مجمع الزوائد
الهيثمى ج 3

[ 1 ]
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي المتوفي سنة 807 بتحرير الحافظين الجليلين : العراقي وابن حجر الجزء الثالث دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم (باب في الصبر والتسلى بموت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سابط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بى فانها أعظم المصائب . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه أبو بردة عمرو بن يزيد وثقه ابن حبان وضعفه غيره . وعن أبى هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع على امرأة حائمة على قبر تبكى فقال لها يا أمة الله اتقى الله واصبري فقالت يا عبدالله إنى أنا الحرى الثكلى فقال يا أمة الله اتقى الله واصبري فقالت يا عبدالله لو كنت مصابا عذرتني فقال يا أمة الله اتقى الله واصبري فقالت يا عبدالله قد أسمعت فانصرف عنى قال فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه رجل من أصحابه فوقف على المرأة فقال لها ما قال لك الرجل الذاهب قالت قال لى كذا وكذا قال فهل تعرفينه قالت لاقال ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوثبت مسرعة وهى تقول أنا أصبر أنا أصبر يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر عند الصدمة الاولى الصبر عند الصدمه الاولى . رواه أبو يعلى . وروى البزار طرفا منه وفيه بكر بن الاسود أبو عبيدة الناجى (1) وهو ضعيف . وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الفضل بن عباس أن يعدله طهورا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته وكان إذا كانت له حاجة تباعد حتى لا يكاد يرى فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته أقبل راجعا فمر بامرأة على قبر ميت لها وهى تعدد وتعول فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها وهى لا تعرفه فقال لها اتقى الله واصبري قالت يا عبدالله إذهب لحاجتك فقال لها ثلاثا ثم انصرف فحاء فأخذ المطهرة من الفضل فقام الفضل فأتى المرأة فقال لها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت فقالت يا ويلها هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أعرفه (1) في نسخة " الباجى " وفى نسخة غير منقوطة ، والصواب " الناجى " على ما في مشتبه النسبة .
[ 3 ]
فسعت حتى لحقته على باب المسجد فقالت يارسول الله والله ما عرفتك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر عند الصدمة الاولى ، قالها ثلاثا قلت في الصحيح طرف منه عن أنس رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن عطية السعدى وهو ضعيف . وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبر عند أول الصدمة . رواه البزار وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وفد وثق . (باب التعزية) عن معاذ بن جبل أنه مات ابن له فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزيه بابنه فكتب إليه : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فانى أحمد اليك الله الذى لا إله إلا هو أما بعد فأعظم الله لك الاجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر فان أنفسنا وأموالنا وأهلنا من مواهب الله الهسه وعواريه المستودعة متعك الله به في غبطة وسرور وقبضه منك باجر كثير الصلاة والرحمة والهدى إن احتسبته فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا وما هو نازل فكان قد والسلام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف . وعن أنس رضى الله عنه قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قعد أصحابه حزان بيكون حوله فحاء رجل طويل صبيح . فصيح في إزار ورداء أشعر المنكبين والصدر فتخطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذ بعضادى الباب فبكى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال ان في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك وعوضا من كل ما فات فالى الله فأنيبوا وإليه فارغبوا فانما المصاب من لم يجبره الثواب . فقال القوم تعرفون الرجل فنظروا يمينا وشمالا فلم يروا أحدا فقال أبو بكر هذا الخضر أخو النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عباد بن عبد الصمد أبو معمر ضعفه البخاري ، وعن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه " بهن أبيه " (1) ولا تكنوا . وراه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب الثناء على الميت) عن أبى قتادة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعى إلى (1) ما بين القوسين غير موجود في الاصل .
[ 4 ]
جنازة سال عنها فان أثنى عليها خيرا قام فصلى عليها وإن أثنى عليها غير ذلك قال لاهلها شأنكم بها ولم يصل عيها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن مسلم يموت فتشهد له أهل أربعة أبيات من جيرانه الادنين إلا قال قبلت علمكم فيه وغفرت له مالا تعلمون . رواه أحمد وأبو يعلى وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن مسلم يموت فيشهد له أهل أربعة أبيات من جيرانه الادنين أنهم لا يعلمون إلا خيرا إلا قال الله قد قبلت علمكم وغفرت له مالا تعلمون . ورجال أحمد رجال الصحيح ، قلت لانس حديث في الصحيح غير هذا . وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل مامن عبد مسلم يموت فتشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الادنين بخير إلا قال الله عزوجل قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم قلت لابي هريرة حديث في الصحيح غير هذا رواه أحمد وفيه راو لم يسم . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجنازة فأثنى الناس عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم أتى بأخرى فكان الناس نالوا منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بفلان فقال وجبت وأتى بفلان فقال وجبت فقال عمر بأبى أنت وأمى أتى بفلان فأثنى الناس عليه خيرا فقلت وجبت ثم أتى بفلان فأثنى الناس عليه شرا فقلت وجبت فقال أتى بأخيكم فشهدتم بما شهدتم فوجبت شهادتكم ثم أتى بأخيكم فلان فشهدتم بما شهدتم فوجبت شهادتكم أنتم شهداء الله في الارض بعضكم على بعض . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . ورواه البزار باختصار . وعن كعب بن عجرة قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسين أما أحدهما فاتى بحنازة فقيل هذا فلان بئس الرجل وأثنى عليه شرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلمون ذلك قالوا نعم قال وجبت وأما الآخر فأتى بجنازة رجل فقالوا هذا فلان وأثنوا عليه خيرا قال تعلمون ذلك قالوا نعم قال وجبت . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن عبيدالله بن حمزة وهو ضعيف . وعن سلمة بن الاكوع رضى الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بجنازة فقال له القوم إن كنت وإن كنت ثم أتى بأخرى فقال القوم إن كنت لكنت وكنت فأثنوا على واحدة
[ 5 ]
خيرا والاخرى شرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتمم شهداء الله في الارض والملائكة شهداء الله في السماء ، وفى رواية فإذا شهدتم وجبت . رواه الطبراني في الكبير ، وفى السند الاول عبد الغفار بن القاسم أبوه مريم وهو ضعيف ، وفى الاخرى موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن عامر بن ربيعة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات العبد والله يعلم منه سرا ونقول الناس خيرا قال الله عزوجل لملائكته قد قبلت شهادة عبادي على عبدى وغفرت له علمي فيه . رواه البزار وفيه محمد بن عبدالرحمن القشيرى وهو متروك الحديث . وعن أنس رضى الله عنه قال كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمرت جنازة فقال ما هذه الجنازة فقال جنازة فلان بن فلان كان يحب الله ورسوله فقال وجبت ثلاثا ثم مرت أخرى فقال ما هذه فقالوا جنازة فلان بن فلان كان يبغض الله ورسوله فقال وجبت ثلاثا . قلت له حديث في الصحيح بغير هذا السياق . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (باب في الطعام يصنع) عن مريم بنت فروة أن عمران بن حصين لما حضرته الوفاة قال إذا أنامت فشدوا على بطني عمامة وإذا رجعتم فانحروا وأطعموا ، قال خالد قال لى حفص ليس كما يصنع أهل بيتك آل المهلب وثقيف . رواه الطبراني في الكبير ، ومريم لم أجد من ذكرها . (باب في موت الاولاد) عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات ابن آدم قال آدم لا مرأته حواء إنه قد مات ابنك قالت وما الموت قال لا يطعم ولا يشرب ولا يبطش ولا يمشى فلما قال ذلك صرخت فقال الرنة عليك وعلى بناتك وأنا وبنى برآء فصارت المواتيم على النساء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسين بن سيار وهو متروك . وعن أبى أمامة عن عمرو بن عبسة قال قلت له حدثنا حديثا ععته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاص ولا وهم قال سمعته يقول من ولد له ثلاثة أولاد في الاسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة برحمته إياهم ومن أنفق زوجين في سبيل الله فان للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء منها الجنة . رواه أحمد والطبراني في الكبير بالختصار النفقة إلا أنه قال من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله في سبيل الله عزوجل وجبت له الجنة . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني
[ 6 ]
ثقات . وعن محمد بن سيرين قال حدثتنا امرأة كانت تأتينا يقال لها ماوية كانت ترزا في ولدها فأتت عبيدالله بن معمر القرشى ومعه رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدث ذلك الرجل أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت يا رسول الله أدع الله تبارك وتعالى أن يبقيه لى فقد مات لى قبله ثلاثة فقال أمنذ أسلت قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلت قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة . فقالت ماوية قال عبيدالله بن معمر اسمعي يا ماوية قال محمد فخرجت ماوية من عند ابن معمر فحدثتنا هذا الحديث . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا ماوية شيخة ابن سيرين . وعن أم سليم أم أنس بن مالك رضى الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته إياهم . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عمرو بن عاصم الانصاري ولم أجد من وثقه ولا ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن امرأة يقال لهارحا قالت كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءته امرأة بابن لها فقالت يارسول الله ادع الله لى فيه بالبركة فانه قد توفى لى ثلاثة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنذ أسلمت قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة حصينة فقال لى رجل اسمعي يا رجا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه سماها رحما ورجاله رجال الصحيح . وعن عثمان بن أبى العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد استجن جنة حصينة من سلف له ثلاثة أولاد في الاسلام . رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه بجنة كنيفة ، والطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن اسحاق أبو شيبة وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن عائذ أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة هل أنت محدثي حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى حقت محبتى للذين يتصافون من أجلى وحقت محبتى للذين يتناصرون من أجلى وما من مؤمن ولا مؤمنة يعدم الله لهم ثلاثة أولاد من صلبهم لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه مسه بن عثمان ولم أجد من ترجمه . وعن عبدالرحمن بن بشير الانصاري قال قال
[ 7 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل يعنى الجواز على الصراط . ورجاله موثقون خلا شيخ الطبراني أحمد بن مسعود المقدسي ولم أجد من ترجمه . وعن حبيبة أنها كانت عند عائشة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها فقال ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا جئ بهم يوم القيامة حتى يوقفوا على باب الجنة فيقال لهم ادخلوا الجنة فيقولون حتى يدخل آباؤنا فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا يزيد بن أبى بكرة ولم أجد من ترجمه . وأعاده باسناد آخر ورجاله ثقات وليس فيه يزيد بن أبى بكرة والله أعلم ، وعن زهير بن علقمة قال جاءت امرأة من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله قد مات لى ابنان منذ دخلت في الاسلام سوى هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد احتظرت من النار بحظار (1) شديد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . قلت ويأتى له حيدث آخر في الباب الذى بعد هذا ان شاء الله . وعن سنان مولى واثلة قال توفى ولد الريان وشهده واثلة فلما انصرفوا من المقبرة قعد واثلة على باب دمشق فمر به الريان فقال له واثلة يا أبا سعيد جبر الله مصيبتك وغفر لمتوفاك إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه آله وسلم يقول من دفن ثلاثة من الولد حرم الله عليه النار . رواه الطبراني في الكبير وسنان مجهول . (باب فيمن مات له ابنان) عن أبى ثعلبة الاشجعى قال قلت يارسول الله مات لى ولدان في الاسلام فقال من مات له ولدان في الاسلام أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهما قال فلما كان بعد ذلك لقيني أبو هريرة قال فقال لى أنت الذى قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين ما قال قلت نعم فقال لان يكون قاله لى أحب إلى مما غلقت عليه حمص وفلسطين . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة قال قلنا يارسول الله واثنان قال واثنان . قال محمود فقلت لجابر أراكم لو قلتم واحدا لقال واحدا قال وأنا والله أظن ذاك . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) أراد : لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها النهاية .
[ 8 ]
أوجب ذو ثلاثة فقال له معاذ وذو الاثنين فقال وذو الاثنين . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه زاد أو واحد قال وواحد ويأتى في الباب الآتى إن شاء الله وفيه أبو رملة ولم أجد من وثقه ولاجرحه . وعن الحارث بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلا أدخلهما الجنة بفضل رحمته قالوا يارسول الله وثلاثة قال وثلاثة قالوا واثنان قال واثنان . رواه عبدالله بن أحمد والطبراني في الكبير وأبو يعلى ورجاله ثقات . وعن الحارث بن قيس قال كنا عند أبى برزة فحدث ليلتئذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن مسلمين يموت لهما أربعة أفراط إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته فقالوا يارسول الله وثلاثة قال وثلاثة قالوا وإثنان قال واثنان قال وإن من أمتى لمن يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها وإن من أمتى من يدخل الجنة بشفاعته مثل مضر . رواه أحمد من حديث أبى برزة ورجاله ثقات . وعن أم سليم ابنة ملحان وهى أم أنس بن مالك قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته قالها ثلاثا قلت يارسول الله واثنان قال وإثنان . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عمرو بن عاصم الانصاري ولم أجد من وثقه ولاجرحه وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن بريدة قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبلغه أن امرأة من الانصار مات ابن لها فجزعت عليه فقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة إن نبى الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل يعزيها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما انه بلغني أنك جزعت على ابنك قالت يا نبى الله مالى لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لى ولد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الرقوب الذى يعيش ولدها إنه لا يموت لامرأة مسلمة أو امرئ مسلم نسمة قال أو ثلاثة من ولده يحتسبهم إلا وجبت له الجنة فقال عمر وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم بأبى وأمى واثنين قال نبى الله صلى الله عليه وسلم واثنين . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن زهير ابن أبى علقمة قال جاءت امرأة من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها فقالت يارسول الله إنه قد مات لى ابنان سوى هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد احتظرت من دون النار بحظار شديد . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبى ثعلبة
[ 9 ]
الخشنى قال توفى لى ولدان فقلت يارسول الله توفى لى ولدان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ولدان أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ، فلقينى إبو هريرة فقال أنت الذى حدثك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين قلت نعم قال لان تكون حدثتني به أحب إلى مما غلقت عليه فلسطين . رواه الطبراني في الكبير وفرقهما جعل الاثجعى الذى تقدم غير هذا والله أعلم ، ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قدم شيئا من ولده صابرا محتسبا حجبوه باذن الله من النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبويحيى التيمى وهو ضعيف ، وقال ابن عدى له أحاديث حسان ، وبقية رجاله ثقات . وعن أم ميسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا أم ميسر من كان له ثلاثة أفراط من ولده أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ، وكانت أم ميسر تطبخ طبيخا قالت وفرطان فقال أو فرطان رواه الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح وهو ضعيف . (باب فيمن مات له واحد) عن معاذ رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما فقالوا يارسول الله أو اثنان فقال أو اثنان قالوا أو واحد قال أو واحد ثم قال والذى نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته قلت روى ابن ماجه منه إن السقط إلى آخره رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبيدالله التيمى ولم أجد من وثقه ولا جرحه . وعن حسان بن كريت أن غلاما منهم توفى فوجد عليه أبواه أشد الوجد فقال حوشب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مثل ابنك أن رجلا من أصحابه كان له ابن قد أدب أو دب وكان يأتي مع أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن ابنه توفى فوجد عليه أبوه قريبا من ستة أيام لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أرى فلانا قالوا يارسول الله إن ابنه توفى فوجد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان أتحب أن ابنك عندك إلا كأنشط الصبيان نشاطا أتحب أن ابنك عندك أجرأ الغلمان جراءة أتحب أن ابنك عندك كهلا كأفضل الكهول أو يقال لك أدخل الجنة ثواب ما أخذ منك . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن قرة بن اياس أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه
[ 10 ]
ابن له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اتحبه قال نعم يارسول الله أحبك الله كما أحبه ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل فلان بن فلان قالوا يارسول الله مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابيه ألا تحب أن لا تأتى بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك فقال رجل يارسول الله أله خاصة أم كلنا قال بل لكلكم قلت رواه النسائي باختصار قول الرجل أله خاصة رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابن لها مريض فقالت يارسول الله ادع الله أن يشفى ابني هذا قال فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك فرط قالت نعم يارسول الله قال في الجاهلية أو في الاسلام قالت بل في الاسلام قال جنة حصينة جنة حصينة . رواه أبو يعلى وفيه أبو عبيدة الناجى وهو ضعيف . وعن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى عليه وسلم من دفن ثلاثة فصبر عليهم واحتسب وجبت له الجنة فقالت أم أيمن واثنين قال من دفن اثنين فصبر علهما واحتسبهما وجبت له الجنة فقالت أم أيمن وواحد فسكت وأمسك ثم قال يا أم أيمن من دفن واحدا فصبر عليه واحتسبه وجبت له الجنة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه ناصح بن عبدالله أبو عبد الله وهو متروك . وعن عبدالله بن عمر أن رجلا من الانصار كان له ابن يروح إذا راح النبي صلى الله عليه وسلم فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال أتحبه فقال يا نبى الله نعم فأحبك الله كما أحبه فقال إن الله تعالى أشد لى حبا منك له فلم يلبث أن مات ابنه ذاك فراح إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أقبل عليه تبه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أجزعت قال نعم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم يلاعبه تحت ظل العرش قال بلى يارسول الله . رواه الطبراني في الكبير من حديث إبراهيم ابن عبيد في التابعين وهو ضعيف وبقية رجاله موثقون . وعن قيس بن أبى حازم قال رأى عبدالله بن مسعود صبيانا مع ولده يلعبون فقال هؤلاء أهون على من عدلهم من الحعلان . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات له ولد ذكر أو أنثى سلم أو لم يسلم رضى أو لم يرض صبر أو لم يصبر لم يكن له ثواب دون الجنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمرو بن خالد الاعشى وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات . وعن سهل بن حنيف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجوا فانى مكاثر
[ 11 ]
بكم الامم وإن السقط ليرى محبنطئا (1) بباب الجنة يقال له أدخل يقول حتى يدخل أبوى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه يقال للوالدان يوم القيامة أدخلوا الجنة فيقولون يا رب حتى تدخل آباؤنا وأمهاتنا قال فيأبون قال فيقول الله عزوجل مالى أراهم محبنطئين أدخلوا الجنة قال فيقولون يا رب آباؤنا فيقول أدخلوا الجنة أنتم وآباؤكم . رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب فيمن لم يقدم ولدا ولاغيره) عن أنس بن مالك قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس من بنى سلمة فقال يا بنى سلمة ما الرقوب فيكم قال الذى لا ولد له قال بل هو الذى لا فرط له قال ما المعدم فيكم قالوا الذى لا مال له قال بل هو الذى يقدم وليس له عند الله خير . رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال البزار رجال الصحيح . وغن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الرقوب فيكم قالوا الذى لا ولدله قال بل الذى لافرط له . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قال تدرون ما الرقوب قالوا الذى لا ولدله فقال الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب الرقوب كل الرقوب الذى له ولد فمات ولم يقدم منهن شيئا قال تدرون ما الصعلوك قالوا الذى ليس له مال قال الصعلوك كل الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الصعلوك كل الصعلوك الذى له مال فمات ولم يقدم منه شيئا قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ما الصرعة قالوا الصريع قال فقال رسول الله صلى عليه وسلم الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الصرعة كل الصرعة الرجل الذى يغضب يشد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر شعره فيصرع غضبه . رواه أحمد وفيه أبو حصنة أو ابن حصنة قال الحسينى مجهول وبقية رجاله ثقات . (باب فيما يعد فرطا أو مصيبة) عن عائشة رضى الله عنها قالت كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم سترا وفتح بابا في مرضه فنظر إلى الناس يصلون خلف أبى بكر فسر بذلك وقال الحمدلله إنه لم يمت نبى حتى يؤمه رجل من أمته ثم أقبل على الناس فقال يا أيها الناس من أصيب منكم بمصيبة (1) المحبنطئ المتغضب المستبطئ للشئ ، وقيل هو الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء .
[ 12 ]
من بعدى فليتعز بمصيبته بى عن مصيبته التى تصيبه فانه لن يصيب أمتى من بعدى بمثل مصيبتهم بى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيدالله بن جعفر بن نجيح المدنى وهو ضعيف . وعن سهل بن حنيف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن له منكم فرط لم يدخل الجنة إلا تصريدا (1) قال يارسول الله ما لكلنا فرط قال أو ليس من فرط أحدكم أن يفقد أخاد المسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . (باب موت البنات) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما عزى النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال الحمدلله دفن البنات من المكرمات . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ، والبزار إلا أنه قال موت البنات ، وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف . (باب موت الزوجة) عن سمرة بن جندب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ليس في الدنيا حسرة إلا في ثلاث رجل كان له سقى وله سانية (2) يسقى عليها أرضه فلما اشتد ظمأ أرضه وخرج ثمرها ماتت سانيته فيجد حسرة على سانيته الذى قد علم السقى أن لا يجد مثله ويجد حسرة على ثمرة أرضه إن تفسد قبل أن يحيل لها حيله ورجل كان على فرس جواد فلقى جمعا من الكفار فلما دنا بعضهم من بعض انهزم أعداء الله فسبق الرجل على فرسه فلما كرب (3) أن تلحق كسر به فرسه وترك قائما عنده يجد حسرة على فرسه أن لا يجد مثله ويجد حسرة على ما فاته من الظفر الذى كان قد أشرف عليه ورجل تحبه امرأة قد رضى هيئتها ودينا فنفست غلاما فماتت بنفسه فيجد حسرة على امرأته يظن أنه لن يصادف مثلها ويجد حسرة على ولدها يخشى أن يهلك ضيعة قبل أن يجدله مرضعة قال فهذه أكبر أولئك الحسرات . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه ، ورواه البزار وفى بعضها أشد حسرات بنى آدم على ثلاث رجل كانت له مرأة حسناء جميلة فذكر نحوه باختصار . وله سندان أحدهما حسن ليس فيه غير سعيد بن بشير وقد وثق . (باب في النوح) عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يزلن في أمتى حتى تقوم الساعة النياحة والمفاخرة في الانساب والانواء . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن (1) أي قليلا . (2) السانية : الناقة التى يسقى عليها (3) في الاصل " لزت " .
[ 13 ]
جنادة بن ملك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث من أمر الجاهلية لم يدعهن أهل الاسلام أبدا الاستمطار بالكواكب وطعنا في النسب والنياحة على الميت . رواه البزار والطبراني في الكبير من طريق مصعب بن عبيدالله بن جنادة عن أبيه عن جده ولم أجد من ترجم مصعبا ولا أباه وعن عوف بن مالك (1) المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من أمر الجاهلية لا يدعهن الناس أولا يتركهن الناس الطعن في النسب والنياحة وقولهم انا مطرنا بنوء كدا ونجم كذا . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه كبير بن عبدالله المزني وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع في أمتى ليس هم بتاركيها الفخر في الاحساب والطعن في الانساب والنياحة تبعث يوم القيامة النائحة إذا لم تتب عليها درع من قطران . قلت هو في الصحيح باختصار . رواه البزار وإسناده حسن . وعن العباس بن عبدالمطلب قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدى فقال يا عباس ثلاث لا يدعهن قومك الطعن في النسب والنياحة والاستمطار بالانواء . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف . وعن سلمان عن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة من الجاهلية الفخر في الانساب والطعن في الاحساب والنياحة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالغفور أبو الصباح وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة (2) اجتمعت إليه جنوده فقالوا ايئسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن أفتنوهم في دينهم وأفشوا فيهم النوح . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أبى هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال لا تصلى الملائكة على نائحة ولامرنة . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أبو مرانة ولم أجد من وثقه ولاجرحه وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة وقال ليس للنساء في الجنازة نصيب . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه الصباح أبو عبدالله ولم أجد من ذكره . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ورنة (2) عند مصيبة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب ألبسها الله سربالا من نار وأقامها للناس يوم القيامة . رواه أبو يعلى وإسناده حسن . وعن (1) تحذف في الكتب القديمة الالف المتوسطة في الاعلام أحيانا . (2) الرنة : الصوت .
[ 14 ]
أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه النوائح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم صف عن يمينهم وصف عن يسارهم فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن داود اليمامى وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عطية ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النوائح عليهن سرابيل من قطران . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن عياش . وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النائحة يوم القيامة على طريق بين الجنة والنار سرابيلها من قطران ويغشى وجهها النار إذا لم تتب . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيدالله (1) بن زحر وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النوح . رواه البزار وفيه عيسى بن أبى عيسى الحناط (2) وهو ضعيف . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه . رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وفيه كلام وحديثه حسن . وعن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وعاد أبا سلمة وهو وجع فسمع قول أم سلمة وهى تبكى فنكل نبى الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول حين سمعها تبكيه بكتاب الله تقول (جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد) فذخل ثم سلم ثم قال أخلف الله عليك يا أم سلمة فلما خرج ومعه أبو بكر قال رأيتك يارسول الله كرهت الدخول لانهم ينوحون قال لست أدخل دارا فيها نوح ولا كلب أسود . رواه الطبراني في الكبيز وفيه أيوب بن نهيك وقد ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وقال يخطئ . وعن عبدالله بن عمرو قال بينما أنا أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمعت الواعية (3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فانظر ما هذا قالوا عبدالله بن رواحة مات قال لم يمت فأفاق وكان أغمى عليه فأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم ياتيه فتلقاه قال يارسول الله أغمى على فصاحت النساء واعزآه واجبلاه فقال ملك معه مرزبة فجعلها بين رجلى كما تقول تقول قلت لا ولو قلت نعم ضرينى بها . رواه الطبراني في الكبير والاعمش لم يسمع من عبدالله ابن عمرو ومحمد بن جابر الحنفي فيه كلام . وعن الحسن أن معاذ بن جبل (1) في الاصل " عبدالله " والتصحيح مما تقدم ، ومما ورد في الميزان وغيره . (2) وهو الخياط والخباط ، عمل الحرف الثلاث كما في الميزان . (3) أي الصراخ .
[ 15 ]
أغمى عليه فجعلت أخته تقول واجبلاه أو كلمة أخرى فلما أفاق قال مازلت مؤذية لى منذ اليوم قالت لقد كان يعز على أن أؤذيك قال ما زال ملك شديد الانتهار كلما قلت واكذا قال وكذا أنت فأقول لا . رواه الطبراني في الكبير والحسن لم يدرك معاذا . وعن مصعب بن نوح قال أدركت عجوزا لنا كانت فيمن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قالت فأتيناه يوما فأخذ علينا أن لاتنحن فذكر الحديث . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الميت يعذب بما نيح عليه . رواه البزار وأحمد . وفيه عمر بن إبراهيم العبدى وفيه كلام وهو ثقة . وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الكافر من كفار قريش يموت فيبكيه أهله فيقولون المطعم الجفان المقاتل الذى فيزيده الله عذابا بما يقولون . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . (باب فيما يقال في الميت مما فيه) عن أم عباس قال جعلت أم سعد تقول " ويل ام سعد سعدا صرامة وجدا " فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزيدين على هذا لا تزيدين على هذا وكان والله ما علمت حازما في أمر الله قويا في أمر الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم الملائى وهو ضعيف . ورواه أيضا عن محمد بن إسحق قالت أم سعد حين حمل نعشه وهى تبكيه " ويل أم سعد سعدا صرامة وجدا وسيدا سد به مسدا " فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل باكية تكذب إلا باكية سعد بن معاذ . وعن أم سلمة أنها قالت يارسول الله إن نساء بنى مخزوم قد أقمن مأتمهن على الوليد بن الوليد بن المغيرة فأذن لها فقالت وهى تبكيه " أبكى الوليد بن المغيرة أبكى الوليد بن الوليد أخا العشيرة " . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه ثابت أبو حمزة الثمالى وهو ضعيف . (باب فيمن ضرب الخدود وغير ذلك) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبدالله بن عبد القدوس وفيه كلام وقد وثق . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من حلق ولا سلق (1) ولا حرق . رواه البزار ورجاله ثقات . ورواه أبو يعلى أيضا . (1) أي ليس من أهل سنتنا من حلق شعره عند المصيبة ورفع صوته عندها .
[ 16 ]
(باب ما جاء في البكاء) عن معاذ . بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج عليه السلام ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى تحت راحلته فقال يا معاذ انك عسى أن لاتلقانى بعد عامى هذا فتمر بقبري ومسجدي فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تبك يا معاذ فان البكاء من الشيطان . رواه البزار ورجاله ثقات ، ورواه الطبراني في الكبير . وعن عائشة قالت لما توفى عبدالله بن أبو بكر بكى عليه فخرج أبو بكر فقال إنى أعتذر اليكم من شان أولاء انهن حديث عهد بجاهلية إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميت تنضح (1) عليه الحميم ببكاء الحى . رواه البزار وأبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف ، وعن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب ببكاء الحى ، رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن إبراهيم الانصاري وفيه كلام وهو ثقة . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحى . رواه أبو يعلى وفيه من لم أجد من ذكره . وعن حاجب بن عمر قال دخلت مع الحكم بن الاعرج على بكر بن عبدالله المزني فتذاكروا أمر الميت يعذب ببكاء الحى فحدثنا بكر فقال ثنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبو هريرة خالفه في ذلك فقال قال أبو هريرة والله لئن انطلق رجل محاربا في سبيل الله ثم قتل في قطر من أقطار الارض شهيدا فعمدت امرأته سفها أو جهلا فبكت عليه ليعذبن هذا الشهيد ببكاء هذه السفيحة عليه فقال رجل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب أبو هريرة . رواه أبو هريرة وفيه من لايعرف . وعن أبى الربيع قال كنت مع ابن عمر رحمه الله في جنازة فسمعت صوت إنسان يصيح فبعث إليه فأسكته قلت يا أبا عبدالرحمن لم أسكته قال إنه يتأذى به الميت حتى يدخل قبره . رواه أحمد وفيه أبو شعبة الطحان وهو متروك . وعن ربيع الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخى جبر الانصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يبكين مادام حيا فإذا وجب فليسكتن ، قلت ويأتى بتمامه في الجهاد إن شاء الله . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أسماء بنت عميس قالت لما أصيب جعفر أتى النبي صلى الله عليه (1) في الاصل مهملة من النقط .
[ 17 ]
وسلم فقال تسلى ثلاثا ثم اصنعي ما شئت . وفى رواية عنها قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الثالث من قتل جعفر فقال لاتحدى (1) بعد يومك هذا . رواه كله أحمد وروى الطبراني بعضه في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أم سلمة رضى الله عنها أن أسماء بكت على حمزة وجعفر ثلاثا فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترقاو تكتحل . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته هنيئا لك الجنة عثمان بن مظعون فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان فقال وما يدريك قالت يارسول الله فارسك وصاحبك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنى لرسول الله وما أدرى ما يفعل بى فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقى بسلفنا الخير عثمان بن مظعون فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوط فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال مهلا يا عمر ثم قال ابكين وإياكن ونعيق الشيطان ثم قال انه مهما كان من القلب والعين فمن الله عزوجل ومن الرحمة وما كان من القلب ومن اللسان فمن الشيطان . رواه أحمد وفيه على بن زيد وفيه كلام وهو موثق ، وزاد في رواية وقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكى فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن فاطمة بثوبه رحمة لها . وعن عبدالرحمن بن عوف قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدى فانطلقت معه إلى ابنه ابراهيم وهو يجود بنفسه قال فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ووضعه في حجره حتى خرجت نفسه قال فوضعه ثم بكى فقلت تبكى يارسول الله وأنت تنهى عن البكاء فقال انى لم أنه عن البكاء ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب وهذه رحمة ومن لا يرحم لا يرحم يا إبراهيم لولا أنه وعد صادق وقول حق وأن آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا وانا عليك يا ابراهيم لمحزونون تبكى العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب عزوجل . رواه أبو يعلى والبزار وفيه محمد ابن عبدالرحمن بن أبى ليلى وفيه كلام . وعن أبى أمامة قال جاء رجل إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم حين توفى ابراهيم وعيناه تدمعان فقال يا نبى الله تبكى على هذا السخل (2) والذى بعثك بالحق لقد دفنت اثنى عشر ولدا في الجاهلية كلهم أشب منه كلهم أدسهم في التراب أحياء (1) حدت المرأة : حزنت ولبست ثياب الحزن . (2) السخل : المولود المجب إلى أبويه .
[ 18 ]
فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم فما هذا إن كانت الرحمة ذهبت منك يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب وانا على ابراهيم لمحزونون . رواه الطبراني في الكبير وفيه على بن زيد الالهانى وهو ضعيف . وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هلك ابنه طاهر ذرفت عين النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يارسول الله بكيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان العين تذرف وان الدمع يغلب وان القلب يحزن ولا نعصى الله عزوجل . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يزيد بن عبدالملك النوفلي وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن عوف قال بعثت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابنتى مغلوبة فقال للرسول قل لها إن لله ما أخذ وله ما أعطى ثم بعثت إليه الثانية فقال لها مثل ذلك ثم بعثت إليه الثالثة فجاءها في ناس من أصحابه فأخرجت إليه الصبية ونفسها تقعقع (1) في صدرها فرق عليها فذرفت عيناه ففطن به بعض أصحابه وهم ينظرون إليه حين ذرفت عيناه فقال مالكم تنظرون رحمة الله بضعها حيث يشاء إنما يرحم الله من عباده الرحماء . رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه إلا أنه قال استعز بامامة بنت أبى العاص فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه الوليد بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف ولم أجد من ذكره . وعن أبى هريرة قال ثقل ابن لفاطمة فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تدعوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فان له ما أخذ وله ما أبقى وكل لاجل بمقدار فلما احتضر بعثت إليه وقال لنا قوموا فلما جلس جعل يقرأ (فلو لا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون) حتى قبض فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يارسول الله أتبكى وتنهى عن البكاء قال إنما هي رحمة وانما يرحم الله من عباده الرحماء . رواه البزار وفيه اسماعيل بن موسى المكى وفيه كلام وقد وثق . وعن ابن عباس قال احتضرت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها فضمها إليه وجعلها بين ثدييه فدمعت عيناه صلى الله عليه وسلم فبكت أم أيمن فقال لها تبكين ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندك فقالت مالى لا أبكى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنى لست أبكى ولكنها رحمة نظرت إليها على هذه الحال ونفسها تنزع . رواه البزار وفيه عطاء بن السائب لاختلاطه (2) . وعن سالم أبى النضر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون وهو * (هاش) * (1) أي تضطرب . (2) كذا .
[ 19 ]
يموت فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب فسجمى (1) عليه وكان عثمان نازلا على امرأة من الانصار يقال لها أم معاذ قالت فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبا عليه طويلا وأصحابه معه ثم تنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى فلما بكى بكى أهل البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمك الله أبا السائب وكان السائب قد شهد معه بدرا قال فتقول أم معاذ هنيئا لك أبا السائب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا أم معاذ أما هو فقد جاءه اليقين ولا نعلم إلا خيرا قالت لا والله لا أقولها لاحد بعده أبدا . رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل ورجاله ثقات . وعن جابر بن عبدالله أن أباه يوم أحد قتله المشركون ثم مثلوا به فجدعوا أنفه وأذنيه قال جابر فجعلت أنظر إليه والى ما صنعوا به وصحت فجاءت الانصار فسجوه بثوب ثم انى كشفت الثوب فلما رأيت ما صنع به صحت فجاءت الانصار فسجوه بالثوب قال وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب الانصار حتى أتوا رسول صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله ألا ترى ما يصنع جابر قال دعوه قلت فذكر الحديث وفى الصحيح بعض هذا رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عائذ بن عمر وقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما أقبلنا راجعين بكت امرأة رجل كان استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما هذه الباكية قيل فاطمة بنت على فالتفت إلى عائذ بن عمرو فزوجها اياه وأوصاه بها . رواه الطبراني في الكبير وفيه مجاهيل . وعن عبدالله بن يزيد قال رخص في البكاء من غير نوح . رواه الطبراني في الكبير وأسناده حسن . وعن عامر بن سعد قال دخلت عريشا وفيه قرظة (2) بن كعب وأبو مسعود الانصاري قال فذكر حديثا لهما قالا فيه انه رخص لنا في البكاء عند المصيبة من غير نوح . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أم اسحق قالت هاجرت مع أخى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلما كنت في بعض الطريق قال لى أخى أقعدى يا أم إسحق فانى نسيت نفقتى بمكة فقلت إنى أخشى عليك الفاسق زوجي فقال لا إن شاء الله قالت فلبثت أياما فمربى رجل قد عرفته ولا أسميه فقال ما يقعدك ههنا يا أم اسحق قالت أنتظر اسحق ذهب لنفقة له بمكة قال لا اسحق لك قد لحقه زوجك الفاسق فقتله فقدمت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فقلت يارسول الله قتل اسحق وأنا أبكى وتنظر إلى فإذا نظرت إليه نكس وأخذ (1) سجى : أي غطى . (2) في الاصل " فرطه " والتصويب من الاصابة .
[ 20 ]
كفا من ماء فنضحه (1) في وجهى قال بشار قالت جدنى فلقد كانت تصيبنا المصيبة العظيمة فترى الدموع على عينيها ولا يصيب خدها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بشار بن عبدالملك ضعفه ابن معين . وعن عبدالله بن عتبة قال لما مات عتبة بن مسعود بكى عبدالله بن مسعود فقالوا له تبكى فقال نعم أخى في النسب وصاحبى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إلى إلا ما كان من عمر بن الخطاب . رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وزاد وما أحب مع ذلك أنى كنب مت قبله لان يموت فأحتسبه أحب إلى من أن أموت فيحتسبني . ورجاله ثقات . وعن أم عبدالله امرأة أبى موسى قالت مرض أبو موسى فبكيت عنده فنهيت فقال ذروها تهريق من عبرتها سجلا (2) أو سجلين فذكر الحديث . رواه الطبراني في الكبير . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبكى إلا على أحد رجلين فاجر مكمل فجوره أو بارمكمل بره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام . وعن عائشة قالت دخلت على أبى بكر فرأيت به الموت فقلت هيج هيج من لا يزال دمعه مقذما فانه مرة مدفون فقال لا تقولي ذلك ولكن قولى وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد . رواه أبو يعلى وإسناده رجاله رجال الصحيح . (باب تقبيل الميت) عن معاذ بن ربيعة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون . رواه البزار واسناده حسن . (باب تجهيز الميت وغسله والاسراع بذلك) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات بكرة فلا يقيلن إلا في قبره ومن مات عشية فلا يبيتن إلا في قبره . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك . وعن عائشة قالت إن أبا بكر لما حضرته الوفاة قال أي يوم هذا قالوا يوم الاثنين قال فان مت من ليلتى فلا تنتظروا بي الغد فان أحب الايام والليالي إلى أقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وفيه شيخ أحمد بن محمد بن ميسر أبو سعد ضعفه جماعة كثيرون وقال أحمد صدوق . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ومن كفن ميتا كساه الله من حلل الجنة ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى وصلى (1) أي رشه . (2) السجل : الدلو .
[ 21 ]
على روحه في الارواح ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل الجنة لا تقوم لهما الدنيا ومن اتبع جنازة حتى يقضى بدفنها كتب له ثلاثة قراريط القيراط منها أعظم من جبل أحد ومن كفل يتيما أو أرملة أظله الله في ظله وأدخله الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الخليل بن مرة وفيه كلام . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه فان كفنه كساه الله من السندس . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد الله الشامي روى عن أبى خالد ولم أجد من ترجمه . وعن أبى رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة ومن حفر لاخيه قبرا حتى يجنه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل ميتا فأدى فيه الامانة ولم يفش عليه ما يكون منه عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال ليله أقربكم منه إن كان يعلم فان لا يعلم فمن ترون عنده حظا من ورع وأمانة . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير . عن معاوية بن خديج وكانت له صحبة قال من غسل ميتا وكفنه وتبعه وولى جنيه رجع مغفورا له . رواه أحمد وفيه صالح أبو محين وهو مجهول . وعن أبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعرف من يحمله ومن يغسله ومن يدليه في القبر فقال ابن عمر وهو في المجلس ممن سمعت هذا قال من أبى سعيد فانطلق ابن عمر إلى أبى سعيد فقال يا أبا سعيد ممن سمعت هذا قال من النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه رجل لم أنجد من ترجمه . وعن محمد بن سيرين قال غسلت أنس بن ملك فلما بلغت عورته قلت لبنيه أنتم أحق بغسل عورته دونكم فاغسلوها فجعل الذى يغسلها على يده خرقة وعليها ثوب ثم غسل العورة من تحت الثوب . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن حميد قال توفى أنس بن مالك فجعل في حنوطه سكة أوسك ومسكة فيها من عرق النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أم سليم أم أنس بن مالك قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توفيت المرأة فأرادوا أن يغسلوها فليبدؤا ببطنها فليمسح بطنها مسحا رفيقا إن لم تكن حبلى فان كانت حبلى فلا بحر كها فان أردت غسلها فابدئى بسفلتها فألقى على عورتها ثوبا ستيرا ثم
[ 22 ]
خذى كرسفة (1) فاغسليها فأحسني غسلها ثم أدخلي يدك من تحت الثوب فامسحيها بكر سف ثلاث مرات فأحسني مسحها قبل أن توضئيها ثم وضئيها بماء فيه سدر وليفرغ الماء امرأة وهى قائمة لا تلى شيئا غيره حتى تنقى بالسدر وأنت تغسلين وليل غسلها أولى الناس بها وإلا فامرأة ورعة مسلمة فان كانت صغيرة أو ضعيفة فلتليها امرأة أخرى ورعة مسلمة فإذا فرغت من غسل سفلتها غسلا نقاء بسدر وماء فلتوضئها وضوء الصلاة فهذا بيان وضوئها ثم اغسليها بعد ذلك ثلاث مرات بماء وسدر فابدئى برأسها قبل كل شئ فانقى غسله من السدر بالماء ولا تسرحي رأسها بمشط فان حدث بها حدث بعد الغسلات الثلاث فاجعليها خمسا فان حدث في الخامسة فاجعليها سبعا وكل ذلك فليكن وترا بماء وسدر فان كان في الخامسة أو الثالثة فاجعلى فيه شيئا من كافور وشيئا من سدر ثم اجعلي ذلك في جر جديد ثم اقعديها فافرغي عليها وابدئى برأسها حتى تبلغي رجليها فإذا فرغت منها فألقى عليها ثوبا نظيفا ثم ادخلي يدك من وراء الثوب فانزعيه عنها ثم احشى سفلتها كرسفا ما استطعت واحشى كرسفها ثم خذى سبتية طويلة مغسولة فاربطيها على عجزها إلى قريب من ركبتها فهذا شأن سفلتها ثم طيبيها وكفنيها واطوى شعرها ثلاثة أقرن قصة وقرنين ولا تشبهيها بالرجال وليكن كفنها في خمسة أثواب أحدها الازار تلفي به فخذيها ولا تنقصي من شعرها شيئا بنورة ولاغيرها وما يسقط من شعرها فاغسليه ثم اغرزيه في شعر رأسها وطيبى شعر رأسها فأحسني تطييبه ولا تغسليها بماء مسخن واخمريها وما تكفنيها به بسبع تنذات إن شئت واجعلي كل شئ منها وترا وإن بدا لك أن تخمريها في نعشها فاجعليه وترا هذا شأن كفنها ورأسها وان كانت محدورة أو مخصونة أو أشباه ذلك فخذي خرقة واحدة واغسليها بالماء واجعلي تتبعي كل شئ منها . ولا تحركيها أخشى أن يتنفس منها شئ لا يستطاع رده . رواه الطبراني في الكبير باسنادين في أحدهما ليث بن أبى سليم وهو مدلس ولكنه ثقة وفى الآخر بجنيد وقد وثق وفيه بعض كلام . وعن المغيرة بن شعبة أنه حدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من غسل ميتا فليغتسل . رواه أحمد وفى إسناده من لم يسم . وعن عائشة قالت من السنة أن تتخذ إحدا كن في يديها أو عنقها شيئا تسلبه إذا وضعت على سرير غسلها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لايعرف . وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى (1) الكرسف : القطن .
[ 23 ]
الله عليه وسلم من غسل ميتا فليغتسل . رواه الطبراني في الاوسط من رواية أبى اسحاق السبيعى عن أبيه ولم أجد من ذكر أباه وعن إبراهيم قال سئل عبدالله عن غاسل الميت أيغتسل قال إن كنتم ترون أن صاحبكم نجسا فاغتسلوا منه وإلا فانما يكفيكم الوضوء . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن ابراهيم لم يسمع من ابن مسعود . (باب فيمن يجنب ثم يموت قبل أن يغتسل) عن اسحاق بن الحارث قال رأيت خالد بن الحوارى رجلا من الحبشة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتى أهله فلما حضرته الوفاة قال اغسلوني غسلتين غسلة للجنابة وغسلة للموت . رواه الطبراني في الكبير وإسحاق لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال أصيب حمزة بن عبدالمطلب وحنظلة بن الراهب وهما جنب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الملائكة تغسلهما . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . (باب في المرأة تموت مع الرجال ولا محرم لها فيهم) عن سنان بن عرفة وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يموت مع النساء والمرأة تموت مع الرجال وليس لهما محرم قال ييمما . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الخالق بن يزيد بن واقد وهو ضعيف . (باب في الشهيد) عن سعيد بن عبيد وكان يدعى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم القارى وكان له عدو فانهزم منهم فقال له عمر هل لك في الشام لعل الله أن يمن عليك قال لا إلا العدو الذى فررت منهم قال فخطبهم بالفارسية فقال إنا لا قوالعدو إن شاء الله غذا وإنا مستشهدون فلا تغسلوا عنادما ولانكفن إلا في ثوب كان علينا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب ما جاء في الكفن) عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكفن من جميع المال . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن هارون الفروى وهو ضعيف . وعن على قال كفن النبي صلى الله عليه وسلم في سبعة أثواب . رواه أحمد وإسناده حسن والبزار . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ريطتين وترا بحراني . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر بن سمرة قال كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض وازار ولفافة وكفن عمر في ثوبين . رواه البزار وفيه ناصح المحلمى وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال إذا مت فلا
[ 24 ]
تقمصونى فانى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقمص ولم يعمم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خالد بن يزيد العمرى وهو ضعيف . وعن أنس بن ملك أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب أحدها قميص . رواه الطبراني في الاسط وإسناده حسن . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن القاسم الاسدي وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسود قال كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب برد صنعاني وبرد حبرة . رواه الطبراني في الكبير وفيه قعيب بن المحرز ولم أجد من ذكره . وعن عبدالله بن مغفل قال إذا أنامت فاجعلوا في غسلى كافورا وكفنوني في بردين وقميص فان النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن موسى وفيه كلام . وعن أبى إسحاق قال سألت آل محمد وفيهم ابن نوفل في أي شئ كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حلة حمراء ليس فيها قميص وجعل في قبره شق قطيفة كانت لهم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وله عند الطبراني في رواية أخرى قال أتيت حلقة من بنى عبدالمطلب فسألت أشياخهم في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه . وعن ابن عباس قال لما قتل حمزة بن عبدالمطلب كانت عليه نمرة (1) فكان على هو الذى أدخله قبره فكان إذا غطى بها رأسه خرجت قدماه وإذا غطى قدميه خرجت رأسه فسأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يغطى رأسه وأن يأخذ شجرا من هذا العلجان فيجعله على رجليه . رواه الطبراني في الكبير من رواية أيوب عن الحكم بن عيينة وأيوب لم أعرف من هو ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قتل حمزة يوم أحد وقتل معه رجل من الانصار فجاءت صفية بنت عبدالمطلب بثوبين لتكفن فيهما حمزة فلم يكن للانصار كفن فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الثوبين ثم كفن كل واحد منهما في ثوب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عثمان الجزرى الشاهد ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس قال لما كان يوم أحد مر النبي صلى الله عليه وسلم بحمزة وقد جدع أنفه ومثل به فقال لولا أن تجد صفية في نفسها تركته حتى يحشره الله من بطون السباع والطير فكفن في نمرة إذا خمر رأسه بدت رجلاه وإذا خمر رجلاه بدا رأسه فخمروا رأسه . رواه أبو يعلى وروى أبو داود بعضه من غير ذكر الكفن ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) تقدم أن كل شملة مخططة من مآزر الاعراب فهى نمرة .
