مجمع الزوائد
الهيثمى ج 5
[ 1 ]
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807 بتحرير الحافظين الجليلين : العراقي وابن حجر الجزء الخامس دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (وبه نستعين ولا عدوان إلا على الظالمين (باب الامة تباع ولها زوج) عن ابن مسعود في الامة تباع ولها زوح قال بيعها طلاقها . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود . (باب العدة) عن أبى بن كعب قال قلت للنبى صلى الله عليه وسلم (وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن) للمطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها قال للمطلقة ثلاثا والمتوفى عنها . رواه عبد الله بن أحمد وفيه المثنى بن الصباح وثقه ابن معين وضعفه الجمهور . وعن أبى بن كعب قال نازعنى عمر بن الخطاب في المتوفى عنها وهى حامل فقلت تزوج إذا وضعت فقالت أم الطفيل أم ولدى لعمر ولى قد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ولد سبيعة الاسلمية أن تنكح إذا وضعت . رواه أحمد وإسناده حسن إلا ان بشر بن سعيد لم يدرك أبى بن كعب . وعن أم الطفيل امرأة أبى بن كعب أنها سمعت عمر بن الخطاب وأبى بن كعب يختصمان فقالت أم الطفيل أفلا يسأل عمر بن الخطاب سبيعة الاسلمية توفى عنها زوجها وهى حامل فوضعت بعد ذلك بأيام فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني أتم منه وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن مسعود أن سبيعة الاسلمية بنت الحرث وضعت حملها بعد وفاة زوجها بعد خمس عشرة ليلة فدخل عليها أبو السنابل فقال كأنك تحدثين نفسك بالباءة مالك ذلك حتى ينقضى أبعد الاجلين فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه
[ 3 ]
وسلم فأخبرته بما قال أبو السنابل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب أبو السنابل إذا أتاك أحد ترصينه فائتى به أو قال فائتيني فأخبرها أن عدتها قد انقضت . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح : وعن عبد الله بن عتبة أن سبيعة الاسلمية بنت الحارث قال فذكر الحديث أو نحوه وقال فيه إذا أتاك كفؤ فائتيني أو ائتينى به ولم يذكر ابن مسعود . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت طلقت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثت عشرين ليلة ثم وضعت حملها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال استفلحى بأمرك أي تزوجي . رواه الطبراني في الاوسط باسنادين ورجال أحدهما ثقات . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج . رواه البزار وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف وقد وثق . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل عدة بريرة عدة الحرة . رواه البزار وفيه حميد بن الربيع و ثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة . وقد تقدم حديث أبى بكر من طريق ابن عباس في باب تخيير الامة . وعن ابن عباس قال نهيت المتوفى عنها زوجها عن الطيب والزينة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود أن المرأة إذا طلقت وهم يحسبون أن الحيضة قد أدبرت عنها ولم يتبين ذلك أنها تنتظر سنة فان لم تحض فيها اعتدت بعد السنة ثلاثة أشهر فان حاضت في الثلاثة أشهر التى بعد السنة فلا تعجل عليها حتى تعلم أتم حيضها أم لا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا ان عبد الكريم الجزرى قال حدثنى أصحاب ابن مسعود ولم يسم أحدا منهم . (باب المعتدة تنتقل أو تخرج من بيتها) عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة انتقلى إلى أم شريك ولا تفوتينا بنفسك . رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال قال لفاطمة بنت قيس ، وفيه محمد بن عمرو وحديثه حسن . وعن جابر بن عبد الله عن
[ 4 ]
خالته أنها أرادت أن تخرج إلى نخل لها لتجده (1) فقال لها رجل ليس لك ذلك فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخرجي وجدى نخلك لعلك أن تصدقي أو تصنعي معروفا قلت هو في الصحيح من حديث جابر نفسه وهنا من حديثه عن خالته رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن علقمة قال سأل ابن مسعود نساءا من همدان نعى إليهن أزواجهن فقلن إنا نستوحش فقال عبد الله يجتمعن بالنهار ثم ترجع كل واحدة منهن إلى بيتها بالليل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب الاستبراء) عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى في وقعة أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه بقية والحجاج بن أرطاة وكلاهما مدلس . وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين عن بيع الخمس حتى يقسم وعن أن توطأ النساء حتى يضعن ما في بطونهن إذا كن حبالى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عصمة بن المتوكل وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى عليه وسلم أن توطأ الحامل حتى تضع . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث في النهى عن وطئ الحبالى حتى يضعن في باب النكاح . وعن ابن مسعود قال تستبرئ الامة بحيضة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب الخلع) عن عبد الله بن عمرو وسهل بن أبى حثمة قال كانت حبيبة تحت ثابت بن قيس بن شماس الانصاري فكرهته وكان رجلا دميما فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إنى لاراه فلولا مخافة الله عزوجل لبزقت في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته التى أصدقك قالت نعم فأرسل إليه فردت عليه حديقته وفرق بينهما فكان ذلك أول خلع كان في الاسلام . رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو (1) الجداد : صرام النخل وهو قطع ثمرتها . (*)
[ 5 ]
مدلس . وعن أنس قال جاءت امرأة ثابت بن شماس وهو ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كلاما كأنها كرهته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تردين عليه حديقته قالت نعم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثابت خذ منها ذلك أحسبه قال وطلقها . رواه البزار وفيه أبو جعفر الرازي وهو ثقة وفيه ضعف . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المختلعات والمنتزعات هن المنافقات . رواه الطبراني وفيه قيس ابن الربيع وثقه الثوري وشعبة وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب في الزوجين يسلم أحدهما) عن ابن أبى مليكة قال لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبى جهل فركب البحر فخب (1) بهم البحر فجعلت الصرارى ومن في البحر يدعون الله عزوجل ويستغيثون به فقال ما هذا فقيل مكان لا ينفع فيه إلا الله عزوجل فقال عكرمة فهذا إله محمد الذى يدعونا إليه ارجعوا بنا فرجعوا فرجع وأسلم وكانت امرأته قد أسلمت قبله فكانا على نكاحهما . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . وعن الشعبى أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت وزوجها مشرك أبو العاص بن الربيع ثم أسلم بعد ذلك بحين فلم يجدد انكاحا . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق . (باب الظهار) عن ابن عباس قال كان الرجل إذا قال لامرأته في الجاهلية أنت على كظهر أمي حرمت عليه وكان أول من ظاهر في الاسلام رجل كان تحته ابنة عم له يقال لها خويلة فظاهر منها فأسقط في يديه وقال ألا قد حرمت على وقالت له مثل ذلك قال فانطلقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسليه فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تشتكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تبارك وتعالى (قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله) إلى قوله (فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) (1) أي اضطرب . (*)
[ 6 ]
فقالت أنا رقبة ماله غيرى قال فصيام شهرين متتابعين قالت والله إنه ليشرب في اليوم ثلاث مرات قال (فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا) قالت بأبى وأمى ما هي إلا أكلة إلى مثلها لا نقدر على غيرها فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بشطر وسق ثلاثين صاعا والوسق ستون صاعا فقال ليطعمه ستين مسكينا وليراجعك . رواه البزار وفيه أبو حمزة الثمالى وهو ضعيف . وعن أبى سلمة ومحمد بن عبد الرحمن ابن ثوبان أن سلمان بن صخر البياضى جعل امرأته عليه كظهر أمه إن غشيها حتى يمضى رمضان فلما مضى النصف من رمضان سمنت وتربعت فأعجبته فغشيها ليلا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال اعتق رقبة قال لا أجد قال صم شهرين متتابعين قال لا أستطيع قال اطعم ستين مسكينا قال لا أجد فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق (1) فيه خمسة عشر صاعا أو ستة عشر صاعا من تمر قال خذ هذا فتصدق على ستين مسكينا قلت رواه أبو داود وغيره غير قوله أن غشيها رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال كان الظهار في الجاهلية يحرم النساء فكان أول ظهار في الاسلام أوس بن الصامت وكانت امرأته خويلة بنت خويلد وكان الرجل ضعيفا وكانت المرأة جلدة فلما أن تكلم بالظهار قال لا أراك إلا قد حرمت على فانطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك تبتغى شيئا يردك على فانطلقت وجلس ينتظرها عند قرنى البئر فأتت النبي صلى الله عليه وسلم وماشطة تمشط رأسه فقالت يا رسول الله إن أوس ابن الصامت من قد علمت في ضعف رأيه وعجز مقدرته وقد ظاهر منى يا رسول الله وأحق من عطف عليه بخير إن كان أنا أو عطف عليه بخير إن كان عنده وهو بعد ظاهر منى يا رسول الله فابتغى شيئا تردني إليه بأبى أنت وأمى قال يا خويلة ما أمرنا بشئ من أمرك وإن نؤمر فسأخبرك فبينا ماشطته قد فرغت من شق رأسه وأخذت في الشق الآخر أنزل الله عزوجل وكان إذا (1) هو زبيل منسوج من نسائج الخوص ، وكل شئ مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء . (*)
[ 7 ]
نزل عليه الوحى يربد (1) لذلك وجهه حتى يجد بربده فإذا سرى عنه عاد وجهه أبيض كالقلب ثم تكلم بما أمر به من الوحى فقالت ما شطنه يا خويلة إنى لاظنه الآن في شأنك فأخذها أفكل (2) استقبلتها رعدة ثم قالت اللهم إنى أعوذ بك أن تنزل بى إلا خيرا فانى لم أبغ من رسولك إلا خيرا فلما سرى عنه قال يا خويلة قد أنزل فيك وفى صاحبك فقرأ (قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما) إلى قوله (ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا) فقالت يا رسول الله والله ما له خادم غيرى ولا لى خادم غيره قال (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين) فقالت والله إنه إذا لم يأكل في اليوم مرتين يسدر بصره (3) قال (فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا) فقالت والله ما لنا اليوم وقية قال فمريه فلينطلق إلى فلان فليأخذ منه شطر وسق من تمر فليتصدق به على ستين مسكينا وليراجعك قالت فجئت فلما رأني قال ما وراءك قلت خيرا وأنت دميم أمرت أن تأتى فلانا فتأخذ منه شطر وسق فتصدق به على ستين مسكينا وتراجعني فانطلق يسعى حتى جاء به قالت وعهدي به قبل ذلك لا يستطيع أن يحمل على ظهره خمسة آصع من التمر للضعف قلت لابن عباس حديث في الظهار غير هذا رواه الترمذي رواه الطبراني والبزار بنحوه باختصار وفيه أبو حمزة الثمالى وهو ضعيف . (باب الايلاء) عن أبى هريرة قال هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال شعبة أحسبه قال شهرا فأتاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو في غرفة على حصير قد أثر الحصير في ظهره فقال يا رسول الله كسرى يشربون في الفضة والذهب وأنت هكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم انهم عجلت طيباتهم في الحياة الدنيا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم الشهر (1) اربد وجهه : إذا تغير إلى الغبرة ، وقيل الربدة : لون بين السواد والغبرة ، وفى الاصل (يزبد) والتصحيح من النهاية . (2) أي رعدة ، ولا يبنى منها فعل . (3) أي يتحير . (*)
[ 8 ]
هكذا وهكذا وكسر في الثالثة الابهام . رواه أحمد وفيه داود بن فراهيج وثقة ابن حبان وضعفه ابن معين وغيره (1) . وعن ابن عباس أنه قال كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله عزوجل (وإن تظاهرا عليه) فكنت أهابه حتى حججنا معه حجة فقلت لئن لم أسئله في هذه الحجة لا أسأله فلما قضينا حجنا أدركناه وهو ببطن مرو قد تخلف لبعض حاجته فقال مرحبا بك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حاجتك قلت شئ كنت أريد أن أسئلك عنه يا أمير المؤمنين فكنت أهابك فقال سلنى عما شئت فانا لم نكن نعلم شيئا حتى تعلمنا فقلت أخبرني عن قول الله عزوجل (وإن تظاهرا عليه) من هما قال لا تسأل أحدا أعلم بذلك منى كنا بمكة لا يكلم أحدنا امرأته إنما هي خادم البيت فإذا كان له حاجة سفع برجنيها فقضى حاجته فلما قدمنا المدينة تعلمن من نساء الانصار فجعلن يكلمننا ويراجعننا وإنى أمرت غلمانا لى ببعض الحاجة فقالت امرأتي بل اصنع كذا وكذا فقمت إليها بقضيب فضربتها به فقالت يا عجبا لك يا ابن الخطاب تريد أن لا تكلم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه نساؤه فخرجت فدخلت على حفصة فقلت يا بنية انظري لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عنده دينار ولا درهم يعطيكهن فما كانت لك من حاجة حتى دهن رأسك فسلينى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح جلس في مصلاه وجلس الناس حوله حتى تطلع الشمس ثم دخل على نسائه امرأة امرأة يسلم عليهن ويدعو لهن فإذا كان يوم إحداهن جلس عندها وانها أهديت لحفصة بنت عمر عكة (2) عسل من الطائف أو من مكة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يسلم عليها حبسته حتى تلعقه منها أو تسقيه منها وأن عائشة أنكرت احتباسه عندها فقالت لجويرية عندها حبشية يقال لها خضراء إذا دخل على حفصة فادخلي عليها فانظري ما يصنع فأخبرتها الجارية بشأن العسل فأرسلت عائشة إلى صواحباتها فأخبرتهن وقالت إذا دخل عليكن فقلن إنا نجد (1) وقال العجلى لا بأس به كما في لسان الميزان . (2) العكة : هي وعاء من جلد . (*)
[ 9 ]
منك ريح مغافير (1) ثم انه دخل على عائشة فقالت يا رسول الله أطعمت شيئا منذ اليوم فانى أجد منك ريح مغافير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد شئ غليه أن يوجد منه ريح شئ فقال هو عسل والله لا أطعمه أبدا حتى إذ كان يوم حفصة قالت يا رسول الله إن لى حاجة إلى أبى ان نفقة لى عنده فائذن لى أن آتيه فأذن لها ثم إنه أرسل إلى جاريته مارية فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها فأتت حفصة فوجدت الباب مغلقا فجلست عند الباب فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فرع ووجهه يقطر عرقا وحفصة تبكى فقال ما يبكيك فقالت إنما أذنت لى من أجل هذا أدخلت أمتك بيتى ثم وقعت عليها على فراشي ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن أما والله ما يحل لك هذا يا رسول الله فقال والله ما صدقت أليس هي جاريتي قد أحلها الله لى أشهدك أنها على حرام ألتمس بذلك رضاك انظري لا تخبرى بذلك امرأة منهن فهى عندك أمانة فلما خرج رسول الله صلى الله وسلم قرعت حفصة الجدار الذى بينها وبين عائشة فقالت ألا أبشرى فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم أمته فقد أراحنا الله منها فقالت عائشة أما وا لله أنه كان يريبنى انه كان يقتل من أجلها فأنزل الله عزوجل (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن تظاهرا عليه) فهى عائشة وحفصة وزعموا أنها كانتا لا تكتم إحداهما الاخرى شيئا وكان لى أخ من الانصار إذا حضرت وغاب في بعض ضيعته حدثته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا غبت في بعض ضيعتي حدثنى فأتاني يوما وقد كنا نتخوف جبلة بن الايهم الغساني فقال ما دريت ما كان فقلت وما ذاك لعله جبلة بن الايهم الغساني تذكر قال لا ولكنه أشد من ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فلم يجلس كما كان يجلس ولم يدخل على أزواجه كما كان يصنع وقد اعتزل في مسربته (2) وقد ترك الناس يموجون ولا يدرون ما شأنه فأتيت والناس في المسجد يموجون ولا يدرون فقال يا أيها الناس كما (1) المغافير : شئ يطرحه شجر العرفط له ريح كريهة . (2) المسربة : مثل الصفة بين يدى الغرفة (*) .
[ 10 ]
أنتم ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسربته قد جعلت له عجلة فرقى عليها فقال لغلام له أسود وكان يحجبه استأذن لعمر بن الخطاب فاستأذن لى فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسربته فيها حصير وأهب معلقة وقد أفضى لجنبه إلى الحصير فأثر الحصير في جنبه وتحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفا فلما رأيته بكيت فقال ما يبكيك فقلت يا رسول الله فارس والروم يضطجع أحدهم في الديباج والحرير فقال إنهم عجلت لهم طيباتهم والآخرة لنا فقلت يا رسول الله ما شأنك فانى تركت الناس يموج بعضهم في بعض فعن خبر أتاك فقال اعتزلهن فقال لا ولكن كان بيني وبين أزواجي شئ فأحببت أن لا أدخل عليهن شهرا ثم خرجت على الناس فقلت يا أيها الناس ارجعوا فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بينه وبين أزواجه شئ فأحب أن يعتزل ثم دخلت على حفصة فقلت يا بنية أتكلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغيظينه وتغارين عليه فقالت لاأكلمه بعد بشئ يكرهه ثم دخلت على أم سلمة وكانت خالتي فقلت لها كما قلت لحفصة فقالت عجبا لك يا عمر بن الخطاب كل شئ تكلمت فيه حتى تريد أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أزواجه وما يمنعنا أن نغر على رسول الله عليه وسلم وأزواجكم يغرن عليكم فأنزل الله عز وجل (يا ايها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكم سراحا جميلا) حتى فرغ منها قلت لعمر حديث في الصحيح باختصار كثير رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث ثقة مأمون وضعفه أحمد وغيره . وعن ابن عباس قال كان إيلاء الجاهلية السنة والسنتين ثم وقت الله الايلاء فمن كان إيلاؤه دون أربعة أشهر فليس بايلاء . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الذى يولى من امرأته إن شاء راجعها في الاربعة أشهر فان هو عزم الطلاق فعليها ما على المطلقة من العدة . رواه الطبراني وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن إبراهيم
[ 11 ]
أن رجلا يقال له عبد الله بن أنيس آلى من امرأته فمضت أربعة أشهر قبل أن يجامعها ثم جامعها بعد الاربعة أشهر ولا يذكر يمينه فأتى علقمة بن قيس فذكر ذلك له فأتيا ابن مسعود فسألاه فقال قد بانت منك فاخطبها إلى نفسها فخطبها إلى نفسها وأصدقها رطلا من فضة . رواه الطبراني وإسناده رجاله رجال الصحيح إلا أنه منقطع إبراهيم لم يدرك ابن مسعود . عن وبرة عن رجل منهم آلى من امرأته عشرة أيام فسأل ابن مسعود فقال إن مضت أربعة أشهر فهو إيلاء . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم . وعن عبد الرحمن بن الاسود أن ابن عم له آلى من امرأته عشرة أيام ثم خرج فقدم وقد مضت أربعة أشهر فوقع بأهله فلقى رجلا فذكره يمينه فأتى ابن مسعود فأحلفه بالله عزوجل ما علمت ثم أرسل إلى امرأته فأحلفها بالله عزوجل ما علمت ثم أمره فخطبها إلى نفسها . رواه الطبراني و عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود وليث بن أبى سليم مدلس . وعن أبى قلابة قال آلى النعمان من امرأته وكان جالسا عند ابن مسعود فضرب فخذه وقال إذا مضت أربعة أشهر فاعتد بتطليقة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا قلابة لم يدرك ابن مسعود . وعن قتادة أن عليا وابن عباس وابن مسعود قالوا إذا مضت الاشهر الاربعة فهى تطليقة وهى أحق بنفسها ، وقال على وابن مسعود تعتد عدة المطلقة . رواه الطبراني وقتادة لم يدرك عليا ولا ابن مسعود ولم يسمع من ابن عباس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب اللعان) عن ابن عباس قال لما نزلت (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوالهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون) قال سعد بن عبادة وهو سيد الانصار أهكذا أنزلت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم قالوا يارسول الله لا تلمه فانه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا ولا طلق امرأة قط فاجترا رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد والله يا رسول الله أنى لاعلم أنها
[ 12 ]
حق وانها من عند الله ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لى أن أهيجه ولا أن احركه حتى آتى باربعة شهداء فوالله لا آتى بهم حتى يقضى حاجته قال فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاءا فوجد عند أهله عند أهله رجلا فرأى بعينيه وسمع بأذنية فلم يهجة حتى أصبح فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنى جئت أهلى عشاءا فوجدت عندها رجلا فرأيت بعينى وسمعت بأذنى فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الانصار وقالوا قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية ويبطل شهادتة في المسلمين فقال والله إنى لارجو أن يجعل الله لى منها مخرجا فقال هلال يا رسول الله إنى أرى ما اشتد عليك بما جئت به والله إنى لصادق فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليريد أن يأمر بضربه إذ نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحى وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك في تربد جلده فأمسكوا عنه حتى فرغ الوحى فنزلت (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم الآية) فذكر الحديث . قلت حديث ابن عباس في الصحيح باختصار ، وقد رواه أبو يعلى والسياق له وأحمد باختصار عنه ، ومداره على عباد بن منصور وهو ضعيف . وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر أرأيت لو وجدت مع أم رومان رجلا ما كنت صانعا به قال كنت فاعلا به شرا ثم قال يا عمر أرأيت لو وجدت رجلا ما كنت صانعا قال كنت والله قاتله قال فأنت يا سهيل بن بيضاء قال لعن الله الابعد فهو خبيث ولعن الله البعدى فهى خبيثة ولعن الله أول الثلاثة ذكره فقال يا ابن بيضاء تأولت القرآن (والذين يرمون أزواجهم) إلى آخر الآية . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن اسحق ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال ا لصحيح وعن عاصم ابن عدى أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نزلت هذه الآية ثم لم يأتوا بأربعة شهداء قلت يا رسول الله حتى يأتوا بأربعة شهداء قد قضى الخبيث حاجته
[ 13 ]
قال فما قام حتى جاء ابن عمه أخى أبيه وامرأته معه تحمل صبيا وهى تقول هو منك وهو يقول ليس هو منه فأنزلت آية اللعان قال فانا أول من تكلم به وأول من ابتلى به قلت لعاصم حديث رواه النسائي في اللعان غير هذا رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال تزوج رجل من الانصار امرأة من بلعجلان فبات عندها ليلة فلما أصبح لم يجدها عذراء فرفع شأنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الجارية فقالت بلى كنت عذراء فأمر بهما فتلاعنا وأعطاها المهر . رواه البزار ورجاله ثقات ، قال الطبراني خولة بنت عاصم التى فرق النبي صلى الله عليه وسلم بينها وبين زوجها . وعن ابن جريج قال قال على وابن مسعود إن قذفها زوجها وقد طلقها وله عليها رجعة تلاعنا وإن قذفها وقد طلقها وبتها لم يلاعنها . رواه الطبراني . وإسناده منقطع ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود قال لا يجتمع المتلاعنان أبدا . رواه الطبراني وفيه قيس ابن الربيع وثقه شعبة وغيره وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدم عن على وابن مسعود أن عصبة ابن الملاعنة عصبة أمه وأنها ترثه ويرثها . (باب الولد للفراش) عن سعد بن معبد أن حبس وصفية كانا من الخمس فولدت غلاما فادعاه الزانى وحبس فاختصما إلى عثمان بن عفان فدفعهما إلى على بن أبى طالب فقال على عليه السلام أقضى فيها بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر وجلدهما خمسين خمسين . رواه أحمد والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن سعد بن أبى وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بالولد للفراش . رواه البزار وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الولد للفراش وللعاهر الحجر . رواه البزار وفيه سنان بن الحارث ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن الولد للفراش وبفى العاهر الحجر . رواه أحمد مرسلا ورجاله رجال الصحيح . وعن ابنة زمعة قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أن أبى مات وترك أم ولد له
[ 14 ]
وإنا كنا نظنها برجل وإنها ولدت فخرج ولدها يشبه الرجل الذى ظنناها به قال فقال لها أما أنت فاحتجى منه فليس بأخيك وله الميراث . رواه أحمد وتابعيه لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن زينب الاسدية أنها قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبى مات وترك جارية فولدت غلاما وإنا كنا نتهمها فقال ائتونى به فلما أتوه به نظر إليه ثم قال لها إن الميراث له وأما أنت فاحتجبى منه . رواه الطبراني وفيه القاسم بن محمد بن أبى شيبة وهو ضعيف . وعن محمد بن اسحاق قال ادعى نصر بن الحجاج بن علاط السلمى عبد الله بن رياح مولى خالد بن الوليد فقام خالد بن خالد بن الوليد فقال مولاى ولد على فراش مولاى وقال نصر أخى أوسانى بمنزله قال فطالت خصومتهم فدخلوا معه على معاوية وفهر تحت رأسه فدعيا فقال معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الولد للفراش وللعاهر الحجر قال نصر فأين قضاؤك هذا يا معاوية في زياد فقال معاوية قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من قضاء معاوية فكان عبد الله بن رباح لا يجيب نصرا إلى ما يدعى فقال نصر : أبا خالد خذ مثل مالى وراثة وخذني أخا عند الهزاهز شاهدا أبا خالد مالى ثراء ومنصب سبى وأعراق تهزك صاعدا أبا خالد لا تجعلن بناتنا إماء لمحرم وكن مواجدا أبا خالد إن كنت تخشى ابن خالد فلم يكن الحجاج يرهب خالدا أبا خالد لا نحن نار ولا هم جنان ترى فيها العيون رواكدا رواه أبو يعلى وإسناد منقطع ورجاله ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الولد للفراش وللعاهر الحجر . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عباد السعدى وهو ضعيف وقال داود بن شبيب وكان من خيار الناس ، وبقية رجاله ثقات وعن البراء وزيد بن أرقم قالا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال إن الصدقة لا تحل لى ولا لاهل بيتى لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ولعن الله من تولى غير مواليه الولد للفراش
[ 15 ]
وللعاهر الحجر ليس لوارث وصية . رواه الطبراني وفيه موسى بن عثمان الحضرمي وهو ضعيف . وعن الحسين بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل لا بن وليدة زمعة الميراث لانه ولد على فراش زمعة قلت رواه النسائي باختصار رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال إن من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الولد للفراش وللعاهر الحجر . رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل وإسناده منقطع . وعن أبى مسعود قال إن لبين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحج الاكبر وان زند ناقته ليقع على ظهرى فسمعته يقول أدوا إلى كل ذى حق حقه الولد للفراش وللعاهر الحجر ومن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل . رواه الطبراني وفيه من لا يعرف . وعن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر وليس للمرأة ان تبذل شيئا من ما لها إلا باذن زوجها . رواه الطبراني وفيه جناح مولى الوليد وهو ضعيف . وعن أبى واثل ان عبد الله بن حذافة (1) قال يا رسول الله من أبى قال أبوك حذافة الولد للفراش وللعاهر الحجر قال لو دعوتني إلى حبشي لا تبعته فقالت أمه عرضتني فقال انى أحب أن أستريح . رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات . (باب فيمن يبرأ من ولده أو والده) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا فضحه الله تبارك وتعالى يوم القيامة على رؤوس الاشهاد قصاص بقصاص . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وهو ثقة إمام . وعن معاذ بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ان لله تعالى عبادا لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم قيل من (1) في الاصل (حداف) والتصحيح من الخلاصة . (*)
[ 16 ]
أولئك يا رسول الله قال متبرئ من والديه راغب عنهما ومتبرئ من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم . رواه أحمد والطبراني وزاد ولهم عذاب أليم ، وفيه زبان بن فائد ضعفه أحمد وابن معين وقال أبو حاتم صالح . (كتاب الاطعمة) بسم الله الرحمن الرحيم (باب إطعام الطعام) عن عبد الله بن عمر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو موسى الاشعري لمن هي يا رسول الله تعالى قال لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائما والناس نيام . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال قلت يا نبى الله إنى إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عينى فأنبئني عن كل شئ فقال كل شئ خلق من ماء قال قلت أنبئني بامر إذا أخذت به دخلت الجنة قال افش السلام وأطعم الطعام وصل الارحام وصل بالليل والناس نيام ثم ادخل الجنة بسلام . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا أبى ميمونة وهو ثفة . وعن حمزة بن صهيب أن صهيبا كان يكنى أبا يحيى ويقول انه من العرب ويطعم الطعام الكثير فقال له عمر بن الخطاب يا صهيب مالك تكنى أبا يحيى وليس لك ولد وتقول انك من العرب وتطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال فقال صهيب (1) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنانى أبا يحيى وأما قولك في النسب فانا رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل ولكني سبيت غلاما صغيرا قد عقلت أهلى وقومي (1) في الاصل . (صهيل)
[ 17 ]
وأما قولك في الطعام فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أطعم الطعام ورد السلام فذلك الذى يحملنى على أن أطعم الطعام قلت روى ابن ماجه طرفا منه رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس قال قال رجل للنبى صلى الله عليه وسلم علمني عملا يدخلنى الجنة قال أطعم الطعام وافش السلام وأطب الكلام وصل بالليل والناس نيام تدخل الجنة بسلام . رواه الطبراني وفيه حفص بن أسلم وهو ضعيف . وعن حبيب بن أبى ثابت قال صنعت امرأة من نساء الحسين طعام في بعض أرحبته (1) فطعم ثم رفع الطعام فجاء مولى له فدعا بالطعام فقال يا أبا عبد الله لا أريده قال لم قال أكلنا فتيل عند عبيد الله بن عباس فقال الحسين إن أباه كان سيد قريش ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بنى عبد المطلب أطعموا الطعام وأطيبوا الكلام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمرو بن ثابت البكري وهو متروك . وعن الحسن بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعموا الطعام وأطيبوا الكلام . رواه الطبراني وفيه القاسم بن محمد بن الدلال وهو ضعيف . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكنكم من الجنة إطعام الطعام يا بنى عبد المطلب إطعموا الطعام وأطيبوا الكلام . وفيه عبد الله بن محمد العبادي ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن زياد قال كان عبد الله بن الحارث يمر بنا فيقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطعموا الطعام وافشوا السلام تورثوا الجنان . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن مقدام بن شريح عن أبيه عن جده قال قلت يارسول الله حدثنى بشئ يوجب لى الجنة قال يوجب الجنة إطعام الطعام وإفشاء السلام ، وفى رواية وحسن الكلام . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات . وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب في الصلاة . وعن عمران بن حصين قال ذهب المطعمون وهم المستطعمون وذهب المذكرون وبقى المنسئون ، قال الحسن أما والله لو كان عمران حيا اليوم لكان أقول . (1) في الاصل غير منقوطة . (2 خامس مجمع الزوائد (*)
[ 18 ]
رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات . (باب فيمن وافق من أخيه شهوة) عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وافق من أخيه شهوة غفر له . رواه الطبراني والبزار وفيه زياد بن نمير النميري وثقه ابن حبان وقال يخطئ وضعفه غيره ، وفيه من لم أعرفه . (باب فيمن يشتهى الشئ وهو عاجز عنه) عن عصمة قال جاء نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله إنا نمر بهذه الاسواق فننظر إلى هذه الفواكه فنشتهيها وليس معنا ناض نشترى به فهل لنا في ذلك من أجر فقال وهل الاجر إلا ذلك . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . (باب فيمن دخل عليه صغار وهو يأكل) عن إسحق بن يحيى بن طلحة قال كنت مع عمى عيسى بن طلحة في المسجد فدخل السائب بن يزيد فبعثني إليه فقال إذهب إلى ذلك الشيخ فقل له يقول لك عمى موسى بن طلحة هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت إليه فقلت له هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت عليه أنا وغلمة معى فوجدناه يأكل تمرا في قناع ومعه ناس من أصحابه فقبض لنا من ذلك قبضة ومسح على رؤوسنا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسحق بن يحيى متروك . (باب ما جاء في الثريد) عن أبى هريرة قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة في الثريد والسحور . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال السحور بركة والثريد بركة والجماعة بركة . رواه أبو يعلى وفيه أبو ياسر عمار ابن هرون وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال دعا رسول الله صلى الله عليه
[ 19 ]
وسلم بالبركة لثلاثة السحور والثريد والكيل . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أثردوا ولو بالماء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أثردوا ولو بالماء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عباد بن كثير الرملي وثقة ابن معين وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . (باب إكثار المرق) عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق أو الماء فانه أوسع أو أبلغ في الجيران . رواه أحمد والبزار ولفظه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا طبخت قدرا فأكثر ماءها أو قال المرق وتعاهد جيرانك . ورجال البزار فيهم عبد الرحمن بن مغراء وثقه ابو زرعة وجماعة وفيه كلام لا يضر ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب الطعام الحار) عن أسماء بنت أبى بكر أنها كانت إذا ثردت (1) غطته شيئا حتى يذهب فوره ثم تقول إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه أعظم للبركة . رواه أحمد باسنادين أحدهما منقطع وفى الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، ورواه الطبراني وفيه قرة ابن عبد الرحمن وثقة ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجالهما رجال الصحيح . وعن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الطعام حتى يذهب فورة دخانه . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم ، وبقية إسناده حسن . وعن خولة بنت قيس وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت له حريرة فقدمتها إليه فوضع يده فيها فوجد حرها فقبضها فقال يا خولة لا نصبر على حر ولا على برد يا خولة إن الله أعطاني الكوثر وهو نهر في الجنة وما خلق أحب إلى ممن يرده من قومك فذكر الحديث ، وفى رواية قالت فقربت له عصيدة في تور (2) فلما وضع يده قال احترقت فقال (1) في الاصل " بردت " . (2) التور : إناء قد يتوضأ منه . (*)
[ 20 ]
حس ثم قال إن ابن آدم ان أصابه خير قال حس (1) وإن أصابه برد قال حس . رواه كله الطبراني باسناده ورجال أحدهما رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بصحفة تفور فأسرع يده فيها ثم رفع يده فقال إن الله لم يطعمنا نارا . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عبد الله بن يزيد البكري ضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبردوا بالطعام فان الطعام الحار غير ذى بركة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن يزيد البكري وقد ضعفه أبو حاتم . (باب النهى عن النفخ في الطعام والشراب) عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب . رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب أبى على الضرپر ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في السجود والطعام . رواه الطبراني في الاوسط وأسناده منقطع وفيه معلى بن عبد الرحمن وهو ضعيف جدا وأثنى عليه الدقيقي وقال ابن عدى أرجوا أنه لا بأس به . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينفخ في الطعام ولا في الشراب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن سليمان الاسدي وهو متروك ونقل عن وكيع أنه قال فيه ثقة لكنه ضعيف جدا . (باب الشم في الطعام) عن أم سلمة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال لا تشموا الطعام كما تشمه (2) السباع . رواه الطبراني وفيه عباد بن كثير الثقفى وكان كذابا متعبدا . (باب الاجتماع على الطعام) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف (3) . رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح . (1) هي بكسر السين والتشديد كلمة يقولها الانسان إذا أصابه ما مضه وأحرقه غفلة كالضربة والجمرة وغيرهما . (2) في الاصل (تشموها) . (3) أي اجتماع الناس . (*)
[ 21 ]
وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الايدى . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه عبد المجيد ابن أبى رواد (1) وهو ثقة وفيه ضعف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا جميعا ولا تفرقوا فان طعام الواحد يكفى الاثنين وطعام الاثنين يكفى الاربعة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه وفى إسناد الاوسط بحر السقاء وفى الآخر أبو الربيع السمان وكلاهما ضعيف . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طعام الواحد يكفى الاثنين وطعام الاثنين يكفى الاربعة ويد الله تعالى على الجماعة . رواه البزار وفيه أبو بكر الهذلى وهو ضعيف جدا . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول أيكم ما صنع طعاما قدر ما يكفى رجلان فانه يكفى ثلاثة أو صنع طعاما يكفى أربعة فانه يكفى خمسا . رواه البزار والطبراني وفى إسناد البزار يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف وفى إسناد الآخر جماعة لم أعرفهم . وعن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الواحد يكفى الاثنين وطعام الاثنين يكفى الاربعة وطعام الاربعة كافى الثمانية . رواه الطبراني وفى الرواية الاولى من لم أعرفه وفى الثانية أبو بكر الهذلى وهو ضعيف . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الواحد يكفى الاثنين وطعام الاثنين يكفى الاربعة . رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقة الثوري وشعبة وعفان وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن لا يأكل من طعام حتى يأمر من جاء به أن يأكل منه) عن عمار بن ياسر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها للشاة التى أهديت له بخيبر . رواه البزار والطبراني ورجال الطبراني ثقات . (باب ما يقول قبل الاكل وبعده من التسمية والحمد) عن ابن أعبد قال قال لى على بن أبى طالب رضى الله عنه يا ابن أعبد تدرى ما حق (1) في الاصل (زواد) بالزاى وهو غلط . (*)
[ 22 ]
الطعام قال قلت وما حقه يا ابن أبى طالب قال تقول بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا قال وتدرى ما شكره إذا فرغت قال قلت وما شكره قال تقول الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا . رواه عبد الله بن أحمد وذكره بطوله وابن أعبد قال ابن المدينى ليس بمعروف وبقية رجاله ثقات . وعن امرأة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بوطبة (1) فأخذها أعرابي بثلاث لقم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنه لو قال بسم الله لوسعكم ، وقال إذا نسى أحدكم اسم الله على طعامه فليقل إذا ذكر إسم الله أوله وآخره . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليوضع طعامه فما يرفع حتى يغفر له فقيل يارسول الله وبم ذاك قال يقول بسم الله إذا وضع والحمد لله إذا رفع . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الوارث مولى أنس وهو ضعيف ، وعبيد بن إسحق العطار والجمهور على تضعيفه . وعن ابن مسعود قال إن شيطان المسلم يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولا فيقول له شيطان الكافر ويحك مالك هلكت فيقول شيطان المؤمن لا والله ما أصل معه إلى شئ إذا طعم ذكر اسم الله وإذا شرب ذكر اسم الله وإذا دخل بيته ذكر اسم الله فيقول الآخر لكنى آكل من طعامه وأشرب من شرابه وأنام على فراشه فهذا ساح وهذا مهزول . رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن * * * قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لتفتحن عليكم فارس والروم ولتصبن عليكم الدنيا صبا وليكثرن عليكم الخبز واللحم حتى لا يذكر على كثير منه إسم الله . رواه الطبراني وفيه يحيى بن سعيد العطار الحمصى وثقه محمد بن مصفى وضعفه الجمهور . وعن سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حريرة وقربتها فأكل ومعه ناس من أصحابه فبقى منها قليل فمر بالنبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذها الاعرابي كلها بيده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ضعها ثم قال سم (1) الوطبة : الحيس يجمع بين التمر والاقط والسمن . (*)
[ 23 ]
الله وكل من أدناها فشبع منها وفضلت . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن حمزة بن عمرو الاسلمي قال أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فقال كل بيمينك وكل مما يليك واذكر اسم الله . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن حمزة بن عمرو الاسلمي قال أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فقال كل بيمينك وكل مما يليك واذكر اسم الله . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا إن الطبراني حكى عقبة بن منجاب بن الحرث أحد رواته أن هذا الحديث خطأ . وعن أبى أيوب الانصاري قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقرب طعاما فلم أر طعاما كان أكثر بركة منه أول ما أكلنا ولا أقل بركة في آخره قلنا كيف هذا يارسول الله قال لانا ذكرنا اسم الله حين أكلنا ثم قعد بعد من إكل ولم يسم فأكل معه الشيطان . رواه أحمد وفيه راشد بن جندل وحبيب ابن أوس وكلاهما ليس له إلا راو واحد ، وبقية إسناده رجال الصحيح خلا ابن لهيعة وحديثه حسن . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسى أن يذكر الله في أول طعامه فليذكر اسم الله في آخره وليقرأ قل هو الله أحد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حمزة بن أبى حمزة النصيبى وهو متروك . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نسى أن يذكر اسم الله في أول طعامه فليقل حين يذكر اسم الله في أوله وآخره فانه يستقبل طعاما جديدا ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله ثقات . (باب خلع النعل عند الاكل) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرب إلى أحدكم طعامه وفى رجله نعلان فلينزع نعليه فانه أروح للقدمين . رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الاوسط ولفظه إذا أكلتم الطعام فاخلعوا نعالكم فانه أروح لاقدامكم ، ورجال الطبراني ثقات إلا ان عقبة بن خالد السكوني لم إجد له من محمد بن الحرث سماعا . (باب الوضوء قبل الطعام وبعده) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوضوء قبل الطعام وبعده
[ 24 ]
مما ينفى الفقر وهو من سنن المرسلين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نهشل ابن سعيد وهو متروك . (باب ما جاء في المائدة) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لا تزال تصلى على أحدكم مادامت مائدته موضوعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مندل بن على وهو ضعيف جدا وقد وثق . (باب الاكل على الترس) عن جابر قال كنا نأكل تمرا على ترس فمر النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء من الغائط فقلنا هلم فتقدم فأكل معنا من التمر ولم يمس ماء ، ورجاله رجال الصحيح . (باب الاكل على الارض) عن أبى هريرة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بطعام فقال ضعه بالحضيض أو بالارض . رواه البزار وفيه عبد الله بن رشيد ومجاعة أبو عبيدة البصري ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . (باب الاكل متكئا) عن واثلة قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر جعلت له مأدبة (1) فأكل متكئا وأطلى (2) وأصابته الشمس فلبس الظلة . رواه الطبراني من رواية بقية عن عمرو الشامي وبقية ثقة ولكنه مدلس وعمرو لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأكل متكئا . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أبى أهاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأكل متكئين . رواه البزار من رواية محمد بن عبيد الله بن أبى مليكة ولم أعرف محمدا هذا ، وبقية رجاله ثقات . (باب الاكل في السوق) عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاكل في السوق دنامة . رواه الطبراني (1) المأدبة : الطعام الذى يصنعه الرجل يدعو إليه الناس . (2) أطلى : أي مالت عنقه . (*)
[ 25 ]
وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف . (باب الاكل قائما) عن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائما وعن الاكل قائما وعن المجثمة والجلالة (1) والشرب من في السقاء قلت في الصحيح وغيره بعضه وليس فيه الاكل رواه البزار وأبو يعلى باختصار ورجاله ثقات رجال الصحيح خلا المغيرة بن مسلم وهو ثقة . (باب الاكل بثلاث أصابع والاكل وهو يمشى) عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا (2) لبعض الانصار فجعل يتناول من الرطب فيأكل وهو يمشى وأنا معه فالتفت إلى فقال يا ابن عباس لا تأكل بأصبعين فانها أكلة الشيطان وكل بثلاث أصابع . رواه الطبراني وفيه ابن لهية وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاث أصابع ويلعقهن إذا فرغ . رواه البزار والطبراني باختصار لعقهن وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف . (باب الاكل باليمين) عن أنس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه عبيد الله أو عبد الله بن دقهان روى عنه روح بن هشام بن حسان ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أكل بشماله أكل معه الشيطان ومن شرب بشماله شرب معه (3) الشيطان . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفى إسناد أحمد رشدين بن سعد وهو ضعيف وقد وثق وفى الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن . (1) المجثمة : هي كل حيوان ينصب ويرمى ليقتل ، إلا أنها تكثر في الطير والارانب وأشباه ذلك مما يجثم في الارض أي يازمها ويلتصق بها ، وهو بمنزلة البروك للابل . وفى الاصل (المحيمة) وهو تصحيف . والجلالة : هو الحيوان الذى يأكل العذرة ، والجلة : البعر فوضع موضع العذرة ، يقال جلت الدابة الجلة واجتلتها فهى جالة وجلالة إذا التقطتها . (2) أي بستانا . (3) في الاصل (منه) . (*)
[ 26 ]
وعن عبد الله بن أبى طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أكل أحدكم فلا يأكل بشماله وإذا شرب فلا يشرب بشماله وإذا أخذ فلا يأخذ بشماله وإذا أعطى فلا يعطى بشماله . رواه أحمد وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . وعن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا آوى إلى فراشه اضطجع على يده اليمنى وكانت يمينه لاكله وشرابه وضوئه وثيابه وأخذه وعطائه وكان يجعل شماله لما سوى ذلك قلت روى أبو داود طرفا من أوله رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد عن امرأة منهم قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آكل بشمالي وكنت امرأة عسراء فضرب يدى فسقطت اللقمة فقال لا تأكلي بشمالك وقد جعل الله لك يمينا أو قال قد أطلق الله تبارك وتعالى يمينك قال فتحولت شمالى يمينا فما أكلت بها بعد . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن جرهد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه طعام فأدنى جرهد يده الشمال ليأكل وكانت اليمنى مصابة فنفث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما شكاحتى مات . رواه الطبراني من طريق سفين بن فروة عن بعض ابني جرهد كلاهما لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى سبيعة الاسلمية تأكل بشمالها فقال مالها تأكل بشمالها أجدها داعرة فقالت يا نبى الله في يدى قرحة قال وأن موت بقرة فأخذها طاعون فقتلها ، وفى رواية وأين موت بقرة . رواه الطبراني وفيه دحين الحجرى وجماعة لم أعرفهم ودحين إن كان هو أبو الغصن فهو ضعيف . وعن عمر يعنى ابن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل أحدكم بشماله فان الشيطان ياكل بشماله ويشرب بشماله . رواه الطبراني من طريق عبيد الله بن عمر عن الزهري ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب الاكل مما يليه) عن عمر بن أبى سلمة أنه قرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فقال لاصحابه أذكروا اسم الله وليأكل كل امرئ مما يليه قلت لعمر ابن أبى سلمة حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الاوسط
[ 27 ]
وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جعفر بن عبد الله قال رأني الحكم الغفاري وأنا آكل وأنا غلام من ههنا وههنا فقال يا بنى لا تأكل هكذا وهكذا يأكل الشيطان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع يده في القصعة أو في الاناء لم تجاوز أصابعه موضع كفه . رواه الطبراني وفيه النعمان بن شبيل وهو ضعيف . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل الطعام لا تعدو يده بين عينيه فيما بين يديه فإذا أتى بالتمر جالت يده . رواه البزار وفيه خالد بن اسماعيل وهو متروك . (باب الاكل من وسط الاناء) عن عبد الله بن بشر قال بعثنى أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوه إلى طعام فجاء معى فلما دنوت من المنزل أسرعت فاعلمت أبوى فخرجا فتلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحبا ووضعا له قطيفة كانت عند نا زبيرية فقعد عليها ثم قال أبى لامى هات طعامك فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء وملح فوضعته بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا باسم الله من جوانبها وذروا ذروتها فان البركة فيها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلنا معه وفضل منها فضلة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك عليهم ووسع عليهم في أرزاقهم قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن سلمى قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يؤخذ من رأس الطعام . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب لعق الصحفة والاصابع) عن ابن عمر أنه كان يلعق أصابعه ثم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لا تدرى في أي طعامك تكون البركة . رواه أحمد والبزار ولفظه إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده حتى يلعقها أو يلعقها فان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تدرى في أي طعامك تكون البركة ، ورجالهما رجال الصحيح . وعن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعق الصحفة ولعق أصابعه أشبعه الله في الدنيا
[ 28 ]
والآخرة . رواه الطبراني عن شيخه ابراهيم بن محمد بن عرق وضعفه الذهبي . وعن جبير بن المثنى عن أبيه قال أرسل عبد الملك بن مروان إلى زيد بن ثابت فسأله كيف تأكل وتشرب (1) قال إشرب حتى إذا انقطع النفس رفعت الاناء عن فمى وإذا أكلت لعقت أصابعي فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فانه لا يدرى في أي طعامه تكون البركة . رواه الطبراني وجبير وأبوه لم أعرفهما ، وبقية رجاله حديثهم حسن . وعن أبى المضاء قال قال مروان بن الحكم لزيد بن ثابت كيف تأكل قال أخبرني أبو سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا طعم أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى يلعق أصابعه فانه لا يدرى في أي طعامه يبارك له . رواه الطبراني وأبو المضاء وابنه جميل لم أعرفهما ، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح ، ورواه في الاوسط وفيه عبد الله بن محمد بن عمارة الانصاري قال الذهبي وهو مستور ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح . وعن كعب بن عجرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاث بالابهام والتى تليها ويلعق الوسطى ثم التى تليها ثم الابهام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسين بن ابراهيم الادنى ومحمد بن كعب بن عجرة ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه الثلاث فانه لا يدرى في أيتهن البركة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح وهو عند مسلم وأبى داود من فعله كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث . وعن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما لعق أصابعه وقال إن لعق الاصابع بركة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن محمد بن عمارة الانصاري وهو مستور ، وبقية رجاله رجال الصحيح وهو عند مسلم والترمذي من قوله إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فانه لا يدرى في أيتهن البركة . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الصحفة . رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح (1) في الاصلى (اكل واشرب) . (*)
[ 29 ]
قال أبو حاتم صدوق يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل ، وبقية رجاله رجال الصحيح (باب ما يقول بعد الطعام) عن رجل من بنى سليم وكانت له صحبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال اللهم لك الحمد أطعمت وسقيت وأشبعت وارويت فلك الحمد غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنك . رواه أحمد وفيه عبد الله بن عامر الاسلمي وهو ضعيف . وعن حماد بن أبى سليمان قال تعشيت مع أبى بردة فقال ألا أحدثك ما حدثنى به أبى عبد الله بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل فشبع وشرب فروى فقال الحمد الله الذى أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . رواه أبو يعلى وفيه من لمن أعرفه . وعن عبد الرحمن بن عوف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا فرغ من طعامه قال الحمد الله الذى أطعمنا وسقانا الحمد الله الذى كفانا وآوانا الحمد لله الذى أنعم علينا وأفضل نسألك برحمتك أن تجيرنا من النار . رواه البزار من رواية محمد بن أبى ليلى عن بعض أهل مكة وابن أبى ليلى سئ الحفظ وشيخه لم يسم وأبو سلمة لم يسمع من أبيه . وعن الحرث بن الحرث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فراغه من طعامه يقول اللهم لك الحمد أطمعت وسقيت وأرويت لك الحمد غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنك ربنا . رواه الطبراني وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف . وعن سعد بن مسعود الثقفى قال إنما سمى نوح عبدا شكورا لانه إذا أكل وشرب حمد الله . رواه الطبراني وتابعيه سعد بن سنان لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الحرث بن سويد قال كان سلمان الفارسى رضى الله عنه يقول إذا فرغ من طعامه الحمد الله الذى كفانا المؤنة وأوسع لنا الرزق . رواه الطبراني وفيه يزيد بن عطاء وهو ضعيف جدا وقد وثق . (باب تخليل الاسنان) عن أبى أيوب قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حبذا المتخللون قالوا وما المتخللون يارسول الله قال المتخللون بالضوء والمتخللون من الطعام أما تخليل
[ 30 ]
الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الاصابع وأما تخليل الطعام فمن الطعام إنه ليس شئ أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو يصلى . رواه كله الطبراني وروى أحمد منه طرفا وهو يصلى . وفيه إسناده واصل بن السائب وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن فضل الطعام الذى يبقى بين الاضراس يوهن الاضراس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب غسل اليد من الطعام) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذا اللحم شيئا فليغسل يده من ريح وضره (1) لا يؤذى من حذاءه . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بات وفى يده ريح غمر (2) فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه . رواه البزار والطبراني في الاوسط بأسانيد ورجال أحدهما رجال الصحيح خلا الزبير بن بكار وهو ثقة وقد تفرد به كما قال الطبراني . وعن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بات وفى يده ريح غمر (2) فأصابه وضح (3) فلا يلومن إلا نفسه . رواه الطبراني وإسناده حسن . (باب مسح اليدين بالمنديل) عن الحكم قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طعام فسأل (4) رجل من القوم خادم أهل البيت منديلا ثوبه فمسح به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمندل بثوب من لا تكسو . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم . وعن أبى بكرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسح الرجل بثوب من لا يكسو . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم . (باب الذكر والصلاة بعد الطعام) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ريع أبو الخليل وهو ضعيف . (1) الوضر : الدسم وأثر الطعام . (2) الغمر بالتحريك : الدسم والزهومة من اللحم كالوضر من السمن . (3) أي برص . (4) في الاصل (فتناول) . (*)
[ 31 ]
(باب قلة الاكل) عن أبى جحيفة قال أكلت ثريدة بلحم سمين فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشأ فقال اكفف عنا جشأك أبا جحيفة فان أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة فما أكل أبو جحيفة مل ء بطنه حتى فارق الدنيا كان إذا تغدى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغدى . رواه الطبراني في الاوسط والكبير بأسانيد وفى أحد أسانيد الكبير محمد بن خالد الكوفى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمرو قال تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقصر من جشأك فان أطول الناس جوعا يوم القيامة أشبعهم في الدنيا . رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد وهو ضعيف . وعن الحلاج قال ما ملات بطني طعاما منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل حيسى وأشرب حسبى يعنى قوتي . رواه الطبراني وفيه المعلى بن الوليد ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن جعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا عظيم البطن فقال بأصبعه في بطنه لو كان هذا في غير هذا لكان خيرا لك ، وفى رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى له رجل رؤيا فبعث إليه فجاء فقصها عيله وكان عظيم البطن فقال بأصبعه في بطنه لو كان هذا وفى غير هذا المكان لكان خيرا لك . رواه كله الطبراني ورواه أحمد إلا أنه جعل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذى رأى الرؤيا للرجل ، ورجال الجميع رجال الصحيح غير أبى إسرائيل الجشمى وهو ثقة . (باب المؤمن يأكل في معاء واحد) عن أبى نضرة الغفاري قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجرت وذلك قبيل أن أسلم فحلب لى شويهة كان يحلبها لاهله فشربتها فلما أصبحت أسلمت وقال عيال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيت الليلة كما بتنا البارحة جياعا فحلب لى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فشربتها ورويت فقال لى النبي صلى الله عليه وسلم أروى قلت يارسول الله قد رويت ما شبعت ولا رويت قبل اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء وإن المؤمن يأكل في معاء واحد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وروى الطبراني في الاوسط بعضه . وعن جهجاه الغفاري أنه قدم في نفر من قومه
[ 32 ]
يريدون الاسلام فحضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فلما سلم قال يأخذ كل واحد بيد جليسه ولم يبق في المسجد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيري وكنت رجلا عظيما طويلا لا يقدم على أحد فذهب بى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فحلب لى عنزا فأتيت عليها حتى حلب سبع أعنز فأتيت عليها ثم بصنيع برمة (1) فاتيت عليها وقالت أم أيمن أجاع الله من أجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الليلة قال مه يا أم أيمن أكل زرقه ورزقنا على الله فاصبحوا فغدوا فاجتمع هو وأصحابه فجعل الرجل يخبر بما أتى عليه فقال جهجاه حلب لى سبع أعنز فأتيت عيلها وصنيع برمة فأتيت عليها فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فقال ليأخذ كل رجل بيد جليسه فلم يبق في المسجد غير رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وغيري وكنت رجلا عظيما طويلا لا يقدم على أحد فذهب بى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله فحلب لى عنزا فرويت وشبعت فقالت أم أيمن يا رسول الله أليس هذا ضيفنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه أكل في معاء مؤمن الليلة وأكل قبل ذلك في معاء كافر الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معاء واحد . رواه الطبراني واللفظ له والبزار وأبو يعلى وفيه موسى ابن عبيدة الربذى وهو ضعيف . وعن عبد الله قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعة (2) رجال فأخذ كل رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال أبو غزوان قال فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك يا أبا غزوان أن تسلم قال نعم فاسلم فمسح النبي صلى الله عليه وسلم صدره فلما أصبح حلب له النبي صلى الله عليه وسلم شاة واحدة فلم يتم لبنها فقال مالك يا أبا غزوان فقال والذى بعثك بالحق نبيا لقد رويت قال إنك أمس كان لك سبعة أمعاء وليس لك اليوم إلا واحد . رواه الطبراني هكذا والبزار مختصرا ورجاله رجال الصحيح . وعن إبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثل حديث قبله قال المؤمن يا أكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة (1) البرمة : القدر . (2) في الاصل (سبع) . (*)
[ 33 ]
أمعاء . رواه أبو يعلى وفيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الجمهور . وعن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء . رواه البزار والطبراني ، وله في رواية والمنافق بدل الكافر ، وفيه الوليد بن محمد الايلى وقد روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد وقد أورده ابن عدى في الكامل . وعن سكين الضمرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر في سبعة أمعاء . رواه البزار عن شيخه الهيثم بن صفوان بن هبيرة ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ميمونة بنت الحارث قالت أجدب الناس سنة وكانت الاعراب يأتون المدينة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الرجل فيأخذ بيد الرجل فيضيفه ويعشيه فجاء أعرابي ليلة وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعام يسير وشئ من لبن فأكله الاعرابي ولم يدع للنبى صلى الله عليه وسلم شيئا فجاء به ليلة أو ليلتين فجعل يأكله كله فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تبارك في هذا الاعرابي يأكل طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعه ثم جاء به ليلة فلم يأكل من الطعام إلا يسيرا فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك وجاء به وقد أسلم فقال ان الكافر يأكل في سبعة أمعاء وإن المؤمن يأكل في معاء واحد . رواه الطبراني بتمامه وروى أحمد آخره ورجال الطبراني رجال الصحيح . وعن مجاهد قال قلت لابي سعيد ماقل طعمك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معاء واحد . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلى قال يمثل حديث أبى موسى ، وإسناد الطبراني ضعيف وفى إسناد أبى يعلى مجالد بن سعيد وهو ضعيف أيضا . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر ياكل في سبعة أمعاء . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عبد الله بن أبى قيس النصرى قال رأيت عبد الله بن الزبير على منبره قائما بمكة وهو يخطب وهو يقول إن المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نصر بن محمد وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم . (3 خامس مجمع الزوائد)
[ 34 ]
(باب في الادامين) عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم باناء أو بقعب (1) فيه لبن وعسل فقال أدمان في إناء لا آكله ولا أحرمه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عبد الكريم ابن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب كيل الطعام) عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيلو اطعامكم يبارك لكم فيه . رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبى مريم وهو ضعيف لاختلاطه . (باب إكرام الخبز وأكل ما يسقط) عن الحسن بن على أنه دخل المتوضأ فأصاب لقمة أو قال كسرة في مجرى الغائط والبول فأخذها فاماط عنها الاذى فغسلها غسلا نعما ثم دفعها إلى غلامه فقال يا غلام ذكرني بها إذا توضأت فلما توضأ قال للغلام يا غلام ناولنى اللقمة أو قال الكسرة فقال يا مولاى أكلتها قال اذهب فانت حرلوجه الله فقال له الغلام يا مولاى لاى شئ أعتقتني قال لانى سمعت من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكر عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخذ لقمة أو كسرة من مجرى الغائط والبول فأخذها فاماط عنها الاذى وغسلها غسلا نعما ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له فما كنت لاستخدم رجلا من أهل الجنة . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن أبى سكينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكرموا الخبز فان الله أكرمه فمن أكرم الخبز أكرمه الله . رواه الطبراني وفيه خلف بن يحيى قاضى الرى وهو ضعيف وأبوا سكينة قال ابن المدينى لا صحبة له . وعن عبد الله بن أم حرام قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أكرموا الخبز فان الله تبارك وتعالى أنزله من بركات السماء وسخر له بركات الارض من يتبع ما يسقط من السفرة غفر له . رواه البزار والطبراني وفيه عبد الله بن عبد الرحمن الشامي ولم أعرفه وصوابه عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي وهو ضعيف (1) في الاصل (أو نقعت) . (*)
[ 35 ]
(باب قوتوا طعامكم) عن أبى الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه قال ابراهيم سمعت بعض أهل العلم يفسرها قال هو تصغير الارغفة وكذا نقله ابن الاثير . رواه البزار والطبراني وفيه أبو بكر بن أبى مريم وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات . (باب ادخار القوت) عن سالم مولى زيد بن صوحان قال كنت مع مولاى زيد بن صوحان في السوق فمر علينا سلمان الفارسى وقد اشترى وسقا من طعام فقاله له زيد يا أبا عبد الله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت وتفرغت للعبادة وأيس منها الوسواس . رواه الطبراني وسالم لم أعرفه وفيه أيضا الهديل بن بلال وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وجماعة وعن عبادة ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم عمودا أحمر قبل المشرق في شهر رمضان فادخروا طعام سنتكم فانها سنة جوع . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أم عبد الله ابنة خالد بن معدان ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . (باب ليس السنة بأن لا يكون فيها مطر) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان السنة (1) ليس بأن لا يكون فيها مطر ولكن السنة أن يمطر الناس ولا تنبت الارض . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب الادام) عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أئتدموا ولو بالماء . رواه الطبراني وفيه غزيل بن سنان ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب سيد الادام والشراب) عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الادام في الدنيا والآخرة اللحم وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة القناعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعد بن عبية القطان ولم أعرفه ، وبقية (1) أي القحط . (*)
[ 36 ]
رجاله ثقات وفى بعضهم كلام لا يضر . (باب أكل الطيبات) عن راشد بن أبى راشد قال كان لانس بن مالك غلام يعمل له النقانق ويطبخ له لونين طعاما ويخبز له الحوارى (1) ويعجنه بالسمن . رواه الطبراني وراشد هذا لم أعرفه ، ورجاله ثقات (2) غير يحيى بن سعيد العطار وثقة ابن مصفى وأبو داود وضعفه الجمهور (3) (باب ما جاء في اللحم) عن عبد الله بن محمد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره من الشاة سبعا المرارة والمثانة والحيا (4) والذكر والانثيين والغدة والدم وكان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمها قال وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام فاقبل القوم يلقمونه اللحم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أطيب اللحم لحم الظهر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى الحمانى وهو ضعيف . وعن نسيكة بن عمرو بن جلاس قال إنى عند عائشة وقد ذبحت شاة لها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى يده عصية فألقاها ثم هوى إلى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم هوى إلى فراشه فتبطح عليه ثم قال هل من غداء فأتيناه بصحفة فيها خبز شعير وفيها كسرة وقطعة من الكرش وفيها الذراع قال فأخذت عائشة قطعة من الكرش وإنها لتنهشها إذ قالت ذبحنا شاة اليوم فما أمسكنا غير هذا قالت يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابل كلها إمسكت إلا هذا . رواه الطبراني وفيه ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن مجمع وهو ضعيف . وعن عبد الله بن جعفر قال وأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة وأرغفة فجعل يأكل ويأكلون وسمعه يقول عليكم بلحم الظهر فانه من أطيبه . رواه الطبراني في الاوسط في حديث طويل في المناقب وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك . وعن أبى عمرو الشيباني قال : رأى عبد الله مع رجل دراهم فقال ما تصنع بها (1) الخبز الحوارى : الذى نخل دقيقه مرة بعد مرة . (2) في الاصل (ليس) . (3) بلغ مقابله على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين احمد بن حجر كما في هامش الاصل . (4) في الاصل (الميحاة) والتصحيح من النهاية . (*)
[ 37 ]
قال أشترى بها فرق (1) سمن قال اعطها امرأتك تضعها تحت فراشها ثم اشتر كل يوما لحما بدرهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عريب بن حميد وهو ثقة . قلت وأحاديث ناولنى الذراع في علامات النبوة . (باب قطع الخبز واللحم بالسكين) عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقطعوا الخبز كما تقطعه الاعاجم وإذا أراد أحدكم أن يأكل اللحم فلا يقطعه بالسكين ولكن ليأخذه بيده فلينهشه بفيه فانه أهنأ وأمرأ . رواه الطبراني وفيه عباد بن كثير الثقفى وهو ضعيف . (باب في اللحم المنتن) عن جابر قال مر علينا قيس بن سعد بن عبادة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتنا مخمصة فنحر لنا سبع جزائز (2) فهبطنا ساحل البحر فإذا نحن بأعظم حوت فأقمنا عليه ثلاثا وحملنا منه ما شئنا من ودك (3) في الاسقية والغرائر وسرنا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرناه بذلك فقالوا لو نعلم أنا ندركه قبل أن يروح أحببنا أن لو كان عندنا منه قلت حديث العنبر في الصحيح بغير هذا السياق رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث ثقة مأمون وضعفه أحمد وغيره وأبوا حمزة الخولانى لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب في الحلوى) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم بالطيب فليصب منه وإذا أتى بالحلوى فليصب منها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه فضالة بن حصين قال أبو حاتم مضطرب الحديث ، وابراهيم ابن عرعرة لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن سلام قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المربد فرأى عثمان بن عفان رضى الله عنه يقود ناقة تحمل دقيقا وسمنا وعسلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نخ فأناخ فدعا ببرمد فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق ثم أمر فأوقد تحتها حتى نضج ثم قال كلوا فأكل منه . (1) الفرق : مكيال . (2) من الابل . (3) الودك : دسم اللحم ودهنه الذى يستخرج منه . (*)
[ 38 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا شئ يدعوه أهل فارس الخبيص . رواه الطبراني في الثلاثة ورجال الصغير والاوسط ثقات . (باب في الهريسة) عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل أطعمني الهريسة يشد بها ظهرى لقيام الليل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن الحجاج الجمحى وهو الذى وضع الحديث . (باب في الذباب يقع في الاناء) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وقع الذباب وإناء أحدكم فليغمسه فان في أحد جناحيه داءا وفى الآخر شفاءا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني في الاوسط . (باب القثاء والرطب) عن الربيع بنت معوذ قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه القثاء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن اسحق وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن جعفر قال رأيت (1) في يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم قثاء وفى شماله رطبات وهو يأكل من ذامرة ومن ذا مرة . رواه الطبراني في الاوسط في حديث طويل وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك . (باب البطيخ والرطب) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكة إليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك . (باب في العنب) عن ابن عباس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل العنب خرطا . (2) . رواه الطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب . وعن ابن عباس قال جاء جبريل عليه السلام (1) في الاصل (أوريت) . (2) يقال خرط العنقود واخترطه : إذا وضعه في فمه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه خاليا منه . (*)
[ 39 ]
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ربك يقرئك السلام وأرسلني إليك بهذا القطف (1) لتأكله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن عمر بن أبى العطاف وهو شديد الضعف . وعن أنس بن مالك قال جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ربك يقرئك السلام وأرسلني إليك بهذا القطف لتأكله فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن عمر بن أبى العطاف وهو شديد الضعف . (باب في الباكورة من الثمرة) عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بالثمرة أعطاها أصغر من يحضره من الولدان . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالباكورة من الثمار وضعها على عينيه ثم قال اللهم كما أطعمتنا أوله فأطعمنا آخره ثم يامر به للمولود من أهله . رواه الطبراني في الكبير والصغير وزاد كان إذا أتى بالباكورة من الثمرة قبلها وجعلها على عينيه ، ورجال الصغير رجال الصحيح . (باب ما جاء في الرطب) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة إذا جاء الرطب فهنئيني . رواه البزار وفيه حسان بن سياه وهو ضعيف . وعن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من الطين الذى خلق منه آدم وليس من الشجر يلقح غيرها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن رطب فالتمر وليس من الشجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران . رواه أبو يعلى وفيه مسرور بن سعيد وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بطبق عليه بسر (2) ورطب فجعل ياكل الرطب ويترك المذنب (3) . رواه البزار عن شيخه معاذ بن سهل ولم (1) القطف بالكسر : العنقود . (2) البسر : التمر قبل إرطابه . (3) المذنب بكسر النون : الذى بدأ فيه الارطاب من قبل ذبته أي طرفه ، ويقال له أيضا التذنوب . وفى الاصل غير منقوطة والتصيح من النهاية . (*)
[ 40 ]
أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في التمر) عن عبد الله بن عمر وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عزوجل يحب من يحب التمر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابراهيم بن أبى حية وهو متروك . وعن عبد الله بن الاسود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد سدوس فاهدينا له تمرا فقر بناه إليه على نطع فاخذ حفنة من التمر فقال أنس هذا أو ما هذا فجعلنا نسمى حتى ذكرنا تمرا فقلنا هذا الجذامي (1) فقال بارك الله في الجذامي وفى حديقة خرج هذا منها أو جنة خرج هذا منها . رواه البزار والطبراني بنحوه وفيه جماعة لم يعرفهم العلائى ولم أعرفهم . وعن أنس بن مالك أن وفد عبد القيس قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فبيناهم عنده قعود إذ أقبل عليهم فقال لهم تمرة تدعونها كذا وكذا وتمرة تدعونها كذا حتى عد ألوان تمراتهم أجمع فقال له رجل من القوم بأبى أنت وأمى يارسول الله أم والله لو كنت ولدت في جوف هجر ما كنت أعلم منك الساعة أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أرضكم رفعت لى منذ قعدتم إلى فنظرت إليها من أدناها إلى أقصاها فخير تمراتكم البرنى يذهب الداء ولا داء فيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيد بن وافد القيسي وهو ضعيف . وعن أبى السعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير تمراتكم البرنى يذهب الداء ولا داء فيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعيد بن سويد وهو ضعيف . وعن الهرماس قال أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قومي تمرا فقال أي تمر هذا فقال الجذامي فقال اللهم بارك في الجذامي . رواه الطبراني وفيه عثمان بن فايد وهو ضعيف . (باب أكل الخبز بالتمر) عن عبد الله بن سلام قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز شعير ثم أخذ تمرة فوضعها عليها ثم قال هذه إذام هذه . رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن العلاء وهو ضعيف . وعن زيد بن ثابت قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) قيل هو تمر أحمر اللون ، وفى الاصل (الجدامى) بالمهملة ، والتصحيح من النهاية . (*)
[ 41 ]
يأكل الخبز بالتمر ويقول هذا إدام هذا . رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد ابن كثير بن مروان وهو ضعيف . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة هذا إدام هذا يعنى التمر والخبز . رواه الطبراني في الاوسط وفيه هرون بن محمد أبو الطيب وهو كذاب . (باب عجوة المدينة) عن سعد يعنى ابن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابتى المدينة (1) على الريق لا يضره يومه ذلك حتى يمسى قال فليح وأظنه قال وان أكلها حين يمسى لم يضره شئ حتى يصبح قال عمر يعنى ابن عبد العزيز انظر يا عامر ما تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أشهد ما كذبت على سعد ولا كذب سعد على رسول الله صلى الله عليه واله قلت في الصحيح بعضه بغير سياقه وفيه لم يضره سم ولا سحر وفى هذا لم يضره شئ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل سبع تمرات عجوة من تمر العالية حين يصبح لم يضره سم ولا سحر حتى يمسى قلت لعائشة في الصحيح عجوة العالية شفاء أول البكرة رواه الطبراني في الصغير وفيه صدقة بن عبد الله السمين وقد ضعفه الجمهور ووثقه دحيم وأبو حاتم ، ومنبه بن عثمان اللخمى لم أعرفه . (باب التمر واللبن) عن أبى خالد قال دخلت على رجل وهو يتمجع (2) لبنا بتمر فقال ادن فان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماهما الاطيبين . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا أبا خالد وهو ثقة . (باب القران في التمر) عن أبى هريرة قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا بين أصحابه فكان بعضهم * (هامش (1) اللابة : الحرة ، وهى الارض ذات الحجارة السود التى قد ألبستها لكثرتها ، والمدينة مابين حرتين عظيمتين . (2) التمجع والمجع : أكل التمر باللبن ، وهو أن يحسو حسوة من اللبن ويأكل على أثرها تمرة . (*)
[ 42 ]
يقرن فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرن إلا باذن أصحابه . رواه البزار وفيه عطاء ابن السائب وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، وعن أبى طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الاقران . هو في الطبراني وهو ساقط من السماع وفيه عمر بن دريج ضعفه أبو حاتم ووثقة ابن معين ، وبقية رجاله ثقات . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن الاقران في التمر فان الله قد أوسع عليكم فاقرنوا . رواه الطبراني في الاوسط والبزار وفى إسنادهما يزيد بن بزيع وهو ضعيف . (باب تفتيش التمر) عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفتش التمر عما فيه . رواه الطبراني في الاوسط (1) وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه يحيى القطان ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في اللبن) عن عبد الله بن بريدة قال دخلت مع أبى على معاوية فاجلسنا على الفراش ثم أتينا بالطعام فاكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبى ثم قال معاوية كنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغرا وما من شئ أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن وانسان حسن الحديث يحدثنى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وفى كلام معاوية شئ تركته . وعن مسلم ابن جندب قال دخلت مع ابن عمر على ابن مطيع فقال السلام عليك فقال وعليك السلام ورحمة الله ومرحبا وأهلا وسهلا بابى عبد الرحمن ضعوا له وسادة فقال ابن عمر لولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث لاترد اللبن والوسادة والدهن ما جلست عليها . رواه الطبراني . (باب ما جاء في الجبن) عن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في غزاة فقال أين صنعت هذه قالوا بفارس ونحن نرى انه يجعل فيها ميتة فقال اطعنوا فيها بالسكين واذكروا اسم الله وكلوا ، وفى رواية أبى تجيبة فجعل أصحابه يضربونها بالعصى . رواه أحمد (1) على (الاوسط) علامة الشطب في الاصل . (*)
[ 43 ]
والبزار والطبراني وقال في غزوة الطائف ، وفيه جابر الجعفي وقد ضعفه الجمهور وقد وثق ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجبن قال اقطع بالسكين واذكر اسم الله وكل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن الفرح الحجازى ضعفه محمد بن عوف وابن عدى ووثقه ابن أبى حاتم ، وبقية رجاله ثقات . وعن على بن عبد الله البارقى قال استفتتني امرأة بمكة فقلت لها هذا عبد الله ابن عمر عليك به فاستفتيه فاندفعت نحوه فاتبعتها أسمع ما تقول فقالت أفتنى عن الجبن فقال وما الجبن قالت شئ نصنعه من اللبن كذا وكذا ويجبنون الانفحة فقال عبد الله ما يصنع المسلمون وأهل الكتاب فكليه وما لم يصنعوه فلا تأكليه قالت يا عبد الله أفتنى عن الجراد قال ذكى كله قالت يا عبد الله أفتنى عن الذهب قال يكره للرجال ، فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا شيخه وهو ثقة ، وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال لا تأكلوا من الجبن إلا ما صنع المسلمون وأهل الكتاب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الحسن بن على أنه سئل عن الجبن فقال ضع السكين وسم وكل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (باب ما جاء في الزيت) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أئتدموا الشجرة يعنى الزيت ومن عرض عليه طيب فليصب منه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه النضر بن ظاهر وهو ضعيف (باب ما جاء في الخل) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الادام الخل . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه زكريا بن حكيم الحبطى (1) وهو ضعيف جدا . وعن السائب ابن يزيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الادام الخل . رواه الطبراني وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف عند جميع الائمة الا في رواية عن ابن معين وضعفه في أخرى (باب في الهندباء) عن بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخثعمي قال دخلت على محمد بن على بن (1) في الاصل غير منقوطة ، والصحيح من لسان الميزان . (*)
[ 44 ]
الحسين وعنده ابنة فقال هلم إلى الغداء فقلت قد تغديت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى انه الهندباء فقلت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الهندباء فقال حدثنى أبى عن جدى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من ورق الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة ، فذكر الحديث وهو بتمامه في باب الادهان . رواه الطبراني وفيه ارطاة بن الاشعث وهو ضعيف جدا . (باب في القرع والعدس) عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالقرع فانه يزيد في الدماغ وعليكم بالعدس فانه قدس على لسان سبعين نبيا . رواه الطبراني وفيه عمرو ابن الحصين وهو متروك . (باب ما جاء في الحلبة) عن معاذ بن جبل قال قال رسول لله صلى الله عليه وسلم لو تعلم أمتى ما في الحلبة لا شتروها ولو بوزنها ذهبا . رواه الطبراني وفيه سليمان بن سلمة الخبايرى وهو متروك . (باب ما جاء في الكمأة) عن عمرو بن حريث قال حدثنى أبى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من السلوى وماؤها شفاء للعين . رواه أحمد والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من السلوى وماؤها شفاء للعين قلت هو في الصحيح خلا قوله من السلوى رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في المن) عن أنس قال أهدى الاكيدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرة من من فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة مر على القوم فجعل يعطى كل رجل منهم قطعة وأعطى جابرا قطعة ثم إنه رجع إليه فأعطاه قطعة أخرى فقال إنك قد أعطيتني مرة فقال هذه لبنات عبد الله . رواه أحمد وفيه على ابن زيد وفيه ضعف ومع ذلك فحديثه حسن ، وقد تقدم باب في الحلوى
[ 45 ]
(باب في الزنجبيل) عن ابى سعيد الخدرى قال أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا وكان فيما أهدى إليه جرة فيها زنجبيل فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمني قطعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن حكام وقد اتهم بهذا الحديث وهو ضعيف . (باب في الرمان) عن ابن عباس أنه كان يأخذ الحبة من الرمان فيأكلها قيل له يا ابن عباس لم تفعل هذا قال إنه بلغني أنه ليس في الارض رمانة تلقح إلا بحبة من حب الجنة فلعلها هذه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ربعية بنت عياض الكلابية قالت سمعت عليا يقول كلوا الرمان بشحمه فانه دباغ المعدة . رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب في السفرجل) عن ابن عباس قال جاء جابر بن عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسفرجلة قدم بها من الطائف فناوله إياها فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه يذهب بطخاوة (1) الصدر ويجلو الفؤاد . رواه الطبراني من رواية على القرشى عن عمرو ابن دينار ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن قدم إليه طعام لا يعرف أصله) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحيه المسلم فأطعمه طعاما فليأكل من طعامه ولا يسأل عنه وإن سقاه شرابا فليشرب من شرابه ولا يسأل عنه . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه مسلم بن خالد الزنجي والجمهور ضعفه وقد وثق ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . (باب أكل الطين) عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه . رواه الطبراني وفيه يحيى بن يزيد الاهوازي جهله الذهبي من قبل نفسه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (1) الطخاء : ثقل وغشى : واصل الطخاء والطخية ، الظلمة والغيم .
