتم منى وانا منكم احارب من حاربتم وأسالم من سالمتم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا إلى اثنى عشر نقيبا منكم يكونون على قومهم فأخرجوا منهم اثنى عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس . وأما معبد بن كعب حديثه عن اخيه عن أبيه كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ثم تبايع القوم فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان بأنفذ صوت سمعته يا أهل الحباحب والحباحب المنازل هل
[ 45 ]
لكم في مدمم والصباة (1) معه قد أجمعوا على حربكم قال ما يقول محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أزب العقبة هذا ابن أرنب أتسمع أي عدو الله أما والله لافرغن لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إرفعوا إلى رحالكم قال فقال العباس ابن عباة بن نظلة والذى بعنك بالحق لئن شئت لنمتلن على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بذلك قال فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا فلما أصبحنا عدت علنا حلة قريش حتى جاءونا فقالوا يا معشر الخزرج انه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أيدينا وتبايعونه على حربنا والله انه مامن العرب أحد أبغض الينا أن ينشب الحرب بيننا وبينهم منكم قال فأنبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا من شئ وما علمناه وصدقوا لم يعلموا ما كان منا قال فبعضنا ينظر إلى بعض قال وقام القوم وفيهم الحرث بن هشام بن المغيرة وعليه نعلان جديدان قال فقلت كلمة كأنى أشرك القوم بها فيما قالوا ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من ساداتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش قال فسمعها الحرث فخلعهما ثم رمى بهما إلى قال والله لتنتعلنهما قال يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى أردد عليه نعليه قال فقلت والله لاأردهما قال ووالله صالح لئن صدق الفأل لاسلبنه . فهذا حديث ابن مالك عن العقبة وما حضر منها . رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن اسحق وقد صرح بالسماع . وقال الطبراني في حديثه فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقينا رجل بالابطح فقلنا له تدلنا على محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب قال فهل تعرفانه إذا رأيتماه ، وقال أيضا وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلا القرآن ورغب في الاسلام فأجبناه بالايمان به والتصديق به وقال أيضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا منكم اثنى عشر نقيبا فأخرجهم فكان نقيب بنى النجار أسعد بن زرارة وكان نقيب بنى سلمة البراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حرام وكان نقيب بنى ساعدة سعد بن عبادة والمنذر (1) كان القرب يسمعون المسلمين الصباة بغير همز كأنه جمع لصابى غير مهموز كقاض وقضاة وغاز وغزاة . وأصل الصبأ الانتقال من دين إلى غيره . [ * ]
[ 46 ]
اب ن عمرو وكان نقيب بنى زريق رافع بن مالك بن العجلان وكان نقيب بنى الحرث بن الخزرج عبدالله بن رواحة وسعد بن الربيع وكان نقيب بنى عوفه ابن الخزرج عبادة بن الصامت ونقيب بنى عبد الاشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن النبهان وكان نقيب بنى عمرو بن عوف سعد بن حيتمة . وعن جابر قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاط ومجنة وفى الموسم بمنى يقول من يؤوينى من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربى وله ا ؟ ؟ ة حتى ان الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر كذا قال قال فيأتيه قومه فيقولون احذر غلام قريش لا يفتنك وهو يمشى بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالاصابع حتى بعثنا الله من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون باسلامه حتى لم يبق دار من دور الانصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الاسلام ثم ائتمروا جميعا فقلنا حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحل إليه سبعون رجلا منا حتى قدموا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فاجتمعوا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وان تقولوا لله لا تخافوا في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم ولكم الجنة قال فقمنا إليه فبايعناه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغرهم فقال رويدا يا أهل يثرب فانا لم نضرب إليه أكباد الابل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وان اخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف أما أنتم قوم تصبرون عى ذلك وأجركم على الله وأما أنتم تخافون من أنفسكم خبيئة فتبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله قالوا أمط عنا يا أسعد فوا الله لا ندع هذه البيعة أبدا ولانسلبها أبدا فبايعناه فأخذ علينا وشرط ويعطينا على ذلك الجنة قلت روى أصحاب السنن منه طرفا رواه أحمد والبزار وقال في حديثه فوالله لانذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، ورجال أحمد رجال الصحيح ،
[ 47 ]
وفى رواية عند أحمد وقال تخافون من أنفسكم خيفة ، وفى رواية عنده أيضا حتى ان الرجل ليرحل من مصر من اليمن . وعن عروة قال كان أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن النبهان وقال يا رسول الله ان بيننا وبين الناس حبالا والحبال الحلف والمواثيق فلعلنا نقطعها ثم نرجع إلى قومك وقد قطعنا الحبال وحاربنا الناس فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله وقال الدم الدم الهدم الهدم فلما رضى أبو الهيثم بما رجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله أقبل على قومه فقال يا قوم هذا رسول الله أشهد انه لصادق وانه اليوم في حرم الله وأمنه وبين ظهرى قومه وعشيرته فاعلموا انه ان تخرجوه برتكم العرب عن قوس واحدة فان كان طابت أنفسكم بالقتال في سبيل الله وذهاب الاموال والاولاد فادعوه إلى أرضكم فانه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وإن خفتم خذلانا فمن الآن فقالوا عند ذلك قبلنا عن الله وعن رسوله ما أعطينا وقد أعطينا من أنفسنا الذى سألتنا يا رسول الله فخل بيننا يا أبا الهيثم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنبايعه فقال أبو الهيثم أنا أول من بايع ثم تبايعوا كلهم وصرخ الشيطان من رأس الجبل يا معشر قريش هذه الخزرج والاوس تبايع محمدا على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرعكم هذا الصوت فانه عدو الله ابليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرخ بالشيطان يا ابن أزب هذا عملك فسأفرغ لك . رواه الطبراني هكذا مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن أبى مسعود قال وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصل العقبة يوم الاضحى ونحن سبعون رجلا قال عقبة إنى أصغرهم سنا فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أو جزوا في الخطبة فانى أخاف عليكم كفار قريش فقلنا يا رسول الله سلنا لربك وسلنا لنفسك وسلنا لاصحابك وأخبرنا مالنا من الثواب على الله تبارك وتعالى وعليك قال أما الذى أسأل لربى أن تؤمنوا به ولا تشركوا به شيئا وأما الذى أسأل لنفسي أسألكم أن تطيعوني أهدكم سبيل الرشاد وأسألكم لى ولاصحابي أن تواسونا في ذات أيديكم وأن تمنعونا ممن منعتم منه أنفسكم فإذا فعلتم ذلك فلكم على الله الجنة وعلى قال فمددنا أيدينا فبايعناه . رواه الطبراني وفيه
[ 48 ]
مجالد بن سعيد وحديثه حسن وفيه ضعف . ورواه أحمد بنحو حديث مرسل يأتي وفيه مجالد أيضا ولم يسق لفظه وذكره بعد هذا وهو : وعن الشعبى قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه العباس إلى السبعين من الانصار عند العقبة تحت الشجرة قال ليتكلم متكلمكم ولا يطل فان عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم قال قائلهم وهو أبو أمامة سل يا محمد لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولاصحابك ما شئت ثم اخبرنا مالنا من الثواب على الله عزوجل وعليكم إذا فعلنا ذلك قال أسأل لربى عزوجل أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأسألكم لنفسي ولاصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم قالوا فما لنا إذا فعلنا ذلك قال لكم الجنة قالوا فلك ذلك . رواه أحمد هكذا مرسلا ورجاله رجال الصحيح وقد ذكر الامام أحمد بعده سندا إلى الشعبى عن أبى مسعود عقبة بن عامر قال بنحو هذا قل وكان ابن مسعود أصغرهم سنا ، وفيه مجالد وفيه ضعف وحديثه حسن إن شاء الله . وعن الشعبى قال ما سمع الشيب ولا الشبان خطبة مثلها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى الزبير قال سمعت جابرا عن العقبة قال شهدها سبعون فواثقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعباس بن عبدالمطلب أخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت وأعطيت . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن جابر ابن عبدالله قال لما لقى النبي صلى الله عليه وسلم النقباء من الانصار قال لهم تؤوونى وتمنعوني قالوا فما لنا قال لكم الجنة . رواه أبو يعلى البزار بنحوه ورجال أبى يعلى رجال الصحيح . وعن انس بن ثابت بن قيس خطب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال انا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا يا رسول الله قال لكم الجنة قالوا رضينا . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر بن عبدالله قال حملني خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل الانصار ليلة العقبة فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه وعمه العباس بن عبدالمطلب فقال يا عم خذ على أخوالك فقال له السبعون يا محمد سل لربك ولنفسك ما شئت فقال أما الذى أسألكم لربى فتعبدوه ولا تشركوا به
[ 49 ]
شيئا وأما الذى أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم قالوا فما لنا إذا فعلنا ذلك قال الجنة . رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات . وعن جابر بن عبدالله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة قال جابر وأخرجنى خالاى وأنا لاأستطيع أن أرمى بحجر . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة قال عباس والله أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أناه السبعون من الانصار العقبة فأخذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وشرط عليهم وذلك في غرة الاسلام وأوله قبل أن يعبد الله أحد علانية . رواه أبو يعلى في أثناء حديث اللدود الذى روته عائشة وفيه عبدالرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف . وعن عبادة بن الصامت أن أسعد بن زرارة قال يا أيها الناس هل تدرون على ما تبايعون محمدا صلى الله عليه وسلم إنكم تبايعونه أن تحاربوا العرب والعجم والجن والانس فقالوا نحن حرب لمن حارب وسلم لمن سالم قالوا يا رسول الله إشترط قال تبايعوني على أن تشهدوا أن إله الا الله وأنى رسول الله ونقيموا الصلاة ونؤتوا الزكان والسمع والطاعة وأن لا تنازعوا الامر أهله وأن تمنعوني مما تمنعوني منه أنفسكم وأهليكم قلت في الصحيح طرف منه رواه الطبراني في الاوسط وفيه على ابن زيد وهو ضعيف وقد وثق . وعن حسين بن على قال جاءت الانصار تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على العقبة فقال يا على قم يا على فبايعهم فقال على ما أبايعهم يا رسول الله قال على أن يطاع الله ولا يعصى وعلى أن تمنعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم . رواه الطبراني في الاوسط من طريق عبدالله بن مروان وهو ضعيف وقد وثق . * (باب قوله بعثت بين يدى الساعة بالسيف) * عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدى الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى . رواه أحمد وفيه عبدالرحمن بن ثابت وثقه ابن المدينى وغيره وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . (4 سادس مجمع الزوائد)
[ 50 ]
* (باب فيمن شهد العقبة) * عن ابن شهاب في تسمية من حضر العقبة من الانصار ثم من بنى النجار : أوس بن ثابت وأوس بن يزيد بن أصرم وأبو أمامة أسعد بن زرارة ، ومن الانصار ثم من بنى سلمة البراء بن معرور وهو أول من أوصى بثلث ماله واستقبل الكعبة وهو ببلاده وكان نقيبا ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث ابن الخزرج بشير بن سعد بن النعمان ، ومن الانصار جابر بن عبدالله بن عمرو وجبار بن صخر ، ومن الانصار ثم من بنى زريق الحرث بن قيس بن مالك وقد شهد بدرا وذكوان بن عبدالقيس بن خلدة ورافع بن مالك وقد شهد بدار ، ومن الانصار ثم من بنى الجبلى رفاعة بن عمرو ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة بن كعب سعد بن عبادة وهو نقيب ، ومن الانصار ثم من بنى عمرو بن عوف سعد بن حيثمة وهو نقيب ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل سلمة بن سلامة بن وقس ، ومن الانصار ثم من بنى حارثة بن الحرث ظهير بن رافع ، ومن الانصار ثم من بنى حارثة أبو بردة بن نيار . وإسنادها إلى ابن شهاب واحد ورجاله ثقات . رواها كلها الطبراني . وعن عروة في تسمية أصحاب العقبة الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من الانصار ثم من بنى سلمة بن تزيد بن جشم : البراء بن معرور بن صخر بن خنسا وهو نقيب وهو أول من أوصى بثلث ماله فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن الانصار ثم من بنى حارثة بن الحرث بهير بن الهيثم ، ومن الانصار ثابت بن أجدع ، ومن الانصار جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام بن كعب بن عنم بن كعب بن سلمة ، ومن الانصار ثم من بنى زريق الحارث بن قيس بن محلد وقد شهد بدرا ، ومن الانصار ثم من بنى بياضة زيد بن لبيد ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج سعد بن الربيع بن أبى زهير بن مالك بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ، ومن الانصار ثم من بنى النجار حارثة بن الحرث طهير بن رافع . ومن الانصار من بنى مازن بن النجار عمرو بن عزية ابن ثعلة بن خنسا بن مبدول بن عنم بن مازن ، ومن الانصار ثم من بنى
[ 51 ]
الحرث بن الخزرج عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عسيرة ويكنى أبا مسعود ، ومن الانصار ثم من بنى سلمة كعب بن مالك بن أبى القين بن كعب بن سوادة . رواه كله الطبراني عن عروة بسند واحد ، وفى إسناد عروة ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه في حد الحسن . وعن أبى أمامة بن سهل بن حنيف أن أسعد بن زرارة كان أحد النقباء ليلة العقبة . رواه الطبراني وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف . وعن كعب بن مالك قال خرجنا في الحجة التى بايعنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نقيب بنى زريق رافع بن مالك بن العجلان . وكان نقيب بنى ساعدة سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو . رواهما الطبراني وإسنادهما واحد ورجالهما ثقات (1) . * (باب الهجرة إلى المدينة) * عن عروة قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الحج بقية ذى الحجة والمحرم وصفر ثم ان مشركي قريش أجمعوا أمرهم مكرهم حين ظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج وعلموا أن الله قد جعل له بالمدينة مأوى ومنعة وبلغهم اسلام الانصار ومن خرج إليهم من المهاجرين فأجتمعوا أمرهم على أن يأخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاما أن يقتلوه وإما أن يسجنوه أو يسحبوه شك عمرو بن خالد وإما أن يخرجوه وما أن يوثقوه فأخبره الله عزوجل بمكرهم فقال تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا اليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وبلغه ذلك اليوم الذى أتى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أبى بكر انهم مبيتوه إذا أمسى على فراشة وخرج من تحت الليل هو وأبو بكر قبل الغار بثور وهو الغار الذى ذكره الله عزوجل في القرآن وعمد على بن أبى طالب فرقد على فراشة يوارى عن العيون وبات المشركون من قريش يختلفون ويأتمرون أن نجثم على صاحب الفراش فنوثقه فان ذلك حديثهم حتى أصبحوا فإذا على يقول عن الفراش فسألوه عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرهم أنه لاعلم له به فعلموا عند ذلك أنه خرج فركبوا في كل وجه يطلبونه وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم (1) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر . [ * ]
[ 52 ]
ويجعلون لهم الجعل (1) العظيم وأتوا غلى ثور الذى فيه الغار الذى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حتى طلعوا فوقه وسمع النبي صلى الله عليه وسلم أصواتكم فأشفق أبو بكر عند ذلك وأقبل على الهم والخوف فعند ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تحزن إن الله معنا ودعا فنزلت عليه سكينة من الله عزوجل (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزويز حكيم 2) وكانت لابي بكر منحة تروح عليه وعلى أهله بمكة فأرسل أبو بكر عامر بن فهيرة مولى أبى بكر أمينا مؤتمنا حسن الاسلام فاستأجر رجلا من بنى عبد بن عدى يقال له ابن الايقط كان حليفا لقريش في بنى سهم من بنى العاص بن وائل وذلك يومئذ العدوى مشرك وهو هادى بالطريق فخبا بأظهرنا تلك الليالى وكان يأتيهما عبدالله بن أبى بكر حين يمسى بكل خبر يكون في مكة ويريح عليهما عامر ابن فهيرة الغنم في كل ليلة فيخلبان ويذبحان ثم يسرح بكره فيصبح في رعيان الناس ولا يفطن له حتى إذا هدت عنهم الاصوات وأتاهما أن قد سكت عنهما جاءا صاحبهما ببعيريهما وقد مكثا في الغار يومين وليلتين ثم انطلقا وانطلقا معهما بعامر بن فهيرة يحديهما ويخدمهما ويعينهما يردفه أبو بكر ويعقبه على راحلته ليس معه أحد من الناس غير عامر بن فهيرة وغير أخى بنى عدى يهديهم الطريق . رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وحديثه حسن . وعن مارية قالت طأطأت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أبى مصعب المكى قال أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وأنس بن مالك يحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان ليلة بات في الغار أمر الله تبارك وتعالى شجرة فنبتت في وجه الغار فسترت وجهه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الله تبارك وتعالى العنكبوت فنسجت على وجه الغار وأمر الله تبارك وتعالى حمامتين وحشيتين (1) أي الاجرة . \ \ \ (2) في الاصل هنا تصحيفات صححناها . [ * ]
[ 53 ]
فوقعتا بفم الغار وأتى المشركون من كل فج (1) حتى كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر أربعين ذراعا معهم قسيهم وعصيهم وتقدم رجل منهم فنظر فرأى المحامتين فرجع فقال لاصحابه ليس في الغار شئ رأيت حمامتين على فم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله فعلم أن الله تبارك وتعالى قد درأبهما عنه فسمت (2) عليهما وفرض جزاءهما واتخذ في حرم الله تبارك وتعالى فرخين أحسبه قال فأصل كل حمام في الحرم من فراخهما . رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن أسماء بنت أبى بكر قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا بمكة كل يوم مرتين فلما كان يوم من ذلك جاءنا في الظهيرة فقالت يا أبت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي وأمى ما جاء به هذا الساعة إلا أمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل شعرت أن الله قد أذن لى في الخروج فقال أبو بكر فالصحابة يا رسول الله قال الصحابة قال ان عندي راحلتين قد علفتهما منذ كذا وكذا انتظارا لهذا اليوم فخذ إحدهما فقال بثمنها يا أبا بكر فقال بثمنها بأبى وأمى إن شئت قالت فهيأنا لهم سفرة (3) ثم قطعت نطاقها فربطتها ببعضه فخرجا فمكثا في الغار في جبل ثور فلما انتهيا إليه دخل أبو بكر الغار قبله فلم يترك فيه حجرا إلا أدخل فيه أصبعه مخافة أن يكون فيه هامة وخرجت قريش حين فقدوهما في بغائهما وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة وخرجوا يطوفون في جبال مكة حتى انتهوا إلى الجبل الذى هما فيه فقال أبو بكر لرجل مواجه الغار يا رسول الله إنه ليرانا فقال كلا إن ملائكة تسترنا بأجنحتها فجلس ذلك الرجل فبال مواجه الغار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان يرانا ما فعل هذا فمكثا ثلاث ليال يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبى بكر غنما لابي بكر ويدلج (4) من عندهما فيصبح من الرعاة في مراعيها ويروح مهعم ويبطئ في المشى حتى إذا أظلم الليل انصرف بغنمه إليهما فتظن الرعاة أنه (1) (فج) غير موجودة في الاصل . \ \ \ (2) التشميت السين والشين : الدعاء بالخير والبركة ، والمعجمة أعلاهما ، يقال شمت وشمت عليه . \ \ \ (3) السفرة : طعام يتخذه المسافر وأكثر ما يحمل في جلد مستدير . \ \ \ (4) يقال أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل ، وادلج بالتشديد إذا سار من آخره ، والاسم منهما الدلجة . [ * ]
[ 54 ]
معهم وعبد الله بن أبى بكر يظل بمكة يتطلب الاخبار ثم يأتيهما إذا أظلم الليل فيخبرهما ثم يدلج من عندهما فيصبح بمكة ثم خرجا من الغار فأخذا على الساحل فجعل أبو بكر يسير أمامه فإذا خشى أن يؤتى من خلفه سار خلفه فلم يزل كذلك مسيره وكان أبو بكر رجلا معروفا في الناس فإذا لقيه لاق فيقول لابي بكر من هذا معك فيقول هاد يهدينى يريد الهدى في الدين ويحسب الآخر دليلا حتى إذا كان بأبيات قديد وكان على طريقهما جاء إنسان إلى بنى مدلج فقال قد رأيت راكبين نحو الساحل فانى لاجدهما لصاحب قريش الذى تبغون فقال سراقة بن مالك ذانك راكبين ممن بعثنا في طلبة القوم ثم دعا جاريته فسارها فأمرها أن تخرج فرسه ثم خرج في آثارهما قال سراقة فد نوت منهما حتى انى لاسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ركضت الفرس فوقعت بمنخريها فأخرجت قداحى من كنانتي فضربت بها أضرة أم لاأضره فخرج لا تضره فأبت نفسي حتى اتبعه فأتيت ذلك الموضع فوقعت الفرس فاستخرجت يديه مرة أخرى فضربت بالقداح أضره أم لا فخرج يديه لا تضره فأبت نفسي حتى إذا كنت منه بمثل ذلك الموضع خشية أن يصيبني مثل ما أصابني بأذيته فقلت إنى أرى سيكون لك شأن فقف أكلمك فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يكتب له أمانا فأمر أن يكتب فكتب له قال سراقة فلما كان يوم حنين وأخرجته وناديت أنا سراقة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاء قال سراقة فما شبهت ساقه في غرزه الالجمار فذكرت شيئا أسأله عنه فقلت يارسول الله إنى رجل ذا نعم وإن الحياض تملا من الماء فنشرب فيفضل من الماء في الحياض فيرد الهمل فهل لى في ذلك من أجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم في كل كبد حرى أجر قلت روى أبو داود طرفا من آخره عن سراقة رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى بكر الصديق قال جاء رجل من المشركين حتى استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعورته يبول قلت يا رسول الله أليس الرجل يرانا قال لورآنا لم يستقبلنا بعورته يعنى وهو بالغار . رواه أبو يعلى وفيه موسى بن مطير وهو
[ 55 ]
متروك . وعن جابر قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بن مهاجرين فدخلا في الغار فإذا في الغار حجر فألقمه أبو بكر عقبة حتى أصبح مخافة أن يخرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شئ فأقاما في الغار ثلاث ليال ثم خرجا حتى نزلا بخيمات أم معبد فأرسلت إليه أم معبد إنى أرى وحوها حسانا وان الحى أقوى على كرامتكم منى فلما أمسوا عندها بعثت مع ابن لها صغير بشفرة وشاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اردد الشفرة وهات لى فرقا يعنى القدح فأرسلت إليه أن لالبن فيها ولا ولد قال هات لى فرقا فجاءته بفرق فضرب ظهرها فاجترت ودرت فحلب فملا القدح فشرب وسقى أبا بكر فبعث به إلى أم معبد . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . وعن أوس بن عبدالله بن حجر الاسلمي قال مربى رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر بحذوات بين الجحفة وهرشا وهما على جمل واحد وهما متوجهان إلى المدينة فحملهما على فحل إبله ابن الرداء فبعث معهما غلاما له يقال له مسعود فقال اسلك بهما حيث تعلم من محارم الطريق ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك فسلك بهما ثنية الرمحا ثم سلك بهما ثنية الكوبة ثم سلك بهما المرة ثم أقبل اليهما من شعبة ذات كشط ثم سلك بهما المدلجة ثم سلك بهما الغسانة ثم سلك ثنية المرة ثم أدخلهما المدينة وقد قضيا حاجتهما منه ومن حمله ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم مسعودا إلى سيده أوس بن عبدالله وكان مغفلا لا يسم الابل فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر أوسا أن يسمها في أعناقها قيد الفرس قال صخر بن مالك وهو والله يسمها اليوم وقيد الفرس فيما أرى حلقتين ومد بينهما مدا . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن بريدة الاسلمي قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهاجره لقى راكبا فقال يا أبا بكر سل القوم ممن هم قالوا من أسلم قال سلمت يا أبا بكر سلهم من أي أسلم قالوا من بنى سهم قال ارم سهمك يا أبا بكر . رواه البزار وفيه عبد العزيز بن عمران الزهري وهو متروك . وعن حبيش بن خالد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبى بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثى عبدالله بن الاريقط مروا على
[ 56 ]
خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة (1) جلدة تحتبى بفناء القبة وتسقى وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين (2) مسنتين (3) فنظرب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت خلفها الجهد عن الغنم قال فهل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين أن أحلبها قالت بأبى أنت وأمى نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح بيده ضرعها وسمى الله عزوجل ودعا الله في شأنها فتفاجت (4) عليه ودرت واجترت ودعا باناء يربض الرهط (5) فحلب فيه ثجا (6) حتى علاه البهاء (7) ثم سقاها وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم ثم أراضوا (8) ثم حلب فيها ثانيا بعد مدى حتى ملا الاناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا (9) مخهن (10) قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال من أين هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوبة في البيت قالت لا والله إلا إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لى يا أم معبد قالت رأيت رجلا طاهر الوضاءة أبلج الوجه (1) يقال أمرأة برزة إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب ، وهى مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم ، من البروز وهو الظهور والخروج ، وفى الاصل (بررة) والتصحيح من النهاية . \ \ \ (2) أي نفد زادهم ، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل كما قيل للفقير ترب . \ \ \ (3) أي مجدبين مقحطين . \ \ \ (4) التفاج : المبالغة في تفريج ما بين الرجلين ، وهو من الفج : الطريق . \ \ \ (5) أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الارض ، من ربض في المكان أذا أقام به . وفى الاصل غير منقوطة والتصحيح من النهاية . \ \ \ (6) أي لبنا سائلا كثيرا ، وفى الاصل غير منقوطة والتصحيح من النهاية . \ \ \ (7) أراد بهاء اللبن وهو وبيص رغوته . \ \ \ (8) أي ناموا على الارض وقيل غير ذلك . \ \ \ (9) يقال تساوكت الابل إذا اضطربت أعناقها من الهزال ، أراد انها تتمايل من ضعفها ، وفى رواية (ما تساوك هزالا) أي ما تحرك رؤوسها . \ \ \ (10) في النهاية (مخاخهن) وهو جمع مخ . [ * ]
[ 57 ]
حسن الخلق لم تعبه ثجلة (1) ولم تزر به صعلة (2) وسيم قس ؟ م في عينيه دعج وفى أشفاره وطف وفى صوته صهل وفى عنقه سطع وفى لحيته كثافة أزج أقرن ان صمت فعليه الوقار وان تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهى من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق لاهذر ولانزركأن منطقه خرزات نظم ينحدرن ربع لا ييأس من طول (3) ولا تقتحمه عين من قسر غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال انصتوا لقوله وإن أمر تبادروا أمره محقود محسود لا عابس ولا مفند قال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذى ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه وبأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا وأصبحت صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول : جزى الله رب العالمين بخيره (4) * رفيقين قلا خيمتي أم معبد هما نزلاها بالهدى واهتدت به * لقد فاز من أضحى وفيق محمد فيا لقصى ما زوى الله عنكم * به من فعال لاتجارى وسودد ليهن بنى كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فانكم ان تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت * عليه صريحا ضرة الشاة مزبد فغادرها رهنا لديها لحالب * يرددها في مصدر ثم مورد فلما سمع حسان بن ثابت بذلك شب يحبب الهاتف وهو يقول : لقد خاب قول زال عنهم نبيهم * وقد سر من كسرى إليهم ويعتدى ترحل عن قوم فضلت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد هداهم به بعد الظلاله ربهم * وأرشدهم من يبتغى الحق يرشد (1) أي ضخم بطن ، ويروى (نحلة) من النحول . \ \ \ (2) هي صغر الرأس وهى أيضا الدقة والنحول . \ \ \ (3) أي انه لايؤيس من طوله لانه كان إلى الطول أقرب . \ \ \ (4) في الاصل (خير جزاه) . [ * ]
[ 58 ]
وهل يستوى ضلال قوم تسفهوا * عما يتهم هاد به كل مهتد وقد نزلت منه على أهل يثرب * ركاب هدى حلت عليهم بأسعد نبى يرى مالا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد وإن قال في يوم مقالة غالب * فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من يسعد الله يسعد ليهن بنى كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد وقال لنا مجاهد عن مكرم في أشفاره وطف (1) وهو الطول والصواب صحل (2) وهى البحة وقال لنا مكرم لا يأس من طول والصواب لا يتشنى (3) من طول وقال لنا مكرم لا عايس ولا معتد وقال لنا مجاهد عن مكرم لا عابس ولا مفند يعنى لا عابس ولا مكذب . رواه الطبراني وفي إسناده جماعة لم أعرفهم ، وقد ورد حديث أم معبد من طريق سليط ذكرته في علامات النبوة في صفته صلى الله عليه وسلم . وعن قيس بن النعمان قال لما انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر مستخفيان نزلا بأبى معبد فقال والله ما لنا شاة وان شاءنا لحوامل فما بقى لنا لبن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسبه فما تلك الشاة فأتى بها فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة عليها ثم حلب عسا (3) فسقاه ثم شربوا فقال أنت الذى تزعم أنك صابى قال انهم يقولون قال أشهد أن ما جئت به حق ثم قال اتبعك قال لاحتى تسمع أنا قد ظهرنا فاتبعه بعد . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن فائد مولى عبادل قال خرجت مع ابراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن أبى ربيعة فأرسل ابراهيم بن عبدالرحمن إلى ابن سعد حتى إذا كنا بالعرج أتانا ابن سعد وسعد الذى دل رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريق ركوبه فقال ابراهيم أخبرني ما حدثك أبوك قال ابن سعد حدثنى أبى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم ومعه أبو بكر وكانت (1) أي في شعر أجفانه طول . \ \ \ (2) في صوته صحل بالتحريك كالبحة وان لا يكون حاد الصوت . \ \ \ (3) وفى رواية (لاتشنؤه من طول أي لا يبغض لفرط طوله . \ \ \ (4) العس : القدح الكبير . [ * ]
[ 59 ]
لابي بكر عندنا بنت مسترضعة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الاختصار في الطريق إلى المدينة فقال له سعد هذا الغائر من ركوبه وبه لصان من أسلم يقال لهما المهانان فان شئت أخذنا عليهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذ بنا عليهما قال سعد فخرجنا حتى إذا أشرفنا إذا أحدهما يقول لصاحبه هذا اليماني فدعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الاسلام فأسلما ثم سألهما عن اسمائهما فقالا نحن المهانان قال بل أنتما المكرمان وأمرهما أن يقدما عليه المدينة فخرجنا حتى إذا أتينا ظاهر قباء فنلقى بنى عمرو بن عوف فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين أبو أمامة أسعد بن زرارة فقال سعد بن حيثمة إنه أصاب قتلى يا رسول الله أفلا أخبره بك ثم مضى حتى إذا طلع على النخل فإذا السرب مملوء فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر فقال يا أبا بكر هذا المنزل رأيتنى أنزل إلى حياض كحياض بنى مدلج . رواه عبدالله أحمد وابن سعد اسمه عبدالله ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات وعن اسماء بنت أبى بكر قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر معه ماله كله خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه قالت فدخل علينا جدى أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال والله إنى لاراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت قلت كلا يا أبت قد ترك لنا خيرا كثيرا قالت فأخذت أحجارا فجعلتها في كوة (1) في البيت كان أبى يجعل فيها ماله ثم جعلت عليها ثوبا ثم اخذت بيده فقلت ضع يا أبت يدك على هذا المال قالت فوضع يده عليه فقال لا بأس ان كان ترك لم هذا لقد احسن وفى هذا لكم بلاغ قالت ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت ان اسكن الشيخ بذلك . رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح غير ابن إسحق وقد صرح بالسماع . وعن انس بن مالك قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب وابو بكر ردفه وابو بكر يعرف في الطريق لاختلافه بالشام فكان يمر بالقوم قيقولون من هذا بين يديك فيقول هذا يهدينى فلما دنا من المدينة بعث (1) الكوة : ثقب في الحائط . [ * ]
[ 60 ]
إلى القوم الذين اسلموا من الانصار إلى أبى امامة وأصحابه فخرجوا اليهما فقالوا ادخلا آمنين مطاعين فدخلا فذكر الحديث . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت دار هجرتكم سبخة بين ظهرانى حرة فاما ان تكون هجر وإما ان تكون يثرب قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وخرج معه أبو بكر وكنت قد هممت ان اخرج معه وصدنى فتيان من قريش فجعلت ليلتى تلك اقوم ولا اقعد فقالوا قد شغله الله عنكم ببطنه ولم اكن ساكنا فناموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدون ردى فقلت لهم هل لكم ان اعطيكم أواق من ذهب وحلة سيراء بمكة وتخلون سبيلى وتوثقون ففعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت احفروا تحت اسكفة الباب (1) فان تحتها الاواق واذهبوا إلى فلانه بآية كذا وكذا فخذوا الحلتين وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يتحول منها فلما رأني قال يا ابا يحيى ربح البيع ثلاثا فقلت يا رسول الله ما سبقني إليك احد وما اخبرك الا جبريل صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه جماعة لم اعرفهم . قلت ولصهيب حديث آخر سهوت عنه يأتي في آخر هذا الباب . وعن البراء قال كان اول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير اخى بنى عبدالدار بن قصى فقلت له ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو مكانه واصحابه على أثرى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عمر بن الخطاب قال كنا قد استبطأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدوم علينا وكانت الانصار يفدون إلى ظهر الحرة فيجلسون حتى يرتفع النهار فإذا ارتفع النهار وحميت الشمس رجعت إلى منازلها فقال عمرو كنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجل من اليهود قد أو في على اطم من اطمهم (2) فصاح بأعلى صوته يا معشر العرب هذا صاحبكم الذى تنتظرون قال عمر وسمعت الوجبة في بني عمرو بن عوف فأخرج رأسي فإذا المسلمون قد لبسوا السلاح فانطلقت من القوم عند الظهيرة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين حتى نزل في بنى عمرو (1) أي خشبة الباب التب يوطأ عليها . \ \ \ (2) الاطم : بناء مرتفع . [ * ]
[ 61 ]
ابن عوف . رواه البزار وفيه عبدالله بن زيد بن اسلم وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره . وعن عمر بن الخطاب قال اجتمعنا للهجرة اوعدت انا وعياش بن ابى رييعة وهشام بن العاص الميضاء ميضاة بنى غفار فوق شرف وقلنا ايكم لم يصبح عندها فقد احتبس فليمض صاحباه فحبس عنا هشام بن العاص فلما قد منا منزلنا في بنى عمرو بن عوف وخرج أبو جهل بن هشام والحرث بن هشام إلى عياش بن أبى ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لامهما حتى قدما علينا المدينة فكلماه فقالا له إن أمك نذرت أن لا تمس رأسها مشط حتى تراك فرق لها فقلت له يا عياش والله إن يردك القوم إلا عن دينك فاحذرهم فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت ولو قد اشتد عليها حرمكة أحسبه قال لامتشطت قال إن لى هناك مالا فاخذه قال قلت والله إنك لتعلم أنى من أكثر قريش مالا فلك نصف مالى ولا تذهب معهما فأبى إلا يخرج معهما فقلت له لما أبى على أما إذ فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فانها ناقة ذلول فالزم ظهرها فان رابك من القوم ريب فأنخ عليها فخرج معهما عليها حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال أبو جهل بن هشام والله لقد استبطات بعيرى هذا أفلا تحملني على ناقتك هذه قال بلى فأناخ وأناخا ليتحول عليها فلما استووا بالارض عديا عليه فأوثقاه ثم أدخلاه مكة وفتناه فافتتن قال فكنا نقول والله لا يقبل الله ممن افتتن (1) صرفا ولا عدلا ولا يقبل توبة قوم عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم قال وكانوا يقولون ذلك لانفسهم فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أنزل الله عزوجل فيهم وفى قولنا لهم وقولهم لانفسهم (يا عبادي الذى أ ؟ رفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) إلى قوله (وأنتم لا تشعرون) قال عمر فكتبتها في صحيفة وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال هشام فلم أزل أقرؤها بذى طوى أصعد بها فيه حتى فهمتها قال فألقى في نفسي انها إنما نزلت فينا وفيما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيرى فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن (1) في الاصل (اقتبس) . [ * ]
[ 62 ]
عروة قال خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبى ربيعة في أصحاب لهم فنزلوا في بنى عمرو بن عوف فطلب أبو جهل بن هشام والحرث بن هشام عياش بن أبى ربيعة والحرث وهو أخوهما لامهما فقدما المدينة فذكرا له حزن أمه فقالا انها حلفت أن لا يظلها بيت ولا يمس رأسها دهن حتى تراك ولولا ذلك لم نطلبك فنذكرك الله في أمك وكان بها رحيما وكان يعلم من حبها اياه ورقها يعنى عليه ما كان يصدقهما به فرق لها لما ذكروا له وأبى أن يتبعهما حتى عقد له الحرث ابن هشام فلما خرج معهما أوثقاه فلم يزل هناك موثقا حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بالخلاص والحفظ . رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ، ورواه أيضا عن ابن شهاب مرسلا ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال كنا نقول ليس لمن افتتن توبة إذا ترك دينه بعد اسلامه ومعرفته فأنزل الله فيهم (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى قوله (من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون) فكتبتها بيدى ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص بن وائل قال هشام فلما جاءتني صعدت بها وأقول فلا أفهمها فوقعت في نفسي انها نزلت فينا وما كنا نقول فجلست على بعيرى ثم لحقت بالمدينة وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر أن يؤذن له بالهجرة وأصحابه من المهاجرين قدموا ارسالا وقد كان أبو بكر استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقال لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا فطمع أبو بكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى نفسه وكان أبو بكر قد أعد لذلك راجلتين يعلفهما في داره . رواه الطبراني وفيه عبدالرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم . وعن ابن عمر قال لعن الله من يزعم أنى هاجرت قبل أبى انما قد منى في نفله . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن ابن اسحق قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء على كلثوم بن هدم أخى بنى عمرو بن عوف وقال بل نزل على سعد بن خيثم فأقام في بنى عمرو بن عوف وأدركته الجمعة في بنى سالم بن عوف فصلى الجمعة الكبرى في المسجد ببطن الوادي قال ابن اسحق ثم نزل رسول الله
[ 63 ]
صلى الله عليه وسلم على أبى أيوب وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء مسجده في تلك السنة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عاصم بن عدى قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين عشرة ليلة خلت من ربيع الاول فأقام بالمدينة عشر سنين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن الزبير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فاستناخت به راحلته بين دار جعفر بن محمد بن على ودار الحسن ابن زيد فأتاه الناس فقالوا يا رسول الله المنزل فانبعثت به راحلته فقال دعوها فانها مأمورة ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به ثم تجلجلت ولناس ثم عريش كانوا يرشونه ويعمرونه ويتبردون فيه حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن راحلته فآوى إلى الظل فنزل فيه فأتاه أبو أيوب فقال يا رسول الله منزلي أقرب المنازل إليه فانقل رحلك قال نعم فذهب برحله إلى المنزل ثم أتاه رجل آخر فقال يا رسول الله انزل على فقال ان الرجل مع رحله حيث كان وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش اثنتى عشرة ليلة حتى بنى المسجد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صديق بن موسى قال الذهبي ليس بالحجة . وعن ابن اسحق قال نزل أبو بكر على حبيب ويقال خبيب بن يساف أخى الحرث ابن الخزرج بالشيخ ويقال بل نزل على خارجة بن زيد بن أبى زهير أخى بنى الحرث بن الخزرج . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس أن عبدالله بن جحش وكان آخر من بقى ممن هاجر وكان قد كف بصره فلما أجمع على الهجرة كرهت امرأته ذلك بنت حرب بن أمية وجعلت تشير عليه أن يهاجر إلى غيره فهاجر بأهله وماله مكتتما من قريش حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثب أبو سفيان بن حرب فباع داره بمكة فمر بها بعد ذلك أبو جهل ابن هشام بن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والعباس بن عبدالمطلب وحو يطب ابن عبدالعزى وفيها أهب معطونه (1) فذرفت عينا عتبة وتمثل ببيت من شعر : وكل (2) دار وإن طالت سلامتها * يوما سيدركها النكباء والحوب (1) المعطون : المنتن ، يقال عطن الجلد إذا أنتن في الدباغ . / / (2) في الاصل (كل) ولعل الوزن لا يستقيم بدون الواو . [ * ]
[ 64 ]
قال أبو جهل وأقبل على العباس فقال هذا ما أدخلتم علينا فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح قام أبو أحمد ينشد داره فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان ابن عفان فقام إلى أبى احمد فانتحاه فسكت أبو احمد عن نشيد داره قال ابن عباس وكان أبو احمد يقول والنبى صلى الله عليه وسلم متكئ على يده يوم الفتح : حبذا مكة من وادى * بها أمشى بلا هادى يها يكثر عوادى * بها تركز أوتادي رواه الطبراني وفيه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كان قدومنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس من الهجرة خرجنا متوصلين مع قريش عام الاحزاب وأنا مع اخى الفضل ومعنا غلامنا أبو رافع حتى انتهينا إلى العرج فضل لنا في الطريق ركوبة وأخذنا في ذلك الطريق على الجثجاثة حتى خرجنا على بنى عمرو بن عوف حتى دخلنا المدينة فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وأنا يومئذ ابن ثمان سنين وأخى ابن ثلات عشرة سنة . رواه الطبراني في الاوسط من طريق عبدالله بن محمد بن عمارة الانصاري عن سليمان بن داود ابن الحصين وكلاهما لم يوثق ولم يضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن صهيب أن المشركين لما أطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا على الغار وأدبروا قال واصهيباه ولاصهيب لى فما أداد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب فوجده يصلى فقال أبو بكر للنبى صلى الله عليه وسلم وجدته يصلى فكرهت أن أقطع عليه صلاته فقال أصبت وخرجا من ليلتهما فلما أصبحا خرج حتى إذا أتى أم رومان زوجة أبى بكر فقالت ألا أراك ههنا وقد خرج أخواك ووضعا لك شيئا من أزوادهما قال فخرجت حتى أتيت على زوجتى أم عمرو فأخذت سيفى وجعبتي وقوسى حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأجده وأبو بكر جالسين فلما رأني أبو بكر قام إلى فبشرني بالآية التى نزلت في وأخذ بيدى فلمته بعض اللائمة فاعتذر وربحنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربح البيع . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك .
[ 65 ]
* (باب فيمن اختار الهجرة) * عن حذيقة قال خيرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والبصرة فاخترت الهجرة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير على بن زيد وهو حسن الحديث . * (باب علو أمره على من عاداه) * عن زياد بن جهور قال ورد على كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زياد بن جهور سلم أنت سلام عليك انى أحمد اليك الله الذى لا اله إلا هو أما بعد فانى أذكرك الله واليوم الآخر أما بعد فليوضعن كل دين دان به الناس إلا الاسلام فاعلم ذلك . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم . وعن جبير بمن مطعم قال المطعم بن عدى إنكم قد فعلتم بحمد ما فعلتم فكونوا أكف الناس عنه فقال أبو جهل بل كونوا أشد ما كنتم فقال الحرث بن عامر بن نوفل والله لا يزال أمر محمد صلى الله عليه وسبم ظاهرا فيما ناداكم أو أسد منم . قال أبو يوسف قتل الحرث يوم بدر كافرا . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف مدلس وقد وثق . * (باب نصره بالريح والرعب) * عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور . رواه الطبراني في الاوسط باسنادين رجال أحدهما ثقات . وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطها نبى قبلى بعثت إلى الاحمر والاسود وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعت إلى قومه ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأطعمت المغنم ولم يطعمه أحد كان قبلى . فذكر الحديث وهو بقية الاحاديق بنحوه في علامات النبوة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عطية وهو ضعيف . وعن معاوية بن حيدة القشيرى قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما دفعت إليه قال أما إنى قد سألت الله أن يغنينى بالسنة (5 سادس محمع الزوائد)
[ 66 ]
تحفيكم (1) وبالرعب بجعله في قلوبكم فقال بيديه جميعا أما انى قد حلفت هكذا وهكذا أن لا أؤمن بك ولا أتبعك فما زالت السنة تحفينى ومازال الرعب يجعل في قلبى قمت بين يديك قلت رواه النسائي وغيره غير ذكر الرعب والسنة رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن ابن عباس قال أتت الصبا الشمال ليلة الاحزاب فقالت مرى حتى تنصري رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الشمال ان الحرة لاتسرى بالليل فكانت الريح التى نصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . * (باب قوله بعثت بين يدى الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده) * تقدم . * (باب الغزو في الشهر الحرام) * عن جابر بن عبدالله أنه قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى أو يغزوا فإذا حضر ذلك أقام حتى ينسلخ . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . * (باب في أول أمير كان في الاسلام) * عن سعد بن أبى وقاص قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة جاءت جهينة فقالوا إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى نأتيك تؤمننا فأوثق لهم فأسلموا قال فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب ولانكون مائة وأمرنا أن نغير على حى من بنى كنانة إلى جنب جهينة فأغزنا عليهم وكانوا كثيرا فلجأنا إلى جهينة فمنعونا وقالوا لم تقاتلون في الشهر الحرام فقلنا انا انما نقاتل انا انما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام فقال بعضهم لبعض ما ترون فقال بعضنا نأتى النبي صلى الله عليه وسلم فنخبره وق ؟ ل قوم لابل نقيم ههنا وقلت أنا في أناس معى لابل نأتى غير قريش فنقتطعا فانطلقنا إلى العير وانطلق اصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر فقام غضبان محمر الوجه فقال أذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين إنما أهلك من كان قبلكم افرقة لانعين عليكم رجلا ليس يخبركم (1) السنة : الجدب والقحط ، وتخفيكم : أي تستأصلكم .
[ 67 ]
أصبركم على الجوع والعطش فبعث علينا عبدالله بن جحش فكان أول أميركان في الاسلام . رواه احمد ورواه ابنه عنه وجادة ووصله عن غير أبيه ، وراه البزار ولفظه عن سعيد قال أول أمير عقد له في الاسلام عبدالله بن جحش عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم عينا ، وفيه المحالد بن سعيد وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه النسائي في رواية ، وبقية رجال احمد رجال الصحيح . وعن زر قال أول راية رفعت في الاسلام راية عبدالله بن جحش وأول مال خمس في الاسلام مال عبدالله بن جحش . رواهما الطبراني باسناد واحد وهو اسناد حسن . * (باب سرية حمزة رضى الله عنه) * عن جبير بن مطعم قال قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة يا معشر قريش ان محمدا قد نزل يثرب وأرسل طلائعه وانما يريد أن يصيب منكم شيئا فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تقاربوه فانه كالاسد الضارى انه حنق (1) عليكم لقينموه نفى القردان على المناسم (2) والله ان له لسجرة ما رأيته قط ولا أحدا من أصحابه الا رأيت معهم الشياطين وانكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة فهو عدو استعان بعدو فقال له مطعم بن عدى يا أبا الحكم والله ما رأيت أحدا أصدق لسانا ولا أصدق موعدا من أخيكم الذى طردتم فإذ فعلتم الذى فعلتم فكونوا أكف الناس عنه فقال أبو سفيان بن الحرث كونوا أشد ما كنتم عليه فان ابني قيلة إن ظفروا بكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة وإن أطعتموني الحقوهم خير كتاتة أو تخروجوا محمدا من بين أظهرهم فيكون وحيدا طريدا وأما أبناء قبلة فوالله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء وسأكفيكم حدهم وقال : سأمنح جانبا منى غلظا * على ما كان من قرب وبعد رجال الخزرجية أهل ذل * إذا ما كان هزل بعد جد (1) الحنق : الغيظ والحقد . / / (2) المنسم حف البعير ، وقد يطلق على مفاصل الانسان اتساعا .
[ 68 ]
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال والذى نفسي بيده لاقتلنهم ولاصلبنهم ولاهدينهم وهم كارهون إنى رحمة بعثنى الله عزوجل ولايتوفانى حتى يظهر الله دينه فذكر الحديث . رواه الطبراني وجادة من طريق أحمد بن صالح المصرى قال وجدت في كتاب بالمدينة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى ، ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في غزوة الابواء) * عن عمرو بن عوف المزني قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أول غزوة غزاها الابواء حتى إ ؟ اكنا بالروحاء نزل بعرق الظبية (1) فصلى ثم قال هل تدرون ما اسم هذا الجبل قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا حمت هذا من جبال الجنة اللهم بارك فيه وبارك لاهله وقال للروحاء هذه سجاسج (2) وادى من أودية الجنة لقد صلى في هذا المسجد قبلى سبعون نبيا ولقد مر به موسى عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بنى اسرائيل حاجين البيت العتيق ولا تقوم الساعة حتى يمر به عيسى بن مريم عبدالله ورسوله حاجا أو معتمرا أو يجمع الله له ذلك . رواه الطبراني من طريق كبير بن عبدالله المزني وهو ضعيف عند الجمهور وقد حسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله ثقات . ويأتى حديث عمار في مناقب على رضى الله عنه . * (باب غزوة بدر) * عن عبدالله بن مسعود قال لما كان يوم بدر كل ثلاثة على بعير كان على بن أبى طالب وابو لبابة زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكان إذا كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا نحن نمشي عنك فقال ما أنتما بأقوى منى ولا أنا أغنى عن الاجر منكما . رواه أحمد والبزار وقال فإذا كانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا (1) عرق الظبية بضم الظاء : موضع على ثلاثة أميال من الروحاء فيه مسجد للنبى صلى الله عليه وسلم . وفى الاصل (بقرن) والتصحيح من النهاية . (2) في الاصل (سحاشح) والتصحيح من النهاية . [ * ]
[ 69 ]
اركب حتى تمشى عنك ، والباقى بنحو ، وفيه عاصم بن بهدلة وحديثه حسن ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عباس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر مائة ناضح (1) ونواضح وكان معه فرسان يركب أحدهما المقداد بن الاسود وتيروح (2) الآخر مصعب بن عمير وسهل بن حنيف قال وكان أصحابه يتعقبون في الطريق النواضح قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرثد بن أبى مرثد الغنوى حليف حمزة بن عبدالمطلب يتعقبون ناضحا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو شيبة ابراهيم بن عثمان وهو ضعيف . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى عمير بن أبى وقاص فاستصغره حين خرج إلى بدر ثم أجازه قال سعد فيقال انه خانه سيفه قال عبدالله يعنى ابن جعفر المجرمى قتل يوم بدر . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الانصاري قال أقبلنا يوم بدر ففقدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادت الرفاق بعضها بعضا أفيكم رسول الله عليه وسلم فوقفوا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم على بن أبى طالب فقالوا يا رسول الله فقدناك فقال إن أبا حسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت عليه ، رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه . وعن عاتكة بنت عبدالمطلب قالت رأيت راكبا أخذ صخرة من أبى قبيس فرمى بها للركن فتعلقت الصخرة فما بقيت دار من دور قريش إذ دخلتها منها كسرة غير دور بنى زهرة فقال العباس إن هذه لرؤيا اكتميها ولا تذكريها فخرج العباس فلقى الوليد بن عتبة بن ربيعة فذكرها له فذكرها الوليد لابيه ففشا الحديث قال العباس فخرجت أطوف بالكعبة وأبو جهل في رهط من قريش يتحدثون برؤيا عاتكة فلما رأني أبو جهل قال يا أبا الفضل إذا فرغت من طوافك فاقبل إلينا فلما فرغت أقبلت حتى جلست إليهم فقال أبو جهل يا بنى عبدالمطلب أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى يتنبأ نساؤكم قد زهمت عاتكة في رؤياها هذه انه قال انفزوا في ثلاث فسنتربص هذه الثلاث فان كان ما تقول حقا فسيكون وإن يمض الثلاث ولم يكن من ذلك شئ (1) الناضح : الجمل الذى يستقى عليه . / / (2) التروح : طلب الراحة . [ * ]
[ 70 ]
كتبنا عليكم كتابا انكم اكذب أهل بيت في العرب قال العباس فوالله ما كان منى إليه شئ إلا انى جحدت وانكرت أن تكون رأت شيئا قال العباس فلما أمسيت أتتنى امرأة من بنات عبدالمطلب فقال رضيتم من هذا الفاسق يتناول رجالكم ثم يتناول نساءكم وأنت تسمع ولم يكن عندك نكير والله لو كان حمزة ما قال ما قال فقلت قد والله فعل وما كان منى إليه نكير شئ وايم الله لا تعرضن له فان عاد لاكفينكم قال العباس فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وأنا مغضب على انه فاتني أمر أحب أن أدرك شيئا منه قال فوالله إنى لامشى نحوه وكان رجلا خفيفا حديد الوجه حديد اللسان حديد البصر إذ خرج نحو المسجد يستند فقلت في نفسي ما له لعنه الله أكل هذا فرق منى أن أسائمه فإذا هو قد سمع ما لم أسمع صوت صمصم بن عمرو الغفاري يصرخ ببطن مكة الوادي قد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول ما معشر قريش قد خرج محمد في أصحابه ما أراكم تدر كونها الغوث الغوث قال العباس فشغلني عنه وشغله عنى ما جاء من الامر . رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك . وعن عروة قال كانت عاتكة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ساكنة مع أخيها عباس بن عبدالمطلب فرأت رؤيا قبيل بدر ففزعت فأرسلت إلى أخيها عباس من ليلتها عين فزعت واستيقظت من نومها فقالت قد رأيت رؤيا وقد خشيت منها على قومك الهلكة قال وما رأيت قالت لم أحدثك حتى تعاهدني أن لا تذكرها فانهم ان يسمعوها آذونا فأسمعونا مالا نحب فعاهدها عباس فقالت رأيت راكبا أقبل على راحلته من أعلى مكة يصيح بأعلى صوته يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا من ليلتين أو ثلاث ثم دخل المسجد على راحلته فصرخ في المسجد ثلاث صرخات وماله عليه من الرجال والنساء والصبيان وفزع الناس له أشد الفزع ثم أراه مثل على ظهر الكعبة على راحلته فصرخ ثلاث صرخات يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا من ليتين أو ثلاث حتى أسمع من بين الاخشبين من أهل مكة ثم عمد لصخرة عظيمة فنزعها من أصلها ثم أرسلها على أهل مكة فأقبلت الصخرة لها دوى حتى إذا كانت على
[ 71 ]
أصل الجبل رمضت فلا أعلم بمكة بيتا ولا دارا إلا قد دخلها فرقة من تلك الصخرة فلقد خشيت على قومك أن ينزل بهم شر ففزع منها عباس وخرج من عندها فلقى من ليلته الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان خليلا للعباس فقص عليه رؤيا عاتكة وأمره أن لا يذكرها لاحد فذكرها الوليد لابيه وذكرها عتبة لاخيه شيبة وارتفع حديثها حتى بلغ أبا جهل بن هشام واستفاضت فلما أصبحوا غدا العباس يطوف بالبيت حتى أصبح فوجد أبا جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ريبعة وأمية بن خلف وزمعة بن الاسود وأبا البخترى في نفر يتحدثون فلما نظروا إلى عباس يطوف بالبيت ناداه أبو جهل بن هشام يا أبا الفضل إذا قضيت طوافك فائتنا فلما قضى طوافه أتى فجلس فقال أبو جهل يا أبا الفضل يا رؤيا رأتها عاتكة قال ما رأت من شئ قال بلى أما رضيتم يا بنى هاشم بكذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء انا كنا وانتم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين فلما حاذت الركب قلتم منا نبى فما بقى إلا أن تقولا منا نبية ولا أعلم أهل بيت أكذب رجلا ولا اكذب امرأة منكم فآذوه يومئذ أشد الاذى وقال أبو جهل زعمت عاتكة أن الراكب قال اخرجوا في ليلتين أو ثلاث فلوقد مضت هذه الثلات تبين لقريش كذبكم وكتينا سجلا ثم علقناه بالكعبة انكم اكذت بيت في العرب رجلا وامرأة أما رضيتم يا بنى قصى انكم ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء حتى جئتمونا زعمتم بن ؟ ى منكم فآذوه يومئذ أشد الاذى وقال له العباس مهلا يا مصفر استه هل أنت منته فان الكذب فيك وفى أهل بيتك فقال له ممن حضره يا أبا الفضل ما كنت بجاهل ولا حرف ونال عباس من عاتكة أذى شديدا فيما أفشى من حديثها فلما كان مساء ليلة الثالثة من الليالى التى رأت فيها عاتكة الرؤيا جاءهم الركب الذى بعث أبو سفيان صمصم بن عمرو الغفاري فقال يا آل غدر انفروا فقد خرج محمد وأصحابه ليعرضوا لابي سفيان فاحرزوا عيركم ففزعت قريش أشد الفزع وأشفقوا من قبل رؤيا عاتكة ونفروا على كل صعب وذلول . رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن مصعب بن
[ 72 ]
عبدالله وغيره من قريش أن عاتكة بنت عبدالمطلب قالت في صدق رؤياها وتكذيب قريش لها حين أوقع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر : ألم تكن الرؤيا بحق ويأتكم * بتأويلها فل من القوم هارب رأى فأتاكم باليقين الذى رأى * بعينيه ما يفرى السيوف القواضب فقلتم ولم اكذب : كذبت وإنما * يكذبنى بالصدق من هو كاذب اقر صباح القوم غر قلوبهم * فهن هواء والحلوم عوازب مروا بالسيوف المرهفات دماءكم * كفاحا كما يمرى السحاب الخبائب فكيف رأى يوم اللقاء محمد بنو عمه والحرب فيه التجارب ألم يغشهم ضربا يحار لوقعه ال * جبان وتبدو بالنهار الكواكب الا يأتي اليوم اللقاء محمد إذا عص من عون الحروب العوارب كما برزت أسيافه من مليلتى * رعارع وردا بعد إذ هي صالب حلفت لئن عدتم لنصطلمنكم * بجأواء تردى حافتيه المقانب (1) كان ضياء الشمس لمع بروقها * لها جانبا نور شعاع وثاقب رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال كان عتبة بن ربيعة صديقا لسعد ابن معاذ في الجاهلية فكان إذا قدم عتبة المدينة نزل على سعد بن معاذ وإذا قدم سعد مكة نزل على عتبة وكان عتبة يسميه أخى اليثربي قال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قدم سعد بن معاذ مكة كما كان يقدم فنزل على عتبة فقال إنى أريد أن أطوف بالبيت فقال له عتبة امهل حتى يتفرق الملا من قريش من المسجد من حول البيت قال فأمهل قليلا ثم قال انطلق معى فلما أتى البيت تلقى أبو جهل سعدا فقال يا سعد آويتم محمدا ثم تطوف بالبيت آمنا فقال (1) أي لنقطعنكم بجيش عظيم تجتمع مقانبه من اطرافه ونواحى . والمقانب جمع مقنب وهى جماعة الخيل والفرسان ، وقيل هو دون المائة . وفى الاصل (ليصطلمنكم) و (بجافا) و (حافتيها) و (المعايب) والتصحيح من النهاية . [ * ]
[ 73 ]
سعد لئن منعتني لاقطعن عليك أو لامنعنك تجارتك إلى موضع لموضع ذكره قال وارتفعت أصواتهما قال عتبة لسعد أترفع صوتك على أبى الحكم قال فقال له سعد وأنت نقول ذاك لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه قاتلك قال ففض يده من يده وقال إن محمدا لا يكذب قال فطاف سعد ثم أنصرف وأتى عتبة امرأته فقال ألم تسمعى ما قال أخى اليثربي قالت وما قال قال زعم أن محمدا قاتلي وأن محمدا لا يكذب قال فما كان إلا قليلا حتى كان من أمر بدر قال فجعل أبو جهل يطوف على الناس قال وذكر وذكر الحديث . قلت لابن مسعود حديث في الصحيح في نزول سعد على أمية بن خلف وهذ فيه إنه نزل على عتبة ابن ربيعة فالله أعلم رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى أيوب الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة إنى أخبرت ونحن بالمدينة عن عير أبى سفيان أنها مقبله فهل لكم أن نخرج قبل هذا العير لعل الله يغنمناها قلنا نعم فخرج وخرجنا معه فلما سرنا يوم أو يومين قال لنا ما ترون في القوم فانهم أخبروا بمخرجكم فقلنا لا والله ما لنا طاقة بقتال العدو ولكن أردنا العير ثم قال ما ترون في القوم ففلنا مثل ذلك فقال المقداد بن عمرو إذا لانقول لك يا رسول الله كما قال قوم موسى لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون قال فتمنينا معشر الانصار أنا قلنا كما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم فأنزل الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه وسلم (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد من تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) ثم أنزل الله عزوجل (انى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واظربوا منهم كل بنان) وقال (واذ يعدكم الله احدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) والشوكة القوم وغير ذات الشوكة العير فلما وعد الله إحدى الطائفتين إما القوم وإما العير طابت أنفسنا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ينظر ما قبل القوم فقال رأيت سوادا ولا أدري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم هم هلموا ان نتعاد فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 74 ]
بعدتنا فسره ذلك وقال عدة أصحاب طالوت ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا فبدرت منا بادرة امام الصف فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال معى معى ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم انى انشدك وعدك فقال ابن رواحة يا رسول الله إنى أريد أن أشير عليك ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من أن نشير عليه والله أعظم من أن ننشده وعده فقال يا ابن رواحة لانشدن الله وعده فأن الله لا يخلف الميعاد فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوه القوم فانهزموا فأنزل الله عزوجل (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فقنلنا وأسرنا فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ما أرى أي تكون لك اسرى فانما نحن داعون مؤلفون فقلنا معشر الانصار إنما يحمل عمر على ما قال حمد لنا فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ فقال ادعوا لى عمر فدعى له فقال إن الله عزوجل قد أنزل على (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم) . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن معاذ بن رفاعة الانصاري عن أبيه قال خرجت أنا وأخى خلاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر على بعير لنا أعجف (1) حتى إذا كنا موضع البريد الذى خلف الروحاء نزل بعيرنا فقلت اللهم لك علينا لئن ادنينا إلى المدينة لننحرنه فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما لكما فأخبرناه أنه نزل علينا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم بصق في وضوئه وأمر ناففتحنا لم فم البعير فصب في جوف البكر من وضوئه ثم صب على رأس البكر ثم على عنقه ثم على حاركه (2) ثم على سنامه ثم على عجزة ثم على ذنبه ثم قال اللهم احمل رافعا وخلادا فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا نرتحل فارتحلنا فأدركنا النبي صلى الله عليه وسلم على رأس المنصف وبكرنا أول الركب فلما رآنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك فمضينا حتى أتينا بدرا حتى إذا كنا قريبا من بدر نزل علينا فقلنا الحمد لله فنحرناه وصدقناه بلحمه . رواه البزار بتمامه والطبراني ببعضه وفيه عبد العزيز ابن عمران وهو متروك . وعن عتبة بن عبدالسلمى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه (1) أي مهزول . / / (2 أي مايل العنق . [ * ]
[ 75 ]
قوموا فقاتلوا فقالوا نعم يا رسول الله ولا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ولكن انطلق انت وربك يا محمد وإنا معكم نقاتل . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن على قال لما قدمنا المدينا أصبنا من ثمارها فاجتويناها (1) فأصابنا بها وعك فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخبر عن بدر فلما بلغنا أن المشركى قد أقبلوا سار رسول الله صلى الهل عليه وسلم إلى بدر وبدر بئر فسبقنا المشركون إليها فوجدنا فيها رجلين منعم رجلا من قريش ومولى عقبة فأخذنا فجعلنا نقول لم كم القوم فيقول هم والله كثير عددهم شديد بأسهم فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كم القوم فقال هم والله كثير عددهم شديد بأسهم فجهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بخبره صلى الله عليه وسلم سأله كم ينحرون من الجزر قال عشر لكل يوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القوم الف كل جزور لمائة ونيفها ثم إنه اصبنا طش (2) من مطر فانطلقنا تحت الشجر والحجف (3) نستظل تحتها من المطر وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول اللهم إن تهلك هذه الفئة لاتعبد قال فلما أن تطلع الفجر نادى الصلاة عباد الله فجاء الناس من تحت الشجر والحجف فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وصلم وجض على القتال ثم قال إن جمع قريش تحت هذه الضلع (4) الحمراء من الجبل فلما دنا القوم وصافنا هم (5) إذا رجل منهم على جمل أحمر يسير في القوم فقال رسول الله صلى الله عيه وسلم يا على ناد حمزة وكان أقربهم من المشركين ممن صاحب الجمل الاحمر وماذا يقول لهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن (1) أي اصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها ، يقال اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه وان كنت في نعمة . / / (2) هو الضعيف القليل . وفى الاصل (طس) بالمهملة والتصحيح من النهاية . / / (3) الحجفة : الترس . / / الضلع ، جبيل منفرد صغير يشبه بالضلع ، وفى رواية (ان ضلع قريش عند هذه الضلع الحمراء) أي ميلهم . وفى الاصل (هذه الصلع الاحمر) والتصحيح من النهاية . / / (5) أي واقفناهم وقمنا حذاءهم .