[ 25 ]
خمروا وجوه موتاكم ولا تشبهوا باليهود . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن شيخ من فيس عن أبيه قال جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم وعندنا بكرة صعبة لا نقدر عليها قال فدنا منها النبي صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها فاحتفل فحلب قال فلما مات أبى جاء وقد شددته في كفنه وأخذت سلاه فشددت بها الكفن فقال لا تعذب أباك بالسلى ثم بزق على صدره حتى رأيت رضاب بزاقه على صدره . رواه أحمد وفيه رجل لم يستم . وبقية رجاله ثقات . وعن ابنة أهبان أن اباها امر اهله ان يكفنوه ولا يلبسوه قميصا قالت فألبسناه قميصا فأصبحنا والقميص على المشجب . رواه احمد هكذا . وروى الطبراني في الكبير فقال عن عديسة بنت اهبان قالت حيث حضر أبى الوفاة قال لا تكفنوني في ثوب مخيط فحيث قبض وغسل أرسلوا إلى أن أرسلوا بالكفن فأرسل إليهم بالكفن قالوا قميص قلت ان أبى قد نهانى أن أكفه في قميص فخيط قالت فأرسلت إلى القصار ولابي قميص في القصار فأتى به فألبس وذهب به فأغلقت بابى وتبعته ورجعت والقميص في البيت فأرسلت إلى الذين غسلوا أبى فقلت كفنتموه في قميص قالوا نعم قلت هو ذا قالوا نعم . وفيه أبو عمر القسملى قال الحسينى لايعرف . وعن الزهري أن سعد بن أبى وقاص لما حضره الموت دعا بخلق جبة صوف فقال كفنوني فيها فانى لقيت فيها المشركين يوم بدر وأنا إنما كنت أخبئها لهذا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا ان الزهري لم يدرك سعدا . وعن صلة بن زفر أن حذيفة بن اليمان كفن في ثوبين بعثنى وأبا مسعود فابتعنا له كفنا حلة عصب بثلاثمائة درهم قال أرياني ما ابتعت مالي فأريناه فقال ما هذا لى بكفن انما يكفيني ريطتان بيضا وان ليس منها قميص انى لا أترك إلا قليلا حتى أنال خيرا منهما أو شرا منهما فابتعناله ريطتين بيضاوين . رواه الطبراني في الكبير وزاد في رواية أخرى سألنا أبا مسعود ما قال حذيفة عند الموت قال قال أعوذ بالله من صياح إلى النار واشتر والى ثوبين فذكر نحوه ورجاله ثقات . وعن على بن أبى طلحة أن ميمونة كفنت في درع معصفر . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسماعيل بن عياش وفيه كلام . (باب الايذان بالميت) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جاء رجل يؤذن بجنازة الناس فقال رسول الله
[ 26 ]
صلى الله عليه وسلم أيها الناس سلوا إلى الله موتاكم ولا تؤذنون بهم الناس . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن خراش ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان . وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال لما قدم المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نؤذنه بمن حضر من موتانا فيأتيه قبل أن يموت فيحضره ويستغفر له وينتظر موته قال فكان ذلك ربما حبسه الحبس الطويل فيشق عليه قال فقلنا إنه أرفق برسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نؤذنه بالميت حتى يموت قال فكنا إذا مات الميت أذناه به فجاء في أهله فاستغفر له وصلى عليه ثم إن بداله أن بشهده انتظر شهوده وان بداله أن ينصرف انصرف قال فكنا على ذلك طبقة أخرى قال فقلنا انه أرفق برسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحمل موتانا إلى بيته ولا نشخصه ولانتعبه بقال ففعلنا ذلك فكان الامر . رواه احمد ورجاله ثقات . (باب إخمار الميت) عن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خمرتم الميت فأخمروه ثلاثا . رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح . (باب حضور النساء عند الميت) عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاخير في جماعة النساء ولا عند ميت فانهم إذا اجتمعن قلن وقلن . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوازع ابن نافع وهو ضعيف . وقد تقدم أحاديث في هذا في مواضعها . (باب ستر سرير امرأة) عن أسماء ابنة عميس أن ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت وكانوا يحملون الرجال والنساء على الاسرة سواء فقالت يارسول الله إنى كنت بالحبشة وهم نصارى أهل كتاب وهم يجعلون للمرأة نعشا فوقه أضلاع يكرهون أن يوصف شئ من خلقها أفلا أجعل لابنتك نعشا مثله فقال اجعليه فهى أول من جعل نعشا في الاسلام لرقية ابنة رسول الله صلى الله وعليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خلف بن راشد وهو مجهول . (باب حمل السرير) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من محمل جوانب السرير الاربع كفر الله عنه أربعين كبيرة . رواه الطرانى في الاوسط وفيه على بن أبى سارة وهو ضعيف .
[ 27 ]
(باب القيام للجنازة) عن عثمان بن عفان أنه رأى جنازة فقام لها وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس جنازة فقام لها . رواه أحمد والبزار وفيه موسى بن عمران بن مباح ولم أجد من ترجمه بما يشفى . وعن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما أنه قال سأل رجل رسول الله عليه وسلم فقال يارسول الله تمر بنا جنازة الكافر نقوم لها قال نعم قوموا لها فانكم لستم تقومون لها إنما تقومون إعظاما للدى يقبض الارواح . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات . وعن أبى سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام لها . رواه احمد وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام . رواه البزار وقال لا نعلمه عن سعيد بن زيد الا من هذا الوجه وقال بعضهم عن أبى سعيد بن يزيد وفيه جابر الجعفي وفيه كلام . وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة يهودى فقام فقيل له يارسول الله إنها جنازة يهودى فقال إن للموت فزعا . رواه احمد وإسناده حسن . قلت ولابي هريرة عند النسائي للقيام في الجنازة غير هذا . وعن أبى موسى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مرت بكم جنازة فان كان يهوديا أو نصرانيا فقوموا لها فانه اليس لها نقوم . ولكن نقوم لمن معها من الملائكة . قال ليث فحدثت هذا الحديث لمجاهد فقال حدثنى عبدالله بن سخبرة الازدي فقال إنا لجلوس مع على ننتظر جنازة إذ مرت بنا أخرى فقمنا فقال على ما يقيمكم فقلنا هذا ما تأتونا به يا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال وما ذاك قلت زعم أبو موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مرت بكم جنازة فان كان مسلما أو يهوديا أو نصرانيا فقوموا لها فانه ليس نقوم لها ولكن نقوم لمن معها من الملائكة . فقال على ما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة برجل من اليهود كانوا أهل كتاب وكان ينسبه بهم فإذا نهى انتهى فما عاد بعد قلت حديث على رواه النسائي باختصار رواه احمد وفيه ليث ابن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له فقال إن للموت فزعا . رواه البزار وفيه قيس بن الربيع الاسدي وفيه كلام . وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال رأيت رسول
[ 28 ]
الله صلى الله عليه وسلم قام لجنازة يهودى مرت عليه . وراه الطبراني في الكبير وفيه أبويحيى القتات وفيه كلام . وعن زيد بن وهب قال تذا كرنا القيام عند الجنازة عند على فقال أبو مسعود مازلنا نفعله فقال على صدقت ذاك وأنتم يهود . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن وعن عائشة قالت إنما قام رسول الله عليه وسلم في جنازة يهودى مر بها عليه . رواه البزار وإسناده حسن . وعن الحسن بن على رضى الله عنهما أنه مرت بهم جنازة فقام القوم ولم يقم فقال ماذا صنعتم إنما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تأذيا بريح اليهود قلت رواه النسائي باختصار رواه أحمد وفيه الحجاج ابن أرطاة وفيه كلام . وعن حسين وابن عباس أو عن أحدهما أنه قال إنما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل جنازة يهودى مر بها عليه فقال آذانى ريحها قلت حديث ابن عباس رواه النسائي خلا قوله أذانى ريحها وحديث حسين ليس عند أحد منهم رواه أحمد والطبراني في الاوسط بنحوه . ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عياش ابن أبى ربيعة قال ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الجنازة إلا أنها كانت يهودية فإذا هي ريح بخورها فقام حتى جازته . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عمر والسدوسي ولم يرو عنه غير أبى عامر العقدى وبقية رجاله ثقات . (باب اتباع النساء الجنائز) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للنساء أجر في اتباع الجنائز . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مجاهيل . وعن أنس بن مالك قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازه فرأى نسوة فقال أتحملنه قلن لا قال أتدفنه قلن لا قال فارجعن مأزورات غير مأجورات . رواه أبو يعلى وفيه الحارث بن زياد قال الذهبي ضعيف . وعن المفضل بن فضالة قال سألت ربيعة المعافرى عن الكدى فقال أحسبها المقابر قال فلما رأيت ربيعة شك لقيت يزيد بن أبى حبيب وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة رجل فلما وضعت ليصلى عليها أبصر امرأة فسأل عنها فقيل هي إخت الميت يارسول الله فقال لها ارجعي ولم يصل عليها حتى توارت . قال يزيد ولكنه منقطع الاسناد . وعن أسامة بن شريك قال أنى لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قربت إليه جنازة ليصلى عليها فالتفت فنظر إلى امرأة مقبلة فقال ردوها فردوها مرارا
[ 29 ]
حى توارت فلما رآها توارت كبر عليها . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبيدالله العرزمى وهو ضعيف . وعن حليس بن المعتمر عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على جنازة فجاءت امرأه بمخمر تريد الجنازة فصاح بها حتى دخلت في اجام المدينة . رواه الطبراني في الكبير وحليس لم أحد من ذكره . وعن عبد الرحمن بن أبزى قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فلما أراد أن يصلى عليها التفت فإذا هو بامرأة فأمر بها فطردت حتى لم يرها ثم تقدم وكبر عليها أربعا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن سالم وهو ضعيف . (باب الصمت والتفكر لمن اتبع جنازة) عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عزوجل يحب الصمت عند ثالث عند تلاوة القرآن وعند الزحف وعند الجنازة . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة وأكثر حديث النفس . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . قلت وتاتى آثار في هذا في المناقب وفى باب ما يقول عنداد خال الميت القبر . (باب لايتبع الميت صوت ولانار) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يتبع الميت صوت أو نار . رواه أبو يعلى وفيه عبدالله بن المحدر ولم أجد من ذكره . (باب اتباع الجنازة والمشى معها والصلاة عليها) عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عودوا المريض وامشوا مع الجنازة تذكركم الآخرة . رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات . وعن عثمان بن عفان قال إنا قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر فكان يعود مرضى المسلمين ويشهد جنائزهم أو قال يتبع جنائزهم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول ما يجازى به العبد بعد موته أن يغفر لجميع من اتبع جنازته . رواه البزار وفيه مروان بن سالم السامى وهو ضعيف . وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على جنازة فله قيراط ومن تبعها حتى يجنها فله قيراطان والقيراط مثل أحد . رواه البزار وأحمد وأبو يعلى وإسناده حسن . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة
[ 30 ]
فحمل من علوها وحثا في قبرها وقعد حتى يؤذن له آب بقيراطين من الاجر كل قيراط مثل أحد قلت لابي هريرة حديث في الصحيح باختصار غير هذا رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن ابن عمر رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة حتى يصلى عليها فان له قيراطا فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن القيراط فقال مثل أحد . وفى رواية قالوا يارسول الله مثل قراريطنا هذه قال لابل مثل أحد أو أعظم من أحد . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال في الكبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بتع جنازة حتى يصلى علها ثم يرجع فله قيراط ومن صلى عليها ثم مشى معها حتى يدفنها فله قيراطان قيل يارسول الله وما القيراطان قال مثل أحد . والبزار بنحوه ورجاله ثقات . وعن أنس قال ما من مسلم يشهد جنازة امرئ مسلم الا كان له قيراط من الاجر فان قعد حتى يسوى عليها كان له قيراطان من الاجر كل قيراط مثل أحد ، وفي رواية من صلى على جنازة كتب له قيراط . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط بلفظ من تبع جنازة فصلى عليها وقالوا وما القيراط يارسول الله قال مثل أحد . وفى إسناد أحدهما محسب وفى الآخر روح بن عطاء وكلاهما ضعيف . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى جنازة في أهلها فله قيراط فان اتبعها فله قيراط فان صلى عليها فله قيراط فان انتظرها حتى تدفن فله قيراط قلت له حديث غير هذا في الصحيح رواه البزار وفيه معدى بن سليمان صحح له الترمذي ووثقه أبو حاتم وغيره وضعفه أبو زرعة والنسائي وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال سمعنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوضع في ميزانه قيراطان مثل أحد ، يعنى من تبع جنازة . رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك . وعن عبدالله بن يسار أن عمرو بن حريث عاد الحسن بن على فقال له على تعود الحسن وفى نفسك ما فيها فقال له عمرو إنك لست ترى بصرف قلبى حيث شئت قال على أما إن ذلك لا يمنعنا أن نؤدى اليك النصيحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن مسلم عاد أخاه إلا ابتعث له سبعون ألف ملك يصلون عليه من أي ساعات النهار كان حتى يمسى ومن أي ساعات الليل كان حتى يصبح قال له عمرو كيف تقول في المشى مع الجنازة بين يديها أو من خلفها فقال له على إن فضل المشى خلفها على
[ 31 ]
بين يديها كفضلي صلاة المكتوبة في جماعة على الواحدة قال عمرو فانى رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمام الجنازة قال على إنهما كرها أن يحرجا الناس قلت روى أبو داود منه عيادة المريض فقط وجعل العائد أبا موسى وهنا عمرو بن حريث رواه أحمد والبزار باختصار ورجال أحمد ثقات . ويأتى أثر عن على أبين من هذا فيما يقول عند إدخال الميت القبر . وعن ابراهيم بن مسلم الهجرى قال خرجت في جنازة ابن عبدالله ابن أبى أو في وهو على بغلة له حوى يعنى سوداء فجعل النساء يقلن لقائده قدمه أمام الجنازة ففعل فسمعته يقول له أين الجنازة قال فقال خلفك قال ألم أنهك أن تقدمنى أمام الجنازة قال فسمع صوت امرأة تلتدم (1) وقال مرة ترثى فقال مه ألم أنهكن عن هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن المراثى لتفض أحدا كن من عبرتها ما شاءت قلت روى ابن ماجه منه النهى عن المراثى فقط رواه أحمد وابراهيم الهجرى فيه كلام . وعن سهل بن سعد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى خلف الجنازة . رواه الطبراني في الكبير وفيه سلمان بن سلمة الجنائزي (2) وهو ضعيف . وعن دراج قال رأيت عبدالله بن عمرو بن العاص راكبا على دابة بين يدى الجنازة حتى أتى المقبرة فنزل فجلس قبل أن تأتى الجنازة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . (باب الصلاة على الجنازة) عن أبى حازم قال شهدت حسينا حين مات الحسن وهو يدفع في قفا سعيد بن العاص وهو يقول تقدم فلولا أنها السنة ما قدمتك وسعيد أمير على المدينة يومئذ . رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله موثقون . وعن أبى الحويرث قال هلك جابر ابن عبدالله فحضرنا بابه في بنى سلمة فلما خرج سريره من حجرته إذا حسن ابن حسن بين عمودي السرير فأمره الحجاج بن يوسف أن يخرج من بين العمودين فتأبى عليهم حتى تعاطوه فسألوه بنو جابر الا اخرج فخرج وجاء الحجاج حتى وقف بين العمودين حتى وضع فصلى عليه ثم جاء إلى القبر فإذا حسن بن حسن قد نزل في قبره فأمر به الحجاج أن يخرج فتأبى فقال بنو جابر بالله فخرج فاقتحم الحجاج الحفرة حتى فرغ منه . رواه الطبراني في الكبير وأبو الحويرث وثقه ابن حبان وضعفه مالك وغيره . وعن أبى أمامة بن تعلبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بالخروج إلى بدر وأجمع الخروج (1) الالتدام : ضرب النساء وجوههن في النياحة . (2) في الاصل غير منقوطة .
[ 32 ]
معه فقال له خاله أبو بردة بن نيار أقم على أمك يا ابن أخت فقال له أبو أمامة بل انت فأقم على أختك فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فأمر أبا أمامة بالمقام على أمه وخرج بأبى بردة فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقد توفيت فصلى عليها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن جنادة بن سلم قال توفى جابر بن سمرة فصلى عليه عمرو ابن حريث . رواه الطبراني في الكبير وجنادة وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة وأبو حاتم . وعن قيس بن أبى حازم قال اجتمع جرير والاشعث في جنازة فقدم الاشعث جريرا فصلى عليها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ثابت البنانى أن عائذ بن عمرو أوصى أن يصلى عليه أبوبرزة فركب راجعا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن الحرث بن وهب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتى في مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال لم يوقت لنا في الصلاة على الميت قراءة ولا قول كبر ما كبر الامام وأكثر من طيب الكلام . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند التكبيرة في كل صلاة وعلى الجنائز قلت هو في الصحيح خلا قوله وعلى الجنائز رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن محرزو هو مجهول . وعن أبى أمامة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة ومعه سبعة نفر فجعل ثلاثة صفا واثنين صفا وإثنين صفا . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن اسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليتم على الجنازة فاقرؤا بفاتحة الكتاب . رواه الطبراني في الكبير وفيه معلى بن حمران ولم أجد من ذكره وبقية رجاله موثقون وفى معضهم كلام . وعن أم عفيف قالت بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء فأخذ عليهن أن لايجدين الرجل إلا محرما وأمرنا أن نقرأ على ميتنا بفاتحة الكتاب . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد المنعم أبو سعيد وهو ضعيف . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الجنازة أربع مرات الحمدلله رب العالمين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ناهض بن القاسم ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال أتى بجنازة جابر بن عتيك أو قال سهل بن عتيك وكان أول من صلى عليه في موضع الجنائز فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقرأ بأم القرآن فجهر بها ثم كبر الثانية فدعى للميت فقال اللهم اغفر له وارحمه وارفع درجته ثم كبر الرابعة فدعى للمؤمنين والمؤمنات ثم سلم .
[ 33 ]
رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن يزيد بن عبدالملك النوفلي وهو ضعيف . وعن أبى قتادة أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم على ميت قال فسمعته يقول اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا . وزاد أبو سلمة من أحييته منا فاحيه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سلمة بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الصلاة على الميت اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا من أحييته منا فاحيه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان . رواه البزار وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه كلام . وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على الميت اللهم اغفر له وصلى عليه وأورده حوض رسولك . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وزاد وبارك فيه . وفيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وضعفه غيره . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى على الجنازة قال اللهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فاغفر له ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح وعن أبى الصديق الناجى قال سألنا أبا سعيد عن الصلاة على الجنازة قال كنا نقول اللهم أنت ربنا وربه خلقته ورزقته وأحييته وكفلته فاغفر لنا وله ولا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار . وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى على الميت قال اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ولانثنا وذكورنا من أحييته منا فاحيه على الاسلام ومن توفيته منا فتوفه على الايمان اللهم عفوك عفوك . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده حسن . وعن الحرث أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم الصلاة على الميت اللهم اغفر لاحيائنا وأمواتنا واصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا اللهم هذا عبدك فلان بن فلان لا نعلم إلا خيرا وأنت أعلم به فاغفر لنا وله قال فقلت له وأنا أصغر القوم فان لم أعلم خيرا قال لا تقل إلا ما تعلم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن يزيد بن ركانة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى على الميت كبر أربعا ثم قال اللهم عبدك وابن أمتك احتاج إلى رحمتك وأنت غنى عن
[ 34 ]
عذابه فان كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ثم يدعو ما شاء الله أن يدعو . رواه الطبراني في الكبير وفيه يعقوب بن حميد وفيه كلام . وعن أنس ابن مالك قال مات ابن لابي طلحة فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأم سليم خلف أبى طلحة كأنهم عرف ديك . رواه أحمد وفيه أم يحيى ولم أجد من ترجمها . وعن عبدالله ابن أبى طلحة أن أبا طلحة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمير بن أبى طلحة حين توفى فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه في منزله فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو طلحة وراءه وأم سليم وراء أبى طلحة ولم يكن معهم غيرهم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى موسى قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فسلم عن يمينه وعن شماله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه خالد بن نافع الاشعري ضعفه أبو زرعة . وعن ابن مسعود قال خلال كان يفعلهن رسول الله صلى الله عليه وسلم تركهن الناس إحداهن تسليم الامام في الجنازه مثل تسليمه في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب صلاة النساء على الجنائز) عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه انتظر أم عبدالله حتى صلت على عتبة . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن (1) . (باب التكبير على الجنازة) عن يحيى بن عبدالله الحائر قال صليت خلف عيسى مولى لحذيفة بالمدائن على جنازة فكبر خمسا ثم التفت إلينا فقال ما وهمت ولا نسيت ولكن كبرت كما كبر مولاى وولى نعمتي حذيفة بن اليمان قال صلى على جنازة فكبر خمسا ثم التفت الينا فقال ما نسيت ولا وهمت ولكن كبرت كما كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فكبر خمسا . رواه أحمد ويحيى الحائر فيه كلام . وعن عبدالله بن مغفل أن عليا صلى على سهل بن حنيف فكبر عليه ستا ثم التفت الينا فقال ايه تدرى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال لاوقت ولاعدد في الصلاة على الجنازة يعنى التكبير . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال قد كبر (1) بلغ سماعا ومقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الاصل بخط المؤلف في السادس والعشرين كما في هامش الاصل .
[ 35 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعا وخمسا وأربعا فكبروا ما كبر الامام إذا قدمتموه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عطاء بن السائب وفيه كلام وهو حسن الحديث . وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد فكبر تسعا تسعا ثم سبعا سبعا ثم أربعا أربعا حتى بالله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده حسن . وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر على أهل بدر سبع تكبيرات وعلى بنى هاشم خمس تكبيرات ثم كان آخر صلاته أربع تكبيرات حتى خرج من الدنيا . رواه الطبراني في الكبير وإسناده فيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف . قلت ويأتى حديث في الصلاة على الغائب أنه كبر على النجاشي خمس تكبيرات إن شاء الله . وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه وصلوا على الميت بالليل والنهار أربع تكبيرات في الليل والنهار سواء قلت أخرجته لقوله أربع تكبيرات وبقيته في الصحيح بعضه وعند ابن ماجه بعضه رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه إبراهيم فكبر عليه أربعا . رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبيدالله العرزمى وهو ضعيف . وعن أبى سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ابنه ابراهيم وكبر عليه أربعا . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن مالك بن مغول وهو متروك . وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال آخر جنازة صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر عليها أربعا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه النضر أبو عمر وهو متروك . وعن أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة غسلت آدم وكبرت عليه أربعا وقالوا هذه سنتكم يا بنى آدم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عثمان ابن سعد وثقة أبو نعيم وغيره وضعفه جماعة وعن عامر بن ربيعة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عثمان بن مظعون وكبر عليه أربعا وقام على قبره وحثا فيه ثلاث حثيات . رواه الطبراني في الكبير وفيه القاسم بن عبدالله العمرى وهو متروك وعن عمران بن أبى عطاء قال شهدت محمد بن الحنفية حين مات ابن عباس بالطائف فوليه محمد بن الحنفية وكبر عليه أربعا وأخذه من قبل القبلة حتى أدخله القبر وضرب عليه فسطاطا (1) ثلاثة أيام . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (1) الفسطاط دون السرادق .
[ 36 ]
(باب الصلاة على الجنازة بعد العصر) عن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة وما نرى الشمس إلا على أطراف الحيطان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحكم بن سعيد وهو ضعيف . (باب الصلاة على الجنازة بين القبور) عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى على الجنائز بين القبور . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . (باب الصلاة على أكثر من ميت) عن الشعبى قال صلى على يوم صفين على عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة فكان عمار أقربهما إلى على وكان هاشم أقربهما إلى القبلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه سنان بن هرون وفيه كلام وقد وثق . (باب فيمن صلى عليه جماعة) عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يصلى عليه مائة إلا غفر الله له رواه الطبراني في الكبير وفيه مبشر بن أبى المليح ولم أجد من ذكره . وعن أبى المليح الهذلى أنه خرج في جنازة فلما وضع السرير أقبل على القوم فقال سووا صفوفكم وأحسنوا شفاعتكم ثم قال أبو المليح حدثنى سليك وكان أخا ميمونة أم المؤمنين عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى عليه مائة شفعوا في أخيهم والامة أربعون إلى مائة والعصبة عشرة إلى أربعين والنفر ثلاثة إلى عشرة قلت رواه النسائي باختصار رواه الطبراني في الكبير وفيه القسم بن مطيب وهو ضعيف . (باب الصلاة على القبر) عن أنس أن أسود كان ينظف المسجد فمات فدفن ليلا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر فقال انطلقوا إلى قبره فانطلقوا فقال إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وان الله عزوجل ينورها بصلاتي عليها فأتى القبر فصلى عليه وقال رجل من الانصار يارسول الله إن أخى مات ولم تصل عليه قال فأين قبره فأخبره فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع الانصاري فصلى قلت في الصحيح طرف منه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن جامع العطار وهو ضعيف . وعن سهل بن حنيف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود
[ 37 ]
فقراء أهل المدينة ويشهد جنائزهم إذا ماتوا فتوفيت امرأة من أهل العوالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرت فآذنونى فاتوه ليؤذنوه فوجدوه نائما وقد ذهب من الليل فكرهوا أن يوقظوه وتخوفوا عليه ظلمة الليل وهوام الارض فذهبوا بها فلما أصبح سألوا عنها قالوا يارسول الله أتيناك لنؤذنك فوجدناك نائما فكرهنا أن نوقظك وتخوفنا عليك ظلمة الليل وهوام الارض فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها فصلى عليها وكبر أربعا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سفيان بن حسين وفيه كلام وقد وثقه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حصين بن وخوخ أن طلحة بن البراء لما لقى النبي صلى الله عليه وسلم قال يارسول الله مرنى بأمرك ولا أعصى لك أمرا قال فعجب لذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقال له عند ذلك أذهب فاقتل أباك قال فذهب موليا يفعل فدعاه فقال أقبل فأنى لم أبعث بقطيعة الرحم فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في الشتاء في برد وغيم فلما انصرف قال لاهله إنى لاأرى طلحة إلا حدث فيه الموت فأذنونى به حتى أشهده وأصلى عليه وعجلوا فلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بنى سالم بن عوف حتى توفى وجن عليه الليل فكان فيما قال طلحة ادفنوني وألحقوني بربي عزوجل ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانى أخاف اليهود أن تصاف في سنتى وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه فقال اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك قلت عزا صاحب الاطراف بعض هذا إلى أبى داود ولم أره رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . (باب الصلاة على الغائب) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم وعن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي . رواه أبو يعلى وفيه خديج بن معاوية وفيه كلام . وعن أنس بن مالك قال نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قال مات معاوية بن معاوية الليثى فتحب أن تصلى عليه قال نعم قال فضرب بجناحه الارض فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تصعصعت (1) قال فرفع سريره فنظر إليه فكبر عليه وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل بما نال هذه المنزلة من الله قال بحبه قل هو الله أحد وقراءته ذاهبا إياها وجائيا وقائما وقاعدا وعلى (1) أي تحركت واضطربت .
[ 38 ]
كل حال . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفى إسناد ابى يعلى محمد بن إبراهيم بن العلاء وهو ضعيف جدا ، وفى إسناد الطبراني محبوب بن هلال قال الذهبي لايعرف وحديثه منكر . وعن أبى أمامة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل وهو بنبوك فقال يا محمد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل جبريل في سبعين ألفا من الملائكة فوضع جناحه الايمن على الجبال فتواضعت ووضع جناحه الايسر على الارضين فتواضعن حتى نظر إلى مكة والمدينة فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل والملائكة فلما فرغ قال يا جبريل بما بلغ معاوية بن معاوية المزني هذه المنزلة قال بقراءة قل هو الله أحد قائما وقاعد أو راكبا وماشيا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه نوح بن عمر قال ابن حبان يقال إنه سرق هذا الحديث . قلت ليس هذا بضعف في الحديث وفيه بقية وهو مدلس وليس فيه علة غير هذا . وعن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان غازيا بتبوك فأتاه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد هل لك في جنازة معاوية بن معاوية فقال نعم فقال جبريل بيده هكذا ففرج له عن الجبال والآكام فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى ومعه جبريل ومع جبريل سبعون ألف ملك فصلى على معاوية بن معاوية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل صلى الله عليه وسلم بم بلغ معاوية هذا قال بكثرة قراءة قل هو الله أحد كان يقرؤها قائما وقاعدا وراقدا فبهذا بلغ ما بلغ . رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن أبى سهل ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي حين نعى فقيل يارسول الله تصلى على عبد حبشي فأنزل الله عزوجل (وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) الآية . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال الطبراني ثقات . وعن كبير بن عبدالله عن جده عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على النجاشي فكبر عليه خمسا قلت رواه ابن ماجه خلا ذكر النجاشي رواه الطبراني في الكبير والاوسط وكثير ضعيف . وعن أبى سعيد الخدرى قال لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفاة النجاشي قال اخرجوا فصلوا على أخ لكم لم تروه قط فخرجنا وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وصفنا خلفه فصلى وصلينا فلما انصرفنا قال المنافقون انظروا إلى هذا خرج
[ 39 ]
فصلى على علج نصراني لم يره قطا فأنزل الله (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) إلى آخر الآية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف . وعن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن النجاشي قد مات فصلوا عليه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابن خارجة قال لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم وفاة النجاشي قال إن أخاكم قد توفى فخرجنا فصففنا خلفه فصلينا وما نرى شيئا . رواه الطبراني في الكبير وفيه حمران بن أعين وثقه أبو حاتم وضفعه ابن معين وبقيه رجاله ثقات . وعن وحشى بن حرب قال لما مات النجاشي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه إن أخاكم النجاشي قد مات قوموا فصلوا عليه فقال رجل يارسول الله كيف نصلى عليه وقد مات في كفره فقال ألا تسمعون إلى قول الله (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل إليهم) إلى آخر الآية . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أبى داود الحرانى وهو ضعيف . وعن حذيفة بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه موت النجاشي فقال لاصحابه إن أخاكم النجاشي قد مات فمن أراد أن يصلى عليه فليصل عليه فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو الجثة فكبر عليه أربعا قلت رواه ابن ماجه خلا التكبير رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . (باب الصلاة على من عليه دين) عن جابر قال توفى رجل فغسلناه وكفناه وحنطناه ثم أتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على فقلنا تصلى عليه فخطا خطوة ثم قال أعليه دين قلت ديناران فانصرف فتحملها أبو قتادة فأتيناه فقال أبو قتادة الديناران على فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قداو في الله حق الغريم وبرئ منها الميت قال نعم فصلى عليه ثم قال بعد ذلك بيوم ما فعل الديناران قلت إنما مات من الامس قال فعاد إليه من الغد قال قد قضيتهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن بردت عليه جلدته قلت رواه أبو داود باختصار رواه أحمد والبزار وإسناده حسن . وعن عيسى بن صدقة بن عباد اليشكر قال دخلت مع أبى عيسى على أنس بن ملك فقلنا حدثنا حديثا ينفعنا الله به فسمعته يقول من استطاع منكم أن يموت ولا عليه دين فليفعل فانى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة رجل وعليه دين فقال لا أصلى عليه حتى تضمنوا دينه فان صلاتي عليه تنفعه فلم يضمنوا دينه ولم يصل عليه وقال إنه مرتهن في قبره . رواه أبو يعلى وعيسى وثقه أبو حاتم وضعفه غيه . وعن أنس أن النبي صلى الله
[ 40 ]
عليه وسلم أتى بجنازة ليصلى عليها قال هل عليه دين قالوا نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن جبريل نهانى أن أصلى على من عليه دين فقال إن صاحب الدين مرتهن في قبره حتى يقضى دينه عنه . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة فقام يصلى عليها قالوا عليه دين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا بصاحبكم فصلوا عليه فقال رجل على دينه فصلى عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وأتى برجل يصلى عليه فقال هل على صاحبكم دين قالوا نعم قال فما ينفعكم أن أصلى على رجل روحه مرتهن في قبره لا تصعد روحه إلى السماء فلو ضمن رجل دينه قمت فصليت عليه فان صلاتي تنفعه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالحميد بن أمية وهو ضعيف . وعن أبى قتادة قال أتى بجنازة فقال النبئ صلى الله عليه وسلم هل على صاحبكم دين قالوا نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على صاحبكم فقال رجل هو على فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله العمرى وفيه كلام وبقية رجال ثقات . وعن ابن عمر قال مات ميت فمروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه للصلاة عليه فقال عليه صاحبكم دين قالوا نعم يارسول الله ديناران قال صلوا على صاحبكم فقال رجل من قرابته هو على يارسول الله قال هو عليك وهو بربئ منه قال نعم فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه بعد فقال ما صنعت قال ما فرغت قال برد على صاحبك ثم عجل قضاءه ثم لقيه فقال قد قضيته يارسول الله قال الآن حين بردت على صاحبك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه أبو زرعة وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال توفى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين دينا عليه ليس له وفاء فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه وقال صلوا على صاحبكم فقام إليه أبو قتادة فقال أنا أقضى عنه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عتبة الكندى ولم أعرفه . وعن أسماء بنت يزيد قالت دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازه رجل من الانصار فلما وضع السرير تقدم نبى الله صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه ثم التفت فقال عليه صاحبكم دين قالوا نعم يارسول الله ديناران قال صلوا على صاحبكم فقال أبو قتادة أنا بدينه (1) يا نبى الله فصلى عليه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (1) كذا ومعنى الساقط ظاهر .
[ 41 ]
(باب) عن ابى أمامة قال توفى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا إلى داخلة إزاره فأصيب دينار أو ديناران فقال كتيان صلوا على صاحبكم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . ويأتى في الزهد وغيره أحاديث من هذا إن شاء الله . (باب الصلاة على أهل المعاصي) عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له إنا مدلجون فلا تدلجن مصعب ولا مضعف فأدلج رجل على ناقة له صعبة فسقط فاندقت فخذه فمات فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه ثم أمر مناديا ينادى في الناس إن الجنة لا تحل لعاص ثلاث مرات . رواه أحمد والطبراني في الكبير وأسناد أحمد حسن . وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها فأمر المنادى فنادى من كان مضعفا معنا فليرجع فجعل الناس يتراجعون حتى بالغوا مضيقا من الطريق فوقصت برجل ناقته فقتلته فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما شأنكم أو ما حبسكم قالوا يارسول الله فلان أتى المضيق من الطريق فوقصته (1) ناقته فقتلته فدعوه نصلى عليه فأتى فأمر مناديا فنادى إن الجنة لا تحل لعاص ألا وإن الحمر الاهلية حرام وكل ذى ناب أو قال ظفر . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبى سليم وهو مدلسن ولكنه ثقة . وعن عمران بن حصين رضى الله عنه أن رجلا أعتق عند موته ستة رجله له فجاء ورثته من الاعراب فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فقال أو فعل ذلك وقال لو اعلمتنا إن شاء الله ما صلينا عليه قلت هو في الصحيح باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب الصلاة على أهل لا إله إلا الله) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على زانية ماتت في نفاسها وولدها . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن زياد صاحب نافع ولم أجد من ترجمه . وعن عطاء بن السائب عن أبيه عن جده قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على بئر فيها أسود ميت قال فأشرف في البئر فإذا هو ملقى في البئر فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ماله ملقى في البئر قالوا يارسول الله إنه كان جافى الدين يصلى أحيانا وأحيانا لا يصلى قال ويحكم (1) الوقص : كسر العنق .
[ 42 ]
أخرجوه فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وكفن وقال احملوه وقال إن كادت الملائكة لتسبقنا قال وصلى عليه . رواه الطبراني في الكبير وعطاء فيه كلام وراوية لايعرف . وعن أنس قال كان غلام شاب يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال تشهد أنه لا إله إلا الله وأنى رسول الله قال فجعل ينظر إلى أبيه فقال له قل كما يقول لك محمد قال فقبل ثم مات فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا على أخيكم . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . (باب النهى عن الصلاة على المنافقين) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يصلى على عبدالله بن أبى فأخذ جبريل بثوبه فقال لا تصلى على أحد منهم ولا تقم على قبره . رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشى وفيه كلام وقد وثق . وعن حذيفة قال دعى عمر لجنازة فخرج فيها أو يريدها فتعلقت به فقلت إجلس يا أمير المؤمنين فانه من أولئك فقال نشدتك بالله أنا منهم قال لا ولا أبرئ أحدا بعدك . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب كل أحد يدفن في التربة التى خلق منها) عن أبى سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا فسأل عنه فقالوا حبشيا قدم فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التى خلق منها . رواه البزار وفيه عبدالله والدعلى بن المدينى وهو ضعيف . وعن أبى الدرداء قال مربنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر قبرا فقال ما تصنعون فقلنا نحفر قبرا لهذا الاسود فقال جاءت به منيته إلى تربته . قال أبو أسامة تدرون يا أهل الكوفة لم حدثتكم بهذا الحديث لان أبا بكر وعمر خلقا من تربة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الاحوص بن حكيم وثقه العجلى وضعفه الجمهور . وعن ابن عمر أن حبشيا دفن بالمدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن بالطينة التى خلق منها . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف . (باب في اللحد) عن عائشة وابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحد له لحد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن بريدة قال ألحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونصب عليه اللبن نصبا وأخذ من قبل القبلة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى الحمانى وفيه كلام . وعن أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما توفى آدم غسلته الملائكة بالماء وتراو لحد له وقالت
[ 43 ]
هذه سنة آدم وولده . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون وفى بعضهم كلام . (باب في دفن الميت) عن أنس أن رقية رحمها الله لما ماتت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لايدخل القبر رجل فارق أهله فلم يدخل عثمان عليه السلام القبر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يدخلون الميت من قبل القبلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن خراش وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن صفوان بن عمرو السكسكى قال خرجنا في جنازة فإذا أهلها يدخلونها القبر من قبل القبلة فقال كرب اليحصبى قال النعمان بن بشير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل بيت بابا وباب القبر من تلقاء رجليه . رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم يعرفوا . وعن محمد قال كنت مع أنس بن مالك في جنازة فأمر بالميت فسل من قبل رجل القبر . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال من السنة أن يبدؤا بدفن الميت وأن يلقى التراب من قبل القبلة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيدة بن حسان وهو ضعيف . (باب الدفن بالليل) عن كثير بن عبدالله عن أبيه عن جده عن عبدالله ذى النجادين الذى هلك في غزوة تبوك في جوف الليل فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وقال لابي بكر وعمر دليا إلى أخاكما فلما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحده قال اللهم إنى راض عنه فارض عنه فقال أبو بكر والله لوددت أنى صاحب الحفرة . رواه الطبراني في الاوسط وكثير ضعيف . (باب دفن الشهداء في مصارعهم) عن أبى سعيد قال لما كان يوم أحد نادى منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ردوا القتلى إلى مضاجعهم . رواه البزار وإسناده حسن . (باب ما يقول عند ادخال الميت القبر) عن أبى أمامة قال لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى قال ثم قال لا أدرى أقال بسم الله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا فلما بنى عليها لحدها طفق يطرح إليهم الحبوب ويقول سدوا خلال اللبن ثم قال أما هذا ليس بشئ ولكنه يطيب نفس الحى . رواه أحمد وإسناده ضعيف . وعن ابن
[ 44 ]
سيرين أن أنس بن مالك شهد جنازة رجل من الانصار قال فاظهروا الاستغفار فلم ينكر ذلك أنس وأدخلوه من قبل رجل القبر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال سألت على بن أبى طالب فقلت يا أبا الحسن أيهما أفضل المشى خلف الجنازة أو أمامها فقال لى يا أبا سعيد ومثلك يسأل عن هذا إلى مثلى إنى رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها فقال رحمهما الله وغفر لهما والله لقد سمعا كما سمعنا ولكنهما كانا سهلين يحبان السهولة يا أبا سعيد إذا مشيت خلف أخيك المسلم فانصت وفكر في نفسك كأنك قد صرت مثله أخوك كان يشاحك على الدنيا خرج منها حزينا سليبا ليس له إلا ما تزود من عمل صالح فإذا بلغت القبر فجلس الناس فلا تجلس ولكن قم على قير قبره فقل بسم الله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم عبدك نزل بك وأنت خير منزول به خلف الدنيا خلف ظهره فاجعل ما قدم عليه خيرا مما خلف فانك قلت (وما عند الله خير للابرار) ثم احث عليه ثلاث حثيات . رواه البزار وفيه عبدالله بن أيوب وهو ضعيف . وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مات أحدكم فلا تحبسوه واسرعوا به إلى قبره . وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبرة . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبدالله البابلتى وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن ابن العلاء بن اللجلاج (1) قال قال لى أبى يا بنى إذا أنا مت فالحد لى لحدا فإذا وضعتني في لحدي فقل بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سن التراب على سنا (2) ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن واثلة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع الميت في قبره قال بسم الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع خلف قفاه مدرة وبين كتفيه مدرة وبين ركبتيه مدرة ومن ورائه أخرى . رواه الطبراني في الكبير وفيه بسطام بن عبد الوهاب وهو مجهول . وعن الحكم بن الحارث السلمى أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث غزوات قال قال لنا إذا دفنتموني ورششتم على قبري الماء فقوموا على قبري واستقبلوا القبلة وادعوالى . رواه الطبراني في الكبير وفيه عطية الدعاء ولم أعرفه . وعن قتادة أن أنسا دفن ابنا له فقال اللهم جاف الارض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وابدله دار اخيرا من داره . وراه الطبراني في الكبير ورجاله ثفات . (1) في الاصل " الكحلاح " . (2) أي ضعه وضعا سهلا .
[ 45 ]
(باب دفن الآثار الصالحة مع الميت) عن أنس رضى الله عنه أنه كانت عنده عصبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدفنت معه بين جيبه وقميصه . رواه البزار ورجاله موثقون . (باب تلقين الميت بعد دفنه) عن سعيد بن عبدالله الاودى قال شهدت أبا أمامة وهو في النزع فقال إذا أنا مت فاصنعوا بى كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلان فانه يسمعه ولا يجيب ثم يقول يا فلان بن فلانة فانه يستوى قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فانه يقول أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل إذ كرما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فان منكر أو نكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما قال رجل يارسول الله فان لم يعرف أمه قال فينسبه إلى حواء يا فلان بن حواء . رواه الطبراني في الكبير وفى إسناده جماعة لم أعرفهم . (باب رش الماء على القبر) عن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على قبر عثمان بن مظعون وأمر فرش عليه الماء . رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن شيخ البزار محمد بن عبدالله لم أعرفه . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه ابراهيم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني . (باب خطاب القبر) عن أبى الحجاج اليماني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القبر للميت حين يوضع فيه ويحك يا ابن آدم ما غرك بى ألم تعلم أنى بيت الفتنة وبيت الظلمة ما غرك إذ كنت تمر بي فدادا فان كان مصلحا أجاب عنه مجيب القبر أرأيت ان كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال فيقول القبر إنى إذا أعود عليه حضراو يعود جسده نور أو تصعد روحه إلى رب العالمين ، فقال له ابن عابديا أبا الحجاج وما الفداد قال الذى يقدم رجلا
[ 46 ]
ويؤخر أخى كمشيتك (1) يا ابن أخير أحيانا قال وهو يومئذ يلبس ويتهيأ . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبى مريم وفيه ضعف لاختلاطه . وعن أبى هريرة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس إلى قبر منها فقال ما يأتي على هذا القبر من يوم إلا وهو ينادى بصوت ذلق طلق (2) يا ابن آدم كيف نسيتني ألم تعلم أنى بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعنى الله عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أيوب بن سويد وهو ضعيف . (باب في ضغطة القبر) عن حذيفة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على شقته فجعل يردد بصره فيه ثم قال يضغط فيه المؤمن ضغطة تزول منها حمائله (3) ويملا على الكافر نارا فذكر الحديث ويأتى بتمامه في الزهد إن شاء الله . رواه أحمد وفيه محمد بن جابر وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله قال لما دفن سعد بن معاذ ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبح الناس معه طويلا ثم كبر وكبر الناس ثم قالوا يارسول الله لم سبحت قال لقد تضايق على هذا الرجل الصالح قبره حتى فرج الله عزوجل عنه . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه محمود بن محمد ابن عبدالرحمن بن عمرو بن الجموح قال الحسينى فيه نظر قلت ولم أجد من ذكره غيره . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناج منها لنجا منها سعد بن معاذ . رواه أحمد عن نافع عن عائشة ، وعن نافع عن إنسان عن عائشة ، وكلا الطريقين رجالها رجال الصحيح . وعن عائشة أم المؤمنين قالت دخلت على يهودية فحدثتني عن عذاب القبر قالت فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بقولها فلم يرجع إلى شيئا فلما كان بعد ذلك قال يا عائشة تعوذي بالله من عذاب القبر فانه لو نجا أحد نجا منه سعد بن معاذ ولكنه لم يزد على ضمة . قلت ذكر هذا في حديث طويل في عذاب القبر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم دفن سعد بن معاذ وهو قاعد على قبره قال لو نجا أحد من فتنة القبر أو مسألة القبر لنجا سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة ثم أرخى عنه . رواه الطبراني (1) في الاصل غير منقوطة . (2) أي فصيح بليغ . (3) أي عواتقه وصدره .
[ 47 ]
في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن أنس قال توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهتما شديد الحزن فحعلنا لا نكلمه حتى انتهينا إلى القبر فإذا هو لم يفرغ من لحده فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فحدث نفسه هنيهة وجعل ينظر إلى السماء ثم فرغ من القبر فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فرأيته يزداد حزنه ثم انه فرغ فخرج فرأيته سرى عنه وتبسم صلى الله عليه وسلم فقلنا يارسول الله رأيناك مهتما حزينا فلم نستطع أن نكلمك ثم رأيناك سرى عنك فلم ذلك قال كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب فكان ذلك يشق على فدعوت الله عز وجل أن يخفف عنها ففعل ولقد ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وإسناده ضعيف . وعن أبى أيوب أن صبيا دفن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أفلت أحد من ضمة القبر لافلت هذا الصبى رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على صبى أو صبية فقال لو كان أحد نجا من ضمة القبر لنجا هذا الصبى . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن نافع قال أتينا صفية بنت أبى عبيد فحدثتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن كنت لارى لو أن أحدا أعفى من ضغطة القبر لعفى سعد بن معاذ ولقد ضم ضمة . رواه الطبراني في الاوسط وهو مرسل وفى إسناده من لم أعرفه . (باب السؤال في القبر) عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتان القبر فقال عمر أترد علينا عقولنا يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتكم اليوم فقال عمر بقيه الحجر . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح وعن أبى سعيد الخدرى قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس إن هذه الامة تبتلى في قبورها فإذا الانسان دفن فتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده قال ما تقول في هذا الرجل فان كان مؤمنا قال أشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقول له صدقت ثم يفتح له باب إلى النار فيقول هذا كان منزلك لو كفرت بربك فأما إذ آمت بربك فهذا منزلك فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له أسكن ويفسح له في قبره وان كان كافرا أو منافقا يقول
[ 48 ]
له ما تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فيقول لادريت ولاتليت ولا اهتديت ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت بربك فان الله عزوجل أبدلك هذا ويفتح له باب إلى النار ثم يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلهم غير الثقلين فقال بعض القوم يارسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت . رواه أحمد والبزار وزاد في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء . ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه الامة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاء ملك شديد الانتهار فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول المؤمن أقول إنه رسول الله وعبده فيقول له الملك أنظر إلى مقعدك الذى كان لك في النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذى ترى من النار مقعدك الذى ترى من الجنة فيراهما كلاهما فيقول المؤمن دعوني أبشر أهلى فيقال له أسكن وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدرى أقول كما تقول الناس فيقال لادريت هذا مقعدك الذى كان لك في الجنة قد أبدلك الله مقعدك من النار ، قال جابر فيراهما جميعا فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد في القبر على ما مات عليه المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه قلت في الصحيح منه يبعث كل عبد على ما مات عليه فقط رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت جاءت يهودية استطعمت على بابى فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ما تقول هذه اليهودية قال وما تقول قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فانه لم يكن نبى إلا حذره أمته وسأحدثكموه بحديث لم يحذره نبى أمته إنه أعود وإن الله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن فأما فتنة القبر فبى تفتنون وعنى تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف فيقال فيم كنت فيقول في الاسلام فيقال
[ 49 ]
ما هذا الرجل الذى كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك منها وعلى اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث ان شاء الله وإذا كان الرجل السوء جلس في قبره فزعا مشعوفا (1) فيقال له ما كنت تقول فيقول لا أدرى فيقال له ما هذا الرجل الذى كان قبلكم فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرها وما فيها فيقال له انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث ان شاء الله ثم يعذب . رواه أحمد . وعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الي القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفى يده عود نيكث به في الارض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال ان العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل الله ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفى ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض قال فيصعدون بها فلا يمرون على ملامن الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن اسمائه التى كانو يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون لهم فيشيعهم من كل السماء مقربوها إلى السماء التى تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عزوجل اكتبوا كتاب عبدى في عليين وأعيدوه إلى الارض في (1) الشعف : شدة الخوف حتى يذهب بالقلب .