[ 46 ]
(باب مضغ العلك) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هلكت سدوم وما حولها من القرى حتى استاكوا بالمساويك ومضغوا العلك في المجالس . رواه الطبراني وفيه سوار بن مصعب وهو متروك . (باب أكل الثوم والبصل) عن عبد الرحمن بن عائد قال سئل أبو الدرداء عن الكراث والبصل فقال لست آكلا بصلا بعد ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه دحيم وأبو حاتم وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن كل جارية بها حبل حرام على صاحبها حتى تضع ما في بطنها وإن كل حمار يعتمل عليه حرام لحمه وإن الثوم حرام ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أحل الثوم وأمر من يأكله أن لا يخرج إلى المسجد حتى يذهب ريحه أنه أذى فلا يقرب من أكله المسجد . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتى وهو ضعيف . وعن على قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكل الثوم وقال لولا أن الملك ينزل على لاكلته رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه حبة بن جوين العرنى وقد ضعفه الجمهور ووثقه العجلى . وعن محمد يعنى ابن سيرين قال كان الثوم بولس لابن عمر فينظم في خيط ويلقى في المرقة في خيط ويستخرج في خيط فيلقى فيؤكل . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث في المساجد في الصلاة من نحو هذا . (باب لحم الخيل) عن الزبير أنهم نحروا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلوه . رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، قال البزار هكذا رواه شبابة عن المغيرة عن هشام عن أبيه عن الزبير قال وهذا الحديث يرويه أبو أسامة عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء . وعن أسماء بنت أبى بكر قالت ذبحنا فرسا فأكلنا نحن وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت هو في الصحيح خلا قوله نحن وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الطبراني
[ 47 ]
وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك . وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الاهلية وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحوم الخيل ان تؤكل قلت له في الصحيح النهى عن الحمر الاهلية من غير إذن في لحوم الخيل رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجالهما رجال الصحيح خلا محمد بن عبيد المحاربي وهو ثقة . وعن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم خبير أصاب الناس مجاعة فاخذوا الحمر الاهلية فذبحوها وأغلوا منها القدور فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال جابر فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفأنا القدور وقال إن الله سيأتيكم برزق هو أحل لكم من هذا وأطيب قال فكفأنا يومئذ القدور وهى تغلى قال فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الانسية ولحوم الخيل والبغال وكل ذى ناب من السباع وكل ذى مخلب من الطير وحرم المجثمة والخلسة والنهية (1) قلت رواه الترمذي باختصار رواه الطبراني في الاوسط والبزار باختصار ورجالهما رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني عمر ابن حفص السدوسى وهو ثقة . (باب في الحمر الاهلية) عن أم نصر المحاربية قالت سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الاهليه فقال أليس يرعى الكلاء ويأكل الشجر قال نعم قال فاصب من لحومها . رواه الطبراني وفيه ابن اسحق وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام لا يضر . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الاهلية لانها كانت حمولة . رواه الطبراني وفيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إبقاء على الظهر . رواه الطبراني في الاوسط (1) المجثمة : كل حيوان ينصب ويرمى ليقتل الا انها تكثر في الطير والارانب واشباه ذلك مما يجثم في الارض أي يلزمها ويلتصق بها . والخلسة ، وفى رواية الخيسة وهى ما يستحلص من السبع فيموت قبل أن يذكى ، من خلست الشئ واختلسته إذا سلبته ، وهى فعيلة بمعنى مفعولة . والنهبى نهبى العساكر . (*)
[ 48 ]
والكبير بنحوه وفيه الكبير حبان بن على وفيه ضعف وقد وثق وفى الاوسط محمد بن جابر وهو متروك وقد وثق . وعن ابن عباس قال لم يحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الاهلية . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن عقال وهو ضعيف . وعن أبى الوداك قال حدثنى أبو سعيد قال أصبنا سبايا يوم خيبر وكنا نعزل عنهن نلتمس أن نفديهن من أهلهن فقال بعضنا لبعض تفعلون هذا وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوه فسلوه فأتيناه أو ذكرنا ذلك له فقال ما من كل الماء يكون الولد إذا قضى الله امرا كان ومررنا بالقدور وهى تغلى فقال لنا ما هذه اللحم قلنا لحم حمر فقال لنا أهلية أو وحشية فقلنا لا بل أهلية قال لنا اكفئوها قال فكفأناها وإنا لجياع نشتهيه قال وكنا نؤمر أن نوكئ (1) الاسقية قلت في الصحيح منه قصة العزل رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى باختصار . وعن أبى سعيد قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدك وخيبر قال ففتح الله على رسوله فدك وخيبر قال فوقع الناس في بقلة لهم هذا الثوم والبصل قال فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد ريحها فتأذى به ثم عاد القوم فقال ألا لا تأكلوه فمن أكل منها شيئا فلا يقربن مجلسنا قال ووقع الناس يوم خيبر في لحوم الحمر الاهلية ونصبوا القدور فنصبت قدري فيمن نصب فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنهاكم عنه أنهاكم عنه مرتين فاكفئت القدور فاكفات قدري فيمن أكفأ قلت روى له أبو داود النهى عن الثوم والبصل لمن أتى المسجد وهنا قال فلا يقربن مجلسنا رواه أحمد وفيه بشر بن حرب وهو ضعيف وقد وثق . وعن أبى سليط وكان بدريا قال أتانا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحموم الحمر ونحن بخيبر فكفأناها وإنا لجياع . رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الله بن عمرو بن ضميرة ذكره ابن أبى حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه . وعن أبى سليط قال أصاب الناس في غزوة خيبر مخمصة شديدة فقاموا إلى حمرهم في محضر من النبي صلى الله عليه وسلم فجزروها ثم طرحوها في القدور فبينا هي (1) الوكاء : الخيط الذى تشد به الصرة والكيس وغيرهما ، أي شدوا رؤس الاسقية بالوكاء لئلا يدخلها حيوان أو يسقط فيها شئ . (*)
[ 49 ]
تفور نزل تحريمها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل تحريم الحمر التى تطبخون فكفئت القدور على وجوهها . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن عبد الله بن أبى سليط قال أتانا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الحمر الانسية والقدور تفور بها فكفأناها على وجوهها . رواه أحمد وفيه عبد الله بن عمرو بن ضميرة ذكره ابن أبى حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه . وعن سنان بن سلمة أن أباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالقدور فأكفئت يوم خيبر وكان فيها لحم حمر الناس . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح خلا نحاز بن جدى وهو ثقة . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحمار الاهلى وأمرنا بالقاء ما معنا منه فألقيناه . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن أبى ليلى قال كنا مع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فغليت القدور من لحوم الحمر الاهلية فأمرنا باكفائها وقسم لكل عشرة منها شاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه قاسم جليس لابي معوية ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . أو عن ابن عباس قال أصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر حمرا أهلية فطبخوا من لحمها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدور تكفأو حرم لحمها يومئذ . رواه الطبراني وله حديث في الصحيح غير هذا وفى هذا النضر أبو عمر وهو متروك . وعن ثعلبة بن الحكم قال أسرني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ شاب فسمعته صلى الله عليه وسلم ينهى عن النهبة وأمر بالقدور فأكفئت من لحوم الحمر الاهلية قلت روى له ابن ماجه النهى عن النهية رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن كعب بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة وعن لحوم الحمر الاهلية . رواه الطبراني من طريقين في إحداهما منصور بن دينار وهو ضعيف وفى الاخرى مؤمل بن إسماعيل ووثقه ابن معين وضعفه الجمهور . وعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح خيبر أصاب الناس حمرا فانتهبوها حتى غلت بها القدير فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل ان حمر الناس قد نحرت فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الاهلية فجعل الرجل يكفئ الاناء بسنة قوسه وعمود بيته . رواه الطبراني وفيه داود بن يسار ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (4 خامس مجمع الزوائد)
[ 50 ]
(باب في الجلالة (1)) عن أبى هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلالة وعن شرب ألبانها وأكلها وركوبها . رواه البزار وفيه أشعث بن براز الهجيمى وهو متروك . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى يوم فتح مكة عن لحوم الجلالة وألبانها وظهورها قلت رواه الترمذي باختصار رواه البزار وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم نصر المحاربية قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلالة فقال أليس ترعى الكلاء وتأكل الشجر لعله قال بلى قال فأصب من لحومها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إسحق وهو مدلس ولكنه ثقة ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام لا يضر . وعن جابر أن بقرة انفلتت (2) على خمر فشربت فخافوا عليها فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوا ولا بأس بأكلها . رواه أبو يعلى من رواية بقية عن عمر وبقية مدلس وعمر ان كان ابن عبد الله بن خثعم فهو ضعيف وان كان مولى عفرة فهو ضعيف وقد وثق . (باب فيمن تحل له الميتة) عن أبى وافد قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل يارسول الله إنا بأرض تصيبنا بها المخمصة فما يصلح لنا من الميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم تصطبحوا ولم تغتبقوا ولم تحتفئوا (3) بقلا فشأنكم بها رواه الطبراني ورجاله ثقات قلت وقد تقدمت أحاديث كثيرة في حلب المواشى بغير إذن أهلها والاكل من البساتين ونحو ذلك في الغصب والبيع (4) . (1) تقدم أنها هي التى تأكل الجلة أي البعر والعذرة . (2) في الاصل (انقلبت) . (3) الاصطباح هنا : أكل الصبوح وهو الغداء ، والغبوق . العشاء ، وأصلهما في الشرب ثم استعملا في الاكل ، أي ليس لكم أن تجمعوا من الميتة ، أو أراد إذا لم تجدوا ما تأكلونه صباحا أو عشاءا ولو بقلة تأكلونها حل ت لم الميتة . وتحتفئوا من الحفأ وهو أصل البردى الابيض الرطب منه وقد يؤكل ، وفى هذه الكلمة وضبطها اختلاف عند أهل الرواية واللغة . (4) في الجزء الرابع . (*)
[ 51 ]
كتاب الاشربة) بسم الله الرحمن الرحيم (باب تحريم الخمر) عن أبى هريرة قال حرمت الخمر ثلاث مرات قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله عزوجل على نبيه صلى الله عليه وسلم (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس) إلى آخر الآية فقال الناس ما حرم علينا إنما قال وكانوا يشربون حتى إذا كان يوم من الايام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب وخلط في قراءة فأنزل الله عزوجل فيها آية أغلظ منها (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) وكان الناس يشربون حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق ثم نزلت آية أغلط منها (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) قالوا انتهينا ربنا فقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله عزوجل (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات) إلى آخر الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو حرمت عليهم لتركوها كما تركتم . رواه أحمد وأبو وهب مولى أبى هريرة لم يجرحه أحد ولم يوثقه وأبو نجيح ضعيف لسوء حفظه وقد وثقه غير واحد وشريح ثقة . وعن أنس بن مالك قال كنت ساقى القوم تينا وزبيبا خلطناهما جميعا وكان في القوم رجل يقال له أبو بكر فلما شرب قال : أحيى أم بكر بالسلام وهل لك بعد قومك من سلام
[ 52 ]
يحدثنا الرسول بأن سحتا وكيف حياة أصل أو هسام فبينا نحن كذلك والقوم يشربون إذ دخل علينا رجل من المسلمين فقال ما تصنعون إن الله تبارك وتعالى قد نزل تحريم الخمر فأرقنا الباطية وكفأناها ثم خرجنا فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر يقرأ هذه الآية ويكررها (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الطلاة فهل أنتم منتهون) قلت لانس حديث في الصحيح غير هذا في تحريم الخمر رواه البزار وفيه مطربن ميمون وهو ضعيف . وعن أنس قال بينا أنا أدير الكأس على أبى طلحة وأبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسهيل بن بيضاء وأبى دجانة حتى مالت رؤوسهم إذ سمعنا مناديا ينادى ألا إن الخمر قد حرمت فما دخل علينا داخل ولا خرج منا خارج فأهرقنا الشراب وكسرنا القلال وتوضأ بعضنا واغتسل بعضنا وأصبنا من طيب أم سليم ثم خرجنا إلى المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) حتى بلغ (فهل أنتم منتهون) فقال رجل يا رسول الله فما منزلة من مات وهو يشربها فأنزل الله تبارك وتعالى (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) إلى آخر الآية فقال رجل لقتادة أنت سمعته من أنس قال نعم وقال رجل لانس أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أو حدثنى من لا يكذبنى والله ما كنا نكذب ولا ندرى ما الكذب قلت لانس حديث في الصحيح بغير هذا السياق رواه ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال نزل تحريم الخمر فدخلت على ناس من أصحابي وهى بين أيديهم فضربتها برجلي ثم قلت انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نزل تحريم الخمر فذكره . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن منصور الطوسى وهو ثقة . وعن ابن عباس قال لما حرمت الخمر مشى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم إلى بعض وقالوا حرمت الخمر وجعلت عدلا للشرك . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله
[ 53 ]
عليه وسلم حرم ستة الحمر والخمر والميسر والمزامير والدف والكوبة (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن عمر الامام وهو ضعيف جدا ورواه البزار باختصار وزاد وقال ابن عباس وكل مسكر حرام ، وفيه محمد بن عمارة بن صبيح شيخ البزار ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى الدرداء أو معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول شئ نهانى عنه ربى بعد عبادة الاوثان شرب الخمر وملاحاة الرجال (2) . رواه البزار والطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك رمى بالكذب ، وقال محمد بن المبارك الصوري كان صدوقا ورد قوله والجمهور ضعفوه . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان كان لمن أول ما عهد إلى فيه ربى ونهاني عنه بعد عبادة الاوثان وشرب الخمر لملاحاة الرجال . رواه الطبراني وفيه يحيى بن المتوكل وهو ضعيف عند الجمهور ونقل عن ابن معين توثيقه في رواية وقال في الاخرى ليس بشئ . وعن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير والمسكر من كل شراب قلت عزاه صاحب الاطراف إلى النسائي ولم أره رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح . (باب في آنية الخمر) عن عبد الله بن عمر قال : أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بالمدية وهى الشفرة فأتيته بها فأرسل بها فأهرقت فأعطانيها وقال أغد على بها ففعلت فخرج بأصحابه إلى أسواق المدينة وفيها زقاق خمر قد جلبت من الشام فأخذ المدية فشق ما كان في تلك الزقاق بحضرته ثم أعطانيها وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يمضوا معى وأن يعاونوني أمرنى آتى الاسواق كلها فلا أجد زقا فيه خمر إلا شققته . وفى رواية عن ابن عمر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المربد فخرجت معه فكنت عن يمينه فأقبل أبو بكر فتأخرت له وكان عن يمينه وكنت عن يساره ثم أقبل عمر فتنحيت له وكان عن يساره فأتى رسول الله (1) الكوبة : النرد ، وقيل الطبل أو غيره . (2) أي مقاومتهم ومخاصمتهم ، يقال لحيت الرجل ألحاه لحيا إذا لمته وعذلته ولاحيته ملاحاة ولحاءا إذا نازعته . (*)
[ 54 ]
صلى الله عليه وسلم المربد فإذا أنا بزقاق على المربد (1) فيها خمر قال ابن عمر فدعاني رسول اله صلى الله عليه وسلم بالمدية قال وما عرفت المدية إلا يومئذ فأمر بالزقاق فشقت فذكر الحديث . رواه كله أحمد باسنادين في أحدهما أبو بكر بن أبى مريم وقد اختلط وفى الآخر أبو طعمة وقد وثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وضعفه مكحول ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر قال لما كان يوم فتح مكة أراق رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر وكسر جواره . رواه أحمد والطبراني في الاوسط إلا أنه قال وكسر جرارها . وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن جابر أن رجلا من ثقيف أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فشقت فذكر الحديث . وقد تقدم في البيع في ثمن الخمر . رواه الطبراني في الاوسط عن المقدام بن داود هو ضعيف . (باب في الغبيراء والفضيخ والخليطين والطلاء (2)) عن قيس بن سعد بن عبادة ان رسول الله صلى عليه وسلم قال إن ربى تبارك وتعالى حرم على الخمر والكوبة والقنين (3) وإياكم والغبيراء فانها ثلث خمر العالم . رواه أحمد والطبراني وفيه عبيد الله بن ذحر وثقه أبو زرعة والنسائي وضعفه الجمهور . وعن أم حبيبة ابنة أبى سفيان أن ناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهم الصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا يا رسول الله إن لنا شرابا نصنعه من القمح والشعير قال فقال الغبيراء قالوا نعم قال (1) الزق : السقاء أو جلد يوضع فيه الخمر . والمربد : الموضع الذى تحبس فيه الابل ، وبه سمى نربد المدينة والبصرة . (2) الغبيراء : ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة ، وقيل من تمر يسمى الغبيراء . والفضيخ : شراب يتخذ من البسر المفضوخ أي المشدوخ . والخليطان : ما ينبذ من البسر (الرطب) والتمر معا أو من العنب والزبيب أو من الزبيب والتمر ونحو ذلك مما ينبذ مختلطا ، وإنما نهى عنه لان الانواع إذا اختلفت كانت أسرع للشدة والتخمير . والطلاء : الشراب المطبوخ من عصير العنب . (3) القنين : لعبة للروم ، وقيل هو الطنبور . (*)
[ 55 ]
فلا تطعموه ثم لما كان بعد ذلك بيومين ذكروهما له أيضا فقال الغبيراء قالوا نعم قال فلا تطعموه ثم أرادوا أن ينطلقوا فسألوه عنه قال الغبيراء قالوا نعم قال فلا تطعموه قالوا فانهم لا يدعونها قال من لم يتركها فاضربوا عنقه . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه وابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن ابن عباس قال كانت خمرنا يومئذ الفضيخ وحرمت يوم حرمت وما هي إلا فضيخكم . رواه ، الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس رفعه قال من مات وفى بطنه ريح الفضيخ فضحه على رؤوس الاشهاد يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه مبارك أبو عمرو ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثفات . وعن معقل ابن يسار أنه سئل عن الشراب فقال كنا بالمدينة فكانت كثيرة التمر فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضيخ . وفى رواية فجعلت أريقها وأقول هذا آخر العهد بالخمر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخليطين . رواه الطبراني وفيه عمرو بن دريج وثفه ابن معين وضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس أنه كان ينبذ التمر على حدة . والبسر على حدة ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انبذوا كل واحد منهما على حدة رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبى مسعود عبد الرحمن بن الحسن ضعفه أبو حاتم ووثقه غيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى أسيد قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين التمر والزبيب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن محمد بن كعب بن مالك عن أمه وكانت قد صلت القبلتين مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن التمر والزبيب جميعا وقال انبذ كل واحد منهما على حدة . رواه أحمد وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن معبد بن كعب بن مالك عن أمه وكانت قد صلت القبلتين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تننبذوا التمر والزبيب جيمعا وانتبذوا كل واحد على حدته . رواه الطبراني وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن أم معبد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخليطين قلت ما هما قال التمر والزبيب وكانت أم مغيث جدة ربيعة بن أبى عبد
[ 56 ]
الرحمن وقد صلت القبلتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه اسحق ابن عبد الله بن أبى فروة وهو متروك . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يكفأ الاسلام كما يكفأ الاناء في شراب يقال له الطلاء . رواه أبو يعلى وفيه فرات بن سليمان قال أحمد ثقة ، وذكره ابن عدى وقال لم أر أحدا صرح بضعفه وأرجو أنه لا بأس به ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب فيما يسكر) عن المختار بن فلفل قال سألت أنس بن مالك عن الاوعية فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزفتة (1) وقال كل مسكر حرام قال قلت وما المزفتة قال المقير قال قلت فالرصاص والقارورة قال وما بأس بهما قال فان ناسا يكرهونهما قال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فان كل مسكر حرام قال قلت صدقت السكر حرام فالشربة الشربتان على طعامنا قال المسكر قليله وكثيره حرام وقال : الخمر من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والذرة فما خمرت من تلك فهو الخمر . رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال حرمت الخمر وهى من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والذرة فذكره ، وزاد البزار بعد قوله دع ما يريبك إلى ما لا يريبك : فانها كلمة حكم أخذ بها من كان قبلكم . والبزار باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن شراب باليمن يقال له البتع والمزر (2) فقال ما أسكر فهو حرام ، رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عما يصنع في الظروف وكل مسكر حرام . رواه أبو يعلى وفيه ابن إسحق وهو مدلس ثقة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مسكر حرام . رواه أبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقى وقد ضعفه الجمهور وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن قرة بن إياس أن النبي (1) هو الاناء الذى طلى بالزفت ، وفى الاصل (المرقية) وهو تصحيف . (2) البتع بكسر الباء وسكون التاء ، وقد تحرك التاء : نبيذ العسل وهو خمر أهل اليمن . والمزر بالكسر : نبيذ يتخذ من الذرة ، وقيل من الشعير والحنطة (*)
[ 57 ]
صلى الله عليه وسلم قال كل مسكر حرام . رواه البزار وفيه زياد الجصاص وقد ضعفه جمهور الائمة ووثقة ابن حبان وقال ربما يهم . وعن قيس بن سعد بن عبادة الانصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مسكر خمر وكل مسكر حرام . رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم وابن لهيعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان أمتى يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنتبذوا في الدباء ولا في الجر (1) ولا في المزفت وكل شراب أسكر فهو حرام . رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وفيه ضعف وحديثه حسن . قلت وتأتى أحاديث من هذا الباب في باب الاوعية ان شاء الله . (باب فيما أسكر كثيره) عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسكر كثيرة فقليله حرام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه اسماعيل بن قيس بن سعد وهو ضعيف جدا . وعن خوات بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أسكر كثيرة فقليله حرام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد الله بن إسحق الهاشمي قال العقيلى له أحاديث لا يتابع منها على شئ ، وذكر له الذهبي هذا الحديث . وقد تقدم حديث أنس في باب ما يسكر في أول هذه الورقة بمقلوبها ، ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في الاوعية) عن معقل بن يسار قال كنا بالمدينة وكانت كثيرة الثمرة فحرم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضيخ وجاءه رجل فسأله عن امرأة عجوز كبيرة أنسقيها النبيذ فانها لا تأكل الطعام فنهاه معقل . رواه أحمد والطبراني باختصار ورجالهما ثقات : وعن سويد بن مقرن قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبيذ جر فسألته عنه فنهاني عنه فأخذت الجرة فكسرتها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا هلال المزني وهو ثقة . وعن أبى أسحق مولى بنى هاشم أنهم (1) الدباء : القرع وكانوا ينتبذون فيها . والجر : جمع جرة ، وفى رواية الجرار ، وهو الاناء المعروف من الفخار ، وأراد النهى عن الجرار المدهونة لانها أسرع في الشدة والتخمير . (*)
[ 58 ]
ذكروا يوما ما ينتبذ فيه فتنازعوا في القرع فمر بهم أبو أيوب الانصاري فأرسلوا إليه فقالوا يا أبا أيوب القرع ينتبذ فيه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن كل مزفت ينتبذ فيه فرد عليه القرع فرد أبو داود مثل قوله الاول . رواه أحمد والطبراني وأبو هاشم المستور وفيه رشدين بن سعد وفيه ضعف وقد وثق . وعن سمرة بن جندب قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب فنهى عن الدباء والمزفت . رواه أحمد والطبراني وفيه وقاء بن إياس وثقه أبو حاتم وابن حبان والثوري وضعفه غيرهم ، وبقية رجاله ثقات . وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى عليه وسلم أنه قال لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت ولا في النقير (1) ولا في الجر وكل مسكر حرام . رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى سمرالضبعى قال سمعت عائد بن عمرو ينهى عن الدباء والحنتم (2) والمزفت والنقير فقلت له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن الفضيل بن يزيد الرقاشى قال كنا عند عبد الله ابن معقل فتذاكرنا الشراب فقال الخمر حرام فقلت الخمر حرام في كتاب الله عزوجل قال فايش تريد تريد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الدباء والحنتم والنقير ، قلت ما الحنتم قال خضراء وبيضاء قال قلت ما المزفت قال كل مقير من زق أو غيره ، وفى رواية والنقير وقال فانطلقت إلى السوق فاشتريت أفيقة فما زالت معلقة في بيتى . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط بعضه ورجال أحمد رجال الصحيح خلا الفضيل بن زيد وهو ثقة . وعن عبد الله بن جابر العبدى قال كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس قال أو لست فيهم إنما كنت مع أبى فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب في الاوعية (1) النقير : أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا . (2) الحنتم : جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم ، ونهى عنها لانها تسرع الشدة بسبب دهنها . (*)
[ 59 ]
التى سمعتم الدباء والحنتم والنقير والمزفت . رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات . وعن دلجة بن قيس أن الحكم الغفاري قال لرجل مرة أتذكر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير قال نعم قال (1) وأنا أشهد ، وفى رواية ان الحكم الغفاري قال لرجل أتذكر حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النقير والمقير أو أحدهما وعن الدباء والحنتم قال نعم قال وأنا أشهد على ذلك . رواه كله أحمد ، وقال الطبراني عن دلجة بن قيس أن رجلا قال للحكم الغفاري : أتذكر يوم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم قال نعم قال الآخر وأنا أشهد على ذلك . ورجالهما ثقات . وعن صهيرة بنت صفر سمعت منها قالت : حججنا ثم انصرفنا إلى المدينة فدخلنا على صفية بنت حيى فوافقنا عندها نسوة من أهل الكوفة فقلن لنا : إن شئتن سألتن وسمعنا وإن شئتن سألنا وسمعتن فقلنا سلن فسألن عن أشياء من أمر المرأة وزوجها ومن أمر المحيض ثم سألن عن نبيذ الجر فقال أكثرتم علينا يا أهل العراق في نبيذ الجر حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيذ الجر وما على إحداكن أن تطبخ تمرها ثم تدلكه ثم تصفيه فتجعله في سقائها وتوكئ عليه فإذا طاب شربت وسقت زوجها . رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى وصهيرة لم يرو عنها غير يعلى بن حكيم فيما وقفت عليه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا فقال الاشج : يارسول الله إن أرضنا أرض ثقيلة خمة وإنا إذا لم نشرب هذه الاشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تشربوا في الدباء والحنتم والنقير وليشرب أحدكم على سقاء يلاث على فيه فقال لها الاشج : بأبى وأمى يا رسول الله رخص لنا في مثل هذه وقال بكفيه هكذا فقال يا أشج إن رخصت لك في صثل هذا وقال بكفيه هكذا شربته في مثل هذه وبسطها فذكر الحديث (2) وهو بطوله في البر والصلة في إكرام الضيف واختصرت هذا منه وهو بحروفه . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبى القموص زيد بن على قال حدثنى أحد (1) (نعم قال) غير موجودة في الاصل . (2) في الاصل تصحيفات صححناها من الجزء الثامن . (*)
[ 60 ]
الوفد الذين وفدوا من عبد القيس قال وأهدينا له فيما يهدى نوطا (1) أو قربة من تعضوض (2) أو برنى فقال ما هذا فقلنا هذه هدية وأحسبه نظر إلى تمرة منها فأعادها مكانها وقال : آل محمد قال فسأله القوم عن أشياء حتى سألوه عن الشراب فقال : لا تشربوا في دباء ولا حنتم ولا مزفت اشربوا في الحلال الموكأ عليه ، ثم قال له قائلنا : يارسول الله وما يدريك ما الدباء والحنتم والنقير والمزفت قال : أنا لا أدرى ماهيه أي هجر أعز قلنا المسفر قال فو الله لقد دخلتها وأخذت أقليدها قال وكنت نسيت من حديثه شيئا فأذكرنيه عبيد الله بن حدرة قال وقفت على غير الدارة ثم قال : اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا ولا موتورين قال وابتهل وجهه ههنا من القبلة حتى استقبل القبلة قال إن خير المشرق عبد القيس - قلت روى أبو داود منه طرفا في الاوعية - رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النقير والدباء والمزفت وقال لا تشربوا إلا في ذى إكاء فصنعوا جلود الابل ثم جعلوا لها أعماقا من جلود الغنم فبلغه ذلك فقال لا تشربوا إلا فيما أعلاه منه - قلت في الصحيح طرف من أوله - رواه أحمد وأبو يعلى وفيه حسين بن عبيد الله ابن عبد الله وهو متروك ضعفه الجمهور وحكى عن ابن معين في رواية أنه لا بأس به يكتب حديثه . وعن الاشعث بن عمير العبدى عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس فلما أرادوا الانصراف قالوا قد حفظتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شئ سمعتموه منه فسلوه عن النبيذ فأتوه فقالوا يا رسول الله إنا في أرض وخمة لا يصلحنا فيها إلا الشراب قال وما شرابكم قالوا النبيذ قال في أي شى ء شربتموه قالوا في النقير قال لا تشربوا في النقير فخرجوا من عنده فقالوا والله لا يصالحنا قومنا على هذا فرجعوا فسألوه فقال لهم مثل ذلك قال لا تشربوا في النقير فيضرب الرجل ابن عمه ضربة لا يزال منها أعرج إلى يوم القيامة قال فضحكوا قال أي شئ تضحكون قالوا والذى بعثك بالحق يا رسول (1) النوط : الجملة الصغيرة التى يكون فيها التمر ، وفى الاصل (بوطا) والتصحيح من النهاية . (2) هو بفتح التاء : تمر أسود شديد الحلاوة . وفى الاصل مغفلة من النقط . (*)
[ 61 ]
لقد شربنا في نقير لنا فقام بعضنا إلى بعض فضرب هذا ضربة هو اعرج منها إلى يوم القيامة . رواه أبو يعلى والطبراني وأشعث بن عمير لم أعرفه وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والحنتم والجر . رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات . وعن قتادة قال سألت أنسا عن نبيذ الجر قال لم أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيئا وكان أنس يكرهه . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى موسى قال تحينت فطر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بنبيذ جر فلما أدناه إلى فيه إذا هو ينش (1) فقال اضرب بهذا الحائط فان هذا شراب من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر . رواه أبو يعلى والبزار والطبراني كلاهما باختصار وفيه موسى بن سليمان ابن موسى وثقه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمرو بن سفيان قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر فانه حرام من الله ورسوله . رواه البزار والطبراني وفيه أبو المهزل وهو ضعيف . وعن عمرو بن سفين قال قال لى النبي صلى الله عليه وسلم إنه قومك عن نبيذ الجر فانه حرام من الله ورسوله . رواه الطبراني وفيه أبو المهزم وهو ضعيف . وعن صفوان بن المعطل قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنادى لا تنتبذوا في الجر . رواه الطبراني ومكحول لم يدرك صفوان ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى العالية قال : سألت أبا سعيد عن الاوعية فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاوعية إلا ما كان يوكا عليها من الاسقية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه فهد بن عوف وهو متروك . وعن أبى حاجب عن رجل من بنى غفار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المقير والنقير والدباء والحنتمة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا أبا حاجب وهو ثقة . وعن زيد بن أرقم وقرظة بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت والنقير . رواه الطبراني وفيه أم معبد ولم أعرفها ، وبقية رجال أحد الاسنادين ثقات . وعن أبى خبرة الصباحي قال كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا أربعين رجلا (1) أي يغلى . (*)
[ 62 ]
فنهاهم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير قال ثم أمر لنا بأراك فقال : استاكوا بهذه قلنا يا رسول الله إن عندنا العشب ونحن نجتزى به فرفع يديه فقال اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن أبى بكرة قال : نهينا عن الدباء والمزفت والنقير . رواه الطبراني من طريقين رجال أحدهما ثقات . وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشربوا في النقير ولا في المزفت . رواه الطبراني وفيه السرى بن إسماعيل الهمداني وهو متروك . وعن أم معبد مولاة قرظة قالت أما الدباء فهو القرع الذى نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وقال الحنتم حناتم تكون بأرض العجم فهو الذى نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والنقير أصول النخلة المخضرة الثابتة التى نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواها كلها الطبراني بأسانيد وفيها كلها يحيى بن الحارث التيمى وهو متروك . وقد تقدم بيان ذلك عن معقل بن يسار في هذا الباب باسناد الصحيح فلا حاجة لهذا . (باب جواز الانتباذ في كل وعاء) عن عبد الله بن مغفل قال أنا شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نهى عن نبيذ الجر وأنا شهدته حين رخص فيه وقال اجتنبوا المسكر . رواه أحمد ورجاله ثقات . وفى أبى جعفر الرازي كلام لا يضر وهو ثقة ، ورواه الطبراني في الكبير والاوسط . وعن أبى هريرة قال لما قفا وفد عبد القيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امرئ حسيب نفسه لينتبذ كل قوم بما بدا لهم ، رواه أحمد وابو يعلى وفيه شهر وفيه ضعف وهو حسن الحديث ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح ، وفى رواية لاحمد لما قدم بدل قفا . وعن أبى هريرة قال إنى لشاهد لوفد عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنهاهم أن يشربوا في هذه الاوعية الحنتم والدباء والمزفت والنقير قال فقام إليه رجل من القوم فقال يارسول الله إن الناس لا ظروف لهم قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يرثى للناس قال فقال اشربوه إذا طاب فإذا خبث فذروه ، رواه أحمد وفيه شهر وفيه ضعف وحديثه حسن ، وبقية
[ 63 ]
رجاله ثقات . وعن الرسيم أنه قال وفدنا على رسول الله صلى عليه وسلم فنهانا عن الظروف قال ثم قدمنا عليه فقلنا إن أرضنا أرض وخمة فقال اشربوا فيما شئتم من شاء أو كأسقاءه على إثم . رواه أحمد والطبراني وفيه يحيى بن عبد الله الجابر وهو ضعيف عند لجمهور ووثقه أحمد ، وابن الرسيم لم أعرفه . وعن يحيى بن غسان عن أبيه قال كان أبى في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس فنهاهم عن هذه الاوعية قال فانجمنا ثم أتيناه من العام المقبل فقلنا يارسول الله إنك نهيتنا عن هذه الاوعية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتبذوا فيما بدالكم ولا تشربوا مسكرا من شاء أو كأسقاءه على أثم . رواه أحمد . وعن الراسبى عن أبيه وكان من أهل هجر وكان فقيها أنه انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بصدقة يحملها إليه فنهاهم عن النبيذ في هذه الظروف فرجعوا إلى أرضهم تهامة وهى أرض حارة (1) فاستوخموا فرجعوا إليه العام الثاني في صدقاتهم فقالوا يارسول الله إنك نهيتنا عن هذه الاوعية فشق ذلك علينا قال اذهبوا فاشربوا فيما شئتم ولا تشربوا مسكرا من شاء أو كأسقاءه على إثم . رواه الطبراني في ترجمة الرسيم وقال عن ابن الراسبى عن أبيه فيحتمل أن الرسيم راسبيا والله أعلم وفى أسناده يحيى بن الجابر وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه أحمد . وعن عاصم ذكر أن الذى يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في النبيذ بعد ما نهى عنه منذر أبو حسان ذكر عن سمرة . رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم . وعن صحار العبدى قال : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لى في جرة أنتبذ فيها فرخص لى فيها أو أذن لى فيها . رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه عبد الرحمن بن صخار ذكره ابن أبى حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه والضحاك بن يسار وثقه أبو حاتم وابن حيان وقال ابن معين يضعفه البصريون ، وبقية رجاله ثقات . وعن الاشج العصرى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في رفقة من عبد القيس ليزوروه فأقبلوا فلما قدموا رفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم فأناخوا (1) في الاصل (وهى أرض تهامة حارة) (*)
[ 64 ]
ركابهم وابتدوه القوم ولم يلبسوا إلا ثياب شعرهم وأقام العصرى يعقل ركاب أصحابه وبعيره ثم أخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال ما هما قال الحلم والاناة قال شئ جبلت عليه أو شئ من الخلقة قال بل جبلت عليه قال الحمد الله ، قال معشر عبد القيس مالى أرى وجوهكم قد تغيرت قالوا يا نبى الله نحن بأرض وخمة وكنا نتخذ من هذه الانبذة ما يقطع اللحمان (1) في بطوننا فلما نهيتنا عن الظروف فذلك الذى ترى في وجوهنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الظروف لا تحل ولا تحرم ولكن كل مسكر حرام وليس أن تجلسوا فتشربوا حتى إذا ثملت العروق تفاخرتم فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف فتركه أعرج قال وهو يومئذ في القوم الذى اصابه ذلك : رواه أبو يعلى وفيه المثنى بن ماوى أبو المنازل ذكره ابن أبى حاتم ولم يضعفه ولم يوثقه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت كنت أنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في جر أخضر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حكيم بن جبير وهو متروك . وعن ابى بكرة أنه كان ينبذ له في جر أخضر قال فقدم أبوبرزد من غيبة غابها فبدأ بمنزل أبى بكرة فلم يصادفه في المنزل فوقف على امرأته فسألها عن أبى بكرة فأخبرته ثم أبصر الجر التى كانت فيها النبيذ فقال ما في هذه الجرة قالت نبيذ لابي بكرة قال وددت أنك جعلته في سقاء فأمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجعل في سقاء ثم جاء أبو بكرة فأخبرته عن أبى برزة فقال ما في هذا السقاء قالت أمرنا أبوبرزة أن نجعل نبيذك فيه قال ما أنا بشارب مما فيه لئن جعلت الخمر في سقاء ليحلن ولئن جعلت العسل في جر ليحرمن على انا قد عرفنا الذى نهينا عنه نهينا عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت فأما الدباء فانا معشر ثقيف كنا نأخذ الدباء فنخرط فيها عناقد العنب ثم ندفئها حتى تهدر ثم تموت وأما النقير فان أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ثم يسرحون فيها الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت (1) أي اللحوم جمع لحم . (*)
[ 65 ]
وأما الحنتم فجرار حمر كانت تحمل إلينا فيها الخمر وأما المزفت فهذه الاوعية التى فيها الزفت . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن طلق بن على قال جلسنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء وفد عبد القيس فقال مالكم قد اصفرت ألوانكم وعظمت بطونكم وظهرت عروقكم قالوا أتاك سيدنا فسألك عن شراب كان لنا موافقا فنهيته عنه وكنا بأرض وبيئة وخمة قال فاشربوا ما بدالكم . رواه الطبراني وفيه عجيبة بن عبد الحميد قال الذهبي لا يكاد يعرف ، وبقية رجاله ثقات وعن أبى مالك الاشجعى قال كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في تور (1) من حجارة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمير بن مسلم قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة خضراء فيها كافور فقسمها بين المهاجرين والانصار وقال يا أم سليم انتبذي لنا فيها . رواه الطبراني وفيه مزاحم بن عبد العزبز الثقفى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن قرة بن إياس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الاوعية فقال إن الاوعية لا تحرم شيئا فانتبذوا فيما بدا لكم واجتنبوا كل مسكر . رواه الطبراني وفيه زياد بن أبى زياد الجصاص (2) وهو متروك وقد وثقه ابن حبان وقال ربما يهم . وعن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود أنه سقاه نبيدا في جرة خضراء فقال أبو وائل قد رأيت تلك الجرة . رواه الطبراني وفيه عامر بن شقيق وثقه النسائي وابن حبان وضعفه ابن معين وأبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات . وعن عيسى بن عبد الرحمن السلمى قال سألت الحسن عن النبيذ فقال لا تشرب إلا في شئ موكا فقال ابنه أليس قد بلغنا كان ابن مسعود يشرب عندكم في الجر الاخضر قال بلى . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور وعن لحوم الاضاحي بعد ثلاث وعن النبيذ في النقير والدباء والمزفت قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إنى كنت نهيتكم عن ثلاث ثم بدا لى فيهن نهيتكم عن زيارة القبور ثم بدا لى أنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة فزوروها ولا تقولوا (1) أي إناء . (2) بالجيم ، وفى الاصل (الحصاص) والتصحيح من الخلاصة . (5 - خامس مجمع الزوائد) (*)
[ 66 ]
هجرا ونهيتكم عن لحوم الاضاحي أن تأكلوها فوق ثلاث ليال ثم بدا لى أن الناس يتحفون ضيفهم ويخبئون لغائبهم فأمسكوا ما شئتم ونهيتكم عن النبيذ في هذه الاوعية فاشربوا فيما شئتم ولا تشربوا مسكرا من شاء أو كأسقاءه على إثم ، وفى رواية يتبعون حكمهم . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار باختصار وفيه يحيى ابن عبد الله الجابر وقد ضعفه الجمهور وقال أحمد لا بأس به ، وبقية رجاله ثقات ، وقد تقدمت أحاديث من هذا النحو في زيارة القبور والاضاحي ، وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الظروف ثم رخص فيها نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت ثم رخص فيها قال اشربوا فيما شئتم واجتنبوا كل مسكر ونهى عن زيارة القبور وقال زوروها فان فيها عظة . رواه البزار وفيه يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف يكتب حديثه ، وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن يشرب من العصير الحلو ونحوه) عن شراحيل قال قلت لابن عمر ما تقول في رجل أخذ عنقودا فعصره فشربه قال لا بأس به فلما شرب قال حل شربه حل بيعه . رواه أحمد في حديث طويل وفيه ابن بكيل وطياف ولم أعرفهما ، وبقية رجال ثقات . وعن صحار بن صحر العبدى أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا بأرض كثير أخبازها وبقولها ونشرب النبيذ على ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اشربوا منه ما لا يذهب العقل والمال . رواه الطبراني ورشدين بن سعد ضعفه الجمهور وقد وثق ومنصور بن أبى منصور مجهول . وعن عبد الله بن أبى الشخير قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاشربة فقيل أنه لابد منها قال اشربوا ما لا يسفه أحلامكم ولا يذهب أموالكم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا الحسين ابن مهدى وهو ثقة . وعن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بنبيذ فشرب منه . رواه الطبراني وفيه هود بن عطاء وهو ضعيف . وعن المطلب بن أبى وداعة أن رسول الله عليه وسلم أتى باناء نبيذ فصب عليه الماء حتى تدفق ثم شرب منه . رواه الطبراني عن شيخه العباس بن الفضل الاسقاطي ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
[ 67 ]
لا يشرب نبيذا فوق ثلاث . رواه رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الفضل بن عباس قال كان ينبذ للنبى صلى الله عليه وسلم من الليل فيشربه الغد وليلة الغد وليلته إلى اليوم الثالث ثم يمسك . رواه الطبراني وفيه جون بن بشير وهو مجهول . وعن المطلب بن أبى وداعة قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت في يوم صائف فعطش فاستسقى فقال رجل يارسول الله عندنا شراب من هذا الزبيب قال بلى فبعث الرجل إلى بيته فأتى بقدح عظيم فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم من فيه فوجد له ريحا شديدا فكرهه فرده . رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبى وهو ضعيف . وعن صحار بن العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ياصحار أطب شرابك واسق جارك . رواه الطبراني وفيه مصعب بن المثنى جهله الذهبي . وعن أم معبد مولاة قرظة قالت كنت أسقى أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم زيد بن أرقم ومعاذ بن جبل . رواه الطبراني وفيه يحيى الحمانى وهو ضعيف . وسعيد بن شعبة بن الحجاج قال حدثنى أبى عن أبيه قال رأيت أنس بن مالك يشرب الطلاء . رواه الطبراني وسعيد هذا لم أعرفه ولا من فوقه . وعن إسحق بن عبد الله بن أبى طلحة قال كان نبيذ أنس بن مالك حلو تلصق منه الشفتان . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال صحبت جدى أنس بن مالك ثلاثين سنة فما رأيته يشرب نبيذا قط . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وإبراهيم بن الحجاج الشامي وكلاها ثقة (1) . (باب ما جاء في الخمر ومن يشربها) عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر من شربها وقع على أمه وخالته وعمته . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبد الكريم أو أمية وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه جلس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم فارسلوني إلى عبد الله بن عمرو أسأله عن ذلك فأخبرني أن أعظم الكبائر (1) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر هامش الاصل . (*)
[ 68 ]
شرب الخمر فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك ووثبوا إليه جميعا فأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان ملكا من بنى اسرائيلل أخذر رجلا فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل صبيا أو يأكل لحم خنزير أو يقتلوه إن أبى فاختار أن يشرب الخمر وانه لما شرب لم يمتنع من شئ أرادوه منه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا حينئذ ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ولا يموت وفى مثانته منها شئ إلا حرمت عليه الجنة وان مات في الاربعين مات ميتة جاهلية . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا صالح بن داود التمار وهو ثقة . وعن عتاب بن عامر قال كنت عند عبد الله بن عمرو في الحجر بمكة فسئل عن الخمر فقال سألني رجل فقلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذهب فاسأله ثم ارجع إلى فاخبرني فسأله ثم رجع فاخبرني أنه سأله فقال هي أكبر الكبائر وأم الفواحش ومن شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته . رواه الطبراني وعتاب لم أعرفه وابن لهيعة حديثه حسن وفيه ضعف . وعن عبد الله ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تبارك وتعالى إلى الارض قالت الملائكة أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون قالوا ربنا نحن أطوع لك من بنى آدم قال الله تبارك وتعالى للملائكة هلموا ملكين منكم حتى يهبط بهما إلى الارض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الارض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاآها فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الاشراك قالا لا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبى تحمله فسألاها نفسها قالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبى فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه إلا قد فعلتماه حين سكرتما فحيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا . رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح خلا موسى بن جبير وهو ثقة . وعن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب
[ 69 ]
الله عليه فان عاد كان مثل ذلك فلا أدرى أفى الثالثة أو الرابعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فان عاد كان حقا على الله أن يسقية من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار . رواه أحمد والبزار والطبراني إلا أنه قال كان حقا على الله ، وفيه رجل لم يسم وشهر (1) . وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان شربها فسكر لم تقبل صلاة أربعين ليلة والثالثة أو الرابعة فان شربها لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فان تاب تاب يتب الله عليه وكان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من عين خبال قيل وما عين خبال قال صديد أهل النار قلت رواه النسائي خلا قوله فان تاب لم يتب الله عليه رواه أحمد والبزار رجال أحمد رجال الصحيح خلا نافع بن عاصم وهو ثقة . وعن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فان مات مات كافرا وان تاب تاب الله عليه فان عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار . رواه أحمد والطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد حسن حديثه ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله بعثنى رحمة وهدى للعالمين وأمرني أن أمحق المزامير والكنارات (2) يعنى البرابط والمعازف والاوثان التى كانت تعبد في الجاهلية وأقسم ربى بعزته لا يشرب عبد من عبيدى جرعة من خمر إلا سقيته مكانها من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له ولا يسقيها صبيا صغيرا إلا سقيته مكانها من حميم جهنم مغذبا ومغفورا له ولا يدعها عبد من عبيدى من مخافتي إلا سقيته إياها من حظبرة القدس ، وفى رواية لا يسقيها صبيا وصغيرا ضعيفا مسلما إلا سقيته من الصديد . رواه كله أحمد والطبراني وفيه على بن يزيد وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها . (1) لعله شهر بن حوشب وفى الحديث الذى بعد تاليه الكلام عليه . (2) الكنارات : العيدان وقيل الطنبور وقيل البرابط . وفى الاصل (لكيارات) وهو تحريف . (*)
[ 70 ]
رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن طلق بن على أنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء صحار عبد القيس فقال يارسول الله ما ترى في شراب نصنعه بأرضنا من ثمارنا فأعرض عنه نبى الله صلى الله عليه وسلم حتى سأله ثلاث مرات حتى صلى ولما قضى صلاته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من السائل عن المسكر لا تشربه ولا تسقيه أخاك المسلم فوالذي نفسي بيده أو فوالذي يحلف به لا يشربه رجل ابتغاء سكره فيسقيه الله الخمر يوم القيامة . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن أبى تميم الجيشانى أنه سمع قيس بن سعد بن عبادة الانصاري وهو على مصر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب على كذبة متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو بيتا في جهنم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر أتى عطشانا يوم القيامة ألا فكل مسكر خمر حرام وأياكم والغبيراء ، وسمعت عبد الله بن عمرو بعد ذلك يقول مثله فلم يختلفا إلا في بيت أو مضجع . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه راو لم يسم . وعن عياش بن غنم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فان مات فالى النار فان تاب قبل الله منه فان شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين يوما فان مات فالى النار فان تاب قبل الله منه وان شربها الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من ردعة الخبال فقيل يا رسول الله وما ردعة الخبال قال عصارة أهلى النار . رواه أبو يعلى والطبراني وفيه المثنى بن الصباح وهو متروك وقد وثقه أبو محصن حصين بن نمير والجمهور على ضعفه . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب شرابا حتى يذهب عقله الذى أعطاه الله فقد أتى بابا من أبوابا الكبائر . رواه أبو يعلى والطبراني وفيه حسين بن قيس الرحبى وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سكر من الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فان مات فيها كان كعابد وثن . رواه البزار وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شارب الخمر كعابد وثن . رواه البزار وفيه فطر بن خليفة وهو ثقة وفيه كلام لا يضر . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 71 ]
إعلموا أن كل مسكر حرام ان الله عهد لمن شرب مسكرا أن يسقيه من طينة الخبال . رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من شرب خمرا سقاه الله من حميم جهنم قلت له حديث في الصحيح غير هذا رواه البزار وفيه يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر كان نجسا أربعين يوما فان تاب منها تاب الله عليه وإن عاد عاد نجسا أربعين يوما فان تاب منها تاب الله عليه فان عاد عاد نجسا أربعين يوما فان تاب منها تاب الله عليه فان ربع كان حقا على الله أن يسقيه من ردعة الخبال قالوا يا أبا العباس وما ردعة الخبال قال شحوم أهل النار وصديدهم . رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرب حسوة من خمر لم يقبل الله منه ثلاثة أيام صرفا ولا عدلا ومن شرب كأسا لم يقبل الله منه أربعين صباحا والمدمن الخمر حقا على الله أن يسقيه من نهر الخبال قيل يارسول الله وما نهر الخبال قال صديد أهل النار . رواه الطبراني وفيه حكيم بن نافع وهو ضعيف وقد وثقة ابن معين وغيره . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم تقبل له صلاة سبعا فان مات كافرا فإذا أذهلت عقله عن شئ من الفرائض لم تقبل له صلاة أربعين يوما وان مات فيها مات كافرا قلت روى له النسائي أحاديث غير هذا رواه الطبراني وفيه يزيد ابن أبى زياد وهو ضعيف . وعن السائب بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب مسكرا ماكان لم يقبل الله منه صلاة أربعين يوما . رواه الطبراني وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك ونقل عن ابن معين في رواية لا بأس به وضعفه في روايتين . وعن القاسم أبى عبد الرحمن قال كنت قاعدا عند معوية فبعث إلى عبد الله بن عمرو فقال ما أحاديث تبلغني عنك تحدث بها لقد هممت أن أنفيك من الشام فقال والله لولا اناث ما أحببت أن أكون بها ساعة فقال معوية ما حديث تحدث في الطلاء قال أما انه لا يحل لى
[ 72 ]
أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل سمعته يقول من قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخمر من وضعها على كفه لم تقبل له دعوة ومن أدمن على شربها سقى من الخبال والخبال واد في جهنم ثم قال معوية ما أراك إلا سمعت مثل الذى سمعت قال فهم معوية أن يصدقه ثم سكت . رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق ضعفه الذهبي فقال غير معتمد ولم أر للمتقدمين فيه تضعيفا ، وبقية رجاله وثقوا . وعن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر أم الفواحش فمن شربها لم تقبل منه صلاته أربعين يوما فان مات وهى في بطنه مات ميتة جاهلية . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه سباب بن صالح ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام لا يضر . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شرب خمرا خرج نور الايمان من جوفه . رواه الطبرنى في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لاتقربهم الملائكة السكران والمتضمخ بالزعفران والحائض أو الجنب . رواه البزار وفيه عبد الله بن الحكم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . رواه الطبراني في الاوسط إلا أنه قال والحائض والجنب من غير شك . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا تقربهم الملائكة الجنب والسكران والمتضمخ بالخلوق (1) . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا العباس بن أبى طالب وهو ثقة . وعن عمرو بن بن شيبة بن أبى كثير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خدر الوجه من النبيذ تتنائر منه الحسنات . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه الواقدي وهو ضعيف جدا وقد وثق . وعن إبراهيم قال قال ابن مسعود لا تسقوا أولادكم الخمر فان أولادكم ولدوا على الفطرة أتسقونهم ما لا يحل لهم إثمهم على من سقاهم فان الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم . رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله قال لعن (1) الخلوق : طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة ، وإنما نهى عنه لانه من طيب النساء ، ووردت إباحته ولعلها منسوخة . (*)
[ 73 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وآكل ثمنها . رواه البزار والطبراني وفيه عيسى بن أبى عيسى الخياط وهو ضعيف وقد تقدمت أحاديث في هذا في ثمن الخمر في البيع (1) . وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتانى جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله عزوجل لعن الخمر وعاصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها ومسقاها . رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات . وعن خالد بن يزيد بن خالد الخولانى أنه قدم المدينة فلقى ابن عباس فسأله عن الخمر فقال سأخبرك عن الخمر إنى كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فبينا هو محتب حل حبوته ثم قال من كان عنده شئ من الخمر فليؤذني به فجعل الناس يأتونه يقول أحدهم عندي راوية خمر ويقول الآخر عند راوية ويقول الآخر عندي زقاق وما شاء الله أن يكون عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوه سمعت كذا وكذا ثم آذنونى ففعلوا ثم آذنوه فقام وقمت معه فمشيت عن يمينه وهو متكئ على فلحقنا أبو بكر فأخذني رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلني عن يساره فمشى بيننا حتى إذا وقف على الخمر قال للناس أتعرفون هذا قالوا نعم يارسول الله هذه الخمر قال صدقتم إن الله لعن الخمر وعاصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ثم دعا بسكين فقال اشحذوها (2) ففعلوا ثم أخذوها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرق الزقاق فقال الناس إن في هذه الازقاق منفعة قال نعم ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله لما فيها من سخطه . رواه الطبراني وخالد بن يزيد لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عثمان بن أبى العاس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاربها وبائعها يعنى الخمر . رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن موسى العطار ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدم أتم من هذا في ثمن الخمر . وعن أبى أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يزنى حين يزنى وهو مؤمن فذكر الحديث وهو مذكور في الايمان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا مدرك بن عمارة وهو ثقة . (1) في الجزء الرابع . (2) أي حددوها بالمسن أو غيره مما يخرج حدها . (*)
[ 74 ]
(باب في مدمن الخمر) عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع رحم ومصدق بسحر ومن مات مدمن خمر سقاه الله من نهر العوطة قبل وما نهر العوطة قال نهر يجرى من قروح المومسات يؤذى أهل النار بريح فروجهم . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد وأبى يعلى ثقات . وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة صاحب خمس مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم ولا كاهن ولا منان . رواه أحمد والبزار وفيه عطية ابن سعد وهو ضعيف وقد وثق . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج حائط القدس مدمن الخمر ولا العاق ولا المنان عطاءه . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال لا يلج جنان الفردوس ، والطبراني في الاوسط وقال حضرة القدوس ، وفيه على بن زيد وفيه ضعف لسوء حفظه . وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات من أمتى وهو يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الجنة ومن مات من أمتى (1) وهو يتحلى الذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة . رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدمن الخمر إن مات لقى الله كعابد وثن . رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن ابن المنكدر قال حديث عن ابن المنكدر قال حديث عن ابن عباس ، وفى إسناد الطبراني يزيد بن أبى فاختة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق ولا منان قال ابن عباس فشق ذلك على لان المؤمنين يصيبون ذنوبا حتى وجدت ذلك في كتاب الله تعالى في العاق (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم) الآية ، وفى المنان (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى) الآية وفى الخمر (إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس) الآية إلى قوله (فاجتنبوه) . رواه الطبراني ورجاله ثاق إلا أن عتاب بن بشير لم أعرف له من مجاهد سماعا . وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المقيم على الخمر (1) هذه الجملة غير موجودة في الاصل . (*)
[ 75 ]
كعابد وثن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جنادة بن مروان وهو متهم . وعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا منان بعمله ولا عاق لوالديه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عباد ابن كثير وهو متروك . (باب فيمن يستحل الخمر) عن جعفر يعنى ابن سليمان قال أتيت فرقدا يوما فوجدته خاليا فقلت يا ابن أم فرقد لاسألنك اليوم عن هذا الحديث فقلت أخبرني عن قولك في الخسف والقذف أشئ تقوله أنت أو تأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابل أوثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت من حدثك قال حدثنى عاصم بن عمر البجلى عن أبى أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثني قتادة عن سعيد بن المسيب وحدثني به ابراهيم النخعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تبيت طائفة من أمتى على أكل وشرب ولهو ولعب ثم يصبحوا قردة وخنازير ويبعث على حى من أحيائهم ريح فينسفهم كما نسف من كان قبلهم باستحلالهم الخمور وضربهم بالدفوف واتخاذهم القينات . رواه أحمد وفرقد ضعيف . وعن فرقد السبخى (1) قال حدثنى أبو منيب الشامي عن أبى عطاء عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنى شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحدثني عاصم بن عمر البجلى عن أبى أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذى نقس محمد بيده ليبيتن أناس من أمتى على شر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير . رواه عبد الله ابن أحمد وفرقد ضعيف . وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستحلن طائفة من أمتى الخمر باسم يسمونها قلت رواه ابن ماجه غير أنه قال ليشربن مكان ليستحلن رواه أحمد وفيه ثابت بن السميط وهو مستور ، وبقية رجاله ثقات . (1) في الاصل (الشيخى) بالشين المعجمة والياء ، والصواب (السبخى) بالسين المهملة وبالباء الموحدة والخاء المعجمة على ما في مشتبه النسبة والقاموس والخلاصة وغيرها ، وفى الميزان المطبوع تصحيف . (*)
[ 76 ]
(باب فيمن ترك الخمر والحرير لله) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يسقيه الله الخمرة في الآخرة فليتركها في الدنيا ومن سره أن يكسوه الله الحرير في الآخرة فليتركه في الدنيا . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه المقدام بن داود هو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدم حديث أبى أمامة قبل هذا بباب . وعن انس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الخمر وهو يقدر عليه لاسقينه منه من حظيرة القدس ومن ترك الحرير وهو يقدر عليه لاكسونه إياه من حظيرة القدس . رواه البزار وفيه شعيب بن بيان قال الذهبي صدوق ، وضعفه الجوزجانى والعقيلي ، وبقية رجاله ثقات . (باب الشرب في آنية الذهب والفضة) عن أبى شيخ الهنائى أن معوية فان لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة قالوا نعم ، وفى رواية كنت في ملا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال معاوية أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب في آنية الفضة قالوا اللهم نعم قال وأنا أشهد . رواه أحمد في حديث طويل وروى الطبراني بعضه ورجال أحمد رجال الصحيح خلا أبا شيخ الهنائى (1) وهو ثقة . وعن ابن عباس أنه قال وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب في أناء فضة . رواه أحمد في حديث طويل والطبراني في الاوسط وزاد فيه إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحرير المصمت (2) فأما أن يكون سداه أو لحمته حرير فلا بأس بلبسه ، ورجالهما رجال الصحيح . وعن كلثوم بن جبر قال كانوا بواسط القصب عند عبد الاعلى بن عامر قال فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية استسقى فأتى باناء مفضض فأبى أن بشرب وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث . رواه أحمد في أثناء حديث ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن (1) في الاصل (الهنابى) وهو تصحيف . (2) أي الخالص . (*)
[ 77 ]
الذى يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرر في بطنه نار جهنم . رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة (1) وفيه محمد بن يحيى بن أبى سميتة وقد وثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما وفيه كلام لا يضر ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب في إناء من ذهب أو إناء من فضة فانما يجرجر في بطنه نار جهنم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه العلاء ابن برد بن سنان ضعفه أحمد . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس الحرير وشرب في الفضة فليس منا ومن خبب (2) امرأة على زوجها أو عبدا على مواليه فليس منا . رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه أبو طيبة عبد الله بن مسلم وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف ، وبقية رجاله ثقات . وعن على قال نهانى النبي صلى الله عليه وسلم أن أشرب في إناء من فضة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف وقد وثق . وعن أم سلمة وحفصة قالتا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يشرب في إناء الفضة يجرجر في بطنه نار جهنم قلت حديث أم سلمة في الصحيح رواه الطبراني وفيه سليمان بن عمرو وهو متروك . وعن عبد الله بن عمرو قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسقاية من ذهب قال فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب الشرب في الزجاج) عن ابن عباس قال أهدى المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح قوارير فكان يشرب فيه قلت رواه ابن ماجه باختصار رواه البزار وفيه مندل وهو ضعيف وقد وثق . (باب الشرب في النحاس) عن أبى أمامة قال كان لمعاذ بن جبل قدح مفضض بنحاس فيه يسقى النبي صلى الله عليه وسلم إذا شرب وفيه يوضئه إذا توضأ . رواه الطبراني وفيه على ابن يزيد الالهانى وهو ضعيف . (1) أي معاجمه الثلاثة . (2) أي أفسد . (*)
[ 78 ]
(باب اختناث (1) الاسقية والشرب من الاداوة وثلمة القدح) عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اختناث الاسقية . رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال نهى أن يشرب من في السقاء . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال نهى أن يشرب من كسر القدح . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال رخص في الشرب من أفواه الاداوى رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبى راشد ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . قلت ويأتى حديث أم سليم في الشرب قائما إن شاء الله . وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينفخ في الشراب وأن يشرب من ثلمة القدح . رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل وهو ضعيف . وعن ابن عباس وابن عمر قالا يكره أن يشرب من ثلمة القدح وأذن القدح . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب النفخ في الشراب وغير ذلك) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدعنا في لبس من ديننا نهانا عن النفخ في الشراب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مبشربن عبيد وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره أن ينفخ بين يديه في الصلاة أو في شرابه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح مولى التوأمة وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث في النفخ في الطعام . وعن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينفخ في الطعام والشراب والتمرة قلت رواه أبو داود خلا قوله والتمرة رواه الطبراني وفيه محمد بن جابر وهو ضعيف . (باب أي الشراب أطيب) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الشراب أطيب قال الحلو البارد . رواه (1) يقال خنثت السقاء : إذا ثنيت فمه إلى خارج وشربت منه ، وإنما نهى عنه لانه ينتنها لان إدامة الشرب هكذا مما يغير ريحها ، وقيل لا يؤمكن أن يكون فيها هامة ، وورد في حديث آخر اباحته ولعل النهى خاصا بالسقاء الكبير دون الاداوة . (*)
[ 79 ]
أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن تابعيه لم يسم . (باب الشرب قائما) عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يشرب قائما فقال قه أيسرك أن يشرب معك الهر قال لا قال فانه قد شرب معك من هو شر منه الشيطان . رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الذى يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاءه قلت له حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه أحمد باسنادين والبزار وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد قال نهى أن يشرب الرجل وهو قائم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن زادان أن على بن أبى طالب رضى الله عنه شرب قائما فرآه الناس كأنهم أنكروه فقال ما ينظرون أن أشرب قائما فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وإن أشرب قاعدا فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قاعدا - قلت له في الصحيح الشرب قائما فقط - رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة من الانصار وعندها قربة معلقة فاجتذبها فشرب وهو قائم . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أم سليم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وفى بيتها قربة معلقة قال فشرب من القربة قائما قال فعمدت إلى القربة فقطعتها . رواه أحمد والطبراني وفيه البراء بن زيد ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن مسلم قال سألت أبا هريرة عن الشرب قال يا ابن أخى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عقل راحلته وهى مناخة وأنا آخذ خطامها أو بزمامها واضعا رجلى على يدها فجاء نفر من قريش فقاموا حوله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم باناء من لبن فشرب وهو على راحلته ثم ناول الذى يليه عن يمينه فشرب قائما حتى شرب القوم كلهم قياما . رواه أحمد ومسلم هذا لم أجد من وثقه ولا جرحه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب وهو قائم . رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال شرب لبنا ، والطبراني في الاوسط إلا أنه قال دخل مسجدهم فشرب وهو قائم ، ورجال أبى يعلى والبزار
[ 80 ]
رجال الصحيح . وعن سعد بن أبى وقاص قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب قائما . رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات . وعن حسين بن على قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب وهو قائم . رواه الطبراني وفيه زياد ابن المنذر وهو متروك . وعن سعيد بن جبير قال حدثنى أبو هريرة أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من زمزم قائما . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدا . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . (باب المؤمن يشرب في معاء واحد) عن رجل من جهينة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الكافر يشرب في سبعة أمعاء وان المؤمن يشرب في معاء واحد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن فضلة بن عمرو الغفاري أنه لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر بين قهجم عليه شوائل له فسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شرب فضلة إنائه فامتلا به ثم قال يا رسول الله إن كنت لاشرب السبعة فما أمتلئ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن يشرب في معاء واحد وان الكافر يشرب في سبعة أمعاء . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني باختصار ورجاله ثقات كما ذكره السيد الحسينى عن ابن حبان لم يذكر بعضهم فالله أعلم . وأما أبو يعلى فاه قال عن معن بن فضلة أن فضلة لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فان كان معن صحابيا وإلا فهو مرسل عنده . (باب كيفية الشرب والتسمية والحمد) عن بهز قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا ويشرب مصا ويتنفس ثلاثا ويقول هو أهنأ وأمرأ وأبرأ . رواه الطبراني وفيه ثبيت بن كثير وهو ضعيف . وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ بالشراب إذا كان صائما وكان لايعب يشرب مرتين أو ثلاثا . رواه الطبراني باسنادين وشيخه في أحدهما أبو معاوية الضرير ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس . رواه الطبراني في الاوسط والكبير والبزار
[ 81 ]
باختصار وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اليمان بن المغيرة وهو ضعيف . وعن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الاناء ثلاثة أنفاس يسمى عند كل نفس ويشكر في آخرهن . رواه الطبراني في الاوسط والكبير والبزار باختصار وفيه المعلى بن عرفان وهو متروك . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشرب في ثلاثة أنفاس إذا أدنى الاناء إلى فيه سمى الله فإذا أخره حمد الله يفعل ذلك ثلاث مرات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عتيق بن يعقوب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن نوفل بن معاوية الديلى قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب بثلاثة أنفاس يسمى الله في أولها ويحمده في آخرها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه شبل بن العلاء وهو ضعيف . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتنفس في لاناء ثلاثا . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن جرير قال دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فاستسقى فأتى بماء فستره فشرب فقال ما هذا قال الحياء والايمان أو توهما ومنعتموهما . رواه الطبراني وفيه يحيى بن مطيع الشيباني ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب البداءة بالاكابر) عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سقى قال ابدأوا بالكبراء أو قال بالاكابر ، رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط ورجال أبى يعلى رجال الصحيح . وعن أبى أمامة قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وفى نفر من أصحابه إذ أتى بقدح فيه شراب فناوله رسول الله صلى الله عيله وسلم أبا عبيدة فقال أبو عبيدة أنت أولى به يارسول الله قال خذ فأخذ أبو عبيدة القدح قال له قبل أن يشرب خذ يا نبى الله قال نبى الله صلى الله عليه وسلم اشرب فان البركة مع أكابرنا فمن لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا . رواه الطبراني من طريق أبى عبد الملك عن القسم ولم أعرف أبا عبد الملك ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام لا يضر .