[ 76 ]
يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الاحمر قال هو عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن التقال ويقول لهم يا قوم إنى رى قوما مستميتين لاتصلون إليهم وفيكم خير يا قوم اعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة ابن ربيعة ولقد علمتم انى لست بأجبنكم فسمع بذلك أبو جهل فقال أنت نقول ذلك والله لو غيرك يقول لاعضضته قد ملات رئتك جوفك رعبا فقال عتبة إياى تعنى يا مصفر استه ستعلم اليوم أينا الجبان قال فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية فقالوا من يبارز فخرج فتية من الانصار ستة فقال عتبة لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بنى عمنا من بنى عبدالمطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا على وقم يا حمزة وقم يا عبيدة بن الحرث بن المطلب فقتل الله شيبة وعتبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وخرج عبيدة فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين فجاء رجل من الانصار بالعباس بن عبدالمطلب أسيرا فقال العباس يارسول الله إن هذا والله ما أسرني أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ما أراه في القوم فقال الانصاري أنا أسرته يا رسول الله قال أسكت فقد أيدك الله بملك كريم قال على عليه السلام فأسرنا من بنى المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحرث قلت روى أبو داود منه طرفا رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح غير حارثة بن مصرب وهو ثقة . وعن ابن عباس قال لما نزل المسلمون وأقبل المشركون نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتبة بن ربيعة وهو على جمل أحمد فقال إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الاحمران يطيعوه يرشدوا وهو يقلو يا قوم أطيعوني في هؤلاء القوم فانكم ان فعلتم لن يزال ذلك في قلوبكم ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه وقاتل أخيه وقاتل أبيه فاجعلوا حقها برأسي وارجعوا فقال أبو جهل انتفخ والله شجره حين رأى محمدا وأصحابه انما محمد وأصحابه كأكلة جزور ولو قد التقينا فقال عتبة ستعلم من الجبان المفسد لقومه أما والله إنى لارى قوما يضربونكم ضربا أما ترون كأن رؤوسهم الافاعى وكان وجوههم السيوف ثم دعا أخاه وابنه فخرج يمشى بينهما ودعا بالمبارزة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن على بن أبى طالب قال
[ 77 ]
كنت على فكنت يوم بدر أميح وأمتح (1) منه فجاءت شديدة ثم جاءت ريح شديدة شديدة فلم أر ريحا أشد منها الا التى كانت قبلها ثم جاءت ررح شديدة فكانت الاولى ميكائيل في ألف من الملائكة عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم والثانية اسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم والثالثة جبريل في ألف من الملائكة وكان أبو بكر عن يمينه وكنت عن يساره فلما هزم الله الكفار حملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه فلما استويت عليه حمل بى فصرت على عنقه فدعوت الله فثبتني عليه فطعنت برمحى حتى بلغ الدم إبطى . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن رفاعة بن رافع الانصاري قال لما رأى ابليس ما تفعل الملائكة بالمشركين أشفق أن يخلص القتل إليه فتشبث بن الحرث بن هشام وهو يظن أنه سراقة ابن مالك فوكز في صدر الحرث فألقاه ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر فرفع يديه فقال أللهم إنى أسألك نظرتك إياى وخاف أن يخلص القتل إليه فأقبل أبو جهل فقال يا معشر الناس لا يهزمنكم خذلان سراقة إياكم فانه كان على ميعاد من محمد لا يهولنكم قتل عتبة وشيبة ابني ربيعة فانهم قد عجلوا فو اللات والعزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال فلا ألقين رجلا قتل رجلا منهم ولكن خذوهم أخذا حتى تعرفوهم سوء صنيعهم من مفارقتهم إياكم ورغبتهم عن اللات والعزى ثم قال أبو جهل متمثلا : ما تنقم (2) الحرب الشموس منى * بازل (3) عامين حديث سى لمثل هذا ولدتني أمي رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن ابن عباس (1) متح الدلو يمتحها إذا جذبها مستقيا لها ، وماحها يميحها إذ ملاها . (2) في الاصل (ما ينقم الجارت) وفى لسان العرب (ما تنكر الحرب العوان منى) . / / (3) البازل من الابل : الذى أتم ثمانى سنين ودخل في التاسعة وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوته ثم يقال له بعد ذلك بازل عام وبازل عامين ، يقول أنا مستجمع الشباب مستكمل القوة ، وفى الاصل (تارك عامين حادث سنى) والتصحيح من النهاية واللسان وغيرهما . [ * ]
[ 78 ]
قال أخذتهم ريح عقيم يوم بدر . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال أنزل الله على نبيه بمكة (سيهزم الجمع ويولون الدبر) فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله أي جمع وذلك قبل بدر لما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتا بالسيف يقول سيهزم المجمع ويولون الدبر وكانت يوم بدر فأنزل الله عزوجل فيهم (حتى إذا أخذنا مترفيهم العذاب) الآية وأنزل (ألم تر إلى الذين بذلوا نعمة الله كفرا) الآية ورماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوسعتهم الرمية وملات أعينهم وأفواههم حتى ان الرجل ليقبل وهو يقذى (1) عينيه وفاه فأنزل الله (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وأنزل الله في إبليس (فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنى برئ منكم إنى أرى مالا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب) وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين يوم بدر غر هؤلاء دينهم فأنزل الله (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن عمر بن الخطاب قال لما نزلت (سيهزم الجمع ويولون الدبر) قلت أي جمع هذا فلما كان يوم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده السيف مصلتا وهو يقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن اسماعيل بن على الانصار ولم أعرفه . وعن جابر قال قال أبو جهل بن هشام ان محمدا يزعم انكم ان لم تطيعوه كان له منكم ذبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول ذلك وأنت من ذلك الذبح فلما نظر إليه يوم بدر مقتولا قال اللهم قد أنجزت لى ما وعدتني فوجه أبا سلمة بن عبد الاسد قبل أبى جهل فقيل لابن مسعود أنت قتلته قال بل الله قتله قال أبو سلمة أنت قتلته قال نعم قال أبو سلمة لو شاء لجعلك في كفة قال ابن مسعود فوالله لقد قتلته وجردته قال فما علامته قال شامة سوداء ببطن فخذه اليمين فعرف أبو سلمة النعت وقال جردته ولم تجرد قرشيا غيره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال انتهيت إلى أبى جهل يوم بدر وقد ضربت (1) يقال قذى عينه تقذية وأقذاها : ألقى فيها القذى أو أخرجه منها ضد . [ * ]
[ 79 ]
رجله وهو صريع وهو يذب الناس عنه بسيف له فقلت الحمد لله الذى أخزاك يا عدو الله فقال هل هو إلا رجل قد قتله قومه قال فجعلت أتناوله بسيف لى غير طائل فأصبت يده فبدر سيفه فأخذته فضربته حتى تقلته قال ثم خرجت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أفل من الارض فأخبرته فقال الله الذى لا إله الا هو فرددها ثلاثا قال فقلت الله الذى لا اله الا هو قال فخرج يمشى معى حتى قا ؟ عليه فقال الحمد لله الذى أخزاك يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الامة ، وفى رواية هذا فرعون أمتى ، وفى رواية قال عبدالله فنفلنى سلبه ، رواه كله أحمد والبزار باختصار وهو من رواية أبى عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال دفعت يوم بدر إلى أبى جهل وقد أقعد فأخذت سيفه فضربت به رأسه فقال رويعنا بمكة فضربته بسيفه حتى برد ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله قتلت أبا جهل فقال عقيل وهو أسير عند النبي صلى الله عليه وسلم كذبت ما قتلته قال بل أنت الكذاب الآثم يا عدو الله قد والله قتلته قال فما علامته قال بفخذه حلقة كحلقة الحجل المحلق قال صدقت . رواه الطبراني والبزار وفيه أبو بكر الهذلى وهو ضيعف . وعن ابن مسعود قال أدركت أبا جهل يوم بدر صريعا فقلت أي عدو الله قد أخزاك الله قال وبما أخزاني من رجل قتلتموه ومعى سيف لى جعلت أضربه ولا يحتك فيه شئ ومعه سيف له جيد فضربت يده فوقع السيف من يده فأخذته ثم كشفت المغفر عن رأسه فضربت عنقه ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال الله الذى لا اله الا هو قلت الله الذى لا اله إلا هو قال انطلق فاستثبت فانطلقت وانا أسعى مثل الطائر ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق فانطلقت معه فأريته فلما وقف عليه صلى الله عليه وسلم قال هذا فرعون هذه الامة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب فرعون هذه الامة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب ابن أبى كريمة وهو ثقة ، وفى رواية عنده فكبر وقال الحمد لله الذى صدق وعده ونصر عبده ، وزاد في رواية أخرى وأعز دينه . وعن على قال أمرنى
[ 80 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعور آبارها (1) يعنى يوم بدر . رواه أبو يعلى وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ورد بدرا أومأ بيده فقال هذا مصرع فلان فوالله ما أماط أحد منهم عن مصرعه . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن عوف قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عكرمة بن أبى جهل من ضرب أباك قال الذى قطع رجله فقضى سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح . رواه البزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن ابن اسحق في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من بنى الخزرج معاذ بن عمرو بن الجموح وقتل أبا جهل فقطع عكرمة بن أبى جهل يده ثم عاش إلى زمن عثمان ويأتى في تسمية من شهد بدرا بتمامه . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال لما جئ بأبى جهل يجر إلى القليب (2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان أبو طالب حيا لعلم أن أسيافنا قد التبست بالانامل . رواه البزار وفيه حيان بن على وهو ضعيف . وقد وثق ، ورواه الطبراني وزاد فيه وكذلك يقول أبو طالب : كذبتم وبيت اله إن جد ما أرى * لتلتبسن أسيافنا بالانامل وينهض قوم في الدروع اليكم * نهوض الروايا في طريق حلاحل (3) قال ابن منادر هما سواء يقولون حلاحل وحلاحل . وعن ابن عمر قال بينا أنا سائر بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني يا عبدالله اسقنى يا عبدالله اسقنى يا عبدالله اسقنى فلا أدرى عرف اسمى أو دعاني بدعاية العرب وخرج رجل من ذلك الحفير في يده سوط فناداني يا عبدالله لا تسقه فانه كافر ثم ضربه بالسيف فعاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فأخبرته فقال لى أو قد رأيته قلت نعم قال ذلك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه إلى يوم (1) يعورها بالعين المهملة : يدفنها ويطمها . (2) القليب : البئر . / / (3) الذى في لامية أبى طالب : وينهض قوم في الحديد * نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل أي ان القوم يقومون اليكم مثقلين بالحديد تسمع له قعقعة كصاصلة الماء في المزادات [ * ]
[ 81 ]
القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن الشعبى قال قدم على معاوية رجال يقال له هود فقال له معاوية يا هود هل شهدت بدرا قال نعم يا أمير المومنين على لالى قال فكم أتى عليك قال أنا يومئذ قمد قمدود (1) مثل الصفاة الجلمود كأنى أنظر إليهم وقد صفوا لنا صفا طيلا وكأني أنظر إلى بريق سيوفهم كشعاع الشمس من حلال السحاب فما استفقت حتى غشيتنا غادية القوم في أوائلهم على بن أبى طالب لسنا عبقريا يقرى الغرباء وهو يقول لن يأكلوا التمر ببطن مكة لن يأكلوا الثمر ببطن مكة يتبعه حمزة بن عبدالمطلب في صدره ريشه بيضاء قد أعلم بها كأنه جمل يحطم بناء فرغت عنهما وأحالا على حنظلة يعنى أخا معاوية فقال له معاوية رحمه الله عنك ولا كفران لله ذلة فليت شعرى متى أرحت يا هود قال والله يا أمير المؤمنين ما أرحت حتى نظرت إلى الهضبات من أربد فقلت ليت شعرى ما فعل حنظلة فقال له معاوية أنت بذكرك حنظلة كذكر الغنى أخاه الفقير لا يكاد يذكره الا واسيا أو متواسيا . رواه الطبراني وفيه رحمة بن مصعب وهو ضعيف . وعن الحرث التيمى قال كان حمزة بن عبدالمطلب يوم بدر معلما بريشة نعامة فقال رجل من المشركين من رجل أعلم بريشة نعامة فقيل حمزة بن عبدالمطلب قال ذاك الذى فعل بنا الافاعيل . رواه الطبراني وإسناده منقطع . وعن عبدالرحمن بن عوف قال قال لى أمية بن خلف يا عبد الاله من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره يوم بدر قلت ذلك عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حمزة بن عبدالمطلب قال ذلك الذى فعل بنا الافاعيل . رواه البزار من طريقين في إحدهما شيخه على بن الفضل الكرابيسى ولم أعرفه ، وبقية رجالها رجال الصحيح ، والاخرى ضعيفة . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرجه إلى بدر إن الله قد وعدني بدرا وأن يغنمنى عسكرهم ومن قتل قتيلا فله كذا وكذا من غنائمهم إن شاء الله ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا من غنائمهم إن شاء الله فلما تواقفوا قذف الله في قلوب المشركين الرعب فلما اقتتلوا هزمهم الله قاتبعهم سرعان الناس فقتلوا (1) أي شديد قوى . (6 سادس مجمع الزوائد) [ * ]
[ 82 ]
سبعين وأسروا سبعين . رواه الطبراني وفيه عمرو بن عطية وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال ما سمعنا مناشدا ينشد حقا له أشد مناشدة من محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر يقول اللهم إنى أنشدك ما وعدتني إن تهلك هذه العصابة لاتعبد ثم التفت كأن وجهه القمر فقال كأنى إلى مصارع القوم عشية . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن رفاعة بن رافع قال لما كان يوم بدر تجمع الناس على أمية بن خلف فأقبلنا إليه فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت من تحت ابطه فاطعنه بالسيف طعنة ورميت يوم در بسهم ففقئت عينى وبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لى فيها فما آذانى شئ . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن على قال قال لى النبي صلى الله عليه وسلم ولابي بكر يوم بدر مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل واسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف . رواه أحمد بنحوه والبزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن على قال قال لى النبي صلى الله عليه وسلم ولابي بكر يوم بدر مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف . رواه احمد بنحوه والبزار واللفظ له ورجالهما رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى . وعن على بن أبى طالب قال أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحرث يوم بدر على الوليد بن عتبة أظنه قال فلم يعب ذلك علينا النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه حسين بن الحسين الاشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور . وعن عامر يعنى الشعبى قال قيل لسعد يعنى ابن أبى وقاص متى أصبت الدعوة قال يوم بدر كنت أرمى بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول اللهم زلزل أقدامهم وارعب قلوبهم وافعل بهم وافعل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم استجب لسعد قلت روى الترمذي طرفا منه رواه الطبراني وفيه مجالد ابن سعيد وقد وثق على ضعفه . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال كان سعد يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قتال الفارس والراجل . رواه البزار باسناين أحدهما متصل الآخر مرسل ورجالهما ثقات . وعن عباس قال كان سيما
[ 83 ]
الملائكة يوم بدر عمائم ؟ يض قد أرسلوها إلى ظهورهم ويوم حنين عمائم حمر ولم تقاتل الملائكة في يوم إلا يوم بدر إنما كانوا يكونون عددا ومددا لا يضربون . رواه الطبراني وفيه عمار بن أبى مالك الجنبى (1) ضعفه الازدي . وعن ابن عباس قال لم تقاتل الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوم بدر وكانت فيما سوى ذلك إمدادا ولم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم من الخيل إلا فرسان أحدهما للمقداد بن الاسود والآخر لابي مرب ؟ الغنوى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالعزير بن عمران وهو ضعيف . وعن ال ؟ هي قال كان يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسان الزبير بن العوام على فرس من الميمنة والمقداد بن الاسود على فرس على الميسرة . رواه الطبراني وهو مرسل . وعن أبى المليح عن أبيه قال نزلت الملائكة يوم بدر على سيما الزبير عليها عما ثم صفر . رواه البزار وفيه الصلت بن دينار وهو متروك . وعن أبى حازم الانصاري قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر في الظل وأصحابه في الشمس يقاتلون فأتاه جبريل فقال أنت في الظل والمسلمون في الشمس يقاتلون فقام فتحول إلى الشمس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن صالح بن أبى الاسود وهو ضعيف جدا . وعن سهل بن أبى حثمة أن أبا برزة الحارثى جاء يوم بدر بثلاثة رؤوس يحملها إى رسو الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ظفرت يمينك قال يا رسول الله أما اثنان فأنا قتلتهما وأما الآخر فرأيت رجلا أبيض جميلا حسن الوجه ضرب رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فلان ملك من الملائكة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن أبى داود المازنى وكان شهد بدرا قال إنى لاتبع رجلا من المشركين لاضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفى فعرفت أنه قد قتله غيرى . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن جابر قال كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر إذ تبسم في صلاته فلما قضى الصلاة قلنا يا رسول الله رأيناك تبسمت قال مربى ميكائيل وعلى جناحه أثر غبار وهو راجع من طلب القوم فضحك إلى فتبسمت ا ؟ يه . (1) في الاصل غير منقوطة ، والتصحيح من الميزان ولسان الميزان . [ * ]
[ 84 ]
رواه أبو يعلى وفيه الوازع بن نافع وهو متروك . وعن أبى أمامة بن سهل ابن حنيف قال قال أبى يا بنى لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه (1) إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه . رواه الطبراني وفيه محمد بن يحيى الاسكندرانى قال ابن يونس روى مناكير . وعن سهل بن سعد قال قال لى أبو أسيد يا ابن أخى لو كنت أنا وأنت الآن ببدر ثم أطلق الله لى بصرى لارينك الشعب الذى خرجت علينا الملائكة (2) غير شك ولا تمار . رواه الطبراني وفيه سلامة بن روح وثقه ابن حبان وضعفه غيره لغفلة فيه . وعن عروة قال نزل جبريل عليه السلام يوم بدر على سيما الزبير وهو معتجر بعمامة صفراء . رواه الطبراني وهو مرسل صحيح الاسناد . وقد تقدمت أحاديث في اللباس نحو هذا . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال لقد قللوافى أعيننا يوم بدر حتى قلت لصاحبي الذى إلى جانبى أتراهم سبعين قال أراهم مائة حتى أخذنا منهم رجلا فسألناه قال كنا ألفا . رواه الطبراني . وعن حكيم بن حزام قال سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الارض كأنه صوت حصاة في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحصاة فانهزمنا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده حسن . وعن حكيم بن حزام قال لما كان يوم بدر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفا من الحصى فاستقبلنا به فرمى بها وقال شاهت الوجوه فانهز منا فأنزل الله عزوجل (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى ناولنى كفا من حصى فناوله فرمى به وجوه القوم فما بقى أحد من القوم إلا امتلات عيناه من الحصباء فنزلت (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الآية . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (3) . (1) في الاصل (سيفه) . (2) في الاصل (الملامة) . (3) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر . [ * ]
[ 85 ]
* (باب ما جاء الاسرى) * عن على يعنى ابن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من استطعتم أن تأسروه من بنى عبدالمطلب فانهم خرجوا كرها . رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات . وعن البراء وغيره قال جاء رجل من الانصار بالعباس قد أسره فقال العباس يا رسول الله ليس هذا أسرني أسرني رجل من القوم أنزع من هيئتة كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آزرك الله بملك كريم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى اليسر قال نظرت إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدر وهو قائم كأنه صنم وعيناه تذرفان فلما نظرت إليه قلت جزاك الله من ذى رحم شرا تقاتل ابن أخيك مع عدوه قال ما فعل وهل أصابه القتل قلت الله أعز له وأنصر من ذلك قال ما يريد إلى قلت أسار فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلك قال لست بأول صلبه فأسرته ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قلت لابي يا أبت كيف أسرك أبو اليسر ولو شئت لجعلته في كفك قال يا بنى لا تقل ذاك لقد لقيتني وهو أعظم في عينى من الخندمة (1) . رواه الطبراني والبزار وفيه على بن زيد وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله وثقوا . وعن جابر بن عبدالله قال أسر العباس فلم يوجد له قميص يقدر عليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف وقد وثق . وعن ابن عباس قال قال المحذر بن زيادة لابي البخترى بن هشام إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلك . رواه البزار عن عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كان الذى أسر العباس بن عبدالمطلب أبو اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو أحد بنى سلمة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر قال لقد أعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا هيئته كذا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم وقال للعباس يا عباس افد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحرث وحليفك عتبة بن جحدم أحد (1) هو جبل معروف بمكة . [ * ]
[ 86 ]
بنى الحرث بن فهر قال فانى كنت مسلما قبل ذلك وانما استكرهوني قال الله أعلم بشأنك إن يك ما تدعى حقا فالله يجزيك بذلك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ معه عشرين أوقية ذهب فقال يا رسول الله احسبها لى من فدائي قال لاذلك شئ أعطانا الله منك قال فانه ليس لى مال قال فأين المال الذى وضعته بمكة حتى خرجت عند أم الفضل وليس معكما غيركما أحد فقلت إن أصبت في سفري هذا فلل ؟ ضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا قال فو الذى بعثك بالحق ما علم بن أحدى من الناس غيرى وغيرها وإنى أعلم أنك رسول لله . رواه أحمد وفيه راولم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى عزيز بن عمير أخى مصعب بن عمير قال كنت في الاسرى يوم بدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالاسارى خيرا وكنت في نفر من الانصار فكانوا إذا قدموا غدائهم وعشاءهم أكلوا التمر وأطعموني البر لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن . وعن عبدالله قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون في هذه الاسرى قال فقال أبو بكر رضوان الله عليه يا رسول الله قومك وأهلك استفدهم واستأدهم لعل الله أن يتوب عليهم قال وقال عمر يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم فاضرب أعناقهم قال وقال عبدالله بن رواحة يا رسول الله انظر واد كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم اضرمه عليهم نارا قال فقال العباس قطعتك رحمك قال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم فقال ناس يأخذ بقول أبى بكر وقال ناس يأخذ بقول عمر وقال ناس يأخذ بقول عبدالله بن رواحة قال فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله عزوجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله عزوجل ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبى بكر كمثل إبراهيم قال (فمن تبعني فانه منى ومن عصاني فانك غفور رحيم) ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى صلى الله عليه وسلم قال (إن تعذبهم فانهم عبادك وإن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم) وإن مثلك يا عمر كمثل نوح صلى الله عليه وسلم قال (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى صلى الله عليه وسلم قال (واشدد
[ 87 ]
على قلوبهم حتى يروا العذب الاليم) أنتم عالة فلا ينقلبن منهم إلا بفداء أو ضربة عنق قال عبدالله فقلت إلا سهيل بن بيضاء فانى قد سمعته يذكر الاسلام قال فسكت قال فما رأيتنى في يوم أخوف أن يقع على حجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال إلا سهيل بن بيضاء فأنزل الله عزوجل (لولا كتاب من الله س ؟ ق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) إلى قوله (ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم قلت روى الترمذي منه طرفا رواه أحمد ، وفى رواية فقام عبدالله بن جحش فقال يا رسول الله أعداء الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك وأنت بواد كثير الحطب ، وفى رواية يستنقذ هم بك الله من النار وقال أبو بكر يا رسول الله عترتك وأهلك وقومك تجاوز عنهم يستنقذهم الله بك من النار ، ورواه أبو يعلى بنحوه ورواه الطبراني أيضا وفيه أبو عبيدة ولم يسمع من أبيه ولكن رجاله ثقات . وفى رواية عند الطبراني فقال أبو بكر إن قتلتهم دخلوا النار وإن أخذت منهم الفداء كانوا لنا عضدا وقال عمر أرى أن تعرضهم ثم تضرب أعناقهم فهؤلاء أئمة الكفر وقادة الكفر والله ما رضوا أن أخرجونا حتى كانوا أول العرب عرابا ، وهى متصلة وفيها موسى بن مطير وهو ضعيف . وعن أنس والحسن قال استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الاسارى يوم بدر فقال إن الله قد أنس والحسن قال استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الاسارى يوم بدر فقال إن الله قد أمكنكم منهم قال فقال عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ان الله قد أمكنكم منهم وإنماهم إخوانكم الامس قال فقام عمر فقال يا رسول الله اضرب أعناقهم فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للناس مثل ذلك فقام أبو بكر الصديق عليه السلام فقال يا رسول اله ترى أن تعفو عنهم وأن تقبل منهم الفداء قال وأنزل الله (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم) الآية . رواه أحمد عن شيخه على بن عاصم بن صهيب وهو كثير الغلط والخطأ لا يرجع إذا قيل له الصواب ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن عكرمة قال قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس بن عبدالمطلب
[ 88 ]
وكان الاسلام قد دخلنا فأسلمت وأسلمت أم الفضل وكان العباس قد أسلم ولكنه قد يهاب قومه وكان يكتم إسلامه وكان أبو لهب لعنه الله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكذلك كانوا يصنعون لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا فلما جاءنا الخبر كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة قال فذكر الحديث ، ومن هنا في كتاب يعقوب مرسل ليس فيه إسناد ، وقال فيه أخو بنى سالم بن عوف وكان في الاسارى أبو وداعة بن صرة السهمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال لكأنكم به قد جاء في فداء أبيه وقدن قالت قريش لا تعجلوا في فداء أسراكم لا يثارب عليكم محمدا وأصحابه فقال المطلب بن أبى وداعة صدقتم فافعلوا وانسل من الليل فقدم المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به وقدم مكرر بن حفص ابن الاحنف في فداء سهيل بن عمرو وكان الذى أسره ملك بن الدخشن أخو بنى مالك بن عوف . رواه أحمد هكذا باختصار وبعضه مرسل ورجال غير المرسل ثقات . وعن أبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكنت قد أسلمت وأسلمت أم الفضل وأسلم العباس وكان يكتم إسلامه مخافة قومه وكان أبو لهب تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام وكان له عليه دين فقال له اكفني من هذا الغزو وأترك لك ما عليك ففعل فلما جاء الخبر وكبت الله أبا لهب وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الاقداح في حجرة زمزم فوالله إنى لجالس أنحت أقداحى في الحجرة وعندي أم الفضل إذا الفاسق أبو لهب يجر رجليه أراه قال حتى جلس عند طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهرى فقال الناس هذا أبو سفيان بن الحرث فقال أبو سفيان هلم يا ابن أخى كيف كان أمر الناس قال لا شئ والله ما هو إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ويأسروننا كيف شاءوا وايم اله ما لمت الناس قال ولم قال رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله لا يليق شيئا ولا يقوم لها شئ قال فرفعت طنب الحجرة فقلت تلك والله الملائكة فرفع أبو لهب يده فلطم وجهى وثاورته فاحتملني فضرب بى الارض حتى نزل على وقامت أم الفضل
[ 89 ]
فاحتجرت وأخذت عمودا من عمد الحجرة فضربته ففلقت في رأسه شجة منكرة وقالت أي عدو الله استضعفته أن رأيت سيده غائبا عنه فقام ذليلا فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة (1) فقتلته فتركه ابناه يومين أو ثلاثة ما يدفناه حتى أنتن فقال رجل من قريش لابنيه ألا تستحييان أن أبا كما قد أنتن في بيته فقالا إنا نخشى هذه القرحة وكانت قريش تتقى العدسة كما تتقى الطاعون فقال رجل انطلقا فأنا معكما قال فوالله ما غسلاه إلا قذفا بالماء من بعيد ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار وقذفوا عليه الحجارة . رواه الطبراني والبزار وفى إسناده حسين بن عبدالله بن عبيدالله وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن سعد بن أبى وقاص قال أسرت أنا والزبير بن العوام والوليد بن الوليد يوم بدر فقدم هشام بن الوليد لفدائه فوهبت له حقى وأخذ الزبير حقه . رواه البزار عن شيخه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقتلن اليوم رجلا من قريش صبرا (2) قال فنادى عقبة بن أبى معيط بأعلى صوته يا معشر قريش مالى أقتل من بينكم صبرا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفرك بالله وافترائك على رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البراز وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف ووثقه ابن حبان . وعن ابن عباس قال نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف وقتل عقبة بن أبى معيط قبل الفداء قام إليه على بن أبى طالب فقتله صبرا قال من للصبية يا رسول الله قال النار . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن مسروق أنه قال لابن أبى معيط حدثنا عبدالله بن مسعود وكان غير كذاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بعنق أبيك أن تضرب صبرا ثم مر به فقال من للصبية بعدى قال لهم النار حسبك ما رضى لك رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ثلاثة صبرا قتل النضر بن الحرث من بنى عبدالدار وقتل طعمية بن عدى بن بنى نوفل وقتل عقبة بن أبى معيط . (1) هي بثرة تشبه العدسة . / / (2) قتل الصبر هو أن يوثق ويرمى حتى يموت . [ * ]
[ 90 ]
رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن حماد بن نمير ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن النعمان بن بشير قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء أسارى بدر من المشركين كل رجل منهم أربعة آلاف . رواه الطبراني في الصغير وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن عبدالله بن الزبير قال كانت قريش ناحت قتلاها ثم ندمت وقالوا لاتنوحوا عليهم فيبلغ ذلك محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم وكان في الاسرى أبو وداعة بن صبرة السهمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له بمكة ابنا تاجرا كيسا ذا مال كأنكم قد جاءكم في فداء أبيه فلما قالت قريش في الفداء ما قالت قال المطلب صدقتم والله لئن صدقتم ليثار بن عليكم ثم انس من الليل فقدم المدينة ففدى أباه بأربعة آلاف درهم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب فيمن قتل من المسلمين يوم بدر) * عن شقيق أن ابن مسعود حدثه أن الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر جعل الله أرواحهم في الجنة في طير خضر تسرح في الجنة فبينماهم كذلك إذ طلع عليهم ربك اطلاعة فقال يا عبادي ماذا تشتهون فقالوا يا ربنا هل فوق هذا شئ قال فيقول عبادي ماذا تشتهون فيقولون في الرابعة ترد أرواحنا في أجسادنا فنقتل كما قتلنا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . ويأتى تسمية من سمى منهم في باب من شهد بدرا إن شاء الله . وتقدمت أحاديث في أرواح الشهداء . * (باب فيمن قتل من المشركين يوم بدر) * عن عائشة قالت لما من النبي صلى الله عليه وسلم بأولئك الرهط فألقوا في الطوى عتبة وأبو جهل وأصحابه وقف عليهم فقال جزى الله شرا من قوم ما كان أسوأ الطرد وأشد التكذيب قالوا يا رسول الله كيف تكلم قوما قد خنقوا فقال ما أنتم بأفهم لقولي منهم أو لهم أفهم لقولي منكم . رواه احمد ورجاله ثقات إلا أن ابراهيم لم يسمع من عائشة ولكنه دخل عليها . وعن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يطرحوا في القليب وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل القليب (1) (1) القليب : البئر ، وكذلك الطوى . [ * ]
[ 91 ]
هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فانى وجدت ما وعدني ربى حقا قال فقال له أصحابه يا رسول الله أتكلم قوما موتى فذكر نحو . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر ببضعة وعشرين رجلا فألقوا في طوى من أطواء بدر خبيب مخبث قال وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال قال فلما ظهر على أهل بدر أقام ثلاث ليال حتى إذا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدت برحلها ثم مشى واتبعه أصحابه قال فما نراه ينطلق الاليقضى حاجته قال حتى قام على شقة الطوى قال فجعل يناديهم بأسمائهم واسماء آبائهم يا فلان بن فلان ابشركم أنكم أطعتم الله ورسوله هل وجدتم ما وعدكم ربكم حفا قال عمر يا نبى الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها قال والذى نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم قال قتادة أحياهم الله له حتى سمعوا كلامه توبيخا وتصغيرا قلت هو في الصحيح باختصار رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى بدر وقال جزاكم الله عنى من عصابة شرا قد خنتموني أمينا وكذبتموني صادقا ثم التفت إلى أبى جهل ابن هشام فقال ان هذا كان أعتى على الله من فوعون ان فرعون لما أيقن الهلاك وحد الله وان هذا لما ايقن بالموت دعا باللات والعزى . رواه الطبراني وفيه نصر بن حماد الوراق وهو متروك . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فانى وجدت ما وعدني ربى حقا قالوا يا رسول الله هل يسمعون ما تقول قال ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم اليوم لا يجيبون . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن سيدان عن أبيه قال أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القليب فقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا يا رسول الله وهل يسمعون قال كما تسمعون ولكنهم لا يجيبون . رواه الطبراني وعبد الله بن سيدان مجهول . * (باب) * عن أبى أسيد أنه كان يقول أصبت يوم بدر سيف بنى عايد بن المرزبان
[ 92 ]
فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يردوا ما في أيديهم أقبلت به حتى ألقيته في النفل (1) قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايمنع شيئا يسأله قال فعرفه الارقم بن أبى الارقم المخزومى فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه اياه ، وفى رواية عن أبى أسيد أيضا مالك بن ربيعة قال أصبت سيف بنى عابد الخزوميين المرزبان يوم بدر . رواه كله احمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن الارقم بن أبى الارقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ردوا ما كان معكم من الانفال (2) فرفع أبو أسيد الساعدي سيف بنى العابد المرزبان فعرفه الارقم فقال هبه لى يا رسول الله فأعطاه إياه . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار ورجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله عزوجل العدو فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون وأكبت طائفة في العسكر يجرونه ويجمعونه وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذى جمعوا الغنائم نحن حويناها وجمعناها فليس لاحد فيها نصيب وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بهامنا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتفلنا به فنزلت (يسألونك عن الانفال قال الانفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق بين المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث وكان يكره الانفال ويقول ليرد قوى المؤمنين على ضعيفهم قلت روى الترمذي وغيره كان ينفل في البدءة (3) الربع وفى القفول الثلث رواه احمد والطبراني ورجال احمد ثقات . * (باب فيمن حمل لواء يوم بدر) * عن ابن عباس قال كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر مع على بن أبى (1) النفل : الغنيمة . / / (2) في الاصل (الاثقال) . / / (3) أي ابتداء الغزو لان الكرة الثانية أشق عليهم والخطر فيها أعظم .
[ 93 ]
طالب ولواء الانصار مع سعد بن عبادة رضى الله عنهما . رواه الطبراني وفيه الحجاج بن ارطاة وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . * (باب في أي شهر كانت وقعة بدر وعدة من شهدها) * عن ابن عباس أنه كان يقول أهل بدر كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا وكان المهاجرون ستا وسبعين وكانت هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين من شهر رمضان يوم الجمعة . رواه احمد والبزار إلا انه قال ثلثمائة وبضعة عشر وقال وكانت الانصار مائتين وستا وثلاثين وكان لواء المهاجرين مع على . رواه الطبراني كذلك وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس ، وعن عامر بن عبدالله البدرى قال كانت صبيحة يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان . رواه الطبراني وفيه راو لم أعرفه . وعن أبى موسى قال كان عدة أهل بدر عدة أصحاب طالوت يوم جالوت ثلثمائه وسبعة عشر . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال كان عدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلثمائة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن أبى أيوب الانصاري في حديث طويل قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يعنى المشركين هلموا أن نتعاد فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسره ذلك فحمد الله وقال عدة أصحاب طالوت فذكر الحديث وقد تقدم في غزوة بدر والكلام عليه . وعن ابن عباس قال شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم عشرون رجلا من الموالى . رواه البزار والطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . * (قد حضر بدرا جماعة) * فمنهم من ذكرت ذلك في مناقبة باسناده وأذكره هنا بغير سند وأنبه عليه فمنهم أبو بكر الصديق في مناقبه ، عمر بن الخطاب في مناقبه ، عثمان بن عفان ضرب له بسهم وأجره ، على بن أبى طالب في مناقبه ، سعد بن أبى وقاص في مناقبه ، سعيد بن زيد ضرب له بسهمه ، أبو عبيدة بن الجراح في مناقبه ، حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مناقبة . ومن سماهم محمد بن مسلم الزهري فيمن
[ 94 ]
شهد بدرا ورجاله رجال الصحيح إليه : من الانصار ثم من بنى عوف بن الخزرج : أرس بن ثابت بن المنذر لاعقب له . ومن الانصار ثم من بنى عوف بن الخزرج : أوس بن عبدالله بن الحرث بن خولى ، ومن الانصار ثم من بنى الاوس : أنيس ابن قتادة ، وأنيسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن الانصار ثم من بنى الخزرج ثم من بنى سلمة : أسود بن زيد بن ثعلبة بن عنم ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : أسعد ابن زيد بن الفاكهة بن زيد بن خلدة بن عامر بن عجلان ، ومن قريش : لارقم بن أبى الارقم ، وبلال مولى أبى بكر ، وبشر بن البراء بن معرور ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج : بسيس الجهنى حليف لهم ، ومن الانصار ثم من بنى دينار بن النجار : بجير بن أبى بجير حليف لهم ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج : تميم بن يغار بن قيس بن عدى بن أمية ، ومن الانصار ثم من بنى الخزرج ثم من بنى سلمة تميم مولى خراش بن الصمة ، ومن الانصار ثم من بنى العجلان : ثابت بن أقرم ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : ثابت ابن خالد بن النعمان بن خنساء ، ومن الانصار ثم من بنى الخزرج ثم من بنى سلمة ثم من بنى حرام : ثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحرث بن حرام ، ومن الانصار ثم من بنى عوف بن الخزرج ثم من بنى الحبلى : ثابت بن ربيعة ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : ثابت بن عمرو بن زيد بن عدى ، ومن الانصار ثم من بنى عدى بن النجار : ثابت بن حسان بن عمرو لاعقب له ، ومن الانصار ثم من بنى الاوس ثم من بنى عمرو بن عوف ثم من بنى أمية بن زيد : ثعلبة بن حاطب ، ومن الانصار ثم من بنى جشم بن الخزرج ثم من بنى سلمة ثم من بنى حرام : ثعلبة الذى يقال له الجدع ، ومن الانصار : ثعلبة بن عثمة ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : جابر بن خالد بن مخلد بن اياس . ومن الانصار ثم من بنى النجار : جابر بن خالد ابن عبد الاشهل لاعقب له ، ومن الانصار ثم من بنى عبيد بن عدى : جابر بن عبدالله ابن رئاب بن نعمان بن سنان ، ومن الانصار ثم من بنى مالك بن معاوية بن عوف : جبر بن عتيك بن الحرث بن قيس بن حبشية ، وقال ابن اسحق ابن هيشة ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الحرث بن الخزرج ، حارثة بن زيد بن أبى زهير بن
[ 95 ]
امرئ القيس : ومن بنى أسد بن عبدالعزى : حاطب بن أبى بلتعة حليف لهم ، ومن الانصار ثم من بنى عبيد بن عدى : حارثة بن الحمير حليف لهم ، ومن الانصار ثم من بين النبيت ثم من بنى عبد الاشهل : الحارث بن قيس بن مالك بن عبيد بن كعب ، ومن الانصار ثم من بين النبيت ثم من بنى عبد الاشهل : الحارث بن أوس ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : حارثة بن سراقة وشهد العقبة من الانصار ثم بنى زريق : الحرث بن قيس بن خالد بن مخلد شهدا بدرا ، ومن الانصار ثم من بنى مالك بن النجار ثم من بنى مبدول : الحارث بن الصمة بن عمرو بنب عبد كسر بالروجاء فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه ، ومن الانصار ثم من بنى النبيت ثم من بنى عبد الاشهل : الحرث ابن خزمة بن عدى حليف لهم من بنى سالم ، ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عمرو بن حنظلة بن عوف ثم من بنى أمية بن زيد : الحارث بن حاطب ، ومن الانصار ثم من بنى الحارث بنى الخزرج : حريث بن زيد بن ثعلبة بن عبدالرب ، ومن الانصار : أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب من بين بالنجار ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : رافع بن سهل ويقال ابن يزيد ، ومن الانصار : رافع بن الحرث بن سواد ، ومن لاأنصار ثم من بالاوس ثم من بنى عمور بن عوف ثم من بنى أمية بن زيد : رافع بن عنجدة ، ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عمرو بن عوف ثم من بنى أمية بن زيد : أبو لبابة بن عبد المنذر ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : رفاعة بن رافع بن مالك بن عجلان ، ومن بنى عبد شمس : ربيعة بن أكتم حليف لهم من بنى أسد ، ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عمرو بن عوف ثم من بنى أمية بن زيد : رفاعة بن عبد المنذر ، ومن الانصار ثم من بنى عوف بن الخزرج ثم من ؟ لحبلى : ربيع بن إياس ، ومن الانصار ثم من بنى العجلان ، ربعى بن أبى ربعى ، ومن الانصار ثم من بنى بياضة : رخيلة بن ثعلبة بن خلدة ، ومن قريش ثم من بنى هاشم ، زيد بن حارثة ، ومن قريش ثم من بنى عدى بن كعب : زيد بن الخطاب ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : أبو طلحة زيد بن سهل ، ومن الاوس ثم من بنى العجلان : زيد بن أسلم بن ثعلبة ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج :
[ 96 ]
زيد بن المرين ، ومن الانصار ثم من بنى عوف بن الخزرج بن بلحبلى : زيد ابن وديعة بن عمرو بن قيس ، ومن الانصار ثم من بنى بباضة : زياد بن لبيد شهد العقبة وقد شهد بدرا ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج : زياد بن عمرو الجهنى حليف لهم ، ومن الانصار ثم من بنى النبيت ثم من بنى عبد الاشهل : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس ، ومن الانصار ثم من بنى الحارث بن الخزرج : سعد بن الربيع ، ومن الانصار ثم من بنى عمرو بن السلم بن ملك بن الاوس : سعد بن حيثمة ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : سعد بن زيد ، ومن بنى عامر ثم من بنى مالك بن حسل : سعد بن خولة ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : سعد بن يزيد بن عثمان ابن خلدة بن مخلد ، ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عمرو بن عوف ثم من بنى أمية بن زيد : سعد بن النعمان ، ومن الانصار ثم من بنى ضبيعة بن زيد : سهل بن حنيف ، ومن الانصار ثم من بنى سواد بن عنم : سهل بن قيس بن أبى كعب بن أبى اللقين ، ومن قريش ثم من بنى الحرث بن فهر : سهيل بن بيضاء ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : سهيل بن رافع بن أبى عمرو وكان له ولاخيه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مربدا ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : سهيل بن عبيد بن النعمان لاعقب له ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة : أبو دجانة سماك بن خرشة وهو الذى أخد سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج : عبدالله بن رواحة بن امرئ القيس ، ومن الانصار ثم من بنى سلمة : عبدالله بن حرام . وممن استشهد من المسلمين يوم بدر من قريش : عبيدة بن الحرث بن عبد مناف قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء ، ومن قريش ثم من بنى تيم بن مرة : عامر بن فهيرة مولى أبى بكر يعنى شهدها ولم يقتل بها ، وممن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلممين ثم من قريش ثم من بنى زهرة : عمير بن أبى وقاص ، وشهد بدرا : عاصم بن ثابت بن أبى الاقلح ، وعاصم بن عدى بن الجد بن العجلان خرج إلى بدر فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وأجره ، وشهدها من الانصار
[ 97 ]
ثم من بنى عوف بن الخزرج . عتبان بن مالك بن عمرو بن عجلان ومن الانصار ثم من بنى ظفر : قتادة بن النعمان ، ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى الحرث : محمد بن مسلمة ، ومن الانصار : معاذ بن جبل . قلت وأسانيد هؤلاء كلهم إلى ابن شهاب الزهري إسناد واحد ورجاله رجال الصحيح . ومن سماهم عروة بن الزبير أذكرهم وفى إسناده ابن لهيعة وقد ضعف وحديثه حسن باعبتار الشواهدى وغالب من سماه الزهري سماه عروة ، ومن هنا سماهم عروة في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من بنى أصرم بن فهر بن غنم بن عوف بن الحرث ابن الخزرج : أوس بن الصامت أخو عبادة ، وممن شهد العقبة من الانصار ثم من بنى عمرو بن مالك بن النجار ، وشهد بدرا : أوس بن ثابت بن المنذر لاعقب له ، ومن الانصار ثم من بنى قربوس بن غنم بن قربوس بن غنم بن سالم : أمية بن لوذان بن سالم بن ثابت بن هزال عمرو بن قربوس بن غنم ، وأنيسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن قريش ثم من بنى مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب : الارقم بن أبى الارقم واسم ابن أبى الارقم عبد مناف ويكنى أبا صدف بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وبلال مولى أبى بكر ، وممن شهد العقبة الذى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار من بنى عبيد بن عدى : بشر بن البراء بن معرور وقد شهد بدرا ، ومن الانصار من بنى الحرث بن الخزرج : بشير بن سعد وقد شهد بدرا ، وشهد بدرا من الانصار من بنى مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج : بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس ، ومن الانصار ثم من بنى طريف بن الخزرج بسبس الجهتى جليف لهم ، ومن الانصار من بنى خلدة بن عوف بن الحرث بن الخزرج : تميم بن يغار بن قيس بن عدى ، ومن الانصار : تميم مولى بنى غنم بن السلم بن مالك بن الاوس بن حارثة ، ومن الانصار : تميم مولى خراش ابن الصمة ، ومن الانصار ثم من الخزرج ثم من بنى سلمة : تميم مولى خراش بن الصمة ، ومن الانصار ثم من بنى العجلان : ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدى بن العجلان ، ومن الانصار ثم من بنى عدى بن النجار بن أوس : ثابت بن أوس ابن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدى بن عمرو وشهد بدرا (7 سادس مجمع الزوائد)
[ 98 ]
ثابت بن عمر بن زيد بن عدى بن سواد بن عصمة أو عصبة حليف لهم من أشجع ، ومن الانصار : ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عبيد ، ومن الانصار ثم من بنى جشم بن الخزرج : ثعلبة الذى يقال له الجدع ، ومن الانصار ثعلبة بن ع ؟ مة ، ومن الانصار جبير بن إياس بن خالد بن مخلد بن زريق ، ومن الانصار ثم من بنى دينار بن النجار : جابر بن خالد بن عبد الاشهل لاعقب له ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج : جابر بن عبدالله بن رئاب بن نعمان بن سنان ، ومن الانصار ثم من بنى معاوية بن عمرو بن عوف : جابر بن عتيك بن الحرث بن قيس بن حبشية ، وقال ابن اسحق ابن هيشة ، ومن الانصار ثم من بنى حابس بن سنان بن عبيد بن عدى بن عنم وشهد بدرا : حاطب بن بلتعة ، ومن الانصار ثم من بنى عبيد بن عدى بن غنم بن كعب ابن سلمة : حارثة بن الحمير من شجع بن دهمان ، وشهد بدرا : الحارث بن سواد ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : الحارث بن سراقة ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : الحارث بن معاذ بن النعمان ، وشهد العقبة من الانصار ثم من بنى زريق : الحارث بن قيس بن مخلد وقد شهد بدرا وهو أبو خالد ، ومن الانصار ثم من بنى مبذول : الحارث بن الصمة بن عبيد بن عامر ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : الحارث بن معاذ بن النعمان ، ومن الانصار الحارث بن خزمة بن أبى عنم بن سالم بن عوف بن الحرث بن الخزرج ، ومن الانصار ثم من بنى جشم بن الحرث بن الخزرج : حريث بن زيد ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : ذكوان بن عبد قيسر بن خلدة وكان خرج من المدينة إلى مكة مهاجرا إلى الله وقد شهد بدرا ، ومن الانصار ثم من بنى زعور بن عبد الاشهل بن يزيد : رافع بن يزيد ، ومن الانصار : رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدى بن زيد بن مناة بن حبيب بن حارثة ابن عصب بن جشم بن الخزرج استشهد يوم بدر ، وم الانصار : رافع ابن جعدية ، ومن الانصار : رافع بن الحرث بن سواد بن زيد بن ثعلبة . وعن عروة أيضا أن بشير بن عبد المنذر والحارث بن حاطب خرجا مع رسول
[ 99 ]
الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فرجعهما وأمر أبا لبابة على المدينة وضرب لهما بسهمين مع أصحاب بدر ، وشهد العقبة من الانصار ثم من بنى زريق : رفاعة بن رافع ابن مالك بن عجلان بن عمرو بن زريق وهو نقيب وقد شهد بدرا ، وشهد بدرا من خلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف : ربيعة بن أكتم من بنى أسد ابن خزيمة ، وشهد العقبة : رفاعة بن قيس بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم ابن عنم بن عوف بن الحرث ، وقد شهد بدرا وكان ممن خرجا مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى لوذان بن غنم بن عوف ابن الخزرج : ربيع بن إياس بن غنم بن أمية بن لوذان بن بغنم ، وشهد بدرا : زيد بن حارثة بن شرإاحيل بن كعب بن عبدالعزى بن يزيد بن امرئ القيس الكإلبى أنعم الله عليه ورسوله ، ومن قريش ثم بمن بنى عدى بن كعب : زيد ابن الخطاب ، وسهد العقبة من الانصار ثم من بنى عمرو ببن بمالك بن النجار وهم بنو حديلة : أبو طلحة زيد بن سهل بن الاسود وقد شهد بدرا وهو ؟ قيب : قال الطبراني قال ابن لهيعة : سهل بن زيد بدل زيد بن سهل . وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى جشم بن الخزرج : زيد بن الحرث بن الخزرج . ومن الانصار : ثم من بنى حدرة بن عوف بن الحرث بن الخزرج وهو بنو الحبلى : زيد بن المرس . ومن الانصار ثم من بنى سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وهم بنو الحبلى : زيد بن عمرو بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزى ابنب عدى بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج . ومن الانصار : زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدى . ومن الانصار ثم من بنى بباضة بن عامر بن زريق ابن عبد حارثة : زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدى بن أمية ابن بياضة . ومن الانصار : سعد بن معاذ بن امرئ القيس بن عبد الاشهل . وشهد العقبة من الانصار ثمإ من بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج : سعد ابن عبادة بن دليم بن بحارثة بن خزيمة وهو نقيب وقد بن شهد بدرا . وشهد بدرا بن الانصار : ثم من بنى عمور بن عوف : سعد بن حيثمة . ومن الانصار ثم من بنى عبد بن كعب بن عبد الاشهل : سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب .
[ 100 ]
ومن الانصار ثم من بنى دينار بن النجار : سعد بن سهل بن عبد الاشهل بن حارثة بن دينار بن النجار . ومن الانصار ثم من بنى سواد بن كعب واسم كعب ظفر : سعد بن عبيد بن النعمان . ومن الانصار : سعد بن النعمان بن قيس وشهد بدرا سعد مولى حاطب بن أبى بلتعة . وسعد مولى حولي وهو رجل من مذحج . ومن الانصار ثم من بنى جشم بن الخزرج : سهل بن عدى ومن قريش ثم من بنى الحرث بن فهر : سهيل بن بيضاء . وشهد العقبة من الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عبد الاشهل : سلمة بن سلامة بن وقش وقد شهد بدرا ، ومن قريش ثم من بنى عبد شمس بن عوف : سالم مولى أبى حذيفة ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة : أبو دجانة سماك بن خرشة بن أوس بن لوذان بن عبد ود ابن زيد بن ثعلبة . وشهد العقبة لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار ثم من بنى سلمة بن زيد بن جشم : نهيك بن نعمان بن خنسا وقد شهد بدرا ، وشهد بدرا من الانصار : عثمان بن عمرو بن رفاعة بن الحرث بن سوادة ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج ثم من بنى امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج : عبدالله بن رواحة . وشهد العقبة لبيعة لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار ثم من بنى حارثة بن الحرث : عبدالله بن سرخس بن النعمان بن أمية بن البرك وهو بدرى . وشهدها من الانصار ثم من بنى حرام بن كعب بن عمرو بن غنم ابن كعب بن سلمة : عبدالله بن عمرو بن حرام وهو نقيب وقد شهد بدرا . وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى عوف بن الخزرج ثم من بنى عبيد الله بن مالك بن سالم بن غانم بن الخزرج وهو الحلبي : عبدالله بن عبدالله بن أبى ابن سلول . ومن الانصار : عبدالله بن طارق البلوى حليف لهم ، ومن الانصار ثم بن بنى عمرو بن عوف : عبدالله بن سلمة بن مالك بن الحرث بن عدى بن العجلان ، ومن الانصار ثم من بنى حدرة بن عوف بن الحرث بن الخزرج : عبدالله بن عرفطة ، ومن الانصار ثم من بنى حدرة بن عوف : عبدالله بن عمير ، ومن الانصار ثم من بنى الابجر بن عوف بن الحرث بن الخزرج : عبدالله بن ربيع بن قيس بن عمرو بن عايد بن الابجر ، ومن الانصار ثم من بين لوذان بن
[ 101 ]
غنم : عبدالله بن ثعلبة بن حزمة بن أصرم حليف لهم ، ومن الانصار ثم من بنى عبيد بن عدى بن غنم بن كعب بن سلمة ثم من بنى خنسا بن شيبان بن عبيد : عبدالله بن جد بن قبس بن صخر بن خنساء ، ومن الانصار : عبدالله بن الحمير الاشجعى حليف لهم من أشجع ، ومن الانصار ثم من بنى خنسا : عبدالله بن عبد مناف بن نعمان بن شيبان بن عبيد بن عدى بن غنم بن كعب بن سلمة : عبدالله ابن قيس بن صخر بن جذام بن ربيعة بن عدى بن غنم ، واستشهد ببدر من المسلمين ثم من قريش : عبيدة بن الحرث بن المطلب قتله شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء ، وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الاوس : أبو قيس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة ، ومن قريش ثم من بنى تيم بن مرة : عامر بن فهيرة مولى أبى بكر ، ومن الانصار : عمارة بن حزم بن زيد ، ومن الانصار ثم من بنى مازن بن النجار ثم من بنى خنسا بن مدرك بن عمرو بن غنم بن مازن : عمير ويكنى عمير أبو داود بن عامر ابن مالك بن خنسا بن مدرك ، واستشهد من المسلمين يوم بدر من قريش ثم من بنى زهرة ، عمير بن أبى وقاص ، وشهد بدرا : عروة بن عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن بشير بن مالك بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان من مضر حليف بن نوفل بن عبد مناف ، ومن الانصار ثم من بنى سالم : عتبان بن مالك بن عمرو بن عجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو ابن الخزرج ، ومن الانصار ثم من بنى بياضة : فروة بن عمرو وقد شهد بدرا ، وشهد العقبة من الانصار ثم من بنى مازن بن النجار بن قيس بن أبى صعصعة زيد بن عوف بن مبذول ، وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى سواد بن كعب : واسم كعب ظفر : قتادة بن النعمان ، وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو مرثد الغنوى حليف حمزة بن عبدالمطلب ومات أبو مرثد سنة ثنتى عشرة وهو ابن ست وستين سنة ، ومن الانصار ثم من بنى زعورا بن عبد الاشهل : محمد بن مسلمة بن خالد بن مجدعة بن حارثة بن الحرث ، وشهد العقبة من الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عبد الاشهل : أبو الهيثم بن النيهان وهو نقيب وقد
[ 102 ]
شهد بدرا وهو أول من بايع بالعقبة ، وشهد العقبة من الانصار ثم من بنى سلمة : معاذ بن جبل بن عمرو بن عايذ بن عدى بن شاردة بن تزيد بن جشم وقد شهد بدرا ، وشهد بدرا : المقداد بن عمرو ، وشهد بدرا : مرثد بن أبى مرثد الغنوى : وشهد العقبة من الانصار ثم من بنى حارثة : أبو بردة بن نيار بن عمرو ابن عبيد وهو حليف لهم من بلى وهو بدرى . قلت وإسناد عروة فيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وقد توبع من طريق الزهري كما تقدم . وقد روى عن محمد بن إسحق باسناده إليه في تراجم ذكر ابن اسحق أنهم شهدوا بدرا ، والاسناد إلى ابن إسحق رجاله ثقات ، قال ابن اسحق في تسمية من شهد بدرا من الانصار ثم من بنى عامر بن مالك : الحارث بن الصمة بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول كسر بالورحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه . ومن الانصار ثم من بنى النجار : أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم بن مالك ابن النجار توفى بالقسطنطينية مع يزيد بن معاوية بن أبى سفيان سنة إحدى وخمسين ، وخوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك واسم البرك امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره . وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار ثم من بنى حبيب بن عدى بن حارثة : رافع بن المعلى وأبو لبابة بن عبد المنذر بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو ابن مالك بن الاوس كان خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر فرجعه وأمره على المدينة وضرب له بسهمه وأجره مع أهل بدر . وشهد بدرا من الانصار : ثم من الخزرج ثم من بنى زريق : رفاعة بن رافع بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق عبد حارثة بن مالك بن عصب بن جشم بن الخزرج . ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الاشهل ابن جشم بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس . واستشهد يوم بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار : سعد بن حيثمة . وشهد بدرا من الانصار ثم من الاوس : سعد بن حيثمة بن الحرث بن مالك بن كعب بن النجار ابن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن ملك بن الاوس . وشهد بدرا من الانصار : سهل بن حنيف بن واهب بن حكيم بن ثعلبة بن
[ 103 ]
مجدعة بن الحرث بن عمرو وعمرو الذى يقال له بحزج بن خنيس بن عمرو بن عوف ، ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عبد الاشهل : سلمة بن سلامة ابن وقش بن رعية بن زعورا بن عبد الاشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الاوس ، وشهد بدرا : عبدالله بن إ جحش بن رئاب بن يعمر ابن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن داود بن أسد بن خزيمة ، واستشهد يوم بدر من المسلمين من قريش : عبيدة بن الحارث بن عبد مناف قنلة شيبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصفراء . وأعاده بسنده إلا أنه قال قتله عتبة بن ربيعة قطع رجله فمات بالصهباء ، وشهد بدرا من الانصار ثم من الاوس : أبو عبس بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس ، واستشهد يوم بدر من المسلمين ثم من قريش ثم من بنى زهرة بن كلاب : عمير بن أبى وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ، وشهد بدرا من الانصار : عاصم بن ثابت بن قيس بن أبى الاقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن صعصعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ، وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى أمية بن زيد : عويم بن ساعدة ولم ينسبه بن اسحق ويقال إنه حليف لبنى عمرو بن عوف ويقال إنه من أنفسهم وشهد بدرا عكاشة بن محصن بن حسان بن كبير بن عنم بن داود بن أسد بن خزيمة حليف بنى عبد شمس ، وشهد بدرا : أبو أسيد مالك بن ربيعة ابن البدى بن عامر بن عوف بن حارثة بنب عمرو بن عامر . قال محمد بن إسحق : معاذ بن جبل بن عمرو بن أقيس بن عايد بن عدى بن كعب بن أدى شهد بدرا والقعبة وإنما ادعته بنو سلمة لانه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس ابن صخر بن صعا بن سيار بن عبيد بن عدى بن غنم بن كعب بن سلمة لامه ، وشهد بدرا : معاذ بن الحرث بن رفاعة بن سوار بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار وعفراء أمه وهى أم عوف ومعوذ كلهم شهد بدرا ، وعفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار . وشهد بدرا من الانصار ثم من الخزرج : معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب
[ 104 ]
ابن سلمة بن سعد بن على بن أسد بن شاردة ويقال سادرة بن تزيد بن جشم ابن الخزرج شهد بدرا وقتل أبا جهل فقطع عكرمة بن أبى جهل يده ثم عاش إلى زمن عثمان ، وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى الخزرج : أبو محمد الانصاري واسمه مسعود بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار . وشهد بدرا من الانصار ثم من بنى الخزرج : النعمان بن قوقل بن ثعلبة بن دعل بن فهم بن ثعلبة ابن غنم بن سالم بن عوف . وممن سماهم عبدالله بن أبى رافع من أهل بدر . رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبدالله الحضرمي وهو ثقة وجادة عن كتاب عبيد الله بن ابى رافع وهو ثقة وهم ثعلبة بن قبطى بن صخر بن سلمة بدرى . جبر بن أنس بدرى من بنى زريق ، وجبله من بنى بياضة بدرى ، والحرث بن النعمان بدرى . رواه الطبراني باسناد متصل وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . والحرث بن حاطب الانصاري من بنى حارثة رجع من الروحاء . وحصين بن الحرث بدرى شهد معه كل مشاهده من بنى عبدالمطلب بن عبد مناف . وفى إسناده ضرار بن صرد وهو ضعيف . وخليفة بن عدى بن بنى بياضة بدرى وإسناده ضعيف . ورفاعة بن رافع بدرى من بنى زريق وإسناده ضعيف . ممن سماهم الطبراني بغير إسناده : أوسر ويقال سليم أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من دوس قالط ذكره محمد بن اسحاق فيمن شهد بدرا . وزيد بن خارجة من بنى حارثة بن الخزرج بدرى كان ينزل المدينة توفى في خلافة عثمان . وسعيد بن عثمان بن خالد بن مخلد بن حارثة بن مالك بن عصب بن جشم بن الخزرج أبو عبادة الزرقى بدرى ويقال عبادة والصحيح أبو عبادة . وصهيب بن سنان بن مالك بن عمرو بن عبد بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن مناة بن نمر بن قاسط ابن وهب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ذكر هذه النسبة هشام الكلبى يكنى أبا يحيى . وأم صهيب سلمى بنت الحارث . وعثمان بن حبيب وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب يكنى أبا السائب وكان من مهاجرة الحبشة وقدم مكة قبل الهجرة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا . وعبد الله بن رواحة بن امرئ القيس بن مالك بن كعب بن
[ 105 ]
الحرث بن الخزرج عقبى بدرى استشهد يوم مؤتة . وعبد الله بن حذافة بن قيس بن عدى بن سعيد بن سهم بن عمرو بن ثصيص بن كعب بن لؤى لم يذكره عروة في أهل بدر وذكره ابن إسحق في مهاجرة الحبشة ، وروى في بعض الحدديث أنه من أهل بدر ، وذدكره أيضا عبادة الزرقى : ويقال أبو عبادة فمن قال أبو عبادة قال اسمه سعيد وقد تقدم نسبه ، وعن سهل بن سعد قال شهد أخى ثعلبة بن سعد بدرا وقتل يوم أخد ولم يعقب . رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف . وعن رفاعة بن رافع قال خرجت أنا وأخى خلاد إلى بدر على بعير لنا أعجف (1) . رواه الطبراني والبزار في حديث طويل وقد تقدمت طريق البزار في أوائل غزوة بدر . وعن المغيرة بن حكيم قال قلت لعبد الله شهدت بدرا قال نعم والعقبة مع أبى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن أحمد وهو ثبت . وعن الواقدي قال وفيها مات عبدالله بن كعب بن عاصم المازنى من إبن النجار وكان عليب خمس النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وصلى عليه عثمان بالمدينة يعنى سنة ثلاث وثلاثين . رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات . وعن الزهري عن عامر بن ربيعة وكان من كبراء بنى عدى وكان أبو شهد بدرا . رواه الطبراني فيه معاوية بن يحيى الصدفى وهو ضعيف ، وعن أبى إدريس الخولانى أن عبادة بن الصامت وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين شهدوا بدرا من ؟ فباء ليلة العقبة . رواه الطبراني وفيه معاوية بن يخيى الصدفى وهو ضعيف . وعن محمد بن الحنفية قال رأيت أبا عمرو وكان بدريا أحديا عقبيا . رواه الطبراني وفيه عبدالرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمى وهو ضعيف ، وعن أنيسة بنت عدى أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابن سلمة وكان بدريا قتل يوم أحد أحببت أن أنقله فآنس بقربه فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعدلته بالمجذر بن زياد على ناضح (2) له في عباءة فمر بهما فعجب لهما الناس فنظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سوى بينهما عملهما وكان عبدالله ثقيلا جسيما وكان المجذر قليل اللحم وهو الذى يقول : (1) أي مهزول . / / (2) أي جمل ، يتخذ للسقي غالبا .
[ 106 ]
أنا الذى يقال أصلى من بلى * أطعن بالصعدة حتى تنئنى ولايرى مجذرا يفرى فرى رواه الطبراني ورجاله ثقات ، وروى الطبراني في ترجمة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعنها ، وعن على بن عبد العزيز البغوي وهو ثقة قال ثنا الزبير بن بكار قلت وهو ثقة قال وشهد بدرا أبوها يعنى عمر بن الخطاب وعمها زيد وأخوالها عثمان وقدامة وعبد الله يعنى أبو مظعون وابن خالها السائب بن عثمان . وعن عمرو بن يحيى عن أبيه عن جده أبى حسن وكان بدريا عقيبا ذكر حديثا ذكرته في الحدود . رواه الطبراني وفيه حسين بن عبدالله الهاشمي وهو متروك . وعن مخلد الغفاري أن ثلاث أعبد لبنى غفار شهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرا . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وثقة ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فضل أهل بدر) * عن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر والذى نفسي بيده لو أن مولودا ولد في فقه أربعين سنة من أهل الدين يعمل بطاعة الله ويجتنب معاصي الله كلها إلى أن يرد إلى أرذل العمر أو يرد إلى أن يعلم بعد علم شيئا لم يبلغ أحدكم هذه الليلة وقال إن الملائكة الذين شهدوا بدرا لفضلاء على من تخلف منهم قلت له حديث في فضل أهل بدر رواه بن ماجة غير هذا رواه الطبراني وفيه جعفر بن مقلاص ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة أن رجلا من الانصار عمى فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخطط لى في دارى مسجد الاصلى فيه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اجتمع إليه قومه فبعثت رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل فلان فذكره بعض القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد شهد بدرا قالوا نعم ولكنه كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل الله طلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قلت روى أبو داود وابن ماجه بعضه رواه الطبراني في الاوسط وإسناده جيد . وعن أبى هريرة قال قال
[ 107 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لارجو أن لايدخل النار من شهد بدرا إن شاء الله . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . قلت وتأتى أحاديث في فضل أهل بدر وغيرهم من هذا النحو في مناقب حاطب وغيره إن شاء الله . وعن رفاعة بن مالك قال سمت أبى يقول إن جبريل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شهد بدرا من الملائكة فاضلنا قلت هو في الصحيح من حديث رفاعة نفسه وهنا من حديثه عن أبيه رواه الطبراني من رواية يحيى بن سعيد عن رفاعة ويحيى لم يدرك أحدا من أهل بدر والله أعلم . * (باب غزوة أحد) * * (باب فيما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام مما يتعلق بأحد) * عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت كأنى في درع حصينة ورأيت بقرا تنحر فأولت أن الدرع الحصينة المدينة وأن البقر نفر والله خير قال فقال أصحابه لو أنا أقمنا بالمدينة فان دخلوا علينا فيها قاتلناهم فقالوا والله يا رسول الله ما دخل علينا فيها في الجاهلية فكيف يدخل علينا فيها في الاسلام فقال شأنكم إذا فلبس لامته (1) قال فقالت الانصار رددنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيه فجاؤا فقالوا يا نبى الله شأنك إذا فقال إنه ليس لنبى إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال لما نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبو سفيان واصحابه قال لاصحابه إنى رأيت في المنام سيفى ذا الفقار انكسر وهى مصيبة ورأيت بقرا تذبح وهى مصيبة ورأيت على درعى وهى مدينتكم لا يصلون إليها إن شاء الله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو شيبة ابراهيم بن عثمان وهو متروك . قلت وله طريق في التعبير رواها البزار أبين من هذه . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت كأنى مردف كبشا وكأن ضبة سيفى انكسرت فأولت أنى أقتل كبش القوم وأولت ضبة (1) اللامة مهموزة : الدرع وقيل السلاح ، وقد يترك الهمز تخفيفا .
[ 108 ]
سيفى قتل رجل من عترتي فقتل حمزة وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة وكان صاحب اللواء . رواه الطبراني واللفظ له ، والبزار وأحمد ولم يكمله وفيه على بن زيد وهو شئ الحفظ وقد جاء من غير طريقه كما تراه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب فيمن استصغر يوم أحد) * عن رافع بن خديج أنه خرج يوم أحد فأراد النبي صلى الله عليه وسلم رده واستصغره فقال له عمى يا رسول الله إنه رام فأخرجه فأصابه سهم في صدره أو نحره فأتى عمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ابن أخى أصيب بسهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ندعه فيه فيموت مات شهيدا ، قال عبدالله بن حسين وحدثتني امرأته أنها كانت تراه يغتسل فيتحرك في صدره . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه ولم طريق أتم من هذه في مناقبة . وعن أسيد بن ظهير قال استصغر رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع بن خديج يوم أحد فقال له عمه أسيد بن ظهير يا رسول الله رجل رام فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابه سهم في لبته فجاء به عمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ابن أخى أصابه سهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحببت أن تخرجه أخرجناه وإن أحببت أن تدعه فانه إن مات وهو فيه مات شهيدا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن زيد بن حارثة قال استصغر النبي صلى الله عليه وسلم ناسا يوما أحد منهم زيد بن حارثة يعنى نفسه والبراء بن عازب وسعد بن حيثمة وأبو سعيد الخدرى وعبد الله ابن عمرو وجابر بن عبدالله . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن البراء قال عرضت أنا وابن عمر يوم بدر على النبي صلى الله عليه وسلم فاسصغرنا وشهدنا أحدا قلت هو في الصحيح خلا قوله وشهدنا أحدا رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب منه في وقعة أحد) * عن رجل من بنى تيم يقال له معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن طلحة بن عبيد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين . رواه أبو يعلى وفيه راولم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحد بين درعين . رواه البزار وفيه اسحق بن ابى فروة وهو ضعيف .
[ 109 ]
وعن ايوب بن النعمان عن أبيه عن جده قال رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين . رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن الزبير بن العوام قال عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا يوم أحد فقال من يأخذ هذا السيف بحقه فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال يا رسول الله أنا آخذه بحقه فما حقه قال فأعطاه اياه فخرج واتبعته فجعل لا يمر بشئ الا أفراه وهتكه حتى أتى نسوة في سفح الجبل ومعهن هند وهى تقول : نحن بنات طارق * نمشي على النمارق والمسك في المفارق * ان تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق * فراق غير وامق قال فحملت عليها فنادت بالصحراء فلم يجبها أحد فانصرفت عنها فقلت له كل صنيعك رأيته فأعجبني غير انك لم تقتل المرأة قال فانها نادت فلم يجبها أحد فكرهت أن أضرب بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة لا ناصر لها . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن قتاده بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من يأخذ هذا السيف بحقه فقام على فقال أنا يا رسول الله فقال اقعد فقعد ثم قال الثانية من يأخذد هذا السيف بحقه فقام أبوجانة فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه سيفه ذا الفقار فقام أبو دجانة ورفع على عينيه عصابة حمراء ترفع حاجبيه عن عينيه من الكبر ثم مشى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن خالد بن سليمان بن عبدالله بن خالد بن سماك بن خرشة عن أبيه عن جده أن أبا دجانة يوم أحد أعلم بعصابة حمراء فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ؟ ختال في مشيته بين الصفين فقال انها مشية يبغضها الله الا في هذا الموضع . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن عبدالله بن مسعود ان النساء يوم أحد كن خلف المسلمين يجهزن على قتلى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) فلما خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصوا ما أمر به أفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم في تسعة سبعة من الانصار ورجلان
[ 110 ]
من قريش وهو عاشرهم فلما رهقوه قال رحم الله رجلا ردهم عنا فقام رجل من الانصار فقاتل ساعة حتى قتل فلما رهقوه أيضا قال يرحم الله رجلا ردهم عنافلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا فجاء أبو سفيان فقال أعل هبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا الله أعلى وأجل قال أبو سفيان لنا عرى ولاعرى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله مولانا والكافرين لامولى لهم ثم قال أبو سفيان يوم بيوم بدر * يوم لنا يوم علينا ويوم نساء ويوم نسر * حنظلة بحنظلة وفلان بفلان وفلان بفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سواء اما قتلانا فأحياء يرزقون وقتلاكم في النار يعذبون ، قال أبو سفيان قد كانت في القوم مثلة فان كانت لعن غير ملا ما ما أمرت ولا نهيت ولاحببت ولاكرهت ولا ساءني ولاسرنى قال فنظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلت منها شيئا قالوا لا قال ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار فوضع رسول الله حمزة فصلى عليه وجئ برجل من الانصار فوضع إلى جنبه فصلى عليه فرفع الانصاري وترك حمزة حتى صلى عليه سبعين صلاة . رواه احمد وفيه عطاء بن الصائب وقد اختلط . وعن ابن عباس قال ما نصر الله عزوجل في موطن كما نصر في يوم أحد قال فأنكرنا ذلك فقال ابن عباس بينى وبين من أنكر ذلك كتاب الله عزوجل ان الله عزوجل يقول في يوم أحد (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه) والحس القتل (حتى إذا فشلتم) إلى قوله (ولقد عفاعنكم والله ذو فضل على المؤمنين) وانما عنى بهذا الرماة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع ثم قال احموا ظهورنا فان رأيتمونا قتلنا مقتل فلا تنصرونا وان رأيتمونا غنمنا فلا تشركونا فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم وأنا خوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعا في العسكر ينهبون وقد التفت صفوف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهم هكذا وشبك أصابع يديه وانتشوا فلما أخلت الرماة تلك الخلة التى كانوا فيها دخلت الجبل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بعضهم بعضا والتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثيرا وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم واجبان أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء
[ 111 ]
المشركين سبعة أو تسعة ورجال المسلمين حوله ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار انما كان تحت المهراس وصاح الشيطان قتل محمد فلم يشك أنه حق فمازلنا كذلك ما نشك أنه قتل حتى أذا طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السعدين نعرفه بتكفئه (1) إذا مشى قال وفرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا قال فرقى نحونا وهو يقول اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول مرة أخرى اللهم ليس لهم أن يعلونا حتى انتهى الينا فمكث ساعة فإذا أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل أعل هبل مرتين يعنى آلهته أين ابن أبى كبشة أين ابن أبى قحافة أين ابن الخطاب فقال عمر يا رسول الله أفلا أجيبه قال بلى قال فلما قال اعل هبل قال عمر الله أعلى قال فقال أبو سفيان يا ابن الخطاب انه قد انعمت عنها أو فعال عنها (2) فقال أين ابن أبى كبشة أين ابن أبى قحافة أين ابن الخطاب فقال عمر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر وها أنا ذا عمر فقال أبو سفيان يوم بيوم بدر الايام دول والحرب سجال قال فقال عمر لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النارا ، قال أبو سفيان إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا ثم قال أبو سفيان أما انكم ستجدون في قتلاكم مثلا ولم يكن ذلك عن سرائنا قال ثم أدركته حمية الجاهلية قال فقال أما إنه كان ذلك فلم نكرهه . رواه أحمد وفيه عبدالرحمن بن ابى الزناد وقد وثق على ضعفه . وعن المسور بن مخرمة قال قلت لعبد الرحمن بن عوف أي خال أخيرنى عن قصتكم يوم بدر قال اقرأ بعد العشرين ومائة من آل عمران تجد قصتنا (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) إلى قوله (إذ (1) أي تمايله . (2) كان الرجل من قريش إذ أراد ابتداء أمر عمد إلى سهمين فكتب على احدهما نعم وعلى الآخر لاثم يتقدم إلى الصنم و ؟ جيل سهامه فان خرج سهم نعم أقدم وان خرج سهم لا امننع ، وكان أبو سفيان لما اراد الخروج إلى احد استفتى هبل فخرج له سهم الانعام فذلك ق ؟ له لعمر : أنعمت فعال عنها أي تجاف عنها ولا تذكرها بسوة يعنى آلهتم .