[ 50 ]
جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربى الله فيقولان ما دينك فيقول دينى الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذى بعث فيكم فيقول رسول الله فيقولان له ما عملك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذى بشرك هذا يومك الذى كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجئ بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلى ومالي وان العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة نزل ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت علي وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة الا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التى كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في شم الخياط) فيقول الله عزوجل اكتبوا كتابه في سجين في الارض السفلى ثم تطرح روحه طرحا ثم تلا (ومن يشرك بالله فكانما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق) فيعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدرى فينادى مناد من السماء ان كذب فافر شوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منثن الريح فيقول أبشر بالذى يسوؤك هذا يومك الذى كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الذى يأتي بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة قلت هو في الصحيح وغيره باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وعند أحمد في رواية عنه أيضا نحو هذا وزاد فيه فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب
[ 51 ]
منتن الريح فيقول ابشر بهوان من الله وعذاب مقيم فبشرك الله بالشر من أنت فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصيته فجزاك الله شرا ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شئ الا الثقلين . قال البراء ثم بفتح له باب إلى النار ويمهدله من فرش النار . وعن أسماء انها كانت تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت إذا دخل الانسان قبره فان كان مؤمنا أحف به عمله الصلاة والصيام قال فيأتيه الملك من نحو الصلاة فيرده ومن نحو الصيام فيرده فيناديه اجلس قال فيجلس فيقول له ما تقول في هذا الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال محمد قال أشهد انه رسول الله قال يقول على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث قال وان كان فاجرا أو كافرا قال جاءه ملك ليس بينه وبينه شئ يرده قال فاجلسه قال اجلس ماذا تقول في هذا الرجل قال أي رجل قال محمد يقول ما أدرى والله سمعت الناس يقولون شيئا فقلنه قال له الملك على ذلك عشت وعليه مت وعليه تعث وتسلط عليه دابة في قبره معها سوط تمر به جمرة مثل البعير تضربه ما شاء الله صماء لا تسمع صوته فترحمه قلت لها في الصحيح حديث غير هذا رواه احمد وروى الطبراني منه طرفا في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسي بيده انه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والاحسان إلى الناس من قبل رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ليس قبلى مدخل فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة ليس قبلى مدخل ويؤتى من قبل شماله فيقول الصوم ليس قبلى مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الحيرات إلى الناس ليس من قبلى مدخل فيقال له اجلس فيجلس وقد مثلث له الشمس للغروب فيقال له ما تقول في هذا الرجل الذى كان قبلكم يعنى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات من عند ربنما فصدقناه واتبعناه فيقال له صدقت وعلى هذا حييت وعلى هذا مت وعليه تبعث ان
[ 52 ]
شاء الله ويفسح له قبره مد بصره فذلك قول الله عزوجل (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) ويقال افتحوا له بابا إلى النار فيقال هذا كا ن منزلك لو عصيت الله عزوجل فيزداد غبطة وسرورا ويقال افتحوا له بابا إلى الجنة فيفتح له فيقال هذا منزلك وما أعده الله لك فيزداد غبطة وسرورا فيعاد الجلد إلى ما بدا منه ويجعل روحه (1) في نسم طير يعلق في شجر الجنة واما الكافر فيؤتى من قبل رأسه فلا يوجد شئ فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شئ فيجلس خائفا مرعوبا فيقال له ما تقول في هذا الرجل كان فيكم وما تشهد به فلا يهتدى لاسمه فيقال محمد صلى الله عليه وسلم فيقولون سمعت الناس يقولون شيئا فقلت كما قالوا فيقال له صدقت على هذا حييت وعليه مت وعليه تبعث ان شاء الله ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فذلك قول الله عزوجل (ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا) فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة فيقال له هذا كان منزلك وما اعد الله لك لو اطعته فيزداد حسرة ثبورا ثم يقال افتحوا له بابا إلى النار فيفتح له إليها يقال هذا منزلك وما أعد الله لك فيزداد حسرة وثبورا . قال أبو عمر يعنى الضربر قلت لحماد بن سلمة كان هذا من أهل القبلة قال نعم قال أبو عمر كانه يشهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . ولابي هريرة في الاوسط أيضا رفعه قال يؤتى الرجل في قبره فإذا أتى من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتى من قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتى من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد والصبر حجره فقال أما انى لو رأيت خليلا كنت صاحبه . وروى البزار طرفا منه . وعن ابى حازم عن ابى هريرة أحسبه رفعه قال ان المؤمن ينزل به الموت ويعاين ما يعاين فود لو خرجت يعنى نفسه والله يحب لقاءه فان المؤمن يصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن معارفهم من أهل الارض فإذا قال تركت فلانا في الدنيا اعجبهم ذلك وإذا قال ان فلانا قد مات قالوا ما جئ به الينا وان المؤمن يجلس في قبره فيسأل من ربه فيقول ربى الله فيقول من نبيك فيقول نبيى محمد صلى الله عليه وسلم قال فما دينك قال دينى الاسلام فيفتح له (1) الروح تذكر وتؤنث .
[ 53 ]
باب في قبره فيقول أو يقال انظر إلى مجلسك ثم يرى القبر فانما كانت رقدة فإذا كان عدو الله نزل به الموت وعاين ما عاين فانه يحب أن لا تخرج روحه أبدا والله يبغض لقاءه فإذا جلس في قبره أو أجلس فيقال من ربك فيقول لا أدرى فيقال لادريت فيفتح له باب من جهنم ثم يضرب ضربة تسمع كل دابة الا الثقلين ثم يقال له نم كما ينام المنهوش ، فقلت لابي هربرة ما المنهوش قال الذي تنهشه الدواب والجنادب ثم يضيق عليه قبره قلت في الصحيح طرف منه رواه البزار ورجاله ثقات خلا سعيد بن بحر القراطيسى فانى لم أعرفه . وعن عائشة رضى الله عنها قالت قلت يارسول الله تبتلي هذه الامة في قبورها فكيف بى وأنا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفى الآخرة قلت لها حديث غير هذا في الصحيح رواه للبزار ورجاله ثقات . وعن ابى رافع رضى الله عنه قال بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد وأنا أمشى خلفه إذ قال لاهديت ولا اهتديت لاهديت ولا اهتديت ولاهديت ولا اهتديت قال أبو رافع مالى يارسول الله قال لست أريدك ولكن أريد صاحب هذا القبر سئل عنى فزعم أنه لا يعرفني فإذا قبر مرشوش عليه ماء حين دفن صاحبه . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن أيوب بن بشير عن أبيه قال كانت ثائرة (1) في بنى معاوية فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم فالتفت إلى قبر فقال لادريت فقيل له فقال ان هذا يسأل عنى فقال لا أدري . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عمر بن محمد بن صهبان وهو ضعيف . وعن ابى رافع رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالليل يدعو بالبقيع ومعه أبو رافع فدعا بما شاء الله أن يدعو ثم انصرف مقبلا فمر على قبر فقال اف اف اف فقال له أبو رافع يارسول الله بابى انت وامى ما معك غيرى فمنى اففت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ولكني اففت من صاحب هذا القبر الذي سئل عنى فشك في . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم اعرفه . وعن ابى هريرة رضى الله عنه (1) في الاصل غير منقوطة .
[ 54 ]
قال شهدنا حنازة مع نبى الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من دفنها وانصرف الناس قال نبى الله صلى الله عليه وسلم انه الآن يسمع خفق نعالكم اتاه نكير ومنكر اعينها مثل قدور النحاس وانيابهما مثل صياصى البقر واصواتهما مثل الرعد فيجلسانه فيسألانه ما كان يعبد ومن كان نبيه فان كان ممن يعبد الله قال كنت اعبد الله ونبيى محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات فآمنا به واتبعناه فذلك قول الله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) فيقال له على اليقين حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى الجنة ويوسع له في حفرته وان كان من اهل الشك قال لا ادرى سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقال له على الشك حييت وعليه مت وعليه تبعث ثم يفتح له باب إلى النار ويسلط عليه عقارب وتنانين لو نفخ احدهم في الدنيا ما نبتت شيئا تنهشه وتؤمر الارض فتضمه حتى تختلف أضلاعه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة قلت وفيه كلام . وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دفن الميت سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله قال إذا حدثتكم بحديث انبئكم بتصديق ذلك ان المؤمن إذا مات جلس في قبره فيقال من ربك ما دينك من نبيك فيقول ربى الله وديني الاسلام ونبيى محمد صلى الله عليه وسلم فيوسع له في قبره ويفرج له فيه ثم قرأ عبدالله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين) رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه يعنى مدبرين . رواه البزار واسناده حسن . وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال اسم الملكين اللذين يأتيان في القبر منكر ونكير وكان اسم هاروت وماروت وهما في السماء عززا وعزيزا . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . (باب في العذاب في القبر) عن عائشة رضى الله عنها أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية وقاك الله عذاب القبر قالت فدخل رسول
[ 55 ]
الله صلى الله عليه وسلم على فقلت يارسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة قال لاوعم ذاك قالت هذه يهودية لا نصنع إليها شيئا من المعروف إلا قالت وقاك الله عذاب القبر قال كذبت يهودهم على الله كذب لا عذاب دون يوم القيامة قالت ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم بنصف النهار مشتملا بثوبه محمرة عيناه وهو ينادى بأعلى صوته أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فان عذاب القبر حق قلت هو في الصحيح باختصار رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم محلا لبنى النجار فسمع أصوات رجال من بنى النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر . رواه احمد والبزار . وقال الطبراني في الاوسط عن جابر قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبور نساء من بنى النجار هلكوا في الجاهلية فسمعهم يعذبون في القبور في النميمة . ورجال احمد رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرسل على الكافر حيتان واحدة من قبل رأسه والاخرى من قبل رجليه يقرصانه قرصا كلما فرغتا عادتا إلى يوم القيامة . رواه احمد وإسناده حسن . وعن أبي سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تلدغه حتى تقوم القيامة ولو أن تنينا منها تفخ في الارض ما أنبثت خضرا . رواه احمد وابو يعلى موقوفا وفيه دراج وفيه كلام وقد وثق . وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال المؤمن في قبره في روضة ويرحب له قبره سبعين ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية (فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في قبره والذى نفسي بيده إنه ليسلط عليهم تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما النين قال تسع وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسونه ويخدشونه إلى يوم القيامة . رواه أبو يعلى وفيه دراج وحديثه حسن واختلف فيه . وعن أنس
[ 56 ]
رضى الله عنه قال بيما رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لابي طلحة يبرز لحاجته قال وبلال يمشى وراءه يكرم نبى الله صلى الله عليه وسلم أن يمشى إلى جنبه فمر نبى الله صلى الله عليه وسلم بقبر فقام حتى تم إليه بلال فقال ويحك يا بلال هل تسمع ما أسمع قال ما أسمع شيئا قال صاحب القبر يعذب فسأل عنه فوجد يهوديا . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس رضى الله عنه قال أخبرني من لا أتهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال يمشيان بالبقيع إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال هل تسمع ما أسمع قال والله يارسول الله ما أسمعه قال ألا تسمع أهل هذه القبور يعذبون يعنى قبور أهل الجاهلية . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أم ميسر قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حوائط بنى النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية فسمعهم يعذبون فخرج وهو يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر قالت قلت يارسول الله وإنهم ليعذبون في قبورهم قال نعم عذابا تسمعه البهائم . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو يسير على راحلته فنفرت قلت يارسول الله ما شأن راحلتك نفرت قال إنها سمعت صوت رجل يعذب في قبره فنفرت لذلك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن عبدالله يعنى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى ان البهائم تسمع أصواتهم . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن أبى أمامة رضى الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد فلما مر ببقيع الغرقد قال إذا بقبرين دفنوا فيهما رجلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفنتم ههنا اليوم قالوا يارسول الله وما ذاك قال أما أحدهما فكان يمشى بالنميمة وأما الآخر فكان لايتنره من البول وأخذ جريدة فشقها ثم جعلها على القبرين قالوا يا نبى الله ولم فعلت ذاك قال ليخفف عنهما قالوا يا نبى الله وحتى متى يعذبان قال غيب لا يعلمه إلا الله ولولا تجافى قلوبكم وتزيدكم في الحديث سمعم ما أسمع . رواه الطبراني في الكبير وفيه على بن يزيد وفيه كلام . وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول
[ 57 ]
الله صلى الله عليه وسلم مر يوما بقبور ومعه جريدة رطبة فشقها باثنتين ووضع واحدة على قبر والاخرى على قبر آخر ثم مضى فقلنا يارسول الله لم فعلت ذلك فقال أما أحدهما فكان يعذب في النميمة وأما الآخر فكان لا يتقى البول ولن يعذبا مادامت هذه رطبة . رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن ميسرة وهو ضعيف وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال بينا أسير بحبنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني يا عبدالله اسقنى فلا أدرى أعرف اسمى أو دعاني بدعاية العرب وخرج رجل في ذلك الحفير في يده سوط فناداني لا تسقه فانه كفر ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم مسرعا فأخبرته فقال لى أو قد رأيته قلت نعم قال ذاك عدو الله أبو جهل بن هشام وذاك عذابه إلى يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر فقال ائتونى بجريدتين فجعل إحداهما عند رأسه والاخرى عند رجليه فقيل يارسول الله أينفعه ذلك قال لن يزال يخفف عنه بعض عذاب القبر مادام فيهما ندو . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن يعلى بن سيابة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر فقال إن صاحب هذا القبر يعذب في غير كبير ثم دعا بجريدة فوضعها على قبره فقال لعله يخفف عنه مادامت رطبة . رواه احمد وفيه حبيب بن أبى حبيرة قال الحسينى مجهول . وعن معاوية قال إن تسوية القبر من السنة قد رفعت اليهود (1) وانصاري فلا تشبهوا بهما . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عثمان بن عبدالرحمن قال أخبرني أخي قال أصيب أبوك عبدالرحمن مع . ابن الزبير فأمر به ابن الزبير فدفن في مسجد الكعبة ثم أمر الخيل على قبره لئلا يرى أثره . رواه الطبراني في الكبير ، وعثمان ضعفه الدارقطني . (باب زيارة القبور) عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى (1) " اليهود " غير موجودة في الاصل .
[ 58 ]
نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فان فيها عبرة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فان لكم فيها عبرة . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى ابن المتوكل وهو ضعيف . وعن ابن سعيد الخدرى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن لحوم الاضاحي فوق ثلاث فكلوا وادخروا ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الرب ونهيتكم عن الاوعية فانتبذوا وكل مسكر حرام . رواه البزار واسناده رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة رضى الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم رخص فيها أخسبه قال فانها تذكر الآخرة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن زيد بن الخطاب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة نحو المقابر فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو قبر فرأيناه كانه يناجي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع من عينيه فتلقاه عمر وكان أولنا فقال بأبى أنت وأمي ما يبكيك قال انى استأذنت ربى في زيارة قبر أمي وكانت والدة ولها قبلى حق فأردت أن استغفر لها فنهاني قال ثم اومأ الينا أن اجلسوا فجلسنا فقال إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن شاء منكم أن يزور فليزر وإنى نهيتكم عن لحوم الاضاحي فوق ثلاثة أيام فكلوا وادخروا ما بدالكم وانى نهيتكم عن ظروف ونهيتكم عن ظروف فانتبذوا فان الآنية لا تحل شيئا ولا تحرمه واجتنبوا كل مسكر . رواه الطبراني في الكبير وفى اسناده من لم اعرفه . قلت وتأتى احاديث من هذا النوع في الشربة ان شاء الله . وعن على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور وعن الاوعية وان تحبس لحو الاضاحي بعد ثلاث ثم قال انى كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانهما تذكركم الآخرة ونهيتكم عن الاوعية فاشربوا فيها واجتنبوا ما أسكر ونهيتكم عن لحوم الاضاحي ان تحتبسوا فوق ثلاث فاحتبسوا ما بدا لكم قلت في الصحيح طرف منه رواه أبو يعلى واحمد وفيه ربيعة بن التابعة قال البخاري لم يصح حديثه عن على في الاضاحي . وعن زبد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زواروا القبور ولا تقولوا هحرا
[ 59 ]
رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن كثير بن مروان وهو ضعيف جدا . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا ونهيتكم عن لحوم الاضاحي بعد ثلاث فكلوا وامسكوا ونهيتكم عن النبيذ فاشربوا ولا تشربوا مسكرا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه النضر أبو عمر وهو ضعيف جدا . قلت وتأتى بقية هذه الاحاديث في الاضاحي والاشربة ان شاء الله . وعن ثوبان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليهم واستغفارا لهم ونهيتكم عن لحوم الاضاحي بعد ثلاث فكلوا منها وادخرو أو نهيتكم عما ينبذ في الدباء والحنتم والنقير (1) فانتبذوا وانتفعوا بها . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة الرجى وهو ضعيف . وعن عائشة رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث نهيتكم عنها زيارة القبور ولحوم الاضاحي فوق ثلاث ونبذ في المزفت والحنتم والنقير الا فزوروا اخوانكم وسلموا عليهم فان فيهم عبرة الا ولحوم الاضاحي فكلوا منها وادخروا الا وكل مسكر خمر الا وكل خمر حرام قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن عبد الجبار الا محمد بن أبى الخصيب قلت ولم أجد من ذكره . وعن أبى مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى على أهل البقيع فصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ثلاث مرات . رواه أحمد مطولا ويأتى ان شاء الله في الوفاء في علامات النبوة . ولفظه عند البزار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه ذات ليلة فقال يا أبا مويهبة أمرت أن استغفر لاهل البقيع فانطلقت فلما أتى البقيع قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه لو تدرون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن . واسناد أحمد والبزار كلاهما ضعيف . وعن ابن عمر رضى الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى الجبان ماشيا وأبو بكر وعمر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وزاد فيه ويرجع ماشيا . وفى اسناده من لم أعرفه . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زار قبر ابويه أو أحدهما كل جمعة غفر له وكتب برا . رواه (1) الحنتم : جرار مدهونة خضر ، والنقير : وعاء يصنع من أصل النخلة .
[ 60 ]
الطبراني في الاوسط والصغير وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف . وعن على رضى الله عنه قال الخروج إلى الجبان في العيدين من السنة . وراه الطبراني في الاوسط وفيه الحارث وهو ضعيف . وعن ابن أبى مليكة قال توفى يعنى عبدالرحمن ابن أبى بكر بالحبش فلما حجت عائشة أتت قبره فقالت : وكنا كندمانى جذيمة حقبة * * * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كانى ومالكا * * * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا أما والله لو شهدتك ما زرتك ولدفنتك حيث مت . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب ما يقول إذا زار القبور) عن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع بقيع الغرقد فقال السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين ورحم الله المستقدمين وانا ان شاء الله لاحقون يعنى بكم . رواه البزار وفيه غالب بن عبدالله وهو ضعيف . وعنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه فقال أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد الا ردوا عليه إلى يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بلال الاشعري ضعفه الدارقطني . وعن مجمع بن حارثة قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة من بنى عمرو بن عوف حتى انتهى إلى المقبرة فقال السلام على أهل القبور ثلاث مرات من كان منكم من المؤمنين والمسلمين أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع عافانا الله واياكم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط فيه اسماعيل بن عياش وفيه كلام وقد وثق . وعن بشير بن الخصاصية قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلحقته بالبقيع فسمعته يقول السلام على أهل الديار من المؤمنين وانقطع شسعى فقال أنعش قدمك فقلت يارسول الله طالت عزوبتي ونأيت عن دار قومي فقال يا بشير ألا تحمد الله الذى أخذ بناصيتك من بين ربيعة قوم يرون لولا أنهم انكفت الارض بمن عليها . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . وله طريق عند أحمد تأتى في المناقب ان شاء الله .
[ 61 ]
(باب البناء على القبور والجلوس عليها وغير ذلك) عن أم سلمة رض الله عنها قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر أو يجصص . رواه أحمد وزاد في رواية مرسلة أو يجلس عليه . وفى الاسنادين ابن لهيعة وفيه كلام وقد وثق . وعن أبى سعيد رضى الله عنه قال نهى نبى الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبور أو يقعد عليها قلت روى ابن ماجه النهى عن البناء عليها فقط رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن عمارة بن حزم قال رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على قبر فقال يا صاحب القبر انزل من على القبر لا تؤذى صاحب القبر ولا يؤذيك . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وقد وثق . (باب المشى على القبور) عن عبدالله يعنى ابن مسعود رضى الله عنه قال لان أطأ على جمرة أحب الي من أن أطأ على قبر مسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وفيه كلام . (باب المشى بين القبور في النعال) عن عصمة قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل يمشى في نعليه بين المقابر فقال يا صاحب السبيبة اخلع نعليك . رواه الطيرانى في الكبير وإسناده ضعيف
[ 62 ]
كتاب الزكاة بسم الله الرحمن الرحيم (باب فرض الزكاة) عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا وعروا الا بما يصنع أغنياؤهم ألا وان الله يحاسبهم حسابا شديد أو يعذبهم عذابا أليما . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وقال تفرد به ثابت بن محمد الزاهد . قلت ثابت من رجال الصحيح وبقية رجاله وثقوا وفيهم كلام . وعن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للاغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التى فرضت لنا عليهم فيقول الله تعالى وعزتي وجلالي لادنينكم ولا باعدنهم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه الحارث بن النعمان وهو ضعيف . وعن علقمة رضى الله عنه انهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم ان تمام اسلامكم أن تؤدوا زكاة أموالكم . رواه البزار والطبراني في الكبير ولفظ الكبير ان من تمام وفيه من لايعرف . وعن أبي الدرداء رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الزكاة قنطرة الاسلام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون الا أن بقية مدلس وهو ثقة . وعن حذيفة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ثمانية أسهم الاسلام سهم والصلاة سهم والصيام سهم والزكاة سهم وحج البيت سهم والامر بالمعروف سهم والنهى عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لاسهم له . رواه البزار وفيه يزيد بن عطاء وثقه أحمد وضعفه جماعة . قلت وقد تقدم في الايمان أحاديث نحو هذا . وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال أمرنا باقام الصلاة وايتاء الزكاة ومن لم يزك فلا صلاة له . رواه الطبراني في الكبير وله اسناد صحيح . وعن أبى ذر رضى
[ 63 ]
الله عنه قال يسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الابل صدقتها وفى الغنم صدقتها وفى البر صدقته . رواه أحمد وفيه راو لم يسم . وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بطبق يكتب فيه مالا يضل أمته من بعده فخشيت أن تفوتني نفسه قال قلت انى أحفظ وأعي قال أوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم قلت رواه أبو داود باختصار رواه أحمد وفيه نعيم بن يزيد ولم يرو عنه غير عمر بن الفضل . وعن أنس بن ملك رضى الله عنه قال أتى رجل من بنى تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله انى ذو مال كثير وذو أهل ومال وحاضرة فاخبرني كيف أصنع وكيف أنفق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الزكاة من مالك فانها طهرة تطهرك وتصل أقربائك وتعرف حق المسكين والجار والسائل فقال يارسول الله أقلل لى فقال آت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا فقال يارسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه سلم نعم إذا اديتها إلى رسولي فقد برئت منها ولك أجرها وإثمها على من بدلها . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن بريدة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ما أسلموا عليه من أرضهم ورفيقهم وماشيتهم وليس عليه فيه الا الصدقة . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط الا انهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الذمة لهم ما أسلموا عليه . وفيه لبث بن أبى سليم وقد وثق ولكنه مدلس . وعن جابر رضى الله عنه قال قال رجل من القوم يارسول الله أرأيت إن أدى الرجل زكاة ماله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن وإن كان في بعض رجاله كلام . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال سمعت من عمر بن الخطاب حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعته منه وكنت أكثرهم لزوما لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلف مال في بر ولابحر إلا بحبس الزكاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حصنوا أموالكم بالزكاة وداو وامرضاكم بالصدقة وأعدوا لليلاء الدعاء . رواه
[ 64 ]
الطبراني في الاوسط والكبير فيه موسى بن عمير الكوفى وهو متروك . وعن أنس بن ملك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مانع الزكاة يوم القيامة في النار . رواه الطبراني في الصغير وفيه سنان بن سعد وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل مال وان كان تحت سبع أرضين تؤدوا زكاته فليس بكنز وكل مال لا تؤدوا زكاته وان كان ظاهرا فهو كنز قلت هو في الصحيح بنحوه ولكنه موقوف على ابن عمر رواه الطبراني في الاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف . وعن أبى شداد رجل من أهل عمان قال جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله وأدوا الزكاة وخطوا المساجد كذا وكذا وإلا غزوتكم . قال أبو شداد فلم نجد من يقرأ علينا ذلك الكتاب حتى أصبنا غلاما يقرأ فقرأ علينا قال عبد العزيز فقلت لابي شداد من كان على عمان يومئذ قال سوار من أساور كسرى . رواه البزار وهو مرسل وفيه من لايعرف . وعن ثوبان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك بعده كنزا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يتبعه يقول ويلك ما أنت يقول أنا كنزك الذى كنزت فلا يزال حتى يلقم يده ثم يتبعه سائر جسده . رواه البزار وقال إسناده حسن ، قلت ورجاله ثقات . ورواه الطبراني في الكبير . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خالطت الصدقة أو قال مالا الا أفسدته . رواه البزار وفيه عثمان بن عبدالرحمن الجمحى قال أبو حاتم يكتب حديثه ولا بحتج به . وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهرت لهم الصلاة فصلوها وخفيت لهم الزكاة فأكلوها أولئك هم المنافقون . رواه البزار وفيه عبدالله بن ابراهيم الغفاري وهو ضعيف . وعن ابن الزبير رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مامن صاحب ابل لايؤدي حقها في رسلها ونجدتها (1) الاجئ يوم القيامة حتى تبطح لها بقاع قرقر (2) تطؤه بأخفافها كلما نفدت أولاها اعتدت عليه أخراها (3) حتى (1) أي في الشدة والرخاء (2) أي مكان مستوى (3) في الاصل هنا " نفدت أخراها اعتدت عليه أخراها " والتصحيح مما سيأتي .
[ 65 ]
يقضى بين الناس ويرى سبيله . رواه البزار ورجاله ثقلت . وعن ابن الزبير رضى الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ابل الا يؤتى بها يوم القيامة إذا لم يكن يؤدي حقها فتمشى عليه بقاع تطؤه بأخفافها ويؤتى بصاحب البقر إذا لم يكن يؤدي حقها فتمشى عليه تطؤه بأظلافها ليس فيها جماء (1) ولا مكسورة القرن ويؤتى بصاحب الغنم إذا لم يكن يؤدي حقها فتمشى عليه بقاع فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا مكسورة القرن ويؤتى بصاحب الكنز فيمثل له شجاعا أقرع فلا يجد شيئا فيدخل يده في فيه . رواه الطبراني بطوله وروى البزار طرفا منه ورجاله موثقون . وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان يؤمن بالله ورسوله فليؤد زكاة ماله ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل حقا أو ليسكت ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليكرم ضيفه . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبدالله البابلتى وهو ضعيف . وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس بخمس قيل يارسول الله وما خمس بخمس قال ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلافشا فيهم الموت ولامنعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ولاطففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأخذوا بالسنين (2) . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسحاق بن عبدالله ابن كيسان المروزي لينه الحاكم وبقية رجاله موثقون وفيهم كلام . وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على الناس زمان قلوبهم قلب العجم قلت وما قلب العجم قال حب الدنيا قلوبهم قلوب العجم قلت وما قلوب العجم قال سنتهم سنة الاعراب ما أتاهم من رزق جعلوه في الحيوان يرون الجهاد ضررا والزكاة مغرما . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله موثقون . وعن عبدالله بن مسعود قال من كسب طيبا خبثته منع الزكاة ومن كسب خبيثا لم تطيبه الزكاة . رواه الطبراني في الكبير واسناده منقطع . وعنه قال لا يكون رجل يكنر فيمس درهم درهما ولا دينار دينارا يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم عل حدته . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن بريدة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منع (1) الجماء : التى لاقرن لها . (2) أي أقحطوا وأجدبوا .
[ 66 ]
قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين . وراه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فمر على بئر يسقى عليها فقال ان صاحب هذه البئر يحملها يوم القيامة إن لم يؤد حقها وأتى على غنم فقال إن صاحب هذه الغنم يفعل به كذا وكذا إن لم يؤد حقها وأنى على ابل فقال مثل ذلك فقلت يارسول الله أي المال خير قال ليس في المال خير قلت مما تعبنا قال الخادم يخدمك فإذا صلى فهو أخوك أو فرسك تجاهد عليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عدي بن الفضل وهو متروك . وعن أبى ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بجمع الصدقة فجعل الرجل يجئ بقدر ماله وبصدقته فيكتب فقال يا أبا ذر ما تبكي قلت ذهب المكثرون بالاجر قال كيف قلت يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويجدون ما يتصدقون ولانجد فقال بل المكثرون هم الاسفلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وقليل ماهم قلت كيف يارسول الله قال انه ما من صاحب ابل لايؤدي زكاتها في رسلها ونجدتها الا أتت يوم القيامة بقاع قرقر تطؤه أخفافها كلما نقد أولاها عاد عليه أخراها حتى يقضى بين الناس قلت فاخيل يارسول الله قال الخيل لثلاثة رهط من اتخذها نجدة في سبيل الله كان له عسرها ويسررها وايم الله لو قطعت رحاما فأسندت شرفا أو شرفين هبطت على روضة خضراء ومن اتخذها أشرا كانت عليه وبالا يوم القيامة قالوا فالحمر يا نبى الله قال ما أنزل الله فيها شيئا إلا آية الفاذة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) . قلت رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن ميمون بن مهران قال قيل لابن عمر إن زيد بن حارثة قد مات فقال رحمه الله فقيل يا أبا عبدالرحمن إنه قد ترك مائة الف فقال لكنها لم تتركه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح (1) . (باب زكاة الحلى) عن عمرو بن يعلى بن مرة الثقفى قال أنى النبي صلى الله عليه وسلم رجل عليه خاتم من (1) بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من لسخه الاصل بخط المصنف في السابع والعشرين كما في هامش الاصل .
[ 67 ]
ذهب عظيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتزكي هذا قال يارسول الله فما زكاة هذا قال جمرة عظيمة عليه . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أن لفظه عن يعلى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفى يدى خاتم من ذهب فذكر نحوه وفيه عثمان بن يعلى ولم يرو عنه غير أبيه . وعن أسماء بنت يزيد قالت دخلت أنا وخالتي على النبي صلى الله عليه وسلم وعليها أسورة من ذهب فقال لنا أتعطيان زكاته قالت فقلنا لاقال أما تخافا أن يسور كما الله أسورة من نار أدياز كاته قلت لاسماء حديث رواه أبو داود في الخاتم من غير ذكر زكاة رواه أحمد وإسناده حسن . وعن عمران الثقفى عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه خاتما من ذهب فقال أتزكيه فقال وما زكاته قال جمرة عظيمة . رواه الطبراني في الكبير فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن محمد بن زياد قال سمعت أبا أمامة وهو يسأل عن حلية السيوف أمن الكنوز هي قال نعم هي من الكنوز فقال رجل هذا شيخ أحمق قد ذهب عقله فقال أبو أمامة أما انى ما أحدثكم إلا ما سمعت . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن مسعود أنه قال وسألته امرأة عن حلى لها أفيه زكاة قال إذا بلغ مائتي درهم فزكيه قالت ان في حجري أيتاما أفأدفعه إليهم قال نعم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ولكن ابراهيم لم يسمع من ابن مسعود . (باب زكاة أموال الايتام) عن أنس بن ملك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة . رواه الطبراني في الاوسط وأخبرني سيدي وشيخي ان إسناده صحيح . وعن ابن مسعود وسئل عن أموال اليتامى فقال إذا بلغوا فاعلموهم ما حل فيها من زكاة فان شاؤا زكوا وان لم يشاؤا لم يزكوا رواه الطبراني في الكبير ومجاهد لم يسمع من ابن مسعود . وعن ابن مسعود قال ولى اليتيم يحصى السنين فإذا احتلم قال إن عليك كذا وكذا سنة . ومجاهد لم يدرك اين مسعود .
[ 68 ]
(باب أخذ الزكاة من العطاء) عن هبيرة بن يريم عن ابن مسعود قال كان يعطينا العطاء ثم يأخذ زكاته . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا هبيرة وهو ثقة . (باب فيمن أدى الزكاة وقرى الضيف) عن جابر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه فقد برئ من الشح من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه وقرى الضيف وأعطى في النوائب . رواه الطبراني في الصغير وفيه زكريا بن يحيى الوقار وهو ضعيف . وعن خالد ابن زيد بن جارية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وقى شح نفسه من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة . وفى رواية له برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة . رواهما الطبراني في الكبير وفيه ابراهيم ابن اسماعيل بن مجمع وهو ضعيف . (باب فيمن يتصدق بثلث ما يخرج من زرعه) عن ابن مسعود ان رجلا بينا هو يسقى زرعا إذ رأى غيابة برها فسمع فيها صوتا ان اسقى أرض فلان فاتبع الصوت حتى انتهى إلى الارض التى سميت فسأل صاحبها ما علمك فيها قال انى اعيد فيها ثلثا وأتصدق بثلث وأحبس لاهلي ثلثا . وعن مسروق ان ابن مسعود كان يبعث إلى أرضه أن يفعل فيها ذلك رواهما الطبراني في الكبير ورجالهما رجال الصحيح . (باب أفضل درجات الاسلام بعد الصلاة الزكاة) عن زر بن حبيش أن ابن مسعود كان عنده غلام يقرأ المصحف وعنده أصحابه فجاء رجل يقال له حصرمة فقال يا أبا عبدالرحمن أي درجات الاسلام أفضل قال الصلاة قال ثم أي قال الزكاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . (باب مالا زكاة فيه) عن طلحة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في
[ 69 ]
الخضروات صدقة . رواه الطبراني في الاوسط والبزار وفيه الحارث بن نبهان وهو متروك وقد وثقه ابن عدى . (باب صدقة الخيل والرقيق وغير ذلك) عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الخيل السائمة في كل فرس دينار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الليث بن حماد وعورك وكلاهما ضعيف . وعن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق وليس فيما دون المائتين زكاة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه محمد بن ابى ليلى وفيه كلام . وعن حارثة بن مضرب قال جاء ناس إلى عمر فقالوا انا أصبنا أموالا خيلا ورقيقا نحب أن تكون لنا فيها زكاة وطهور فقال ما فعله صاحباى فأفعله واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفيهم على فقال على هو حسن ان لم يكن جزية دائبة يؤخذون بها من بعدك . رواه احمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة . رواه احمد وفيه أبو بكر بن أبى مريم وهو ضعيف لاختلاطه . وعن عبدالرحمن بن سمرة رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصدقة في الكسعة والجبهة والنخة وفسره أبو عمر قال الكسعة الحمير والجبهة الخيل والنخة العبيد . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك . وعن ابى ثعلبة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أفى الحمير زكاة قال لا الا الآية الفاذة الشاذة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرايره) رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن بشير وفيه كلام وقد وثق . وعن سمرة بن جندب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن لا نخرج الصدقة عن الرقيق . رواه البزار وفى اسناده ضعف . وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا برقيق الرجل والمرأة الذين هم تلاده وهم غلمته لا يريد بيعهم فكان يأمرنا إلا نخرج عنهم من الصدقة شيئا وكان يأمرنا أن نخرج الصدقة عن الذى بعد للبيع . رواه الطبراني في الكبير وروى أبو داود منه كان يأمرنا أن خرج الصدقة من الذي نعد للبيع فقط ر وفى اسناده ضعف .
[ 70 ]
(باب فيما كان دون النصاب وما تجب فيه الزكاة) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس من الابل صدقة ولا خمس أواق ولا خمسة أوساق . رواه احمد والبزار والطبراني في الاوسط وفيه ليث بن ابى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس فيما دون خمسة أو سق صدقة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عائشة قالت جرت السنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في صداق النساء اثنا عشر اوقية والوقية اربعون درهما فذلك ثمانون واربعمائة وجرت السنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغسل من الجنابة صاع والوضوء رطلين والصاع ثمانية ارطال وجرت السنة فيما أخرجت الارض من الحنطة والشعير والزينب والتمر إذا بلغ خمسة أو سق والوسق ستون صاعا فذالك ثلاثمائة صاع بهذا الصاع الذى جرت به السنة وجرت السنة منه يعنى النبي صلى الله عليه وسلم انه ليس فيما دون خمسة اوسق زكاة والوسق ستون صاعا بهذا الصاع فذلك ثلاثمائة صاع . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح أبو موسى الطلحى وهو ضعيف . وعن ابى رافع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بنى مخزون على الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمسة اوساق صدقة ولا فيما دون خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمس اواق صدقة . رواه الطبراني في الكبير . (باب فيما تجب فيه الزكاة) عن معاوية بن حيدة القشيرى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في كل خمس ذود سائمة صدقة قلت له حديث رواه أبو داود غير هذا رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون غير شيخ الطبراني محمد بن جعفر بن سام فانى لم أعرفه . وعن أنس بن ملك قال فرض محمد صلى الله عليه وسلم في أموال المسلمين في كل أربعين درهما درهم وفى أموال أهل الذمة في كل عشرين درهما درهم وفى أموال من لا ذمة له في كل عشرة دراهم درهم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات الا أنه قال تفرد به زنيج (1) . ورواه جماعة ثقات فوققوه على عمر بن الخطاب . (1) لعل صوابه " ربيح " .
[ 71 ]
(باب منه في بيان الزكاة) عن عمرو بن حزم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به عمرو بن حزم فقرئت عل أهل اليمن وهذه نسختها بسم الله الرحمن الرحيم من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبدكلال والحارث بن عبدكلال ونعيم بن عبدكلال قيل ذي رعين ومغافر وهمدان أما بعد فقد رجع رسولكم وأعطيتم من المغانم خمس الله وما كتب الله على المؤمنين من العشر في العقار وما سقت السماء أو كان سبخا أو كان بعلافيه العشر إذا بلغ خمسة أو سق وفى كل خمس من الابل سائمة شاة إلى أن تبلغ أربعا وعشرين ففيها بنت مخاض فان لم توجد بنت مخاض فابن لبون ذكر إلى أن تبلغ خمسا وثلاثين فان زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى أن تبلغ خمسا وأربعين فان زادت واحدة على خمسة وأربعين ففيها حقة طروقة الجمل إلى أن تبلغ ستين فان زادت على ستين واحدة ففيها جذعة إلى ان تبلغ خمسا وسبعين فان زادت واحدة على خمس وسبعين ففيها بنتا لبون إلى ان تبلغ تسعين فان زادت واحدة ففيها حقتان طروقنا الجمل إلى أن تبلغ عشرين ومائة فان زادت على عشرين ومائة ففى كل أربعين بنت لبون وفى كل خمسين حقة طروقة الجمل وفى كل ثلاثين ياقورة بقرة جذع أو جذعة وفى كل أربعين يافورة بقرة وفى كل أربعين شاة سائمة شاة إلى أن تبلغ عشرين ومائة فان زادت على العشرين ومائة شاة ففيها شاتان إلى تبلغ مائتين فان زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ان تبلغ ثلاثمائة فان زادت ففى كل مائة شاة شاة ولا يؤخذ في الصدقة محمفا جحفاه هرمة ولاعجفاء ولاذات عوار ولاتيس الغنم ولايجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع حسنة الصدقة وما اخذ من خليطين فانهما مراجعان بينهما بالسوية وفى كل خمس أواق من الورق خمسة دراهم وما زاد ففى كل أربعين درهما درهم وليس فيما دون خمس أواق شئ وفى كل أربعين دينارا دينار والصدقة لا تحل لمحمد ولا لاهل بيته إنما هي الزكاة تزكى بها أنفسهم وللفقراء المؤمنين وفى سبيل الله ولا في رقيق ولا في مزرعة ولا عمالها شئ إذا كانت تؤدى صدقتها من العشر وانه ليس في عبد مسلم ولافى فرسه شئ وكان في الكتاب أن
[ 72 ]
أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة اشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم وان العمرة الحج الاصغر (1) ولا يمس القرآن إلا طاهر ولاطلاق قبل أملاك ولاعتاق حتى تبتاع ولا يصلين أحدكم في ثوب واحد وشقه باد ولا يصلين أحدكم عاقصا شعره قلت فذكر الحديث وبقيته رواه النسائي رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن داود الحرسى وثقه احمد وتكلم فيه ابن معين وقال احمد ان الحديث صحيح . قلت وبقية رجاله ثقات . وعن ملك بن أوس قال كنت في المسجد فدخل أبو ذر المسجد فصلى ركعتين عند سارية فقال له عثمان كيف أنت ثم ولى واستفتح (ألها كم التكاثر) وكان رجلا صلب الصوت فرفع صوته فارتج المسجد ثم أقبل على الناس فقلت يا أبا ذر أو قال له الناس حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الابل صدقتها وفى الغنم صدقتها قال أبو عاصم وأظنه قال في البقر صدقتها وفى البر صدقته وفي الذهب والفضة والتير صدقته ومن جمع مالا فلم ينفقه في سبيل الله وفى الغارمين وابن السبيل فهو كية عليه يوم القيامة يا أبا ذر اتق الله وانظر ما تقول فان الناس قد كثرت في أيديهم قال يا ابن اخى انتسب لى فانتسبت له قال قد عرفت نسبك الا كبر قال أفتقرأ القرآن قلت نعم قال اقرأ (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها) إلى آخر الآية قال فافقه إذا . رواه البزار بطوله وروى احمد طرفا منه وفيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سن فيما سقت السماء والعيون العشر وما سقى بالنواضح نصف العشر . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن قزعة قال أتيت أبا سعيد وهو مكشور (2) عليه فلما تفرق الناس قلت إنى لا أسألك عما يسألك عنه هؤلاء قال وسأله عن الزكاة فقال لا أدرى أرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أم لا في مائة درهم خمسة الدراهم وفى أربعين شاة شاة إلى عشرين ومائة فإذا زادت واحدة ففيها شاتان (1) سقط من الاصل " الاصغر " . (2) أي كثرت عليه الحقوق والناس الطلبونها .
[ 73 ]
إلى ماتتين فإذا زادت ففى كل مائة شاة إلى ثلاثمائة فإذا زادت ففى كل مائة شاة وفى الابل في خمس شاة وفى عشر شاتان وفى خمس عشرة ثلاث شياه وفى عشرين أربع شياه وفى خمس وعشرين بنت مخاض إلى خمس وثلاثين . فإذا زادت واحدة ففيها جذعة إلى خمس وسبعين فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين فإذا زادت واحدة ففيها حقتان إلى عشرين ومائة فإذا زادت واحدة ففى كل خمسين حقة وفى كل أربعين بنت لبون . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن ملك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى عماله في سنة الصدقات في أربعين شاة إلى عشرين ومائة فان زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين وان زادت واحدة ففيها شاتان إلى ثلاثمائة فان كثرت الغنم ففى كل مائة شاة شاة وكتب في صدقة البقر في كل ثلاثين بقرة جذعة وفى كل أربعين بقرة مسنة وكتب في صدقة الابل في خمس شاة وفى عشر شاتلن وفى خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أربع شاء وفى خمس وعشرين بنت مخاض إلى خمس وثلاثين فان زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين فان زادت واحدة ففيها حقة طروقة الفحل إلى ستين فان زادت واحدة ففيها جذعة إلى خمسة وسبعين فان زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين فان زادت واحدة فحقتان إلى عشرين ومائة فان كثرت الابل ففى كل خمسين حقة وفى كل أربعين بنت لبون . رواه الطبراني في الاوسط عن محمد بن اسماعيل ابن عبدالله عن أبيه ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات . وعن معاذ بن جبل قال لم يأمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوقاص البقر شيئا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أمره أن يأحذ في كل ثلاثين من البقر تبيعا أو تبيعة جذعا أو جذعة ومن كل أربعين بقرة مسنة قالوا فالاو قاص قال ما أمرني فيها بشئ وسأسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمت فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله فقال ليس فيها شئ قال قال المسعودي والاوقاص ما بين الثلاثين إلى الاربعين والاربعين إلى الستين . رواه البزار وقال لم يتابع بقية أحد على رفعه إلا الحسن بن عمارة والحسن ضعيف
[ 74 ]
وقد روى عن طاووس مرسلا . وعن نافع أنه قرأ كتاب عمر بن الخطاب أنه ليس فيما دون خمس من الابل شئ فإذا بلغت خمسا ففيها شاة إلى تسع فإذا كانت عشرا فشاتان إلى أربع عشرة فإذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث إلى تسع عشرة فإذا بلغت العشرين فأربع إلى أربع وعشرين فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض إلى خمس وثلاثين فإذا زادت ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا زادت ففيها حقتان إلى الستين فإذا زادت ففيها ابنتا لبون إلى التسعين فإذا زادت ففيها حقتان إلى العشرين ومائة فإذا زادت ففى كل خمسين حقة وفي كل اربعين ابنة لبون وليس في الغنم شئ فيما دون الاربعين فإذا بلغت الاربعين ففيها شاة إلى العشرين ومائة فإذا زادت فشاتان إلى المائتن فإذا زادت على المائتين فثلاث شياه إلى الثلاثمائة فإذا زادت على الثلاثمائة ففى كل مائة شاة . رواه أبو يعلى وجادة كما تراه ورجاله ثقات . وعن المغيرة بن شعبة قال قال عثمان بن ابى العاص وكان شانا وقدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوجدنى افضلهم اخذا للقرآن وقد فضلتهم بسورة البقرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرتك على أصحابك وأنت أصغرهم فإذا أممت قوما فأمهم بأضعفهم فان وراءك الكبير والصغير وذا الحاجة وإذا كنت مصدقا فلا تأخذ الشافع وهى الماخض ولا الربى ولافحل الغنم وجزرة الرجل هو أحق بها منك ولا تمس القرآن إلا وانت طاهر واعلم ان العمرة هي الحج الاصغر وان عمرة هي خير من الدنيا وما فيها وحجة خير من عمرة قلت في الصحيح منه قصة الامامة رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن سليمان وقد ضعفه جماعة من الائمة ووثقه البخاري . وعن سلمة بن الاكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال نعم الابل الثلاثون يخرج في زكاتها واحدة ويرحل منها في سبيل الله واحدة ويمنح منها واحدة هي خير من الاربعين والخمسين والستين والثمانين والتسعين والمائة وويل لصاحب المائة من المائة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن يعلى ابن الاشدق قال ادركت عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم رقاد بن ربيعة قال أخذ منا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم من المائة شاة قاذا زادت فشاتان . رواه الطبراني في الكبير وفيه احمد بن كثير البجلى ولم اجد من ذكره . وعن سفيان
[ 75 ]
ابن عبدالله ان عمر بن الخطاب بعث مصدقا فقال تعتد عليهم بالسخل فقالوا يعتد علينا بالسخل ولا يأخذ منه فلما قدم على عمر ذكر ذلك له فقال له عمر بن الخطاب نعم يعتد عليهم بالسخلة يحملها الراعي ولا تأخذها ولا يأخذ الا كولة ولا الربى (1) ولا الماخض ولافحل الغنم ويأخذ الجذعة والثنية وفذلك عدل بين عدى المال وخياره . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في البقر العوامل صدقة ولكن في كل ثلاثين تبيع وفى كل اربعين مسن أو مسنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن ابى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وعن ابن مسعود انه قال في خمس وعشرين من الابل بنت مخاض فان لم يكن فابن لبون ذكر . رواه الطبراني في الكبير وابو عبيدة لم يسمع من ابيه . وعن الضحاك بن النعمان بن سعد أن مسروق بن وائل قدم علي رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بالعقيق فاسلم وحسن إسلامه وقال يارسول الله إنى أحب أن تبعث إلى قومي تدعوهم إلى الاسلام وان تكتب لى كنابا إلى قومي عسى الله أن يهديهم فقال لمعاوية اكتب له فكتب له بسم الله الرحمن الرحيم إلى الاقيال من حضرموت باتام الصلاة واتياء الزكاة والصدقة على البيعة والسمة وفى السوق الخمس وفي البعل العشر لاخلاط ولا وراط ولاشغار ولاشناق ولا جنب ولاحمل به ولايجمع بين بعيرين في عقال من اجبا فقد اربى وكل مسكر حرام وبعث إليهم زياد بن لبيد الانصاري . أما الخلاط فلا يجمع بين الماشية وأما الوراط فلا يقومها بالقيمة وأما الشغار فيزوج الرجل ابنته وينكح الآخر ابنته بلا مهر والشناق أن يعقلها في المباركها والاجباء أن تباع قبل أن تؤمن عليها العاهة . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية ولكنه مدلس وهو ثقة . (باب زكاة الحبوب) عن ابى موسى ومعاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهما إلى اليمن فأمرهما أن يعلما الناس أمر دينهم وقال لا تأخذ الصدقة الا من هذه الاربعة الشعير والحنطة والزبيب والتمر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (1) أي التي تربى في البيت للانتفاع بلبنها .