[ 82 ]
(باب الايمن فالايمن) عن عبد الله بن أبى حبيبة وقيل له ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا بقباء فجئت وأنا غلام حدث حتى جلست عن يمينه وجلس أبو بكر عن يساره قال ثم دعا بشراب فشرب وناولني عن يمينه . رواه الطبراني وهذا لفظه ، وأحمد بنحوه ورجاله ثقات وى بعضهم كلام لا يضر . (باب بمن يبدأ إذا فرغ الشراب ثم جئ بشراب غيره) عن عبد الله بن بسر عن أبيه بسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم وهو راكب على بغلة كنا ندعوها حمارة شامية فدخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقامت أمي فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة على حصير في البيت جعلت تؤثرها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جلس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم تطيب الحصير قال عبد الله بن بسر فقدم لهم أبى بسر تمرا يشغلهم به وأمر أمي فصنعت لهم جشيشا (1) قال عبد الله فكنت أنا الخادم فيما بين أبى وأمى وكان أبى القائم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما فرغت أمي من الجشيش جئت أحمله حتى وضعته بين أيديهم فأكلوا ثم سقاهم فضيخا (2) فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقى الذى عن يمينه ثم أخذت القدح حين نفد ما فيه فملات ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اعطه الذى انتهى القدح إليه فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام دعا لنا فقال اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم في رزقهم فما زلنا نتعرف من الله السعة في الزرق - قلت في الصحيح بعضه من رواية عبد الله بن بسر نفسه وهذا من حديثه عن أبيه - رواه الطبراني وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح . وعن عبد الله بن بسر قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمت إليه جدتى تمرا تعلله به وطبخت له (1) هي أن تطحن الحنطة طحنا جليلا ثم تجعل في القدور ويلقى عليها لحم أو تمر وتطبخ وقد يقال لها دشيشة بالدال . (2) تقدم تعريفه . (*)
[ 83 ]
وسقيناهم فنفد القدح فجئت بقدح آخر وكنت أنا الخادم فقال رسول الله صلى الله عيله وسلم اعط القدح الذى انتهى إليه - قلت له في الصحيح حديث غير هذا - رواه أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . (باب ساقى القوم آخرهم) عن عبد الله بن أبى أو في قال كنا في سفر فلم نجد الماء ثم هجمنا على الماء بعد قال فجعل يسقيهم (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلما أتوه بالشراب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقى القوم آخرهم حتى شربوا كلهم ، قلت روى أبو داود منه ساقى القوم آخرهم فقط . وفى رواية أصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عطش قال فنزل منزلا فأتى باناء فجعل يسقى أصحابه وجعلوا يقولون اشرب فذكر نحوه . رواه كله أحمد ورجاله ثقات . وعن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقى القوم آخرهم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات إلا أن ثابتا لم يسمع من المغيرة والله أعلم . وعن أبى بكر الصديق قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فبعثت إليه امرأة مع ابن لها بشاة فحلب ثم قال انطلق به إلى أملك فشربت حتى رويت ثم جاء بشاة أخرى فحلب ثم سقى أبا بكر ثم جاء بشاة أخرى فحلب ثم شرب . رواه أبو يعلى وابن أبى ليلى لم يسمع من أبى بكر . (باب المج في الاناء رجاء البركة) عن ابن عباس قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزلنا فناولته دلوا فشرب ثم مج في الدلو . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب شرب حلب النساء) عن ابن أبى شيخ قال أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر محارب نصركم الله لا تسقوني حلب امرأة . رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب تخمير الآنية) عن جابر وعن أبى هريرة أن رجلا يقال له أبو حميد أتى النبي صلى الله عليه وسلم (1) في الاصل (فجعلوا يسقون) . (*)
[ 84 ]
باناء فيه لبن من النقيع نهارا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا خمرته ولو أن تعرض عليه بعود - قلت حديث جابر في الصحيح - رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وفى هذا المعنى أحاديث في الادب تأتى إن شاء الله . (كتاب الطب) بسم الله الرحمن الرحيم (باب خلق الداء والدواء) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عزوجل حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا عمر ان العمى وقد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله عز وجل داءا إلا أنزل له دواءا علمه من علمه أو جهله من جهله - قلت روا ابن ماجه خلا قوله علمه من علمه وجهله من جهله - رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني ثقات . وعن رجل من الانصار قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا به جرح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع له طبيب بنى فلان قال فدعوه فجاءه فقالوا يا رسول الله ويغنى الدواء شيئا فقال سبحان الله وهل أنزل الله تبارك وتعالى من داء في الارض إلا جعل له شفاءا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواءا علم ذلك من علمه أو جهل ذلك من جهله إلا السام قالوا يا نبى الله وما السام قال الموت . رواه البزار والطبراني في الصغير والاوسط وفيه شبيب بن شيبة قال زكريا الساجى صدوق يهم وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه
[ 85 ]
وسلم ما أنزل الله تبارك وتعالى من داء إلا وأنزل له شفاءا فعليكم بألبان البقر فانها ترم (1) من كل الشجر - قلت روى منه ابن ماجه ما أنزل الله داءا إلا أنزل له شفاءا فقط - رواه البزار وفيه محمد بن سيار وهو صدوق وقد ضعفه غير واحد ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ايها الناس تداووا فان الله عزوجل لم يخلق داءا إلا خلق له شفاءا إلا السام والسام الموت . رواه الطبراني وفيه طلحة بن عمرو الحضرمي وهو متروك . وعن ابن عباس قال قال رجل يارسول الله ينفع الدواء من القدر فقال الدواء من القدر وقد ينفع باذن الله . رواه الطبراني وفيه صالح بن بشير المرى (2) وهو ضعيف . وعن حكيم بن حزام أنه قال يارسول الله رقى يسترقى بها وأدوية يتداوى بها هل ترد من قدر الله شيئا قال هي قدر الله تعالى . رواه الطبراني وفيه صالح بن أبى الاخضر وهو ضعيف يعتبر حديثه . وعن الحرث بن سعد عن أبيه قال قلت يارسول الله أرأيت رقى يسترقى بها وأدوية يتداوى بها ترد من قدر الله هي قدر الله . رواه الطبراني والحرث لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح غير أبى خرابة . وعن صفوان بن عسال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عزوجل فتح بابا من المغرب مسافته سبعون خريفا للتوبة لن يغلقه حتى تطلع الشمس من مغربها وما غدا رجل يلتمس علما إلا افرشته الملائكه أجنحتها رضاءا بما يعمل ، قالت العرب عند ذلك يارسول الله أيم يعط الله عند اخلة واحدة خير قال حسن الخلق ثم قالوا أنتداوى قال هل علمتم أن الذى انزل الداء أنزل الدواء ولم ينزل داءا إلا أنزل له دواءا إلا داءا واحدا قالوا يا نبى الله فما هو قال الهرم - قلت رواه الترمذي وغيره باختصار التداوى وحسن الخلق - رواه الطبراني وفيه إسحق بن عبد الله بن أبى فروة وهو متروك . وعن وهب بن جشم قال سقيت أنس بن مالك دواءا للمشى . رواه الطبراني وفيه مروان بن النعمان ولم أعرفه . (1) ترم أي تأكل ، وفى رواية ترتم وهى بمعناه . (2) في الاصل (المزى وهو غلط) . (*)
[ 86 ]
(باب دع الدواء ما احتمل جسدك الداء) عن الاعمش قال سمعت حيان بن جد بن أبجر الاكبر يقول دع الدواء ما احتمل جسدك الداء . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب النهى عن التداوى بالحرام) عن أم سلمة قالت اشتكت ابنة لى فنبذت لها في تور (1) فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلى فقال ما هذا فقلت إن ابنتى اشتكت فنبذت لها هذا فقال أن الله عزوجل لم يجعل شفاءكم في حرام . رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال في كوز بدل تور ، ورجال أبى يعلى رجال الصحيح خلا حسان بن مخارق وقد وثقه ابن حبان . وعن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق الداء والدواء فتداووا ولا تتداووا بحرام . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى وائل قال اشتكى رجل منا فبعث إليه السكر فأتينا عبد الله فسألناه إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب لا تكرهوا مرضاكم على الطعام) عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكرهوا مرضاكم على الطعام فان الله يطعمهم ويسقيهم . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه الوليد بن عبد الرحمن بن عوف ولم أعرفه ولا من روى عنه ، وبقية رجاله ثقات . (باب في المعدة) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن عبد الله البابلتى وهو ضعيف . (باب شرب الماء على الريق) عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شرب الماء على (1) أي وعاء . (*)
[ 87 ]
الريق انتقصت قوته . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن مخلد الرعينى وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من كثر ضحكه استخف بحقه ومن شرب الماء على الريق انتقصت قوته . رواه الطبراني في الاوسط في حديث طويل هو في الزهد (1) وفى إسناده من لم أعرفهم . (باب عرق الكلية) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاصرة عرق الكلية إذا تحركت آذت صاحبها فداووها بالماء المحرق والعسل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وثقة جماعة . (باب في الشونيز (2) والعسل والكمأة وغير ذلك) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى تقمح (3) كفا من شونيز ويشرب عليه ماءا وعسلا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى ابن سعيد العطار وهو ضعيف . وعن بريدة أنه كان مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم في اثنين وأربعين من أصحابه والنبى صلى الله عليه وسلم يصلى إلى المقام وهم خلفه جلوس ينتظرونه فلما صلى أهوى بيده فيما بينه وبين الكعبة كأنه يريد أن يأخذ شيئا ثم انصرف إلى أصحابه فثاروا فأشار إليهم بيده أن اجلسوا فجلسوا فقال رأيتموني حين فرغت من صلاتي أهويت فيما بينى وبين الكعبة كأنى أريد أن آخذ شيئا قالوا نعم يارسول الله قال إن الجنة عرضت على فلم أر مثل ما فيها وإنها مرت بى خصلة من عنب فأعجبتني فأهويت لآخذها فسبقتني ولو أخذتها لغرزتها بين ظهرانيكم حتى تأكلوا من فاكهة الجنة واعلموا أن الكمأة دواء العين وأن العجوة من فاكهة الجنة وأن هذه الحبة السوداء التى تكون في الملح دواء من كل داء إلا الموت . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن الامام أحمد قال سمع زهير بن واصل بن حيان وصالح بن حيان فجعلهما واصلا ، قلت واصل ثقة وصالح بن حيان ضعيف ، وهذا الحديث من رواية واصل في الظاهر والله أعلم وقد رواه باختصار من رواية صالح أيضا . وعن أسامة بن (1) في الجزء العاشر . (2) أي الحبة السوداء . (3) أي استف . (*)
[ 88 ]
شريك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عمرو بن حريث قال حدثنى أبى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكمأة من السلوى وماؤها شفاء للعين . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال من المن ، وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وبقية رجاله رجال الصحيح . وقد تقدم حديث سعيد بن زيد في الاطعمة . (باب دواء الفؤاد بألبان الابل وغير ذلك) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في ألبان الابل وأبوالها شفاء للذربة (1) بطونهم . رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن سعد أبى رافع قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديى قال أنت رجل مفؤود (2) فائت الحارث بن كلدة فانه رجل يتطبب فليأخذ خمس ثمرات من عجوة المدينة فلحاهن بنواهن فليلتدد بهن . رواه الطبراني وفيه يونس بن الحجاج الثقفى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب في عرق النساء) عن رجل من الانصار عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعت من عرق النسا أن تؤخذ ألية كبش عربي ليست بصغيرة ولا عظيمة فتذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء فيشرب كل يوم على ريق النفس جزءا . رواه أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اشترى أو أهدى له كبش فليقسمه على ثلاثة أجزاء كل يوم جزءا على الريق إن شاء أسلاه وان شاء أكله أكلا يعنى إليه كبش يتداوى به من عرق النسا . رواه الطبراني وقل أسلاه يعنى أذابه ، ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهى شفاء من السم قال ونعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرق النسا ألية كبش تجزا (1) الذرب بالتحريك : داء يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ويفسد فيها فلاتمسكه . (2) أي أصيب فؤاده . (*)
[ 89 ]
ثلاثة أجزاء ثم يذاب فيشرب كل يوم جزءا على الريق . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه مهدى بن جعفر الرملي وهو ثقة وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . (باب في العجوة) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل سبع تمرات من عجوة المدينة في يوم لم يضره السم ذلك اليوم ومن أكلهم ليلا لم يضره السم - قلت لعائشة حديث في الصحيح غير هذا - رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن اسحق الهاشمي قال العقيلى له أحاديث لا يتابع منها على شئ وأبوه لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب في الرطب) عن على بن أبى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا عمتكم النخلة فانها خلقت من الطينة التى خلق منا آدم وليس من الشجرة يلقح غيرها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعموا نساءكم الولد الرطب فان لم يكن رطب فالتمر وليس من الشجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران . رواه أبو يعلى وفيه مسرور بن سعيد التميمي وهو ضعيف . (باب في القسط) عن جابر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة أو على عائشة بصبى يسيل منخراه دما فقال ما لهذا فقالوا به العذرة وقال أبو معاوية في حديثه وعندها صبى ينبعث منخراه دما فقال ما لهذا قال فقالوا به العذرة قال فقال علام تعذبن أولادكن أنما يكفى أحداكن أن تأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء سبع تمرات ثم تؤخره إياه قال ابن أبى عتبة ثم تسعطه (1) إياه ففعلوا فبرأ . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجالهم رجال الصحيح . وعن عائشة أن امرأة دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها صبى يسيل منخراه دما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تذعرن أولادكن ألا أخذت قسطا بحريا ثم أسعطتيه أياه فان فيه شفاءا من سبعة أدوية إحداهن ذات الجنب . رواه البزار وفيه المسعودي وهو ثقة وقد حصل له اختلاط ، وبقية رجاله ثقات . (1) السعوط : ما يجعل من الدواء في الانف . (*)
[ 90 ]
(باب في السنى (1) والسنوت) عن أم سلمة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالى أراك مرتثة (2) فقلت شربت دواءا أستمشى به قال وما هو قلت السرم قال ومالك وللسرم (3) فانه حار نار عليك بالسناء والسنوت فان فيهما دواءا من كل شئ إلا السام فذكر الحديث ، وبقيته في الزينة . رواه الطبراني من طريق ركيح بن أبى عبيدة عن أبيه عن أمه ولم أعرفهم . (باب ما يستسقي به) عن أسماء بنت أبى بكر قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم بعد وفاته فأراه يقول أحرف القرآن يا أسماء قلت كذلك بأبى أنت وأمى المحرف والمستقيم فرد ذلك على مرارا كل ذلك أقول بأبى أنت وأمى يارسول الله يقبضون قبضا شديدا فأراه نظر إلى بعض أزواجه كأنها حفصة بنت عمر فقال أعطيها سقاءا لبنيها فأما السام فانى لا أشفى منه فأراها أعطتني حبة سوداء كالشونيز أو كحب الكراث وتراب أحمر وسمط من لؤلؤ قالت فنحن إذا اشتكى أحد من ولد أسماء في القبائل كلها يأخذ له قدح فيملا ثم يجعل له تراب أحمر وحب كراث وشونيز وسمط لؤلؤ ثم يسكب ذلك الماء عليه . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى ابن عروة وهو ضعيف . (باب التداوى بسمن البقر) عن زهير قال حدثتني امرأة من أهلى عن مليكة بنت عمرو الزيدية من ولد زيد الله بن سعد قالت اشتكيت وجعا في حلقى فأتيتها فوضعت له سمن بقر قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألبانها شفاء وسمنها دواء ولحمها داء ، قلت قوله فأتيتها يعنى إن المرأة من اهله أتت مليكة . رواه الطبراني والمرأة لم تسم ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدم حديث إبى موسى في باب التداوى في أول الكتاب (باب التداوى بالعسل والحجامة وغير ذلك) عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان في (1) السنى بالقصر : نبات من الادوية له حمل إذا يبس وحركته الريح سمعت له زجلا . (2) أي ساقطة ضعيفة . (3) هو العسل وقيل الرب وقيل الكلمون . (*)
[ 91 ]
شئ شفاء ففى شرطة محجم أو شربة عسل أو كية تصيب ألما وأنا أكره الكى لا أحبه . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن الوليد بن قيس وهو ثقة . وعن معاوية بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان في شئ شفاء ففى شرطة محجم أو شربد من عسل أوكية بنار تصيب ألما ولا أحب أن أكتوى . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح خلا سويد بن قيس وهو ثقة . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن كان في شئ من أدويتكم شفاء ففى شرطة محجم أحسبه قال أو لعقة عسل . رواه البزار وفيه محمد بن أسعد الثعلبي وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن السائب ابن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالحجامة وقال ما نزع الناس نزعة خير منه أو شربة من عسل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك وقيل عن ابن معين في إحدى الروايات لا بأس به . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما مررت بسماء من السموات إلا قالت الملائكة يا محمد مر أمتك بالحجامة والكسب والشونيز . رواه البزار وفيه عطاف بن خالد وهو ثقة وتكلم فيه . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالحجامة والقسط البحري . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار رجال الصحيح . وعن مالك بن صعصعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مررت ليلة أسرى بى على ملا من الملائكة إلا أمروني بالحجامة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى الحكم البجلى قال دخلت على أبى هريرة وهو يحتجم فقال يا أبا حكيم أتحتجم فقلت ما احتجمت قط قال أبو هريرة أنبأ أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن جبريل أخبره أن الحجامة أنفع ما تداوى به الناس - قلت رواه أبو داود وابن ماجه خلا ذكر جبريل عليه السلام - رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن قيس النخعي ذكره ابن أبى حاتم ولم يجرحه ولمن يوثقه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك قال حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه
[ 92 ]
عيينة بن حصن أو الاقرع بن حابس فقال ما هذا فقال هذا الحجم وهو خير ما تداويتم به . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن عمر بن حفص العمرى وهو ثقة وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في الاخدعين (1) وبين الكتفين . رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق . وعن أبى أمية الفزارى قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم . رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات . وعن عبد الله ابن يزيد الحطمى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس من سنن المرسلين الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر . رواه الطبراني وفيه محمد بن عمر الاسلمي قال الذهبي مجهول قال وروى له الحاكم في المستدرك وروى عنه غير واحد . عن سمرة قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم حجاما فحجمه بقرن (2) وشرط بشفرة فرآه رجل من نبى فزارة فقال يارسول الله علام تدع هذا يقطع لحمك فقال أتدرى ماهذا هذا الحجم وهو خير ما تداويتم به . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا حصين بن أبى الحر وهو ثقة . وعن عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بعد ما سم . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات . ورواه أبو يعلى . وعن على لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا هاج بأحدكم الدم فليهرقه ولو بمشقص (3) . رواه أبو يعلى وفى محمد بن القاسم أبو إبراهيم وثقه ابن معين وضعفه أحمد وكذبه . (باب أوقات الحجامة) عن الحسسين بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات . رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن العلاء وهو كذاب . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من احتجم يوم الاربعاء أو يوم السبت فأصابه وضح (4) فلا يلومن إلا نفسه . رواه البزار وفيه سليمان بن أرقم وهو (1) أي العرقين اللذين في جانبى العنق . (2) هو قرن ثور جعل كالمحجمة ، وفى رواية احتجم على رأسه بقرن . ولعله اسم موضع . هو نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض . (4) أي برص . (*)
[ 93 ]
متروك . وأعاده بسنده إلا أنه قال من احتجم يوم الاربعاء ويوم السبت . وعن ابن عباس قال احتجموا لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين لا يتبيغ بكم (1) الدم فيقتلكم - قلت رواه الترمذي وغيره مرفوعا خلا قوله لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم - رواه البزار وفيه ليث بن أبى سليم هو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت سورة الحديد يوم الثلاثاء وخلق الله الحديد يوم الثلاثاء . وقتل ابن آدم أخاه يوم الثلاثاء ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجامة يوم الثلاثاء . رواه الطبراني وفيه مسلمة بن على الخشنى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فقلت هذا اليوم تحتجم قال نعم ومن وافق منكم الثلاثاء لسبع عشرة مضت من الشهر فهو (2) دواء لداء السنة . رواه الطبراني وفيه زيد بن أبى الحوارى العمى وهو ضعيف وقد وثقه الدار قطني وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن محمد ابن سيرين قال أنفع الحجامة ما كان في نقصان الشهر . رواه الطبراني في الصغير في ترجمة من اسمه إبراهيم ، ورجاله ثقات إلا أن السرى بن يحيى لم يسمع من ابن سيرين . (باب موضع الحجامة) عن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحجمة التى في وسط الرأس إنها دواء من الجنون والجذام والبرص والنعاس والاضراس وكان يسميها أم منقذ . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك واختلف كلام ابن معين فيه . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجامة في الرأس دواء من الجنون والجذام والبرص والنعاس والضرس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلمة بن سالم الجهنى ويقال مسلم ابن سالم وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم في مقدم رأسه ويسميها أم مغيث . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجامة في الرأس شفاء من سبع أدواء لصاحبها من الجنون والصداع والجذام والبرص والنعاس ووجع الاضراس (1) تييغ به الدم أي تردد فيه بغلبة . (2) (فهو) غير موجودة في الاصل . (*)
[ 94 ]
وظلمة يجدها في عينيه . رواه الطبراني وفيه عمر بن رياح العبدى وهو متروك وعن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالحجامة في جوزة العمحدوه فانه داء من أثنين وسبعين داءا وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص ووجع الاضراس . قلت هكذا وجدته في الاصل المسموع . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أنه كان يحتجم في هامته وبين كتفيه فقالوا أيها الامير إنك تحتجم هذه الحجامة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجمها في هامته ويقول من أراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشئ . رواه الطبراني و عبد الرحمن بن خالد لا أعلم له صحبة وأبو هزان لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب دفن الدم) عن أم سعد امرأة زيد بن ثابت قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه هياج بن بسطام وهو ضعيف . (باب ما جاء في الحمى وإبرادها بالماء) عن أبى بشير الانصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحمى أبردوها بالماء فانها من فيح جهنم . رواه أحمد والطبراني وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحمى قطعة من النار فأبردوها عنكم بالماء البارد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربة فأفرغها على قرنه فاغتسل . رواه الطبراني والبزار وفيه إسماعيل بن مسلم وهو متروك . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حم أحدكم فليسن (1) عليه من الماء البارد من السحر ثلاث ليال . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن رافع بن خديج قال قال نعيمان (2) يارسول الله بى وعك شديد من الحمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأين أنت يا نعيمان (2) من مهيعة وكانت أرضا وبيئة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف . وعن عبد الرحمن بن المرفع قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر في ألف وثمانمائة فافتتحها وهى مخضرة من الفواكه فوقع الناس فيها فغشيتهم الحمى فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا (1) السن : الصب في سهولة . (2) في الاصل (لعثمان) في الموضعين . (*)
[ 95 ]
ذلك فقال إن الحمى رائد الموت وهى سجن الله في الارض فبردوا لها الماء في الشنان (1) وصبوه عليكم فيما بين الاذانين أذان المغرب وأذان العشاء ففعلوا فذهبت عنهم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك فقال إنه لا وعاء إذا ملئ شر من بطن فان كنتم لا بد فاعلين فاجعلوها ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للريح أو النفس قال وقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثمانية عشر سهما . رواه الطبراني وفيه المحبر بن هرون ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن المرفع قال فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وهو في ألف وثمانمائة فقسم على ثمانية عشر سهما لكل مائة سهم قال وهى مخضرة من الفواكه فأكلوا فمعكتهم الحمى فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن هذه الحمى رائد الموت وسجن الله في الارض هي قطعة من النار فإذا أخذتكم فبردوا لها الماء في الشنان يعنى القرب وصبوا عليكم مابين الصلاتين يعنى المغرب والعشاء . رواه الطبراني وفيه فريح بن عبيد والمحير بن هارون ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث في الحمى في الجنائز (2) . (باب دواء الصداع وغيره بالحناء) عن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى صدع فيغلف (3) رأسه بالحناء . رواه البزار وفيه الاحوص بن حكيم وقد وثق وفيه ضعف كثير وأبو عون لم أعرفه . وعن سلمى امرأة أبى رافع قالت كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فما كانت تصيبه قرحة ولا نكثة إلا أمرنى أن أضع عليه الحناء . رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب دواء البثرة) عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال عندك ذريرة قالت نعم فدعا بها فوضعها على بثر بين أصابع رجليه ثم قال اللهم مصغر (4) الكبير ومكبر الصغير اطفئها عنى فطفئت . رواه أحمد وفيه مريم (1) هي الاسقية الخلقة البالية وهى أشد تبريدا للماء من الجدد . (2) في الجزء الثالث . (3) في الاصل (يعلف) ولعله خطأ . (4) في الاصل (مصطفى) . (*)
[ 96 ]
بنت أبى أياس تفرد عنها عمرو بن يحيى وهو ومن قبله من رجال الصحيح . (باب أكل الرمان بشحمه) عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال كلوا الرمان بشحمه فانه دباغ المعدة . رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب ما جاء في الاثمد والاكتحال) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أكحالكم الا ثمد ينبت الشعر ويجلوا البصر . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالاثمد فانه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عون بن محمد بن الحنفية ذكره ابن أبى حاتم وروى عنه جماعة ولم يجرحه أحد ، وبقية رجال ثقات . وعن عقبة بن عامر الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وترا وإذا استجمر فليستجمر وترا . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل وترا . رواه البزار وفيه الوضاح بن يحيى وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اكتحل جعل في العين اليمنى ثلاثا وفى العين اليسرى مرودين فجعلها وترا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط والبزار وفيه عقبة بن على وهو ضعيف . (باب كحل الشيطان) عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشيطان كحلا ولعوقا فإذا كحل الانسان من كحله شغله عن الصلاة وإذا لعقه من لعوقه ذرب لسانه في الشر . رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح خلا سعيد بن بشير وقد وثقه شعبة وغيره وضعفه ابن معين وغيره . (باب غمز الظهر من الالم) عن عمر بن الخطاب قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا غلام أسود يغمز ظهره فسأله فقال أن الناقة اقتحمت بى . رواه الطبراني في الاوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن زيد بن أسلم وقد وثقه
[ 97 ]
أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره . (باب فيما يشتهيه المريض) عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطعم مريضا شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة . رواه الطبراني وفيه أبو خالد عمرو بن خالد وهو كذاب متروك . (باب ما جاء في الغيظ) عن محمد بن سليمان بن بلال بن أبى الدرداء قال حدثتني أمي عن جدتها قالت قلت يارسول الله هل يضر الغيظ قال نعم كما يضر الشجر الخبط . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في الكى) عن عقبة بن عامر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكى وكان يكره شرب الحميم (1) وكان إذا اكتحل اكتحل وترا وإذا استجمر استجمر وترا . رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا ابن لهيعة وحديثه حسن . وعن سعد الطفرى إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكى وقال أكره شرب الحميم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن سلمة بن الاكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن النار لا تشفى أحدا . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن يزيد البكري ضعفه أبو حاتم . وعن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أخوه وقد سقى فقال يارسول الله إن أخى سقى بطنه (2) فأتينا الاطباء فأمروني بالكى أفأكويه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكوه ورده إلى أهله فمر به بعير فضرب بطنه فأخمص (3) بطنه فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال أما انك لو أتيت به الاطباء قلت النار شفته . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مكان الكى (1) أي الماء الحار . (2) أي حصل فيه الماء الاصفر . (3) أي ضمر ، وفى الاصل (فأعمص) (7 - خامس مجمع الزوائد) (*)
[ 98 ]
التكميد ومكان العلاق السعوط ومكان النفخ الدود (1) . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة . وعن أبى أمامة بن سهيل ابن حنيف أخبر عن أبى أمامة سعد بن زرارة وكان أحد النقباء بوم العقبة أنه أخذته الشوكة فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده فقال بئس الميت لليهود مرتين يقولون لولا دفع عن صاحبه ولا أملك له ضرا ولا نفعا ولا يمحلن له فكوى بحظر فوق رأسه فمات . رواه أحمد وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف وقال ابن معين مرة صويلح وقد وافق الناس في تضعيفه . وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كوى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا أو سعد بن زرارة في حلقه من الذبحة وقال لا أدع في نفسي حرجا من سعد أو أسعد بن زرارة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبى بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كواه . رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال حدثنى عمى أن أبا أمامة أصابه وجع يسميه أهل المدينة الذبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بلين ولا بلغن في أبى أمامة عذرا قال فكواه بيده فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ميتة سوء لليهود يقول ألا دفع عن صاحبه ولا أملك له ولا لنفسي من الله شيئا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بابن زرارة أن يكوى . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن حنيف قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسعد بن زرارة يعوده من وجع أصابه من الشوكة وكواه على عاتقه فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر ميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه فلم ينفعه . رواه الطبراني وفيه زمعة بن صالح وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها . وعن أبى أمامة بن سهل ابن حنيف قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسعد بن زرارة وبه وجع يقال له الشوكة فكواه على عنقه فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس الميت لليهود يقولون قد داواه صاحبه فما نفعه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن كعب بن (1) هو ما يسقاه المريض في أحد شقى الفم . (*)
[ 99 ]
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد البراء بن معرور وقد أخذته ذبحة فأمر من يبطه بالنار حتى يوجهه . رواه الطبراني وفيه عيسى بن عبد الرحمن من ولد النعمان بن بشير هو ضعيف . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود أن ناسا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن صاحبا لنا اشتكى أفتكويه فسكت ساعة ثم قال إن شئتم فاكووه وإن شئتم فارضفوه (1) . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن عطاء بن السائب قال أتيت أبا عبد الرحمن فإذا هو يكوى غلاما قال قلت تكويه قال نعم هو دواء العرب . رواه أحمد وعطاء اختلط ، وبقية رجاله ثقات . (باب بط (2) الورم) عن على بن أبى طالب قال دخلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على رجل من الانصار وبه ورم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا تخرجوه عنه قال فبط ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد . رواه أبو يعلى وفيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال قدم رجلان أخوان المدينة وقد أصيب رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بسهم في جسده فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقرابته اطلبوا من يعالجه فجئ بالرجلين الاخوين فقال لهما بحديدة تعالجان فقالا إنا كنا نعالج في الجاهلية فقال النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم عالجاه فبطه حتى برأ . رواه البزار وفيه عاصم بن عمر العمرى وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل به جرح يستأذنه في بطه فأذن له . رواه الطبراني وفيه عبد الله ابن خراش وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن يحيى الحضرمي أن حيان بن أبجر الكنانى بقر عن بطن امرأة بنى بها حتى عالجها . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق . (باب نبات الشعر في الانف) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبات الشعر في (1) أي كمدوه بالرضف ، وهى الحجارة المحماة ، وفى الاصل (فأرصفوه) والتصويب من النهاية . (2) البط : شق الدمل والخراج ونحوهما . (*)
[ 100 ]
الانف أمان من الجذام . رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط وفيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف . (باب دواء الباسور) عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا به فانه مصحة من الباسور . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح ولكن ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة عثمان عن أبى صالح ونقل عن أبى حاتم أنه كذاب . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال استنجوا بالماء البارد فانه مصحة للبواسير . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمار بن هارون وهو متروك . (باب في النقرس) عن المستورد الفهرى أن رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وبه النقرس فشكا إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتك الهواجر . رواه الطبراني وفيه أبو بكر الداهرى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب دواء الخنازير) عن طارق بن شهاب أن رجلا رأى رجلا به خنازير فقال لولا أنه أخذ على لحديثك فبلغ ذلك ابن مسعود فلقيه فقال حدث فقال أنه أخذ على أن لا أحدث به أحدا قال له عبد الله إنه لم يكن ينبغى له أن يأخذ عليك كفر عن يمينك وحدث به قال اعمد إلى أبوال إبل الاراك - يعنى تأكل الاراك - فاطبخه حتى ينعقد ثم اشربه وحذورق الاراك فدقه وذره عليه قال ففعل فبرأ . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط ، وبقية رجاله ثقات . (باب في المجذمين) عن على بن أبى طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تديموا النظر إلى المجذمين (1) وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد (2) رمح . رواه عبد الله بن أحمد وفيه الفرج ابن فضالة وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات إن لم يكن (1) وفى رواية (المجذومين) وهى المشهورة . (2) أي قدر ، وهى بكسر القاف . (*)
[ 101 ]
سقط من الاسناد أحمد . وعن الحسين بن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تديموا النظر إلى المجذومين وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد رمح . رواه أبو يعلى والطبراني وفى إسناد إبى يعلى الفرج بن فضالة وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات ، وفى إسناد الطبراني يحيى الحمانى وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المجذمين لا تديموا النظر إليهم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه عن شيخه الوليد بن حماد الرملي ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تديموا النظر إلى المجذمين . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشعر في الانف أمان من الجذام . رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط وفيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف . (باب في العدوى والهام والطيرة وغير ذلك) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ولا حسد والعين حق . رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد (1) وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صفر ولا هامة (2) ولا يعدى سقيم صحيحا . رواه أبو يعلى وفيه ثعلبة بن يزيد الحمانى وثقة النسائي وفيه ضعف . وبقية رجاله ثقات . وعن أبى طلحة الخولانى قال بينهما عمير بن سعد في نفر من أهل فلسطين وكان يقال نسيج (3) وحده فقعد على دكان له عظيم في داره فقال لغلامه يا غلام أورد الخيل قال وفى الدار تور (4) من حجارة قال فأوردها فقال أين فلانة قال هي جربة تقطر دما أو قال تقطر ماءا - شك أبو إسحق - قال أوردها فقال (1) في الاصل (سعيد) وهو غلط . ((2) كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر تصيب الانسان وتؤذيه إذا جاع وأنها تعدى فأبطل الاسلام ذلك ، وقيل أراد به النسئ الذى كانوا يفعلونه وهو تأخير المحرم إلى صفر ويجعلون صفر هو الشهر الحرام فأبطله . والهامة : إسم طائر وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها وهى من طير الليل ، وقيل هي البومة ، وقيل غير ذلك . (3) في الاصل (يسيج) . (4) أي وعاء . (*)
[ 102 ]
أحد القوم إذا تجرب الخيل كلها قال أوردها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ألم تر إلى البعير يكون في الصحراء يصبح في كريه أو في مراحه يليه لم يكن قبل ذلك فيمن أعدى الاول . رواه أبو يعلى والطبراني باختصار وفيه عيسى بن سنان الحنفي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا هامة فمن أعدى الاول - قلت في الصحيح منه لا عدوى - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا على بن الحسين الدرهمي (1) وهو ثقة . عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى فقال أعرابي يارسول الله فانا نأخذ الشاة الجربة فنطرحها في الغنم فتجرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أعرابي من أجرب الاولى . رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح . وعن أبى طلحة الخولانى قال دخلنا على عمير بن سعد في نفر من أهل فلسطين فذكرت عنده العدوى فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوى ولا طيرة ولا هام . رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه قصة طويلة وفيه عيسى بن سنان الحنفي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا صفر ولا هام ولا يتم شهران ثلاثين يوما - قلت وله طريق أتم من هذه في الديات فيمن قتل ذميا - رواه الطبراني وفيه عمرو ابن محمد الغاز ولم أعرفه و عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات . قلت وتأتى أحاديث في الطيرة وما يقول عندها ان شاء الله . (باب النشرة) عن الحسن قال سئل أنس عن النشرة (2) فقال ذكر لى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال هي من عمل الشيطان . رواه البزار والطبراني في الاوسط إلا أنه قال ذكروا أنها من عمل الشيطان ، ورجال البزار رجال الصحيح . (1) كذا في الخلاصة ، وفى الاصل (الدهمى) . (2) النشرة بالضم : ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن . (*)
[ 103 ]
(باب فيمن يعلق تميمة أو نحوها) عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول من يعلق تميمة فلا أتم الله له ومن يعلق ودعة فلاودع الله له . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم ثقات . وعن عقبة بن عامر الجهنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقيل له يا رسول الله بايعت تسعة وتركت هذا قال إن عليه تميمة فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال من علق تميمة فقد أشرك . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن عيسى قال دخلنا على أبى معبد نعوده فقلنا ألا تعلق شيئا فقال الموت أقرب من ذلك إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من علق شيئا وكل إليه . رواه الطبراني في ترجمة أبى معبد الجهنى في الكنى قال وقد قيل إنه عبد الله بن عكيم قلت فان كان هو فقد ثبتت صحبته بقوله سمعت ، وفى إسناده محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبالى ما أتيت ولا ما ارتكبت إذا أنا شربت ترياقا أو علقت تميمة أو نطقت شعرا من قبل نفسي . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن عيسى ابن المنذر الحمصى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر على عضد رجل حلقة أراه قال من صفر قال ويحك ما هذه قال من الواهنة (1) قال أما إنها لا تزيدك إلا وهنا أنبذها عنك فانك لومت وهى عليك ما أفلحت أبدا - قلت رواه ابن ماجه باختصار - رواه أحمد والطبراني وقال إن مت وهى عليك وكلت إليها ، قال وفى رواية موقوفة أنبذها عنك فانك لو مت وأنت ترى أنها تنفعك لمت على غير الفطرة . وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمران بن حصين أنه رأى رجلا في عضده حلقة من صفر فقال ما هذه قال نعتت لى من الواهنة قال أما إن مت وهى عليك وكلت إليها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير ولا تطير له أو تكهن أو تكهن له أظنه قال أو سحر أو سحر له . رواه الطبراني وفيه (1) الواهنة : عرق يأخذ في المنكب وفى اليد كلها ، وقيل هو مرض يأخذ في العضد . (*)
[ 104 ]
أسحق بن الربيع العطار وثقه أبو حاتم وضعفه عمرو بن على ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في الدار والمرأة والفرس والطيرة من ذلك ونحوة) عن أبى حسان قال دخل رجل من بنى عامر على عائشة رضى الله عنها فأخبرها أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الطيرة في الدار والمرأة والفرس فغضبت وطارت شقة منها في السماء وشقة في الارض وقالت والذى أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إنما كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك ، وفى رواية قالت إن نبى الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إنما الطيرة في المرأة والدار والفرس ثم قرأت عائشة (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب) الآية . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشؤم في الدار والمرأة والفرس . رواه البزار والطبراني في الاوسط إلا أنه قال أن كان الشؤم في شئ ، وفيه داود بن بلال الاودى وهو ضعيف . وعن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشؤم في ثلاثة في الدابة والمسكن والمرأة . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن بديل بن ورقاء وهو ثقة ولكن أبا هشام الرفاعي قال أنه خطاء وهو شيخ أبى يعلى فيه . وعن أم سلمة قالت ذكرت الطيرة فقالوا في المرأة والدار والدابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان منها في شئ ففى الفأل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبان فان كان هو الواسطي فقد وثقه ابن حبان (1) وفيه مقال ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن قوما جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله دخلنا هذه الدار ونحن ذو وفر فافتقرنا وكثير عددنا فقل عددنا وحسن ذات بيننا فساء ذات بيننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها وهى ذميمة فقالوا يارسول الله كيف ندعها قال بيعوها أو هبوها . رواه البزار وقال أخطأ فيه صالح بن أبى الاخضر والصواب أنه من مرسلات عبد الله بن شداد ، قلت وصالح ضعيف يكتب حديثه وفيه أيضا سعيد بن سفيان ضعفه ابن المدينى وذكره ابن حبان في الثقات ونقل تضعيف ابن المدينى له . وعن سهل بن حارثة (1) (حبان) غير موجودة في الاصل فاستدركناها من الخلاصة . (*)
[ 105 ]
الانصاري قال اشتكى قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم انهم سكنوا دارا وهم عدد فقلوا فقال فهلا تركتموها وهى ذميمة . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة . وعن أسماء بنت عميس قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من شقاء المرء في الدنيا ثلاثة سوء الدار وسوء المرأة وسوء الدابة قال يا رسول الله ما سوء الدار قال سوء ساحتها وخبث جيرانها قيل فما سوء الدابة قال منعها ظهرها وسوء خلقها قيل فما سوء المرأة قال عقم رحمها وسوء خلقها . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (باب ما يقول إذا تطير) عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك قالوا يارسول الله فما كفارة ذلك قال يقول أحدهم اللهم لاخير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك . رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن بريدة قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أصابه من ذلك شئ ولابد - وكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابد أحب إلينا من كذا - فليقل اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك . رواه البزار وفيه الحسن بن أبى جعفر وهو متروك وقد قيل فيه صدوق منكر الحديث . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طائر إلا طائرك ثلاث مرات . رواه البزار وفيه عمر بن أبى سلمة وثقه ابن حبان وغيره وضعفه شعبة وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب فيمن يتطير) عن رويفع بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ردته الطيرة عن شئ فقد قارف الشرك . رواه البزار وفيه سعيد بن أسد بن موسى روى عنه أبو زرعة الرازي ولم يضعفه أحد وشيخ البزار أبراهيم غير منسوب ، وبقية رجاله ثقات . (باب أصدق الطير الفأل) عن حابس التميمي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا شئ في الهام والعين حق وأصدق الطير الفأل - قلت رواه الترمذي خلا قوله وأصدق الطير الفأل -
[ 106 ]
رواه البزار وأبو يعلى وفيه وجيه بن حابس لم يرو عنه غير يحيى ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا شئ في الهام والعين حق وأصدق الطير الفأل . رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف . (باب التفاؤل بالاسم الحسن) عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبلغنا من لقاحنا فقام رجل فقال أنا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال صخر أو جندل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلس ثم قال من يبلغنا لبن لقاحنا فقام رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال يعيش قال بلغنا من لقاحنا . رواه الطبراني وفيه سعيد بن أسد بن موسى روى عنه أبو زرعة الرازي ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمرو بن عوف المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول هاكها خضرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا لبيك نحن أخذنا فألك من فيك أخرجوا بنا إلى خضرة فخرجوا إليها فما سل فيها سيف . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وكثير بن عبد الله ضعيف جدا وقد حسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله ثقات . (باب أقروا الطير على وكناتها) عن أم كرز الكعبية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أقروا الطير على وكناتها (1) . رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات . (باب ما جاء في العين) عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العين لتولع الرجل باذن الله حتى يصعد حالقا ثم يتردى منه . رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات . وعن أسماء بنت عميس قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نصف . ما يحفر لامتي من القبور من العين . رواه الطبراني وفيه على بن عروة الدمشقي وهو كذاب . وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من يموت من أمتى بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالانفس قال البزار يعنى بالعين . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا طالب بن حبيب بن عمرو وهو ثقة . (1) في الاصل (كناتها) في الموضعين وهو غلط جلى ، والوكنات : أماكن الطير . (*)
[ 107 ]
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق حتى يستنزل الحالق - قلت في الصحيح منه العين حق فقط - رواه أحمد والطبراني وفيه دويد البصري قال أبو حاتم لين ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق ويحضرها (1) الشيطان وحسد ابن آدم - قلت في الصحيح منه العين حق - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج معه وسار معه نحو مكة حتى إذا كان بشعب الخرار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أخو بنى عدى بن كعب وهو يغتسل فقال ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فلبط (1) سهل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل يارسول الله هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه ولا يفيق قال هل تتهمون فيه من أحد قالوا عامر بن ربيعة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة فتقيظ عليه وقال علام يقتل أحدكم أخاه هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت ثم قال اغتسل فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة ازاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يلقى القدح وراءه ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس . رواه أحمد والطبراني وزاد وشرب منه ، وفى رواية للطبراني أيضا فمر به رجل من الانصار وقال فيه ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه من نفسه أو ماله أن يبرك عليه فان العين حق ، ورجال أحمد رجال الصحيح وفى أسانيد الطبراني ضعف . وعن سهل بن حنيف أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالخرار دخل ماءا يغتسل وكان رجلا وضاءا فمر به عامر بن ربيعة فقال لم أر كاليوم حسن شئ ولا جلد مخبأة فما لبث سهل أن لبط به فدعا له نبى الله صلى الله وسلم فقال علام يقتل أحدكم أخاه من تتهمونه به قالوا عامر بن ربيعة فدعا عامرا ودعا باناء فيه ماء فأمر عامرا فغسل وجهه في الماء وأطراف يديه وركبتيه وأطراف (1) في الاصل (وحصرها) والتصويب من كشف الخفا للعجلونى . (2) أي صرع وسقط إلى الارض ، وفى الاصل مغفلة من النقط ، والتصويب من النهاية وغيرها . (*)
[ 108 ]
قدميه ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم صيغى إزار عامر وداخلته فغمرها في الماء ثم أفرغ الاناء على رأس سهل واكفأ الاناء من دبره فأطلق سهل لا بأس به ، وفى رواية أن العين حق . رواه الطبراني إلى باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح خلا محمد بن أبى أمامة وهو ثقة وروى حديث أبى أمامة كما رواه ابن ماجه بنحوه إلا أنه زاد أحسبه قال وأمره فحسا منه حسوات (1) ورجال هذه الرواية رجال الصحيح . وعن عامر بن ربيعة قال انطلقت أنا وسهل بن حنيف نلتمس حمرا فوجدنا حمرا وغديرا قال وكان أحدنا يستحى أن يغتسل وأحد يراه فاستتر منى حتى إذا رأى أن قد فعل نزع جبة عليه من كساء ثم دخل الماء فنظرت إليه نظرة فأعجبني خلقه فأصبته بعينى فأخذته قعقعة وهو في الماء فدعوته فلم يجبنى فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فقال أذهب حرها وبردها ووصبها ثم قال قم فقام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع بالبركة فان العين حق - قلت روى ابن ماجه منه العين حق فقط - رواه الطبراني وفيه أمية بن هند وهو مستور ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وقال ابن شهاب الغسل الذى أدركت علماءنا يصنعون أن يؤتى الرجل الذى يعين صاحبه بالقدح فيه الماء فيمسك له مرفوعا من الارض فيدخل الذى يعين صاحبه يده اليمنى في الماء فيصب على وجهه الماء صبة واحدة في القدح ثم يدخل يده اليسرى في الماء فيغسل يده اليمنى صبة واحدة في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيغسل يده اليسرى صبة واحدة إلى المرفقين ثم يدخل يديه جميعا في الماء فيغسل صدره صبة واحدة ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفق يد اليمنى صبة واحدة في القدح وهو في يده إلى عنقه ثم يفعل ذلك في مرفق يده اليسرى ثم يفعل مثل ذلك على ظهر قدمه اليمنى من عند أصول الاصابع واليسرى كذلك ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ظهر ركبته اليمنى ثم يفعل باليسرى مثل ذلك ثم يغمس داخلة ازاره اليمنى ثم يقوم الذى في يده القدح بالقدح فيصبه على رأس المعيون من ورائه ثم يكفأ القدح على وجه الارض من ورائه . (1) في الاصل (فحشى منه حشوات) ونقط الشين وهى علامة للسين المهملة كما يكتبها القدماء . (*)
[ 109 ]
رواه الطبراني ورجاله إلى الزهري رجال الصحيح . (باب ما يقول إذا رأى ما يعجبه) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى شيئا فأعجبه قال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره . رواه البزار من رواية أبى بكر الهذلى وأبو بكر ضعيف جدا . قلت وقد حكى ابن عبد البرفى التمهيد في قوله صلى الله عليه وسلم ألا بركت عليه عن أهل العلم اللهم بارك فيه وحكى عن بعضهم أن يقول تبارك الله أحسن الخالقين . قلت وتأتى أحاديث في الاذكار من نحو هذا إن شاء الله (1) . (باب نصب الجماجم في الزرع) عن على يعنى ابن أبى طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالجماجم (2) أن تنصب في الزرع قال قلت من أجل ماذا قال من أجل العين . رواه البزار وفيه الهيثم بن محمد بن حفص وهو ضعيف ويعقوب بن محمد الزهري ضعيف أيضا . (باب ما جاء في الرقى للعين والمرض وغير ذلك) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة أمة بقضها وقضيضها كانوا لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه وفى هذا أحاديث فيمن يدخل الجنة بغير حساب صحاح . وعن أبى أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة من السحر الرقى والتول والتمائم . قال على بن يزيد التول المرأة توجد زوجها حتى يحبها . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد الالهانى وهو ضعيف . وعن جبلة بن الازرق وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه إلى جنب جدار كبير الاحجرة صلى الظهرأ والعصر فلما جلس في الركعتين خرجت عقرب فلدغته فغشى عليه فرقاه الناس فلما أفاق قال الله شفاني وليس برقيتكم . رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل عن عبد الله بن صالح كاتب الليث وكلاهما قد ضعف ووثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاسماء بنت عميس ما شأن أجسام بنى أخى ضارعة أتصيبهم (1) في الجزء العاشر . (2) هي الخشبة التى تكون في رأسها اسكة الحرث . (*)
[ 110 ]
حاجة قال لا ولكن تسرع إليهم العين أفنرقيهم قال وبماذا فعرضت عليه فقال ارقيهم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى رقاه جبريل عليه السلام فقال بسم الله أرقيك من كل داء يشفيك من شر حاسد إذا حسد ومن كل ذى عين . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبادة بن الصامت قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوده وبه من الوجع ما يعلمه الله تبارك وتعالى شدة ثم دخلت عليه من العشى وقد برأ أحسن برء فقلت له دخلت عليك غدوة وبك من الوجع ما يعلم الله شدة ودخلت عليك العشية وقد برأت فقال يا ابن الصامت إن جبريل صلى الله عليه وسلم رقانى برقية برأت ألا أعلمكها قلت بلى قال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من حسد كل حاسد وعين وسم الله يشفيك . رواه أحمد وفيه سليمان رجل من أهل الشام ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الكلمات دواء من كل داء أعوذ بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر السامة والهامة (1) وشر العين اللامة ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر أبى قترة وما ولد ثلاثة وثلاثون من الملائكة أتوا ربهم فقالوا وصب وصب من أرضنا فقال خذوا من أرضكم فامسمحوا بوصيبكم رقية محمد صلى الله عليه وسلم من أخذ عليها صفراء أو كتمها أحدا فلا يفلح أبدا . رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط وهو الذى زاد بأرضنا وقال فيه خذوا تربة من أرضكم ، والباقى بنحوه وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس ، وبقية رجال أبى يعلى رجال الصحيح . وعن عثمان بن عفان قال مرضت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فعوذني يوما فقال بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد فلما استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما قال يا عثمان تعوذ بها فما تعوذتم بمثلها . رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه موسى بن حيان ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (1) الهامة : كل ذات سم يقتل ، والجمع هوام فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة ، وفى الاصل (العامة) وهو غلط . (*)
[ 111 ]
صلى الله عليه وسلم لا رقية إلا من عين أو حمة . رواه البزار ورجاله ثقات وعن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من كل ذى حمة (1) رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن عبادة ابن الصامت قال كنت أرقي من حمة العين في الجاهلية فلما أسلمت ذكرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اعرضها على فعرضتها عليه فقال ارق بها فلا بأس بها ولولا ذلك ما رقيت بها أنسانا أبدا . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن على قال لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلى فلما فرغ قال لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ قل يا أيها الكافرون وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس . رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن . وعن عبد الله بن مسعود قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رقية من الحمة فقال اعرضوها عليه فعرضوها عليه بسم الله قرينه سحه ملحه بحر معطا فقال هذه مواثيق أخذها سليمان صلى الله عليه وسلم على الهوام لا أرى بها بأسا قال فلدغ رجل وهو مع علقمة فرقاه بها فكأنما نشط من عقال . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن عبد الله بن زيد قال عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية من الحمة فأذن لنا فيها وقال أنما هي مواثيق والرقية بسم الله سحه قرينه ملحه معطا . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن جابر قال جاء رجل من الانصار يقال له عمرو بن حنة وكان يرقى من الحية فقال يارسول الله إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من الحية قال قصها على فقصصتها عليه فقال لا بأس بهذه هذه مواثيق ، قال وجاءه رجل من الانصار وكان يرقى من العقرب فقال من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا قيس ابن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة . وعن عبد الله أنه رأى في عنق امرأة من أهله سيرا فيه تمائم فمد يده مدا شديدا حتى قطع السير وقال لو أن إحداكن تدعوا بماء فتنضحه (2) في رأسها ووجهها ثم تقول بسم الله الرحمن (1) أي كل ذى أبرة يلدغ بها . (2) أي ترشه . (*)
[ 112 ]
الرحيم ثم تقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس نفعها ذلك أن شاء الله . رواه الطبراني في أثناء حديث طويل وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن عبد الرحمن بن سابط وبريدة قالا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم العذرة (1) حتى صدعته ورؤى (2) ذلك عليه فأتاه جبريل فقال أن ربى أرسلني إليك لارقيك فحن النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال بسم الله أرقيك من كل سوء يؤذيك من شر عين كل حاسد أرقيك قال فرددها عليه ثلاث مرات فبرأ النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف . وعن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة يقال لها الشفاء ترقى من النملة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم علميها حفصة ، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . عن أم سلمة قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا صبى يشتكى فقال ماله فقلنا إنما به العين فقال ألا تسترقون له من العين . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه سهل بن مودود ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن حاطب قال انصب على يدى شئ من قدر فذهبت بى أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مكان قال فقال كلاما فيه أذهب الباس رب الناس أحسبه قال واشف أنت الشافي قال وكان يتفل . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن محمد بن حاطب قال دنيت إلى قدر وهى تغلى فأدخلت يدى فيها فاحترقت أو قال فورمت فذهبت بى أمي إلى رجل بالبطحاء فقال شيئا ونفث فلما كان في إمرة عثمان قلت لامى من كان ذلك الرجل قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني بنحوه إلا أنها قالت يا محمد احترقت يد محمد . وفى رواية عنده فانطلقت بى أمي إلى رجل جالس في الجبانة فقالت يارسول الله فقال يا لبيك وسعديك ثم أدنتني منه فجعل ينفث ويتكلم وبكلام لا أدرى ما هو فسألت أمي بعذ ذلك ما كان يقول قالت كان يقول أذهب الناس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت ، ورجال أحمد ورجال هذه الطريق رجال الصحيح . وعن محمد بن حاطب عن أم جميل بنت المجلل يعنى أمه (1) وجع في الحلق . (2) في الاصل (رى) . (*)
[ 113 ]
قالت أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخا ففنى الحطب فخرجت أطلبه فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك فأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بأبى وأمى يارسول الله هذا محمد بن حاطب فتفل في فيك ومسح على رأسك ودعا لك وجعل يتفل على يدك ويقول أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما فقالت فما قمت بك من عنده حتى برأت يدك . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال قلت يارسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمى بك ، وفيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبى ضعفه أبو حاتم . وعن محمد بن حاطب قال وقعت القدر على يدى فاحترقت يدى فانطلق بى أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يتفل عليها ويقول أذهب الباس رب الناس أحسبه قال واشف إنك أنت الشافي . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن السائب بن يزيد قال عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة تفلا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف . وعن عبد الرحمن بن السائب الهلالي وهو ابن أخى ميمونة قال قالت لى ميمونة يا ابن أخى تعال أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك أذهب الباس رب الناس اشف لا شافي إلا أنت . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وفيه ضعف وعلى كل حال إسناده حسن وسند الاوسط أجود . وعن على قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أيوب بن وافد وهو ضعيف . وعن عبد الله بن مسعود قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر به الحسين والحسن وهما صبيان فقال هاتوا ابني أعوذهما مما عوذ به أبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحق قال أعيذكما بكلمات الله التامة من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة . رواه الطبراني وفيه محمد بن ذكوان وثقة شعبة وابن حبان ضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال كان (8 - خامس مجمع الزوايد)
[ 114 ]
النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين أعيذكما بكلمات الله التامة من شرما خلق وذرأ وبرأ . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن هرون بن روح فان كان هو أحمد بن هرون البلدى أو أحمد بن هرون المصيصى فهو ضعيف وإن كان غيرهما فلم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات خلا محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى فانه سئ الحفظ . وعن سهل بن أبى حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وخرج معه عبد الرحمن بن سهل فلما كانا بالحرة نهشت عبد الرحمن ابن سهل حية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعوا لى عمرو بن حزم فدعى فعرض رقيته على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا بأس بها ارقه فوضع ابن حزم يده عليه فقال يارسول الله هو يموت أو قد مات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارقه وإن كان قد يموت أو قد مات فرقاه فصح عبد الرحمن وانطلق . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بشر بن عبد الله بن مكيف ولم أعرفه ، وبقية رجاله ما بين ثقة ومستور . وعن رافع بن خديج قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن نعيمان فقال أذهب الباس رب الناس إله الناس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عمار بن ياسر أنه دخل على رسول الله صلى عليه وسلم وهو يوعك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك رقية رقانى بها جبريل عليه السلام قلت بلى يارسول الله قال بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يعنيك خذها فليهنيك . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات . قلت وتأتى أحاديث فيما يقول إذا أصبح وإذا أمسى في الاذكار وفى الاستعاذة أيضا إن شاء الله (1) . (باب رقية الالم) عن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده تحت ألمه ثم ليقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شئ من شر ما أجد . رواه أحمد والطبراني ، وفيه أبو معشر نجيح وقد وثق على أن جماعة كثيرة ضعفوه وتوثيقه لين ، وبقية رجاله ثقات . (1) في الجزء العاشر (*) .
[ 115 ]
(باب رقية الجنون) عن أبى بن كعب قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابي فقال يا نبى الله إن لى أخا وبه وجع قال وما وجعه قال به لمم قال فائتني به قال فوضعه بين يديه فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وهاتين الآيتين (وإلهكم إله واحد) وآية الكرسي وثلاث آيات من آخر سورة البقره وآية من آل عمران (شهد الله أنه لا إله إلا هو) وآية من الاعراف (إن ربكم الله) وآخر آية المؤمنين (فتعالى الله الملك الحق) وآية من سورة الجن (وانه تعالى جد ربنا) وعشر آيات من اول سورة الصافات وثلاث آيات من أول سورة الحشر و (قل هو الله أحد) والمعوذتين فقام الرجل كأنه لم يشتك قط . رواه عبد الله بن أحمد وفيه أبو جناب وهو ضعيف لكثرة تدليسه وقد وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن رجل عن أبيه قال جاء رجال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخى وجع قال ما وجع أخيك قال به لمم قال فابعث إلى به قال فجاءه فجلس بين يديه قال فقرا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وآية من وسطها (وإلهكم اله واحد لاإله الا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والارض) حتى فرغ من الآية فذكر الحديث بنحوه وقال عشر آيات من سورة الصف ولم يقل من أولها وقال وثلاث آيات من آخر سورة الحشر رواه أبو يعلى وفيه من لم يسم وأبو جناب (1) وهو ضعيف لتدليسه ووثقه ابن حبان . وعن حنش الصنعانى عن عبد الله أنه قرأ في أذن مبتل فأفاق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قرأت في أذنه قال قرأت (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) حتى فرغ آخر السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن رجلا موفقا قربها على جبل لزال . رواه أبو يعلى وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وفى علامات النبوة (2) أحاديث في العافية من الجن من غير رقية ببركته صلى الله عليه وسلم (1) في الاصل (خباب) . (2) في الجزء الثامن (*) .
[ 116 ]
(باب فيمن صبر على اللمم) عن أبى هريرة جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ادع الله لى أن يشفينى قال إن شئت دعوت الله أن شئت فاصبري ولا حساب عليك قالت بل أصبر ولا حساب على . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن عمرو وهو ثقة وفيه ضعف . (باب ما يخشى على الانسان بعد العصر وغير ذلك) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه . رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو بن الحصين وهو متروك . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتر المرء عند أربعة خصال إذا نام وحده وإذا نام مستلقيا وإذا نام في ملحفة مصفرة وإذا اغتسل بفضاء من الارض فمن استطاع إلا يغتسل بفضاء من الارض فان كان لابد فاعلا فليخط خطا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك . (باب ما جاء في الخط) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نبى من الانبياء يخط فمن وافق علمه فهو علمه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في النجوم والحروف) عن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا على أسبغ الوضوء وان شق عليك ولا تأكل الصدقة ولا تنزى الحمر على الخيل ولا تجالس أصحاب النجوم - قلت روى أبو داود والنسائي منه إنزاء الحمر على الخيل - رواه عبد الله بن أحمد وفيه هرون ابن مسلم صاحب الحناء لينه أبو حاتم ووثقه الحاكم ، وبقية رجاله ثقات . وعن العباس بن عبد المطلب قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فالتفت إليها فقال إن الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك ، وفى رواية إن الله قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النظر في النجوم . رواه الطبراني في
[ 117 ]
الاوسط وفيه عقبة بن عبد الله الاصم وهو ضعيف وذكر عن أحمد أنه وثقه وأنكر أبو حاتم عليه هذا الحديث . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب معلم أي جاد دارس في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد العمرى وهو كذاب . (باب في السحر والكهانة والطيرة وغير ذلك) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من (1) تطير ولا من تطير له ومن تكهن ولا من تكهن له ولا من سحر ولا من سحر له . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف . وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن عقد عقدة أو قال عقد عقدة ومن أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا إسحق بن الربيع وهو ثقة . قلت وتأتى أحاديث في الساحر في أواخر الحدود (2) لما يستحقه الساحر من القتل وغيره إن شاء الله . (باب نفع الديك الابيض لدفع السحر) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوا الديك الابيض فان دارا فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان ولا ساحر ولا الدويرات حولها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو كذاب (3) . (باب فيمن أتى كاهنا أو عرافا) عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا عقبة بن سنان وهو ضعيف . وعن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه مصعب بن ابراهيم بن حمزة الدهرى ولم (1) (من) غير موجودة في الاصل في المواضع الثلاثة . (2) في الجزء السادس . (3) راجع كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس للعجلونى (*)
[ 118 ]
أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل له صلاة أربعين ليلة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وفيه توثيق في أحاديث الرقاق ، وبقية رجاله ثقات . وعن واثلة ابن الاسقع قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أتى كاهنا فسأله عن شئ حجبت عنه التوبة أربعين ليلة فان صدقه بما قال كفر . رواه الطبراني ، وفى رواية عنده أيضا فان آمن بما يقول مكان فصدقه ، وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك . وعن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن ينال الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا ، وفى رواية أو تطير طيرة ترده عن سفر لم ينظر إلى الدرجات العلى . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما ثقات . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال من أتى كاهنا أو عرافا وتيقن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال فصدقه . وكذلك رواية البزار ورجال الكبير والبزار ثقات . وعن ابن مسعود قال من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا هبيرة بن مريم وهو ثقة (1) . (كتاب اللباس) بسم الله الرحمن الرحيم (باب ما يقول إذا استجد ثوبا) عن أبى مطر أنه رأى عليا أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم (1) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر . هامش الاصل . (*)
[ 119 ]
ولبسه إلى ما بين الرصغين إلى الكعبين يقول وقد (1) لبسه الحمد الله الذى رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتى ، فقيل هذا شئ ترويه عن نفسك أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكسوة الحمد الله الذى رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتى . رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال كنت مع على فانتهينا إلى السوق (2) الكبير فتوسم شيخا (3) منهم فقال يا شيخ أحسن بيعتى في قميص بثلاثة دراهم قال نعم يا أمير المؤمنين فلما عرفه لم يشتر منه شيئا وأتى غلاما حدثا . والباقى بنحوه ، وفى رواية كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا جديدا ، وفيه مختار بن نافع وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال لبس حذيفة ثيابا جددا فقال الحمد الله الذى وارى عورتى وجملنى في عبادة ثم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثيابا جددا قال مثل ذلك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو داود الاعمى وهو متروك . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له بها شكرا قبل أن يحمده عليها وما أذنب عبد ذنبا فندم عليه إلا كتب الله له مغفرته قبل أن يستغفره وما استجد عبد ثوبا بدينار أو نصف دينار فحمد الله حين يلبسه إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن داود المنقرى وهو ضعيف . وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من أمتى من يأتي السوق فيبتاع القميص بنصف دينار أو ثلث دينار فيحمد الله إذا لبسه فلا يبلغ ركبتيه حتى يغفر له . رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك . (باب ما جاء في العمائم) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتموا تزدادوا حلما . رواه البزار والطبراني وفيه عبيد الله بن أبى حميد وهو متروك . وفى إسناد الطبراني عمران بن تمام وضعفه أبو حاتم بحديث غير هذا ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى المليح بن أسامة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتموا تزدادوا حلما . رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن أبى حميد وهو متروك . وعن (1) (قد) غير موجودة في الاصل . (2) في الاصل (سوق) . (3) في الاصل (شيخ) . (*)
[ 120 ]
عائشة قالت عمم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف وأرخى له أربع أصابع وقال إنى لما صعدت إلى السماء رأيت أكثر الملائكة معتمين . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف . وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتم أرخى عمامة بين يديه ومن خلفه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحجاج بن رشدين وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عمر قال كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود وابن جبل وحذيفة وابن عوف وأنا وأبو سعيد فجاء فتى من الانصار فسلم ثم جلس فذدكر الحديث إلى أن قال ثم أمر ابن عوف فتجهز لسرية بعثه عليها فأصبح وقد اعتم بعمامة كرابيس سوداء فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقضها فعممه فأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحوها ثم قال هكذا يا ابن عوف فاعتم فانه أعرب وأحسن ثم أمر بلالا فدفع إليه اللواء فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال خذ يا ابن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله ولا تغدروا ولا تمثلوا فهذا عهد الله وسنة نبيه فيكم - قلت روى ابن ماجه طرفا منه - رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن أبى عبد السلام قال قلت لا بن عمر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتم قال كان يدور كور عمامته على رأسه ويغرزها من ورائه ويرسلها بين كتفيه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا أبا عبد السلام وهو ثقة . وعن أبى موسى أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء قد أرخى ذوائبه من ورائه . رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالعمائم فانها سيما الملائكة وارخوها خلف ظهوركم . رواه الطبراني وفيه عيسى بن يونس قال الدار قطني مجهول وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمة يحيى بن عثمان بن صالح المصرى شيخ الطبراني ومع ذلك فقد وثقه . وعن أبى أمامة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يولى واليا حتى يعممه ويرخى لها من جانب الايمن نحو الاذن . رواه الطبراني وفيه
[ 121 ]
جميع بن ثقت وهو متروك . قلت وقد تقدم حديث أبى الدرداء إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة في الجمعة (1) . (باب في القلنسوة) عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة بيضاء . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ ، وضعفه جمهور الائمة ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس كمة (2) بيضاء . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه محمد بن حنيفة الواسطي وهو ضعيف ليس بالقوى . (باب في القميص والكم) عن أبى الدرداء قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قميص واحد . رواه الطبراني وفيه سعيد بن ميسرة وهو ضعيف . وعن عطاء قال كان عبد الرحمن ابن عوف يلبس قميصا من كرابيس (3) إلى نصف ساقيه ورداؤه يضرب أليته . رواه الطبراني وفيه عثمان بن عطاء وهو ضعيف وقد وثقه دحيم ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس قال كان يد كم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرضع . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب في السراويل) عن أبى هريرة قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم (4) يوما السوق فجلس إلى البزاز فاشترى سراويل بأربعة دراهم وكان أهل السوق وزان يزن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اتزن وأرجح فقال الوزان إن هذه لكلمة ما سمعتها من أحد فقال أبو هريرة فقلت له كفاك من الزهق والجفاء في دينك ألا تعرف نبيك فطرح الميزان ووثب إلى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يقبلها فحذف رسول الله صلى الله عليه وسلم يده منه فقال ما هذا إنما يفعل هذا الاعاجم بملوكها ولست بملك إنما أنا رجل منكم فوزن وأرجح (1) في (الحاوى للفتاوى للسيوطي) تفصيل القول على العذبة . (2) أي قلنسوة . (3) الكرباس : القطن . (4) (مع النبي صلى الله عليه وسلم) غير موجودة في الاصل . (*)
[ 122 ]
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل قال أبو هريرة فذهبت لاحمله عنه فقال صاحب الشئ أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفا فيعجز عنه فيعينه أخوه المسلم قال قلت يارسول الله وإنك لتلبس السراويل قال أجل في السفر والحضر وفى الليل والنهار فانى أمرت بالستر فلم أر شيئا أستر منه . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن زياد البصري وهو ضعيف . وعن على قال كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم عند البقيع يعنى بقيع الغرقد في يوم مطر فمرت امرأة على حمار ومعها مكار فمرت في وهدة (1) من الارض فسقطت فأعرض عنها بوجهه فقالوا يارسول الله إنها متسرولة فقال اللهم اغفر للمتسرولات من أمتى . رواه البزار وفيه إبراهيم بن زكريا المعلم وهو ضعيف جدا . (باب في الازار وموضعه) عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الازار إلى نصف الساق أو إلى الكعبين لاخير في أسفل من ذلك . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى عضلة ساقه من تحت إزاره إذا ائتزر . رواه أحمد وفيه صالح بن نبهان مولى التوأمة وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سلمة بن الاكوع أن عثمان كان يتزر على نصف الساق وقال هكذا ازرة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن سمرة بن فاتك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمته (2) وشمر من مئزره ففعل ذلك سمرة أخذ من لمته وشمر من مئزره ، رواه أحمد عن شيخه يعمر بن بشر ويقال مشايخ أحمد كلهم ثقاة ، وبقية رجاله ثقات . وعن خريم بن فاتك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعم الفتى خريم لو قصر من شعره ورفع من إزاره قال فقال خريم لا يجاوز شعرى سلم أدنى ولا إزارى عقبى . رواه الطبراني في الثلاثة ومداره على المسعودي وقد اختلط والراوي عنه لم أعرفه . وعن خريم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم (1) أي منخفض من الارض . (2) اللمة : ما وصل من شعر الرأس إلى المنكبين . (*)
[ 123 ]
فقال ياخريم بن فاتك لولا خصلتان فيك لكنت أنت الرجل فقال وما هما يارسول الله حسبى واحدة قال توفير شعرك وتسبيل إزارك فانطلق خريم فجز شعره وقصر إزاره . رواه أحمد والطبراني واللفظ للطبراني بأسانيذ ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتزروا كما رأيت الملائكة تأتزر قالوا يارسول الله كيف رأيت قال إلى أنصاف سوقها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المثنى بن الصباح وثقه ابن معين وضعفه أحمد وجمهور الائمة . حتى قيل إنه متروك ويحيى بن السكن ضعيف جدا . وعن ابن عمر قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى إزار يتقعقع (1) فقال من هذا فقلت عبد الله قال إن كنت عبد الله فارفع إزارك فرفعت إزارى إلى نصف الساقين فلم تزل ازرته حتى مات ، وفى رواية فقال أبو بكر إنه يسترخى إزارى أحيانا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لست منهم . رواه كله أحمد والطبراني في الاوسط باسنادين وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال كسانى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من السيراء (2) أهداها له فيروز فلبست الازار فأعرقني طولا وعرضا ولبست الرداء فتقنعت به فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعانقنى فقال يا عبد الله ارفع الازار فان ما مست الارض من الازار إلى أسفل من الكعبين في النار ، قال عبد الله بن محمد فلم أر إنسانا قط أشد تشميرا من عبد الله بن عمر - قلت له أحاديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه أحمد وأبو يعلى ببعضه إلا أنه قال لبست ثوبا جديدا فأتيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند حجرة حفصة في ليلة مظلمة فسمع قعقعة الثوب ، وفى إسناد أحمد عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت الكعب من الازار ففى النار . رواه أحمد ورجاله ثقات . وقد صرح ابن اسحق بالسماع وعن عمرو بن فلان (3) الانصاري قال بينا هو يمشى إذ أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك قال عمرو فقلت يارسول الله إنى رجل حمش (4) الساقين (1) أي يسمع له صوت . (2) أي الحرير . (3) لعله ابن زرارة . (4) أي دقيق . (*)
[ 124 ]
فقال يا عمرو وإن الله عزوجل قد أحسن كل شئ خلقه يا عمرو وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال يا عمرو هذا موضع الازار ثم رفعها ثم ضرب بأربع أصابع تحت الاربع الاول ثم قال يا عمرو هذا موضع الازار رفعها ثم وضعها تحت الثانية فقال يا عمرو هذا موضع الازار . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن الشريد قال أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يجر إزاره قال ارفع زارك واتق الله قال إنى أحنف (1) تصتك ركبتاي قال ارفع إزارك فكل خلق الله حسن قال فما رؤى ذلك الرجل الا يصيب أنصاف ساقيه . رواه أحمد والطبراني وقال فما رؤى ذلك الرجل إلا وإزاره إلى أنصاف ساقية ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى أمامة قال بينهما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الانصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله ويقول اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك حتى سمعها عمرو بن زرارة فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إنى حمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو بن زرارة إن الله أحسن كل شئ خلقه يا عمرو بن زرارة إن الله لا يحب المسبل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفه تحت ركبه رجله فقال يا عمرو بن زرارة هذا موضع الازار ثم رفعها ثم وضعها تحت ذلك وقال يا عمرو هذا موضع الازار . رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسفل من الكعبين من الازار في النار . رواه البزار وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شئ جاوز الكعبين من الازار في النار ، وفيه اليمان بن المغيرة وهو ضعيف عند الجمهور وقال ابن عدى لا بأس به . وعن الخياط الذى قطع للحسين بن على قميصا قال قلت أجعله على ظهر القدم قال لا قلت فأجعله من أسفل الكعبين قال ما أسفل الكعبين في النار . رواه الطبراني والخياط لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن مسعود أنه رأى أعرابيا يصلى قد أسبل إزاره فقال المسبل إزاره في الصلاة ليس من الله في حل ولا حرام . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن هبيب بن مغفل أنه رأى محمد القرشى قام فجر إزاره فقال هبيب (1) الخنف : إقبال القدم باصابعها على القدم الاخرى . (*)
[ 125 ]
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من وطئه خيلاء وطئه في النار . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح خلا أسم أبا عمران وهو ثقة وعن عطاء بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يصلى وهو مسبل إزاره قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذهب فتوضأ قال فذهب فتوضأ ثم جاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فتوضأ ثم جاء فقال يارسول الله مالك أمرته يتوضا ثم سكت عنه فقال أنه كان يصلى وهو مسبل إزاره وإن الله تبارك وتعالى لا يقبل صلاة عبد مسبل إزاره - قلت عزاه صاحب الاطراف إلى النسائي ولم أجد في نسختي فلعله في الكبرى - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن بريدة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل من قريش يخطر في حلة له فلما قام على النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بريدة هذا ممن لا يقيم الله له يوم القيامة وزنا . رواه البزار وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف . وعن جابر عن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعين فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم فانه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم وأياكم والبغى فانه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغى وأياكم وعقوق الوالدين فان ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها قاطع رحم ولا شيع زان ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب العالمين والكذب كله إثم إلا ما نفعت به مؤمنا ودفعت به عن دين وإن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن كثير الكوفى وهو ضعيف جدا . وعن كريب قال كنت أقود ابن عباس في زقاق أبى لهب فقال يا كربي بلغنا مكان كذا وكذا قلت عنده الآن فقال حدثنى (1) العباس بن عبد المطلب قال بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع إذ أقبل رجل يتبختر بين بردين وينظر إلى عطفيه قد أعجبته نفسه إذ خسف الله به الارض في هذا الموطن فهو يتجلجل (2) فيها إلى يوم القيامة . رواه أبو يعلى والطبراني والبزار بنحوه باختصار وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف . (1) في الاصل (خذنى) . (2) أي يغوص . (*)
[ 126 ]
وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا رجل فيما كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما أمر الله الارض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة . رواه أحمد والبزار بأسانيد وأحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا رجل فيمن كان قبلكم خرج في بردين فاختال فيهما فأمر الله الارض فاخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة . رواه أبو يعلى وفيه زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال يخطئ . وعن جابر أحسبه رفعه أن رجلا كان في حلة حمراء فتبختر واختال فيها فخسف الله به الارض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل ينظر في عطفيه قد أعجبته نفسه إذ تجلجلت به الارض إلى يوم القيامة - قلت روى له البخاري والنسائي بينا رجل يجر إزاره ، زاد النسائي من الخيلاء إذ خسف به - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا أحمد بن محمد بن أبى بكر المقدمى وهو ثقة . وعن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إزرة المؤمن إلى نصف الساق وليس عليه حرج فيما بينه وبين الكعبين وما أسفل من ذلك ففى النار . رواه الطبراني وفيه الحكم بن عبد الملك القرشى وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جرثوبة خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة وان كان على الله كريما . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد الالهانى وهو ضعيف . وعن أبى اسحق قال رأيت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتزرون على أنصاف سوقهم فذكر ابن عمر وزيد ابن أرقم وأسامة بن زيد والبراء بن عازب . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب في ذيول النساء) عن عمر قال ذكر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلين من الثيات قال شبرا فقلن شبر قليل تخرج منه العورة قال فذراعا فلن تبدو أقدامهن قال ذراعا لا يزدن على ذلك . رواه البزار وفيه زيد بن الحوارى العمى وقد وثق وضعفه أكثر الائمة . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بعض نسائه وشبر من
[ 127 ]
ذيلها شبرا أو شبرين وقال لا تزدن على هذا . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شبر لفاطمة من عقبها شبرا وقال هذا ذيل المرأة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . (باب الارتداء والالتفاع) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الارتداء لبسة العرب والالتفاع لبسة الايمان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلفع . رواه الطبراني وفيه سعيد بن سنان الشامي وهو ضعيف جدا ونقل عن بعضهم توثيقه ولم يصح . (باب البرانس) عن أبى قرصافة قال كسانى رسول الله صلى الله عليه وسلم برنسا وقال البسه . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن حميد بن ربيعة القرشى قال رأيت أبا أمامة الباهلى والمقدام بن معدى كرب وعليهما برنسان . رواه الطبراني وحميد هذا إن كان ابن الربيع فهو ضعيف جدا وإن كان غيره فلم أعرفه . (باب في الاكسية) عن أم شهاب الغنوية قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسويق من شعير وكساني كساءا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (باب في البرود) عن حبان بن جزء السلمى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأسير كان عنده من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أسروه وهم مشركون ثم أسلموا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الاسير فكسا جزءا بردين وأسلم جزء عنده ثم قال ادخل على عائشة تعطيك من الابراد التى عندها بردين فدخل على عائشة أم المؤمنين فقال نضرك الله اختاري من هذه الابراد التى عندك بردين فان نبى الله صلى الله عليه وسلم كسانى منها بردين فقالت ومدت سواكا من أراك طويلا فقالت خذ هذا وخذ هذا وكان نساء العرب حينئذ لاترين . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم .
[ 128 ]
(باب في البياض) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن الله خلق الجنة بيضاء وأحب شئ إلى الله البياض . رواه البزار وفيه هشام بن زياد وهو متروك . وعن الحسن أظنه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بثياب البيض فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم . رواه البزار ورجاله ثقات . ورواه الطبراني في الاوسط عن أنس من غير شك . وعن عمران بن حصين وسمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا البياض وكفنوا فيها موتاكم . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بثياب البياض فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه الوليد بن محمد الموقرى وهو متروك . (باب ما جاء في الحبرة) عن قدامة الكلابي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة وعليه حلة حبرة (1) . رواه البزار وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف وشيخه مجهول . (باب فيما صبغ بالنجاسة) عن الحسن أن عمر بن الخطاب أراد أن ينهى عن متعة الحج فقال له أبى ليس ذلك لك قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضرب عمر وأراد أن ينهى عن حلل الحبرة لانها تصبغ بالبول فقال له أبى ليس ذلك لك قد لبسهن النبي صلى الله عليه وسلم ولبسناهن في عهده . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن لم يسمع من عمر . (باب ما جاء في الصباغ) عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيصبغ ربك فقال نعم صباغا لا ينفض (2) أحمر و أصفر وأبيض . رواه البزار وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن أم سلمة قالت ربما صبغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه وإزاره بزعفران أوورس (3) ثم يخرج فيهما . رواه الطبراني من رواية ركيح (1) هي برد موشى مخطط . (2) أي لا يتغير . (3) نبت أصفر . (*)
[ 129 ]
ابن أبى عبيدة عن أبيه وقد ذكر ابن حبان ركيحا في الثقات وذكر هذا الحديث في ترجمته فلا أدرى حكم بصحته أم لا ولم يتعرض لبقية رجاله ، وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الثوب المصبوغ ما لم يكن له نفض ولا ردع (1) . رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس . وعن أبى هريرة قال راح عثمان إلى مكة حاجا ودخلت على محمد بن جعفر بن أبى طالب امرأة فبات معها حتى أصبح ثم غدا عليه ردع الطيب وملحفة معصفرة مقدمة فأدرك الناس بملل قبل أن يروحوا فلما رآه عثمان انتهره وأفف وقال أتلبس المعصفر وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له على بن أبى طالب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينهه ولا إياك أنما نهانى . رواه أحمد وأبو يعلى في الكبير والبزار باختصار وفيه عبيد الله بن عبد الله أبو موهب وثقه ابن معين في رواية وقد ضعف . وعن عبد الله بن أبى قال كان أحب الصباغ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفرة . رواه الطبراني وفيه عبيد بن القاسم وهو كذاب متروك . وعن قيس التميمي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه ثوب أصفر ورأيته يسلم على نساء . رواه الطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الخضرة أو قال كان أحب الالوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال الطبراني ثقات . وعن أنس قال كانت للنبى صلى الله عليه وسلم ملحفة مصبوغة بالورس والزعفران يدور بها على نسائه فان كانت ليلة هذه رشها بالماء وإن كانت ليلة هذه رشتها بالماء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مؤمل بن إسماعيل وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن عبد الله بن جعفر قال رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين أصفرين . رواه الطبراني في الصغير . وروى له أبو يعلى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبان . مصبوغان بالزعفران رداء وعمامة ، وفيه عبد الله بن مصعب الزهري ضعفه ابن معين . وعن عائشة قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب مصبوغ (2) بورس (1) أي التى تنفض صبغها . (2) في الاصل (مصبوغة) . (9 خامس مجمع الزوائد) (*)
[ 130 ]
وكان يلبسه في بيته ويدور فيه على نسائه ويصلى فيه . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف . وعن عمران بن مسلم قال رأيت على أنس بن مالك إزار أصفر . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عمران ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والحمرة فانها أحب الزينة إلى الشيطان . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما يعقوب بن خالد بن نجيح البكري العبدى ولم أعرفه وفى الآخر بكربن محمد يروى عن سعيد عن شعبة ، وبقية رجالهما ثقات . وعن رافع بن يزيد الثقفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان يحب الحمرة فاياكم والحمرة وكل ذى ثوب شهرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو بكر الهذلى وهو ضعيف . وعن جابر قال ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أيوب بن سويد ذكره ابن حبان في الثقات وقال يتقى من حديثه ما كان من رواية ابنه محمد عنه ، قلت وهذا من غير رواية ابنه ولكن ضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت رأيت جبريل عليه السلام عليه عمامة حمراء مرخيها بين كتفيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه شهر بن حوشب وحديثه حسن وقد ضعف ، وبقية رجاله ثقات . (باب لبس الفراء) عن راشد الحمانى قال رأيت أنس بن مالك عليه فرو أحمر فقال كانت لحفنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نلبسها ونصلي . رواه الطبراني في الاوسط عن أحمد ابن القاسم فان كان هو الريان فهو ضعيف وإن كان غيره فلم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب لبس الصوف) عن سهل بن سهل قال حيكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنمار من صوف أسود وجعل لها ذؤابتين من صوف أبيض فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المجلس وهى عليه فضرب على فخذه فقال ألا ترون ما أحسن هذه الحلة فقال اعرابي يارسول الله اكسني هذه الحلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئا لم يقل لشئ يسأله لا قال نعم فدعا بمعقدتين فلبسهما فأعطى الاعرابي الحلة وأمر بمثلها تحاك فمات رسول
[ 131 ]
الله صلى الله عليه وسلم وهى في المحاكة - قلت له حديث في الصحيح في المشملة غير هذا - رواه الطبراني وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . (باب الاحتباء) عن ابن عمر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في وجه الكعبة محتبيا بيديه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو عرية محمد بن موسى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب مخالفة أهل الكتاب في اللباس وغيره) عن أبى كريمة قال سمعت على بن أبى طالب وهو يخطب على منبر الكوفة وهو يقول يا أيها الناس إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (1) إياكم ولباس الرهبان فانه من ترهب أو تشبه فليس منى . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه على بن سعيد الرازي وهو ضعيف . وعن أبى أمامة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الانصار بيض لحاهم فقال يا معشر الانصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب قال فقلنا يارسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب قلنا يارسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب فقلنا يا رسول الله يقصون عثانينهم (2) ويوفرون سبالهم (3) قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قصوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح خلا القاسم وهو ثقة وفيه كلام لا يضر . وعن جابر بن عبد الله قال قالوا يارسول الله إن المشركين يتسرولون ولا يتزرون قال فتسرولوا أنتم وائتزروا قالوا يارسول الله فان المشركين يختفون ولا ينتعلون قال فاختفوا أنتم وانتعلوا وخالفوا أولياء الشيطان بكل ما استطعتم . رواه الطبراني في الاوسط عن على بن سعيد الرازي وهو ضعيف . قلت ويأتى حديث بنحو هذا في الادب (4) . (1) كذا في الاصل مكررة وعليهما إشارة الصحة . (2) أي لحاهم . (3) أي شواربهم . (4) في الجزء الثامن . (*)
[ 132 ]
(باب النظافة) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كرامة المؤمن على الله نقاء ثوبه ورضاه باليسير . رواه الطبراني وفيه عباد بن كثير وثقه ابن معين وضعفه غيره وجرول بن حنفل ثقة وقال ابن المدينى له مناكير ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام نظيف فتنظفوا فانه لا يدخل الجنة إلا نظيف . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نعيم بن مورع وهو ضعيف . (باب إظهار النعم واللباس الحسن) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله عزوجل على عبد نعمة إلا وهو يحب إن يرى أثرها عليه . رواه أحمد وفيه يحيى بن عبيد الله ابن موهب وهو ضعيف . وعن أبى رجاء العطار قال خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز لم نره عليه قبل ولا بعد فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنعم الله عزوجل عليه نعمة فان الله عزوجل يحب أن يرى أثر نعمه على عبده . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمه على عبده . رواه أبو يعلى وفيه عطية العوفى وهو ضعيف وقد وثق . وعن زهير بن أبى علقمة الضبعى قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل سئ الهيئة فقال ألك مال قال نعم من كل أنواع المال قال فلير عليك فان الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنا ولا يحب البؤس ولا التبؤس . رواه الطبراني وترجم لزهير ورجاله ثقات . وعن محمد بن الاشعث عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدهن يذهب البؤس والكسوة تظهر الغنى والاحسان إلى الخادم يكبت العدو . رواه البزار وفيه سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الرقى وهو ضعيف . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكسوة تظهر الغنى والدهن يذهب البؤس والاحسان إلى المملوك يكبت الله به العدو . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد السلام بن عبد القدوس الكلاعى وهو ضعيف جدا . وعن أبى حازم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رث الهيئة فقال هل لك من مال قال بل كل المال
[ 133 ]
قد آتانى الله من الابل والبقر والغنم قال من كان له مال فلير عليه . رواه الطبراني وفيه يحيى بن زيد بن أبى بردة وهو ضعيف . وعن أبى الاحوص عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم أشعث أغبر في هيئة أعرابي فقال له مالك من المال فقال من كل المال قد آتانى الله عزوجل فقال إذا أنعم الله على العبد نعمة أحب أن ترى عليه . رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح . وعن كريب بن أبرهة قال سمعت أبا ريحانة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه لا يدخل من الكبر شئ الجنة قال فقال رجل يا رسول الله إنى أحب أن أتجمل بسير سوطي وشسع نعلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن ذاك ليس بالكبر إن الله جميل يحب الجمال إنما الكبر من سفه الحق وغمص (1) الناس بعينه . رواه أحمد ورجاله ثقات ورواه الطبراني في الكبير والاوسط . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سحب ثيابه لم ينظر الله إليه فقال أبو ريحانة والله لقد أمرضى ما حدثتنا به فوالله إنى لاحب الجمال حتى إنى أجعله في شراك نعلي وعلاق سوطي أفمن الكبر ذاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن عيسى الدمشقي قال الذهبي مجهول ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن عمرو قال قلت يارسول الله أمن الكبر أن يكون لى الحلة فألبسها قال لا قلت أمن الكبر أن تكون لى راحلة فأركبها قال لا قلت أمن الكبر أن أصنع طعاما فأدعوا أصحابي قال لا الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس . رواه البزار وأحمد في حديث طويل تقدم في وصية نوح عليه السلام في الوصايا ورجال أحمد ثقات . وعن الحسين أن عبد الله بن عمرو قال يارسول الله أمن الكبر أن يكون لاحدنا النجيبة الفارهة (2) قال لا قال فمن الكبر أن يكون لاحدنا الحلتان الحسنتان قال لا قال فمن الكبر أن اتخذ طعاما فأدعوا قومي فيمشون خلفي ويأكلون عندي قال لا قال فما الكبر يا رسول الله قان أن تسفه الحق وتغمص الناس . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبد الحميد بن سليمان (1) أي احتقرهم . (2) النجيب : الفاضل من كل حيوان ، والفارهة : النشيطة القوية . (*)
[ 134 ]
وهو ضعيف . وعن جابر بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فبينا أنا نازل معه تحت شجرة إذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هلم إلى الظل فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت في السفرة جرو (1) قثاء فقال من أين لكم هذا فذكر ثم أدبر رجل وعليه ثوبان قد خلقا فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أماله ثوبان غير هذين فقلت يارسول الله له ثوبان في العيبة كسوته إياهما قال فادعه فمره فليلبسهما فدعوته فلبسهما ثم ولى يذهب فقال ماله ضرب الله عنقه أليس هذا خير فسمعه الرجل فرجع فقال يا رسول الله في سبيل الله فقال الرجل في سبيل الله . رواه البزار بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح . وقد رواه مالك في الموطا وقال فيه من أين لكم هذا فقلت من المدينة . وعن عثمان بن محمد بن قيس قال رأني أبى في يدى سوط لا علاقة له فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل أحسن علاقة سوطك فان الله جميل يحب الجمال . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن سواد بن عمرو الانصاري قال قلت يارسول الله إنى رجل حبب إلى الجمال وأعطيت منه ما ترى فما أحب أن يفوقني أحد في شسع أو قال شراك نعلي أفمن الكبر ذاك قال لا قلت فما الكبر يا رسول الله قال من سفه الحق وغمص الناس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جميل يحب الجمال . رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك . وعن ثابت بن قيس قال ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه فقال إن الله لا يحب كل مختال فخور فقال رجل من القوم والله يارسول الله إنى لاغسل ثيابي فيعجبني بياضها ويعجبنى شراك نعلي وعلاق سوطي فقال ليس ذاك الكبر إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس . رواه الطبراني في الكبير والاوسط والبزار بنحوه وفيه محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ وحديثه حسن بالشواهد التى تقدمت في هذا الباب ولكن عبد الرحمن لم يسمع من ثابت . قلت وله طريق في سورة النساء (2) ولهذا الحديث طرق في الكبائر في الايمان (3) وطرق في الزهد (4) . وعن نفيع (1) الجرو : صغار القثاء . (2) في الجزء السابع . (3) في الجزء الاول . (4) في الجزء العاشر . (*)
[ 135 ]
مولى عبد الله يعن ى ابن مسعود قال كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض ومن أطيب الناس ريحا . رواه الطبراني ، ونفيع هذا ذكره ابن أبى حاتم ولم يجرحه وكذلك سليمان بن مينا ، وبقية رجاله ثقات إلا أن ابن أبى حاتم قال لم يسمع المسعودي من سليمان وهو مرسل وأبو نعيم سمع المسعودي قبل الاختلاط . وعن ابن سيرين أن تميما الدارى اشترى رداءا بألف وكان يصلى فيه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب طى الثياب) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها فان الشيطان إذا وجد ثوبا مطويا لم يلبسه وإذا وجد منشورا لبسه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو وضاع . (باب لبس الرجل الثوب وبعضه على غيره) عن أبى عبد الرحمن حاضن عائشة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة في ثوب واحد نصفه على النبي صلى الله عليه وسلم ونصفه على عائشة . رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . (باب في ثوب الشهرة) عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبستين المشهورة في حسنها والمشهورة في قبحها . رواه الطبراني وفيه بزيع وهو ضعيف . وعن أبى سعيد التميمي قال سمعت الحسن والحسين رضى الله عنهما يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا مشهورا من الثياب أعرض الله عنه يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه سفين بن وكيع وهو ضعيف . وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به فينظر الناس إليه لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى ما نزعه . رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف . وعن أبى يعفور قال سمعت ابن عمر يسأله رجل ما ألبس من الثياب قال ما لا يزدريك فيه السفهاء ولا يعيبك به الحلماء قال ما هو قال ما بين الخمسة دراهم إلى العشرين درهما . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
[ 136 ]
(باب في الثياب الرقاق) عن ضمرة بن ثعلبة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه حلتان من حلل اليمن فقال يا ضمرة أترى ثوبيك هذين مدخليك الجنة فقال يا رسول الله لئن استغفرت لى لا أقعد حتى أنزعهما عنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لضمرة فانطلق سريعا حتى نزعهما عنه . رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن بقية مدلس . وعن جرير بن عبد الله قال إن الرجل ليلبس وهو عار يعنى الثياب الرقاق . رواه الطبراني ورجاله رجاله الصحيح . (باب فيمن ترك اللباس تواضعا) عن عائشة قالت خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عقد عقدة بين كتفيه فقال له اعرابي ماهذا يارسول الله قال ويحك يا أعرابي إنما ألبسها لاقمع بها الكبر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه منصور بن عمار وهو ضعيف . وعن عبد الله بن سرجس (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوما وعليه نمرة فقال لرجل من أصحابه أعطني نمرتك وخذ نمرتى فقال يارسول الله نمرتك أجود من نمرتى فقال أجل ولكن فيها خيط أحمر فخشيت أن أنظر إليها فتفتني . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا موسى بن طارق وهو ثقة . (باب ترك الرفاهية) عن أبى حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظلوا (2) واخشو شنوا وامشوا حفاة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال تمعددوا بدل انتضلوا ، وفيه عبد الله بن سعيد بن أبى سعيد المقبرى وهو ضعيف ، ورواه في الكبير أيضا وقال فيه تمعددوا . وعن عبد الله بن أبى حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتضلوا واخشو شنوا وامشوا حفاة ، وزاد في رواية تمعددوا . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن سعيد وهو ضعيف . (باب كسوة النساء) عن أسامة بن زيد قال كسانى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كشيفة (1) في الاصل (سرخس) . (2) يقال انتضل القوم إذا رموا السهام للسبق ، وفى كشف الخفا للعجلونى بسط القول على هذا الحديث ونظم ألفاظه ومعناه . (*)
[ 137 ]
مما أهداها له دحية الكلبى فكسوتها امرأتي فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك لم تلبس القبطية قلت يارسول الله كسوتها امرأتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرها فلتجعل تحتها غلالة فانى أخاف أن تصف حجم عظامها . رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في آخر أمتى رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كأسنمة البخت (1) العنوهن فانهن ملعونات لو كانت وراءكم أمة من الامم لخدم (2) نساؤكم نساءهم كما خدمتكم نساء الامم من قبلكم . رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن الطبراني قال سيكون في أمتى رجال يركب (3) نساؤهم على سروج كأشباه الرجال . وعن أبى شقرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم (4) اللاتى ألقين على رؤوسهن مثل أسنمة البقر فأعلموهن أنه لا تقبل لهن صلاة . رواه الطبراني والبزار وفيه حماد بن يزيد عن محلد بن عقبة ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن اسماء بنت عميس أنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على عائشة وعندها أختها أسماء وعليها ثياب سابغة واسعة الاكمة فلما نظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فخرج فقالت لها عائشة تنحى فقد رأى منك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا كرهه فتنحت فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عائشة لم قام فقال ألم ترى إلى هناتها إنه ليس للمرأة المسلمة أن يبدو منها إلا هكذا وأخذ كميه فغطى بهما ظهر كفيه حتى لم يبد من كفيه إلا أصابعه ثم نصب كفيه على صدغيه حتى لم يبد إلا وجهه . روا الطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال ثياب شامية بدل سابغة ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن فاطمة بنت الوليد أنها كانت بالشام تلبس الثياب من ثياب الخز ثم تأتزر فقيل لها أما يغنيك هذا عن (1) هن اللواتى يتعممن بالمقانع يكبرن رؤسهن بها ، وهو من شعار المغنيات . (2) في الاصل (لخدمن) . (3) في الاصل (يركبون) . (4) في الاصل (رأيتن) . (*)
[ 138 ]
الازار فقالت أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالازار . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن مسلمة بن مخلد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعروا النساء يلزمن الحجال . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه مجمع بن كعب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استعينوا على النساء بالعرى . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن زكريا وهو ضعيف . (باب ما جاء في النعال والخفاف) عن يزيد بن الشخير عن الاعرابي أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كانت مخصوفة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال كان لنعل النبي صلى الله عليه وسلم قبالان (1) ولنعل أبى بكر قبالان ولنعل عمر قبالان وأول من عقد عقدة واحدة عثمان . رواه الطبراني في الصغير والبزار باختصار ورجال الطبراني ثقات . وعن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لعل لها خصرة . رواه الطبراني في الاوسط وقد سقط من سنده راويان بعد الزبير بن بكار والله أعلم . وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استكثروا النعال فان أحدكم لا يزال راكبا مادام ناعلا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إسماعيل بن مسلم المكى وهو ضعيف . وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استكثروا من النعال فان أحدكم لا يزال راكبا ما كان منتعلا . رواه الطبراني وفيه مجاعة قال الزبير لا بأس به في نفسه وقال ابن عدى هو ممن يحتمل ويكتب حديثه وضعفه الدار قطني ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بالنعلين والخاتم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عمر بن هارون البلخى وهو ضعيف . وعن عبد الله بن مسلم بن هرمز بن يحيى بن عبيد بن عطاء عن أبيه عن جده قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قابلوا النعال ، وفى رواية حدثنى رجل من أهل الطائف عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى يكلم الناس يقول لهم قالوا النعال (2) . رواه كله الطبراني و عبد الله بن هرمز ضعيف . وعن ابن عباس قال من لبس نعلا صفراء . (1) القبال : زمام النعل وهو السير الذى يكون بين الاصبعين . أي اعلموا لها قبالا . (*)
[ 139 ]
لم يزل يرى سرورا مادام لابسها . رواه الطبراني وفيه ابن العررا غير مسمى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن دحية قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة صرف وخفين فلبسهما حتى تخرقا ولم يسل دكنا هما أم لا . رواه الطبراني وفيه عيينة بن سعد عن الشعبى وعنه يحيى بن الضريس ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تخففت أمتى بالخفاف ذات المناقب الرجال والنساء وخصفوا نعالهم تخلى الله عنهم . رواه الطبراني وفيه عثمان بن عبد الله الشامي وهو ضعيف . (باب النهى أن ينتعل أحدهم وهو قائم) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتعل الرجل وهو قائم . رواه البزار وفيه عنبسة بن سالم قال البزار لا نعلمه توبع على هذا ، وضعفه أبو داود أيضا . (باب لا يمشى أحد في نعل واحدة ولا في خف واحدة) عن أبى سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشى الرجل في نعل واحدة أو خف واحدة . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ورجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني في الاوسط . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشى الرجل في نعل واحدة أو خف واحدة ويبيت في دار واحدة أو ينتقص في براز من الارض إلا أن ينحنى أو يلقى عدوا إلا أن ينحى عن نفسه ، قلت هكذا وجدته في النسخة التى كتبته منا وليست بأصل . رواه الطبراني و عبد الله بن أحمد وجادة عن كتاب أبيه وقال ضرب عليه أبى ولم يحدثنا به ، ورجال أحمد رجال الصحيح وكذلك رجال الطبراني إلا أن عبد الله نقل عن أبيه أنه ضرب على الحديث من أجل الحسن بن ذكوان ، قلت وهو من رجال الصحيح . وعن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة . رواه الطبراني وفيه خارجة بن مصعب وهو متروك . (باب المشى في نعل واحدة) عن على قال كان النبي صلى الله على وسلم إذا انقطع شسع نعله مشى في نعل واحدة والاخرى في يده حتى يجد شسعا . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن .
[ 140 ]
(باب خلع النعل إذا جلس) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلستم فاخلعوا نعالكم أحسبه قال تسترح أقدامكم . رواه البزار وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمى وهو ضعيف . وقد تقدم في الاطعمة خلع النعل عند الاكل (باب النهى عن لبس الخف قبل أن ينفضها) عن أبى أمامة قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفيه يلبسهما فلبس احداهما ثم جاء غراب فاحتمل الاخرى فرمى بها فخرجت منها حية فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس خفيه حتى ينفضهما . رواه الطبراني وفيه هاشم بن عمرو ولم أعرفه إلا أن ابن حبان ذكر في الثقات هاشم بن عمرو في طبقته والظاهر أنه هو إلا أنه لم يذكر روايته عن اسماعيل بن عياش وشيخ إسماعيل في هذا الحديث شامى فرواته ثقات وهو صحيح إن شاء الله . وقد تقدم حديث اخشو شنوا وامشوا حفاة في باب ترك الرفاهية . (باب ما جاء في الحرير والذهب) عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما يلبس الحرير الدنيا من لا يرجوا أن يلبسه في الآخرة قال الحسن فما بال أقوام يبلغهم هذا عن نبيهم فيجعلون حريرا في ثيابهم وبيوتهم . رواه أحمد والبزار باختصار وفيه مبارك ابن فضالة وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتبع الحرير من الثياب فينزعه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا أبا سعيد الغفاري وقد وثقه ابن حبان . وعن أبى هريرة أن عمر بن الخطاب قال يارسول الله أن عطاردا التميمي كان يقيم حلة حرير فلو اشتريتها فلبستها إذا جاءك وفود الناس فقال إنما يلبس الحرير من لا خلاق له . رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد ثقات . وعن حبيب بن عبد الرحمن أن أبا أمامة دخل على خالد بن يزيد وألقى له وسادة وظن أبو أمامة أنها حرير فتنحى يمشى القهقرى حتى بلغ آخر السماط وخالد يكلم رجلا ثم التفت إلى أبى أمامة فقال يا أخى أظننت أنها حرير فقال أبو أمامة قال رسول الله صلى الله عليه
[ 141 ]
وسلم لا يستمتع بالحرير من يرجو أيام الله فقال له خالد يا أبا أمامة أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم غفرانك كنا في قوم ما كذبوا ولا كذبنا . رواه . أحمد وفيه أبو بكر بن أبى مريم وقد اختلط . وعن سليمان التيمى قال فحدث الحسن بحديث أبى عثمان النهدي عن عمر في الديباج فقال الحسن أخبرني رجل من الحى أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه جبة لبنتها ديباج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنة (1) من نار . رواه أحمد وفيه على بن عاصم بن صهيب وأنكر عليه كثرة الغلط وتماديه فيه قال أحمد أما أنا فأحدث عنه وحدثنا عنه ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر أن راهبا أهدى للنبى صلى الله عليه وسلم جبة سندس فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتى البيت فوضعها وحس بوفد أتوه فأمره عمر عليه السلام أن يلبس الجبة لقدوم الوفد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلح لنا لباسها في الدنيا ويصلح لنا في الآخرة ولكن خذها يا عمر قال فكره وأخذها قال ألا إنى لا آمرك أن تلبسها ولكن ارسل بها إلى أرض فارس فتصيب بها مالا فأرسل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي وقد أحسن إلى من فر إليه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية فأبى عمر أن يأخذها - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن جويرة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لبس ثوب حرير ألبسه الله عزوجل يوما أو ثوبا من النار يوم القيامة . وفى رواية من لبس ثوب حرير في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة من نار أو ثوبا من النار . رواه أحمد والطبراني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق . وعن أبى سعيد أو عمران أنه قال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن لبس الحرير ، قلت أخرجته لذكر أبى سعيد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن حذيفة من لبس ثوب حرير ألبسه الله ثوبا (2) من نار ليس من أيامكم ولكن من أيام الله الطوال . رواه البزار عن شيخه جابر الجارود ولم (1) هي رقعة توضع موضع جيب القميص . (2) لعله (يوما) . كما في هامش الاصل . (*)
[ 142 ]
أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن هشام بن أبى رقية قال سمعت مسلمة بن مخلد وهو قائم على المنبر وهو يخطب الناس وهو يقول يا أيها الناس أمالكم في العصب (1) والكتان ما مغنيكم عن الحرير وهذا رجل فيكم يخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عقبة فقام عقبة بن عامر فقال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وأشهد أنى سمعته يقول من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في الآخرة . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير والاوسط ورجالهم ثقات . وعن عبد الله بن عمرو قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج (2) فقال ألا أن صاحبكم هذا يريد يضع كل فارس ويرجع كل راع ابن راع فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته وقال الا أرى عليك لباس من لا يعقل . رواه أحمد في حديث طويل تقدم في وصية نوح عليه السلام ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد الالهانى وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير والقز . رواه البزار وفيه بقية وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه جبة سندس فما رأيناه منذ زمان أجمل منه في ذلك اليوم فقام فزعا فنزعها ثم خرج في برد حبرة فقال الحرير لباس أهل الجنة من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى ين بكر بن داب وهو ضعيف جدا . وعن معاذ بن جبل قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبة محبية بحرير فقال طوق من نار يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه والبزار ورجال الاوسط ثقات . وعن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له حلة سيراء (3) فأرسل بها إلى على فراح على وهى عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أرضى لك ما لا أرضى لنفسي إنى لم أكسكها لتلبسها إنما كسوتكها لتجعلها خمرا بين الفواطم . رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبى زايد وقد وثق على ضعفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس وابن عمر قالا (1) برود يمنية . (2) أي الحرير . (3) نوع من البرود يخالطه حرير . (*)
[ 143 ]
أتى النبي صلى الله عليه وسلم بحلل فبعث إلى عمر بحلة فجاء عمر بحلته يحملها على بدنه فقال الله بعثت إلى بهذه الحلة الحرير وقد قلت فيها ما قلت فقال إنى لم أبعث بها اليك لتلبسها ولكن بعها واستنفع بثمنها . قلت حديث ابن عمر في الصحيح بنحوه وحديث ابن عباس رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن عبيد الله العبرى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن حذيفة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أكلتنا الضبع (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الدنيا تفتح عليكم فياليت أمتى لا يلبسون إلا الديباج . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيدة بن معتب وهو متروك . وعن أبى الدرداء أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله أكلتنا الضبع فقال غير ذلك أخوف لى عليكم أن تصب الدنيا على أمتى صبا فليت أمتى لا يلبسون الحرير . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم والمسعودي اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمر يعنى ابن الخطاب قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى يده صرتان أحداهما من ذهب والاخرى من حرير فقال هذان حرام على الذكور من أمتى حلال للاناث . رواه البزار والطبراني في الصغير والاوسط وفيه عمرو بن جرير وهو متروك . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج في يده قطعة من ذهب وقطعة من حرير فقال إن هذين حرام على ذكور أمتى وحلال لاناثهم . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط باسنادين في أحدهما إسمعيل ابن اسماعيل بن مسلم المكى وهو ضعيف وقد قيل فيه صدوق يهم ، وفى الآخر إسلام الطويل وهو متروك ، وبقية رجالهما ثقات . وعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذهب والحرير حل لاناث أمتى وحرام على ذكورها . رواه الطبراني وفيه ثابت بن زيد بن ثابت بن أرقم وهو ضعيف . وعن عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا قدر أصبعين . رواه (1) هو كناية عن سنة الجدب . (*)
[ 144 ]
البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أمة الله بنت مذعور عن أمها قالت دخلت على أم سلمة وهى تصلى في درع وخمار فسألتها عن العلم في الذهب فقالت كنا نلبس مثل هذا الثوب لثوب عليها فيه علم حرير على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وأمة الله وأمها لم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . (باب لبس الصغير الحرير) عن عبد الله بن يزيد قال كنا عند عبد الله يعنى ابن مسعود فجاء ابن له عليه قميص من حرير قال من كساك قال أمي قال فشقه قال قل لامك تكسوك غير هذا . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . (باب لبس الحرير في الحرب) عن أسماء بنت أبى بكر قالت عندي للزبير ساعدان للديباج من ديباج كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهما إياه يقاتل فيهما . رواه أحمد وفيه ابن ابن لهيعة ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . (باب استعمال الحرير لعلة) عن عبد الرحمن بن عوف أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدواب فأمره ان يلبس الحرير . رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف . وعن إبراهيم ابن أبى عبلة قال رأيت على عبد الله بن عمرو بن حرام الانصاري وكان قد صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب خز أغبر وأشار إبراهيم بيده إلى منكبيه . رواه أحمد والطبراني وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جدا . وعن فضل بن كثير قال رأيت على أنس بن مالك خزا أصفر . رواه الطبراني وفيه أبو ساسان وهو ضعيف . وعن سالم بن عبد الله العتكى قال رأيت أنس بن مالك عليه جبة خز وكساء ومطرف خز أدكن وعمامة سوداء له ذؤابة من خلفه يخضب بالصفرة . رواه الطبراني وسالم هذا لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن مستقيم بن عبد الملك قال رأيت على الحسن والحسين رضى الله عنهما جوارب خز من صور ورأيتهما يركبان البراذين التحارية . رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد الهلالي ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقهم ابن حبان . وعن الغزار بن حريث قال رأيت على الحسين
[ 145 ]
ابن على كساء خز أحمر . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن السدى قال رأيت الحسين بن على وعليه عمامة خز قد خرج شعره من تحت العمامة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الشعبى قال دخلت على الحسين بن على رضى الله عنهما وعليه ثوب خز . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى عكاشة الهمداني قال رأيت على الحسين يوم قتل يلمق سندس . رواه الطبراني وأبو عكاشة قد جهل بكونه لم يرو عنه غير أبى ليلى وقد روى عنه أبو إسحق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن زرارة بن أوفى قال رأيت عمران بن حصين يلبس الخز . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عمار بن أبى عمار قال رأيت زيد بن ثابت وابن عباس وأبا هريرة وأبا قتادة يلبسون مطارف الخز . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عكرمة قال كان ابن عباس يلبس الخز فقيل له فقال إنما نهى عن المصمت (1) . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن هشام بن عروة قال رأيت على عبد الله بن الزبير مطرفا من خز أخضر كسته إياه عائشة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مصمت الحرير وأما ماكان سداه كتان أو قطن فلا بأس به . رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن مسلم المكى وهو ضعيف . وعن عائذ بن عمرو أنه كان يركب السروج المنمرة ويلبس الخز لا يرى بذلك بأسا . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما جاء في القسية والميثرة وغير ذلك) عن عبد الله بن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الميثرة (2) والقسية وحلقة الذهب والمفدم قال يزيد والمفدم جلود السباع والقسية ثياب مضلعة من إبريسم يجاء بها من مصر والمفدم المشبع بالمعصفر (3) - قلت روى منه ابن ماجه النهى عن المفدم وحلقة الذهب - رواه أحمد وفيه يزيد بن عطاء اليشكرى وهو ضعيف . وعن عائشة قالت نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير والذهب (1) أي الخالص من الحرير . (2) هي مركب لين وطئ يعمل من حرير أو ديباج ويتخذ كالفراش الصغير . (3) الشديد الحمرة . (*)
[ 146 ]
والشراب في آنية الذهب والفضة والميثرة الحمراء ولبس القسى فقالت عائشة يارسول الله شئ دقيق من الذهب يربط به المسك أو نربط به قال لا اجعليه فضة وصفريه بشئ من زعفران - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه أحمد وأبو يعلى وفيه خصيف وفيه ضعف ووثقه جماعة . وعن أبى الزبير قال سألت جابرا عن ميثرة الارجوان فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أزكيها ولا ألبس قميصا مكفوفا بحرير ولا ألبس القسى . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعيف ، وبقية رجاله رجال الصحيح ثقات . وعن ابن عباس قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن خواتيم الذهب والقسية والميثرة الحمراء المشبعة من الصفر فذكره . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ، وعن جعدة بن هبيرة قال نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثلاث أن أتخم بالذهب ولبس القسى وعن الميثرة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ثوبان قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم التختم بالذهب والقسية وثياب المعصفر والمفدم والنمور . رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبى وهو متروك . وعن أبى ليلى قال حدثنى صاحب هذه الدار حريزا أو حريز قال لما انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فوضعت يدى على ميثرة رحله فوجدته من جلد شاة ضائنية . رواه الطبراني وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه ضعف ، وبقية أحد الاسنادين ثقات . (باب فيمن مات وهو يلبس الذهب والحرير) عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من لبس الذهب من أمتى فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة ومن لبس الحرير من أمتى فمات وهو يلبسه حرم الله عليه حرير الجنة . رواه أحمد والطبراني وزاد ومن مات من أمتى يشرب الخمر حرم الله عليه شربها في الآخرة . وميمون ابن استاد عن عبد الله بن عمر الهزانى لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (1) (1) يلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر - كما في حاشية الاصل . (*)
[ 147 ]
(باب استعمال الذهب) عن أبى ذر قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قام أعرابي فيه جفاء فقال يا محمد أكلتنا الضبع فقال النبي صلى الله عليه وسلم غير ذلك أخوف لى عليكم حين تصب عليكم الدنيا صبا فياليت أمتى لا يتحلون الذهب . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن زيد بن وهب عن رجل أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أكلتنا الضبع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غير الضبع عندي أخوف عليكم من الضبع إن الدنيا ستصب عليكم صبا فياليت أمتى لا تلبس الذهب . رواه أحمد والبزار وفيه يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف يكتب حديثه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تحلى أو حلى بخريصة من ذهب كوى بها يوم القيامة . رواه أحمد وفيه شهر وهو ضعيف يكتب حديثه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يسور ولده سوارا من نار فليسوره سوارا من ذهب ولكن الفضة العبوا بها كيف شئتم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف . وعن أسيد بن أبى أسيد عن أبى موسى أو عن أبى قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يحلق حبيبته حلقة من نار فليحلقها سوارا من ذهب ومن أحب أن يسور حبيبته سوارا من نار فليسورها سوارا من ذهب ولكن الفضة العبوا بها لعبا . رواه أحمد وقد روى أسيد هذا عن موسى بن أبى موسى الاشعري و عبد الله بن أبى قتادة فان كانا هما اللذين أبهما فالحديث حسن وإن كانا غيرهما فلم أعرفهما . وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذهب يربط به أو نربط به المسك قال اجعليه فضة وصفرية بشئ من زعفران . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت لما نهى رسول الله صلى الله عليه
[ 148 ]
وسلم عن لبس الذهب قلنا يارسول الله ألا نلبس المسك (1) بشئ من ذهب قال أفلا تربطونه بالفضة ثم تلطخونه بزعفوان فيكون مثل الذهب . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . ورواه أبو يعلى أيضا . وعن أم سلمة قالت لبست قلادة فيها شعيرات من ذهب قالت فرآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرض عنى فقال ما يؤمنك أن يقلدك الله مكانها يوم القيامة شعيرات من نار قال فنزعتها . رواه أحمد والطبراني وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس وهو ثقة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أم سلمة قالت جعلت شعائر من ذهب في رقبتها فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنها فقالت ألا تنظر إلى زينتي فقال عن زينتك أعرض قال فزعموا أنه قال ماضر إحداكن لو جعلت خرصا (2) من ورق ثم جعلته بزعفران . رواه أحمد والطبراني وسياقه أحسن وقال فيه فقطعتها فأقبل على بوجهه ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النساء وزينتهن فقال كية وكيتان ماكان . رواه الطبراني وإسحق لم يدرك عبادة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم الكرام أنها حجت فلقيت امرأة بمكة كبيرة الجسم ليس عليها حلى إلا الفضة قالت كان جدى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه وعلى قرطان من ذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سهبتين من نار فتحن أهل بيت ليس أحد منا يلبس حليا إلا الفضة . رواه أحمد وأم الكرام لم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن أسماء بنت يزيد قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لابايعه فدنوت وعلى سواران من ذهب فبصر ببصيصهما فقال ألق السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار قال فألقيتهما فما أدرى من أخذهما - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد وفيه شهرين حوشب وهو ضعيف يكتب حديثه وداود الاودى وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى . وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع نساء المؤمنين للبيعة فقالت أسماء ألا تحسر لنا عن يدك يارسول الله فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى لست أصافح النساء ولكن اخذ عليهن وفى النسوة خالة (1) أي الاسورة . (2) الخرص بالضم والكسر : الحلقة الصغيرة من حل الاذن . (*)
[ 149 ]
له عليها قلبان (1) من ذهب فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا هذه هل يسرك أن يحليك الله عزوجل يوم القيامة من جمر جهنم بسوارين وخواتيم فقالت أعوذ بالله يا نبى الله قالت قلت يا خالة اطرحي ما عليك فطرحته فحدثني أسماء والله يا نبى الله لقد طرحته فما أدرى من أخذه من مكانه ولا التفت منا أحد إليه قالت أسماء قلت يارسول الله إن احدانا تلصف عند زوجها (2) إذا لم تملح له وتحلى له قال نبى الله صلى الله عليه وسلم ما على أحداكن أن تتخذ خرصين من فضة وتتخذلهما حماتين من فضة فتدرجه بين أناملها من زعفران فإذا هو كالذهب يبرق . رواه أحمد والطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف يكتب حديثه . وفى رواية عند أحمد عن شهر بن حوشب أن أسماء كانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم قالت فبينا أنا عنده إذ جاءت خالتي قالت فجعلت تسائله وعليها سوران من ذهب فذكر نحو ما تقدم وعن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى سواران من ذهب فقال ألا أدلك على ما هو خير لك من هذا وأحسن قلت بلى قال تجعلينه ورقا ثم تجلعينها فيكون كأنه ذهب . رواه البزار وفيه صالح بن أبى الاخضر وهو ضعيف وقد وثق . وعن خليدة بنت قعنب وكانت من النسوة اللاتى أتين رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعنه قلت فأتته امرأة عليها سواران من ذهب فأبى أن يبايعها فخرجت من الزحام فرمت السوار ثم جاءت فبايعها ثم خرجت تطلب السوار فذهبت تنظره فإذا هو قد ذهب به . رواه الطبراني وفيه حميد بن عبد الرحمن بن حماد بن أبى الخوار وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال يخطئ وشيخته تغلب بنت الخوار لم أعرفها ، وبقية إسناده ثقات . وعن أم عطية قالت نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الذهب وتفضيض الاقداح فكلمه النساء في لبس الذهب فأبى علينا ورخص لنا في تفضيض الاقداح . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمر بن يحيى الابلى ولم أعرفهم ، وبقية رجاله ثقات . ون فاطمة بنت قيس قالت نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لباس الذهب ونظمه فرمت امرأة بسوار من ذهب فمكثت في المسجد أياما ما أخذه أحد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه حريث بن أبى مطر وهو (1) القلب : السوار . (2) أي تثقل عليه ولا تحظى عنده . (*)
[ 150 ]
متروك . وعن زينب بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك قالت أوصى أبو أمامة بأمى وخالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه حلى من ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث (1) فحلاهن من الرعاث . رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح خلا محمد بن عمارة (2) الحزمى وهو ثقة إن كانت زينب صحابية . وعن زينب بنت نبيط بن جابر قالت حدثتني أمي وخالتي أن النبي صلى الله عليه وسلم حلاهن رعاثا من ذهب . رواه الطبراني وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وأقل مراتب حديثه الحسن ، وبقية أسناده ثقات . وعن حمادة بنت محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وكانت أكبر ولد محمد قالت سمعت عمتى تقول أدركت أم ليلى بصبغ لها درعها وخمارها وملحفتها في كل شهر مرة وتخضب يديها ورجليها غمسة وقالت على هذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ورأيتها وفى يديها مسكتان (3) وكانوا يرون أنهما من الفئ وكان عبد الرحمن بن أبى ليلى يصبغ لها . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن أم ليلى قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت إحدانا تقدر أن تتخذ في يديها مسكتين من فضة فان لم تقدر فصدت يديها ولو بسير وقال لا تشبهن بالرجال . رواه الطبراني والكبير والاوسط وفيه من لم أعرفه . (باب فيما رخص فيه من الذهب) عن عبد الله بن عمر أن أباه سقطت ثنيته فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يشدها بذهب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو الربيع السمان وهو متروك . وعن عبد الله ابن عبد الله بن أبى أن ثنيته أصيبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يتخذ ثنية من ذهب . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن معاذ ووثقة ولكن عروة بن الزبير لم يدرك عبيد الله بن عبيد الله بن أبى . وعن واقد ابن عبد الله التميمي عمن رأى عثمان بن عفان ضبب أسنانه بالذهب . رواه عبد الله بن أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن حماد بن أبى سليمان قال رأيت المغيرة بن عبد الله قد شد أسنانه بالذهب . رواه عبد الله بن أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن حماد بن أبى سليمان قال (1) هو من حلى الاذن . (2) في الاصل عمار . (3) أي سواران . (*)
[ 151 ]
رأيت المغيرة بن عبد الله قد شد أسنانه بالذهب فذكرت ذلك لابراهيم فقال لا بأس . رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن سعدان قال رأيت أنس بن مالك يطوف به بنوه حول البيت على سواعدهم وقد شدوا أسنانه بالذهب . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن مروان بن النعمان قال رأيت أنس بن مالك يتوكأ على عصا على رأسها ضبة فضة . رواه الطبراني ومروان لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في الخاتم) عن محمد بن مالك قال رأيت على البراء خاتما من ذهب وكان الناس يقولون له لم تختم بالذهب وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال البراء بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه غنيمة يقسمها سبى وحربي قال فقسمها حتى بقى هذا الخاتم فرفع طرفه فنظر إلى أصحابه ثم خفض ثم رفع طرفه ينظر إليهم ثم خفض ثم رفع طرفه فنظر إليهم ثم قال أي براء فجئته حتى قعدت بين يديه فأخذ الخاتم ثم قبض على كرسوعى ثم قال خذ البس ما كساك الله ورسوله قال وكان البراء يقول كيف تأمروني أن أضع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البس ما كساك الله ورسوله . رواه أحمد وأبو يعلى باختصار ومحمد بن مالك مولى البراء وثقه ابن حبان وأبو حاتم ولكن قال ابن حبان لم يسمع من البراء ، قلت قد وثقه وقال رأيت فصرح ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمار ابن أبى عمار أن عمر بن الخطاب قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل خاتما من ذهب فقال ألق ذا فألقاه فتختم بخاتم من حديد فقال ذا شر منه فتختم بخاتم من فضة فسكت عنه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عمار بن أبى عمار لم يسمع من عمر . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه لبس خاتما من ذهب فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه كرهه فطرحه ثم لبس خاتما من حديد فقال هذا أخبث وأخيب فطرحه ثم لبس خاتما من ورق فسكت عنه . رواه أحمد والطبراني ، وفى رواية عند أحمد قال في الخاتم الحديد هذا حلية أهل النار ، وأحد إسنادى أحمد رجاله ثقات . وعن سالم بن أبى
[ 152 ]
الجعد عن رجل من قومه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى خاتم من ذهب فأخذ جريدة فضرب بها كفى وقال اطرحه قال فخرجت فطرحته فقال ما فعل الخاتم قال قلت طرحته قال إنما أمرتك أن تستمتع به ولا تطرحه . رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر يلبسون خواتيمهم حتى قدم أبان على عمر يعنى كانوا يتخذونها ولا يلبسونها . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا ابن لهيعة وإن كان حسن الحديث ولكنه لم يحتمل هذا منه لما خالف الاثبات الذين رووا عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس الخاتم . وعن خالد بن سعد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفى يده خاتم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا خالد ما هذا الخاتم قال خاتم اتخذته قال فاطرحه إلى قال فطرحته فإذا هو خاتم من حديد ملوى عليه فضة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقشه قلت محمد رسول الله فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبسه فهو الخاتم الذى كان في يده . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر يلبسون الخواتيم ولا يطبعون كتابا حتى كتب زياد بن أبى سفيان إلى عمر إنك تكتب إلينا بأشياء ما نجد لها طوابع فاتخذ عند ذلك خاتما فطبع به . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو مخالف لاحاديث الصحيح . وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان فص خاتم سليمان بن داود سماوي فألقى عليه فأخذه فوضعه في خاتمه وكان نقشه أنا الله لا إله إلا أنا محمد عبدى ورسولي . رواه الطبراني وفيه محمد بن مخلد الرعينى وهو ضعيف جدا . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتما من ذهب ثلاثة أيام فلما رآه أصحابه فشت عليهم خواتيم الذهب فرمس به فلا يدرى ما فعل به فاتخذ خاتما من ذهب وأمر أن ينقش فيه محمد رسول الله فكان في يد النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات وفى يد أبى بكر حتى مات وفى يد عمر حتى مات وفى يد عثمان سنتين من عمله فلما كثرت عليه الكتب دفعه إلى رجل من
[ 153 ]
الانصار فكان يختم به فخرج الانصاري إلى قليب (1) لعثمان فسقط منه فلم يوجد فأمر بخاتم مثله ونقش فيه محمد رسول الله - قلت حديث ابن عمر في الصحيح باختصار - رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه المغيرة بن زياد وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى موسى قال رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألبس خاتمي في السبابة والوسطى فقال إنما الخاتم لهذه وهذه يعنى الخنصر والبنصر . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله فان كان العرزمى فهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه وقبض والخاتم في يمينه . رواه البزار وفيه عبيد بن القاسم وهو متروك . وعن إبن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه - قلت روى له أبو داود أنه كان يتختم في يساره - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه . رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه . رواه الطبراني من طريقين ضعيفتين . وعن جعفر بن أبى طالب أنه كان يتختم في يمينه . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن عبد الله بن مسعود قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم على أبى بكر ولايته وعلى عمر ولايته وعلى عثمان بعض ولايته كان على بئر أريس فسقط الخاتم فيها فنزحوا البئر فلم يجدوه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو عبد الله التزمذى ، قال ابن الجوزى لا يوثق به ، وشيخ الطبراني لم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن السائب بن يزيد قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في يد أبى بكر رضى الله عنه حتى هلك ثم في يد عمر رضى الله عنه حتى هلك ثم في يد عثمان رضى الله عنه حتى سقط في بئر أريس (2) . رواه الطبراني وفيه عيسى بن بشر بن عباد ولم أعرفه . وعن ابن عباس قال كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من فضة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن جميل بن عبد الله قال رأيت خمسة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسون خواتيم الذهب (1) أي بئر . (2) قريبة من مسجد قباء عند المدينة . (*)
[ 154 ]
زيد بن الحارثه وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وأنس بن مالك و عبد الله بن يزيد . رواه الطبراني ويزيد لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن مسلم بن عبد الرحمن قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء عام الفتح على الصفا فجاءته امرأة يدها كيد الرجل فلم يبايعها حتى تذهب فتغير يديها بحمرة أو بصفرة وجاءه رجل عليه خاتم من حديد فقال ما طهر الله يدا فيها خاتم من حديد . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه شميسة بنت نبهان ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الذهب وخاتم الحديد . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال أقبل رجل من البحرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه السلام وكان في يده خاتم من ذهب وجبة حرير فانصرف الرجل محزونا فشكا ذلك إلى امرأته فقالت له لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كره جبتك وخاتمك فألقهما فألقاهما ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام فقال يارسول الله أتيتك آنفا فأعرضت عنى قال كان في يدك جمرة من نار قال لقد جئت إذا بجمر كثير قال إنما جئت به ليس أغنى عنا من حجارة الحرة ولكنه متاع الحياة الدنيا قال فما أتختم به قال حلقة من ورق أو حديد أو صفر - قلت روى النسائي طرفا من أوله يسيرا - رواه الطبراني في الاوسط وأبو النجيب وثقه ابن حبان ورجاله ثقات . وعن أبى أمامة أن رجلا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من صفر فقال ماهذا الخاتم قال من الواهنة (1) قال أما انها لا تزيدك الا وهنا . رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف . وعن ثوبان قال مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل من أصحابه وفى يده خاتم فقال ما بال هذا قال من الواهنة قال انزعه عنك . رواه الطبراني وأبو سلمة الكلاعى التابعي لم أعرفه والاحوص بن حكيم وثقه ابن المدينى وغيره وضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن فاطمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تختم بالعقيق ولم يزل يرى خيرا . رواه الطبراني في الاوسط وعمرو بن الشريد لم يسمع من فاطمة وزهير بن عباد الرواسى وثقه أبو حاتم ، وبقية (1) تقدم أنها عرق يأخذ في المنكب وفى اليد كلها فيرقى منها ، وقيل مرض يأخذ بالعضد . (*)
[ 155 ]
رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت أتى بعض بنى جعفر بن أبى طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بأبى أنت وأمى يارسول الله أرسل معى من يشترى لى نعلا وخاتما فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فقال انطلق إلى السوق فاشتر له نعلا واستجدها ولا تكن سوداء واشتر له خاتما وليكن فصه من عقيق . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف جدا . وعن مجاهد قال كانت المرأة تتخذ لكم درعها إزارا تجعله في صبعها تغطى به الخاتم . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في الخلوق) عن يعلى بن مرة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجوهنا في الصلاة ويبارك علينا فجئت ذات يوم فمسح وجوه الذين عن يمينى وعن يسارى وتركني وذلك انى كنت دخلت على أخت لى فمسحت وجهى بشئ من صفرة فقيل لى إنما تركك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بوجهك فانطلقت إلى بئر فدخلت فيها فاغتسلت ثم إنى حضرت صلاة أخرى فمر بى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح وجهى وبرك على وقال عاد بخير دينه العلاء تاب واستهلت السماء - قلت رواه الترمذي عن يعلى نفسه وهذا عن يعلى عن أبيه - رواه أحمد وفى رواية عنده بنحو ما رواه الترمذي غير أنه زاد يا يعلى ما حملك على الخلوق أتزوجت قلت لا ، وفيه يونس به خباب وهو ضعيف خبيث . وعن أبى حبيب عن ذلك الرجل قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولى حاجة فرأى على خلوقا فقال اذهب فاغسله فذهبت فغسلته ثم عدت إليه فقال اذهب فاغسله فذهبت فوقعت في بئر وأخذت مستقة وجعلت أتتبعه ثم عدت إليه فقال حاجتك . رواه أحمد وأبو حبيبة هذا إن كان هو الطائى فهو ثقة وإن كان غيره فلم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن يعلى بن أمية قال زوجنى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة إما ماشطة واما عطارة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا متخلق فقال ألا تغسل هذا الشئ أو ألا تغسل هذا (1) هو طيب يتخذ من الزعفران وغيره ، وتغلب عليه الحمرة والصفرة ، وإنما نهى عنه لانه من طيب النساء . (*)
[ 156 ]
الرجس عنك فأتيت بئرا فاغتسلت فيها حتى اصفر الماء ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أثره فقال اذهب فاغسله فذهبت فغسلته فلم يذهب حتى غسلته بالتراب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حكيمة بنت غيلان ولم أعرفها ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث لا تقربهم الملائكة الجنب والكافر والمتضمخ بالزعفران . رواه الطبراني في الاوسط وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح خلا كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة وهو ثقة . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا تقربهم الملائكة السكران والجنب والمتخلق . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن حكيم وهو ضعيف . وعن على يعنى ابن أبى طالب قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم فيهم رجل متخلق فسلم عليهم وأعرض عن الرجل فقال الرجل يارسول الله سلمت عليهم وأعرضت عنى فقال إن بين عينيك حمرة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن على قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه وعليه أثر الخلوق فأبى أن يبايعه فذهب فغسل عنه أثر الخلوق ثم جاء فبايعه . رواه البزار عن شيخه عبد الله بن المثنى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمارة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ليبايعه فرأى يده مخلقة فكف عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال له رجل ثكلتك أمك إنما كف يده عنك لانها مخلقة فغسل يده ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه . رواه البزار والطبراني وفيه حريث ابن مطر وهو متروك . وعن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم يبايعونه وفيهم رجل في يده أثر خلوق فلم يزل يبايعهم ويؤخره ثم قال إن طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفى لونه وطيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . قلت ويأتى حديث أبى موسى في باب الطيب (1) بعده . وعن عبادة بن الصامت قال بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل في مؤخر مسجده عليه ملحفة (2) معصفرة فقال ألا رجل يستر بينى وبين هذه النار (1) في الاصل (الطب) . (2) الملحفة : ما يلتحف به فوق سائر اللباس . (*)
[ 157 ]
ففعل ذلك رجل . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبد الله بن جعفر قال رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبين مصبوغين بزعفران رداء وعمامة . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وأبو يعلى بنحوه وفيه عبد الله بن مصعب وهو ضعيف . وقد تقدمت أحاديث في المصبوغ من نحو هذا . وعن أم سلمة قالت ربما صبغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه أو إزاره بورس أو بزعفران ثم خرج فيهما . رواه الطبراني وقد تقدم الكلام عليه في باب الصباغ . وعن لقيس بن سلمان مولى كعب بن عجرة قال أشهد لقد رأيت أربعة أو خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسون المعصفر فيهم كعب بن عجرة ، ولقيس لم أعرفه . وعن فضيل بن كثير قال رأيت أنس بن مالك قد مس دراعته بخلوق من بياض كان به . رواه الطبراني وفيه أبو ساسان ذكره ابن عدى ولم يذكر شيئا يوجب ضعفا ، وبقية رجاله ثقات . رجال الصحيح وقد رواه من طريق آخر وفيه أم يحيى ابن سعيد ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . في بعضهم كلام . (باب ما جاء في الريحان والطيب) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفاغية (1) . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيد ريحان أهل الجنة الحناء . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد بن حنبل وهو ثقة مأمون . وعن ابن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم بالاثاية (2) إذ أتى بورد الحناء فقال يشبه ريحان الجنة . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وغيره ممن وثق وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا تطيبت المرأة لغير زوجها فانما هو نار في شنار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه امرأتان لم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتدموا من هذه الشجرة يعنى الزيت ومن عرض عليه طيب فليصب منه . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن زكريا (1) هي نور الحناء ، وقيل نور الريحان وقيل زهر كل نبت من انوار الصحراء التى لا تزرع وقيل فاغية كل نبت زهره . وفى الاصل مغفلة من النقط . (2) في الاصل (الانابة) . (*)
[ 158 ]
وهو متروك . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم بالطيب فليصب منه وإذا أتى بحلوى فليصب منها رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه وفيه فضالة بن حصين قال أبو حاتم مضطرب الحديث وإبراهيم بن عرعرة لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . ورواه البزار وقال فيه إذا وضع الطيب بين يدى أحدكم فليصب منه ، وليس فيه إبراهيم بن عرعرة . وعن محمد بن عبد الله بن جحش عن زينب رفعت الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا الكرامة وأفضل الكرامة الطيب خفيف أخفه محملا وأطيبه ريحا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن أنس قال ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم طيب قط فرده . رواه البزار وفيه مبارك بن فضاله وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى موسى الاشعري أن رجلا أراد أن يبايع النبي صلى الله عليه وسلم فابصره النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثره صفرة فأبى أن يبايعه وقال طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفى لونه وطيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه . رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى قيس الاودى قال كان عبد الله يعجبه الطيب . رواه الطبراني وأبو قيس الاودى لم يسمع من ابن مسعود وهو ومن قبله ثقات . وعن حرب بن الحرث قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر في يوم الجمعة وهو يقول قد أمرنا للنساء بورس وأبر فأما الورس فأتاهن من اليمن وأما الابر فأخذ من ناس من أهل الذمة مما عليهم من الجزية . رواه الطبراني وفيه الربيع بن زياد المحاربي ذكره ابن أبى حاتم ولم يضعفه ولم يوثقه ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في الشيب والخضاب) عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة فقال له رجل عند ذلك فان رجالا ينتفون الشيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء فلينتف نوره . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن عمر كان لا يغير شيبه فقيل له يا أمير المؤمنين
[ 159 ]
ألا تغير فقد كان أبو بكر يغير فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه طريف بن زيد قال العقيلى لا يتابع على هذا الحديث . وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنتفوا الشيب فانه نور من شاب شيبة في الاسلام كتب له بها عشر حسنات وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى إنى لاستحى من عبدى وأمتى فتشيب لحية عبدى ورأس أمتى في الاسلام أعذبهما بعد ذلك . رواه أبو يعلى وفيه نوح بن ذكوان وغيره من الضعفاء . وعن أبى مالك الاشجعى قال سمعت أبى وسألته فقال كان خضابنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الورس (1) والزعفران . رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح خلا بكر بن عيسى وهو ثقة . وعن الحكم بن عمرو الغفاري قال دخلت أنا وأخى رافع بن عمرو على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رحمه الله وأنا مخضوب بالحناء وأخى مخضوب بالصفرة فقال لى عمر بن الخطاب رحمه الله هذا خضاب الاسلام وقال لاخى هذا خضاب الايمان . رواه أحمد وفيه عبد الصمد بن حبيب وثقه ابن معين وضعفه أحمد ، وبقية رجاله ثقات . وعن محمد بن سيرين قال سئل أنس عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم (2) قال وجاء أبو بكر رضى الله عنه بأبيه أبى قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضع بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر رحمة الله عليه ورضوانه لو أقررت الشيخ في بيته لاتيناه تكرمة لابي بكر فأسلم ورأسه ولحيته كالثغامة (3) بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) الورس : نبت أصفر يصبغ به . (2) الكتم : نبت يصبغ به الشعر أسود . (3) الثغامة : نبت أصفر الزهر والتمر يشبه به الشيب ، وقيل هي شجرة تبيض كأنها الثلج . وفى الاصل في مواضع من هذا الباب (النعامة) وهو غلط . (*)
[ 160 ]
غيروهما وجنبوه السواد . رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار باختصار ، وفى الصحيح طرف منه ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى أمامة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الانصار بيض لحاهم فقال يا معشر الانصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب فذكر الحديث وقد تقدم في لباسه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وفى الصحيح طرف منه ورجال أحمد رجال الصحيح خلا القاسم وهو ثقة وفيه كلام لا يضر . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشبهوا بالاعاجم غيروا اللحى . رواه البزار وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اختضبوا بالحناء فانه يزيد في شبابكم ونكاحكم . رواه البزار وفيه يحيى ابن ميميون التمار وهو متروك . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال غيروا الشيب وإن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم . رواه البزار وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة وفيه ضعف . وعن أبى الطفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم ، أو قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء والكتم . رواه البزار وفيه يحيى بن أبى (1) كثير أبو النضر وهو ضعيف جدا ولم يسمع من أبى الطفيل . وعن أنس أن رجلا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم أبيض الرأس واللحية فقال ألست مسلما قال بلى قال فاختضب . رواه أبو يعلى وفيه على بن أبى سارة وهو متروك . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اختضبوا بالحناء فانه طيب الريح يسكن الدوخة . رواه أبو يعلى من طريق الحسن بن دعامة عن عمر بن شريك قال الذهبي مجهولان . وعن أنس بن مالك قال كنا يوما عند النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه اليهود فرآهم بيض اللحى فقال ما لكم لا تغيرون فقيل إنهم يكرهون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكنكم غيروا وإياى والسواد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة . وبقية رجاله ثقات وهو حديث حسن . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ولا النصارى . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخ له اسمه (1) أبى غير موجودة في الاصل ، والتصويب من الخلاصة . (*)
[ 161 ]
أحمد ولم أعرفه والظاهر أنه ثقة لانه أكثر عنه ، وبقية رجاله ثقات . وعن بريدة قال رأيت في أصداغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحناء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن أبى هريرة قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأبو بكر قائم على رأسه فقال بأبى أنت وأمى يارسول الله هو أحق أن يأتيك (1) فجئ بأبى قحافة كأن رأسه ولحيته ثغامة بيضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروه وجنبوه السواد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه داود بن قراهيج وثقه يحيى القطان وغيره وضعفه جماعة وفيه من لم أعرفهم . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون في آخر الزمان قوم يسودون أشعارهم لا ينظر الله إليهم - قلت رواه أبو داود خلا قوله لا ينظر الله إليهم - رواه الطبراني في الاوسط وإسناده جيد . وعن عمر أنه عرضت عليه مولاة له أن تصبغ لحيته فقال أتريدين أن أطفئ نوري كما أطفأ فلان نوره . رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى عامر سليم بن عامر قال رأيت عمر لا يغير من لحيته . رواه الطبراني ورجاله ثقات خلا أبى بكر بن سهل قال الذهبي مقارب الحديث ، وضعفه النسائي . وعن مستقيم بن عبد الملك قال رأيت الحسن والحسين رضى الله عنهما شابا وما يخضبان . رواه الطبراني وفيه جمهور بن منصور ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . ون أم عياش قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خضب حتى مات . رواه الطبراني وفيه عبد الكريم بن روح وثقة ابن حبان وقال يخطئ ويخالف وضعفه غيره ، وبقية رجاله لم يتكلم فيهم أحد . وعن حسان ابن أبى جابر السلمى قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف فرأى رجلا من أصحابه قد حمروا لحاهم وصفروا لحاهم قال مرحبا بالمحمرين والمصفرين . رواه الطبراني وتابعيه يوسف غير مسمى وبقية مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك وشعيب بن عمرو وناجية بن عمرو قالوا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب . رواه الطبراني وفيه عايذ بن شريح لعله سقط من الحديث ما يبينه الحديث السابق وما سيأتي في مناقب الصديق في الجزء التاسع . (*)
[ 162 ]
وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخضب أخذ شيئا من دهن وزعفران فرشه بيده ثم يمرسه (1) على لحية . رواه الطبراني وفيه أبو توبة بشير بن عبد الله ذكره ابن أبى حاتم ولم يجرحه . وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الجهدمة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة ينفض رأسه ولحيته من ردع الحناء . رواه الطبراني وفيه أبو بكر الداهرى وهو ضعيف . وعن عتبة بن عبد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتغيير الشعر مخالفة للاعاجم . رواه الطبراني وفيه الاحوص بن حكيم وهو ضعيف وقد وثق . وعن عامر بن سعد أن سعدا كان يخضب بالسواد . رواه الطبراني وفيه سليم بن مسلم ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقد رواه من طريق آخر وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وفيه توثيق . وعن عبد الله بن عمرو أن عمر بن الخطاب رأى عمرو بن العاص وقد سود شيبه فهو مثل جناح الغراب فقال ما هذا يا أبا عبد الله فقال يا أمير المؤمنين أحب أن يرى في بقية فلم ينهه عن ذلك ولم يعبه عليه . رواه الطبراني وفيه راو لم يسم قال سعد بن أبى مريم حدثنى من أثق به و عبد الرحمن بن أبى الزناد وبقية رجاله ثقات . وعن أبى عشانة أنه رأى عتبة بن عامر يخضب بالسواد ويقول * نسود أعلاها وتأبى أصولها * قال وكان شاعرا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا أبا عشانة وهو ثقة . وعن محمد بن على أنه رأى الحسن بن على رضى الله عنهما مخضوبا بالسواد على فرس ذنوب (2) . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن إسماعيل بن رجاء وهو ثقة . وعن سليم قال رأيت جرير بن عبد الله يخضب رأسه ولحيته بالسواد . رواه الطبراني وسليم والراوي عنه لم أعرفهما . وعن محمد بن على أن الحسين بن على رضى الله عنهما كان يخضب بالسواد . رواه الطبراني ورجاله رجال الذى قبله وقد روى عنهما من طرق وهذه أصحها ورجالهما رجال الصحيح . وعن سفين بن عيينة قال سألت عبيد الله بن أبى يزيد رأيت الحسين بن على قال نعم رأيته جالسا في حوض زمزم قلت هل رأيته صبغ قال لا (1) أي يدلكه ، وفى الاصل (يمرشه) ولها وجه . (2) أي وافر شعر الذنب (*)
[ 163 ]
إلا إنى رأيت رأسه ولحيته سوداء إلا هذا الموضع يعنى عنفقته (1) وأسفل من ذلك بياض وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم شاب ذلك الموضع منه وكان يتشبه به . رواه الطبراني و عبد الله بن أبى يزيد إن كان المازنى فهو ثقة وإن كان غيره فلم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد ثقة مأمون . وعن عبد الرحمن بن بزرج قال رأيت الحسن والحسين ابني فاطمة يخضبان بالسواد وكان الحسين يدع العنفقة . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن أبى زهير قال رأيت الحسين بن على يخضب بالوسمة (2) . رواه الطبراني و عبد الله بن أبى زهير لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن العيزار بن حريث قال رأيت الحسن والحسين يخضبان بالحناء والكنم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه الوضين بن عطاء وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وضعفه من هو دونهم في المنزلة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصفرة خضاب المؤمن والحمرة خضاب المسلم والسواد خضاب الكافر . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن إسماعيل ابن أبى خالد قال كان رأس أنس بن مالك تخضب بالحناء . رواه الطبراني من طرق ورجال هذه رجال الصحيح . وعن إسماعيل بن أبى خالد قال كان أنس يصفر لحيته بالورس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عقبة بن خالد وهو ثقة . وعن عثمان بن عبيد الله قال رأيت جابر عن عبد الله يخضب بالصفرة وشهد العقبة . رواه الطبراني وعثمان ذكره ابن أبى حاتم وهو عثمان ابن عبيد الله بن أبى رافع لم يجرحه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عمر بن أبى زائدة قال رأيت حكيم بن جابر يخضب بالصفرة ، ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الملك بن عمير قال رأيت جريرا يخضب بالصفرة والزعفران . رواه الطبراني باسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح . وعن عثمان بن عبيد الله (1) العنفقة : الشعر الذى في الشفة السفلى . (2) هو نبت يخضب به الشعر أسود . (*)
[ 164 ]
ابن أبى رافع قال رأيت رافع بن خديج رضى الله عنه يخضب بالصفرة . رواه الطبراني وعثمان ذكره ابن أبى حاتم ولم يضعفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عثمان بن عبد الله بن سراقة قال رأيت أبا قتادة وأبا هريرة وابن عمر وأبا أسيد يمرون علينا ونحن في الكتاب نجد منهم ريح العنبر ويصفرون لحاهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عمار بن أبى عمار قال رأيت عبد الرحمن بن أبى بكر يخضب بالحناء والكتم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن إسماعيل بن أبى خالد قال رأيت عبد الله بن أبى أوفى خضب لحيته بالحناء . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن محمد بن إسحق قال كان عبد الله بن جعفر يخضب بالحناء . رواه الطبراني ، وابن اسحق لم يدرك ابن جعفر ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في الشعر واللحية) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا الشعر . رواه البزار وفيه خالد بن الياس وهو متروك . وعن أبى قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتخذ شعرا فليحسن إليه أو ليحلقه ، وكان أبو قتادة يرجل شعره غبا . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه على بن سعيد الرازي قال الدار قطني ليس بالقوى ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال كان لابي قتادة جمة (1) فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال أكرمها وادهنها . رواه الطبراني في الاوسط من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهى ضعيفة ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا ثائر الرأس فقال لم يشوه أحدكم نفسه وأشار بيده أي خذ منه : رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن زكريا التسترى وهو ضعيف . وعن أنس قال سدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء الله أن يسدلها ثم فرق بعد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سعادة المؤمن خفة لحيته . رواه الطبراني وفيه يوسف بن الفرق قال (1) الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين (*)
[ 165 ]
الازدي كذاب . وعن صفية بنت مجزأة أن أبا محذورة كانت له قصة في مقدم رأسه إذا قعد أرسلها فتبلغ الارض فقالوا له ألا تحلقها فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عليها بيده فلم أكن لاحلقها حتى أموت . رواه الطبراني وفيه أيوب بن ثابت المكى قال أبو حاتم لا يحمل حديثه . وعن سالم أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام حدث فسمت (1) عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فدعا له وتطهر من فضل وضوئه وذلك اليوم عليه ذؤابة وقد بلغ أو قارب يبلغ . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن هبيرة بن يريم قال كان عبد الله بن مسعود رضى الله عنه يغسل رأسه ثم يترك شعره من وراء أذنيه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى معمر أن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه كان له ضفيرتان عليه مسحة أهل الجاهلية وكان دقيق الساقين . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن أبى دباب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الرحمن أنه رأى الحسن بن على رضى الله عنهما يضرب شعره منكبيه . رواه الطبراني وفيه محتسب أبو عايد وهو لين وشيخه شجاع لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الحسن بن زيد عن أبيه قال رأيت في رأس الحسن قزعة فلقد رأيت الحسن يحبدها حتى يدنها . رواه الطبراني وفيه ابن اسحق وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الرحمن بن زيادة البكري قال دخلت على ابني بشر المازنيين فقلت هل رأيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا نعم زارنا في رحالنا فقربنا إليه طعاما فأكل من طعامنا ورأى في قرن أحدنا شعرات ملتفة فوضع يده عليه وقال الحمد الله الذى جعل في أمتى مثل هذا . رواه الطبراني عن شيخه طالب بن قرة الادنى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابني بشر قالا دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعنا له قطيفة (2) لنا فثنيناها فجلس وأنزل عليه الوحى في بيتنا وقدمنا إليه زبدا وتمرا وكان يحب الزبد وكان في رأس أحدهم قرن شعر مجتمع كأنه قرن فقال ألا أرى في أمتى قرنا (1) التسميت هو الدعاء بالخير والبركة ، ويقال بالشين المعجمة ، يقال شمت فلانا وشمت عليه . (2) القطيفة : كساء له خمل . (*)
[ 166 ]
فذكر الحديث ونصه . رواه أبو داود . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في الشارب واللحية وغير ذلك) عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا عضب فتل شاربه ونفخ . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وهو ثقة مأمون إلا أن عامر بن عبد الله بن الزبير لم يدرك عمر . وعن حسان أن أبا هاشم بن عتبة كان له شارب يعقده خلف قفاه فقلت له ما بال شاربك وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخذ الشارب ما قد جاء فقال إنى كنت أخذت شاربى فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر يده عليه فقال متى أخذت شاربك قلت الساعة قال فلا تأخذه حتى تلقاني فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ألقاه فلن آخذه حتى ألقاه . رواه الطبراني وفيه الوليد بن سلمة الاردني وهو كذاب . وعن أم عياش قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفى شاربه . رواه الطبراني وفيه عبد الكريم بن روح وهو متروك . وعن عبيد قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتفاء . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أهل الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم فخالفوهم فاعفوا اللحى وحفوا الشوارب . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما عمر بن أبى سلمة وثقه ابن معين وغيره وضعفه شعبة وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خالفوا المجوس جزوا الشوارب وأوفروا اللحى . رواه البزار وفيه الحسن بن أبى جعفر وهو ضعيف متروك . وتأتى أحاديث من هذا الباب في الباب بعده إن شاء الله . وعن عثمان بن عبيد الله بن أبى رافع أنه رأى أبا سعيد الخدرى وجابر بن عبد الله و عبد الله بن عمرو وسلمة بن الاكوع وأبا أسيد البدرى ورافع بن خديج وأنس بن مالك يأخذون من الشوارب كأخذ الحلق ويعفون اللحى وينتفون الآباط ، وفى رواية ويقصون الاظفار . رواه الطبراني وعثمان هذا لم أعرفه ، وبقية أحد الاسنادين رجاله رجاله الصحيح . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا وشاربه طويل فقال إئتوني بمقص وسواك فجعل
[ 167 ]
السواك على طرفه وأخذ ما جاوز . رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مسهر وهو كذاب . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جز السبال (1) . رواه الطبراني في الاوسط عن المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن الحكم بن عمر اليماني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قصوا الشارب مع الشفاه . رواه الطبراني وفيه عيسى بن إبراهيم بن طهمان وهو متروك . وعن عبد الله بن بسر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطر شاربه طرا . رواه الطبراني وفيه يعقوب بن الزهري وهو ضعيف وقد وثق ومنصور بن إسماعيل ضعفه العقيلى ، وبقية رجاله ثقات . وعن شرحبيل بن مسلم قال رأيت خمسة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقمون (2) شواربهم ويعفون لحاهم ويصفرونها أبا أمامة الباهلى والحجاج بن عامر الثمالى والمقدام بن معدى كرب و عبد الله بن بشير وعتبة بن عمرو السلمى كانوا يقمون (2) مع طرف الشفة . رواه الطبراني وإسناده جيد . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سعادة المؤمن خفة لحيته . رواه الطبراني وفيه يوسف بن الغرق قال الازدي كذاب . (باب في تقليم الاظفار وغير ذلك) عن رجل من بنى غفار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يحلق عانته ويقلم أظفاره ويجز شاربه فليس منا . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له يا رسول الله لقد أبطأ عليك خبر جبريل قال ولم لا يبطئ عنى وأنتم حولي لا تستنون (3) ولا تقلمون أظافركم ولا تقصون شواربكم ولا تنقون رواجبكم (4) . رواه أحمد والطبراني وفيه أبو كعب مولى ابن عباس قال أبو حاتم لا يعرف إلا في هذا الحديث . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى واصل قال لقيت أبا أيوب الانصاري فصافحني فرأى في أظفاري طولا (1) هي الشعرات التى تحت اللحى الاسفل ، والسبلة عند العرب مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر . وفى الاصل (السال) . (2) أي يحفون ، وفى الاصل (يعمون) والتصحيح من النهاية . (3) أي لا تستاكون . (4) هي ما بين عقد الاصابع من داخل . (*)
[ 168 ]
فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدكم عن خبر السماء وهو يدع أظافره كاظافير الطير تجتمع فيها الخباثة والخبث والتفث . رواه أحمد وقال سبقه لسانه يعنى وكيعا فقال رأيت أبا أيوب الانصاري وأنما هو العتكى . رواه أحمد والطبراني باختصار ورجالهما رجال الصحيح خلا أبا واصل وهو ثقة . وعن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهارات أربع قص الشارب وحلق العانة وتقليم الاظفار والسواك . رواه البزار والطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفى وهو ضعيف . وعن عبد الله بن مسعود قال قالوا يارسول الله إنك تهم قال ما لى لا أوهم ورفغ (1) أحدكم بين ظفره وأنا مله . رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار ثقات وكذلك رجال الطبراني إن شاء الله . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا وشاربه طويل فقال إئتوني بمقص وسواك فجعل السواك على طرفه ثم أخذ ما جاوز . رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مسهر قاضى جبل وهو كذاب . وعن ميل بنت مسرح قالت رأيت أبى يقلم أظفاره ويدفنه وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط من طريق عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن أبيه وكلاهما ضعيف وأبوه وثق . وعن سوادة ابن الربيع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لي بذود ثم قال لى إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا عذراتهم ومرهم فليقلموا أظفارهم لا يغيظوا ضروع مواشيهم إذا حلبوا . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال إذا رجعت إلى بيتك فمرهم فليحسنوا أعمالهم ومرهم فليقلموا أظفارهم لا يخدشوا بها ضروع مواشيهم إذا حلبوا ، وفيه مرجى بن رجاء وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفروا اللحى وخذوا من الشوارب وانتفوا الآباط واحد روا الفلقتين - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن داود اليمامى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه (1) اراد بالرفغ هنا وسخ الظفر . (*)
[ 169 ]
وسلم مكة قال إن الله ورسوله حرم شرب الخمر وثمنها قال وقصوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تمشوا في الاسواق إلا وعليكم الازر إنه ليس منا من عمل سنة غيرنا . قلت وهو بتمامة في البيوع (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن ميمون ضعفه أحمد والبخاري وجماعة ووثقه ابن حبان ، وبقية رجاله ثقات . (باب حلق القفا) عن عمر بن الخطاب قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق القفا إلا للحجامة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه سعيد بن بشير وثقه شعبة وغيره وضعفه ابن معين وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب شعر الحرة والامة) عن عبد الله بن عمرو قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجمة للحرة والقصة (2) للامة . رواه الطبراني في الكبير والصغير ورجال الصغير ثقات . (باب الواصلة والقاشرة (3) والواشمة) عن معقل بن يسار أن رجلا من الانصار رأى امرأة سقط شعرها فسئل النبي صلى الله عليه وسلم فلعن الواصلة والموصولة . رواه أحمد والطبراني وفيه الفضل ابن دلهم وهو ثقة وفيه ضعف ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة . رواه أحمد وفيه من لم أعرفه من النساء . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بقصة فقال إن نساء (4) بنى إسرائيل كن يجعلن هذا في رؤوسهن فلعن وحرم عليهن المساجد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والموصولة والواشمة والموشومة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والموصولة - قلت لابن عباس عند أبى داود لعنت الواصلة والمستوصلة من غير ذكر النبي صلى الله عليه وسلم - رواه الطبراني (1) في الجزء الرابع . (2) كل خصلة من الشعر قصة . (3) القاشرة هي التى تعالج بها بما يصفى لونه كأنها تقشر أعلى الجلد . (4) (نساء) غير موجودة في الاصل . (*)
[ 170 ]
وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . (باب طهارة الوشم وأنه لا تجب إزالته) عن قيس بن أبى حازم قال دخلنا على أبى بكر رضى الله عنه في مرضه فرأيت عنده امرأة بيضاء موشومة اليدين تذب عنه وهى أسماء بنت عميس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في الدهن) عن بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخثعمي قال دخلت على محمد بن على ابن الحسين وعنده ابنه فقال هلم إلى الغداء فقلت قد تغديت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى إنه هندباء قلت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما الهندباء فقال حدثنى أبى عن جدى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من ورقة من ورق الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة ثم أتى بدهن فقال ادهن فقلت قد ادهنت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه البنفسج قلت وما البنفسج فقال حدثنى أبى عن جدى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فضل البنفسج على سائر الادهان كفضل ولد عبد المطلب على سائر قريش وان فضل البنفسج كفضل الاسلام على سائر الاديان . رواه الطبراني وفيه أرطاة بن الاشعث وهو متهم بالوضع . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دهن لحيته بدأ بالعنفقة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحكم بن عبد الله بن سعيد الايلى ضعيف جدا قال أحمد أحاديثه كلها موضوعة . وعن لميس أنها قالت سألت عائشة قلت لها المرأة تصنع الدهن تتحبب إلى زوجها فقالت أميطى عنك تلك التى لا ينظر الله إليها ، وقالت امرأة لعائشة يا أمه فقالت عائشة إنى لست بأمكن ولكني أختكن . رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف جدا وقد وثق ولميس لم أعرفها . (باب ما جاء في المرآة وما يقول إذا نظر فيها والتيمن في كل شئ) عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذى حسن خلقي وخلقي وزان منى ما شان من غيرى وإذا اكتحل
[ 171 ]
جعل في كل عين إثنين وواحدا بينهما وكان إذا لبس نعليه بدا باليمين وإذا خلع خلع اليسرى وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى وكان يحب التيمن في كل شئ أخذا وعطاء . رواه أبو يعلى وفيه عمرو بن حصين وهو متروك . (باب ما تنبغي المحافظة عليه) عن عائشة قالت كان لا يفارق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه ومشطه وكان ينظر في المرآة إذا سرح لحيته . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن أرقم الزهري وهو ضعيف . وعن عائشة قالت خمس لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعهن في سفر ولا حضر المرآة والمكحلة والمشط والمدرا والسواك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إسماعيل بن يحيى أبو أمية وهو متروك . وعن أم الدرداء قالت سألت عائشة ما كنت إذا سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لو حججت أو غزوت معه ما كنت تزودينه قالت كنت أزوده فأزوده دهنا ومشطا ومرآة ومقصا ومكحلة وسواكا ، وفى رواية ومقصين بدل مقص . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن حفص الوصانى وهو ضعيف . (باب زينة النساء واختضابهن بالحناء) عن أم ليلى قالت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس ونمتشط بالعسل ولا نعطل أيدينا من خضاب وقالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت إحدانا تقدر أن تتخذ في يديها مسكتين من فضة فان لم تقدر فصدت يديها ولو بسير وقال لا تشبهن بالرجال . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باسناد واحد على مرتين وفى إسناده من لم أعرفه . وعن امرأة وكانت قد صلت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اختضبي تترك إحداكن الخضاب حتى تكون يدها كيد الرجل ، فما تركت الخضاب وانها لابنة ثمانين . رواه أحمد وفيه من لم أعرفهم وابن إسحق وهو مدلس . وعن ابن عمر قال دخل على النبي صلى الله عليه وسلم نسوة من الانصار فقال يا معشر الانصار اختضبن غمسا واخفضن ولا تنهكن فانه أحظى عند أزواجكن وإياكن وكفر المنعمين ، قال مندل يعنى الزوج . رواه البزار وفيه مندل بن على وهو ضعيف
[ 172 ]
وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تبايعه فقالت ولم تكن مختضبة فلم يبايعها حتى اختضبت . رواه البزار وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن السوداء قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لابايعه فقال اذهبي فاختضبي ثم تعالى حتى أبايعك . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه من لم أعرفه . وعن مسلم بن عبد الرحمن قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء عام الفتح على الصفا فجاءت امرأة كأن يدها يد الرجل فأبى أن بيايعها حتى ذهبت فغيرت يدها بصفرة وأتاه رجل في يده خاتم من حديد فقال ما طهر الله يدا فيها خاتم من حديد . رواه الطبراني في الاوسط والبزار وفيه سميسة بنت نبهان ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا تطيبت المرأة لغير زوجها فانما هو نار في شنار (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه امرأتان لم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات . (باب الختان) عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لام عطية ختانة كانت بالمدينة إذا خفضت (2) فأشمى ولا تنهكي (3) فانه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن (باب ما جاء في التماثيل والصور) عن على قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره ولا قبرا إلا سواه ولا صورة إلا لطخها فقال رجل أنا يارسول الله قال فهات أهل المدينة قال فانطلق ثم رجع قال يارسول الله لم أدع بها وثنا إلا كسرته ولا قبرا إلا سويته ولا صورة إلا لطختها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد إلى صنعة شئ من هذا فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال لا تكونن مختالا ولا فتانا ولا تاجرا إلا تاجر خير فان أولئك هم المسوفون بالعمل ، وفى رواية عن على بن أبى طالب (1) الشنار : العيب والعار . (2) الخفض للنساء كالختان للرجال . (3) شبه القطع اليسير باشمام الرائحة ، والنهك بالمبالغة فيه ، أي اقطعي بعض النواة ولا تستأصليها . (*)
[ 173 ]
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من الانصار أن يسوى كل قبر وأن يلطخ كل صنم فقال يارسول الله إنى أكره أن أدخل بيوت قومي قال فأرسلني فذكر نحوه . روى الاول أحمد وروى الثاني ابنه عبد الله ، وفى رواية عن رجل من أهل البصرة قال ويكنيه أهل البصرة أبا مورع قال وأهل الكوفة يكنونه بأبى محمد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث أحمد الاول ولم يقل عن على وقال فيه ولا صورة إلا طلخها بدل لطخها - قلت في الصحيح طرف منه - رواه أحمد وابنه وفيه أبو محمد الهذلى ويقال أبو مورع ولم أجد من وثقه وقد روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجلسي حتى يأتيني جبريل فتسلمين عليه ويدعو لك بالخير فجاء جبريل فقام بالباب ثم رجع ولم يدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال جبريل رجع ولم يدخل فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلة أخرى فقال يا جبريل جلست عائشة لتسلم عليك وتدعو لها بالخير فرجعت عن بابنا ولم تدخل علينا فقال جبريل إنى جئت لادخل عليكم فوجدت تلك الدويبة أو التمثال - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبى مريم قال ابن أبى حاتم مجهول ، وفيه مستور ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وعدني جبريل موعدا وإنه أبطأ على ثم قال إنما منعنى من ذلك صوت جرس أو صورة في بيت . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو ضعيف . وعن أبى أيوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت فرأى صورة فجعل يمحوها ويقول قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون . رواه الطبراني وفيه خالد بن يزيد العمرى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن صفية بنت شيبة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ثوبا وهو في الكعبة ثم جعل يضرب التصاوير
[ 174 ]
التى فيها . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة تمثال والمصورون يعذبون يوما القيامة في النار يقول لهم الرحمن قوموا إلى ما صورتم فلا يزالون يعذبون حتى تنطق الصور ولا تنطق - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني وفيه محمد بن أبى الرعيرعة وهو ضعيف . وعن أم سلمة قالت كان لى غزال من ذهب فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أتصدق به ففعلت . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أبى هريرة رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم في التماثيل رخص فيما كان يوطأ وكره ما كان منصوبا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف . (باب تأذى الملائكة بالنحاس) عن عبد الله بن عمر قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بصنم من نحاس فضرب ظهره بظهر كفه ثم قال خاب وخسر من عبدك من دون الله ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل ومعه ملك فتنحى الملك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما شأنه تنحى قال انه وجد منك ريح نحاس وإنا لا نستطيع ريح النحاس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يزيد بن يوسف الصنعانى ضعفه ابن معين وغيره وهو متروك وأثنى عليه أبو مسهر ، وأبو سبرة قال الذهبي لايعرف ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في الجرس) عن مولى لعائشة أنه كان يقود بها أنها كانت إذا سمعت صوت الجرس أمامها قالت قف بى فيقف حتى لا تسمعه وإذا سمعته وراءها قالت أسرع بى حتى لا أسمعه قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له تابعا من الجن . رواه أحمد ومولى عائشة لم أعرفه . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالاجراس أن تقطع من أعناق الابل يوم بدر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن حويطب بن عبد العزى - وقال بعضهم حويط والصحيح حويطب - أنه رأى رفقة فيها جرس فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس . رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح . وعن
[ 175 ]
حوط بن عبد العزى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الجرس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها بالاجراس أن تقطع . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وفيه توثيق لين ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت جرس فقال الملائكة لا تتبع رفقة فيها جرس أو . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن ميمون وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لا تقرب الملائكة عيرا فيها جرس ولا بيتا فيه جرس . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الاجراس . رواه الطبراني وفى الاوسط وفيه جرير بن المسلم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وقد تقدم حديث عمر في باب التماثيل . (1) (كتاب الخلافة) بسم الله الرحمن الرحيم (باب الخلفاء الاربعة) عن على أنه قال يوم الجمل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهد إلينا عهدا نأخذ به في إمارة ولكنه شئ رأيناه من قبل أنفسنا ثم استخلف أبو بكر رحمة الله على أبى بكر فأقام واستقام ثم استخلف عمر رحمة الله على عمر فأقام واستقام حتى ضرب الدين بحرانه (2) . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن (1) في حاشية الاصل : بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر . وبعده بياض اسطر في الاصل . (2) الجران : باطن العنق ، المعنى أنه قرقراره واستقام كما البعير إذا رك واستراح مد عنقه على الارض . وفى الاصل (بجرابه) . (*)
[ 176 ]
عبد خير قال قام على بن أبى طالب عليه السلام على المنبر فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فعمل بعمله وسار بسيرته حتى قبضه الله على ذلك ثم استخلف عمر فعمل بعملهما وسار بسيرتهما حتى قبضه الله على ذلك . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن على قال يا رسول الله من نؤمر بعدك قال إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا تأخذه في الله لومة لائم وأن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا يأخذ بكم الطريق المستقيم . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار ثقات . وعن حذيفة ابن اليمان قال قالوا يا رسول الله ألا تستخلف علينا قال إنى إن أستخلف عليكم فتعصون خليفتي ينزل عليكم العذاب قالوا ألا نستخلف أبا بكر قال إن تستخلفوه تجدوه ضعيفا في بدنه قويا في أمر الله قالوا ألا نستخلف عمر قال إن تستخلفوه تجدوه قويا في بدنه قويا في أمر الله قالوا ألا نستخلف عليا قال إن تستخلفوه ولن تفعلوا يسلك بكم الطريق المستقيم وتجدوه هاديا مهديا . رواه البزار وفيه أبو اليقظان عثمان بن عمير وهو ضعيف . وعن عائشة قالت لما أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة جاء بحجر فوضعه وجاء أبو بكر بحجر فوضعه وجاء عمر بحجر فوضعه وجاء عثمان بحجر فوضعه قالت فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال هذا أمر الخلافة من بعدى . رواه أبو يعلى عن العوام بن حوشب عمن حدثه عن عائشة ، ورجاله رجال الصحيح غير التابعي فانه لم يسم ويأتى . وعن أنس قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل إلى بستان فجاء آت فدق الباب فقال يا أنس قم فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعدى قلت يارسول الله أعلمه قال أعلمه فإذا أبو بكر فقلت له أبشر بالجنة وأبشر بالخلافة من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء آت فدق الباب فقال يا أنس قم فافتح له وبشره بالجنة وبشره بالخلافة من بعد أبى بكر قال قلت يا رسول الله أعلمه قال أعلمه فخرجت فإذا عمر قال قلت له أبشر بالجنة وأبشر بالخلافة من بعد أبى بكر قال ثم جاء آت فدق الباب فقال يا أنس قم فافتح له وبشره بالجنة وبشره بالخلافة من بعد عمر وأنه مقتول قال
[ 177 ]
فخرجت فإذا عثمان قال قلت له أبشر بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وانك مقتول قال فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله لمه والله ما تعنيت ولا تمنيت ولا مسست فرجى منذ بايعتك قال هو ذاك يا عثمان . رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال سيلى أمر أمتى من بعد أبى بكر وعمر وانه سيلقى من الرعية شدة فأمره عند ذلك أن يكف ، وفيه صقر بن عبد الرحمن وهو كذاب وفى إسناد البزار عتبة أبو عمرو ضعفه النسائي وغيره ووثقه ابن حبان ، وبقية رجاله ثقات . ورواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما رجال البزار إلا أنه قال في عثمان فاسترجع ثم دخل ، والباقى بمعناه . وعن ابن عمر قال كنا نقول في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان يعنى في الخلافة - قلت هو في الصحيح خلا قوله في الخلافة - رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال كنا نقول في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يكون أولى الناس بهذا الامر فنقول أبو بكر فنقول أرأيتم إن قبض أبو بكر من يكون أولى الناس بهذا الامر فنقول عمر بن الخطاب ثم نقول أرأيتم إن قبض عمر بن الخطاب من يكون أولى الناس بهذا الامر فنقول عثمان . رواه الطبراني وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو كذاب . وعن خراش بن أمية قال كنت أطلب حاجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلت فان لم أجدك قال فائت أبا بكر قلت فان لم أجد أبا بكر قال فائت عمر قلت فان لم أجد عمر قال فعثمان فسكت فأعدت ذلك مرتين أو ثلاثة يقول ذلك فقلت في نفسي ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . رواه البزار وفيه الواقدي ومن لم أعرفه . وعن جرير قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال لاصحابه انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم فأتاهم فسلموا عليه ورحبوا به ثم قال يا أهل قباء ائتونى بأحجار من هذه الحرة فجمعت عنده أحجار كثيرة ومعه عنزة له فخط قبلتهم فأخذ حجرا فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أبا بكر خذ حجرا فضعه إلى حجري ثم قال يا عمر خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر إبى بكر ثم قال يا عثمان خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر عمر ثم التفت إلى الناس بأخرة فقال وضع رجل حجره حيث أحب على ذلك الخط . رواه (12 - خامس مجمع الزوائد)
[ 178 ]
الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن سفينة أن رجلا قال يارسول الله رأيت كأن ميزانا دلى من السماء فوزنت بابى بكر فرجحت بابى بكر ثم وزن أبو بكر بعمر فرجع أبو بكر بعمر ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان فاستهلها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافة نبوة ثم يأتي الله الملك من يشاء . رواه البزار وفيه مؤمل بن إسماعيل وثقه ابن معين وابن حبان وضعفه البخاري وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون بعدى إثنا عشر خليفة منهم أبو بكر الصديق لا يلبث بعدى إلا قليلا وصاحب رحا دارة العرب يعيش حميدا ويموت شهيدا فقال رجل من هو قال عمر بن الخطاب ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان فقال يا عثمان إن ألبسك الله قميصا فأرادك الناس على خلعه فلا تخلعه فوالله لئن خلعته لا ترى الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه مطلب بن شعيب قال ابن عدى لم ارله حديثا منكرا غير حديث واحد غير هذا ، وبقية رجاله وثقوا . وعن ابن عباس في قول الله عزوجل (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) قال دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو يطأ مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخبرى عائشة حتى أبشرك ببشارة إن أباك يلى من بعد أبى بكر إذا أنا مت فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطأ مارية وأخبرتها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن أبا بكر يلى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلى عمر بعده فقالت عائشة للنبى صلى الله عليه وسلم من أنبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير فقالت عائشة لاأنظر إليك حتى تحرم مارية فحرمها فأنزل الله عزوجل (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) . رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلى وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان ، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس ، وبقية رجاله ثقات . وعن عصمة قال قدم رجل من خزاعة فلقيه على فقال ما جاء بك قال جئت أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من ندفع صدقة أموالنا إذا قبضك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى بكر قال فإذا قبض أبو بكر فالى من قال إلى عمر
[ 179 ]
قال فإذا قبض عمر فالى من قال إلى عثمان قال فإذا قبض عثمان فالى من قال انظروا لانفسكم . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جدا . وعن عصمة قال قدم رجل من أهل البادية بابل له فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منه فلقيه على فقال ما أقدمك قال قدمت بابل فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنقدك قال لا ولكن بعتها منه بتأخير فقال له على ارجع إليه فقل له يارسول الله إن حدث بك حدث فمن يقضى قال أبو بكر فأعلم عليا فقال له ارجع فسله إن حدث بأبى بكر فمن يقضى فسأله فقال عمر فجاء فأعلم عليا فقال له ارجع فسله إذا مات عمر فمن يقضى فجاءه فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك إذا مات عمر فان استطعت أن تموت فمت . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن حذيفة قال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخلف الله أبا بكر ثم قبض أبو بكر فاستخلف الله عمر ثم قبض عمر فاستخلف الله عثمان . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المسلمون خيرهم فاستخلفوه وهو أبو بكر فلما مات نظروا خير المسلمين فاستخلفوه عليهم وهو عمر فلما مات أو قتل نظر المسلمون خيرهم فاستخلفوه وهو عثمان إن تقتلوه فائتوني بخير منه والله ما أرى أن تفعلوا . رواه الطبراني وفيه على بن حسان العطار ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى ذر قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ حصيات فسبحن في يده ثم وضعهن فخرسن ثم أخذهن فسبحن في يده ثم أعطاهن أبا بكر فسبحن في يده ثم وضعهن فخرسن ثم أعطاهن عمر فسبحن في يده ثم وضعهن فخرسن ثم أعطاهن عثمان فسبحن في يده ثم أعطاهن عليا فوضعهن فخرسن ، قال الزهري هي الخلافة التى أعطاها الله أبا بكر وعمر وعثمان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبى حميد وهو ضعيف ، وله طريق أحسن من هذا في علامات النبوة (1) ، وإسناده صحيح وليس فيها قول الزهري في الخلافة . وعن النعمان بن بشير قال بينما زيد بن خارجة يمشى في بعض طرق المدينة إذ خر ميتا بين (1) في الجزء الثامن . (*)
[ 180 ]
الظهر والعصر فنقل إلى أهله وسجى بين ثوبين وكساء فلما كان بين المغرب والعشاء اجتمعن نسوة من الانصار فصرخوا حوله إذ سمعوا صوتا من تحت الكساء يقول انصتوا أيها الناس مرتين فحسر عن وجهه وصدره فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الامي خاتم النبيين كان ذلك في الكتاب ثم قيل على لسانه صدق صدق أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم القوى الامين كان ضعيفا في بدنه قويا في أمر الله كان ذلك في الكتاب الاول ثم قيل على لسانه صدق صدق ثلاثا والاوسط عبد الله أمير المؤمنين رضى الله عنه الذى كان لا يخاف في الله لومة لائم وكان يمنع الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم كان ذلك في الكتاب الاول ثم قيل على لسانه صدق صدق ثم قال عثمان أمير المؤمنين رحيم بالمؤمنين خلت اثنتان وبقى أربع واختلف الناس ولا نظام لهم وانتحبت الجماء يعنى تنتهك المحارم ودنت الساعة وأكل الناس بعضهم بعضا ، وفى رواية عن النعمان بن بشير قال لما توفى زيد بن خارجة انتظرت خروج عثمان فقلت يصلى ركعتين فكشف الثوب عن وجهه فقال السلام عليكم وأهل البيت تكلمون قال فقلت وأنا في الصلاة سبحان الله سبحان الله فقال انصتوا انصتوا ، والباقى بنحوه . رواه كله الطبراني في الكبير والاوسط باختصار كثير باسنادين ورجال أحدهما في الكبير ثقات . وعن أبى الطفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت فيما يرى النائم كأنى أنزع أرضا وردت على غنم سود وغنم غفر فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفيهما ضعف والله يغفر له ثم جاء عمر فنزع فاستحالت غربا (1) فملا الحوض وأروى الواردة فلم أر عبقريا أحسن نزعا من عمر فاولت السود العرب وأن العفر العجم . رواه أحمد وفيه على بن يزيد وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن خذيفة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جزيرة العرب فملاها قسطا وعدلا ثم طعن بهم أبو بكر فطعن بهم طعنة رغيبة ثم طعن بهم عمر فطعن بهم طعنة رغيبة (2) . (1) الغرب : الدلو العظيمة ، المعنى أن عمر لما أخذ الدلو ليستقى عظمت في يده لان الفتوح كان في زمنه أكثر ، راجع فضائله في الجزء التاسع . (2) أي ظعنة كبيرة واسعة ، لعله إشارة إلى تسيير أبى بكر الناس إلى الشام وفتحه إياها بهم ، وتسيير عمر اياهم إلى العراق وفتحه بهم . (*)
[ 181 ]
رواه الطبران في الاوسط وفيه سعد بن خذيفة ولم أعرفه . وعن سعيد بن يحيى بن قيس بن عيسى عن أبيه أن حفصة قالت يارسول الله إنك إذا اعتللت قدمت أبا بكر فقال لست انا الذى قدمته ولكن الله الذى قدمه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن عبد الرحمن بن أبى بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنونى بكتاب وكتف أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا ثم ولانا قفاه ثم قال يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن العباس قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء فاستترن منى إلا ميمونة فقال لا يبقى أحد شهد أن لا اله إلا الله إلا أن يمينى لم تصب العباس ثم قال مروا أبا بكر يصلى بالناس فقالت عائشة لحفصة قولى له إن أبا بكر رجل إذا قام ذلك المقام بكى قال مروا أبا بكر ليصل بالناس فقام فصلى فوجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة فجاء فنكص أبو بكر فاراد أن يتأخر فجلس إلى جنبه ثم اقتدى . رواه أحمد والطبراني والبزار باختصار كثير وأبو يعلى أتم منهم وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري ، وبقية رجاله ثقات . وعن سهل بن سعد قال كان كون من الانصار فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم ثم رجع وقد أقيمت الصلاة وأبو بكر يصلى بالناس فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبى بكر رضى الله عنه . رواه الطبراني وهو في الصحيح خلا قوله فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبى بكر ، وفى إسناد الطبراني عبد الله بن جعفر بن نجيح وهو ضعيف جدا . وعن أنس قال لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذى توفى فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال بعد مرتين يا بلال قد بلغت فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع فرجع إليه بلال فقال بأبى أنت وأمى من يصلى قال مروا أبا بكر فليصل بالناس . رواه أحمد وفيه سفين بن حسين وهو ضعيف في الزهري وهذا من حديثه عنه . وعن بريدة قال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة يا رسول الله إن أبى رجل رقيق فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فانكن صواحب يوسف فأم أبو بكر الناس والنبى صلى الله عليه وسلم حى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح .
[ 182 ]
وعن سالم بن عبيد وكان من أصحاب الصفة قال أغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال حضرت الصلاة قلنا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة رضى الله عنها إن أبى رجل أسيف (1) فلو أمرت غيره فليصل بالناس ثم أغمى عليه فأفاق فقال هل حضرت الصلاة قلت نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة رضى الله عنها إن أبى رجل أسيف فلو أمرت غيره فليصل بالناس ثم أغمى عليه فأفاق فقال أقيمت الصلاة قلنا نعم قال ائتونى بانسان أعتمد عليه فجاءه بريدة وإنسان آخر فاعتمد عليهما فأتى المسجد فدخله وأبو بكر رضى الله عنه يصلى بالناس فذهب أبو بكر يتنحى فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلس إلى جنب أبى بكر حتى فرغ من صلاته فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر لا أسمع أحدا يقول مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بالسيف فأخذ أبو بكر بذراعى فاعتمد على وقام يمشى حتى جئنا فقال أوسعوا فأوسعوا له فأكب عليه ومسه قال إنك ميت وإنهم ميتون ، قالوا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات رسول الله صلى عليه وسلم قال نعم فعلموا أنه كما قال قالوا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم يدخل قوم فيكبرون ويدعون ويصلون ثم ينصرفون ويجيئ آخرون حتى يفرغوا قالوا يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قالوا وأين يدفن قال حيث قبض فان الله تبارك وتعالى لم يقبضه إلا في بقعة طيبة فعلموا أنه كما قال ثم قام فقال عندكم صاحبكم فأمرهم يغسلونه ثم خرج واجتمع المهاجرون يتشاورون فقالوا انطلقوا إلى إخواننا من الانصار فان لهم في هذا الامر نصيبا فانطلقوا فقال رجل من الانصار منا أمير ومنكم أمير فأخذ عمر رضى الله عنه بيد أبى بكر فقال أخبروني من له هذه الثلاث ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن من صاحبه إن الله معنا فأخذ بيد أبى بكر فضرب عليها وقال للناس بايعوه فبايعوه بيعة (1) أي سريع البكاء والحزن ، قيل هو الرقيق . (*)
[ 183 ]
حسنة جميلة - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الانصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر فقال يا معشر الانصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلى بالناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عاصم بن أبى النجود وهو ثقة وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى البخترى قال قال عمر لابي عبيدة أبسط يدك حتى أبايعك فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنت أمين هذه الامة فقال أبو عبيدة ما كنت لاتقدم بين يدى رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا فأمنا حتى مات . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا البخترى لم يسمع من عمر . وعن أبى سعيد الخدرى قال لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الانصار فقال يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث رجلا منكم قرنه برجل منا فنحن نرى أن يلى هذا الامر رجلان رجل منا ورجل منكم فقام زيد بن ثابت رضى الله عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وكنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أنصار من يقوم مقامه فقال أبو بكر جزاكم الله خيرا من حى يا معشر الانصار وثبت قائلكم والله لو قلتم غير ذلك ما صالحناكم . رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عيسى بن عطية قال قام أبو بكر الصديق الغد حين بويع فخطب الناس فقال أيها الناس إنى قد أقلتكم رأيكم إنى لست بخيركم فبايعوا خيركم فقاموا إليه فقالوا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت والله خيرنا فقال يا أيها الناس إن الناس دخلوا في الاسلام طوعا وكرها فهم عواد الله وجيران الله فان استطعتم أن لا يطلبنكم الله بشئ من ذمته فافعلوا إن لى شيطانا يحضرني فإذا رأيتموني فأجيبوني لا أمثل بأشعاركم وانشادكم يا أيها الناس تفقدوا ضرائب علمائكم إنه لا ينبغى للحم نبت من سحت أن يدخل الجنة الا وراعوني بأنصاركم فان استقمت فاتبعوني وان زغت فقوموني وإن أطعت الله فأطيعوني وإن عصيت الله فاعصوني . رواه الطبراني
[ 184 ]
في الاوسط وفيه عيسى بن سليمان وهو ضعيف وعيسى بن عطية لم أعرفه وعن قيس بن أبى حازم إنى لجالس عند أبى بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بشهر قال فذكر قصتة فنودى في الناس ان الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر شيئا صنع له كان يخطب عليه وهى أول خطبة في الاسلام قال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ولوددت أن هذا كفانيه غيرى ولئن أخذتموني بسنة نبيكم ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان وان كان لينزل عليه الوحى من السماء . رواه أحمد وفيه عيسى بن المسيب البجلى وهو ضعيف . وعن ابن أبى مليكة قال قيل لابي بكر يا خليفة الله قال أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا راض به . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا ان ابن أبى مليكة لم يدرك الصديق . وعن قيس يعنى ابن حازم قال رأيت عمر وبيده عسيب نخل وهو يقول اسمعوا واطيعوا لخليفة رسول الله صلى عليه وسلم فجاء مولى لابي بكر يقال له سديد بصحيفة فقرأها على الناس قال يقول أبو بكر اسمعوا واطيعوا لمن في هذه الصحيفة فوالله ما ألوتكم قال قيس فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة لو كان عندنا من يحدثنا قالت قلت يا رسول الله ألا أبعث إلى ابي بكر فسكت ثم قال لو كان عندنا من يحدثنا قالت قلت يا رسول الله ألا أبعث إلى عمر فسكت قالت ثم دعا وصيفا بين يديه فساره فذهب قالت فإذا عثمان يستأذن فأذن له فدخل فناجاه النبي صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال يا عثمان إن الله عزوجل يقصمك قميصا فان أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه ولا كرامة يقولها مرتين أو ثلاثا - قلت رواه ابن ماجه باختصار - رواه أحمد وفيه فرج بن فضالة وقد وثق وهو ضعيف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن زيد بن أسلم أن عمر رضي الله عنه قال الستة الذين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض قال بايعوا لمن بايع له عبد الرحمن بن عوف فان أبى فاضربوا عنقه - قلت
[ 185 ]
في الصحيح طرف من أوله - رواه الطبراني في الاوسط وزيد لم يدرك عمر وولده عبد الله وثقه معن بن عيسى وغيره وضعفه الجمهور . وعن أبي وائل قال قلت لعبد الرحمن بن عوف كيف بايعتم عثمان وتركتم عليا قال ما ذنبي قد بدأت بعلي فقلت أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة أبى بكر وعمر قال فقال فيما استطعت قال ثم عرضتها على عثمان فقبلها . رواه عبد الله ابن أحمد وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف جدا . وعن فضالة بن أبي فضالة وكان أبو فضالة من أهل بدر قال خرجت مع أبي عائدا لعلي بن أبي طالب في مرض أصابه ثقل منه فقال له أبي ما يقيمك بمنزلك هذا لو أصابك أجلك لم تلك إلا أعراب (1) جهينة تحمل إلى المدينة فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك قال على رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى انى لا أموت حتى أومر ثم تخضب هذه يعني لحيته من هذه يعنى هامته فقتل وقتل أبو فضالة مع على عليه السلام . رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا على إن وليت الامر بعدى فاخرج أهل نجران من جزيرة العرب . رواه أحمد وفيه قيس غير منسوب والظاهر انه قيس بن الربيع وهو ضعيف وقد وثقه شعبة والثوري ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن مسعود قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن فتنفس فقلت مالك يارسول الله قال نعيت إلى نفسي يا ابن مسعود قلت فاستخلف قال من قلت أبا بكر قال فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس قلت ما شأنك بأبي أنت وامي يا رسول الله قال نعيت (2) إلى نفسي قلت فاستخلف قال من قلت عمر فسكت ثم مضى ساعة ثم تنفس قلت ما شأنك يا رسول الله قال نعيت الي نفسي يا ابن مسعود قلت فاستخلف قال من قلت علي بن أبي طالب قال أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين . رواه الطبراني وفيه مينا وهو كذاب . وعن أبي ميمونة قال قال معوية بن أبي سفيان ان أهل مكة أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) في الاصل " الاعراب " . (2) في الاصل " بعثت " في الثلاثة المواضع (*)
[ 186 ]
فلا تكون الخلافة فيهم وان أهل المدينة قتلوا عثمان فلا تعود الخلافة فيهم أبدا رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر انا يا رسول الله قال لا لكنه خاصف النعل وكان أعطى عليا نعله يخصفها . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن على بن ربيعة قال سمعت عليا على منبركم هذا يقول عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (1) . رواه أبو يعلي وفيه الربيع بن سهل ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب امرة معاوية) عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص أن معاوية أخذ الادوة بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتكى أبو هريرة فبينا هو يوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إليه مرة أو مرتين وهو يتوضأ فقال يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل قال فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت . رواه أحمد وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . ورواه أبو يعلي عن سعيد عن معاوية فوصله ، ورجاله رجال الصحيح . راه الطبراني باختصار عن عبد الملك بن عمير عن معاوية وفيه إسماعيل بن إبراهيم بن هاجر وهو ضعيف وقد وثق (باب إمرة بني العباس) عن العباس قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال انظر هل يرى في السماء نجم قال قلت نعم قال ما ترى قال قلت الثريا قال أما انه سيلى هذه الامة بعددها من صلبك اثنى في فتنة . رواه أحمد والطبراني وفيه أبو ميسرة مولى العباس ولم أعرفه إلا في ترجمة أبي قبيل ، بقية رجال أحمد ثقات . (1) الناكثين : أصحاب الجمل الذين نكثوا بيعتهم ، والقاسطين : أهل صفين الذين جاروا في حكمهم وبغوا عليه ، والمارقين : الخوارج لانهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، والحديث في مناقبه في الجزء التاسع . (*)
[ 187 ]
وعن ابي معاوية انه كان يقول ان عندي لحديثا لو اردت ان آكل به الدنيا اكلتها ولكن لا يسألني الله عن حديث ارفعه إلى السلطان قال ابي قلت ما هو فقال لما خرج زيد اتيت خالتي الغد فقلت لها يا امه قد خرج زيد فقالت المسكين يقتل كما قتل آباؤه فقلت لها انه خرج معه ذوو الحجا فقالت كنت عند ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فتذاكروا الخلافة فقالت كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فتذاكروا الخلافة بعده فقالوا ولد فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلون إليها ابدا ولكنها في ولد عمي وصنو ابي حتى يسلموها إلى الدجال . رواه الطبراني وفيه جماعة لم اعرفهم . وعن انس بن مالك قال لا يملك احد من بني امية سنة الا ملك ولد العباس سنين فقال له رجل من جلسائه يا ابا حمزة اقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم كما انك ها هنا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بكر بن يونس وهو ضعيف . وعن ام الفضل قالت مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بالحجر فقال يا ام الفضل قلت لبيك يا رسول الله قال انك حامل بغلام قلت وكيف وقد تحالفت قريش ان لا يأتوا النساء قال هو ما اقول فإذا وضعتيه فائتيني به قالت فلما وضعته اتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فاذن في اذنه اليمنى واقام في اذنه اليسرى والبأه (1) من ريقه وسماه عبد الله ثم قال اذهبي بابي الخلفاء قالت فأتيت العباس فأعلمته وكان رجلا لباسا جميلا مديد القامة فتلبس ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه ثم اقعده عن يمينه ثم قال هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه فقال العباس بعض القول يا رسول الله قال ولم لا اقول هذا يا عم وانت عمي وبقية آبائي ووارثي وخير من اخلف من بعدي من اهلي قلت يا رسول الله قالت ام الفضل كذا وكذا قال هي يا عباس بعد ثنتين وثلاثين ومائة ثم منكم السفاح والمنصور والمهدي وهي في اولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلى بالمسيح عيسى ابن مريم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه احمد بن راشد الهلالي وقد اتهم بهذا الحديث . وعن عقبة بن عامر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ (1) أي صب ريقه في فمه ، وكثير من هذه الاحاديث وارد في الفضائل في الجزء التاسع . (*)
[ 188 ]
بيد عمه العباس ثم قال يا عباس انه لا تكون نبوة الا كان بعدها خلافة وسيلى من ولدك آخر الزمان سبعة عشر منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي وليس بمهدي ومنهم الجموح ومنهم العاقب ومنهم الواهن من ولدك وويل لامتي منه كيف يعقرها ويهلكها ويذهب باموالها هو واتباعه على غير دين الاسلام فإذا بويع لصلبه فعند الثامن عشر انقطاع دولتهم وخروج اهل المغرب من بيوتهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الاول بن عبد الله المعلم ولم اعرفه . وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس لن تذهب الدنيا حتى يملك من ولدك يا عم في آخر الزمان عند انقطاع دولتهم وهو الثامن عشر يكون معه فتنة عمياء صماء يقتل من كل عشرة آلاف تسعة آلاف وتسعمائة لاينجو منها الا اليسير يكون قتالهم بموضع من العراق قال فبكى العباس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك انهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يطلبون الدنيا ولا يهتمون للاخرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مينا وهو كذاب خبيث . وعن نفير بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذهب ولد العباس حتى تغيظ عليهم احياء العرب فيكون اشد ما يكون ليس لهم في السماء ناصر ولا في الارض عاذر كاني بهم على بغلاتهم بين ظهرانى الكوفة فتقول العاتق في خدرها اقتلوهم قتلهم الله لا ترحموهم لا رحمهم الله فطالما ترحمونا . رواه الطبراني وفيه من لم اعرفهم . وتأتي احاديث من نحو هذا في باب ائمة الظلم والجور ان شاء الله . (باب كيف بدأت الامامة وما تصير إليه والخلافة والملك) عن النعمان بن بشير قال كنا قعودا في المسجد وكان بشير رجلا يكف حديثه فجاء ابو ثعلبة الخشنى فقال يا بشير بن سعد اتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الامراء فقال حذيفة انا احفظ خطبته فجلس ابو ثعلبة فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون
[ 189 ]
ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ثم تكون ملكا عاضا (1) فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج نبوة ثم سكت قال حبيب فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث اذكره اياه فقلت اني لارجو ان يكون امير المؤمنين يعنى عمر بعد الملك العاض والجبرية فادخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به واعجبه . رواه احمد في ترجمة النعمان ، والبزار اتم منه والطبراني ببعضه في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابي ثعلبة الخشنى قال كان معاذ بن جبل وابو عبيدة يتناجيان بينهما بحديث فقلت لهما ما حفظتما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اوصاهما بي فقالا ما اردنا ان ننتجى بشئ دونك انا ذكرنا حديثا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا يتذاكرانه وقالا انه بدأ هذا الامر نبوة ورحمة ثم كائن خلافة ورحمة ثم كائن ملكا عضوضا ثم كائن عتوا وجبرية (2) وفسادا في الامة يستحلون الحرير والخمر والفساد ينصرون على ذلك ويرزقون ابدا حتى يلقوا الله عزوجل . رواه ابو يعلى والبزار عن ابي عبيدة وحده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اول دينكم بدأ نبوة ورحمة فذكر نحوه . ورواه الطبراني عن معاذ وابي عبيدة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث ابي يعلى وزاد يستحلون الحرير والفروج والخمور ، وفيه ليث بن ابي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابي ثعلبة الخشنى قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ادفعني إلى رجل حسن التعليم فدفعني إلى ابي عبيدة ابن الجراح ثم قال قد دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك وادبك فأتيت وهو وبشير ابن سعد ابو النعمان يتحدثان فلما رأياني سكتا فقلت يا ابا عبيدة والله ما هكذا حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاجلس حتى نحدثك فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فيكم النبوة ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم تكون ملكا وجبرية . رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم ورجل لم يسم ورجل مجهول ايضا . وعن ابن عباس (1) وفي رواية " عضوضا " اي يصيب الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يعضون فيه عضا . (2) اي ملك عتو وقهر . (*)
[ 190 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول هذا الامر نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم يكون ملكا ورحمة ثم يكون امارة ورحمة ثم يتكادمون (1) عليها تكادم الحمير فعليكم بالجهاد وان افضل جهادكم الرباط وان افضل رباطكم عسقلان . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن قيس بن جابر الصدفي عن ابيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء امراء ومن بعد الامراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من اهل بيتي يملا الارض عدلا كما ملئت جورا ثم يؤمر القحطاني فو الذي بعثني بالحق ما هو دونه . رواه الطبراني وفيه جماعة لم اعرفهم . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثون نبوة وملك ثلاثون وجبروت وما وراء ذلك لاخير فيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مطر بن العلاء الرملي ولم اعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب الخلفاء الاثنى عشر) عن مسروق قال كنا جلوسا عند عبد الله وهو يقرئنا القرآن فقال رجل يا ابا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كم يملك هذه الامة من خليفة فقال عبد الله ما سألني عنها احد مذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم ولقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل . رواه احمد وابو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابي جحيفة قال كنت مع عمي عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال لا يزال امر امتي صالحا حتى يمضى إثنا عشر خليفة وخفض بها صوته فقلت لعمى وكان أمامى ما قال يا عم قال كلهم من قريش . رواه الطبراني في الاوسط والكبير والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح . وعن عبد الله ابن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ملك اثنا عشر من بنى عمرو بن كعب وكان البغض والنفاق إلى يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ذؤاد بن علبة وهو ضعيف وإسماعيل بن ذؤاد تلميذه ضعيف جدا (1) أي يعض بعضهم بعضا . (*)
[ 191 ]
أيضا . وعن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر وهو يقول إثنا عشر قيما من قريش لا يضرهم عداوة من عاداهم فالتفت خلفي فإذا أنا بعمر بن الخطاب رضى الله عنه في أناس فاثبتوا لى الحديث كما سمعت - قلت في الصحيح بعضه من حديثه وحديث أبيه فقط - رواه الطبراني ، وفى رواية لا تزال هذه ، وفيه روح بن عطاء وهو ضعيف . رواه البزار عن جابر بن سمرة وحده وزاد فيه ثم رجع يعنى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته فأتيته فقلت ثم يكون ماذا قال ثم يكون الهرج ، ورجاله ثقات . (باب الخلافة في قريش والناس تبع لهم) عن حميد بن عبد الرحمن قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في طائفة من المدينة قال فجاء فكشف الثوب عن وجهه فقبله وقال فداؤك أبى وأمى ما أطيبك حيا وميتا مات محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة قال فذكر الحديث قال فانطلق أبو بكر وعمر يتعاودان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئا أنزل في القرآن ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم إلا ذكره قالوا ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو سلكت الناس واديا وسلكت الانصار واديا سلكت وادى الانصار ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد قريش ولاة هذا الامر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم قال فقال له سعد صدقت نحن الوزراء وأنتم الامراء . رواه أحمد وفى الصحيح طرف من أوله ورجاله ثقات إلا أن حميد بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر . وعن على بن أبى طالب قال سمعت أذناى ووعى قلبى من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الناس تبع لقريش صالحهم تبع لصالحهم وشرارهم تبع لشرارهم . رواه عبد الله بن أحمد والبزار وفيه محمد بن جابر اليمامى وهو ضعيف عند الجمهور وقد وثق . وعن على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس ذات يوم فقال ألا إن الامراء من قريش ألا إن الامراء من قريش ما أقاموا بثلاث ما حكموا فعدلوا وما عاهدوا فوفوا وما استرحموا فرحموا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين . رواه أبو يعلى وفيه من لم
[ 192 ]
أعرفهم . وعن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الائمة من قريش أبرارها أمراء أبرارها وفجارها ولكل حق فآتوا كل ذى حق حقه وإن أمر عليكم عبد حبشي فاسمعوا له وأطيعوا ما لم يخير (1) أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فليمدد عنقه ثكلته أمه فلا دينا له ولا آخرة بعد ذهاب دينه . رواه الطبراني في الصغير والاوسط عن شيخه حفص بن عمر بن الصباح الرقى قال الحاكم حدث بغير حديث لم يتابع عليه . وعن عبد الله بن مسعود قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا من ثمانين رجلا من قريش ليس فيهم إلا قرشي لا والله ما رأيت صفيحة وجوه أحسن من وجوههم يومئذ فذكروا النساء فتحدث معهم حتى أحببت أن يسكت قال فأتيته فتشهد ثم قال أما بعد يا معشر قريش فأنكم (2) ولاة هذا الامر ما لم تعصوا (3) الله فإذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى (4) القضيب لقضيب في يده ثم لحاقضيبه فإذا هو أبيض يصلد (5) . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح ، ورجال أبى يعلى ثقات . وعن بكير بن وهب الحريري (6) قال قال لى أنس أحدثك حديثا ما حدثه كل أحد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب البيت ونحن فيه فقال الائمة من قريش إن لى عليكم حقا ولهم عليكم حقا مثل ذلك ما إن استرحموا رحموا وإن عاهدوا وفواو إن حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الاوسط أتم منهما والبزار إلا أنه قال الملك في قريش ، ورجال أحمد ثقات . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لى على قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا ما حكموا فعدلوا وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس فيكم النبوة والمملكة . رواه البزار وفيه محمد (1) في الاصل (يجبر) . (2) في الاصل (فأيكم) . (3) في الاصل (يعصوا) . (4) أي يقشر . (5) أي يبر ق . (6) في الاصل (الحررى) والتصويب من الخلاصة . (*)
[ 193 ]
ابن عبد الرحمن العامري وهو ضعيف . وعن سيار بن سلامة أبى المنهال قال دخلت مع أبى على أبى برزة وإن في أذنى لقرطين وأنا غلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامراء من قريش ثلاثا ما فعلوا ثلاثا ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا وعاهدوا فوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . رواه أحمد وأبو يعلى أتم منه وفيه قصة ، والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح خلا سكين (1) بن عبد العزيز وهو ثقة . وعن أبى مسعود الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش إن هذا الامر فيكم وأنتم ولاته حتى تحدثوا أعمالا فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحى (2) القضيب . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح خلا القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحرث وهو ثقة . وعن أبى موسى قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب فيه نفر من قريش فقال وأخذ بعضادتى الباب هل في البيت إلا قرشي قال فقيل يارسول الله غير فلان ابن اختنا فقال ابن أخت القوم منهم ثم قال إن هذا الامر في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا أقسموا أقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل - قلت روى أبو داود منه ابن أخت القوم منهم فقط - رواه أحمد والبزار والطبراني رجال أحمد ثقات . وعن ذى مخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان هذا الامر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش وفى وس ى ع وذال ى ه م ، قال عبد الله كذا هو في كتاب أبى مقطع وحيث حدثنا به تكلم به على الاسنواى . رواه أحمد والطبراني باختصار الحروف ورجالهم ثقات . وعن شريح بن عبيد قال اخبرني جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الاسود والمقدام بن معد يكرب وأبو أمامة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أما هذا الامر إلا في قومك قال بلى قال فوصهم بنا فقال لقريش إنى أخذركم الله أن تسفوا على أمتى من بعدى ثم قال للناس سيكون من بعدى أمراء فأدوا إليهم طاعتهم فان الامير مثل المجن (1) في الاصل (سلين) والتصويب من خلاصة التذهيب . (2) أي يقشر . (*) (خامس مجمع الزوائد)
[ 194 ]
يتقى به فان صلحوا واتقوا وأمروكم بخير وإن أساءوا وأمروكم به فعليهم وأنتم برآء فذكر الحديث . رواه الطبراني وفيه محمد بن أسماعيل بن عياش ، وهو ضعيف . وعن عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا معهم فدخل بيته فقال ادخلوا على ولا يدخل على إلا قرشي فتساللت فدخلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش هل معكم أحد ليس منكم قالوا نخبرك يارسول الله بآبائنا أنت وأمهاتنا معنا ابن الاخت والمولى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حليف القوم منهم وابن أخت القوم منهم يا معشر قريش إنكم الولاة من بعدى لهذا الامر فلا تموتن إلا وأنتم مسملون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة يا معشر قريش احفظوني في أصحابي وأبنائهم وأبناء أبنائهم رحم الله الانصار وأبناء الانصار وأبناء أبناء الانصار . رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو والمزنى وهو ضعيف وقد حسن له الترمذي ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيت فيه نفر من قريش فأخذ بعضادتى الباب فقال هل في البيت إلا قريشي فقالوا إلا ابن أخت لنا فقال ابن أخت القوم منهم ثم قال ألا إن هذا الامر في قريش ما إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا أقسموا أقسطوا ومن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال كنا في بيت فيه نفر من المهاجرين والانصار فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل كل رجل منا يوسع رجاء أن يجلس إلى جنبه ثم قال إلى الباب فأخذ بعضادتيه فقال الائمة من قريش ولى عليكم حق عظيم ولهم ذلك ما فعلوا ثلاثا إذا استرحموا ورحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا عاهدوا أوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وفى رواية وإذا ائتمنوا أدوا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبد الله بن فروخ وثقه ابن حبان وقال ربما خالف وفيه كلام ، وبقية
[ 195 ]
رجال الكبير ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله أمان أهل الارض من الغرق القوس وأمان أهل الارض من الاختلاف الموالاة لقريش قريش أهل الله فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس . رواه الطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال وأمان أمتى من الاختلاف ، وفى رواية وقال قريش أهل الله ثلاث مرات ، وفيه خليد بن دعلج وهو ضعيف . وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الناس تبع لقريش في الخير والشر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده حسن . وعن الحرث بن الحرث وكثير بن مرة وعمرو بن الاسود وأبى أمامة رضى الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس . رواه الطبراني وإسناده حسن . وعن معاوية بن أبى سفيان أنه قال وهو على المنبر حدثنى الضحاك بن قيس وهو عدل على نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال وال من قريش . رواه الطبراني وفيه سنيد وهو ثقة وقد تكلم في روايته عن الحجاج بن سليمان وهذا منها والله أعلم . وعن عبد الله بن حنطب (1) قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة فقال ألست أولى بأنفسكم قالوا بلى يارسول الله قال فانى سائلكم عن اثنين عن القرآن وعن عترتي ألا ولا تقدموا قريشا فتضلوا ولا تخلفوا عنها فتهلكوا ولا تعلموها فهم أعلم منكم قوة رجل من قريش أفضل من قوة رجلين من غيرهم لولا أن تبطر قريش لاخبرتها بمالها عند الله خيار قريش خيار الناس . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإذا لم تفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم فان لم تفعلوا فكونوا حينئذ زراعين أشقياء تأكلون من كد أيديكم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجال الصغير ثقات ، ويأتى حديث النعمان . وعن الاحنف بن قيس قال كنت أسمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول لا يدخل رجل من قريش من باب إلا دخل معه أناس فلا أدرى ما تأويل قوله حتى طعن عمر فأمر صهيبا أن يصلى بالناس ثلاثا وأمر أن يجعل للناس طعاما تلك الثلاث الايام (2) حتى يجتمع (1) في الاصل غير منقوطة ، وهو مشهور . (2) في الاصل (أيام) وهو غير فصيح . (*)
[ 196 ]
أهل الشورى على رجل فلما رجعوا من الجنازة جاءوا وقد وضعت الموائد فأمسك الناس للحزن الذى هم فيه فجاء العباس بن عبد المطلب فقال يا أيها الناس قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلنا وشربنا بعده ومات أبو بكر رضى الله عنه فأكلنا وشربنا بعده أيها الناس كلوا من هذا الطعام فمد يده ومد الناس أيديهم فأكلوا فعرفت تأويل قوله . رواه الطبراني وفيه على بن زيد وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عتبة بن عبد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة في قريش فذكر الحديث . وقد تقدم في أول كتاب الاحكام . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وقد تقدم حديث أبى هريرة ورجاله ثقات . (باب في العدل والجور) عن عبد الله بن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لقصرا يسمى عدن حوله البروج والصروح له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف خيرة لا يدخله ولا يسكنه إلا نبى أو صديق أو إمام عادل . رواه البزار وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السلطان ظل الله في الارض يأوى إليه كل مظلوم من عباده فان عدل كان له الاجر وكان يعنى على الرعية الشكر وان جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر وإذا حورب الولاة قحطت السماء وإذا منعت الزكاة هلكت المواشى وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار ، أو كلمة نحوها . رواه البزار وفيه سعيد بن سنان أبومهدى وهو متروك . وعن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلبث الجور بعدى إلا قليلا حتى يطلع فكلما طلع من الجور شئ ذهب من العدل مثله حتى يولد في الجور من لا يعرف غيره ثم يأتي الله تبارك وتعالى بالعدل فكلما جاء من العدل شئ ذهب من الجور مثله حتى يولد في العدل من لا يعرف غيره . رواه أحمد وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وقال يخطئ ويهم ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال هذه الامة بخير ما إذا قالت صدقت وإذا حكمت عدلت وإذا استرحمت رحمت . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط
[ 197 ]
وفيه إسحق بن يحيى طلحة وهو متروك . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فاحسنوا فان الله عزوجل محسن يحب المحسنين . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة وحد يقام في الارض بحقه أزكى فيها من مطر أربعين عاما . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سعد أبو غيلان الشيباني ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى قحدم قال وجد في زمان زياد صرة فيها أمثال النوى عليه مكتوب هذا نبت زمان كان يؤمر فيه بالعدل . رواه البزار وأبو قحدم ضعيف . وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر . رواه الطبراني وفيه عطية وهو ضعيف . وعن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في جهنم واديا (1) في الوادي بئر يقال له هبهب (2) حقا على الله أن يسكنه كل جبار عنيد . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن عمر الخطاب إن أفضل الناس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عدل رفيق وشر عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام جائر خرق . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعيف . (باب الاستخلاف ووصية المتولي) عن عبد الله بن سبيع قال قيل لعلى ألا تستخلف قال لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن الاغر أغربني مالك قال لما أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بعث إليه فدعاه قأتاه فقال إنى أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه فاتق الله يا عمر بطاعته وأطعه بتقواه فان التقى أمر محفوظ ثم إن الامر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به فمن أمر بالحق وعمل بالباطل وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيته وأن يحبط به عمله فان أنت وليت عليهم أمرهم فان استطعت (1) في الاصل (وادى) وهو لحن . (2) في الاصل مغفلة من النقط والتصويب من النهاية ، والهبهب في أصله اللغوى : السريع . (*)
[ 198 ]
أن تجف (1) يديك من دمائهم وأن تضمر بطنك من أموالهم وان تجف لسانك عن أعراضهم فافعل ولا قوة إلا بالله . رواه الطبراني والاغر لم يدرك أبا بكر ، وبقية رجاله ثقات . وعن محمد بن سيرين قال لما بايع حج فمر بالمدينة فخطب الناس فقال إنا قد بايعنا يزيد فبايعوه فقام الحسين بن على فقال أنا والله أحق بها منه فان أبى خير من أبيه وجدى خير من جده وأمى خير من أمه وأنا خير منه فقال أما ما ذكرت أن جدك خير من جده فصدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من أبى سفيان وأما ما ذكرت أن أمك خير من أمه فصدقت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من بنت بحدل وأما ذكرت أن أباك خير من أبيه فقد قارع أبوك أباه فقضى الله لابيه على أبيك وأما ما ذكرت أنك خير منه فلهوارب منك وأعقل ما يسرنى به مثلك ألف . رواه الطبراني وفيه الهيثم بن الربيع قال أبو حاتم شيخ ليس بالمعروف ، وبقية رجاله ثقات . (باب النهى عن مبايعة (2) خليفتين) عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الآخر منهما . رواه البزار وفيه أبو هلال وهو ثقة و (3) الطبراني في الاوسط . وعن سعيد بن جبير أن عبد الله بن الزبير قال لمعاوية في الكلام الذى جرى بينهما في بيعة يزيد وأنت يا معاوية أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان في الارض خليفتان (4) فاقتلوا آخرهما . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . (باب كيف يدعى الامام) عن ابن أبى مليكة قال قيل لابي بكر يا خليفة الله قال أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا راض به . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن ابن أبى مليكة لم يدرك أبا بكر . وعن الزهري قال سلم عثمان بن حنيف على معاوية وعنده أهل الشام فقال السلام عليك أيها الامير فقالوا من هو المنافق الذى قصر في كنية أمير المؤمنين فقال عثمان لمعاوية إن هؤلاء قد عابوا على شيئا أنت أعلم به (1) في الاصل (تخف) . (2) في الاصل (متابعة) . (3) في الاصل (وفيه) . (4) في الاصل (خليفتين) . (*)
[ 199 ]
أما إنى قد جئت بها أبا بكر وعمر وعثمان ، فقال معاوية إنى لاخاله قد كان بعض الذى تقول ولكن أهل الشام حين وقعت الفتنة قالوا والله لنعرفن ديننا ولا نقصر تحية خليفتنا وإنى لاخالكم يا أهل المدينة تقولون لعامر الصدقة أمير . رواه الطبراني والزهرى لم يدرك معاوية ولكن رجاله رجال الصحيح . قلت وفى مناقب عمر (1) أول من سمى أمير المؤمنين . (باب كراهة الولاية ولمن تستحب) عن عبد الله بن عمرو قال جاء حمزة بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله اجعلني على شئ أعيش به فقال رسول الله صلى عليه وسلم يا حمزة نفس تحييها أحب إليك أم نفس تميتها قال نفس أحييها قال عليك نفسك . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن حبان بن بح (2) الصدائى أنه قال إن قومي كفروا فأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم جهز إليهم جيشا فأتيته فقلت إن قومي على الاسلام قال أكذاك قلت نعم قال قاتبعته ليلتى إلى الصباح فأذنت بالصلاة لما أصبحت وأعطاني إناءا أتوضأ منه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه في الاناء فانفجر عيونا فقال من أراد أن يتوضأ فتوضأت وصليت وأمرني عليهم وأعطاني صدقتهم فقام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال فلان ظلمنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاخير في الامرة لمسلم ثم جاءه رجل يسأله صدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصدقة صداع في الرأس وحريق في البطن أوداء فأعطيته صحيفتي أو صحيفة امرتي وصدقتي فقال ما شأنك فقلت كيف أقبلها وقد سمعت منك ما سمعت قال هو ما سمعت . رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للامراء ويل للعرفاء ويل للامناء ليأتين على أحدهم يوم ودأنه معلق بالنجم وانه لم يل عملا . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه عمر بن سعيد البصري وهو ضعيف وليث بن أبى (1) في الجزء التاسع . (2) في الاصل (بخ) بالمعجمة ، والتصويب من الاصابة . (*)
[ 200 ]
سليم مدلس . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ويل للامراء ويل للعرفاء ويل للامناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يتذبذبون . بين السماء والارض ولم يكونوا عملوا على شئ . رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من أربعة ورواه أبو يعلى والبزار . وعن رافع الطائى أبى بكر في غزوة ذات السلاسل قال وسألته عما قيل في بيعتهم قال وهو يحدثه عما تكلمت به الانصار وما كلمهم وما كلم به عمر بن الخطاب الانصار وما ذكرهم به من إمامة أتاهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فبايعوني لذلك وقبلتها منهم وتخوفت أن تكون فتنة تكون بعدها ردة . رواه أحمد عن شيخه على بن عياش ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن يزيد بن موهب أن عثمان قال لابن عمر اقض بين الناس فقال لا أقضى بين اثنين ولا أؤم رجلين أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ قال بلى قال فانى أعوذ بالله أن تستعملني فأعفاه قال ولا تخبرن أحدا . رواه أحمد ويزيد لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن زيد بن ثابت أنه قال عند النبي صلى الله عليه وسلم بئس الشئ الامارة فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الشئ الامارة لمن أخذها بحقها وحلها وبئس الشئ الامارة لمن أخذها بغير حقها تكون عليه حسرة يوم القيامة . رواه الطبراني عن شيخه حفص ابن عمر بن الصباح الرقى وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن شداد ابن أوس وهو أخو حسان بن ثابت الانصاري وهو افتتح إيلياء لمعوية بن أبى سفيان وهو يراجع معاوية رحمه الله يذكر الامارة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الامارة فقال أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من رحم وعدل وقال هكذا وهكذا بيده بالمال ثم سكت ما شاء الله ثم قال كيف بالعدل مع ذى القربى . رواه الطبراني وفيه إسحق بن إبراهيم المزني وهو ضعيف . وعن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن شئتم أنبأتكم عن الامارة وما هي فناديت بأعلى صوتي ثلاث مرات وما هي يارسول الله قال أو لها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيمامة إلا من عدل وكيف يعدل مع قرابته . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط باختصار ورجال الكبير رجال
[ 201 ]
الصحيح . وعن أبى هريرة قال شريك لا أدرى رفعه أم لا قال الامارة أولها ندامة وأوسطها غرامة وآخرها عذاب يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل المقداد بن الاسود على حريدة جبل فلما قدم قال كيف رأيت قال رأيتهم يرفعون ويصنعون حتى طننت أنى ليس ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو ذاك فقال المقداد والذى بعثك بالحق لا أعمل على عمل أبدا فكانوا يقولون له تقدم فصل بنا فيأبى . رواه البزار وفيه سوار ابن داود أبو حمزة وثقه أحمد وابن حبان وابن معين وفيه ضعف ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن المقداد بن الاسود قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعثا فلما رجعت قال لى كيف تجد نفسك قلت مازلت حتى ظننت أن معى حولا لى وايم الله لا ألى على رجلين بعدها أبدا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عمير بن إسحق وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره و عبد الله بن أحمد ثقة مأمون . وعن مالك بن الحرث عن رجل قال الحضرمي في كتاب أبى كريب عن حميد عن رجل قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا على سرية فلما مضى ورجع إليه قال له كيف وجدت الامارة قال كنت كبعض القوم إذا ركنت ركنوا وإذا نزلت نزلوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن السلطان على باب عتب إلا من عصم الله عزوجل فقال الرجل والله لا أعمل لك ولا لغيرك أبدا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على عمل فقال يارسول الله خر لى قال الزم بيتك . رواه الطبراني وفيه الفرات بن أبى الفرات وهو ضعيف . وعن عصمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على الصدقة فقال يارسول الله خر لى قال اجلس في بيتك . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن رافع بن عمرو الطائى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل فبعث معه مع ذلك الجيش أبا بكر وعمر وسراة أصحابه فانطلقوا حتى نزلوا جبلى طئ فقال عمرو انظروا إلى رجل دليل بالطريق فقالوا
[ 202 ]
ما نعلمه إلا رافع بن عمرو فانه كان ربيلا فسألت طارقا ما الربيل قال اللص الذى يغزو القوم وحده فيسرق قال رافع فلما قضينا غزاتنا وانتهيت إلى المكان الذى كنا خرجنا منه توسمت أبا بكر فأتيته فقلت يا صاحب الحلال إنى توسمتك من بين أصحابك فائتني بشئ إذاحفضته كنت منكم ومثلكم فقال أتحفظ أصابعك الخمس قلت نعم قال اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة إن كان لك مال وتحج البيت وتصوم رمضان حفظت فقلت نعم قال وأخرى لا تأمرن على اثنين قلت وهل تكون الامرة إلا فيكم أهل بدر قال يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك إن الله عزوجل لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم دخل الناس في الاسلام فمنهم من دخل فهداه الله ومنهم من أكرهه السيف فهم عواد الله عزوجل وجيران الله في خفارة الله إن الرجل إذا كان أميرا فتظالم الناس بينهم فلم يأخذ لبعضهم من بعض انتقم الله من إن الرجل منكم لتؤخذ شاة جاره فيظل ناتى عضلته غضبا لجاره والله من وراء جاره قال رافع فنكثت سنة ثم ان أبا بكر استخلف فركنت إليه قلت أنا رافع كنت نقيبك بمكان كذا وكذا قال عرفت قال كنت نهيتني عن الامارة ثم ركبت أعظم من ذلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم فمن لم يقم فيهم كتاب الله فعليه بهلة (1) الله يعنى لعنة الله . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبد الرحمن بن عوف قال دخلت على أبى بكر أعوده في مرضه الذى توفى فيه فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت فاستوى جالسا فقال أصبحت بحمد الله بارئا فقال أما إنى على ما ترى وجع وجعلتم لى شغلا مع وجعى جعلت لكم عهدا من بعدى واخترت لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الامر له ورأيت الدنيا أقبلت ولما تقبل وهى خائنة و ستجدون بيوتكم بستور الحرير ونضائد الديباج وتألمون النوم على الصوف الاذربى (2) كأن أحدكم على حسك السعدان والله لان يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا ثم قال أما إنى لا آسى على شئ إلا على ثلاث فعلتهن وددت أنى لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أنى فعلتهن وثلاث وددت أنى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) في الاصل (نهلة) بالنون ، والتصويب من النهاية . (2) نسبة إلى أذربيجان . (*)
[ 203 ]
عنهن فاما الثلاث التى وددت أنى لم أفعلهن فوددت أنى لم أكن كسفت بيت فاطمة وتركته وأن أعلق على الحرب ووددت أنى يوم سقيفة بنى ساعدة قذفت الامر في عنق أحد الرجلين أبى عبيدة أو عمر وكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا ووددت أنى حين وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة أقمت بذى القصة فان ظفر المسلمون ظفروا وإلا كنت ردءا ومددا وأما الثلاث اللاتى وددت أنى فعلتها فوددت أنى يوم أتيت بالاشعث أسيرا ضربت عنقه فانه يخيل إلى أنه لا يكون شر إلا طار إليه ووددت أنى يوم أتيت بالعجاة السلمى لم أكن أحرقته وقتلته شريحا أو أطلعته نجيحا ووددت أنى حين وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يمينى وشمالي في سبيل الله عز وجل وأما الثلاث اللاتى وددت أنى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فوددت أنى سألته فيمن هذا الامر فلا ينازعه أهله ووددت انى كنت سألته هل للانصار في هذا الامر سبب ووددت أنى سألته عن العمة وبنت الاخ فان في نفسي منهما حاجة . رواه الطبراني وفيه علوان بن داود البجلى وهو ضعيف وهذا الاثر مما أنكر عليه . وعن زياد بن الحرث الصدائى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فبلغني أنه يريد أن يرسل جيشا إلى قومي فقلت يارسول الله رد الجيش وأنا لك باسلامهم وطاعتهم قال افعل فكتبت إلى قومي فأتى وفد منهم النبي صلى الله عليه وسلم باسلامهم وطاعتهم فقال يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك قلت بل هداهم الله وأحسن إليهم قال أفلا أؤمرك عليهم قلت بلى فأمرني عليهم فكتب لى بذلك كتابا وسألته من صدقاتهم ففعل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ في بعض أسفاره فأعرسنا من أول الليل فلزمته وجعل أصحابي يتقطعون حتى لم يبق معه رجل غيرى فلما تحين الصبح أمرنى فأذنت ثم قال يا أخا صداء امعك ماء قلت نعم قليل لا يكفيك قال صبه في الاناء ثم ائتنى به فأدخل يده فيه فرأيت بين كل اصبعين من أصابعه عينا (1) تفور قال يا أخا صداء لولا انى أستحييى من ربى لسقينا واستقينا ناد في الناس من يريد الوضوء قال فاغترف من (1) في الاصل (عين) وهو لحن لا جدوى من الاسراف في الاشارة إلى مثله . (*)
[ 204 ]
اغترف وجاء بلال ليقيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم فلما صلى الفجر أتاه أهل المنزل يشكون عاملهم وقولون يارسول الله أخذنا بما كان بينه وبين قومه في الجاهلية فالتفت إلى أصحابه وقال لا خير في الامارة لرجل مؤمن فوقعت في نفسي وأتاه سائل يسأله فقال من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن فقال أعطني من الصدقات فقال إن الله لم يرض في الصدقات بحكم نبى ولا غيره حتى جعلها ثمانية أجزاء فان كنت منهم أعطيتك حقك فلما أصبحت قلت يارسول الله اقل إمارتك فلا حاجة لى فيها قال ولم قلت سمعتك تقول لا خير في الامارة لرجل مؤمن وقد آمنت وسمعتك تقول من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن وقد سألتك وأنا غنى قال هو ذاك فان شئت فخذ وإن شئت فدع قال قلت بل أدع قال فدلني على رجل أوليه فدللته على رجل من الوفد فولاه قال يارسول الله إن لنا بئراإذا كان الشتاء وسعنا ماؤها (1) فاجتمعنا عليها وإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه من حولنا وإنا لا نستطيع اليوم أن نتفرق كل من حولنا عدو فادع الله أن يسعنا ماؤها قال فدعا بسبع حصيات ففر كهن بين كفيه وقال إذا أتيتموها فالقوا واحدة واذكروا اسم الله فما استطاعوا أن ينظروا إلى قعرها بعد - قلت في السنن طرف منه - رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف وقد وثقه أحمد بن صالح ورد على من تكلم فيه ، وبقية رجاله ثقات . وعن نافع قال لما قتل عثمان جاء على إلى ابن عمر فقال أنك محبوب (2) في الناس فسر إلى الشام فقال ابن عمر بقرابتي وصحبتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم والرحم التى بيننا فلم يعاوده . رواه الطبراني وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . (باب فيمن ولى شيئا) عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من رجل يلى أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو (1) في الاصل (ماؤه) وبقية الضمائر الآتية مذكرة ، وهو غلط لان البئر مؤنثة . (2) في الاصل (محبوبا) . (*)
[ 205 ]
أوثقه إثمه أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزى يوم القيامة . رواه أحمد والطبراني وفيه يزيد بن أبى ملك وثقه ابن حبان وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة إلا جئ به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يطلقه الحق أو يوثقه ومن تعلم القرآن ثم نسيه (1) لقى الله تبارك وتعالى وهو أجذم . رواه أحمد وابنه . وعن رجل عن سعد بن عبادة قال سمعته غير مرة ولا مرتين يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلا العدل . رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه رجل لم يسم ، وبقية أحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة إلا يؤنى به يوم القيامة مغلولا حتى يفكه العدل أو يوثقه الجور ، وفى رواية وإن كان مسيئا زيد غلا إلى غله . رواه البزار والطبراني في الاوسط بالاول ورجال الاول في البزار رجال الصحيح ، وفى رواية الطبراني في الاوسط أيضا عافاه الله بما شاء أو عاقبه بما شاء . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجاء بالامام الجائر يوم القيامة فتخاصمه الرعية فيفلحوا عليه فيقال له سد ركنا من أركان جهنم . رواه البزار وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف . وعن أبى وائل شقيق أبى سلمة أن عمر بن الخطاب استعمل بشرا على صدقات هو ازن فتخلف بشر فلقيه عمر قال ما خلفك أما لنا سمع وطاعة قال بلى ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولى شيئا من أمر المسلمين أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فان كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا قال فخرج عمر رضى الله عنه كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر قال مالى أراك كئيبا حزينا فقال مالى لا أكون كئيبا حزينا وقد سمعت بشر بن عاصم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولى شيئا من أمر المسلمين أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فان كان محسنا نجا وان كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا فقال أبو ذر وما (1) في الاصل (يسبه) (*)
[ 206 ]
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قال أشهد انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولى أحدا من الناس أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فان كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى به سبعين خريفا وهى سوداء مظلمة فأى الحديثين أوجع لقلبك قال كلاهما قد أوجع قلبى فمن يأخذها (1) بما فيها فقال أبو ذر من سلت الله أنفه (2) وألصق خده بالارض أما إنا لا نعلم إلا خيرا وعسى إن وليتها من لا يعدل فيها أن لا ينجو من إثمها . رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك . وعن قيس بن عاصم عن أبيه أن عمر بن الخطاب بعث إليه يستعين به على بعض الصدقة فأبى أن يعمل له ثم قال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم القيامة أمر بالوالى فيوقف على جسر جهنم فيأمر الله الجسر فينتفض انتفاضة فيزول كل عظم منه من مكانه ثم يسأله فان كان مطيعا اجتبذه فأعطاه كفلين من الاجر وان كان عاصيا خرق به الجسر فهوى في جهنم سبعين خريفا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وقد تقدمت أحاديث من نحو هذا في الاحكام (3) . وعن ابن عباس يرفعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل ولى عشرة إلا جئ يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتى يقضى بينهم وبينه . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله ثقات وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولى عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو كرهوا جئ به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه فان كان حكم بما أنزل الله ولم يحف في حكم ولم يرتش أطلقت يمينه فقال بعض جلساء عطاء يا أبا محمد وما بد من غل قال إى ورب هذه البنية وأشار بيده إلى الكعبة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه . وعن أبى الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من والى ثلاثة إلا لقى الله مغلولة يمينه فكه عدله أو غله جوره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني وثقه ابن حبان وغيره وكذبه أبو حاتم وأبو زرعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير عشرة إلا أتى الله يوم (1) يعنى الخلافة . (2) أي جدعه وقطعه . (3) في الجزء الرابع . (*)
[ 207 ]
القيامة يده مغلولة إلى عنقه فان كان محسنا فك عنه وإن كان مسيئا زيد غلا إلى غله . رواه الطبراني في الاوسط باسنادين وكلاهما فيه ضعف ولم يوثق . وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلك ان ينسأ في أجلك حتى تؤمر على عشرة حين يسكن الناس الكفور فاياك أن تؤمر على عشرة فما فوق ذلك فانه لايقام أحد على عشرة فما فوق ذلك إلا أتى مغلولة يده إلى عنقه لا يفكه من غله ذلك إلا العدل إن كان عدل بينهم ولا تعمرن الكفور فان عامر الكفور كعامر القبور . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه مسلمة بن رجاء ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب كلكم راع ومسؤول) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكل مسؤل عن رعيته فالامير راع على الناس ومسؤل عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤل عن زوجته وما ملكت يمينه والمرأة راعية لزوجها ومسؤلة عن بيتها وولدها والمملوك راع على مولاه ومسؤل عن ماله وكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته فأعدوا للمسائل جوابا قالوا يارسول الله وما جوابها قال أعمال البر . رواه الطبراني في الصغير والاوسط باسنادين وأحد إسنادى الاوسط رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع ومسؤل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أرطاة بن الاشعث وهو ضعيف جدا . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من راع يسترعى رعية إلا سئل يوم القيامة أقام فيها أمر الله أم أضاعه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو عياش المصرى وهو مستور ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام . وعن أبى لبابة بن عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الحيات التى في البيوت وقال كلكم راع ومسؤل عن رعيته والرجل راع عن أهله ومسئول عنهم وامرأة الرجل راعية على بيت زوجها وهى مسئولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا كلكم راع وكلكم مسئول - قلت لابي لبابة في الصحيح النهى عن قتل الحيات فقط - رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجال الكبير الصحيح . وعن المقدام قال قال رسول الله صلى الله
[ 208 ]
عليه وسلم لا يكون رجل على قوم إلا جاء يقدمهم يوم القيامة بين يديه راية يحملها وهم يتبعونه فيسأل عنهم ويسألون عنه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف . وعن قتادة أن ابن مسعود قال إن الله تبارك وتعالى سائل كل ذى رعية فيما استرعاه أقام أمر الله تعالى فيهم أم أضاعه حتى إن الرجل ليسأل عن أهل بيته . رواه الطبراني وقتادة لم يسمع من ابن مسعود ، ورجاله رجال الصحيح . (باب أخذ حق الضعيف من القوى) عن بريدة قال سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفرا رضى الله عنه حين قدم من الحبشة ما أعجب شئ رأيته قال رأيت امرأة تحمل على رأسها مكيلا من طعام فمر فارس فركضه فأبدره فجلست تجمع طعامها ثم التفتت فقالت ويل لك إذا وضع الملك تبارك وتعالى كرسيه فأخذ للمظلوم من الظالم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقا لقولها لا قدست أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها وهو غير متعتع (1) . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة لكنه اختلط ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر قال لما قدم جعفر من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خجل إعظاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال له يا حبيبى أنت أشبه الناس بخلقي وخلقي وخلقت من الطينة التى خلقت منها يا حبيبى حدثنى عن بعض عجائب أهل الحبشة قال نعم بأبى أنت وأمى يارسول الله بينا أنا قائم في بعض طرقها إذا أنا بعجوز على رأسها مكيل وأقبل شاب يركض على فرس فزحمها وألقى المكيل عن رأسها واستوت قائمة واتبعته البصر وهى تقول الويل لك غدا إذا جلس الملك على كرسيه فاقتص للمظلوم من الظالم قال جابر فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه ، وفى الاصل تصحيف ، والحديث تقدم . (*)
[ 209 ]
وهو يقول لا قدس الله أمة لا تأخذ للمظلوم حقه من الظالم غير متعتع . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مكى بن عبد الله الرعينى وهو ضعيف . وعن عائشة قالت أراد ابن مسعود أن يبنى دارا فقالت قريش ألا نمنع ابن أم عبد (1) أن يبنى دارا فينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو آمر بذلك وأنا ظالم أو فأنا ظالم لا يقدس الله أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين في رواية . وقد تقدم حديث ابن مسعود نفسه في هذه القصة في الاحكام (2) وأحاديث غيره من نحو هذا الباب . وعن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدس الله أمة لا يقضى فيها بالحق ويأخذ الضعيف حقه من القوى غير متعتع . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ربيعة بن يزيد أن معاوية كتب إلى مسلمة بن مخلد أن سل عبد الله بن عمرو بن العاصى هل سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا قدست أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها وهو غير مضطهد فان قال نعم فاحمله على البريد فسأله فقال نعم فحمله على البريد من مصر إلى الشام فسأله معاوية فأخبره فقال معاوية وأنا قد سمعته ولكن أحببت أن اتثبت . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب الامام الضعيف عن الحق) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامام الضعيف ملعون . رواه الطبراني وسقط من إسناده رجل بين عبد الكريم بن الحرث وبين ابن عمر وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ملك النساء) عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم يملك رأيهم امرأة . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه أبى عبيدة عبد الوارث ابن إبراهيم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن الهجنع قال لما قدمت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أتينا أبا بكرة فقلنا هذه عائشة كنت تقول عائشة عائشة هي ذى عائشة قد جاءت فاخرج معنا فقال إنى ذكرت حديثا (*) (1) في الاصل (عبدان) . (2) في الجزء الرابع . (*)
[ 210 ]
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بلقيس صاحبة سبأ فقال لا يقدس الله أمة قادتهم امرأة - قلت لابي بكرة حديث في الصحيح غير هذا - رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب بطانة الامير) عن القاسم قال قال عبد الله إن الامير إذا أمر كانت له بطانتان من أهله بطانة تأمره بطاعة الله وبطانة تأمره بمعصيته وهو مع من أطاع منهما . رواه الطبراني والقاسم لم يدرك ابن مسعود . (باب الوزراء) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولاه الله من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له وزير صدق فان نسى ذكره وإن ذكر أعانه رواه أحمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح . (باب فمن أبلغ حاجة إلى السلطان) عن أبى الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أبلغ ذا سلطان حاجة من لا يستطيع إبلاغه يثبت الله قدميه على الصراط يوم تزول الاقدام . رواه البزار في حديث طويل وفيه سعيد البراد ، وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن احتجب عن ذوى الحاجة) عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولى من أمر الناس شيئا فاحتجب عن أولى الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن أبى السماح الازدي عن ابن عم له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى معاوية فدخل عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولى من أمر الناس ثم أعلق بابه دون المسكين والمظلوم وذى الحاجة أغلق الله تبارك وتعالى أبواب رحمته دون حاجته وفقره أفقر . ما يكون إليها . رواه أحمد وأبو يعلى وأبو السماح لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى جحيفة أن معاوية بن أبى سفيان ضرب على الناس بعثا فخرجوا فرجع أبوالدحداح فقال له معاوية ألم تكن خرجت قال بلى ولكن سمعت رسول
[ 211 ]
الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها الناس من ولى عملا فحجب بابه عن ذى حاجة المسلمين حجبه الله أن يلج باب الجنة ومن كانت همته الدنيا حرم الله عليه جواري فانى بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها . رواه الطبراني عن شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجفرى ولم أعرفهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب حق الرعية والنصح لها) عن أبى فراس قال خطب عمر بن الخطاب الناس فقال ألا إنه قد أتى على حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده فقد خيل إلى بأخرة أن رجالا قد قرءوه يريدون به ما عند الناس ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوه بأعمالكم ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تجمروهم (1) فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم (2) ولا تمنعوهم (2) حقوقهم فتكفروهم - قلت في الصحيح طرف منه - رواه أحمد في حديث طويل وأبو فراس لم أر من جرحه ولا وثقه وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أمتى أحد ولى من أمر الناس شيئا لم يحفظهم بما حفظ به نفسه وأهله إلا لم يجد رائحة الجنة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه اسمعيل بن سبيب الطائفي وهو ضعيف . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ولى شيئا من أمر المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم . رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس وهو متروك وزعم أبو محصن أنه شيخ صدق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان بباطل ليدحض به حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن مشئ إلى سلطان الله في الارض ليذله أذله الله مع ما يدخر له من الخزى يوم القيامة وسلطان الله في الارض كتابه وسنة نبيه ومن تولى من أمر المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم منه بكتاب الله وسنة رسوله فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين ومن ترك حوائج الناس لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم ويؤدى إليهم حقهم ومن أكل درهم ربا فهو (1) أي لا تحبسوهم عن العود إلى أهلهم . لانهم إذا نزلوها تفرقوا فيها فتمكن العدو منهم . (*)
[ 212 ]
ثلاث وثلاثون (1) زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به . رواه الطبراني وفيه أبو محمد الجزرى حمزة ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الحسن قال قدم علينا عبيد الله بن زياد أميرا أمره علينا معاوية فتقدم علينا غلاما سفيها يسفك الدماء سفكا شديدا وفينا عبد الله بن جعفر المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من السبعة الذين بعثهم عمر بن الخطاب يفقهون أهل البصرة فدخل عليه ذات يوم فقال له انته عن ما أراك تصنع فان شر الرعاء الحطمة (2) فقال له ما أنت وذاك إنما أنت حثالة من حثالات (3) أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال وهل كانت فيهم حثالة لا أم لك بل كانوا أهل بيوتات (4) وشرف ممن كانوا منه أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ما من إمام ولا وال بات ليلة سوداء غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ثم خرج من عنده حتى أتى المسجد فجلس وجلسنا إليه ونحن نعرف في وجهه ما قد لقى (5) منه فقلت له يغفر الله لك أبا زياد ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على رءوس الناس فقال أنه كان عندي علم خفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن لا أموت حتى أقول به على رءوس الناس علانية ووددت أن داره وسعت أهل هذا المصر فسمعوا مقالتي وسمعوا مقالته ثم أنشأ يحدثنا قال بينا أنا مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل في ظل شجرة وأنا آخذ ببعض أغصانها مخافة أن تؤذيه إذ قال لولا أن الكلاب أمة من الامم أكره أن أفنيها لامرت بقتلها فاقتلوا منها كل أسود بهيم فانه شيطان ولا تصلوا في معاطن (6) الابل فانها خلقت من الجن ألا ترون إلى هيآتها وعيونها إذا نظرت وصلوا في مرابض (6) الغنم فانها أقرب من الرحمة ثم قام الشيخ وقمنا معه فما لبث أن مرض مرضه الذى توفى فيه فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده فقال له أتعهد إلينا شيئا نفعل به الذى تحب قال أو فاعل أنت قال نعم . قلت في الصحيح وغيره طرف منه في أمر الكلاب وغير ها ، وفى رواية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من إمام يبيت غاشا لرعيته إلا حرم (1) في الاصل (وثلاثين) . (2) هو العنيف الشديد . (3) في الاصل (حيالة من حيالات) . (4) في الاصل (ثبوتات) . (5) في الاصل (بقى) . (6) أي مبارك . (*)
[ 213 ]
الله عليه الجنة وعرفها (1) يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين عاما . رواه كله الطبراني عن شيخه ثابت بن نعيم الهوجى ولم أعرفه ، وبقية رجال الطريق الاولى ثقات ، وفى الثانية محمد بن عبد الله بن مغفل ولم أعرفه . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولى من أمر المسلمين شيئا فغشهم فهو في النار . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عبد الله بن ميسرة أبو ليلى وهو ضعيف عند الجمهور ووثقه ابن حبان ، وبقية رجاله ثقات . وعن معقل (2) بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ولى أمة من أمتى قلت أو كثرت فلم يعدل فيهم كبه الله على وجهه في النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد العزيز بن الحصين وهو ضعيف ، وفى رواية في الصغير فلم ينصح لهم ولا يجتهد لهم كنصيحته وجهده لنفسه . وعن أبى بكرة وأبى هريرة قالا بعث عمر سعد بن أبى وقاص رضى الله عنهم على الكوفة أميرا وأمره أن يقعد لهم ولا يحتجب عنهم فبلغ عمر أنه يحتجب عنهم ويغلق الباب دونهم فبعث عمار بن ياسر وأمره إن قدم والباب مغلق أن يشعله نارا وإن كان بكرة راح به وإن كان عشية غدا به بكرة فقدم عمار الكوفة فحرق عليه الباب وأشخص . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن قيس بن أبى حازم قال جاء بلال إلى عمر بن الخطاب وهو بالشام وحوله أمراء الاجناد جلوس فقال يا عمر فقال ها أنا عمر فقال له بلال إنك بين الله وبين هؤلاء وليس بينك وبين الله أحد فانظر عن يمينك وعن شمالك وبين يديك ومن خلفك هؤلاء الذين خلفك ان يأكلوا إلا الطير قال صدقت والله لا أقوم من مجلسي هذا حتى تكفلوا لكل رجل من المسلمين طعامه وحظه من الزيت والخل فقالوا هذا إليك يا أمير المؤمنين قد أوسع الله عليك من الرزق وأكثر من الخير . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن أحمد وهو ثقة مأمون . وعن أبى موسى قال إن أمير المؤمنين بعثنى إليكم أعلمكم كتاب ربكم وسنة نبيكم وأنظف لكم طرقكم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (1) أي ريحها الطيبة . (2) في الاصل (مغفل) ، والتصويب من الخلاصة . (*)
[ 214 ]
(باب عطية الامام ومعرفته لحق الرعية) عن محمد بن سوقة قال أتيت نعيم بن أبى هند فأخرج إلى صحيفة فإذا فيها من أبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب سلام عليك أما بعد فانا عهدناك وأمر نفسك لك مهم فأصبحت وقد وليت أمر الامة أحمرها وأسودها يجلس بين يديك الوضيع والشريف والعدو والصديق ولكل حظه من العدل فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر فانا نحذرك يوما تعنى فيه الوجوه وتنقطع فيه الحجج لحجة ملك قاهر قد قهرهم بجبروته والخلق داخرون له يرجون رحمته ويخافون عذابه وانا كنا نتحدث ان أمر هذه الامة في آخر زمانها سيرجع إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السريرة وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا سوى المنزل الذى نزل من قلوبنا فانا إنما كتبنا به نصيحة لك والسلام عليك ، فكتب إليهما عمر رضوان الله عليهم : من عمر إلى أبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل سلام عليكما أما بعد أتانى كتابكما تذكران أنكما عهد تمانى وأمر نفسي لى مهم فأصبحت وقد وليت أمر هذه الامة أحمرها وأسودها يجلس بين يدى الوضيع والشريف والعدو والصديق ولكل حظه من العدل وكتبتما فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر فانه لا حول ولا قوة لعمر عند ذلك إلا بالله وكتبتما لى تحذراني ما حذرت به الامم قبلنا قديما كان اختلاف الليل والنهار وكتبتما تحذراني ان أمر هذه الامة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السريرة ولستم بأولئك وليس هذا بزمان ذلك وذلك زمان تظهر فيه الرغبة والرهبة يكون رغبة بعض الناس إلى بعض لصلاح دنياهم وكتبتما نعوذ بالله أن أنزل كتابكما سوى المنزل الذى نزل من قلوبكما وانكما كتبتماه نصيحة لى وقد صدقتما فلا تدعا الكتاب إلى فانه لا غنى لى عنكما والسلام عليكما . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى هذه الصحيفة . وقد تقدمت وصية أبى بكر لعمر رضى الله عنهما في باب الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . (باب فيمن يشق على الرعية) عن عتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحرجوا أمتى اللهم من أحرج أمتى
[ 215 ]
فانتقم منه . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . (باب الغض عن الرعية وعن تتبع عوراتهم) عن المقداد بن الاسود وأبى أمامة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الامير إذا ابتغى الريبة (1) في الناس أفسدهم - قلت حديث أبى أمامة رواه أبو داود - رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات . وعن عتبة بن عبد وأبى أمامة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الامير إذا ابتغى الربية (1) في الناس أفسدهم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ولى أحد ولاية إلا بسطت له العافية فان قبلها بسطت له وتمت له وإن خفر عنها فتح له ما لا طاقة له به ، قلت لابن عباس ما حفر عنها قال تطلب العثرات والعورات . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (باب إكرام السلطان) عن أبى بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة ومن أهان سلطان الله عزوجل في الدنيا أهانه الله يوم القيامة - قلت روى الترمذي منه من أهان دون من أكرم - رواه أحمد والطبراني باختصار وزاد في أوله الامام ظل الله في الارض ، ورجال أحمد ثقات . وعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من إكرام جلال الله إكرام ذى الشيبة المسلم والامام العادل وحامل القرآن لا يغلو فيه ولا يجفو عنه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الرحمن بن سليمان بن أبى الجون وثقه ابن حبان ودحيم وضعفه أبو داود وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في خطبته ألا إنى أوشك أن أدعى فأجيب فيليكم عمال من بعدى يعملون ما تعملون ويعملون ما تعرفون وطاعة أولئك طاعة قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في أئمة الجور (2) . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه محمد بن على المروزى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لى عليكم حقا وللائمة (1) في الاصل (الزينة) . (2) وهو باب يستقبلك قريبا . (*)
[ 216 ]
عليكم حقا ما قاموا بثلاث إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلواوإذا عاهدوا أوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منهم صرف ولا عدل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم مشوا إلى سلطان الله ليذلوه إلا أذلهم الله قبل يوم القيامة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا كثير بن أبى كثير التيمى وهو ثقة . قلت وتأتى أحاديث كثيرة في السمع والطاعة إن شاء الله (1) . (باب لزوم الجماعة وطاعة الائمة والنهى عن قتالهم) عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عبد الله تبارك وتعالى لا يشرك به شيئا فأقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وأطاع فان الله تبارك وتعالى يدخله من أي أبواب الجنة شاء ولها ثمانية أبواب ومن عبد الله تبارك وتعالى لا يشرك به شيئا وأقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وعصى فان الله تبارك وتعالى من أمره بالخيار إن شاء رحمه وإن شاء عذبه . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن رجل قال كنا قد حملنا لابي ذر شيئا نريد أن نعطيه إياه فأتينا الربذة فسألنا عنه فلم نجده قيل استأذن في الحج فأذن له فأتيناه بالبلد وهى منى فبينا نحن عنده إذ قيل له إن عثمان صلى أربعا فاشتد ذلك عليه وقال قولا شديدا وقال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين وصليت مع أبى بكر وعمر ثم قام أبو ذر فصلى أربعا فقيل له عبت على أمير المؤمنين شيئا ثم تصنعه قال الخلاف أشد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا وقال إنه كائن بعدى سلطان فلا تذلوه فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه وليس بمقبول منه توبة حتى يسد ثلمته وليس بفاعل ثم يعود فيكون فيمن يعزره أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغلبونا على ثلاث نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم الناس السنن . رواه أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل لله في الجماعة فأصاب قبل الله منه وإن أخطأ غفر له ومن عمل يبتغى الفرقة فأصاب لم يتقبل الله وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار . رواه الطبراني وفيه محمد بن خليد (1) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بخط المؤلف بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر . (*)
[ 217 ]
الحنفي وهو ضعيف ، ورواه البزار باسنادين ضعيف . وعن معوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن السامع المطيع لا حجة عليه وإن السامع العاصى لاحجة له . رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل وقال عبد الله خط أبى على هذه الزيادة فلا أدرى قرأها على أم لا ، ورجالهما رجال الصحيح خلا جبلة بن عطية وهو ثقة . وعن أبى سلام ممطور عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أراه أبا مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس آمركم بالسمع والطاعة والجماعة والهجرة والجهاة في سبيل الله فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من رأسه ومن دعا دعاء (1) جاهلية فهو من جثا (2) جهنم قالوا يارسول الله وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى ولكن تسموا باسم الله الذى سماكم المسلمين المؤمنين . رواه أحمد ورجاله ثقات رجال الصحيح خلا على بن اسحق السلمى وهو ثقة ، ورواه الطبراني باختصار إلا أنه قال فمن فارق الجماعة قيد قوس لم تقبل منه صلاة ولا صيام وأولئك هم وقود النار . وعن عمر بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمركم بثلاث آمركم أن لا تشركوا بالله شيئا وأن تعتصموا بالطاعة جميعا حتى يأتيكم أمر من الله وأنتم على ذلك وأن تناصحوا ولاة الامر الذين يأمرونكم وأنهاكم عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال . رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي قال الذهبي مقارب الحال ، وضعفه النسائي ، وبقية رجاله حديثهم حسن . وعن رجل قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول أيها الناس عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة ثلاث مرات . رواه أحمد وفيه زكريا بن يحيى عن أبيه ولم أعرفهما . وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الاعواد أو على هذا المنبر من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عزوجل والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب قال فقال أبو أمامة الباهلى عليكم بالسواد الاعظم قال فقال رجل ما السواد الاعظم فنادى أبو أمامة هذه الآية التى في سورة النور (فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم) . رواه عبد الله بن (1) في الاصل (دعوى) . (2) جمع جثوة وهى الشئ المجموع . (*)