[ 112 ]
همت طائفتان منكم أن تفشلا) قال هم الذين طلبوا الامات من المشركين إلى قوله (ولقد كنتم تمنعون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظورن) قال فهو يتمنى لقاء المؤمنين إلى قوله إذ تحسونهم باذنه . رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن على قال لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت والله ما كان ليفر ولا أراه في القتلى ولكن أرى الله غضب علينا بما ضنعنا فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم فما لى خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن سيفى ثم حملت على القوم فرجوا لى فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم . رواه أبو ؟ على وفيه محمد بن مروان العقيلى وثقه أبو داود بن ابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت حدثنى أبوقال لما انصرف الناص عن النبي صلى الله عليه وسلم كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أنظر إلى رجل يقاتل بين يديه فقلت كن طلحة فلما نظرت فإذا أنا بانسان حلفى كأنه طائر فلم أشعر أن أدركني فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا طلحة بين يديه صريعا قال دونكم أخوكم فقد أوجب فتركناه وأقبلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قد أصاب رسول لله صلى الله عليه وسلم في وجهه سهمان فأردت أن أنزعهما فما زال أبو عبيدة يسئلنى ويطلب إلى حتى تركته ينزع أحد السهمين وأزم (1) عليه بأسنانه فقلعه وابتدرت احدى ثنيتيه قم لم يزل يسكنى ويطلب إلى أن أدعه نيزع الآخر فوضع ثنيته على السهم وأزم عليه كراهية أن يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تحول فنزعه وابتدرت ثنيته أو إحدى ثنيتيه قال فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا . رواه البزار وفيه اسحق ابن يحيى بن طلحة وهو متروك . وعن كعب بن مالك قال لما كان يوم أحد وصرنا إلى الشعب كنت أول من عرفته فقلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلى بيده أن اسكت ثم آلبسنى لامته ولبس لامتي فلقد ضربت حتى جرحت عشرين جراحة أو قال بضعة وعشرين جراحا كل من يضربني يحسبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختار ورجال الاوسط ثقات . وعن سعد (1) أي عض . [ * ]
[ 113 ]
قال لما جال الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الجولة يوم أحد قلت أدوم فاما أن أستشهد واما أن الجو حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا كذلك إذا أنا برجل مخمر وجهه ما أدرى من هو فأقبل المشركون يجيئون نحوه إذ قلت قدر كبوه فملا يده من الحصى ثم رمى به في وجوههم فمضوا على أعقابهم القهقرى حتى حاروا وصاروا بازاء الجبل ففعل ذلك مرارا وما أدرى من هو وبيني وبينه المقداد فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال لى المقداد يا سعد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقلت وأين هو فأشار لى المقداد إليه فقمت ولكأ ؟ ما لم يصبنى شئ من الاذى فقال أين كنت منذ اليوم يا سعد وأجلسني أمامه فجلست أرمى وأقول اللهم سهما أرمى به عدوك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم استجب لسعد اللهم سدد رميته ايها سعد فداك أبى وأمى فما من سهم أرمى به الا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سدد رميته واجب دعوته ايها سعد حتى إذا فرغت من كنانتي نثر لى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانته فناولني سهما ليس فيه ريش فكان أشد من غيره ، قال الزهري إن الاسهم التى رمى بها سعد يومئذ ألف مهم . رواه البزار وفيه عثمان بن عبدالرحمن الوقاصى وهو متروك . وعن قتادة بن النعمان قال اهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فرميت بها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت سنتها ولم أزل على مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام توجهي كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت رأسي لاقى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمى أرميه فكان آخرها سهما ؟ درت منها حدقتى بكفى فسعيت بها في كفى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفى دمعت عيناه فقال اللهم ان قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن قتادة بن النعمان قال كنت نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أقى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهي وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيا لظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره حتى امتلا ظهره سهاما وكان ذلك يوم أحد . رواه الطبراني وفيه من (* سادس مجمع الزوائد)
[ 114 ]
لم أعرفه . وعن ابن عباس قال ما قى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبد لله بن مسعود قلت فأين كان على قال بيده لواء المهاجرين . رواه البزار والطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن محمود بن لبيد قال قال الحارث بن الصمة سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الشعب هل رأيت عبدالرحمن بن عوف قلت نعم يا رسول الله رأيته على جر الجبل (1) وعليه عسكر من المشركين فهويت فرأيتك فعدلت إليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما إن الملائكة تقاتل معه قال الحارث فرجعت إلى عبدالرحمن فأخذ بين نفر سبعة صرعى فقلت له ظفرت يمينك اكل هؤلاء قتلت قال اما هذا لارطاة بن شرحبيل وهذا فأنا قتلتهما وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره قتل صدق الله ورسوله . رواه الطبراني والبزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف . وعن ابى سعيد انه قال أصبت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فاستقبله مالك بن سنان فمص جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن ينظر إلى من خالط دمى دمه فلينظر إلى مالك بن سنان . رواه الطبراني . وعن الزبير بن العوام قال رأيت هند ابنة عتبة كاشفة عن ساقها يوم أحد فكأني أنظر إلى جدم في ساقها وهى تحرض الناس ، رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن أبى رافع قال لما قتل على أصحاب الالوية قال جبريل عليه السلام يا رسول الله إن هذه لهى المواساة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه منى وأنا منه قال جبريل وأنا منكما يا رسول الله . رواه الطبراني وفيه حبان بن على وهو ضعيف ووثقه ابن معين في رواية ومحمد بن عبيد الله بن أبى رافع ضعيف عند الجمهور ووثقه ابن حبان . وعن صفية بنت عبدالمطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى أحد جعل نساءه في أطم (3) يقال له فارع وجعل معهن حسان بن ثابت وكان حسان يطلع على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا شد على المشركين اشتد معه في الحصن وإذا رجع رجع وراءه قالت فجاء أناس من اليهود فبقى أحدهم في الحصن حتى أطل علينا فقلت لحسان قم إليه فاقتله فقال ما ذاك في ولو كان في لكنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت صفية رأسه حتى قطعته قالت يا حسان قم (1) أي أسفله ، وفى الاصل (حر) بالحاء وهو غلط . / / (2) أي ابتلعه / / (3) أي بناء مرتفع [ * ]
[ 115 ]
إلى رأسه فارم به إليهم وهم أسفل من الحصن فقال والله ما ذلك في قالت فأخذت برأسه فرميت به عليهم فقالوا قد والله علمنا ان محمدا لم يكن يترك أهله خلوفا ليس معهم أحد وتفرقوا فذهبوا قالت ومر قبل سعد بن معاذ وبه أثر صفرة كأنه كان مقرنا قبل ذلك وهو يقول : مهلا قنيلا تدرك الهيجا حمل * لا بأس بالموت إذا حان الاجل رواه الطبراني في الكبير والاوسط من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد خاض أهل المدينة خيضة وقالوا قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة فخرجت امرأة من الانصار محرمة فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها لاأدرى أيهم استقبلت وأولا فلما مرت على أحدهم قالت من هذا قالوا أبوك أخوك زوجك ابنك تقول ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون امامك حتى دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت بأبى أنت وأمى يا رسول الله لا أبالي إذ سلمت من عطب . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه محمد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الزبير قال اجتمعت على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة يوم أحد فلم يبق أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعنى بالمدينة حتى كثرت القتلى فصرخ صارخ قد قتل محمد فبكين نسوة فقالت امرأة لا تعجلن بالبكاء حتى أنظر فخرجت تمشى ليس لهاهم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤال عنه . رواه البزار وفيه عمر بن صفوان وهو مجهول . وعن عقبة مولى جبر بن عتيك قال شهدت أحدا مع موالى فضربت رجلا من المشركين فلما قتلته قلت خذها منى وأنا الرجل الفارسى فلما بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا قلت خذها وأنا الغلام الانصاري فان مولى القوم من أنفسهم . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب قال فلما كان عام أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وأنزل الله أنزل الله عزوجل (أو لما أصابتكم مصيبة قد أسبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شى
[ 116 ]
قدير) يأخذكم الفداء . رواه الطبراني في آخر حديث عمر الذى في الصحيح في مسنده الكبير . وعن سهل بن سعد أنه قال يا رسول الله يوم أحد ما رأينا مثل ما أتى فلان أتاه رجل لقدفر الناس ومافر ما ترك للمشركين سادة ولاقادة إلا اتبعها يضربها بسيفه قال ومن هو فنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسبه فلم يعرفه ثم وصف له بصفته فلم يعرفه حتى طلع الرجل بعينه فقال ذا يا رسول الله الذى أخبرناك عنه فقال هذا فقالوا نعم فقال إنه من أهل النار فاشتد ذلك على المسلمين قالوا أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار فقال رجل من القوم يا قوم انظروني فو الذى نفسي بيده لا يموت إلا مثل الذى أصبح عليه ولاكونن صاحبه من بينكم ثم راح على حدة في العدو فجعل الرجل يشد معه إذا شد ويرجع معه إذا رجع فينظر ما يصير إليه أمره حتى أصابه جرح أدلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالارض ثم وضع ذبابه (1) بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من ظهره وخرج الرجل يعد ويقول أشد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله حتى وقف بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وذاك ماذا فقال يا رسول الله الرجل الذى ذكر لك فقلت إنه من أهل النار فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا أينا من أهل الجنة إذا كان فلان من أهل النار فقلت يا قوم أنظروني فوالذي نفسي بيده لا يموت مثل الذى أصبح عليه ولاكونن صاحبه من بينكم فجعلت أشد معه أو أشد وأرجع معه إذا رجع أنظر إلى ما يصير أمره حتى أصابه جرح أدلقه فاستعجل الموت فوضع قائم سيفه بالارض ووضع ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه حتى خرج من بين ظهره فهو ذاك يا رسول الله يضطرب بين أضغاثه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وانه من أهل النار وان الرجل ليعمل عمل أهل النار حتى يبدو للناس وانه لمن أهل الجنة قلت هو في الصحيح باختصار - رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص سلام عليك أما بعد فقد جاءني (1) ذباب السيف . طرفه الذى يضرب به ، يريد هنا رأسه . [ * ]
[ 117 ]
كتابك بذكر ما جمعت الروم من الجموع وانا لم ينصرنا الله مع نبيه صلى الله عليه وسلم بكثرة عدد ولا بكثرة جنود فقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا الا فريسات وان نحن الا نتعاقت الابل وكنا يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معنا إلا فرس واحد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركبه ولقد كان يظهرنا ويعيننا على من يخالفنا واعلم يا عمرو ان أطوع الناس لله أشدهم بغضا للمعاصي فأطع الله وائمر اصحابك بطاعته . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الشاذكونى والواقدى وكلاهما ضعيف . وعن عبدالرحمن بن عوف في قوله (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) قال ألقى علينا النوم يوم أحد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن سبرة بن معبد أنه حضر أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه أصابته رمية بحجر في رجله فلم يزل منها ضالعا (1) حتى مات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن أنس بن مالك قال كنا ننقل الماء في جلود الابل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم شج في وجهه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو الحوارى وهو ضعيف وقد وثق . وعن أبى أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رماه عبدالله بن قمئة بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر رباعيته وقال خذها وأنا ابن قمئة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه مالك أقمأك الله فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة . رواه الطبراني وفيه حفص بن عمر العبدرى (2) وهو ضعيف . وعن سهل ابن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اشتد غضب الله على قوم هشموا (3) البيضة على رأس نبيهم وهو يدعوهم إلى الله . رواه البزار واسناده حسن . (1) ضلع بالكسر يضلع ضلعا بالتحريك ، وضلع بالفتح يضلع ضلعا بالتسكين : أي مال عن الاستواء . / / (2) في الاصل (العدى) ولعله (العبدرى) كما في لسان الميزان . / / (3) الهشم : الكسر ، والبيضة : الخوذة . [ * ]
[ 118 ]
* (باب مقتل حمزة رضى الله عنه) * عن الزبير يعنى ابن العوام انه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى قال فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم فقال المرأة المرأة قال الزبير فتوسمت انها أمي صفية قال فخرجت أسعى إليها قال فأدركها قتل أن تنتهى إلى القتلى قال فلدمت (1) في صدري وكانت امرأة جلدة قالت إليك عنى لاأرض لك فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك قال فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت هذان ثوبان جئت بهما لاخى حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الانصار قتيل فعل كما فعل بحمزة قال فوجدنا غضاضة وخنى أن يكفن حمزة في ثوبين والانصاري لاكفن له فقلنا لحمزة ثوب وللانصاري ثوب فقدرنا هما فكان أحدهما أكبر من والآخر فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذى طار له . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه عبدالرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف وقد وثق . وعن ابى عباس قال لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تسأل ما صنع فلقيت عليا والزبير فقالت يا على ويا زبير ما فعل حمزة فأوهماها أنهما لا يدريان قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنى أخاف على عقلها فوضع يده على صدرها فاسترجعت وبكت ثم قال عليه وقال لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير ثم أتى بالقتلى فجعل يصلى عليهم فيوضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة مكانه ثم دعا بتسعة فكبر سبع تكبيرات حتى فرغ منهم . رواه البزار والطبراني وقد روى مسلم في مقدمه كتابه وابن ماجه قصة الصلاة عليهم فقط وفى إسناد البزار والطبراني يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف . وعن جابر قال لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق . رواه البزار وفيه عبدالله ابن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه . وعن جابر قال لما جرد رسول الله (1) أي ضربت ودفعت . [ * ]
[ 119 ]
صلى الله عليه وسلم حمزة بكى فلما رأى مثاله شهق . رواه الطبراني وفيه المفضل به صدقة وهو متروك . وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى مقتل حمزة فقال رجل أعزك الله أنا رأيت مقتله فانطلق فوقف على حمزة فرآه قد شق بطنه وقد مثل به فقال يا رسول الله قد مثل به فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظرهانى القتلى وقال أنا شهيد على هؤلاء لفوهم بدمائهم فانه ليس مجروح يجرح في سبيل الله الا جاء جرحه يوم القيامة يدما لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآنا واجعلوه في اللحد . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن رسول الل صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة ابن عبدالمطلب حين استشهد فنظر إلى منظر لم ينظر إلى منظر أوجع للقلب منه أو أوجع لقلبه منه ونظر إليه وقد مثل به فقال رحمة الله عليك ان ك ؟ ت ما علمت لوصولا للرحمن فعولا للخيرات والله لولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطوى السباع أو كلمة نحوها أما والله عللى ذلك لامثلن بسبعين كميتتك فنزل جبريل عليه السلام لعيه محمد صلى الله عليه وسلم بهذه السورة وقرأ (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) إلى آخر الاية فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك عن ذلك . رواه البزار والطبراني وفيه صالح بن بشير المزني وهو ضعيف . وعن أبى أسيد الساعدي قال أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة ابن عبدالمطلب فجعلوا يحرون النمرة (1) على وجهه فيكشف قد ماه ويجرونها على قدمية فيكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الارياف والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يبصبر على لاوائها (2) وشدتها أحد الا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن جعفر قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة ثوم أحد وهو يدفنه فلف في نمرة فبدت فدماه (1) كل شملة مخططة من مأزر الاعراب فهى نمرة ، كأنها اخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض . / / (2) اللاواء : ضيق المعيشة والشدة . [ * ]
[ 120 ]
حين خمرو رأسه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحرمل فجعل على قدمية وقال لولا أن يحرن لذدلك الناسء لتركنا حمزة بالعراء لعافية (1) الطير والسباع . رواه الطبراني وفيه عبدالعزير بن يحيى المدين وهو متروك . وعن ابن عباس قال لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم لعى حمزة نظر إى ما به فقال لولا أن يحزن نساؤنا ما غيبته ولتركته حتى يكون ف بطون السباع وحواصل الطير يبعثه الله مما هنال قا لو أحزنه ما رأى به فقال لئن ظفرت بهم لامثلن بثلاثين رجلا منهم فل أنزل الله عزوجل في ذلك (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) إلى قوله (يمكرون) ثم أمر فهيئ إلى القبلة ثم كبر عليه تسعا ثم جمع إليه الشهداء كلما أتى بشهيد وضع إلى جنبه فصلى عليه وعلى الشهداء اثنين وسبعين صلاة ثم قالم على أصحابه حتى واراهم ولما نزل القرآن عقا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجاوز وترك المثل . رواه الطبراني وفيه احمد بن أيوب ابن راشد وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قتل حمزة يوم أحد وقتل معه رجل من الانصار فجاءته صفية بنت عبدالمطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة فلم يكن للانصاري كفن فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم بين لاثوبين ثم كفن كل واحد منهما ف يثوب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عمر وأنس بن مالك قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحمد سمع نساء الانصار يبكين فقال لكن حمزة لابواكى له فبلغ ذلك نساء الانصار فبكين حمزة فنام رسول اله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهن يبكين فقال يا ويحهن مازلن يبكين منذ اليوم فليبكين (2) ولا يبكين على هالك (3) بعد اليوم . رواه أبو يعلى باسناين رجال أحدهما رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد بكت نساء الانصار على شهدائهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لكن حمزة بواكي له فرجع الانصار فقلن لنسائدهم لا تبكين أحدا حتى تبعدان بحمزة قال فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتا إلا بأن بحمزة . رواه الطبراني فيه يحيى بن (1) العافية : كل طالب رزق من انسان أبو بهيمة أو طائر ، وقد تقع العافية على الجماعة . / / (2) في الاص ل (فلتبكين)) . / / (3) أي ميت . [ * ]
[ 121 ]
مطيع الشيباني ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن وجشى قال لما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد قتل حمزة تفل في وجهى ثلاث تفلات ثم قال لا تريني وجهك . رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وثقه أبو حاتم وقال يخطئ والناسئى . وعن وجشى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لى وحشى قلت نعم قال قتلت حمزة قلت نعم والحد لله الذى أكرمه بيدى ولم يهنى بيده قالت له قريش أتحبه وهو قاتل حمزة فقلت يا رسول الله فاستغفر لى فتفل في الارض ثلاثة ودفع في صدري ثلاثة وقال وحشى اخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله . رواه الطبراني وإسناده حسن . قتل وله طريق أتم من هذه في مناقب وحشى . (باب منه وقعة أحد) عن ابن عباس قال لما انصر ف أبو سفيان والمشركون عن أحد وبلغوا الروجاء قال أبو سفيان لا محمدا قتلتم ولا لالكواعب أردفتم شرما صنعتم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمر الاسد أو بئربنى عينة فأهزل الله عزوجل (الذى اتجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) وذلك أن أبا سفيان قال للنبى صلى الله عليه وسلم موعدك موسم بدر حيث قتلتم أصحابنا فأما الجبان فرجع وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجالرة فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوفوا فأنزل الله جل ذكره (فانقلبواه بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوة) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة . (باب في دعائه صلى الله عليه وسلم بأحد) عن عبيدالله بن عبيدالله الزرقى عن أبيه وقال الفزارى مرة عن ابن ررفاعة الزرقى عن أبيه وقالت غير الفزارى عن عبيد الله بن رفاعة الزرقى عن أبيه وقال غير الفزارى عن عبدالله بن رفاعد الزرقى قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى أثنى على ربى فصاروا حلقة صفوفا فقال الله لك الحمد كلمه اللهم لاقابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولاهادى لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطى لما منعت ولا
[ 122 ]
مانع لما أعطيت ولا مقرب لما بعدت ولا معبد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورجمتك وفضلك ورزقك اللهم إنى أسألك النعيم المقيم الذى لا يحول ولايول اللهم إنى أسألك النعيم يوم الغلبة والامن يوم الخوف اللهم عائذ بك من شر ما أعطينا وشر ما منعت منا اللهم حبب الينا الايمان وزينة في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصاحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة الذى يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم زجرك وعدابك اللهم قاتل كفرة الذين أوتوا الكتاب اله الخلق . رواه أحمد والبزار واقتصر على فيد بن رفاعة عن أبيه وهو الصحيح . وقال اللهم قاتل كفرة أهل الكتاب ، ورجال أحمد رجال الصحيح . * (باب فيمن أحسن القتال يوم أحد) * عن جابر قال دخل على رضى الله عنه على فاطمة رحمة الله عليها يوم أحد فقال : أفاطم (1) هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بلئيم لعمري لقد أبليت في نصر (2) أحمد * ومرضاة رب بالعباد عليم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه سهل بن حنيف وابن الصمة وذكر آخر قنسبه معلى فقال جبريل صلى الله عليه وسلم يا محمد هذا وأبيك المواساة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جبريل إنه منى فقال جبريل صلى الله عليه وسلم وأن ا منكما . رواه البزار وفيه معلى بن عبدالرحمن الواسطي وهو ضعيف جدا وقال ابن عدى أرجو أنه لا بأس به . وعن سهل بن حنيف قال جاء على إلى فاطمة رضى الله عنها يوم أحد فقال امسكي سيفى هذا فقد أحسنت به الضرب اليوم (1) في الاصل (أيا فاطم) . / / (2) في الاصل (نصرة) . [ * ]
[ 123 ]
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت أحسنت القتال فقد أحسنه عاصم بن ثابت وسهل بن حنيف والحرث بن الصمة . رواه الطبراني وفيه أيوب بن أبى أمامة قال لاأدرى منكر الحديث . وعن ابن عباس قال دخل على بن أبى طالب على فاطمة يوم أحد فقال خذى هذا السيف غير ذميم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن كنت أحسنت القتال لقد أحسنه سهل بن حنيف وأبو دجانة سماك بن خرشة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب فيمن استشهد يوم أحد) * عن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر أصحاب أحد أما والله لوددت انى غودرت مع أصحابي بجص الجبل يعنى سفح الجبل . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن اسحق وقد صرح بالسماع . وعن ابن عمر قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف على أصحابه فقال أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فو الذى نفس محمد بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالاعلى بن عبدالله بن أبى فروة وهو متروك . وعن سعيد ابن جبير قال أصيب حمزة يوم أحد . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن اسحق في تسمية من استشهد يوم أحد من المسلمين ثم من المهاجرين حمزة بن عبدالمطلب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . قلت وقد سمى ابن شهاب جماعة استشهدوا يوم أحد باسناد واحد تقدم كثير منهم فيمن شهد بدرا وأذكر من بقى ورجاله إلى ابن شهاب رجال الصحيح : فمنهم من الانصار ثم من بنى الحارث بن الخزرج : أوس بن الارقم ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : أنيس بن قتادة ، ومن الانصار ثم من بنى النبيت : اياس بن أوس ، من الانصار ثم من بنى سعادة : ثعلبة بن سعيد بن مالك ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : حنظلة بن أبى عامر وهو الذى غسلته الملائكة ، ومن الانصار ثم من بنى النبيت : الحرث بن أوس بن رافع ، ومن الانصار ثم من بنى زريق ذكوان بن عبد قيس ، ومن الانصار ثم من بنى سواد : رفاعة بن عمير ، ومن
[ 124 ]
الانثار ثم من بنى الحرث : سعد بن الربيع ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث ابن الخزرج : سعد بن سويد ، ومن الانصار ثم من بنى سواد : سعد بن أبى قيس بن أبى كعب بن القين ، ومن الانصار ثم من بنى سلمة : عبدالله بن عمرو ابن حرام . قلت وقد ذكر عروة بن الزبير فيمن استشهد يوم أحد جماعة منهم من تقدم فيمن شهد بدرا وأذكر من بقى منهم ، ومن الانصار ثم من بين النجار : أوس بن المنذر ، ومن الانصار ثم من بنى معاويد بن عمرو : اياس ابن أوس ، ومن الانصار ثم من بنى سعادة : ثعلبة بن سعد بن مالك ابن خالد بن ثعلبة بن حارثة ، وقتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين يوم أحد ثم من بنى هاشم : حمزة بن عبدالمطلب فقتله وحشى بن حرب ، ومن الانصار ثم من بنى عرمو بن عوف : الحارث بن أوس بن رافع ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : ذكروان بن عبد قيس ، ومن الانصار : رفاعة بن اوس بن زعور ابن عبد الاشهل ، ومن الانصار ثم من بنى معاوية بن عوف : ربيعة بن الفضل بن حبيب ابن يزيد بن تميم ، واستشهد يوم أحد من المشسلمين من قريش ، ربيعة بن اكتم حليف بنى أسد بن عبد شمس من بنى أسد ، ومن الانصار : سعد بن الربيع ، ومن الانصار ثم من بنى النبيت : سليط بن ثابث بن وقش . واستشهد يوم أحمد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى أمية بن عبد شمس : عبدالله بن جحش حليف لهم من بنى أسد بن خزيمية ، ويأتى حديث سعد في كيفية قتله في مناقب عبدالله ابن جچش ان شاء الله ، ومن الانصار ثم من بنى سلمة : عبدالله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة . قال الطبراني : مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى من المهاجرين الاولين استشهد يوم أحد . * (باب تاريخ وقعة أحدا) * عن محمد بن اسحق قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة حين صلى الجمعة فأصبح بالشعب من أحد فاتقوا يوم السبت في النصف من شوال . الطبراني ورجاله ثقات .
[ 125 ]
* (باب عزوة بنى النضير) * عن عبدالله بن أبى أوفى قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كل أصحابه وهو يغسل رأسه فقال يا محمد قد وضعتم أسلحتكم وما وضعت الملائكة بعد أوزارها فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه قبل أن يفرغ من غسله فأتوا النضير ففتح الله له . رواه الطبراني وفيه نعيم بن حبان وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال يخطئ . * (باب غزوة بئر معونة) * عن سهل بن سعد أن عامر بن الطفيل قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فراجع النبي صلى الله عليه وسلم وارتفع صوته وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عامر غض من صوتك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أما أنت وذاك فقال ثابت أما والذى أكرمه لولا أن يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم لضربت بهذا السيف رأسك فنظر إليه عامر وهو جالس وثابت قائم فقال أما والله يا ثابت لئن عرضت نفسك لى لتولين عنى فقال ثابت أما والله يا عامر لئن عرضت نفسك للساني لتكرهن حياتي فعطس ابن أخى لعامر بن الطفيل فحمد الله فشمته النبي صلى الله عليه وسلم ثم عطس عامر بن الطفيل فلم يحمد الله فلم يشمته النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر شمت هذا الصبى ولم تشمتنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا حمد الله قال ومحلوفه لاملانها عليك خيلا ورجالا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يكفينيك الله وابنا قيلة ثم خرج عامر فجمع للنبى صلى الله عليه وسلم فاجتمع من بنى سليم ثلاثة أبطن هم الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا عليهم في صلاة الصبح اللهم العن لحيانا ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله الله أكبر فدعا النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة ليلة فلما سبع أن عامرا جمع له بعث النبي صلى الله عليه وسلم عشرة فيهم عمرو بن أمية الضمرى وسائرهم من الانصار وأميرهم المنذر بن عمرو فمضوا حتى نزلوا بئر معونة فأقبل حتى هجم عليهم فقتلهم كلهم فلم يفلت منهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب فأوحى الله عزوجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم يوم قتلوا خير أصحابه
[ 126 ]
فقال قد قتل أصحابكم من ورائكم (1) فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على عامر بن الطفيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اكفني عامرا فكفاه الله إياه فأقبل حتى نزل بفنائه فرماه الله بالذبحة في حلقه في بيت امرأة من سلول فأقبل ينزو وهو يقول يا آل عامر غدة كغدة الجمل في بيت سلولية ترغب أن تموت في بيتها فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها وكان أربد بن قيس أصابته صاعقة فاحترق فمات فرجع من كان معهم . رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث حراما أخا أم سليم في سبعين رجلا قتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين يومئذ عامر بن الطفيل وكان هو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اختر منى ثلاث خصال يكون لك السهل ويكون لى أهل الوبر أو اكون خليفة من بعدك أو أغزوك بغطفان ألف أسف وألف سفرا . قال فطعن في بيت امرأة من بنى فلان قال غذة كغدة البعير في بيت امرأة من بنى فلان ائتونى بفرسي فأتى به فركبه فمات وهو على ظهره فانطلق حرام أخو أم سليم ورجلان معه من بنى أمية ورجل أعرج فقال لهم كونوا قريبا منى حتى آتيهم فان أمنوني وإلا كنت قريبا منكم (2) فان قتلوني أعلمتم أصحابكم قال فأتاهم حرام فقال تؤمنونى أبلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم قالوا نعم فجعل يحدثهم وأومأ إلى رجل لهم من خلفهم فطعنه حتى أنفذه بالرمح قال الله أكبر فزت ورب الكعبة قال فقتلوهم كلهم غير الاعرض كان في رأس جبل فذكر الحديث ، وفى رواية قال همام فأراه ذكر مع الاعرج آخر على الجبل قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن كعب بن مالك قال جاء ملاعب الاسنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية فعرض عليه الاسلام فأبى أن يسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فانى لاأقبل هدية مشرك قال فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار فبعث إليهم يقوم فيهم المنذر بن عمرو وهو الذى يقال له المعنق ليموت أو اعتق عند الموت (3) فاستجاش (4) عليهم عامر بن الطفيل (1) في الاصل (قرورانكم) . / / (2) في الاصل (منى) . / / (3) الذى في الاصابة وفى نزهة الالباب في الالقاب لابن حجر (المعنق ليموت) فقط . (4) أي طلب لهم الجيش وجمعه عليهم . وفى الاصل (فاستجاش) بالمهملة ، والتصحيح من النهاية وغيرها . [ * ]
[ 127 ]
بنى عامر فابوا أن يطيعوه وأبوا أن يخفروا ملاعب الاسنة فاستجاش عليهم بنى سليم فأطاعوه فأتبعهم بقريب من مائة رجال رام فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم الا عمرو بن أمية . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن كعب بن مالك وغيره أن عامر بن مالك الذى يدعى ملاعب الاسنة قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مشرك فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لاأقبل هدية مشرك فقال عامر بن مالك ابعث يا رسول الله من رسلك من شئت فأنا لهم جابر فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا فيهم المنذر بن عمرو الساعدي وهو الذى يقال له اعتق ليموت عينا في أهل نجد فسمع بهم عامر بن الطفيل فاستغفر لهم من بنى سليم فنفروا معه فقتلهم ببئر مونة غير عمرو بن أمية الضمرى أخذه عامر بن الطفيل فأرسله فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم وكان فيهم عامر بن فهيرة فزعم لى عروة أنه قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوه يقول عروة كانوا يرون الملائكة هي دفنته فقال حسان يعرض على عامر بن الطفيل : بنى أم البنين ألم يرعكم * وأنتم من ذوائب أهل نجد تهكم عامر بأبى براء ليخفره وما خطأ كعمد فطعن ربيعة بن عامر بن ربيعة بن مالك عامر بن الطفيل (1) في فخذه طعنة فقده . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة بن الزبير قال ثم غزوة المنذر بن عمرو أخى بنى ساعدة إلى بئر معونة وبعث معهم المطلب السلمى ليدلهم على الطريق فبعث أعداء الله إلى عامر بن الطفيل يستمدونه فأمدوه على المسلمين فقتل المنذر بن عمرو واصحابه الا عمرو بن أمية الضمرى فانهم اسروه فاستحيوه حتى قدموا به مكة فهو دفن خبيب بن عدى وعرض المشركون على عروة بن الصلت يوم بئر معونة أن يؤمنوه فأبى فقتلوه فذكر لنا أن المسلمين قالوا يوم بئر معونة حين أحاط بهم الدو اللهم انا لانجد من يبلغ عنا رسولك غيرك اللهم فاقرأ منا عليه السلام وأخبره خبرنا . رواه (1) في الاصل زيادة (في حفرته عامر بن مالك) . [ * ]
[ 128 ]
الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع عليه . وعن محمد بن اسحق قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة وولى تلك الحجة والمحرم ثم بعث أصابه بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد فكان من حديثهم كما حدثنى اسحق عن المغيرة بن عبدالرحمن بن الحرث بن هشام وعبد الله بن أبى بكر بن محمد بن حزم وغيرهم من أهل العلم قالوا قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الاسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسلم ولم يبعد من الاسلام وقال يا محمد لو بعثت رجلا من أصحابك يدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى أخشى عليهم أهل نجد فقال أبو براء أنا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو أخابنى ساعدة بن الخزرج المعنق ليموت في أربعين رجلا من المسلمين من خيارهم منهم الحرث بن الصمة وحرام بن ملحان أخو بنى عدى بن النجار وعروة بن اسماء بن الصلت السلمى ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعى وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر ورجالا مسمين من خيار المسلمين فساروا حتى نزولا بئر معونة وهى بئرارض بنى عامر وحرة بنى سليم كلا البلدين منها قريب وهى من بنى سليم أقرب فلما نزلوا بعثوا حرام ابن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل فلما أتاهم لم ينظر في كتابه حتى غدا على الرجل فقتله ثم استصرخ بنى عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم وقالوا لن يخفر أبا براء وقد عقد لهم عقدا وجوازا فاستصرخ عليهم قبائل من بنى سليم عصية ورعلا وذكوان فأجابوه إلى ذلك فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا أسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم الاكعب بن زيد أخوبنى دينار بن النجار فانهم تركوه وبه رمق فارتث (1) من بين القبلى فعاش حتى قتل يوم الخندق وكان في السرح عمرو بن أمية الضمرى ورجل من الانصار أخو بنى عمرو بن عوف فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما الا الطير تحوم على العسكر فقالا والله إن لهذا الطير لشأنا فاقبلا لينظرا فإذا القوم في (1) الارتثاث أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد اثخنته الجراح . [ * ]
[ 129 ]
دمائهم وإذا الخيل التى أصابتهم واقفة فقال الانصاري لعمرو بن أمية ما ترى قال أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر فقال الانصاري لكنى ما كنت لارغب بنفسى عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو وما كنت لتجتزى عنه الرجال فقاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل وجز ناصيته رأعتقه عن رقبة زعم أنها على أمه فخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قباء أتاه رجلان من بنى عامر بن نزلا في ظل هو فيه وكان للعامريين عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوار فلم يعلم به عمرو بن أمية وقد سألهما حين نزل ممن أنتما قالا من بنى عامر فأمهلهما حتى ناما فغدا عليهما فقتلهما وهو يرى انه قد أصاب بهما ثأره من بنى عامر لما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد قتلت قتيلين لادينهما ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عمل أبى براء قد كنت لهذا كارها متخوفا فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه اخفار عامر إياه وما أصيب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواره فقال حسان بن ثابت يحرض ابن أبى براءة على عامر بن الطفيل : بنى أم البنين ألم يرعكم * وأنتم من ذوائب أهل ؟ جد تهكم عامر بأبى براء * ليخفره وما خطأ كعمد الا أبلغ ربيعة ذا المساعى (1) * بما أحدثت في الحدثان بعدى أبوك أبو الروب (2) أبو براء * وخالك ماجد حكم بن سعد فحمل ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل فطعنه بالرمح فوقع في فخذه فأشواه (3) ووقع عن فرسه فقال هذا عمل أبى براء فان أمت فدمي لعمى لايتبع به وان أعش فسأرى رأيى فيما أتى إلى . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن اسحق (1) في ديوان حسان المطبوع (ألا من مبلغ عنى ربيعا) . / / (2) في الديوان (أبو الفعال) . / / (3) يقال رمى فأشوى إذا لم يصب المقتل ، وشواء : أصاب شواته ، والشوى : جلد الرأس وقيل أطراف البدن كالرأس واليد والرجل . (9 سادس مجمع الزوائد)
[ 130 ]
* (باب فيمن استشهد يوم بئر معونة) * عن عروة في تسمية من استشهد يوم بئر معونة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوس بن معاذ بن أوس الانصاري الحكم بن كيسان الخزومى والحارث بن الصمة وسهل بن عمرو بن ثقب الانصار . ومن قريش ثم من بنى تيم بن مرة : عامر بن فهيرة . وفى اسناده ابن لهيعة وحديثه حسن إذا توبع وفيه ضعيف . وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد من المسلمين يوم بئر معونة : الحرث بن الصمة . ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن اسحق في تسمية من استشهد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بئر معونة : نافع بن يزيد ابن ورقاء الخزاعى . وعن عبدالله بن مسعود قال اياكم والشهادات فان كنتم لابد فاعلين فاشهدوا لسرية بعثم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصيبوا فنزل فيهم القرآن أن أبلغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا . رواه الطبراني وفى عطاء بن السائب وقد اختلط . * (باب غزوة الخندق وقريظة) * عن عمرو بن عوف المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق من أحمر السبختين طرف بنى حارثة عام حزب الاحزاب حتى بلغ المداحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا واحتج المهاجرون والانصار في سلمان الفارسى وكان رجلا قويا فقال المهاجرون سلمان منا وقالت الانصار منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان منا أهل البيت . رواه الطبراني وفيه كثير بن عبدالله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله ثقات . وعن البراء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسبه وضع ثوبه ثم هبط إلى الصخرة فأخد المعول فقال بسم الله فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال الله أكبر اعطيت مفاتيح الشام والله إنى لابصر قصورها الحمر من مكاني هذا ثم قال بسم الله وضرب أخرى فكسر ثلث
[ 131 ]
الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إنى لابصر المدائن وأبصر قصرها الابيض من مكاني هذا ثم قال بسم الله وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إنى لابصر أبواب صنعاء من مكاني هذا . رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق فخندق على المدينة فقالوا يا رسول الله إنا وجدنا صفاة (1) لا نستطيع حفرها فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا معه فلما أتى أخذ المعول فضرب به ضربة وك ؟ ر فسمعت هزة لم أسمع مثلها قط فقال فتحت فارس ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة (2) لم أسمع مثلها قط قال فتحت الروم ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هزة لم اسمع مثلها قط فقال جاء الله بحمير أعوانا وأنصارا . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما حيى بن عبدالله وثقه ابن معين وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال احتفر رسول الله الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة قال رجل نعم قال أمالا فتقدم فدلنا عليه فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه فارسلت امرأنه ان جئ فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتانا فجاء الرجل يسعى فقال بأبى وأمى وله معزة ومعها جديها فوثب إليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم الجدى من ورائنا فذبح الجدى وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت وأدركت وثردت فقربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه فيها فقال بسم الله اللهم بارك فيها اللهم بارك فيها اطعموا فأكلوا منها حتى صدروا ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقى ثلثاها فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه أن اذهبوا وسرحوا الينا نغديكم فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانه فأكلوا منها حتى شبعوا ثم قام ودعا لربة البيت وسمت عليها (3) وعلى أهلها ثم مشوا إلى الخندق فقال اذهبوا بنا إلى سلمان وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه (1) أي صخرة . / / (2) الهدة : الصوت . / / (3) التسميت بالسين وا ؟ شين : الدعاء . [ * ]
[ 132 ]
دعوني فأكون أول من ضربها فقال بسم الله فضربها فوقعت فلقة ثلثها فقال الله أكبر قصور الروم ورب الكعبة ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة فقال الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة فقال عندها المنافقون نحن بخندق وهو يعدنا قصور فارس والروم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله ابن احمد بن حنبل ونعيم العنبري وهما ثقتان . وعن ابى هريرة قال جاء الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ناصفنا تمر المدينة وإلا ملاتها عليك خيلا ورجالا فقال حتى أستأمر السعود سعد بن عبادة وسعد بن معاذ يعنى يشاورهما فقالا لا والله ما أعطينا المدينة من أنفسنا في الجاهلية فكيف وقد جاء الله بالاسلام فرجع إلى الحارث فأخبره فقال غدرت يا محمد قال فقال حسان : يا حار من يغدر بذمة جاره * منكم فان محمدا لا يغدر إن تغدروا افالغدر من عاداتكم (1) * واللؤم ينبت في أصول السخبر وأمانة النهدي حين لقيتها * مثل الزجاجة صدعها لا يجبر قال فقال الحارث كف عيا يا محمد لسان حسان فلو مزج به ماء البحر لمزج . رواه البزار والطبراني ولفظه عن أبى هريرة قال جاء الحارث الغطفانى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد شاطرنا تمر المدينة فقال حتى أستأمر السعود فبعث إلى سعد بن معاد وسعد بن عبادة وسعد بن الربيع وسعد بن حيثمة وسعد ابن مسعود فقال انى قد علمت أن العرب قدرمتكم عن قوس واحدة وان الحارث سألكم تشاطروه تمر المدينة فان أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في أمركم بعد فقالوا يا رسول الله أوحى من السماء فالتسليم لامر الله أو عن رأيك وهواك فرأينا نتبع هواك ورأيك فان كنت انما تريد الا بقاء علينا فوالله لقد رأيتنا واياهم على سواء ما ينالون منا تمرة الاشراءا أو قرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذا تسمعون ما يقولون قالوا غدرت يا محمد فقال حسان بن ثابت رضى الله عنه : (1) في الديوان المطبوع (فالغدر منكم شيمة) وكذلك فيه اختلاف بعض ألفاظ . [ * ]
[ 133 ]
يا حار من يغدر بذمة جاره * منكم فان محمدا لا يغدر وأمانة المرى حين لقيتها * كسر الزجاجة صدعها لا يجبر ان تغدروا فالغدر من عاداتكم * واللؤم ينبت في أصول السخبر ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق : والله لولا الله ما أهتدينا * ولا تصدقنا ولاصلينا فأنزلن سكينة علينا رواه البزار وأبو يعلى ورجاله ثقات . وعن أم سلمة قالت ما نسيت قوله يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن قد اغبر شعر صدره وهو يقول : اللهم ان الخير خير الآخره * فاغفر للانصار والمهاجره رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى . وعن رافع بن خديج قال لم يكن حصن أحصن من حصن بنى حارثة فجعل النبي صلى الله عليه وسلم النساء والصبيان والذراري فيه وقال ان ألم بكن أحد فالمعن بالسيف فجاءهن رجل من بنى ثعلبة ابن سعد يقال له نجدان أحد بنى حشاش على فرس حتى كان في أصل الحصن ثم جعل يقول للنساء انزلن إلى خير لكن فحركن السيف فأبصره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدر الحصن قوم فيهم رجل من بنى حارثة يقال له ظهير بن رافع فقال يا نجدان ابرز فبرز إليه فحمل عليه فرسه فقتله وأخذ رأسه فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الزبير بن العوام ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الخندق فجعل نساءه وعمته صفية في أطم (1) يقال له فارع وجعل معهم حسان بن ثابت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فرقى يهودى حتى أشرف على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عمته فقالت صفية يا حسان قم إليه حتى تقتله قال والله ما ذاك في ولو كان ذاك في لخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت صفية فاربط السيف على ذراعي ثم تقدمت إليه حتى قتلته وقطعت رأسه فقالت له خذ الرأس فارم به على اليهود قال ما ذلك في فأخذت هي الرأس فرمت (1) الاطم : البناء المرنفع . [ * ]
[ 134 ]
به على اليهود فقالت اليهود قد علمنا أن محمدا لم يكن يترك أهله خلوفا ليس معهم أحد فتفرقوا وذهبوا قالت عائشة فمر سعد بن معاذ وهو يقول : مهلا قليلا يدرك اليهجا حمل * لا بأس بالموت إذا حان الاجل قالت وما رأيت أحدا كان أجمل منه ذلك اليوم وكان عليه أثر صفرة وكان عليه درع مقلصة وقد تزوج فبنى بأهله قبل ذلك فعليه أثر زعفران قال وكان حسان إذا شد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكفار يفتح الاطم واذاكروا رجع معهم . رواه البزار وأبو يعلى باختصار وقال فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لصفية بسهم كما كان يضرب للرجال ، واسنادهما ضعيف . وقد تقدم الحديث من رواية صفية في وقعة أحد . وعن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ نساءه يوم الاحزاب أطما من آطام المدينة وكان حسان بن ثابت رجلا جبانا فأدخله مع النساء فأغلق الباب فجاء يهودى فقعد على باب الاطم فقالت صفية بنت عبدالمطلب انزل يا حسان إلى هذا العلج فاقتله فقال ما كنت لاجعل نفسي خطرا لهذا العلج فائتزورت بكساء وأخذت فهرا فنزلت إليه فقطعت رأسه . رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح ولكنه مرسل . وعن معاوية ابن الحكم قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزى أخى على بن الحكم فرسه خندقا فضرب الفرس فدق جدار الخندق ساقه فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم على فرس فمسح ساقه فما نزل عنها حتى برأ فقال معاوية بن الحكم في قصيدة له : فأنزاها على فهى تهوى * هوى الدلو مترعة بسدل صفوف الخندقين فأهرقته * هوية مظلم الحالين عمل فعصب رجله فمشى عليها * سمو الصقر صادف يوم طل فقال محمدا صلى عليه مليك الناس هذا خير فعل لعا لك فاستمر بها سويا * وكانت بعد ذلك أصح رجل قال محمد بن عبادة يقال إذا عثرت الناقة لعا لك أي ارتفعي واستعلى ، قال الاعشى : بذات لوث عقرناه إذا عثرت * فالنعش أدنى لها من أن يقال لعا رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه ، ويعقوب بن محمد الزهري ضعفه الجمهور
[ 135 ]
ووثقه ابن حبان . وعن عبد العزيز بن أبى بكر بن مالك بن وهب الخزاعى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سليطا وسفيان وعوف الاسلمي طليعة يوم الاحزاب فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء ال ؟ فت عليهم خيل لابي سفيان فقاتلا حتى قتلا فاتى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفنا في قبر واحد فهما الشهيدان القريبان . رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن نافع قال قيل لابن عمر أين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى يوم الاحزاب قال كان يصلى في بطن الشعب عند خربة هناك ولقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الانصراف للناس ثم أمرنى أن أدعوهم فدعوتهم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال بعثنى خالي عثمان بن مظعون لابيه بلحاف فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لى وقال من لقيت فقل لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجوا وكان ذلك في برد شديد فخرجت ولقيت الناس فقلت لهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا قال فلا والله ما عطف على منهم اثنان أو واحد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال خفى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق الا على ستة نفر أربعة نفر من المهاجرين طلحة والزبير وعن وسعد ومن الانصار أو دجانة والحرث بن الصمة . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عائشة قالت كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالخندق فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاهد ثغرة من الجبل يخاف منها فيأتى فيضطجع في حجري ثم يقول فيتسمع فسمع حس انسان عليه الحديد فانسل في الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال أنا سعد جئتك لتأمرني بأمرك فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت في تلك الثغرة فقالت عائشة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري حتى سمعت غطيطه فقالت عائشة لاأنساها لسعد قلت في الصحيح طرف منه رواه البزار عن شيخه عبد لله ابن شبيب وهو ضعيف . وعن سعد يعنى ابن أي وقاص قال لما كان يوم الخندق ورجل يتترس جعل يقول بالترس هكذا فوضعه فوق أنفه ثم يقول هكذا يسفله بعد قال فأهويت إلى كنانتي فأخرجت منها سهما مدمى فوضعته في كبد القوس فلما قال هكذا تسفل الترس رميت فما نسيت
[ 136 ]
وقع القدح على كذا وكذا من الترس قال وسقط فقال برجله هكذا فضحك نبى الله صلى الله عليه وسلم أحسبه قال حتى بدت نواجذه قال قالت لم فعل قال كفعل الرجل . رواه أحمد والبزار الا انه قال كان رجل معه ترسان وكان سعد راميا فكان يقول كذا وكذا بالترسين يعطى جبهته فنزع له سعد بسهم فلما رفع رأسه رماه فلم يخط هذه من ؟ يعنى جبهته ، والباقى بنحوه ، ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن محمد بن الاسود وهو ثقة . وعن حذيفة أن الناس تفرقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاحزاب فلم يبق معه الا اثنا عشر رجلا فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جاثم من النوم فقال يا ابن اليمان قم فانطلق إلى عسكر الاحزاب فانظر إلى حالهم قلت يا رسول الله والذى بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياءا من البرد قال انطلق يا ابن اليمان فلا بأس عليك من برد ولاحر حتى ترجع لى فانطلقت حتى أتيت عسكرهم فوجدت أبا سفيان يوقد النار في عصبة حوله وقد تفرق الاحزاب عنه فجئت حتى أجلس فيهم فحس أبو سفيان انه قد دخل فيهم من غيرهم فقال ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه قال فضربت بيدى على الذى عن يمينى فأخذت بيده ثم ضربت بيدى على الذى عن يسارى فأخذت بيده فلبثت فيهم هنيهة ثم قمت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلى فأومأ إلى أن أدنو فدنوت حتى أرسل على من الثوب الذى كان عليه ليدفئني فلما فرغ من صلاته قال يا ابن اليمان أقعد ما خبر الناس فقلت يا رسول الله تفرق الناس عن أبى سفيان فلم يبق الا في عصبة توقد النار وقد صب الله تبارك وتعالى عليهم من البرد الذهب صب علينا ولكنا نرجو من الله ما لا ترجعون . رواه البزار ورجاله ثقات . وفى الصحيح لحذيفة حديث بغير هذا السياق . وعن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفوا آثار الناس فسمعت وئيد الارض (1) من ورائي يعنى حس الارض قالت فإذا أنا بسعد من معاذ ومعه ابن أخيه الحرث بن أوس يحمل مجنه قالت فجلس أي الارض فمر سعد وعليه درع من حديد قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد (1) الوئيد : صوت شدة الوطئ على الارض يسمع كالدوي من بعد . [ * ]
[ 137 ]
قالت وكان سعد من أعظم الناس وأطولهم قالت فمر وهو يرتجز ويقول : لبث قليلا يدرك الهيجا حمل * ما أحسن الموت إذا حان الاجل قالت فاقتحمت حديقة فإذا فيما نفر من المسلمين وإذا فيهما عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه تسبغة (1) له يعنى المغفر فقال عمر بما جاء بك لعمري انك لجريئة وما يؤمنك أن لا يكون تجوز قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الارض انشقت لى ساعتئذ فدخلت فيها قال فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا طلحة بن عبيدالله فقال ويحك يا عمر انك قد اكثرت منذ اليوم وأين التجوز والفرار الا إلى الله تعالى قالت ويرمى سعدا رجل من المشركين من قريش يقال له ابن العرقة بسهم له فقال له خذها وانا ابن العرقة فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعد فقال اللهم لانمتنى حتى تقرعينى من بنى قريظة فيخرجرا من صياصيهم (2) ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من أدم فضربت على سعد في المسجد قالت فجاءه جبريل عليه السلام وان على ثناياه لبقع الغبار فقال لقد وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح اخرج ال بنى قريظة فقاتلهم قال فلبس رسول اللله صلى الله عليه وسلم لامته وأنذ في الناس بالرحيل أن يخرجوا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر عى بنى غنم وهم جيران المسجد قال من مربكم فقالوا مربنا دحية الكلبى وكان دحية تشبه لحيته ووجهه جبريل عليه السلامك قالت فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم انه الذبح فقالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ فأتى به على حمار عليه اكاف من ليف قد حمل عليه وحف به قومه وقالوا له يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت فلم يرجع إليهم شيئا ولا تلتفت إليهم حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال قد أتى لى أن (1) التسبغة : شئ من حلق الدروع والزاد يعلق بالخوذة ئائرا معها ليستر الرقبة وجيب الدرع . / / (2) أي حصونهم ، وكل شئ امتنع به وتحصن فهو صيصة . [ * ]
[ 138 ]
لا يأخذني في الله لومة لائم قال قال أبو سعيد فلما طلع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم فأنزلوه قال عمر سيدنا الله قال انزلوه فانزلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال سعد فانى أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى دراريهم وتقسم أموالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله عزوجل وحكم رسوله قال ثم دعا سعد فقال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني اليك قالت فانفجر كلمه (1) وكان قد برأ إلا مثل الخرص (2) قالت ورجع إلى قبته التى ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت فوالذي نفس محمد بيده إنى لاعرف بكاء عمر من بكاء أبى بكر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله عزوجل (رحماء بينهم) قال علقمة فقلت أي أمه فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فانما هو آخذ بلحيته (قلت في الصحيح بعضه رواه أحمد وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات . وعن عروة يعنى ابن الزبير أن سعد بن معاذ رمى يوم الخندق رمية فقطعت الاكحل من عضده فزعموا أنه رماه حبان بن قيس أحد بنى عامر بن لؤى أحد بنى العرقة وقال آخرون رماه أبو أسامة الجشمى فقال سعد بن معاذ رب اشفني من بنى قريظة قبل الممات فرقأ (3) الكلم بعد ما انفجر قال وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنى قريظة حتى سألوه أن يجعل بينه وبينهم حكما ينزلون على حكمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختاروا من أصحابي من أردتم فليستمع لقوله فاختاروا سعد بن معاذ فرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم به وسلموا وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسلحتهم فجعلت في بيت وأمر بهم فكتفوا وأوثقوا فجعلوا في دار أسامة بن زيد وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد ابن معاذ فأقبل على حمار اعرابي يزعمون أن وطاء بردعتة من ليف واتبعه رجل من بنى عبد الاشهل فجعل يمشى معه (1) أي جرحه . / / (2) الخرص بالضم والكسر : الحلقة الصغيرة من الحلى ، وفى الاصل (الحرص) ، والتصحيح من النهاية . / / (3) أي التأم . [ * ]
[ 139 ]
يعظم حق بنى قريظة ويذكر خلقهم والذى أبلوه يوم بعاث (1) وانهم اختاروك على من سواك رجاء عفوك وتحننك عليهم فاستبقهم فانهم لك جمال وعدد فأكثر ذلك الرجل ولم ي ؟ ر إليه سعد شيئا حتى دنوا فقال له الرجل ألا ترجع إلى شيئا فقال والله لا أبالي في الله لومة لائم فيفارقه الرجل فأتى إلى قومه قد يئس من أن يستبقهم فأخبرهم بالذى كلمه به والذى رجع إليه سعد ونفد سعد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا سعد احكم بيننا وبينهم فقال سعد أحكم فيهم بأن تقتل مقاتلتهم ويقسم سبيهم وتؤخذ أموالهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم فيهم سعد بحكم الله ويزعم ناس أنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ فأخرجوا رسلا رسلا فضربت أعناقهم وأخرج حبى بن أحطب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل اخزاك الله قال قد ظهرت على وما ألوم نفسي فيك فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرج إلى أحجار الريب التى بالسوق فضربت عنقه كل ذلك بعين سعد بن معاذ وزعموا أنه كان يرى كلهم سعد ويحجر بالثرى ثم إنه دعا فقال اللهم رب السموات والارض فانه لم يكن قوم أبغض إلى من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه وانى أظن أن قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فان كان قد بقى بيننا وبينهم قتال فأبقني أقاتلهم فيك وان كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجر هذا المكان واجعل موتى فيه ففجره الله تبارك وتعالى وأنه كرى قد بين ظهرى الليل فحاذروا أنه قد مات وما رقأ الكلم حتى مات قلت في الصحيح بعضه عن عائشة متصل الاسناد رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الاحزاب وقد جمعوا له جموعا كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغزوكم بعدها أبدا ولكن تغزوهم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال أتت الصبا الشمال ليلة الاحزاب فقالت مرى حتى ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الشمال إن الحرة لاتسرى بالليل فكانت الريح التى نصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) بضم الباء ، وبعاث ا ؟ م حصن للاوس ، وفى الاصل (بغاث) وهو غلط . [ * ]
[ 140 ]
الصبا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال رمى سعد بن معاذ رضى الله عنه يوم قريظة والنضير فقطع أكحله فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعفر وانتقص فحسمه الثانية فقال سعد اللهم لا تنزع نفسي حتى تقر عينى من بنى قريظة والنضير . رواه الطبراني وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف وعن محمد بن مسلمة قال لما حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنى قريظة وجدت الاوس من ذلك فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كل دار من دور الاوس بأسيرين أسيرين وأرسل إلى بنى حارثة بأسيرين . رواه الطبراني وفيه ذؤيب بن عمامة وهو ضعيف . وعن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول شغلونا عن صلاة العصر ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس ملا الله قبورهم نارا أو قلبوهم نارا أو بيوتهم نارا . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه أحمد ولم أعرفه . وبقية رجاله ثقات . وعن البراء بن عازب قال مر أبو سفيان ومعاوية خلفه وكان رجلا مستمدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عليك بصاحب الاسنمة . رواه الطبراني وفيه ابن اسحق وهو مدلس . وعن كعب بن مالك قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الاحزاب فنزل المدينة وضع لامته واغتسل واستجمر . رواه الطبرنى في الاوسط ورجاله ثقات . وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من طلب الاحزاب رجع فلبس لامته واستجمر ، زاد دحيم في حديثه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام فقال عذيرك من محارب ألا أراك قد وضعت اللامة وما وضعناها بعد فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فعزم على الناس الا يصلوا العصر الا في بنى قريظة فلبسوا السلاح وخرجوا فلم يأتوا بنى قريظة حتى غربت الشمس واختصم الناس في صلاة العصر فقال بعضهم صلوا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تتركوا الصلاة وقال بعضهم عزم علينا أن لا نصلى حتى نأتى بنى قريظة وإنما نحن في عزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس علينا إثم فصلت طائفة العصر إيمانا واحتسابا وطائفة لم يصلوا حتى نزوا بنى قريظة بعد ما غربت الشمس فصلوها ايمانا واحتسابا فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة من الطائفتين . رواه الطبراني ورجاله الصحيح غير ابن أبى الهذيب وهو ثقة . وعن
[ 141 ]
عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت رجل فوثب وثبة شديدة وخرج إليه فاتبعه فإذا هو متكئ معتم مرخ عمامته بين كتفيه فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت وثبت وثبة وخرجت فإذا هو دحية الكلبى قال ورأيته قلت نعم قال ذاك جبريل عليه السلام أمرنى أن أخرج إلى بنى قريظة قلت هو في الصحيح بالختصار رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف . وعن أبى رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غدا إلى بنى قريظة على حمار عرى يقال له يعفور . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى بنى قريظة على حمار ومعه جبريل عليه السلام على بغلة بيضاء عليها قطيفة من استبرق حملها اللؤلؤ فقال يا محمد أما والذى بعثك بالحق لاأنزل عنها حتى تفتح لك ولارضها كما ترض البيضة على الصفوان فقال ابن عباس فلم يرجع حتى فتحت عليه . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن اسلم الانصاري قال جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على اسرى قريظة فكنت انظر إلى فرج الغلام فان رأيته قد انبت ضربت ع ؟ قه وان لم اره قد انبت جعلته في مغانم المسلمين . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه جماعة لم اعرفهم . وعن عائشة قالت كان الزبير رجلا اعمى فقال ثابت بن قيس بن شماس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان الزبير من على يوم بعاث فأعتقني فهبه لى اجزه فقال هو لك فقال للزبير هل تعرفني قال نعم انت ثابت قال انى أمن عليك كما مننت على يوم بعاث قال هل تنفعني اين اهلي فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هب لى اهله قال فوهب له اهله فأتاه فأخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رد له اهله قال يا ابن اخى ما ينفعني ان نعيش اجسادا اين المال فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هب لى ماله قال ولك ماله قال فرجع إليه فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رد عليك مالك وقد أراد الله تعالى بك خيرا قال ابى أخى ما فعل حبى بن أخطب سيد الحاضر والباد قال قد قتل قال يا ابن أخى ما فعل زيد بن روطا حامية اليهود قال قد قتل قال ما فعل كعب بن أشطا الذى بطل عذارى الحى تنغمز من حشيه قال قد قتل قال ما فعل المحمسان
[ 142 ]
قال هما كأمس الذاهب قال فما بينى وبين لقاء الاحبة الاكافراغ الدلو أسئلك بيدى عندك إلا ألحقتنى بالقوم قال فقتله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . * (باب فيمن استشهد يوم الخندق) * عن ابن شهاب قال استشهد يوم الخندق من الانصار أنس بن معاذ بن أوس بن عبد عمرو . ومن الانصار ثم من بنى سلمة : ثعلبة بن عتمة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدم حديث سعد بن معاذ والقرينان . * (باب تاريخ الخندق) * عن محمد بن إسحق قال كانت الخندق في الشوال سنة خمس وفيها مات سعد ابن معاذ رضى الله عنه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب عزوة المريسيع وهى عزوة بنى المصطلق) * عن سنان بن وبرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة المريسيع غزوة بنى المصطلق فكان شعارهم يا منصور أمت أمت رواه الطبراني في الاوسط والكبير واسناد الكبير حسن . وعن محمد بن اسحق قال حدثنى عاصم بن عمر ابن قتادة وعبد الله بن أبى بكر ومحمد بن يحيى بن حبان كل قد حدثنى ببعض حديث بنى المصطلق قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بنى المصطلق يجمعون له فأمدهم الحارث بن أبى ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بنى المصطلق وقتل الحارث بن أبى ضرار أبا جويرية وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب منهم سبيا كثيرا قسمه بين المسلمين وكان فيما أصاب يومئذ من النساء جويرية بنت أبى ضرار سيدة قومها . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن محمد بن إسحق قالت كانت غزوة بنى المصطلق قى شعبان سنة ست وخرج في تلك الغزوة بعائشة معه أقرع بين نسائه فخرج
[ 143 ]
سهمها وفى تلك الغزوة قال فيها أهل الافك ما قالوا فأنزل الله عزوجل براءتها . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن شباب العصفرى قال سنة ست من الهجرة كانت غزوة بنى المصطلق وفى هذه الغزوة قال فيها أهل الافك ما قالوا ونزل فيها القرآن (ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم) الآية . رواه الطبراني عن شيخه موسى بن ذكريا التسترى وهو متروك . (باب غزوة ذى قرد) عن سلمة بن الاكوع قال غدا عيينة بن حصن بن حذيفة على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقها قال سلمة فخرجت بقوسي ونبلي وكنت أرمى الصيد حتى إذا كنت بثنية الوداع نظرت فاذاهم يطردونها فغدوت في الخيل في سلع ثم صحت يا صباحاه فانتهى صياحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصيح في الناس الفزع الفزع وخرجت أرميهم وأقول خذها وأنا ابن الاكوع فلم انشب أن رأيت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تخلل الشجر فالحقتهم ثمانية فرسان وكان أول من لحقهم أبو قتادة بن ربعى فطعن رجلا من بنى فزارة يقال له سعد فنزع برده فجلله إياها ثم مضى في اثر العدو مع الفرسان فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فزع الناس وهم يقولون أبو قتادة مقتول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بأبى قتادة ولكنه قتيل أبى قتادة خلوا عنه وعن سلبه وقال أمعنوا في طلب القوم فامعنوا فاستنقذوا ما استنقذوا من اللقاح وذهبوا بما بقى قال محمد بن طلحة وفى الحديث وكان حسبهم الذين خرجوا في طلب القاح عكاشة بن محصن ، والمقداد وهو الذى يقال له ابن الاسود حليف بنى زهرة ، ومحرز بن نضلة الاسدي حيلف بنى عبد شمس قيل لم قتل من القوم غيره ، ومن الانصار سعد بن زيد الاشهلى وهو أمير القوم وعداد بن بشر الاشهلى وظهير بن عمرو الحارى وأبو قتادة بن ربعى ومعاذ بن ماعص الزرقى وكان أبو عياش الزرقى أحد النفر الخمسة قال أقبلت على فرس النيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس من هو أفرس منك قال قلت أنا أفرس العرب فما جرى الفرس خمسين ذراعا حتى طرحني وكسر رجلى فقلت صدق الله ورسوله فحملت على
[ 144 ]
فرس ابن عمى معاذ بن ماعض الزرقى قلت في الصحيح بعصه رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن ابراهيم التيمى وهو ضعيف (1) . * (باب الحديبية وعمرة القضاء) * عن أبى سعيد الخدرى أنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيون المشركين الآن على ضحيان فايكم يعرف طريق ذات الحنظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين امسى هل من رجل ينزل فيسعى بين يدى الركاب فقال رجل أنا يا رسول الله فنزلت فجعلت الحجارة تنكبه والحجارة والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب ثم نزل آخر فجعلت الححارة والشجر يتعلق بثيابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركب ثم وقعنا على الطريق حتى سرنا في ثنية يقال لها الحنظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مثل هذه الثلاثة الا كمثلي الباب الذى دخل فيه بنو اسرائيل قيل لهم ادخلوا الباب سجدا وقولا حطة نغفر لكم خطاياكم لا يجوز أحد الثلاثة هذه الثنية لاغفر له فجعل الناس يسرعون ويجوزون وكان آخر من جاز قتادة بن النعمان في آخر القوم قال فجعل الناس يركب بعضهم بعضا حتى تلا حقنا قال فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلنا . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب قال لما كنا بالعميم لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن لوليد في حريدة خيل تتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقاهم وكان بهم رحيما فقال من رجل يعدلنا عن الطريق فقلت أنا بأبى أنت فأخذ لهم في طريق قد كان بها حزن فدافد (2) وعقاب فاستوت بنا الارض حتى أنزله على الحديبية وهى نزح (3) فألقى سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا ففارت عيونا حتى أنى لاقول أو نقول لو شئنا لاغترفنا بأيدينا . رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة (4) وهو ضعيف . وعن محمد بن (1) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ الشهاب الدين أحمد بن حجر . / / (2) الفدفد : الموضع الذى فيه غلظ وارتفاع . / / (3) النزح بالتحريك : البئر التى أخذ ماؤها . / / (4) وهو الربذى المشهور . [ * ]
[ 145 ]
اسحق ان الذى نزل في القليب بسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ناجية بن جندب بن عمير بن معمر بن حازم بن عمرو بن واثلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة وهو سائق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم الحديبية قال لا توقدوا نارا بليل فلما كان بعد ذلك قال أوقدوا واصطنعوا فانه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولامدكم . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن يزيد بن مالك عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الشجرة ويوم الهدى معكوفا قبل أن يبلغ محله وأن رجلا من المشركين قال يا محمدا ما يحملك على أن تدخل هؤلاء علينا ونحن كارهون قال هؤلاء خير منك ومن أجدادك يؤمنون بالله واليوم الآخر والذى نفسي بيده لقد رضى الله عنهم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه اسحق بن ادريس وهو متروك . وعن عبدالله بن مغفل المزني قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التى قال الله عزوجل في القرآن وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى بن أبى طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى عليه السلام اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فأخذ سهيل بيده فقال ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب باسمك اللهم فكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال لقد ظلمناك ان كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب وأنا رسول الله فكتب فبينا نحن كذلك خرج على نا ثلاثون شابا عليهم السلاح فناروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله أبصارهم فقمنا إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أمانا قالوا لا فخلى سبيلهم فأنزل الله عزوجل (وهو الذى كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله مما تعملون بصيرا) . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عمر يعنى ابن الخطاب أنه قال اتهموا الرأى على الدين فذكر حديث الحديبة إلى أن قال ان رسول (10 سادس مجمع الزوائد)
[ 146 ]
الله صلى الله عليه وسلم كان يكتب بينه وبين أهل مكة فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقالوا لو نرى ذلك صدقنا ولكن اكتب كما كنت تكتب باسمك اللهم قال فرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيت حتى قال لى يا عمر تراني قد رضيت وتأبى قال فرضيت قلت حديث عمر في الصحيح بغير هذا السياق رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال ئعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية الناس للبيعة فقام أبو سنان بن محصن فقال يا رسول الله أبايعك على ما في نفسك قال وما في نفسي قال أضرب بسيفي بين يديك حتى يظهرك الله أو أقتل فبايعه وبايع الناس على بيعة أبى سنان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد العزيز ابن عمران وهو متروك . وعن عطاء بن أبى رباح قال قلت لابن عمر أشهدت ابن عمران وهو متروك . وعن عطاء بن أبى رباح قالت قلت لابن عمر أشهدت بيعة الرضوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال فما كان عليه قال قميص من قطن وجبة محشوة ورداء وسيف ورأيت النعمان بن مقرن المزني قائما على رأسه وقد رفع أغصان الشجرة عن رأسه يبايعونه قلت لابن عمر حديث في الحديبية غير هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن يحيى بن عبدالله التيمى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مغفل قال انى لمن أحد الرهط الذى ذكر الله جل ثناؤه (لاأجد ما أحملكم عليه) قال انى لآخذ ببعض أغصان الشجرة التى بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس تحتها أظله قال فبايعناه على أن لانفر . رواه الطبراني واسناده جيد الا أن الربيع بن أنس قال عن أبى العالية أو عن غيره . وعن عبدالله بن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حين أخبره عثمان أن سهيلا أرسله إليه قومه فصالحوه على أن يرجع عنهم هذا العام ويخلوها قابلا ثلاثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم سهيل سهل عليكم الامر . رواه الطبراني وفيه مؤمل بن وهب المخزومى تفرد عنه ابنه عبدالله وقد وثق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال كانت الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة بالحديبة أربع سنين . رواه الطبراني في الوسط ورجاله ثقات . وعن ابن شهاب قال لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء أمر اصحاب فقال أكشفوا عن المناكب وام ؟ حوا في الطواف ليرى المشركين جلدهم وفوتهم وكان يكيدهم بكل ما استطاع فانكفأ .