[ 76 ]
(باب الخرص) عن عائشة أنها قالت وهى تذكر شأن خيبر كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث ابن رواحة إلى اليهود فيخرص عليهم النخل حين تطيب قبل ان تأكل منه ثم يخيرون اليهود أن يأخذوه بذلك الخرص أم يدفعوه إليهم بذلك وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخرص لكى لا تحصى الزكاة قبل أن توجد الثمرة وتفرق قلت رواه أبو داود باختصار ذكر الزكاة وغيرها رواه احمد والطبراني في الكبير ورجال احمد رجال الصحيح الا أنه قال في رواية عن ابن جريج عن ابن شهاب ، وفى رواية عن ابن جريج أخبرت عن ابن شهاب . وعن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم بعث ابن رواحة إلى خيبر يخرص عليهم ثم خيرهم أن يأخذوا أو يردوا فقالوا هذا هو الحق بهذا قامت السموات والارض . رواه احمد وفيه العمرى وفيه كلام . وعن عبدالله بن ابن بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال انما خرص ابن رواحة على أهل خيبر عاما واحدا فاصيب يوم مؤتة ثم ان حيار بن صخر بن خنسا كان يبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ابن رواحة فيخرص عليهم . رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل واسناده صحيح . وعن رافع بن خديج ان النبيي صلى الله عليه وسلم كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الاقناء ثم ضرب بعضها على بعض على ما فيها ولا يخطئ . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسحاق بن عبدالله بن أبى فروة وهو ضعيف . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث رجلا من الانصار يقال له فروة بن عمرو فيخرص تمر أهل المدينة . رواه الطبراني في الكبير وفيه حرام بن عثمان وهو متروك . وعن سهل بن أبى حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أباه أبا حثمة خارصا فجاءه رجل فقال يارسول الله إن أبا حثمة زاد على فدعا أبا حثمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ابن عمك يزعم انك قد زدت عليه فقال يارسول الله قد تركت عرية أهله وما تطعمه المساكين وما يصيب الريح فقال قد زادك ابن عمك وأنصف . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن صدقة وهو ضعيف .
[ 77 ]
(باب النهى عن جداد (1) المخل بالليل) عن عائشة رفعته أنه نهى عن جداد النخل بالليل . رواه البزار وفيه عنبسة ابن سعيد البصري وهو ضعيف وقد وثق . (باب وضع الاقناء في المسجد) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من كل حائط بقناء المسجد . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . (باب زكاة العسل) عن سعد بن أبي دباب قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله اجعل لقومي ما أسلموا عليه ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغملنى عليهم ثم استعملني أبو بكر من بعده قال فقدمت على قومي فقلت في العسل زكاة فانه لاخير في مال لا يزكي قال فقالوا لى كم ترى قال فقلت العشر قال فأخذ منهم العشر فقدم به عمر فأخبره بما فيه وأخذه عمر فباعه وجعل في صدقات المسلمين . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه منير بن عبدالله وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في العسل العشر في كل ثنتى عشرة قربة قربة وليس فيما دون ذلك شئ . رواه الطبراني في الاوسط وقد رواه الترمذي باختصار وفيه صدقة بن عبدالله وفيه كلام كثير وقد وثقه أبو حاتم وغيره . (باب في الركاز والمعادن) عن أنس بن ملك قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فدخل صاحب لنا إلى خربة فقضى حاجته فتناول لبنة يستطيب بها فانهارت عليه تبرا فأخذها فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بها فقال زنها فوزنها فإذا هي مائنا درهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا ركاز وفيه الخمس . رواه احمد والبزار وفيه عبدالرحمن ابن زيد بن أسلم وفيه كلام وقد وثقه ابن عدى . وعن جابر قال قال رسول الله (1) أي قطع ثمرها ، والنهى لكى يحضر المساكين بالنهار فيتصدق عليهم منها .
[ 78 ]
صلى الله عليه وسلم السائبة جبار والجب جبار والمعدن جبار وفى الركاز الخمس قال الشعبى الركاز الكنز العادى . رواه احمد والبزار والطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العجماء جبار والمعدن جبار والسائمة جبار وفى الركاز الخمس . رواه الطبراني في الكبير وفى الاوسط بعضه وفيه عبدالله بن بزيع وهو ضعيف . وعن ابى ثعلبة الخشنى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الركاز الخمس . رواه الطبراني في الكبير وفى يزيد ابن سنان وفيه كلام وقد وثق . وعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عاملا على اليمن فأتى بركاز فأخذ منه الخمس ودفع بقيته إلى صاحبه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فاعجبه . وراه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الركاز الذهب الذي ينبت من الارض . رواه أبو يعلى وفيه عبدالله بن سعيد بن أبى سعيد وهو ضعيف . وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يظهر معدن في أرض بنى سليم يقال له فرعون وفرعان وذلك بلسان أبى جهم قريب من السوء يخرج إليه شرار الناس أو يحشر إليه شرار الناس . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن سراء بنت نبهان الغنوية قالت احتفر الحي في دار كلاب فأصابوا بها كنزا عاديا فقالت كلاب دارنا وقال الحي احتفرنا فنافروهم في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى به للحى وأخذ منهم الخمس فاشترينا بنصيبنا ذلك مائة من النعم فأتينا يه الحي فاراد المصدق ان يصدقنا فاتينا عليه وأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان كنتم جعلتموها في غيرها والا فلا شئ عليكم في هذا العام وقال ان المصدق إذا انصرف عن القوم وهو عنهم راض رضى الله عنهم وإذا انصرف وهو عليهم ساخط سخط الله عليهم . رواه الطبراني في الكبير وفيه أحمد بن الحارث الغساني وهو ضعيف . وعن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المعدن جبار والبئر جبار وفى الركاز الخمس . رواه أحمد مرسلا واسناده صحيح . وعن ابن عمر قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة من ذهب كانت أول صدقة جاءته من معدن لنا فقال انها ستكون معادن وسيكون فيها شر الخلق . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجاله رجال الصحيح .
[ 79 ]
(باب متى تجب الزكاة) عن أم سعد الانصارية امرأة زيد بن ثابت قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على من استفاد مالا زكاة حتى يحول عليه الحول . رواه الطبراني في الكبير وفيه عنبسة بن عبدالرحمن وهو ضعيف . (باب تعجيل الزكاة) عن طلحة بن عبيدالله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجل صدقة العباس بن عبدالمطلب سنتين . رواه أبو يعلى والبزار وفيه الحسن بن عمارة وفيه كلام . وعن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم تعجل من العباس صدقة سنتين . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وزاد أن عم الرجل صنو أبيه . وفيه محمد ابن ذكوان وفيه كلام وقد وثق . وعن أبى رافع قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ساعيا على الصدقة فأتى العباس بن عبدالمطلب فاغلظ له العباس فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال له صلى الله عليه وسلم يا عمر أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه ان العباس كان أسلفنا صدقة العام عام أول . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل المكى وفيه كلام كثير وقد وثق . (باب أين تؤخذ الصدقة) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه سلم تؤخذ صدقة أهل البادية على مياههم وبأفنيتهم . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . (باب رضا المصدق) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصدر المصدق الا وهو عنكم راض . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . قلت وقد تقدم حديث في رضاء الصدق في باب الركاز . وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتيكم ركب مبغضون فإذا جاؤوكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبغون فان عدلوا فلا نفسهم
[ 80 ]
ان ظلموا فعليها وارضوهم فان تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم . رواه البزار ورجاله ثقات ، وفى بعضهم خلاف لا يضر . (باب دفع الصدقات إلى الامراء) عن عبدالله بن عمر أن رجلا من الانصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أمرتنا بالزكاة زكاة الفطر فنحن نؤديها فكيف بنا ان ادركنا ولاة لا يضعونها مواضعها قال أدوها إلى ولاتكم فانهم يحاسبون بها . وراه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الحليم بن عبدالله وهو ضعيف . وعن سعد بن أبى وقاص قال سعمت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ادفعوها إليهم ما صلوا الخمس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف . (باب صدقة الفطر) عن أبى هريرة في زكاة الفطر على كل حر وعبد ذكر وأنثى صغير أو كبير فقير أو غنى صاع من تمر أو نصف صاع من قمح قال معمر بلغني أن الزهري كان يرويه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وهو موقوف صحيح ورفعه لا يصح . وعن عمين عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يأمر بزكاة الفطر قبل أن يصلى صلاة العيد ويتلو هذه الآية (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) . رواه البزار وفيه كثير بن عبدالله وهو ضعيف . وعن حصيلة بنت وائلة قالت سمعت أبى يقول (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) قال إلقاء القمح يوم الفطر قبل الصلاة في المصلى . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أشقر وهو ضعيف . وعن عمين عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة على المسلمين صاع من تمر أو صاع من زبيب أو صاع من شعير أو صاع من أقط . رواه البزار وفيه كثير بن عبدالله وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر صارخا يصرخ في بطن مكة يأمر بصدقة الفطر ويقول هي حق واجب على كل مسلم ذكر أو أنثى صغير أو كبير حر أو عبد حاضر أو باد مدان من قمح أو صاح مما سوى ذلك من الطعام ألا وان الولد للفراش وللعاهر الحجر
[ 81 ]
وفى رواية أو نصف صاع من بر من أتى بدقيق قبل منه ومن . أتى بسويق قبل منه . رواه كله البزار وفيه يحيى بن عباد اسعدي فيه كلام . وقوله من أتى بدقيق قبل منه من رواية الحسن عن ابن عباس والحسن مدلس ولكنه ثقة . وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا زيداعط زكاة رأسك مع الناس وان لم تجد إلا صاعا من حنطة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال وان لم تجد الا خيطا . وفيه عبد الصمد بن سليمان الازرق وهو ضعيف . وعن أوس بن الحدثان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخرجوا صدقة الفطر صاعا من طعام وكان طعامنا يومئذ البسر والتمر والزبيب ، وفى رواية والاقط . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الصمد بن سليمان الازرق وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر على كل انسان مدان من دقيق أو قمح ومن الشعير صاع ومن الحلواء زبيب أو تمر صاع صاع . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الليث بن حماد وهو ضعيف . وعن أبى سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ زكاة الفطر من أهل البادية الافط . رواه الطبراني في الاوسط وفيه كثير بن عبدالله وهو ضعيف . وعنه قال رأيت ناسا من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله انا أولو ماشية وانما نخرج صدقتها فهل تجزئ عنا من زكاة رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدوها عن الصغير والكبير والحر والعبد فانها طهور لكم . وراه الطبراني في الاوسط والبزار باختصار وفيه كثير بن عبدالله وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كنا نأكل ونشرب ونخرج صدقة الفطر ثم نخرج إلى المصلى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم ابن يزيد الجوزي وهو ضعيف . وعن اسماء بنت أبى بكر أنها كانت تخرج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهلها الحر منهم والمملوك مدين من حنطة أو صاعا من تمر بالمد الذي يقتاتون به . وفى رواية عنها أنهم كانوا يخرجون زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمد الذي يقتات به أهل المدينة يفعل ذلك أهل المدينة كلهم . روى أحمد الرواية الاولى فقط ورواه كله الطبراني في الكبير وفي الاوسط بعضه واسناده له طريق رجالها رجال الصحيح . وعن ابن مسعود في زكاه الفطر
[ 82 ]
قال مدان قمح أو صاع من تمر أو شعير . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف . (باب التعدي في الصدقة) عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتى فجاء رجل فقال يارسول الله كم صدقة كذا وكذا قال فان فلانا تعدى على قال فنظروا فوجدوه قد تعدى عليه بصاع فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا سعى عليكم من يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي . رواه احمد هكذا وزاد الطبراني بعد قوله أشد من هذا التعدي فخاض القوم وبهرهم الحديث حتى قال رجل منهم كيف يارسول الله إذا كان رجل غائب عنك في ابله وماشيته وزرعه فأدى زكاة ماله فتعدى عليه فكيف يصنع وهو عنك غائب فقال . رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدى زكاة ماله طيب النفس بها يريد بها وجه الله والدار الآخرة فلم يغيب شيئا من ماله واقام الصلاة ثم أدى الزكاة فتعدى عليه في الحق فأخذ سلاحه فقاتل فقتل فهو شهيد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجال الجميع رجال الصحيح . وعن جرير بن حازم قال جلس الينا شيخ في دكان أيوب فسمع القوم يتحدثون فقال حدثني مولاى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ما اسمه قال قرة بن دعموص النميري قال قدمت المدينة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وحوله الناس فجعلت أريد أن أدنو منه فلم استطع فناديته يارسول الله استغفر للغلام النميري قال غفر الله لك قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحاك بن قيس ساعيا فلما رجع رجع بابل حلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت هلال بن عامر ونمير بن عامر وعامر بن ربيعة فأخذت حلة أموالهم فقال يارسول الله انى سمعك تذكر الغزو فأحببت أن آتيك بابل حلة تركبها وتحمل عليها فقال والله للذى تركت أحب إلى من الذى أحذت أرددها وخذ من حواشى أموالهم وصدقاتهم قال فسمعت المسلمين يسمون تلك الابل المسان المجاهدات . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سالم بن أبى أمية أبى النضر قال جلس إلى شيخ من بنى تميم في مسجد البصرة ومعه صحيفة في يده قال وذاك في زمن الحجاج فقال لى يا عبدالله ترى هذا
[ 83 ]
الكتاب مغنيا عنا شيئا عند هذا اللطان قال قلت وما هذا الكتاب قال هذا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لنا أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا قال قلت لا والله ما أظن أن يغنى عنك شيئا وكيف كان هذا الكتاب قال قدمت المدينة مع أبى وأنا غلام شاب بابل لنا نبيعها وكان أبى صديقا لطلحة بن عبيدالله التيمى فقال له أبى أخرج معي إلى ابلي هذه قال فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يبيع حاضر لباد ولكن سأخرج معك وأجلس وتعرض إبلك فإذا رأيت من رجل وفاء وصدقا ممن ساومك امرتك ببيعه قال فخرجنا إلى السوق فوقفنا ظهرنا وجلس طلحة قريبا فساومنا الرجال حتى إذا أعطانا رجل ما نرضى قال له أبى ابايعه قال بعه قد رضيت لكم وفاءه فبايعوه فبايعناه فلما قضينا مالنا وفرغنا من حاجتنا قال أبى لطلحة خذلنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا قال فقال هذا لكم ولكل مسلم قال على ذلك انى أحب أن يكون عندي من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب قال فخرج حتى جاء بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ان هذا الرجل من أهل البادية صديق لنا يريد أن يكون له كتاب ان لا يتعدى عليه في صدقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا له ولكل مسلم قال يارسول الله انه قد أحب أن يكون عنده منك كتاب على ذلك قال فكتب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب قلت روى أبو داود منه النهي عن بيع الحاضر للباد عن طلحة فقط رواه أحمد وابو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن جربر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المتعدي في الصدقة كمانعها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا إيمان لمن لا أمانة له والمتعدي في الصدقة كمانعها . رواه الطبراني في الكبير واسناده منقطع لم يسمع اسحاق بن يحيى من جده عبادة . وعن الصنابحي قال أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة حسنة في إبل الصدقة فقال قاتل الله صاحب هذه الناقة فقال يارسول الله انى ارتجعتها ببعيرين من حاشية الابل قال فنعم إذا . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي وهو ضعيف .
[ 84 ]
(باب العمال على الصدقة ومالهم منها) عن رافع بن خديج قلل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العامل على الصدقة بالحق لوجه الله عزوجل كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى اهله رواه احمد وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كنالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته . رواه الطبراني في الكبير وفيه دويب بن عمامة قال الذهبي ضعفه الدار قطني وغيره ولم يهدر . وعن عدي بن حاتم ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا إلى قومه فلما أخذ صدقاتهم وافق ذلك وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف . وعن عقبة بن عامر قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا فاستأذنته أن آكل من الصدقة فاذن لنا . رواه أحمد وفيه راولم يسم . وعن سلمة الهمداني أن رسولي الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى قيس بن ملك الارحبي باسمك اللهم من محمد رسول الله إلى قيس بن ملك سلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته اما بعد فذاكم انى استعملنك على قومك عربهم وجمهورهم ومواليهم وحاشيتهم وأعطيتك من درة يسار مائتي صاع من زبيب خيران مائتي صاع جارى ذلك لك ولعقبك من بعدك أبدا أبدا أحب إلى انى لارجو أن يبقى عقبى أبدا . قال يحيى عربهم أهل البادية وجمهورهم أهل القرى . رواه أبو يعلى وفيه عمرو بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف . (باب) عن على قال مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ابل الصدقة فأخذر وبرة من ظهر بعير فقال ما أنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من المسلمين . رواه أبو يعلى وفيه عمر بن غزى ولم يروه عنه غير أبان وبقية رجاله ثقات .
[ 85 ]
(باب ما يخاف على العمال) عن مسعود بن قبيصة أو قيبصة بن مسعود قال صلى هذا الحى من محارب الصبح فلما صلوا قال شاب منهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه ستفتح عليكم مشارق الارض ومغاربها وان عمالها في النار الا من اتقى الله عزوجل وأدى الامانة . رواه أحمد وفيه مسعود وشقيق بن حبان وهما مجهولان . وعن سعد بن عبادة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له قم على صدقة بنى فلان وانظر لا تأتي يوم القيامة ببكر تحمله على عاتفك أو كاملك له رغاء يوم القيامة قال يارسول الله اصرفها عنى فصرفها عنه . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات الا أن سعيد بن المسيب لم يرسعد بن عبادة . وعن هلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الصدقة فقال لايجبئن أحدكم يشاة لها ثغاء . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم انى ممسك بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار وتغلبونني تفاحمون فيه تفاحم الفراش أو الجنادب فأوشك أن أرسل بحجزكم أنا فرطكم على الحوض فتردون على معا وأشتاتا فاعرفكم بسيما كم كما يعرف الرجل الغريبة من الابل في ابله ويذهب بكم ذات الشمال وأناشد فيكم رب العالمين فأقول أي رب قومي أي رب أمتى فيقول يا محمد انك لا تدري ما أحدثوا بعدك انهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء فينادى يا محمد يا محمد فاقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن احدكم يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء فينادى يا محمد يا محمد فيقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل فرسا لها همهمة فينادى يا محمد يا محمد فاقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادى يا محمد يا محمد فاقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك . رواه أبو يعلى في الكبير والبزار الا أنه قال يحمل قشعا مكان سقاء ، ورجال الجميع ثقات . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا مصدقا يقال له ابن اللتبية فصدق ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ما تركت لكم حقا ولقد أهدى إلى فقبلت الهدية فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم علي المنبر فقال انى أبعث رجالا على الصدقة فيأتى
[ 86 ]
أحدهم فيقول والله ما تعديت ولا تركت لكم حقا ولقد أهدى إلى فقبلت الهدية الا جلس في حفش (1) أمه فينظر من هذا يهدى له اياكم وأن يأتي أحدكم على عاتقه ببعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تثغو ثم رفع يديه حتى نظر إلى بياض ابطيه . رواه البزار وفيه ابراهيم بن اسماعيل بن أبى حبيبة وهو ضيعف . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا يصدق يقال له ابن اللتبية فصدق ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ما تعديت ولا تركت لهم حقا ولقد اهدى إلى فقبلت الهدية فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال انى أبعث رجالا على الصدقة فيأتى أحدهم فيقول والله ما تعديت ولا تركت لهم حقا ولقد أهدى إلى فقبلت الهدية الاجلس في حفش أمه فينظر ما هذا الذى يهدى إليه (2) إياكم ان يأتي أحدكم على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثغاء ثم رفع يديه حتى نظر إلى بياض أبطيه ثم قال اللهم هل بلغت . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابراهيم بن اسماعيل بن أبى حنيفة وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة مصدقا فقال يا سعد اتق أن تجئ يوم لقيامة ببعير تحمله له رغاء قال لا أجدني اعفنى فأعفاه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على الصدقة فقال يا ابا الوليد اتق الله لاتأت يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثغاء فقال يارسول الله ان ذلك لكذلك قال أي والذى نفسي بيده قال فوالذي بعثك بالحق لا أعمل لك على شئ أبدا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه ساعيا قال انظر أبا مسعود ولا ألفينك تجئ يوم القيامة على ظهرك بعير له رغاء من إبل الصدقة قال قد عللنه قال ما أنا بسائر في وجهي هذا قال إذا لا أكرهك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن جهم بن فضالة قال دخلت مسجد دمشق فإذا فيه أبو أمامة الباهلى يتفلى ويدفن القمل في فجلست إليه فسبح ثلاثا وحمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال خفيفات علمي اللسان ثقيلات في الميزان يصعدن إلى الرحمن فقلت يا أبا أمامة انا من (1) الحفش هو البيت الصغير كما قاله عبدالغنى المقدسي كما في هامش الاصل . (2) في النهاية " فينظر ايهدى إليه ام لا " .
[ 87 ]
أهل البادية وإن المصدقين يأتونا فيتعدون علينا فقال الصدقة حق وتباعها في النار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر أو تعدى جيؤا بالمال ولا تغيبوا منها شيئا فتخبثوا ما غيبتم وما جئتم به وإذا رأيتموهم فلا تسبوهم واستعيذوا بالله من شرهم . وفى رواية سألت أبا امامة وذكرت له عمال الصدقة فقال الصدقة حق وعمالها في النار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفيه قزعة بن سويد وفيه كلام كثير وقد وثق وجهم لايعرف . رواه الطبراني في الكبير . (باب تفرقة الصدقات) عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث السعاة على الصدقات أمرهم بما أخذوا من الصدقات أن يجعل في ذوى قرابة من أحد منهم الاول فالاول فان لم يكن له قرابة فلاولى العشيرة ثم لذى الحاجة من الجيران وغيرهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عثمان بن عبدالرحمن الوقاصى وهو ضعيف . وعن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان بالكوفة كان أميرا قال فخطب يوما فقال إن في اعطاء هذا المال فتنة وفى امساكه فتنة وكذلك قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فرغ ثم ترك . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن أبي الفيض قال شهدت معاوية وأعطى المقداد بن الاسود . حمارا فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له العرباض بن سارية فقال مالك أن تأخذه وما لمعاوية أن يعطيكه كأني أنظر إليك يوم القيامة تحمله على عنقك رأسه أسفله . رواه الطبراني في الكبير وأبو الفيض لم يدرك المقداد والمقداد لم يدرك خلافة معاوية . (باب في العشارين والعرفاء وأصحاب المكوس) عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا معشر العرب احمدوا الله الذى رفع عنكم العشور . رواه احمد وأبو يعلى والبزار وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله موثقون . وعن ملك بن عتاهية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم عاشرا فاقتلوه يعنى بذلك الصدقة على غير حقها . رواه احمد والطبراني في
[ 88 ]
الكبير إلا أنه قال الصدقة يأخذها على غير حقها . وفيه رجل لم يسم . وعن الحسن قال مر عثمان بن أبى العاص على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة فقال ما يجلسك ههنا قال استعملني على هذا المكان يعنى يادا فقال له عثمان ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلى فقال عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان لداود نبي الله صلى الله عليه وسلم ساعة يوقظ فيها أهله يقول يا آل داود قوموا فصلوا فان هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عاشر فركب كلاب بن أمية سفينة فأتى زياد فاستعفاه فأعفاه . رواه احمد والطبراني في الكبير والاوسط ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عزوجل له الا زانية تسعى بفرجها أو عشارا . رواه الطبراني في الكبير ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يدنو من خلقه فيغفر لمن يستغفر إلا لبغى بفرجها أو عشار . ورجال احمد رجال الصحيح إلا أن فيه على بن زيد وفيه كلام وقد وثق . ولهذا الحديث طرق تأتي فيما يناسبها ان شاء الله . وعن أبي الخير قال عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرا على مصر على رويفع بن ثابت أن يوليه العشور فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن صاحب المكس في النار . رواه احمد والطبراني في الكبير بنحوه إلا أنه قال صاحب المكس في النار يعنى العاشر . وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن ان عمر أنه كان إذا رأى سهيلا قال لعن الله سهيلا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان عشارا من عشارى اليمن يظلمهم فمسخة الله فجعله حيث ترون . وفى رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر سهيلا فقال كان عشارا ظلوما فمسخة الله شهابا . رواهما البزار والطبراني في الكبير والاوسط ولفظه إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان عشارا يظلمهم ويغصبهم أموالهم فمسخه الله شهابا فجعله حيث ترون . وضعفه البزار لان في رواته ابراهيم بن يزيد الجوزى وهو متروك وفى الاخرى ميسر بن عبيد وهو متروك إيضا . وعن على بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن
[ 89 ]
سهيلا ثلاث مرات فانه كان يعشر الناس فمسخه الله شهابا . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وفيه كثير وقد وثقه شعبة وسفيان الثوري . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقال طوبى له ان لم يكن عريفا . رواه ابو يعلى عن محمد ولم ينسبه فلم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن سعد بن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في النار حجرا يقال له ويل يصعد عليه العرفاء وينزلون فيه . رواه أبو يعلى وفيه جماعة لم أجد من ذكرهم . وعن مودود بن الحارث بن يزيد بن كريب بن يزيد بن سيف بن جارية اليربوعي عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إن رجلا من بنى تميم ذهب بمالى كله فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عندي ما أعطيكه ثم قال هل لك أن تعرف على قومك أو ألا أعرفك على قومك قلت لاقال أما ان العريف يدفع في النار دفعا . رواه الطبراني في الكبير ومودود وأبوه لم أجد من ترجمهما . (باب الصدقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولآله ولمواليهم) عن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة تحت جنبه من الليل فأكلها فلم ينم تلك الليلة فقال بعض نسائه يارسول الله أرقت البارحة قال إني وجدت تمرة فأكلتها وكان عندنا تمر من تمر الصدقة فخشيت أن تكون منه . رواه احمد ورجاله موثقون . وعن أبى عمير أو أبى عميرة قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا أصدقة أم هدية فقال صدقة فقال فقدمه إلى القوم وحسن صلوات الله عليه يتعفر بين يديه فأخذ الصبى تمرة فجعلها في فيه فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه في في الصبي فانتزع التمرة فقذف بها ثم قال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أن احمد سماه أسيد بن ملك وسماه الطبراني رشدين بن ملك وفيه حفصة بنت طلق ولم يرو عنها غير معرف بن واصل ولم يوثقها أحد . وعن عطاء ابن السائب قال حذثتنى أم كلثوم ابنة على قال أتيتها بصدقة كان أمر بها قالت أحد ربائبنا فان ميمون أو مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا ميمون أو يامهران إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة
[ 90 ]
وأن موالينا من أنفسنا فلا نأكل الصدقة . رواه احمد والطبراني في الكبير . وفى رواية عند الطبراني حدثنى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له طهمان أو ذكوان . وعنده أيضا في رواية أخرى يقال له كيسان أو هرمز ، وأم كلثوم لم أر من روى عنها غير عطاء بن السائب وفيه كلام . وعن أبى الحوراء قال كنا عند الحسن بن على عليهما السلام فسئل ما عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت أمشى معه فمر على جرين (1) من تمر الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في في فأخذها بلعا بها فقال بعض القوم وما عليك لو تركتها فقال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة قال وعقلت منه الصلوات الخمس . رواه احمد وابو يعلى والطبراني في الكبير ورجال احمد ثقات . وعن ربيعة بن شيبان أبى الحوراء قال قلت للحسين ابن على عليهما السلام ما تعقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صعدت عرفة فأخذت تمرة فسلكتها في في قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألقها فانا لا تحل لنا الصدقة . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن سلمان قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن سلمان قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وأنا مملوك فقلت هذه صدقة فأمر أصحابه فأكلوا ولم يأكل ثم أتيته بطعام فقلت هذه هدية أهديتها لك أكرمك بها فانى رأيتك لا تأكل الصدقة فامر أصحابه فأكلوا وأكل معهم . رواه احمد والطبراني في الكبير وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سلمان أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمائدة عليها رطب فقال ما هذه قال هذه صدقة عليك وعلى أصحابك قال يا سلمان إنا لا تأكل الصدقة فذهب بها سلمان فلما كان من الغد جاءه سلمان بمائدة عليها رطب فقال ما هذه المائدة قال هدية فقال لاصحابه أدنوا فكلوا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بطعام من غير أهله سأل عنه فان قيل هدية أكل وإن قيل صدقة قال كلوا ولم يأكل . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبى أرقم الزهري على بعض الصدقة فمر بأبى رافع فاستتبعه (1) الجرين : هو موضع تجفيف التمر .
[ 91 ]
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمد وآل محمد وإن مولى القوم منهم أو من أنفسهم . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه كلام . وعن ابن عباس ان فتيانا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله استعملنا على الصدقة نصيب منها ما يصيب الناس ونؤدى كما يؤدون فقال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة وهى أو ساخ الناس ولكن ما ظنكم إذا أخذت بحلقة باب الجنة هل أؤثر عليكم أحدا . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن جعفر والد ابن المدينى وهو ضعيف وعنه قال قال رسول الله صلى عليه وسلم لا تحل الصدقة لنا ولا لموالينا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن عياش وفيه كلام . وعنه قال بعث نوفل ابن الحارث ابنيه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال لهما انطلقا إلى ابن عملكما لعله يستعين بكما على الصدقات لعلكما تصيبان شيئا فتتزوجان فلقيا عليا رضوان الله عليه فقال أين تأخذان فحدثاه حاجتهما فقال لهما ارجعا فلما أمسيا أمرهما أن ينطلقا إلى نبى صلى الله عليه وسلم فلما دفعا الباب استأذنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة ارخي عليك سجفك (1) أدخل على ابني عمى فحدثا النبي صلى الله عليه وسلم بحاجتهما فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لكما أهل البيت من الصدقات شئ ولاغسالة أيدى الناس إن لكم في خمس الخمس لما يغنيكم أو يكفيكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش وفيه كلام كثير وقد وثقه أبو محصن . (باب في الفقير يهدى للغنى من الصدقة) عن أم سلمة أن امرأة أهدت لها رجل شاة وتصدق عليها بها فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقبلها . رواه أحمد ورجال أحمد رجال الصحيح . (باب فيمن لا تحل له الزكاة) عن عبدالرحمن بن أبى بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحل الصدقة لغنى ولا لذي مرة سوى (2) . رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . (1) السجف : الستر . (2) أي ذى قوة صحيح .
[ 92 ]
وعن عبيدالله بن عدى بن الخيار أن رجلين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يسألانه من الصدقة فرفع لهما بصره وخفضه فرأهما رجلين جلدين فقال إن شئتما أعنتكما ولاحظ فيها لغنى ولا لقوي مكتسب . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجل الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل الصدقة لغنى ولا لذى مرة سوى . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل من بنى هلال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تحل المسألة لغنى ولا لذى مرة سوى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . قلت وتأتى أحاديث من هذا النحو في الباب الآتى ان شاء الله . وعن مينا أنهم جاءوا الي عبدالله بن مسعود في زمن عثمان فقالوا أعطنا أعطياتنا فقال مالكم عندي عطاء انما عطاؤكم من فيئكم ومن جزيتكم والصدقة لاهلها فلما ترددوا إليه جاء بالمفاتيح إلى عثمان فرمى بها وقال إنى لست بخازن . رواه الطبراني في الكبير ومينا فيه كلام كثير وقد وثقه ابن حبان . (باب في المسكين) عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين بالطواف ولا بالذى ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان ولكن المسكين المتعفف الذى لا يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح (1) . (باب ما جاء في السؤال) عن ابن أبى مليكة قال ربما سقط الخطام من يد أبى بكر الصديق قال فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه قال فقالوا له أفلا أمرتنا فننا ولكه قال إن حبى صلى الله عليه وسلم أمرنى إن لا أسأل الناس شيئا . رواه أحمد وابن أبى مليكة لم يدرك أبا بكر ، وعبد الله بن المؤمل فيه كلام وقد وثق . وعن ابي ذر قال با يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وأو ثقنى سبعا وأشهد الله على تسعا أنى لا أخاف في الله لومة لائم قال (1) بلغ مقابلة وسماعا على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين احمد بن حجر من نسخة الاصل خط المؤلف في الثامن والعشرين - كما في هامش الاصل .
[ 93 ]
أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل لك هي البيعة ولك الجنة قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشترط على أن لا أسأل الناس شيئا قلت نعم قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه . وفى رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ستة أيام ثم اغفل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك ولا تقبض أمانة . رواه كله أحمد ورجاله ثقات . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يبايع فقال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعنا يارسول الله قال على أن لا تسألوا أحدا شيئا فقال ثوبان فماله به يارسول الله قال الجنة فبايعه ثوبان قال أبو أمامة فلقد رأيته بمكة في أجمع ما يكون من الناس يسقط سوطه وهو راكب فربما وقع على عاتق رجل فيأخذه الرجل فينا وله فما يأخذه منه حتى يكون هو ينزل فيأخذه . وفى رواية عن أبى أمامة قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في نفر من أصحابه فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال من ببايعنى ثلاث مرات فلم يقم إليه أحد إلا ثوبان فذكر نحوه . رواهما الطبراني في الكبير وفيه على بن يزيد وهو ضعيف . وعن أبى ذر قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع بحب المساكين وأن أدنو منهم وأن أنظر إلى من هو أسفل منى ولا أنظر إلى من هو فوقى وأن أصلى رخمى وإن جفاني وأن أكثر من لاحول ولاقوة إلا بالله وأن أتكلم بمر الحق ولا تأخذني في الله لومة لائم وأن لا أسأل الناس شيئا . رواه الطبراني في الكبير والصغير بنحوه وأظنه رواه احمد ، وله طريق تأتى في مواضعيها ان شاء الله ، ورجاله ثقات إلا ان الشعبى لم أجد له سماعا من أبى ذر . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسأل . رواه الطبراني في الكبير وفيه قابوس وفيه كلام وقد وثق . وعن أم سنان الاسلمية وكانت من المبايعات قالت جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله إنى جئتك على حياء وما جئتك حتى الجئت من الحاجة فقال لو استغنيت لكان خيرا لك . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عمر بن صالح وهو ضعف . وعن ابن
[ 94 ]
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك (1) . رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان يأخذ أحدكم حبلا فيأخذ ويتصدق خير من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابى هريرة أن رجلين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه فقال اذهبا إلى هذه الشعوب فاحتطبا فبيعاه فذهبا فاحتطبا ثم جا آفباعا فاصابا طعاما ثم ذهبا فاحتطبا أيضا فجاآ فلم يزالا حتى ابتاعا ثوبين ثم ابتاعا حمارين فقالا قد بارك الله لنا في امر رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وفيه بشر بن حرب وفيه كلام وقد وثق . وعن ابى سلمة بن عبدالرحمن عن أبيه قال كانت لي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فلما فتحت قريظة جئت لينجز لى ما وعدني فسمعته يقول من يستغن يغنه الله ومن يقنع يقنعه الله فقلت في نفسي لاجرم لا أسأله شيئا صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وأبو سلمة قيل إنه لم يسمع من أبيه . وعن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف (2) جهنم قالوا وما ظهر غننى قال عشاء ليلة . رواه عبدالله بن احمد والطبراني في الاوسط وفى اسنادهما الحسن بن ذكوان عن حبيب بن ابى ثابت والحسن وان أخرج له البخاري فقد ضعفه غير واحد ولم يسمعه من حبيب بينهما عمرو بن خالد الواسطي كما حكاه ابن عدى في الكامل عن ابن صاعد وعمر بن خالد كذبه احمد وابن معين والدار قطني . وعن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال عمر يارسول الله لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما دينارين قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والله لكن فلانا ما هو كذلك لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذلك أما والله ان أحدكم ليخرج بمسألته من عندي يتأبطها يعنى يكون تحت إبطه يعني نارا قال قال عمر يارسول الله لم تعطيها إياهم قال فما أصنع يأبون إلا ذاك ويأبى الله لى البخل . وفى رواية لقد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة أو قال المائتين . رواه احمد وابو يعلى والبزار بنحوه ورجال احمد رجال الصحيح . وعن عمر رضى الله عنه قال دخل رجلان على النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه في شئ فأعانهما (1) أي بغسالته ، وقيل بما يتفتت منه عند التسوك . (2) أي جمر حهنم .
[ 95 ]
بدينارين فخرجا فاذاهما يثنيان خيرا فدخلت عليه فقلت يا رسول الله رأيت فلانا وفلانا خرجا من عندك يثنيان خيرا قال لكن فلانا ما يقول ذاك وقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذاك وإن أحدكم ليخرج بصدقته من عندي متأبطها وانما هي له نار ، قلت يارسول الله كيف تعطيه وقد علمت أنها له نار قال فما أصنع يأتوني يسألونى ويأبى الله عزوجل لى البخل قلت في الصحيح بعضه رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات . وعن جعفر بن عبدالله بن الحكم عن أبيه عن رجل من مزينة أنه قالت له أمه ألا ننطلق فنسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يسأله الناس فانطلقت أسأله فوجدته قائما يخطب وهو يقول من استعف أعفه الله ومن استغنى أغناه الله ومن سأل الناس وله عدل خمس أواق فقد سأل إلحافا قال فقلت بينى وبين نفسي لناقة لها خير من خمس أواق ولفلانة ناقة أخرى خير من خمس أواق فرجعت ولم أسأله . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتح أحدكم على نفسه باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر . رواه أبو يعلى من رواية محمد ابن عبدالرحمن عن سهيل والعلا ولم أعرفه . وعن ابن عمر يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تلحوا في المسألة فانه من يستخرج منا بها شيئا لم يبارك له فيه . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن الحنظلية الانصاري رضى الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيينة والاقرع سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فامر معاوية أن يكتب به لهما وختمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يدفعه إليهما قال فأما عيينة فقال ما فيه فقال فيه الذى أمرت به قبله وعقده في عمامته وكان أحلم الرجلين وأما الاقرع فقال احمل صحيفة لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهما وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة فمر ببعير مناخ على باب المسجد من أول النهار ثم مر به في آخر النهار فقال اين صاحب هذا البعير فابتغى فلم يوجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله في هذه البهائم اركبوها صحاحا واركبوها سمانا كالمتسخط آنفا إنه من سأل وعنده ما يغنيه فانما يستكثر
[ 96 ]
من جمر جهنم قالوا يارسول الله ما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه قلت رواه ابو داود بختصار وجعل أن الذى قال أحمل صحيفة كصحيفة المتلمس هو عيينة على العكس من هذا رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان بالكوفة أميرا فخطب فقال ان في إعطاء هذا المال فتنة وفى إمساكه فتنة ولذلك قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فرغ ثم نزل . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ثوبان رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل مسألة وهو عنها غنى كانت شينا في وجهه يوم القيامة . رواه احمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألة الغنى شين في وجهه يوم القيامة . رواه احمد والبزار وزاد ومسألة الغنى نار إن أعطى قليلا فقليل وان أعطي كثيرا فكثير . والطبراني في الكبير والاوسط ورجال احمد رجال الصحيح . وعن ابن عمر رضى الله عنها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسالة كدوح (1) في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء استبقى على وجهه وأهون المسألة مسألة ذي الرحم يسأله في حاجة وخير المسألة المسألة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل وهو غنى عن المسألة يحشر يوم القيامة وهي خموش في وجهه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سأل من غير فقر فكانما يأكل الجمر . وفى رواية أخرى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سأل الناس في غير مصيبة جاحته (2) فكانما يلقم الرضفة (3) . رواهما الطبراني في الكبير ورجال الاولى رجال الصحيح ، وفى اسناد الرواية الاخرى جابر الجعفي وفيه كلام وقد وثقه الثوري وشعبة . وعن مسعود بن عمر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال العبد يسأل وهو غنى حتى يحلق وجهه فما يكون له عند الله وجه . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه كلام . وعن سمرة بن جندب رضى الله عنه (1) أي خدوش . (2) الجوح : الهلاك والاستئصال . (3) اي جمرة النار .
[ 97 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلح المسألة لغنى إلا من ذى رحم أو سلطان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الاوسط وفيه عبدالله بن خراش وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وله عند أبى داود والترمذي والنسائي من رواية زيد بن عقبة عنه أن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر لابد منه . وعن أم الدرداء عن أبى الدرداء قالت قلت له مالك لا تطلبه كما يطلب فلان وفلان قال إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان وراءكم عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن حكيم بن حزام قال جاء مال من البحرين فدعا النبي صلى الله عليه وسلم العباس فحفن له قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم فحفن له ثم قال أزيدك قال نعم قال أبق لمن بعدك ثم دعاني فحفن لى فقلت يارسول الله خير لى أو شر لي قال بل شر لك فرددت عليه ما أعطاني ثم قلت لا والذى نفسي بيده لا أقبل من أحد عطية بعدك قال محمد يعنى ابن سيرين قال حكيم فقلت يارسول الله ادع الله أن يبارك لى قال اللهم بارك له في صفقة يده قلت لحكيم حديث غير هذا في الصحيح رواه الطبراني في الكبير وله عنده في رواية أخرى أنه أعان بفرسين يوم حنين فأصيبتا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إن فرسى أصيبتا فعوضني فأعطاه فاستزاده . وفى الاول اسماعيل بن مسلم وفيه كلام كثير وقد قيل فيه انه صدوق يهم . (باب في اليد العليا ومن أحق بالصلة) عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يدى ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطى التى تليها ويد السائل السفلى . رواه أحمد وأبو يعلى وزاد ويد السمائل السفلى إلى يوم القيامة فاستعف عن السؤال وعن المسألة ما استطعث فان أعطيت شيئا أو قال خيرا فكثر عليك وابدأ بمن تعول وارضخ من الفضل ولاتلام على العفاف . ورجاله موثقون . وعن عطية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اليد المعطية خير من اليد السفلى . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط والكبير إلا أنه قال عن عطية أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد قومه فلما دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم قال هل قدم معكم أحد غيركم قالوا نعم فتى خلفناه على رحالنا قال
[ 98 ]
أرسلوا إليه فلما أدخلت عليه وهم عنده استقبلني فقال إن اليد المنطية هي العليا وإن اليد السائلة هي السفلى وما استغنيت فلا تسل فان مال الله مسؤل ومنطى فكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتي . رجال احمد ثقات . وعن أبى رمثة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط . وعن رجل من بنى يربويع قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك ثم أدناك فأدناك . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ثعلبة بن زهدم اليربوعي أنه النتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول يد المعطى العليا أمك وأباك وأختك فأخاك وأدناك أدناك . رواه البزار وذكر باسانيد أخر عن الاسود بن ثعلبة قال مثله ورجالهما ثقات ورجال الاول رجال الصحيح . وعن سعد بن أبى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول . رواه البزار عن محمد ابن عبدالله التميمي وهو ضعيف . وعن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يد المعطى العليا ويد الآخذ السفلى إلى يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الصدقة ما أبقت غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول . رواه الطبرنى في الكبير وفيه الحسن بن أبى جعفر الجفرى وفيه كلام . وعن عمران وسمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلي وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأدناك أدناك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن حكيم بن حزام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من السفلي وليبدأ أحدكم بمن يعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله عزوجل قلت هو في الصحيح خلا قوله ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عدى الجذامي أنه لقى رسول الله صلي الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال يارسول الله كانت لى امر أتان فاقتتلتا فرميت
[ 99 ]
إحداهما فقتلتها فقال اعقلها ولا ترثها فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة جدعاء وهو يقول يا ايها الناس تعلموا فانما الايدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي الوسطى ويدالمعطى السفلى فتعففوا ولو بحزم الحطب ألا قد بلغت . رواه الطبراني في الكبير وله طريق ناتي في الفرائض إن شاء الله وفيه رجل لم يسم (باب) عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا حلوة خضرة (1) فمن أعطيناه منها شيئا بغير طيب نفس كان غير مبارك له فيه . رواه البزار ورجاله ثقات وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه قال يحيى ذكر شيئا لا أدرى ما هو بورك له فيه ورب متخوض في مال الله ورسوله فيما اشتهت نفسه له النار يوم القيامة . رواه أبو يعلى وفيه داود العطار وفيه كلام . قلت وتأتى أحاديث نحو هذا في الزهد ان شاء الله . وعن زيد ابن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا المال خضرة حلوة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن أبى الزناد وفيه كلام وقد وثق . وعن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقه بورك له فيها ورب متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له في الآخرة إلا النار . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب في من سأل فرد) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رددت السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف وقال أبو حاتم صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به . (باب فيمن يحل له السؤال) عن معاوية بن حيدة قال قلت يارسول الله إنا قوم نتسأل أموالنا قال يسأل (1) اي غضة طرية .