[ 218 ]
أحمد والبزار والطبراني ورجالهم ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب وتلين لهم الجلود ثم يكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود فقال رجل إنقاتلهم يارسول الله قال لا ما أقاموا الصلاة . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه الوليد صاحب عبد الله الهى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة فان الله عزوجل لم يجمع أمتى إلا على هدى . رواه أحمد وفيه البحترى بن عبيد وهو ضعيف . وعن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم لن تجتمع أمتى على ضلالة فعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة . رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما ثقات رجال الصحيح خلا مرزوق مولى آل طلحة وهو ثقة . وعن أسامة بن شريك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يد الله عزوجل على الجماعة فإذا شذ الشاذ منهم اختطفه الشيطان كما يختطف الذئب الشاة من الغنم . رواه الطبراني وفيه عبد الاعلى بن أبى المساور وهو ضعيف . وعن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية . وفى رواية من مات وليس من عنقه بيعة مات ميتة جاهلية . رواه الطبراني وإسنادهما ضعيف . وعن أبى إسحق قال رأيت حجر بن عدى حين أخذه معاوية يقول هذه بيعتى لا أقبلها ولا أستقبلها سماع الله والناس . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيليكم بعدى ولاة فيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق وصلوا وراءهم فان أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن محمد بن يحيى ابن عروة وهو ضعفيف جدا . وعن يسير بن عمرو أن أبا مسعود لما قتل عثمان احتجب في بيته فأتيته فسألته عن أمر الناس فقال عليك بالجماعة فان الله لم يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة واصبر حتى يستريح بر ويستراح من فاجر . وفى رواية عن يسير قال لقيت أبا مسعود حين قتل على فتبعته فقلت له أنشدك الله
[ 219 ]
ما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن فقال إنا لا نكتم شيئا عليك بتفوى الله والجماعة وإياك والفرقة فانها هي الضلالة وإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة . رواه كله الطبراني ورجال هذه الطريقة الثانية ثقات . وعن معاذ بن جبل أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان ذئب الانسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والشاذة وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . إلا أن العلاء بن زياد قيل إنه لم يسمع من معاذ . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن الجنة لا تحل لعاص ومن لقى الله ناكثا بيعته لقيه وهو أجذم ومن خرج من الجماعة قيد شبر متعمدا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه ومن مات ليس لامام جماعة عليه طاعة مات ميتة جاهلية . رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك . وعن أبى الدرداء قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا إن الجنة لا تحل لعاص من لقى الله وهو ناكث بيعته يوم القيامة لقيه وهو أجذم ومن خرج من الطاعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه ومن أصبح ليس لامير جماعة عليه طاعة بعثه الله يوم القيامة من ميتة جاهلية ولو أعذر عبد أسنه الناس يوم القيامة . رواه الطبراني وعمر بن رويبة وهو متروك . وعن بشر بن حرب أن ابن عمر أتى أبا سعيد فقال يا أبا سعيد ألم أخبر أنك بايعت أميرين قبل أن تجمتع الناس على أمير واحد قال نعم بايعت ابن الزبير فجاء أهل الشام فساقوني إلى حبيش بن دلجة فبايعته فقال ابن عمر إياها كنت أخاف قال أبو سعيد يا أبا عبد الرحمن ألم تسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع أن لا ينام يوما ولا يصبح صباحا ولا يمسى مساءا إلا وعليه أمير قال نعم ولكني أكره أن أبايع أميرين من قبل أن يجتمع الناس على أمير واحد . رواه أحمد وبشر بن حرب ضعيف . وعن المقدام بن معديكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أطيعوا أمراءكم مهما كان فان أمروكم بشئ مما جئتكم به فانهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم وإن أمروكم بشئ مما لم آتكم به فانه عليهم وأنتم منه برآء ذلكم بأنكم إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم فتقولون
[ 220 ]
ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم باذنك واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم باذنك وأمرت علينا أمراء فأطعناهم باذنك فيقول صدقتهم هو عليهم وأنتم منه برآء . رواه الطبراني وفيه أسحق بن إبراهيم بن زبريق وثقه أبو حاتم وضعفه النسائي ، وبقية رجاله ثقات . وعن المقدام بن معدى كرب وأبى أمامة الباهلى أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إن كان هذا الامر في قومك فأوصهم بنا قال أذكركم الله في أمتى لا تبغوا على أمتى بعدى ثم قال للناس سيكون من بعدى أمراء فأدوا إليهم طاعتهم فان الامير مثل المجن يتقى به فان أصلحوا أموركم يخير فلكم ولهم وإن أساءوا فيما أمروكم به فهو عليهم وأنتم منه برآء - فذكر الحديث . رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل ابن عياش وهو ضعيف . وعن يزيد بن سلمة الجعفي أنه قال يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء من بعدك يأخذونا بالحق الذى علينا ويمنعونا الحق الذى لنا نقاتلهم ونعصيهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم . رواه الطبراني وفيه عبيد بن عبيدة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى ليلى الاشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تمسكوا بطاعة أئمتكم ولا تخالفوهم فان طاعتهم طاعة الله وان معصيتهم معصية الله وإن الله إنما بعثنى أدعو إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة فمن خلفنى في ذلك فهو وليى ومن ولى من أمركم شيئا فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وسيلى أمراء إن استرحموا لم يرحموا وإن سئلوا الحق لم يعطوا وإن أمروا بالمعروف أنكروا وستخافونهم ويتفرق ملاكم حتى لا يحملوكم على شئ إلا احتملتم عليه طوعا وكرها فأدنى الحق أن لا تأخذوا لهم عطاءا ولا يحضر لهم في الملا . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبر شيئا من فارق جماعة المسلمين شبرا خرج من عنقه ربقة الاسلام والمخالفين بألويتهم يتناولونها يوم القيامة من وراء ظهورهم - فذكر الحديث وبعضه في الصحيح . رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس وهو ضعيف . وعن سعد بن جنادة قال قال رسول
[ 221 ]
الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة فهو في النار على وجهه إن الله عزوجل يقول (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) فالخلافة من الله عزوجل فان كان خيرا فهو يذهب به وإن كان شرا فهو يؤخذ به عليك بالطاعة فيما أمرك الله تبارك وتعالى به . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا وعبد أو أمة أبق من سيده وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فتزوجت بعده فلا يسأل عنهم . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن الزبرقان بن بدر أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أشياء فقال الزبرقان نشهد فقال يازبرقان فاسمع الله ولرسوله وأطع قال سمع وطاعة لله ولرسوله . قلت هكذا وجدته في الاصل المسموع . رواه الطبراني . وعن عمرو البكالى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان عليكم أمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة والجهاة فقد حرم عليكم سبهم وحل لكم خلفهم . رواه الطبراني ، وفى رواية عنده أيضا عن أبى تميمية قال قدمت الشام ألتمس الفريضة فإذا أنا برجل وقد أطاف به الناس فقلت من هذا قالوا عمرو البكالى أصيبت يده يوم اليرموك يوم أجلت الروم من الشام فسمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه وفيه مجاعة بن الزبير العتكى وثقه أحمد وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن عدى بن حاتم قال قلنا يارسول الله لا نسألك عن طاعة من اتقى وأصلح ولكن من فعل كذاوكذا يذكر الشر فقال اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا . رواه الطبراني وفيه عثمان بن قيس وهو ضعيف . وعن عرفجة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يد الله مع الجماعة والشيطان مع من خالف يركض . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن زر (1) بن حبيش قال لما أنكر الناس سيرة الوليد بن عقبة بن أبى معيط فزع الناس إلى عبد الله بن مسعود فقال لهم عبد الله اصبروا فان جور إمامكم خمسين عاما خير من هرج شهر وذلك (1) في النسخة (رزين) (*)
[ 222 ]
انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لابد للناس من إمارة برة أو فاجرة فأما البرة فتعدل في القسم وتقسم فيئكم فيكم بالسوية وأما الفاجرة فيبتلى فيها المؤمن والامارة الفاجرة خير من الهرج قيل يارسول الله وما الهرج قال القتل والكذب . رواه الطبراني وفيه وهب الله بن رزق ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أنه كان في نفر من أصحابه فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألستم تعلمون أنى رسول لله إليكم قالوا بلى نشهد أنك رسول الله قال ألستم تعلمون أنه من أطاعنى فقد أطاع الله وان من طاعة الله طاعتي قالوا بلى نشهد أنه من أطاع الله فقد أطاعك ومن طاعة الله طاعتك قال فان من طاعة الله أن تطيعوني ومن طاعتي أن تطيعوا أمراءكم أطيعوا أمراءكم فان صلوا قعودا فصلوا قعودا . رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه باختصار إلا أنه قال أئمتكم بدل أمرائكم . وعن عبد الله ابن مسعود أنه قال يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فانها حبل الله الذى أمر به وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة . رواه الطبراني في حديث طويل يأتي في كتاب الفتن (1) إن شاء الله وفيه ثابت بن قطبة ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الحرث بن قيس قال قال لى عبد الله بن مسعود يا حارث ابن قيس أليس يسرك أن تسكن وسط الجنة قال نعم قال فالزم جماعة الناس . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب لزوم الجماعة والنهى عن الخروج عن الامة وقتالهم) عن ربعى بن خراش قال انطلقت إلى حذيفة بالمدائن ليالى سار الناس إلى عثمان فقال يا ربعى ما فعل قومك قال قلت عن أيهم تسأل قال من خرج منهم إلى هذا الرجل قال فسميت رجلا ممن خرج إليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من فارق الجماعة واستذل الامارة لقى الله ولا وجه له عنده . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أسماء بنت يزيد أن أبا ذر كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد فاضطجع فكان هو بيته فدخل رسول الله (1) في الجزء السابع . (*)
[ 223 ]
صلى الله عليه وسلم ليلة فوجد أبا ذر منجدلا (1) في المسجد فنكته رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى جالسا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أراك نائما قال يارسول وأين أنام وهل لى بيت غيره فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت إذا أخرجوك منه قال إذا ألحق بالشام فان الشام أرض الهجرة (2) وارض المحشر وأرض الانبياء فأكون رجلا من أهلها فقال له كيف أنت إذا أخرجوك من الشام قال إذا أرجع إليه فيكون بيتى ومنزلي قال فكيف بك إذا اخرجوك الثانية قال إذا فآخذ سيفى فأقاتل عنى حتى أموت فكشر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثبته بيده وقال ألا أدلك على خير من ذلك قال بلى بأبى وأمى يارسول الله قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تنقاد لهم حيث قادوك وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت على ذلك . رواه أحمد وفيه شهر ابن حوشب وهو ضعيف وقد وثق ، وعن أبى ذر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) فجعل يعيدها على حتى نعست ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت من المدينة قلت قلت إلى السعة والدعة انطلق فأكون حمامة من حمام الحرم قال فكيف تصنع إذا أخرجت من مكة قال قلت إلى السعة والدعة إلى الشام وآتى الارض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجت من الشام قال إذا والذى بعثك بالحق أضع سيفى عل عاتقي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وخير من ذلك تسمع وتطيع وإن كان عبد حيشيا - قلت في الصحيح طرف من آخره وفى ابن ماجه طرف من أوله - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا سليل ضريب بن نفير لم يدرك أبا ذر . وعن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وليس عليه طاعة مات ميتة جاهلية وإن خلعها من بعد عقدها في عنقه لقى الله تبارك وتعالى ليست له حجة ألا لا يخلون رجل بامرأة فان ثالثهما الشيطان إلا محرم فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من ساءته (1) أي ملقى على الجدالة وهى الارض ، وفى الاصل (متخدلا) ، والتصويب من النهاية وغيرها . (2) في الاصل (الحرة) . (*)
[ 224 ]
سيئته وسرته حسنتة فهو مؤمن . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في رواية عنده بعد عقده إياها في عنقه ، وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف . وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال الصلاة إلى الصلاة التى قبلها كفارة إلا من ثلاث - قال فعرفنا أنه أمر حدث - إلا من الشرك بالله ونكث الصفقة وترك السنة قال أما نكث الصفقة فان تعطى الرجل بيعتك ثم تقاتله بسيفك وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة - قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخيار عمالكم وشرارهم قالوا بلى يارسول الله قال خيارهم خيارهم لكم من تحبونه ويحبكم وتدعون الله لهم ويدعون الله لكم وشرارهم شرارهم لكم من تبغضونهم ويبغضونكم وتذعون الله عليهم ويدعون الله عليكم فقالوا ألا نقاتلهم يارسول الله قال لادعوهم ما صاموا وصلوا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه وفيه بكر بن يونس وثقه أحمد والعجلي وضعفه البخاري وأبو زرعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن زيد بن وهب قال انكر الناس على امير في زمن حذيفة شيئا فاقبل رجل من المسجد المسجد الاعظم يتخلل الناس حتى انتهى إلى حذيفة وهو قاعد في حلقة فقام على رأسه فقال يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فرفع حذيفة رأسه فعرف ما أراد فقال له حذيفة إن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لحسن وليس من السنة أن تشهر السلاح على أميرك . رواه البزار وفيه حبيب بن خالد وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم ليس بالقوى . وعن جبلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة شبرا فقد فارق الاسلام . رواه البزار وفيه محمد بن عبيد الله العرزمى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الجماعة قياس أو قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه ومن مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية ومن مات تحت راية عصبية فقتلته قتلة جاهلية . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه خليد بن دعلج وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عمر
[ 225 ]
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعطى بيعة ثم نكثها لقى الله تبارك وتعالى وليست معه يمينه - قلت له حديث غير هذا - رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن سعد وهو مجهول . وعن معوية بن أبى سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه العباس بن الحسن القنطرى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الاشتر أن عمر بن الخطاب ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم إن يد الله على الجماعة والفذ مع الشيطان وإن الحق أصل في الجنة وإن الباطل أصل في النار - قلت فذكر حديث . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظوني في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر الكذب حتى يشهد الرجل قبل أن يستشهدو حتى يحلف قبل أن يستحلف ويبذل نفسه بخطب الزور فمن سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فان يد الله على الجماعة وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة فان ثالثهما الشيطان ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن إبراهيم ابن عبد الله بن خالد المصيصى وهو متروك . وقد تقدمت أحاديث في الباب قبله . (باب لا طاعة في معصية) عن أنس بن مالك أن معاذ بن جبل قال يارسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك ولا يأخذون بأمرك فما تأمرنا في أمرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمن لم يطع الله . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عمرو بن زينب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن الصامت قال أراد زياد أن يبعث عمران بن حصين على خراسان فأبى عليه فقال له أصحابه أتركت خراسان أن تكون عليها قال فقال إنى والله ما يسرنى أن أصلى بحرها ويصلون ببردها إنى أخاف إذا كنت في نحر العدو أن يأتيني بكتاب من زياد فان أنا مضيت هلكت وإن رجعت ضربت عنقي قال فأراد الحكم بن عمرو الغفاري عليها قال فانقاد لامره قال فقال عمران ألا أحد يدعو لى الحكم قال فانطلق الرسول قال فأقبل الحكم إليه (15 - خامس مجمع الزوائد)
[ 226 ]
قال فدخل عليه فقال عمران للحكم أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاطاعة لاحد في معصية الله تبارك وتعالى قال نعم فقال عمران الحمد لله أو الله أكبر ، وفى رواية عن الحسن أن زيادا استعمل الحكم الغفاري على جيش فأتاه عمران بن حصين فلقيه بين الناس فقال أتدرى لم جئتك فقال له لم فقال أتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذى قال له أميره ارم نفسك في النار فأدرك فاحتبس فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو وقع فيها لدخلا النار جميعا لاطاعة في معصية الله تبارك وتعالى قال نعم قال إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث . رواه أحمد بألفاظ ، والطبراني باختصار وفى بعض طرقه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عمران والحكم بن عمرو الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة في معصية الله . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط ورجال البزار رجال الصحيح . وعن إسماعيل بن عبيد الانصاري قال فذكر الحديث فقال عبادة رحمه الله لابي هريرة يا أبا هريرة إنك لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وعلى أن نقول في الله تبارك وتعالى ولا نخاف لومة لائم فيه وأن ننصر النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليها يثرب فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأبناءنا وأزواجنا ولنا الجنة فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى الله تبارك وتعالى له بما بايع عليه نبيه صلى الله عليه وسلم فكتب معاوية إلى عثمان ان عبادة بن الصامت قد أفسد على الشام وأهله فاما أن تكف عنى عبادة وإما أن أخلى بينه وبين الشام فكتب إليه ان رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره بالمدينة فبعث بعبادة حتى قدم إلى المدينة فدخل على عثمان رحمه الله في الدار فالتفت إليه فقال يا عبادة ابن الصامت ما لنا ولك فقام عبادة بن الصامت بين ظهرانى الناس فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم محمدا يقول سيلى أموركم بعدى رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله تعالى فلا تقبلوا بربكم عزوجل . رواه أحمد بطوله ولم يقل عن اسماعيل عن أبيه ،
[ 227 ]
ورواه عبد الله فزاد عن أبيه وكذلك الطبراني ورجالهما ثقات إلا ان إسماعيل بن عياش رواه عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة . وعن بلال بن بقطر أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استعمل على سجستان فلقيه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استعمل رجلا على جيش وعنده نار قد أججت فقال لرجل من أصحابه قم فانزلها فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو وقع فيها لدخلا النار إنه لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى وإنما أردت أن أذكرك هذا . وفى رواية قم فانزلها فأبى فعزم عليها . وفى رواية لا طاعة في معصية الله تبارك وتعالى قال نعم . رواه أحمد هكذا مرسلا وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن عبادة ابن الصامت أنه مرت عليه أحمرة وهو بالشام تحمل خمرا فأخذ شفرة من السوق فقام إليها حتى شققها ثم قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى العسر واليسر وعلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم وعلى أن ننصر أحسبه قال المظلوم ونمنعه مما نمنع منه أنفسا وأبناءنا فذكر الحديث . رواه البزار وفيه يوسف ابن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا سعد عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأن لا تنازع الامر أهله إلا أن يدعوك إلى خلاف ما في كتاب الله فاتبع كتاب الله . رواه البزار وفيه حصين بن عمر وهو ضعيف جدا . وعن أبى عتبة الخولانى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحرجوا أمتى ثلاث مرات اللهم من أمر أمتى بما لم تأمرهم به فانهم منه في حل . وفيه إبراهيم بن محمد بن زياد ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون أمراء من بعدى يأمرونكم بما تعرفون ويعملون ما تنكرون فليس أولئك عليكم بأئمة . رواه الطبراني وفيه الاعشى بن عبد الرحمن ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خذوا العطاء مادام العطاء فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه بمنعكم الفقر والحاجة ألا إن رحا الاسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث
[ 228 ]
دار ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لانفسهم مالا يقضون لكم فإذا عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم قالوا يارسول الله كسف نصنع قال كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله . رواه الطبراني ويزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ والوضين بن عطاء وثقه ابن حبان وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى سلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم فيكذبون ويعملون ويسيئون العمل لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم وتصدقوا كذبهم فاعطوهم الحق ما رضوا به فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد رواه الطبراني وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف . وعن أبى هشام السلمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون عليكم أئمة يملكون رقابكم ويحدثونكم فيكذبون ويعملون فيسيئون لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم وتصدقوا كذبهم فاعطوهم من الحق ما رضوا به . رواه الطبراني وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون أمراء بعدى يعرفون وينكرون فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك . رواه الطبراني وفيه هياج بن بسطام وهو ضعيف . وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإذا لم يفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا (1) خضراءهم فان لم تفعلوا فكونوا حينئذ زراعين أشقياء تأكلون من كد أيديكم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجال الصغير ثقات . وعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فان لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم فابيدوا (1) خضراءهم . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوف ما أخاف على أمتى ثلاث رجل قرأ كتاب الله حتى إذا رؤيت (2) عليه بهجته وكان عليه رداء الاسلام أعاره الله تعالى (1) في النسخة (فانبذوا) . (2) في الاصل (ريب) . (*)
[ 229 ]
إياه اخترط سيفه وضرب به جاره ورماء بالشرك قيل يارسول الله الرامى أحق به أم المرمى قال الرامى ورجل آتاه الله سلطانا فقال من أطاعنى فقد أطاع الله ومن عطانى فقد عصى الله وكذب ليس لخليفة أن يكون جنة دون الخالق ورجل استخفته الاحاديث كلما قطع أحدوثة حدث بأطول منها ان يدرك الدجال يتبعه . رواه الطبراني في الكبير والصغير بنحوه وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف يكتب حديثه . وعن مغراء قال لما قدم ابن عامر الشام أتاه ما شاء الله أن يأتيه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلا أبو الدرداء فانه لم يأته فقال لا أرى أبا الدرداء أتانى لآتينه فلا قضه من حقه فأتاه فسلم عليه فقال أتانى أصحابي ولم تأتني فأحببت أن آتيك فأقضى من حقك فقال له أبو الدرداء ماكنت قط أصغر في عين الله ولا في عينى من اليوم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتغير لكم إذا تغيرتم . رواه الطبراني وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . (باب النصيحة للائمة وكيفيتها) عن شريح بن عبيد وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب دارا حين فتحت فاغلظ له هشام بن حكيم القول حى غضب عياض ثم مكث ليالى فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس فقال عياض ابن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينصح لذى سلطان بأمر فلا يبدله علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فان قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذى عليه وإنك أنت يا هشام لانت الجرئ إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله - قلت في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط - رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أنى لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا . وعن جبير بن نفير أن عياض بن غنم وقع على صاحب دارا حين فتحت فأتاه هشام بن حكيم فأغلظ له القول ومكث
[ 230 ]
ليالى فأتاه هشام يعتذر إليه فقال يا عياض ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشد الناس عذابا للناس في الدنيا فقال له عياض إنا قد سمعنا الذى سمعت ورأينا الذى رايت وصحبنا من صحبت أو لم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت عنده نصيحة - فذكر الحديث بنحوه ورجاله ثقات وإسناده متصل . وعن سعيد ابن جمهان قال لقيت عبد الله بن أبى أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه فقال من أنت قلت أنا سعيد بن جمهان قال ما فعل والدك قلت قتلته الازارقة قال لعن الله الازارقة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كلاب النار ، قال قلت الازارقة وحدهم أم الخوارج كلها قال بل الخوارج كلها قال قلت فان السلطان يظلم الناس ويفعل بهم ويفعل بهم قال فتناول يدى فغمزها غمزة شديدة ثم قال ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الاعظم مرتين إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فاخبره بما تعلم فان قبل منك وإلا فدعه فانك لست باعلم منه قلت روى ابن ماجه منه طرفا - رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . (باب الكلام بالحق عند الائمة) عن عبد الله بن مسعود قال إنها ستكون عليكم أمراء يدعون من السنة مثل هذه فان تركتموها جعلوها مثل هذه فان تركتموها جاؤا بالطامة الكبرى . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمر الليثى قال كان في نفسي مسألة قد أحزنتنى لم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولم أسمع أحدا يسأله عنها فكنت أتحيته فدخلت ذات يوم وهو يتوضأ فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما وجدته فارغا طيب النفس فقلت يا رسول الله ائذن لى أن أسألك قال سل عما بدالك قلت يا رسول الله ما الايمان قال الصبر والسماحة قلت فأى المؤمنين أفضلهم إيمانا قال أحسنهم خلقا قلت فأى المسلمين أفضلهم إسلاما قال من سلم الناس من يده ولسانه قلت فأى الجهاد أفضل فطأطأ رأسه فصمت طويلا حتى خفت أن أكون قد شققت عليه وتمنيت أنى لم أكن سألته وقد سمعته يقول بالامس إن أعظم الناس في المسلمين
[ 231 ]
جرما لمن سأل عن شئ لم يحرم عليهم فحرم من أجل مسئلته فقلت أعوذ بالله من غضب الله وعضب رسوله فرفع رأسه فقال كيف قلت أي الجهاد أفضل قال كلمة عدل عند إمام جائر . رواه الطبراني وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف . قلت وتاتى أحاديث من نحو هذا في إنكار المنكر في الفتن إن شاء الله (1) . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة لا تدخلن على الامراء فان عشت على ذلك فلا تجاوز سنتى ولا تخافن سيفهم وسوطهم (2) ان تأمرهم بتقوى الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حضر إماما فليقل خيرا أو ليسكت . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن زياد وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب فيما للامام من بيت المال) عن على قال مرت إبل الصدقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهوى بيده إلى وبرة من جنب بعير فقال ما أنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من المسلمين رواه أحمد وفيه عمرو بن غزى ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن زرير أنه دخل على على بن أبى طالب قال حسن يوم الاضحى فقرب إلينا حريرة فقلت أصلحك الله لو قربت إليها من هذا البط يعنى الوز فان الله عز وجل قد أكثر الخير فقال يا ابن زرير إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتين قصعة يأكلها هو وأهله وقصعة يضعها بين يدى الناس . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن الحسن بن على قال لما احتضر أبو بكر قال يا عائشة انظري اللقحة التى كنا نشرب من لبنها والجفنة التى كنا نصطبح فيها والقطيفة التى كنا نلبسها فانا كنا ننتفع بذلك حين كنا نلى أمر المسلمين فاذامت فاردديه إلى عمر فما مات أبو بكر أرسلت به إلى عمر فقال عمر رحمك الله لقد أتعبت من جاء بعدك . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن سعد بن تميم وكانت له صحبة قال قلت يا رسول الله ما للخليفة بعدك (1) في الجزء السابع . (2) في النسخة (سيفه وسوطه) . (*)
[ 232 ]
قال مالى مارحم ذا الرحم وأقسط في القسط وعدل في القسمة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمرو بن أبى عقرب قال سمعت عتاب بن أسيد وهو مسند ظهره إلى بيت الله يقول والله ما أصبت في عملي هذا الذى ولانى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقدين فكسوتهما مولاى كيسان . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عمرو بن العاصى قال لئن كان أبو بكر وعمر تركا هذا المال لقد غبنا وضل رأيهما وايم الله ما كانا مغبونين ولا ناقصى الرأى وإن كان لا يحل لهما فاخذناه بعدهما لقد هلكنا وايم الله ما جاء الوهم إلا من قبلنا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب فيمن شد سلطانه بالمعصية) عن قيس بن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شد سلطانه بمعصية الله عزوجل أو هن الله كيده إلى يوم القيامة . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن استعمل على المسلمين أحدا محاباة) عن يزيد بن أبى سفيان قال قال لى أبو بكر رحمه الله حين بعثنى إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالولاية وذلك أكثر ما أخاف عليك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ولى من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ومن أعطى أحدا حمى الله فقد انتهك في حمى الله شيئا بغير حقه فعليه لعنة الله أو قال تبرأت منه ذمة الله عزوجل . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . (باب فيمن يستعمل أهل الظلم على الناس) عن حذيفة قال ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثالا واحدا وثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة وأحد عشر قال فضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا وترك سائرها قال إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة قاتلهم أهل تجبر وعداء فاظهر الله أهل الضعف عليهم فعمدوا إلى عدوهم فاستعملوهم وسلطوهم فاسخطوا الله عليهم إلى يوم يلقونه . رواه أحمد وفيه الاحلج الكندى
[ 233 ]
وهو ثقة وقد ضعف ، وبقية رجاله ثقات . (باب في عمال السوء وأعوان الظلمة) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاة خونة وفقهاء كذبة فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكونن لهم جابيا ولا عريفا ولا شرطيا . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه داود بن سليمان الخراساني قال الطبراني لا بأس به ، وقال الازدي ضعيف جدا ، ومعاوية بن الهيثم لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى الوليد القرشى قال كنت عند بلال بن أبى بردة فجاء رجل من عبد القيس فقال أصلح الله الامير إن أهل الطف لا يؤدون زكاة أموالهم فقال وما كان قد علمت ذلك فأخبرت الامير فقال ممن أنت فقال من عبد القيس فسأل عن فلان بن فلان كيف حسبه فيهم فرجع الرسول فقال وجدته يغمز (1) في حسبه فقال الله أكبر حدثنى أبى عن جدى أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبغى على الناس إلا ولد بغى وإلا من فيه عرق منه ، وقال أبو الوليد لا يسعى . رواه الطبراني وأبو الوليد القرشى مجهول ، وبقية رجاله ثقات . وعن مسعود ابن قبيصة أو قبيصة بن مسعود قال صلى هذا الحى من محارب الصبح فلما صلوا قال شاب منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه سيفتح عليكم مشارق الارض ومغاربها وان عمالها في النار إلا من اتقى الله عزوجل وأدى الامانة . رواه أحمد وفيه شقيق بن حيان قال أبو حاتم مجهول . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة ووزراء فجرة وأمناء خونة وقراء فسقة سمتهم سمة الرهبان وليس لهم رغبة أو قال رعية أو قال رعة فيلبسهم الله فتنة غبراء مظلمة يتهوكون (2) فيها تهوك اليهود في الظلم . رواه البزار وفيه حبيب بن عمران كلاعى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون في هذه الامة (1) في الاصل مغفلة من النقط ، والحديث تكرر في الكتاب . (2) التهوك كالتهور وهو الوقوع في الشئ بغير روية ، وقيل هو التحير . (*)
[ 234 ]
في آخر الزمان أو قال يخرج رجال من هذه الامة في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروجون في غضبه . رواه أحمد والطبراني في الاوسط والكبير ، وفي رواية عنده فاياك أن تكون من بطائنهم ، ورجال أحمد ثقات . وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن طالت بك حياة يوشك أن ترى أقواما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنة الله بأيديهم مثل أذناب البقر . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال رأينا كل شئ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه قال رجال يقال لهم يوم القيامة ضعوا أسياطكم وادخلوا النار . رواه البزار وفيه هشام بن زياد وهو متروك . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يستطيع أحدكم أن يقرأ في ليلة (قل هو الله أحد) فانها تعدل القرآن كله قال ولابد للناس من عريف والعريف في النار ويؤتى بالشرطي يوم القيامة فيقال له ضع صوتك وادخل النار . رواه أبو يعلى وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك . وعن الشعبى قال رأني أبو هريرة فأعجبتني هيئته فقال ممن الرجل قال رجل ممن أنعم الله عليه قال فكلتا ممن أنعم الله عليه ممن أنت قال من أهل الارض قال كلنا من أهل الارض ممن أنت قال من النبط قال تنح عنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قتلة الانبياء وأعوان الظلمة فإذا اتخذوا الرباع وشيدوا البنيان فالهرب الهرب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الرحمن بن مغول وهو متروك . وعن خالد بن حكيم حزام قال تناول أبو عبيدة رجلا بشئ فنهاه خالد بن الوليد فقال أغضبت الامير فأتاه فقال لم أرد أن أغضبك ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذابا للناس في الدنيا . رواه أحمد والطبراني وقال فقيل له أغضبت الامير وزاد اذهب فخل سبيهلم ، ورجاله رجال الصحيح خلا خالد بن حكيم وهو ثقة . وقد تقدم حديث في النصح للائمة . (باب الزجر عن الظلم) عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فانه أهلك من كان قبلكم الشح أمرهم
[ 235 ]
بالقطيعة فقطعوا أرحامهم وأمرهم بسفك الدماء فسفكوا دماءهم فقام رجل فقال يارسول الله أي الاسلام أفضل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن الهرماس بن زياد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقته فقال إياكم والخيانة فانها بئست البطانة وإياكم والظلم فانه ظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فانما أهلك من كان قبلكم الشح حتى سفكوه دماءهم وقطعوا أرحامهم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبد الله بن عبد الرحمن ابن مليحة وهو ضعيف . وعن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تظلموا فتدعوا فلا يستجاب لكم وتستسقوا فلا تسقوا وتستنصروا فلا تنصروا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فانه ظلمات يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب غضب السلطان) عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان . رواه أحمد والبزار ورجالهما ثقات . (باب في أئمة الظلم والجور وأئمة الضلالة) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عليكم أمراءهم شر من المجوس . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا مؤمل بن إهاب وهو ثقة . وعن أبى أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتى لن (1) تنالهما شفاعتي إمام ظلوم غشوم وكل غال مارق . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجال الكبير ثقات . وعن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان من أمتى لا تنالهما شفاعتي سلطان ظلوم غشوم (1) في النسخة (لم) . (*)
[ 236 ]
وآخر غال في الدين مارق من ، وفى رواية صنفان من أمتى لا تنالهما شفاعتي سلطان ظلوم غشوم وغال في الدين يشهد عليهم ويتبرأ منهم . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما منيع قال ابن عدى له أفراد وأرجوا أنه لا بأس به ، وبقية رجال الاول ثقات ، وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أشد أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبى أو إمام جائر - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . ورواه البزار إلا أنه قال وإمام ضلالة ، ورجاله ثقات ، وكذلك رواه أحمد . وعن أبى فنيل عن معاوية بن أبى سفيان أنه صعد المنبر يوم القيامة فقال عند خطبته إنما المال مالنا والفئ فيئنا فمن شئنا أعطيناه ومن شئنا منعناه فلم يجبه أحد فلما كان في الجمعة الثانية قال مثل ذلك فلم يجبه أحد فلما كان في الجمعة الثالثة قال مثل مقالته فقام إليه رجل ممن حضر المسجد فقال كلا إنما المال مالنا والفئ فيئنا فمن حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله بأسيافنا فنزل معاوية فأرسل إلى الرجل فأدخله فقال القوم هلك الرجل ثم دخل الناس فوجدوا الرجل معه على السرير فقال معاوية للناس إن هذا أحيانى أحياه الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدى أمراء يقولون ولا يرد عليهم يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة وإنى تكلمت أول جمعة فلم يرد على أحد فخشيت أن أكون منهم ثم تكلمت في الجمعة الثانية فلم يرد على أحد فقلت في نفسي إنى من القوم ثم تكلمت في الجمعة الثالثة فقام هذا الرجل فرد على فأحياني أحياه الله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وأبو يعلى ورجاله ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام جائر . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط وفيه عطية وهو ضعيف . وعن أبى سعيد قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في خطبته ألا إنى أوشك فأدعي فأجيب فيليكم عمال من بعدى يعملون بما تعملون ويعملون ما تعرفون وطاعة أولئك طاعة فتلبثون كذلك زمانا فيليكم عمال من بعدهم يعملون بما لا تعلمون ويعملون بما لا تعرفون فمن قادهم وناصحم فأولئك قد هلكوا وأهلكوا
[ 237 ]
وخالطوهم بأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم (1) واشهدوا على المحسن أنه محسن وعلى المسيئ . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه محمد بن على المروزى وهو ضعيف . وعن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث أخاف على أمتى استشفاء بالانواء وحيف السلطان وتكذيب بالقدر . رواه أبو يعلى وأحمد والبزار والطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن القاسم وثقه ابن معين وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . ولهذا الحديث طرق في القدر . وعن عمر بن بلال قال رأيت عبد الله ابن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في المسجد وكان شيخا كبيرا مسنا فجاءه غلامه فقال يا مولاى هذه جمالك قد أخذت في سخرة الرللة يعنى دار العباس بن الوليد التى عند باب مسجد حمص وكان معه رجلان فأخذ بضبعيه حتى قام قال عمر فمشيت معه حتى أتى الرللة فإذا جماله مناخة وإذا هم يسقون التراب بالغرائر فأخذ الغرارة (2) وجعل يفتح لهم فقال ناس من النصارى هذا صاحب نبيكم تصنعون به هذا لو رأينا رجلا من أصحاب عيسى حملناه على رؤسنا فأهوى القوم ليأخذوه فقال دعوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كيف أنتم إذا جارت عليكم الولاة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وعمر بن بلال جهله ابن عدى . وعن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنى أعوذ بك من أئمة الخرج الذين يخرجون أمتى إلى الظلم . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده ضعيف . وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل أتى قوما على إسلام دامج (3) فشق عصاهم حتى استحلوا المحارم وسفكوا الدماء وسلطان جائر قال من أطاعنى فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، وسكت سفيان عن الثالثة فلم يذكرها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وهو صدوق كثير الوهم ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (1) أي فارقوهم في الافعال التى لا ترضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . (2) الغرارة : شبه العدل . (3) أي مجتمع . (*)
[ 238 ]
سيكون بعدى أئمة يعطون الحكمة على منابرهم فإذا نزلوا نزعت منهم وأجسادهم شر من الجيف . رواه الطبراني وفيه سعد بن مسلمة ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال يخطئ وليث مدلس . وعن أبى بردة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بعدى أئمة إن أطعتموهم أكفروكم وإن عصيتموهم قتلوكم أئمة الكفر ورؤس الضلالة رواه أبو يعلى والطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب متروك . وعن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خذوا العطاء مادام عطاءا فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة ألا إن رحا الاسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب ألا أنه سيكون عليكم أمراء يقضون لا نفسهم ما لا يقضون لكم فان عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم قالوا يا رسول الله كيف نصنف قال كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله . رواه الطبراني ويزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ ، والوضين بن عطاء وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الامراء فقال يكون عليكم أمراء إن أطعتموهم أدخلوكم النار وإن عصيتموهم قتلوكم فقال رجل منهم يارسول الله سمهم لنا لعلنا نحثوا في وجوههم التراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلهم يحثون في وجهك ويفقؤن عينك . رواه الطبراني وفيه سنيد بن داود ضعفه أحمد ووثقه ابن حبان وأبو حاتم الرازي ، وبقية رجاله ثقات . وعن كعب بن عجرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنها ستكون عليكم أمراء من بعدى يعظون بالحكمة على منابر فإذا نزلوا اختلست منهم وقلوبهم أنتن من الجيف - فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوقن رجل من قحطان الناس بعصاه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه محمد ابن أسحق وهو مدلس ، والحسين بن عيسى بن ميسرة لم أعرفه . وعن أبى ذر قال كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لغير الدجال أخوفني
[ 239 ]
على أمتى قالها ثلاثا قال قلت يارسول الله ما هذا الذى غير الدجال أخوفك على أمتك قال أئمة مضلين . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن على قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فذكرنا الدجال فاستيقظ محمرا وجهه فقال غير الدجال أخوف على أمتى عندي عليكم أئمة مضلين . رواه أبو يعلى وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق وعن عمير بن سعد وكان عمر ولاه حمص قال قال عمر لكعب إنى سائلك عن أمر فلا تكتمني قال والله ما أكتمك شيئا أعلمه قال ما أخوف ما تخاف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال أئمة مضلين قال عمر صدقت قد أسر إلى وأعلمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخاف على أمتى الائمة المضلين . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبى الدرداء قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف على أمتى الائمة المضلون . رواه أحمد والطبراني وفيه راويان لم يسميا . وعن سداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى أخاف على أمتى إلا الائمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتى لا يرفع عنهم إلى يوم القيامة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله على وسلم يقول إن أخوف ما أخاف على أمتى من بعدى أعمال ثلاثة لا جوعا يقتلهم ولا عدوا يجتاحهم ولكني أخاف على أمتى أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن أبى الاعور السلمى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أخوف ما أخاف على أمتى شح مطاع وهوى متبع وإمام ضال . رواه الطبراني والبزار وفيه من لم أعرفه . وعن عمرو بن عوف قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنى أخاف على أمتى من بعدى من أعمال ثلاثة قالوا ما هن يا رسول الله قال زلة العالم وحكم جائر وهوى متبع . رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شر الولاة الحطمة . رواه البزار
[ 240 ]
وفيه عبد الكريم بن أبى أمية وهو ضعيف . وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنكم براكب قد أتاكم فينزل بكم فيقول الارض أرضنا والمصر مصرنا وإنما أنتم عبيدنا واجراؤنا فحال بين الارامل واليتامى وما أفاء الله على امامهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عنبسة بن أبى صغيرة وهو ضعيف . وعن مهدى قال قال ابن مسعود كيف أنت يا مهدى إذا ظهر بخياركم واستعمل عليكم أحداثكم وشراركم وصليت الصلاة لغير وقتها قلت لا أدرى قال لا تكن جابيا ولا عريفا ولا شرطيا ولا بريدا وصل الصلاة لميقاتها ، ومهدى لم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وفى رواية عن إبراهيم قال كان عبد الله يصليها معهم إذا أخروا قليلا ويرى أنهم يتحملون اثم ذلك ، ورجاله رجال الصحيح إلا أن إبراهيم لم يدرك ابن مسعود . وعن أبى سعيد وأبى هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان يكون عليهم أمراء سفهاء يقدمون شرار الناس ويظهرون بختيارهم ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن مسعود وهو ثقة . وعن عمر بن الخطاب قال ولد لاخى أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد فقال النبي صلى الله عليه وسلم سميتموه بأسماء فراعنتكم (1) ليكونن في هذه الامة رجل يقاله له الوليد لهو أشر على هذه الامة من فرعون لقومه . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليرعفن على منبرى جبار من جبابرة بنى أمية فيسيل رعافه ، فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاصى رعف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سال رعافه . رواه أحمد وفيه راو لم يسم . وعن أبى يحيى قال كنت بين الحسن والحسين ومروان يتشاتمان فجعل الحسن يكف الحسين فقال مروان أهل بيت ملعونون فغضب الحسن وقال أقلت أهل بيت ملعونون فوالله لقد لعنك الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وأنت في صلب أبيك ، وفى رواية فقال الحسين والحسن والله ثم والله لقد لعنك الله ، والباقى بنحوه . رواه أبو يعلى (1) في الاصل (فراعينكم) والحديث تكرر في الكتاب . (*)
[ 241 ]
واللفظ له وفيه عطاء بن السائب وقد تغير . وعن الشعبى قال سمعت عبد الله ابن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا وما ولد من صلبه . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسانه نبيه صلى الله عليه وسلم ، والطبراني بنحوه وعنده رواية كرواية أحمد ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ بنو أبى فلان ثلاثين (1) رجلا اتخذوا مال الله دولا ودين الله دغلا (2) وعباد الله خولا (3) . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال إذا بلغ بنو أبى العاصى ، والطبراني في الاوسط وأبو يعلى . وعن أبى هريرة أنه قال إذا بلغ بنو أبى العاصى ثلاثين (1) كان دين الله دخلا ومال الله دولا وعباد الله خولا (3) . رواه أبو يعلى من رواية اسمعيل ولم ينسبه عن ابن عجلان ولم أعرف اسماعيل ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن عمرو قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاصى يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فو الله مازلت وجلا أتشوف خارجا وداخلا حتى دخل فلان يعنى الحكم . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال دخل الحكم بن أبى العاصى ، والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحجر إذ مر الحكم بن أبى العاصى فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لامتي مما في صلب هذا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن عبد الله الهى مولى الزبير قال كنت في المسجد ومروان يخطب فقال عبد الرحمن بن أبى بكر والله ما استحلف أحدا من أهله فقال مروان أنت الذى نزلت فيك (والذى قال لوالديه أف لكما) فقال عبد الرحمن كذبت ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك . رواه البزار وإسناده حسن . وعن أبى عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا أمر أمتى قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بنى أمية يقال له يزيد . رواه أبو يعلى والبزار (1) في الاصل (ثلاثون) . (2) أي يخدعون به الناس . (3) في الاصل (حولا) بالمهملة) . (*)
[ 242 ]
ورجال أبى يعلى رجال الصحيح إلا أن مكحولا لم يدرك أبا عبادة (1) . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيت فيه اثنا (2) عشر رجلا فقال إن في هذا البيت من فتنته على أمتى أشد من فتنة الدجال . رواه البزار وفيه مسلم بن كيسان وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون خلفة هو وذريته من أهل النار . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن عبد الله بن عمر قال هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو الحسن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ادن منى يا أبا الحسن فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ليساره حتى رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه كالفزع فقال قرع الخبيث بسمعه الباب فقال انطلق يا أبا الحسن فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها فإذا أنا بعلى قد جاء بالحكم آخذا بأذنه ولهازمه جميعا حتى وقف بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم فلعنه نبى الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم لعلى احبسه ناحية حتى راح إلى النبي صلى الله عليه وسلم ناس من المهاجرين والانصار ثم دعا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال ها إن هذا شيخا لف كتاب الله وسنة نبيه ويخرج من صلبه من فتنته يبلغ دخانها السماء فقال رجل من المسلمين صدق الله ورسوله هو أقل وأذل من أن يكون منه ذلك قال بلى وبعضكم يومئذ يسعله . رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس الرحبى وهو ضعيف . وعن نصر بن عاصم الليثى عن أبيه قال دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قال قلت ماذا قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله القائد لهذه الامة من فلان ذى الاستاه . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عمرو بن مرة الجهنى وكانت له صحبة قال استأذن الحكم بن أبى العاصى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف كلامه فقال ائذنوا له فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وما يخرج من صلبه إلا الصالحين منهم وقليل ما هم يشرفون في الدنيا ويرذلون في (1) (لعله عبيدة) . في الاصل (اثنى) . (*)
[ 243 ]
الآخرة ذوو مكر وخديعة . رواه الطبراني هكذا وفى غيره وما يخرج من صلبه إلا الصالحون منهم وقليل ماهم ، وفيه أبو الحسن الجزرى وهو مستور ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن موهب أنه كان عند معاوية بن أبى سفيان فدخل عليه مروان فكلمه في حوائجه فقال اقض حاجتى يا أمير المؤمنين والله إن مؤونتي لعظيمة أصبحت أبا عشرة وأخا عشرة وعم عشرة فلما أدبر مروان وابن عباس جالس مع معاوية على سريره فقال معاوية أنشدك الله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا بلغ بنو أبى الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا آيات الله بينهم دولا وعباد الله خولا وكتابه دخلا فإذا بلغوا سبعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من التمرة قال اللهم نعم فذكر مروان حاجة له فرد مروان عبد الملك إلى معاوية فكلمه فيها فلما أدبر قال معاوية أنشدك الله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا فقال أبو الجبابرة الاربعة قال اللهم نعم فلذلك ادعى معاوية زيادا . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن . وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يطلع من هذا الباب رجل من أهل النار فطلع فلان ، وفى رواية ليطلعن رجل عليكم يبعث يوم القيامة على غير سنتى أو غير ملتى ، وكنت تركت أبى في المنزل فخفت أن يكون هو فطلع غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو هذا . رواه كله الطبراني وحديثه مستقيم وفيه ضعف غير مبين ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الرحمن بن أبى بكر قال كان الحكم بن أبى العاصى يجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم اختلج فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنت كذلك فمازال يختلج حتى مات . رواه الطبراني وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن حذيفة قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر قيل له في الحكم ابن أبى العاصى فقال ما كنت لاحل قدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه حماد بن عيسى العبسى قال الذهبي فيه جهالة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه كأن
[ 244 ]
بنى الحكم ينزون (1) على منبره وينزلون (1) فأصبح كالمتغيظ فقال ما لى رأيت بنى الحكم ينزون (1) على منبرى نزو (1) القردة قال فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة . وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت بنى مروان يتعاورون منبرى فساءنى ذلك ورأيت بنى العباس يتعاورون منبرى فسرني ذلك . رواه الطبراني وفيه زيد بن معاوية وهو متروك . وعن أم حليم بنت عمرو بن سنان الجدلية قالت استأذن الاشعث بن قيس على على فرده قنبر فادمى أنفه فخرج على فقال مالك وما له يا أشعث أما والله لو بعبد ثقيف تمرست اقشعرت شعيرات استك قيل له يا أمير المؤمنين ومن عبد ثقيف قال غلام يليهم لا يبقى أهل بيت من العرب إلا أدخلهم ذلا قيل كم يملك قال عشرين إن بلغ . رواه الطبراني وفيه الاجلح (2) الكندى وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره . وعن ثوبان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لبنى العباس رايتين أعلاها كفر ومركزها ضلالة فان أدركتها فلا تضل . رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو متروك نسب إلى الوضع ، وقال ابن عدى لا بأس به . وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لى ولبنى العباس شيعوا أمتى وسفكوا دماءهم وألبسوها ثياب السواد ألبسهم الله ثياب النار . رواه الطبراني وفيه زيد بن ربيعة وقد تقدم الكلام على ضعفه . وعن أبى أمامة الباهلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستخرج رايتان من قبل المشرق لبنى العباس أولها مثبور آخرها مبتور لا تنصروهم لا نصرهم الله من مشى تحت راية من رايتهم أدخله الله تعالى يوم القيامة جهنم ألا انهم شرار خلق الله وأتباعهم شرار خلق الله يزعمون أنهم منى ألا إنى منهم برئ وهم منى برآء علاماتهم يطيلون الشعور ويلبسون السواد فلا تجالسوهم في الملا ولا تبايعوهم في الاسواق ولا تهدوهم الطريق ولا (1) الكلمات في الاصل مغفلة من النقط . (2) في الاصل (الاحلج) (*)
[ 245 ]
تسقوهم الماء يتأذى بتكبيرهم أهل السماء . رواه الطبراني وفيه عنبسة بن أبى صغيرة وقد اتهم بالكذب . (باب ولاية المناصب غير أهلها) عن داود بن أبى صالح قال أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فقال أتدرى ما يصنع فاقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال نعم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غير أهله . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط وفيه كثير بن زيد وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره . (باب إمارة السفهاء والصبيان) عن زادان أبى عمر عن عليم قال كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عليم لا أحسبه إلا قال عبس الغفاري والناس يخرجون في الطاعون فقال عبس يا طاعون خذنى ثلاثا يقولها فقال له عليم لم تقل هذا ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمن أحدكم الموت عند انقطاع عمله ولا يرد فيستعتب فقال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بادروا بالموت ستا إمرة السفهاء وبيع الحكم واستخفاف بالدم وقطيعة الرحم ونشو يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل يغنيهم وإن كان أقل منهم فقها . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط والكبير بنحوه إلا انه قال عن عابس الغفاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف على أمته ست خصال إمرة الصبيان وكثرة الشرط والرشوة في الحكم وقطيعة الرحم واستخفاف بالدم ونشو يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا بافضلهم ويغنيهم غناءا . وفى إسناد أحمد عثمان بن عمير البجلى وهو ضعيف وأحد إسنادى الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنى أخاف عليكم ستا إمارة السفهاء وسفك الدماء . رواه الطبراني وفيه النهاس بن قهم (1) وهو ضعيف . (1) بالقاف . (*)
[ 246 ]
(باب ملك جهجاه) عن علباء السلمى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من الموالى يقال له جهجاه . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . (باب في أبواب السلطان والتقرب منها) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ومن أتى أبواب السلطان افتتن وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا - قلت لم أجده في نسختي من أبى داود - رواه أحمد والبزار وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح خلا الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقة . وعن عبد الله بن الحرث بن جزء الزبيدى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بعدى سلطان الفتن على أبوابهم كمبارك الابل لا يعطون أحدا شيئا إلا أخذ من دينه مثله . رواه الطبراني وفيه حسان بن غالب وهو متروك . وعن رجل من بنى سلمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وأبواب السلطان فانه أصبح صعبا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب الكلام عند الائمة) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حضر إماما فليقل خيرا أو فليسكت . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن محمد بن زياد وثقه أحمد وابن عدى وضعفه جماعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة لا تدخلن على الامراء فان غلبت على ذلك فلا تجاوز سنتى ولا تخافن سيفه وسوطه ان تأمرهم بتقوى الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف . وقد تقدم هذا الباب وفيه أحاديث غير هذا . (باب فيمن يصدق الامراء بكذبهم ويعينهم على ظلمهم) عن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون أمراء يغشاهم غواش وحواش من الناس يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه ومن لم يدخل عليهم ويصدقهم بكذبهم ويعينهم
[ 247 ]
على ظلمهم فهو منى وأنا منه . رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وزاد فأنا منه برئ وهو منى برئ ، وفيه سليمان بن أبى سليمان القرشى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون بعدى عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه ولن يرد على الحرض . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم وفى المسجد تسعة نفر أربعة من الموالى وخمسة من العرب فقال إنها ستكون عليكم أمراء فمن أعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم وغشى أبوابهم فليس منى ولست منه ولن يرد على الحوض ومن لم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو منى وأنا منه وسيرد على الحوض ، وفيه إبراهيم بن قعيس ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدى لا يهتدون بهديى ولا يستنون بسنتى فمن صدقهم بكذبهم وإعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا منى ولست منهم ولا يردون على حوضى يا كعب بن عجرة الصيام جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها أو بائع نفسه فموبقها . رواه أحمد والبزار وزاد لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به ، ورجالهما رجال الصحيح . وعن النعمان ابن بشير قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة العشاء فرفع طرفه إلى السماء ثم خفض حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شئ فقال ألا إنه سيكون بعدى أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم ومالا هم على ظلمهم فليس منى ولا أنا منهم ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو منى وأنا منه ألا وإن دم المسلم كفارة ألا وإن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هن الباقيات الصالحات - قلت له حديث في الباقيات الصالحات غير هذا رواه ابن ماجه - رواه أحمد وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حذيفة رضى الله عنه عن النبي صلى
[ 248 ]
الله عليه وسلم أنه قال إنه سيكون عليكم أمراء يظلمون ويكذبون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه ولا يرد على الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم فهو منى وأنا منه وسيرد على الحوض . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط وأحد أسانيد البزار رجاله رجال الصحيح ورجال أحمد كذلك . وعن خباب قال كنا قعودا عند باب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا فقال أتسمعون قلنا قد سمعنا مرتين أو ثلاثا قال إنه سيكون عليكم أمراء فلا تصدقوهم بكذبهم ولا تعينوهم على ظلمهم فانه من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس يرد على الحوض . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن خباب وهو ثقة . (باب فيمن يرائى الامراء) عن عمران بن حصين قال أخبرني أعرابي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أخاف على قريش إلا أنفسها قلت ما لهم قال أشحة سحرة وإن طال بك عمر لتنظرن إليهم يفتنون الناس حتى يرى الناس بينهم كالغنم بين الحوضين إلى هذا مرة وإلى هذا مرة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا بلال بن يحيى العبسى وهو ثقة وله طريق طويلة في الخصائص . وعن عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنى لا أخشى على قريش إلا أنفسها قلت وما هو قال أشحة سحرة إن طال بك عمر رأيتهم يفتنون الناس حتى يرى الناس بينهم كالغنم بين الحوضين مرة إلى هذا ومرة إلى هذا . رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات . (باب في الامام الكذاب) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يبغضهم الله ملك كذاب وعائل مستكبر وغنى بخيل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى ابن عبد الرحمن الارحبي ، وبقية رجاله ثقات . (باب النهى عن سب الائمة) عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاتسبوا الائمة وادعوا الله
[ 249 ]
لهم بالصلاح فان صلاحهم لكم صلاح . رواه الطبراني في الاوسط والكبير عن شيخه الحسين بن محمد بن مصعب الاسنانى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى مصبح قال جلست إلى نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم شداد ابن أوس وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يتذاكرون فقالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليعمل كذا وكذا من الخير وإنه لمنافق قالوا يارسول الله وكيف يكون منافقا وهو يؤمن بك قال يلعن الائمة ويطعن عليهم . رواه الطبراني وفيه محمد بن أبى قيس الشامي ولم أعرفه . (باب قلوب الملوك بيد الله تعالى فلا تسبوهم) عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى عليه وسلم إن الله يقول أنا الله لا إله ألا أنا مالك الملوك وملك الملوك قلوب الملوك بيدى وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة فساموهم سوء العذاب فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع إكفكم ملوككم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن راشد وهو متروك . (1) (باب هدايا الامراء) عن أبى حميد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا العمال غلول . رواه الطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهى ضعيفة قلت وقد تقدمت أحاديث في الرشا في كتاب الاحكام (1) . (باب الامير في السفر) أحاديث هذا الباب في كتاب الجهاد بعد هذا وبعضها قد تقدم في الحج بعض ادب السفر . عن عبد الله قال إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا عليكم أحدكم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (2) . (1) في الجزء الرابع ، وفى (كشف الخفا ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس للعجلونى) كلام على الحديث . (2) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر - كما في حاشية الاصل . (*)
[ 250 ]
(كتاب الجهاد) بسم الله الرحمن الرحيم) (باب ما جاء في الهجرة) عن أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزلت هذه الآية (إذا جاء نصر الله والفتح) قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها وقال حيز وأنا وأصحابي حيز وقال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية فقال له مروان كذبت وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت وهما قاعدان معه على السرير فقال أبو سعيد لو شاء هذان لحدثاك فرفع مروان عليه الدرة ليضربه فلما رأيا ذلك قالا صدق . رواه أحمد والطبراني باختصار كثير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن مجاشع بن مسعود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن أخ ليبايعه على الهجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بل على الاسلام فانه لا هجرة بعد الفتح ويكون من التابعين باحسان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن إسحق وهو ثقة . وعن غزية (1) بن الحرث أن شبابا من قريش أرادوا أن يهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم آباؤهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح إنما هو الجهاد ذو النية ، وفى رواية عن غزية أيضا أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا هجرة بعد الفتح إنما هي ثلاث الجهاد والنية والحشر . رواه الطبراني كله بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح . وعن الحرث بن غزية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة لاهجرة بعد الفتح إنما هو الايمان والنية . رواه الطبراني وفيه أسحق بن عبيد الله بن أبى فروة وهو متروك . وعن ابن السعدى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تنقطع الهجرة مادام العدو يقاتل فقال معاوية و عبد الرحمن بن عوف و عبد الله بن عمرو بن العاص إن النبي صلى * (هامش) في الاصل (عزية) وفى الخلاصة (غرفة) وكلاهما تحريف ، والتصويب من النهاية . (*)
[ 251 ]
الله عليه وسلم قال الهجرة خصلتان إحداهما هجر السيئات والاخرى يهاجر إلى الله ورسوله ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب فإذا طلعت طبع على كل قلت بما فيه وكفى الناس العمل - قلت روى أبو داود والنسائي بعض حديث معاوية - رواه أحمد والطبراني في الاوسط والصغير من غير ذكر حديث ابن السعدى ، والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف وابن السعدى فقط ، ورجال أحمد ثقات . وعن جنادة بن أبى أمية أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن ناسا يقولون إن الهجرة قد انقطعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل من بنى مالك بن حسل أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فقالوا له احفظ رحالنا ثم تدخل وكان أصغر القوم فقضى لهم حاجتهم ثم قال له ادخل فدخل فقال حاجتك قال حاجتى تحدثني انقطعت الهجرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم حاجتك خير من حوائجهم لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو - قلت رواه النسائي باختصار - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رجاء بن حيوة عن أبيه عن الرسول الذى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال لا تنقطع ما قوتل العدو . رواه أحمد وحيوة لم أعرفه . وبقية رجاله ثقات . وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى عليه وسلم لن تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار . رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة الرحبى وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتكونن هجرة بعد هجرة إلى مهاجر أييكم إبراهيم صلى الله عليه وسلم حتى لا يبقى في الارض إلا شرار أهلها تلفظهم أرضهم يغدرهم روح الرحمن عز وجل وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تقيل حيث يقيلون وتبيت حيث يبيتون وما سقط منهم فلها . رواه أحمد في حديث طويل في قتال أهل البغى وفيه أبو جناب الكلبى (1) وهو ضعيف . قلت وتأتى أحاديث الهجرة إلى الحبشة (1) في الاصل (الكليم) (*)
[ 252 ]
وإلى المدينة في المغازى (1) إن شاء الله . (باب هجرة الباثة والبادية) عن واثلة بن الاسقع قال خرجت مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلما سلم والناس من بين خارج وقائم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لا يرى جالسا إلا دنا إليه فسأله هل لك من حاجة وبدا بالصف الاول ثم بالثاني ثم الثالث حتى دنا إلى فقال هل لك من حاجة قلت نعم يا رسول الله قال قال وما حاجتك قلت الاسلام قال هو خير لك قال وتهاجر قلت نعم قال هجرة البادية أو هجرة الباثة قلت أيهما أفضل قال هجرة الباثة وهجرة الباثة أن تثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرة البادية أن ترجع إلى باديتك وعليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومكرهك ومنشطك وأثرة عليك قال فبسطت يدى إليه فبايعته قال واستثنى لى حيث لم استثن لنفسي فيما استطعت قال ونادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فخرجت إلى أهلى فوافقت أبى جالسا في الشمس يستدبرها فسلمت عليه بتسليم الاسلام فقال أصبوت فقلت أسلمت فقال لعل الله يجعل لنا ولك فيه خيرا فرضيت بذلك منه . فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب فيمن أقام الدين حيث كان) عن جبير بن مطعم قال قلت يا رسول الله أنهم يزعمون أنه ليس لنا أجر بمكة فقال لتأتينكم أجوركم ولو كنتم في جحر ثعلب قال فأصغى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان في أصحابي منافقين . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه رجل لم يسم . وعن الفرزدق بن حبان قال ألا أحدثكم حديثا سمعته أذناى ووعاه قلبى لم أنسه بعد خرجت أنا وعبيد الله بن حيد في طريق الشام فمررنا بعبد الله بن عمرو بن العاص فقال جاء رجل من قومكما أعرابي جاف جرئ فقال يا رسول الله أين الهجرة إليك حيثما كنت أم إلى أرض معلومة أم لقوم خاصة أم إذا مت انقطعت قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة (1) في الجزء السادس . (*)
[ 253 ]
ثم قال أين السائل عن الهجرة قال ها أنا ذا يا رسول الله قال إذا أقمت الصلاة وآتيت الزكاة فأنت مهاجر وان مت بالحضرمي قال يعنى أرضا باليمامة ، وفى رواية الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة فانت مهاجر . رواه أحمد والبزار وأحد إسنادى أحمد حسن ورواه الطبراني . (باب النهى عن مساكنة الكفار) عن قيس بن أبى حازم عن خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم فاعتصموا بالسجود فقتلهم فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال أنا برئ من كل مسلم أقام مع المشركين لا يرا ابآراهما . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب كراهة موت المهاجرة بأرض خرج منها) عن ابن عمر رحمه الله أن النبي الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة قال اللهم لا تجعل منايانابها حتى تخرجنا منها . رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح خلا محمد بن ربيعة وهو ثقة . وعن أبى موسى قال مرض سعد بمكة فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال له يا رسول الله ألست تكره أن يموت الرجل في الارض التى هاجر منها قال بلى ولعل الله تبارك وتعالى يرفعك فينصر بك قوما وينفع آخرين بك . رواه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح خلا محمد بن عمر بن هياج وهو ثقة . (باب فيمن بدا بعد الهجرة بغير إذن ولا سبب) عن عمرو بن عبد الرحمن بن جرهد قال سمعت رجلا يقول لجابر بن عبد الله ما بقى معك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس بن مالك وسلمة بن الاكوع فقال رجل أما سلمة فقد ارتد عن هجرته فقال جابر لا تقل ذاك فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاسلم أبدوا يا أسلم فقالوا يا رسول الله أنا نخاف أن نرتد بعد هجرتنا فقال أنتم مهاجرون حيث كنتم . رواه أحمد وعمر هذا لم أعرفه ، وبقية رجاله رجاله الصحيح . وعن إياس بن سلمة بن الاكوع أن أباه حدثه أن سلمة قدم المدينة فلقيه بريدة بن الخصيب فقال ارتدت
[ 254 ]
عن هجرتك يا سلمة فقال معاذ الله إنى في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبدوا يا أسلم فتنسموا الرياح واسكنوا الشعاب فقالوا إنا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك في هجرتنا فقال أنتم مهاجرون حيث كنتم - قلت لسلمة حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه أحمد والطبراني وفيه سعيد بن أياس ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن سلمة بن الاكوع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنتم بدونا ونحن أهل حضركم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن مسلم بن جرهد قال مرض ابن عمر فقال رجل يا أبا عبد الرحمن قد أعشبت القفار فلو ابتعت أعنزا فتنزهت تصح فقال لم يؤذن لاحد منافى البداء غير أسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم وهو متروك . وعن شداد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الهجرة فاشتكى فقال مالك قال يارسول الله اشتكت ولو شربت من ماء بطحان لبرأت قال فما يمنعك قلت هجرتى قال اذهب فأنت مهاجر حيث كنت . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عبد الله بن سعد بن الاطول قال كان عبد الله يخرج إلى أصحابه بتستر يزورهم فيقيم يوم دخوله والثانى ويخرج في الثالث فيقولون له لو أقمت فيقول سمعت أبى يقول سمعت رسول الله عليه وسلم ينهى عن الثناوة فمن أقام ببلد الخراج فقد ثنا فأنا أكره أن أقيم . رواه أبو يعلى وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا جفا . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن جابر ابن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله من بدا بعد الهجرة لعن الله من بدا بعد الهجرة إلا في فتنة فان البدو خير من المقام في الفتنة . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (باب فضل المهاجرين) عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع ، قال أبو سعيد والله لو حبوت بها أحدا لحبوت بها قومي . رواه البزار عن شيخه حمزة بن مالك
[ 255 ]