[ 147 ]
أهل مكة الرجال والنساء والصبيان ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت وعبد الله بن رواحة ؟ رتجز بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحا بالسيف يقول : خلوا بنى الكفار عن سبيله * أنا الشهيد أنه رسوله فاليوم نضربكم على تأويله * كما ضربناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله * ويذهل الخليل عن خليله وبعث رجالا من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيظا وحنقا ونفاسة وحسدا خرجوا إلى نواحى مكة فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم نسكة وأقام ثلاثا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب غزوة خيبر) * عن أبى أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن الطفيل إلى خيبر يستمد له قومه فقال يا عمرو انطلق فاستمد لنا قومك قال عمرو يا رسول الله أرسلتني وقد نشبت القتال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد الالهانى وهو ضعيف . وعن ابن امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهزوا إلى هذه القرية الظالم اهلها يعنى خيبرا فان الله عزوجل فاتحها عليكم ان شاء الله ولا يخرجن معى مصعب ولا مضعف فانطلق أبو هريرة إلى أمه فقال جهزيني فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد امرنا بالجهاز للغزو قالت تنطلق وقد علمت ما أدخل الا وأنت معى قال ما كنت لاتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجت ثديها فناشدته بما رضع من لبنها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا فقال انطلقي قد كفيت فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرى اعراضك عنى لاأرى ذلك الا لشئ بلغك قال انت الذى ناشدتك أمك وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أبو أحدهما انه ليس في سبيل الله بل هو في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما ، قال أبو هريرة لقد مكثت ، بعد هذا سنين ما أغزو حتى ماتت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فسار معه فتى من بنى عامر على بكر له
[ 148 ]
صعب فجل يسير في ناحية الطريق والناس فوقع بعيره في حفيرة فصاح يا آل عامر فارتعص (1) هو وبعيره فجاء قومه فاحتملواه وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتى خيبر فنزل عليها فدعا الطفيل بن الحرث الخزاعى فقال انطلق إلى قومك واستمدهم على هذه القرية الظالم أهلها فان الله عزوجل سيفتحها عليكم إن شاء الله فقال الطفيل يا رسول الله تبعدني منك فوالله لان أموت وأنا يومئذ منك قريب أحب إلى من الحياء وأنا منك بعيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لابد مما لابد منه فانطلق فقال يا رسول الله لعلى لاألقاك فزودني شيئا أعيش به قال أتملك لسانك قال فما أملك إذا لم أملك لساني قال أتملك يدك قال فما أملك إذا لم أملك يدى قال فلا تقل بلسانك الا معروفا ولا تبسط يدك إلا إلى خير ، قال ابن ابى كريمة ووجدت في كتاب أبى عبدالرحيم بخطه في هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افش السلام وابذل الطعام واستحى الله كما تستحى رجلا من رهطك ذى تقية وليحسن خلقك وإذا أسأت فأحسن إن الحسنات يذهبن السيئات . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد وهو ضعيف . وعن حسيل بن خارجة الاشجعى قال قدمت المدينة في جلب أبيعه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال أجعل لك عشرين صاعا من تمر على أهل تدل أصحابي على طريق خيبر ففعلت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وفتحها جئت فأعطاني العشرين ثم أسلمت . رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف ، وعن دهر الاسلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الاكوع وهو عم سلمة ابن عمرو بن الاكوع وكان اسم الاكوع سنان انزل يا ابن الاكوع فخذلنا من هناتك قال فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولاصلينا إنا إذا قوم بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا فأنزلن سكينة علينا * وثبت الاقدام ان لاقينا رواه أحمد والطبراني وزاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمك الله فقال عمر وجبت (1) أي انتفض وارتعد ولعله (فاوقص)) أي وقع واندقت عنقه . [ * ]
[ 149 ]
والله يا رسول الله لو امتعتنا به فقتل يوم خيبر شهيدا . ورجالهما ثقات . وعن أبى طلحة قال صبح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وقد أخذوا مساحيهم وغدوا إلى حروثهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم معه الجيش نكصوا مدبرين فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ، رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابى طلحة قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت عنهم حتى إذا كان عند السحر و ذهب ذو الضرع إلى ضرعه وذو الزرع إلى زرعه أعار عليهم وقال انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن أبى أوفى قال أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر وهم غادون فقالوا محمد والخميس فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ن رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عبدالله بن محمد ابن المغيرة وهو ضعيف . وعن أبى اليسر كعب ن عمرو قال والله انى لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر عشية إذ أقبلت غنم لرجل من اليهود يريد حصنهم ونحن محاصروهم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يطعمنا من هذه الغنم قال أبو اليسر قلت أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فافعل قال فخرجت أشتد مثل الظليم فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا قال اللهم امتعنا به قال فأدركت الغنم وقد دخل أوائلها الحصن فأخذت شاتين من آخرها فاحتضنتهما تحت يدى ثم أقبلت بهما أشتد كانه ليس معى شئ حتى ألقيتهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذبحوهما وأكلوهما فكان أبو اليسر من آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاكا إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال امتعوا بى لعمري حتى كنت آخرهم . رواه أحمد عن بعض رجال بنى سلمة عنه ، وبقية رجاله ثقات . ون سلمة بن الاكوع أن عمه ضرب رجلا من المشركين فقتله وجرح نفسه فأنشأ يقول قتلت نفسي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال له احران . رواه الطبراني في الوسط وفيه من لم أعرفهم . وعن جابر بن عبدالله الانصاري قال خرج مرحب اليهودي من حصنهم قد جمع سلاحه يرتجز ويقول :
[ 150 ]
قد علمت خيبر أبى مرحب * شاكى السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذا الليوث أنبلت تلهب كأن حماى الحمى لا يقرب وهو يقول من يبارز فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لهذا فقال محمد بن مسلمة أنا له يا رسول الله المنؤور الثائر قتلوا أخى بالامس قال فقم إليه اللهم أعنه عليه فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة غمرته من شجره العشر (1) فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه كلما لاذبها منه اقتطع بسيفه ما دونه حتى برزكل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها من فنن (2) حمل مرحب على محمد فضربه فاتقاه بالدرقة فوقع سيفه فيها فعصب به فأمسكه وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله . رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحد ثقات . وعن بريدة الاسلمي قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض من المسلمين فلقوا أهل خيبر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فلما كان الغد دعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض الناس معه فلقوا أهل خيبر وكان مرحب يرتجز بين أيديهم ويقول : قد علمت خيبر أنى مرحب * شاكى السلاح بطل مجرب أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذا الليوث أقبلت تلهب قال فاختلفا ضربتين فضربه على على هامته حتى عض السيف منها أضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته وما تتام آخر الناس مع على حتى فتح له ولهم . رواه أحمد والبزار وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن بريدة قال حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب (1) هو شجر له صمغ يقال له سكر العشر ، وقيل له ثمر . وفى الاصل (العسر) بالمهملة ، والتصحيح من النهاية . / / (2) الفنن : الغصن . [ * ]
[ 151 ]
الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له وبتنا طيبة أنفسنا ان الفتح غدا فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له قال بريدة وأن ؟ فيمن تطاول لها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية فهزها ثم قال من يأخذها بحقها فجاء فلان ؟ ؟ امط (1) ثم جاء رجل آخر فقال امط ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والذى كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لاعطينها رجلا لايفر ؟ اك يا على فانطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتهما وقد يدهما . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن على عليه السلام قال أتينا خيبر فلما أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر ومعه الناس فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه فقال لابعثن إليهم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يقاتلهم حتى يفتح الله له قال فتطاول الناس لها ومدوا أعناقهم قال فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فقال أين على فقالوا هو أرمد قال أدعوه لى فلما أتيته فتح عينى ثم تفل فيها ثم أعطاني اللواء قال فانطلقت حتى أتيتهم فإذا فيهم مرحب يرتجز حتى التقينا فهزمه الله وانهزم أصحابه وتحصنوا وأغلق الباب فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله . رواه البزار وفيه نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وغيره وفيه لين . وعن جابر بن عبدالله قال لما كان يوم خيبر بعث رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله لم أر كاليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فانكم لا تدرون ما تبتلون به منهم وإذا لقيتموهم فقولوا اللهم أنت ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم بيدك وانما تقتلهم أنت ثم الرموا الارض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبانه لا يولى الدبر فلما كان من الغد بعث عليا وهو أرمد شديد الرمد فقال سر فقال يا رسول الله ما أبصر موضع قدمى قال فتفل في عينيه وعقد له اللواء ودفع إليه الراية فقال على على ما أقاتلهم يا رسول الله قال على أن يشهد وا أن (1) كلمة زجر . [ * ]
[ 152 ]
لاإله إلا الله وأنى رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى . رواه الطبراني في الصغير وفيه الخليل بن مرة قال أبو زرعة شيخ صالح وضعفه جماعة . قلت وبقية هذه الاحاديث تأتى في مناقب على رضى الله عنه (1) . وعن على قال لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وفيه ابن قابوس ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا وفيهم ضعف . وعن أبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع على حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول على رضى الله عنه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتنى في نفر معى سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه . رواه أحمد وفيه راو لم يسم . وعن أم سلمة وكانت في غزوة خيبر قالت سمعت وقع السيف في أسنان مرحب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل خيبر على كل صفراء وبيضاء وعلى كل شئ إلا أنفسهم وذراريهم قال فأتى بالربيع وكنانة ابني أبى الحقيق وأحدهما عروس بصفية بنت حيى فلما أبى بهما قال أين آنيتكما التى كانت تستعار بالمدينة قال أخرجتنا وأجليتنا فأنفقناها قال انظرا ما تقولان فانكما إن كتمتماني استحللت بذلك دماءكما وذريتكما قال فدعا رجلا من الانصار قال اذهب إلى مكان كذا وكذا فانظر نخيلة في رأسها رقعة فانزع تلك الرقعة واستخرج تلك الآنية فائت بها فانطلق حتى جاء بها فقدمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب أعناقهما وبعث إلى ذريتهما فأتى بصفية بنت حيى وهى عروس فأمر بلالا فانطلق بها إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بلال فمر بها على زوجها وأخيه وهما قتيلان فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبحان الله ما أردت يا بلال إلى جارية تمر بها على قتيلين تريها إياهما قال أردت أن أحرق جوفها قال ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات معها وجاء أبو أيوب بسيفه فجلس إلى جانب (1) في الجزء التاسع . [ * ]
[ 153 ]
الفسطاط (1) فقال ان سمعت واعية أورابنى شئ كنت قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اقامة بلال قال من هذا قال أنا أبو أيوب قال ما شأنك هذه الساعة ههنا قال يا رسول الله دخلت بجارية وقد قتلت زوجها وأخاه فأشفقت عليك قلت أكون قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرحمك الله أبا أيوب ثلاث مرات وأكثر الناس فيها فقائل سريته وقائل يقول امرأته فلما كان عند الرحيل قالوا انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فان حجبها فهى امرأته وان لم يحجبها فهى ؟ ريته فأخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجبها فوضع لها ركبته ووضعت ركبتها على فخذه وركبت وقد كان عرض عليها قبل ذلك أن يتخذها سرية أو يعتقها وينكحها قالت لابل اعتقنى وانكحنى ففعل صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله ثقات . وعن عروة قال لما فتح الله عزوجل خيبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل من قتل منهم أهدت زينب بنت الحرث اليهودية وهى بنت أخى مرحب شاة مصلية (2) وسمته فيها وأكثرت في الكتف والذراع حيث اخبرت انهما أحب أعضاء الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم معه بشر بن البراء بن المعرور أخو بنى سلمة قدمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول الكتف والذراع وانتهش منها وتناول بشر عظما آخر فانتهش منه فلما أرغم (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم أرغم بشر ما في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعوا أيديكم فان كتف الشاة تخبرني أنى قد بغيت فيها فقال بشر بن البراء والذى أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التى أكلت ولم يمنعنى أن ألفظها (4) إلا أنى كرهت أن أنغص طعامك فلما أكلت ما في فيك لم ارغب بنفسى عن نفسك ورجوت أن لا تكون رغمتها وفيها بغى فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيالسة وماطله وجعه حتى كان لا يتحول إلا ما حول وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث سنين حتى كان وجعه (1) الفسطاط : ضرب من الابنية في السفر دون السرادق . / / (2) أي مشوية . / / (3) أي ألقى اللقمة من فيه في التراب ، وفى الاصل ادغم (بالدال) ، والتصحيح من النهاية . / / (4) أي أرميها .
[ 154 ]
الذى مات فيه . رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن أنس قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لى بمكة مالا وإن لى بها أهلا وإنى أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لى ما كان عندك فانى أريد أن أشترى من غنائم محمد وأصحابه فانهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال وفشا ذلك بمكة وانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا قال وبلغ الخبر العباس بن عبدالمطلب ف ؟ قر وجعل لايستطيع أن يقوم معمر فأخبرني عثمان الجزرى عن مقسم قال فأخد العباس ابنا له يقال له قثم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول : حبى قثم شبيه ذى الانف الاشم * نبى ذى النعم برغم من رغم قال ثابت عن أنس ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج بن علاط فقال ويلك ماذا جئت به وماذا تقول في وعد الله عزوجل خير مما جئت به قال الحجاج به علاط لغلامه اقرأ على أبى الفضل السلام وقل له ليخل لى بعض بيوته لآتيه فان الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال ابشر أبا الفضل فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه قال ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حتى فاتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال كان لى ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذن لى أن أقول ما شئت فاخف عنى ثلاثا ثم اذكر ما بدالك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلى أو متاع فدفعته إليه ثم انشمر به فلما كان بعد ذلك أتى العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فاخبرته أنه ذهب يوم كذا وكذا وقالت لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذى بلغك قال أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبرا على رسوله
[ 155 ]
وجرت سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فان كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فانى صادق والامر على ما أخبرتك ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مربهم لا يصيبك الاخير يا ابا الفضل قال لم يصبنى الا خير بحمد الله تبارك وتعالى قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه وقد سألني أن أخفى عنه ثلاثا وانما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شئ ههنا ثم يذهب قال فرد الله الكآبة التى كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين . رواه احمد وابو يعلى والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة قال وقتل يوم خيبر من قريش ثم من بنى عبد مناف : ثقف بن عمرو حليف لهم من بنى أسد بن خزيمة ، ومن الانصار ثم من بنى زريق : مسعود بن سعد بن خالد ، ومن بنى عمرو بن عوف : أبو الصباح أو أبو ضياح . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار ثم من بنى حارثة : محمود بن مسلمة فذكروا أن رسول الله قال لمحمد بن مسلمة أخوك له أجر شهيدين ، ومن بنى زريق : مسعود بن سعد بن قيس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال ما شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مغنما قط الاقسم لى الا خيبر فانها كانت لاهل الحديبية خاصة وكان أبو هريرة وابو موسى جاءا بين الحديبية وخيبر . رواه أحمد وفيه على بن يزيد وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عقبة بن سويد الانصار أنه سمع أباه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر فلما بدا له أحد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر جبل يحبنا ونحبه . رواه احمد وعقبة ذكره ابن أبى حاتم وقال روى عنه عبد العزيز ولم يجرحه ، قلت وروى عن الزهري عند احمد ، وبقية رجاله رجال الصحيح .
[ 156 ]
* (باب غزوة مؤتة) * عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى مؤتة فاستعمل عليهم زيدا فان قتل زيد فجعفر فان قتل جعفر فعبد الله بن رواحة . رواه احمد في أثناء حديث طويل وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى قتادة الانصار فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الامراء فقال عليكم زيد بن حارثة فان أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب فان أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة الانصار فوثب جعفر فقال بأبى أنت وأمى يا رسول الله ما كنت أرهب أن تستعمل على زيدا قال أمض فانك لا تدري أي ذلك خير فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادى بالصلاء جامعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناب خيرا اوبات خيرا أوثاب خيرا شك عبدالرحمن ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازى انهم انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا فاستغفروا له فاستغفر له الناس ثم أخذ اللواء جعفر بن أبى طالب فشد على القوم حتى استشهد أشهد له بالشهادة فاستغفروا له ثم أخذ اللواء عبدالله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفروا له ثم أخد اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الامراء هو امر نفسه ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبعه فقال اللهم انه سيف من سيوفك فانصره فمن يومئذ سمى خالد سيف الله ثم قال انزروا فأمدوا اخوانكم قال فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير خالد بن سمير وهو ثقة . وعن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة فدفع الراية إلى زيد . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن جعفر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة فأن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر فان قتل أو استشهد فأميركم عبدالله بن رواحة فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال ان اخوانكم
[ 157 ]
لقوا العدو وان زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبى طالب فقاتل حتى قتل أو استشهد ثم أخذ الراية عبدالله بن رواحة فقاتل حتى قتل أو استشهد ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد ابو الوليد ففتح الله عليه ثم أمهل إل جعفر ثلاثا ان يأتيهم ثم أتاهم فقال لا تبكوا على أخى بعد اليوم ادعوا لى بنى أخى قال فجئ بنا كأننا أفرخ قال ادعوا لى الحلاق فجئ بالحلاق فحلق رؤوسنا ثم قال أما محمد فشبه عمنا أبى طالب وأما عبدالله فشبيه خلقي وخلقي ثم أخذ بيدى فأشا لهما فقال اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد اله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرات قال فجاءت أمنا فذكرت يتمنا فقال العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة قلت روى أبو داود وغيره بعضه رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . وعن أبى اليسر بن عمرو الانصاري قال أنا دفعت الراية إلى عبدالله بن رواحة وأصيب فدفعتها إلى ثابت بن أقرم الانصاري فدفعها إلى خالد بن الوليد فقال له لم تدفعها إلى قال أنت أعلم بالقتال منى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابو حمزة الثمالى وهو ضعيف . وعن عروة بن الزبير قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا إلى مؤتة في جمادى الاولى من سنة ثمان واستعمل عليهم زيد بن حارثة فقال لهم إن أصيب زيد فجعفر بن أبى طالب على الناس فان أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة على الناس فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج وهم ثلاثة آلاف فلما حضر خروجهم ودع الناس أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا عليهم فلما ودع عبدالله بن رواحة مع من ودع بكى فقيل له ما يبكيك يا ابن رواحة فقال والله مابى حب الدنيا وصبابة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار (وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا) فلست أدرى كيف لى بالصدر بعد الورود فقال لهم المسلمون صحبكم الله ودفع عنكم وردكم الينا صالحين فقال عبدالله بن رواحة : لكننى أسأل الرحمن مغفرة * وضربة ذات فزع تقذف الزبدا أو طعنة بيدى حران مجهزة * بحربة تنفذ الاحشاء والكبدا حتى يقولوا إذا مروا على جدثى * أرشده الله من غاز وقد رشدا
[ 158 ]
ثم ان القوم تهيئوا للخروج فأتى عبدالله بن رواحة رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعه فقال : يثبت الله ما آتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذى نصروا انى تفرست فيك الخير نافلة * فراسة خالفتهم في الذى نظروا أنت الرسول فمن يحرم نوافله * والوجه منه فقد أزرى به القدر ثم خرج القوم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يشيعهم حتى إذا ودعهم وانصرف عنهم قال عبدالله بن رواحة : خلف السلام على امرئ ودعته * في النخل غير مودع وكليل ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام فبلغهم أن هرقل في ماب من أرض البلقاء في مائة الف من الروم وقد اجتمعت إليه المستعربة من لخم وجذام وبلقين وبهرام وبلى في مائة ألف عليهم رجل يلى أخذ رايتهم يقال له ملك بن زانة فلما بلغ ذلك المسلمين قاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا فاما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضى له فشجع عبدالله بن رواحة الناس وقال يا قوم والله ان الذى تكرهون للذى خرجتم له تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولاقوة ولا كثرة انما نقاتلهم بهذا الدين الذى أكرمنا الله به فانطلقوا فانما هي احدى الحسنيين اما ظهور واما شهادة ، قال عبدالله بن رواحة في مقامهم ذلك قال ابن اسحق كما حدثنى عبدالله بن أبى بكر أنه حدث عن زيد بن أرقم قال كنت يتيما لعبدالله بن رواحة في حجره فخرج في سفرته تلك مرد في على حقيبة (1) راحلته ووالله انا لنسير ليلة إذ سمعته يتمثل ببيته هذا : إذا أديتني وحملت رحلى * مسيرة أربع بعد الحساء فلما سمعته منه بكيت فخفقني بالدرة وقال ما عليك يالكع أن يرزقنى الله الشهادة وترجع من شعبتى الرحل ومضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها ماب ثم دنا المسلمون وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة فالتقى (1) هي الزيادة التى تجعل في مؤخر القتب ، والوعاء الذى يجمع فيه الرجل زاده .
[ 159 ]
الناس عندها وتعبأ (1) المسلمون فجعلوا على ميمنتهم رجلا من بنى عذرة يقال له قطبة بن قتادة وعلى ميسرتهم رجلا من الانصار يقال له عبادة بن مالك ثم التقى الناس واقتتلوا فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى إذا الجمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها فقاتل القوم حتى قتل وكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الاسلام . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى عروة . وعن عباد بن عبدالله ابن الزبير قال حدثنى أبى الذى أرضعني وكان أحد بنى مرة بن عوف وكان في تلك الغزاة غزوة مؤتة قال والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبى طالب حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل القوم حتى قتل فلما قتل جعفر أخذ عبدالله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه وتردد بعض التردد ثم قال : أقسمت يا نفسي لتنزلنه * طائعة أو لتكرهنه مالى أراك تكرهين الجنة * ان اجلب الناس وشدوا الرنه لطالما قد كنت مطمئنه * هل أنت الانطفة في شنه وقال عبدالله بن رواحة : يا نفس ان لا تقتلي فموتى * هذا حمام الموت قد صليت وما تمنيت فقد لقيت * ان تفعلي فعاهما هديت ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عم له بعظم من لحم فقال اشدد بهذا صلبك فانك قد لقيت في أيامك هذه ما قد لقيت فأخذه من يده فانتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل فأخذ الراية ثابت بن أقرم أحد بلعجلان وقال يا أيها الناس اصطلحوا على رجل منكم قالوا أنت قال ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم ثم انحاز حتى انصرف فلما أصيبوا قال (1) يقال عبأت الجيش عبأ وعبأتهم تعبئه وتعبيئا ، وقد يترك الهمز فيقال عبيتهم تعبية أي رتبتهم في مواضعهم وهيأتهم للحرب .
[ 160 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم صمت النبي صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الانصار وظنوا أنه كان في عبدالله بن رواحة بعض ما يكرهونه قال ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم قال لقد رفعوا إلى في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبدالله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه فقلت بم هذا فقيل لى مضيا وتردد عبدالله بن رواحة بعض التردد ومضى . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن شهاب قال ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة فان أصيب زيد فجعفر بن ابى طالب أميرهم فان أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة أميرهم فانطلقوا حتى لقوا ابن أبى سبرة الغساني بمؤتة وبها جموع من نصارى العرب والروم وبها تنوخ وبهرام فأغلق ابن أبى سبرة دون المسلمين الحصن ثلاثة أيام ثم خرجوا فالتقوا على زرع أخضر فاقتتلوا قتالا شديدا وأخذ اللواء زيد ابن حارثة فقتل ثم أخذه جعفر فقتل ثم أخذه ابن رواحة فقتل ثم اصطلح المسلمون بعد امراء رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد بن الوليد فهزم الله العدو وأظهر المسلمين وبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الاولى . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن المسيب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم مثلوا لى في الجنة في خيمة من درة كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وابن رواحة أعناقهما صدودا قال فسألت أو قال لى إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فانه لم يفعل قال ابن عيينة فذاك حين يقول ابن رواحة : أقسمت يا نفس لتنزلنه * بطاعة منك أو لتكرهنه فطالما قد كنت مطمئنه قال جعفر ما أطيب ريح الجنة . رواه الطبراني وفيه على بن زيد وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل . وعن أبى اليسر قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أبو عامر الاشعري فقال بعثتني في كذا وكذا فأتيت مؤتة فلما صف القوم وركب جعفر فرسه ولبس درعه وأخذ اللواء فمشى
[ 161 ]
حتى أتى القوم ثم نادى من يبلغ هذه صاحبها فقال رجل من القوم أنا فبعث بها ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل فتحدرت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم دموعا فصلى بنا الظهر ثم دخل ولم يكلمنا ثم أقيمت الصلاة فخرج فصلى ولم يكلمنا ثم فعل ذلك في المغرب والعشاء يدخل ولا يكلمنا وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه فخرج علينا في الفجر في الساعة التى كان يخرج فيها وأنا وأبو عامر الاشعري جلوس فجلس بيننا فقال ألا اخبركم عن رؤيا رأيتها دخلت الجنة فرأيت جعفر ذا جناحين مضرجين بالدماء وزيد مقابله وابن رواحة معهم كأنه يعرض عنهم وسأخبركم عن ذلك إن جعفرا حين تقدم فرأى القتل لم يصرف وجهه وزيد كذلك وابن رواحة صرف وجهه . رواه الطبراني وفيه ثابت بن دينار أبو حمزة وهو ضعيف . وعن اسماء بنت عميس قالت لما أصيب جعفر وأصحابه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين ميتة وعجنت عجني وغسلت بنى ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أئتنى ببنى جعفر قال فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه فقلت يا رسول الله بأبى أنت وأمى ما يبكيك أبلغك عن جعفر وأصحابه شئ قال نعم أصيبوا هذا اليوم قالت فقمت اصيح واجتمع إلى النساء وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اهله فقال لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما فانهم قد شغلوا بأمر صاحبهم - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه أحمد وفيه امرأتان لم أجد من وثقهما ولاجرحهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن عروة قال قتل يوم مؤتة من الانصار : الحرث بن النعمان بن يساف بن نضلة ابن عبد عوف بن غنم ، وزيد بن حارثة بن غنم ، وسراقة بن عمرو بن عطية ابن خنساء . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف . * (باب غزوة الفتح) * عن عائشة قالت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب فيما كان من شأن بنى كعب غضبا لم أره غضبه منذ زمان وقال لانصرنى الله إن لم أنصر بنى كعب قالت وقال لى قولى لابي بكر وعمر يتجهزا لهذا الغزو قال فجاءا إلى عائشة فقالا أين يريد (11 - سادس مجمع الزوائد)
[ 162 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقالت لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بنى كعب غضبا لم أره غضبه منذ زمان من الدهر . رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حبيش عن أبيه عنها وقد وثقهما ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ذوى الجوشن الضبابى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس يقال لها القرحاء فقلت يا محمد قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لى فيه وإن أردت أقيضك بها المختارة من دروع بدر فعلت قال ما كنت لاقيضه اليوم بغرة قال لا حاجة لى فيه ثم قال باذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الامر فقلت لاقال لم قال قلت رأيت قومك قد ولعوا بك قال كيف بلغك عن مصارعهم ببدر قلت قد بلغني قال فانا يهدى لك قلت ان تغلب على الكعبة وتقطنها قال لعلك إن عشت ترى ذلك ثم قال يا فلان خذ حقيبة الرجل فزوده من العجوة فلما أدبرت قال أما إنه من خير فرسان بنى عامر قال فوالله إنى بأهلى بالغور إذ أقبل راكب فقلت ما فعل الناس قال والله قد غلب محمد على الكعبة وقطنها قلت هبلتنى (1) أمي ولو أسلمت يومئذ ثم اسأله الحيرة لاقطعنيها ، وفى رواية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يمنعك من ذلك قال رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فأنظر ماذا تصنع فان ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك وإن ظهروا عليك لم أتبعك - قلت روى أبو داوود بعضه - رواه عبدالله بن احمد وأبوه ولم يسق المتن والطبراني ورجالهما رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن قائل خزاعة قال : اللهم إنى ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا انصر هداك الله نصرا اعتدى * وادع عباد الله يأتوا مددا رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وحديثه حسن . وعن على قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أرسل إلى ناس من أصحابه انه يريد مكة فيهم حاطب بن أبى بلتعة وفشا في الناس أنه يريد حنينا قال فكتب حاطب إلى أهل مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم قال فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبا (1) أي فقدتني .
[ 163 ]
مرثد الغنوى وليس معنا رجل إلا ومعه فرس فقال ائتوا روضة الخاخ (1) فانكم ستلقون بها امرأء ومعها كتاب فعفذه منها قال فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لها هاتى الكتبا فقالت ما معي كتاب قال فوضعنا متاعها ففتشناها فلم نجده في متاعها فقال أبو مرثد فلعله أن لا يكون معها كتاب فقلنا ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا فقلنا لها لتخرجنه أو لنعرينك فقالت أما تتقون الله أما أنتم مسلمون فقلنا لتخرجنه أو لنعرينك قال عمرو بن مرة فأخرجته من حجزتها (2) وقال حبيب بن أبى ثابت من قبلها فذكر الحديث قلت هو في الصحيح بغير هذا السياق رواه أبو يعلى وفيه الحارث الاعور وهو ضعيف . وعن ميمونة بنت الحرث زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات عندها في ليلة فقام يتوضأ للصلاة فالت فسمعت يقول في متوضئه لبيك لبيك ثلاثا نصرت نصرت ثلاثا فلما خرج قلت يا رسول الله سمعتك تقول في متؤضئك لبيك لبيك ثلاثا نصرت نصرت ثلاثا كأنك تكلم انسانا وهل كان معك أحد قال هذا راجزبنى كعب بستصرخنى ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بكر بن وائل ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدا قالت فدخل عليها أبو بكر فقال يا بنية ما هذا الجهاز فقالت والله ما أدرى فقال ما هذا بزمان غزوة بنى الاصفر فأين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت والله لاعلم لى قالت فاقمنا ثلاثا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد : يا رب إنى ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا إنا ولدناك فكنت ولدا * ثمت اسلمنا فلم تنزع يدا إن قريشا اخلفوك الموعدا * ونقضوا ميثاقك الم . كدا وزعموا ان لست تدعو أحدا * فانصر هدا لك الله نصرا ايدا وادعوا عباد الله يأتوا مددا * فيهم رسول الله قد تجردا ان سيم (3) خسفا وجهه تربدا (1) هي بخاء بن معجمتين موضع بين مكة والمدينة ، وفى الاصل (خاح) . (2) الحجزة ، موضع شد الازار . / / (3) في الاصل (سيف) . [ * ]
[ 164 ]
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك لبيك ثلاثا نصرت نصرت ثلاثا ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان بالروحاء نظر إلى سحاب منتصب فقال إن هذا السحاب لينصب بنصر بنى كعب فقال رجل من بنى عدى بن عمرو أخو بنى كعب بن عمرو يا رسول الله ونصر بنى عدى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل عدى إلا كعب وكعب إلا عدى فاستشهد ذلك الرجل في ذلك السفر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عم عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة ثم خرج حتى نزل بمروكان أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء خرجوا تلك الليلة حتى أشرفوا على مر فنظر أبو سفيان إلى النيران فقال يا بديل هذه نار بنى كعب هلك فقال حاشتها اليك الحرب فأخذتهم مزينة تلك الليلة وكانت عليهم الحراسة فسألوا أن يذهبوا بهم إلى العباس بن عبدالمطلب فذهبوا بهم فسأله أبو سفيان أن يستأذن له من رسول الله فخرج بهم حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله أن يؤمن له من أمن فقال قد أمنت من أمنت ما خلا أبا سفيان فقال يا رسول الله لا تحجر على فقال من أمنت فهو آمن فذهب بهم العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج بهم فقال أبو سفيان إنا ؟ ريد أن نذهب فقال اسفروا وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم فقال أبو سفيان يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقال ليس بملك ولكنها النبوة وفى ذلك يرغبون . رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه يحيى بن سليمان بن نظلة وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره واستخلف على المدينة أبارهم كلثوم بن الحصين بن عتبة بن خلف الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصام الناس معه حتى إذا كانوا بالكديد بين عسفان وأمح أفطر ثم مضى حتى نزل مرالظهران في عشرة آلاف من المسلمن قلت في الصحيح طرف منه في الصيام رواه احمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحق وقد صرح بالسماع . وعن ابن عباس قال ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد ماء
[ 165 ]
بين عسفان وأمج - أفطر ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين وألف من مزينة وسليم وفى كل القبائل عدد وسلاح (1) وأوعب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرون والانصار (2) لم يتخلف منهم أحد فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران وقد عميت الاخبار على قريش فلم يأتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ولم يدروا ما هو فاعل خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتجسسون وينظرون هل يجدون خبرا أو يسمعون به وقد كان العباس بن عبدالمطلب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الطريق وقد كان أبو سفيان بن الحرث بن عبدالمطلب وعبد الله بن أبى أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة ومكة والتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيها فقالت يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك قال لا حاجة لى بهما أما ابن عمى فهتك عرضى بمكة وأما ابن عمتى وصهري فهو الذى قال لى بمكة ما قال فلما خرج اليهما بذلك ومع أبى سفيان بنى له فقال والله لتأذنن لى أو لآخذن بيد بنى هذا ثم لنذهبن بالارض حتى نموت عطشا وجوعا فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما ثم أذن لهما فدخلا فأسلما فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يستأمنوه إنه لهلاك قريش آخر الدهر قال فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء فخرجت عليها حتى جئت الاراك فقلت لعلى ألقى بعض الخطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستأمنوه قبل أن يدخلها عنوة قال فوالله إنى لاسير عليها وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبى سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا قال يقول بديل هذه والله نيران خزاعة حشتها (3) الحرب قال يقول أبو سفيان خزاعة والله اذل وألام من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها قال فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة (1) في الاصل (وإسلام) / / (2) أي خرجوا جميعهم / / (3) يقال حششت النار أحشها إذا ألهبتها وأضرمتها . وفى الاصل (حسنها) والتصحيح من النهاية
[ 166 ]
فغرف صوتي فقال أبو الفضل فقلت نعم فقال مالك فداك أبى وأمى فقلت ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح قريش والله قال فما الحيلة فداك أبى وأمى قال قلت لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب معى هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك قال فركب خلفي ورجع صاحباه وحركت به فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا من هذا فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال من هذا وقام إلى قلما رأى أبو سفيان على عجز البغلة قال أبو سفيان عدو الله الحمدلله الذى أمكن الله منك بغير عقد ولاعهد ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة الرجل البطئ فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عمر فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولاعهد فدعني فلاضرب عنقه فقلت يا رسول الله إنى أجرته ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لا والله لا يناجيه الليلة رجل دوني قال فلما أكثر عمر في شأنه قلت مهلا يا عمر أما والله ان لو كان من رجال بنى عدى بن كعب ما قلت هذا ولكنك عرفت أنه من رجال بنى عبد مناف فقال مهلا يا عباس والله لاسلامك يوم أسلمت أحب إلى من إسلام أبى لو أسلم وما بي الا أنى قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب به إلى رحلك يا عباس فإذا أصبحت فائتني به فذهبت به إلى رحلى فبات عندي فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تشهد أن لا إله الا الله قال بأبى أنت وأمى ما اكرمك وأحلمك وأوصلك لقد ظننت أن لو كان مع الله غير لقد أغنى عنى شيئا قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنى رسول الله قال بأبى أنت وأمى ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه والله كان في النفس منها شئ حتى الآن ، قال العباس ويحك يا أبا سفيان اسلم واشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله قبل أن يضرب عنقك قال فشهد شهادة الحق وأسلم قلت يا رسول الله إن ابا سفيان يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل
[ 167 ]
المسجد فهو آمن فلما ذهب لينصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس احبسه بالوادي عند حطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها قال فخرجت به حتى حبسته بمضيق الوادي حيث أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحبسه قال ومرت به القبائل على راياتها فكلما مرت قبيلة قال من هؤلاء يا عباس فيقول بنى سليم فيقول مالى ولسليم قال ثم تمر القبيلة فيقول من هؤلاء فأقول مزينة فيقول مالى ولمزينة حتى نفدت القبائل يعنى جاوزت لاتمر قبيلة إلا قال من هؤلاء فأقول بنو فلان فيقول مالى ولبنى فلان حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخضراء فيها المهاجرون والانصار لا يرى منهم سوى الحدق قال سبحان الله من هؤلاء يا عباس قلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والانصار قال مالاحد بهؤلاء قبل ولا طاقة والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما قلت يا أبا سفيان إنها النبوة قال فنعم إذا قلت التجئ إلى قومك قال فخرج حتى جاءهم صرخ بأعلى صوته يا قريش هذا محمد قد جاءكم بما لاقبل (1) لكم به فمن دخل دار أبى سفيان فهو آمن فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة فاخذت بشاربه فقالت اقتلوا الدسم الاحمش (2) فبئس طليعة قوم قال ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فانه قد جاء بما لاقبل لكم به من دخل دار أبى سفيان فهو آمن قالوا ويحك وما تغنى عنا دارك قال ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم والى المسجد . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس ابن مالك قال أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة الناس إلا أربعة من الناس عبدالعزى بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبى سرح وسارة امرأة فأما عبدالعزى فانه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة قال ونذر رجل من الانصار أن يقتل عبدالله بن سعد بن أبى سرح إذا رآه وكان أخا عثمان ابن عفان من الرضاعة فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشفع فلما بصربه الانصاري اشتمل على السيف ثم خرج في طلبه فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاب (1) أي لا طاقة . / / (2) في النهاية (الحميت الاحمش) قالتها في معرض بالذم ، وفى الاصل (الاحمس) .
[ 168 ]
قتله فجعل يتردد ويكره أن يقدم عليه لانه في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فبايعه ثم قال للانصاري قد انتظرتك أن توفى بنذرك قال يا رسول الله هبتك أفلا أو مضت إلى (1) قال انه ليس لنبى أن يومض وأما مقيس بن صبابة فانه كان له أخ قتل خطأ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بنى فهر ليأخذ له من الانصار العقل فلما جمع له العقل ورجع نام الفهرى فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ثم أقبل وهو يقول : شفى النفس من قد مات بالقاع مسندا * يضرج ثوبيه دماء الاجادع وكانت هموم النفس من قبل قتله * تهيج فتنسينى وطاة المضاجع حللت به ثأري وأدركت ثورتي * وكنت إلى الاوثان أول راجع وأما سارة فانها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فدفع إليها كتابا لاهل مكة يتقرب به إليهم ليحفظ في عياله وكان له بها عيال فأخبر جبريل بذلك فبعث في اثرها عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب فلحقاها ففتشاها فلم يقدرا على شئ منها فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه والله ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها فرجعا إليها فسلا سيفيهما فقالا والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن الينا الكتاب فأنركت ثم قالت أدفعه اليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلا منها فحلت عقاصها (2) فأخرجت كتابا من قرونها فدفعته اليهما فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه فبعث إلى الرجل فقال ما هذا الكتاب قال أخبرك يا رسول الله ليس أحد معك إلا له من يحفظه في عياله فكتبت هذا الكتاب ليكونوا في عيالي فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) إلى آخر الآيات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحكم بن عبدالملك وهو ضعيف . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة : عكرمة بن أبى جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة (1) أي هلا أشرت إلى إشارة خفية . / / أي ضفائرها .
[ 169 ]
وعبد الله بن سعد بن أبى سرح ، فأما عبدالله بن خطل فأدرك وهو متعلق باستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله واما مقيس بن صبابة فادركه رجل من السوق في السوق وأما عكرمة فركب البحر فاصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لاهل السفينة اخلصوا فان آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ههنا فقال عكرمة لئن لم ينجنى في البحر إلا الاخلاص ما ينجينى في البر غيره اللهم إن لك على عهدا ان أنت عافيتني مما أنا فيه آتى محمدا فاضع يدى في يده فلاجدنه عفوا كريما قال فجاء فاسلم وذكر الحديث - قلت رواه أبو داود وغيره باختصار - رواه أبو يعلى والبزاز وزاد فاما عبدالله بن سعد بن أبى سرح فانه احنى عليه عثمان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله بايع عبدالله فرفع رأسه ينظر إليه كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث باصابعه ثم أقبل فحمد الله وأثنى عليه وقال أما كان فيكم رجل رشيد ينظر إذ رأني كففت يدى عن بيعته فيقتله قالوا يا رسول الله لو أو مأت الينا بعينك قال فانه لا ينبغى لنبى أن تكون له خائنة الاعين . ورجالهما ثقات . قلت ويأتى حديث سعيد بن يربوع بعد ان شاء الله مع أحاديث نحو هذا . وعن الزبير يعنى ابن العوام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أعطى يوم فتح مكة لواء سعد بن عبادة فدخل الزبير مكة ؟ ؟ ائين . رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف جدا . وعن أنس قال لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استشرفه الناس فوضع رأسه على رحله تخشعا . رواه أبو يعلى وفيه عبدالله بن أبى بكر المقدمى وهو ضعيف . وعن أنس بن مالك قال كنا بسرف (1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان قريب منكم فاحذروه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا سفيان قال يا رسول الله قومي قومي قال قومك من أغلق بابه فهو آمن قال اجعل لى شيئا قال من دخل دار أبى سفيان فهو آمن . رواه الطبراني وفيه الحكم بن عبدالملك وهو ضعيف . وعن أبى ليلى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبا سفيان في الاراك (1) سرف بكسر الراء : موضع قريب من مكة .
[ 170 ]
فدخلنا فأخذناه فجعل المسلمون يحوونه بجفون سيوفهم حتى جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ويحك يا أبا سفيان قد جئتكم بالدنيا والآخرة فاسلموا تسلموا وكان العباس له صديقا فقال له العباس يا رسول الله إن أبا سفيان يحب الصوت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادى بمكة من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن ثم بعث معه العباس حتى جلسا على عقبة الثنية فأقبلت بنو سلمة فقال يا عباس من هؤلاء قال هذه بنو سليم فقال وما أنا وسليم ثم أقبل على بن أبى طالب في المهاجرين فقال يا عباس من هؤلاء قال على بن أبى طالب في المهاجرين ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الانصار فقال يا عباس من هؤلاء قال هؤلاء الموت الاحمر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الانصار فقال أبو سفيان لقد رأيت ملك كسرى وقيصر فما رأيت مثل ملك ابن أخيك فقال العباس انما هي النبوة . رواه الطبراني وفيه حرب ابن الحسن الطحان وهو ضعيف وقد وثق . وعن عروة قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر ألفا من المهاجرين والانصار واسلم وغفار وجهينة وبنى سليم وقادوا الخيول حتى نزلوا بمر الظهران ولم تعلم بهم قريش وبعثوا بحكيم ابن حزام وأبى سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا خذ لنا منه جوارا أو آذنوه بالحرب فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام فلقيا بديل بن ورقاء فاستصحباه حتى إذا كانا بالاراك من مكة وذلك عشاءا رأوا الفساطيط والعسكر وسمعوا صهيل الخيل فراعهم ذك وفزعوا منه وقالوا هؤلاء بنو كعب حاشتها الحرب فقال بديل هؤلاء أكبر من بنى كعب ما بلغ تأليبها هذا أفتنتج هوازن أرضنا والله ما نعرف هذا أيضا ان هذا لمثل حاج الناس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث بين يديه خيلا تقبض العيون وخزاعة على الطريق لا يتركون أحدا يمضى فلما دخل أبو سفيان وأصحابه عسكر المسلمين اخذتهم الخيل تحت الليل وأتوا بهم خائفين القتل فقام عمر بن الخطاب إلى أبى سفيان فوجأ (1) في عنقه والتزمه القوم وخرجوا به ليدخلوه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاف القتل وكان (1) أي ضرب .
[ 171 ]
العباس بن عبدالمطلب خالصة له في الجاهلية فصاح بأعلى صوته ألا تأمروا لى إلى عباس فأتاه فدفع عنه وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبضه إليه ومشى في القوم مكانه فركب به عباس تحت الليل فسار به في عسكر القوم حتى أبصروه أجمع وقد كان عمرو قد قال لابي سفيان حين وجأ عنقه والله لا تدنو من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تموت فاستغاث بعباس فقال انى مقتول فمنعه من الناس أن ينتهبوه فلما رأى كثرة الناس وطاعتهم قال لم أر كالليلة جمعا لقوم فخلصه العباس من أيديهم وقال إنك مقتول ان لم تسلم وتشهد أن محمدا رسول الله فجعل يريد يقول الذى يأمره العباس فلا ينطلق لسانه فبات مع عباس وأما حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما وجعل يستخبرهما عن أهل مكة فلما نودى بالصلاة صلاة الصبح تحين القوم ففزع أبو سفيان فقال يا عباس ماذا تريدون قال هم المسلمون يتيسرون لحضور رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج به عباس فلما أبصرهم أبو سفيان قال يا عباس أما يأمرهم بشئ الافعلوا فقال عباس لونهاهم عن الطعام والشراب لاطاعوه قال عباس فكلمه في قومك هل عنده من عفو عنهم فأتى العباس بابى سفيان حتى أدخله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عباس يا رسول الله هذا أبو سفيان فقال أبو سفيان يا محمد انى قد استنصرت آلهى واستنصرت آلهك فوالله ما رأيتك الا قد ظهرت على فلو كان آلهى محقا وإلهك مبطلا لظهرت عليك فشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله فقال عباس يا رسول الله إنى أحب أن تأذن لى آتى قومك فانذرهم ما نزل وأدعوهم إلى الله ورسوله فأذن له فقال عباس كيف أقول لهم يا رسول الله بين لى من ذلك أمانا يطمئنون إليه قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم تقول لهم من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله فهو آمن ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن فقال عباس يا رسول الله أبو سفيان بن عمنا وأحب أن يرجع معى فلوا اختصصته بمعروف فقال النبي صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبى سفيان فهو آمن فجعل أبو سفيان يستفقهه ودار أبى سفيان باعلى مكة
[ 172 ]
ومن دخل دار حكيم بن حزام وكف يده فهو آمن ودار حكيم باسفل مكة وحمل النبي صلى الله عليه وسلم عباسا على بغلته البيضاء التى كان أهداها إليه دحية الكلبى فانطلق عباس بابى سفيان قد أردفعه فلما سار عباس بعث النبي صلى الله عليه وسلم في أثره فقال أدركوا عباسا فردوه على وحدثهم بالذى خاف عليه فادركه الرسول فكره عباس الرجوع وقال أيرهب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجع أبو سفيان راغبا في قلة الناس فيكفر بعد اسلامه فقال احبسه فحبسه فقال أبو سفيان اغدرا يا بنى هاشم فقال عباس إنا لسنا نغدر ولكن لى إليك بعض الحاجة قال وما هي أقضيها لك قال تفادها حين يقدم عليك خالد بن الوليد والزبير بن العوام فوقف عباس بالمضيق دون الاراك من مر وقد وعى أبو سفيان منه حديثه ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل بعضها على اثر بعض وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل شطرين فبعث الزبير وردفه خيل بالجيش من أسلم وغفار وقضاعة فقال أبو سفيان رسول الله هذا يا عباس قال لا ولكن خالد بن الوليد وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة بن يديه في كتيبة للانصار فقال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة الايمان المهاجرين والانصار فلما رأى أبو سفيان وجوها كثيرة لا يعرفها فقال يا رسول الله اكثرت أو اخترت هذه الوجوه على قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت فعلت ذلك وقومك ان هؤلاء صدقوني إذ كذبتموني ونصروني إذ أخرجتموني ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ الاقرع (1) بن حابس وعباس بن مرداس وعيينة بن حصن بن بدر الفزارى فلما أبصرهم حول النبي صلى الله عليه وسلم قال من هؤلاء يا عباس قال هذه كتيبة النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذه الموت الاحمر هؤلاء المهاجرون والانصار قال امض يا عباس فلم أر كاليوم جنودا قط ولا جماعة فسار الزبير في الناس حتى وقف بالحجون (2) واندفع خالد حتى دخل من أسفل مكة فلقيه أوباش بنى بكر فقاتلوهم فهزمهم الله عزوجل وقتلوا بالحزورة (3) حتى دخلوا (1) اسم الاقرع بن حابس فراس . \ \ \ (2) الجبل المشرف مما يلى شعب الجزارين بمكة . \ \ \ (3) هو موضع في مكة عند باب الحناطين .
[ 173 ]
الدور وارتفع طائفة منهم على الخيل على الخندمة (1) واتبعه المسلمون فدخل النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس ونادى مناد من أغلق عليه داره وكف يده فانه آمن ونادى أبو سفيان بمكة أسلموا تسلموا وكفهم الله عزوجل عن عباس وأقبلت هند بنت عتبة فاخذت بلحية أبى سفيان ثم نادت يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الاحمق قال فارسلي لحيتى فاقسم بالله ان أنت لم تسلمي لتضربن عنقك ويلك جاء بالحق فادخل أريكتك أحسبه قال واسكتي . رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن سعيد بن يربوع وكان يسمى الصرم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة أربعة لا اؤمنهم في حل ولاحرم الحويرث بن نفيل ومقيس ابن صبابة وهلال بن خطل وعبد الله بن سعد بن أبى سرح فاما الحويرث فقتله على بن أبى طالب وأما مقيس بن صبابة فقتله ابن عم له لحاء وأما هلال بن خطل فقتله الزبير وأما عبدالله بن سعد بن أبى سرح فأسبى من له عثمان بن عفان رضى الله عنه وكان أخاه من الرضاعة وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلت إحداهما وأقبلت الاخرى فأسلمت - قلت روى أبو داود منه طرفا - رواه الطبراني ورجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث قبل هذا بورقتين في هذا المعنى . وعن اسماء بنت أبى بكر قالت لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بذى طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده أي بنية اظهريني على أبى قبيس قال وقد كف بصره قالت فاشرفت به عليه فقال يا بنية ماذا ترين قالت أرى سودا مجتمعا قال تلك الخيل قالت وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا قال يا بنية ذلك الوازع يعنى الذى يامر الخيل ويتقدم إليها قالت قد والله انتشر السواد قال إذا والله دفعت الخيل اسرعى بى إلى بيتى وانحطت به وتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته وفى عنق الجارية طوق من ورق فتلقاها رجل فاقتلعه منها قالت فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد أتى أبو بكر بابيه يقوده فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه فقال أبو بكر يا رسول الله هو أحق أن يمشى (1) جبل عند مكة .
[ 174 ]
إليك من أن تمشى إليه قال فاجلسه بين يديه ثم مسح صدره ثم قال له اسلم فاسلم ودخل به أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه كأنها ثغامة (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا من شعره ثم قام أبو بكر فاخذ بيد أخته فقال انشد الله والاسلام طوق أختى فلم يجبه أحد فقال يا أخية احتسبي طوقك . رواه أحمد والطبراني وزاد فوالله إن الامانة اليوم في الناس لقليلة . ورجالهما ثقات . رواه من طريق آخر عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله ، ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال جاء أبو بكر رضى الله عنه بأبيه أبى قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تركت الشيخ في بيته حتى ناتيه قال أردت أن يؤجره الله لانا كنت باسلام أبى طالب أشد فرحا منى باسلام أبى ألتمس بذلك قرة عينك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت . رواه الطبراني والبزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن عروة بن الزبير قال وفر عكرمة بن أبى جهل عامدا إلى اليمن وأقبلت أم الحكم بنت الحرث بن هشام وهى يومئذ مسلمة وهى تحت عكرمة بن أبى جهل فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب زوجها فأذن لها وأمنه فخرجت بعبد لها رومى فراودها عن نفسها فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى أدنت على أناس من عك فاستعانتهم عليه فاتقوه فادركت زوجها ببعض تهامة وقد كان ركب سفينة فلما جلس فيها نادى باللات والعزى فقال أصحاب السفينة لا يجوز أن تدعو ههنا أحدا الا الله وحده مخلصا فقال عكرمة والله لئن كان في البحر انه لفى البر وحده فاقسم بالله لارجعن إلى محمد صلى الله عليه وسلم فرجع عكرمة مع امرأته فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه وقبل منه ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته فارا فلامته وعجزته وعيرته بالفرار فقال : وأنت لو رأيتنا بالخندمة * إذ فر صفوان وفر عكرمة ولحقتنا بالسيوف المسلمة * يقطعن كل ساعد وجمجمة لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة (1) الثغامة : شجرة تبيض كأنها الثلج ، وقيل نبت أبيض الزهر والثمر يشبه به الشيب .
[ 175 ]
رواه الطبراني وهو مرسل وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن العباس بن عبدالمطلب قال أخذت بيد أبى سفيان فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب السماع فاعطه شيئا فقال من دخل دار ابى سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ثم قام فأخذت بيده فاقعدته على الطريق فجعل يمر به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كوكبة كوكبة يقول من هؤلاء فأقول هؤلاء مزينة فيقول مالى ولمزينة ما كان بينى وبينهم حرب في جاهلية ولا إسلام ثم تمر الكوكبة فيقول من هؤلاء فاقول هؤلاء جهينة حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين فلما نظر إليهم مقبلين فاقبل على فقال لقد أوتى ابن أخيك ملكا عظيما قال وذكر كلاما كثيرا - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه البزاز وفيه حسين بن عبدالله بن عبيدالله الهاشمي وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية . وعن أنس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة كان قيس في مقدمته فكلم سعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرفه عن الموضع الذى هو فيه مخافة أن يقدم على شئ فصرفه عن ذلك . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابى برزة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الناس آمنون كلهم غير عبدالعزى بن خطل فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة . رواه الطبراني وفيه سعيد بن سليمان النشيطى وهو ضعيف . وعن أبى برزة الاسلمي قال قتلت عبدالعزى بن خطل وهو متعلق بستر الكعبة . رواه أحمد في حديث طويل والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل عبدالله بن خطل يوم الفتح أخرجوه من تحت أستار الكعبة فضرب عنقه بين زمزم والمقام وقال لا يقتل قرشي بعد هذا صبرا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم هانئ بنت أبى طالب يوم الفتح وكان جائعا فقلت له يا رسول الله ان أصهارا لى قد لجئوا إلى وان على بن أبى طالب لا تأخذه في الله لومة لائم وانى أخاف أن يعلم بهم فيقتلهم فاجعل من دخل دار أم هانئ آمنا حتى يسمعوا كلام الله فامنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد
[ 176 ]
أجرنا من أجارت ام هانئ وقال هل عندك من طعام ناكله فقالت ليس عندي الا كسر يابسة وانى لاتحى أن أقدمها اليك فقال هلمى بهن فكسرهن في ماء وجاءت بملح فقال هل من إدام فقالت ما عندي يا رسول الله الا شئ من خل فقال هلميه فصبيه على الطعام فاكل منه ثم حمدالله ثم قال نعم الادام الخل يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل . رواه الطبراني في الصغير وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الفتح قاعدا وأبو بكر قائم على رأسه بالسيف . رواه البزار عن اسحق بن وهب وهو متروك . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة وجد بها ثلثمائة وستين صنما فاشار بعصاه إلى كل صنم منها وقال جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فيسقط الصنم ولم يمسه . رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وفيه عاصم بن عمر العمرى وهو متروك ووثقه ابن حبان وقال يخالف ويخطئ ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وعلى الكعبة ثلثمائة وستون صنما وقد شد لهم ابليس أقدامهم بالرصاص فجاء ومعه قضيبه فجعل يهوى به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا حتى مر عليها كلها . رواه الطبراني ورجاله ثقات ورواه البزار باختصار . وعن ابى الطفيل قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذى كان عليها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ارجع فانك لم تصنع شيئا فرجع خالد فلما نظرت إليه السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الحيل يقولون يا عزى خبليه يا عزى عوذيه فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها فغممها بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال تلك العزى . رواه الطبراني وفيه يحيى بن المنذر وهو ضعيف . وعن أبى عبد الرحمن السلمى أن خالد بن الوليد مر على اللات فقال : كفرانك لاسبحانك * إنى رأيت الله قد أهانك رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنه مرسل . وعن الزهري أن رسول
[ 177 ]
الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان يوم الفتح ائتنى بمفتاح الكعبة فأبطأ عليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم ينتظره حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ويقول ما يحبسه فسعى إليه رجل وجعلت المرأة التى عندها المفتاح - حسبت أنه قال أم عثمان - تقول إن أخذه منكم لم يعطيكموه أبدا فلم يزل بها عثمان حتى أعطته المفتاح فانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتح الباب ثم دخل البيت ثم خرج والناس معه فجلس عند السقاية فقال على بن أبى طالب يا رسول الله لئن كنا أوتينا النبوة وأعطينا السقاية وأعطينا الحجابة ما قوم بأعظم نصيبا منا فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره مقالته ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال غيبوه قال عبد الرزاق فحدثت به ابن عيينة فقال أخبرني ابن جريج أحسبه قال عن ابن أبى مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى يومئذ حين كلمه في المفتاح إنما أعطيكم ماترزون ولم أعطكم ما ترزؤون يقول أعطيكم السقاية لانكم تغرمون فيها ولم أعطكم البيت أي إنهم يأخذون من هديته ، هذا قول عبد الرزاق . رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الفتح من قريش من بنى محارب بن فهر : كرز بن جابر . وعن ابن عباس قال شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أو حنين ألف من بنى سليم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير زيد النحوي وعبد الله بن احمد بن حنبل وكلاهما ثقة . وعن ابن عباس قال شهد فتح مكة ألف وثمانمائة من جهينة وألف من مزينة وتسعمائة من بنى سليم واربعمائة ونيف من بنى غفار واربعمائة ونيف من أسلم . رواه الطبراني وفيه ابراهيم ابن عثمان أبو شيبة وهو متروك . وعن ابن عباس قال كان الفتح في ثلاث عشرة خلت من رمضان . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو قال لما فتحت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كفوا السلاح إلا خزاعة عن بنى بكر فأذن لهم حتى صلى العصر ثم قال كفوا السلاح فلقى رجل من خزاعة رجلا من بنى بكر من غد بالمزدلفة فقتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فقال ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل غير قاتله (12 - سادس مجمع الزوائد)
[ 178 ]
أو قتل بذحول (1) الجاهلية فقام رجل فقال إن فلانا ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لادعوة في الاسلام ذهب أمر الجاهلية الولد للفراش وللعاهر الاثلب قالوا وما الاثلب قال الحجر وقال لاصلاة بعد الغداة حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس قال ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها - قلت في الصحيح منه النهى عن الصلاة بعد الصبح وفى السنن بعضه - رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم يوم الفتح إن هذا العام الحج الاكبر قد اجتمع حج المسلمين وحج المشركين في ثلاثة أيام متتابعات واجتمع حج اليهود والنصارى في ستة أيام متتابعات ولم يجتمع منذ خلقت السموات والارض ولا يجتمع بعد هذا العام حتى تقوم الساعة . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمى وهو ضعيف (2) . * (باب غزوة حنين) * عن أنس قال قال غلام منا من الانصار يوم حنين لن نغلب اليوم من قلة فما هو الا أن لقينا عدونا فانهزم القوم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له وابو سفيان ابن الحرث آخذ بلجامها والعباس عمه آخذ بغرزها (3) وكنا في واد دهس (4) فارتفع النقع فما منا أحد يبصر كفه إذا شخص أقبل فقال إليك من أنت قال أنا أبو بكر فداك أبى وأمى وبه بضع عشرة ضربة ثم إذا شخص قد أقبل فقال إليك من أنت قال أنا عمر بن الخطاب فداك أبى وأمى وبه بضع عشرة ضربة وإذا شخص قد أقبل وبه بضع وعشرون ضربة فقال إليك من أنت قال عثمان بن عفان فداك أبى وأمى ثم إذا شخص قد أقبل وبه بضع عشرة ضربة فقال اليك من أنت فقال على بن ابى طالب فداك أبى وأمى ثم أقبل الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا رجل صيت ينطلق فينادى في القوم فانطلق فصاح فما (1) الذحل : الوتر وطلب المكافأة بجناية ، والعداوة . \ \ \ (2) بلغ مقابلة من غزوة الحديبية إلى هنا بقراءة الشيخ شهاب الدين الكلوتاتى من الاصل وأنا ممسك بهذا - كتبه ابن حجر . \ \ \ (3) أي ركابها . \ \ \ (4) الدهس : ما سهل ولان من الارض .
[ 179 ]
هو إلا أن وقع صوته في أسماعهم فأقبلوا راجعين فحمل النبي صلى الله عليه وسلم وحمل المسلمون معه فانهزم المشركون وانحاز دريد بن الصمة على جبل أوقال على أكمة في زهاء ستمائة فقال له بعض أصحابه أرى والله كتيبة قد أقبلت فقال حلوهم لى فقالوا سيماهم كذا حليتهم كذا قال لا بأس عليكم قضاعة منطلقة في آثار القوم فقالوا نرى والله كتيبة خشناء قد أقبلت قال حلوهم لى قالوا سيماهم كذا حليتهم كذا قال لا بأس عليكم هذه سليم ثم قالوا نرى فارسا قد أقبل قال ويلكم وحده قالوا وحده قال حلوه لى قالوا معتجر (1) بعمامة سوداء قال دريد ذاك والله الزبير بن العوام وهو والله قاتلكم ومخرجكم من مكانكم هذا قال فالتقت إليهم فقال علام هؤلاء ههنا فمضى ومن اتبعه فقتل بها ثلثمائة وحز رأس دريد بن الصمة فجعله بين يديه . رواه البزار وفيه على بن عاصم بن صهيب وهو ضعيف لكثرة غلطه وتماديه فيه وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر بن عبدالله قال لما استقبلنا وادى حنين قال انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط انما ننحدر فيه انحدارا قال وفى عماية الصبح وقد كان القوم قد كمنوا لنافى شعابه وفى أجنابه ومضائقة قد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا قال فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد وانهزم الناس راجعين فانشمروا لا يلوى أحد على أحد وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين ثم قال إلى أيها الناس الا ان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهط من المهاجرين والانصار وأهل بيته غير كثير وفيمن ثبت معه أبو بكر وعمر عليهما السلام ومن أهل بيته على بن أبى طالب والعباس بن عبدالمطلب وابنه الفضل بن عباس وأبو سفيان بن الحرث وربيعة بن الحرث وأيمن بن عبيد وهو ابن أم أيمن وأسامة بن زيد عليهما السلام قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح له طويل أمام الناس وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه فإذا فانه الناس رفع لمن وراء فاتبعوه ، قال ابن اسحق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبدالرحمن بن (1) الاعتجار بالعمامة : هو أن يلفها على رأسه ويرد طرفها على وجهه ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه .
[ 180 ]
جابر عن أبيه جابر بن عبدالله قال بينما ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع مايصنع إذ هوى له على بن أبى طالب ورجل من الانصار يريدانه قال فيأتيه على من خلفه فيضرب عرقوبى الجمل فيوقع على عجزه ووثب الانصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقة فانعجف عن رحله واختلد الناس فوالله ما رجعت راجعة الناس حتى الاسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وأبو يعلى وزاد وصرخ حين كانت الهزيمة كلدة وكان أخا صفوان ابن أمية يومئذ مشركا في المدة التى ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بطل السحر اليوم فقال له صفوان اسكت فض الله فاك فوالله لان يربنى رجل من قريش أحب إلى من أن يربنى رجل من هوازن . ورواه البزار باختصار وفيه ابن اسحق وقد صرح بالسماع في رواية أبى يعلى ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال فولى الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والانصار فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عزوجل عليهم السكينة قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته يمضى قدما فحارت به بغلته فمال عن السرج فقلت ارتفع رفعك الله فقال ناولنى كفا من تراب فضرب به وجوههم فامتلات أعينهم ترابا قال أين المهاجرون والانصار قلت هم أولاء قال اهتف بهم فهتفت بهم فجاءوا وسيوفهم بايمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم . رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح غير الحرث بن حصيرة وهو ثقة . وعن أنس قال لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا العباس بن عبدالمطلب وأبو سفيان بن الحرث وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينادى يا أصحاب سورة البقرة يا معشر الانصار ثم استحر النداء في بنى الحرث بن الخزرج فلما سمعوا النداء أقبلوا فوالله ما شبهتهم إلا الابل تحن إلى أولادها فلما التقوا التحم القتال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن حمى الوطيس وأخذ كفا من حصى أبيض فرمى به وقال هزموا ورب الكعبة وكان على بن أبى طالب يومئذ أشد الناس قتالا بين يديه . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط
[ 181 ]
ورجالهما رجال الصحيح غير عمران بن داور (1) وهو أبو العوام وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره . وعن بريدة قال تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلم يبق معه إلا رجل يقال له زيد وهو آخذ بعنان بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك ادع الناس ؟ ؟ ؟ زيد يا أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكم فلم يجئ أحد فقال ادع الانصار فقال يا معشر الانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكم فلم يجئ أحد فقال ويحك خص الاوس والخزرج فنادى يا معشر الاوس والخزرج هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكم فلم يجئ أحد فقال ويحك خص المهاجرين فان لى في أعناقهم بيعة قال فحدثني برريدة أنه أقبل منهم الف قد طرحوا الجفون حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشوا قدما حتى فتح الله عليهم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين جزوهم جزا وأومأ بيده إلى الحلق . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن الحرث بن بدل قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبدالمطلب وأبا سفيان بن الحرث فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوهنا بقبضة من الارض فانهزمنا فما يخل لى ان كل شجرة ولا حجر إلا وهو في آثارنا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى عبدالرحمن الفهرى قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين في يوم قائظ شديد الحر فنزلنا تحت ظلال الشجر فلما زالت الشمس لبست لامتي وركبت فرسى فأتيته في ؟ سطاطه فسلمت عليه فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فقلت حان الرواح يا رسول الله قال فناد بلالا فثار بلال من تحت شجرة كأن ظله ظل طائر فقال لبيك وسعديك وأنا فداؤك فقال اسرج لى فرسى سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر (2) ولابطر فأسرج له ثم ركب ومضينا عشيتنا وليلتنا فلما تسامت الخيلان ولى المسلمون مدبرين كما قال الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباد الله أنا عبدالله ورسوله واقتحم عن فرسه فنزل فأخذ كفا من حصى قال فحدثني من هو أقرب إليه منى انه ضرب (1) بفتح أوله والواو ثم مهملة . \ \ \ (2) الاشر : اشد البطر .