[ 100 ]
الرجل في الحاجة أو الضيق ليصلح به فإذا بلغ أو كرب استعف . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن مجاهد قال جاء رجل إلى الحسن والحسين فسألهما فقالا إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لجأحة مجحفة أو لحمالة مثقلة أو دين فادح فأعطياه فأتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله فقال له الرجل أتيت ابني عمى فسألاني وأنت لم تسألني فقال ابن عمر أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانا يعزان العلم عزا . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه يونس بن خباب وهو ضعيف . وعن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلح المسألة لغنى الا من ذى رحم أو سلطان . رواه الطبراني في الاوسط وفى عبدالله بن خراش وقد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . يأتي حديث للسائل حق وإن جاء على فرس إن شاء الله . (باب فيمن جاءه شئ من غير مسألة ولا إشراف) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا خضرة حلوة فمن آتيناه منها شيئا بطيب نفس أو طيب طعمة ولا إشراف بورك له فيه ومن آتيناه منها شيئا بغير طيب نفس منا وغير طيب طعمة وإشراف منه لم ييارك له فيه . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن المطلب بن حنطب ان عبدالله بن عامر بعث إلى عائشة بنفقة وكسوة فقالت للرسول أي بنى لا أقبل من أحد شيئا فلما خرج الرسول قال ردوه على فردوه قالت إنى ذكرت شيئا قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة من أعطاك عطاء بغير مسالة فاقبليه فانما هو رزق عرضه الله إليك . ورجاله ثقات الا أن المطلب بن عبدالله مدلس واختلف في سماعه من عائشة . وعن عمر بن الخطاب قال قلت يارسول الله قد قلت لى إن خيرا لك أن لا تسأل أحدا من الناس شيئا قال إنما ذاك أن تسأل وما آتاك الله من غير مسألة فانما هو رزق رزقكه الله قلت هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلى ورجاله موثقون . وعن خالد بن عدى الجهنى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغه من أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فانما هو رزق ساقه الله عز وجل إليه . رواه احمد وابو يعلى والطبراني في الكبير إلا أنهما قالا من بلغه معروف من أخيه ، وقال احمد عن أخيه ، ورجال احمد رجال الصحيح . وعن أبى
[ 101 ]
هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من آتاه الله شيئا من هذا المال من غير أن يسأله فليقبله فانما هو رزق ساقه الله إليه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي الدرداء قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أموال السلطان قال ما آتاك الله منها من غير مسألة ولا إشراف فخذه وتموله ، وقال الحسن لا بأس بها ما لم يرحل إليها أو يشرف لها . وفى رواية ما آتاك الله منا من غير مسألة فكله . رواه كله أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن عائذ بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عرض له من هذا الرزق شئ من غير مسأله ولا إشراف فليتوسع به في رزقه فان كان عنه غنيا فليوجهه إلى من هو أحوج إلية منه . رواه احمد والطبراني في الكبير وقال من عرض عليه من هذا الرزق شئ ، وأسقط أحمد شئ . ورجال احمد رجال الصحيح . قال عبدالله بن احمد سألت أبى ما الاشراف قال تقول في نفسك سيبعث إلى فلان سيصلنى فلان . وعن زيد بن خالد بن عدى الجهنى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغه معروف من أخيه من غير مسألة ولا اشراف فليقبله ولا يرده فانما هو رزق ساقه الله إليه . رواه الطبراني في الكبير وابو يعلى عن احمد بن ابراهيم الموصلي وهو ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . (باب فيمن جاءه شئ وهو محتاج إليه) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما المعطى من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا . رواه الطبراني في الكبير وفيه مصعب بن سعيد وهو ضعيف . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذى يعطى من سعة باعظم أجرا من الذى يقبل إذا كان محتاجا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عائذ بن سريج وهو ضعيف . (باب في حق السائل) عن الهر ماس بن زياد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عثمان بن فايد وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعن أحدكم أولا يمتنعن أحدكم من
[ 102 ]
السائل أن يعطيه وإن رأى في يديه قلبتين (1) من ذهب . رواه البزار وفيه الحسن ابن على الهاشمي النوفلي وهو ضعيف وقال ابن عدى هو أقرب إلى الضعف منه إلى الصدق (باب فيمن رضى بالقليل أو سخطه) عن أنس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم سائل فأمر له بتمرة فلم يأخذها أو وحش لها قال وجاء له آخر فأمر له بتمرة قال فقال سبحان الله تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال للجارية اذهبي إلى أم سلمة فاعطيه الاربعين درهما التى عندها . رواه احمد والبزار باختصار وفيه عمارة بن زاذان وهو ثقة وفيه كلام لا يضر وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب فيمن سأله محتاج فرده) عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن المساكين صدقوا ما أفلح من ردهم . رواه كله الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف . (باب فيمن سأل بوجه الله عزوجل) عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أحدثكم عن الخضر عليه السلام قالوا بلى يارسول الله قال بينما هو ذات يوم يمشى في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال بصدق على بارك الله فيك فقال الخضر عليه السلام آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شئ أعطيكه فقال المسكين أسألك بوجه الله لما تصدقت على فانى نظرت السماحة في وجهك ورجوت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله ما عندي شئ أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين وهل تستطيع هذا قال نعم أقول لقد سألتنى بامر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربى بعنى قال فقدمه إلى السوق فباعه باربعمائة درهم فمكث عند المشترى زمانا لا يستعمله في شئ فقال له إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي فاوصني بعمل قال أكره ان اشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف قال لبس تشق عليه قال قم فانقل (1) القلب : السوار .
[ 103 ]
هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم فخرج في بعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة قال أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه قال ثم عرض للرجل سفر قال إنى أحسبك أمينا فاخلفني في أهلى خلافة حسنة قال وأوصني بعمل قال إنى أكره أن أشق عليك قال ليس تشق على قال فاضرب من اللبن لبيتى حتى أقدم عليك قال فمر الرحل لسفره قال فرجع الرجل وقد شيد (1) بناؤه قال أسألك بوجه الله ما سببك وما أمرك قال سألتنى بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية فقال الخضر سأخبرك من أنا أنا الخضر الذى سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شئ أعطيه فسألني بوجه الله فامكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلدة لالحم له ولاعظم يتقعقع (2) فقال الرجل آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم قال لا بأس أحسنت واتقيت فقال الرجل بأبى أنت وأبى يا نبى الله أحكم في اهلي ومالى بما شئت أو اختر فأخلي سبيلك قال أحب أن تخلي سبيلى فأعبد ربى فخلى سبيله فقال الخضر الحمدلله الذى أو ثقنى في العبودية ثم نجاني منها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن فيه بقية بن الوليد وهو مدلس ولكنه ثقة . (باب) عن أبى عبيد مولى رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن ابى موسى الاشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله ما لم يسأل هجرا . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن على ضعف في بعضه مع توثيق . (باب عرض الصدقة على أهلها) عن عبدالله بن عبدالرحمن أن عمر قدم الجابية جابية دمشق ثم قال إذا (1) في الاصل " شيل " . (2) أي يضطرب ويتحرك .
[ 104 ]
انصرفت من مقامي هذا فلا يبقين أحد له حق في الصدقة إلا أتاني فلم يأته ممن حضر إلا رجلان فأمر لهما فأعطيا فقام رجل فقال أصلح الله أمير المؤمنين ما هذا الغنى المتفقد بأحق بالصدقة من هذا الفقير المتعفف قال عمر ويحك كيف لنا بأولئك . رواه أبو يعلى في أثناء حديث الجابية وفيه أبو سكينة الحمصى ولم أجد من ترجمه . (باب تألف الناس بالعطية) عن أنس بن ملك قال إن كان الرجل ليأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم للشئ من الدنيا لا يسلم إلا له فما يمسى حتى يكون حتى يكون الاسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها . وفى رواية إن كان الرجل ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشئ للدنيا فيسلم له والباقى بمعناه . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . (باب الصدقة التى على الانسان كل يوم) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل مسلم من الانسان صلاة فقال رجل من القوم ومن يطيق هذا فقال أمر بالمعروف صلاة ونهى عن المنكر صلاة وان حملا عن الضعيف صلاة وأن كل خطوة يخطوها أحدكم إلى صلاة صلاة . وفى رواية يصبح على كل مسلم من ابن آدم كل يوم صدقة بدل صلاة . رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير والصغير بنحوه وزاد فيها : ويجزى من ذلك كله ركعتا الضحى . ورجال أبى يعلى رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل مسلم في كل يوم صدقة فقال رجل من يطيق هذا يارسول الله قال إماطتك الاذى عن الطريق صدقة وإرشادك الرجل الطريق صدقة ونهيك عن المنكر صدقة وعيادتك المريض صدقة واتباعك الجنازة صدقة ورد المسلم على المسلم السلام صدقة . وفى رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الانسان ثلاثمائة وستون عظما أو ستة وثلاثون سلامى عليه في كل يوم صدقة قالوا يارسول الله فمن لم يجمد قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قالوا فمن لم يستطع برفع عظما من الطريق قال فمن لم يستطع
[ 105 ]
فليهد سبيلا قالوا فمن لم يستطع قال فليعن ضعيفا قالوا فمن لم يستطع ذلك قال فليدع الناس من شره قلت هو في الصحيح باختصار رواه كله البزار ورجاله رجال الصحيح . (باب ما نقص مال من صدقة) عن عبدالرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث والذى نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقصن مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه رجل لم يسم . وله عند البزار طريق عن أبى سلمة عن أبيه وقال إن الرواية هذه أصح والله أعلم . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى عليه وسلم ليس أحد يظلم بمظلمة فيدعها لله إلا زاده بها عزا وتصدقوا فانه ما نقصت صدقة من مال ولكن تزيد فيه . رواه البزار وأشار إلى ضعفه . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقص مال من صدقة ولاعفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزافا عفوا يعزكم الله ولافتح رجل على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه زكريا بن دويد وهو ضعيف جدا . (باب الحث على الصدقة بقوله اتقوا النار ولو بشق تمرة ونحو ذلك) عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة ، وفى رواية يا عائشة استترى من النار ولو بشق تمرة فانها تسد مع الجائع مسدها من الشبعان . رواه كله أحمد وروى البزار بعضه وفيه أبو هلال وفيه بعض كلام وهو ثقة . وعن أبى بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة فانها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان . رواه أبو يعلى والبزار وفيه محمد بن اسماعيل الوساوسى وهو ضعيف جدا . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة . رواه أبو يعلى والطبراني في
[ 106 ]
الكبير وفيه أبو بحر البكراوى وفيه كلام وقد وثق . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار رجال الصحيح . وعن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وفيه كلام كثير وقد وثقه ابن عدى . وعن ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة . رواه البزار وفيه عثمان بن عبدالرحمن الجمحى قال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وحسن البزار حديثه . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بنحو حديث تقدم وزاديا عائشة اشترى نفسك من الله لا أغنى عنك من الله شيئا ولو بشق تمرة يا عائشة لا يرجعن عندك سائل ولو بطرف محرق . رواه البزار وفيه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس اتقوا النار ولو بشق تمرة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا فان الصدقة فكا ككم من النار . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عبدالرحمن أنه سمع عبدالله بن مجمر من أهل اليمن يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة احتجبي من النار ولو بشق تمرة . رواه الطبراني في الكبير وفى سعيد بن أبى مريم وهو ضعيف لاختلاطه . وعن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجعلوا بينكم وبين النار حجابة ولو بشق تمرة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبى جحيفة قال دهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من قيس مجتابى النمار (1) متقلدى السيوف فساءه ما رأى من حالهم فصلى ثم دخل بيته ثم خرج فصلى وجلس في مجلسه فأمر بالصدقة وحض عليها فقال تصدق رجل من ديناره تصدق من درهمه تصدق رجل من صاع بره تصدق رجل من صاع تمره فجاء رجل من الانصار بصرة من ذهب فوضعها في يده ثم تتابع الناس حتى رأى كومين من ثياب وطعام فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بتهلل (2) كأنه مذهبة . رواه البزار وفيه أبو إسرائيل الملائى وفيه كلام وقد وثق . وعن عدى بن حاتم قال جاء أعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بحر الظهيرة متقلدي (1) أي لابسى أزر مخططة من صوف . (2) لعله سقط " وجهه " كما في حديث آخر .
[ 107 ]
السيوف مجتابى النمار فحث رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليهم فقال ليتصدق ذو الدينار من ديناره وذو الدرهم من درهمه وذو البر من بره وذو الشعير من شعيره وذو التمر من تمره من قيل أنه يأتي عليه يوم فينظر أمامه فلا يرى إلا النار وينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار وينظر عن شماله فلا يرى إلا النار وينظر من ورائه فلا يرى إلا النار قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن ابن أبى جعفر الجفرى وهو ضعيف . (باب في حق المال) عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حق الابل قال أن ينحر سمينها ويطرق فحلها ويحلبها يوم وردها . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وقد روى عنه ابن أبى حاتم كتابه ولم يضعفه أحد . وعن الشريد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن شئ من أمر الابل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انحر سمينها واحمل على نحبيبها واحلب يوم وردها تدخل الجنة بسلام . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن قيس بن عاصم المنقرى قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأني سمعته يقول هذا سيد أهل الوبر قال فلما نزلت أتيته فجعلت أحدثه قلت يارسول الله المال الذى لا يكون على فيه سبب من ضيف ضافني وعيال كثرت على قال نعم المال الاربعون والاكثر الستون وويل لاصحاب المئين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها ونحر سمينها فأطعم القانع والمعتر قال قلت يارسول الله ما أكرم هذه الاخلاق وأحسنها يا نبى الله لا يحل بالوادي الذى أنا فيه لكثرة إبلى قال وكيف تصنع قال تغدو الابل ويغدوا الناس فمن شاء أخذ برأسي بعير فذهب به قال ما تفعل بافقار الظهر قلت انى لا افقر الصغير ولا الناب المدبرة قال فمالك أحب اليك أم مال مواليك قال قلت مالى أحب إلى من مال موالى فقال فان لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت والا فامواليك فقلت والله لئن بقيت لافنين عددها قال الحسن يفعل والله فلما حضرت قيسا الوفاة قال يا بنى خذوا عني لا أجد أنصح لكم منى إذا أنامت فسودوا أكبركم ولا تسودوا أصاغركم فيسفهكم الناس وتهونوا عليهم
[ 108 ]
وعليكم باصلاح المال فانه منبهه للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم والمسألة فانها آخر كسب المرء فإذا أنا مت فلا تنوحوا على فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن النياحة وكفنوني في ثيابي التى كنت أصلى فيها وأصوم فإذا دفنتموني فلا تدفنوني في موضع يطلع عليه أحد فانه قد كان بينى وبين بكرين وائل خماشات (1) في الجاهلية فأخاف أن ينبشوني فيصنعون في ذلك ما يذهب فيه دينكم ودنياكم قال الحسن رحمه الله نصح لهم في الحياة ونصح لهم في الممات قلت له عند النسائي لاتنوحوا على فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينج عليه رواه الطبراني في الكبير وفى الاوسط باختصار وفيه زياد الخصاص وفيه كلام وقد وثق . (باب لاحسد الا في اثنتين) عن يزيد بن الاخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنافس بينكم الا في اثنتين رجل أعطاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار ويتبع ما فيه فيقول رجل لو أن الله عزوجل أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفق منه ويتصدق فيقول رجل لو أن الله أعطاني مثل ما أعطي فلانا فأتصدق به فقال رجل يارسول الله أرأيتك النجدة تكون في الرجل قال سقط باقى الحديث . رواه أحمد كتابة والطبراني في الكبير والاوسط وفيه سليمان بن موسى وفيه كلام وقد وثقه جماعة . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحسد إلا في اثنتين رجل أعطاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه رجل فقال يا ليتنى أو تيت بمثل ما أوتى هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل يا ليتنى أوتيت مثل ما أوتى هذا فعملت فيه مثل ما يعمل . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الحسد في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فأقام به فأحل حلاله وحرم حرامه ورجل آتاه الله مالا فوصل منه أقاربه ورحمه وعمل بطاعة الله . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . (1) أي جراحات وجنايات ، وفى الاصل غير منقوطة ، والحديث سيأتي في الجزء الرابع .
[ 109 ]
(باب ارغام الشيطان بالصدقة) عن بريدة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعين شيطانا . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . (باب ما تصدقت فأبقيت) عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يذبح شاة فيقسمها بين الجيران قال فذبحها فقسمها بين الجيران ورفعت الذراع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان أحب الشاة إليه الذراع فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة ما بقى عندنا منها إلا الذراع قال كلها بقى إلا الذراع . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب فضل الصدقة) عن أبى ذر قال قلت يارسول الله ما تقول في الصلاة قال تمام العمل قلت يارسول الله أسألك عن فضل الصدقة قال صدقة شئ عجب قلت يارسول الله تركت أفضل عمل في نفسي أو خيره قال ما هو قلت الصوم قال خير وليس هناك قال يارسول الله وأى الصدقة وذكر كلمة قلت فان لم أقدر أفعل قال بفضل طعامك قلت فان لم أفعل قال بشق تمرة قلت فان لم أفعل قال بكلمة طيبة قلت فان لم أفعل قال دع الناس من الشر فانها صدقة بها على نفسك قلت فان لم أفعل قال تريد أن لا تدع فيك من الخير شيئا قلت عند النسائي طرف منه رواه البزار وفيه العوام بن جويرية وهو ضعيف . وعن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة تسد سبعين بابا من السوء . رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفرا مروا على عيسى بن مريم عليه السلام فقال يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء الله فمضوا ثم رجعوا عليه بالعشى ومعهم حزم الحطب فقال ضعوا فقال للذي قال يموت اليوم حل حطبك فحله فإذا فيه حية سوداء فقال ما عملت اليوم قال ما عملت شيئا قال انظر ما عملت قال ما عملت شيئا إلا انه كان معى في يدى فلقة
[ 110 ]
من خبز فمر بى مسكين فسألني فأعطيته بعضها فقال بها دفع عنك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن أبى شيبة ولم أعرفه . وعن على بن ابى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم با كروا بالصدقة فان البلاء لا يتخطاها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن عبدالله بن محمد وهو ضعيف . وعن عبدالله بن جعفر قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة تطفئ غضب الرب . رواه الطبراني في الاوسط في حديث طويل يأتي في المناقب ان شاء الله وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف . وعن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تقى ميتة السوء قلت روى أبو داود منه حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم فقط رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . وعن عمرو بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله بها الكبر والفقر والفخر . رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبدالله المزى وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أبواب البر الصدقة . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس رفعه قال ما نقص صدقة من مال وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولافتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله عليه باب فقر . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم اعرفه . وعن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس . وفي رواية عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته وكان يزيد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشئ ولو كعكة أو بصلة أو كذا . رواه كله احمد . وروى أبو يعلى والطبراني في الكبير بعضه ورجال أحمد ثقات . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور وانما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وعن أبى برزة الاسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله
[ 111 ]
عزوجل حتى تكون مثل أحد . رواه الطبراني في الكبير وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف . وعن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل الصدقة ويربيها لاحدكم كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . ولعائشة حديث يأتي بعد هذا . وعن ميمونة بنت سعد أنها قالت يارسول الله أفتنا عن الصدقة فقال انها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغى بها وجه الله عزوجل . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن عبد الله بن مسعود إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ثم قرأ عبد الله (وهو الذى يقبل التوبة عن عباده) . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن قتادة المحاربي ولم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات . (باب أجر الصدقة) عن على بن أبى طالب قال جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم يارسول الله كانت لى مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير وقال الآخريا رسول الله كانت لى عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار وقال الآخر يارسول الله كان لي دينار فتصدقت بعشره قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم فيه الاجر سواء كلكم تصدق بعشر ماله . رواه أحمد والبزار وفيه الحارث وفيه كلام كثير . وعن أبي مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر كان لاحدهم عشرة دنانير تصدق منها بدينار كان لآخر عشر أواق فتصدق منها باوقية وآخر له مائة أو قية فتصدق منها بعشر أواق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الاجر سواء كل قد تصدق بعشر ماله قال الله عزوجل (لينفق ذو سعة من سعته) . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وفيه ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحسن من محسن من مسلم ولا كافر إلا أثيب قلنا يارسول الله هذه إثابة المسلم قد عرفناها فما إثابة الكافر قال إذا تصدق بصدقة أو وصل رحما أو عمل حسنة أثابه الله وإثابته المال والولد في الدنيا وعذاب دون العذاب يعنى في الآخرة وقرأ (أدخلوا آل فرعون أشد العذاب) . رواه البزار وفيه عتبة بن يقظان وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال قال
[ 112 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ارموا وانتضلوا (1) وان تنتضلوا أحب إلى وان الله عزوجل ليدخل بالسهم الواحد الجنة أصايعه محتسب فيه والستمد به والرامي به وإن الله عزوجل ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة رب البيت والآمر به والزوجة تصلحه والخادم الذي يناول المسكين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمدلله الذى لم ينس أحدا منا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال لما أنزلت هذه الآية (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب زد أمتى فنزلت (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له أضعافا كثيرة) قال رب زد أمتى فنزلت (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن المسيب . (باب مناولة المسكين) عن عثمان قال كان حارثة قد ذهب بصره فاتخذ خيطا في مصلاه إلى باب حجرته ووضع عنده مكيلا فيه تمر وغيره فكان إذا جاء المسكين فسلم أخذ من ذلك المكيل ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون نحن نكفيك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مناولة المسكين تقى ميتة السوء . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . (باب لا يقبل الله إلا الطيب) عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتصدق بالصدقة من الكسب الطيب ولا يقبل الله إلا الطيب فيتلقاها الرحمن تبارك وتعالى بيده فيربيها كما بربي أحدكم فلوه أو وصيفه أو فصيله (2) . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود رفعه قال ان الخبيث لا يكفر الخبيث ولكن الطيب يكفر الخبيث . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه قيس بن الربيع وفيه كلام وقد وثقه شعبة والثوري . (1) أي ارتموا بالسهام . (2) أي الذي فصل عن اللبن حديثا .
[ 113 ]
(باب فيمن تصدق بما يكره) عن عائشة أنها أرادت أن تتصدق بلحم منتن فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتتصدقين بما لا تأكلين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خالد القسرى وفيه كلام . وعن عائشة قالت أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضب فلم يأكله قالت عائشة يارسول الله ألا نطعمه المساكين قال لا تطعموهم مالا تأكلون . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . (باب الصدقة بجميع المال) عن جرير قال لما رأني النبي صلى الله عليه وسلم لا أمسك مالا (1) إنما أنفقه قال لى يا جرير لا عليك ان تمسك عليك مالك فان لهذا الامر مدة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن عبد الغفار وهو ضعيف . (باب الهدية إلى الكعبة) عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان اتصدق بخاتمي أحب إلى من الف درهم أهديها إلى الكعبة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو العنبس وفيه كلام . (باب الصدقة بأفضل ما يجد) عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت (من ذا الذى يقرض الله فرضا حسنا) قال أبو الدحداح استقرضنا ربنا من أموالنا يارسول الله قال نعم قال فان لى حائطين أحدهما بالعامية والآخر بالسافلة فقد أقرضت خيرهما ربى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لليتيم الذى عندكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب عذق لابن الدحداح في الجنة مدلل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن قيس وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال لما نزلت (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا) قال أبوالدحداح يارسول الله وإن (1) " مالا " غير موجودة في الاصل .
[ 114 ]
الله يريد منا القرض قال نعم يا أبا الدخداح قال فانى قد أقرضت ربي حائطي حائطا فيه ستمائة نخلة ثم جاء يمشى حتى أتى الحائط وفيه أم الدحداح في عيالها فناداها يا أم الدحداح قالت لبيك قال اخرجي فأنى قد أقرضت ربى حائطا فيه ستمائة نخلة . رواه البزار وفيه حميد بن عطاء الاعرج وهو ضعيف . قلت وتأتى أحاديث من نحو هذا في المناقب ان شاء الله . (باب فيمن تصدق بعرضه) عن علبة بن زيد قال حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فقام علبة فقال يارسول الله حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضى فقد تصدقت به على من ظلمنى قال فأعرض عنه قال فلما كان في اليوم الثاني قال أين علبة بن زيد أو أين المتصدق بعرضه فان الله تبارك وتعالى قد قبل ذلك منه أو نحو هذا . رواه البزار وفيه محمد بن سليمان بن مشمول وهو ضعيف . وعن عمرو بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث يوما على الصدقة فقام علبة بن زيد فقال ما عندي إلا عرضى فانى أشهدك يارسول الله أني تصدقت بعرضي على من ظلمنى ثم جلس قال فقال رسول الله صلى الله عليه سلم أين علبة بن زيد قالها مرتين أو ثلاثا قال فقام علبة فقال أنت المتصدق بعرضك قد قبل الله منك . رواه البزار وفيه كثير بن عبدالله وهو ضعيف . وعن أبى عبس بن حبر قال لما حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزكاة قال علبة بن زيد الحارثى اللهم إنه ليس عندي شئ أتصدق به إلا أعواد عليها شجب (1) من ماء ووسادة حشوها ليف اللهم إنى أتصدق بعرضي على من ناله من الناس فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر مناديا فنادى أين المتصدق بعرضه البارحة فصمت ثم أعاد ذلك مرتين أو ثلاثا ثم قام علبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نظر إليه ألا إن الله عزوجل قد قبل صدقتك يا أبا محمد . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالمجيد ابن محمد بن أبى عبس وهو ضعيف . (1) الشعجب بالسكون : السقاء الذى قد أخلق وبلى وصار شنا .
[ 115 ]
(باب صدقة السر) عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط أطول من هذا ويأتى بطوله في البر إن شاء الله ، وفيه صدقة بن عبدالله وثقه دخيم وضعفه جماعة . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقى مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبى جعفر محمد بن على قال قلت لعبدالله بن جعفر حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صدقة السر تطفئ غضب الرب . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقى مصارع السوء والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب وصلة الرحم زيادة في العمر وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيدالله بن الوليد الوصافى (1) وهو ضعيف . (باب أي الصدقة أفضل) عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس جالسا وكانوا يظنون أن ينزل عليه فأقصروا عنه حتى جاء أبو ذر فأقحم فجلس إليه فذكر الحديث إلى أن قال قلت يا نبى الله الصدقة ماهى قال أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد قال قلت يا نبى الله أي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير وجهد من مقل . رواه احمد في حديث طويل والطبراني في الكبير ، وفيه على بن زيد وفيه كلام . وعن أبى ذر قال قلت يارسول الله ما الصدقة قال أضعاف مضاعفة قلت يارسول الله فأيها أفضل (1) بفتح الواو وتشديد الصاد المهملة وآخره فاء .
[ 116 ]
قال جهد من مقل أو سر إلى فقير . رواه أحمد في حديث طويل وفيه أبو عمرو الدمشقي وهو متروك . وعن قتادة بن سعد أن رجلا قال يارسول الله أي الصلاة أفضل قال طول القنوت قال أي الصدقة أفضل قال جهد مقل قال أي المؤمنين أكمل إيمانا قال أحسنهم خلقا . رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد أبو حاتم وفيه كلام . وعن ابى أمامة أن أبا ذر قال يارسول الله ما الصدقة قال أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد ثم قرأ (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) قيل يارسول الله أي الصدقة أفضل قال سر إلى فقير أو جهد من مقل ثم قرأ (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) الاول رواه الطبراني في الكبير وفيه على بن زيد وفيه كلام . وعن حكيم بن حزام أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أفضل قال ابدأ بمن تعول . رواه الطبراني في الكبير ، وأبو صالح مولى حكيم بلم أجد من ترجمه . وعن الحكم بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الاعمال إلى الله عزوجل من أطعم مسكينا من جوع أو دفع عنه مغرما أو كشف عنه كربا . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن سلمة الخبائرى وهو ضعيف . (باب الصدقة على الا قارب وصدقة المرأة على زوجها) عن أبى أيوب الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل الصدقة الصدقة على ذى الرحم الكاشح (1) . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن حكيم بن حزام أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل قال على ذى الرحم الكاشح . رواه أحمد والطبراني في الكبير وأسناده حسن . وعن أبى طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذى الرحم صدقه وصلة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن أم كلثوم بنت عقبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة الصدقة على ذى الرحم الكاشح . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (1) الكاشح : العدو الذى يضمر عداوته ويطوى عليها كشحه أي باطنه ، والكشح : الخصر .
[ 117 ]
وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الصدقة على ذى قرابة يضعف أجرها مرتين . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيدالله بن زحر وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثنى بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم ولان له في الكلام ورحم يتمه وضعفه ولم يتطاول على جاره بفضل ما آتاه الله وقال يا أمة محمد والذي بعثنى بالحق لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلته ويصرفها إلى غيرهم والذى نفسي بيده لا ينظر الله إليه يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن عامر الاسلمي وهو ضعيف ، وقال أبو حاتم ليس بالمتروك ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرجال والنساء فحض الرجال على الصدقة ثم أقبل على النساء فحثهن على الصدقة فبعثت إليه زينب امرأة عبدالله بلالا فقالت اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأة من المهاجرين السلام ولاتبين له وقل هل لها من أجر في زوجها من المهاجرين ليس له شئ وأيتام في حجرها وهم بنو أخيها أن تجعل صدقتها فيهم فأتى بلال النبي صلى الله عليه وسلم فقال نعم لها أجران أجر القرابة وأجر الصدقة . رواه الطبراني في الاوسط والبزار بنحو ، وفيه حجاج بن نصرو ثقة ابن حبان وغيره وفيه كلام ، رجال البزار رجال الصحيح . وعن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف يوما من صلاة الصبح فأتى النساء في المسجد فوقف عليهن فقال يا معشر النساء ما رأيت من نواقص عقل ودين أذهب بقلوب ذوى الالباب منكن وإني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار يوم القيامة فتقربن إلى الله بما استطعتن ، وكان في النساء امرأة عبدالله بن مسعود فأتت إلى عبدالله بن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت حليا لها فقال ابن مسعود أين تذهبين بهذا الحلى قالت أتقرب به إلى الله ورسوله رجاء أن لا يجعلني من أهل النار فقال ويلك هلمى فتصدقي على وعلى ولدى فانا له موضع فقالت لا والله حتى أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت تستأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا للنبى صلى الله عليه وسلم هذه زينب تستأذن يارسول الله قال أي الزيانب
[ 118 ]
قالوا امرأة عبدالله بن مسعود قال ائذنوا لها فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله انى سمعت منك مقالة فرجعت إلى ابن مسعود فحدثته فأخذت حلي أتقرب به إلى الله واليك رجاء أن لا يجعلني من أهل النار فقال لى ابن مسعود تصدقي به على وعلى ولدى فانا له موضع فقلت حتى أستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم تصدقي به عليه وعلى بنيه فانهم له موضع ثم قالت يارسول الله أرأيت ما سمعت منك حين وقفت علينا ما رأيت من نواقص عقل ولا دين أذهب بقلوب ذوى الالباب منكن قالت يارسول الله فما نقصان ديننا وعقولنا قال أما ما ذكرت من نقصان دينكن فالحيضة التى تصيبكن تمكث إحداكن ما شاء الله أن تمكث لا تصلى ولا تصوم فذلكن من نقصان دينكن وأماما ذكرت من نقصان عقولكن فشهادتكن إنما شهادة المرأة نصف شهادة الرجل قلت في الصحيح طرف منه رواه احمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات . وعن رائطة امرأة عبد الله بن مسعود وأم ولده وكانت امرأة صناع اليد (1) قال فكانت تنفق عليه وعلى ولده من صنعتها قالت فقلت لعبدالله لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق معكم بشئ فقال لها عبدالله والله ما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله إنى امرأة ذات ضيعة أبيع منها وليس لى ولا لولدي ولا لزوجي نفقة غيرها وقد شغلوني عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق بشئ فهل لي في ذلك من أجر فيما أنفقت عليهم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفقي عليهم فان لك في ذلك أجرما أنفقت عليهم . رواه احمد والطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنة ثقة وقد توبع . وعن أبى سعيد الخدرى أنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحي أو فطر ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة وقال يا أيها الناس تصدقوا ثم انصرف فمر على النساء فقال لهن تصدقن فانى رأيتكن أكثر أهل النار فقلن بم ذاك يارسول الله قال إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لقلب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء فقلن ما نقصان عقلنا وديننا يارسول الله قال أليس شهادة المرأة (1) أي لها صنعة تعملها بيديها .
[ 119 ]
بنصف شهادة الرجل فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت المرأة لم تصل قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها قال ثم انصرف فلما صار إلى منزله جاءته امرأة عبدالله بن مسعود تستأذن عليه فقيل يارسول الله هذه زينب تستأذن عليك قال أي الزيانب قيل امرأة عبدالله بن معسود قال ائذن لها فقالت يا نبى الله انك أمرتنا اليوم الصدقة وعندي حلى لى فأردت أن أتصدق به فزعم ابن مسعود أنه هو وولده أحق من تصدقت به عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق ابن مسعود زوجك وولدك احق من تصدقت به عليهم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن جمرة بنت قحافة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فانكن أكثر أهل النار فأتت زينب فقالت يارسول الل زوجي محتاج فهل يجوز لى أن أعود عليه قال نعم لك أجران . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عازب ولم أجد من ترجمه . (باب في نفقة الرجل على نفسه وأهله وغير ذلك) عن عمرو بن أمية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أعطي الرجل امرأته فهو صدقة . رواه أحمد وفيه محمد بن أبى حميد وهو ضعيف . وعن العرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرجل إذا سقى امرأته من الماء أجر قال فأتيتها فسقيتها وحدثتها بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط وفيه سفيان بن حسين وفى حديثه عن الزهري ضعف وهذا منها . وعن المقدام بن معد يكرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقه . رواه أحمد ورجاله ثقات . قلت وتأتى لهذه الاحاديث وغيرها طرق في النكاح إن شاء الله . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له بنتان أو أختان أو عمتان أو خالتان وعالهن فتحت له ثمانية أبواب الجنة يا عباد الله أعينوه يا عباد الله أقرضوه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن حبيب العدوى وهو متروك . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذى رحمه وقرابته فهو له صدقة .
[ 120 ]
رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسور بن الصلت وهو متروك . وعن معاذ بن جبل قال أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله من أعطي من فضل ما خولني الله قال ابدأ بأمك وأبيك وأختك وأخيك والادنى فالادنى ولا تنس الجيران وذا الحاجة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن أحمد العرزمى وهو ضعيف وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى عليه وسلم اليد العليا أفضل من اليد السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن صعصعة بن ناجية قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله ربما فضلت لى الفضلة خبأتها اللنائبة وابن السبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهى صدقة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير باسنادين أحدهما حسن . وعن عبدالله بن أبى أو في قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفقة الرجل على أهله صدقة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه محمد بن كثير الكوفى وهو ضعيف . قلت وبقية احاديث النفقة في النكاح . (باب في المكثرين) عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المكثرون قالوا إلا من ؟ قال هلك المكثرون قالوا الا من ؟ قال هلك المكثرون قالوا إلا من ؟ قال حتى خفنا ان تكون قد وجبت قال إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا وقليل ماهم قلت رواه ابن ماجه باختصار رواه احمد وفيه عطية بن سعيد وفية كلام وقد وثق . وعن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أي جبل هذا قلت أحد يارسول الله قال والذى نفسي بيده ما يسرنى أنه لى قطعا ذهبا أنفقه في سبيل الله عزوجل أدع منه قيراطا قال قلت قنطارا يارسول الله قال قيراطا قالها ثلاث مرات أنما أقول الذى أقل ولا أقول الذى هو أكثر . رواه أحمد وفيه سالم بن أبى حفصة وفيه كلام . وعن أبى السليل قال وقف علينا
[ 121 ]
رجل في مجلسنا بالبقيع فقال حدثنى أبى أو عمى أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع وهو يقول من يتصدق بصدقة أشهد له بها يوم القيامة قال فحللت من عمامتى لوثا أو لوثين (1) وأنا أريد أن أتصدق بهما فأدركني ما يدرك نبى آدم فقعدت على عمامتى فجاء رجل ولم أر رجلا بالبقيع أشد سوادا منه ولا آدم بعين ناقة لم ار بالبقيع ناقة أحسن منها فقال يارسول الله أصدقة قال نعم قال دونك هذه الناقة قال فلمزه رجل فقال هذا يتصدق بهذه فوالله لهى خير منه فسمعها النى صلى الله عليه وسلم فقال كذبت بل هو خير منك ومنها ثلاث مرات ثم قال ويل لاصحاب المئين من الابل قالوا إلا من يارسول الله ؟ قال إلا من قال هكذا وهكذا وجمع بين كفيه عن يمينه وعن شماله ثم قال قد أفلح المجد المزهد ثلاثا المزهد في العيش المجد في العبادة . رواه احمد وفيه رجل لم يسم . وعن عبدالرحمن بن ابزى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك المكثرون إلا من قال هكذا وهكذا . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمران بن سليمان قال فيه الازدي يعرف وينكر . قلت وتأتى أحاديث من نحو هذا في الزهد ان شاء الله . (باب فيمن تفتح عليهم الدنيا) عن المسور بن مخرمة قال سمعت الانصار أن أبا عبيدة قدم بمال من قبل البحرين وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى البحرين فوا فوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف تعرضوا له فلما رآهم تبسم وقال لعلكم سمعتم أن أبا عبيدة بن الجراح قدم وقدم بمال قالوا أجل يارسول الله قال أبشروا وأملوا خيرا فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن إذا صبت عليكم الدنيا فتنا فستموها كما تنافسها من كان قبلكم . رواه احمد ورجاله رجاله الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سنان الدؤلى أنه دخل على عمر بن الخطاب وعنده نفر من المهاجرين الاولين فارسل عمر إلى سقط أتى به من قلعة من العراق فكان به خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه (1) أي لفة أو لفتين .
[ 122 ]
ثم بكى عمر فقال له من عنده لم تبكى وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقر عينك قال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تفتح الدنيا على قوم إلا ألقى الله عزوجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وأنا أشفق من ذلك . رواه احمد وابو يعلى في االكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم ولا أراهما إلا مهلكاكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن المنذر وهو ضعيف . قلت وتأتى أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله . (باب اللهم اعط منفقا خلفا) عن أبى الدرداء قال قال صلى الله عليه وسلم ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الارض إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فان ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا آبت شمس قط إلا بعث بحنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الارض إلا الثقلين اللهم اعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن أبى سبرة قال دخلت أنا وأبى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لابي هذا ابنك قلت نعم قال ما اسمه قال الحباب قال لاتسمه الحباب فان الحباب شيطان ولكن هو عبدالرحمن ثم قال لابي ما ذلك ما المال قال لى من أنواع المال أتصدق به واعتق وأحمل ولكن أنفقه فيه فيذهب ثم أقيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمت أن ملكا ينادى اللهم اجعل لمنفق خلفا ولممسلت قال تلفا قلت يارسول الله بما أوتر قال بسبح اسم ربك الا على وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد . رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف . وعن عائشة ان سائلا سأل فأمرت الخادم فأخرج له شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها يا عائشة لا تحصى فيحصى الله عزوجل عليك . رواه احمد ورجاله ثقات . (باب في الانفاق) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد إلا وله ثلاثة اخلاء فأما خليل
[ 123 ]
فيقول ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك فذلك ماله قلت فذكر الحديث ويأتى بتمامه في الزهد ان شاء الله رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات وفى بعضهم كلام . وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر الله عبد بن عباده أكثر لهما المال والولد فقال لاحدهما أي فلان بن فلان قال لبيك رب وسعديك قال ألم أكثر لك من المال والوند قال بلى أي رب قال وكيف صنعت فيما آتيتك قال تركته لولدي مخافة العيلة عليهم قال أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا أما إن الذى تخوفت عليهم قد أنزلت بهم ويقول للآخر أي فلان بن فلان فيقول لبيك أي رب وسعديك قال له ألم أكثر لك من المال والولد قال بلى أي رب قال فكيف صنعت فيما آتيتك قال أنفقت في طاعتك ووثقت لولدي من بعدى بحسن طولك قال أما إنك لو تعلم العلم الضحكت قليلا ولبكيت كثيرا أما إن الذى قد وثقت لهم به قد أنزلت بهم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه يوسف ابن العز وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم وفى يده قطعة من ذهب فقال لعبدالله بن عمر ما كان محمد قائل لربه لو مات وهذه عنده فقسمها قبل أن يقوم وقال ما يسرنى أن لاصحاب محمد مثل هذا الجبل وأشار إلى أحد ذهبا وفضة فينفقها في سبيل الله ويترك منها دينارا فقال ابن عباس قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض ولم يدع دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من شعير كان يأكل منها ويطعم عياله . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد فقال والذي نفسي بيده ما يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقة في سبيل الله أموت يوم أموت وأدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما لدين كان على . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ، ورواه أحمد . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إنى لالج هذه الغرفة ما ألجها إلا خشية أن يكون فيها مال ما ولم أنفقه . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا إنى والله ما يسرني أن لى أحدا ذهبا كله ثم أورثه . رواه الطبراني في الكبير
[ 124 ]
وفى إسناده ضعف . وعن سهل بن سعد قال كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان عند مرضه قال يا عائشة ابعثى بالذهب إلى على ثم أغمى عليه وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك مرارا كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشغل عائشة ما به فبعث إلى على فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جديد الموت لليلة الاثنين فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت أهدى لنا في مصباحنا من عكنك السمن فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسى في جديد الموت . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . قلت وتأتى أحاديث من نحو هذا في الزهد إن شاء الله . وعن سعيد بن عامر بن حذيم قال بلغ عمر أنه لا يدخر في بيته من الحاجة فبعث إليه بعشرة آلاف فأخذها فحعل يفرقها صررا فقالت له امرأته أين تذهب بهذه قال أذهب بها إلى من يرجح لنا فيها فما ابقى لنا إلا شيئا يسيرا فلما نفذ الذى كان عندهم قالت له امرأته اذهب إلى بعض اصحابك الذين اعطيتهم يرجحون لك فخذ من ارباحهم وجعل يدافعها ويماطلها حتى طال ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو ان حوراء اطلعت أصبعا من اصبعها لوجد ريحها كل ذى روح فأنا ادعهن لكن لا والله لانتن احق ان ادعكن لهن منهن لكن . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وله طرق في صفة الجنة . وعن ملك الدار ان عمر بن الخطاب اخذ اربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى ابى عبيدة بن الجراح ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك امير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك فقال وصله الله ورحمه فقال تعالى يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفدها فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله في البيت حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك امير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك فقال رحمه الله ووصله تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ وقالت ونحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها ورجع الغلام إلا عمر فأخبره فسر بذلك
[ 125 ]
وقال إنهم اخوه بعضهم من بعض . رواه الطبراني في الكبير ومالك الدار لم اعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن عمرو بن حيان الطائى قال كان رافع بن عميرة السعي يغدى اهل ثلاثة مساجد ويسقيهم القرطمة وليس له إلا قميص واحد هو للمبيت وهو للجمعة . رواه الطبراني في الكبير وعمرو بن حيان لم اعرفه . (باب في الادخار) عن ابى امامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يموت يوم يموت فيترك اصفر ولا ابيض إلا كوى به . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو مدلس . وعن ابى ذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اوكأ على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يوم القيامة يكوى به . رواه الطبراني في الكبير واحمد بنحوه ورجاله ثقات وله طريق رجالها رجال الصحيح . وعن بلال قال قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال مت فقيرا . ولا تمت غنيا قلت وكيف لى بذلك قال ما رزقت فلا تخبئ وما سئلت فلا تمنع فقلت يارسول الله وكيف لى بذلك قال هو ذاك أو النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه طلحة ابن زيد القرشى وهو ضعيف . وعن قيس بن ابى حازم قال دخلنا على ابن مسعود نعوده فقال ما ادرى ما يقولون ولكن ليت ما في تابوتي هذا حجر فلما مات نظروا فإذا فيه الف أو الفان . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى أمامة قال توفى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين دينا عليه وليس له وفاء فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه وقال صلوا على صاحبكم فقام أبو قتادة فقال أنا أقضى عنه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه . وذكر أيضا أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتين . وفى رواية توفى رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا إلى داخلة إزاره فأصيب دينار أو ديناران فقال كيتين . وفى رواية توفى رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان . رواه الطبراني في الكبير وبعض طرقه رجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وهو ثقة وفيه كلام قلت وتأتى
[ 126 ]
أحاديث من هذا في الزهد إن شاء الله . وعن عبدالله بن أبى الهذيل قال دخلنا على جناب فرأيت في بيته دراهم مكشوفة فقلت ما هذا قال بعث ضيعتي الفلانية وأنفقتها ما ارى احدا احق منى . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . وعن بلال قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي شئ من تمر فقال ما هذا فقلت ادخرناه لشتائنا فقال ما تخاف ان تري له بخارا في جهنم . وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطعمنا يا بلال ثم اقبضت بعضها فقال زدنا يا بلال فزدته ثلاثا فقلت لم يبق شئ إلا ادخرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا . رواه الطبراني في الكبير وفى الاولى محمد بن الحسن بن زبالة وفى الثانية طلحة بن زيد القرشى وكلاهما ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبرة (1) من تمر فقال ما هذا يا بلال قال يارسول الله دخرته لك ولضيفانك فقال اما تخشى ان يفور له بخار في جنهم انفق بلال ولا تخش من ذى العرش إقلالا . رواه كله الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم عاد بلالا فأخرج له صبرة من تمر فقال ما هذا يا بلال قال ادخرته لك يارسول الله قال اما تخشى ان يجعل لك بخار في جهنم انفق بلال . ولا تخش من ذى العرش إقلالا (2) . رواه الطبراني في الكبير وفيه مبارك بن فضاله وهو ثقة وفيه كلام . وبقية رجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني في الاوسط باسناد حسن . (باب في البخل) عن جابر قال جاء حى من الانصار يقال لهم بنو سلمة رهط معاذ بن جبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا بنى سلمة من سيدكم قالوا جد بن قيس وإنا لننحله فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأى أدوى من البخل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو الربيع (1) أي تمر مجتمع كالكومة . (2) بسط الكلام على الحديث ومخرجيه في كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس للعجلونى .
[ 127 ]
السمان وهو ضعيف . قلت وتأتى أحاديث من هذا في المناقب إن شاء الله . وعن أبى صالح عن بعض أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إن لفلان في حائطي نخلة فمره فليبعها أو ليهبها فأتى الرجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إفعل ولك بها نخلة في الجنة فأباه فقال نبى صلى الله عليه وسلم هذا أبخل الناس . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لفلان في حائطي عذق (1) وانه قد آذانى وشق على مكان عذقه فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعنى عذقك الذى في حائط فلان قال لا قال فهبه لى قال لا قال فبعنيه بعذق في الجنة قال لا يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت الذى هو أبخل منك إلا الذى هو يبخل بالسلام . رواه أحمد والبزار وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق . وعن أبى القين أنه مربا لنبى صلى الله عليه وسلم ومعه شئ من تمر فأهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه فبضة لينثرها بين يدى أصحابه فضم طرف ردائه إلى بطنه وإلى صدره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله شحا . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رحال الصحيح . قلت وبقية طرق أحاديث هذا الباب في الزهد (2) (باب في السخاء) عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلى وهو متروك . وعن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول السخى قريب من الله بعيد من النار قريب من الجنة والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار والجاهل السخى أحب إلى الله من العابد البخيل . رواه الطبراني في الاوسط (1) العذق بالفتح النخلة ، وبالكسر العرجون . (2) بلغ سماعا ومقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الاصل بخط المؤلف في التاسع والعشرين كما في هامش الاصل .