ابن حمزة ولم أعرفه . وبقية رجاله ثقات . قلت وتأتى أحاديث في فضل المهاجرين والانصار في أواخر المناقب . (باب في فقراء المهاجرين) عن عمران بن حطان قال قالت لى عائشة أم المؤمنين ما تسمون الذين يدخلون فيكم من أهل القرى ليس لهم فيكم قرابة قلت نسميهم العلوج السقاط فقالت عائشة كنا نسميهم الهاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط عن شيخه أحمد بن موسى الشامي ولم أعرفه . (باب فيمن لم يهاجر وأقام الدين وشرائعه) قد تقدم حديث عبد الله بن عمرو في باب قبل هذا بورقتين وقد ضربت عليه ثم كتبت عليه . عن صالح بن بشير بن فديك قال خرج فديك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنهم يزعمون انه من لم يهاجر هلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار ورجاله ثقات إلا ان صالح بن بشير أرسله ولم يقل عن فديك . وعن الزبير بن العوام قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الارض أرض الله والعباد عباد الله فحيث وجد أحدكم خيرا فليتق الله وليقم . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . (باب الامير في السفر) عن عمر بن الخطاب أنه قال إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا عليكم أحدكم ذاك أميره أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا عمار بن خالد وهو ثقة . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم وإن كان أصغر كم فإذا أمكم فيكون أميركم . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كانوا ثلاثة فلا يتناج اثنان دون الثالث وإذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم - قلت له حديث في الصحيح لا يتناج اثنان - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا عنبس بن مرحوم وهو ثقة . وعن عبد الله قال إذا كنتم ثلاثة في سفر فأمروا
[ 256 ]
عليكم أحدكم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب ما يفعل إذا أراد سفرا) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحدكم سفرا فليسلم على إخوانه فانهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن العلاء وهو ضعيف . (باب النهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو) عن سفينة (1) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة يناله العدو . رواه البزار وفيه إبراهيم بن عمرو بن سفينة وهو ضعيف . (باب مناجاة الرفاق وإجابتهم) عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا إذا غزونا فدعا رجل في آخر القوم فقال يا أيها الاول ان ننتظره حتى يلحق . رواه البزار والطبراني وفيه يوسف بن خالد وهو ضعيف . (باب وصية الامير في السفر) عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش دعاه فأمره بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا بسم الله قاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى خصال ثلاث ادعهم إلى الاسلام فان أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الهجرة ان لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فان أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم وإن هم لم يفعلوا فأخبرهم أنهم كأعراب المسلمين ليس لهم في الفئ ولا في الغنيمة شئ ويجوز عليهم حكم الله الذى يجرى على السملمين وإن هم أرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تفعل فانك لا تدرى تصيب فيهم حكم الله أولا ولكن أنزلهم على حكمك ثم إن أرادوك أن تعطيهم ذمة الله فلا تفعل ولكن أعطهم ذمتك (1) هو لقب لمولى النبي صلى الله عليه وسلم ، واختلف في اسمه - كما في نزهة الالباب في الالقاب لابن حجر العسقلاني . وستأتى مناقبه في الجزء التاسع . (*)
[ 257 ]
وذمة أصحابك فانك ان تخفر ذمتك وذمة أصحابك خير من أن تخفروا ذمة الله . رواه البزار وفيه سالم بن عبد الواحد المرادى وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين . وبقية أحاديث هذا الباب في باب ما نهى عن قتله في الحرب . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى معاذ وأبى موسى فقال تشاورا وتطاوعا ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا . رواه البزار وفيه عمرو بن أبى خليفة العبدى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب أي يوم يستحب السفر) تقدمت أحاديث أستحباب السفر يوم الخمس في كتاب الحج (1) . (باب أدب السفر) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كانت الارض مخصبة فاقصروا في السير (2) وأعطوا الركاب حقها فان الله رفيق يحب الرفق وإذا كانت الارض مجدبة فانجوا (3) عليها وعليكم بالدلجة (4) فان الارض تطوى بالليل وإياكم والتعريس على قارعة الطريق فانها مأوى الحيات ومراح السباع . رواه البزار والطبراني موقوفا وفيه محمد بن أبى نعيم وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان وضعفه ابن معين . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سرتم في أرض خصيبة فأعطوا الدواب حقها أو حظها وإذا سرتم في أرض مجدبة فانجوا عليها وعليكم بالدلجة فان الارض تطوى بالليل وإذا عرستم فلا تعرسوا على قارعة الطريق فانها مأوى كل دابة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في الحج . (باب الخروج من طريق والرجوع في غيره) عن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من باب الشجرة ويرجع من طريق المعرس . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا هرون بن موسى بن أبى علقمة وهو ثقة . (1) في الجزء الثالث . (2) في الاصل (السفر) . (3) أي أسرعوا . (4) أي السير في الليل . (*)
[ 258 ]
(باب المرافقة) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم . رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف وقد وثق . وعن أسلم قال خرجت في سفر فلما رجعت قال لى عمر من صحبت قلت صحبت رجلا من بكر بن وائل فقال عمر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخوك البكري ولا تأمنه . رواه الطبراني في الاوسط من طريق زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه كلاهما ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الاصحاب أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف وما هزم قوم بلغوا اثنى عشر ألفا من قلة إذا صدقوا وصبروا - قلت رواه أبو داود والترمذي خلا قوله صدقوا وصبروا - رواه أبو يعلى وفيه حبان بن على وهو ضعيف وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . (باب ما جاء في الخيل) عن سويد بن هبيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة (1) . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن معقل بن يسار قال لم يكن شئ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل ثم قال غفرانك والنساء . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن أبى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة . رواه أحمد والبزار وفيه عطية وهو ضعيف . وعن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا أبا ذر اعقل ما أقول لك لعناق تأتى رجلا من المسلمين خير له من أحد ذهبا يتركه ورواءه يا أبا ذر اعقل ما أقول لك أن المكثرين هم الاقلون يوم القيامة إلا من قال كذا وكذا اعقل يا أبا ذر ما أقول لك إن الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وإن الخيل في نواصيها الخير . رواه أحمد وفيه أبو الأسود الغفاري وهو (1) السكة : الطريقة المصطفة من النخل ، والمأبورة : الملقحة . وقيل السكة : سكة الحرث ، والمأبورة : المصلحة ، أراد خير المال نتاج أوزرع . (*)
[ 259 ]
ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة - قلت هو في الصحيح باختصار صدقة النفقة - رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنم بركة والابل عز لاهلها والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وعبدك أخوك فأحسن إليه وإن وجدته مغلوبا فأعنه . رواه البزار وفيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة - قلت له في الصحيح البركة في نواصى الخيل - رواه البزار وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف . وعن سوادة بن الربيع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لى بذود ثم قال لى إذا رجعت إلى أهلك فمرهم فليقلموا أظفارهم لا يغيظوا ضروع مواشيهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبى كبشة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل الخيل معقود في نواصيها الخير وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها قلدوها ولا تقلدوها الاوتار (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن ، ورواه أحمد أتم منه ورجاله ثقات ، ويأتى بعد هذا بباب . وعن عريب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير والنبل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده الصدقة وأبوالها وأرواثها لاهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة . (1) أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن السملمين ولا تقلدوها طلب اوتار الجاهلية التى كانت بينكم ، والوتر هو التأر . (*)
[ 260 ]
رواه الطبراني وفيه أبو زياد التيمى قال الذهبي مجهول . وعن الحسن بن أبى الحسن أنه قال لابن الحنظلية حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة . رواه الطبراني عن سليمان الجرمى عن سوادة ، وسليمان لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس فوهبه لرجل من الانصار فكان يسمع صهيله ثم إنه فقده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل فرسك فقال يا رسول الله خصيته فقال الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة نواصيها دفاؤها وأذنابها مذابها . رواه الطبراني وفيه راشد بن يحيى المارى ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف . وعن خباب ابن الارت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل ثلاثة فرس للرحمن وفرس للانسان وفرس للشيطان فأما فرس الرحمن فما اتخذ في سبيل الله وقتل عليه أعداء الله عزوجل وأما فرس الانسان فما استبطن ويحمل عليه وأما فرس الشيطان فما روهن عليه وقومر عليه . رواه الطبراني وفيه مسلمة بن على وهو ضعيف . وعن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ارتبط فرسا في سبيل الله فعلفه وأبره في ميزانه يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحرث وهو ضعيف . (باب منه فيما جاء في الخيل وارتباطها) عن رجل من الانصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل ثلاثة فرس يرتبطه الرجل في سبيل الله عزوجل قيمته أجرور كوبه أجرو عاريته أجر وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن قيمته وزر وركوبه وزر وعاريته وزر وعلفه وزر وفرس للبطنة فعسى أن تكون سداد من الفقر إن شاء الله . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدم حديث خباب الذى رواه الطبراني قبل هذا . وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل ثلاثة ففرس للرحمن وفرس للانسان وفرس للشيطان فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله عزوجل فعلفه وبوله وروثه وذكر ما شاء الله وأما فرس الشيطان فالذي يقامر عليه ويراهن وأما فرس الانسان فالفرس يرتبطها الانسان يلتمس
[ 261 ]
بطنها فهى ستر من فقر . رواه أحمد ورجاله ثقات . فان كان القاسم بن حسان سمع من ابن مسعود فالحديث صحيح . وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة فمن ارتبطها عدة في سبيل الله وأنفق عليها احتسابا في سبيل الله فان شبعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة ومن ارتبطها رياءا وسمعة وفرحا ومرحا فان شبعها وجوعها وريها وأرواثها وأبوالها خسران في موازينه يوم القيامة . رواه أحمد وفيه شهر وهو ضعيف . وعن جابر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير والنبل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة وقلدوها ولا تقلدوها الاوتار ، قال على ولا تقلدوها الاوثان . رواه أحمد والطبراني في الاوسط باختصار ورجال أحمد ثقات . (باب في خيل النبي صلى الله عليه وسلم) عن سهل بن سعد قال كان للنبى صلى الله عليه وسلم عند أبى ثلاثة أفراس يعلفهن قال وسمعت أبى يسميهن اللزاز واللحيف (1) والضرب - قلت لسهل حديث في الصحيح فيه ذكر اللحيف فقط وهو هنا عنه عن أبيه - رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف . وعن عبد الله بن مسعود قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يسبح به سبحا فأعجبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما فرسى هذا بحر . رواه الطبراني وفيه مروان بن سالم الشامي وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يقال له المرتجز (2) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن داود الشاذكونى وهو ضعيف . (باب ألوان الخيل وما يستحب منها وما يكره) عن أبى وهب الكلاعى وسئل لم فضل الاشقر قال لان رسول الله صلى (1) اللزاز : سمى به لشدة تلززه واجتماع خلقه ، ولز بالشئ : لصق به كأنه يلصق بالمطلوب لسرعته . واللحيف سمى به لطول ذنبه كأنه يلحف الارض بذنبه أي يغطيها به ، ويروى بالجيم والخاء . (2) سمى به لحسن صهيله . (*)
[ 262 ]
الله عليه وسلم بعث سرية قكان أول من جاء بالفتح صاحب الاشقر . رواه أحمد ورجاله ثقات ، وقوله أبى وهب الكلاعى وهم لان عقيل بن شبيب لم يرو إلا عن أبى وهب الجشمى . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى عليه وسلم يمن الخيل في شقرها وأيمنها ناصية ما كان منها أغر محجلا مطلق اليد اليمنى - قلت اقتصر أبو داود والترمذي على قوله يمن الخيل في شقرها - رواه الطبراني وفيه فرج بن يحيى وهو ضعيف . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مطلق اليمنى فانك تسلم وتغنم . رواه الطبراني وفيه عبيد بن الصباح . وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إياكم والخيل المثقلة فانها إن تلق تفر وإن تغنم تغل . رواه أحمد وكأنه صلى الله عليه وسلم أراد بالخيل أصحاب الخيل والله أعلم ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . (باب تأديب الخيل) عن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عاتبوا الخيل فانها تعتب . رواه الطبراني من رواية إبراهيم بن العلاء الزبيدى عن بقية وبقية مدلس ، وسأل ابن حوصا محمد بن عوف عن هذا الحديث فقال رأيته على ظهر كتاب إبراهيم ملحقا فأنكرته فقلت له فتركه قال وهذا من عمل ابنه محمد ابن إبراهيم كان يسوى الاحاديث وأما أبوه فشيخ غير متهم وقال فيه أبو حاتم صدوق ، ووثقه ابن حبان . (باب إكرام الخيل) عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما فتل عرف فرسه بيده . رواه الطبراني وفيه عوف بن الازهر وهو متروك . (باب الدعاء للخيل) عن جعيل الاشجعى قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته وأنا على فرس لى عجفاء ضعيفة فكنت في آخر الناس فلحقني فقال سر يا صاحب الفرس
[ 263 ]
فقلت يا رسول الله عجفاء ضعيفة فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخفقة (1) كانت معه فضربها بها وقال اللهم بارك له فيها قال فلقد رأيتنى ما أمسك رأسها أتقدم الناس قال ولقد بعت من بطنها باثنى عشر ألفا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب المسابقة والرهان وما يجوز فيه) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاسبق إلا في خف أو حافر أو نصل رواه الطبراني وفيه عبد الله بن هرون الفروى وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره وعن عبد الله بن الحرث قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير ابني العباس ثم يقول من سبق إلى فله كذا وكذا قال فيستبقون إليه منه ، وروى له مسلم مقرونا والبخاري تعليقا ، وبقية رجاله ثقات . وعن كثير بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمعنا أنا و عبد الله وعبيد الله وقثم فيفرج يديه هكذا فيمد باعه ويقول من سبق إلى فله كذا وكذا . رواه الطبراني وفيه الصباح بن يحيى وهو متروك . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وجعل بينها سبقا وجعل فيها محللا وقال لا سبق إلا في حافر أو نصل - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وراهن - قلت هو في الصحيح خلا قوله وراهن - رواه أحمد باسنادين ورجال أحدهما ثقات . وعن أبى لبيد لمزة بن زياد قال أرسلت الخيل زمن الحجاج فقلنا لو أتينا الرهان فأتيناه ثم قلنا لو ملنا إلى أنس بن مالك فسألناه هل كنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيناه فقال نعم لقد راهن على فرس يقال له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه . رواه أحمد والطبراني في الاوسط الا انه قال فأتيناه وهو في قصره بالراوية فسألناه يا أبا حمزة أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراهن قال نعم والله لقد راهن على (1) أي درة . وفى الاصل (محفقة) وهو تحريف . (*)
[ 264 ]
فرس يقال له سبحة فسبق الناس فهش لذلك وأعجبه ، ورجال أحمد ثقات وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضمر الخيل (1) وسابق بينها فرأني راكبا على بعير فقال يا جابر لا تزال تتعتعه (2) أي لا تزال تضربه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن سليمان بن مشمول وهو ضعيف . وعن عروة بن مضرس أنه كان يسوق فرسه بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبارك الله الذى كيف حوافرهن وسوافلهن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن عصمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فجرى به فرجع إلينا فقال وجدنا بحرا . رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف . وعن عبد الله بن مغفل قال بينما نحن ذات يوم المدينة إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس له فانطلق حتى خفى علينا ثم أقبل وهى تعدوا ما دفعها واما اعترقت به فمر بشجرة فطار منها طائر فحادت فندر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أرض غليظة فأتيناه تسعا فإذا هو جالس وعرض ركبتيه وحرقفيته ومنكبيه وعرض وجهه منسح (3) بيض ماء أصفر فجلسنا حوله نبكى . رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الانصاري وهو ضعيف . وعن بريدة قال ضمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل ووقت لاضمارها وقتا وقال يوم كذا وكذا موضع كذا وكذا وأرسل الخيل التى ليست بمضمرة من دون ذلك . رواه البزار وفيه صالح بن حبان وهو ضعيف . وعن عياض الاشعري قال قال أبو عبيدة من يراهنى قال شاب أنا إن لم تغضب قال فسبقه قال فلقد رأيت عقيصتى أبى عبيدة تنقزان (4) وهو خلفه على فرس عرى . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى بلج قال رأيت أبا لنا الاسدي وكان رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم سبق فرس له جلله بردا (1) تضمير الخيل هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف إلا قوتا لتخف ، وقيل تشد عليها سروجها وتجلل بالاجلة حتى يعرق تحتها فيذهب رهلها ويشتد لحمها . (2) في الاصل (تنعنعه) . (3) أي جانبه منقشر ، وفى الاصل تحريفات صححتها من النهاية . (4) أي تتحركان بسرعة كالقفز . (*)
[ 265 ]
عدنيا ورأيت عليه ثوب خز ومطرفا . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب النهى عن الجلب والخبب) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من خبب (1) عبدا على سيده وليس منا من أفسد امرأة على زوجها وليس منا من أجلب (2) على الخيل يوم الرهان . رواه أبو يعلى والطبراني باختصار ورجال أبى يعلى ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا جلب في الاسلام . رواه الطبراني وفيه أبو شيبة وهو ضعيف . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شغار في الاسلام - والشغار أن يبدل الرجل أخته بغير صداق فلا شغار في الاسلام - ولا جلب ولا جنب (3) - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . (باب النهى عن حصماء الخيل وغيرها) عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل والبهائم وقال ابن عمر فيه نماء الخلق . رواه أحمد وفيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صبر ذى الروح (4) وعن إخصاء البهائم نهيا شديدا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (باب إنزاء الحمر على الخيل) عن دحية الكلبى قال قلت يا رسول الله ألا أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا فتركبها قال إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون . رواه أحمد والطبراني في الاوسط إلا انه قال عن الشعبى إن دحية مرسل ، وهو عند أحمد عن الشعبى عن دحية ، ورجال أحمد رجال الصحيح خلا عمر بن حسيل من آل حذيفة ووثقه ابن حبان . (1) أي أفسد وخدع . (2) الجلب أن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثا له على الجرى . والجنب بالتحريك : أن يجنب فرسا إلى فرسه الذى يسبق عليه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب . (3) في الاصل (خبب) والصواب (جنب) وتقدم شرحه ، والحديث تكرر في الكتاب . (4) هو أن يوثق ذو الروح حيا ثم يرمى حتى يموت . (*)
[ 266 ]
(باب فيمن أطرق فرسا أو غيره) عن أبى عامر الهوزنى عن أبى كبشة الانمارى أنه أتاه فقال أطرقنى فرسك فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أطرق فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في سبيل الله عزوجل ، والطبراني إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطرق فرسه مسلما فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في سبيل الله فان لم يعقب كان له كأجر فرس يحمل عليها في سبيل الله ، ورجالهما ثقات . وعن ابن عمر قال ما تعاطى الناس بينهم قط أفضل من الطرق يطرق الرجل فرسه فيجرى له أجره ويطرق الرجل فحله فيجرى له أجره . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب كيف يعرف الفرس العتيق من غيره) عن محمد بن سلام قال حدثنى بعض أصحابنا قال عرض سلمان بن ربيعة الخيل فمر عمرو بن معدى كرب على فرس له فقال له سلمان بن ربيعة هذا هجين فقال له عمرو عتيق فأمر به فعطش ثم جاء بطست من ماء ودعا بعتاق الخيل فشربت فجاء فرس عمرو فثنى يديه وشرب وهذا صنع الهجين فنظر إليه فقال له ألا ترى فقال له اجل الهجين يعرف الهجين فبلغ عمر فكتب إليه قد بلغني ما قلت لاميرك وبلغني أن لك سيفا تسميه الصمصامة وعندي سيف مصمم وتالله لئن وضعته على هامتك لا أقلع حتى أبلغ شيئا ذكره من جوفه فان سرك أن تعلم أحق ما اقول فعلت (9) . رواه الطبراني واسناده منقطع . (باب سهم الفرس) تأتى أحاديث هذا الباب إن شاء الله تعالى . عن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الزبير سهما وأمه سهما وفرسه سهمين . رواه أحمد ورجاله ثقات . قلت وتأتى أحاديث سهمان الخيل في قسمة الغنيمة . (باب ركوب ثلاثة على دابة) عن ابن عباس قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وقثم أمامه (1) في الاصل (فعل) . (*)
[ 267 ]
- قلت إردافه لابن عباس في الصحيح - رواه أحمد وله عند البزار قال أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع أو عرفة وقثم بين يديه والفضل خلفه ، وإردافه للفضل في الصحيح ، وفى إسناد أحمد والبزار جابر الجعفي وهو ضعيف . (باب صاحب الدابة أحق بصدرها) وبعض أحاديث هذا الباب في الادب (1) . عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الدابة أحق بصدرها . رواه البزار . (باب في دواب الغزاة وكراهية الاجراس) قد تقدمت أحاديث في كراهية الاجراس والكلاب في الصيد . وعن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة ينزلون كل ليلة يحبسون الكلاب عن دواب الغزاء إلا دابة في عنقها جرس . رواه الطبراني وفيه ليث ابن أبى سليم وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات وفى بعضهم كلام لا يدفع عدالتهم . (باب كيف المشى) عن جابر قال شكا ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لهم وقال عليكم بالنسلان (2) فانتسلنا فوجدناه أخف علينا . (باب ما جاء في القسى والرماح والسيوف) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدى الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمرى . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان وثقه ابن المدينى وأبو حاتم وغيرهما وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن عويم بن ساعدة قال أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا معه قوس فارسية فقال اطرحها ثم أشار إلى القوس العربية فقال بهذه الرماح القنا يمكن الله لكم في البلاد وينصركم على عدوكم . رواه الطبراني وفى إسناده مساتير لم يضعفوا ولم يوثقوا . وعن عبد الله بن بسر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب إلى خبير فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من ورائه أو قال على كتفه اليسرى ثم خرج رسول الله (1) في الجزء الثامن . (2) أي الاسراع في المثنى . (*)
[ 268 ]
صلى الله عليه وسلم يتبع الجيش وهو متوكئ على قوس فمر به رجل يحمل قوسا فارسيا فقال ألقها فانها ملعونة ملعون من يخملها عليكم بالقنا والقسى العربية فان بها يعز الله دينكم ويفتح لكم البلاد ، قال يحيى بن حمزة إنما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لانها كانت إذ ذاك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما اليوم فقد صارت عدة وقوة لاهل الاسلام . رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي قال الذهبي وهو مقارب الحديث وقال النسائي ضعيف ، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنى لم أجد لابي عبيدة عيسى بن سليم من عبد الله بن بشر سماعا . وعن سعد بن أبى وقاص رفعه قال عليكم بالرمي فانه خير - أو من خير - لهوكم . رواه البزار والطبراني في الاوسط ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالرمي فانه خير لعبكم ، ورجال البزار رجال الصحيح خلا حاتم بن الليث وهو ثقة وكذلك رجاله الطبراني . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشهد الملائكة من رهنكم إلا النصال والنضال . رواه البزار والطبراني وفيه عمرو بن عبد الغفار وهو متروك . وعن أبى هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم يرمون فقال ارموا بنى اسرائيل فان أباكم كان راميا . رواه البزار وفيه محمد بن عمرو ابن علقمة وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم يرمون فقال ارموا بنى اسماعيل فان أباكم كان راميا . رواه البزار وفيه إسماعيل بن مسلم المكى وهو ضعيف . وعن حمزة بن عمرو الاسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للاسلميين ارموا بنى إسماعيل فان أباكم كان راميا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مع محجن بن الادرع فأمسك القوم قال مالكم قالوا من كنت معه فقد غلب قال ارموا وأنا معكم كلكم . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف . وعن عمرو بن عطية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الارض ستفتح عليكم وتكفون الدنيا فلا يعجز أحدكم أن يلهو باسمه . رواه الطبراني عن شيخه بكر بن سهل قال الذهبي مقارب الحديث ، وقال النسائي ضعيف ، وفيه ابن لهيعة أيضا . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على
[ 269 ]
أحدكم إذا لج به همه أن يتقلد قوسه فينفي (1) به همه . رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن الزبير الزبيدى وهو ضعيف جدا . وعن قيس بن أبى حازم قال رأيت خالد بن الوليد يوم اليرموك يرمى بين هدفين ومعه رجال من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال وقال أمرنا أن نعلم أولادنا الرمى والقرآن . رواه الطبراني وفيه المنذر بن زياد الطائى وهو متروك . وعن عطاء بن أبى رياح قال رأيت جابر عن عبد الله وجابر بن عبيد الله الانصاري يرتميان فمد أحدهما فجلس فقال له الآخر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شئ ليس من ذكر الله عزوجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال مشى الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا عبد الوهاب بن بخت (2) وهو ثقة . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شئ من لهو الدنيا باطل إلا ثلاث انتظالك (3) بقوسك وتأديبك فرسك وملاعبتك أهلك فانهن من الحق ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتضلوا واركبوا وإن تنتضلوا أحب إلى وإن الله عزوجل ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة صانعه المحتسب فيه والممد به والرامي به قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في صدقة التطوع . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز قال أحمد متروك . وضعفه الجمهور ووثقه دحيم ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل لهو يكره إلا ملاعبة الرجل امرأته ومشيه بين الهدفين وتعليمه فرسه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المنذر بن زياد الطائى وهو ضعيف . وعن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة . رواه الطبراني وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف . وعن مجاهد قال رأيت ابن عمر يشتد بين الغرضين ويقول انى بها انى بها . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعلم الرمى ثم نسيه فهى نعمة (1) في الاصل (فيتقى) . (2) في الاصل ليست منقوطة ، والتصويب من خلاصة التذهيب . (3) يقال انتضل القوم وتناضلوا أي رموا للسبق . (*)
[ 270 ]
جحدها . رواه البزار والطبراني في الصغير والاوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وغيرهما وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن رمى بسهم) عن عتبة بن عبد السلمى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه قوموا فقاتلوا قال فرمى رجل بسهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوجب هذا . رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن . وبقية طرقه تأتى في سورة المائدة في التفسير (1) . وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رمى رمية في سبيل الله قصر أو بلغ كان له مثل أجر أربع اناس من بنى إسماعيل أعتقهم . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه شبيب بن بشر وهو ثقة وفيه ضعف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة . رواه البزار عن شيخه عبد الرحمن بن الفضل بن موفق ولم أعرفه . وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عتبة بن عبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة والنضير من أدخل هذا الحصن سهما فقد وجبت له الجنة ، قال عتبة فأدخلت ثلاثة أسهم . رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك . وعن محمد بن الحنفية قال رأيت أبا عمرو الانصاري وكان بدريا عقبيا أحديا وهو صائم يتلوى من العطش وهو يقول لغلام له ويحك ترسنى فترسه الغلام حتى نزع بسهم نزعا ضعيف حتى رمى بثلاثة أسهم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله قصر أو بلغ كان له نورا يوم القيامة فقتل قبل غروب الشمس . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن محد بن عبيد الله العرزمى وهو ضعيف . وعن أبى أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في سبيل الله (2) أخطأ أو أصاب كان له مثل رقبة من ولد إسماعيل . رواه الطبراني باسنادين رجال احدهما ثقات . وعن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله كتب الله له به درجة . رواه الطبراني ورجاله (1) في الجزء السابع . (2) كذا ولعله سقط ما يبينه باقى الاحاديث . (*)
[ 271 ]
رجال الصحيح إلا ان سالم بن أبى الجعد لم يدرك معاذا . وعن عمران بن حصين قال مقام الرجل في الصف في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ومزرمى بسهم في سبيل الله فبلغ أخطأ أو أصاب فبعتق رقبة ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . (باب الاصابة في الرمى) عن ثمامة قال كان أنس يجلس ويطرح له فراش ويجلس عليه ويرمى ولده بين يديه فخرج علينا يوما ونحن نرمى فقال يا بنى بئس ما ترمون ثم أخذ القوس فرمى فما أخطأ القرطاس . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب في الاوائل أول من رمى بسهم وغير ذلك) عن القاسم قال أول من أفشى القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود وأول من بنى مجدا يصلى فيه عمار بن ياسر وأول من أذن بلال وأول من غدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الاسود وأول من رمى بسهم في سبيل الله سعد وأول من قتل من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر بن الخطاب وأول حى ألفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جهينة وأول من أدوا الصدقة طائعين من قبل أنفسهم بنوا عذرة بن سعد . رواه الطبراني وإسناده منقطع . (باب ما جاء في السيف) عن مرزوق الصقيل أنه صقل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار وكانت له قبيعة (1) من فضة وحلق في قيده وبكرة في وسطه من فضة . رواه الطبراني وفيه أبو الحكم الصقيل ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عتبة بن عبد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أرنى سيفك فسله فنظر إليه فإذا فيه دقة وضعف فقال لا تضربن بهذا ولكن اطعن له طعنا . رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك . (باب آلات الحرب وتسميتها وما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم) عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله وسلم سيف قائمته من (1) في الاصل (قنيعة) بالنون وهو تحريف بين . (*)
[ 272 ]
فضة وقبيعته من فضة وكان يسمى ذا الفقار وكان له قوس يسمى السداد وكانت له جعبة تسمى الجمع وكانت له درع موشحة بنحاس تسمى ذات الفضول وكانت له حربة تسمى النبعاء وكان له مجن يسمى الدفى وكان له ترس أبيض يسمى الموجز وكان له فرس أدهم يسمى السكب وكان له سرج يسمى الداح الموجز وكانت له بغلة شهباء تسمى الدلدل وكانت له ناقة تسمى القصوى وكان له حمار يسمى يعفور وكان له بساط يسمى الكر وكانت له عنزة تسمى النمر وكانت له ركوة تسمى الصادر وكانت له مرآة تسمى المرآة وكان له مقراض يسمى الجامع وكان له قضيب شوحط يسمى الممشوق . رواه الطبراني وفيه على بن عروة وهو متروك . (باب الرايات والالوية) يأتي إن شاء الله . (باب فضل الجهاد) عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهدوا في سبيل الله فان الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى باب من أبواب الجنة ينجى الله تبارك وتعالى به من الهم والغم . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط أطول من هذا وأحد أسانيد أحمد وغيره ثقات . وعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالجهاد في سبيل الله فانه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك . وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس قبل غزوة تبوك فلما أن أصبح صلى بالناس صلاة الصبح ثم إن الناس ركبوا فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة ولزم معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو اثره والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق تأكل وتسير فبينا معاذ على اثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقته تأكل مرة تسير أخرى عثرت ناقة بلال فحنكها بالزمام فهبت حتى تقرب منها ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف عنه قناعه فلتفت فإذا ليس في الجيش أدنى إليه من معاذ فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ فقال لبيك يا رسول الله قال ادن دونك فدنا منه حتى لصقت
[ 273 ]
راحلتاهما إحداهما بالاخرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد فقال معاذ يارسول الله نعس الناس فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا كنت ناعسا فلما رأى معاذ بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلوته به (1) قال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إئذن لى أسألك عن كلمة أمرضتني وأسقمتني وأحزنتنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما شئت قال يا رسول الله حدثنى بعمل يدخلنى الجنة لا أسألك عن شئ غيره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ بخ لقد سألت لعظيم لقد سألت لعظيم لقد سألت لعظيم ثلاثا سل عما شئت قال يارسول الله حدثنى عن عمل يدخلنى الجنة لا أسألك عن شئ غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ بخ لقد سألت لعظيم لقد سألت لعظيم لقد سألت لعظيم ثلاثا وإنه ليسير على من أراد الله به الخير وإنه ليسير على من أراد الله به الخير وإنه ليسير على من أراد الله به الخير فلم يحدثه بشئ إلا أعاده ثلاث مرات حرصا لكيما يتقنه عنه فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم تؤمن بالله واليوم الآخر وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا حتى تموت وأنت على ذلك قال يا رسول الله أعدلى فأعاد ذلك ثلاث مرات ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئت يا معاذ حدثتك برأس هذا الامر وقوام هذا الامر وذروة السنام فقال يا معاذ بلى يا رسول الله حدثنى بأبى أنت وأمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رأس هذا الامر أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله وإن قوام هذا الامر إقامة الصلاة وأيتاء الزكاة وإن ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأوالهم إلا بحقها وحسابهم على الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل يبتغى به درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله ولا ثقل ميزان عبد كدابة (1) في الاصل (له) (18 - خامس - مجمع الزوائد) (*)
[ 274 ]
تنفق (1) له في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله . رواه أحمد والبزار والطبراني باختصار وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد يحسن حديثه . وعن فضالة ابن عبيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الاسلام ثلاث أبيات (2) سفلى وعليا وغرفة فأما السفلى فالاسلام دخل فيه عامة المسلمين فلا يسأل أحدا منهم إلا قال أنا مسلم وأما العليا فتفاضل أعمالهم بعض المسلمين أفضل من بعض وأما الغرفة العليا فالجهاد في سبيل الله لا ينالها إلا أفضلهم . رواه الطبراني من رواية أبى عبد الملك عن القاسم وأبو عبد الملك لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذروة سنام الاسلام الجهاد لا يناله إلا أفضلهم . رواه الطبراني وفيه على بن يزيد وهو ضعيف . وعن معاذ بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتته فقالت يا رسول الله انطلق زوجي غازيا وكنت أقتدى بصلاته إذا صلى وبفعله كله فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع فقال لها أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدى وتصومي ولا تفطري وتذكري الله تعالى ولا تفتري حتى يرجع قالت ما أطيق هذا يارسول الله فقال والذى نفسي بيده لو طقتينه ما بلغت العشور من عمله . رواه أحمد والطبراني وفيه رشدين ابن سعد وثقه أحمد وضعفه جماعة . وعن عبد الله بن محمد وعمر وعمار ابني حفص عن آبائهم عن أجدادهم قالوا جاء بلال إلى أبى بكر فقال يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أفضل عمل المؤمنين جهاد في سبيل الله وقد أردت أن أربط نفسي في سبيل الله حتى أموت فقال أبو بكر أنا أنشدك بالله يا بلال وحرمتي وحقى لقد كبرت سنى وضعفت قوتي واقترب أجلى فأقام بلال معه فلما توفى أبو بكر جاء عمر فقال له مثل مقالة أبى بكر فأبى بلال عليه فقال عمر فمن يا بلال قال إلى سعد فانه قد أذن بقباء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل عمر الاذان إلى عقبة وسعد . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن سهل بن عمار وهو ضعيف . وعن حرار رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقينا عدونا فقام فحمد (1) أي تموت . (2) في الاصل خالية من النقط . (*)
[ 275 ]
الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنكم قد أصبحتم بين أخضر وأصفر وأحمر وفى الرحال ما فيها فإذا لقيتم عدوكم فقدما قدما فانه ليس أحد يحمل في سبيل الله إلا ابتدرت إليه ثنتان من الحور العين فإذا استشهد فان أول قطرة تقع إلى الارض من دمه يكفر الله عزوجل عنه كل ذنب ويمسحان الغبار عن وجهه يقولان قد أنى (1) لك ويقول قد أنى (1) لكما . رواه الطبراني والبزار وفيه العباس بن الفضل الانصاري وهو ضعيف . ويأتى حديث يزيد بن شجرة في فضل الشهادة بنحوه . وعن أبى مالك الاشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أقام الصلاة وآتى الزكاة ومات يعبد الله لا يشرك به شيئا فان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر أو قعد في مولده فقال رجل يا رسول الله إن حدثت بها الناس يطمئنوا عليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أعد للمجاهدين في سبيله مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والارض فلو كان عندي ما أنفق به وأقوى المسلمين أو بأيديهم ما ينفقون ما انطلقت سرية إلا كنت صاحبها ولكن ليس بيدى ولا بأيديهم ولو خرجت ما بقى أحد فيه إلا انطلق معى وذلك يشق على وعليهم ولوددت أن أغزو فأقتل ثم أحيا ثم أغزو فأقتل ثم أحيا فأقتل . رواه الطبراني وفيه سعيد بن يوسف وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن النعمان ابن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم نهاره القائم ليله حتى يرجع متى يرجع . رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى هند رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله على وسلم مثل المجاهد في سبيل الله مثل الصائم القانت لا يفتر من صيام ولا صلاة ولا صدقة . رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف . وعن عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قاتل في سبيل الله فواق (2) ناقة حرم الله على وجهه النار . رواه أحمد وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف . وعن عائشة أن مكاتبا لها دخل عليها ببقية مكاتبته فقالت له ما أنت بداخل على غير مرتك هذه فعليك بالجهاد في سبيل (1) أي آن . وفى الاصل (أنا) . (2) أي حلبة . (*)
[ 276 ]
الله فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما خالط قلب امرئ رهج (1) في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد ثقات . وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجف قلب الؤمن في سبيل الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عذق النخلة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف . وعن أبى المنذر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن فلانا هلك فصل عليه فقال عمر إنه فاجر فلا تصل عليه فقال الرجل يا رسول الله ألم تر الليلة التى أصبحت فيها في الحرس فانه كان فيهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه ثم تبعه حتى جاء قبره فقعد حتى إذا فرغ منه حثا عليه ثلاث حثيات ثم قال تثنى عليك الناس سوءا وأثنى عليك خيرا فقال عمر وما ذاك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعنا منك يا ابن الخطاب من جاهد في سبيل الله وجبت له الجنة . رواه الطبراني وفيه يزيد بن ثعلب (2) ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا خرج الغازى في سبيل الله جعلت ذنوبه جسرا على باب بيته فإذا خلفه خلف ذنوبه كلها فلم يبق عليه منها مثل جناح بعوضة وتكفل الله له بأربع بأن يخلفه فيما يخلف من أهل ومال وأى ميتة مات بها أدخله الجنة وأى ردة رده رده سالما بما ناله من أجر أو غنيمة ولا تغرب شمس إلا غربت بذنوبه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرية تخرج فقالوا يا رسول الله نخرج الليلة أو نمكث حتى نصبح قال ألا تحبون أن تبيتوا في خراف الجنة (3) . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي قال الذهبي مقارب الحديث ، وقال النسائي ضعيف ، وفيه ابن لهيعة أيضا . وعن عبد الله بن عتيك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته مهاجرا في سبيل الله عزوجل ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث الوسطى والسبابة (1) الرهج : الغبار . (2) لعله (تغلب) . أي اجتناء ثمرها ، يقال خرفت النخلة أخرفها خرافا وخرفا . (*)
[ 277 ]
والابهام فجمعهن وقال وأين المجاهدون فخر عن دابته فمات فقد وقع اجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله عزوجل والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فقد وقع أجره على الله ومن قتل فقضى فقد استوجب المآب . رواه أحمد والطبراني وفيه محمد بن اسحق مدلس ، وبقية رجال أحمد ثقات . وعن معاذ يعنى ابن جبل قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس من فعل منهن واحدة كان ضامنا على الله عزوجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غزيا في سبيل الله أو دخل على إمام يريد بذلك تعزيزه وتوقيره أو قعد في بيته فسلم وسلم الناس منه - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط رجال أحمد رجال الصحيح خلا ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن حميد بن هلال قال كان رجل من الطفاوة طريقه علينا يأتي على الحى فيحدثهم قال أتيت المدينة في عيرلنا فبعنا بضاعتنا ثم قلت لانطلقن إلى هذا الرجل فلاتين من بعدى بخبره فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يرينى بيتا قال إن امرأة كانت فيه فخرجت في سرية من المسلمين وتركت ثتى عشرة عنزة وصيصتها (1) التى تنسج بها قال ففقدت عنزا من غنهما وصيصتها قالت يا رب قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه وإنى قد فقدت عنزا من غنمي وصيصتى وإنى أنشدك عنزي وصيصتى قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر له شدة منا شدتها لربها تبارك وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصبحت عنزها ومثلها وصيصتها ومثلها وهاتيك فائتها فاسألها إن شئت قال قلت بل أصدقك . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة عن النبي صلى عليه وسلم قال خصال ست ما من مسلم وفى واحدة منهن إلا كان ضامنا على الله أن يدخله الجنة رجل خرج مجاهدا فان مات في وجهه كان ضامنا على الله ورجل تبع جنازة فان مات في وجهه كان ضامنا على الله ورجل توضأ فاحسن الوضوء ثم خرج إلى مسجد لصلاة فان مات في وجهه كان ضامنا على الله ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين ولا يجر إليهم سخطا ولا نعمة فان مات في وجهه كان (1) الصيصة : الصنارة التى يغزل بها وينسج . (*)
[ 278 ]
ضامنا على الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبى فروة وهو متروك . وعن محمد بن حاطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حرم أحدكم الزوجة والولد فعليه بالجهاد . رواه الطبراني وفيه موسى ابن محمد بن حاطب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل أمة رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد في سبيل الله . رواه أبو يعلى وأحمد إلا أنه قال لكل نبى رهبانية ورهبانية هذه الامة الجهاد ، وفيه زيد العمى وثقه أحمد وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل أمة سياحة وإن سياحة أمتى الجهاد في سبيل الله وإن لكل أمة رهبانية ورهبانية أمتى الرباط في نحور العدو . رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف . وعن عمار بن ياسر أنه قال يوم صفين الجنة تحت الآبار قفوا الظمآن يرد الماء موارده . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبد الله بن سلام قال بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع القوم وهو يقولون أي الاعمال أفضل يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيمان الله ورسوله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور ثم سمع نداءا في الوادي يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد وأشهد لا يشهد بها أحد إلا برئ من الشرك . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجالهما ثقات . وعن الشفاء بنت عبد الله وكانت امرأة من المهاجرات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الاعمال فقال إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن عبادة بن الصامت قال بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يارسول الله أي الاعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور فلما ولى الرجل قال وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام ولين الكلام وحسن الخلق فلما ولى قال وأهون عليك من ذلك لا تتهم الله على شئ قضاه عليك ، وفى رواية ان الرجل هو الذى قال يارسول الله أريد أهون من ذلك قال السماحة والصبر . رواه الطبراني باسنادين في أحدهما ابن لهيعة وحديثه
[ 279 ]
حسن وفيه ضعف ، وفى الآخر سويد بن ابراهيم وثقه ابن معين في روايتين وضعفه النسائي ، وبقية رجالهما ثقات . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير البرية قالوا بلى يارسول الله قال رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة (1) استوى عليه أخبركم بالذى يليه قالوا بلى قال رجل في ثلة من غنم يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ألا أخبركم بشر البرية قالوا بلى يارسول الله قال الذى يسأل بالله ولا يعطى به - قلت لابي هريرة حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه أحمد وأبو معشر نجيح ضعيف وأبو معشر مولى أبى هريرة لم أعرفه . وعن عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الاعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور . رواه البزار وفيه الوليد بن عبد الله بن أبى ثور ضعفه الجمهور وزكاه هو وشريك . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حجة خبير من أربعين غزوة وغزوة خير من أربعين حجة وحجة الاسلام قال خير من أربعين غزوة . رواه البزار ورجاله ثقات ، وعنبسة بن هبيرة وثقه ابن حبان وجهله الذهبي . وعن أبى أمامة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية من سراياه قال فمر رجل بغار فيه شئ من ماء قال فحدث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه شئ من ماء ويصيب ما كان حوله من البقل ويتخلى من الدنيا ثم قال لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فان أذن لى فعلت وإلا لم أفعل فأتاه فقال يا نبى الله إنى مررت بغار فيه ما يقوتنى من الماء والبقل فحدثت نفسي بأن أقيم فيه وأتخلى من الدنيا قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنى لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحة والذى نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة . رواه أحمد والطبراني وفيه على بن يزيد الابهانى وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال مر رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بشعب من ماء فأعجبه طيبه فقال لو اعتزلت الناس وأقمت في ذلك الشعب ولن (1) الهيعة : الصوت الذى يفزع منه ويخاف . (*)
[ 280 ]
أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل فان مقام أحدكم في سبيل الله خير له من مقامه في بيته ستين عاما أو كذا عاما من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة . رواه البزار ورجاله ثقات . ويأتى حديث عمران ابن حصين في فضل مقام الرجل في الصف للقتال . (باب القرض للجهاد وفضلة) عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن مسعود قال جاء رجل فقال هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخيل شيئا قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة اشتروا على الله واستقرضوا على الله قيل يارسول الله كيف نشترى على الله ونستقرض على الله قال قولوا أقرضنا إلى مقاسمنا وبعنا إلى أن يفتح الله لنا لا تزالون بخير مادام جهادكم خضر وسيكون في آخر الزمان قوم يشكون في الجهاد فجاهدوا في زمانهم ثم اغزوا فان الغزو يومئذ خضر (1) . رواه أبو يعلى وفيه بقية وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . (باب فضل المهاجرين على القاعدين) عن الفلتان بن عاصم قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله قال فكنا نعرف ذلك منه قال فقال للكاتب اكتب (لا يستوى القاعدون والمجاهدون في سبيل الله) قال فقام الاعمى فقال يارسول الله ما ذنبنا فأنزل الله فقلنا للاعمى إنه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف أن يكون ينزل عليه شئ في أمره فبقى قائما يقول أعوذ بغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب أكتب (غير أولى الضرر) . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . ورواه الطبراني إلا أنه قال فبقى قائما يقول أتوب إلى الله . قلت وتأتى بقية طرقه في التفسير . (1) أي طرى محبوب لما ينزل الله فيه من النصر ويسهل من الغنائم ، وفى الاصل (أخضر) والتصويب من النهاية . (*)
[ 281 ]
(باب الجهاد في المغرب) عن أبى مصعب قال قدم رجل من أهل المدينة فرأوه موثرا في جهازه فسألوه فاخبرهم أنه يريد المغرب وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج ناس إلى المغرب يأتون يوم القيامة وجوههم على ضوء الشمس . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن عمرو بن الحمق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون فتنة يكون أسلم الناس فيها الجند الغربي ، قال ابن الحمق فلذلك قدمت عليكم يا أهل مصر . رواه البزار والطبراني من طريق عميرة بن عبد الله المغافرى وقال الذهبي لا يدرى من هو . (باب الجهاد في البحر) عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه إذ وضع رأسه فنام فضحك في منامه فلما استيقظ قالت له إمرأة من نسائه لقد ضحكت في منامك فما أضحكك قال أعجب من ناس من أمتى يركبون هذا البحر حول العدو يجاهدون في سبيل الله عزوجل فذكر لهم خيرا كثيرا . رواه أحمد وفيه محمد بن ثابت العبدى وثقه ابن معين في رواية وكذلك النسائي ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر ومن أجار البحر فكأنما أجار الاودية كلها والمائد كالمشحط في دمه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث ثقة مأمون وضعفه غيره . وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزا في البحر غزوة في سبيل الله والله أعلم بمن يغزو في سبيله فقد أدى إلى الله طاعته كلها وطلب الجنة كل مطلب وهرب من النار كل مهرب . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عمر بن الصبح وهو متروك . وعن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فاته الغزو معى فليغز في البحر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو ابن الحصين وهو ضعيف . وعن أبى هريرة رفعه قال كلم الله تبارك وتعالى هذا
[ 282 ]
البحر الغربي وكلم البحر الشرقي فقال للبحر الغربي إنى حامل فيك عبادا من عبادي فكيف أنت صانع بهم قال أغرقهم قال بأسك في نواحيك فحرمه الحلبة والصيد وكلم هذا البحر الشرقي فقال إنى حامل فيك عبادا من عبادي فما أنت صانع بهم قال أحملهم على ثديى أكون لهم كالوالدة لولدها فأثابه الحلبة والصيد رواه البزار وجادة وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمرى وهو متروك . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يركب البحر إلا حاج أو غاز . رواه البزار وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . (باب غزو الهند عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عصابتان من أمتى أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم . رواه الطبراني في الاوسط وسقط تابعيه والظاهر أنه راشد بن سعد ، وبقية رجاله ثقات . (باب في الجاهدين ونفقتهم) عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله تعالى فان له بكل كلمة سبعين ألف حسنة كل حسنة منها عشرة أضعاف مع الذى له عند الله من المزيد قيل يارسول الله النفقة قال النفقة على قدر ذلك قال عبد الرحمن فقلت لمعاذ إنما النفقة بسبعمائة ضعف فقال معاذ قل فهمك إنما ذاك إذا أنفقوها وهم مقيمون بين أهليهم غير غزاة فإذا غزوا وأنفقوا خبأ الله لهم من خزانة رحمته ما ينقطع عنه علم العباد وصفتهم فأولئك حزب الله وحزب الله هم الغالبون . رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم . وعن أنس بن مالك قال النفقة في سبيل الله تضعف بسبعمائة ضعف . رواه البزار وفيه محمد بن أبى إسماعيل ولم أعرفه . وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن خرج غازيا فمات) قد تقدمت أحاديث في فضل الجهاد في معنى هذا الباب . عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج
[ 283 ]
إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازى إلى يوم القيامة . رواه أبو يعلى وفيه ابن إسحق وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن عقبة ابن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه . (باب فيمن جهز غازيا أو خلفه في أهله) عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا أو خلفه في أهله بخير فانه معنا . رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبى مريم وهو ضعيف ورجل لم يسم . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه رواد بن الجراح وثقه أحمد في غير حديث سفيان وكذلك ابن معين وابن حبان وقال يخطئ ويخالف ، وضعفه جماعة . وعن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عام بنى لحيان ليخرج من كل اثنين منكم رجل وليخلف الغازى في أهله وماله وله مثل نصف أجره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن . (باب إعانة المجاهدين) عن جبلة يعنى ابن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا أو أسامة . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد ثقات . وعن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله يوم لاظل إلا ظله . رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الله بن سهل بن حنيف ولم أعرفه و عبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن . وعن عمرو بن مرداس قال أتيت الشام فإذا رجل غليظ الشفتين أو قال ضخم الشفتين والانف وإذا بين يديه سلاح فسألوه وهو يقول يا أيها الناس خذوا من هذا السلاح واستصلحوه وجاهدوا به في سبيل الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد هكذا وفى إسناده أبو الورد بن تمامة وهو مستور ،
[ 284 ]
وبقية رجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره - قلت روى ابن ماجه طرفا من آخره - رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وصالح بن معاد شيخ البزار لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات وإسناد أحمد منقطع وفيه ابن لهيعة . وعن عبد الله قال ان امتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن أحج حجة بعد حجة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب فيمن لم يغز ولم يجهز غازيا) عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أهل بيت لا يغزو منهم غاز أو يجهز غازيا بسلك أو مأثرة أو ما يعد لها من الورق أو يخلفه في أهله بخير إلا أصابهم الله بقارعة قبل يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف . وعن أبى بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه على بن سعيد الرازي قال الدار قطني ليس بذاك ، وقال الذهبي روى عنه الناس . (باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله) عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر أصحابه بالغزو فقال رجل لاهله أتخلف حتى أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أسلم عليه وأودعه فيدعو لى بدعوة تكون سابقة يوم القيامة فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم أقبل الرجل مسلما عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرى بكم سبقك أصحابك قال نعم سبقوني اليوم بغدوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده لقد سبقوك بأبعد مما بين المشرقين والمغربين في الفضيلة . رواه أحمد وفيه زبان بن فائد وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن معاوية ابن خديج قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها . رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات . وعن سفيان بن وهب الخولانى أنه كان تحت ظل راحلة رسول
[ 285 ]
الله صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع وان رجلا حدثه ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم على كور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل بلغت فظننا أنه يريدنا فقال نعم ثم أعاده ثلاث مرات وقال فيما يقول روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وغزوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وإن المؤمن على المؤمن عرضه ونفسه حرمة كما حرم هذا اليوم . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها . رواه أبو يعلى والبزار وفيه عمرو بن صفوان المزني ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . (باب فضل الغبار في سبيل الله) عن أبى الدرداء يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجمع الله عز وجل في جوف رجل غبارا في سبيل الله ودخان جهنم ومن اغبرت قدمه في سبيل الله باعد الله منه النار مسيرة ألف عام للراكب المستعجل ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة لونها مثل لون الزعفران وريحها مثل المسك يعرفه بها الاولون والآخرون يقولون فلان عليه طابع الشهداء ومن قاتل في سبيل الله عزوجل فواق ناقة (1) وجبت له الجنة . رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن خالد ابن دريك (2) لم يسمع من أبى الدرداء ولم يدركه . وعن أبى المصبح قال بينا نحن نسير بدرب ملمة إذ رنا الامير مالك بن عبد الله الخثعمي رجلا يقود فرسه في عراض الجبل فقال يا أبا عبد الله ألا تركب قال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار . رواه الطبراني من طريقين وأبو يعلى إلا أنه قال في أحد الطريقين ساعة من نهار ، ورجاله أحمد في أحد الطريقين رجال الصحيح خلا أبى المصبح وهو ثقة ، وقال أحمد في الرواية الاخرى ساعة من نهار أيضا . وعن مالك بن عبد الله الخثعمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغبرت قدماه في سبيل الله (1) أي قدر حلبة ناقة . (2) بضم أوله وفتح الراء . (*)
[ 286 ]
حرمه الله على النار . رواه أحمد الطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن عثمان ابن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فما رأيت يوما أكثر ماشيا من يومئذ ونحن من وراء الدروب . رواه أبو يعلى في الكبير والبزار وفيه محمد بن عبد الله بن عمير وهو متروك . وعن سليمان بن موسى قال مر مالك بن عبد الله الخثعمي وعلى الناس بالصائفة بأرض الروم فمر رجل يقود دابته فقال له اركب فانى أرى دابتك طهيرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليهما النار ، قال فنزل مالك ونزل الناس يمشون فما رؤى يوم أكثر ماشيا منه . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن عبد الله بن سليمان ابن أبى ربيب أن مالك بن عبد الله الجهنى مر على خبيب بن مسلمة أو حبيب مر على مالك وهو يقود فرسه ويمشى فقال ألا تركب فقد حملك الله قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار . رواه الطبراني و عبد الله بن سليمان لم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن أبى بكر يعنى الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما على النار . رواه البزار وفيه كوثر (1) بن حكيم وهو متروك . وعن عمرو بن قيس الكندى قال كنا مع أبى الدرداء منصرفين من الصائفة فقال يا أيها الناس اجتمعوا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صدقة بن موسى الدقيقي ضعفه الجمهور ووثقه مسلم بن ابراهيم . وعن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف امرئ مسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن أبى داود الحرانى وهو ضعيف مذكور في ترجمة ابنه محمد . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع في منخرى عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه موسى بن عمير القرشى الاعمى وهو متروك . (1) في الاصل (كوير) والتصويب من الميزان . (*)
[ 287 ]
وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يغبر وجهه في سبيل الله إلا أمن الله قدميه النار يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه جميع بن توب بالفتح وقال بالضم وهو متروك . وعن ربيع بن زيد قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير معتدلا عن الطريق إذ أبصر شابا من قريش يسير معتزلا فقال أليس ذاك فلان قالوا نعم قال فادعوه فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مالك اعتزلت عن الطريق قال كرهت الغبار قال فلا تعتزله فوالذي نفسي بيده إنه لذريرة (1) الجنة . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (2) (باب الحرس في سبيل الله) عن أبى ريحانة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأتنيا ذات يوم على سرف فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الارض حفرة يدخل فيها ويلقى عليه الجحفة يعنى الترس فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس قال من يحرسنا الليلة وأدعو الله له بدعاء يكون فيه فضلا فقال رجل من الانصار أنا يا رسول الله قال ادنه فدنا فقال من أنت فتسمى له الانصاري ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء فأكثر منه قال أبو ريحانة فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أنا رجل آخر فقال ادنه فدنوت فقال من أنت فقلت أبو ريحانة فدعا لى بدعاء هو دون ما دعا للانصاري ثم قال حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله وقال حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمعها محمد بن سمير - قلت روى النسائي طرفا منه - قلت رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد ثقات . وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعا لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم فان الله تبارك وتعالى يقول (وإن منكم إلا واردها) . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفى أحد إسنادى أحمد ابن لهيعة وهو أحسن (1) الذريرة : نوع من الطيب ، والكلمة في الاصل ليست منقوطة . (2) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين منها - حاشية الاصل . (*)
[ 288 ]
حالا من رشدين . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار أبدا عين باتت ثكلى في سبيل الله وعين بكت من خشية الله . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط بنحوه إلا أنه قال لا يريان النار ، ورجال أبى يعلى ثقات . وعن العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله تبارك وتعالى وعين باتت تحرس في سبيل الله عزوجل . رواه الطبراني وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو متروك ووثقه دحيم . وعن معاوية بن حيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله . رواه الطبراني وفيه أبو حبيب العنقزى ويقال القنوى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس على البحر احتسابا ونية احتياطا للمسلمين كتب الله له بكل قطرة في البحر حسنة . رواه الطبراني وفيه يوسف بن السفر وهو متروك والاسناد منقطع . وعن أبى عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فحدث أن رجلا توفى فقال هل رآه أحد منكم على عمل من أعمال الخير فقال رجل نعم حرست معه ليلة في سبيل الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فصلى عليه فلما أدخل القبر حثا رسول الله بيده من التراب ثم قال إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار وأنا أشهد أنك من أهل الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب لا تسأل عن أعمال الناس ولكن سل عن الفطرة . رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد ابن عرق الحمصى ضعفه الذهبي . (باب التكبير على ساحل البحر) عن قرة بن إياس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كبر تكبيرة على ساحل البحر عند غروب الشمس رافعا صوته أعطاه الله من الاجر بعدد كل قطرة في البحر عشر حسنات ومحا عنه عشر سيأت ورفع له عشر درجات ما بين الدرجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع رواه الطبراني وفيه خليفة بن حميد قال الذهبي فيه جهالة وهذا الخبر ساقط .
[ 289 ]
(باب في الرباط) عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فانه يجرى عليه أجر عمله حتى يبعثه الله ، وفى رواية ويؤمن من فتان القبر . رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن . وعن أم الدرداء ترفع الحديث قال من رابط في شئ من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة . رواه أحمد والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من حرس ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنة - قلت رواه ابن ماجه خلا قوله على ساحل البحر - رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن خالد بن أبى طويل القرشى وهو ضعيف وإن كان ابن حبان وثقه فقد قال في الضعفاء إنه يجوز الاحتجاج به . وعن عثمان بن عفان وأبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجرى عليه عمل الصائم وأجرى عليه رزقه وأمن من الفتان ويبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الاكبر - قلت حديث أبى هريرة رواه ابن ماجه - رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح وثقه عبد الملك ابن شعيب فقال ثقة مأمون ، وضعفه غيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط فقال من رابط يوما حارسا من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبعة خنادق كل خندق كسبع سموات وسبع أرضين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى ابن سليمان أبو طيبة وضعيف . وعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رابط في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط . وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل (19 - خامس مجمع الزوائد)
[ 290 ]
الله باعده الله من النار سبعين خريفا ومن توفى مرابطا وقى فتنة القبر وجرى عليه رزقه - قلت روى النسائي وابن ماجه منه الصوم فقط - رواه الطبراني في الاوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وقد تقوى بالمتابعات . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمام الرباط أربعون يوما ومن رابط أربعين يوما لم يبع ولم يشتر ولم يحدث حدثا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . رواه الطبراني وفيه أيوب بن مدرك وهو متروك . وعن أبى الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الاكبر وغدى عليه برزقه وريح من الجنة ويجرى عليه أجر المجاهد حتى يبعثه الله عز وجل . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فانه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة . رواه الطبراني باسنادين رجال أحدهما ثقات . وعن شرحبيل بن السمط أنه رأى سلمان الفارسى وهو مرابط بساحل فقال مالك قال مرابط قال سلمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا جرى عليه عمله الذى كان يعمل وأمن الفتان وبعث يوم القيامة شهيدا . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن عتبة بن الندر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أساطت غزوكم واستحلت الغنائم وكثرت الغرائم فخير جهادكم الرباط . رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك . (باب الخدمة في سبيل الله) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم ثم الذى يأتيهم بالاخبار وأخصهم منزلة عند الله الصائم ومن استقى لاصحابه قربة في سبيل الله سبقهم إلى الجنة سبعين درجة أو سبعين عاما . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عنبسة بن مهران وهو ضعيف . (باب أي الجهاد أفضل) عن جابر يبلغ به قال أفضل الجهاد من عقر جواده وأهريق دمه . رواه أبو يعلى
[ 291 ]
والطبراني في الاوسط وله في المعجم الصغير عن جابر قال قيل يا رسول الله أي الاسلام أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده قيل فأى الهجرة أفضل قال أن تهجر ما كره ربك عزوجل قيل فأى الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه ، وروى مسلم بعض هذا ، ورجال أبى يعلى والصغير رجال الصحيح ، ورواه أحمد بنحوه . (باب ما جاء في الشهادة وفضلها) عن عتبة بن عبد السلمى وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القتل ثلاثة رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله عزوجل حتى إذا لقى العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله عزوجل تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ورجل مؤمن فرق (1) على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقى العدو قاتل حتى قتل فمصمصة (2) تحت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فان لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقى العدو قاتل في سبيل الله عزوجل حتى يقتل فذلك في النار إن السيف لا يمحو النفاق . رواه . أحمد والطبراني إلا أنه قال وأدخل من أي أبواب الجنة شاء ولها ثمانية أبواب وبعضها أفضل من بعض ، ورجال أحمد رجال الصحيح خلا المثنى الاملوكى وهو ثقة . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء ثلاثة رجل خرج نفسه وماله محتسبا في سبيل الله لا يريد أن يقاتل ولا يقتل يكثر سواد المسلمين فان مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها وأجير من عذاب القبر ويؤمن من الفزع ويزوج من الحور العين وحلت عليه حلة الكرامة ويوضع على رأسه تاج الوقار والخلد والثانى خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ولا يقتل فان مات أو قتل كانت ركبته مع إبراهيم خليل الرحمن بين يدى الله تبارك وتعالى في مقعد صدق عند مليك مقتدر والثالث خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن (1) أي خاف . (2) أي مطهرة . (*)
[ 292 ]
يقتل ويقتل فان مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على الركب يقولون ألا افسحوا لنا فانا قد بذلنا دماءنا لله تبارك وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانبياء لزحل لهم عن الطريق لما يرى من واجب حقهم حتى يأتوا منابر من نور تحت العرش فيجلسون عليها ينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يقيمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئا إلا أعطوه ولا يشفعون في شئ إلا شفعوا فيه ويعطون من الجنة ما أحبوا ويتبوءون من الجنة حيث أحبوا . رواه البزار وضعفه بشيخه محمد بن معاوية فان كان هو النيسابوري فهو متروك وفيه أيضا مسلم بن خالد الزنجي (1) وهو ضعيف وقد وثق . وعن نعيم بن همار أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل قال الذين ان يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه . رواه أحمد وأبو يعلى وقال عن نعيم بن همار (2) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل فقال أي الشهداء أفضل قال الذين يلقون في الصف الاول ، والباقى بنحوه ، والطبراني في الكبير والاوسط بنحوه ورجال أحمد وأبى يعلى ثقات . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الاول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون (3) في الغرف العلى من الجنة ينظر إليهم ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم . رواه الطبراني في الاوسط من طريق عنبسة بن سعيد بن أبان وثقه الدار قطني كما نقل الذهبي ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها أو قال كل شئ إلا الامانة (1) الكلمة في الاصل ليست منقوطة ، والرجل مشهور ، لقب بذلك لسواده أو بياضه بعلاقة الضدية . (2) في الاصل (هماز) بالمعجمة وهو غلط . (3) أي يتمرغون . (*)
[ 293 ]
والامانة في الصلاة والامانة في الصوم والامانة في الحديث وأشد ذلك الودائع . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث قبله وهو هذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشهيد عند الله عزوجل ست خصال أن يغفر له في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الايمان ويزوج من الحور العين ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الاكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج ثنتين وسبعين زوجه من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه . رواه أحمد هكذا قال مثل ذلك ، والبزار والطبراني إلا أنه قال سبع خصال وهى كذلك ، ورجال أحمد والطبراني ثقات . وعن رجل كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه يكفر عنه كل خطيئة ويرى مقعده من الجنة ويزوج من الحور العين ويؤمن من الفزع الاكبر وعذاب القبر ويحلى حلة الايمان . رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه أبو حاتم وجماعة وضعفه جماعة . وعن عبد الله ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للشهيد ست خصال يغفر له بأول دفعة من دمه ويؤمن من الفزع ويرى مقعده من الجنة ويزوج من الحور العين ويجار من عذاب القبر . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف . وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول قطرة تقطر من دم الشهيد تكفر بها ذنوبه والثانية يكسى من حلل الايمان والثالة يزوج من الحور العين . رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهيد يغفر له في أول كل دفقة من دمه ويزوج حوراوين ويشفع في سبعين من أهل بيته والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة وأتى عليه وريح برزقه ويزوج سبعين حوراء وقيل له قف فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي قال الذهبي مقارب الحديث ، وضعفه النسائي .