[ 182 ]
وجوههم وقال شاهت الوجوه فهزم الله المشركين قال فحدثني أبناؤهم أن آباءهم قالوا فما بقى منا يومئذ أحد إلا امتلات عينه وفمه ترابا وسمعنا ؟ ؟ صلة من السماء إلى الارض كامرار الحديد على الطست - قلت روى أبو داود من ؟ ؟ إلى قوله ليس فيه أشر ولا بطر - رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات . وعن ابن عباس أن على بن أبى طالب ناول رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين . رواه البزار . وعن ياسر قال كان عمرو بن مرة يحدث قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمرو بن مرة أن يقف هو وقومه جهينة بن زيد يوم هوازن فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر جهينة كونوا بأعقاب بنى سليم فان جاشوا فضعوا السلاح بأقفيتهم وشعاركم فجاشت يومئذ قبيلة منهم يقال لهم بنو عصية لانهم عصوا الله ورسوله فقتلتهم جهينة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم جهينة فتقدمت إلى هوازن وصرف سليما عن موقفهم فهزمهم الله يومئذ وكثر القتل فيهم وقتل عمرو بن مرة يومئذ ابن ذى البردين الهلالي وكان لجهينة فيهم بلاء حسن . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عياض أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى هوازن في اثنى عشر ألفا فقتل منا من أهل الطائف يوم حنين مثل ما قتل من قريش يوم بدر وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من بطحاء فرماه في وجوهنا فهزمنا . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن عياض ذكره ابن أبى حاتم ولم يجرحه ، وبقية رجاله ثقات . وعن زيد بن أرقم قال انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال : أنا النبي لاكذب * أنا ابن عبدالمطلب رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمر بن دينار قال لاأعلمه إلا عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين الآن حمى الوطيس ثم قال هزموا ورب الكعبة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن يزيد بن عامر السوائى انه قال عند انكشافة انكشفها المسلمون يوم حنين فتبعتهم الكفار فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من الارض فرمى بها وجوههم وقال ارجعوا شاهت الوجوه فما منا من أحد يلقى أخاه إلا وهو يشكو القذى
[ 183 ]
ويمسح عينيه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن يزيد بن عامر السوائى وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلم قال سألناه عن الرعب الذى ألقاه الله في قلوبهم يوم حنين كيف كان فأخذ حصاة فرمى بها طستا فطن قال كنا نجد في أجوافنا مثل هذا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن جبير بن مطعم قال رأيت يوم حنين شيئا أسود مثل البجاد (1) بين السماء والارض فلما دفع إلى الارض فشاذرا وانهزم المشركون . رواه الطبراني في الاوسط باسنادين في احدهما عباد بن آدم ولم يوثقه أحد ولم يجرحه . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناولنى كفا من حصى فناولته فرمى به في وجوه القوم فما بقى في القوم أحد إلا ملئت عيناه من الحصى فنزلت (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن على بن أبى طالب ناول رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين . رواه البزار عن اسماعيل بن سيف وهو ضعيف . وعن أنس قال لما انهزم المسلمون يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته الشهباء يقال لها دلدل فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم دلدل اسدي فألزقت بطنها بالارض حتى أخذ النبي صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب فرمى بها وجوههم فقال حم لا يبصرون فانهزم القوم وما رميناهم بسهم ولا طعناهم برمح ولاضربنا بسيف . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن محمد بن القاسم وهو ضعيف . وعن مصعب بن شيبة عن أبيه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما أخرجنى الاسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه يا رسول الله إنى أرى خيلا بلقا قال يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر فضرب بيده على صدري ثم قال اللهم اهد شيبة ثم ضربها الثانية ثم قال اللهم اهد شيبة فوالله ما رفع يده من الثالثة من صدري حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلى منه قال فالتقى الناس والنبى صلى الله عليه وسلم على ناقة أو بغلة وعمر آخذ بلجامها والعباس ابن عبدالمطلب آخذ بثغر دابته فانهزم المسلمون فنادى العباس بصوت له جهر (1) البجاد : الكساء ، أراد الملائكة الذين أيدهم الله بهم .
[ 184 ]
فقال أين المهاجرون الاولون أين أصحاب سورة البقرة والنبى صلى الله عليه وسلم يقول قدما أنا النبي لاكذب * أنا ابن عبدالمطلب (1) فعطف المسلمون فاصطلموا (2) بالسيوف فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن حمى الوطيس قال وهزم الله المشركين . رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وهو ضعيف . وعن عكرمة قال قال شيبة بن عثمان لما غزى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين تذكرت أبى وعمى قتلهما على وحمزة فقلت اليوم أدرك ثأري في محمد فإذا العباس ععن يمينه وعليه درع بيضاء كأنها الفضة فكشف عنها العجاج فقلت عمه لن يخذله فجئته عن يساره فإذا أنا بأبى سفيان بن الحرث فقلت ابن عمه لن يخذله فجئته من خلفه فدنوت ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسور سورة بالسيف رفع لى شواط من نار كأنه البرق فخفت أن يحبسنى فنكصت القهقرى فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعال يا شيب فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبى فرفعت إليه بصرى وهو أحب إلى من سمعي وبصرى ومن كذا فقال له يا شيب قاتل الكفار ثم قال يا عباس اصرخ بالمهاجرين الاولين الذين بايعوا تحت الشجرة وبالانصار الذين آووا ونصروا فما شبهت عطفة الانصار على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا البقر على أولادها حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه حرحة قال فلرماج الانصار كانت عندي أخوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من رماح الكفار ثم قال يا عباس ناولنى من البطحاء فأفقه الله البغلة كلامه فاختفضت به حتى كاد بطنها يمس الارض فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصباء فنفخ في وجوههم وقال شاهت الوجوه حم لا ينصرون . رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلى وهو ضعيف . وعن محمد بن سلام الجمحى قال مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن ، قال ابن سلام وكان عوف رئيسا مقداما كان أول ذكره وما شهر من بلائه يوم الفجار مع قومه كثر صنيعه يومئذ وهو على هوازن حين لقيهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق مع الناس أموالهم وذراريهم (1) لم يعد الخليل هذا الوزن من الشعر \ \ \ (2) أصل الصلم : القطع .
[ 185 ]
فخالفه دريد بن اصمة فلج وأبى فصاروا إلى أمره فلم يحمدوا رأيه وكان يومئذ رئيسهم فلما رأى هزيمة أصحابه قصد نحو النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد الاقدام ليصيبه زعم فوافاه مرثد بن أبى مرثد الغنوى فقاتله وحمل فرسه فعاج فلم يقدم ثم أراده وصاح به فلم يقدم فقال : اقدم محاج إنه يوم بكر * مثلى على مثلك يحمى ويكر ويطعن الطعنة تفرى وتهر * لها من البطن نجيع منهمر ويغلب العامل فيها منكسر * إذا اجرألت زمر بعد زمر ثم شهد بعد ما أسلم القادسية فقال : اقدم محاج إنها الاساورة * ولايهو لنك رجل نادره ثم انهزم من حنين فصار إلى الطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لواتانى لامنته وأعطيته مائة فجاء ففعل به ذلك ووجهه على قتال أهل الطائف ، وكتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنهما يستمده فكتب إليه تستمدنى وأنت في عشرة آلاف ومعك مالك بن عوف وحنظلة بن ربيعة وهو الذى يقال له حنظلة الكاتب . قال ابن سلام فحدثني بعض قومه أنه قال لعمر بن الخطاب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني يتألفني على الاسلام فلم أحب أن آخذ على الاسلام أجرا فأنا أردها قال إنه لم يعطكها إلا وهو يرى أنها لك حق . رواه الطبراني عن خليفة بن خياط عن محمد بن سلام الجمحى وكلاهما ثقة . وعن عبدالرحمن ابن أزهر أنه كان يحدث أنه حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان يحثى في وجوههم التراب . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن امرأة رافع بن خديج أن رافعا رمى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أو يوم حنين - أنا أشك - بسهم في ثندوته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انزع السهم قال يا رافع إن شئت نزعت السهم والقطبة (1) جميعا وإن شئت ؟ زعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد قال يا رسول الله انزع السهم ودع القطبة قال فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم السهم وترك القطبة . رواه أحمد وامرأة رافع لم أعرفها ، وبقية رجاله (1) القطبة والقطب : نصل السهم . وفى الاصل غير منقوطة والتصحيح من النهاية .
[ 186 ]
ثقات . وعن عبد الصمد بن حبيب العوذى قال غزونا مع سنان بن سلمة يعنى ابن المحبق فقال ولدت يوم حنين فبشر بى أبى فقالوا ولد لك غلام فقال سهم أرمى به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى مما بشرتموني به وسماني سنانا . رواه أحمد وحبيب لم يرو عنه غير ابنه . وعن العداء بن خالد بن هوذة قال قاتلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينصرنا الله ولم يظهرنا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في غنائم هوازن وسبيهم) * عن بديل بن ورقاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والاموال بالجعرانة حتى يقدم فحبست . رواه الطبراني في الكبير والاوسط والبزار عن بن بديل عن أبيه ولم يسم ابن بديل ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى جزول زهير بن صرد قال لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبى والشاء أتيته فأنشأت أقول هذا الشعر : أمنن علينا رسول الله في كرم * فانك المرء نرجوه (1) وننتظر أمنن على بيضة قد عاقها قدر * مشتت شملها في دهرها عير ابقت لنا الدهر هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر ان لم تداركهم رحماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما حين يحتبر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك يملاه من محضها الدرر إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتى وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فانا معشر زهر إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر فألبس العفو من قد كنت ترضعه * من أمهاتك إن العفو مشتهر ياخير من مرحت كمت الجياد به * عند الهياج إذا ما استوقد الشرر إنا نؤمل عفوا منك تلبسه * هادى البرية إذ يعفو وينتصر فاعفو عفا الله عما أنت راهبه * يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال صلى الله عليه وسلم ما كان لى ولبنى عبدالمطلب فهو لكم وقالت قريش ما كان لنا فهو لله ولرسوله وقالت الانصار ما كان لنا (1) في الاصل (يرجوه وينتظر) .
[ 187 ]
فهو لله ولرسوله . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم . وعن عبدالله ابن عمرو أن وفد هوازن لما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وقد أسلموا قالوا إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك ، وقال رجل من هوازن من بنى سعد بن بكر يقال له زهير ويكنى بأبى صرد فقال يا رسول الله نساؤنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتى كفلنك ولو أنا لحقنا الحرث بن أبى شمر والنعمان بن المنذر ثم نزل بنا منه مثل الذى أنزلت بنا لرجونا عطفه وعائدته علينا وأنت خير المكفولين ثم أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا قاله وذكر فيه قرابته وما كفلوا منه فقال : أمنن علينا رسول الله في كرم * فانك المرء نرجوه وننتظر أمنن على بيضة قد عاقها قدر * مفرق شملها في دهرها غير أبقت لنا الدهر هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر ان لم تداردكهم رحماء تنشرها يا أرجح الناس حلما حين يختبر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك تمنؤه من مخضها درر إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها * واذ يزينك ما تأتى وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فانا معشر زهر قال فذكر الحديث . رواه الطبراني وفيه ابن اسحق وهو مدلس ولكنه ثقة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءته وفود هوازن فقالوا يا رسول الله إنا أهل وعشيرة فمن علينا من الله عليك فانه نزل بنا من البلاء ما لم يخف عليك فقال اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأنسابكم قالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا فقال ماكان لى ولبنى عبدالمطلب فهو لكم فإذا صليت الظهر فقولوا إنا برسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين وبالمسلمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا وأبنائنا قال ففعلوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ما كان لى ولبنى عبدالمطلب فهو لكم وقال المهاجرون ماكان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الانصار مثل ذلك وقال عيينة بن بدر أماما كان لى ولبنى فزارة فلا وقال الاقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا فقال الحيان كذبت بل
[ 188 ]
هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأموالهم فمن تمسك بشئ من هذا الفئ فله علينا ست فرائض من أول ما يفئ الله علينا ثم ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون اقسم علينا فيئنا بيننا حتى ألجؤوه إلى سمرة (1) فخطفت رداءه فقال يا أيها الناس ردوا على ردائي فو الله لو كان بعدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تلقوني بخيلا ولاجبانا ولا كذوبا ثم دنا من بعير فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصبعيه السبابة والوسطى ثم رفعها فقال يا ايها الناس ليس لى من هذا الفئ ولا هذه الا الخمس والخمس مردود عليكم ردوا الخياط والمخياط والمخيط فان الغلول يكون على أهله يوم القيامة عارونار وشنار فقام رجل معه كبة من شعر فقال انى أخذت هذه أصلح بها بردعة بعيرى دبر (2) فقال اماما كان لى ولبنى عبدالمطلب فهو لك فقال الرجل يا رسول الله أما إذ بلغت ما ارى فلا أرب لى بها ونبذها - قلت رواه ابو داود باختصار كثير - رواه أحمد ورجال أحد اسناديه ثقات . وعن عطية أنه كان ممن كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سبى هوازن فقال يا رسول الله عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك ولهذا اليوم اختبأناك وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فردوا عليهم سبيهم الا رجلين فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا فخيروهما فقال احدهما انى أتركه وقال الآخر لا أتركه فلما أدبر قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اخس سهمه فكان يمر بالجارية البكر والغلام فيدعه حتى مر بعجوز قال فاى آخذه هذه فانها أم حى ويستفدونها منى بما قدروا عليه فكبر عطية وقال خذها يا رسول الله مافوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز يا رسول الله بقراء سبية مالها أحد فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها رواه الطبراني وفى إسناده الزبير والد النعمان بن الزبير الصنعانى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . قال الطبراني : حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى بن كلاب يكنى أبا خالد وأمه صفية بنت زهير بن الحرث بن أسد وأمها سلمى بنت عبد مناف بن عبدالدار وكان إسلامه يوم الفتح وكان من المؤلفة (1) السمر : نوع من الشجر . \ \ \ (2) الدبر : الجرح في ظهر البعير .
[ 189 ]
أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بعير من غنائم حنين . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم يوم حنين قسما على المؤلفة قلوبهم فوجدت الانصار في أنفسها فقالوا قسم فيهم فقال يا معشر الانصار ألا ترضون أن تذهبوا برسول الله صلى الله عليه وسلم معكم قالوا بلى . رواه البزار وفيه حفص بن عمر العدنى وهو ضعيف وقال ابن الطهراني كان ثقة . وعن محمد بن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوفد هوازن بحنين وسألهم عن مالك بن عوف النصرى ماذا فعل مالك قال هو بالطائف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروا مالكا انه إن يأتنى مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الابل فأتى مالك بذللك فخرج إليه من الطائف وكان مالك خاف ثقيفا على نفسه ان يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال له ما قال فيحبسوه فأمر براحلة له فهيئت وأمر بفرس له فأتى به من الطائف فخرج ليلا فجلس على فرسه فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه بالجعرانة أو مكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الابل . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين وجبريل إلى جنبه فجاء ملك فقال إن ربك يأمرك بكذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل تعرفه فقال هو ملك وما كل ملائكة . بك أعرف . رواه البزار والطبراني في الاوسط وزاد فخشى النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون شيطانا ، وفيه حسين بن الحسن الاشقر وهو منكر الحديث ورمى بالكذب ووثقه ابن حبان . وأحاديث كثيرة في مناقب الانصار في غنائم حنين . * (باب فيمن استشهد يوم حنين) * عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم حنين أيمن بن عبيد . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن جابر قال كان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيمن بن أم أيمن وهو ابن عبيد . قلت هذا مكتوب بعد كلام ابن إسحاق الذى قبله وليس هو في السماع ، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس . قال الطبراني : أيمن بن أم أيمن استشهد يوم حنين وهو أيمن بن عبيد أخو بنى عوف بن الخزرج وهو أخو أسامة بن زيد لامه . وعن عروة قال وقتل يوم حنين من المسلمين ثم من قريش ثم من بنى أسد بن عبدالعزى : زيد بن ربيعة ، ومن قريش ثم من بنى أسد بن عبدالعزى : زيد بن زمعة . قال الطبراني
[ 190 ]
هكذا قال ابن لهيعة وهو وهم ، قلت والصواب أنه يزيد كما سيأتي عن الزهري ، ومن الانصار ثم من بنى عمرو بن عوف ثم من بنى العجلان : سراقة بن الحباب . رواه كله الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار ثم من بنى العجلان : مرة بن سراقة بن الحباب هكذا قال ابن شهاب . واستشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين من قريش ثم من بنى أسد : يزيد بن زمعة ، ورجالهما إلى الزهري رجال الصحيح . وعن ابن إسحاق في تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش ثم من بنى أسد : يزيد بن زمعة بن الاسود بن المطلب جمح به فرس يقال له الجناح فقتله . واستشهد يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانصار : سراقة بن الحباب بن عدى بن النجار وإسنادهما إلى ابن إسحاق ثقات . * (باب غزوة الطائف) * عن أبى بكرة قال لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف تدليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببكرة فقال كيف تدليت فقلت تدليت ببكرة قال أنت أبو بكرة . رواه الطبراني وفيه أبو المنهال البكراوى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم الطائف من الانصار : ثابت بن ثعلبة وثعلبة الذى يقال له الجدع ، ومن الانصار ثم من بنى عمرو بن عوف ثم من بنى معاوية : رقيم بن ثابت بن ثعلبة . رواهما الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة في تسمية من استشهد يوم الطائف من الانصار ثم من بنى سالم ثم من بنى حرام : ثعلبة الذى يقال له الجدع ، ومن الانصار ثم من بنى عمرو ابن عوف ثم من بنى معاوية بن الحرث : رقيم بن ثابت أو ثابت بن ثعلبة . رواهما الطبراني وفى اسنادهما ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن محمد بن اسحق في تسمية من استشهد يوم الطائف : جليحة بن عبدالله بن محارب بن ناشب ابن سعد بن ليث ، ومن الانصار ثم من بنى الاوس : رقيب بن ثابت بن ثعلبة بن ثوبان بن معاوية ، ومن قريش ثم من بنى أمية بن عبد شمس : سعيد بن سعيد بن العاصى . رواها الطبراني ورجالها ثقات . قال الطبراني : عبدالله بن أبى أمية بن المغيرة بن عبدالله ابن عمر بن مخزوم أخو أم سلمة لابيها أمه عاتكة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله
[ 191 ]
صلى الله عليه وسلم أسلم يوم الفتح لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم واستشهد يوم الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم * (باب غزوة تبوك) * عن عمران بن حصين أنه شهد عثمان بن عفان رضى الله عنه أيام غزوة تبوك في جيش العسرة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة والقوة والتأسى وكانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل إن هذا الرجل الذى خرج ينتحل النبوة قد هلك وأصابته سنون فهلكت أموالهم فان كنت تريد أن تلحق دينك فالآن فبعث رجلا من عطمائهم يقال له الضناد وجهز معه أربعين ألفا فلما بلغ ذلك نبى الله صلى الله عليه وسلم كتب في العرب وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو ويقول اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض فلم يكن للناس قوة وكان عثمان بن عفان قد جهز عيرا إلى الشام يريد أن يمتار عليها فقال يارسول الله هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أو قية فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر الناس وأتى عثمان بالابل وأتى بالصدقة بين يديه فسمعته يقول لا يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم . رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الانصاري وهو ضعيف . وعن حمزة بن عمرو الاسلمي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك على خدمته ذلك السفر فنظرت إلى نحى (1) السمن قد قل ما فيه وهيأت للنبى صلى الله عليه وسلم طعاما فوضعت السمن في الشمس ونمت فانتبهت بخرير النحى فقمت فأخذت برأسه بيدى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأني لو تركته لسال واديا سمنا . رواه الطبراني من طريقين إحداهما في علامات النبوة ورجالها وثقوا . وعن أبى رهم قال كنا في مسير والى جنبى رجل أزحمه بالليل ولا أعرفه فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من هذا قلت أبورهم قال ما فعل النفر الطوال الجعال الادم من بنى غفار هل معنا منهم في المسير أحد قلت لاقال فما فعل النفر الادم القصار الخنس من أسلم هل معنا منهم في المسير أحد فلت لاقال فما فعل النفر الحمر الثطاط هل معنا أحد منهم في المسير قلت لاقال مامن أهلى أحد أعز على مخلفا من قريش والانصار وأسلم وغفار فما يمنع أحدهم إذا تخلف أن يعقر البعير من إبله فيكون له مثل (1) النحى بالكسر : الزق أو ما كان للسمن خاصة .
[ 192 ]
أجر الخارج . رواه البزار باسنادين وفيه ابن أخى أبى رهم ولم أعرفه ، وبقية رجال أحد الاسنادين ثقات . وعن أبى رهم الغفاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين بايعوا تحت الشجرة قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك فلما فصل سرى ليله فسرت قريبا منه وألقى على النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته فيفزعنى دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز فأؤخر راحلتي حتى غلبتني عينى نصف الليل فركبت راحلتي راحلته ورجل النبي صلى الله عليه وسلم في الغرز فأصابت رجله فلم استيقظ الا بقوله حس فرفعت رأسي فقلت استغفر لى يا رسول الله فقال سل فطفق يسألنى عن بنى غفار فاخبره فإذا هو يسألنى ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط (1) أو القصار - عبد الرزاق يشك - الذين لهم نعم بشطبة سرح ف ؟ ؟ ذ كرتهم في بنى غفار فلم اذكرهم حتى ذكرت رهطا من أسلم فقلت يا رسول الله ما يمنع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله فأعز أهلى على أن يتخلف عنى المهاجرون من قريش والانصار وأسم وغفار ، وفى رواية النفر القصار السود الجعاد فقلت يا رسول الله أولئك خلفاء فينا . رواه احمد والطبراني وقال سر بدل سل ، وقال ما فعل النفر السواد الجعاد القصار الذين لهم نعم بشبكة سرح قال فتذكرتهم في بنى غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت انهم رهط من أسلم وقد تخلفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على ابله امرأ نشيطا في سبيل الله ان أعز أهلى على أن يتخلف عنى المهاجرون من قريش والانصار وأسلم وغفار ، في اسنادهما ابن أخى أبى رهم ولم أعرفه . وعن سعد بن حثيمة قال تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت حائطا فرأيت عريشا قدرش بالماء ورأيت زوجتى فقلت ما هذا بالانصاف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم فقمت إلى ناضح (2) فاحتقبته والى ثمرات فتزودتها فنادت زوجتى إلى اين يا أبا حثيمة فخرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنت ببعض الطريق لقيني عمير بن وهب فقلت إنك رجل جرئ وانى أعرف جئت النبي صلى الله عليه وسلم وانى امرؤ مذنب فتخلف عنى حتى أخلو برسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلف عنى عمير (1) الثط : الكوسج الذى لاشعر في وجهه ، وقيل اراد الطوال . \ \ \ (2) أي جمل .
[ 193 ]
فلما طلعت على العسكر فرأني الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا حثيمة فجئت فقلت كدت أهلك يا رسول الله فحدثته حديثى فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا لي . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف . وعن فضالة ابن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا فشكوا إليه ذلك قال ورآهم رجالا لا يروحون ظهرهم فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضيق يمر الناس فيه فوقف عليه والناس يمرون فنفخ فيها نفخة وقال اللهم احمل عليها في سبيلك فانك تحمل على القوى والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر قال فاستمرت فما دخلنا المدينة إلا وهى تازعنا أزمتها . رواه الطبراني والبزار وفيه يحيى بن عبدالله البابلتى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن سلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر بالحليحة في سفره إلى تبوك قال له أصحابه المبرك يا رسول الله الظل والماء وكان فيها دوم وماء فقال إنها أرض زرع وتبرد دعوها فانها مأمورة يعنى ناقته فأقبلت حتى بركت تحت الدومة التى كانت في مسجد ذى المروة . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم . وعن عبادة يعنى ابن الصامت قال أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك قال فذكر الحديث . رواه الطبراني واسحق لم يدرك عبادة . وعن أبى الشموس البلوى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أصحابه يوم الحجر عن بئرهم فالقى ذوالعجين عجينة وذو الخشن خسنه . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال يخطئ في الشئ بعد الشئ . وعن سعد بن أبى وقاص قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر واستقى الناس من بئرهم ثم راح منها فلما استقر أمر الناس أن لا يشربوا من مائها ولا يتوضأوا منها وما كان من عجين عجن من مائها أن يعلف ففعل الناس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم . وعن أبى ذر أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأتوا على واد فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم انكم بواد ملعون فأسرعوا فركب فرسه فدفع ودفع الناس ثم قال من اعتجن عجينه أو من كان طبخ قدرا فليكبها ثم سرنا ثم قال يا ابها (13 - سادس مجمع الزوائد)
[ 194 ]
الناس انه ليس اليوم نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة فيعبأ الله بها . رواه البزار وفيه عبدالله بن قدامة بن صخر ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهاهم يوم ورد ثمود عن ركية (1) عند جانب المدينة أن يشرب منها أحد أو يستقى ونهانا أن نتولج بيوتهم . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن أبى كبشة الانمارى قال لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أرض الحجر يدخون عليهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنادى الناس الصلاة جامعة قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعيره وهو يقول ما يدخلون على قوم غضب الله عليهم فناداه رجل تعجب منهم يا رسول الله قال أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم وبما هو كائن بعدكم فاستقيموا وسددوا فان الله عزوجل لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتى قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشئ . رواه أحمد وفيه عبدالرحمن بن عبدالله المسعودي وقد اختلط . وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسألوا عن الآيات أولا تسألوا نبيكم الآيات فان قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم آية فبعث الله تبارك وتعالى لهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروا الناقة فقيل لهم تمتعوا في داركم ثلاثة أيام أو قيل لهم إن العذاب يأتيكم إلى ثلاثة أيام ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من تحت مشارق الارض ومغاربها منهم إلا رجلا كان في حرم الله فمنعه من عذاب الله قالوا يا رسول الله من هو قال أبورعال قيل ومن أبورعال قال جد ثقيف . رواه البزار والطبراني في الاوسط ويأتى لفظه في سورة هود ، وأحمد بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قيل لعمر بن الخطاب حدثنا عن شأن العسرة فقال عمر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى ان كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء فلا يرجع حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيرة فيعصر فرثه (2) فيشربه ويضعه على بطنه فقال أبو بكر الصديق يا رسول الله إن الله عودك في الدعاء (1) أي بئر . \ \ \ (2) الفرث : السرجين في الكرش .
[ 195 ]
خيرا فادع فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتحب ذلك يا أبا بكر قال نعم قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأطلت ثم سكبت فملؤا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار ثقات . وعن حذيفة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم غزوة تبوك فبلغه أن في الماء قلة فأمر مناديا فنادى في الناس أن لا يسبقني في الماء احد فأتى الماء وقد سبقه قوم فلعنهم . رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى الطفيل قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ العقبة فلا يأخذها أحد فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده عمار ويسوقه حذيفة إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل حتى غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة قدقد حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ورجع عمار فقال يا عمار هل عرفت القوم قال قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال هل تدرى ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم قال أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ويطرحوه قال فسار عمار رضى الله عنه رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نشدتك بالله ما كان أصحاب العقبة قال أربعة عشر فقال إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا والله ما سمعنا منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار أشهد أن الاثنى عشر الباقين منهم حرب لله ولرسوله : الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد قال أبو الوليد وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى لايرد الماء أحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فورده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد رهطا قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . * (باب السرايا والبعوث) * * (باب قتل كعب بن الاشرف) * عن عبدالله بن كعب بن مالك عن عمه أن كعب بن الاشرف كان يهجو النبي
[ 196 ]
صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ أن يبعث إليه خمسة نفر فأتوه وهو في مجلس قومه في العوالي فلما رآهم ذعر منهم قال ما جاء بكم قالوا جئنا إليك لحاجة قال فليدن ألى بعضكم فليحدثني بحاجته فدنا منه بعضهم فقالوا جئناك لنبيعك أدرعا لنا قال ووالله إن فعلتم لقد جهدتم منذ نزل هذا الرجل بين أظهركم أو قال بكم فواعدوه أن يأتوه بعد هدأة من الليل قال فجاءوه فقام إليهم فقالت له امرأته ما جاءك هؤلاء في هذه الساعة لشئ مما تحب قال إنهم قد حدثوني بحاجتهم فلما دنا منهم اعتنقه أبو عبس وعلاه محمد بن مسلمة بالسيف وطعنه في خاصرته فقتلوه فلما أصبحت اليهود غدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يهجوه في أشعاره وما كان يؤذيه ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يكتب بينه وبينهم كتابا قال فكان ذلك الكتاب مع على . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم يعنى النفر الذين وجههم إلى كعب بن الاشرف . رواه أحمد والبزار الا أنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لما وجه محمد بن مسلمة وأصحابه إلى كعب بن الاشراف ليقتلوه ، والباقى بنحوه . رواه الطبراني وزاد ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ، وفيه ابن اسحق وهو مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبادة يعنى ابن الصامت قال كان كعب بن الاشرف يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أبى وداعة بمكة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان ابن ثابت فهجاه فلما بلغ قريشا هجاء حسان أبا وداعة أخرجوا كعب بن الاشرف فلما قدم المدينة بعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة وأبا عبس ابن جبر وأبا نائلة فقتلوا كعب بن الاشرف بسرح العجول في بنى أمية بن زيد . رواه الطبراني واسحق بن يحيى لم يدرك عبادة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عروة أن سعد بن معاذ بعث الحرث بن أوس بن النعمان أخى بنى حارثة مع محمد بن مسلمة إلى كعب بن الاشرف فلما ضرب ابن الاشرف أصاب رجل ابن الحارث ذباب السيف (1) فحمله أصحابه . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن . (1) أي حده أو طرفه المتطرف .
[ 197 ]
* (باب قتل ابن ابى الحقيق) * عن عبدالله بن أنيس قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا قتادة وحليفا لهم من الانصار وعبد الله بن عتيك إلى ابن أبى الحقيق لنقتله فخرجنا فجئنا خيبر ليلا فتتبعنا أبوابهم فغلقنا عليهم من خارج ثم جمعنا المفاتيح فارميناها فصعد القوم في النخل ودخلت أنا وعبد الله بن عتيك في درجة ابن أبى الحقيق فتكلم عبدالله بن عتيك فقال ابن أبى الحقيق ثكلتك أمك عبدالله أنى لك بهذه البلدة قومي فافتحي فان الكريم لايرد عن بابه هذه فقامت فقلت لعبدالله بن عتيك دونك فأشهر عليهم السيف فذهبت امرأته لتصحيح فأشهر عليها واذكر اقول رسول الله صلى الله عليه وسلم انه نهى عن قتل النساء والصبيان فأكف فقال عبدالله ابن أنيس فدخلت عليه في مسربة له فوقفت أنظر إلى شدة بياضه في ظلمة البيت فلما رأني أخذ وسادة فاستتر بها فذهبت أرفع السيف لاضربه فلم استطع من قصر البيت فوخزته وخزا ثم خرجت فقال صاحبي فعلت فقلت نعم فدخل فوقف عليه ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة فوقع عبدالله بن عتيك في الدرجة فقال وارجلاه كسرت رجلى فقلت له ليس برجلك بأس ووضعت قوسى واحتملته وكان عبدالله قصيرا ضئيلا فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا وصاحت المرأة ويابياتاه فثور (1) أهل خيبر ثم ذكرت موضع قوسى في الدرجة فقلت والله لارجعن فلآخذن قوسى فقال له أصحاب قد تثور أهل خيبر فقلت لارجع أنا حتى آخذ قوسى فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوروا وإذا مالهم كلام الا من قتل ابن أبى الحقيق فجعلت لاأنظر في وجه انسان ولا ينظر في وجهى الا قلت مثل ما يقول من قتل ابن ابى الحقيق حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس فأخذت قوسى فلحقت أصحابي فكنا نسير الليل ونكمن النهار فإذا كمنا النهار أقعدنا ناطورا ينظر لنا حتى إذا اقتربنا من المدينة وكنت بالبيداء كنت أنا ناطرهم ثم انى الحت لهم بيوتي فانحدروا فخرجوا جمزا (2) وانحدرت في آثارهم فادركتهم حتى بلغنا المدينة فقال لى أصحابي هل رأيت شيئا فقلت لا ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يحملكم الفزع (1) أي ثاروا . \ \ \ (2) يقال جمز : أي اسرع هاربا من القتل .
[ 198 ]
فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلحت الوجوه فقلنا افلح وجهك يا رسول الله قال قتلتموه قلنا نعم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف الذى قتل به فقال هذا طعامه في ضباب السيف . رواه أبو يعلى وفيه ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع وهو ضعيف . وعن عبدالله بن أنيس أن الرهط الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن أبى الحقيق ليقتلوه عبدالله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبو قتادة وحليف لهم ورجل من الانصار وانهم قدموا خير ليلا فعمدنا إلى أبوابهم نغلقها عليهم من خارج قالت امرأة ابن أبى الحقيق إن هذا لصوت عبدالله بن عتيك قال افتحي ففتحت فدخلت أنا وعبد الله ابن عتيك فقال عبدالله دونك فذهبت لاضربها بالسيف فأذكر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان فأكف عنها ، قال على بن المدينى هذا عبدالله بن انيس الانصاري وليس بالجهنى الذى روى عنه جابر بن عبدالله . رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف . * (باب سرية عبدالله بن جحش) * عن جندب بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة فلما ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فبعث عليهم عبدالله ابن جحش مكانه وكتب له كتابا وأمره أن لايقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال لاتكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك فلما قرأ الكتاب استرج وقال سمع وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان ومضى يقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى فقال المشركون للمسلمين قتلتم في الشهر الحرام فأنزل الله عزوجل (يسألونك عن الشهر الحرام) الآية فقال بعضهم إن لم يكونوا أصابوا وزرا فليس لهم أجر فأنزل الله عزوجل (ان الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم) . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس في قوله عزوجل (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه
[ 199 ]
كبير) قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن فلان في سرية فلقوا عمرو بن الحضرمي ببطن نخلة قال وذكر الحديث بطوله . رواه البزار وفيه أبو سعيد البقال وهو ضعيف . * (باب في يوم الرجيع) * عن عاصم بن عمرو بن قتادة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد نفر من عصل والقارة فقالوا يا رسول الله ان فينا اسلاما فابعث معنا نفرا من اصحابك يفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الاسلام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا من أصحابه ستة مرثد بن أبى مرثد الغنوى حليف حمزة بن عبدالمطلب قال فذكر القصة قال وأما مرثد بن أبى مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن أبى الافلح فقالوا والله لا نقبل عهدا من مشرك ولا عقدا أبدا فقاتلوهم حتى قتلوهم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عروة بن الزبير قال كان من شأن خبيب بن عدى بن عبدالله الانصاري من بنى عمرو بن عوف وعاصم بن ثابت بن أبى الاقلح بن عمرو بن عوف وزيد بن الدثنة الانصاري من بنى بياضة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم عيونا بمكة ليخبروه خبر قريش فسلكوا على النجدية حتى إذا كانوا بالرجيع من نجد اعترضت لهم بنو لحيان من هزيل فأما عاصم بن ثابت فضارب بسيفه حتى قتل وأما خبيب وزيد ابن الدثنة فاصعدا في الجبل فلم يستطعهما القوم حتى جعلوا لهم العهود والمواثيق فنزلا إليهم فأوثقوهما رباطا ثم أقبلوا بهما إلى مكة فباعوهما من قريش فأما خبيب فاشتراه عقبة بن الحرث وشركه في ابتياعه ابواهاب بن عزيز بن قيس بن سويد ابن ربيعة بن عدس بن عبدالله بن دارم وكان قيس بن سويد بن ربيعة أخا عامر بن نوفل لامه أمهما بنت نهشل التميمية وعبيد بن حكيم السلمى ثم الذكوانى وأمية بن أبى عتبة بن همام بن حنظلة من بنى دارم وبنو الحضرمي وسعية بن عبدالله بن أبى قيس من بنى عامر بن لؤى وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب الجمحى فدفعوه إلى عقبة بن الحرث فسجنه عنده في داره فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث وكانت امرأة من آل عقبة بن الحرث بن عامر
[ 200 ]
تفتح عنه وتضعمه فقال لها إذا أراد القوم قتلى فآذنينى قبل ذلك فلما اردوا قتله أخبرته فقال ابغينى حديدة استدف بها يعنى أحلق عانتي فدخلت المرأة التى كانت تنجده والموسى في يده فأخذ بيد الغلام فقال هل أمكن الله منكم فقالت ما هذا ظنى بك ثم ناولها الموسى وقال إنما كنت مازحا وخرج به القوم الذين شركوا فيه وخرج معهم أهل مكة وخرجوا معهم بخشبة حتى إذا كانوا بالتنعيم نصبوا تلك الخشبة فصلبوه عليها وكان الذين ولى قتله عقبة بن الحرث وكان أبو الحسين صغيرا وكان مع القوم وانما قتلوه بالحرث بن عامر وكان قبل يوم بدر كافرا وقال لهم خبيب عند قتله اطلقوني من الرباط حتى أصلى ركعتين فأطلقوه فركع ركعتين خفيفتين ثم انصرف فقال لولا أن تظنوا ان بى جزعا (1) من الموت لطولتهما ولذلك خففتهما وقال اللهم إنى لا أنظر إلا في وجه عدو اللهم إنى لا أجد رسولا إلى رسولك فبلغه عنى السلام فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك وقال خبيب وهم يرفعونه على الخشبة اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا . وقتل خبيب أبناء المشركين الذين قتلوا يوم بدر فلما وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب نادوه وناشدوه أتحب أن محمدا مكانك فقال لا والله العظيم ما أحب أن يفدينى بشوكة يشاكها في قدمه فضحكوا وقال خبيب حين رفعوه إلى الخشبة : لقد جمع الاحزاب حولي وألبوا * قبائلهم واستجمعوا كل مجمع وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم * وقربت من جذع طويل ممنع إلى الله أشكو غربتى ثم كربتي * وما أرصد الاحزاب لى عند مصرعي فذا العرش صبرني على ما يراد بى * فقد بضعوا لحمى وقد بان مطمعى وذلك في ذات الاله وان يشأ * يبارك على أوصال شلو ممزع لعمري ما أحفل (2) إذا مت مسلما * على أي حال كان لله مضجعي وأما زيد بن الدثنة فاشتراه صفوان بن أمية فقتله بابيه أمية بن خلف قتله نيطاس مولى بنى جمح وقتلا بالتنعيم فدفن عمرو بن أمية خبيبا وقال حسان في شأن خبيب : (1) في الاصل (ان مابى جزع) . \ \ \ (2) في الاصل (أجعل) وفى الاصابة غير ذلك .
[ 201 ]
وليت خبيبا لم يخنه ذمامه * وليت خبيبا كان بالقوم عالما شراك زهير بن الاغر وجامع * وكانا قديما يركبان المحارما اجرتم فلما أن أجرتم غدرتم * وكنتم بأكساف الرجيع لهازما رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن ابن شهاب في تسمية من قتل يوم الرجيع مرثد بن أبى مرثد الغنوى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبى مرثد الغنوى حليف حمزة بن عبدالمطلب إلى حى من ههذيل فقتل فيها من المسلمين ثم من بنى هاشم : مرثد بن أبى مرثد . * (باب في سرية إلى أبى سفيان بن الحرث) * عن عمرو بن مرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جهينة ومزينة إلى أبى سفيان ابن الحرث بن عبدالمطلب وكان منابذا للنبى صلى الله عليه وسلم فلما ولوا غير بعيد قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه يا رسول الله بأبى أنت وامى على ما تبعث جيشين كيسين قد كادا يتفانيان في الجاهلية أدركهم الاسلام وهم على بقية منها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردهم حتى وقفوا بين يديه فقال يا مزينة حى جهينة يا جهينة حى مزينة فعقد لعمرو بن مرة على الجيشين على جهينة ومزينة ثم قال سيروا على بركة الله فساروا إلى أبى سفيان بن الحرث فهزمهم الله وكثر القتل في اصحابه فلذلك يقول أبو سفيان بن الحرث : من عادلي أوصرى * بالمشرفية من جهينة الف يقودهم ابن مر * ة ذو الكتائب الحينة هموا ذهبوا بالسلا * ح وأطمعوا فينا مزينة قال أبو محمد عبدالله بن داود ياسر بن سويد وسيار بن يسار بن سويد أفوه ومسلم بن يسار هو ابن يسار بن سويد . قلت هكذا وجدته في الاصل الذى كتبته منه ولا أدرى ما معناه .
[ 202 ]
* (باب في سرية إلى ابن الملوح) * عن جندب بن مكيث الجهنى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن أبحر الكلبى كلب ليث إلى بنى الملوح بالكديد وأمره أن يغير علييهم فخرج فكنت في سريته فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحرث بن مالك وهو ابن البرصا الليثى فأخذناه فقال إنما جئت لاسلم فقال غالب بن عبدالله إن كنت إنما جئت لتسلم فلم يضرك رباط يوم وليلة وان كنت على غير ذلك استوثقنا منك قال فاوثقه رباطا ثم خلف عليه رجلا اسود كان معنا قال امكث معه حتى نمر عليك فان نازعك فاحتز رأسه قال ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد فنزلناه عشية بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة (1) فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر فانبطحت عليه وذلك قبيل المغرب فخرج فرأني منبطحا على التل فقال لامرأته والله لارى على هذا التل سوادا ما رأيته أول النهار فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك قال فنظرت فقالت لا والله ما أفقد شيئا قال فناوليني قوسا وسهمين من نبلى قال فناولته فرمانى بسهم فوضعه في جنبى قال فنزعته فوضعته ولم أتحرك ثم رماني بآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته ولم أتحرك فقال لامرأته والله لقد خالطه سهماى ولو كان زائلة لتحرك فإذا أصبحت فابتعى سهمي فخذيهما لا يمضغهما على الكلاب قال وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا وغطوا وسكتوا وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة فقتلنا من قتلنا منهم واستقنا النعم فوجهناها قافلين وخرج صريخ القوم إلى قومهم معويا وخرجنا سراعا حتى نمر بالحرث بن البرصاء وصاحبه فانطلقنا به معنا وأتانا صريخ الناس فجاء بمالا قبل (2) لنابه حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبينهم بعثه الله من حيث شاء ما رأينا قبل ذلك مطرا ولا حالا فجاء بما لا يقدر أحد منهم أن يقدم عليه فلقد رأيتنا وقوفا (1) الربيئة : الطليعة والعين الذى ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو . (2) أي لا طاقة .
[ 203 ]
ينطرون الينا ما يقدر أحد منهم ان يقدم ونحن نجوزها سراعا حتى استددناها في المشلل ثم حدرناها عنا فأعجزنا القوم بما في أيدينا - قلت عند أبى داود طرف من أوله - رواه احمد والطبراني ورجاله ثقات فقد صرح ابن اسحق بالسماع في رواية الطبراني . * (باب قتل خالد بن سفيان الهذلى) * عن عبدالله بن أنيس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلى يجمع لى الناس ليغزوني فائته فاقتله قال قلت يا رسول الله انعته لى حتى أعرفه قال إذا رأيته وجدت له قشعريرة قال فخرجت متوشحا سيفى حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لى رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بينى وبينه محاولة فصليت وأنا أومئ برأسي الركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال من الرجل قلت رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك قال أجل أنا في ذلك قال فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكننى حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأني قال أفلح الوجه قال قلت قتلته يا رسول الله قال صدقت قال ثم قام معى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بى بيته فأعطاني عصا فقال امسك هذه عندك يا عبدالله بن أنيس قال فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها قالوا أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا قال آية بينى وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ قال فقرنها عبدالله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا - قلت روى أبو داود بعضه في صلاة الخوف - رواه احمد وأبو يعلى بنحوه وفيه راو لم يسم وهو ابن عبدالله بن أنيس ، وبقية رجاله ثقات . وعن محمد بن كعب القرظى قال قال عبدالله بن أنيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لى من خالد بن نبيح رجل من هذيل وهو يومئذ
[ 204 ]
بعرنة قال عبدالله قلت انا يا رسول الله انعته لى قال لو رأيته هبته قلت والذى أكرمك ماهبت شيئا قط فخرجت حتى لقيته بحيال عرنة قبل أن تغيب الشمس فلقيته فرعبت منه فعرفت حين رعبت منه الذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من الرجل قلت باغى حاجة فهل من مبيت قال نعم فالحق بى قال فخرجت في أثره فصليت العصر ركعتين خفيفتين ثم خرجت فأشفقت أن يرانى ثم لحقته فضربته بالسيف ثم غشيت الجبل وكمنت حتى إذا ذهب الناس خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأخبرته الخبر قال محمد بن كعب فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مخصرة فقال تخصر بهذه حتى تلقاني بها يوم القيامة وأقل الناس يومئذ المتخصرون ، قال محمد ابن كعب فلما توفى عبدالله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه وكفن عليها ودفنت معه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن أنيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لسفيان الهذلى يهجوني ويشتمني ويؤذيني فقلت أناله يا رسول الله ابعثنى له فبعثه له فلما أتاه ليلا دخل داره فقال أين سفيان فاطلع إليه مطلع من أهله فقال ما تريد قال أريد سفيان فمروه فليطلع على فاطلع إليه سفيان فقال ما تريد قال اريد أن تهبط إلى فان عندي درعا أريد أن أريكها قال فأين هي قال هذه فاهبط إلى بقبائك فاخرج معى أريكها فخرج معه فسل سيفه فضربه حتى برد ثم أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فأخبره بأنه قد قتله ومع النبي صلى الله عليه وسلم عصا يتخصر بها فناوله إياها فقال تخصر بهذه فان المتخصرين يوم القيامة قليل فلم تزل معه حتى مات فدفنت معه . رواه الطبراني وفيه الوازع بن نافع وهو متروك . وعن عبادة يعنى ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار ألارجل يكفيني سفيان الهذلى فانه قد هجاني فقام عبدالله بن أنيس فقال يا رسول الله وأين هو قال بعرنة قال يا رسول الله صفه لى قال إذا رأيته فرقت (1) منه قال يا رسول الله ما فرقت شيئا منذ أسلمت فخرج عبدالله بن أنيس يسعى على رجليه حتى قتله ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وإسحق بن يحيى لم يدرك عبادة . (1) أي خفت .
[ 205 ]
* (باب في سرية إلى رعية السحيمى) * عن الشعبى عن رعية السحيمى قال كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أديم أحمر فأخذ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فلم يدعوا له سارحة ولا رائحة ولا أهلا ولا مالا إلا أخذوه وانفلت عريانا على فرس له ليس عليه سترة حتى ينتهى إلى ابنته وهى متزوجة في بنى هلال وقد اسلمت وأسلم أهلها وكان مجلس القوم بفناء بيتها فدار حتى دخل عليها من وراء البيت فلما رأته ألقت عليه قالت مالك قال كل الشر قد نزل بأبيك ما ترك له سارحة ولا رائحة ولا أهل ولا مال قالت دعيت إلى الاسلام قال أين بعلك قالت في الابل قال فأتاه قال مالك فقال كل الشر قد نزل به ما ترك له رائحة ولا سارحة ولا أهل ولا مال إلا أخذ وأنا أريد أن آتى محمدا أبادره قبل أن يقسم مالى واهلى قال خذ راحلتي برحلها قال لا حاجة لى فيها قال فأخذ قعود الراعى وزوده اداوة من ماء فخرج وعليه ثوب إذا غطى وجهه خرجت استه وإذا غطى استه خرج وجهه وهو يكره أن يعرف حتى انتهى إلى المدينة فعقل راحلته ثم أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بحذائه حيث يقيل فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر قال يا رسول الله ابسط يدك أبايعك قال فبسطها فلما أراد أن يضرب عليها قبضها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ويفعله فلما كانت الثالثة قال من أنت قال أنا رعية السحيمى قال فتناول النبي صلى الله عليه وسلم عضده ثم رفعه ثم قال يا معشر المسلمين هذا رعية السحيمى الذى كتبت إليه فأخذ كتابي فرقع به دلوه فأخذ يتضرع إليه قلت يا رسول الله أهلى ومالى قال أما مالك فقد قسم واما أهلك فمن قدرت عليه منهم فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذا ابني فقال يا بلال اخرج معه فسله أبوك هذا فان قال نعم فادفعه إليه فخرج إليه قال أبوك هذا قال نعم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا ابني فقال يا رسول الله ما رأيت أحدا استعبر لصاحبه قال ذاك جفاء الاعراب . رواه أحمد باسنادين احدهما رجاله رجال الصحيح وهو هذا والآخر مرسل عن أبى عمرو الشيباني
[ 206 ]
ولم يقل عن رعية ، والطبراني . وعن ابى اسحق عن رعية الجهنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا فرقع به دلوه فمرت به سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقوا إبلاله فأسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ما أدركت من مالك بعينه قبل أن يقسم فأنت أحق به . رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه من رواية ابن إسحق عن رعية وقد رواه قبل هذا عن أبى إسحق عن الشعبى وعن أبى إسحق عن أبى عمرو الشيباني والله أعلم . * (باب سرية بكر بن وائل) * عن عامر يعنى الشعبى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش ذات السلاسل فاستعمل أبا عبيدة على المهاجرين واستعمل عمرو بن العاصى على الاعراب فقال لهما تطاوعا قال وكانوا يؤمرون أن يغيروا على بكر فانطلق عمرو فأغار على قضاعة لان بكرا أخواله فانطلق المغيرة بن شعبة إلى أبى عبيدة فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعملك علينا وان ابن فلان قد ارتفع أمر القوم وليس لك معه أمر فقال أبو عبيدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتطاول فأنا أطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم وان عصاه عمرو . رواه احمد وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . * (باب في سرية إلى نجد) * عن أبى حدرد الاسلمي أنه ذكر أنه تزوج امرأة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في صداقها فقال كم أصدقت قلت مائتي درهم قال لو كنتم تغرفون الدراهم من واديكم هذا ما زدتم ما عندي ما أعطيك فمكثت ثم دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثني في سرية فبعثنا نحو نجد فقال اخرج في هذه السرية لعلك أن تصيب شيئا فاملكه قال فخرجنا حتى جئنا الحاضر ممسين قال فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين قال فأحطنا بالعسكر وقال إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا وقال حين بعثنا رجلين رجلين لا تفترقا ولا أسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه فلا أجد عنده ولا تمعنوا في الطلب قال فلما أردنا أن نحول سمعت
[ 207 ]
رجلا من الحاضر صرخ يا خضرة قال فتفاءلت بانا سنصيب منهم خضرة قال فلما أعتمنا كبر اميرنا وكبرنا وحملنا قال فمربى رجل في يده السيف واتبعته قال فقال لى صاحبي إن أميرنا قد عهد الينا ألا تمعنوا في الطلب فارجع فلما أبيت الا أتبعه قال والله لارجعن إليه ولاخبرنه أنك أبيت قال فقلت والله لاتبعنه فاتبعته حتى ااا دنوت منه رميته بسهم على جريداء متنه (1) فوقع فقال ادن يا مسلم إلى الجنة فلما رأني لا أدنو إليه وضربته بسهم آخر فأثخنته رماني بالسيف فأخطأني فاخذت السيف فقتلته به واحتززت به رأسه وشددنا فأخذنا نعما كثيرة وغنما قال ثم انصرفنا قال فاصبحت فإذا بعيرى مقطور عليه امرأة جميلة شابة قال فجعلت تلتفت خلفها فتكثر فقلت لها إلى اين تلتفتين قالت إلى رجل والله ان كان حيا خالطكم قال قلت وظننت أنه صاحبي الذى قتلت قد والله قتلته وهذا سيفه وهو معلق بقتب البعير الذى أنا عليه قال وغمد السيف ليس فيه شئ معلق بقتب بعيرها فلما قلت لها ذلك قالت فدونك هذا الغمد فشمه فيه إن كنت صادقا قال فأخذته فشمته فيه قطيفة فلما رأت ذلك بكت قال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني من تلك النعم التى قدمنا بها . رواه أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . (2) * (باب في سرية إلى بلاد طئ) * عن عدى بن حاتم قال جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بعقرب فأخذوا عمتى وناسا قال فلما أتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصفوا له قالت يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الوالد وأنا عجوز كبير مابى خدمة فمن على من الله عليك قال ومن وافدك قالت عدى بن حاتم قال الذى فرمن لله عزوجل ومن رسوله قالت فمن على قال فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه على قال سليه حملانا فسألته فامر لها فقالت لقد فعلت فعلة ما كان أبوك يفعلها قلت ائته راغبا أو راهبا فقد أتاه فلان فاصاب منه وأتاه فلان فاصاب منه (1) أي وسطه وهو موضع القفا المتجرد عن اللحم ، تصغير الجرداء . (2) هنا في هامش الاصل : بلغ مقابلة بالاصل .
[ 208 ]
فاتيته فإذا عنده امرأة وصبيان أو صبى فذكر قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت أنه ليس ملك كسرى ولاقيصر فقال له يا عدي بن حاتم ما أفرك (1) أن تقول لا إله إلا الله فهل من إله إلا الله ما أفرك أن يقال الله أكبر فهل شئ هو أكبر من الله عزوجل فأسلمت فرأيت وجهه استبشر وقال إن المغضوب عليهم اليهود وان الضالين النصارى ثم سألوه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد أيها الناس فلكم أن ترضخوا (2) من الفضل أرضخ امرؤ بصاع ببعض صاع بقبضة ببعض قبضة قال شعبة وأكبر علمي أنه قال بتمرة بشق تمرة وأن أحدكم لاقى الله عزوجل فقائل ما أقول ألم اجعل لك مالا وولدا فماذا قدمت فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا يتقى النار إلا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة لينة انى لا أخشى عليكم الفاقة لينصرنكم الله أو ليعطينكم الله أو ليفتحن لكم حتى تسير الظعينة بين الحيرة ويثرب ان اكثر ما تخاف السرق على ظعينها - قلت في الصحيح وغيره بعضه - رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عباد بن حبيش (3) وهو ثقة . وقد تقدم لعدى حديث أبين من هذا في المن على الاسير في كتاب الجهاد . * (باب في سرية إلى جفينة) * عن جفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لهه كتابا فرقع به دلوه فقالت له ابنته عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك فهرب وأخذ كل قليل معه وكثير هو له ثم جاء بعد مسلما فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السهام فخذه . رواه الطبراني وفيه أبو بكر الداهرى وهو ضعيف . * (باب في سرية إلى ضاحية مضر) * عن أسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بععا إلى ضاحية مضر فذكروا أنهم نزلوا في ارض صحراء فاصبحوا فاذاهم برجل في قبة بفنائه غنم فجاءوه حتى (1) أي ما يحملك على الفرار . \ \ \ (2) الرضخ : العطاء القليل . \ \ \ (3) قى الاصل (حنيش) بالنون ، والتصحيح من الخلاصة .
[ 209 ]
وقفوا عليه فقالوا أجزرنا (1) فأجزرهم شاة فطبخوا منها ثم أخرى فسحطوها (2) فقال ما بقى في غنمي من شاة لحم الاشاة ماخض أو فحل فسطوا فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لاظل معهم قال غنمه في مظلتته فقالوا نحن أحق بالظل من هذه الغنم فجاء وافقالوا أخرج عنا غنمك نستظل فقال انكم متى تخرجونها تهلك فتطرح أولادها وانى قد آمنت بالله ورسوله وقد صليت وزكيت فأخرجوا غنمه فلم تلبث الا ساعة من نهارا حتى تناغرت فطرحت أولادها فانطلق سريعا حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ثم قال اجلس حتى يرجع القوم فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا على كذب كذب فسرى عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى الاعرابي ذلك قال أما والله ان الله ليعلم انى صادق وانهم لكاذبون ولعل الله يخبرك ذلك يا نبى الله فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم انه صادق فدعاهم رجلا رجلا يناشد كل رجل منهم بنشده فلم ينشد رجلا منهم الا قال كما قال الاعرابي فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما يحملكم أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار الكذب يكتب على ابن آدم الا ثلاث خصال رجل كذب على امرأته لترضى عنه ورجل يكذب في خدعة الحرب ورجل يكذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما - قلت روى الترمذي طرفا من آخره - رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وقد وثق وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . * (باب في سراياه) * عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا وفيهم رجل فقال انى لست منهم عشقت منهم امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بى ما بدالكم فأتى امرأة طويلة أدماء فقال لها اسلمي حبيش قبل نفاد العيش : أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم * بحلبة أو ألفيتكم بالخوانق أما كان حقا أن ينول عاشق * تكلف إدلاج السرى والودائق قالت نعم فديتك فقدموه فضربوا عنقه فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت (1) أي اعطنا شاة نذبحها . \ \ \ (2) أي ذبحوها بسرعة . (14 - سادس مجمع الزوائد)
[ 210 ]
شهقة أو شهقتين ثم ماتت فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما كان فيكم رجل رحيم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده حسن . وعن عصام المزني وكانت له صحبة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا أو سرية يقول لهم إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا فبعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن فعرضنا عليه الاسلام فقلنا أمسلم أنت فقال وما الاسلام فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه قال ان لم أفعل فما أنتم صانعون قلنا نقتلك قال هل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن فقلنا نعم ونحن مدركوه فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال أسلمى حبيش قبل انقطاع العيش فقالت أسلم عشيرا وتسعا تترى ثم قال : أتذكر إذ طالبتكم فوجدتكم * بحلبة أو أدركتكم بالخوانق فلم يك حقا أن ينول عاشق * تكلف إدلاج السرى والودائق فلا ذنب لى إذ قلت إذ أهلنا معا * أثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أن يشحط النوى * وينأى الامير بالحبيب المفارق ثم أتانا فقال شأنكم فقدمناه فضربنا عنقه ونزلت الاخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت - قلت روى أبو داود طرفا من أوله - رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن وعن عروة ان رسولا لله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل العمرة من نجد أميرهم ثابت بن اقرم فأصيب بها ثابت بن أقرم . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن جابر بن سمرة قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فهزمنا فاتبع سعد راكبا منهم فالتفت إليه فرأى ساقه خارجا من الغرز فرماه بسهم فرأيت الدم يسيل كأنه شراك فأناخ . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن خباب قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصابنا العطش وليس معنا ماء فتنوخت ناقة لبعضنا وإذا بين رجليها مثل السقاء فشربنا من لبنها . رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وفيه ضعف وقد وثق . وعن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وعلى بن أبى طالب إلى اليمن
[ 211 ]
واستعمل على بن أبى طالب رضوان الله عليه على المهاجرين واستعمل خالد بن الوليد على الاعراب قال وإن كان قتال فعلى بن أبى طالب على الناس . رواه الطبراني وفيه ابراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو ضعيف . * (باب في يوم ذى قار) * عن خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده قال قدمت بكر بن وائل مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر ائتهم فاعرض عليهم فأتاهم فقال من القوم فقالوا بنو ذهل بن ثعلبة فقال لست إياكم أريد أنتم الاذناب فقال إليه دغفل فقال من أنت قال رجل من قريش قال أمن بنى هاشم قال لاقال فمن بنى أمية قال لاقال فأنتم من الاذناب ثم عاد إليهم ثانية فقال من القوم فقالوا بنو ذهل بن شيبان قال فعرض عليهم الاسلام قالوا حتى يجئ شيخنا فلان قال خلاد أحسبه قال المثنى بن خارجة فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضى الله عنه قال إن بيننا وبين الفرس حربا فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فقال له أبو بكر أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا قال لا نشترط لك هذا علينا ولكن إذا فرغنا فيما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما تقول فلما التقوا يوم ذى قار هم والفرس قال شيخهم ما اسم الرجل الذى دعاكم إلى الله قالوا محمد قالوا هو شعاركم فنصروا على القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بى نصروا . رواه الطبراني ورجاله ثقات رجال الصحيح غير خلاد بن عيسى وهو ثقة . وعن بشير بن يزيد الضبعى وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذى قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم . رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكونى وهو ضعيف . * (باب في قتال فارس والروم وعدواتهم) * عن سعد يعنى ابن أبى وقاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يظهر المسلمون على الروم ويظهر المسلمون على فارس ويظهر المسلمون على جزيرة العرب . رواه البزار وفيه راو لم يسم . وعن جبير بن نفير قال قال ابن حوالة كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه الفقر والعرى وقلة الشئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم
[ 212 ]
أبشروا فوالله لانا لكثرة الشئ أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الامر فيكم حتى يفتح لكم جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن حتى يعطى الرجل المائة فيسخطها قال عبدالله بن حوالة ومتى نستطيع الشام م الروم ذات القرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفتحها لكم ويستخلفكم فيها حتى تظل العصابة منها البيض قمصهم المحلقة اقفاؤهم قياما على الرويجل الاسيود منكم ما أمرهم بشئ فعلوه وإن بها اليوم رجالا لانتم أحقر في أعينهم من القردان في اعجاز الابل ، فذكر الحديث . رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير نصر بن علقمة وهو ثقة . وعن جبير بن نفيير قال كان عبدالله بن وزاح قديما له صحبة يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يؤمر عليهم الرويجل فيجتمع إليه قوم محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فكان إذا أمرهم بشئ حضروا فشاء ربك أن عبدالله بن وزاح ملك بعض المدن فاجتمع إليه قوم من الدهاقين محلقة أقفيتهم بيض قمصهم فكان إذا أمرهم بشئ حضروا فيقول صدق الله ورسوله . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثلت لى الحيرة كأنياب الكلاب وانكم ستفتحونها فقام رجل فقال يا رسول الله هب لى بنت بقيلة فقال هي لك فأعطوه اياها فجاء أخوها فقال أتبيعها قال نعم قال فاحتكم ما شئت قال بالف درهم قال قد أخذتها بالف قالوا له لو قلت ثلاثين ألفا قال وهل عدد أكثر من الف . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وله طريق من حديث صاحب القصة في قتال أهل الردة . وعن المستورد قال بينا أنا عند عمرو بن العاص فقلت له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أشد الناس عليكم الروم وإنما هلكتهم مع الساعة فقال له عمرو ألم أزجرك عن مثل هذا . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن رجل من خثعم قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فوقف ذات ليلة واجتمع إليه أصحابه فقال ان الله قد أعطاني الليلة الكنزين كنز فارس والروم وأمدنى بالملوك ملوك حمير الاحمرين ولا ملك الا الله يأتون يأخذون من مال الله ويقاتلون في سبيل الله قالها ثلاثا . رواه احمد
[ 213 ]
وفيه أبو همام الشعبانى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عياض الاشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة (1) امراء أبو عبيدة بن الجراح ويزيد ابن ابى سفيان وابن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياض هذا الذى حدث سماكا قال وقال عمر إذا كان عليكم قتال فعليكم أبو عبيدة قال فكتبنا إليه انه قد جاش الينا الموت واستمددناه فكتب الينا إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني وإنى أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا فاستنصروه فان محمدا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني قال فقاتلناهم فقتلناهم وهزمناهم أربعة فراسخ قال وأصبنا أموالا فتشاورنا فأشار علينا عيياض أن نعطى عن كل رأس عشرة قال وقال أبو عبيدة من يراهنى فقال شاب أنا ان لم تغضب قال فسبقه فرأيت عقيصتى أبى عبيدة تنقزان (2) وهو خلفه على فرس عرى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن الزهري قال إن أبا بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أمراء على الشام فأمر خالد بن سعيد على جند . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا ان الزهري لم يدرك أبا بكر . وعن خبيب بن أبى ثابت ان الحارث بن هشام وعكرمة بن ابى جهل وعياش بن أبى ربيعة أصيبوا (3) يوم اليرموك فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إلى عكرمة فدفع إليه فنظر إليه عياش بن ابى ربيعة فقال عكرمة ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا وما ذاقوه . رواه الطبراني وخبيب لم يدرك اليرموك وفى اسناده من لم أعرفه . وعن مهاجر بن دينار أن أسماء بنت يزيد ابن السكن ابنة عم معاذ بن جبل قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاط . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى وائل قال سمع عبدالله يعنى ابن مسعود رجلا يقول اين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة فقال عبدالله أولئك ذهبوا أصحاب الجابية اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا (1) في الاصل (خمس) . \ \ \ (2) النقز : الوثب والقفز ، أي تتحركان بسرعة . (3) في الاصل (أثبتوا)
[ 214 ]
يرجعوا حتى يقتلوا فحلقوا رؤوسهم فلقوا العدو فقتلوا الامخبرا عنهم . رواه الطبراني وفيه على بن عاصم وهو كثير الخطأ ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيمن قتل بالشام) * عن عروة فيمن قتل يوم اجنادين باجنادين من قريش ثم من بنى عبد شمس بن مناف : أبان بن سعيد بن العاص ، ومن قريش ثم من بنى سهم بن هصيص : تميم بن الحارث بن قيس وجندب بن حممة الدوسى حليف بنى أمية بن عبد شمس ، ومن قريش ثم من بنى أمية : عمرو بن سعيد بن العاص ، ومن قريش ثم من بنى سهم : حجاج بن الحارث بن قيس ، ومن قريش ثم من بنى سهم : الحارث بن الحارث بن قيس ، ومن بنى عدى بن كعب : نعيم ابن عبدالله . رواه كله الطبراني وفى إسناد عروة ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم أجنادين من قريش ثم من بنى سهم : حجاج بن الحرث ، ومن قريش ثم من بنى سهم : الحارث ابن ابى حارث ، ومن قريش ثم من بنى سهم : سعيد بن الحارث . رواه كله باسناد واحد ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن إسحق في تسمية من استشهد يوم أجنادين من قريش ثم من بنى سهم : حجاج بن الحارث ، ومن قريش ثم من بنى سهم : الحرث بن الحرث . رواهما الطبراني باسناد واحد ورجالهما ثقات . قال طب (1) الحرث بن هشام المخزومى استشهد يوم اليرموك . * (باب في وقعة القادسية ونهاوند وغير ذلك) * عن معاوية بن قرة قال لما كان يوم القادسية بعث المغيرة بن شعبة إلى صاحب فارس فقال ابعثوا معى عشرة فشد عليه ثيابه وأخذ عليه جحفة ثم انطلق حتى أتوه فقال للقوم ألقوا إلى ترسا فجلس عليه فقال العلج انكم معاشر العرب قد عرفت الذى حملكم على الجيئة الينا انتم قوم لا تجدون في بلادكم من الطعام ما تشبعون منه فخذوا نعطيكم من الطعام حاجتكم فانا قوم مجوس وانا نكرة قتلكم وانكم تنجسون علينا أرضنا فقال المغيرة والله ما ذاك جاء بنا (1) لعلها اشارة للطبراني .
[ 215 ]
ولكنا كنا قوما نعبد الحجارة والاوثان فإذا لقينا حجرا أحسن من حجر ألقيناه وأخذنا غيره ولا نعرف ربا حتى بعث الله الينا رسولا من أنفسنا فدعانا إلى الاسلام فاتبعناه ولم نحئ لطعام وأمرنا بقتال عدونا ممن ترك الاسلام ولم نحئ لطعام ولكنا جئنا نقتل مقاتلتكم ونسبي ذراريكم فأما ما ذكرت من الطعام فانا كنا لعمري ما نجد من الطعام ما نشبع منه وربما لم نجد ريا من الماء احيانا فجئنا إلى أرضكم هذه فوجدنا طعاما كثيرا فلا والله لانبرحها حتى تكون لنا أولكم قال العلج بالفارسية صدق وأنت تفقأ عينك غدا بالفارسية ففقئت عينه من الغد أشابته نشابة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى الصلت قال كتب الينا عمر رضى الله عنه ونحن مع النعمان ابن مقرن المزني قال فإذا لقيتم العدو فلا تفروا وإذا غنمتم فلا تغلوا فلما لقينا العدو قال النعمان امهلوا القوم وذلك يوم الجمعة حتى يصعد أمير المؤمنين فيستنصر فقاتلهم فانفض النعمان فقال سجوني ثوبا واقبلوا على عدوكم ولا أهولنكم قال فأقبلنا عليهم ففتح الله تعالى علينا وأتى عمر الخبر أنه أصيب النعمان وفلان وفلان ورجال لا نعرفهم قال ولكن الله يعرفهم . رواه الطبراني واسناده حسن . وعن معقل بن يسار أن عمر شاور الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان فقال يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس وفارس وأذربيجان الجناحان فان قطعت أحد الجناحين ثار الرأس بالجناح الآخر وإن قطعت الرأس وقع الجناحان فابدأ بأصبهان فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن المزني فانتظره حتى قضى صلاته فقال انى مستعملك فقال أما جابيا فلا وأما غازيا فنعم قال فانك غاز فسرحهم وبعث إلى أهل الكوفة أن يمدوه ويلحقوا به فيهم حذيفة بن اليمان والمغيرة بن شعبة والزبير بن العوام والاشعث وعمرو بن معدى كرب وعبد الله بن عمرو فأتاهم النعمان وبينه وبينهم نهر فبعث إليهم المغيرة بن شعبة رسولا وملكهم ذو الجناحين فاستشار أصحابه فقال ما ترون أجلس له في هيئة الحرب أو في هيئة الملك وبهجته فقالوا اقعد له في هيئة الملك وبهجته فجلس له على هيئة الملك وبهجته على سرير
[ 216 ]
ووضع التاج على رأسه وحوله سماطان عليهم ثياب الديباج والقرطة والاسورة فأخذ المغيرة بن شعبة يضع بصره وبيده الرمح والترس والناس حوله على سماطين على بساط له فجعل يطعنه برمحه يخرقه لكى يتطيرون فقال له ذو الجناحين إنكم معشر العرب أصابكم جوع شديد فإذا شئتم مرناكم ورجعتم إلى بلادكم فتكلم المغيرة بن شعبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال انا كنا معشر العرب نأكل الجيف والميتة وكانوا يطؤونا ولا نطؤهم فابتعث الله الينا رسولا في شرف منا أوسطنا حسبا وأصدقنا حديثا وانه وعدنا أنا ههنا سيفتح علينا فقد وجدنا جميع ما وعدنا حقا وانى أرى هنا بزة وهيئة ما أرى أن من بعدى بذاهبين حتى يأخذوه ، قال المغيرة فقالت لى نفسي لو جمعت جراميزك (1) فوثبت وثبة فجلست معه على السرير فزجروه ووطئوه فقلت أرأيتم ان كنت أنا استحمقت فان هذا لا يفعل بالرسل ولانفعل هذا برسلكم إذا أتونا فقال ان شئتم قطعنا اليكم وإن شئتم قطعتم الينا فقلت بل نقطع إليكم فقطعنا إليهم فصاففنا هم فسلسلوا كل سبعة في سلسلة وكل خمسة في سلسلة لئلا يفروا قال فرامونا حتى اسرعوا فينا فقال المغيرة للنعمان إن القوم أسرعوا فينا فاحمل قال إنك ذو مناقب وقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم نقاتل أول النهار أخر القاتل حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر فقال النعمان يا أيها الناس اهتزوا فأما الهزة الاولى فليقض الرجل حاجته واما الثانية فلينظر الرجل في سلاحه وشسعه وأما الثالثة فانى حامل فاحملوا وان قتل أحد فلا يلوى أحد على أحد وان قتلت فلاتلووا على وانى داعى الله بدعوتي فعزمت على كل امرئ منكم لما أمن عليها فقال اللهم ارزق النعمان اليوم شهادة بنصر المسلمين وافتح عليهم فأمن القوم وهز لواءه ثلاث مرات ثم حمل وكان أول صريع فمررت به فذكرت عزمته فلم الو عليه وأعلمت مكانه فكان إذا قتلنا رجلا منهم شغل عنا أصحابه يجرونه ووقع ذو الجناحين من بغلة شهباء فانشق بطنه ففتح الله على المسلمين فأتيت مكان النعمان وبه رمق فأتيته فقلت فتح الله عليهم فقال الحمد (1) قيل هي اليدان والرجلان ، وقيل هي جملة البدن .