[ 128 ]
وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو ضعيف . وعنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة بيت يقال له بيت السخاء . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به جحدر بن عبدالله ، قلت ولم أجد من ترجمه . وعن ابن عباس قال قيل يارسول الله من السيد قال يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم قالوا فما في أمتك سيد قال بلى رجل أعطى مالا حلالا ورزق سماحة وأدنى الفقير وقلت شكاته في الناس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف . وعن قيس بن سلع الانصاري ان إخوته شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه يبذر ماله ويبسط فيه قلت يارسول الله آخذ نصيبي من الثمرة فانفقه في سبيل الله وعلى من صحبني فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال انفق ينفق الله عليك ثلاث مرات فلما كان بعد ذلك خرجت في سبيل الله ومعى راحلة قال وانا أكبر اهل بيتى اليوم وأيسره . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به سعيد بن زياد أبو عاصم ، قلت ولم أجد من ترجمه . وعن جابر بن عبدالله السلمى قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم دار بني عمرو بن عوف يوم الاربعاء فرأى حصنه في الاموال والاراضي ولم يكن رآه قبل ذلك فقال لهم يا معشر الانصار قالوا لبيك يارسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت قال لو أنكم إذا هبطتم لعيدكم يعنى الجمعة مكثتم حتى تسمعوا منى قولى قالوا نعم أي رسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت فلما كانت الجمعة حضروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم انصرف فتنفل ركعتين عند مقامه وكان قبل ذلك إذا صلى الجمعة انصرف إلى بيته فصلاهما في بيته كان يومئذ فتنفلهما في المسجد فلما انصرف استقبلهم بوجهه فتتبعت الانصار في المسجد حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معشر الانصار فقالوا لبيك أي رسول الله بآبائنا وأمهاتنا أنت قال كنتم في الجاهلية لا تعبدون الله تحملون الكل في أموالكم وتفعلون المعروف وتصلون إذا من الله عليكم بالاسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم إذا تحصنون فيما يأكل ابن آدم أجر وفيما يأكل الطير أجر وفيما يأكل السبع أجر فانصرف القوم فما بقى أحد إلا هدم من ماله ثلمة أو ثلاثا يعنى هدموا في حيطان بساتينهم ليدخل القوم
[ 129 ]
فيأكلون من الثمرة . رواه الطبراني في الاوسط ، والبزار بنحوه وزاد وكان يعود المريض ويشهد الجنازة ويدعى فيجيب . وقال لا يروى عن جابر إلا بهذا الاسناد ، قلت وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب التجاوز عن ذنب السخي) عن يحيى بن عباد الحنظلي أن وفدا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم فكذبه بعضهم فقال لولا سخاء فيك ومقك الله عليه لسردت بك وافد قوم . قلت ومقك أي أحبك . رواه الطبراني في الاوسط وكأن الصحابي سقط فان الاصل سقيم ، وفيه جماعة لم أعرفهم . قلت وتأتى أحاديث في هذا في الحدود ان شاء الله . (باب في الوقف) عن ابن عباس قال لما نزلت آية الفرائض في سورة النساء نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحبس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاحبس . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبى سلمة بشر بن بشير الاسلمي عن أبيه قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بنى غفار عين يقال لها رومة وكان يبيع منها القربة بمد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنيها بعين في الجنة فقال يارسول الله ليس لى ولا لعيالي غيرها ولا أستطيع ذلك فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أتجعل لى مثل الذى جعلته له عينا في الجنة إن اشتريتها قال نعم قال قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالاعلى بن أبى المساور وهو ضعيف . (باب الصدقة لا تورث) عن أبى هريرة أن رجلا من الانصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله مالى كله صدقة قال فافتقر أبواه حتى جلسا مع الاوفاض ثم جاآ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يارسول الله كان ابننا من أكثر الانصار مالا فتصدق بماله وافتقرنا
[ 130 ]
حتى جلسنا مع الاوفاض (1) قال صدقة ابنكما رد عليكما ثم توفيا فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابنهما أن اردد الصدقة فان الصدقة لا تورث ولا تعتمر رواه الطبراني في الاوسط وفى اسحاق بن عبدالله بن أبى فروة وهو متروك . وأحاديث هذا الباب كلها في آخر الفرائض . (باب الصدقة المجحفة) عن حنظلة قال قلت يارسول الله ان في حجري يتيما وقد تصدقت عليه بمائة من الابل فرأينا الغضب في وجهه وقال إنما الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس عشرة حتى بلغ أربعين . رواه الطبراني في الكبير ، قلت رواه أحمد أطول من هذا وانه كانت وصية ولم تجزها الورثة ويأتى في الوصايا إن شاء الله وإسناده حسن (باب الصدقة على المماليك) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن صدقة أفضل من صدقة تصدق على مملوك عند مليك سوء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بشعير بن ميمون وهو ضعيف . (باب فيمن أطعم مسلما أو سقاه) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهتم بجوعة أخيه المسلم فأطعمه حتى يشبع غفر الله له وسقاه حتى يروى . رواه أبو يعلي وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أطعم أخاه حتى يشبعه وسقاه من الماء حتى يرويه باعده الله من النار سبع خنادق ما بين كل خندقين خمسمائة عام رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه إلا انه قال من أطعم أخاه خبزا . وفيه رجاء بن أبى عطاء وهو ضعيف . وعن عمر بن الخطاب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الاعمال أفضل قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعث جوعته أو سترت (2) عورته أو قضيت له حاجة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن بشير الكندى وهو ضعيف . وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (1) أي أخلاط الناس (2) وفى نسخة " كسوت عورته "
[ 131 ]
من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب (1) أدخله الله بابا من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مثله . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن واقد وفيه كلام وقال محمد ابن المبارك الصوري كان يتبع السلطان وكان صدوقا . وعن أبى حيدة الفهرى عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سقى عطشانا فأرواه فتح له باب من الجنة فقيل له أدخل منه ومن أطعم جائعا فأشبعه وسقى عطشانا فأرواه فتحت له أبواب الجنة كلها فقيل له أدخل من أيها شئت . رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن عبدالله بن أبى فروة وهو ضعيف . (باب سقى الماء) عن عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض عن رجل منهم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أخبرني بعمل يدخلنى الجنة قال هل من والديك أحد حى حتى قال له ذلك مرات قال لا قال فاسق الماء قال وكيف أسقيه قال اكفهم آلته إذا حضروه واحمله إليهم أذا غابوا ، وفى رواية تكفيهم آلته إذ حضروه وتحمله إليهم إذا غابوا عنه . رواه احمد والطبراني في الكبير وقد جهل الحسينى عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض . وقد رواه الطبراني عنه انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم والراوي ثقة من رجال الصحيح فارتفعت الجهالة . وعن عاصم بن كليب قال سمعت عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض يحدث رجلا انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة قال هل من والديك احد حي قال لا فسأله ثلاثا قال اسق الماء احمله إليهم إذا غابوا واكفهم إياه إذا حضروا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنى أنزع في حوضى حتى إذا ملاته لابلي ورد على البعير لغيري فسقيته فهل في ذلك من اجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ذات كبد حرى اجر . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الصدقة الماء ألم تسمع إلى اهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة افضيوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه موسى (1) السغب هو الجوع ، وقيل لا يكون إلا مع التعب .
[ 132 ]
ابن المغيرة وهو مجهول . وعن ابن عباس قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال ما عمل إن عملت به دخلت الجنة قال انت ببلد تجلب به الماء قال فاشتريها سقاء جديدا ثم اسق فيها حتى تخرقها فانك لن تخرقها حتى تبلغ بها عمل الجنة رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى الحمانى وفيه كلام وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات . وعن كدير الضبى ان أعرابيا انى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبرني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني عن النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو هما اعملتاك قال نعم قال تقول العدل وتعطي الفضل قال والله لا أستطيع ان اقول العدل كل ساعة وما أستطيع ان اعطي الفضل قال فتطعم الطعام وتفشى السلام قال هذه ايضا شديدة قال فهل لك إبل قال نعم قال فانظر إلى بعير من ابلك وسقاء اعمد إلى اهل بيت لا يشربون الماء إلا عبا فاسقهم فلعلك لا تهلك بعيرك ولا يتخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة فانطلق الاعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولاهلك بعيره حتى قتل شهيدا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن سعد ابن عبادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا سعد ألا ادلك على صدقة خفيفة مؤنتها عظيم اجرها قال بلى يارسول الله قال سقى الماء فسقى سعد الماء قلت له حديث في سقى الماء غير هذا رواه أبو داود رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن انس بن ملك عن نبى الله صلى الله عليه وسلم سلك رجلان مفازة عابد والآخر به رهق فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه وهو صريع فقال والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصبت من مال الله خيرا ولئن سقيته مانى لاموتن فتوكل على الله وسقاه وعزم فرش عليه من مائه وسقاه فضله فقام فقطعا المفازة فيوقف الذى به رهق للحسات فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول يا فلان اما تعرفني فيقول ومن انت قال انا فلان الذى آثرتك على نفسي يوم المفازة فيقول بلى أعرفك فيقول للملائكة قفوا فيقفوا فيجئ حتى يقف فيدعو ربه عزوجل فيقول يا رب قد عرفت يده عندي وكيف آثرنى على نفسه يا رب هبه لي فيقول هو لك فيجي ء فيأخذ بيد اخيه فيدخله الجنة فقلت لابي ظلال احدثك أنس عن رسول الله
[ 133 ]
صلى الله عليه وسلم قال نعم . رواه الطبراني في الاوسط ، وأبو ظلال وثقه البخاري وابن حبان وفيه كلام . (باب أجر الماء والملح والنار) عن عائشة انها قالت يارسول الله ما الشئ الذي لا يحل منعه قال الماء والملح والنار قالت هذا الماء قد عرفناه فما بال الملح والنار فقال من اعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت النار ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما اعتق رقبة ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما احياه قلت رواه ابن ماجه باختصار رواه الطبراني في الاوسط وفيه زهير بن مرزوق قال البخاري مجهول منكر الحديث . وعن انس ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يدلجن بالقرب يسقين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . (باب ما جاء في المنحة) عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون أي الصدقة أفضل قالوا الله ورسوله أعلم قال المنيحة أن يمنح أخاه الدرهم أو ظهر الدابة أو لبن الشاة أو لبن البقر . رواه أحمد وأبو يعلى وزاد الدينار أو البقرة ، والبزار والطبراني في الاوسط ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال خير الصدقة المنيحة تغدو بأجر وتروح بأجر ومنيحة الناقة كعتاقة الاحمر ومنيحة الشاة كعتاقة الاسود . رواه أحمد وفيه عبدالله بن صبيحة ذكره ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه كلاما ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعون خلقا يدخل الله بها الجنة أرفعها منحة شاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح المرى وهو ضعيف . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا أبا ذر اعقل ما اقول لك لعناق يأتي رجلا من المسلمين خير له من احد ذهبا يتركه وراءه . رواه احمد وفيه أبو الاسود الففاري ضعفه النسائي .
[ 134 ]
(باب فيمن غرس غرسا أو بنى بنيانا) عن معاذ بن انس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من بنى بنيانا من غير ظلم ولا اعتداء أو غرس غرسا في غير ظلم ولا اعتداء كان له اجر جارما انتفع به من خلق الرحمن تبارك وتعالى . رواه احمد وفيه زبان وثقه أبو حاتم وفيه كلام . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغرس مسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا طائر ولا شئ إلا كان له اجر . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . قلت وتأتى احاديث في البناء والغرس في البيع ان شاء الله تعالى ، وقد تقدم حديث جابر في هذا في باب السخاء قبل هذا بيسير . (باب فيما يؤجر فيه المسلم) عن ابن هريرة ان رجلا انى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أي الاعمال افضل قال الايمان بالله والجهاد في سبيل الله قال فان لم استطع ذلك قال تعين صانعا أو تصنع لاخرق قال فان لم استطع ذلك قال احبس نفسك عن الشر فانها صدقة تصدق بها عن نفسك . رواه احمد ورجاله ثقات وعن انس قال حدث نبي الله صلى الله عليه وسلم بحديث فما فرحنا بشئ منذ عرفنا الاسلام اشد من فرحنا به قال ان المؤمن ليؤجر عن إماطته الاذى عن الطريق وفى هداية السبيل وفى تعبيره عن الارثم (1) وفى منحة اللبن حتى انه ليؤجر في السلعة تكون مصرورة فيلمسها فتخطئهات يده . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط والبزار وزاد وانه ليؤجر في اتيانه اهله حتى انه ليؤجر في السلعة تكون في طرف ثوبه فيلمسها فيعقد مكانها أو كلمة نحوها فيخفق بذلك فؤاده فيردها الله عليه ويكتب له اجرها . وفى اسناده المنهال ابن خليفة وثقه أبو حاتم وابو داود والبزار وفيه كلام . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة وان لفراغك من دلوك في دلوا خيك يكتب لك به صدقة واماطتك الاذى عن الطريق يكتب لك به صدقة ان امرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر صدقة يكتب لك به صدقة (1) الارثم : هو الذى لا يصحح كلامه ولا يبينه لآفة في فمه .
[ 135 ]
وإرشادك الضال يكتب لك به صدقة . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن أبى عطاء وهو مجهول . وعن أبى ذر قال قلت يارسول الله ماذا ينجى العبد من النار قال الايمان بالله قلت يارسول الله إن مع الايمان عملا قال يرضخ (1) مما رزقه الله قلت يارسول الله أرأيت ان كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال قلت يارسول الله أرأيت إن كان غنيا لايستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال يصنع لاخرق قلت أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئا قال يعين مغلوبا قلت أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مغلوبا قال ما تريد أن تترك في صاحبك من خير يمسك عن أذى الناس فقلت يارسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة قال ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات وقد تقدمت له طرق . (باب عزل الاذى عن الطريق) عن أنس بن ملك قال كانت شجرة تؤذى الناس فأتاها رجل فعزلها عن طريق الناس قال قال نبى الله صلى الله عليه وسلم فلقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه أبو هلال وهو ثقة وفيه كلام . وعن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به حسنة ومن كتب له حسنة أدخله بها الجنة . رواه الطبراني في الاوسط ولفظه في الكبير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله له به مائة حسنة ولم يرد . وفيه أبو بكر بن أبى مريم وهو ضعيف . وعن أبى شيبة المهرى قال كان معاذ يمشى ورجل معه فرفع حجرا من الطريق فقال ما هذا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن المستنير بن الاخضر بن معاوية عن أبيه قال كنت مع معقل بن يسار في بعض الطرقات فمررنا بأذى فأماطه أو نحاه عن الطريق فرأيت مثله فأخذته فنحيته فاخذ بيدى (1) أي يتصدق ولو بالقليل
[ 136 ]
فقال يا ابن أخى ما حملك على ما صنعت قلت يا عم رأيتك صنعت شيئا فصنعت مثله فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة . رواه الطبراني في الكبير وقال المزى صوابه عن المستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة عن جده كما رواه البخاري في كتاب الادب فان كان كما قال المزى فاسناده حسن إن شاء الله وإن كان فيه عن أبيه أخضر فلم أجد من ذكر أخضر والله أعلم . (باب كل معروف صدقة) عن عبدالله بن يزيد الخطمى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إنائه إلى ههنا انتهى حديث الامام أحمد . ولجابر عند أبى يعلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف تصنعه إلى غنى أو فقير فهو لك صدقة يوم القيامة . ولجابر عند أبى يعلى في رواية أخرى أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كل معروف صدقة وما أنفق الرجل على أهله وماله كتبت له صدقة وما وقى به عرضه فهو له صدقة قال وكل نفقة مؤمن في غير معصية فعلى الله خلفه ضامنا إلا نفقة في بنيان قال مسور قال محمد ابن المنكدر فقلنا لجابر بن عبدالله ما أراد بقوله وما وقى به المرء به عرضه قال يعطى الشاعر وذا اللسان قال جابر كأنه يقول الذى يتقى لسانه قلت في الصحيح طرف منه - رواه بطوله أبو يعلى واختصره الامام أحمد كما تقدم وفي إسناد أحمد المنكدر ابن محمد بن المنكدر وثقه أحمد وغيره وضفعه النسائي وغيره ، وفى إسناد أبى يعلى مسور ابن الصلت وهو ضعيف . وعن نبيط بن شريط قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل معروف صدقة . رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفه . وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة غنيا كان أو فقيرا . رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه صدقة بن موسى الدقيقي وهو ضعيف . وعن أبى مسعود الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة . رواه
[ 137 ]
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عدى بن ثابت عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة . رواه الطبراني في الكبير وثابت لم يرو عنه غير ابنه عدى ، وبقية رجاله موثقون . وعن أبى ملك الاشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة . رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب فيمن يجرى عليه أجره بعد موته) عن أبى أمامة الباهلى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال اربعة تجري عليهم اجورهم بعد الموت رجل يرابط في سبيل الله ومن عمل عملا اجرى عليه مثل ما عمل ورجل تصدق بصدقة فأجرها له ما جرت ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له . رواه احمد وقد تقدمت له طريق فيمن علم علما ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . (باب فيمن دل على خير) عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدال على الخير كفاعله والله يحب إعانة اللهفان . رواه البزار وفيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال يخطئ وابن عدى وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات . ورواه أبو يعلى كذلك . وعن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله . رواه الطبراني في الاوسط وقال لا يروى عن سهل إلا بهذا الاسناد ، قلت وفيه من لم أعرفه . وقد تقدمت أحاديث هذا الباب في العلم . (باب صدقة المرأة من بيت زوجها) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتصدق المرأة من بيت زوجها إلا باذنه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه رشدين بن كريب ضعفه احمد وجماعة وقال ابن عدى ممن يكتب حديثه على ضعفه . وعن ام سعد قالت دخلت على عائشة فقلت يا ام المؤمنين المرأة تعطى الشئ من بيت زوجها صدقة فهو لها أو لزوجها قالت هو بينهما حدثنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لعائشة في الصحيح
[ 138 ]
إذا انفقت امرأة من بيت زوجها غير مفسدة فله اجره ولها مثل ذلك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم اعرفه . (باب فيمن قاد أعمى) عن انس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاد اعمى اربعين ذراعا كان له كعتق رقبة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاد اعمى اربعين خطوة وحببت له الجنة . رواه الطبراني في الكبير وابو يعلى وفيه على بن عروة وهو كذاب . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاد اعمى حتى يبلغه مأمنه غفرت له اربعون كبيرة واربع كبائر توجب النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن يحيى الاملي ولم اجد من ترجمه ولكن فيه على بن يزيد وفيه كلام . (باب الصدقة على الميت) عن عقبة بن عامر أن غلاما أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال موسى في حديثه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إن أمي ماتت وتركت حليا أفأتصدق به عنها قال أمك أمرتك بذلك قال لا قال فأمسك عليك حلى أمك . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال إن أمي توفيت ولم توص فهل ينفعها إن تصدقت عنها قال احبس عليك مالك . ورجال الطبراني رجال الصحيح ، وفى إسناد أحمد ابن لهيعة ، وعن أنس أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفينفعها ان أتصدق عليها قال نعم وعليك بالماء . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن عبادة قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت توفيت أمي ولم توص ولم تتصدق فهل يقبل إن تصدقت عنها فهل ينفعها ذلك قال نعم ولو بكراع شاة محترق قلت لسعد عند أبى داود حديث غير هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن كريب وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عمرو قال قال يارسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تصدق بصدقة تطوعا فيجعلها عن أبويه فيكون لها أجرها
[ 139 ]
ولا ينتقص من أجره شيئا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خارجة بن مصعب الضبى وهو ضعيف . وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن أهل بيت يموت منهم ميت فيتصدقون عنه بعد موته إلا أهداها له جبريل عليه السلام على طبق من نور ثم يقف على شفير القبر العميق هذه هدية أهداها اليك أهلك فاقبلها فيدخل عليه فيفرح بها ويستبشر ويحزن جيرانه الذين لا يهدى إليهم شئ . رواه الطبراني . في الاوسط وفيه أبو محمد الشامي قال عنه الازدي كذاب . كتاب الصيام بسم الله الرحمن الرحيم (باب في قوله تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) عن دغفل بن حنظلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان على النصارى صوم شهر رمضان وكان عليهم ملك فمرض فقال لئن شفاه الله ليزيدن عشرة أيام ثم كان عليهم ملك بعده فأكل اللحم فوجع فقال لئن شفاه الله ليزيدن ثمانية أيام ثم كان عليهم ملك بعده فقال ما يفرغ من هذه الايام أن نتمها ونجعل صومها في الربيع فصارت خمسين يوما . رواه الطبراني في الاوسط مرفوعا كما تراه ورواه الطبراني في الكبير موقوفا على دغفل ورجال إسنادهما رجال الصحيح . وعن أبى أمامة الباهلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله فرض عليكم صوم رمضان ولم يفرض عليكم قيامه وإنما قيامه شئ أحد ثتموه فدوموا عليه فان ناسا من بنى إسرائيل ابتدعوا بدعة فعابهم الله بتركها فقال (رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتعاء رضوان الله) إلى آخر الآية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه زكريا بن أبى مريم ضعفه النسائي وغيره . (باب فيمن أدرك شهر رمضان فلم يصمه) عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك شهر رمضان ولم يصمه فقد شقي ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبره فقد شقى ومن ذكرت عنده فلم
[ 140 ]
يصل على فقد شقى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الفضل بن مبشر وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان وغيره . (باب في شهور البركة وفضل شهر رمضان) عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه زائدة بن ابى الرقاد وفيه كلام وقد وثق . وعن ابى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهور شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة . رواه البزار وفيه يزيد بن عبدالملك النوفلي . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا اخبركم بافضل الملائكة جبريل عليه السلام وافضل النبيين آدم وافضل الايام يوم الجمعة وافضل الشهور شهر رمضان وافضل الليالى ليلة القدر وافضل النساء مريم بنت عمران . رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال سيد الشهور شهر رمضان وسيد الايام يوم الجمعة . رواه الطبراني في الكبير وابو عبيدة لم يسمع من ابيه . وعن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطيت امتى خمس خصال في رمضان لم تعطها امة قبلهم خلوف فم الصائم الطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا ويزين الله عزوجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا اليك وتصفد (1) فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل يارسول الله أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله . رواه أحمد والبزار وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان ولا اتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد المنافقون فيه من غفلات الناس وعوراتهم هو غنم للمؤمنين يغتبنه الفاجر . وفى رواية ان الله عزوجل ليكتب أبجره ونوافله من قبل أن يدخله ويكتب أجره وشقاءه من قبل أن يدخله . رواه أحمد والطبراني في الاوسط (1) أي تشد وتوثق .
[ 141 ]
عن تميم مولى ابن رمانة ولم أجد من ترجمة . وعن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول وقد أهل رمضان لو يعلم العباد ما في رمضان لتنمت أمتى أن تكون السنة كلها رمضان فقال رجل من خزاعة حدثنا به قال إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فنظر الحور العين إلى ذلك فقلن يا رب اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك ازواجا تقر اعيننا بهم وتقر اعينهم بنا فما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في . خيمة من درة مجوفة مما نعت الله (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس فيها حلة على لون الاخرى ويعطى سبعون لونا من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر لكل امرأة منهن سبعون سريرا من يا قوتة حمراء موشحة بالدر على كل سرير سبعون فراشا بطائنها من استبرق وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيف لحاجاتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منه لذة لا يجد لاوله ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوتة حمراء عليه سوران من ذهب موشح بياقوت أحمر هذا لكل يوم صام رمضان سوى ما عمل من الحسنات . رواه أبو يعلى وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف . وعن أبى مسعود الفنايرى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد أهل شهر رمضان لو يعلم العباد ما في شهر رمضان لتمنى العباد أن يكون شهر رمضان سنة فقال رجل من خزاعة يارسول الله حدثنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الجنة لتزين لشهر رمضان من رأس الحول إلى رأس الحول حتى إذا كان اول ليلة هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فنظرت الحور العين إلى ذلك فقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا وما من عبد صام شهر رمضان الا زوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله به الحور العين المقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الاخرى ويعطى سبعون لونا من الطيب ليس منهن لون يشبه الآخر وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت موشح بالدر على
[ 142 ]
سبعين فراشا بطائنها من استبرق وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة ولكل امرأة منهن سبعون وصيفا الخدمتها وسبعون للقيها زوجها مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون من الطعام يجد لآخره من اللذة مثل الذي لاوله ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوتة حمراء عليه سواران من ذهب موشح بالياقوت الاحمر هذا لكل يوم صامه من شهر رمضان سوى ما عمل من الحسنات . رواه الطبراني في الكبير وفيه الميباح بن بصطام وهو ضعيف . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما وحضر رمضان أتاكم رمضان شهر بركة يغنيكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله إلى نفايسكم ويباهى بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فان الشقي من حرم فيه رحمة الله عزوجل . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبى قيس ولم أجد من ترجمه . وعن ابن عمران النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الجنة لتزخرف لرمضان من رأس الحول ألى الحول المقبل فإذا كان أول يوم من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش فسقت ورق الجنة ويجئ الحور العين يقلن يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجا تقربهم اعيننا وتقر اعينهم بنا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط باختصار وفيه الوليد بن الوليد القلانسى وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما من رمضان محتسبا كان له بصومه مالو ان اهل الدنيا اجتمعوا منذ كانت الدنيا إلى ان تنقضي لاوسعهم طعما وشرابا لا يطلب إلى هل شيئا من ذلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوليد بن الوليد القلانسى وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة . وعن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام رمضان إلى رمضان كفارة ما بينهما . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن قريظ ذكره ابن أبى حاتم وقال يروى عنه يحيى بن ايوب وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ان ابواب اسماء تفتح في اول ليلة من شهر رمضان فلا تغلق إلى آخر ليلة منه . رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن مروان السدي وهو ضعيف . وعن أنس بن ملك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا رمضان
[ 143 ]
قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له إذا لم يغفر له فيه فمتى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الفضل ابن عيسى الرقاشى وهو ضعيف . وعن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنان كلها فلم يغلق منها باب إلى آخر الشهر وسلسلت مردة الشياطين ولله عتقاء عند كل فطر يعتقهم من النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله ماذا استقبلكم وماذا تستقبلون ثلاثا قال فقال عمر بن الخطاب أوحى نزل أم عدو حضر قال فقال إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة قال فقال رجل بين يديه وهو يهز رأسه بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه ضاق صدرك قال لا ولكن ذكرت المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافق كافر وليس لكافر في ذلك شئ . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خلف أبو الربيع ولم أجد له راو غير عمرو بن حمزة كما ذكر ابن أبى حاتم . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله لا يخيب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه هلال بن عبدالرحمن وهو ضعيف وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما من رمضان في انصات وسكون بنى له بيت في الجنة من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء . وفيه الوليد بن الوليد وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة . وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة يعنى في رمضان وان لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة . رواه البزار وفيه أبان بن أبى عياش وهو ضعيف . وعن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لله عند كل فطر عتقاء . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله موثقون . (باب احترام شهر رمضان ومعرفة حقه) عن أبى سعيد رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام
[ 144 ]
رمضان فعرف حدوده وتحفظ فيه مما كان ينبغى له أن يتحفظ فيه كفر ما قبله . رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه وفيه عبدالله بن قريظ ذكره ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الجنة لتزين من السنة إلى السنة لشهر رمضان فإذا دخل رمضان قالت الجنة اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكانا ويقلن الحور العين اللهم اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا قال النبي صلى الله عليه وسلم فمن صان نفسه في شهر رمضان فلم يشرب فيه مسكرا ولم يرم فيه مؤمنا بالبهتان ولم يعمل فيه خطيئة زوجه الله كل ليلة مائة حوراء وبنى له قصرا في الجنة من ذهب وفضة وياقوت وزبر جدلوان الدنيا جمعت فجعلت في ذلك القصر لم تكن فيه الا كمربط عنز في الدنيا ومن شرب فيه مسكرا أو رمى فيه مؤمنا ببهتان وعمل فيه خطيئة احبط الله عمله سنة فاتقوا شهر رمضان فانه شهر الله ان تفرطوا فيه فقد جعل الله لكم احد عشر شهرا تنعمون فيها وجعل لنفسه شهر رمضان فاخذروا شهر رمضان . رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن الاوزاعي الا أحمد بن أبيض ، قلت ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله موثقون . وعن أم هانئ بنت أبى طالب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمتى لم يخزوا ما أقاموا شهر رمضان قيل يارسول الله وما خزيهم في اضاعة شهر رمضان قال انتهاك المحارم فيه من زنى فيه أو شرب فيه خمرا لعنه الله ومن في السموات إلى مثله من الحول فان مات قبل أن يدركه رمضان فليست له عند الله حسنة يتقى بها النار فانقوا شهر رمضان فان الحسنات تضاعف فيه مالا تضاعف فيما سواه وكذلك السيئات . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عيسى بى سليمان أبو طيبة (1) ضعفه ابن معين ولم يكن فيمن يتعمد الكذب ولكنه نسب إلى الوهم . (باب فيمن صام رمضان إيمانا واحتسابا) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما (1) في الاصل " ظبية " ، والتصحيح من لسان الميزان .
[ 145 ]
تأخر قلت هو في الصحيح من حديث أبى هريرة خلا قوله وما تأخر رواه أحمد ورجاله موثقون إلا أن حمادا شك في وصله وإرساله . (باب في صوم رمضان بمكة) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوم رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة . رواه البزار وفيه عاصم بن عمر ضعفه الائمة أحمد وغيره ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف . (باب في صيام رمضان بالمدينة) عن بلال بن الحرث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان بالمدينة أفضل من ألف رمضان فيما سواها وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان . رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبدالله وهو ضعيف . (باب في فضل الصوم) يأتي بعد إن شاء الله . (باب في الاهلة وقوله صوموا لرؤيته) عن طلق بن على قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل جعل هذه الاهلة مواقيت للناس صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فأتموا العدة . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه محمد بن جابر اليمامى وهو صدوق ولكنه ضاعت كتبه وقبل التلقين . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتم الهلال فافطروا فان غم عليكم فعدوا ثلاثين . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاكملوا العدة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وهكذا . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عمران بن داود القطان وثقه ابن حبان وغيره وفته كلام . وعن مسروق والبراء بن عازب قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فعدوا ثلاثين وقال بيده الشهر هكذا وهكذا يعني
[ 146 ]
تسعا وعشرين . رواه الطبراني في الكبير . وعن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء رمضان فصم رمضان ثلاثين إلا أن ترى الهلال قبل ذلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وثقه النسائي وضعفه جماعة . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا يعنى شهر رمضان صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فأتموا ثلاثين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن اسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة . وعن عبدالملك بن ميسرة قال شهدت المدنية وبها ابن عمر وابن عباس فجاء رجل إلى واليها وشهد عنده على رؤية هلال شهر رمضان فسأل ابن عمرو وابن عباس عن شهادته فأمراه ان يجيزها وقالا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة رجل واحد على رؤية هلال رمضان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجيز شهادة في الافطار إلا شهادة رجلين قلت هو في السنن باختصار عن هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن عمرو الابلى وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة النتفاخ الاهلة وأن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين . رواه الطبراني في الصغير وفيه عبدالرحمن بن الازرق الانطالى ولم أجد من ترجمه . وعن عبدالله بن مسعود قال الصيام من رؤية الهلال إلى رؤيته فان خفى عليكم فثلاثين يوما . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن أبى ليلى قال خرج ابن الخطاب ينظر إلى الهلال فطلع راكب فقال عمر من أين أقبلت قال من الشام قال أهللت قال نعم قال الله أكبر يلقى المؤمنون فذكر الحديث . رواه أبو يعلى وفيه جرير بن أيوب البجلى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة انتفاخ اللاهلة . رواء الطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن يوسف ذكر له في الميزان هذا الحديث وقال إنه مجهول . قلت ويأتى حديث أنس في أمارات الساعة . وعن عبدالرحمن بن أبى ليلى قال كنت عند عمر بن الخطاب فأتاه رجل فقال إنى رأيت الهلال هلال شوال فقال عمر يا أيها الناس أفطروا . رواه أحمد والبزار وفيه عبدالاعلى الثعلبي قال النسائي ليس بالقوى ويكتب حديثه وضعفه الائمة . وعن أنس أن قوما شهدوا عند النبي صلى الله
[ 147 ]
عليه وسلم على رؤية الهلال هلال شوال فأمرهم أن يفطروا وأن يغدوا على عيدهم . رواه البزار ورجاله (1) رجال الصحيح إلا أن البزار قال الصواب أنه مرسل . وعن أبى مسعود قال أصبح الناس صياما لتمام ثلاثين فجاء رجلان فشهدا أنهما رأيا الهلال بالامس فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فأفطروا . رواه الطبراني في الكبير وقال لم يقل في هذا الحديث عن أبى مسعود الا إسحق بن إسماعيل الطالقاني ، قلت وهو ثقة . (باب) عن سعيد بن عمرو الاموى قال قيل لعائشة رؤي هذا الشهر لتسع وعشرين قالت وما يعجبك من ذاك لما صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن جابر قال لا تقولوا نقص الشهر لما صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسور ابن الصلت وهو ضعيف . (باب) عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكمل شهران ستين ليلة . رواه البزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال لايتم شهران ستين يوما . وفى رواية عنده أيضا ان الشهر لا يكمل ثلاثين ليلة . قال بعض الرواة إنه لا يكمل كل شهرين ثلاثين يعنى أحيانا يكون تسعا وعشرين . وإسناده ضعيف . وعن عبدالرحمن بن أبى عميرة المزى قال خمس حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصفر ولا عدوى ولا هام ولا يتم شهران ستين ليلة ومن خفر بذمة الله لم يرح رائحة الجنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه سويد بن عبد العزيز قال دحيم ثقه له أحاديث يغلط فيها وضعفه جمهور الائمة . وعن أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شهر حرام لا ينقص ثلاثين يوما وثلاثين ليلة . رواه الطبراني في (1) " ورجاله " غير موجودة في الاصل .
[ 148 ]
الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن القاسم قال قال عبدالله بن مسعود الشهران تسع وخمسون يوما . رواه الطبراني في الكبير والقاسم لم يدرك ابن مسعود . (باب فيمن يتقدم رمضان بصوم) عن طلق بن على عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يتقدم رمضان بصوم يوم حتى يروا الهلال أو تفى العدة ثم لا يفطروا حتى يروه أو تفى العدة . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لا أعرفه . وعن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ثلاثة أيام تعجيل يوم قبل الرؤية والفطر والاضحى . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن مسلمة وثقه ابن حبان وقال يخطئ وضعفه جماعة . وعن سمرة قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصل رمضان بصوم . رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن مسلم المكى وهو ضعيف . وعن عبدالله بن أبى موسى قال أرسلني مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة أسئلها غن أشياء فأتيتها وسألتها عن اليوم الذى يختلف فيه من رمضان فقالت لان أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان فسألت ابن عمر وأبا هريرة فكل واحد منهما قال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اعلم بذلك . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن مسروق قال دخلت على عائشة في اليوم الذى يشك فيه من رمضان فقالت يا جارية خوضى له سويقا فقلت إنى صائم فقالت تقدمت الشهر فقلت لا ولكني صمت شعبان كله فوافق ذلك هذا لايوم فقالت إن ناسا كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عزوجل (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حبان بن رقيدة وهو مجهول . وعن محمد بن كعب قال دخلت على أنس بن مالك عند العصر يوم يشكون فيه من رمضان وأنا أريد أن أسلم عليه فدعا بطعام فأكل فقلت هذا الذي تصنع سنة قال نعم قلت روى له الترمذي حديثا في الفطر إذا اراد السفر رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن عتبة . بن عمار بن عياش عن أبيه قال أتيت ابن مسعود فقلت صام ناس من الحى وناس من جيراننا اليوم فقال عن رؤية الهلال قلت لاقال لان افطر يوما من
[ 149 ]
رمضان ثم أقضيه أحب إلى من أن أصوم يوما من شعبان . رواه الطبراني في الكبير وعتبة وأبوه لم أجد من ذكرهما . (باب في الكافر يسلم في أثناء الشهر) عن سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفى قال قدم وفدنا من ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا في النصف من رمضان فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصاموا واستقبلوا ولم يأمرهم بقضاء ما فاتهم . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عطية بن سفيان عن عبدالله قال قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فضرب لهم قبة في المسجد فلما أسلموا صاموا معه . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحق وهو ثقة ولكنه مدلس . (باب فية الصيام الليل) عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرض الصيام من الليل ثم يصبح فيقول هل عندكم شئ فيقولوا ما عندنا شئ ألست صائما . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبيدالله العرزمى وهو ضعيف . (باب فيمن ادركه رمضان وعليه رمضان آخر) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدركه رمضان وعليه رمضان آخر لم بتقبل منه . رواه الطبراني في الاوسط ، وأحمد اطول من هذا ، ويأتى في بابه ان شاء الله ، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح (باب فيمن أصبح جنبا وهو يريد الصوم) عن عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا ثم يستحم فيصوم . رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أجد من ذكرهم . وعن عبدالله بن مرداس قال جاءني رجل من الحى فقال إنى مررت بامرأتي في القمر فأعجبتني فجامعتها في شهر رمضان فنمت حتى أصبحت فقلت عليك بعبد الله بن مسعود أو بأبى حكيم المزني فإذا عبدالله بن مسعود فسأله فقال كنت
[ 150 ]
جنبا لا تحل لك الصلاة فاغتسلت فحل لك الصلاة وحل لك الصيام . وفى رواية عن عبدالله بن مرداس بن مرداس أنه جاء إلى مسجد الحى بعد ما صلوا الفجر وذلك في رمضان فقال لهم إنى أصبت من أهلى ثم غلبتني عينى فأصبحت ولم أغتسل فقال له القوم ما نراك الا قد أفطرت فانطلق إلى عبدالله بن مسعود فسأله فقال لهم أتيت من هو خير منكم أو أفقه فقال إنما الافطار من الطعام والشراب فأتم صومك . وعبد الله بن مرداس لم أجد من ذكره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال لو أتيت امرأة من الليل ثم تركت الغسل عامدا حتى أصبح لم يمنعنى من الصيام إنما أتيتها وهى تحل لى . رواه الطبراني في الكبير ويحيى بن الحرث لم أجد من ذكره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب فعل الخير والا كثار منه في رمضان) عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل . رواه البزار وفيه أبو بكر الهذلى وهو ضعيف . قلت وتأتي احاديث فيمن يتصدق وهو صائم أو يعود مريضا أو يشهد جنازة ان شاء الله . (باب ما جاء في السحور) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اراد ان يصوم فليتسحر بشئ . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط وفى عبدالله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن وفيه كلام . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فان الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين . رواه احمد وفيه أبو رفاعة ولم أجد من وثقه ولاجرحه وبقيه رجاله رجال الصحيح . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسحروا ولو بجرعة من ماء . رواه أبو يعلى وفيه عبدالواجد بن ثابت الباهلي وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكبه يصلون على المتسحرين . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به يحيى بن يزيد الخولانى ، قلت ولم أجد من ترجمه . وعن رجل من أصحاب
[ 151 ]
النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المتسحرين . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن صالح وثقه عبدالملك بن شعيب بن الليث وضعفه الائمة . وعن السائب بن يزيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم السحور التمر وقال يرحم الله المتسحرين . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد ابن عبدالملك النوفلي وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث ليس عليهم حساب فيما طعموا ان شاء الله إذا كان حلالا الصائم والمتسحر والمرابط في سبيل الله . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن عصمة عن أبى الصباح وهما مجهولان . وعن أبى سعيد الخدرى قال تسحروا فان في السحور بركة . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبى ليلى وعطية وكلاهما فيه كلام وحديثهما حسن . وعن ابن عباس قال أرسل إلى عمر بن الخطاب يدعوني إلى السحور وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الغداء المبارك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن ابراهيم أخو أبى معمر وهو محمد بن ابراهيم بن معمر بن الحسن أبو بكر الهذلى قال موسى بن هرون الحمال صدوق لا بأس به وسئل ابن معين عن أبى معمر فقال مثل أبى معمر لا يسأل عنه هو وأخوه من أهل الحديث ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قربى إلينا الغداء المبارك يعنى السحور وربما لم يكن الا تمرتين . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن عتبة بن عبد وأبى الدرداء قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا في آخر الليل وكان يقول هو الغداء المبارك . رواه الطبراني في الكبير وفيه جبارة بن مغلس وهو ضعيف . وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في ثلاثة في الجماعة والثريد والسحور . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد الله البصري قال الذهبي لايعرف ، وبقية رجاله ثقات . قلت ويأتى حديث أبى هريرة في الاطعمة في الثريد إن شاء الله . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم السحور التمر . رواه البزار ورجاله رحال الصحيح .
[ 152 ]
(باب) عن على بن أبى طالب قال دخل علقمة بن علاثة فدعا له برأس وجعل يأكل معه فجاء بلال فدعا ألى لاصلاة فلم يجب فرجع فمكث في المسجد ما شاء الله ثم رجع فقال الصلاة يارسول الله قد والله أصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله بلالا لولا بلال لرجونا أن يؤخر لنا ما بيننا وبين طلوع الشمس فقال علي لولا أن بلالا حلف لاكل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقول له جبريل صلى الله عليه وسلم ارفع يدك . رواه البزار وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف . وعن علقمة بن سهيل الثقفي قال كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لنا قبة عند دار المغيرة بن شعبة فكان بلال يأتينا يفطرنا ونحن مسفرون حتى والله ما نحسب ان ذلك شيئا بيننا فنقول يا بلال أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول نعم والذى نفسي بيده ما جئتكم حتى أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكان بلال يأتينا بسحورنا وإنا لمستدفئون فنكشف سجف القبة فيستنير لنا طعامنا . رواه البزار والطبراني في الوسط والكبير بنحوه إلا أنه قال : علقمة بن سفيان عن عبد الكريم عن علقمة ، ولم أجد من اسمه عبد الكريم وقد سمع من صحابي ، وبقية رجاله ثقات . وعن بلال قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أوذنه بالصلاة قال أبو أحمد وهو يريد الصوم فدعا بقدح فشرب وسقاني ثم خرج إلى المسجد يريد الصلاة فقام فصلى بغير وضوء يريد الضوم قلت هكذا هو في الاصل ولعله أكل شيئا مما غيرت النار رواه أحمد والطبراني في الكبير . وله عند أحمد في رواية أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أؤذنه بالصلاة وهو يريد الصيام فشرب ثم ناولنى وخرج إلى الصلاة . ورجالهما رجال الصحيح . وله عنده في رواية جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بالصلاة فوجده يتسحر في مسجد بيته . وشداد مولى عياض لم يدرك بلال . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر من في المسجد فادعه فدخلت يعنى المسجد فإذا أبو بكر وعمر فدعوتهما فأتيته بشئ فوضعته بين يديه فأكل وأكلوا ثم خرجوا فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة . رواه البزار وإسناده حسن . وعن أبى الزبير قال سألت جابرا على الرجل يريد الصيام والاناء على يده يشرب منه فيسمع النداء
[ 153 ]
فقال جابر كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يشرب . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعنكم أذان بلال من السحور فان في بصره شيئا . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى أيضا . ولانس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن حبيب بن عبدالرحمن قال سمعت عمتى تقول وكانت حجت مع النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان ابن أم مكتوم ينادى بليل فكلوا واشربوا حتى ينادى بلال وان بلالا ينادى بليل فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم وكان يصعد هذا وينزل هذا فنتعلق به فنقول كما أنت حتى نتسحر . وفى رواية إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا واشربوا من غير شك قلت رواه النسائي باختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن شبيبان أنه غدا إلى المسجد فجلس إلى بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوته فقال أبا يحيى قال نعم قال أدخل فدخل فرأى النبي صلى الله عليه وسلم يتغدى قال هلم إلى الغداء فقال يارسول الله إنى أريد الصيام قال وأنا أريد الصيام ان مؤذننا في بصره سوءا أذن قبل الفجر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام . وعن سهل بن سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم لا يؤذن حتى يقال له أصحبت أصبحت . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال تسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وعنده قوم فجاء علقمة بن علاثة العامري فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم برأس فجاء بلال ليؤذن بالصلاة فقال رويدك يا بلال يتسحر علقمة . رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وسفيان الثوري وفيه كلام . وعن عامر بن مطر قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمنعن بلال أحدكم من سحوره فأنما بلال يؤذن ليرجع قائمكم الذى في صلاته وينبه نائمكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه سهل
[ 154 ]
ابن زياد وثقه أبو حاتم وفيه كلام لا يضر . وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن ام مكتوم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عياض بن يزيد وهو متروك . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا حتى يؤذن بلال . رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . وعن حبيب بن عبدالرحمن قال حدثتني عمتى وكانت قد حجت مع النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم وكان يصعد هذا وينزل هذا فكنا نتعلق به فنقول كما أنت حتى نتسحر . رواه الطبراني في الكبير وروى لها النسائي إذا أذن ابن أم مكتوم فكلوا على الغلس من هذا . ورجال الطبراني رجال الصحيح . وعن سالم مولى أبى حذيفة أنه كان مع أبى بكر على سطح في رمضان وهو يصلى فأتاه يقال ألا تطعم يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار بيده حتى فعل ذلك فمرتين فلما كان في الثالثة قال ائتنى بطعامك فطعم وصلى ركعتين ثم دخل المسجد وأقيمت الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن مطر الشيباني قال تسحرنا مع عبدالله ثم خرجنا فأقيمت الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عمرو بن حريث قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحورا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عمرو بن ميمون قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرع الناس إفطارا وأبطأه سحورا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب تعجيل الافطار وتأخير السحور) عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتى بخير ما عجلوا الافطار وأخروا السحور . رواه أحمد وفيه سليمان بن أبى عثمان قال أبو حاتم مجهول . وعن قطبة ابن قتادة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفطر إذا غربت . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الوصال ويأمر بتبكير الافطار وتأخير السحور . رواه أبو يعلى وفيه الطيب بن سليمان وهو ضعيف . وعن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تزال أمتى على سنتى ما لم ينتظروا بفطرهم
[ 155 ]
طلوع النجم . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف وقد وثق وباسناده عن أبى الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلا يقوم على نشر (1) من الارض فإذا قال قد وجبت الشمس الفطر . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف وقد وثق . وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنا معاشر الانبياء أمرنا أن نعجل فطرنا وأن نؤخر سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في الصلاة . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا معاشر الانبياء أمرنا بثلاث بتعجيل الفطر وتأخير السحور ووضع اليمنى على اليسرى في الصلاة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه يحيى بن سعيد بن سالم القداح وهو ضعيف . وعن يعلى بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يحبها الله تعجيل الافطار وتأخير السحور وضرب اليدين إحداهما على الاخرى في الصلاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن عبدالله بن يعلى وهو ضعيف . وعن أنس ابن ملك قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر ولو كان على شربة من ماء . رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الاوسط ورجال ابى يعلى رجال الصحيح . وعن أم حكيم بنت وداع قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عجلوا الافطار وأخروا السحور . رواه الطبراني في الكبير من طريق حبابة (2) بنت عجلان عن أمها عن صفية بنت جرير وهؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجه ولم يجرحهن أحد ولم يوثقهن . وعن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ بالشراب إذا كان صائما وكان لايعب يشرب مرتين أو ثلاثا . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى ابن عبدالحميد الحمانى وفيه كلام . (باب على أي شئ يفطر) عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شئ لم تصبه النار . رواه أبو يعلي وفيه عبد الواحد بن ثابت وهو ضعيف . وعنه قال (1) أي مرتفع (2) في الاصل غير منقوطة ، والتصحيح من خلاصة التهذيب .