[ 294 ]
وعن يزيد بن شجرة (1) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنكم قد أصبحتم بين أحمر وأخضر وأصفر فإذا لقيتم عدوكم فقدما قدما فانه ليس أحد يحمل في سبيل الله إلا ابتدرت له ثنتان من الحور العين فإذا استشهد كان أول قطرة تقع من دمه كفر الله عنه كل ذنب ويمسحان الغبار عن وجهه ويقولان قدآن لك ويقول هو قد آن لكما . رواه البزار والطبراني وفى إسناد البزار إسماعيل بن إبراهيم التيمى وفى إسناد الآخر فهد بن عوف وكلاهما ضعيف جدا . وقد تقدم حديث جدار أتم من هذا في فضل الجهاد . وعن مجاهد عن يزيد بن شجرة وكان يزيد بن شجرة ممن يصدق قوله فعله قال خطبنا فقال يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن نعمة الله عليكم نرى من بين أحمر وأخضر وأصفر وفى الرجال ما فيها وكان يقول إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين الحور العين واطلعن فإذا أقبل الرجل قلن اللهم انصره وإذا أدبر احتجبن منه وقلن اللهم اغفر له فانهكوا وجوه القوم فدى لكم أبى وأمى ولا تخزوا الحور العين فان أول قطرة تنضح تكفر عنه كل شئ عمله وتنزل إليه زوجتان من الحور يمسحان وجهه ويقولان قد أنى (2) لك ويقول قد أنى لكم ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بنى آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعن بين أصبعين لوسعنه وكان يقول نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة . رواه الطبراني من طريقين رجال أحدهما رجال الصحيح . وعن أبى فتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة . رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا . رواه أحمد وإسناده رجاله ثقات ، ورواه الطبراني في الكبير والاوسط . وعن سعد بن أبى وقاص أن رجلا جاء إلى الصلاة والنبى (1) في الاصل (سحرة) بمهملات كما سلف قبل صفحات ، والتصحيح من الاصابة . (2) في الاصل (أنا) والصواب بالياء ، وهو بمعنى آن . (*)
[ 295 ]
صلى الله عليه وسلم يصلى فقال حين انتهى إلى الصف اللهم آتنى ما تؤتى عبادك الصالحين قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال من المتكلم آنفا قال رجل أنا يارسول الله قال إذا تعقر جوادك وتستشهد . رواه أبو يعلى والبزار باسنادين وأحد إسنادى البزار رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن مسلم بن عائذ (1) وهو ثقة . وعن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا من قتل منكم صابرا مقبلا فقتل في سبيل الله فانه في الجنة . رواه الطبراني والبزار وفى إسناد الطبراني مستور ، وبقية رجاله ثقات ، وإسناد البزار ضعيف . وعن كعب بن عجرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه يوم ما تقولون في رجل قتل في سبيل الله قالوا الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة إن شاء الله قال فما تقولون في رجل مات فقام رجلان ذوا عدل فقالا لا نعلم إلا خيرا قالوا الله ورسوله أعلم قال الجنة إن شاء الله قال فما تقولون في رجل مات فقام رجلان ذوا عدل فقالا لا نعلم خير فقالوا النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مذنب والله غفور رحيم . رواه الطبراني في وفيه إسحق بن إبراهيم بن نسطاس (2) وهو ضعيف . وعن أبى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف . وعن جابر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل يلتمس وجه الله لم يعذبه الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن بكير (3) الغنوى وهو ضعيف . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وقف العبد للحساب جاء قوم واضعى سيوفهم على رقابهم تقطر دما فازدحموا على باب الجنة فقيل من هؤلاء قيل الشهداء كانوا أحياءا مرزوقين . رواه الطبراني في الاوسط في حديث طويل يأتي في البعث إن شاء الله . وفى إسناده الفضل بن يسار وقال العقيلى لا يتابع على حديثه ، وبقية (1) بمعجمة ، وفى الاصل (عايد) والتصويب من خلاصة التذهيب . (2) في الاصل (بسطاس) بالباء ، والتصحيح من الميزان . (3) في الاصل غير منقوطة ، والتصويب من الميزان . (*)
[ 296 ]
رجاله ثقات . وعن أبى موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة فبارز رجل من المشركين رجلا من المسلمين فقتله المشرك ثم برز له رجل من المسلمين فقتله المشرك ثم جاء فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال على ما تقاتلون فقالوا ديننا أن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن نفى الله حقه قال والله إن هذا لحسن آمنت بهذا ثم تحول إلى المسلمين فحمل على المشركين فقاتل حتى قتل فوضع مع صاحبيه الذين قتلهما قبل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء أشد أهل الجنة تحابا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وسماع ابن المبارك من المسعودي صحيح فصح الحديث إن شاء الله فان رجاله ثقات . (باب في زوجة الشهيد) عن سلمى بنت جابر أن زوجها استشهد فأتت عبد الله بن مسعود فقالت إنى امرأة استشهد زوجي وخطبني الرجال فأبيت أن أتزوج حتى ألقاه فترجولى إذا اجتمعت أنا وهو أن أكون من أزواجه قال نعم فقال له رجل عنده رأيناك فعلت هذا منك فأعذناك فقال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أسرع أمتى بى لحوقا في الجنة امرأة من أحمس . رواه أحمد وأبو يعلى وسلمى لم أجد من وثقها ، وبقية رجال أحمد ثقات . (باب فيمن قتل في سبيل الله مقبلا وغير ذلك) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبق المقتول في سبيل الله مقبلا غير مدبر المقتول المدبر إلى الجنة سبعين خريفا والانبياء قبل سليمان ابن داود بأربعين خريفا لما كان فيه من الملك . رواه الطبراني من رواية جويبر (1) عن الضحاك وكلاهما ضعيف . (باب في شهداء البر والبحر) عن سعد بن جنادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن شهداء البر أفضل عند الله من شهداء البحر . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (1) في الاصل ليست منقوطة ، والتصويب من الميزان . (*)
[ 297 ]
(باب تمنى الشهادة) عن ابن أبى عميرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من الناس نفس يقبضها ربها عزوجل تحب أن تعود إليكم وان لها الدنيا وما فيها غير الشهيد . وقال ابن أبى عميرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتل في سبيل الله أحب إلى من أن يكون لى أهل المدر والوبر (1) . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال أنشا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة فأتيته فقلت يارسول الله ادع الله لى بالشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم غنمهم وسلمهم قال فسلمنا وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا ثانيا فأتيته فقلت يارسول الله ادع الله لى بالشهادة فقال اللهم سلمهم وغنمهم قال ثم أنشأ غزوا ثالثا فأتيته فقلت يارسول الله إنى أتيتك مرتين قبل هذه فسألتك أن تدعو الله لى بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فسلمت وغنمت فقلت يارسول الله ادع الله لى بالشهادة قال فسلمنا وغنمنا فذكر الحديث وقد تقدم بتمامه في الصوم . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح . (باب فيمن جرح أو نكب في سبيل الله أو سأل الله الشهادة) عن أبى ملك الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله القتل في سبيله صادقا عن نفسه ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فانها تأتى يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها ريح المسك ومن جرح به جراح في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء . رواه الطبراني وفيه سعيد بن يوسف الرحبى وثقه ابن حبان وضعفه جمهور الائمة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس قال البزار ولم أجد في كتابي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحسبه مرفوعا قال من خرج في سبيل الله جاء يوم القيامة ودمه أغزر ما كان لونه الزعفران وريحه ريح المسك وعليه طابع الشهداء . رواه البزار وفيه على بن يزيد الحنفي ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (1) يريد بأهل المدر أهل القرى والامصار ، والمدر جمع مدرة وهى البنية . وأهل الونر هم أهل البوادى ، لان بيوتهم يتخذونها من وبر الابل . وفى الاصل تحريفات صححتها من النهاية . (*)
[ 298 ]
(باب التعرض للشهادة) عن ابن عمر أن عمر قال يوم أحد لاخيه خذ درعى يا أخي قال أريد من الشهادة مثل الذى تريد فتركاها جميعا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب في أرواح الشهداء) عن عبد الله بن عمرو قال إذا قتل العبد في سبيل الله فأول قطرة تقع على الارض من دمه يكفر الله ذنوبه كلها ثم يرسل إليه بربطة من الجنة فتقبض فيها نفسه ويجسد من الجنة حتى تركب فيه روحه ثم يعرج مع الملائكة كأنه كان معهم منذ خلقه الله حتى يؤتى به إلى السماء فما مر بباب إلى فتح له ولا ملك إلا صلى عليه واستغفر له حتى يؤتى به الرحمن عزوجل فيسجد قبل الملائكة ثم تسجد الملائكة بعده ثم يغفر له ويطهر ثم يؤمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وقباب من حرير عندهم نور وحور يلعبان لهم كل يوم بشئ لم يلعباه بالامس يظل الحوت في أنهار الجنة فيأكل من كل رائحة من أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه بقرنه فذكاه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل رائحة من أنهار الجنة ويبيت الثور نافشا (1) في الجنة يأكل من ثمر الجنة فإذا أصبح عدا عليه الحوت فذكاه بذنبه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل ثمرة في الجنة ينظرون إلى منازلهم يدعون الله بقيام الساعة - فذكر الحديث وقد تقدم في الجنائز . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن البيلمانى (2) وهو ثقة . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على باب بارق نهر بباب الجنة يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا رواه أحمد والطبراني ورجا ل أحمد ثقات . وعن عبد الله بن مسعود قال أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوى إلى قناديل معلقة بالعرش . رواه الطبراني وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس . وعن سالم الافطس قال لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير و عبد الله بن جحش ورأوا ما رأوا من الخير والرزق فازدادوا رغبة في الشهادة تمنوا أن (1) يقال نفشت الماشية تنفش نفوشا إذا رعت ليلا . (2) في الاصل " السلمانى " . (*)
[ 299 ]
أصحابهم يعلمون ما أصابهم من الخير والرزق قال الله فأنا أبلغهم عنكم فأنزل الله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله) . رواه الطبراني منقطع الاسناد . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تموت وهى من الله على خير تحب أن ترجع اليكم ولها نعيم الدنيا وما فيها إلا القتل في سبيل الله فانه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى لما يرى من ثواب الله له - قلت رواه النسائي خلا قوله لما يرى من ثواب الله له - رواه الطبراني وفيه محمد بن ابراهيم بن العلاء الشامي وهو ضعيف . وقد تقدمت أحاديث في الجنائز في هذا المعنى وغيره . (باب فيما تحصل به الشهادة) عن راشد بن حبيش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلمون الشهيد في أمتى فأزم (1) القوم فقال عبادة ساندوني فأسندوه فقال يارسول الله الصابر المحتسب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شهداء أمتى إذا لقليل القتل في سبيل الله عزوجل شهادة والطاعون شهادة والفرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة ، قال وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس والحرق والسيل . رواه أحمد ورجاله ثقات ، وروى باسناده إلى عبادة قال فذكره ، وفيه رجل لم يسم . وعن عبادة بن الصامت قال أتانى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض في ناس من الانصار فقال هل تدرون من الشهيد فسكتوا فقال هل تدرون من الشهيد فقلت لامرأتي اسنديني فأسندتني فقلت من أسلم ثم هاجر ثم قتل في سبيل الله تبارك وتعالى فهو شهيد فذكره نحوه . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط إلا أنه قال إن لم يكن شهداء أمتى إلا هؤلاء إنهم إذا لقليل القتل في سبيل الله شهيد والغرق شهيد والمبطون شهيد والطاعون شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة ، وفيه المغيرة بن زياد وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده فأغمى عليه فقلنا يرحمك الله إن كنا لنرجو أن تموت على غير هذا وإن كنا لنرجو لك الشهادة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم (1) أي سكتوا ولم يجيبوا ، وفى الاصل (فاز) وهو تجريف . (*)
[ 300 ]
ونحن نذكر هذا فقال وفيم تعدون الشهادة فأرم القوم (1) وتحرك عبد الله فقال ألا تجيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أجابه هو فقال نعد الشهادة في القتل فقال إن شهداء أمتى إذا لقليل إن في القتل شهادة وفى الطاعون شهادة وفى البطن شهادة وفى الغرق شهادة وفى النفساء يقتلها ولدها جمعا شهادة . رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجالهما ثقات . وعن ربيع الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخى جبر الانصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يبكين مادام حيا فإذا وجب فليسكتن فقال بعضهم ما كنا نرى أن يكون موتك على فراشك حتى تقتل في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما الشهادة إلا القتل في سبيل الله إن شهداء أمتى إذا لقليل إن الطعن شهادة والبطن شهادة والطاعون والنفساء بجمع (2) شهادة والحرق شهادة والغرق والهدم شهادة وذات الجنب شهادة . رواه الطبراني ورجاله رجاله الصحيح . وعن عبد الله بن عمرو قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تعدون الشهيد فيكم فقلنا من قتل في سبيل الله فقال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن غرق في سبيل الله فهو شهيد ومن قتله البطن فهو شهيد والمرأة يقتلها نفاسها فهى شهيدة . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تعدون الشهداء فيكم قالوا من يقتل في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر شهيد قال إن شهداء أمتى إذا لقليل المقتول في سبيل الله شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والنفساء يقتلها ولدها بسرره إلى الجنة . رواه الطبراني وفيه عمرو بن عطية بن الحرث الوادعى وهو ضعيف . وعن سعد يعنى ابن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن وموت المرأة جمعا موتها (1) أي سكتوا ولم يجيبوا ، ويروى بالزاى . (2) أي تموت وفى بطنها ولد ، وقيل التى تموت بكرا ، والجمع بمعنى المجموع ، أي ماتت مع شئ مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة . وفى الاصل " تجمع " وهو تحريف . (*)
[ 301 ]
في نفاسها . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن بسر قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة فقال ما تعدون الشهداء من أمتى قال ذلك ثلاثا قالوا الله ورسوله أعلم قال سعد بن عبادة إن شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . أذن لى فأخبرته من الشهداء من أمته قال فأخبرني من الشهداء من أمتى قال اسندوني فأسندوه قال من آمن بالله وجاهد في سبيل الله وقاتل حتى يقتل فهو شهيد قال إن شهداء أمتى إذا لقليل القتل في سبيل الله شهيد والمبطون شهيد والمطعون شهيد والغريق شهيد والنفساء شهيدة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبى صالح الفراء وهو ثقة . وعن عبد الملك بن هرون بن عنترة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ما تعدون الشهيد فيكم قلنا يارسول الله من قتل في سبيل الله قال إن شهداء أمتى إذا لقليل من قتل في سبيل الله فهو شهيد والمتردي شهيد والنفساء شهيد والغرق شهيد ، زاد الحلواني والسل شهيد والحريق شهيد والغريب شهيد . رواه الطبراني وعبد الملك متروك . وعن سلمان الفارسى قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزكاة مرارا فقال وما تعدون الشهيد فيكم قالوا الذى يقتل في سبيل الله قال إن شهداء أمتى لقليل القتل في سبيل الله شهادة والنفساء شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة والبطن شهادة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مندل بن على وهو ضعيف وقد وثق ورواه البزار . وعن أبى هريرة رفعه قال البطن والغرق شهادة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قلت يارسول الله ليس الشهيد إلا من قتل في سبيل الله قال يا عائشة إن شهداء أمتى إذا لقليل من قال في يوم خمسا (1) وعشرين مرة اللهم بارك في الموت وفيما بعد الموت ثم مات على فراشه أعطاه الله أجر شهيد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفهم . وقد تقدمت أحاديث في فضل الجهاد فيمن خرج من بيته في سبيل الله فمات بأى حتف كان فهو شهيد . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صرع عن دابته فهو شهيد . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن (1) في الاصل (خمسة) وهو لحن . (*)
[ 302 ]
ابن مسعود قال من تردى من رءوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار لشهيد عند الله . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدمت أحاديث الطاعون في الجنائز . وعن محمد بن زياد الالهانى قال ذكر عند أبى عنبة الشهداء فذكر المطعون والمبطون والنفساء فغضب أبو عنبة وقال حدثنا أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال إن شهداء الله في الارض أمناء الله على خلقه قتلوا أو ماتوا . رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته) عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أن أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أكثر شهداء أمتى لاصحاب الفرش رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته . رواه أحمد هكذا ولم أره ذكر ابن مسعود وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، والظاهر أنه مرسل ورجاله ثقات . (باب فيمن يؤيد بهم الاسلام من الاشرار) عن أبى بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أن الله عزوجل سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم . رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات . وعن ميمون بن سنباذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوام أمتى شرارها . رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه هرون بن دينار وهو ضعيف . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم . رواه البزار والطبراني في الاوسط وأحد أسانيد البزار ثقات الرجال . وعن عمر بن الخطاب قال لولا انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله سيمتع هذا الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات ما تركت أعرابيا إلا قتلته أو يسلم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن عمر القرشى وهو ثقة . وعن أبى موسى الاشعري قال نزلت سورة نحوا من براءة فرفعت فحفظت منها إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لاخلاق لهم - فذكر الحديث . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير على بن زيد وفيه ضعف ويحسن حديثه لهذه الشواهد . وعن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عزوجل ليؤيد هذا الدين
[ 303 ]
برجال ما هم من أهله . رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف لغير كذب فيه . وعن النعمان بن عمرو بن مقرن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجال الفاجر . رواه الطبراني في ترجمة عمرو بن النعمان بن مقرن وضبب عليه ولا يستحق التضبيب لانه صواب وقد ذكر المزى في ترجمة أبى خالد الوالبى انه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن والنعمان ابن مقرن ، قلت ورجاله ثقات . وعن عبد الله يعنى ابن مسعود قال ان الله تعالى ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر . رواه الطبراني وفيه عاصم بن أبى النجود وهو ثقة وفيه كلام . (باب الاستعانة بالمشركين) عن خبيب بن يساف قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزوا لنا ورجل من قومي ولم نسلم فقلنا أنا نستحيى أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم قال أو أسلمتما قلنا لا قال إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين قال فأسلمنا وشهدنا معه فقتلت رجلا وضربنى ضربة فتزوجت بابنته بعد ذلك فكانت تقول لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فأقول لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات . وعن أبى حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع فإذا هو بكتيبة خشناء فقال من هؤلاء قالوا عبد الله بن أبى في ستمائة من مواليه من اليهود من بنى قينقاع فقال وقد أسلموا قالوا لا يارسول الله قال مروهم فليرجعوا فانا لا نستعين بالمشركين على المشركين . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سعد بن المنذر بن أبى حميد ذكره ابن حبان في الثقات فقال سعد بن أبى حميد فنسبه إلى جده ، وبقية رجاله ثقات . (باب النهى عن قتال الترك والحبشة ما لم يعتدوا) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتركوا الحبشة ما تركوكم فانه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين (1) (1) السويقتان : تصغير الساق : وإنما صغر الساق لان الغالب على سوق الحبشة الدقة - كما في (جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين للمحبى) حيث فصل الكلام عليه . (*)
[ 304 ]
من الحبشة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة . وعن معوية بن أبى سفيان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتركوا الترك ما تركوكم . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن معاوية بن خديج قال كنت عند معاوية بن أبى سفيان حين جاءه كتاب عامله يخبره أنه وقع بالترك وهزمهم وكثرة من قتل منهم وكثرة ما غنم فغضب معاوية من ذلك ثم أمر أن يكتب إليه قد فهمت ما ذكرت مما قتلت وغنمت فلا أعلمن ما عدت لشئ من ذلك ولا قاتلتهم حتى يأتيك أمرى قلت له لم يا أمير المؤمنين فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم (1) فأنا أكره قتالهم لذلك . رواه أبو يعلى وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتركوا الترك ما تركوكم فان أول (2) من يسلب أمتى ما خولهم الله بنو قنطوراء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مروان بن سالم وهو متروك . وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يملا الله أيدكم من العجم فيصبرون أشدا لا يفرون يضربون أعناقكم ويأكلون فيئكم . رواه الطبراني في الاوسط والبزار وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلس . قلت وتأتى أحاديث من نحوه هذا في كتاب الفتن إن شاء الله (3) . (باب كراهية تمنى لقاء العدو) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتمنوا لقاء العدو فانكم لا تدرون ما يكون من ذلك - قلت هو في الصحيح خلا قوله فانكم لا تدرون ما يكون من ذلك - رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه محمد بن إسحق وهو مدلس . (باب عرض الاسلام والدعاء إليه قبل القتال) عن ابن عباس قال ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح . وعن (1) الكلمة في الاصل خالية من النقط . (2) (أول) ساقطة من الاصل ، والحديث تكرر في الكتاب . (3) في الجزء السابع . (*)
[ 305 ]
أنس بن مالك قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب إلى قوم يقاتلهم ثم بعث إليه رجلا فقال لا تدعه من خلفه وقل له لا تقاتلهم حتى تدعوهم رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن يحيى القرقسانى وهو ثقة . وعن مرثد بن ظبيان قال جاءنا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجدنا له قارئا يقرؤه علينا حتى قرأه رجل من بنى ضبيعة من رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل : أسلموا تسلموا فما وجدوا من يقرؤه لهم إلا رجل من بنى ضبيعة فهم يسمون بنى الكاتب . رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الصغير ورجال الاولين رجال الصحيح . وعن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد مع من أحب ، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أسلم تسلم قال أنى أجدني كارها قال وإن كنت كارها . رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من بنى النجار يعوده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خال قل لا إله إلا الله فقال خال أنا أو عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا بل خال فقال قل لا إله إلا الله قال هو خير لى قال نعم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أسماء بنت أبى بكر قالت لما كان يوم الفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي قحافة أسلم تسلم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن المسور بن مخرمة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال إن الله بعثنى رحمة للناس كافة فأدوا عنى رحمكم الله ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام فانه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه فأما من بعد مكانه فكرهه فشكا عيسى بن مريم ذلك إلى الله عزوجل فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بكلام القوم الذين وجه إليهم فقال لهم عيسى هذا أمر قد عزم (20 - خامس مجمع الزوائد)
[ 306 ]
الله لكم عليه فافعلوا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن يا رسول الله نؤدى إليك فابعثنا حيث شئت فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة إلى كسرى وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن على صاحب اليمامة وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى صاحب هجر وبعث عمرو بن العاصى إلى جيفر وعبادا بنى جلنلدى ملكى عمان وبعث دحية الكلبى إلى قيصر وبعث شجاع بن وهب الاسدي إلى النذر بن الحرث بن أبى شمر الغساني وبعث عمرو بن أمية الضمرى إلى النجاشي فرجعوا جميعا قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير العلاء بن الحضرمي فان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وهو بالبحرين . رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف . وعن دحية قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم بكتاب فقلت استأذنو الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى قيصر فقيل له إن على الباب رجلا يزعم أنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزعوا لذلك فقال أدخله على فأدخلني عليه وعنده بطارقته فأعطيته الكتاب فقرئ عليه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم فنخر (1) ابن أخ له أحمر أزرق سبط (2) فقال لا تقرأ الكتاب اليوم لانه بدأ بنفسه وكتب صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم قال فقرئ الكتاب حتى فرغ منه ثم أمر بهم فخرجوا من عنده ثم بعث إلى فدخلت عليه فسألني فأخبرته فبعث إلى الاسقف فدخل عليه وكان صاحب أمرهم يصدرون عن رأيه وعن قوله فلما قرئ الكتاب قال الاسقف هو والله الذى بشرنا به موسى وعيسى الذى كنا ننتظر قال قيصر فما تأمرني قال الاسقف أما أنا فانى مصدقه ومتبعه قال قيصر أعرف أنه كذلك ولكن لا أستطيع أن أفعل إن فعلت ذهب ملكى وقتلني الروم . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمانى وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله يقول من يذهب بكتابي هذا إلى طاغية الروم فعرض ذلك عليهم ثلاث مرات فقال بعد ذلك من يذهب وله الجنة فقال رجل من الانصار يدعى عبيد الله بن عبد الخالق (1) أي تكلم وكأنه كلام مع غضب ونفور . وفي الاصل غير منقوطة . (2) بالاصل (نشيط) . (*)
[ 307 ]
أنا أذهب به ولى الجنة إن هلكت دون ذلك قال نعم ولك الجنة إن بلغت أو قتلت وإن هلكت فقد أوجب الله لك الجنة فانطلق بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الطاغى فقال أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك فأذن له فدخل فعرف طاغية الروم أنه قد جاء بالحق من عند نبى مرسل ثم عرض عليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الروم عنده ثم عرضه عليهم فكرهوا ما جاء به وآمن به رجل منهم فقتل عند إيمانه ثم إن الرجل رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذى كان منه وما كان من قبل الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك يبعثه الله يوم القيامة أمة وحده لذلك الرجل المقتول . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتى وهو ضعيف . وعن عبد الله بن شداد قال قال أبو سفيان إن أول يوم رعبت فيه من محمد صلى الله عليه وسلم ليوم قال قيصر في ملكه وسلطانه وحضرته ما قال قال يعنى قوله لو علمت أنه هو لمشيت إليه حتى أقبل رأسه وأغسل قدميه قال أبو سفيان وحضرته يتحادر حيد عرفا مركوت الصحيفة التى كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان فمازلت مرعوبا من محمد صلى الله عليه وسلم حتى أسلمت ، وفي رسالته (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لانعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون . هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتو الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون) - قلت لابي سفيان حديث في الصحيح غير هذا - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن خالد بن سعيد قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال من لقيت من العرب فسمعت فيهم الاذان فلا تعرض لهم ومن لم تسمع فيهم الاذان فادعهم إلى الاسلام . رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمانى (1) وهو ضعيف . وعن دحية الكلبى أنه قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فقدمت عليه (1) في الاصل (الجمانى) بالجيم وهو تحريف . (*)
[ 308 ]
فاعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أزرق سبط الرأس فلما قرأ الكتاب كان فيه من محمد رسول الله إلى هرقل صاحب الروم قال فنخر ابن أخيه نخرة وقال لا تقرأ هذا اليوم فقال له قيصر لم قال إنه بدأ بنفسه وكتب صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم فقال له قيصر لتقرأنه فما قرأ الكتاب وخرجوا من عنده أدخلني عليه وأرسل إلى الاسقف وهو صاحب أمرهم فأخبره وأقرأه الكتاب فقال الاسقف هذا الذى كنا ننتظر وبشرنا به عيسى فقال له قيصر فكيف تأمرني قال له الاسقف أما أنا فمصدقه ومتبعه فقال له قيصر أما أنا إن فعلت ذهب ملكى ، ثم خرجنا من عنده فأرسل قيصر إلى أبى سفيان وهو يومئذ عنده فقال حدثنى عن هذا الذى خرج بأرضكم ما هو قال شاب قال كيف حسبه فيكم قال هو في حسب منا لا يفضل عليه أحد قال هذه آية النبوة قال كيف صدقه قال ما كذب قط قال هذه آية النبوة قال أرأيت من خرج من أصحابه إليه هل يرجع إليكم قال لا قال هذه آية النبوة قال أرأيت من خرج من أصحابه إليكم يرجعون إليه قال نعم قال هذه آية النبوة قال هل ينكث أحيانا إذا قاتل هو وأصحابه قال قد قاتله قوم فهزمهم قال هذه آية النبوة قال ثم دعاني فقال أبلغ صاحبك انى أعلم أنه نبى ولكن لا أترك ملكى ، قال وأما الاسقف فانهم كانوا يجتمعون إليه في كل أحد فيخرج إليهم فيحدثهم ويذكرهم فلما كان يوم الاحد لم يخرج إليهم وقعد إلى يوم الاحد الآخر فكنت أدخل إليه فيكلمني ويسائلني فلما جاء الاحد الآخر انتظروه ليخرج إليهم فلم يخرج إليهم واعتل عليهم بالمرض ففعل ذلك مرارا وبعثوا إليه لتخرجن إلينا أو لندخلن عليك فنقتلك فانا قد أنكرناك منذ قدم هذا العربي فقال الاسقف خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وانى قد آمنت به وصدقته واتبعته وانهم قد أنكروا على ذلك فبلغه ما ترى ثم خرج إليهم فقتلوه ثم خرج دحية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رسل عمال كسرى على صنعاء بعثهم إليه وكتب إلى صاحب صنعاء يتوعده يقول لتكفينى رجلا خرج من أرضك يدعوني إلى دينه أو أؤدى الجزية أو
[ 309 ]
لاقتلنك أو لافعلن بك فبعث صاحب صنعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرين رجلا فوجدهم دحية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة فلما مضت خمس عشرة ليلة تعرضوا له فلما رآهم دعاهم فقال اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له إن ربى قتل ربه الليلة فانطلقوا فأخبروه بالذى صنع فقال احصوا هذه الليلة قال أخبروني كيف رأيتموه قالوا ما رأينا ملكا أهنأ منه يمشى فيهم لا يخاف شيئا مبتذلا لا يحرس ولا يرفعون أصواتهم عنده قال دحية ثم جاء الخير أن كسرى قتل تلك الليلة . رواه البزار عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة عن أبيه وكلاهما ضعيف . وعن عمير بن مقبل الجذامي عن أبيه قال وفد رفاعة بن زيد الجذامي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب له كتابا فيه من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد إنى بعثته إلى قومه قامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله وإلى رسوله فمن آمن ففى حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر فله أمان شهرين فلما قدم على قومه أجابوه ثم سار حتى نزل الحرة الرجلى (1) ثم لم يلبث أن قدم دحية الكلبى من عند قريظة (2) حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانوا بواد من أوديتهم يقال له شنار ومعه تجارة أغار عليهم الهنيد بن العريص وأبوه العريض الضبعى بطن من جذام فأصابوا كل شئ معه ثم إن نفرا من قوم رفاعة نفذوا إليه فأقبلوا إليه وفيمن أقبل النعمان بن أبى جعال حتى لقوهم واقتتلوا ورمى قرة بن أشقر الضبعى النعمان بن أبى جعال بحجر فأصاب كعبه ودماه وقال ابن أثالة ثم رماه النعمان بن أبى جعال بحجر فأصاب ركبته وقال أنا ابن أثالة وقد كان حسان بن مسله صحب دحية الكلبى قبل ذلك فعلمه أم الكتاب و استنقذوا ما في أيديهم فردوه على دحية ثم أن دحية قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر فاستسقاه دم الهنيد وأبيه عريص فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وبعث معه جيشا وقد توجهت غطفان وجذام ووائل ومن كان من سلمان وسعد بن هذيل حتى جاءهم رفاعة بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) هي في ديار جذام . (2) لعله قيصر - كما في هامش الاصل . (*)
[ 310 ]
فنزل الحرة حرة الرجلى ورفاعة بكراع العميم ومعه ناس من بنى ضبيب وسائر بنى الضبيب بوادي مدار من ناحية الحرة رواه الطبراني متصلا هكذا ومنقطعا مختصرا عن ابن أسحق لم يجاوزهم وفى المتصل جماعة لم أعرفهم وأسنادهما إلى ابن أسحق جيد . وعن ابن عباس قال كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حى من العرب يدعوهم إلى الاسلام فلم يقبلوا الكتاب ورجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال أما إنى لو بعثت له إلى قوم بشط عمان من أزدشنوءة وأسلم لقبلوه ثم بعث رسول الله صلى عليه وسلم إلى الجلندى يدعوه إلى الاسلام فقبله وأسلم وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فقدمت الهدية وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أبو بكر الهدية مورثا فقسمها بين فاطمة وبين الناس . رواه الطبراني وفيه عمرو بن صالح الازدي وهو متروك . وعن مجمع بن عتاب بن شمر عن أبيه قال قلت للنبى صلى الله عليه وسلم إن لى أبا شيخا كبيرا وإخوة فأذهب إليهم لعلهم أن يسلموا فأتيك بهم قال إن هم أسلموا فهو خير لهم وإن هم أقاموا فالاسلام عريض واسع . رواه الطبراني وفيه عبد الصمد بن جابر وهو ضعيف . وعن أبى وائل قال كتب خالد بن الوليد إلى أهل فارس يدعوهم إلى الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى رسيم ومهران وملا فارس سلام على من اتبع الهدى أما بعد فانا ندعوكم إلى الاسلام فان أبيتم فاعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون فان أبيتم فان معى قوما يحبون القتل في سبيل الله كما تحب فارس الخمر والسلام على من اتبع الهدى . رواه الطبراني وإسناده حسن أو صحيح . (باب منه في الدعاء إلى الاسلام وفرائضه وسننه) عن الجارود أنه أخذ هذه النسخة من نسخة العلاء عهد العلاء الذى كتبه النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى البحرين بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الامي القرشى الهاشمي رسول الله ونبيه إلى كافة خلقه للعلاء بن الحضرمي ومن تبعه من المسلمين عهدا عهده إليهم اتقوا الله أيها المسلمون ما استطعتم فانى قد بعثت عليكم العلاء بن الحضرمي وأمرته أن
[ 311 ]
يتقى الله وحده لا شريك له وأن يلين الجناح فيكم السر ويحكم بينكم وبين من لقيه من الناس بما أمر الله في كتابه من العدل وأمرتكم بطاعته إذا فعل ذلك فان حكم فعدل وقسم فأقسط واسترحم فرحم فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته ومعونته فان لى عليكم من الحق طاعة وحقا عظيما لا تقدرونه كل قدره ولا يبلغ القول كنه عظمة حق الله وحق رسوله وكما أن الله ولرسوله على الناس عامة وعليكم خاصة حقا واجبا في طاعته والوفاء بعهده فرضى الله عن من اعتصم بالطاعة حق كذلك للمسلمين على ولاتهم حق واجب وطاعة فان الطاعة درك خير ونجاة من كل شر وأنا أشهد الله على كل من وليته شيئا من أمر المسلمين قليلا أو كثيرا فليستخيروا الله عند ذلك ثم ليستعملوا عليهم أفضلهم في أنفسهم ألا وإن أصابت العلاء بن الحضرمي مصيبة الموت فخالد بن الوليد سيف الله يخلف فيهم العلاء بن الحضرمي فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته وطاعته فسيروا على بركة الله وعونه ونصره وعاقبة رشده وتوفيقه من لقيهم من الناس فليدعوهم إلى كتاب الله وسنته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإحلال ما أحل الله لهم في كتابه وتحريم ما حرم الله في كتابه وان يخلعوا الانداد ويبرءوا من الشرك والكفر والنفاق وأن يكفروا بعبادة الطواغيت واللات والعزى وأن يتركوا عبادة عيسى بن مريم وعزير بن حروة والملائكة والشمس والقمر والنيران وكل من يتخذ نصبا من دون الله وأن يتبرءوا مما برئ الله ورسوله فإذا فعلوا ذلك وأقروا به فقد دخلوا في الولاية وسموهم عند ذلك بما في كتاب الله الذى تدعونهم إليه كتاب الله المنزل به الروح الامين على صفيه من العالمين محمد بن عبد الله رسوله ونبيه أرسله رحمة للعالمين عامة الابيض منهم والاسود والانس والجن كتاب فيه تبيان كل شئ كان قبلكم وما هو كائن بعدكم ليكون حاجزا بين الناس حجز الله به بعضهم عن بعض وهو كتاب الله مهيمنا على الكتب مصدقا لما فيها من التوراة والانجيل والزبور يخبركم الله فيه بما كان قبلكم مما فاتكم دركه من آبائكم الاولين الذين أتتهم رسل الله وأنبياؤه كيف كان جوابهم لرسلهم وكيف تصديقهم بآيات الله وكيف كان تكذيبهم بدينه فتجنبوا مثل ذلك أن تعملوا مثله لكى لا يحل
[ 312 ]
عليكم من سخطه ونقمته مثل الذى حل عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله وأخبركم في كتابه هذا بأنجاء من نجا ممن كان قبلكم لكى تعملوا مثل أعمالهم فكتب لكم في كتابه هذا تبيان ذلك كله رحمة منه لكم وشفقا من ربكم عليكم وهو هدى من الله من الضلالة وتبيان من العمى وإقالة من العثرة (1) ونجاة من الفتنة ونور من الظلمة وشفاء من الاحداث وعصمة من الهلاك ورشد من الغواية وبيان ما بين الدنيا والآخرة فيه كمال دينكم فإذا عرضتم عليهم فأقروا لكم فقد استكملوا الولاية فاعرضوا عليهم عند ذلك الاسلام والاسلام الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة والطهور قبل الصلاة وبر الوالدين المشركين فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا فادعوهم عند ذلك إلى الايمان وانعتوا لهم شرائعكم ومعالم الايمان شهادة أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن ما جاء به محمد الحق وأن ما سواه الباطل والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر والايمان بهذا الكتاب وما بين يديه وما خلفه بالتوراة والانجيل والزبور والايمان بالبينات والموت والحياة والبعث بعد الموت والحساب والجنة والنار والنصح لله ولرسوله وللمؤمنين كافة فذا فعلوا ذلك وأقروا به فهم مسلمون مؤمنون ثم تدعوهم بعد ذلك إلى الاحسان أن يحسنوا فيما بينهم وبين الله في أداء الامانة وعهده الذى عهد إلى رسوله وعهد رسوله إلى خلقه وأئمة المؤمنين والتسليم لامئمة المسلمين من كل غائلة على لسان ويدوان يبتغوا لائمة المسلمين خيرا كما يبتغى أحدكم لنفسه والتصديق بمواعيد الرب ولقائه ومعاتبته والوداع من الدنيا من كل ساعة والمحاسبة للنفس كل يوم وليلة والتعاهد لما فرض الله يؤدونه إليه في السر والعلانية فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون ثم انعتوا لهم الكبائر ودلوهم عليها وخوفوهم من الهلكة في الكبائر إن الكبائر هن الموبقات أولهن الشرك بالله إن الله لا يغفر أن يشرك به والسحر وما للساحر من خلاق وقطيعة الرحم يلعنهم الله والفرار من الزحف يبوءوا بغضب من الله والغلو فيأتوا بما غلوا يوم (1) في الاصل (العبرة) (*)
[ 313 ]
القيامة لا يقبل منهم وقتل النفس المؤمنة جزاؤه جهنم وقذف المحصنة لعنوا في الدنيا والآخرة وأكل مال اليتيم يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وأكل الربا فائذنوا بحرب من الله ورسوله فإذا انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون فقد استكملوا (1) التقوى فادعوهم بعد ذلك إلى العبادة والعبادة الصيام والقيام والخشوع والركوع والسجود والانابة والاحسان والتحميد والتمجيد والتهليل والتكبير والصدقة بعد الزكاة والتواضع والسكينة والسكون والمؤاساة والتضرع والاقرار بالملكة والعبودية له والاستقلال لما كثر من العمل الصالح فإذا فعلوا ذلك فهم محسنون متقون عابدون فإذا استكملوا العبادة فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد وبينوا لهم ورغبوهم فيما رغبهم الله فيه من فضل الجهاد وفضل ثوابه عند الله فان انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حين تبايعوهم إلى سنة الله وسنة رسوله عليكم عهد الله وذمته وسبع كفالات منه لا تنكثوا أيديكم من بيعة ولا تنقضوا أمر وال (2) من ولاة المسلمين فإذا أقروا بذلك فبايعوهم واستغفروا الله لهم فإذا خرجتم تقاتلون في سبيل الله غضبا لله ونصرا لدينه فمن لقيهم من الناس فليدعوهم إلى مثل الذى دعاهم إليه من كتاب الله وإسلامه وإحسانه وتقواه وعبادته وهجرته فمن اتبعهم فهو المستجيب المؤمن المحسن التقى العابد المهاجر له مالكم وعليه ما عليكم ومن أبى هذا عليكم فقاتلوه حتى يفئ إلى أمر الله ويفئ إلى فتنة ومن عاهدتم وأعطيتموهم ذمة الله فوفوا له بها ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منكم وأنتم منه ومن قاتلكم على هذا من بعد ما بينتموه له فقاتلوه ومن حاربكم فحاربوه ومن كايدكم فكايدوه ومن جمع لكم فاجمعوا له أو غالكم فغولوه (3) أو خادعكم فخادعوه من غير أن تعتذروا أو ماكركم فامكروا به من غير أن تعتذروا سرا وعلانية فانه من ينتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل واعلموا أن الله معكم يراكم ويرى أعمالكم ويعلم ما تصنعونه فاتقو الله وكونوا على حذر إنما هذه أمامة ائتمننى عليها ربى أبلغها عباده عذرا منه إليهم وحجة احتج بها على من يعلمه من خلقه جميعا فمن عمل (1) لعله (فإذا استكملوا) . (2) في الاصل (ولاتى) . (3) في الاصل (أو عالكم فعولوه) . (*)
[ 314 ]
بما فيه نجا ومن تبع ما فيه اهتدى ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه تعلموا ما فيه وسمعوه آذانكم واوعوه أجوافكم واستحفظوه قلوبكم فانه نور الابصار وربيع القلوب وشفاء لما في الصدور وكتابه أمرا ومعتبرا وزجرا وعظمة وداعيا إلى الله ورسوله وهذا هو الخير الذى لا شر فيه كتاب محمد رسول الله للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين يدعو إلى الله عزوجل ورسوله أمرهم أن يدعو إلى ما فيه من حلال وينهى عما فيه من حرام ويدل على ما فيه من رشد وينهى عما فيه من غى . رواه الطبراني من رواية داود بن المحبر (1) عن أبيه وكلاهما ضعيف . قلت وتأتى بقية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام وصبره على الاذى في المغازى إن شاء الله (2) . (باب النهى عن قتل الرسل) عن أبى وائل قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود حين قتل ابن النواحة إن هذا وابن أثال كانا أتيا النبي صلى الله عليه وسلم رسولين لمسيلمة الكذاب فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدان أنى رسول الله فقالا نشهد أن مسيلمة رسول الله قال لو كنت قاتلا وفدا لضربت أعناقكما قال فجرت السنة أن الرسل لا تقتل فاما ابن اثال فكفاناه الله عزوجل وأما هذا فلم يزل ذلك فيه حتى أمكن الله عزوجل منه - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد والبزار وأبو يعلى مطولا وإسنادهم حسن . وعن ابن معير السعدى قال خرجت أسقى فرسا لى في الشجر فمررت بمسجد بنى حنيفة وهم يقولون ان مسيلمة رسول الله فأتيت عبد الله بن مسعود فأخبرته فاستتابهم فتابوا فخلى سبيلهم وضرب عنق عبد الله بن النواحة فقالوا أخذت قوما في أمر واحد فقتلت بعضهم وتركت بعضهم فقال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم عليه هذا وابن أثال بن بحر فقال أتشهدان أنى رسول الله فقالا تشهد أنت أن مسيلمة رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمنت بالله ورسله ولو كنت قاتلا وفدا لقتلتكما فلذلكك قتلته - قلت (1) في الاصل (المجبر) بالجيم وهو تحريف . (2) بلغ مقابلة على نسخة الاصل بقراءة الحافظ شهاب الدين بن حجر منها . (*)
[ 315 ]
رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد وابن معير لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وله طريق أتم من هذه في الحدود (1) . وعن نعيم بن مسعود أن رسولي مسيلمة قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما وكتب معهما من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد فان الارض لله يورثها من يشاء من عبادة والعاقبة للمتقين ، قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبى - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه الطبراني من طريق ابن إسحق قال حدثنى شيخ من أشجع ولم يسمعه وسماه أبو داود سعد بن طارق ، وبقية رجاله ثقات . وعن وبر بن مسهر قال بعثنى مسيلمة وابن سلعاف وابن النواحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا عليه فتقدماني في الكلام وكانا أسن منى فتشهدا ثم قالا نشهد أنك نبى وأن مسيلمة من بعدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقول يا غلام قلت أشهد بما شهدت به وأكذب بما كذبت به فقال أنى أشهد عدد تراب الدهناء أن مسيلمة كذاب ثم قال خذوهما فأخذوا وأمر بهما إلى بيت كيسان فشفع فيهما رجل من أصحابه فخلى عنهما . رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب ما نهى عن قتله من النساء وغير ذلك) عن ابن كفب بن مالك عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى ابن أبى الحقيق بخيبر نهى عن قتل النساء والصبيان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . ويأتى حديث الطبراني أيضا . وعن أيوب قال سمعت رجلا منا يحدث عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها فنهانا أن نقتل العسفاء والوصفاء (2) . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن الصعب بن جثامة الليثى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته عن أولاد المشركين فقال اقتلوهم معهم قال وقد نهى عنهم يوم خيبر . رواه عبد الله بن أحمد والطبراني إلا أنه قال انه سأله عن السرية تصيب الذرية في غشم الغارة ، ورجال المسند (1) في الجزء السادس . (2) العسفاء بضم العين : الاجراء ، واحدهم عسيف ، وقيل هو الشيخ الفاني . والوصيف : العبد ، على ما هو مشهور . (*)
[ 316 ]
رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رجلا أخذ امرأة وسباها فنازعته قائم سيفه فقتلها فمر عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر بأمرها فنهى عن قتل النساء . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة يوم الخندق مقتولة فقال من قتل هذه قال أنا يا رسول الله قال نازعتنى سيفى فسكت ، وفي اسنادهما الحجاج بن أرطاة وهو مدلس . وعن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتلوا النساء . رواه البزار وفيه محمد بن عبد الله بن نمران وهو ضعيف . وعن عبد الله بن عتيك أن النبي صلى الله عليه وسلم جين بعثه هو وأصحابه لقتل ابن أبى الحقيق وهو بخيبر نهى عن قتل النساء والصبيان . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن مصفى وهو ثقة وفيه كلام لا يضر . وعن ابن عباس قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت خيل من المسلمين وقعت على قوم من المشركين فقتلوهم وقتلوا أبناءهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم مع آبائهم . رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل ابن أبى حبيبة وثقه أحمد وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن الاسود بن سريع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وغزوت معه فأصبت ظفرا وقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان - وقال مرة الذرية - فقال رجل يا رسول الله إنما هم أبناء المشركين ثم قال ألا لا تقتلوا الذرية ألا لا تقتلوا الذرية ألا لا تقتلوا الذرية فان كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها أو ينصرانها . رواه أحمد بأسانيد والطبراني في الكبير والاوسط كذلك إلا أنه قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام جاوز بهم القتل حتى قتلوا الذرية فقال رجل ، والباقى بنحوه وبعض أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال اخرجوا بسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال فيه ولا تقتلوا وليدا ولا
[ 317 ]
امرأة ولا شيخا ، وفي رجاله البزار ابراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة وثقه أحمد وضعفه الجمهور ، وبقية رجال البزار ورجال الصحيح . وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل صغيرا أو كبيرا أو أحرق نخلا أو قطع شجرة مثمرة أو ذبح شاة لاهابها لم يرجع كفافا . رواه أحمد وفيه راو لم يسم وابن لهيعة فيه ضعف . وعن جرير بن عبد الله البجلى قال كان رسول الله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان . رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات ، وله طريق في الكبير ضعيفة . وعن أبى موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية قال اغزوا بسم الله وقاتلوا من كفر بالله ولا تمثلوا (1) ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا . رواه البزار والطبراني في الصغير والكبير ورجال البزار رجال الصحيح غير عثمان بن سعيد المزى وهو ثقة . وعن عطاء ابن أبى رباح قال كنا مع ابن عمر فجاء فتى من أهل البصرة فسأله عن شئ فقال سأخبرك عن ذلك قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وابن مسعود وحذيفة وأبو سعيد الخدرى وجل آخر سماه وأنا فجاء فتى من الانصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس فقال يا رسول الله أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا قال أي المؤمنين أكيس قال أكثر هم للموت ذكرا وأكثرهم له استعدادا قبل أن ينزل بهم - أو قال ينزل به - أولئك الاكياس ثم سكت وأقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا ظهر فيهم الطاعون ولا أوجاع التى لم تكن في أسلافهم ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجوز السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة (2) أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولو لا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم فأخذ بعض ما كان في أيديهم ولم يحكم أئمتهم (1) في الاصل (تميلوا) . (2) في الاصل (الزكاة) . (*)
[ 318 ]
بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم قال ثم أمر عبد الرحمن بن عوف يتجهز لسرية أمره عليها فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس (1) سوداء فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فنقضها وعممه وأرسل من خلفه أربع أصابع ثم قال هكذا يا ابن عوف فاعتم فانه أعرب وأحسن ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يدفع إليه اللواء فحمد الله ثم قال اغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فيكم - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبى ثعلبة الخشنى قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والولدان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سلم بن ميمون الخواص وهو ضعيف . وعن أبى سعيد قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان وقال هما لمن غلب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عطية العوفى وهو ضعيف . (باب تفاوت الرجال في الرأى والشجاعة) عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شئ أحب من ألف مثله إلا الانسان . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم ابن محمد بن يوسف وهو ثقة . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنى لاجد من الدواب الدابة خير من مائة ومن الرجال الرجل خير من مائة . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم ال إنى أ * * من الدواب صفا الدابة الواحدة منه خير من صواحبها غير الرجل تجده خير من مائة رجل . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وقد تقدمت في كتاب الايمان أحاديث من هذا . (باب عرض المقاتلة ليعلم من بلغ منهم فيجاز) عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه أن أم سمرة مات عنها زوجها وكانت امرأة جميلة فقدمت المدينة فخطبت فجعلت تقول لا أتزوج رجلا إلا رجلا تكفل لها بنفقة ابنها سمرة حتى يبلغ فتزوجها رجل من الانصار وكان النبي (1) الكرباس : القطن . (*)
[ 319 ]
صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الانصار في كل عام فمن بلغ بعثه فعرضهم ذات عام فمر به غلام فبعثه في البعث وعرض عليه سمرة من بعده فرده فقال سمرة يا رسول الله أجزت غلاما ورددتني ولو صار عنى لصرعته قال فدونك فصارعه فصارعته فصرعته فأجازنى في البعث . رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات . وعن رافع ابن خديج قال جئت أنا وعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد بدرا فقلت يا رسول الله إنى أريد أن أخرج معك فجعل يقبض يده ويقول إنى أستصغرك ولا أدرى ما تصنع إذا لقيت القوم فقلت أتعلم انى أرمى من رمى فردني فلم أشهد بدرا . رواه الطبراني وفيه رفاعة بن هرير وهو ضعيف . وفي غزوة أحد في المغازى أحاديث نحو هذا (1) . (باب المشاورة في الحرب) عن عبد الله بن عمرو قال كتب أبو بكر إلى عمرو بن العاصى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور في الحرب فعليك به . رواه الطبراني ورجاله قد وثقوا . وعن محمد بن سلام يعنى البيكندى (2) قال عمرو بن معد يكرب له في الجاهلية وقائع وقد أدرك الاسلام قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص إلى القادسية وكان له هناك بلاء حسن كتب عمر إلى سعد قد وجهت إليك أو أمددتك بألفى رجل عمرو بن معدى كرب وطليحة ابن خويلد وهو طليحة بن خويلد الاسدي فشاورهما في الحرب ولا تولهما شيئا . رواه الطبراني هكذا منقطع الاسناد . (باب الرأى والخديعة في الحرب) عن عمرو بن العاصى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى غزوة ذات السلاسل منع الناس أن يوقدوا نارا ثلاثا قال فكلم الناس أبا بكر قالوا كله لنا فأتاه قال قد أرسلوك إلى (3) لا يوقد أحد نارا إلا ألقيته فيها ثم لقوا العدو فهزموهم فلم يدعهم يطلبوا لاعدو فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر وشكوا إليه فقال يا رسول الله كانوا قليلا فكرهت أن يطلبوا العدو (1) في الجزء السادس . (2) في الاصل (السكندى) وهو تحريف . (3) كذا والمراد بين . (*)
[ 320 ]
وخفت أن يكون لهم مادة فيعطفون عليهم فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ، وفي رواية فقال عمرو نهيتهم أن يوقدوا نارا خشية أن يرى العدو قلتهم . رواه الطبراني باسنادين ورجال الاول رجال الصحيح . (باب الحرب خدعة) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة . رواه أحمد باسنادين في أحدهما عمرو بن جابر وثقة أبو حاتم ونسبه بعضهم إلى كذب . وعن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة . رواه أبو يعلى وفيه هشام بن زياد وهو متروك . وعن المسيب بن نجبة (1) قال دخلت على الحسن بن على فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة . رواه أبو يعلى وفيه حكيم بن عبيد وهو متروك ضعفه الجمهور وقال أبو حاتم محله الصدق إن شاء الله وعن الحسين بن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة . رواه البزار وفيه حكيم بن جبير وهو متروك . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة . رواه البزار وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلمانى (2) وهو ضعيف . وعن نبيط بن شريط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة . رواه الطبراني وفيه فضالة بن المفضل وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من اليهود ليقتله قال يا رسول الله إئذن لى فأقول قال قل ما بدالك فانما الحرب خدعة - قلت روى ابن ماجه منه الحرب خدعة فقط - رواه الطبراني وفيه مطر بن ميمون وهو ضعيف . وعن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عمرو الواقعي وهو ضعيف . وعن النواس بن سمعان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحرب خدعة . رواه الطبراني وفيه سليمان بن داود الشاذكونى وهو ضعيف . (1) بفتح النون والجيم والموحدة ، والكلمات في الاصل غير منقوطة والتصويب من خلاصة التذهيب . (2) في الاصل (السلمانى) وهو تحريف قد تكرر في الكتاب . (*)
[ 321 ]
(باب بعث العيون) عن عمرو بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عينا وحده إلى قريش وقال فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوف العيون فرقيت فيها فحللت خبيبا فوقع إلى الارض فانتبذت غير بعيد ثم التفت فلم أر خبيبا ولكأنما ابتلعته الارض فلم ير لخبيب أثر حتى الساعة . رواه أحمد والطبراني وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف . (باب ما جاء في الرايات والالوية) عن ابن عباس وعن بريدة أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء ولواءه أبيض . رواه أبو يعلى والطبراني وفيه حيان بن عبيد الله قال الذهبي بيض له ابن أبى حاتم فهو مجهول ، وبقية رجال أبى يعلى ثقات . وعن ابن عباس قال كانت رأية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولواؤه أبيض مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله - قلت رواه الترمذي وابن ماجه خلا الكتابة عليه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه حيان وتقدم الكلام عليه تراه قبل ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت سوداء - قلت لجابر في السنن أنها كانت بيضاء - رواه الطبراني في الثلاثة وفي إسناد الكبير شريك النخعي وثقه النسائي وغيره وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن مزيدة (1) العبدى أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد رايات الانصار فجعلهن صفرا . رواه الطبراني وفيه محمد ابن الليث الهدارى ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن كريز بن سامة أن النبي صلى الله عليه وسلم عقد راية لبنى سليم حمراء . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . وعن ابن عباس أن راية النبي صلى الله عليه وسلم كانت تكون مع على بن أبى طالب وراية الانصار مع سعد بن عبادة وكان إذا استحر القتال كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون تحت راية الانصار . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن زفر الشامي وهو ثقة . وعن ابن عباس أن عليا كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقيس بن سعد صاحب راية على وصاحب راية المهاجرين على في (1) بوزن كبيرة ، وفي الاصل غير منقوطة والتصويب من الخلاصة . (*)
[ 322 ]
الموطن كلها . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه أبو شيبة إبراهيم وهو ضعيف . وعن محارب قال كتب معاوية إلى زياد أن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال إن العدو لا يظهر على قوم لواؤهم أو قال رأيتهم مع رجل من بنى بكر بن وائل . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب استئذان الابوين في الجهاد) عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على السقاية فجاءته امرأة بابن لها فقال إن ابني هذا يريد الغزو وأنا أمنعه فقال لا تبرح من أمك حتى تأذن لك أو يتوفاها الموت لانه أعظم لا جرك . رواه الطبراني وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال جاء رجل وأمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد الجهاد وأمه تمنعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند أمك قرفان لك من الاجر عندها مثل مالك في الجهاد . رواه الطبراني وفيه رشدين بن كريب وهو ضعيف . قلت وفي البر والصلة (1) أحاديث من هذا النحو . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن كان الغزو عند باب البيت فلا تذهب إلا باذن أبويك . رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني أسامة بن على بن سعيد بن بشير وهو ثقة ثبت كما هو في تاريخ مصر . وعن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنى أريد أن أبايعك على الجهاد قال أخى والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط عن شيخه محمد بن أحمد الجبلى عن أحمد بن عبد الرحيم الحارثى وكلاهما لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهزوا إلى هذه القرية الظالم أهلها فان الله فاتحها عليكم إن شاء الله يعنى خيبر ولا يخرجن معى مصعب ولا مضعف (2) فانطلق أبو هريرة إلى أمه فقال جهزيني فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بالجهاد للغزو وفقالت تنطلق وقد علمت ما أدخل إلا وأنت معى قال ما كنت لاتخلف عن رسول الله صلى الله (1) في الجزء الثامن . (2) المصعب : الذى يكون بعيره صعبا غير منقاد ولا ذلول . والمضعف : الذى تكون دابته ضعيفة . (*)
[ 323 ]
عليه وسلم فأخرجت ثديها (1) فناشدته بما رضع من لبنها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا فأخبرته فقال انطلقي فقد كفيت فجاء أبو هريرة فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرى إعراضك عنى لا أرى ذلك إلا لشئ بلغك قال أنت الذى تناشدك أمك وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما أنه ليس في سبيل الله بل هو في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما فقال أبو هريرة لقد مكثت بعد ذلك سنتين ما أغزو حتى ماتت . فذكر الحديث ويأتى بتمامة في غزوة خيبر (2) . رواه الطبراني وفيه على ابن يزيد الالهانى وهو ضعيف . (باب الجهاد بالاجر) عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله (3) ومتنه قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال رجل أخرج معك على أن تجعل لى سهما من المغنم ثم قال والله ما أدرى أتغنمون أم لا ولكن اجعل لى سهما معلوما فجعلت له ثلاثة دنانير فغزونا فأصبنا مغنما فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما أجد له في الدنيا والآخرة إلا دنانيره هذه الثلاثة التى أخذها . رواه الطبراني وفيه بقية وقد صرح بالسماع . (باب فيمن يغزو بمال غيره) عن ميمونة بنت سعد أنها قالت أفتنا يا رسول الله عمن لم يغز وأعطى ما له يغزى عليه فله أجر أم للمنطلق ما له أجر ما له وللمنطلق أجر ما احتسب من ذلك . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم . (باب خروج النساء في الغزو) عن أم كبشة امرأة من عذرة - عذرة بنى قضاعة - أنها قالت يا رسول الله اتأذن أن أخرج في جيش وكذا وكذا قال لا قالت يا رسول الله إنه ليس أريد أن أقاتل إنما أريد أداوى الجرحى والمرضى أو أسقى المرضى قال لو لا أن تكون سنة ويقال فلانه خرجت لاذنت لك ولكن اجلسي . رواه الطبراني في الكبير (1) في الاصل (يديها) . (2) في الجزء السادس . (3) كذا . (*)
[ 324 ]
والاوسط ورجالهما رجال الصحيح . وعن ليلى الغفارية قالت كنت أخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أداوى الجرحى . رواه الطبراني وفيه القاسم ابن محمد بن أبى شيبة وهو ضعيف . وعن أم سليم قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يغزو معه نسوة من الانصار فتسقى المرضى وتداوى الجرحى . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك قال قالت أم سليم يا رسول الله أخرج معك إلى الغزو قال يا أم سليم إنه لم يكتب على النساء الجهاد قالت أداوى الجرحى وأعالج العين وأسقى الماء قال فنعم إذا - قلت لانس حديث في الصحيح وغيره بغير سياقه - رواه الطبراني عن شيخه جعفر بن سليمان بن حاجب ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب اغزوا تغنموا وسافروا تصحوا) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا . رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه موسى بن زكريا فان كان الراوى عن شباب فقد تكلم فيه الدار قطني وإن كان غيره فلم أعره ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سافروا تصحوا وتسلموا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن عبد الرحمن بن رواد وهو ضعيف . (باب لا يقبل من عبدة الاوثان إلا الاسلام أو يقتلوا) عن عصام المزني وكانت له صحبة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا أو سرية يقول لهم إذا رأيتهم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا فبعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن ففرضنا عليه الاسلام فقلنا أمسلم أنت فقال وما الاسلام فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه فقال إن لم أفعل فما أنتم صانعون فقلنا نقتلك قال فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن فقلنا نعم ونحن مدركوه فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال اسلمي حبيش قبل انقطاع العيش فقلت أسلم عشرا وتسعاتترى ثم قال : أتذكر إذ طالبتكم فوجدتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق
[ 325 ]
فلم بك حقا أن ينول عاشق تكلف ادلاج الثرى والودائق فلا ذنب لى لو قلت إذ أهلنا معا أثيبي بود قبل إحدى الصفائق أثيبي بود قبل أن يشحط النوى وينأى الامير بالحبيب المفارق ثم أتانا فقال شأنكم فقدمناه فضربنا عنقه ونزلت الاخرى من هودجها فحنت عليه حتى ماتت - قلت روى أبو داود منه إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا فقط - رواه الطبراني والبزار وقد حسن الترمذي هذا الحديث وإسنادهما أفضل من إسناده . ويأتى حديث ابن عباس في السرايا إن شاء الله . (باب في جزيرة العرب وإخراج الكفرة) عن أبى عبيدة قال كان آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجرن من جزيرة العرب اعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . رواه أحمد باسنادين ورجال طريقين منها ثقات متصل إسنادهما ، ورواه أبو يعلى . وعن عائشة قالت كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال لا ينزل بجزيرة العرب دينان . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحق وقد صرح بالسماع وقد تقدم حديث على في الخلافة . رواه أحمد . وعن أبى رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن لا ندع في المدينة دينا غير الاسلام إلا أخرج . رواه الطبراني وفيه شريك و عبد الله بن محمد بن عقيل وفيهما ضعف وحديثهما حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا اليهود من جزيرة العرب . رواه الطبراني من طريقين رجال أحدهما رجال الصحيح . وعن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستفتحون منابت الشيخ . رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن (باب وقت القتال) عن عبد الله بن أبى أوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس . رواه أحمد والطبراني من طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وهى ضعيفة . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه
[ 326 ]
وسلم كان إذا لم يلق العدو من أول النهار أخر حتى تهب الريح ويكون عند مواقيت الصلاة وكان يقول اللهم بك أصول وبك أجول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عثمان بن سعد المكتب وثقه أبو نعيم وأبو حاتم وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن عتبة بن غزوان السلمى قال كنا نشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القتال فإذا زالت الشمس قال لنا احملوا فحملنا . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن لهيعة العطار وهو ضعيف . (باب قتال الرجل تحت راية قومه) عن المخارق قال لقيت عمارا يوم الجمل وهو يبول في قرن فقلت أقاتل معك فقال قاتل تحت راية قومك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه . رواه أحمد وإسناده منقطع وأبو يعلى والبزار والطبراني وفيه إسحق بن أبى إسحق الشيباني روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد ، وبقية رجال أحد أسانيد الطبراني ثقات . (باب الصف للقتال) عن أسلم أبى عمران التجيبى أنه أبا أيوب الانصاري يقول صفنا يوم بدر فبدرت منا بادرة أمام الصف فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال معى معى ، قال عبد الله كذا قال أبى وقال وصففنا يوم بدر . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف والصحيح أن أبا أيوب لم يشهد بدرا والله أعلم . وعن أبى سعيد الخدرى قال كنا إذا حضرنا العدو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحدنا أشد تفقدا لركبة أخيه حين يتقدم للصف للقتال منه للسهم حين يرمى يقول أحدر ركبتك فانى ألتمس كما تلتمس قال الله تعالى (كأنهم بنيان مرصوص) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو هرون العبدى وهو متروك . وقد تقدم حديث أبى أمامة في فضل مقام الرجل في الصف في سبيل الله في آخر باب فضل الجهاد . وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادته ستين سنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط والبزار
[ 327 ]
بنحوه وقال لمقام أحدكم في الصف ساعة ، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وثقه أحمد وغيره ، وبقية رجال البزار ثقات . (باب الشعار في الحرب) عن على بن أبى طالب قال كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم ياكل خير . رواه أبو يعلى عن القواريرى عن منصور بن عبد الله الثقفى القواريرى روى عن سفيان وذكر ابن حبان في الثقات منصور بن عبد الله يروى عن الزهري وكان يطلب الحديث مع ابن عيينة والظاهر أنه هو ، وبقية رجاله ثقات . وعن عتبة بن فرقد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا فنادى عليهم يا أصحاب سورة البقرة . رواه الطبراني وفيه على بن قتيبة وهو ضعيف . (باب كيفية القتال) عن محمد بن الحجاج بن حسين بن السائب بن أبى لبابة حدثنا أبى عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر كيف تقاتلون إذا لقيتموهم فقام عاصم بن ثابت فقال يا رسول الله إذا كان القوم منا حيث ينالهم النبل كانت المراماة بالنبل (1) فإذا اقتربوا حتى تنالنا وإياهم الحجارة كانت لهم المراضخة بالحجارة وأخذ ثلاثة أحجار حجرا في يده وحجرين في حجزته فإذا اقتربوا حتى تنالنا وإياهم الرماح كانت المداعسة (2) بالرماح فإذا انقضت الرماح كانت الجلاد بالسيوف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا أنزلت الحرب من قاتل فليقاتل قتال عاصم . رواه الطبراني ومحمد بن الحجاج قال أبو حاتم مجهول . (باب الصبر عند القتال) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الاصحاب أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف وما هزم قوم بلغوا اثنى عشر ألفا من قلة إذا صدقوا وصبروا . رواه أبو يعلى وفيه حبان بن على وهو ضعيف وقد وثق . وعن أبى أيوب خالد بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقى العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره . رواه (1) في الاصل (المرماة والنبل) . (2) أي المطاعنة . (*)
[ 328 ]
الطبراني في الاوسط وفيه مصفى بن بهلول والد محمد ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . (باب فيمن فرمن اثنين) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فرمن اثنين فقد فرومن فر من ثلاثة لم يفر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب المبارزة) عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث أصحابه على المبارزة . رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف . (باب فيمن يحمل على العدو وحده) عن أبى إسحاق قال قلت للبراء الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة قال لا لان الله عزوجل بعث محمد صلى الله عليه وسلم فقال (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) إنما هو في النفقة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سليمان بن داود الهاشمي وهو ثقة . (باب ما يقول عند القتال) عن أبى طلحة قال كنا مع رسول لله صلى الله عليه وسلم في غزاة فسمعته يقول يا مالك يوم الدين إياك نعبد وياك نستعين قال فلقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين يديها ومن خلفها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد السلام ابن هاشم وهو ضيف . وعن جابر عن عبد الله قال لما كان يوم خيبر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فجبن فجاء محمد بن مسلمة وقال يا رسول الله لم أر كاليوم قط قتل محمد بن مسلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فانكم لا تدرون ما تبتلون به منهم وإذا لقيتموهم فقولوا اللهم أنت ربنا وربهم وتواصينا ونواصيهم بيدك وإنما تقتلهم أنت ثم الزموا الارض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا فذكر الحديث وهو بطوله في غزوة خيبر (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه فضيل بن عبد الوهاب قال أبو زرعة شيخ صالح ، وضعفه البخاري وغيره ، وبقية رجاله ثقات . (1) في الجزء السادس . (*)
[ 329 ]
(باب الاستنصار بالدعاء) عن سعد بن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ينصر الله المسلمين بدعاء المستضعفين - قلت لسعد في الصحيح انما ترزقون وتنصرون بضعفائكم - رواه الطبراني في الاوسط عن شيخه على بن سعيد الرازي قال الدار قطني ليس بذاك ، وقال يونس كان يحفظ ويفهم ، وبقية رجاله ثقات . (باب التحريق في بلاد العدو) عن سعد بن أبى وقاص قال حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أموال بني النضير . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف . (باب الجوار) عن أبى أمامة قال أجار رجل من المسلمين رجلا وعلى الجيش أبو عبيدة ابن الجراح فقال خالد بن الوليد عمرو بن العاصى لا تجيروه فقال أبو عبيدة نجيره سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجير على المسلمين أحدهم . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس . وعن أبى أمامة قال سمعت رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول يجير على المسلمين بعضهم . رواه أحمد والطبراني وفيه . وعن رجل من أهل مصر يحدث عن عمرو بن العاصى قال أسر محمد بن أبى بكر قال فجعل عمرو يسأله يعجبه أن يدعى أمانا فقال عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جير على الناس أدناهم . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفيه رجل لم يسم ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمة المسلمين واحدة فان أجارت عليهم امرأة فلا تخفروها فان لكل غادر لواءا يوم القيامة . رواه أبو يعلى وفيه محمد بن أسعد وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أجارت أبا العاص فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم جوارها وان أم هانئ بنت أبى طالب أجارت أخاها عقيلا فأجاز النبي الله عليه وسلم جوارها . رواه الطبراني في الكبير والاوسط باختصار أم هانئ وفيه عباد بن كثير الثقفى وهو متروك . وعن
[ 330 ]
أم سلمة أن زينت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا استأذنت أبا العاص بن الربيع زوجها أن تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها فقدمت عليه ثم أن أبا العاص لحق بالمدينة فأرسل إليها أن خذى لى أمامنا من أبيك فخرجت فاطلعت برأسها من باب حجرته ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح بالناس فقالت يا أيها الناس إنى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنى قد أجرت أبا العاص فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال يا أيها الناس إنى لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ألا وإنه يجير على المسلمين أدناهم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف ، وفيه رجاله ثقات . (باب ما جاء في الغدر) عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء الغادر يوم القيامة عند استه . رواه الطبراني وفيه عمرو بن واقد وهو متروك . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة ذمة السملمين واحدة يسعى بها أدناهم من أخفر مسلما (1) فعله لعنة الله والملائكة والناس وأجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلى ثقات ، وإسناد الطبراني ضعيف . وعن أبى هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الغادر ينصب له لواء فيقال هذا كان على كذا وكذا أو فعل كذا وكذا . رواه الطبراني في الاوسط . (باب رأس القتيل يحمل) عن فيروز الديملى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم برأس الاسود العنسى . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال ما حمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس قط . رواه الطبراني وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف . وتأتى أحاديث نحو هذا في مواضعها إن شاء الله . (باب في السلب) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبى قتادة (1) أي نقض عهده وزمامه ، والهمزة للازالة أي أزال خفارته . (*)
[ 331 ]
وهو عند رجل قد قتله فقال دعوه وسلبه . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط بمعناه ، ورجال أحمد والكبير رجال الصحيح غير عتاب ابن زياد وهو ثقة . وعن الشعبى أن جريرا بارز مهران فقتله فقومت منطقته ثلاثين ألفا وكان من بارز رجلا فقتله فله سلبه فكتبوا إلى عمر فقال عمر ليس هذا من السلب الذى يعطى ليس من السلاح ولا من الكراع ولن ينفله وجعله مغنما . رواه الطبراني ولم يقل عن جرير فهو منقطع . وعن جنادة بن أبى أمية قال نزلنا دابق وعلينا أبو عبيدة بن الجراح فبلغ حبيب بن مسلمة أن ابن صاحب قبرس خرج يريد بطريق أذربيجان ومعه زمرد وياقوت ولؤلؤ وذهب وديباج فخرج في خيل فقتله وجاء بما معه ما زاد أبو عبيدة أن يخمسه فقال حبيب لا تحرمني رزقا رزقنيه الله فان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل السلب للقاتل فقال معاذ يا حبيب إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمرو بن واقد وهو متروك . وعن ابن سيرين قال بارز البراء بن مالك أخو أنس بن مالك مر زبان الرار فقتله فأخذ سلبه فبلغ سلبه ثلاثين ألفا . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر بن عبد الله قال بارز عقيل بن أبى طالب رجلا يوم مؤتة فقتله فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتمه وسلبه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال انتهى عبد الله بن مسعود إلى أبى جهل يوم بدر وهو رقيد فاستل سيفه فضرب عنقه فندر رأسه ثم أخذ سلبه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قتل أبا جهل فاستحلفه بالله ثلاث مرات فحلف فجعل له سلبه . رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن أبى إسحق أبو إسرائيل الملائى وهو ضعيف وقال أحمد يكتب حديثه . وعن خريم بن أوس قال لم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه وأقبلنا إلى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم فبرز له خالد بن الوليد ودعا إلى البزار فبرز له هرمز فقتله خالد بن الوليد وكتب بذلك إلى أبى بكر الصديق فنفله سلبه فبلغت قلنسوة
[ 332 ]
هرمز مائة ألف درهم وكانت الفرس إذا شرف رجل جعلوا فلنسوته بمائة ألف درهم . رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه . وعن قيس بن أبى حازم قال رأيت عمرو بن معدى كرب يوم القادسية وهو يحرض الناس على القتال وهو يقول أيها الناس كونوا أسدا أشداء عنا نشابه انما الفارسي فيس إذا لقى نيركه (1) قال فبينما هو كذلك إذا اسوار (2) من أساورة الفرس قد برى له نشابه فقيل له يا أبا نوران ان هذا قد برى لك بنشابه قال فرماه فأخطأه وأصاب سنة قوس عمرو فكسرها فحمل عليه عمرو فطعنه فدق صلبه فنزل إليه واخذ سوارين كانا عليه وسلمقا من ديباج قال فسلم ذلك له . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب فداء أسرى المسلمين من أيدى العدو) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فدى اسيرا من ايدى العدو فانا ذلك الاسير . رواه الطبراني في الصغير وفيه ايوب بن ابي حجر (3) قال ابو حاتم احاديثه صحاح وضعفه الازدي ، وبقية رجاله ثقات . وعن سلمان قال امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نفدى سبايا المسلمين ونعطى سائلهم ثم قال من ترك مالا فلورثته ومن ترك دينا فعلى وعلى الولاة من بعدي من بيت مال المسلمين . رواه الطبراني وفيه عبد الغفور ابو الصباح وهو متروك . باب في اسرى العرب) عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو كان ثابت على احد من العرب رق كان اليوم انما هو اسار وفداء . رواه الطبراني وفيه يزيد ابن عياض وهو كذاب . وعن ابي رافع ان عمر بن الخطاب كان مستندا إلى ابن عباس وعنده ابن عمرو سعيد بن زيد فقال اعلموا اني لم اقل في الكلالة شيئا ولم استخلف من بعدي وانه من ادرك وفاتي من سبى العرب فهو حر من مال الله عزوجل فذكر الحديث وقد تقدم في الوصايا . رواه احمد وفيه علي بن زيد وحديثه حسن وفيه ضعف . (1) النيزك : رمح قصير . (2) اي قائد . (3) هو الشامي ترجم له في الميزان باختصار . (*)
[ 333 ]
(باب النهي عن قتل اسير غيره) عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعاطى احدكم اسير اخيه فيقتله . رواه احمد والطبراني وفيه اسحاق بن ثعلبة وهو ضعيف . (باب الامام يقتل الاسير) عن علقمة بن هلال عن ابيه عن جده انه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجال من قومه وهو بالمدينة بعد مهاجره إليها فوافيناه يضرب اعناق اسارى على ماء قليل يقتل عليه حتى سفح الدم الماء قال صفوان سفح يعنى غطى الماء . رواه الطبراني وعلقمة مجهول وقبله راو لم يسم . (باب فيمن يسلم من الاسرى) عن ابي الطفيل قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ألا تسألونى مم ضحكت قالوا يا رسول الله مم ضحكت قال رأيت ناسا يساقون إلى الجنة في السلاسل قالوا يا رسول الله من هم قال قوم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم في الاسلام . رواه البزار والطبراني إلا أنه قال قوم من العجم يسبيهم ، وفيه بشر ابن سهل كتب عنه أبو حاتم ثم ضرب على حديثه ، وبقية رجاله وثقوا . وعن أبى أمامة قال استضحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقيل له يا رسول الله ما يضحكك قال قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل . رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن سعد قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالخندق فأخذ الكرزين (1) فحفربه فصادف حجرا فضحك قيل ما يضحكك قال ضحكت من ناس يؤتى بهم من قبل المشرق في النكول (2) ياقون إلى الجنة . رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال يؤتى بهم إلى الجنة في كبول الحديد ، وفي رواية عنده يساقون إلى الجنة وهم كارهون ، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن يحيى الاسلمي وهو ثقة . (باب ادعاء الاسير الاسلام) عن عبادة بن عبد عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فأتى بناس من الاعراب (1 أي الفأس . (2) أي القيود ، واحدها نكل ، لانه ينكل بها أي يمنع . (*)
[ 334 ]
فادى الاسلام بعضهم فقال من شهد لك قال عباد قال يا عباد أسمعته قال نعم سمعته يشهد أن لا إله إلا الله فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وفيه من لم يسم . وتأتى قصة العباس في غزوة بدر (1) . (باب فيمن يسلم على يديه أحد) عن معاد بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ لان يهدى الله على يديك رجلا من أهل الشرك خير لك من أن يكون لك حمر النعم . رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن دويد (2) بن نافع لم يدرك معاذا ، وقد تقدم في الايمان أحاديث نحو هذا . وعن أبى رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى لان يهدى الله عليه يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ، وفي رواية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى اليمن فعقد له لواءا فلما مضى قال يا أبا رافع الحقه ولا تدعه من خلفه وليقف ولا يلتفت حتى أجيئه فأتاه فأوصاه بأشياء فذكر نحوه . رواه الطبراني عن يزيد بن أبى زياد مولى ابن عباس ذكره امزى في الرواة عن أبى رافع وذكره ابن حبان في الثقات ، وبقية رجال الطريق الاولى ثقات . وعن عقبة بن عامر الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وثقه أحمد وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم على يدى رجل فهو مولاه . رواه الطبراني وفيه معاوية بن يحيى الصدفى وهو ضعيف . (باب المن على الاسير) عن عدى بن حاتم قال جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بعقرب فأخذوا عمى وناسا قال فلما أتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصفوا له قالت يا رسول الله نأى الوافد وانقطع الوالد وأنا عجوز كبيرة مابى من خدمة فمن على من الله عليك قال ومن وافدك قالد عدى بن حاتم الذى فر من الله عزوجل ورسوله (1) في الجزء السادس . (2) بالواو . (*)
[ 335 ]
قالت فمن على قالت فلما رجع ورجل إلى جنبه ترى أنه على قال سليه حملانا (1) قال فسألته قال فأمر لها - فذكر الحديث ويأتى في السير إن شاء الله . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عباد بن حبيش وهو ثقة . وعن أبى عبيدة بن حذيفة قال كنت أسال الناس عن عدى بن حاتم وهو إلى جنبى بالكوفة فأتيته فقلت ما حديث بغنى عنك قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث فكنت من أشد الناس له كراهية حتى انطلقت هاربا حتى لحقت بأرض الشام فبينا نحن كذلك إذ بلغنا أن خالد بن الوليد قد توجه إلينا فانطلقت هاربا حتى لحقت الروم فبينا أنا كذلك في ظل حائط قاعدا إذا أنا بظعينة (2) قد أقبل فقمت إليها فقالت يا عدى بن حاتم هربت وتركتني ما هو إلا أن خرجت من عندنا قصبحنا خالد ابن الوليد فسبى الذريد وقتل المقاتلة فانطلقنا حتى أتينا المدينة فبينا أنا ذات يوم قادعدة إد مربى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد الصلاة فقلت يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتق أعتقك الله قال ومن وافدك قلت عدى بن حاتم قال الفار من الله ورسله ومضى فلما ان اليوم الثاني مربى وهو يريد الصلاة فقلت يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله قال ومن وافدك قلت عدى بن حاتم قال الفار من الله ورسوله ومضى فلم يرد على شيئا فلما كان اليوم الثالث مر فاحتشمت أن أقول له شيئا فغمزني على بن أبى طالب فقلت يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله قال ومن وافدك قلت عدى ابن حاتم قال الهارب من الله ورسوله قلت نعم قال فان الله قد أعتقك فأقيمي ولا تبرحي حتى يجيئنا شئ فنجهزك فأقمت ثلاثا فقدمت رفقة من تنوخ تحمل الطعام فحملني على هذا القعود يا عدى بن حاتم ائته ائته قبل أن يسبقك إليه من ليس مثلك من قومك فذكر الحديث . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن هشام الدستوائى وهو متروك . (باب من أسلم على شئ فهو له) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسلم على شئ فهو له . (1) أي شيئا تركب عليه . (2) أي امرأة . (*)
[ 336 ]
رواه أبو يعلى وفيه يس بن معاذ الزيات وهو متروك . وقد تقدمت أحاديث نحو هذا في الزكاة وغيرها . وعن زر بن أنس قال لما ظهر الاسلام كان لنا بئر فخفت أن يغلنا عليها من حولها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن لنا بئرا وقد خفت أن يغلبنا عليها من حولها فكتب لى كتابا من محمد رسول الله أما بعد فان لهم بئرهم إن كان صادقا ولهم دارهم إن كان صادقا قال فما قاضينا به إلى أحد من قضاة المدينة إلا قضى لنا به قال وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم هجا كان كون . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم . (باب فيما غلب عليه العدو من أموال المسلمين) تقدم في الاحكام (1) ويأتى شئ في السرايا في أواخر المغازى (2) . (باب في الطعام يصاب في أرض العدو) عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم خبير بالجعرانة عشرة مباحة للمسلمين في مغازيهم العسل والماء والزبب والخل والملح والتراب والحجر والعودة ما لم نتحت والجلد الطرى والطعام يخرج به . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو سلمة العاملي وهو متروك . وعن خالد بن عمير قال غزونا مع عتبة بن غزوان ففتحنا الابلة فإذا سفينة فيها جوز فقلنا ما رأينا حجارة أشد استواءا من هذه فأخذ جوزة فكسرها فأكلها فقال هذا دسم فجعلنا نكسر فنأكل . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب فيمن باع من ذلك شيئا) عن فضالة بن عبيد قال إن أقواما يريدون أن يستنزلوني عن دينى ولا يكون ذلك حتى ألقى محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من باع طعاما أو علفا مما أصيب بأرض الروم يذهب أو فضة فقد وجب فيه الخمس خمس الله وسهم المسلمين . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (باب النهى عن النهبة) عن أبى هريرة قال نحوه رسول الله صلى الله عليه وسلم جزورا فانتهبها الناس (1) في الجزء الرابع . (2) في الجزء السادس . (*)
[ 337 ]
فناد مناديه إن الله ورسوله ينهاكم عن النهية فجاء الناس بما أخذوا فقسمه بينهم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل من بنى ليث قال أسرني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت معهم فأصابوا عما فانتهبوها فطبخوها قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن النهى أو النهبة لا تصلح فاكفؤا القدور . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى ليلى قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر فلما انهزموا وفعنا في رحالهم فأخذ الناس ما وجدوا من خرف فلم يكن أسرع من أن فارت القدور فاكفئت وقسم بيننا فجعل لكل عشرة شاة . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار النهبة وإكفاء القدور وكذلك أبو يعلى ورجل أحمد رجال الصحيح . وعن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النهبة حتى إنه ليأمر الرفقة بلحم الشاه وهم يطبخون يقول لا تطعموه . رواه الطبراني والبزار باختصار . وإسناده ضعيف وإسناد الطبراني فيه من لم أعرفهم . وعن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النهبة وقال من انتهب فليس منا - قلت روى الترمذي منه من انتهب فليس منا فقط - رواه البزار وجراله ثقات . وعن ابن عباس قال انتهب الناس غنما فذبحوها ثم جعلوا يطبخونها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالقدور فأكسئت وقال إن النهبة لا تحل . رواه الطبراني ورجاله ثقات . عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من انتهب أو سلب أو أشار بالسلب . رواه الطبراني وفيه قابوس بن أبى طبيان وهو ثقة وفيه ضعف . وعن أبى برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل النهية . رواه الطبراني وفيه يزيد بن أبى الحوارى العمى وهو ضعيف . (باب ما جاء في الغلول (1) عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوبرة من فئ الله فيقول ما لى من هذا إلا مثل ما أحدكم إلا الخمس وهو مردود فيكم فأدوا الخيط والمخيط فما فوقها وإباكم والغلول فانه عار ونار وشنار على صاحبه يوم القيامة . رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه أم حبيبة بنت العرباض ولم أجد من وتقها ولا جرحها ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال قالوا يا رسول الله (1) هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة . (*)
[ 338 ]
أتشهد مولاك فلان قال كلا أنى رأيت عليه عباءة غلها يوم كذا وكذا . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أبو المخيس وهو مجهول . وعن عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرس وجاءه رجل فقال استشهد مولاك أو قال غلامك فلان قال بل يجر إلى النار في عباءة غلها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح رحمه الله وأبى الدرداء أو الحرث بن معاوية الكندى فتذاكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء رحمه الله لعبادة يا عبادة كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة في شأن الحماس فقال عبادة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم بعروه إلى بعير من المقسم فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناول وبرة (1) بين أنملتيه فقال إن هذه من غنائمكم وإنه ليس فيها إلا نصيبي معكم إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأكبر من ذلك وأصغر ولا تغلوا فان الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا والآخرة . رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبى مريم وهو ضعيف . وعن عبادة بن الصامت أنه أخبر معاوية حين سأله عن الرج الذى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عقالا قبل أن يقسم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتركه حتى يقسم أو نقسم ثم إن شئت أعطيناك عقالا وإن شئت أعطيناك مرارا . رواه أحمد وفيه راو لم يسم . وأبى رافع قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهيت إلى بقيع الغرقد فالتفت إلى فقال هل تسمع الذى أسمع فقلت بأبى وأمى لا يا رسول الله قال هذا فلان بن فلان يغذب في قبره في شملة اغتلها يوم خيبر . رواه البزار وفيه غسان بن عبد وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله ثقات . وعن حبيب بن مسلمة قال سمعت أبا ذر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان تغل أمتى لم يقم لهم عدو أبدا قال أبو ذر لحبيب بن غللتم ورب الكعبة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وقد صرح بقية بالتحديث . وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل حتى إذا كان بالجعرانة اجتمع الناس عليه وتعلق رداؤه بالشجرة فقال ردوا على رئائى أتخافون أن لا أقسم (1) في الاصل (وتره) . (*)
[ 339 ]
بينكم لو كان مثل شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدونى جبانا ولا بخيلا ولا كذوبا ثم قال ردوا الخياط والمخيط فان الغلول عارونار وشنار على أهله يوم القيامة ، وفان مالى من الفئ مثل هذه الوبرة وأخذها من كاهل البعير إلا الخمس والخمس مردود عليكم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عثمان بن مخلذ وهو ثقة وفيه ضعف . وعن أبى حازم الانصاري قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بنطع من الغنيمة فقيل استظل به يا رسول الله فقال أتحبون أن يستظل بينكم بظل من نار يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن صالح ابن أبى الاسود ضعفه الازدي . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يغل مؤمن . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه روح بن صالح وثقه ابن حبان والحاكم وضعفه ابن عدى ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا سلول (1) ولا غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف . وقد حسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله ثقات . وعن خارجة بن عمر وكان حليفا لابي سفيان في الجاهلية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يا أيها الناس لا يحل لى ولا لاحد من مغنم المسلمين ما يزن هذه الوبرة وخذ وبرة من غارب ناقته بعد الذى فرض الله لى . رواه الطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف . وعن المستورد الفهرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا الخياط والمخياط من غل مخيطا أو خياطا كلف يوم القيامة أن يجئ به وليس بجاء . رواه الطبراني وفيه أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهرى وهو ضعيف وقد قواه بعض القبائل يدعو لهم وترك قبيلة لم يأتهم فأنكروا ذلك ففتشوا متاع صاب لهم فوجدوا قلادة في بردعة رجل منم غ لها فردوها فأتاهم فصلى عليهم . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن المغيرة بن أبى بردة وهو ثقة وعن ربيعة الجرشى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كتم غلولا فهو مثله . رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم وابن لهيعة ، وبقية رجاله ثقات . (1) الاسلال : السرقة الخفية . (*)
[ 340 ]
(باب قسم الغنيمة) عن ابن عمر قال رأيت الغنيمة تچزأ خمسة أجزاء ثم تسهم عليها فما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو له يتخير . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى الزبير قال سئل جابر بن عبد الله كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخمس قال كان يحمل الرجل منه في سبيل الله ثم الرجل ثم الرجل . رواه أحمد وفيه الحجاج بن ارطاة وهو مدلس . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية فعموا خمس الغنيمة فضرب ذلك في خمسة ثم قرأ (واعلموا أنما غنمتم من شئ فان الله خمسه) فجعل سهم الله وسهم الرسول واحدا ولذي القربى فجعل هذين السهمين قوة في الخيل والسلاح وجعل سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل لا يعطيه غير هم وجعل الاسهم الاربعة الباقية للفرس سهمين ولراكبه سهم والرجل سهم . رواه الطبراني وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك . وعن طارق بن شهاب أن أهل البصرة غزوا نهاوند فأمدهم أهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فظهروا فأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لاهل الكوفة فقال رجل من بنى تميم أو من بنى عطارد أيها العبد الاجدع تريد أن تشركنا في عنائمنا وكانت أذنه جدعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خير أذنى أذنى شببت (1) فكتب إلى عمر فكتب إن الغنيمة لمن شهد الوقعة . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن القاسم قال قال عبد الله يعنى ابن مسعود والذى لا إلاه غيره لقد فسم الله تعالى هذا الفئ على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يفتح فارس والروم . رواه الطبراني وإسناده منقطع . وعن أبى مالك لاشعرى أنه قدم هو وأصحابه في سفينة ومعه فرس أبلق فلما رسوا وجدوات إبلا كثيرة من إبل المشركين فأخذوها فأمرهم أبو مالك أن ينحروا منها بعيرا فيستعينوا به ثم مضى على قدميه حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بسفره وبأصحابه وبالابل التى أصابوا ثم رجع إلى أصحابه فقال الذين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطنا يا رسول الله من هذه الابل قال اذهبوا إلى أبى مالك فلما أتوه قسمها أخماسا خمسا بعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ ثلث الباقي بعد الخمس فقسمه بين أصحابه والثلثين الباقين (1) الكلمات في الاصل خالية من النقط وقد تكرر الحديث . (*)
[ 341 ]
للمسلمين فقسمه بينهم فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما رأينا مثل أبى مالك بهذا المغنم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت أنا ما صنعت إلا كما صنع . رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن جبير ابن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لبنى عبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن يعطى قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وكان عمر يعطيهم وعثمان من بعده - قلت في الصحيح طرف منه - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عوف بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه فئ قسمه من يومه فأعطى الاهل حظين وأعطى الاعراب حظا واحدا فدعينا وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر فأعطى حظا واحدا فتسخط حتى عرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه ومن حضره فبقيت فضلة من ذهب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفعها بطرف عصاه فتسقط ثم يرفعها فتسقط وهو يقول كيف أنتم يوم يكنز لكم من هذا فلم يجبه أحد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك تكون فيه شر مفتون - قلت روى أبو داود منه إلى قوله وأعطى العرب حظا فقط - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ومتنه منكر فان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول ذلك لرجل من أهل بدر والله أعلم . وعن إبى ليلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم غنما فجعل لكل عشرة من أصحابه شاة . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وأحمد أنتم من هذا وأطول وتقدم حديث أحمد في باب النهى عن النهية ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عباس (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم لثمانين فرسا يوم حنين سهمين سهمين . رواه الطبراني وفيه كثير مولى بنى مخزوم ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط الكودن شيئا وأعطاه دون سهم العراب في القوة والجودة ، والكودن لبرذون البطئ . رواه الطبراني وفيه أبو بلال الاشعري وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى يوم بدر الفرس سهمين والرجل سهما . رواه أبو يعلى وفيه محمد (1) (عباس) ليست موجودة في النسخة . (*)
[ 342 ]
ابن أبى ليلى وهو سئ الحفظ ويتقوى بالمتابعات . وعن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الربير سهما وأمه سهما وفرسه سهمين . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبى رهم وأخيه أنهما كانا فارسين يوم جنين فأعطيا ستة أربعة لفرسيهما وسهمين لهما فباعا السهمين ببكرين . رواه أبو يعلى والطبراني إلا أنه قال عن أبى رهم قال شهدت أنا وأخى خيبر ، والباقى بنحوه وفيه اسحق بن أبى فروة وهو متروك . وعن المقداد بن عمرو أنه كان يوم بدر على فرس يقال لها سبحة فأسهم له النبي صلى الله عليه وسلم لفرسه سهما وله سهما . رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن أبى كبشة الانمارى قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة كان الزبير بن العوام على المجنبة (1) اليسرى وكان المقدام على المجنبة (1) اليمنى فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهدأ الناس جا آبفرسيهما فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الغبار عن وجوههما بثوبه قال إنى جعلت للفرس سهمين وللفارس سهما فمن نقضهما نقضه الله . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن بشر الحبرانى وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور . وعن أبى رهم عن أخيه أنهما كانا فارسين يوم خيبر فأعطيا ستة أسهم أربعة لفرسيهما وسهمان فهما فباعا السهمين ببكرين . رواه الطبراني وفيه أسحق بن أبى فروة وهو متروك . وعن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم للفرس سهمين وللرجل سهما . رواه الطبراني وفيه عبد الجبار بن سعيد المسحفى وهو ضعيف والله أعلم (2) وعن أبى رهم وأخيه أنهما كانا فارسين يوم جنين فأعطيا ستة أربعة لفرسيهما وسهمين لهما فباعا السهمين ببكرين . رواه أبو يعلى والطبراني إلا أنه قال عن أبى رهم قال شهدت أنا وأخى خيبر ، والباقى بنحوه وفيه اسحق بن أبى فروة وهو متروك . وعن المقداد بن عمرو أنه كان يوم بدر على فرس يقال لها سبحة فأسهم له النبي صلى الله عليه وسلم لفرسه سهما وله سهما . رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن أبى كبشة الانمارى قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة كان الزبير بن العوام على المجنبة (1) اليسرى وكان المقدام على المجنبة (1) اليمنى فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهدأ الناس جا آبفرسيهما فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم الغبار عن وجوههما بثوبه قال إنى جعلت للفرس سهمين وللفارس سهما فمن نقضهما نقضه الله . رواه الطبراني وفيه عبد الله بن بشر الحبرانى وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور . وعن أبى رهم عن أخيه أنهما كانا فارسين يوم خيبر فأعطيا ستة أسهم أربعة لفرسيهما وسهمان فهما فباعا السهمين ببكرين . رواه الطبراني وفيه أسحق بن أبى فروة وهو متروك . وعن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم للفرس سهمين وللرجل سهما . رواه الطبراني وفيه عبد الجبار بن سعيد المسحفى وهو ضعيف والله أعلم (2) نقل هذا الجزء وما قبله من نسخة المصنف ، وافق الفراغ من نسخة على يد الفقير أحمد الفوى في ثامن عشرى شهر المحرم سنة ست وسبعمائة وصلى الله على سيدنا محمد وآله . برسم خزانة الجناب العالي المولى الزبنى مهنى العلائى نفعه الله تعالى بالعلم وزينة بالتقوى والحلم والحمد الله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم . آخر الجزء الخامس ويتلوه السادس أوله (باب فيمن غلب العدو على ما له ثم وجده) (1) في الاصل ليست منقوطة . (2) الحمد الله بلغ العرض بقراءة كاتبه احمد ابن على ب حجر من أصل المؤلف إلى بخطه فصحت المقابلة إن شاء الله . (*)