[ 217 ]
لله اكتبوا بذلك إلى عمر وفاضت نفسه فاجتمعوا إلى الاشعث بن قيس قال فأتينا أم ولده فقلنا هل عهد اليك عهدا قالت لا إله سفطا فيه كتاب فقرأته فإذا فيه إن قتل فلان ففلان وان قتل فلان ففلان قال حماد فحدثني على بن زيد قال ثنا أبو عثمان النهدي انه أتى عمر فسأل عن النعمان قال انا لله وإنا إليه راجعون قال ما فعل فلان قلت قتل يا أمير المؤمنين وآخرين لا نعرفهم قال قلت وأنا لا أعلمهم ولكن الله عزوجل يعلمهم - قلت في الصحيح طرف منه - رواه الطبراني ورجاله من أوله إلى قوله فحدثنا على بن زيد رجال الصحيح غير علقمة بن عبدالله المزني وهو ثقة . * (باب فيمن قتل يوم الجسر) * عن ابن شهاب في تسمية من استشهد من المسلمين يوم الجسر من الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : أوس بن أوس ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة : أسعد بن حارثة بن لوذان ، ومن الانصار : ثابت ابن عتيك وثعلبة بن عمرو بن محصن ، ومن الانصار ثم من بنى معاوية : الحرث بن عدى بن مالك ، والحارث بن مسعود بن عبد بن مظاهر (1) . رواهما الطبراني باسناد واحد ورجاله رجال الصحيح . وعن عروة فيمن قتل يوم جسر المدائن من الانصار ثم من بنى زعورا : أوس بن عتيك بن عامر ، ومن الانصار ثم من بنى عمرو بن مبذول : ثعلبة بن عمرو بن محصن وثابت بن عتيك ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : زيد بن سراقة بن كعب ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل ثم من بنى زعورا : سعد بن سلامة . رواها الطبراني باسناد واحد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن محمد ابن إسحق فيمن قتل يوم الجسر من الانصار ثم من بنى عبد الاشهل ثم من بنى زعورا : أوس بن عتيك بن عامر ، ومن الانصار : ثابت بن عتيك ، ومن الانصار ثم من بنى معاوية : الحرث بن مسعود بن عبد بن مظاهر . رواها الطبراني باسناد واحد ورجاله ثقات . (1) في الاصل (مطاهر) والتصحيح من الاصابة ، ولعل فيها في باقى الاسم غلطا .
[ 218 ]
* (باب وقعة الاسكندرية) * عن عمرو بن العاصى قال خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الاسكندرية فقال صاحبها أخرجوا إلى رجلا منكم أكلمه ويكلمني فقلت لا يخرج إليه غيرى فخرجت ومعى ترجمان ومعه ترجمان حتى وضع له منبران فقال من أنتم فقلنا نحن العرب ونحن أهل الشوك والقرط (1) ونحن أهل بيت الله كنا أضيق الناس أرضا وأشده عيشا نأكل الميتة ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به الناس حتى خرج فينا رجل ليس باعظمنا يومئذ شرفا ولا أكثرنا مالا فقال أنا رسول الله يأمرنا بما لا نعرف وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا فشنعنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فقتلنا وظهر علينا وغلبنا وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد الا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش فضحك ثم قال إن رسولكم قد صدق قد جاءتنا رسلنا بمثل الذى جاءكم به رسولكم فكنا عليه حتى ظهر فينا ملوك فجعلوا يعملون فينا باهوائهم ويتركون أمر الانبياء فان أنتم أخذتم بامر نبيكم لم يقاتلكم أحد إلا غلغبتموه ولم يتناولكم أحد إلا ظهرتم عليه فإذا فعلتم مثل الذى فعلنا وتركتم أمر الانبياء وعملتم مثل الذى عملوا باهوائهم خلى بيننا وبينكم فلم تكونوا أكثر منا عددا ولا أشد منا قوة ، قال عمرو بن العاصى فما كلمت رجلا أذكر منه . رواه الطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فتح القسطنطينية ورومية) * عن بشير الخثعمي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول القسطنطينية فلنعم الامير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش قال فدعاني مسلمة بن عبدالملك فحدثته فغزا (1) هو ورق السلم الذى يدبغ به .
[ 219 ]
القسطنطينية . رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى قبيل قال كنا عند عبدالله بن عمرو فسئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية قال فدعا عبدالله بصندوق له حلق فأخرج منه كتابا فقال عبدالله بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين نفتح أولا القسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرققل تفتح أولا ، يعنى القطنطينية . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبى قبيل وهو ثقة . وعن أبى ثعلبة الخشنى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال وهو بالفسطاط في خلافة معاوية قال وكان معاوية أغزى الناس للقسطنطينية فقال والله لا يعجز هذه الامة من نصف يوم إذا رأيت الشام مائدة رجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية - قلت روى أبو داود منه طرفا - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عمرو بن عوف قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى تكون رابطة من المسلمين ببولان يا على ، قال المزني يعنى على بن أبى طالب قال لبيك يا رسول الله قال اعلم انكم ستقاتلون بنى الاصفر ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين ثم يخرج إليهم رزقة المسلمين أهل الحجاز الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فيهدوا حصنهما ويصيبوا مالا عظيما لم يصيبوا مثله قط حتى يقتسموا بالترسة ثم يصرخ صارخ يا أهل الاسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم فينقبض الناس عن المال فمنهم الآخذ ومنهم التارك فالآخذ نادم والتارك نادم ثم يقولون من هذا الصارخ ولا يعلمون من هو فيقولون ابعثوا طليعة إلى لد (1) فان يكن المسيح قد خرج فسيأتيكم بعلمه فيأتون فيبصرون ولا يرون شيئا ويرون الناس ساكتين فيقولون ما صرخ الصارخ إلا الينا فاعتزموا ثم ارشدوا فنخرج بأجمعنا إلى لدفان يكن بها المسيح الدجال نقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين وإن يكن الاخرى فانها بلادكم وعشائركم وعسا كركم رجعتم إليها - قلت رواه ابن ماجه (1) بلد بفلسطينن مشهور .
[ 220 ]
باختصار - رواه الطبراني وفيه كثير بن عبدالله وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه . * (باب قتال أهل الردة) * عن عامر يعنى الشعبى قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من الناس قال قوم نصلى ولا نؤتى الزكاة فقال الناس لابي بكر اقبل منهم قال لو منعوني عناقا (1) لقاتلتهم فبعث خالد بن الوليد وقدم عدى بن حاتم بألف من طئ حتى أتى اليمامة قال فكان بنو عامر قد قتلوا عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحرقوهم بالنسار فكتب أبو بكر إلى خالد ان اقتل بنى عامر وحرقهم بالنار ففعل حتى صاحب النساء ثم أتى حتى انتهى إلى الماء خرجوا إليه فقالوا الله أكبر الله أكبر نشهد أن لا اله الا الله ونشهد ان محمدا رسول الله فإذا سمع ذلك كف عنهم فأمره أبو بكر أن يسير حتى ينزل الحيرة ثم يمضى إلى الشام فلما نزل الحيرة كتب إلى أهل فارس ثم قال إنى لاحب أن لا أبرح حتى أفزعهم فأغار عليهم حتى انتهى إلى سورا فقتل وسبى ثم أغار على عين النمر فقتل وسبى ثم مضى إلى الشام قال عامر فأخرج إلى زنفلة كتاب خالد بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة (2) فارس السلام على من اتبع الهدى فانى أحمد الله الذى لا إله إلا هو بالحمد الذى فصل حزمكم وفرق جماعتكم ووهن بأسكم وسلب ملككم فإذا جاءكم كتابي هذا فاعتقدوا منى الذمة وأدوا إلى الجزية وابعثوا إلى بالرهن والا فوالله الذى لا إله إلا هو لالقاكم بقوم يحبون الموت كحبكم الحياة سلام على من اتبع الهدى . رواه أبو يعلى وفيه مجالد وهو ضعيف وقد وثق . وعن محمد بن اسحق قال لما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وكان العلاء هو الذى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى العبدى فأسلم المنذر فأقام العلاء بها أميرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب (1) العناق : الانثى من أولاد المعز ما لم يتم لها سنة . \ \ \ (2) جمع مرزبان وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك .
[ 221 ]
إلا الجارود بن عمرو فانه ثبت على الاسلام ومن تبعه من قومه واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت وقالوا نرد الملك في آل المنذر فكلموا المنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى العرور وكان يقول بعد حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف لست بالعرور ولكني المعرور فلما اجتمعت ربيعة بالبحرين سار إليهم العلاء بن الحضرمي وأمده بثمامة بن أثال سار معه بمن معه من بنى سحيم حتى خاض إلى ربيعة البحر فسارت ربيعة إليهم فحصروهم بجواثا (1) حصن بالبحرين حتى إذا كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد فقال عبدالله بن خدف العامري في ذلك حين أصابهم ما أصابهم : ألا بلغ أبا بكر رسولا * وفتيان المدينة أجمعينا فهل لك في شباب منك أمسوا * جميعا في جواثا محصرينا توكلنا على الرحمن إنا * وجدنا النصر للمتوكلينا فقال عبدالله بن خدف دعوني أهبط من الحصن وأنا آتيكم بالخبر وكان مع عبدالله بن حدف امرأة من بنى عجل ونزل من الحصن وأخذوه وقالوا ممن أنت فانتسب وجعل ينادى يا أبجراه وكان في القوم فجاء أبجر وعرفه وقال ما شأنك فقال إنى قد هلكت من الجوع فحمله وسقاه وقال احملني وخل سبيلى فانطلق وحملة على بغل وقال انطلق لشأنك فلما خرج من عندهم عبدالله بن حدف رجع إلى أصحابه فأخبرهم أن القوم سكارى لاغناء عندهم فبيتهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم فقتلوهم قتلا شديدا وانهزموا . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن اسحق . وعن عروة قال وبعث أبو بكر العلاء بن الحضرمي في جيش من البحرين قبل أهل البحرين وكانوا قد منعوا الجزية التى سلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ افتتحها العلاء بن الحضرمي وصالحهم على الجزية فسار إليهم وبينه وبينهم البحر حين منعوا حق الله تعالى من أموالهم . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن محمد بن سلام يعنى البيكندى قال قال أبو عبيدة ضرار بن الازور تولى قتل مالك بن نويرة وفى ذلك يقول متمم بن نويرة ويعرض بخالد بن الوليد : (1) في الاصل (بحواثا) بالحاء المهملة ، والتصويب من النهاية .
[ 222 ]
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت * حيث العضاة قتيلك ابن الازور ولنعم حشو الدرع حين لقيته * ولنعم ذاك (1) الطارق المتنور سمح بأطراف القداح إذا انتشى * حلو حلال المال غير غدور لا يلبس الفحشاء تحت ثيابه * صعب مقادته عفيف المئزر أدعوته بالله ثم قتلته * لو هو دعاك بذمة لم يغدر نعم الفوارس يوم حلت غادرت * فرسان فهر في الغبار الاكدر ويروى في الكدور الاكدر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن طارق ابن شهاب قال جاء أهل الردة من أسد وغطفان إلى أبى بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه الصلح فقال على أن ننزع منكم الحلقة والكراع وتتركون تبيعون اذناب البقر حتى يرى الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين رأيا يعذرونكم به وتشهدون أن قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة وتدون قتلانا ولاندى قتلاكم فقال عمر يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم القول كما قلت غير أن قتلانا قتلوا في ذمة الله لادية لهم . قلت رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن بشار الرمادي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن خريم بن أوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لى وهذه الشيماء بنت بقيلة الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود قلت يا رسول الله فان نحن دخلنا الحيرة ووجدناها على هذه الصفة فهى لى قال هي لك ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طئ فكنا نقاتل قيسا على الاسلام ومنهم عيينة بن حصن وكنا نقاتل طليحة بن خويلد الفقعسى فامتدحنا خالد بن الوليد وكان فيما قال : جزى الله عنا طيئا في ديارها * بمعترك الابطال خير جزاء هم أهل رايات السماحة والندى * إذا ما الصبا ألوت بكل خباء هم ضربوا قيسا على الدين بعدما * أجابوا منادى ظلمة وعماء ثم سار خالد إلى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا (1) (ذاك) غير موجودة في الاصل .
[ 223 ]
ألى ناحية البصرة فرأينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز قال أبو السكن وبه يضرب المثل تقول العرب اكفر من هرمز فبرز له خالد بن الوليد ودعا إلى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد بن الوليد وكتب بذلك إلى أبى بكر رضى الله عنه فنفلة سلبه فبلغت قلنسوته مائة ألف ثم سرنا على طريق الطرف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها الشيماء بنت بقيلة على بغلة شهباء بخمار أسود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلقت بها وقلت هذه وهبها لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني خالد عليها البينة فأتيته بها فسلمها إلى ونزل الينا أخوها عبد المسيح فقال لى بعنيها فقلت لا أنقصها والله من عشر مائة شيئا فدفع إلى ألف درهم فقيل لى لو قلت مائة ألف لدفعها اليك فقلت ما احسب ان مالا أكثر من عشر مائة ، وبلغني في غير هذا الحديث أن الشاهدين كانا محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم وقد تقدم معنى هذا الحديث من حديث عدى بن حاتم في باب قتال فارس والروم ورجاله رجال الصحيح وإنما ذكرت هذا لقتال أهل الردة . وعن محمد بن سيرين قال لقى البراء بن مالك يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة والرجل طوال في يده سيف أبيض قال وكان البراء رجلا قصيرا فضرب البراء رجليه بالسيف فكانما أخطأه فوقع على قفاه قال فأخذت سيفه فأغمدت سيفى فما ضربت به الا ضربة واحدة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا ان ابن سيرين لم يدرك البراء بن مالك ويأتى حديث الرجال ابن عنقوة في اخباره بالمغيبات من حديث رافع بن خديج ان شاء الله تعالى . * (باب فيمن استشهد يوم اليمامة) * عن عروة فيمن استشهد يوم اليمامة من الانصار ثم من بنى ساعدة : أسيد ابن يربوع ، ومن الانصار ثم من بنى الحرث بن الخزرج : بشير بن عبدالله ، ومن الانصار ثم من بنى مالك بن تيم الله : ثابت بن خالد بن النعمان بن خالد بن خنسا ، ومن قريش : جبير بن مالك وهو ابن الحينة وهو من بنى نوفل بن عبد مناف ، ومن الانصار ثم من بنى جحجبى : جرو بن مالك بن حزير ، ومن
[ 224 ]
قريش ثم من بنى مخزوم : حكيم بن حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عايذ ، ومن قريش ثم من بنى عامر بن لؤيى : ربيعة بن خرشة ، ومن الانصار : رباح مولى جحجبى ، ومن قريش ثم من بنى عدى بن كعب : زيد بن الخطاب وزيد ابن رقيش حليف بنى أمية ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة : سعد بن حارثة ابن لوذان بن عبدود ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة : سعد بن حيان حليف لهم ، ومن الانصار ثم من بنى جحجبا : سعيد بن ربيع بن عدى ابن مالك ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : سهل بن عدى من بنى تميم حليف لهم وسالم مولى أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة ابن عبد شمس ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة : سماك بن خرشة وهو أبو دجانة . رواه كله الطبراني باسناد واحد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم اليمامة من المسلمين الانصار ثم من بنى ساعدة : أسيد بن يربوع ، ومن الانصار ثم من بنى عبد الاشهل : اسعد بن سلامة ، ومن الانصار ثم من بنى النجار : ثابت بن خالد بن النعمان ، ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عمرو بن عوف : حرو بن مالك ورباح مولى جحجبى ، ومن قريش ثم من بنى عامر ابن لؤى : ربيعة بن خرشة ، ومن قريش ثم من بنى عدى بن كعب : زيد بن الخطاب ومن قريش ثم من بنى زهرة زيد بن أسيد بن حارثة ، ومن الانصار ثم من بنى ساعدة : سعد بن حمار ، حليف لهم ومن الانصار ثم من الاوس ثم من بنى عمرو بن عوف : سعيد بن ربيع بن عدى بن مالك . رواه كله الطبراني باسناد واحد ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن إسحق في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الانصار ثم من بنى ساعدة : سماك بن خرشة وهو أبو دجانة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن شباب قال استشهد عمارة بن حزم يوم اليمامة سنة إحدى عشرة . رواه الطبراني (1) . (1) بلغت المقابلة بالاصل بقراءة الشيخ شمس الدين الزركشي سلمه الله تعالى - كما في هامش الاصل .
[ 225 ]
* (كتاب قتال اهل البغى) * * (بسم الله الرحمن الرحيم) * (باب ما جاء في الخوارج) عن أبى بكرة أن نبى الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة فقضى الصلاة ورجع عليه وهو ساجد فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يقتل هذا فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط سيفه وهزه وقال يا نبى الله بأبى أنت وأمى كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم قال من يقتل هذا فقام رجل فقال أنا فحسر عن ذراعيه واخترط سيفه فهزه حتى أرعدت يده فقال يا نبى الله كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها . رواه أحمد والطبراني من غير بيان شاف ورجال احمد رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى أن أبا بكر الصديق جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنى بواد كذا وكذا فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فاقتله قال فذهب إليه أبو بكر فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر الذهب فاقتله فذهب عمر فرآه على الحال الذى رآه أبو بكر قال فرجع فقال يارسول الله انى رأيته يصلى متخشعا فكرهت أن أقتله قال يا على اذهب فاقتله فذهب على فلم يره فرجع على فقال يا رسول الله لم أره قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه (1) فاقتلوهم هم شر البرية . رواه احمد ورجاله (1) فوق السهم : موضع الوتر منه . (15 - سادس مجمع الزوائد)
[ 226 ]
ثقات . وعن أنس بن مالك قال كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رجع وحط عن راحلته عمد إلى مسجد الرسول فجعل يصلى فيه فيطيل الصلاة حتى جعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أن له فضلا عليهم فمر يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في أصحابه فقال له بعض أصحابه يا رسول الله هو ذاك الرجل فاما أرسل إليه نبى الله صلى الله عليه وسلم وإما جاء من قبل نفسه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا قال والذى نفسي بيده إن بين عينيه سفعة من الشيطان فلما وقف على المجلس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلت في نفسك حين وقفت على المجلس ليس في القوم خير منى قال نعم ثم انصرف فأتى ناحية من المسجد فخط خطا برجله ثم صف كعبيه فقام يصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يقوم إلى هذا فيقتله فقام أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلت الرجل فقال وجدته يصلى فهبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يقوم إلى هذا فيقتله فقال عمر أنا وأخذ السيف فوجده يصلى فرجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر أقتلت الرجل فقال يا رسول الله وجدته يصلى فهبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم يقوم إلى هذا فيقتله قال على أنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت له إن أدركته فذهب على فلم يجده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلت الرجل قال لم أدر أين سلك من الارض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا أول قرن خرج في أمتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قتلته أو قتله ما اختلف في أمتى اثنان إن بنى اسرائيل تفرقوا على احدى وسبعين فرقة وان هذه الامة يعنى أمته ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة قلنا يا نبى الله من تلك الفرقة قال الجماعة . قال يزيد الرقاشى فقلت لانس يا أبا حمزة فأين الجماعة قال مع أمرائكم مع أمرائكم . رواه أبو يعلى ويزيد الرقاشى ضعفه الجمهور وفيه توثيق لين ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وقد صح قبله حديث أبى بكرة وأبى سعيد . وعن أنس بن مالك قال كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يعجبنا تعبده واجتهاده فذكرناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه فلم يعرفه ووصفناه بصفته فلم يعرفه فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا هاهو ذا قال إنكم لتخبروني عن رجل إن على وجهه سفعة من الشيطان فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نشدتك بالله هل قلت حين وقفت على المجلس
[ 227 ]
ما في القوم أحد أفضل منى قال اللهم نعم ثم دخل يصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يقتل الرجل فقال أبو بكر انا فدخل عليه فوجده قائما يصلى فقال سبحان الله أقتل رجلا يصلى وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل المصلين فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلت قال كرهت أن أقتله وهو يصلى وقد نهيت عن قتل المصلين قال عمر أنا فدخل فوجده واضعا وجهه فقال عمر أبو بكر أفضل منى فخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه قال وجدته واضعا وجهه فكرهت أن أقتله فقال من يقتل الرجل فقال على أنا فقال أنت إن أدركته قال فدحل عليه فوجده قد خرج فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مه قال ما وجدته قال لو قتل ما اختلف في أمتى رجلان كان أولهم وآخرهم ، قال موسى سمعت محمد بن كعب يقول هو الذى قتله على ذو الثدية . رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك . ورواه البزار باختصار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم وله طريق أطول من هذه في الفتن (1) . وعن جابر قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقالوا فيه وأثنوا عليه فقال من يقتله فقال أبو بكر أنا فذهب فوجده قد خط على نفسه خطة وهو يصلى فيها فلما رآه على ذلك الحال رجع ولم يقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يقتله فقال عمر أنا فذهب فرآه في خطه قائما يصلى فرجع ولم يقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من له أو من يقتله فقال على أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت ولا أراك تدركه فانطلق فرآه قد ذهب . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى بكرة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بدنانير فجعل يقبض قبضة قبضة ثم ينظر عن يمينه كأنه يؤامر أحدا من يعطى قال عفان في حديثه يؤامر أحدا ثم يعطى ورجل أسود مطموم عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فقال ما عدلت في القسمة فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يعدل عليكم بعدى قالوا يا رسول الله الا نقتله قال لاثم قال لاصحابه هذا وأصحابه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يتعلقون من الاسلام بشئ . رواه احمد والبزار باختصار والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن مقسم مولى عبدالله بن الحرث بن نوفل قال خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثى حتى أتينا عبدالله بن عمرو بن العاص وهو (1) في الجزء السابع .
[ 228 ]
يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلمه التميمي يوم حنين قال نعم أقبل رجل من بنى تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطى الناس فقال يا محمد قد رأيت ما صنعت منذ اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فكيف رأيت قال لم أرك عدلت قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر بن الخطاب رحمه الله ألا نقتله قال لادعوه فان له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يجد شيئا في القدح فلا يوجد شئ ثم في الفوق فلا يوجد شئ سوى الفرث والدم . رواه أحمد والطبراني باختصار ورجال احمد ثقات . وعن شهر بن حوشب قال لما جاءتنا بيعة يزيد بن معاوية قدمت الشام فأخبرت بمقام يقومه يعرف فجئته إذ جاءه رجل فإذا هو عبدالله بن عمرو بن العاص فلما رآه بعرف أمسك عن الحديث فقال عبدالله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج ناس من أمتى من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع حتى عدها زيادة على عشر مرات كلما خرج قرن منهم قطع حتى يخرج الدجال في بقيتهم . رواه احمد في حديث طويل وشهر ثقة وفيه كلام لا يضر ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عقبة بن وساج قال كان صاحب لى يحدثنى عن عبدالله بن عمرو في شأن الخوارج فحججت فلقيت عبدالله ابن عمرو فقلت إنك بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعل الله عندك علما إن ناسا يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة قال على أولئك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسقاية من ذهب أو فضة فجعل يقسممها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال يا محمد لئن كان الله أمرك بالعدل فلم تعدل فقال ويلك فمن يعدل عليكم بعدى فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في أمتى أشباه هذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم فان خرجوا فاقتلوهم ثم إن خرجوا فاقتلوهم قال ذلك ثلاثا . رواه البزار ورجائه رجال الصحيح . وعن شريك بن شهاب قال كنت أتمنى أن ألقى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنى عن الخوارج فلقيت أبا برزة في يوم عرفة في نفر من أصحابه فقلت
[ 229 ]
يا أبا برزة حدثنا بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله في الخوارج قال أحدثك بما سمعت أذناى ورأت عيناى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير فكان يقسمها وعنده رجل أسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان بين عينيه أثر السجود فتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه من قبل وجهه فلم يعطه شيئا فأتاه من قبل يمينه فلم يعطه شيئا ثم أتاه من خلفه فلم يعطه شيئا فقال والله يا محمد ما عدلت في القسمة منذ اليوم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ثم قال والله لا تجدون بعدى أحدا أعدل عليكم منى قالها ثلاثا ثم قال يخرج من قبل المشرق رجال كان هذا منهم هديهم هكذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم فإذا رأيتموهم فاقتلوهم قالها ثلاثا شر الخلق والخليقة قالها ثلاثا ، وقال حماد لا يرجعون فيه ، وفى رواية لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع الدجال . رواه أحمد والازرق بن قيس وثقة ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال ذكر لى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسمعه منه أن فيكم قوما يتعبدون فيدأبون حتى يعجب بهم الناس وتعجبهم أنفسهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج من أمتى قوم يسيئون الاعمال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، قال يزيد لاأعلمه إلا قال يحقر أحدكم عمله مع عملهم يقتلون أهل الاسلام فإذا خرجوا فاقتلوهم إذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم فطوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه كلما طلع منهم قرن قطعه الله عزوجل فردد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة وأنا أسمع . زواه احمد وفيه أبو جناب وهو مدلس . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخرح ناس من أمتى يشربون القرآن كشربهم اللبن . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر منافقي أمتى قراؤها . رواه احمد والطبراني وأحد أسانيد احمد ثقات اثبات . وعن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثر منافقي أمتى قراؤها :
[ 230 ]
رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات وكذلك رجال أحد إسنادى أحمد ثقات . وعن عصمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكثر منافقي أمتى قراؤها . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه كائن فيكم قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما طلع منهم قرن قطع حتى ذكر عشرين مرة وزيادة حتى يكون آخرهم يخرج مع الدجال . رواه الطبراني وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس . وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن حتى يكون مع بقيتهم الدجال . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن عامر بن واثلة قال لما كان يوم حنين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مجزوز الرأس أو محلوق الرأس قال ما عدلت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يعدل إذا لم أعدل أنا قال ففعل عن الرجل فذهب فقال اين الرجل فطلب فلم يدرك فقال إنه سيخرج في أمتى قوم سيماهم سيما هذا يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر في قدحه فلم يرر شيئا ينظر في رصافه فلم ير شيئا ينظر في فوقه فلم ير شيئا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الحسن ابن أبى الحسن البصري إن الصريم لقى عبدالله بن خباب بالبدار - قرية بالبصرة - وهو متوجه إلى على بالكوفة معه امرأته وولده وجاريته فقال هذا رجل من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نسأله عن حالنا وأمرنا ومخرجنا فقالوا بلى فانصرفوا إليه فقالوا ألا تخبرنا هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا شيئا فقال أما فيكم بأعيانكم فلا ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون بعدى قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم على فوقه طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الارض كلاب النار . رواه الطبراني وفيه محمد بن عمر الكلاعى وهو ضعيف . ويأتى له حديث في الفتن . وعن مسلم بن أبى بكرة وسأله رجل هل سمعت في الخوارج من شئ قال سمعت والدى أبا بكرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ألا إنه سيخرج من أمتى أقوام أشداء أحداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يتجاوز تراقيهم ألا إذا رأيتموهم فاثخنوهم إذا رأيتموهم
[ 231 ]
فأثخنوهم فالمأجور قاتلهم . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح والطبراني رواه أيضا وكذلك البزار بنحوه . وعن جابر قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم هوازن قام رجل قلت فذكر الحديث إلى أن قال فقام عمر فقال يا رسول الله ألا أقوم فأقتل هذا المنافق قال معاذ الله أتتسامع الامم أن محمدا يقتل أصحابه . رواه احمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن عبدالملك بن مليل السليحى قال كنت جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة فخرج محمد بن أبى حذيفة فاستوى على المنبر فخطب ثم قرأ علليهم سورة من القرآن وكان من أقرأ الناس فقال عقبة ابن عامر صدصق الله ورسوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية . رواه احمد والطبراني باختصار ورجالهما ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلف بعد الستين أضاعوا الصلوات واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة قال المنافق كافر به والفاجر يتأكل به والمؤمن يؤمن به . رواه احمد ورجاله ثقات . ورواه الطبراني في الاوسط كذلك . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان قوم يقرؤون القرآن يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية قتالهم حق على كل مسلم - قلت هو في الصحيح غير قوله قتالهم حق على كل مسلم - رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن صفوان بن محرز عن جندب بن عبدالله أنه مر بقوم يقرؤون القرآن فقال لا يغرنك هؤلاء إنهم يقرؤون القرآن اليوم ويتجالدون بالسيوف غدا ثم قال ائتنى بنفر من قراء القرآن وليكونوا شيوخا فأتيته بنافع بن الازرق وأتيته بمرداس ابن بلال وبنفر معهما ستة أو ثمانية فلما أن دخلنا على جندب قال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل الذين يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل المصباح الذى يضئ للناس ويحرق نفسه ومن سمع الناس بعمله سمع الله به واعلم أن أول ما ينتن من أحدكم إذا مات بطنه فلا يدخل بطنه إلا طيبا ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم فليفعل . وفى رواية فتكلم القوم فذكروا الامر
[ 232 ]
بالمعروف والنهى عن المنكر وهو ساكت يسمع منهم ثم قال لم أر كاليوم قط قوم أحق بالنجاة إن كانوا صادقين . رواه الطبراني من طريقين في إحداهما ليث بن أبى سليم وهو مدلس وفى الاخرى على بن سليمان الكلبى ولم أعرفه ، وبقية رجالهما ثقات . وعن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يقرأ القرآن قوم لا يجاوز تراقيهم يشربونه كشربهم الماء لا يجاوز تراقيهم ثم وضع يده على حلقه فقال لا يجاوز ههنا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسين بن إدريس وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرأن القرآن أقوم من أمتى يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن سعيد بن جمهان قال أتيت عبدالله بن أبى أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه فقال من أنت قلت أنا سعيد بن جمهان قال ما فعل والدك قلت قتلته الازارقة قال لعن الله الازارقة لعن الله الازارقة ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلاب النار قلت الازارقة وحدهم أو الخوارج كلها قال بل الخوارج كلها قلت فان السلطان يظلم الناس ويفعل بهم ويفعل فتناول بيدى فغمزها غمزة شديدة ثم قال يا ابن جمهان عليك بالسواد الاعظم فان كان السلطانإ يسمع منك فائته فيبيته فأخبره بما تعلم فان قبل منك وإلا فدعه فلست بأعلم منه - قلت روى ابن ماجه منه الخوارج كلاب النار فقط - رواه الطبراني واحمد ورجال أحمد ثقات . وقد تقدم حديث احمد في كيفية النصح للائمة في الخلافة (1) بأسانيد وأحدها حسن . وعن طلق بن على قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوشك أن يجئ قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية طوبى لمن قتلهم وطوبى لمن قتلوه ثم التفت إلى فقال إنهم سيخرجون بأرض قومك يايمامى يقاتلون بين الانهار قلت بأبى وأمى ما بها من أنهار قال إنها ستكون . رواه الطبراني من طريق على بن يحيى بن اسماعيل عن أبيه ولم أعرفهما . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاقتلن العمالقة في كتيبة فقال له جبريل صلى الله عليه وسلم وعلى بن أبى طالب . رواه الطبراني وفيه محمد بن مسلمة بن كهيل وهو ضعيف . (1) في الجزء الخامس .
[ 233 ]
* (باب منه في الخوارج) * عن ابى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعلقون) قال هم الخوارج . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمير الاشجعى قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا خرج عليكم خارج وأنتم مع رجل جميعا يريد أن يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم فاقتلوه . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن محمد ابن صريح الاشجعى قال لاأحدثكم إلا بما سمعت أذناى ووعاه قلبى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أوستا أو سبعا لظننت أن لا أحدثه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم على جماعة فجاء من يفرق جماعتكم ويشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان من الناس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه العباس بن عوسجة ولم أعرفه . وعن بريدة قال قال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقتلوا الفذ من كان من الناس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن متيم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى غالب قال كنت بدمشق زمن عبدالملك فأتى برؤوس الخوارج فنصبت على أعواد فجئت لانظر هل فيها أحد أعرفه فإذا أبو أمامة عندها فدنوت منه فنظرت إلى الاعواد فقال كلاب النار ثلاث مرات شر قتلى تحت أديم السماء ومن قتلوه خير قتلى تحت أديم السماء قالها ثلاث مرات ثم استبكى قلت يا أبا أمامة ما يبكيك قال كانوا على ديننا ثم ذكر ما هم صائرون إليه غدا قلت أشيئا تقوله برأيك أم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انى لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الامرة أو مرتين أو ثلاثا إلى السبع ما حدثتكموه أما تقرأ هذه الآية في آل عمران (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) إلى آخر الآية (وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون) ثم قال اختلفت اليهود على احدى وسبعين فرقة سبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة واختلف النصارى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وتختلف
[ 234 ]
هذه الامة على ثلاثة وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة فقلنا انعتهم لنا قال السواد الاعظم - قلت رواه ابن ماجه والترمذي باحتصار - رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن يحيى بن يزيد الهنائى قال كنت مع الفرزدق في السجن فقال الفرزدق لا أنجاه الله من يدى مالك بن المنذر بن الجارود ان لم أكن انطلقت أمشى بمكة فلقيت أبا هريرة وأبا سعيد الخدرى فسألتهما فقلت انى من المشرق وان قوما يخرجون علينا يقتلون من قال لا إله الا الله ويأمن من سواهم فقالا لى وإلا لا أنجانى الله من ملك بن المنذر سمعنا خليلنا صلى الله عليه وسلم يقول من قتلهم فله أجر شهيد أو شهيدين ومن قتلوه فله أجر شهيد . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . * (باب ما جاء في ذى الثدية وأهل النهروان) * عن سعد بن مالك يعنى ابن أبى وقاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر يعنى ذا الندية الذى يوجد مع أهل النهروان فقال شيطان الردهة (1) يحتدره رجل من بجيلة يقال له الاشهب أو ابن الاشهب علامة في قوم ظلمة قال سفيان قال عمار الدهنى حين حدث جاء به رجل منا من بجيلة فقال أراه من دهن يقال له الاشهب أو ابن الاشهب . رواه أبو يعلى وأحمد باختصار والبزار ورجاله ثقات . وعن أبى سعيد قال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو يقسم قلت فذكر الحديث إلى أن قال علامتهم رجل يده كثدي المرأة كالبضعة تدردر فيها شعرات كأنها سبلة سبع قال أبو سعيد فحضرت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وحضرت مع على حين قتلهم بنهروان قال فالتمسه على فلم يجده قال ثم وجده بعد ذلك تحت جدار على هذا النعت فقال على أيكم يعرف هذا فقال رجل من القوم نحن نعرفه هذا حرقوس وأمه ههنا قال فارسل على إلى أمه فقال من هذا فقالت ما أدرى يا أمير المؤمنين الا أنى كنت أرعى غنما لى في الجاهلية بالربذة فغشيني شئ كهيئة الظلمة فحملت منه فولدت هذا . رواه أبو يعلى مطولا وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يكتب حديثه . وعن يزيد (1) الردهة : النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء ، وقيل الردهة : قلة الرابية .
[ 235 ]
ابن أبى صالح ان أبا الوضئ عبادا حدثه قال كناذ عامدين إلى الكوفة مع على بن أبى طالب قال فذكر حديث المخدج قال على فوالله ما كذبت ولا كذبت ثلاثا فقال على أما ان خليلي صلى الله عليه وسلم أخبرني بثلاثة إخوة من الجن هذا أكبرهم والثانى له جمع كثير والثالث فيه ضعف . رواه عبدالله بن احمد ورجاله ثقات . وعن عامر بن سعد بن أبى وقاص أن عمار بن ياسر قال لسعيد بن أبى وقاص مالك لا تخرج مع على أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما قال فيه قال يخرج قوم من أمتى يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلهم على بن أبى طالب قالها ثلاث مرات قال أي والله لقد سمعته ولكني احبت العزلة حتى اجد سيفا يقطع الكافر وينبو عنن المؤمن . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمر بن أبى عائشة ذكره الذهبي في الميزان وذكر له هذا الحديث وقال هذا حديث منكر . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن محنف بن سليم قال أتينا أبا أيوب الانصاري وهو يعلف خيلا له بصنعاء فقلنا عنده فقلت له يا أبا أيوب قاتلت المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنى بقتال ثلاثة الناكثين والقاسطين والمارقين فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وأنا مقاتل ان شاء الله المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهر وانات وما أدرى اين هم . رواه الطبراني وفيه محمد ابن كثير الكوفى وهو ضعيف . وعن عبيدالله بن عياض بن عمرو والقارى أنه جاء عبدالله بن شداد بن الهاد فدخل على عائشة ونحن عندها جلوس مرجعه من العراق ليالى قتل على بن أبى طالب رضى الله عنه فقالت له يا ابن شداد بن الهاد هل أنت صادقي عما أسألك عنه حدثنى عن هؤلاء القوم الذين قتلهم على قال ومالى لا أصدقك قالت فحدثني عن قصتهم قال فان على بن أبى طالب لما كاتب معاوية وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا بأرض يقال لها حرورا من جانب الكوفة وانهم عيبوا عليه فقالوا انسلحت من قميص كساكه الله واسم سماك الله به ثم انطلقت فحكمت في دين الله فلا حكم
[ 236 ]
الا لله فلما بلغ عليا ما عيبوا عليه وفارقوه عليه فأمر مؤذنا فأذن أن لايدخل على أمير المؤمنين الا من قد حمل القرآن فلما امتلات الدار من قراء الناس دعا بمصحف امام عظيم فوضعه بين يديه فجعل يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس فناداه الناس يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه انما هو مداد في ورق يتكلم بما رأينا منه فما يزيد قال أصحابكم أولئك الذين خرجوا بينى وبينهم كتاب الله يقول الله في كتابه في امرأة ورجل (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما) فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة أو ذمة من رجل وامرأة ونقموا على انى كاتبت معاوية كتبت على بن أبى طالب وقد جاء سهيل بن عمرو فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم قال لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال وكيف نكتب قال سهيل اكتب باسمك اللهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتب محمد رسول الله فقال لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشا يقول الله في كتابه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) فبعث إليهم عبدالله بن عباس فخرجت معه حتى إذا توسطنا عسكرهم قام ابن الكوا فخطب الناس فقال يا حملة القرآن هذا عبدالله ابن عباس فمن لم يكن يعرفه فليعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله هذا ممن نزل فيه وفى قومه (قوم خصمون) فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله قال فقام خطباؤهم فقالوا والله لنواضعنه الكتاب فان جاء بالحق نعرفه لنتبعنه وإن جاء بباطل لنبكتنه بباطل ولنردنه إلى صاحبه فواضعوا عبدالله بن عباس ثلاثة أيام فرجع منهم اربعة آلاف كلهم تائب فيهم ابن الكوا حتى أدخلهم على على الكوفة فبعث على إلى بقيتهم قال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم بيننا وبينكم أن لا تسفكوا دما حراما أو تقطعوا سبيلا أو تظلموا ذمة فانكم ان فعلتم فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء ان الله لا يحب الخائنين . قال فقالت له عائشة يا ابن شداد فقد قتلهم قال فوالله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء واستحلوا الذمة فقالت والله قال
[ 237 ]
الله الذى لا اله الا هو لقد كان قالت فما شئ بلغني عن أهل العراق يتحدثونه يقولون ذا الثدية مرتين قال قد رأيته وقمت مع على معه على القتلى فدعا الناس فقال أتعرفون هذا فما أكثر من جاء يقول رأيته في مسجد بنى فلان يصلى ولم يأتوا فيه بثبت يعرف الا ذاك قالت فما قول على حين قام عليه كما يزعم أهل العراق قال سمعته يقول صدق الله ورسوله قالت فل رأيته قال غير ذلك قال اللهلم لاقالت أجل صدق الله ورسوله يرحم الله عليا إنه كان من كلامه لا يرى شيئا يعجبه الا قال صدق الله ورسوله فيذهب أهل العراق فيكذبون عليه ويزيدون في الحديث . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن حبيب بن أبى ثابت عن أبى وائل قال سألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم على قال قلت فيم فارقوه وفيم استحلوه وفيم دعاهم وبما استحل دماءهم قال إنه لما استحر (1) القتل في أهل الشام بصفين اعتصم هو وأصحابه بجبل فقال له عمرو بن العاص أرسل إليه بالمصحف فلا الله لا نرده عليك قال فجاء رجل يحمله ينادى بيننا وبينكم كتاب الله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) الآية قال على نعم بيننا وبينكم كتاب الله أنا أولى به منكم فجاءت الخوارج وكنا نسميهم يومئذ القراء وجاؤا بأسيافهم على عواتقهم فقالوا يا أمير المؤمنين ألا نمشي إلى هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم فقال سهل بن حنيف فقال يا أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول اللهل صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا قاتلنا وذلك في الصلح الذى كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلام نعطى الدنية (2) في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال يا ابن الخطاب إنى رسول الله ولن يضيعني أبدا فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا حتى أتى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلام نعطى الدنية في ديننا ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على محمد بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه فقال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم (1) أي اشتد وكثر . \ \ \ (2) أي الخصلة المذمومة .
[ 238 ]
قال فطابت نفسه ورجع ورجع الناس ثم إنهم خرجوا بحرورا أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفا فأرسل إليهم على ينشدهم الله فأتوا عليه فأتاهم صعصعة بن صوحان فأنشدهم وقال علام تقاتلون خليفتكم قالوا مخافة الفتنة قال فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل فرجعوا وقالوا نسير على ما جئنا فان قبل على القضية قاتلنا على ما قاتلنا يوم صفين وإن نقضها قاتلنا معه حتى بلغوا النهروان فافترقت منهم فرقة فجعلوا يهدون الناس ليلا قال أصحابهم ويلكم ما على هذا فارقنا عليا فبلغ عليا أمرهم فخطب الناس فقال ما ترون نسير إلى أهل الشام أم نرجع إلى هؤلاء الذين خلفوا إلى ذراريكم قالوا بل نرجع فذكر أمرهم فحدث عنهم بما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فرقة تخرج عند اختلاف من الناس تقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق علاممتهم رجل منهم يده كثدي المرأة فساروا حتى التقوا بالنهروان فاقتتلوا قتالا شديدا فجعلت خيل على لا تقف لهم فقال على يا أيها الناس إن كنتم إنما تقاتلون لى فوالله ما عندي ما أجزيكم وإن كنتم إنما تقاتلون لله فلا يكونن هذا فعالكم فحمل الناس حملة واحدة فانجلت الخيل عنهم وهم منكبون على وجوههم فقام على فقال اطلبوا الرجل الذى فيهم فطلب الناس الرجل فلم يجدوه حتى قال بعضهم غرنا ابن أبى طالب من إخواننا حتى قتلناهم قال فدمعت عين على قال فدعا بدابته فانطلق حتى أتى وهدة (1) فيها قتلى بعضهم على بعض فجعل يجر بأرجلهم حتى وجد الرجل تحتهم فأخبروه فقال على الله أكبر وفرح وفرح الناس ورجعوا وقال على لا أغزو العام ورجع إلى الكوفة وقتل رحمة الله واستخلف الحسن وسار سيرة أبيه ثم بعث بالبيعة إلى معاوية - قلت في الصحيح بعضه - رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن كليب بن شهاب قال كنت جالسا عند على وهو في بعض أمر الناس إذ جاءه رجل عليه ثياب السفر فقال يا أمير المؤمنين فشغل عليا ما كان فيه من أمر الناس فقال كليب قلت ما شأنك فقال كنت حاجا أو معتمرا قال لا أدرى أي ذلك قال فمررت على عائشة فقالت (1) أي منخفضا من الارض .
[ 239 ]
من هؤلاء القوم الذين خرجوا قبلكم يقال لهم الحرورية قال فقلت في مكان يقال له حرورا قال قال فسموا بذلك الحرورية فقال طوبى لمن شهد هلكتهم قالت أما والله لو شاء ابن أبى طالب لاخبركم خبرهم فمن ثم جئت أسأل عن ذلك قال وفرغ على فقال أين المستأذن فقال على فقام عليه فقص عليه مثل ما قص على قال فأهل على ثلاثا ثم قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده أحد إلا عائشة قال فقال لى يا على كيف أنت وقوم يخرجون بمكان كذا وكذا وأومأ بيده نحو المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية فيهم رجل مخدج اليد (1) كأن يده ثدى حبشية ثم قال أنشدتكم بالله الذى لا إله إلا هو أحدثكم انه فيهم قالوا نعم فذهبتم فالتمستموه ثم جئتم به تسحبونه كما نعت لكم قال ثم قال صدق الله ورسوله ثلاث مرات . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات ورواه البزار بنحوه . وعن عائشة أنها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم يعنى أصحاب النهر فقالوا على فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقتلهم خيار أمتى وهم شرار أمتى . رواه البزار وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ورواه الطبراني في الاوسط بنحوه وفيه قصة . وعن عائشة أنها قالت من قتل ذا الثدية على بن أبى طالب رضى الله عنه قالوا نعم قالت أما إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية علامتهم رجل مخدج اليد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن عبد الغفار وهو متروك الحديث . وعن على قال لقد علم أولو العلم من آل محمد وعائشة بنت أبى بكر فسألوها ان أصحاب ذى الثدية ملعونون على لسان النبي الامي صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية إن أصحاب النهروان . رواه الطبراني في الصغير والاوسط باسنادين ورجال أحدهما ثقات . وعن ابن عباس قال لما اعتزلت الحرورية وكانوا على حدتهم قلت لعلى يا أمير المؤمنين ابدد عن الصلاة لعلى آتى هؤلاء القوم فأكلمهم قال إنى أتخوفهم عليك قلت كلا إن شاء الله فلبست أحسن ما قدرت عليه من هذه اليمانية ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة (1) أي فيها عيب ونقص
[ 240 ]
فدخلت على قوم لم أر قوما أشد اجتهادا منهم أيديهم كأنها ثفن (1) الابل ووجوههم معلنة من آثار السجود فدخلت فقالوا مرحبا بك يا ابن عباس لا تحدثوه وقال بعضهم لنحدثنه قال قلت اخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالوا ننقم عليه ثلاثا قلت ماهن قالوا أولهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال الله تعالى (ان الحكم إلا لله) قلت وماذا قالوا قاتل ولم يسب ولم يغنم لئن كانوا كفارا لقد حلت أموالهم وان كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم قال قلت وماذا قالوا ومحى نفسه من أمير المؤمنين قال قلت أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم مالا تنكرون أترجعون قالوا نعم قال قلت أما قولكم إنه حكم الرجال في دين الله فانه تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) إلى قوله (يحكم به ذوى عدل منكم) وقال في المرأة وزوجها (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) أنشدكم الله أفحكم الرجال في دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم قالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم قال أخرجت من هذه قالوا نعم وأما قولكم إنه قتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم وإن زعمتم انها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من إلاسلام إن الله تبارك وتعالى يقول (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا والله لو كنا نعلم انك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبدالله فقال والله إنى لرسول الله وإن كذبتموني اكتب يا على محمد (1) جميع ثفنة وهى ماولى الارض من كل ذات أربع إذا بركت كالركبتين وغيرهما ، ويحصل فيها غلظ من اثر البروك .
[ 241 ]
ابن عبدالله ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من على أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم فرجع منهم عشرون ألفا وبقى منهم أربعة آلاف فقتلوا . رواه الطبراني وأحمد ببعضه ورجالهما رجال الصحيح . وعن جندب قال لما فارقت الخوارج عليا خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوى كدوى النحل من قراءة القرآن وإذا فيهم أصحاب الثفنات وأصحاب البرانس فلما رأيتهم دخلنى من ذلك شدة فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسى ووضعت برنسى فنثرت عليه درعى وأخذت بمقود فرسى فقمت أصلى إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فائذن لى فيه وإن كان معصية فأرني براءتك قال فانا كذلك إذ أقبل على بن أبى طالب على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حاذانى قال تعوذ بالله تعوذ بالله يا جندب من شر الشك فجئت أسعى إليه ونزل فقام يصلى إذ أقبل رجل على برذون يقرب به فقال يا امير المؤمنين قال ما شأنك قال ألك حاجة في القوم قال وما ذاك قال قد قطعوا النهر قال ما قطعوه قلت سبحان الله ثم جاء آخر أرفع منه في الجرى فقال يا أمير المؤمنين قال ما تشاء قال ألك حاجة في القوم قال وما ذاك قال قد قطعوا النهر فذهبوا قلت الله أكبر قال على ما قطعوه ثم جاء آخر يستحضر بفرسه فقال يا أمير المؤمنين قاا ما تشاء قال ألك حاجة في القوم قال وماذاك قال قد قطعوا النهر قال ما قطعوه ولا يقطعوه وليقتلن دونه عهد من الله ورسوله قلت الله أكبر ثم قمت فأمسكت له بالركاب فركب فرسه ثم رجعت إلى درعى فلبستها والى قوسى فعلقتها وخرجت أسايره فقال لى يا جندب قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال أما أنا فأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب الله ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى برشقوه بالنبل يا جندب أما انه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم الذى كانوا فيه لم يبرحوا فنادى على في اصحابه فصفهم ثم أتى الصف من رأسه ذا إلى رأسه ذا مرتين وهو يقول من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله ربهم وسنة نبيهم وهو مقتول وله (16 - سادس مجمع الزوائد)
[ 242 ]
الجنة فلم يجبه إلا شاب من بنى عامر بن صعصعة فلما رأى على حداثة سنه قال له ارجع إلى موقفك ثم نادى الثانية فلم يخرج إليه إلا ذلك الشاب ثم نادى الثالثة فلم يخرج إليه الا ذلك الشاب فقال له على خذ فأخذ المصحف فقال له أما انك مقتول ولست مقبلا علينا بوجهك حتى يرشقوك بالنبل فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم فلما دنا منهم حيث يسمعون قاموا ونشبوا الفتى قبل أن يرجع قال فرماه إنسان فأقبل علينا بوجهه فقعد فقال على دونكم القوم قال جندب فقتلت بكفى هذه بعد ما دخلنى ما كان دخلنى ثمانية قبل أن أصلى الظهر وما قتل منا عشرة ولانجا منهم عشرة كما قال . رواه الطبراني في الاوسط من طريق أبى السابغة عن جندب ولم أعرف أبا السابغة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى جعفر الفراء مولى على قال شهدت مع على على النهر فلما فرغ من قتلهم قال اطلبوا المخدج فطلبوه فلم يجدوه وأمر أن يوضع على كل قتيل قصبة فوجدوه في وهدة في منتقع ماء جل أسود منتن الريح في موضع يده كهيئة الثدى عليه شعرات فلما نظر إليه قال صدق الله ورسوله فسمع أحد ابنيه اما الحسن أو الحسين يقول الحمدلله الذى أراح امة محمد صلى الله عليه وسلم من هذه العصابة فقال على لو لم يبق من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة لكان احدهم على رأى هؤلاء انهم لفى أصلاب الرجال وارحام النساء رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عبدالرحمن بن عديس البلوى قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرج اناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقتلون بجبل لبنان أو بجبل لخليل قال ابن لهيعة فقتل ابن عديس بجبل لبنان أو بجبل الخليل . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه بكر بن سهل وهو مقارب الحال وقد ضعف ، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح . * (باب الحكم في البغاة والخوارج وقتالهم) * عن كثير بن نمر قال دخلت مسجد الكوفة عشية جمعة وعلى يخطب الناس فقاموا في نواحى المسجد يحكمون فقال بيده هكذا ثم قال كلمة حق يبتغى بها باطل حكم الله انتظر فيكم أحكم فيكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقسم بينكم بالسوية
[ 243 ]
ولا يمنعكم من هذا المسجد أن تصلوا فيه ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن كثير الكوفى وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أم عبد هل تدرى كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الامة قالوا الله ورسوله أعلم قال لا يجهز على جريحها ولا يقتل أسيرها ولا يطلب هاربها ولا يطلب فيئها . رواه البزار والطبراني في الاوسط وقال لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد . قلت وفيه كوثر بن حكيم وهو ضعيف متروك . * (باب النهى عن حب الخوارج والركون إليهم) * عن أبى الطفيل أن رجلا ولد له غلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ ببشرة جبهته ودعا له بالبركة فنبتت شعرة في جبهته كهيئة الفرس وشب الغلام فلما كان زمن الخوارج أحبهم فسقطت الشعرة عن جبهته فأخذه أبوه فقيده وحبسه مخافة أن يلحق بهم قال فدخلنا عليه فوعظناه وقلنا له فيما نقول ألم تر إلى بركة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعت عن جبهتك فمازلنا به حتى رجع عن رأيهم فرد الله عزوجل عليه الشعرة بعد في جبهته وتاب . رواه احمد وفيه على بن زيد بن جدعان وفيه ضعف وقد وثق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن يزيد بن الاصم قال خرجت مع الحسن وجارية تحت شيئا من حناء عن أظافره فجاءته أضبارة (1) من كتب فقال يا جارية هاتى المخضب (2) فصب فيه ماءا وألقى الكتب في الماء فلم يفتح منها شيئا ولم ينظر إليه فقلت يا أبا محمد ممن هذه الكتب قال من أهل العراق من قوم لا يرجعون إلى حق ولا يقصرون عن باطل أما انى لست أخشاهم على نفسي ولكني أخشاهم عى ذلك وأشار إلى الحسين . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن الحكم بن أبى زياد وهو ثقة . (1) أي حزمة . (2) أي الوعاء .
[ 244 ]
* (باب القتال على التأويل) * عن أبى سعيد الخدرى قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله . رواه احمد وإسناده حسن . قلت وله طريق أطول من هذه في مناقب على وكذلك أحاديث فيمن يقاتله . * (باب العصبية) * عن واثلة بن الاسقع قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أمن العصبية أن يحب الرجل قومه قال لاا ولكن العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم - قلت رواه أبو داود وغيره غير قوله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه قال لا - رواه احمد وفيه عباد بن كثير الشامي وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره . * (باب فيمن قتل دون حقه وأهله وماله) * عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون مظلمته فهو شهيد . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى بكر بن حفص قال قال سعيد بن أبى وقاص إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم المنية أن يموت الرجل دون حقه . رواه احمد وذكر فيه قصة والطبراني في الاوسط ورجال احمد رجال الصحيح إلا أن أبا بكر بن حفص لم يسمع من سعد . وعن حسين بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن سعد ابن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد . رواه الطبراني في الصغير والبزار وإسناد الطبراني جيد . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد . رواه أبو يعلى وفيه هرون بن حيان الرقى قيل كان يضع الحديث . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد . رواه الطبراني وفيه عبيد بن محمد المحاربي وهو ضعيف ورواه البزار عن شيخه عباد بن احمد العرزمى وهو متروك . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المقتول دون ماله شهيد . رواه البزار
[ 245 ]
والطبراني في الاوسط وفيه مبارك بن سحيم وهو متروك . وعن عبدالله بن الزبير وعبد الله بن عامر بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد . رواه عنهما الطبراني في الاوسط ورواه في الكبير عن ابن الزبير وحده وكذلك رواه البزار وفيه عبدالله بن مصعب الزبيري وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المقتول دون ماله شهيد والمقتول دون أهله شهيد والمقتول دون نفسه شهيد . رواه الطبراني وفيه جويبر وهو متروك . وعن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظلم شبرا من الارض طوقه من سبع أرضين ومن قتل دون ماله فهو شهيد . رواه الطبراني وفيه قزعة بن سويد وثقه ابن معين في رواية وابن عدى وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن قهيد بن مطرف الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله سائل إن عدا على عاد فأمره أن ينهاه ثلاث مرات قال فان أبى فأمره بقتاله قال فكيف بنا قال إن قتلك فأنت في الجنة وإن قتلته فهو في النار . رواه احمد والطبراني والبزار ورجالهم ثقات . * (باب فيمن دخل دارا بغير إذن) * عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدار حرم فمن دخل عليك حرمك فاقتله . رواه احمد والطبراني وفيه محمد بن كثير السلمى وهو ضعيف .
[ 246 ]
* (كتاب الحدود والديات) * بسم الله الرحمن الرحيم * (باب الستر على المسلمين) * عن مسلمة بن مخلد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة ومن نجى مكروبا فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن كان في حاجة أخيه كان الله عزوجل في حاجته . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدمت أحاديث في هذا المعنى في الرحلة في طلب العلم . وعن أرطاة بن المنذر السكوني أن آتيا أتاه فقال إن لى جارا يشرب الخمر ويأتى القبيح فانه أمره إلى السلطان فقال لقد قتلت بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم تسعة وتسعين من المشركين ما يسرني انى قتلت مثلهم وانى كشفت قناع مسلم . رواه الطبراني وفيه مسلمة بن على وهو ضعيف . وعن لقيط بن أرطاة السكوني أن رجلا قال له ان لناجارا يشرب الخمر ويأتى القبيح فارفع أمره إلى السلطان قال لقد قتلت تسعة وتسعين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحبح أنى قتلت مثلهم وانى كشفت قناع مسلم . رواه الطبراني وفيه مسلمة بن على وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه حتى أسمع العواتق في خدورهن لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته حتى يخرقها عليه في بطن بيته . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن شيبة الطائفي وهو ضعيف . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرى مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه الا أدخله الله الجنة ، وفى رواية إلا أدخله الله بها الجنة . رواه الطبراني في الاوسط والصغير بنحوه وإسنادهما ضعيف . وعن نبيط بن شريط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ستر حرمة مؤمنة ستره الله من النار . رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفه . وعن جابر
[ 247 ]
ابن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ستر عورة فكأنما أحيا موعودة من قبرها - رواه الطبراني في الاوسط وفيه طلحة بن زيد وهو ضعيف . رواه باسناد آخر فيه أبو معشر وهو أخف ضعفا من طلحة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى من أخيه رتقة في ؟ ؟ فستره عليها كانت له حسنة يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو صالح الخوزى وهو ضعيف . وعن شهاب رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر على مؤمن في عورة فكأنما أحيا ميتا . رواه الطبراني من طريق مسلم بن أبى الديال عن أبى سنان المدنى ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن مسروق قال خرج ابن مسعود على اهل الدار فقال لهم من جاء منكم مستفتيا فليجلس على تفية ومن جاء منكم مخاصما فليكرم خصمه حتى يقضى بينهما ومن جاء منكم يطلعنا على عورة سترها الله فليستتر بستر الله وليسرها إلى من يملك مغفرتها فانى لاأملك مغفرتها أقيم عليه حدا وبابعارها . رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلى وهو ضعيف . وعن إبراهيم قال جاء رجل إلى عبدالله متحنطا فلما رآه ووجد ريح الحنوط (1) قال اللهم إنى أعوذ بك من شر هذا قال فجاءه فذكر أنه وقع على جارية امرأته وسأله أن يقيم عليه الحد قال استغفر الله وتب إليه واستر على نفسك وإن استطعت أن تقتقها فافعل . رواه الطبراني وإبرهيم لم يدرك ابن مسعود ولكن رجاله رجال الصحيح . * (باب ما يقال لمن أصاب ذنبا) * عن ابن مسعود قال إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا تكونوا أعوانا للشيطان عليه تقولون اللهم اخزه اللهم العنه ولكن سلوا الله العافية فانا كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كنا لانقول في أحد شيئا حتى نعلم على ما يموت فان ختم له بخير علمنا أنه أصاب خيرا وإن ختم له بشر خفنا عليه عمله . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه . وفى رواية عنده أيضا ولكن ادع الله أن (1) هو ما يخلط من الطيب باكفان الموتى واجسامهم خاصة .
[ 248 ]
يتوب عليه ويرحمه . وعن أبى الطفيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوه يعنى ماعز بن مالك . رواه الطبراني وفيه الوليد بن أبى ثور وهو ضعيف . * (باب التلقين في الحد) * عن السائب بن يزيد قال أتى برجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن هذا قد سرق جل بعير أوجل دابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اخاله فعل ثم قالوا يا رسول الله إن هذا سرق فقال ما اخاله فعل حتى شهد على نفسه شهادات قال اذهبوا به فاقطعوه ثم ائتونى به فذهبوا به فقطعوا يده ثم جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ويحك تب إلى الله فقال تبت إلى الله فقال اللهم تب عليه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن الشعبى أن شراحة الهمدانية أتت عليا فقالت انى زنيت . فقال لعلك غيرى لعلك رأيت في منامك لعلك استكرهت كل ذلك تقول لا ، وفى رواية لعل زوجك أتاك . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . * (باب درء الحد) * عن القاسم قال قال عبدالله يعنى ابن مسعود ادرأوا الحد والقتل عن عباد الله ما استطعتم . رواه الطبراني من رواية أبى نعيم عن المسعودي وقد سمع منه قبل اختلاطه ولكن القاسم لم يسمع من جده ابن مسعود . * (باب النهى عن المثلة) * عن يعلى بن مرة أنه كان عند زياد فأتى رجل فشهد فغير شهادته فقال لاقطعن لسانك فقال له يعلى ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله لا تمثلوا بعبادي قال فتركه . رواه أحمد وفى رواية له عند الطبراني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تمثلوا بعباد الله ، وفى إسنادهما عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن المغيرة بن شعبة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة . رواه أحمد عن رجل من ولد المغيرة عن المغيرة ، وفى الطبراني عن المغيرة ابن بنت المغيرة قال مر المغيرة بن شعبة بالحيرة فإذا قوم قد نصبوا ثعلبا يرمونه غرضا
[ 249 ]
فوقف عليهم فقال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ، فان كان المغيرة ابن بنت المغيرة هو المغيرة بن عبدالله اليشكرى فهو ثقة وإن كان غيره فلو أعرفه . وقد تقدم حديث عمران بن حصين في الايمان والنذور . وعن الحكم بن عمير وعايد بن قرط قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمثلوا بشئ من خلق الله فيه الروح . رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبايرى وهو متروك . وعن اسماعيل بن راشد قال كان من حديث ابن ملجم لعنه الله وأصحابه . قلت فذكر الحديث في وفاة على وقتله إلى أن قال فقال على للحسين إن بقيت رأيت فيه رأيى وإن هلكت من ضربتي هذه فاضربه ضربة ولاتمثل به فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور . وهو بتمامه في مناقب على رضى الله عنه (1) رواه الطبراني وإسناده منقطع : وعن أبى أيوب قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النهبة والمثلة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مثل بأخيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس والاصم بن هرمز لم أعرفه . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة . رواه الطبراني في الاسط والكبير وفيه محمد بن أبان القرشى وهو ضعيف . وعن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النهبة والمثلة . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم . وعن القاسم بن محمد قال جاءت أسماء مع جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت أين الحجاج فقلنا ليس ههنا فقالت مروه فليأمر لنا بهذه العظام فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة - فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمران بن حصين قال قال عمر بن الخطاب خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة . رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم . وعن أبى صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مثل بذى روح ثم لم يتب مثل الله به يوم القيامة . رواه احمد والطبراني في الاوسط (1) في الجزء التاسع .
[ 250 ]
عن ابن عمر من غير شك ، ورجال احمد ثقات . * (باب النهى عن خصاء الآدميين) * عن عبدالله يعنى ابن مسعود قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخصى أحد من ولد آدم . رواه الطبراني وفيه معاوية بن عطاء الخزاعى وهو ضعيف . * (باب في الناسي والمكره) * عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله مثل حديث قبله عن النبي صلى الله عليه وسلم وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجوز لامتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلم به أو يعلم . رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تجاوز عن أمتى ثلاثة الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه . رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبى وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال اكفلوا لى بالعمل أكفل لكم بالخطأ ، رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله . قلت مثل حديث قبل عن النبي صلى الله عليه وسلم وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن مصفى وثقه أبو حاتم وغيره وفيه كلام لا يضر ، وبقية رجاله رجال الصحيح . * (باب ما جاء في الخطأ والعمد) * عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بقية وهو مدلس . * (باب النهى عن التعذيب بالنار) * عن عثمان بن حيان قال كنت آتى أم الدرداء فاكتب عندها فأخذت قملة أو برغوثا فألقيته في النار قالت أي بنى لا تفعل فانى سمعت أبا الدرداء
[ 251 ]
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يعذب بعذاب الله . رواه الطبراني والبزار وقال لا يعذب بالنار إلا رب النار ، وفيه سعيد البراد ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . ويأتى حديث على في تحريق القاتل بعد قتله . * (باب فيمن أحدث حدثا في هذه الامة) * عن بسر بن عبيدالله وكان شيخا قديما قال كنا مع طاووس عند المقام فسمعنا ضوضاء فقال ما هذا فقيل قوم أخذهم ابن هشام في سبب فطوفهم فسمعت طاووسا يحدث عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مامن أحد يحدث في هذه الامة حدثا لم يكن فيموت حتى يصيبه ذلك فأنا رأيت ابن هشام حين عزل وولى عمال الوليد فطوفوه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سلمة بن سيسن ووثقه ابن حبان . * (باب رفع القلم عن ثلاثة) * عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ والمعتوه حتى يفيق والصبى حتى يعقل أو يحتلم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وقال لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الاسناد ، وفيه عبد العزيز بن عبيدالله بن حمزة وهو ضعيف . وعن أبى إدريس الخولانى قال أخبرني غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم شداد بن أوس وثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم في الحد عن الصغير حتى يكبر وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق وعن المعتوه الهالك . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاث عن الصغير حتى يكبر وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق . رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن عبدالله بن عمر بن حفص وهو متروك . * (باب حد البلوغ لايجاب الحد) * عن أسلم بن بجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جعله على أسارى قريظة فكان ينظر إلى فرج الغلام فإذا رآه قد أنبت الشعر ضرب عنقه وأخذ من لم ينبت فجعله
[ 252 ]
في مغانم المسلمين . رواه الطبراني وفيه اسحق بن عبدالله بن أبى فروة وهو متروك . * (باب في الحامل يجب عليها الحد) * عن ابن عباس قال فجرت خادم لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا على حدها قال فتركها حتى وضعت مافى بطنها ثم ضربها خمسين ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر فقال أصبت . رواه أبو يعلى وفيه مندل بن على وهو ضعيف . وعن أنس أن امرأة اعترفت من الزنا أربع مرات وهى حبلى فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ارجعي حتى تضعى ثم جاءت وقد وضعته قال ارضعيه حتى تفطميه ثم جاءت فرجمت فذكروها فقال لقد تابت توبة لوتابها صاحب مكس (1) لغفر له . رواه البزار ورجاله ثقات إلا أن الاعمش لم يسمع من أنس وقد رآه . * (باب الحد يجب على الضعيف) * عن أبى سعيد أن مقعدا ذكر منه زمانة كان عند دار أم سعد فظهر بامرأة حمل فسئلت فقالت هو منه فسئل منه فاعترف فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلد باثكال عذق النخل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابى أمامة أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد زنى فسأله فاعترف فأمر به فجرد فإذا هو حمش (2) الخلق مقعد فقال ما يبقى الضرب من هذا شيئا فدعا بأثكول فيه مائة شمراخ فضربه به ضربة واحدة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشيخ أحبن (3) مصفر قد ظهرت عروقه قد زنى بامرأة فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم بضغث فيه مائة شمراخ - قلت رواه النسائي باختصار - رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبى سبرة وهو متروك . * (باب لا يحل دم امرئ مسلم إلا باحدى ثلاث) * عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله حرم عليه دمه إلا بثلاث التارك دينه والثيب الزانى ومن قتل نفسا ظلما . رواه (1) وهو الذى يجبى على ما كان في الجاهلية . \ \ \ (2) دقيق . \ \ \ (3) في بطنه استسقاء .