[ 156 ]
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما لم يصل حتى نأتيه برطب وماء فيأكل ويشرب إذا كان الرطب وإذا كان الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر إذا كان صائما على اللبن وجئته بقدح من لبن فوضعه إلى جانبه فغطى عليه وهو يصلى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عباد بن كثير الرملي وفيه كلام وقد وثق . وعن أبى سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر في رمضان فأفطر على تمر العجوة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن حفص بن ابراهيم البلخي ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن محمد بن سيرين قال ربما أفطر ابن عمر على الجماع . رواه الطبراني في الكبير وأسناده حسن . (باب فيمن أفطر على محرم) عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله عزوجل عتقاء في كل ليلة من شهر رمضان إلا رجل أفطر على خمر . رواه الطبراني في الصغير وفيه واصل بن الحارث وهو ضعيف . قلت وقد تقدمت أحاديث من هذا في فضل شهر رمضان . (باب ما يقول إذا أفطر) عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال بسم الله اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت . رواه الطبراني في الاوسط وفيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل منى إنك أنت السميع العليم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالملك بن هارون وهو ضعيف . (باب فيمن فطر صائما) عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبريل ليلة القدر . رواه الطبراني في الكبير والبزار وزاد بعد قوله ليلة القدر : ورزق دموعا
[ 157 ]
ورقة ، قال سلمان إن كان لا يقدر على قوته قال على كسرة خبز أو مذقة لبن (1) أو شربة ماء كان له ذلك . وفيه الحسن بن أبى جعفر قال ابن عدى له أحاديث صالحة وهو صدوق ، قلت وفيه كلام . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيئا وما عمل من أعمال البر شئ إلا كان أجره لصاحب الطعام ما كان قوة الطعام فيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحكم بن عبدالله الابلى وهو متروك . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فطر صائما فله مثل أجره . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسين بن رشيد وهو ضعيف . (باب فيمن أكل ناسيا) عن أم إسحاق أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بقصعة من ثريد فأكلت معه ومعه ذو اليدين (2) فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم عرقا فقال يا أم إسحاق اصيبي من هذا فذكرت أنى صائمة فبردت يدى لا أقدمها ولا أؤخرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك قالت كنت صائمة فنسيت فقال ذو اليدين الآن بعد ما شبعت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتمي صومك فانما هو رزق ساقه الله إليك . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة . وعن الحسن قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم صائما فنسى فأكل أو شرب فليتم صومه فان الله عزوجل أطعمه وسقاه . رواه أحمد وهو مرسل صحيح الاسناد . وعن أبى سعيد قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صائم أكل وشرب ناسيا فلم يأمره بالقضاء وقال إنما ذلك طعام أطعمه الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن عبيدالله العرزمى وهو ضعيف . وعن أبى هريره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) المذقة : الشربة من اللبن الممذق . (2) ذو اليدين اسمه الخرباق قاله مسلم بن الحجاج في مسنده . كما في هامش الاصل . وفى جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين للمحبى : وقيل لقبه الخرباق ، واسمه عمير من بنى سليم ، وقال الثعالبي : من خزاعة ، وكان يعمل بيديه جميعا فقيل له ذو اليدين . وفيه تفصيل لامحل لنقله هنا .
[ 158 ]
من أكل أو شرب ناسيا في رمضان فلا قضاء عليه ولا كفارة قلت له حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عمرو وحديثه حسن . (باب في الوصال) عن على بن أبى طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل إلى السحر . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ليلى امرأة بشير قالت أردت أن أصوم يومين مواصلة فمنعني بشير وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال يفعل ذلك النصارى ولكن صوموا كما أمركم لله وأتموا الصيام إلى الليل فإذا كان الليل فافطروا . رواه أحمد والطبراني في الكبير وليلي لم أجد من ذكرها (1) وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سمرة بن جندب قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نواصل وليست بالعزيمة . رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف . وعن أبى المليح عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا من وضح إلى وضح . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه سالم بن عبيدالله بن سالم ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله موثقون . وعن جابر بن عبدالله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل من السحر إلى السحر رواه الطبراني في الاوسط وهو حديث حسن . وعن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصال ثلاثه أيام قالوا إنك تواصل قال إنى أظل يطعمنى ربى ويسقيني . رواه الطبراني في الكبير وفيه سهل بن سنان النهرتيرى ولم أجد من ترجمه . وعن أبى ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل بين يومين وليلة فأتاه جبريل فقال ان الله عزوجل قد قبل وصالك ولا يحل لاحد بعدك وذلك لان الله تبارك وتعالى يقول (وأتموا الصيام إلى الليل) فلا صيام بعد الليل وأمرني بالوتر بعد الفجر . رواه الطبراني في الاوسط عن عبد الملك عن أبى ذر ولم أعرف عبدالملك ، وبقيه رجاله رجال الصحيح . (باب الصيام في السفر) عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر ويصلى (1) في الاصل " خرجها " .
[ 159 ]
ركعتين لا يدعهما يقول لا يزيد عليهما يعني الفريضة . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضلى حفيا وناعلا ويصوم في السفر ويفطر قلت الصلاة حافيا وناعلا رواه النسائي رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد ثقات . وعن بشر بن حرب قال سأبت ابن عمر ما تقول في الصوم في السفر قال تأخذ إن حدثتك قلت نعم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من هذه المدينة قصر الصلاة ولم يصم حتى يرجع . رواه أحمد وبشر فيه كلام وقد وثق . وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشى حفيا وناعلا ويشرب قائما وقاعدا وينفتل عن يمينه وعن يساره ويصوم في السفر ويفطر . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منا الصائم ومنا المفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم . رواه البزار وإسناده حسن . وعن أبى موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنا الصائم ومنا المفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه الوليد بن مروان وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ويفطر فأنا أصوم وأفطر . رواه الطبراني في الكبير ، وله طريق رجالها ثقات كلهم . وعن متعب قال كان غزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن أحد منهم إلا وله راحلته يعتقب عليها غيرى قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ثم يقول لى اركب فأقول ان بى قوة حتى يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا فيقول ما أنت إلا متعب قال فكان من أحب أسمائي إلى قال فكنت أسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر علي الصائم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن أشعث بن أبى الشعثاء لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم . وعن أبي الاشعث العطار عن حمزة بن عمرو الاسلمي قال سألته عن الصيام في السفر فقال ان كنا نصوم ونفطر فلا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر . رواه الطبراني في الكبير وأبو الاشعث العطار لم أعرفه .
[ 160 ]
وعن أبى أمامة قال لما كانت غزوة خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا مصبحوهم بغارة فأفطروا وتقووا . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن نمير وهو ضعيف . وعن عتبة بن عبدالسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله فريضة باعد الله منه جنهم كما بين السموات والارض ومن صام يوما تطوعا باعد الله منه جهنم مسيرة ما بين السماء والارض . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن أنس بن ملك قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام وصام معه أصحابه ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر وأفطر معه أصحابه وكان الصائم أفضل من المفطر . قلت هو في الصحيح خلا قوله وكان الصائم أفضل من المفطر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن انس بن ملك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر في رمضان فأتى باناء فوضعه على يده فلما رآه الناس افطروا . رواه أحمد . وروى الطبراني في الاوسط عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة حنين لثمان عشرة خلت من شهر رمضان وهو صائم فمروا بنهر فسددوا النظر إليه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشربون قالوا نشرب وأنت صائم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم باناء فشرب فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين والطائف أتى الجعرانة فقسم الغنائم بها واعتمر منها . ورجال احمد رجال الصحيح ورجال الطبراني فيهم سعيد بن بشير وفيه كلام . وعن ابن عمر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لاربع عشرة خلت من رمضان فأناخ راحلته ووضع احدى رجليه في الغرز (1) والاخرى في الارض ثم دعا بلبن من لبنها فشرب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس قال سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام يوما إلى العصر ثم أفطر ثم صام فأتم الصيام ألى الليل . رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم الملائى وهو ضعيف . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صام في رمضان فاشتد الصوم على رجل من أصحابه فجعلت ناقته تهيم به تحت ظلال الشجر فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمره فأفطر ثم دعا رسول (1) الغرز : ركاب كور الجمل ، مثل الركاب للسرج .
[ 161 ]
الله صلى الله عليه وسلم باناء فيه ماء فوضعه على يده فلما رأى الناس شرب فشربوا قلت لجابر حديث في الصحيح غير هذا رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى برزة الاسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط وفيه رجل لم يسم . وعن كعب بن ملك الاشعري وكان من أهل السقيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس من ام برام صيام فم سفر قلت رواه النسائي وابن ماجه من حديثه أيضا إلا أنه قال ليس من البر الصيام في السفر رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس البر الصيام في السفر . رواه البزار والطبراني في الكبير ورجال البزار رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بأصحابه وإذا ناس قد جعلوا عريشا على صاحبهم وهو صائم فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأن صاحبكم أوجع قالوا لا يارسول الله ولكنه صائم وذلك في يوم حرور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابر أن يصام في سفر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عمار بن ياسر قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة فسرنا في يوم شديد الحر فنزلنا في بعض الطريق فانطلق رجل منا فدخل تحت شجرة فإذا أصحابه يلوذون به وهو مضطجع كهيئة الوجع فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بال صاحبكم قالوا بصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر أن تصوموا في السفر عليكم بالرخصة التى أرخص الله لكم فاقبلوها . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أم الدرداء قال عبد الواحد لا أعلمه إلا عن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر . ورجاله رجال الصحيح . وعن معاوية أنه قال ليس من السنة الصوم في السفر . وفيه من لم أعرفه . وعن زرارة بن أو في عن رجل منهم أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل فقال هلم فقال إنى صائم فقال هلم أحدثك إن الله تعالى وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن السرى ولم أجد من ترجمه . وعن ابى الفيض قال خطبنا مسلمة
[ 162 ]
ابن عبدالملك فقال لا تصوموا رمضان في السفر فمن صام فليقضه قال أبو الفيض فلقيت أبا قرصافة واثلة بن الاسقع فسألته فقال لو ما صمت ثم صمت ما قضيته . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عثمان بن أبى العاص قال الافطار في السفر رخصه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . وعن عثمان ابن أبى العاص انه كان يستحب الصوم في السفر ويقول انها كانت رخصة . رواه الطبراني في الكبير وفيه أحمد بن عبدالله بن السحين العنبري ولم أجد من ترجمه . وعن ابى طعمة قال كنت عند ابن عمر فجاءه رجل فقال يا أبا عبدالرحمن انى أقوى على الصيام في السفر فقال ابن عمر إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يقبل رخصة الله عزوجل كان عليه من الاثم مثل جبال عرفة . رواه أحمد والطبراني في الكبير ، وإسناد أحمد حسن . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يقبل رخصة الله عزوجل كان عليه من الذنوب مثل جبال عرفة . رواه احمد والطبراني في الاوسط وفيه رزيق الثقفى ولم أجد من وثقه ولاجرحه وبقيه رجاله ثقات . وعن عمرو بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يقبل رخصة الله فعليه من الاثم مثل جبال عرفات آثاما . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن عمرو بن ابراهيم الانصاري ذكره ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا . وعن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالي يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، والبزار والطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه . رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجال البزار ثقات وكذلك رجال الطبراني . وعن عبدالله ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل يحب أن تقبل رخصه كما يجب أن تؤتى عزائمه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه معمر ابن عبدالله الانصاري قال العقيلى لا يتابع على رفع حديثه . وعن عبدالله بن يزيد ابن آدم قال حدثنى أبو الدرداء وواثلة بن الاسقع وأبو أمامة وأنس بن ملك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب أن تقبل رخصه كما يحب العبد مغقرة ربه .
[ 163 ]
رواه الطبراني في الكبير والاوسط ، وعبد الله بن يزيد ضعفه أحمد وغيره . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه قلت وما عزائمه قال فرائضه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن عبيد صاحب الخمر وهو ضعيف . (باب في الصائم يعود المريض ويفعل الخير) عن معاذ بن أنس رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان صائما وعاد مريضا وشهد جنازة غفر له الا أن يحدث من بعد . رواه أحمد وفيه زبان بن فائد وثقه أبو حاتم وضعفه غيره . وعن انس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه ذات يوم من شهد منكم جنازة قال عمر أنا قال من أصبح صائما قال عمر أنا قال وجبت وجبت . رواه احمد والبزار وفيه سلمة بن وردان وهو ضعيف . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لاصحابه أيكم اصبح صائما قال أبو بكر أنا يارسول الله قال فأيكم عاد مريضا قال أبو بكر أنا يارسول الله قال أيكم شيع جنازة قال أبو بكر أنا يارسول الله قال ايكم أطعم مسكينا قال أبو بكر أنا يارسول لله ، قال من كانت له هذه الاربع بنى له بيت في الجنة . رواه البزار وسقط من الاصل أيكم أطعم مسكينا . رواه الطبراني في الاوسط باختصار وفيه اسماعيل بن يحيى بن سلمة وهو ضعيف . وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل أصبح احد منكم اليوم صائما فسكنوا فقال أبو بكر أنا يارسول الله ثم قال هل عاد احد منكم اليوم مريضا فقال أبو بكر انا يارسول الله ثم قال هل تصدق احد منكم اليوم بصدقة فسكتوا فقال أبو بكر انا يارسول الله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلقى به الضحك ثم قال والذى نفسي بيده ما جمعهن في يوم واحد إلا مؤمن وإلا دخل الجنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيدالله بن زحر وفيه كلام وقد وثق . قلت ويأتى حديث بنحو هذا في صوم يوم الجمعة ان شاء الله . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح صائما قال أبو بكر أنا قال من عاد مريضا قال أبو بكر أنا قال من شيع جنازة قال أبو بكر أنا قال من جمعهن في يوم واحد دخل الجنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن طلق ولم أجد من ترجمه . وعن عبدالرحمن بن أبى بكر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم أقبل
[ 164 ]
على أصحابه فقال هل منكم أحد أصبح صائما فقال عمر يارسول الله لم أحدث نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطرا فقال أبو بكر لكنى حدثت نفسي بالصوم البارحة فأصبحت صائما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل منكم اليوم أحد عاد مريضا فقال عمر يارسول الله صلينا ثم لم نبرح فكيف نعود المرضى فقال أبو بكر بلغني أن أخى عبدالرحمن بن عوف اشتكي فجعلت طريقي عليه حين خرجت إلى المسجد لانظر كيف أصبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا فقال عمر يارسول الله صلينا ثم لم نبرح فقال أبو بكر دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل فوجدت كسرة خبز شعير في يد عبدالرحمن فأخذتها فدفعتها إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت فأبشر بالجنة فتنفس عمر فقال واها للجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة رضى بها عمر رحم الله عمر رحم الله عمر لم يرد خيرا قط الا سبقه أبو بكر إليه قلت روى أبو داود منه طرفا رواه الطبراني في الكبير وفيه مبارك ابن فضاله وهو ثقة وفيه كلام . (باب فيمن يضعف عن الصوم) عن قتادة أن أنسا ضعف عن الصوم قبل موته عاما فأفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أيوب بن أبى تميمة قال ضعف أيوب عن الصوم فصنع جفنة من ثريد فدعا ثلاثين مسكينا فأطعمهم . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن مجاهد أن قيس بن السائب كبر حتى مرت به ستون عن المائة وضعف عن الصيام فأطعم عنه ، وفى رواية سمعت قيس بن السائب يقول إن شهر رمضان يفتديه الانسان يطعم فيه كل يوم مسكينا فأطعموا عنى مسكينا لكل يوم صاعا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شربكالى في الجاهلية فخير شريك لا يمارى ولا يسارى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب السواك للصائم) عن على وعن خباب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستا كوابالعشى فانه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشى الا كان نورا بين عينيه يوم القيامة .
[ 165 ]
رواه الطبراني في الكبير ورفعه عن خباب ولم يرفعه عن على وفيه كيسان أبو عمر وثقه ابن حبان وضعفه غيره . وعن عبدالرحمن بن عم قال سألت معاذ بن جبل أتسوك وأتا صائم فقال نعم قلت أي النهار أتسوك قال أي النهار شئت ان شئت غدوة وان شئت عشية قلت فان الناس يكرهونه عشية قال ولم قلت يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخلوف فم الصائم أطيب عند الله قال سبحان الله لقد أمرهم بالسواك حين أمرهم وهو يعلم انه لابد أن يكون بفم الصائم خلوف وان استاك وما كان بالذي يأمرهم ان ينتنوا أفواههم عمدا ما كان في ذلك من الخير شئ بل هو شر إلا من ابتلى ببلاء لا يجد منه بدا قلت والغبار في سبيل الله أيضا كذلك إنما يؤجر من اضطر إليه ولا يجد عنه محيصا قال نعم فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فماله في ذلك من أجر . رواه الطبراني في الكبير وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف وقد وثقه ابن معين في رواية . (باب المضمضة للصائم) عن ابن عبسة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مضمض واستنشق في رمضان . رواه احمد وكثير بن زياد لم يدرك ابن عبسة . (باب القبلة والمباشرة للصائم) عن عبدالله بن ثعلبة بن صغير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مسح على وجهه وأدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانوا ينهوني عن القبلة تخوفا أن أتقرب لاكثر منها ثم ان المسلمين اليوم ينهوني عنها ويقول قائلهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له من حفظ الله ما ليس لاحد . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عمر بن الخطاب قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فرأيته لا ينظر إلى قلت يارسول الله ما شأنك قال أو لست المقبل وانت صائم فقلت والذى نفس عمر بيده لا اقبل وانا صائم أبدا . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . قال البزار وقد روى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذا . وعن أبى هريرة قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبل الرجل وهو صائم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحارث بن
[ 166 ]
نبهان قال ابن عدى له أحاديث حسان وهو ممن يكتب حديثه ، وضعفه الائمة . وعن عمر بن الخطاب أنه كان ينهى الصائم ان يقبل ويقول انه ليس لاخدكم من العصمة ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه زين بن حيان الرقى وقد وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام . وعن ابن مسعود في الرجل يقبل وهو صائم قال يقضى يوما مكانه ، قال سفيان لا يؤخذ به . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمر قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء شاب فقال أقبل يارسول الله وأنا صائم قال لاقال فجاء شيخ فقال أقبل وأنا صائم قال نعم قال فنظر بعضنا إلى بعض فقال النبي صلى الله عليه وسلم فد علمت لم نظر بعضكم إلى بعض إن الشيخ يملك نفسه . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام . وعن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سأله شاب عن القبلة نهاه وإذا سأله شيخ رخص له وقال إن الشاب ليس كالشيخ . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عباد بن صهيب وهو متروك . وعن ابن عباس قال رخص للشيخ أن يقبل وهو صائم ونهى الشاب . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عطية قال سأل شاب ابن عباس أيقبل وهو صائم قال لا ثم جاء شيخ فقال أيقبل وهو صائم فقال نعم قال الشاب سألتك أقبل وأنا صائم فقلت لا وسألك هذا أيقبل وهو صائم قلت نعم فكيف يحل لهذا ما يحرم على وأنا وهو على دين واحد فقال له ابن عباس إن عرق الخصيتين معلقة بالانف فإذا شم الانف تحرك الذكر وإذا تحرك الذكر دعا إلى ما هو أكبر من ذلك والشيخ أملك لاربه وذلك بعد ما ذهب بصر عبدالله وخلفه امرأة فقال أذلك الله من جليس قوم . رواه الطبراني في الكبير وعطية فيه كلام وقد وثق . وعن عطاء بن يسار عن رجل من الانصار أن الانصاري أخبر عطاء أنه قبل امرأته وهو صائم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر امرأته فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعفل ذلك فأخبرته امرأته فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم يرخص له في أشياء فارجعي إليه فقولي له فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن النبي صلي الله عليه وسلم يرخص له في أشياء فقال أنا أتقاكم لله عزوجل وأعلمكم بحدوده . رواه أحمد ورجاله
[ 167 ]
رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يصيب من الروس وهو صائم . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وقال أي يقبل ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أنس بن مالك قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم قال وما بأس بذلك ريحانة يشمها . رواه الطبراني في الصغير والاوسط . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن صالح قال عبد الملك بن الليث ثقة مأمون وضعفه الائمة أحمد وغيره . وعن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عائشة هل من كسرة فأتيته بقرص فوضعه على فيه وقال يا عائشة هل دخل بطني منه شئ كذلك قبلة الصائم إنما الافطار مما دخل وليس مما خرج . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه . (باب الكحل للصائم) عن أبى رافع قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل بالاثمد وهو صائم . رواه الطبراني في الكبير من رواية حبان بن على بن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع وقد وثقا وفيهما كلام كثير . وعن بريرة مولاة عائشة قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يكتحل بالاثمد وهو صائم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أعرفهم . (باب الدهن للصائم) عن ابن مسعود قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصبح يوم صومي دهينا مترجلا ولا تصبح يوم صومك عبوسا . رواه الطبراني وفيه اليمان بن سعيد وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال أصبحوا مدهنين صياما . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أنى لم أجد لابي حصين من ابن مسعود سماعا . (باب فيمن افطر في شهر رمضان متعمدا أو جامع) عن ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني افطرت يوما من رمضان قال من غير عذر ولا سفر قال نعم قال بئس ما صنعت قال فما تأمرني قال اعتق رقبة قال والذى بعثك بالحق ما ملكت رقبة قط قال فصم شهرين متتابعين
[ 168 ]
قال لا استطيع ذلك قال فاطعم ستين مسكينا قال والذى بعثك بالحق ما أشبع أهلي قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمكيل فيه تمر يقال تصدق بهذا على ستين مسكينا قال إلى من أدفعه قال إلى افقر من تعلم قال والذى بعثك بالحق ما بين قرنيها أهل بيت احوج منا قال فتصدق به على عيالك . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . وعن سعد بن ابي وقاص ان رجلا قال يارسول الله اني هلكت أفطرت في شهر رمضان متعمدا قال أعتق رقبة قال لا أجد قال صم شهرين متتابعين قال لا اقدر قال اطعم ستين مسكينا . رواه البزار وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن ابي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى افطرت يوما من رمضان متعمدا ووقعت على اهلي فيه قال اعتق رقبة قال لا اجد قال اهديد قال لا اجد قال تصدق بعشرين صاعا من تمر أو تسعة عشر أو أحد وعشرين قال لا أجد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمكيل فيه عشرون صاعا من تمر فقال تصدق بهذا فقال ما بالمدينة أهل بيت أحوج إليه منا قال فأطعمه أهلك قلت لابي هريرة حديث في الصحيح في المجامع بغير سياقه رواه الطبراني في الاوسط وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عطاء وعمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال بمثله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وزاد بدنة قال عمرو في حديثه وأمره ان يصوم يوما مكانه ، وذكره عقيب حديث أبى هريرة بنحو ما في الصحيح إلا أنه قال كله أنت وعيالك . رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن ابن مسعود قال من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة لقى الله به وإن صام الدهر كله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب الحجامة للصائم) عن بلال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم . رواه احمد والبزار والطبراني في الكبير وشهر لم يلق بلالا . وعن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمتحجم . رواه أحمد والبزار والحسن مدلس ، وقيل لم يسمع من أسامة . وعن معقل بن سنان الاشجعى أنه قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا أحتجم في ثمان عشرة خلت من شهر رمضان فقال أفطر الحاجم والمحجوم
[ 169 ]
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن معقل ابن يسار قال مربى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا أحتجم لثمان عشرة خلت من شهر رمضان فقال أفطر الحاجم والمحجوم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عطاء ابن السائب وقد اختلط . وعن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمستحجم . رواه أبو يعلى والبزار عن عائشة وحدها ، والطبراني في الاوسط . وعن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه الحسن وهو مدلس . ولكنه ثقة . وحديث عائشة فيه المثنى بن الصباح وفيه كلام وقد وثق . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم . رواه البزار والطبراني في الاوسط وقال تفرد به سلام أبو المنذر عن مطر . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم . رواه البزار والطبراني في الكبير ورجال البزار موثقون إلا أن فطر بن خليفة فيه كلام وهو ثقة . وعن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه يعلى بن عباد وهو ضعيف . وعن أبى رافع أنه دخل على أبى موسى وهو يحتجم ليلا فقال لو كان نهارا فقال تأمرني أن أهريق دمي وانا صائم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجون . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار وهو ثقة لم يتكلم فيه أحد . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم . رواه البزار وفيه ملك بن سليمان وضعفوه بهذا الحديث . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن أبى جعفر الجفرى وفيه كلام وقد وثق . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا طيبة فوضع المحاجم مع غيبوبة الشمس ثم أمره مع إفطار الصائم فحجم ثم سأله كم خراجك قال صاعين فوضع النبي صلى الله عليه وسلم صاعا . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد إنما كرهت الحجامة للصائم من أجل الضعف . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن عباس أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم صائما محرما فغشى عليه فلذلك كرهت الحجامة للصائم قلت له حديث في الصحيح أنه
[ 170 ]
احتجم وهو صائم محرم من غير ذكر الكراهة رواه أحمد وابو يعلى والبزار والطبراني في الكبير وفيه نصر بن باب وفيه كلام كثير وقد وثقه أحمد : (باب جواز الحجامة للصائم) عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه الاحوص بن حكيم وفيه كلام وقد وثق . وعن أنس قال مربنا أبو طيبة أحسبه قال بعد العصر في رمضان فقال حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وله عند الطبراني في الاوسط قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجام يكنى أبا طيبة فحجمه بعد العصر في رمضان ، وفي إسنادهما الربيع بن بدر وهو متروك . وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم . رواه البزار والطبراني في الاوسط إلا أنه قال رخص في القبلة والحجامة للصائم . ورجال البزار رجال الصحيح . وعن أنس بن ملك أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في رمضان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن أنس قال مربنا أبو طيبة في شهر رمضان فقلنا من أين جئت قال حجمت النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عبدالله بن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم . رواه الطبران في الكبير وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه كلام . وعن ابن عمر قال احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم وأعطى الحجام أجره ولو كان حراما لم يعطه . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليم بن سالم وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بعد ما قال أفطر الحاجم والمحجوم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه طريف أبو سفيان وهو ضعيف وقد وثقه ابن عدى . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يفطرن الصائم : القئ والحجامة والاحتلام . رواه البزار باسنادين وصحح أحدهما وظاهره الصحة . وعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يمنعن الصائم الحجامة والقئ والاحتلام ولا يتقيأ الصائم متعمدا . رواه الطبراني في الكبير . ولثوبان في الاوسط ثلاث لا يفطرن الصائم فذكره . وإسنادهما ضعيف . وعن عبدالله الصنابحي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح
[ 171 ]
صائما فاحتلم أو احتجم أو ذرعه (1) القئ فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو بلال الاشعري وهو ضعيف . (باب الغيبة للصائم) عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن امرأتين صامتا وان رجلا قال يارسول الله إن ههنا امر أتين قد صامتا وانهما قد كادتا أن تموتا من العطش فأعرض عنه أو سكت ثم عاد وأراه قال بالهاجرة قال يا نبى الله إنهما والله قدماتتا أو كادتا أن تموتا قال ادعهما قال فجاءتا قال فجئ بقدح أو عس (2) فقال لاحداهما قيئى فقاءت قيحا ودما وصديدا أو لحما حتى ملات نصف القدح ثم قال للاخرمى قيئي فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط (3) وغيره حتى ملات القدح ثم قال إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست احداهما إلى الاخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس . وفى رواية أنهم أمروا بصيام قال فجاء رجل بعض النهار فقال يارسول الله إن فلانة قد بلغتا الجهد . وفى رواية حدثنى سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أمروا بصيام . رواه كله أحمد وروى أبو يعلى نحوه وفيه رجل لم يسم . وعن أنس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة ما لم يخرقها قيل وبم يخرقه قال بكذب أو غيبة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف . (باب فيمن لم يخرق صومه) عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما لم يخرقه كتب له عشر حسنات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو جناب وهو ثقة ولكنه مدلس . (باب في الصائم يأكل البرد) عن أنس بن ملك قال مطرت السماء بردا فقال لنا أبو طلحة ونحن غلمان (1) أي سبقه وغلبه في الخروج . (2) أي قدح كبير . (3) أي غير ناضج .
[ 172 ]
ناولنى يا أنس من ذلك البرد فناولته فجعمل يأكل وهو صائم قال ألست صائما قال بلى ان هذا ليس بطعام ولاشراب وإنما هو بركة من السماء تطهر به بطوننا قال أنس فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال خذ عن عمك . رواه أبو يعلى وفيه على بن زيد وفيه كلام وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح . ورواه البزار موقوفا وزاد فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فكرهه وقال انه يقطع الظمأ . (باب قيام رمضان) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . وفيه ابراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف . وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس على القيام قلت في الصحيح منه كان يرغب الناس في قيام رمضان رواه أحمد وإسناده حسن . وعن أبى ذر قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنى أريد أن أبيت معك الليلة فأصلى بصلاتك قال لا تستطيع فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل فستر بثوب وانا محول عنه فاغتسل ثم فعلت مثل ذلك ثم قام يصلى وقمت معه حتى جعلت أضرب برأسي الجدران من طول صلاته ثم أتاه بلال للصلاة قال أفعلت قال نعم قال إنك يا بلال لتؤذن إذا كان الصبح ساطعا في السماء وليس ذاك الصبح إنما الصبح هكذا معترضا ثم دعا بسحوره فتسحر . رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام كثير . وقد وثق . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في رمضان عشرين ركعة والوتر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو شيبة ابراهيم وهو ضعيف . وعن زيد بن وهب قال كان عبدالله بن مسعود يصلى بنا في شهر رمضان فننصرف بليل . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج الينا فلم يزل فيه حتى أصبحنا ثم دخلنا فقلنا يارسول الله اجتمعنا في المسجد ورجونا أن تصلى بنا قال إنى خشيت أو كرهت أن يكتب عليكم . رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير وفيه عيسى بن جارية وثقه ابن حبان
[ 173 ]
وغيره وضعفه ابن معين . وعن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى بالليل في رمضان فجاء قوم وصلى وكان يخفف ثم يدخل بيته فيصلى ثم يخرج فيخفف فلما أصبح قالوا يارسول الله قمنا خلفك الليلة فكنت تدخل بيتك ثم تخرج قال إنما فعلت ذلك من أجلكم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . (باب الاعتكاف) عن أبى ليلى قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف في قبة من خوص . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه على بن عابس وهو ضعيف . وعن معيقيب قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة من خوص بابها من حصير والناس في المسجد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه النضر بن يزيد البهر تيرى ولم أجد من ترجمه . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف أول سنة العشر الاول ثم اعتكف العشر الوسطى ثم اعتكف العشر الاواخر وقال إنى رأيت ليله القدر فيها فأنسيتها فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف فيهن حتى توفى صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن حسين بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اعتكاف في رمضان كحجتين وعمرتين . رواه الطبراني في الكبير وفيه عيينة بن عبدالرحمن القرشى وهو متروك . وعن قال قال حذيفة لعبدالله بن مسعود قوم عكوف بين دارك ودار أبى موسى ألا تنهاهم فقال له عبدالله فلعلهم أصابوا وأخطأت وحفظوا ونسيت فقال حذيفة لا اعتكاف إلا في هذه المساجد الثلاثة مسجد المدينة ومسجد مكة ومسجدا يلياء . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وفى رواية فقال حذيفة أما انا فقد علمت أنه لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة . وإسنادها مرسل . وعن ابراهيم قال جاء حذيفة إلى عبدالله فقال ألا اعجب من ناس عكوف بين دارك ودار الاشعري فقال عبدالله فلعلهم أصابوا وأخطأت فقال حذيفة ما أبالى أفيه اعتكف أم في بيوتكم هذه وانما الاعتكاف في هذه المساجد الثلاثة مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الاقصى وكان الذين اعتكفوا فعاب عليهم حذيفة في مسجد الكوفة الاكبر . رواه الطبراني في الكبير وابراهيم لم يدرك حذيفة .
[ 174 ]
(باب في العشر الاواخر) عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الاواخر طوى فراشه واعتزل النساء وجعل عشاءه سحورا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن واقد البصري قال ابن عدى له أحاديث منكرة . وعن على بن أبى طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في العشر الاواخر في شهر رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة . قلت رواه الترمذي باختصار . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلى باختصار عنه وفى إسناد الطبراني عبد الغفار بن القاسم وهو ضعيف وإسناد أبى يعلى حسن . (باب في ليلة القدر) عن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا ليلة القدر في العشر الاواخر فان غلبتم فلا تغلبوا في السبع البواقى . رواه أحمد وفيه عبدالحميد بن الحسن الهلالي وثقه ابن معين وغيره وفيه كلام . وعن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت القمر ليلة القدر كأنه شق جفنة . رواه أبو يعلى . وعن على قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خرجت حين بزغ القمر كانه فلق جفنة فقال الليلة ليلة القدر . رواه عبدالله بن أحمد من زياداته وأبو يعلى كما تقدم وفيه خديج بن معاوية وثقه أحمد وغبره وفيه كلام . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الاواخر وترا . رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبى يعلى ثقات . وعن أبى عقرب قال غدوت إلى ابن مسعود ذات غداة في رمضان فوجدته فوق بيت جالسا فسمعنا صوته وهو يقول صدق الله وبلغ رسوله فقلنا سمعناك تقول صدق الله وبلغ رسوله فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر في النصف من السبع الاواخر من رمضان تطلع الشمس غداتئذ صافية ليس لها شعاع فنظرت إليها فوجدتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وأبو يعلى وأبو عقرب لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يذكر ليلة الصبا وان فقال عبدالله أنا بأبي أنت وأمى وإن في يدي التمرات أتسحر بهن مستترا بمؤخرة رجل
[ 175 ]
من الفجر وذلك حين يطلع القمير . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وزاد : وذلك ليلة سبع وعشرين . وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا ليلة القدر في العشر الاواخر . رواه أحمد وزاد ابنه في العشر الاواخر من رمضان في وتر فانى قد رأيتها ثم نسيتها وهى ليلة قطر وريح أو قال مطر وريح . رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد ورعد ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن معاذ بن جبل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ليلة القدر فقال هي في العشر الاواخر قم في الثالثة أو الخامسة . رواه أحمد ورجال ثقات . وعن جابر أن أمير البعث كان غالبا الليثى وقطبة بن عامر الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم النحل وهو محرم وخرج من الباب وقد تسور من قبل الجدار وعبد الله بن أنيس الذى بسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وقد خلت ثنتان وعشرون ليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في هذه السبع الاواخر التى بقيت من الشهر . رواه أحمد وهو في الاصل كما ترى وإسناده حسن . وعن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم في رمضان فالتمسوها في العشر الاواخر فانها في وترفى إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر ليلة فمن قامها ابتغاها إيمانا واحتسابا ثم وفقت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق . وعن عبادة ابن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر في العشر البواقي من قامهن إبتغاء حسبتهن فان الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهى ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثه أو آخر ليلة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن امارة ليلة القدر انها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ساكنة شاحبة لابرد فيها ولاحر ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى يصبح وإن امارتها ان الشمس صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر البدر لا يحل للشيطان ان يخرج معاها يومئذ . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 176 ]
في ليلة القدر انها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين ان الملائكة تلك الليلة في الارض أكثر من عدد الحصى . رواه احمد والبزار والطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا القدر في سبع عشرة أو إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو المهزم وهو ضعيف . وعن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر ليلة أربع وعشرين قلت لبلال في الصحيح أنها في العشر الاواخر رواه أحمد وإسناده حسن . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين وقال تحروها ليلة سبع وعشرين يعنى ليلة القدر قلت لابن عمر حديث في الصحيح غير هذا رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال أتيت وأنا نائم في رمضان . فقيل لى إن الليلة ليلة القدر قال فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض اطناب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يصلى فنظرت في تلك الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إنى شيخ كبير عليل فمرنى بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر فقال عليك بالسابعة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس بن ملك ان الجهني قال يارسول الله نحن حيث قد علمت ولا نستطيع ان نحضر هذا الشهر فأخبرنا بليلة القدر قال احضر العشر الاواخر قال لا أستطيع ذلك قال التمسها ليلة سابعة تبقى وهى هذه الليلة قال قلت يارسول الله هذه ليلة ثلاث وعشرين وهى لثمان تبقين قال كذا هذا الشهر ينقص وهي سبع تبقين . رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه . وعن أنس قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وهو يريد ان يخبرنا بليلة القدر وقد أخبرنا به فسمع لغطا في المسجد فاختلست منه . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وسقط منه التابعي ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال كنت أعلمتها ثم انفلتت منى فاطلبوها في سبع يبقين أو ثلاث يبقين . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الاواخر
[ 177 ]
في التاسعة والخامسة والسابعة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ليلة طلقة لاحارة ولا باردة . رواه البزار وفيه سلمة بن وهرام وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام . وعن مرثد قال لقيت أبا ذر عند الجمرة الوسطى فسألته عن ليلة القدر فقال ما كان أحد بأسأل لها منى قال قلت يارسول الله أنزلت على الانبياء بوحى إليهم ثم ترفع قال بل هي إلى يوم القيامة قلت يارسول الله أيتهن هي قال لو أذن لى لانبأتك بها ولكن التمسها في التسعين والسبعين ولا تسألني بعدها قال ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يحدث قلت يارسول الله في أي السبعين هي فغضب على غضبة لم يغضب على قبلها ولابعدها مثلها ثم قال ألم أنهك عنها لو أذن لى لانبأتك بها ولكن وذكر كلمة أن تكون في السبع الاواخر . رواه البزار ومرثد هذا لم يرو عنه غير أبيه مالك ، وبقية رجاله ثقات . وعن عقبة بن ملك قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس على المنبر في رمضان ، فقال قمت على هذا المنبر وأنا أعلم ليلة القدر وأنا أعلم ليلة القدر فالتمسوها في العشر الاواخر في ليلة الوتر . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبد العزيز بن يحيى المدنى وهو متروك . وعن كعب ابن ملك قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس على المنبر في رمضان فقال قمت على المنبر وأنا أعلم ليلة القدر فالتمسوها في العشر الاواخر في وتر . رواه الطبراني في الكبير عن حمدة بنت عبيد عن أمها وأمها لم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين . رواه الطبراني في الاوسط عن أبى بكر بن أبى شيبة وجادة عن خط أبيه ، ورجاله ثقات . وعن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه انه كان يحيى ليله ثلاث وعشرين من رمضان وليلة سبع وعشرين ولا كاحيائه ليلة سبع عشرة فقيل له كيف تحيى ليلة سبع عشرة فقال ان فيها نزل القرآن وفى صبيحتها فرق بين الحق والباطل وكان فيها يصبح مبهج الوجه . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بلال الاشعري وهو ضعيف . وعن حوط العبدى قال سألت زيد بن ارقم عن ليلة القدر فقال ما اشك وما أمترى انها سبع عشرة ليلة انزل القرآن ويوم التقى
[ 178 ]
الجمعان . رواه الطبراني في الكبير وحوط قال البخاري حديثه هذا منكر . وعن الغلبان بن عاصم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وإنا لجلوس ننتظره إذ خرج علينا وفى وجهه الغضب فجلس طويلا لا يتكلم ثم سرى عنه فقال إنى خرجت اليكم وقد تبينت لى ليلة القدر ومسيح الضلالة فخرجت اليكم لابينها فلقيت في المسجد رجلين يتلاحيان بينهما الشيطان فحجزت بينهما فاختلست منى في العشر الاواخر وأما مسيح الضلالة فانه أجلح الجبهة ممسوح العين عريض النحر فيه دما ابن العزى أو عبدالعزى بن فلان وفى رواية أما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الاواخر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا ونحن قعود ففزعنا سرعته فلما انتهى الينا سلم ثم قال لقد أقبلت اليكم لاخبركم بليلة القدر فنسيتها فيما بينى وبينكم فذكر الحديث . رواه الطبراني في الكبير وفيه كلام وقد وثق . وعن عبدالله بن أنيس أنه قال يارسول الله أخبرني أي ليلة تبتغى فيها ليلة القدر فقال لولا أن تترك الناس الصلاة الا تلك الليلة لاخبرتك . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عبدالله بن جحش عن أبيه قال قلت يارسول الله ان لي بادية اصلى فيها فمرنى بليلة أنزلها إلى المسجد فأصلى فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزل ليلة ثلاث وعشرين . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عوف بن ملك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا في العشر الاواخر من رمضان فلما ان كان ليلة ثلاث وعشرين قال من أحب أن يقوم معنا هذه الليلة فليقم فقام بنا حتى انقضى ثلث الليل ثم انصرف فمشيت معه حتى أتى قبته فقلنا يارسول الله لو قمت بنا هذه الليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقوم مع الامام حتى ينصرف يحسب له قيام ليلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وثقه دحيم وضعفه الائمة . وعن واثلة بن الاسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر ليلة بلجة لاحارة ولا باردة ولاسحاب فيها ولامطر ولاريح ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة (1) بلغ سماعا ومقابلة على مؤلفه بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الاصل بخط المؤلف في الثلاثين كما في هامش الاصل .
[ 179 ]
يومها تطلع الشمس لاشعاع لها . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن عون عن بكار بن تميم وكلاهما ضعيف (1) . (باب في قضاء الفائت من شهر رمضان) عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك رمضان وعليه من رمضان شئ لم يقضه لم يتقبل منه ومن صام تطوعا وعليه من رمضان شئ لم يقضه فانه لا يتقبل منه حتى يصومه . رواه أحمد والطبراني في الاوسط باختصار وهو حديث حسن . وعن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاته شئ من رمضان قضاه في عشر ذي الحجة . رواه الطبراني في الاوسط والصغير . وفي رواية الاوسط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرى بأسا بقضاء رمضان في عشر ذي الحجة . وفى إسناد الاول وهذا أيضا ابراهيم بن اسحاق الصبى وهو ضعيف . وعن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام فليصم عنه وليه ان شاء قلت هو في الصحيح خلا قوله ان شاء رواه البزار وإسناده حسن . (باب في فضل الصوم) وقد تقدم فضل شهر رمضان وفيه بعض فضل الصوم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغزوا تعنموا وصوموا تصحوا وسافروا تستغنوا . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابى هريرة قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عزوجل كل العمل كفارة الا الصوم والصوم لى وأنا اجزى به قلت هو في الصحميح خلا قوله كل العمل كفارة الا الصوم رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عزوجل جعل حسنة ابن آدم بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف الا الصوم فالصوم لى وأنا أجزى به وللصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة يوم القيامة ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . رواه أحمد والبزار باختصار والطبراني في الكبير وزاد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فان جهل عليه جاهل فليقل إنى صائم . وله أسانيد عند الطبراني وبعض طرقه رجالها رجال الصحيح وفى إسناد
[ 180 ]
أحمد عمرو بن مجمع وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة باب يقال له الريان لا يدخله يوم القيامة إلا الصاعون . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن حبيب العدوي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن عبد يصبح صائما إلا فتحت له أبواب السماء وسبحت له أعضاؤه واستغفر له أهل سماء الدنيا إلى أن توارى بالحجاب فان صلى ركعة أو ركعتين تطوعا أضاءت له السموات نورا وقال أزواجه من الحور العين اللهم اقبضة الينا فقد اشتقنا إلى رؤيته فان هو هلل أو سبح أو كبر تلقته ملائكة يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب . رواه الطبراني في الصغير وفيه جرير بن أيوب وهو صعيف جدا . وعن أبى سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لخلوف فم الصائم (1) أطيب عند الله من ريح المسك قال صام هذا من أجلى وترك شهوة الطعام من أجلى فالصوم لى وانا أجزى به . رواه أحمد وفيه عطية بن سعد وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصيام جنة وحصن حصين من النار . رواه أحمد قلت هو في الصحيح خلا قوله وحصن حصين من النار وإسناده حسن . وعن جابر عن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله الصيام جنة يستجن بها العبد من النار هو لى وانا أجزى به . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن أبى أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه والصيام لي وانا أجزى به . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن مدرك وهو ضعيف . وعن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام يقول الله عزوجل الصوم لى وانا أجزى به . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن عون وهو ضعيف . وعن قتادة عن جرى ابن كليب عن بشير بن الخصاصية قال وحدثنا أصحابنا (2) عن أبى هريره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يرويه عن ربه تعالى قال الصوم جنة يجن بها عبدى من النار والصوم لي وأنا أجزى به يدع طعامه وشهوته من أجلى والذى نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب يوم القيامة عند الله من ريح المسك . قلت حديث أبى هريره في الصحيح (1) أي تغير ريحه (2) فائدة : القائل قال وحدثنا أصحابنا هو قتادة . هامش الاصل .