[ 253 ]
البزار وفيه محمد بن أبى ليلى وهو سيئ الحفظ . وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم المؤمن إلا في إحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزانى والمرتد عن الايمان . رواه الطبراني وفيه أيوب بن سويد وهو متروك وقد وثقه ابن حبان وقال ردئ الحفظ . قلت وقد تقدمت أحاديث في كتاب الايمان من نحو هذا . * (باب فيمن جرد ظهر مسلم بغير حق) * عن أبى أمامة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من جرد ظهر امرئ مسلم بغير حق لقى الله وهو عليه غضبان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده جيد وعن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر المؤمن حمى إلا بحقه . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . * (باب في التجريد) * عن ابن مسعود قال لا يحل في هذه الامة التجريد ولامد ولاصفر . رواه الطبراني وهو منقطع الاسناد وفيه جويبر وهو ضعيف . * (باب فيمن أخاف مسلما) * عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نظر إلى مسلم نظرة بخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة . رواه الطبراني عن شيخه احمد بن عبدالرحمن بن عقال ضعفه أبو عروبة . وعن عامر بن ربيعة أن رجلا أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاتروعوا المسلم فان روعة المسلم ظلم عظيم . رواه الطبراني والبزار وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن أبى حسن وكان عقبيا بدريا قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل ونسى نعليه فأخذهما رجل فوضعهما تحته فرجع الرجل فقال نعلي فقال القوم ما رأيناه قال هوذه فقال فكيف بروعة المؤمن فقال يا رسول الله إنما صنعته لاعبا فقال فكيف بروغة المؤمن مرتين أو ثلاثا . رواه الطبراني وفيه حسين بن عبدالله بن عبيدالله الهاشمي وهو ضعيف .
[ 254 ]
وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخاف مؤمنا كان حقا على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن حفص الوصابى وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أو مؤمن أن يروع مسلما . رواه البزار وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف . وعن النعمان بن بشير قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فخفق رجل عن راحلته فأخذ رجل سهما من كنانته فانتبه الرجل ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لرجل أن يروع مسلما . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجال الكبير ثقات . وعن سليمان بن صرد أن أعرابيا صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قرن فأخذها بعض القوم فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال الاعرابي القرن فكأن بعض القوم ضحك فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعن مسلما . رواه الطبراني من رواية ابن عيينية عن اسماعيل بن مسلم فان كان هو العبدى فهو من رجال الصحيح وإن كان هو المكى فهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات . * (باب اجتناب الفواحش) * عن أبى هريرة قال قيل للنبى صلى الله عليه وسلم أما تغار قال والله إنى لاغار والله أغير منى ومن غيرته نهى عن الفواحش . رواه احمد ورجاله ثقات . * (باب التحذير من مواقعة الحدود) * عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا آخذ بحجزكم (1) أقول إياكم وجهنم إياكم والحدود إياكم وجهنم إياكم والحدود إياكم وجهنم إياكم والحدود ثلاث مرات فإذا أنا مت تركتكم وأنا فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح - قلت فذكر الحديث . رواه البزار وفيه ليث بن أبى سليم والغالب عليه الضعف . * (باب ذم الزنا) * عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والزنا فان فيه أربع (1) الحجرة : معقد الازار .
[ 255 ]
خصال يذهب البهاء عن الوجه ويقطع الرزق ويسخط الرحمن والخلود في النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن جميع وهو متروك . وعن عبدالله بن بسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الزناة يأتون تشتعل وجوههم نارا . رواه الطبراني من طريق محمد بن عبدالله بن بسر عن أبيه ولم أعرفه ، وبقيه رجاله ثقات . وعن عبد الله بن يزيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يانعايا العرب يانعايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الزنا والشهوة الخفية . رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير عبدالله بن بديل بن ورقاء وهو ثقة . وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزانى والامام الكذاب والعائل المزهو . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير العباس بن أبى طالب وهو ثقة . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو وإذا كثر الزنا كثر السبا وإذا كثر اللوطية رفع الله عزوجل يده عن الخلق فلا يبالى في أي وادهلكوا . رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله عزوجل يوم القيامة إلى الشيخ الزانى ولا العجوز الزانية . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن سهل ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى الاشيمط (1) الزانى ولا العائل المزهو . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله تقات . وعن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لايدخل الجنة مسكين مستكبر ولا شيخ زان ولا منان على الله تعالى بعمله . رواه الطبراني وتابعيه الصباح بن خالد بن أبى أمية لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن بريدة أن السموات السبع والارضين السبع لتلعن الشيخ الزانى وإن فروج الزناة ليؤذى أهل النار نتن ريحها . وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحوه . رواهما البزار وفى اسناديهما صالح ابن حيان وهو ضعيف . (1) أي الشيخ المسن .
[ 256 ]
* (باب زنا الجوارح) * عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العينان تزينان والرجلان تزنيان والفرج يزنى . رواه أحمد وأبو يعلى وزاد واليدان تزنيان ، والبزار والطبراني وإسنادهما جيد . وعن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عين زانية . رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات . وعن محمد بن مطرف حدثنى جدى سمعت علقمة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زنا العينين النظر . رواه الطبراني وجد محمد بن مطرف لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن سهل بن أبى أمامة أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك زمن عمر بن عبد العزيز وهو أمير فصلى صلاة خفيفة كأنها صلاة مسافر أو قريب منها فلما صلى قال يرحمك الله أرأيت الصلاة المكتوبة أم شئ تنفلته قال إنها المكتوبة وإنها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخطأت منها إلا شئ سهوت عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم فان قوما شددوا على أنفسهم فشدد عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ، ثم غدوا من الغد فقالوا نركب فننظر ونعتبر قال نعم فركبوا جميعا فاذاهم بديار قفر قد باد أهلها وبقيت خاوية على عروشها فقالوا أتعرف هذه الديار قال ما أعرفني بها وبأهلها هؤلاء أهل ديار أهلكم البغى والحسد إن الحسد يطفئ نور الحسنات والبغى يصدق ذلك أو يكذبه والعين تزني والكف والقدم واليد واللسان والفرج يصدق ذلك أو يكذبه . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن عبدالرحمن بن أبى العميا وهو ثقة . وعن الشعبى (إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا) فذكر ابني صوريا حين أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهما بالذى أنزل التوراة على موسى والذى فلق البحر والذى أنزل عليكم المن والسلوى أنتم أعلم قالا قد نحلنا قومنا ذلك قال فقال أحدهما ينا شدنا بمثل هذه قال تجدونن النظر زنية والاعتناق زنية والقبل زنية فذكره . رواه أبو يعلى وهو مرسل ورجاله ثقات . وعن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السحاق بين النساء زنا بينهن . رواه الطبراني ورواه أبو يعلى ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سحاق النساء بينهن زنا ، ورجاله ثقات .
[ 257 ]
* (باب في أولاد الزنا) * عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو شر الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه يعنى ولد الزنا . رواه أحمد عن أسود بن عامر عن ابراهيم بن إسحاق عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة وإبراهيم بن إسحاق لم أعرفه (1) ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد الزنا شر الثلاثة إذا عمل بعمل أبويه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ ومندل وثق وفيه ضعف . وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال أمتى بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا فأوشك أن يعمهم الله بعذاب . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وقال لا تزال أمتى بخير متماسك أمرها ما لم يظهر ، وفيه محمد بن عبدالرحمن بن لبيبة وثقة ابن حبان وضعفه ابن معين ، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالسماع فالحديث صحيح أو حسن . وعن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لايدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا منان ولا ولد زنية - قلت رواه النسائي غير قوله ولا ولد زنية - رواه أحمد والطبراني وفيه جابان وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايدخل ولد الزنا الجنة ولا شئ من نسله إلى سبعة آباء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسين بن إدريس وهو ضعيف . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولد الزنا ليس عليه من اثم أبويه شئ ثم قرأ (ولا تزر وازرة وزر أخرى) رواه الطبراني في الاوسط وفيه جعفر بن محمد بن جعفر المدائني ولم أعرفه . وعن أبى الوليد القرشى قال كنت عند بلال بن أبى بردة فجاء رجل من عبدالقيس فقال أصلح الله الامير إن أهل الطف لا يؤدون زكاة أموالهم فقال وما كان قال قد علمت ذلك فأخبرت الامير فقال ممن أنت فقال من عبد القيس فقال ما اسمك قال فلان بن فلان فكتب إلى صاحب شرطته فقال ابعث (1) هو ابراهيم أبو اسحق واسم ابيه اسحق وقيل الفضل وهو ضعيف . حاشية الاصل (17 - سادس مجمع الزوائد)
[ 258 ]
إلى عبدالقيس فسل عن فلان بن ففلان كيف حسبه فيهم فرجع الرسول فقال وجدته يغمز في حسبه فقال الله اكبر حدثنى أبى عن جدى أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغى على الناس إلا ولد بغى وإلا من فيه عرق منه ، وقال أبو الوليد لا يسعى بدل لا يبغى . رواه الطبراني وأبو الوليد القرشى لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (1) * (باب حرمة نساء المجاهدين) * عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد غيور وأنا أغير منه والله أغير منى قال رجل على أي شئ يغار الله قال على رجل مجاهد في سبيل الله يخالف إلى أهله . رواه أحمد في حديث طويل في التفسير في سورة النور (2) وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف . وعن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم ونساء الغزاة . رواه البزار وفيه سعيد بن زربى وهو ضعيف . وعن أبى قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قعد على فراش مغنية قيض الله له ثعبانا يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن عبدالله بن عمرو رفع الحديث قال مثل الذى يجلس على فراش المغنية مثل الذى نهشه أسود من أساود يوم القيامة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . * (باب في الحد يثبت عند الامام فيشفع فيه) * عن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعافى الناس بينهم في الحدود ما لم ترفع إلى الحكام فإذا رفعت إلى الحكام حكم بينهم بكتاب الله . رواه أبو يعلى وفيه العباس بن الفضل الانصاري وهو ضعيف . وعن محمد بن يزيد بن ركانة أن خالته أخت مسعود بن العجما حدثته أن أباها قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المخزومية التى سرقت قطيفة نقدتها بأربعين أوقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان تطهر خير لها فأمر بها فقطعت يدها وهى من بنى عبد الاشهل أو من بنى أسد - قلت رواه ابن ماجه عنها عن أبيها وهذا عنها نفسها (1) هنا في هامش الاصل : بلغ مقابلة مع الشيخ . . (؟) \ \ \ (2) في الجزء السابع .
[ 259 ]
والله أعلم - رواه أحمد وفيه محمد بن إسحق وهو مدلس . وعن أم سلمة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التى سرقت قالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلموه في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هلك الذين من قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد وايم الله لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها . رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن عمر بن قيس الماصر إلا عمرو بن أبى قيس الرازي وخالفه أصحاب الزهري فقالوا عن الزهري عن عروة عن عائشة ، قلت ورجال الطبراني ثقات . وعن عروة بن الزبير عن أبيه قال لققى الزبير سارقا فشفع فيه فقيل له حتى تبلغه الامام فقال إذا بلغ الامام فلعن الله الشافع والمشفع كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه أبو غزية محمد بن موسى الانصاري ضعفه أبو حاتم وغيره ووثقه الحاكم ، وعبد الرحمن بن أبى الزناد ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في ملكه ، وقد تقدم في الاحكام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه رجاء بن صبح صاحب السقط ضعفه ابن معين وغيره ووثقه ابن حبان . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن جعفر المدينى وهو متروك . وعن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله لم يزل في سخط الله حتى ينزع ، وهو بتمامه في الاحكام . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أبى مطر قال رأيت عليا أتى برجل فقالوا إنه قد سرق جملا فقال ما أراك سرقت قال بلى قال فلعله شبه لك قال بلى قد سرقت قال اذهب به يا قنبر فشد أصابعه وأوقد النار وادع الجزار يقطعه ثم انتظر حتى أجئ فلما جاء قال له سرقت قال لافتركه قالوا له يا أمير المؤمنين لم تركته وقد أقر لك قال أخذته بقوله وأتركه بقوله ثم قال على أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد سرق فأمر بقطعه ثم بكى فقيل يا رسول الله ولم تبكى قال فكيف لا أبكى وأمتى نقطع بين أظهركم قالوا يا رسول الله أفلا عفوت عنه قال
[ 260 ]
ذاك سلطان سوء الذى يعفو عن الحدود ولكن تعافوا بينكم . رواه أبو يعلى وأبو مطر لم أعرفه ولكن الراوى عنه . * (باب فيمن سب نبيا أو غيره) * عن على يعنى ابن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب الانبياء قتل ومن سب أصحابي جلد . رواه الطبراني في الصغير والاوسط عن شيخه عبيدالله بن محمد العمرى رماه النسائي بالكذب . وعن كعب بن علقمة أن عرفة بن الحارث وكانت له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبى جهل باليمن في الردة مر به نصراني من أهل مصر يقال له البندقون فدعاه إلى الاسلام فذكر النصراني النبي صلى الله عليه وسلم فتناوله فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص فأرسل إليهم فقال قد أعطيناهم العهد فقال عرفة معاذ الله أن تكون العهود والمواثيق على أن يؤذونا في الله ورسوله إنما أعطيناهم على أن يخلى بيننا وبينهم وبين كنائسهم فيقولون فيها ما بدالهم وأن لانحملهم مالا طاقة لهم به وأن نقاتل من ورائهم ويخلى بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتونا فنحكم بينهم بما أنزل الله فقال عمرو بن العاص صدقت . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمير بن أمية أنه كانت له أخت فكان إذا خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم آذته فيه وشتمت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مشركة فاشتمل لها يوما على السيف ثم أتاها فوضعه عليها فقتلها فقام بنوها فصاحوا وقالوا قد علمنا من قتلها أفتقتل أمنا وهؤلاء قوم لهم آباء وأمهات مشركون فلما خاف عمير أن يقتلوا غير قاتلها ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أقتلت أختك قال نعم قال ولم قال إنها كانت تؤذيني فيك فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بنيها فسألهم فسموا غير قاتلها فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأهدر دمها . رواه الطبراني عن تابعيين أحدهما ثقة ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيمن كفر بعد إسلامه) * (نعوذ بالله من ذلك وهل يستتاب وكم يستتاب) * عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أبغض الخلق إلى الله عزوجل
[ 261 ]
لمن آمن ثم كفر . رواه الطبراني وفيه صدقة بن عبدالله السمين وثقه أبو حاتم وجماعة وضعفه غيرهم ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بدل دينه فاقتلوه . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو بكر الهذلى وهو ضعيف . وعن معاوية بن حيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته ان هذه القرية يعنى المدينة لا يصلح فيها قبلتان فأيما نصراني أسلم ثم تنصر فاضربوا عنقه . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أبى موسى ومعاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهما إلى اليمن وأمرهما أن يعلما الناس القرآن قال فجاء معاذ إلى أبى موسى يزوره فإذا عنده رجل موثق بالحديد فقال يا أخى أو بعثنا نعذب الناس إنما بعثنا نعلمهم دينهم ونأمرهم بما ينفعهم فقال إنه أسلم ثم كفر فقال والذى بعث محمدا بالحق لا أبرح حتى أحرقه بالنار فقال أبو موسى إن لنا عنده بقية فقال والله لا أبرح أبدا قال فأتى بحطب فألهب فيه النار وكتفه وطرحه - قلت لهما في الصحيح غير هذا الحديث - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن قيس بن أبى حازم قال جاء رجل إلى ابن مسعود فقال إنى مررت بمسجد من مساجد بنى حنيفة فسمعتهم يقرؤن شيئا لم ينزله الله الطاحنات طحنا الخابزات خبزا والعاجنات عجنا اللاقمات لقما قال فقدم ابن مسعود ابن النواحة امامهم فقتله واستكثر البقية فقال لا احراهم اليوم الشيطان سيروهم إلى الشام حتى يرزقهم الله توبة أو يفنيهم الطاعون وذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن القاسم قال أتى عبدالله يعنى ابن مسعود فقيل له يا أبا عبدالرحمن إن ههنا أناسا يقرؤن قراءة مسيلمة فرده عبدالله فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم أتاه فقال والذى أحلف به يا أبا عبدالرحمن لقد تركتهم الآن في دار وإن ذلك لعندهم فأمر قرظة بن كعب فسار بالناس
[ 262 ]
معه فقال ائت بهم فلما أتى بهم قال ما هذا بعد ما استفاض الاسلام فقالوا يا أبا عبدالرحمن نستغفر الله ونتوب إليه ونشهد أن مسيلمة هو الكذاب المفترى على الله ورسوله قال فاستتابهم عبدالله وسيرهم إلى الشام وإنهم لقريب من ثمانين رجلا وأبى ابن النواحة أن يتوب فأمر به قرظة بن كعب فأخرجه إلى السوق فضرب عنقه وأمر أن يأخذ رأسه فيلقيه في حجر أمه ، قال عبدالرحمن بن عبدالله فلقيت شيخا منهم كبيرا بعد ذلك بالشام فقال لى رحم الله أباك والله لو قتلنا يومئذ لدخلنا النار كلنا . رواه الطبراني وهو منقطع الاسناد بين القاسم وجده عبدالله (1) . وعن سويد بن غفلة أن عليا بلغه أن قوما بالبصرة ارتدوا عن الاسلام فبعث إليهم فأمال عليهم الطعام جمعتين ثم دعاهم إلى الاسلام فأبوا فخفر عليهم حفيرة ثم قام عليها فقال لاملانك شحما ولحما ثم أتى بهم فضرب أعناقهم وألقاهم في الحفيرة ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال صدق الله ورسوله ، قال سويد بن غفلة فلما انصرف اتبعته فقلت سمعتك تقول صدق الله ورسوله فقال ويحك إن حولي قوما جهالا ولكني إذا سمعتني أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلان أخر من السماء أحب إلى من أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن زياد اللؤلؤي وهو متروك . وعن أنس بن مالك قال ارتد نبهان ثلاث مرات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أمكنى من نبهان في عنقه حبل أسود فالتفت فإذا هو بنبهان قد أخذ فجعل في عنقه حبل أسود فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف بيمينه والحبل بشماله ليقتله فقال رجل من الانصار يا رسول الله لو أمطت عنك قال وتدفع السيف إلى رجل فقال اذهب فاضرب عنقه فانطلق به فضحك نبهان فقال أتقتلون رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فخلى عنه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات إلا ان محمد بن المرزبان شيخ الطبراني لم أره في الميزان ولا غيره . وعن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استتاب رجلا ارتد عن الاسلام أربع مرات . رواه أبو يعلى وفيه المعلى بن هلال وقد أجمعوا على (1) بل في آخره ما يدل على أن القاسم سمعه من أبيه عن جده - كما في هامش الاصل .
[ 263 ]
ضعفه بالكذب . وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خالف دينه دين الاسلام فاضربوا عنقه وقال إن شهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله فلا سبيل عليه إلا أن يأتي شيئا فيقام عليه حده . رواه الطبراني وفيه الحكم بن أبان وهو ضعيف . وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين أرسله إلى اليمن أيما رجل ارتد عن الاسلام فادعه فان تاب فاقبل منه وإن لم يتب فاضرب عنقه . وأيما امرأة ارتدت عن الاسلام فادعها فان تابت فاقبل منها وإن أبت فاستبها . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم قال مكحول عن ابن لابي طلحة اليعمرى ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر قال كنا نقول ما لمن افتتن توبة إذا ترك دينه بعد إسلامه ومعرفته فأنزل الله فيهم (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب الهجرة . رواه الطبراني وفيه محمد بن إسحق وهو مدلس . * (باب الاحصان) * عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاحصان إحصانان إحصان عفاف واحصان نكاح . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه مبشر بن عبيد وهو متروك . * (باب إقامة الحدود) * عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم من إمام عادل خير من عبادة ستين سنة وحد يقام في الارض بحقه أزكى من مطر أربعين صباحا . رواه الطبراني في الاوسط وقال لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الاسناد ، وفيه زريق بن السخت ولم أعرفه . * (باب نزول الحدود وما كان قبل ذلك) * عن ابن عباس في قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) قال كن يحبسن في البيوت فإذا ماتت ماتت وان ععاشت عاشت حتى نزلت هذه الآية في النور (الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) ونزلت سورة الحدود فمن عمل شيأ جلد وأرسل . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله بن محمد بن
[ 264 ]
سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف ويأتى حديث ابن عباس في سورة النور (1) . وعن عبادة بن الصامت رحمه الله قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) إلى آخر الآية ففعل ذلك بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ونحن حوله وكان إذا أنزل عليه الوحى أعرضنا عنه وتربد وجهه (2) وكرب لذلك فلما رفع عنه الوحى قال خذوا عنى قلنا نعم يا رسول الله قال قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة والثيب بالثيب جلد مائة ثم الرجم ، قال الحسن فلا أدرى أمن الحديث هو أم لاقال فان شهدوا انهما وجدا في لحاف لا يشهدون على جماع خالطها به جلدوا مائة وجزت رؤوسهما - قلت في الصحيح بعضه - رواه عبدالله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن قبيصة بن حريث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عنى خذوا عنى قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجج . رواه أحمد وفيه الفضل بن دلهم وهو ثقة ولكنه أخطأ في هذا الحديث كما ذكر . وعن أنس بن مالك قال رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وأمرهما سنة . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال لما نزلت آية الرجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه وكان إذا نزل عليه الوحى أخذه كهيئة السباب فلما انقضى الوحى استوى جالسا فقال إن الله عزوجل جعل لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد مائة والرجم والبكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة فقال أناس لسعد بن عبادة يا أبا ثابت قد نزلت الحدود أرأيتك لو أنك وجدت مع امرأتك رجلا كيف كنت صانعا قال كنت أضربه بالسيف حتى يسكنا فأنا أذهب فأجمع أربعة فالى ذلك قد قضى الخائب حاجته فأنطلق ثم أجئ فأقول رأيت فلانا فعل كذا وكذا فيجلدوني ولا يقبلون لى شهادة أبدا فضحك القوم واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله إنه أشهد الناس غيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالسيف شاهدا ثم قال لولا انى أخاف أن يتتابع فيه السكران والغيران فقالوا يا رسول الله إنه أشد الناس غيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فيى الجزء السابع . (2) أي تغير ، وفى رواية (اربد) .
[ 265 ]
هو شديد الغيرة وأنا أغير منه والله أشد غيرة منى ولذلك جعل الحدود - قلت في الصحيح طرف من أوله - رواه الطبراني وفيه الفضل بن دلهم وهو ثقة وأنكر عليه هذا الحديث من هذه الطريق فقط ، وبقية رجاله ثقات . ويأتى حديث سعد بن عبادة في سورة النور (1) . وعن العجماء قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ والشيخة إذا زنيا فاجلدوهما البتة بما قضيا من اللذة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود في البكر يزنى بالبكر يجلدان مائة جلدة وينفيان سنة . رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه ضعف . * (باب هل تكفر الحدود الذنوب أم لا) * عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدرى الحدود كفارات أم لا . رواه البزار باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة . وعن خزيمة بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما عبد أصاب شيئا مما نهى الله عنه ثم أقيم عليه حده كففر عنه ذلك الذنب ، وفى رواية من أصاب ذنبا وأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته . رواه الطبراني وأحمد بنحوه وفيه راو لم يسم وهو ابن خزيمة ، وبقية رجاله ثقات ، ورواه موقوفا أيضا . وعن خزيمة بن معمر الانصاري قال رجمت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس حبط عملها فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال هو كفارة ذنوبها وتحشر على ما سوى ذلك . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عوقب رجل على ذنب إلا جعله الله كفارة لما أصاب من ذلك الذنب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ياسين الزيات وهو متروك . وعن أبى تميمة الهجيمى قال بينا أنا في حائط (2) من حيطان المدينة إذ بصرت بامرأة فلم يكن لى هم غيرها حتى حاذتنى ثم أتبعتها بصرى حتى حاذيت الحائط فالتفت فأصاب وجهى الحائط فأدماني فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال إن الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا عجل له عقوبة ذنبه في الدنيا وربنا تبارك وتعالى أكرم من أن يعاقب على ذنب مرتين . رواه الطبراني في الاوسط (1) في الجزء السابع . \ \ \ (2) أي بستان .
[ 266 ]
وفيه هشام بن لاحق ترك أحمد حديثه وضعفه ابن حبان وقال الذهبي قواه النسائي . ولهذا الحديث طرق في مواضعها . * (باب كفارات الذنوب بالقتل) * عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل الرجل صبرا كفارة لما قبله من الذنوب . رواه البزار وفيه صالح بن موسى بن طلحة وهو متروك . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل الصبر (1) لا يمر بذنب إلا محاه . رواه البزار وقال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود في الذى يصيب الحدود ثم يقتل عمدا قال إذا جاء القتل محى كل شئ . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن الحسن قال كان زياد يتبع شيعة على فيقتلهم فبغ ذلك الحسن بن على فقال اللهم تفرد بموته فان القتل كفارة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب اعتراف الزانى ورجم المحصن) * عن أبى بكر يعنى الصديق قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء ماعز بن مالك فاعترف عنده مرة فرده ثم جاء فاعترف عند ، الثانية فرده ثم جاء فاعترف الثالثة فرده فقلت له إنك إن اعترفت الرابعة رجمك قال فاعترف الرابعة فحبسه ثم سأل عنه قالوا ما نعلم إلا خيرا قال فأمر برجمه . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ولفظه ان النبي صلى الله عليه وسلم رد ماعزا أربع مرات ثم أمر برجمه ، والطبراني في الاوسط إلا انه قال ثلاث مرات ، وفى أسانيدهم كلها جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف . وعن أبى ذر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأتاه رجل فقال ان الآخر زنى فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم كئيبا حزينا فسرنا حتى نزلنا منزلا فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر ألم تر إلى صاحبكم قد غفر له وأدخل الجنة . رواه أحمد والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس . وعن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة أتاه رجل من (1) هو أن يوثق ثم يرمى حتى يموت .
[ 267 ]
بنى ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة يتخطى الناس حتى اقترب إليه فقال يا رسول الله أقم على الحد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجلس فجلس ثم قام في الثالثة فقال مثل ذلك فقال وما حدك قال أتيت امرأة حراما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه فيهم على بن أبى طالب والعباس وزيد بن حارثة وعثمان بن عفان انطلقوا به فاجلدوه مائة جلدة ولم يكن الليثى تزوج فقالوا يا رسول الله ألا تجلد التى خبث بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتونى به مجلودا فلما أتى به قال النبي صلى الله عليه وسلم من صاحبتك قال فلانة امرأة من بنى بكر فأتى بها فسألها فقالت كذب والله ما أعرفه وإنى مما قال لبريئة الله على ما أقول من الشاهدين فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد على انك خبثت بها فانها تنكر فان كان لك شهداء جلدتها حدا وإلا جلدناك حد الفرية فقال يا رسول الله مالى من يشهد فأمر به فجلد حد الفرية ثمانين - قلت رواه أبو داود وغيره باختصار - رواه أبو يعلى والطبراني وفيه القاسم بن فياض وثقه أبو داود وضعفه ابن معين ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد العزيز بن عبدالله بن عمرو القرشى قال حدثنى من شهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمر برجم رجل بين مكة والمدينة فلما أصابته الحجارة فر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال فهلا تركتموه . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اعترف الرجل بالزنا فأضربه (1) الرجم فهرب ترك - قلت له عند الترمذي في قصة ما عز فهلا تركتموه - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير حميد الكندى وهو ثقة . وعن جابر بن سمرة قال جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى قد زنيت فأعرض بوجهه ثم جاءه من قبل وجهه فأعرض عنه ثم جاءه الثالثة فأعرض عنه ثم جاءه الرابعة فلما قال له ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه قوموا إلى صاحبكم فان كان صحيحا فارجموه فسئل عنه فوجد صحيحا فرجم فلما أصابته الحجارة حاضرهم وتلقاه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلحى جمل فضربه به فقتله فقال أصحاب رسول الله (1) هنا في هامش الاصل : في أصل المصنف (فأمر به) وعلى الحاشية بخطه (لعله فأضربه والله أعلم) .
[ 268 ]
صلى الله عليه وسلم إلى النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إنه قد تاب توبة لوتابها أمة من الامم لقبل منهم - قلت لسمرة حديث في الصحيح بغير سياقه - رواه البزار عن شيخه صفوان بن المغلس ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن سهل بن سعد قال شهدت ماعزا حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجمه فعدا فاتبعه الناس يرجمونه حتى لقيه عمر بالجبانة فضربه بلحى بعير فقتله . رواه الطبراني وفيه أبو بكر ابن أبى سبرة وهو كذاب . وعن أبى برزة قال رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعز ابن مالك . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن في بطني حدثا فأقم على الحد فقال إنا لا نقتل ما في بطنك فانطلقت فلما وضعت جاءت فقالت قد وضعت فقال اذهبي فارضعيه حتى تفطميه فلما فطمته جاءت فقالت قد فطمته يا رسول الله قال انطلقي فاكفليه فانطلقت فجاءت هي وأختها تمشيان فعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم من صبرها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجمها ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل انطلق فإذا وضعت في حفرتها فقم بين يديها حتى تكون نصب عينيها فأسر إليها وأمر رجلا فقال انطلق إلى حجر عظيم فائتها من خلفها فارمها فاشدخها (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن أنس بن مالك أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنها قد زنت وكانت حاملا فقال انطلقي حتى تضعى حملك ولو لم ترجع لم يرسل إليها فوضعت حملها ثم أتته فقال انطلقي حتى تفطمي ولدك فأتته ولو لم تأته لم يرسل إليها فجاءت بعد ما فطمته فرجمها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحرث بن نبهان وهو متروك . وعن أنس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فاعترفت بالزنا وكانت حاملا فأخرجها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعت ثم أمر فسكت عليها ثيابها ثم أمر يرجمها ثم صلى عليها فقال له رجل أتصلى عليها وقد زنت ورجمتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو تابها سبعون من المدينة لقبل منهم هل وجدت أفضل أن جادت بنفسها . رواه الطبراني في الصغير والاوسط عن شيخه على بن أحمد بن النضر ضعفه الدار قطني وقال أحمد بن كامل القاضى (1) الشدخ : الكسر .
[ 269 ]
لاأعلمه ذم في الحديث ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم امرأة فأمرني أن أحفر لها فففرت لها إلى سرتى . رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف * (باب من أتى ذات محرم) * عن صالح بن راشد القرشى قال أتى الجاج بن يوسف برجل اغتصب اخته نفسها فقال احبسوه واسألوا من ههنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوا عبدالله بن أبى مطرف فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تخطى الحرمتين الاثنتين فخطوا وسطه بالسيف قال وكتبوا إلى عبدالله بن عباس فكتب إليهم بمثل قول عبدالله بن أبى مطرف . رواه الطبراني وفيه رفدة بن قضاعة وثقه هشام بن عمار وضعفه الجمهور ، وبقية رجال ثقات . وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى رجل تزوج امرأة ابنه أن يقتله - قلت هو في السنن من حديث البراء عن عمه وعنه عن خاله وعنه عن فوارس - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبى الجهم وهو ثقة . ورواه أبو يعلى وقال تضرب عنقه ويأتى برأسه . وعن مطرف قال أتوا قبة فاستخرجوا منها رجلا فقتلوه قال قلت ماهذا قالوا هذا رجل دخل بأم امرأته فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلوه . هكذا رواه أحمد منقطع اللسناد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايدخل الجنة من أتى ذات محرم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن حسان الكوفى وهو ثقة . وعن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لايدخل الجنة من أتى ذات محرم . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه على بن سعيد قال الدار قطني ليس بذاك وقال الذهبي كان من الحفاظ الرحالين ، وعبد العزيز بن عيسى لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيمن أتى جارية امرأته) * عن معبد وعبيد ابني عمران بن دهل قالا أتى ابن مسعود برجل فقال إنى زنيت قال إذا نرجمك ان كنت أحصنت قالوا انما أتى جارية امرأته فقال
[ 270 ]
عبدالله ان كنت استكرهتها فاعتقها واعط امرأتك جارية مكانها فقال والله لقد استكرهها وضربتها فلم يرجمه وأمر به فضرب دون الحد . رواه الطبراني وعبيد ومعبد لم أعرفهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الشعبى أن ابن مسعود كان لا يرى عليه حدا ولا عقدا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا أن الشعبى لم يسمع من ابن مسعود . * (باب في المملوك يزنى) * عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس على الامة حد حتى تحصن فإذا أحصنت بزوج فعليها نصف ما على المحصنات . رواه الطبراني باسنادين غير عبدالله ابن عمران وهو ثقة . وعن ابراهيم أن معقل بن مقرن المزني جاء إلى عبدالله فقال ان جارية له زنت فقال اجلدها خمسين قال ليس لها زوج قال اسلامها احصانها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح الا ان ابراهيم لم يلق ابن مسعود . * (باب فيمن در أالحد عن امرأة استكرهت) * عن أبى جحيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم در أالحد عن امرأة استكرهت . رواه الطبراني وفيه الحجاج بن ارطاة وهو مدلس . وعن عبد الكريم قال نبئت عن على وابن مسعود في البكر تستكره على نففسها ان للبكر مثل صداق احدى نسائها وللثيب مثل صداق مثلها . رواه الطبراني وهو منقطع الاسناد ورجاله ثقات إلى عبد الكريم . وعن عبد الكريم أن عليا وابن مسعود قالا في الامة تستكره إن كانت بكرا فعشر ثمنها وإن كانت ثيبا فنصف عشر ثمنها . رواه الطبراني باسناد الذى قبله وهو منقطع . * (باب فيمن وجد مع أجنبية في لحاف) * عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود قال أتى عبدالله بن مسعود برجل وجد مع امرأة في لحاف فضرب كل واحد منهما أربعين سوطا وأقامهما للناس فذهب أهل المرأة وأهل الرجل فشكوا ذلك إلى عمر بن الخطاب فقال عمر لابن مسعود ما يقول هؤلاء قال قد فعلت ذلك قال أو رأيت ذلك قال نعم فقال نعم ما رأيت فقالوا أتيناه نستأذنه فإذا هو يسأله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
[ 271 ]
* (باب رجم أهل الكتاب) * عن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجم اليهودي واليهودية عند باب المسجد فلما وجد اليهودي مس الحجارة قام على صاحبته فحنى عليها يقيها الحجارة حتى قتلا جميعا فكان مما صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في تحقيق الزنا منهما . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بيهودي ويهودية قد أحصنا فسألوه أن يحكم بينهما بالرجم فرجمهما في فناء المسجد ، ورجال أحمد ثقات ، وقد صرح ابن إسحق بالسماع في رواية أحمد . وعن إبن عباس أن رهطا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا معهم بامرأة فقالوا يا محمد ما أنزل عليك في الزنا فقال اذهبوا فائتوني برجلين من علماء بنى اسرائيل فذهبوا فأتوه برجلين أحدهما شاب فصيح والآخر شيخ قد سقط حاجبه على عينيه حتى يرفعهما بعصابة فقال أنشد كما الله لما أخبرتمونا بما أنزل الله على موسى في الزانى فقال نشدتنا بعظيم وإنا نخبرك ان الله تعالى أنزل على موسى في الزانى الرجم وانا كنا قوما شيبة وكان نساؤنا حسنة وجوههن وإن ذلك كثر فينا فلم نقم له فصرنا نجلد والتعيير فقال اذهبوا بصاحبتكم فإذا وضعت ما في بطنها فارجموها . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وله طريق في سورة المائدة . وعن عبدالله بن الحرث بن جزء أن اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي ويهودية قد زنيا وقد أحصنا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما ، قال عبدالله بن الحرث فكنت فيمن رجمهما . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وقال فيه لا يروى عن ابن عباس الا بهذا الاسناد ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر قال جاءت اليهود برجل منهم وامرأة زنيا فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم ائتونى بأعلم رجلين فيكم فأتوه بابنى صوريا فقال أنتما أعلم من وراءكما فقالا كذلك يزعمون فناشدهما بالله الذى أنزل التوراة على موسى صلى الله عليه وسلم كيف تجدون أمر هذين في توراة الله تعالى قالا نجد في التوراة إذا وجد الرجل مع المرأة في بيت فهى ريبة فيها عقوبة وإذا وجد في ثوبها أو على بطنها فهى ريبة فيها عقوبة فإذا شهد أربعة انهم نظروا إليه
[ 272 ]
مثل الميل في المكحلة رجموه فقال ما يمنعكم أن ترجموهما فقالا ذهب سلطاننا فكرهنا القتل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهود فشهدوا فأمر برجمهما - قلت رواه أبو داود وغيره باختصار - رواه البزار من طريق مجالد عن الشعبى عن جابر وقد صححها ابن عدى . * (باب ما جاء في اللواط) * عن جابر قال سمعت سالم بن عبدالله وأبان بن عثمان وزيد بن حسن يذكرون أن عثمان بن عفان رضى الله عنه أتى برجل قد فجر بغلام من قريش معروف النسب فقال عثمان ويحكم أبن الشهود أحصن قالوا تزوج بامرأة ولم يدخل بها فقال على لعثمان رضى الله عنهما لو دخل بها لحل عليه الرجم فأما إذ (1) لم يدخل بأهله فاجلده الحد فقال أبو أيوب أشهد انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذى ذكر أبو الحسن فأمر به عثمان رضى الله عنه فجلد ماتة . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وقد صرح بالسماع وفيه من لم أعرفه . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لاتقبل لهم شهادة أن لا إله الا الله الراكب والمركوب والراكبة والمركوبة والامام الجائر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن راشد المدنى الحارثى وهو كذاب . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سمواته وردد اللعنة على واحد منهم ثلاثا ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه فقال ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من عمل عمل قوم لوط ملعون من ذبح لغير الله ملعون من أتى شيئا من البهائم ملعون من عق والديه ملعون من جمع بين امرأة وابنتها ملعون من غير حدود الارض ملعون من ادعى إلى غير مواليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محرز بن هرون ويقال محرر وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديث ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله قلت من هم يا رسول الله قال المتشبهون من (1) في الاصل (إذا) .
[ 273 ]
الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذى يأتي البهيمة والذى يأتي الرجال . رواه الطبراني في الاوسط من طريق محمد بن سلام الخزاعى عن أبيه قال البخاري لا يتابع على حديثه هذا . * (باب في المخنثين) * عن أبى سعيد الخدرى أي مخنثا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مخضوب اليدين والرجلين فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بخفقونه بنعالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم احذروا هذا وأصحابه على نسائكم فقالوا أفلا نقتله يا رسول الله قال لا إنى نهيت عن قتل المصلين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الخصيب بن جحدر وهو كذاب . قلت وفى كتاب الادب أحاديث من هذا الباب . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المخنثين وقال اخرجوهم من بيوتكم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حماد بن عبدالرحمن الكلبى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن عشرة الواشمة والموشومة والسالخة وجهها والواصلة والموصولة وآكل الربا وشاهده ومانع الصدقة والرجل المتشبه بالنساء والمرأة المتشبهة بالرجال ، قلت هو في الصحيح باختصار المتشبهين والمتشبهات والسالخة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعد بن طريق وهو ضعيف . * (باب فيمن أتى بهيمة) * عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوها معه . رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . * (باب ما جاء في السرقة ومالا قطع فيه) * عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقطع فيما دون عشرة دراهم . رواه أحمد وفيه نصر بن باب ضعفه الجمهور وقال أحمد ما كان به بأس . وعن عراك أنه سمع مروان بالموسم يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع في مجن والبعير أفضل من المجن . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود قال لا تقطع اليد إلا في دينار أو عشرة دراهم . رواه الطبراني وهو موقوف والقاسم أبو عبد الرحمن ضعيف وقد (18 - سادس مجمع الزوائد)
[ 274 ]
وثق . وعن زحر بن ربيعة أن عبدالله بن مسعود أخبرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القطع في دينار أو عشرة دراهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكونى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاقطع إلا في عشرة دراهم . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده ضعيف . وعن أم أيمن قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع السارق إلا في حجفة (1) وقومت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا أو عشرة دراهم . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبدالحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه خمسة دراهم - قلت رواه ابن ماجه غير قوله خمسة دراهم - رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو واقد الصغير قال أحمد ما أرى به بأسا وضعفه الجمهور . وعن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في بيضة من حديد قيمتها أحد وعشرون درهما . رواه البزار وفيه المختار بن نافع وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله أن جارية سرقت زكرة (2) من خمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تبلغ ثلاثة دراهم فلم يقطعها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وقال كان هذا قبل تحريم الخمر ، والله أعلم ، وفيه أبوحومل قال الذهبي لايعرف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقطع في ماشية إلا ما وراء الزرب ولافى تمر إلا ما آوى الجرين (3) . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن سعيد بن أبى سعيد وهو متروك . وعن همام ابن الحرث أن ابن مقرن سأل عبدالله بن مسعود فقال يا أبا عبدالرحمن إنى حلفت أن لا أنام على فراش سنة فتلا عبدالله هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) كفر عن يمينك ونم على فراشك قال إنى موسر قال اعتق رقبة قال عبدى سرق شيئا من عندي قال مالك سرق بعضه من بعض أي لاقطع عليه قال أمتى زنت قال اجلدها قال إنها لم تحصن قال إسلامها إحصانها . رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا وغيره رجال الصحيح . وعن القاسم قال أتى عبدالله بجارية سرقت ولم تحصن فلم يقطعها . رواه الطبراني والقاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله (1) الحجفة والمجن والترس بمعنى . \ \ \ (2) أي زقا . \ \ \ (3) الجرين : موضع تجفيف التمر .
[ 275 ]
ابن مسعود لم يسمع من جده ولكن رجاله رجال الصحيح . وعن القاسم أيضا قال قدم عبدالله يعنى ابن مسعود وقد بنى سعد القصر واتخذ مسجدا في أصحاب النمر فكان يخرج إليه في الصلوات فلما ولى عبدالله بيت المال نقب بيت المال فأخذ الرجل فكتب عبدالله إلى عمر فكتب عمر أن لا تقطعه وانقل المسجد واجعل بيت المال مما يلى القبلة فانه لا يزال في المسجد من يصلى فنقله عبدالله وخط هذه الخطة وكان القصر الذى بنى سعد شاذروان كان الامام يقوم عليه فأمر به عبدالله فنقض حتى استوى مقام الامام مع الناس . رواه الطبراني والقاسم لم يسمع من جده ورجاله رجال الصحيح . وعن عصمة قال سرق مملوك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنه ثم رفع إليه الثانية وقد سرق فعفا عنه ثم رفع إليه الثالثة وقد سرق فعفا عنه ثم رفع إليه الرابعة وقد سرق فعفا عنه ثم رفع إليه الخامسة وقد سرق فقطع يده ثم رفع إليه السادسة وقد سرق فقطع رجله ثم رفع إليه السابعة وقد سرق فقطع يده ثم رفع إليه الثامنة وقد سرق فقطع رجله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بأربع . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن أبى ماجد يعنى الحنفي قال كنت قاعدا مع عبدالله قال إنى أذكر أول رجل قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بسارق فقطع يده فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قالوا يا رسول الله كأنك كرهت قطعه قال وما يمنعنى لا تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم إنه ينبغى للامام إذا انتهى إليه حد أن يقيمه إن الله عز وجل عفو يحب العفو وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم . رواه أحمد وفى رواية عنده أيضا قال فكأنما أسف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذر عليه رمادا ، وفى رواية أتى رجل ابن مسعود بابن أخ له فقال هذا ابن أخى وقد سرق فقال عبدالله لقد علمت أول حد كان في الاسلام امرأة سرقت فقطعت يدها فذكر نحوه . رواه كله أحمد وأبو يعلى باختصار المرأة ، وأبو ماجد الحنفي ضعيف . وعن أبى ماجد الحنفي قال جاء رجل بابن أخ له إلى عبدالله سكران فقال إنى وجدت هذا سكران فقال عبدالله ترتروه
[ 276 ]
مزمزوه (1) واستنكهوه قال فترتروه ومزمزوه واستنكهوه فوجد منه ريح الشراب فأمر به عبدالله إلى السجن ثم أخرجه من الغد ثم أمر بسوط فدقت ثمرته حتى اضت له محققة ثم قال للجلاد اجلده وارجع يدك واعط كل عضو حقه فضربه ضربا غير مبرح أوجعه وجعله في قبا وسراويل أو قميص وسراويل ثم قال بئس والله والى اليتيم ما أدبت فأحسنت الادب ولاسترت الخزية فقال يا أبا عبدالرحمن إنه ابن أخى أجد له من اللوعة ما أجد لولدي فقال عبدالله إن الله عزوجل يحب العفو ولا ينبغى لوال أن يؤتى بحد إلا أقامه ثم أنشأ يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول رجل من المسلمين قطع من الانصار أو في الانصار فقيل يا رسول الله هذا سرق فذكر نحو ما تقدم ، وأبو ماجد ضعيف . وعن عبدالله بن عمرو أن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بها الذين سرقتهم فقالوا يا رسول الله إن هذه المرأة سرقتنا قال قومها فنن نفديها يعنى أهلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطعوا يدها فقطعت يدها اليمنى فقالت المرأة هل لى من توبة يا رسول الله قال نعم أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك فأنزل الله تعالى في سورة المائدة (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح) إلى آخر الآية . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن صفوان بن أمية قدم المدينة فنام في المسجد ووضع خميصة له تحت رأسه فأتى سارق فسرقها فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به أن يقطع فقال صفوان يا رسول الله هي له قال فهلا قبل أن تأتيني به . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسارق قالوا سرق قال ما اخاله سرق قال بليل قد فعلت يا رسول الله قال اذهبوا به فاقطعوه ثم احسموه (2) ثم ائتونى به فذهب به فقطع ثم حسم ثم جئ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تب إلى الله فقال تبت إلى الله فقال تاب الله عليك أو اللهم تب عليه . رواه البزار عن شيخه أحمد بن أبان القرشى وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (1) أي حركوه تحريكا عنيفا لعله يصحو . \ \ \ (2) أي اقطعوا الدم بالكى .
[ 277 ]
* (باب فيمن يسرق بعد قطع رجليه ويديه) * عن محمد بن حاطب أو الحرث قال ذكر ابن الزبير فقال ظالما حرص (1) على الامارة قلت وما ذاك قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بلص فأمر بقتله فقيل إنه سرق فقال اقطعوه ثم جئ به بعد ذلك إلى أبى بكر وقد قطعت قوائمه فقال أبو بكر ما اخذ لك شيئا إلا ما قضى فيك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أمر بقتلك فانه كان أعلم بك فأمر بقتله أغيلمة من أبناء المهاجرين أنا فيهم فقال ابن الزبير أمروني عليكم فأمرناه علينا فانطلقا به إلى البقيع فقتلناه . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا انى لم أجد ليوسف بن يعقوب سماعا من أحد من الصحابة . * (باب ما جاء في الخلسة والنهبة) * وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب في الجهاد (2) . عن زيد بن خالد لجهنى أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخلسة والنهبة . رواه أحمد والطبراني ، وفى رواية عنده والمثلة بدل النهبة ، وفى إسناده رجل لم يسم . * (باب ما جاء في حد الخمر) * عن شرحبيل بن أوس وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد فاقتلوه . رواه أحمد والطبراني وفيه عمران بن محمد ويقال مخبر ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن يزيد بن أبى كبشة قال سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عبدالملك بن مروان في الخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الخمر ان شربها فاجلدوه ثم ان عاد فاجلدوه ثم ان عاد فاجلدوه ثم ان عاد في الرابعة فاقتلوه . رواه أحمد ويزيد بن أبى كبشة وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جرير يعنى ابن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاجلدوه ثم ان عاد فاجلدوه ثم إن عاد فاجلدوه فان عاد في الرابعة فاقتلوه . رواه الطبراني وفيه داود بن يزيد الاودى وهو ضعيف . وعن الشريد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم (1) في الاصل (حرص) . \ \ \ (2) في الجزء الخامس .
[ 278 ]
يقول إذا شرب أحدكم الخمر فاضربوه فان عاد فاضربوه ثم ان عاد فاضربوه ثم ان عاد الرابعة فاقتلوه . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن عتبة بن عروة بن مسعود الثقفى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فاجلدوه ثم ان شرب الخمر فاجلدده ثم ان شرب فاجلدوه ثم ان شرب الرابعة فاقتلوه قال فكان عبدالله يقول ائتونى برجل شرب الخمر ثلاث مرات فلكم على أن أضرب عنقه . رواه الطبراني من طرق ورجال هذه الطريق رجال الصحيح . وعن غضيف يعنى ابن الحارث قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا شرب الرجل الخمر فاجلدوه ثم ان عاد فاجلدوه ثم ان عاد فاجلدوه ثم ان عاد فاقتلوه . رواه الطبراني والبزار ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم حبيبة بنت أبى سفيان أن أناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهم الصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا ايا رسول الله ان لنا شرابا نصنعه من القمح والشعير قال فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه ثم لما أرادوا أن ينطلقوا سألوه عنه فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه قالوا فانهم لا يدعونه قال من لم يتركه فاضربوا عنقه . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بسكران فجلده الحد . رواه أحمد من رواية النجرانى عن ابن عمرو لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . ورواه أبو يعلى وزاد ثم قال ما شرابك قال زبيب وتمر . وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فاجلدوة فان عاد فاجلدوه فان عاد فاجلدوه فان عاد في الرابعة فاقتلوه قال فأتى بالنعيمان قد شرب في الرابعة فجلده ولم يقتله فكان ذلك ناسخا للقتل - قلت رواه الترمذي غير قوله فكان ناسخا للقتل وتسمية النعيمان - رواه البزار . وعن أزهر والد عبدالرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشارب وهو بحنين (1) فحثا في وجهه التراب ثم أمر أصحابه فضربوه بنعالهم وبما كان في أيديهم حتى قال لهم ارفعوا فرفعوا فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك سنته ثم جلد أبو بكر في الخمر أربعين ثم جلد عمر أربعين صدرا (1) في الاصل (بخيبر) وفى الحاشية (لعله بحنين) .
[ 279 ]
من امارته ثم جلد ثمانين في آخر خلافته ثم جلد عثمان اربعين ثم جلد معاوية ثمانين . رواه الطبراني من رواية أبى الطاهر بن السرح قال وجدت في كتاب خالي عن عقيل ، وخاله عبدالرحمن بن عبدالحميد بن سالم وهو ثقة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب بصقة خمر فاجلدوه ثمانين . رواه الطبراني وفيه حميد بن كريب ولم أعرفه . وعن عمران بن حصين جلد في الخمر بالجريد والنعال أربعين . رواه الطبراني وفيه عمرو بن عبيد وهو خبيث كذاب متروك . وعن أبى جعفر قال جلد على رجلا من قريش الحد في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان . رواه أبو يعلى وأبو جعفر لم يسمع من على . * (باب الاستنكاه) * عن بريدة قال جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرده ثم قال استنكهوه فاستنكهوه ثم رجم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى ماجد الحنفي قال جاء رجل بابن أخ له إلى عبدالله سكران فقال إنى وجدت هذا سكران فقال عبدالله ترتروه مزمزوه واستنكهوه فترتر ومزمز واستنكه فوجد منه ريح الشراب فأمر به عبدالله إلى السجن ثم أخرجه من الغد ثم أمر بسوط فدقت سمرته حتى أصت له محصة ثم قال للجلادا جلد وارجع يدك وأعط كل عضو حقه فضربه ضربا غير مبرح أوجعه وجعله في قبا وسراويل أو قميص وسراويل فذكر الحديث وقد تقدم في حد السرقة . رواه الطبراني وأبو ماجد ضعيف . * (باب حد القذف وما فيه من الوعيد) * عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة . رواه الطبراني والبزار وفيه ليث بن أبى سليم وهو ضعيف وقد يحسن حديثه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى اليسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة يا عائشة إن الله قد أنزل عذرك قالت بحمدالله لا بحمدك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند عائشة فبعث إلى عبدالله بن أبى فضربه حدين وبعث إلى
[ 280 ]
مسطح وحمنة فضربهم . رواه الطبراني وفيه اسماعيل بن يحيى التيمى وهو كذاب . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلدهم ثمانين ثمانين . رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبى وهو كذاب . وفى مناقب عائشة (1) حديث لابن عباس في جلدهم يوم القيامة . وعن عبدالله بن عمرو قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ولد المتلاعنين أنه يرث أمه وترثه أمه ومن قفاها به جلد ثمانين ومن دعاه ولد الزنا جلد ثمانين . رواه أحمد من طريق ابن اسحاق قال وذكر عمرو بن شعيب فان كان هذا تصريحا (2) بالسماع فرجاله ثقات إوالا فهى عنعنة ابن اسحاق هو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن القاسم قال قال عبدالله يعنى ابن مسعود لاحد إلا في اثنين أن تقذف محصنة أو ينفى رجل من أبيه . رواه الطبراني والقاسم لم يسمع من جده عبدالله ولكن رجاله ثقات . وعن أبى عثمان النهدي قال شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد على المغيرة بن شعبة أنهم نظروا إليه كما نظروا إلى المرود في المكحلة فجاء زياد فقال عمر جاء رجل لا يشهد إلا بحق فقال رأيت مجلسا ضحى ونهارا قال فجلدهم عمر الحد . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . * (باب فيمن قذف ذميا) * عن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قذف ذميا حد له يوم القيامة بسياط من نار فقلت لمكحول ما أشد ما يقال له قال يقال له يا ابن الكافر . رواه الطبراني وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك . * (باب ما جاء في الساحر) * عن ابن عمر أن جارية لحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم سحرتها فاعترفت به على نفسها فأمرت حفصة عبدالرحمن بن يزيد فقتلها فأنكر ذلك عليها عثمان فأتاه عبدالله فقال انها سحرتها واعترفت به فكأن عثمان أنكر عليها ما فعلت دون السلطان . رواه الطبراني من رواية اسماعيل بن عياش عن المدنيين وهى (1) في الجزء التاسع . \ \ \ (2) في الاصل (فصريح) .
[ 281 ]
ضعيفة ، وبقية رجاله ثقات . وعن زيد بن أرقم قال كان رجل يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فعقد له عقدا فجعله في بئر رجل من الانصار فأتاه ملكان يعودانه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما أتدرى ما وجعه قال فلان يدخل عليه عقد له عقدا فألقاه في بئر فلان الانصاري فلو أرسل إليه لوجد الماء اصفر قال فبعث رجلا فأخذ العقد فخلها فبرأ فكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر له شيئا منه ولم يعاتبه . وفى رواية قال سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال إن رجلا من اليهود سحرك عقد لك عقدا فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فاستخرجها فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة فذكر نحوه (1) - قلت رواه النسائي باختصار - رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح . وقد تقدمت قصة عائشة مع جاريتها في الطب . * (باب فيمن جلد حدا في غير حد) * عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلد حدا في غير حد فهو من المعتدين . رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسين الفضاض والوليد بن عثمان خال مسعر ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . * (باب التعزير بالكلام) * عن سعد قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ومعنا شئ من تمر فقال لى صفوان أطعمني هذا التمر فقال إنه تمر قليل ولست آمن أن يدعو به فإذا نزلوا أكلت معهم فقال أطعمني فقد أهلكني الجوع وذلك ما بلغ منه فأبيت ذلك عليه فعرفت الراحلة التى عليها التمر فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قولوا لصفوان فليذهب فلم يبت تتلك الليلة يطوف على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنى عليا رضى الله عنه فقال أين أذهب إلى الكفر فأتى على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال قولوا لصفوان فليلحق . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (1) يرجع في تحقيق المقام إلى الامهات من شروح الحديث .
[ 282 ]
* (باب لاتعزير على أهل المرؤة والكرام ونحوهما) * عن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاوزوا للسخى عن ذنبه فان الله عزوجل يأخذ بيده عند عثرته . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بشر بن عبيدالله الدارسى وهو ضعيف . وعن عبدالله أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيلوا ذوى الهيئات زلاتهم . رواه الطبراني عن محمد بن عاصم عن عبدالله بن محمد بن يزيد الرفاعي ولم أعرفهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجافوا عن عقوبة ذوى المرؤة الا في حد من حدود الله . قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في باب زيارة القبور . رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن كثير بن مروان الفهرى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجافوا عن ذنب السخى فان الله آخذ بيده كلما عثر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا الشاهد على الله أن لا يعثر عاقل الا رفعه الله حتى يجعل مصيره إلى الجنة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط واسناده حسن . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقيلوا الكرام عثراتهم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات (1) . * (باب النهى عن اقامة الحدود في المساجد) * عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاتقام الحدود في المساجد . رواه البزار وفيه الواقدي وهو ضعيف لتدليسه وقد صرح بالسماع وقد صرح بالتحديث . (1) في (كشف الخفا ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس للعجلونى) بسط الكلام على هذه الاحاديث .
[ 283 ]
* (كتاب الديات) * بسم الله الرحمن الرحيم * (باب المسلمون تكافأ دماؤهم) * عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يخذله يد على من سواهم تكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم . رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن ابراهيم بن نافع الا القاسم بن أبى الزناد ولم أجد لابي الزناد ابنا اسمه القاسم وانما اسمه ابو القاسم بن ابى الزناد والله أعلم . * (باب لا يجنى أحد على أحد ولا يؤخذ أحد بجريرة غيره) * عن سليم بن أسود عن رجل من بنى يربوع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك قال فقال له رجل يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلانا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لاتجنى نفس على أخرى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل كان قديما من بنى تميم كان في عهد عثمان رجلا يخبر عن أبيه أنه لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اكتب لى كتابا أن لا أوخذ بجريرة غيرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ذلك لكولكل مسلم . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لا ترتدوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض لا يؤخذ الرجل بجريرة اخيه ولا بجريرة أبيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن محصن وهو متروك . وعن عببدالله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ولا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه ولا بجريرة اخيه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن حصين بن أبى الحر أن أباه مالكا وعميه عبيدا وقيسا بنى الحسحاس (1) أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا (1) في الاصل (الخشخاش) .
[ 284 ]
إليه اغارة رجل من بنى عمهم على الناس فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمالك وعبيد انكم آمنون مسلمون بأمان على دمائكم وأموالكم لا تؤخذون بجريرة غيركم ولا تجنى عليكم إلا أيديكم . رواه الطبراني وهو مرسل ، وبقية رجاله ثقات . * (باب في جرمة دماء المسلمين) * عن أبى غادية قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة فقال يا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى يوم تلقون ربكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد ألا لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض . وفى رواية قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت بيمينك قال نعم وخطبنا يوم العقبة فذكر الحديث . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وله طرق في الفتن وتقدمت له طرق في الخطب في الحج وطرق في الفتن . * (باب فيمن حضر قتل مظلوم أو عقوبته) * عن خرشة بن الحر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشهدن أحدكم قتيلا لعله أن يكون قتل مظلوما فتصيبه السخطة . رواه أحمد والطبراني إلا انه قال فعسى أن يقتل مظلوما فنزل السخطة عليهم فتصيبه معهم ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجالهما رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايقفن أحدكم موقفا يقتل فيه رجل ظلما فان اللعنة تنزل على من حضره حيث لم يدفعوا عنه ولا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل ظلما فان اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه . رواه الطبراني وفيه أسد بن عطاء قال الازدي مجهول ، ومندل وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيمن أمنه أحد على دمه فقتله) * عن رفاعة القتبانى قال دخلت على المختار فألقى إلى وسادة وقال لولا أخى
[ 285 ]
جبريل قام عن هذه لالقيتها لك قال فأردت أن أضرب عنقه فذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما مؤمن أمن مؤمنا على دمه فقتله أنا من القاتل برئ - قلت روى له ابن ماجه من أمن رجلا على دمه فقتله فانه يحمل لواء غدر يوم القيامة - رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات . وعن عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أمن رجلا على دمه فقتله فانا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافرا . رواه الطبراني بأسانيد كثيرة وأحدها رجاله ثقات . وعن رفاعة أن صاحبا له قال لو انطلقنا إلى المختار بن أبى عبيد فانه يدعو إلى نصر أهل النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقنا فدخلنا عليه نهوى إليه في الخورنق وهو جالس فقال ألا أريكم سيفا فدعا بسيف في علاق عليه ثلاثة أسراج وانتضى السيف فجرى الخاتم إلى أدناه ثم رجع الخاتم فأخذه فجعله في أصبعه فقلت ساحر والله فأهويت إلى قائم السيف فذكرت كلمة سليمان بن مسهر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أمنك الرجل فلا تقتله . رواه الطبراني وقال هكذا رواه أبو مسهر عن سليمان بن مسلم وهو وهم والصواب ما رواه السدى وغيره عن رفاعة عن عمرو بن الحمق ورواه أيضا عبدالله بن ميسرة الحارثى (1) الواسطي عن أبى عكاشة عن رفاعة فوهم في اسناده وهو هذا الآتى . وعن أبى عكاشة أن رفاعة البجلى دخل على المختار بن أبى عبيد فقال له المختار انصرف عنى جبريل آنفا قال رفاعة فذكرت حديثا حدثنيه رفاعة بن صرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل أمن رجلا على دمه فلا يقتله قال رفاعة وقد كنت أمنته على دمه فلولا ذلك لحززت رأسه . رواه الطبراني وحكم على عبدالله بن ميسرة بالوهم فيه . وعن معاذ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أمن رجلا فقتله وجبت له النار وان كان المقتول كافرا . رواه الطبراني وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك . * (باب فيمن قتل غير قاتل وليه) * عن عمرو بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تولى غير مواليه فعليه (1) في الاصل (الحارى) ، وفى الخلاصة (الحرثى) .
[ 286 ]
لعنة الله وغضبه يوم القيامة لا يقبل الله منه صرفا ولاعدلا ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة لا يقبل الله منه صرفا ولاعدلا . رواه الطبراني وفيه كثير بن عبدالله والجمهور على تضعيفه وقد حسن الترمذي له حديثا . * (باب فيمن قاتل لعصبية) * عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قاتل تحت راية يقاتل عصبية أو ينصر عصبية فقتله جاهلية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه قزعة ابن سويد وهو ضعيف وقد وثق . (1) * (باب قتل الخطأ والعمد) * عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل في عمد رميا يكون بينهم بحجر أو عصا أو سوط عقله عقل خطأ ومن قتل عمدا فهو قود من حال دونه فعليه لعنة الله وغضبه لا يقبل الله منه صرفا ولاعدلا . رواه الطبراني في الاوسط والبزار وفيه حمزة النصيبى وهو متروك . وعن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العمد قود والخطأ دية . رواه الطبراني وفيه عمران بن أبى الفضل وهو ضعيف . وعن على وابن مسعود أن العمد السلاح . رواه الطبراني وإسناده منقطع بين عبد الكريم الجزرى والصحابة ولكن رجاله رجال الصحيح . وبسنده عن على وابن مسعود أن شبه العمد الحجر والعصا . وعن محمد بن عبدالرحمن بن أبى ليلى أن ابن مسعود قال شبه العمد الحجر والعصا والسوط والدفعة وكل شئ عمدته به ففيه التغليظ في الدية والخطأ أن يرمى شيئا فيخطئ . رواه الطبراني وإسناده منقطع بين ابن أبى ليلى وابن مسعود ورجاله إلى ابن أبى ليلى رجال الصحيح . وعن محمود بن لبيد قال اختلفت سيوف المسلمين على اليمان أبى حذيفة يوم أحد فقتلوه ولا يعرفوه فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين . رواه أحمد وفيه محمد بن إسحق وهو مدلس ثقة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (1) هنا في هامش الاصل : بلغ مقابلة . الزركشي .
[ 287 ]
* (باب القوم يزدحمون فيقع بعضهم فيتعلق بغيره) * عن على قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للاسد فبينماهم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثم تعلق بآخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الاسد فانتدب له رجل بحربة فقتله وماتوا من جراحتهم كلهم فقام أولياء الاول إلى أولياء الاخر فأخرجوا السلاح ليقتلوه فأتاهم على عليه السلام على تقية ذلك فقال تريدون أن تقاتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حى إنى أقضى بينكم قضاءا إن رضيتم فهو القضاء وإلا حجر بعضكم على بعض حتى تأتوا ررسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون الذى يقضى بينكم فمن عدا بعد ذلك فلا حق له اجمعوا لى من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة فللاول الربع لانه هلك من فوقه والثانى ثلث الدية والثالث نصف الدية فأبوا أن يرضوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم عند مقام إبراهيم فقصوا عليه فقال أنا أقضى بينكم واحتبى فقال رجل من القوم إن عليا قضى فينا فقصوا عليه القصة فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية وللرابع الدية كاملة . رواه أحمد وفيه حنش وثقه أبو داود وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حنش بن المعتمر انهم احتفروا بئرا باليمن فسقط فيها الاسد فتناوله رجل برمحه فقتله فقال الناس للاول أنت قتلت أصحابنا وعليك ديتهم فأتى أصحابه فكادوا يقتلون فقدم على رضى الله عنه على تلك الحال فسألوه فقال سأقضى بينكم بقضاء فمن رضى منكم جاز عليه رضاه ومن سخط منكم فلا حق له حتى تأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقضى بينكم قالوا نعم قال فاجمعوا ممن حفر البئر من الناس ربع دية ونصف دية ودية تامة للاول ربع دية لانه هلك فوقه ثلاثة وللثاني ثلث دية لانه هلك فوقه اثنان وللثالث نصف دية لانه هلك فوقه واحد وللآخر الدية التامة فان رضيتم فهذا بينكم قضاء وإن لم ترضوا فلا حق لكم حتى تأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم العام المقبل فقصوا عليه فقال أنا أقضى بينكم إن شاء الله وهو جالس في مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال إن عليا قضى بيننا فقال كيف قضى بينكم فقصوا عليه فقال هو
[ 288 ]
ما قضى بينكم . رواه البزار وقال في آخره لا يروى عن على إلا بهذا الاسناد . قلت ولم يقل عن على والله أعلم . * (باب ما جاء في القود والقصاص ومن لاقود عليه) * عن مرداس بن عروة قال رمى رجل أخا له فقتله ففر فوجدناه عند أبى بكر فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقادنا منه . رواه الطبراني وفيه محمد بن جابر السحيمى وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقاد العبد بين الرجلين . رواه البزار وفيه محمد بن ثابت البنانى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب فقالت إن سيدى اتهمني فأقعدني على النار حتى احترق فرجى فقال لها عمر هل رأى ذلك عليك قالت لا قال فاعترفت له بشئ قالت لا قال عمر على به فلما رأى عمر الرجل قال أتعذب بعذاب الله قال يا أمير المؤمنين اتهمتها في نفسها قال رأيت ذلك عليها قال لا قال فاعترفت لك به قال لاقال والذى نفسي بيده لو لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لايقاد مملوك من مالكه ولا ولد من والده لاقدتها منك فبرزه فضربه مائة سوط ثم قال اذهبي فأنت حرة لوجه الله وأنت مولاة الله ورسوله أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حرق بالنار أو مثل به فهو حر وهو مولى الله ورسوله - قلت روى الترمذي بعضه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن عيسى القرشى وقد ذكره الذهبي في الميزان وذكر له هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحا وبيض له ، وبقية رجاله وثقوا . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص ان زنباعا أبا روح وجد مع غلام له جارية له فجدع أنفه وجبه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فعل هذا بك قال زنباع فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حملك على هذا فقال كان من أمره كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعبد اذهب فأنت حر فقال يا رسول الله مولى من أنا فقال مولى الله ورسوله فأوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى أبى بكر فقال وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم نجرى عليك النفقة وعلى عيالك فأجراها عليه حتى قبض أبو بكر فلما استحلف عمر جاءه فقال وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أين تريد قال مصر
[ 289 ]
فكتب عمر إلى صاحب مصر أن يعطيه أرضا يأكلها - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد ورجاله ثقات . وقد تقدمت له طريق في العتق . وعن ابن عمر قال رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد ذات يوم فاجتمعوا عليه حتى غموه وفى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم جريدة قد نزع سلاها وبقيت سلاة لم يفطن بها فقال أخروا عنى هكذا فقد غممتمونى فأصاب النبي صلى الله عليه وسلم بطن رجل فأدمى الرجل فخرج الرجل وهو يقول هذا فعل نبيك فكيف بالناس فسمعه عمر فقال إنطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فان كان هو أصابك ليعطينك الحق وإن كنت كذبت لارغمنك بعماء منك حتى تحدث فقال الرجل انطلق بسلام فلست أريد أن أنطلق معك قال ما أنا بوادعك فانطلق به عمر حتى أتى به نبى الله صلى الله عليه وسلم فقال إن هذا بزعم أنك أصبته وأدميت بطنه فما ترى فقال النبي صلى الله عليه وسلم أحقا أنا أصبته قال الرجل نعم يا نبى الله قال هل رأى ذلك أحد قال قد كان ههنا ناس من المسلمين فقال ناس من المسلمين يا رسول الله أنت دميته ولم ترده فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذ لما أصبتك مالا وانطلق قال لا قال فهب لى ذلك قال لا أفعل قال فتريد ماذا قال أريد أن أستقيد منك يا نبى الله قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فقال له الرجل أخرج من وسط هؤلاء فخرج من وسطهم وأمكن الرجل من الجريدة ليستقيد منه فجاء عمر ليمسك النبي صلى الله عليه وسلم من خلفه فقال أرحنا عثرت بنعلك وانكسرت أسنانك فلما دنا الرجل ليطعن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى الجريدة وقبل سرته وقال يا نبى الله هذا أردت لكيما نقمع الجبارين من بعدك فقال عمر لانت أوثق عملا منى . رواه أبو يعلى وفيه الوليد بن محمد الموقرى وهو متروك . وعن عبدالله بن جبير الخزاعى قال طعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا في بطنه إما بقضيب وإما بسواك فقال أوجعتني فأقدنى فأعطاه العود الذى كان معه فقال استقد فقبل بطنه ثم قال بل أعفو لعلك أن تشفع لى بها يوم القيامة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن طارق بن شهاب قال لطم ابن عم خالد بن الوليد
[ 290 ]
رجلا منا فخاصمه عمه إلى خالد فقال يا معشر قريش إن الله عزوجل لم يجعل لوجوهكم فضلا على وجوهنا إلا ما فضل الله به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال خالد ابن الوليد اقتص فقال الرجل لابن أخيه الطم فلما رفع يده قال دعها لله عزوجل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب القسامة ولقتيل يكون بأرض قوم) عن أبى سعيد قال وجد قتيل أوميت بين قريتين فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فذرع مابين القريتين أيهما كان أقرب فوجد أقرب إلى أحدهما بشبر قال فكأني أنظر إلى شبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على الذى كان أقرب . رواه أحمد والبزار وفيه عطية العوفى وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن عوف قال كانت القسامة في الدم يوم خيبر وذلك أن رجلا من الانصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد تحت الليل فجاءت الانصار فقالوا ان صاحبنا يتشخط في دمه فقال تعرفون قاتله قالوا لا إلا ان قتلته يهود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختاروا منهم خمسين رجلا فيحلفون بالله جهد أيمانهم ثم خذوا منهم الدية ففعلوا . رواه البزار وفيه عبدالرحمن ابن يامين وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كانت القسامة في الجاهلية حجازا بين الناس فكان من حلف على يمين صبر أثم فيها أرى عقوبة من الله ينكل بها عن الجرأة على المحارم فكانوا يتورعون عن أيمان الصبر ويخافونها فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالقسامة وكان المسلمون هم أهيب لها لما علمهم من ذلك فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقسامة بين حيين من الانصار يقال لهم بنو حارثة وذلك أن يهود قتلت محيصة فأنكرت اليهود فدعا النبي صلى الله عليه وسلم اليهود لقسامتهم لانهم الذين ادعوا الدم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلفوا خمسين يمينا خمسين رجلا كبيرا من قتله فنكلت يهود عن الايمان فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى حارثة فأمرهم أن يحلفوا خمسين يمينا خمسين رجلا أن يهود قتلته غيلة ويستحقون بذلك الذى يزعمون أنه الذى قتل صاحبهم فنكلت بنو حارثة عن الايمان فلما رأى ذلك رسول
[ 291 ]
الله صلى الله عليه وسلم قضى بعقله على يهود لانه وجد بين أظهرهم وفي ديارهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال كانت القسامة من أمر الجاهلية فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون أكف للناس عن الدماء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن يوسف الزبيدى وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ وأغرب وشيخ الطبراني موسى بن عيسى الزبيدى لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن وافد أن اليمين في الدم قد كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط من طريق عبدالملك بن سارية العكى عن عبدالله ابن وافد ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيمن قتل بالسم) * عن أبى هريرة أن يهودية أهدت للنبى صلى الله عليه وسلم شاة مصلية (1) فأكل منها ثم قال أخبرتني هذه الشاة أنها مسمومة ، فمات بشر بن البراء منها فأرسل إليها ما حملك على ما صنعت قالت أردت أن أعلم إن كننت نبيا لم يضرك وإن كنت ملكا أرحت الناس منك فأمر بها فقتلت . رواه الطبراني وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف . قلت لهذا الحديث طرق في علامات النبوة (2) وغيرها . * (باب لاقود إلا بالسيف) * عن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقود إلا بالسيف . رواه الطبراني وفيه أبو معاذ سليمان بن أرقم وهو متروك . وعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القود بالسيف ولكل شئ خطأ - قلت روى له ابن ماجه لاقود إلا بالسيف فقط - رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . * (باب أعق (3) القتل) * عن علقمة قال قال ابن مسعود أعق (4) الناس قتلة أهل الايمان . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (1) أي مشوبة . \ \ \ (2) في الجزء الثامن . \ \ \ (3) في الاصل (حسن) . \ \ \ (4) في الاصل (أعف) .
[ 292 ]
* (باب الخطأ في القصاص) * عن ابن مسعود قال في الرجل يستقاد منه ثم يموت قال تقتص منه ديته ثم إنه يطرح منه دينة جرحه . رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه أبو معشر وهو ضعيف . * (باب ما جاء في العقل) * عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم درهم أعطيه في عقل أحب إلى من مائة في غيره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الصمد ابن عبدالاعلى قال الذهبي فيه جهالة . * (باب فيمن أخرج شيئا من حده فأصاب به شيئا) * عن أبى بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخرج شيئا من حده فأصاب به إنسانا فهو ضامن . رواه البزار من رواية مالك عن الحسن البصري قال الذهبي مجهول . * (باب لا يقتل مسلم بكافر) * عن عمران بن حصين قال قتل رجل رجلا من خزاعة في الجاهلية وكان الهذلى متواريا فلما كان يوم الفتح ظهر الهذلى فلقيه رجل من خزاعة فذبحه كما تذبح الشاة فقال أقتلته قبل النداء أو بعد النداء فقال بعد النداء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت قاتلا مؤمنا بكافر لقتلته فأخرجووا عقله فأخرجوا عقله وكان أول عقل في الاسلام . رواه البزار ورجاله وثقهم ابن حبان ، ورواه الطبراني باختصار . وعن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمون يد على من سواهم ؟ تكافأ دماؤهم لا يقتل مؤمن بكافر ولاذو عهد في عهده - قلت رواه ابن ماجه غير قوله لا يقتل مؤمن بكافر ولاذو عهد في عهده - رواه الطبراني وفيه عبد السلام ابن أبى الجنوب وهو ضعيف . وعن عائشة أنها وجدت في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابين ان أشد الناس عتوا من ضرب غير ضاربه ورجل قتل غير قاتله ورجل تولى غير نعمته فمن فعل ذلك فقد كفر بالله ورسوله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، وفى الآخر المؤمنون تتكافأ دماؤهم وأموالهم ويسعى بذمتهم
[ 293 ]
أدناهم لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين ولا تنكح المرأة عى عمتها ولا على خالتها ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولا تسافر المرأة ثلاث ليال مع غير ذى محرم . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير مالك ابن أبى الرحال وقد وثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد . * (باب وضع دماء الجاهلية) * عن أبان بن سعيد بن العاص أنه خطب فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية . رواه الطبراني والبزار وفيه قصة وإسناد البزار ضعيف وشيخ الطبراني على بن المبارك الصنعانى عن يزيد بن المبارك لم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . * (باب في القتيل يوجد في الفلاة) * عن عمرو بن عوف المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يترك مفرج في الاسلام حتى يضم إلى قبيلة . قال ابن الاثير في النهاية ولا يترك مفرج في الاسلام قيل هو القتيل يوجد بأرض فلاة لا يكون قريبا من قرية فانه يودى من بيت المال ولابطل دمه ، ويروى بالحاء المهملة . رواه الطبراني وفيه كثير بن عبدالله المزني وهو ضعيف ، وقد حسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله ثقات . * (باب فيمن قتل معاهدا أو أخفر (1) ذمة) * عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سيكون قوم لهم عهد فمن قتل رجلا منهم لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة تسعين عاما . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسا معاهدة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام - قلت رواه ابن ماجه غير قوله خمسمائة عام - وفي رواية مائة عام . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبدالرحمن العلاف ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن جندب قال وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يخفر ذمتي كنت خصمه ومن خاصمته خصمته . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . (1) يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده ، والالف للازالة ، أي أزال خفارته .
[ 294 ]
وعن أبى أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولاصفر ولاهام ولا يتم شهران ومن أخفر بذمة لم يرح رائحة الجنة . رواه الطبراني وفيه صدقة بن عبدالله السمين وثقه دحيم وغيره وضعفه أحمد وغيره . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريح الجنة يوجد من مائة عام - قلت رواه الترمذي وابن ماجه إلا أنه قال من مسيرة سبعين عاما - رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه أحمد بن القاسم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير معلل بن نفيل وهو ثقة . * (باب في المحاربين) * عن عبدالله بن عمر أن أناسا أغاروا على إبل النبي صلى الله عليه وسلم فاستاقوها وارتدوا عن الاسلام وقتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم . رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن محمد ابن الحجاج بن رشدين وهو ضعيف . وعن سلمة بن الاكوع قال كان للنبى صلى الله عليه وسلم غلام يقال له يسار فنظر إليه يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في لقاح له بالحرة فكان بها فأنظر قوم الاسلام من عرينة من اليمن وجاءوا وهم مرضى موعوكون قد عظمت بطونهم فبعث بهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى يسار فذبحوه وجعلوا الشوك في عينيه ثم طردوا الابل فبعث النبي صلى الله عليه وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين أميرهم كرز بن مالك الفهرى فلحقهم فجاء بهم إليه فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم . رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن ابراهيم بن الحرث التيمى وهو ضعيف . وعن جرير أن أناسا من عرينة أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع أيديهم وأرجلهم وان تسمل أعينهم . رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . * (باب فيمن عضن يد رجل فانتزعها فسقطت ثنية العاض) * عن ابن عباس أن رجلا عض يد رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزع
[ 295 ]
ثنيته فأهدرها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الطبراني حكم على سعيد بن عمرو الاشعثى بالوهم ، وقد خالفه أصحاب ابن عيينة فرووه عن ابن عيينة عن عمرو عن عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية وهو الصواب والله أعلم . * (باب فيمن له عين واحدة ففقأ إحدى عينى غيره) * عن عصمة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فقئت عينه فقال من ضربك فقال أعور بنى فلان فبعث إليه فجاء فقال أنت فقأت عين هذا قال نعم فقضى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدية وقال لانفقأ عينه فندعه غير بصير . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . * (باب فيمن كشف ستر بيت غيره فنظر إلى أهله بغير إذن ففقأ واعينه) * عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل كشف سترا فأدخل بصره من قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه ولو أن رجلا مر على باب لاستر له فرأى عورة أهله فلا خطيئة عليه إنما الخطيئة على أهل البيت - قلت روى الترمذي بعضه - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف . وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع إلى قوم ففقئت عينه فهو هدر . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما حكيم بن أبى حكيم وفى الاخرى ليث بن أبى حكيم وكلاهما عن أبى أمامة ولم أعرفهما ، وبقية رجال أحدهما ثقات . * (باب ما جاء في الجراحات) * عن عبدالله بن عمرو قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل طعن رجلا بقرن في رجله يا رسول الله أقدنى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم آمرك أن لاتستقيد حتى يبرأ جرحك فأبى الرجل إلا أن يستقيد فأقاده النبي صلى الله عليه وسلم منه فعرج المستقيد وبرأ المستفاد منه فأتى المستقيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 296 ]
فقال له يا رسول الله عرجت وبرأ صاحبي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم آمرك أن لاتستقيد حتى يبرأ جرحك فعصيتني فأبعدك الله وبطل جرحك ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الرجل الذى عرج من كان به جرح أن لا يستقيد حتى يبرأ من جراحته فإذا برأت جراحته استقاد . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن جابر قال رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل طعن رجلا على فخذه بقرن فقال الذى طعنت فخذه أقدنى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم داوها واستأن بها حتى تنظر إلى ما تصير فقال أقدنى يا رسول الله فقال له مثل ذلك فقال الرجل أقدنى يا رسول الله فأقاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبست رجل الذى استقاد وبرأ الذى يستقيد منه فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديتها ، وفى رواية فقال داوها وأجله سنة ، وفى رواية أن رجلا جرح رجلا فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح . روى الاول الطبراني في الصغير والاوسط ، ومن قولى وفى رواية رواه في الاوسط وفيه محمد بن عبدالله بن نمران وهو ضعيف . وعن حذيفة قال تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متوافزون وما منا أحد فتش عن حائفة أو منقلة (1) إلا عمر أو ابن عمر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو سعيد البقال وهو ضعيف وقد وثق . قلت وتأتى أحاديث في الجراحات في الديات إن شاء الله . * (باب الديات في الاعضاء وغيرها) * عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الانف إذا استوعب جدعه الدية وفى العين خمسون وفى اليد خمسون وفي الرجل خمسون وفى الجائفة ثلث النفس وفى المنقلة خمس عشرة وفى الموضحة خمس وفى السن خمس وفى كل أصبع مما هنا لك عشر عشر . رواه البزار وفيه محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في دية العظمى المغلظة بثلاثين حقة وثلاثين جذعة وعشرين بنات لبون وعشرين بنى لبون . رواه الطبراني (1) الجائفة هي الطعنة التى تنفذ إلى الجوف . والمنقلة من الجراح : ما ينقل العظم عن موضعه . وفى النهاية (مامنا أحد لو فتش إلا فتش عن جائفة أو منقلة) .
[ 297 ]
وإسحق بن يحيى لم يسمع من عبادة . وعن عبادة قال وقضى يعنى النبي صلى الله عليه وسلم في دية الكبرى المغلظة ثلاثين بنت لبون وثلاثين حقة وأربعين خلفة (1) وقضى في الدية الصغرى ثلاثين بنت لبون وثلاثين حقة وعشرين ابنة مخاض وعشرين بنى مخاض ذكور ثم غلت الابل بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهانت الدراهم فقوم عمر رضى الله عنه إبل الدية ستة آلاف درهم حساب أوقية لكل بعير ثم غلت الابل وهانت الورق فزاد عمر ألفين حساب أوقيتين لكل بعير ثم غلت الابل وهانت الدراهم فأتمها عمر اثنى عشر ألفا حساب ثلاث أواق لكل بعير قال فزاد ثلث الدية في الشهر الحرام وثلثا آخر في البلد الحرام قال فتمت دية الحرمين عشرين ألفا قال فكان يقال يؤخذ من أهل البادية من ماشيتهم ولا يكلفون الورق ولا الذهب ويؤخذ من كل قوم مالهم فيه العدل في أموالهم . رواه عبدالله في زياداته على أبيه في حديث طويل تقدم في الاحكام وإسحق بن يحيى لم يدرك عبادة . وعن السائب بن يزيد قال كانت الدية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الابل أربعة أسنان وخمس وعشرون حقة وخمس وعشرون جذعة وخمس وعشرون بنات مخاض وخمس وعشرون بنات لبون حتى كان عمر ومصر الامصار فقال عمر ليس كل الناس يجدون الابل فتقوم الابل أوقية أوقية أربعة آلاف درهم ثم غلت الابل فقال عمر قوموا الابل أوقية ونصفا فكانت ستة آلاف درهم ثم غلت الابل فقال عمر قوموا الابل فقومت ثلاث أواق فكانت اثنى عشر ألفا فجعل على أهل الورق اثنى عشر ألفا وعلى أهل الابل مائة من الابل وعلى أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الحلل مائتي حلة كل حلة خمسة دنانير وعلى أهل الضأن ألف ضائنة وعلى أهل المعز ألفى ماعزة وعلى أهل البقر مائتي بقرة . رواه الطبراني وفيه أبو معشر نجيح وصالح بن أبى الاخضر وكلاهما ضعيف . وعن الشفا أم سليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل أبا جهم بن حذيفة على (1) ابن اللبون وبنت اللبون من الابل ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة فصارت أمه لبونا أي ذات لبن لانها تكون قد حملت حملا آخر ووضعته . والحقة : ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها ، وسمى بذلك لانه استحق الركوب والتحميل والخلفة : الحامل من النوق .
[ 298 ]
المغانم فأصاب رجلا بقوسه فشجه منقلة فقضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس عشرة فريضة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه خالد بن الياس وهو متروك . وعن زيد بن ثابت قال لم يقض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث قضيات في الآمة (1) والمنقلة والموضحة (2) في الآمة ثلاثا وثلاثين وفى المنقلة خمس عشرة وفى الموضحة خمسا ، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عين الدابة ربع ثمنها . رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاصابع عشرا عشرا وفي اليد بخمسين فريضة - قلت له في الصحيح الاصابع سواء فقط - رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال العينان سواء والاصابع سواء والاسنان سواء واليدان سواء والرجلان سواء . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود . وعن علقمة بن قيس قال قال عبدالله بن مسعود كل زوجين ففيهما الدية وكل واحد ففيه الدية . رواه الطبراني ورجاله رجال اللصحيح . وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال لقيت عمر وهو بالموسم فناديته من وراء الفسطاط ألا إن فلان بن فلان الجرمى وابن أخت لنا غار في بنى فلان وقد عرضنا عليه فريضة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرفع عمر جانب الفسطاط وقال أتعرف صاحبك قلت نعم هو ذاك قال انطلقا به حتى ننفذ قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكنا نحدث أن القضية أربع من الابل . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات وعن ابن مسعود قال شبه العمد خمس وعشرون حقة وخمس وعشرون جذعة وخمس وعشرون بنت مخاض وخمس وعشرون ابنة لبون . رواه الطبراني وإبراهيم لم يسمع من ابن مسعود ورجاله رجال الصحيح . وعن ابرهيم أن ابن مسعود قال في الخطأ عشرون حقة وعشرون جذعة وعشرون بنت مخاض وعشرون ابن مخاض وعشرون ابنة لبون . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابراهيم لم يدرك ابن مسعود . وعن مجاهد أن ابن مسعود قال (1) هي الشجة التى بلغت أم الرأس . \ \ \ (2) هي التى تبدى وضح العظم أي بياضه .
[ 299 ]
في الرجل والمرأة هما سواء إلى خمس من الابل وقال على النصف من كل شئ . رواه الطبراني ورحاله رحال الصحيح إلا أن مجاهدا لم يدرك ابن مسعود . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دية الذمي دية المسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو كرز وهو ضعيف وهذا أنكر حديث رواه ، وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن دية المعاهد نصصف دية المسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن مسعود قال دية المعاهد مثل دية المسلم وقاله على أيضا ورجاله رجال الصحيح إلا ان مجاهدا لم يسمع من ابن مسعود ولا من على . وعن عبدالله بن عمرو قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية الجنين إذا كان في بطن أمه بغرة عبد (1) أو أمة فقضى بذلك في امرأة حمل بن مالك بن النابغة الهذلى وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاشغار في الاسلام . رواه أحمد وفيه ابن إسحق وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب أنه شهد قضاء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فجاء حمل بن مالك بن النابغة فقال كنت بين امرأتين فضربت إحداهما الاخرى بمسطح (2) فقتلتها وجنينها فقضى النبي صلى الله عليه وسلم في جنينها بغرة عبد وأن تعقل - قلت حديث حمل في السنن الثلاثة من طريق حمل نفسه وأخرجته لرواية ابن عباس عن عمر أنه شهد قضاء النبي صلى الله عليه وسلم - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر أن امرأتين من هذيل قتلت إحداهما الاخرى فذكر الحديث إلى أن قال وكانت حبلى قالت عاقلة المقتولة إنها كانت حبلى وألقت جنينا قال فخاف عاقلة القاتلة أن يضمنهم قال فقالوا يا رسول الله لاشرب ولا أكل ولاصاح فاستهل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسجع الجاهلية فقضى في الجنين غرة عبد أو أمة . رواه أبو يعلى من رواية مجالد بن سعيد عن الشعبى قال ابن عدى هذه الطريق أحاديثها صالحة ، وبقية رجاله رجال الصحيح وقد ضعف مجالدا جماعة والحديث عند أبى داود وابن ماجه دون ذكر سجع الجاهلية . وعن أبى المليح الهذلى عن أبيه قال كان فينا رجل يقال له حمل بن مالك بن النابغة (1) الغرة : العبد نفسه . \ \ \ (2) أي عود من أعواد الخباء .
[ 300 ]
له امرأتان إحداهما هذلية والاخرى عامرية فضربت الهذلية بطن العامرية بعمود خباء أو فسطاط فألقت جنينا ميتا فانطلق بالضاربة إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم معها أخ لها يقال له عمران بن عويمر فلما قصوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة قال دوه فقال عمران يا نبى الله أندى مالا أكل ولاشرب ولاصاح فاستهل مثل هذا يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعني من رجز الاعراب فيه غرة عبد أو أمة أو خمسمائة أو فرس أؤ عشرون ومائة شاة فقال يا رسول الله إن لها ابنين هما سادة الحى وهم أحق أن يعقلوا عن أمهم قال انت أحق أن تعقل عن أختك من ولدها قال مالى شئ أعقل فيه قال يا حمل بن مالك وهو يومئذ على صدقات لهذيل وهو زوج المرأة وأبو الجنين المقتول اقتص من تحت يدك من صدقات هذيل عشرون ومائة شاة ففعل . رواه الطبراني والبزار باختصار كثير والمنهال بن خليفة وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى المليح عن أبيه وكان قد صح ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت فينا امرأتان فضربت إحداهما الاخرى بعمود فقتلتها وقتلت ما في بطنها فقضى النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة بالعقل وفى الجنين بغرة عبد أو أمة أو بفرس أو بعيرين من الابل أو كذا وكذا من الغنم فقال رجل من أهل القاتلة كيف فعقل يا رسول الله من لا أكل ولا شرب ولاصاح فاستهل فمثل ذلك يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسجاعة أنت وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ميراث المرأة لزوجها وولدها وأن العقل على عصبة القاتلة . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن عويم قال كانت أختى مليكة وامرأة منا يقال لها أم عفيف بنت مسروح تحت حمل ابن النابغة فضربت أم عفيف مليكة بمسطح بيتها وهى حامل فقتلتها وذا بطنها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بالدية وفي جنينها بغرة عبد أو وليد فقال . أخوها العلاء بن مسروح يا رسول الله أيغرم من لا أكل ولا شرب ولا نطق ولا استهل فمثل هذا يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسجع كسجع الجاهلية . رواه الطبراني وفيه محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف .
[ 301 ]
* (باب ما جاء في العاقلة) * عن أبى الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يقول كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن عقولة ثم كتب انه لا يحل أن يتولى مولى رجل مسلم بغير إذنه . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح (1) وقد تقدم حديث أبى المليح عن أبيه وإسناده حسن وفيه عقل الاخ دون الولد . وعن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل بنى أنثى فان عصبتهم لابيهم ماخلا بنى فاطمة فانى أنا عصبتهم وأنا أبوهم . رواه الطبراني وفيه بشر بن مهران وهو متروك وله طريق في المناقب (2) وحديث آخر في الفرائض . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف شيئا . رواه الطبراني وفيه الحرث بن نبهان وهو متروك . * (باب ما جاء في الشهر الحرام) * عن عائذ بن سعيد قال قال سمير بن زهير الحسرى يا رسول الله إن أخى سلمة بن زهير خرج بهاجر إلى الله ورسوله فلقيه رعاء ركابك من بنى غفار فقتلوه في الشهر الحرام وقد كان بيننا وبينهم دم في الجاهلية فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ذلك فقالوا وجدناه يسوق ركابك فأردنا أخذه فامتنع منا فقتلناه فلا أدرى هل حلفهم أو صدقهم غير أنه قد سأله عن إسلام أخيه فلم يجد بينة فعقل له حرمة الشهر خمسين من الابل قال فبقية الابل في بيته أفضل نعم وأعظمه بركة . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك (3) . * (باب ما جاء في العفو عن الجاني والقاتل) * عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين كم شاء من أدى دينا خفيا وعفا عن قاتله وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات (قل هو الله أحد) فقال أبو بكر أو إحداهن يا رسول الله قال أو احداهن . رواه الطبراني في (1) هذا الحديث في السنن - كما في حاشية الاصل . \ \ \ (2) في الجزء التاسع . (3) لا يقال فيه متروك وفى جابر الجعفي ضعيف بل الصواب العكس - حاشية الاصل .
[ 302 ]
الاوسط وفيه عمر بن نبهان وهو ضعيف . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت فيه واحدة زوجه الله من الحور العين من كانت عنده يعنى أمانة حفية شهية فأداها مخافة الله أو رجل عفا عن قاتله أو رجل قرأ (قل هو الله أحد) دبر كل صلاة . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن الصامت يعنى عبادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق من جسده بشئ كفر الله عنه بقدر ذنوبه . رواه عبدالله بن أحمد والطبراني بلفظ من تصدق بشئ من حسده أعطى بقدر ما تصدق به ، ورجال المسند رجال الصحيح . وعن عبادة ابن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن رجل يجرح في نفسه جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله تبارك وتعالى عنه مثل ما تصدق به . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصيب في جسده بشئ فتركه لله عزوجل كان كفارة له . رواه أحمد وفيه مجالد وقد اختلط . وعن عدى بن ثابت قال هشم رجل فم رجل على عهد معاوية فأعطى ديته فأبى أن يقبل حتى أعطى ديته فأبى أن يقبل حتى أعطى ثلاثا فقال رجل إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تصدق بدم أو دونه كان كفارة له من يوم ولد إلى يوم تصدق . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عمران بن ظبيان وقد وثقه ابن حبان وفيه ضعف . وعن يزيد ابن معبد أن أخاه قيس بن معبد وحارثة بن ظفر اقتتلا في مرعى كان بينهما فضربه جارية ضربة وضربه قيس ضربة فأبت يده فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قال يزيد فخرجنا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصا عليه القصة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هب لى يده تأتيك يوم القيامة بيضاء سليمة فأبى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعه ثم قال لى يا يزيد هب لى عقلها قال قلت هي لك يا رسول الله فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني الدية وقال بارك الله لك وقال لحارثة بن ظفر خذها فأخذها يزيد فكنا نعرف البركة فينا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم .
[ 303 ]
* (باب إذا عفا بعض الاولياء) * عن قتادة أن عمر بن الخطاب رفع إليه رجل قتل رجلا فجاء أولياء المقتول وقد عفا أحدهم فقال عمر لابن مسعود ما تقول وهو إلى جنبه فقال ابن مسعود أرى أنه قد أحرز من القتل قال فضرب على كتفه وقال كنيف (1) ملئ علما . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك عمر ولا ابن مسعود . * (باب فيما هو جبار) * عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السائبة جبار والجب جبار والمعدن جبار وفى الركاز الخمس . رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال السائبة مكان السائمة ونقلها الامام أحمد عن خلف ولم يروها ، وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط (2) . * (كتاب التفسير) * بسم الله الرحمن الرحيم * (باب كيف يفسر القرآن) * عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يفسر شيئا من القرآن برأيه إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل . رواه أبو يعلى والبزار بنحوه وفيه راو لم يتحرر اسمه عند واحد منهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح أما البزار فقال عن حفص أظنه ابن عبد الله عن هشام بن عروة ، وقال أبو يعلى عن فلان بن محمد بن خالد عن هشام . وعن الضحاك بن مزاحم الهلالي قال خرج نافع بن الازرق ونجدة بن عويمر في نفر من رؤوس الخوارج ينقرون عن العلم ويطلبونه حتى قدموا مكة فاذاهم بعبدالله بن عباس قاعدا قريبا من زمزم وعليه رداء له أحمر وقميص فإذا أناس قيام يسألونه عن التفسير يقولون يا أبا عباس ما تقول في كذا وكذا فيقول هو كذا وكذا فقال له نافع به الازرق (1) أي وعاء . \ \ \ (2) هنا في حاشية الاصل : بلغ مقابلة .
[ 304 ]
ما أجرأك يا ابن عباس على ما تخبر به منذ اليوم فقال له ابن عباس ثكلتك أمك يا نافع وعدمتك ألا أخبرك من هو أجر أمنى قال من هو يا ابن عباس قال رجل تكلم بما ليس له به علم أو كتم علما عنده قال صدقت يا ابن عباس أتيتك لاسألك قال هات يا ابن الازرق فسل قال فأخبرني عن قول الله عزوجل (يرسل عليكما شواظ من نار) ما الشواظ قال اللهب الذى لادخان فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت : ألا من مبلغ حسان عنى * مغلغلة تدب إلى عكاظ أليس أبوك قينا كان فينا * إلى الفتيات فسلا (1) في الحفاظ يمانيا يظل يشب كيرا * وينفخ دائبا لهب الشواظ قال صدقت فأخبرني عن قوله (ونحاس فلا تنتصران) ما النحاس قال الدخان الذى لالهب فيه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم قال أما سمعت نابغة بنى ذبيان يقول : يضئ كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا (2) يعنى دخانا قال صدقت فأخبرني عن قول الله (أمشاج نبتليه) قال ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا في الرحم كانا مشجا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبي ذؤيب الهذلى وهو يقول : كأن النصل والفوقين فيه * خلاف الريش سيط به مشيج قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (والتفت الساق بالساق) ما الساق بالساق قال الحرب قال هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبى ذؤيب : أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها * وان شمرت عن ساقها الحرب شمرا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (بنين وحفدة) ما البنون والحفدة (1) الفسل : الردئ الرذل من كل شئ . \ \ \ (2) لم أجده في ديوان النابغة المطبوع وقد نسبه في لسان العرب إلى الجعدى .
[ 305 ]
قال أما بنوك فانهم يغاظونك واما حفدتك فانهم خدمك قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت : حفد الولائد حولهن وألقيت * بأكفهن أزمة الاحمال قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (انما أنت من المسحرين) قال من المخلوقين قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت الثقفى وهو يقول : فان تسألينا مم نحن فاننا * عصافير من هذا الانام المسحر قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (فنبذناه في اليم وهو مليم) ما المليم قال المذنب قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبى الصلت وهو يقول : من الآفات لست لها بأهل * ولكن المسئ هو المليم قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (قل اعوذ برب الفلق) ما الفلق قال ضوء الصبح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل لكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة وهو يقول : الفارج الهم مبذول عساكره * كما يفرج ضوء الظلمة الفلق قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) ما الاساة قال لا تحزنوا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة : قليل الاسى فيما أتى الدهر دونه * كريم ال ؟ ؟ ا حلو الشمائل معجب قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إنه ظن أن لن يحور) مايحور قال يرجع قال هل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة : وما المرء إلا كالشهاب وضوئه * يحور رمادا بعد إذ هو ساطع (20 - سادس مجمع الزوائد)
[ 306 ]
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (يطوفون بينها وبين حميم آن) ما الآن قال الذى قد انتهى حره قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول نابغة بنى ذبيان : فان يقبض عليك أبو قبيس * تحط بك المنية في هوان وتخضب (1) لحية غدرت وخانت (2) * بأحمى (3) من نجيع الجوف آن قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (فأصبحت كالصريم) ما الصريم قال الليل المظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول نابغة بنى ذبيان : لا تزجروا مكفهرا لا كفاء له * كالليل يخلط أصراما بأصرام قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إلى غسق الليل) ما غسق الليل قال إذا أظلم قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت النابغة وهو يقول : كأنما جد ما قالوا وما وعدوا * آل تضمنه من دامس غسق قال أبو خليفة الآل : السراب قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وكان الله على كل شئ مقيتا) ما المقيت قال قادر قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس : وذى ضغن كففت الضغن عنه * وإنى في مساءته مقيت قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (والليل إذا عسعس) قال إقبال سواده قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس : عسعس حتى لو نشأ أدنا * كان له من ضوئه مقبس (4) (1) في الاصل (وعصت) . \ \ \ (2) في الاصل (وهانت) والتصحيح من الديوان المطبوع . \ \ \ (3) في الديوان (بأحمر) . (4) في الاصل : عسعس حتى لو يشاء كان لنامن ضوء نوره قبس ولم أجده في ديوان امرئ القيس فصححته من لسان العرب ولم ينسبه فيه إلى أحد .
[ 307 ]
قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وأنا به زعيم) قال الزعيم الكفيل قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول امرئ القيس : وإنى زعيم إن رجعت مملكا * بسير ترى منه الغرانق (1) أزورا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وفوممها) ما القوم قال الحنطة قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبى ذؤيب الهذلى : قد كنت أحسبنى كأغنى وافد * قدم المدينة عن زراعة فوم قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (والازلام) ما الازلام قال القداح قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول الحطيئة : لا يزجر الطير إن مرت به سنحا * ولا يقام له قدح بأزلام قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (أصحاب المشامة ما أصحاب المشأمة) قال أصحاب الشمال قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبى سلمى حيث يقول : نزل الشيب بالشمال قريبا * والمرورات دانيا وحفيرا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وإذا البحار سجرت) قال اختلط مماؤها بماء الارض قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبى سلمى : لقد عرفت ربيعة في جذام * وكعب حالها وابنا ضرار لقد نازعتهم حسبا قديما * وقد سجرت بحارهم بحارى قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (والسماء ذات الحبك) ما الحبك قال الطرائق قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد (1) في الاصل (الحرانق) .
[ 308 ]
صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن أبى سلمى : مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح الشمال لضاحى ما به حبك قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وانه تعالى جد ربنا) قال ارتفعت عظمة ربنا قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد النعمان بن المنذر : إلى ملك يضرب الدارعين * لم ينقص الشيب منه قبالا أترفع جدك إنى امرؤ * سقتني الاعادي سجالا سجالا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (حتى تكون حرضا) قال الحرض البالى قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول طرفة بن العبد : أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها * أعد حريضا للكرام محرم (1) قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وأنتم سامدون) قال لاهون قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول هزيلة بنت بكر تبكى عادا : بعثت عادا لقيما * وأتى سعد شريدا قيل قم فانظر إليهم * ثم دع عنك السمودا قال فأخبرني عن قول الله عزوجل (إذا اتسق) ما اتساقه قال إذا اجتمع قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول أبى صرمة الانصاري : إن لنا قلائصا نقانقا * مستوسقات لو تجدن سائقا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (الصمد) أما الاحد فقد عرفناه فما الصمد قال الذى يصمد إليه في الامور كلها قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل (1) هنا تصحيف صححته من الجزء التاسع حيث أورد هذا الخبر كله في مناقب عبدالله ابن عباس رضى الله عنه ، ولم أجد البيت في ديوان طرفة المطبوع .
[ 309 ]
أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت يقول الاسدية : ألا كبر الناعي بخبر بنى أسد * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (يلق أثاما) ما الاثام قال جزاء قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول بشر بن أبى خازم الاسدي : وإن مقامنا يدعو عليهم * بأبطح ذى المجاز له أثام قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (وهو كظيم) قال الساكت قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول زهير بن خزيمة العبسى : فان يك كاظما بمصاب شاس * فانى اليوم منطلق اللسان قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (أو تسمع لهم ركزا) ما الركز قال صوتا قال فهل كانت العرب تعرف ذلك قبلل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول خراش بن زهير : فان سمعتم بخيل هابط شرفا * أو بطن قو فأخفوا الركز واكتتموا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (إذ تحسونهم باذنه) قال إذ تقتلونهم باذنه قال وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم أما سمعت قول عتبة الليثى : نحسهم بالبيض حتى كأننا * نفلق منهم بالجماجم حنظلا قال صدقت فأخبرني عن قول الله عزوجل (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) هل كان الطلاق يعرف في الجاهلية قال نعم طلاقا بائنا ثلاثا أما سمعت قول أعشى بنى قيس بن ثعلبة حين أخذه أختانه غيرة فقالوا إنك قد أضررت بصاحبتنا وإنا نقسم بالله أن لانضع العصا عنك أو تطلقها فلما رأى الجد منهم وانهم فاعلون به شرا قال : أجارتنا بينى فانك طالقه * كذاك أمور الناس غادر طارقة
[ 310 ]
فقالوا والله لتبينن لها الطلاق أولا نضع العصا عنك فقال : فبيني فان البين خير من العصا * وأن لاتزالى فوق رأسك طارقة فأبانها بثلاث تطليقات . رواه الطبراني وفيه جويبر وهو متروك . * (باب ما جاء في بسم الله الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب) * عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لايعرف خاتمة السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزل بسم الله الرحمن الرحيم علم أن السورة قد ختمت واستقبلت وابتدئت سورة أخرى - قلت روى أبو داود منه لايعرف خاتمة السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فقط - رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في الصلاة . وعن جابر قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد على فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد على فقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد على فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى وأنا خلفه حتى دخل رحله ودخلت أنا في المسجد فجلست كئيبا حزينا فخرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تطهر فقال عليك السلام ورحمة الله عليك السلام ورحمة الله عليك السلام ورحمة الله ثم قال ألا أخبرك يا عبدالله بن جابر بأخير سورة في القرآن قلت بلى يا رسول الله قال اقرأ (الحمدلله رب العالمين) حتى ختمها . رواه أحمد وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وهو سئ الحفظ وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى زيد وكانت له صحبة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها قال ما في القرآن مثلها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن ابن دينار وهو ضعيف . وعن عبدالله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو وبوادى القرى وهو على فرسه وسأله رجل من بلقين فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء قال هؤلاء المغضوب عليهم وأشار إلى اليهود فقال من هؤلاء قال الضالون يعنى
[ 311 ]
النصارى وجاءه رجل فقال استشهد مولاك أو غلامك فلان قال بل يجر إلى النار في عباءة غلها ، وفي رواية بسنده وسأله رجل من بلقين فقال يا رسول الله من هؤلاء المغضوب عليهم فأشار إلى اليهود فذكر نحوه . رواه كله أحمد ورجال الجميع رجال الصحيح . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (مالك يوم الدين) بالالف غير المغضوب عليهم خفض . رواه الطبراني وفيه الفياض بن غزوان وهو ضعيف وجماعة لم أعرفهم . وعن ابن عباس (ولقد آتيناك سبعا من المثانى) قال هي أم الكتاب . رواه الطبراني وفيه أبو سعد البقال وهو مدلس . وعن أبى هريرة أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة . رواه الطبراني في الاوسط شبيه المرفوع ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود يولد إلا وهو مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة الكتاب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الوليد بن الوليد وثقه أبو حاتم وابن حبان وتركه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرا ثلث القرآن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك . * (سورة البقرة) * عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت (الله لا إله إلا هو الحى القيوم) من تحت العرش فوصلت بسورة البقرة ويس قلت القرآن لا يقرؤها أحد يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له واقرؤوها على موتاكم - قلت في سنن أبى داود منه طرف - رواه أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . ورواه الطبراني وأسقط لمبهم . وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شئ سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة ومن قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان
[ 312 ]
ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام . رواه الطبراني وفيه سعيد بن خالد الخزاعى المدنى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الذى يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان تلك الليلة . رواه الطبراني وفيه عدى بن الفضل وهو ضعيف . وعن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبى قبلى . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عقبة بن عامر الجهنى قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فانى أعطيتهما من تحت العرش . وفى رواية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إقرؤا الآيتين فذكر نحوه ولم يؤتهما نبي قبلى . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه سلمة بن الفضل وثقه ابن حبان وقال يطئ وضعفه جماعة وقد تابعه ابن لهيعة فالحديث حسن . وعن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آيتين أوتيتهما من كنز من بيت من تحت العرش ولم يؤتهما نبى قبلى يعنى الآيتين من آخر سورة البقرة . وفى رواية أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت . رواه كله أحمد بسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال من قرأ في ليلة آخر سورة البقرة فقد أكثر وأطاب . رواه الطبراني وفيه المسعودي وقد اختلط . وعن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عزوجل كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والارض بألفى عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لايقرآن في دار ثلاث ليال فيقر بها شيطان . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عقبة بن عامر قال تردد وافى الآيتين من آخر سورة البقرة (آمن الرسول) إلى خاتمتها فان الله اصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه عمرو بن الحرث سويد الحاسب المهرى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه
[ 313 ]
على الاخرى ثم يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة . رواه الطبراني في الصغير وفيه ابن إسحق وهو مدلس ومن لم أعرفهم أيضا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا الزهراوين البقرة وآل عمران فانهما تجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما تعلموا البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة . رواه الطبراني وفيه عاصم بن هلال البارقي وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره ، وعبد الرحمن بن خلاد وعمرو بن مخلد الليثى لم أعرفهما وقد روى الطبراني في الاوسط عن أنس نحوه وفيه مبارك ابن سحيم وهو متروك . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الاخرى يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . قوله تعالى (أو كصيب) عن ابن عباس في قوله (أو كصيب من السماء) قال الصيب المطر . رواه أبو يعلى وفيه أبو جناب وهو مدلس . قوله تعالى (أتجعل فيها من يفسد فيها) عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تبارك وتعالى إلى الارض قالت الملائكة أي رب (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى أعلم ما لا تعلمون) قالوا ربنا نحن أطوع لك من بنى آدم قال الله تبارك وتعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبط بهما إلى الارض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هروت وماروت فأهبطا إلى الارض ومثلث لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاآها فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الاشراك قالا لا والله لانشرك بالله آبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبى تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبى فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبى فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه على إلا فعلتماه
[ 314 ]
حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة . قوله تعالى (وقولوا حطة) عن ابن مسعود في قوله وقولوا حطة قال قالوا حنطة حمراء فيها شعيرة فذلك قوله (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم) . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله ابن محمد بن سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف . قوله تعالى (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان بنى إسرائيل لو أخذوا أدنى بقرة لاجزأتهم أو لاجزأت عنهم . رواه البزار فيه عباد بن منصور وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات . قوله تعالى (فتمنوا الموت) عن ابن عباس قال قال أبو جهل لئن رأيت محمدا يصلى لاطأن على عنقه فقيل هو ذاك قال ما أراه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو فعل لاخذته الملائكة عيانا ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا - قلت هو في الصحيح بغير سياقه - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) عن ابن عباس أن يهود كانوا يقولون هذه الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب لكل سنة يوما في النار وإنما سبعة أيام معدودات فأنزل الله عزوجل (وقالوا لنتمسنا النار إلا أياما معدودة) إلى قوله (فيها خالدون) . قوله تعالى (من كان عدوا لجبريل) عن ابن عباس قال حضرت عصابة من اليهود نبى الله صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن الا نبى قال سلونى عم شئتم ولكن اجعلوا لى ذمة الله وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتبايعني قالوا فذلك لك قال أربع خلال نسألك عنها أخبرنا أي شئ حرم اسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة وأخبرنا كيف ماء الرجل من ماء المرأة وكيف الانثى منه والذكر وأخبرنا كيف هذا النبي الامي في النوم ومن وليه من الملائكة فأخذ عليهم عهد الله لئن أخبرتكم لتتابعني فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال فأنشدكم بالذى أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضا طال سقمه فنذر نذرا لئن عافاه
[ 315 ]
الله من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه وكان أحب الطعام إليه لحمان الابل وأحب الشراب إليه ألبانها فقالوا اللهم نعم فقال اللهم اشهد وقال أنشدكم بالله الذى لا إله إلا هو هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان الولد والشبه باذن الله تعالى إن علاماء الرجل كان ذكرا باذن الله تعالى وإن علاماء المرأة كان أنثى باذن الله قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد قال فأشهدكم بالذى أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن النبي الامي هذا تنام عيناه ولا ينام قلبه قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد عليهم قالوا أنت الآن حدثتنا فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك قال فان وليى جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه قالوا فعندها نفارقك لو كان وليك من الملائكة سواه لاتبعناك وصدقناك قال فما يمنعكم أن تصدقوا قالوا هو عدونا فعند ذلك قال الله عزوجل (من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين . من كان عدوا لله وملائكة ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين . ولقد أنزلنا اليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون . ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) فعند ذلك باءوا بغضب على غضب . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله ابن محمد بن سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف . قوله تعالى (ما ننسخ من آية) عن عمر قال قرأ رجلان من الانصار سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانا يقرآن بها فقاما يقرآن ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غادبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر اذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما مما نسخ أو نسى فالهوا عنها فكان الزهري يقرؤها (ما ننسخ من آية أو ننسها) بضم النون خفيفة . رواه الطبراني وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك . قوله تعالى (رب
[ 316 ]
اجعل هذا بلدا امنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر) قال ابن عباس كان ابراهيم احتجرها دون الناس فأنزل الله ومن كفر أيضا فأنا أرزقهم كما أرزق المؤمنين أخلق خلقا لا أرزقهم أمتعهم قليلا ثم أضطرهم إلى عذاب النار ، ثم قرأ ابن عباس (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عزوجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) قال عدلا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) عن ابن عمر أن عمر قال يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) . رواه الطبراني وفيه جعفر بن محمد بن جعفر المدائني ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . قوله تعالى (فلنولينك قبلة ترضاها) عن عبدالله بن عمرو في قوله (فلنو لينك قبلة ترضاها) قال نحو ميزاب الكعبة . رواه الطبراني من طريقين ورجال إحداهما ثقات . قوله تعالى (وآتى المال على حبه) قال ابن مسعود أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (فاتباع بالمعروف) عن ابن عباس قوله (فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان) قال كانت بنو إسرائيل إذا قتل منهم القتيل عمدا لم يحل لهم إلا القود وأحل الدية لهذه الامة فأمر هذا أن يتبع بمعروف وأمر هذا أن يؤدى باحسان ذلك تخفيف من ربكم . رواه الطبراني وفيه الحسن بن على المعمرى وهو ضعيف وقد وثق . قوله تعالى (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن) عن ابن عباس أنه سئل عن قوله (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن) وقوله (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) فقال إنه ذقد أنزل في رمضان في ليلة القدر في ليلة مباركة جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم رسلا في الشهور والايام . رواه الطبراني وفيه سعد بن طريف وهو متروك . قوله تعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) عن ابن
[ 317 ]
عباس قوله (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) قال أخبر الله عزوجل أن العبد المؤمن إذا سلم لامر الله ورجع فاسترجع عند المصيبة كتب له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله والرحمة وتحقيق سبيل الهدى ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا يرضاه . رواه الطبراني وإسناده حسن . قوله تعالى (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم) عن كعب بن مالك قال كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى فنام حرم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد فرجع عمر من عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد سمر عنده فوجد امرأته قد نامت فأرادها فقالت إنى نمت فقال ما نمت ثم وقع بها وصنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله عزوجل (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم) رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وقد ضعف . قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) عن أبى جبيرة بن الضحاك قال كانت الانصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله فأصابتهم مصيبة فأمسكوا فأنزل الله عزوجل (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وزاد (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) ورجالهما رجال الصحيح . وعن النعمان بن بشير في قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إن التهلكة) قال كان الرجل يذنب الذنب فيقول لا يغفر الله لى فأنزل الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجالهما رجال الصحيح . قوله تعالى (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث) عن ابن عمر في قول الله عزوجل (الحج أشهر معلومات) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوالقعدة وذو الحجة (فمن فرض فيهن الحج) قال ابن عمر التلبية والاحرام (فلا رفث) قال غشيان النساء (ولا فسوق) السبا (ولا جدال) المراء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن السكن
[ 318 ]
وهو ضعيف . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (الحج أشهر معلومات) قال شوال وذو القعدة وذو الحجة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه حصين بن مخارق وهو ضعيف جدا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تبارك وتعالى (فلا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج) قال الرفث الاعران والتعرض للنساء بالجماع والفسوق المعاصي والجدال جدال الرجل صاحبه . رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح عن سوار بن محمد بن قريش وكلاهما فيه لبن وقد وثقا ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال لارفث قال الرفث الجماع ولافسوق قال الفسوق المعاصي ولا جدال في الحج قال المراء . رواه أبو يعلى وفيه خصيف وثقه العجلى وابن معين وصعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (وتزودوا فاان خير الزاد التقوى) عن ابن الزبير قال كان الناس يتوكل بعضهم على بعض في الزاد فأمرهم الله عزوجل أن يتزودوا فقال وتزودوا فان خير الزاد التقوى . رواه الطبراني وفيه أبو سعد البقال وهو ضعيف . قوله تعالى (فمن تعجل في يومين) عن عبدالله بن مسعود في قوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) فلا مغفورا له . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف . قوله تعالى تعالى (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) عن ابن جريج في قوله تعالى (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) قال نزلت في صهيب بن سنان وأبى ذر والذى أدرك صهيبا بطريق المدينة فنفر بن عمير بن جدعان . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى ابن جريح . قوله تعالى (كان الناس أمة واحدة) عن ابن عباس في قوله تعالى (كان الناس أمة واحدة) قال على الاسلام كلهم . وقال الكلبي يعنى على الكفر كلهم . رواه أبو يعلى والطبراني باختصار ورجال أبى يعلى رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق قال فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل كتابه قال فكان
[ 319 ]
الناس أمة واحدة . رواه البزار وفيه عبد الصمد بن النعمان وثقه ابن معين وقال غيره ليس بالقوى . قوله تعالى (يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه) تقدم حديث هذه الآية في أواخر المغازى والسيرفي أبواب البعوث والسرايا . قوله تعالى (ويسئلونك ماذا ينفقون) عن ابن عباس (ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) قال الفضلى على العيال . رواه الطبراني وفيه محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله ثقات . قوله تعالى (ويسئلونك عن المحيض) وقوله (نساؤكم حرث لكم) عن ابن عمر قال إنما أنزلت على رسو الله صلى الله عليه وسلم (نساؤكم حرث لكم) رخصة في إتيان الدبر . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه على بن سعيد بن بشير وهو حافظ وقال فيه الدار قطني ليس بذاك ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى سعيد قال أبعر رجل امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أبعر فلان امرأته فأنزل الله عزوجل (نساؤكم حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم) . رواه أبو يعلى عن شيخه الحرث بن سريج القفال وهو ضعيف كذاب . قلت له سودية . وعن ابن عمر أن رجلا أصاب امرأة في دبرها زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر ذلك الناس فأنزل الله (نساؤكم حرث لكم) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وضعفه الاكثرون ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت فقال وما أهلكك قال حولت رحلى البارحة فلم يرد على شيئا قال فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (نساؤكم حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم) أقبل وأدبر واتق الحيضة والدبر . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال نزلت هذه الآية (نساؤكم حرث لكم) في أناس من الانصار أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إئتها على كل حال إذا كان في الفرج . رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف . قلت وقد تقدم في النكاح أحاديث من هذا الباب . وعن جابر عن رسول الله صلى الله عليه
[ 320 ]
وسلم في قول الله تعالى (ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض) فقالوا إن اليهود قالوا من أتى امرأته في دبرها كان ولده أحول وكان نساء الانصار لا يدعن أزواجهن يأتونهن من أدبارهن فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهى حائض فأنزل الله عزوجل (ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) حتى الاطهار فإذا تطهرن الاغتسال (فائتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين . نساؤكم حرث لكم فائتوا حرثكم أنى شئتم) إنما الحرث من حيث الولد - قلت رواه مسلم باختصار - رواه البزار وفيه عبيدالله بن يزيد بن ابراهيم القردوانى ولم يروه عنه غير ابنه ، وبقية رجاله وثقوا . قوله تعالى (أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح) عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذى بيده عقدة النكاح الزوج . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف . قوله تعالى (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) عن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدث أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال قاستكتبتنى حفصة مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها فأملها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما بلغتها جئتها بالورقة التى أكتبها فيها فقالت اكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين) . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الاوسط وفى إسناد أحمد وأبى يعلى ابن لهيعة وهو ضعيف . وعن ابن عباس في قول الله تعالى (وقوموا لله قانتين) قال كانوا يتكلمون في الصلاة يجئ خادم الرجل إليه وهو في الصلاة فيكلمه بحاجته فنهوا عن الكلام . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (من ذا الذى
[ 321 ]
يقرض الله قرضا حسنا) عن عبدالله بن مسعود قال لما نزلت (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا) قال أبوالدحداح يا رسول الله وإن الله يريد منا القرض قال نعم يا أبا الدحداح قال فانى أقرضت ربى حائطا فيه ستمائة نخلة ثم جاء يمشى حتى أتى الحائط وفيه أم الدحداح في عيالها فناداها يا أم الدحداح قالت لبيك قال اخرجي فانى قد أقرضت ربى حائطا فيه ستمائة نخلة . رواه البزار ورجاله ثقات . قوله تعالى (فيه سكينة من ربكم) عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السكينة ريح حجوج . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . قوله تعالى (الله لا إله إلا هو الحى القيوم) عن أبى يعنى ابن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله أي آية في كتاب الله تبارك وتعالى أعظم قال الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال أبى آية الكرسي فقال ليهنك العلم أبا المنذر والذى نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى السليل قال كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث الناس حتى يكثر فيصعد على ظهر بيت فيحدث الناس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي آية في القرآن أعظم قال فقال رجل (الله لا إله إلا هو الحى القيوم) قال فوضع يده بين كتفي حتى وجدتيردها بين كتفي قال يهنك يا أبا المنذر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن الاسقع البكري أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله رجل أي آية في القرآن أعظم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولانوم) حتى انقضت الآية . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن بريدة قال بلغني أن معاذ بن جبل أخذ الشيطان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فقلت بلغني أنك أخذت الشيطان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ضم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة فجعلته في غرفة لى فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى هو عمل (21 - سادس مجمع الزوائد)
[ 322 ]
الشيطان فارصده قال فرصدته ليلا فلما ذهب هون من الليل أقبل على صورة الفيل فلما انتهى إلى الباب دخل من خلل الباب على غير صورته فدنا من التمر فجعل يلتقمه فشددت على ثيابي فتوسطته فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا عدو الله وثبت إلى تمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك لارفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك فعاهدني أن لا يعود فغدوت إلى رسول الله صلى الله فرصدته الليلة الثانية فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك وعاهدني أن لا يعود فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول اللهه صلى الله عليه وسلم لاخبره فإذا مناديه ينادى أين معاذ فقال لى يا معاذ ما فعل أسيرك فأخبرته فقال لى إنه عائد فارصده فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك وصنعت مثل ذلك فقلت يا عدوالله عاهدتني رتين وهذه الثالثة لارفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك فقال إنى شيطان ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان أنفرتنا منها فوقعنا بنصيبين وللا يقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا فان خليت سبيلى علمتكهما قلت نعم قال آية الكرسي وخاتمة سورة البقرة آمن الرسول إلى آخرها فخليت سبيله ثم عدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخبره فإذا مناديه ينادى أين معاذ بن جبل فلما دخلت عليه قال لى ما فعل أسيرك قلت عاهدني أن لا يعود وأخبرته بما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الخبيث وهو كذوب قال فكنت أقرؤهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا . رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو صدوق إن شاء الله كما قال الذهبي ، قال ابن أبى حاتم : وقد تكلموا فيه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن مالك بن حمزة بن أبى أسيد عن أبيه عن جده أبى أسيد الساعدي الخزرجي وله بئر بالمدينة يقال لها بئر بضاعة قد بصق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فهى يبشر بها ويتيمن بها قال فاما قطع أبو أسيد تمر حائطه جعله في غرفة فكانت الغول تخالفه إلى
[ 323 ]
مشربته (1) فتسرق تمره وتفسده عليه فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تلك الغول يا أبا أسيد فاستمع عليها فقالت الغول يا أيا أسيد اعفنى أن تكلفني أن أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطيك موثقا من الله أن لاأخالفك إلى بيتك ولا أسرق تمرك وأدلك على آية تقرؤها في بيتك فلا تخالف إلى أهلك وتقرؤها على إنائك فلا نكشف غطاءه فأعطته الموثق الذى ضى به منها فقالت الآية التى أدلك عليها هي آية الكرسي ثم حكت أسنانها تضرط فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه القصة حيث ولت فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت وهى كذوب . رواه الطبراني ورجاله وثقوا كلهم وفى بعضهم ضعف . وعن الشعبى قال حلس مسروق وشتير بن شكل في مسجد الاعظم فرأهما الناس فتحولوا اليهما فقال شتبر لمسروق إنما تحول هؤلاء الينا لنحدثهم فاما أن تحدث وأصدقك وإما أن أحدث وتصدقني فقال مسروق حدث وأصدقك فقال شتير حدثنا عبدالله بن مسعود أن أعظم آية في كتاب الله (الله لا إله إلا هو الحى القيوم) إلى آخر الآية فقال مسروق صدقت - قلت وهو بتمامه في سورة الطلاق . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس (وسع كرسيه السموات والارض) قال موضع القدمين ولا يقدر قدر عرشه إلا الله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (الله ولى الذين آمنوا) عن ابن عباس (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) قال هم قوم كانوا كفروا بعيسى وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) هم قوم آمنوا بعيسى فلما بعث محمد كفروا به . رواه الطبراني وفيه أبو بلال الاشعري وهو ضعيف . قوله تعالى (لم يتسنه) عن ابن عباس في قوله تعالى (انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) قال لم يتغير . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (إعصار فيه نار) عن ابن عباس في قوله (اعصار فيه نار فاحترقت) قال الاعصار الريح الشديد . رواه أبو يعلى وفيه محمد بن السائب الكلبى وهو ضعيف جدا . قوله تعالى (1) أي غرفته .
[ 324 ]
ليس عليك هداهم) عن ابن عباس قال كانوا أن يرضخوا لانسابهم من المشركين فسألوا فرخص لهم فنزلت هذه الآية (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء وما تنفقوا من خير فلانفسكم) إلى قوله (وأنتم لا تظلمون) . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف . رواه البزار بنحوه ورجاله ثقات . قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) عن يزيد بن عبدالله بن عريب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية نزلت (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) أنها نزلت في نفقات الخيل . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ويزيد بن عبدالله وأبوه لا يعرفان . وعن ابن عباس (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية قال نزلت في على بن أبى طالب كانت عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفى السر واحدا وفى العلانية واحدا . رواه الطبراني وفيه عبد الواحد بن مجاهد وهو ضعيف . قوله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) عن ابن عباس في قوله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) انها آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما ثقات . قوله تعالى (آمن الرسول) عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبى قبلى . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . قلت وقد تقدمت طرق هذا الحديث في أول السورة * (سورة آل عمران) * قوله تعالى (والراسخون في العلم) عن عبدالله بن يزيد بن آدم قال حدثنى أبو الدرداء وأبو أمامة وواثلة بن الاسقع وأنس بن مالك قالوا سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الراسخون في العلم قال هو من قرت عينه وصدق لسانه وعف فرجه وبطنه فذاك الراسخ في العلم . رواه الطبراني وعبد الله بن يزيد ضعيف .
[ 325 ]
قوله تعالى (ربنا لا تزغ قلوبنا) عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في د ؟ ؟ أن يقول : اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله وان القلوب لتتقلب قال نعم مامن خلق الله من بشر من بنى آدم إلا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله عزوجل فان شاء الله أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل الله ربنا أن لايزبغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله أن يهب لنأمن لدن رحمة إنه هو الوهاب قالت قلت يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي قال بلى قولى اللهم رب النبي اغفر لى ذنبي وأذهب غيظ قلبى وأجرني من مضلات الفتن ما أحييتنا - قلت روى الترمذي بعضه - رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق وتأتى بقية طرق هذا الحديث في القدر (1) والادعية (2) إن شاء الله . قوله تعالى (شهد الله انه لا إله إلا هو) عن الزبير بن العوام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين تلا هذه الآية (شهد الله أنه لا إله إلا هو) إلى قوله العزيز الحكيم . قال وأنا أشهد أن لا إله الا هو العزيز الحكيم ، وفى أسانيدهما مجاهيل . وعن غالب القطان قال أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الاعمش فلما كان ليلة أردت أن أتحدر قام فتهجد من الليل فمر بهذه الآية (شهد الله أنه لا إله الا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم . إن الدين عند الله الاسلام) قال الاعمش وأنا أشهد بما شهد الله وأستودع الله هذه الشهادة وهى عند الله وديعة ان الدين عند الله الاسلام قالها مرارا قلت لقد سمع فيها شيئا فغدوت إليه فودعته ثم قلت يا أبا محمد إنى سمعتك تردد هذه الآية قال أرما بلغك ما فيها قلت أنا عندك منذ شهر لم تحدثني قال والله لاحدثتك بها سنة قال فأقمت سنة فكتبت على بابه فلما مضت السنة قلت يا أبا محمد قد مضت السنة قال حدثنى أبو وائل عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله (1) في الجزء السابع . \ \ \ (2) في الجزء العاشر .
[ 326 ]
عليه وسلم يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى عبدى عهد إلى وأنا أحق من وفى العهد أدخلوا عبدى الجنة . رواه الطبراني وفيه عمر بن المختار وهو ضعيف . قوله تعالى (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها) أما من في السموات فالملائكة وأما من في الارض فمن ولد على الاسلام وأما كرها فمن أتى به من سبابا الامم في السلاسل والاغلال يقادون إلى الجنة وهم كارهون . رواه الطبراني وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروو . قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) عن عبدالله بن عمر قال حضرتني هذه الآية (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فذكرت ما أعطاني الله عزوجل فلم أجد شيئا أحب إلى من مرجانة جارية لى رومية فقال هي حرة لوجه الله فلو أنى أعود في شئ جعلته لله لنكحتها . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) عن عبدالله بن مسعود في قوله تعالى (اتقوا الله حق تقاته) قال أن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يذكر فلا ينسى . رواه الطبراني باسناد بن رحال أحدهما رجال الصحيح والآخر ضعيف . قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا) عن عبدالله بن مسعود في قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا) قال القرآن ، وفى رواية قال حبل الله الجاعة ، ورجال الاول رجال الصحيح والثانى منقطع الاسناد . وعن عبدالله بن مسعود قال إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون يا عباد الله هذا الطريق واعتصموا بحبل الله الصراط المستقيم كتاب الله . رواه الطبراني عن شيخه عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف . قوله تعالى (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله) عن ابن عباس (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) قال كان الاوس والخزرج يتحدثون ذا ذكروا أمر الجاهلية فغضبوا حتى كان بينهم حرب فأخذوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض فنزلت (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) إلى قوله
[ 327 ]
(فأنقذكم منها) . رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن أبى الليث وهو متروك . قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) عن ابن عباس في قوله عزوجل (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) قال هم الذين هاجروا مع محمد صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح . قوله تعالى (ليسوا سواء) عن ابن عباس قال لما أسلم عبدالله بن سلام وثعلبة بن شعبة وأسد بن عبيد ومن أسلم من يهود فآمنوا وصدقوا ورغبوا في الاسلام قالت أحبار يهود أهل الكفر ما آمن بمحمد ولاتبعه إلا شرارنا ولو كانوا من خيارنا ما تركوا دين آبائهم فأنزل الله عزوجل في ذلك من قوله (ليسوا سواءا من أهل الكتاب) إلى قوله تعالى (من الصالحين) . رواه الطبراني ورجاله ثقات . قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عزوجل (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم اكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعلقون) قال هم الخوارج . رواه الطبراني واسناده جيد . قوله تعالى (مسومين) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (مسومين) قال معلمين وكانت سيما الملائكة يوم يدر عمائم سود ويوم أحد عمائم حمر . رواه الطبراني وفيه عبد القدوس بن حبيب وهو متروك . قوله تعالى (وجنة عرضها السموات والارض) عن أبى هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت قوله (وجنة عرضها السموات والارض) قال فأبن النار قال أرأيت الليل فالتمس كل شئ فأين النهار قال حيث شاء الله قال فكذلك النار حيث شاء الله . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . قوله تعالى (وكأين من نبى) عن عبدالله يعنى ابن مسعود (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير) قال ألوف . رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة وثقه النسائي وغيره وضعفه جماعة . قوله تعالى (منكم من يريد الدنيا) عن عبدالله بن مسعود قال ما كنت أرى
[ 328 ]
أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) . رواه الطبراني في الاوسط وأحمد في حديث طويل تقدم في وقعة أحد ورجال الطبراني ثقات . قوله تعالى (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة) عن عبدالرحمن بن عوف في قوله عزوجل (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) قال ألقى علينا النعاس يوم أحد . رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود قال النعاس أمنة عند القتال من الله عزوجل والنعاس في الصلاة من الشيطان . رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه جماعة . قوله تعالى (وما كان لنبي أن يغل) عن ابن عباس قال وما كان لنبى أن يغل . قال ما كان لنبي أن يتهمه قومه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فردت رايته ثم بعث فردت ثم بعث فردت بغلول رأس غزال من ذهب فنزلت (وما كان لنبي أن يغل) . رواه الطبراني ورجاله ثقات . قوله تعالى (ولا اتحسبن لذين قتلوا في سبيل الله امواتا) عن مسروق قال سألنا عبدالله يعنى ابن مسعود عن هذه الآية (ولا تحسبن الاذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) إلى يرزقون قال أرواح الشهداء عند الله كطير خضر لها قنااديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال هل تشتهون من شئ فأزيدكموه قالوا ربنا السنا نسرح في الجنة في أيها شئنا قال ثم اطلع إليهم الثانية فقال هل تشتهون من شئ فأزيدكموه قالوا ربنا ألسنا نسرح في الجنة في أيها شئنا قال ثم اطلع إليهم الثالثة فقال هل تشتهون من شئ فأزيدكموه قالوا تعيد أرواحنا في أجسادها فنقاتل في سبيلك فنقتل مرة أخرى قال فسكت عنهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وله أسانيد أخر ضعيفة . وعن سعيد بن جبير قال لما أصيب حمزة وأصحابه بأحد قالوا ليت من خلفنا علموا ما أعطانا الله من الثواب ليكون أجرا لهم فقال الله عزوجل أنا أعلمهم فأنزل الله تبارك وتعالى (ولا تحسبن الذين
[ 329 ]
قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل . قوله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به) عن عبدالله يعنى ابن مسعود في قوله (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال يطوق شجاعا أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه فيقول مالى ولك فيقول أنا مالك الذى يخلت به ، وفى رواية عن عبدالله أيضا قال من كان له مال لم يؤد زكاته طوقه يوم القيامة شجاعا أقرع ينقر رأسه فيقول أنا مالك الذى كنت تبخل به (سيطوقون ما يخلوا به يوم القيامة) . رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحده ثقات . قوله تعالى (إن في خلق السموات والارض) عن ابن عباس قال أتت قريش اليهود فقالوا بما جاءكم موسى صلى الله عليه وسلم قالوا عصاه ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا كيف كان عيسى صلى الله عليه وسلم قالوا كان يبرئ الاكمه والابرص ويحيى الموتى فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا فنزلت هذه الآية (إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الالباب) فليتفكروا فيها . رواه الطبراني وفيه يحيى الحمانى وهو ضعيف . قوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما أجرا لهم فقال الله عزوجل أنا أعلمهم فأنزل الله تبارك وتعالى (ولا تحسبن الذين
[ 329 ]
قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل . قوله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به) عن عبدالله يعنى ابن مسعود في قوله (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال يطوق شجاعا أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه فيقول مالى ولك فيقول أنا مالك الذى يخلت به ، وفى رواية عن عبدالله أيضا قال من كان له مال لم يؤد زكاته طوقه يوم القيامة شجاعا أقرع ينقر رأسه فيقول أنا مالك الذى كنت تبخل به (سيطوقون ما يخلوا به يوم القيامة) . رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحده ثقات . قوله تعالى (إن في خلق السموات والارض) عن ابن عباس قال أتت قريش اليهود فقالوا بما جاءكم موسى صلى الله عليه وسلم قالوا عصاه ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا كيف كان عيسى صلى الله عليه وسلم قالوا كان يبرئ الاكمه والابرص ويحيى الموتى فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا فنزلت هذه الآية (إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولى الالباب) فليتفكروا فيها . رواه الطبراني وفيه يحيى الحمانى وهو ضعيف . قوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما وقعودا) عن ابن مسعود في قوله (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) قال إن لم يستطع أن يصلى قائما فقاعدا وإل فمضطجعا . رواه الطبراني وإسناده منقطع وفيه جويبر وهو متروك (1) . تم الجزء السادس من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ونقل من خط مصنفه الشيخ الامام العالم الشيخ نور الدين على الشهير بالهيثمى ، ويليه الجزء السابع أو له سورة النساء . (1) بلغ الفقير أحمد بن على بن حجر مقابلة لهذا المجلد بالاصل الذى بخط مؤلفه ولله الحمد وانتهى في شوال سنة تسع وثمانمائة والحمد لله كثيرا