[ 181 ]
بنحو هذا ، وحديث بشير أخرجته لان إسنادهما واحد ، وجرى بن كليب وثقه قتادة وضعفه غيره . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصيام والقرآن يشفعان يوم القيامة للعبد يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القران منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان له . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح . وعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سأيتئك بأبواب من الخير الصوم والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار قيام العبد من جوف الليل ثم قرأ (تتجافى جنوبهم عن المضاجع . الآية) . رواه أحمد وشهر بن حوشب لم يسمع من معاذ . وعن أبى ذر أنه قال يارسول الله ما الصوم قال فرض مجزى . رواه أحمد في حديث طويل ويأتى إن شاء الله بتمامة وفيه رجل لم يسم . وعن عبدالله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إئذن لى أختصى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصى أمتى الصيام والقيام . رواه أحمد إسناده حسن . وعن سلمة ابن قيصر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما ابتغاء وجه الله باعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال سلامة بن قيصر ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما ابتغاء وجه الله بعده الله من جهنم كبعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرما . رواه أحمد والبزار وفيه رجل لم يسم . وعن أبي أمامة قال أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة فأتيته فقلت يارسول الله أدع لى بالشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سلمهم وغنمهم قال فسلمنا وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا ثانيا قأتيته فقلت يارسول الله أدع الله لى بالشهادة فقال اللهم سلمهم وغنمهم قال فسلمنا وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا ثالثا فأتيته فقلت يارسول الله إنى أتيتك مرتين قبل مرتى هذه فسألتك أن تدعو الله لى بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فسلمنا وغنمنا يارسول الله مرنى بعمل قال عليك بالصوم فانه لامثل له قال فما رؤى أبو أمامة ولا أمرأته ولا خادمه إلا صياما قال فكان إذا رؤي في دارهم دخان بالنهار قيل اعتراهم ضيف نزل بهم نازل قال فلبث بذلك ما شاء الله ثم اتيته فقلت يارسول الله امرتنا بالصيام
[ 182 ]
فأرجو أن يكون قد بارك الله لنافيه يارسول الله فمرنى بعمل آخر قال اعلم انك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط عنك بها خطيئة قلت روى النسائي طرفا منه يسيرا في الصيام رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل شئ زكاة وزكاة الجسد الصوم . رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن الوليد وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال ما آسى على شئ فاتني إلا الصوم والصلاة وتركي الفئة الباغية الا ان أكون قاتلتها واستقالتي عليا البيعة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط إلا انه قال ما اسى على شئ فاتني من الدنيا إلا الصوم في الهواجر وان لا اكون فرجت بين قدمي في الصلاة يعنى طول الصلاة . وفيه سنان بن هارون وثقه أبو حاتم وابن عدي وضعفه ابن معين . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعمال ستة عملان منجيان وعملان بأمثالهما وعمل بعشرة امثاله وعمل بسبعمائة ضعف وعمل لا يعلم ثواب عامله إلا الله فاما المنجيات فمن لقى الله عزوجل يعبده لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة ومن لقى الله يشرك به شيئا وجبت له النار ومن عمل سيئة جزى بها ومن أراد ان يعمل حسنة فلم يعملها جزي مثلها ومن عمل حسنة جزى عشرا ومن انفق ماله في سبيل الله ضعفت له نفقة الدرهم بسبعمائة والصيام لا يعلم ثواب عامله إلا الله عزوجل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن المتوكل وقد ضعفه جمهور الائمة ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في اخرى . وعن انس بن ملك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم يذبل اللحم ويبعد من حر السعير إن لله مائدة عليها مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا يقعد عليها إلا الصائمون . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالمجيد بن كثير الحراني ولم اجد من ترجمه . وعن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ان رجلا صام يوما تطوعا ثم اعطي ملء الارض ذهبا لم يستوف ثوابه دون يوم الحساب . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه ليث بن ابى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات . وعن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله
[ 183 ]
تبارك وتعالى الصيام لى وانا اجزى به وبمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من رائحة المسك فأيما امرئ منك اصبح صائما فلا يرفث ولا يجهل وان إنسان قاتله فليقل إنى صائم فان لهم يوم القيامة حوضا ما يرده غير الصوام قلت هو في الصحيح باختصار الحوض رواه البزار ورجاله موثقون . وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ختم له بصيام دخل الجنة . رواه البزار وهو مطول عند أحمد وقد تقدم في تلقين الميت ، ورجاله موثقون وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى سرية في البحر فبينما هم كذلك إذ رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف يهتف من فوقهم يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه فقال أبو موسى أخبرنا ان كنت مخبرا قال ان الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من اعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش . رواه البزار ورجاله موثقون . وعن قيس بن يزيد الجهنى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما تطوعا غرست له شجرة في الجنة ثمرها اصغر من الرمان واضخم من التفاح وعذوبته كعذوبة الشهد وحلاوته كحلاوة العسل يطعم الله منه الصائم يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يزيد الاهوازي قال الذهبي لايعرف . وعن أبى هريرة قال دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كيف أصبحت يارسول الله قال صالحا بخير من رجل لم يصبح صائما ولم يعد مريضا ولم يتبع جنازة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن أبى سلمة وثقه ابن حبان وجماعة وضعفه آخرون . وقد تقدم حديث ابن عباس في عيادة المريض . (باب فيمن صام رمضان وستة أيام من شوال) عن جابر بن عبدالله الانصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام رمضان وستا من شوال فكأنما صام السنة كلها . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط فيه عمرو بن جابر وهو ضعيف . وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وأبتعه بست من شوال فكأنما صام الدهر . رواه البزار وله طرق رجال بعضها رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 184 ]
من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة كلها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس وجابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلمة بن على الخشنى وهو ضعيف . وعن أبي أيوب الانصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فذلك صيام الدهر قال قلت لكل يوم عشر قال نعم قلت هو في الصحيح خلا قوله لكل يوم عشر قال نعم رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن غنام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام ستا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر والسنة . رواه الطبراني في الكبير وعبد الرحمن بن غنام لم أعرفه . (باب في صيام عاشوراء) عن أبى هريرة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال ما هذا من الصوم فقالوا هذا اليوم الذى نجى الله موسى وبنى إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودى فصام نوح وموسى شكرا لله عزوجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم انا أحق بموسى وبصوم هذا اليوم فأمر أصحابه بالصوم . رواه أحمد وفيه حبيب بن عبدالله الازدي لم يرو عنه غير ابنه . وعن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما يوم عاشوراء فقال لاصحابه من أصبح صائما فليتم صومه ومن أكل من غداء أهله فليتم بقية يومه . رواه أحمد وفيه أيضا حبيب ولم يرو عنه غير ابنه . وعن على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء ويأمر به . رواه عبدالله بن أحمد والبزار وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة والثوري وفيه كلام كثير . وعن ثوير بن أبي فاختة قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو على المنبر يقول هذا يوم عاشوراء فصوموه فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصومه . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وثوير ضعيف وعن ابن عباس قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل قرية على اربعة
[ 185 ]
فراسخ أو قال فرسخين يوم عاشوراء فأمر من أكل أن لا يأكل بقية يومه ومن لم يأكل أن يتم صومه . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة والثوري وفيه كلام كثير . وعن بعجة بن عبدالله بن بدر ان أباه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم يوما هذا يوم عاشوراء فصوموه فقال رجل من بنى عمرو بن عوف يارسول الله إنى تركت قومي منهم صائم ومنهم مفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب إليهم فمن كان منهم مفطرا فليتم صومه . رواه أحمد والطبرنى في الكبير والاوسط والبزار وإسناده حسن . وعن هند ابن أسماء الاسلمي قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم فقال مرقومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليتم آخره . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات . وعن يحيى بن هند بن حارثة وكان هند من أصحاب الحديبية واخوه الذى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بصيام عاشوراء وهو اسماء بن حارثة فحدثني يحيى بن هند عن اسماء بن حارثة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه فقال مر قومك بصيام هذا اليوم قال ارأيت إن وجدتهم قد طعموا قال فليتموا آخر يومهم . رواه احمد هكذا شبه المرسل ، ورواه ابنه عن يحيى بن هند بن حارثة عن ابيه ، ورجاله ثقات . وعن اسماء بن حارثة قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقال ائت قومك فمرهم ان يصوموا هذا اليوم قال يارسول الله ما اراني آتيهم حتى يطعموا قال مر من طعم منهم فليصم بقية يومه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر أنه قال امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيوم عاشوراء ان نصومه وقال هو يوم كانت اليهود تصومه . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه كلام . وعن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء عيد نبي كان قبلكم فصوموه أنتم . رواه البزار وفيه ابراهيم الهجرى وثقه ابن عدي وضعفه الائمة . وعن مجزأة بن زاهر عن ابيه قال سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وهو يقول من كان صائما اليوم فليتم
[ 186 ]
صومه ومن لم يكن صائما فليتم ما بقي أو ليصم . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط إلا انه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم امر ، ورجال البزار ثقات . وعن ابي سعيد الخدرى ان رسول الله صلي الله عليه وسلم امر بصوم عاشوراء وكان لا يصومه . رواه أبو يعلى وفيه أبو هرون العبدى وهو ضعيف . وعن عليلة عن امها قالت قلت لامة الله بنت رزينة يا أمة الله حدثتك أمك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر صوم عاشوراء قالت نعم وكان يعظمه حتى يدعو برضعائه ورضعاء ابنته فاطمة فيتفل في أفواههن ويقول للامهات لا ترضعوهن إلى الليل . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط ولفظه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه حتى ان كان ليدعو بصبيانه وصبيان فاطمة المراضع ذلك اليوم فيتفل في افواههم ويقول لامهاتهم لا ترضعوهم إلى الليل وكان ريقه يجزئهم . وعليلة ومن فوقها لم أجد من ترجمهن وسمى الطبراني فقال عليلة بنت الكميت عن أمها أمينة . وعن أبى سعيد الخدرى ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يوم عاشوراء فعظم منه ثم قال لمن حوله من كان لم يطعم منكم فليصم يومه هذا ومن كان قد طعم منكم فليصم بقية يومه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أبي موسى أنه قال يوم عاشوراء صوموا هذا اليوم فان النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بصومه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بريدة بن جابر وهو ضعيف . وعن حباب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم عاشوراء أيها الناس من كان منكم أكل فلا يأكل بقية يومه ومن يرى منكم الصوم فليصمه . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وثقه أحمد وغيره وضعفه ابن معين وغيره . وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتوخى فضل صوم يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء - قلت لابن عباس حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن عبدالرحمن بن بكر العلاف ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن سعيد بن المسيب أنه سمع معاوية على المنبر يوم عاشوراء يقول سمعت رسول الله
[ 187 ]
صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم هذا اليوم قلت له حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن هشام الحلبي وتكلم في روايته عن ابن المبارك وهذا الحديث ليس منها . وعن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوم عاشوراء فلما انصرف قال من كان منكم أصبح صائما فليتم صومه ومن لم يصبح صائما فلا يأكل شيئا فان هذا اليوم يوم عاشوراء . رواه الطبراني في الكبير وفيه حكيم بن جبير قال أبو زرعة محله الصدق ان شاء الله وفيه كلام كثير وقد نسب إلى الكذب . وعن عبادة بن الصامت قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بن عبدالله يوم عاشوراء فقال ائت قومك فمن أدركت منهم لم يأكل فليصم ومن طعم فليصم (1) . رواه الطبراني في الكبير واسحاق لم يدرك عبادة . وعن معبد القرشى قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقديد فأتاه رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أطعمت اليوم شيئا ليوم عاشوراء قال لا إلا انى شربت ماء قال فلا تطعم شيئا حتى تغرب الشمس وامر من وراءك أن يصوموا هذا اليوم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن أبى سعد قال دخلنا على عائذ بن عمرو في يوم عاشوراء فقال احلب لهم يا غلام فقام الغلام إلى نعجة فحلبها فجاءهم فقال الذى عن يمينه اشرب فقال انى صائم فقال قبل الله منا ومنك ثم قال للثاني فقال انى صائم فقال مثل ذلك فقال للثالث فقال مثل ذلك فقال أكلكم صائم يوشك أن تتخذوا هذا اليوم بمنزلة رمضان أنما كنا نصوم هذا اليوم قبل أن يفرض علينا رمضان فلما افترض علينا رمضان نسخ صوم رمضان صوم هذا اليوم وهذا اليوم تطوع فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر فلما سمع القوم ذلك أفطروا جميعا . رواه الطبراني في الكبير وفيه حشرج بن عبدالله ولم أجد من ترجمه . وعن زيد بن ثابت قال ليس يوم عاشوراء باليوم الذى يقوله الناس انما كان يوم تستر فيه الكعبة وتغلس فيه الحبشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يدور في السنة وكان الناس يأتون فلانا اليهودي فيسألونه فلما مات اليهودي أتوا زيد بن ثابت فسألوه (2) . رواه الطبراني في الكبير ولا أدرى ما معناه وفى عبدالرحمن بن أبى الزناد وفيه كلام كثير (1) لعله " فليم " اه‍ . هامش . (2) الحمدلله . الذى يتبادر إلى ذهني أن معناه أن
[ 188 ]
وقد وثق . وعن عمار قال أمرنا بصوم عاشوراء قبل ان ينزل رمضان فلما نزل رمضان لم نؤمر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن قيس بن عبد قال اختلفت إلى ابن مسعود سنة فما رأبته مصليا الضحى وما رأيته صائما يوما تطوعا إلا يوم عاشوراء . رواه الطبراني في الكبير وقيس بن عبد ذكره ابن أبى حاتم ولم يرو عنه غير الشعبي ابن أخيه . وعن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه قال عثمان بن مطرو كانت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة ايام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية ابواب الجنة ومن صام منه عشرة ايام لم يسأل الله شيئا الا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله وفى رجب حمل الله نوحا في السفينة فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا فجرت بهم السفينة سبعة أشهر أخر ذلك يوم عاشوراء اهبط على الجودي فصام نوح ومن معه والوحش شكرا لله عزوجل وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبنى اسرائيل وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم وعلى مدينة يونس وفيه ولد ابراهيم صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالغفور وهو متروك . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فلق البحر لبنى اسرائيل يوم عاشوراء . رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشى وفيه كلام وقد وثق . (باب الصوم قبل يوم عاشوراء وبعده) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده . رواه أحمد والبزار وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه زيد بن ثابت كان يذهب إلى ان عاشوراء يوم في السنة لا أنه اليوم العاشر من المحرم وكان من كان على رأيه في ذلك يسألون رجلا من اليهود ممن عنده علم من الكتاب الاول عن ذلك اليوم بعينه من طريق الحساب فكان يخبرهم فلما مات كان علم حساب ذلك عند زيد بن ثابت فكانوا يسألونه عنه وهي مسألة غريبة جدا كما في هامش الاصل .
[ 189 ]
كلام . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (باب التوسعة على العيال يوم عاشوراء) عن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سنته كلها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن اسماعيل الجعفري قال أبو حاتم منكر الحديث . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته . رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيصم بن الشداخ وهو ضعيف جدا . (باب صيام يوم عرفة) عن عائشة قالت نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة لعرفات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبى يحيى وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن الفضل بن العباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من شراب يوم عرفة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ، ورواه أبو يعلى بنحوه . وعن عطاء الخراساني أن عبدالرحمن بن أبى بكر دخل على عائشة يوم عرفة وهى صائمة والماء يرش عليها فقال لها عبدالرحمن أفطرى فقالت أفطر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله . رواه أحمد وعطاء لم يسمع من عائشة بل قال ابن معين لا أعلمه لقى أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم عرفة غفر له سنتين متتابعتين . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجال أبى يعلى رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه ومن صام عاشوراء غفر له سنة . رواه البزار وفيه عمر ابن صهبان وهو متروك ، والطبراني في الاوسط باختصار يوم عاشوراء ، وإسناد الطبراني حسن . وعن مسروق أنه دخل على عائشة يوم عرفة فقال اسقوني
[ 190 ]
فقالت عائشة يا غلام اسقه عسلا ثم قالت وما أنت يا مسروق بصائم قال لا إنى أخاف أن يكون يوم الاضحى فقالت عائشة ليس ذاك إنما عرفة يوم يعرف الامام ويوم النحر يوم ينحر الامام أو ما سمعت يا مسروق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدله بألف يوم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إسناده دلهم بن صالح ضعفه ابن معين وابن حبان . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما . رواه الطبراني في الصغير وفيه الهيثم بن حبيب عن سلام الطويل وسلام ضعيف وأما الهيثم بن حبيب فلم أر من تكلم فيه غير الذهبي إتهمه بخبر رواه وقد وثقه ابن حبان . وعن سعيد بن جبير قال سأل رجل عبدالله بن عمر عن صوم يوم عرفة فقال كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدله بصوم سنتين قلت له عند النسائي يعدله بصوم سنة رواه الطبراني في الاوسط وهو حديث حسن . وعن زيد ابن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صيام يوم عرفة قال يكفر السنة التى أنت فيها والسنة التى بعدها . رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام وقد وثق . (باب في صيام شوال وغيره) عن عكرمة بن خالد قال حدثنى أبى أنه سمع من فلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان وشوالا والاربعاء والخميس دخل الجنة . رواه أحمد وفيه من لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . (باب الصيام في شهر الله المحرم والاشهر الحرم) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ومن صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما . رواه الطبراني في الصغير وفيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن حبيب أيضا . وعن جندب بن سفيان قال كان رسول الله
[ 191 ]
صلى اله عليه وسلم يقول إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذى تدعونه المحرم - قلت عزاه في الاطراف إلى النسائي ولم أجده في نسختي وكأنه في اكبرى رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام ثلاثة أيام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة ستين سنة . رواه الطبراني في الاوسط عن يعقوب بن موسى المدنى عن مسلمة ، ويعقوب مجهول ومسلمة هو ابن راشد الحمانى قال فيه أبو حاتم مضطرب الحديث وقال الازدي في الضعفاء لا يحتج به وأورد له هذا الحديث وأبوه راشد بن نجيح أبو محمد الحمانى أخرج له ابن ماجه وقال أبو حاتم صالح الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ ، وقال ابن الجوزى إنه مجهول وليس كما قال فقد روى عنه حماد بن زيد وابن المبارك وأبو نعيم الفضل بن دكين وآخرون . (باب في صيام رجب) عن خرشة بن الحر قال رأيت عمر بن الخطاب يضرب أكف الرجل في صوم رجب حتى يضعونها في الطعام ويقول رجب وما إنما رجب شهر كان يعظمه أهل الجاهلية فلما جاء الاسلام ترك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن جبلة ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبد العزيز ابن سعيد عن أبيه قال عثمان وكانت له صحبة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات من صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله وفي رجب حمل الله نوحا في السفينة فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا . قلت فذكر الحديث وقد تقدم بتمامه والكلام عليه في صيام عاشوراء . وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتم صوم شهر بعد رمضان إلا رجب وشعبان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف .
[ 192 ]
(باب الصيام في شعبان) عن أنس بن سيرين قال أتينا أنس بن ملك في يوم خميس فدعا بمائدته فدعاهم إلى الغداء فتغدى بعض القوم وأمسك بعض فقال لهم أنس لعلكم أثنايون لعلكم خميسون كان رسول الله صلى الله وسلم يصوم ولا يفطر حتى نقول ما في رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطر العام ثم يفطر حتى نقول ما في نفسه ان يصوم العام وكان أحب الصوم إليه في شعبان قلت في الصحيح طرف منه - رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه عثمان بن رشيد الثقفى وهو ضعيف . وعن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله قالت قلت يارسول الله أحب الشهور اليك ان تصومه شعبان قال إن الله يكتب على كل نفس منية تلك السنة فأحب ان يأتيني أجلى وانا صائم - قلت في الصحيح طرف منه - رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن خالد الزنجي وفيه كلام وقد وثق . وعن سهل بن سعد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا بفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وكان أكثر صومه في شعبان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمر بن صهبان وهو متروك . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن عطية وهو ضعيف . وعن أبى أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي ثعلبة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان ورمضان يصلهما . رواه الطبراني في الكبير وفيه الاحوص بن حكيم وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام فربما أخر ذلك حتى يجتمع عليه صوم السنة وربما أخره حتى يصوم شعبان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه كلام . (باب في صيام الدهر) عن أبى ملك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام . رواه أحمد ورجاله ثقات ، ولهذا الحديث طرق
[ 193 ]
تذكر في مواضعها إن شاء الله . وعن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا ، وقبض كفه . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال وعقد تسعين ، والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى قيس مولى عمرو أن عمرا كان يسرد الصوم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن مجاهد قال دخلت انا ويحيى بن جعدة على رجل من الانصار من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم مولاة لبنى عبدالمطلب فقال انها قامت الليل وتصوم النهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنى انا أنام وأصلى وأفطر فمن اقتدى بى فهو منى ومن رغب عن سنتى فليس منى إن لكل عمل شرة (1) ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل ومن كانت فترته إلى سنتى فقد اهتدى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدمت أحاديث بنحو هذا . وعن أسماء بنت يزيد قالت أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب فدرا على القوم وفيهم رجل صائم فلما بلغه قال له اشرب فقيل يارسول الله انه ليس يفطر يصوم الدهر قال لاصام من صام الابد . رواه أحمد والطبراني في الكبير وقال لاصام ولا أفطر من صام الابد . وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصام من صام الابد . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيدة بن معتب (2) وهو متروك . وعن عبدالله بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصام من صام الابد . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه كلام . وعن عمرو بن سلمة قال سئل ابن مسعود عن صوم الدهر فكرهه . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . (باب أفضل الصوم) عن صدقة الدمشقي قال جاء رجل إلى ابن عباس يسأله عن الصوم فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أفضل الصيام صيام أخى داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما . رواه أحمد ، وصدقة ضعيف وإن كان فيه بعض توثيق ولم يدرك ابن عباس . (1) أي نشاطا ورغبة . (2) في الاصل مهملة من النقط .
[ 194 ]
(باب فيمن صام يوما في سبيل الله) عن معاذ بن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله في غير رمضان بعد من النار مائة عام سير المضمر الجواد . رواه أبو يعلى وفيه زبان ابن فايد وفيه كلام . كثير وقد وثق . وعن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والارض . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وإسناده حسن . وعن أبى الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام المرء في سبيل الله يبعده من جهنم مسيرة سبعين عاما . رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلمة بن على وهو ضعيف . وعن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والارض ، وفى رواية سبعين خريفا . رواه الطبراني في الاوسط وفى إسناد السبعين بقية وهو ثقة ولكنه مدلس ، وفى إسناد الاول عيسى بن سليمان الجرجاني وهو ضعيف . وعن عمرو بن عبسة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن ابى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار مسيرة مائة عام ركض الفرس الجواد المضمر . رواه الطبراني في الكبير وفيه مطرح وهو ضعيف . وعن عتبة بن عبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم كما بين السموات والارضين السبع ومن صام يوما تطوعا باعد الله منه جهنم مسيرة ما بين السماء . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن عبدالله بن سفيان الازدي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن رجل يصوم يوما في سبيل الله الا باعده الله من النار مقدار مائة عام قال حبيب لابي بشر مائتي عام قال أبو بشر لعثامة بن قيس لقد ظننت ذلك فقال عبدالله بن سفيان إنما أحدثكم بما سمعت ليس أحدثكم بما تحدثوني . رواه الطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وأبو بشر لا أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الغزاة في سبيل
[ 195 ]
الله خادمهم ثم الذى يأتيهم بالاخبار وأخصهم عند الله منزلة الصائم فذكر الحديث ويأتي بتمامه في الجهاد ان شاء الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عنبسة ابن مهران الحداد وهو ضعيف . (باب صيام ثلاثة أيام من كل شهر) عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صام نوح عليه السلام الدهر الا يوم الفطر والاضحى وصام داود عليه السلام نصف الدهر وصام ابراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر - قلت صيام نوح رواه ابن ماجه وصيام داود في الصحيح - رواه الطبراني في الكبير وفيه ابو قنان ولم اعرفه . وعن ابن الحوتكية قال أتى عمر بن الخطاب بطعام فدعا إليه رجلين فقال احدهما إنى صائم قال وأى الصيام تصوم لولا كراهية أن أزيد أو انتقص لحدثتكم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه الاعرابي بالارنب ولكن ارسلوا إلى عمار فجاء عمار فقال أشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الاعرابي بالارنب قال نعم إني رأيت بها دما فقال كلوها فقال إنى صائم قال وأى الصيام تصوم قال أول الشهر وآخره قال ان كنت صائما فصم الثلاث عشرة والاربع عشرة والخمس عشرة . رواه أحمد وفيه عبدالرحمن بن عبدالله المسعودي وقد اختلط . وعن موسى بن طلحة قال قال عمر لابي ذر وعمار وأبى الدرداء اتذكرون يوم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان كذا وكذا فأتاه أعرابي بأرنب بها دم فأمرنا فأكلنا ولم يأكل قال نعم قال له ادنه فأطعم قال إنى صائم أصوم ثلاثة أيام من الشهر أوله وآخره كما تيسر على قال عمر هل تدرون ما الذى أمره النبي صلى الله عليه وسلم قالوا أمره أن يصوم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة فقال عمر هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم - قلت حديث أبى ذر وحده رواه الترمذي باختصار - رواه الطبراني في الكبير وفيه حكيم بن جبير وفيه كلام كثير وقال أبو زرعة محله الصدق ان شاء الله . وعن موسى بن طلحة أنه دفع إلى عمر بن الخطاب وهو يغدن الناس فمر به رجل أو سلم عليه رجل فقال له عمر هلم فقال أني صائم
[ 196 ]
قال وأي الشهر تصوم قال من كل شهر أوله وأوسطه قال عمر ادعو إلى عبدالله ابن مسعود وأبي بن كعب فسمى رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فجاؤا فقال هل تحفظون يوم جاء الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالارنب في وادى كذا وكذا قالوا نعم فذكر نحوه - قلت حديث أبى بن كعب رواه النسائي رواه الطبراني في الاوسط وفيه سهل بن عمار النيسابوري وهو ضعيف . وعن يزيد بن عبدالله بن الشخير عن الاعرابي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر (1) . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال ثنا رجل من عكل ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن قرة ابن اياس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر والفطاره . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن هنيدة الخزاعى عن أمه قالت دخلت على أم سلمة فسألتها عن الصيام فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنى أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أولها الاثنين والجمعة والخميس - قلت رواه النسائي خلا والجمعة رواه أحمد ، وأم هنيدة لم أعرفها . وعن على أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صوم شهر الصبر وثلاثة أيام يذهبن بوحر الصدر . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوم شهر الصبر وثلاثة أيام يذهبن وحر الصدر . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الصيام فشغل عنه فقال له عبدالله بن مسعود صم رمضان وثلاثة أيام من كل شهر فقال أعوذ بالله منك يا عبدالله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما تبغي صم رمضان وثلاثة أيام من كل شهر . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام فقال عليك بالبيض ثلاثة أيام من كل شهر . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله ثقات . وعن أبى العلاء قال كنا بالمربد فأتانا أعرابي ومعه قطعة اديم فقال أنظروا ما فيها فإذا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنى زهير بن قيس حى من عكل انكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم (1) أي غشه ووساوسه ، وقيل الحقد والغيظ ، وقيل العداوة ، وقيل أشد الغضب .
[ 197 ]
الزكاة وأديتم خمس ما غنمتم وسهم النبي والصفي فانتم آمنون بأمان الله ، قلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر ، فسألنا عنه فقيل هذا النمر بن تولب - قلت رواه أبو داود خلا ذكر الصوم - رواه الطبراني في الاوسط من طريق خلاد بن قرة بن خلاد عن أبيه وكلاهما لم أعرفه . وعن رجل من بنى سليم قال جلست في المربد فجاء اعرابي بحلب له من إبل فاقامها عندنا فغشيتنا إبله فقمنا من مجلسنا وغشيتنا الثانية فقال رجل من القوم إنى لاراك مجنونا قال ما أنا بمجنون وإن معي كتابا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجه فإذا هو كراع من أديم فقر أناه فإذا فيه صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر فقلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لك هذا فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا هذا الرجل الذى من بنى سليم فانى لم أعرفه . وعن كهمس الهلالي قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقمت عنده تم خرجت عنه فأتيته بعد حول فقلت يارسول الله أما تعرفني قال لا قلت انا الذى كنت عندك عام الاول قال فما غيرك بعدى قال ما أكلت طعاما بنهار منذ فارقتك قال فمن امرك بتعذيب نفسك صم يوما من الشهر قلت زدنى فزادني حتى قال صم ثلاثة ايام من الشهر . روان الطبراني في الكبير ، وفيه حماد بن يزيد المنقرى ولم اجد من ذكره . وعن ميمونة بنت سعد أنها قالت يارسول الله افتنا عن الصوم فقال من كل شهر ايام من استطاع ان يصومهن فان كل يوما يكفر عشر سيئات وينقي من الاثم كما ينقي الماء الثوب . رواه الطبراني في كبير وإسناده ضعيف . (باب صيام الاثنين والخميس) عن واثلة أنه كان يصوم الاثنين والخميس ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومها ويقول تعرض فيها الاعمال على الله تبارك وتعالى . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبدالرحمن القشيرى وهو متروك . وعن عبدالله بن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو
[ 198 ]
بلال الاشعري وهو ضعيف . وعن أبى رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثين والخميس . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحمانى وفيه كلام . (باب صيام السبت والاحد) عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاتصم يوم السبت الا في فريضة ولو لم تجد إلا لحاء (1) شجرة فافطر عليه . رواه الطبراني في الكبير من طريق اسماعيل ابن عباس عن الحجازيين وهو ضعيف فيهم . وعن كريب قال أرسلني ناس إلى أم سلمة أسألها اي الايام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها صوما فقالت السبت والاحد ويقول هما يوما عيد للمشركين فأحب ان أخالفهم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات وصححه ابن حبان . وعن عبيد الاعرج قال حدثتني جدتي أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدي وذلك يوم السبت فقال لها تعالى فكلي فقالت إني صائمة فقال أصمت أمس قالت لاقال كلى فان صيام يوم السبت لالك ولا عليك - قلت لها حديث في صيام يوم السبت في السنن غير هذا رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عمير بن جبير مولى خارجة أن المرأة التى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت حدثته أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لا لك ولا عليك . رواه احمد وعمير هذا لم أعرفه . (باب في صيام الاربعاء والخميس والجمعة) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام الاربعاء والخميس كتبت له براءة من النار . رواه أبو يعلى وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله . رواه أبو يعلى وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام الاربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتا في الجنة يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن جبلة ضعفه الازدي . وعن أنس بن ملك أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام الاربعاء والخميس والجمعة بنى الله له قصرا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد وكتب له براءة من (1) اللحاء : القشر ، وفى رواية " إلا لحاء عنة " .
[ 199 ]
النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن جبلة ضعفه الازدي . وعن أبي امامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوم الاربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتا في الجنة يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره . رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن جبلة ضعفه الازدي . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام الاربعاء والخميس ويوم الجمعة ثم تصدق يوم الجمعة بما قال أو كثر غفر له كل ذنب عمله حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن قيس المدنى أبو حازم ولم أجد من ترجمه . (باب في صيام يوم الجمعة) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا يوم الجمعة وحده . رواه احمد وفيه الحسين بن عبدالله بن عبيدالله وثقه ابن معين وضعفه الائمة . وعن بشير بن الخصاصية أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أصوم يوم الجمعة ولا أكلم أحدا ذلك قال لاتصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها وأما لاتكلم أحدا فلعمري لان تكلم فتأمر بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت ، هكذا رواه الطبراني في الكبير ، ورواه احمد عن ليلى امرأة بشير أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل إنها صحابية . ورجاله ثقات . وعن جابر ابن عبدالله الانصاري قال دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وبين يديه طعام يأكل منه فقال ادنوا فكلوا من هذا الطعام فقلنا إنا صيام يارسول الله فقال هل صمتم أمس قلنا لاقال تريدون أن تصوموا غدا قلنا لاقال ادنوا فكلوا فان يوم الجمعة لا يصام وحده يتخذ عيدا قلت لجابر حديث في الصحيح باختصار - رواه الطبراني في الصغير والاوسط بزيادة يتخذ عيدا ، وفيه عبدالله بن سعيد بن أبى سعيد المقبرى وهو متروك . وعن عامر بن لدين الاشعري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان يوم الجمعة عيدكم فلا تصوموه إلا ان تصوموا قبله أو بعده . رواه البزار وإسناده حسن . وعن ابن سيرين قال كان أبو الدرداء يحيي ليلة الجمعة ويصوم يومها فأتاه سلمان وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما فنام عنده فأراد أبو الدرداء أن يقوم ليلته فقام إليه سلمان فلم
[ 200 ]
يدعه حتى نام وأفطر فجاء ابو الدراداء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال النبي صلى الله عليه وسلم عويمر سلمان أعلم منك لا تخص ليلة الجمعة بصلاة ولا يومها بصيام . رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما في جمعة قط . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عمر قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مفطرا في يوم جمعة قط . رواه ابو يعلى والبزار وفيه الحسن بن أبى جعفر وهو ضعيف ، وقال ابن عدى له أحاديث صالحة . وعن ابن عباس أنه لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر يوم جمعة قط . رواه البزار وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن أبى أمامة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الجمعة وصام يومه وعاد مريضا وشهد جنازة وشهد نكاحا وجبت له الجنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه وفيه محمد ابن حفص الا وصاني وهو ضعيف . (باب الشتاء ربيع المؤمن) عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشتاء ربيع المؤمن . رواه أحمد وابو يعلى واسناده حسن (1) . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة . رواه الطبراني في الصغير وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة ولكنه اختلط . (باب صيام المرأة بغير إذن زوجها) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوم المرأة يوما واحدا وزوجها شاهد إلا باذنه الا رمضان - قلت هو في الصحيح خلا قوله إلا رمضان - رواه أحمد وإسناده حسن . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة صامت بغير إذن زوجها فأرادها على شئ فامتنعت عليه كتب الله عليها ثلاثا من الكبائر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بقية وهو ثقة ولكنه مدلس . (1) في كشف الخفاء للعجلوني كلام على هذا الحديث .
[ 201 ]
(باب فيمن نزل بقوم فأراد الصوم) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله ومن كثرت ذنوبه فليستغفر الله ومن أبطأ رزقه فليكثر من قول لاحول ولا قوة الا بالله ومن نزل بقوم فلا يصومن إلا باذنهم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وهو طويل ويأتى بتمامه في البر والصلة إن شاء الله ، وفيه يونس بن تميم ضعفه الذهبي بهذا الحديث . وعن عائشة قالت دخلت على امرأة فأتيتها بطعام فقالت إنى صائمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أمن قضاء رمضان قالت لا قال فافطري . رواه الطبراني في الاوسط . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأراد أن يفطر فليفطر الا أن يكون ذلك من رمضان أو قضاء رمضان أو نذر . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس . وعن ابن عمر أنه كان إذا أراد احد ان يصحبه في سفر اشترط عليه ان لا يصحبنا على تغير خلال ولا ينازعنا الا ذان ولا يصومن الا باذننا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب في الصائم يؤكل بحضرته) عن ابن عباس قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل الصائم إذا جالس القوم وهم يطعمون صلت عليه الملائكة حتى يفطر الصائم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبان بن أبى عياش وهو متروك . (باب فيمن يصبح صائما ثم يفطر) عن شداد بن أوس أنه بكى فقيل له ما يبكيك قال شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبكاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أخوف ما أخاف على أمتى الشرك والشهوة الخفية قلت يارسول الله أتشرك أمتك من بعدك قال نعم أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤن بأعمالهم والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه قلت
[ 202 ]
رواه ابن ماجه خلا ذكر الصوم رواه أحمد وفيه عبد الواحد بن زيد وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال أصبحت عائشة وحفصة صائمتين فأهدى لهما طعام فأفطرتا فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فسألته إحداهما أحسبه قال حفصة قال اقضيا يوما مكانه . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه حماد بن الوليد ضعفه الائمة وقال أبو حاتم شيخ . وعن أبى هريرة قال أهديت لعائشة وحفصة هدية وهما صائمتان فأكلتا منها فذكرتا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال اقضيا يوما مكانه ولا تعودا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبى سلمة المكي وقد ضعف بهذا الحديث . وعن أم هانئ بنت أبى طالب قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وانا صائمة فقال اشربي قلت إنى صائمة قال أصوم قضاء قلت لا قال فاشربي فشربت قلت لها عند الترمذي حديث غير هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه رجل لم يسم . وعن ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في غير رمضان فأصابه أحسبه قئ فتوضأ ثم أفطر قلت يارسول الله ألم تكن صائما قال بلى ولكني قئت فأفطرت فلما كان من الغد سمعته يقول هذا اليوم مكان إفطارى بالامس قلت لثوبان عند أبى داود وغيره انه قاء فأفطر رواه البزار وفيه عبتة بن السكن الحمصى وهو متروك . وعن أبى طلحة أنه كان يصبح صائما متطوعا ثم يأتي أهله فيقول هل عندكم شئ رواه البزار وفيه عبدالرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف . (باب رب صائم حظه من صيامه الجوع) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . (باب ما نهى عن صيامه من أيام التشريق وغيرها) عن سعد بن أبى وقاص قال أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادى أيام منى أنها أيام أكل وشرب . ولاصوم فيها يعني أيام التشريق . رواه أحمد وفى رواية عنده أبضا يا سعد قم فأذن بمنى فذكر نحوه . ورواه البزار ورجاله الجميع رجال الصحيح . وعن أبى الشعثاء قال أتينا ابن عمر في اليوم الاوسط من أيام
[ 203 ]
التشريق قال فأتي بطعام فأتى القوم وتنحى ابن له قال فقال له ادن فاطعم فقال إنى صائم قال فقال أما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها أيام طعم وذكر . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن يونس بن سداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم أيام التشريق . رواه عبدالله بن أحمد والبزار وقال لا يعلم اسند يونس إلا هذا الحديث وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة ولكنه اختلط . وعن جبيبة بنت سريق أنها كانت مع أبيها فإذا بديل بن ورقاء على العضباء راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحلها فنادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان صائما فليفطر فانها أيام أكل وشرب . رواه أحمد والطبراني في الاوسط إلا أنه قال إنها كانت مع أمها العجماء ، وفى إسناد أحمد رجل لم يسم . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ستة أيام من السنة يوم الاضحى ويوم الفطر وثلاثة أيام التشريق . رواه أبو يعلى وهو ضعيف من طرقه كلها . وعن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام ستة أيام من السنة يوم الاضحى ويوم الفطر وأيام التشريق واليوم الذي يشك فيه من رمضان . رواه البزار وفيه عبدالله ابن سعيد المقبرى وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل صائحا يصيح أن لا تصوموا هذه الايام فانها أيام أكل وشرب وبعال ، والبعال وقاع النساء . رواه الطبراني في الكبير ، وفى رواية له في الاوسط والكبير أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بديل بن ورقاء ، وإسناد الاول حسن . وعن أم الحارث بنت عياش قالت رأيت بديل بن ورقاء على جمل يتبع الناس فينادى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن لا تصوموا هذه الايام فانها أيام أكل وشرب . رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن معمر بن عبدالله العدوى قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبادى في الناس بمنى أن أيام التشريق أيام أكل وشرب . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صيام ثلاثة أيام تعجيل يوم التروية ويوم الاضحى والفطر . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه سعيد بن مسلمة وقد ضعفه البخاري وجماعة ووثقه وابن حبان وقال يخطئ
[ 204 ]
وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيام التشريق أيام أكل وشرب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن عمر بن يزيد الاصبهاني ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أسامة الهذلى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام منى رجلا على جمل أحمر فنادى أيها الناس إنها أيام أكل وشرب فلا تصوموا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيدالله بن أبي حميد وهو متروك . وعن ابن عباس قال شهد عندي رجال مرضيون وارضاهم عندي عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الفطر ويوم النحر قلت حديث عمر في الصحيح وحده رواه الطبراني في الاوسط وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن حبان وقال يخطئ ، وضعفه جماعة . كتاب الحج بسم الله الرحمن الرحيم (باب فرض الحج) عن أبى أمامة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال إن الله كتب عليكم الحج فقام رجل من الاعراب فقال أفي كل عام فعلق كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وغضب ومكث طويلا ثم مكث فقال من هذا السائل فقال الاعرابي أنا يارسول الله فقال وبحك يومنك أن أقول نعم والله لو قلت نعم لو جبت لو أنى أحللت لكم جميع ما في الارض من شئ وحرمت عليكم مثل خف بعير لو قعتم فأنزل الله عز وجل عند ذلك (با أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم) الآية . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن جيد . وعن ابن عباس قال جاء رجل من بني سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسترضعا فيهم فقال يا بنى عبدالمطلب قال قد اجبتك قال أنا وافد قومي ورسوهم وأنا ساثلك ومشتدة مسألتي إياك ومنا شدك مشتد مناشدتي إياك فلا تجدن على
[ 205 ]
قال نعم قال أخبرني من خلق السموات والارض والجنة والنار قال الله قال نشدتك به اهو أرسلك بما أتتنا به كتبك وأتتنا رسلك أن نشهد أن لا إله إلا الله وان ندع اللات والعزى قال نعم قال نشدتك به اهو أمرك قال نعم قال وأتتنا كتبك وأتتنا رسلك أن نصلى في كل يوم وليلة خمس صلوات نشدتك بالله اهو أمرك قال نعم قال أتتنا كتبك وأتتنا رسلك ان نحج البيت في ذى الحجة نشدتك بالله اهو أمرك قال نعم قال هؤلاء خمس فلست أزيد عليهن فلما قفا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما انه ان فعل الذى قال دخل الجنة . رواه الطبراني في الكبير وقد تقدمت له طرق في الصلاة رواها أحمد وغيره ورجال بعضها رجال الصحيح وفى هذه الطريق موسى بن أبى جعفر ولم أجد من ذكره . وعن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره . وعن يعلى بن أمية قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متضمخ بالخلوق (1) عليه مقطعات قد أحرم بعمرة قال كيف تأمرني يارسول الله في عمرتي فأنزل الله عزوجل (وأنموا الحج والعمرة لله) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من السائل عن العمرة فقال أنا فقال ألق ثيابك واغتسل واستنق ما استطعت وما كنت صانعا في حجتك فاصنعه في عمرتك قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج جهاد والعمرة تطوع . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو كذاب . وعن ابن مسعود قال أمرتم باقامة أربع اقامة الصلاة وايناء الزكاة واقيموا الحج والعمرة إلى البيت والحج الحج الاكبر والعمرة الحج الاصغر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . قلت وقد تقدمت في الايمان أحاديث في فرض الحج وغيره . (باب حج الصبي قبل البلوغ والعبد قبل العتق) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما صبى حج ثم بلغ (1) أي متلطخ بطيب .
[ 206 ]
الحنت عليه حجة أخرى وأيما أعرابي حج ثم هاجر فعليه أن يحج حجة أخرى وايما عبد حج ثم عتق فعليه حجة أخرى . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . قلت وتأتي أحاديث في حج الصبى والحج عن الميت والعاجز في أواخر الكتاب ان شاء الله . (باب الحث على الحج) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أستمتعوا بهذا البيت فقد هذم مرتين ويرفع في الثالثة . رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن محمد بن المنكدر قال لقي لاق ابن عمر وهو علي ناب (1) لا تساوى عشرة دراهم فقال له يا أبا عبدالرحمن على هذه تحج قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تدع الحج ولو على ناب جمعا تسوى عشرة دراهم فوالله ما حضرني من ظهر غيره وما كنت لادع الحج . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن سنان الزهري وهو ضعيف . وعن الحسين بن على قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنى جبان وإنى ضعيف فقال هلم إلى جهاد لاشوكة فيه الحج . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . وعن عثمان بن سليمان عن جدته أم أبيه قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أريد الجهاد في سبيل الله قال ألا أدلك على جهاد لاشوكة (2) فيه قلت بلى قال حج البيت . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوليد بن أبى ثور ضعفه أبو زرعة وجماعة وزكاه شريك . وعن ابى سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقول ان عبدا اصححت له بدنه وأو سعت عليه في الرزق لم يغد إلى في كل اربعة أعوام لمحروم . رواه الطبراني في الوسط وابو يعلى الا أنه قال خمسة أعوام ، ورجال الجميع رجال الصحيح . وعن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان كان قال جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . (1) هي الناقة الهرمة التى طال نابها . (2) شوكة المقتال شدته وحدته . كما في النهاية
[ 207 ]
(باب فيمن ترك الخير والحج لعرض من الدنيا) عن أبى جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن عبد ولا أمة يدع ان يمشى في حاجة اخيه المسلم إلا مشى منها في سخط الله عزوجل ولا يدع ان ينفق نفقة في سبيل الله الا أنفق أضعافا مضاعفة في سخط الله ولا يدع الحج لغرض من الدنيا الا رأى المخلفين قبل ان يقضى تلك الحاجة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد بن القاسم الاسدي وهو متروك . (باب فضل الحج والعمرة) عن عمرو بن عبسة قال قال رجل يارسول الله ما الاسلام قال أن تسلم قلبك وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال فأى الاسلام أفضل قال الايمان قال وما الايمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال فأى الايمان أفضل قال الهجرة قال وما الهجرة قال أن تهجر السوء قال فأى الهجرة أفضل قال الجهاد قال وما الجهاد قال أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم قال فأى الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عملان هما أفضل الاعمال إلا من عمل بمثلها حجة مبرورة أو عمرة . رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ماعز عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الاعمال أفضل قال إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر الاعمال كما بين مطلع الشمس إلى مغربها . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن الشفاء قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل أي الاعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . رواه أحمد وفيه محمد بن ثابت وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة قيل ومابره قال أطعام الطعام وطيب الكلام . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . رواه الطبراني
[ 208 ]
في الكبير وفيه يحيى بن صالح الابلى قال العقيلى روى عنه يحيى بن بكير منا كير . قلت وتأتى أحاديث كثيرة في فضل الحج في أواخر كتاب الحج إن شاء الله . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه أبو زهير ولم أجد من ذكره . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج في سبيل الله النفقة فيه الدرهم بسبعمائة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للكعبة لسانا وشفتين ولقد اشتكت إلى الله فقالت يا رب قل عوادى وقل زواري فأوحى الله عزوجل إني خالق بشرا خشعا سجدا يحنون اليك كما تحن الحمامة إلى بيضها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سهل ابن قرين وهو ضعيف . وعن أبى ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان داود النبي صلى الله عليه وسلم قال الهى ما لعبادك عليك إذا هم زاروك في بيتك قال إن لكل زائر على المزور حقا يا داود ان لهم على أن أعافيهم في الدنيا وأغفر لهم إذا لقيتهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن حمزة الرقى وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله رفعه قال ما أمعر حاج قط قيل لجابر ما الامعار قال ما افتقر (1) رواه الطبراني في الاوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج في هذا الوجه لحج أو عمرة فمات فيه لم يعرض ولم يحاسب وقيل له ادخل الجنة قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يباهى بالطائفين . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وفى إسناد الطبراني محمد بن صالح العدوى ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، وإسناد أبى يعلي فيه عائذ بن بشير (2) وهو ضعيف (3) . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب له (1) اصله من معر الرأس وهو قلة شعره . (2) في الاصل " نسير " ولعله " بشير " كما في لسان الميزان . (3) فائدة هو من رواية جعفر بن برقان عن الزهري وهو ضعيف في الزهري خاصة وذكر الطبراني ان جعفرا انفرد به .
[ 209 ]
أجر الغازى إلى يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جميل بن أبى ميمونة وقد ذكره ابن ابى حاتم ولم يذكره فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات . وعن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا البيت دعامة من دعائم الاسلام فمن حج البيت أو اعتمر فهو ضامن على الله فان مات ادخله الجنة وان رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عبدالله بن عبيد بن عمير وهو متروك . وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما راح مسلم في سبيل الله مجاهدا أو حاجا مهلا أو ملبيا إلا غربت الشمس بذنوبه وخرج منها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم اعرفه . وعن عبدالله بن جراد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حجوا فان الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يعلى بن الاشدق وهو كذاب . وتأتى احاديث كثيرة في فضل الحج بعد هذا ان شاء الله تعالى . (باب فيمن يحج ماشيا) عن ابن عباس انه قال يا بنى اخرجوا من مكة حاجين مشاة حتى ترجعوا إلى مكة مشاة فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الحاج الراكب له بكل خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة وإن الحاج الماشي له بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة من حسنات الحرم قيل يارسول الله وما حسنات الحرم قال الحسنة بمائة الف حسنة . رواه البزار والطبراني في الاوسط والكبير بنحوه وفيه قصة . وله عند البزار إسنادان أحدهما فيه كذاب والآخر فيه إسماعيل بن ابراهيم عن سعيد بن جبير ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى هريرة قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من مزينة وجماعة من هذيل وجماعة من جهينة فقالوا يارسول الله إنا خرجنا إلى مكة مشاة وقوم يخرجون ركبانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم للماشي أجر سبعين حجة وللراكب أجر ثلاثين حجة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك . (باب في الحج بالحرام) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم هذا البيت من الكسب
[ 210 ]
الحرام شخص في غير طاعة الله فإذا أهل ووضع رجله في الغرز أو الركاب وانبعثت به راحلته قال لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك كسبك حرام وزادك حرام وراحلتك حرام فارجع مازورا غير مأجور وأبشر بما يسؤك وإذا خرج الرجل حاجا بمال حلال ووضع رجله في الركاب وانبعثت به راحلته قال لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك قد أجبتك راحلتك حلال وثيابك حلال وزادك حلال فارجع مأجورا غير مأزور وابشر بما يسرك . رواه البزار وفيه سليمان بن داود اليمامي وهو ضعيف . (باب في السفر) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سافروا تصحوا وتسلموا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن هارون ابو علقمة الفروى وهو ضعيف . وقد تقدم حديث أبى هريرة في فضل الصوم . وعن سعيد بن أبي سعيد المقبرى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر قطعة من العذات لان الرجل يشتغل فيه عن صيامه وصلاته وعبادته فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل الرجوع إلى أهله قلت هكذا رواه مرسلا وفى الحيح معناه من حديث أبي هريرة وهو فرد من حديث ملك عن سمى عن أبى صالح عن أبي هريرة لا يصح إلا من طريقه رواه احمد . وعن عائشة وعن ابن هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر قطعة من العذاب يمنع احدكم نومه وطعامه وشرابه ولذته فإذا فرغ احدكم من حاجته فليتعجل إلى اهله قلت حديث ابى هريرة في الصحيح - رواه الطبراني في الاوسط وفيه رواد (1) بن الجراح وفيه كلام كثير وقد وثقه ابن حبان وقال يخظئ رواه الطبراني في الاوسط (2) . (باب ما يعفل إذا أراد السفر) عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أحدكم سفرا فليسلم على إخوانه فانهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن العلاء البجلى وهو ضعيف . (1) في الاصل " زواد " بالزاي المعجمة وهو خطأ . (2) كذا ، ولعل هذه مقحمة .
[ 211 ]
(باب ما يقال للحاج عند الوداع والرجوع) عن ابن عمر قال جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنى أريد هذه الناحية للحج قال فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إليه فقال يا غلام زودك الله التقوى ووجهك في الخير وكفاك الهم فلما رجع سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إليه فقال يا غلام قبل الله حجك وكفر ذنبك وأخلف نفقتك . رواه الطبراني في الاوسط وفى الصحيح طرف من أوله وفيه مسلمة بن سالم الجهنى ضعفه الدارقطني . (باب دعاء الحجاج والعمار) عن ابن عمر أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له فقال يا أخي اشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عاصم بن عبيد الله بن عاصم وفيه كلام كثير لغفلته وقد وثق . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج . رواه البزار والطبراني في الصغير وفيه شربك بن عبدالله النخعي وهو ثقة وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبى موسى ورفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحاج يشفع في أربعمائة أهل بيت أو قال من أهل بيته ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . رواه البزار وفيه من لم يسم ويأتي حديث بعد هذا في تلقي الحاج وطلب الدعاء منه ان شاء الله . (باب أي يوم يستحب السفر) عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا خرج يوم الخميس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن الحصين العقيلى وهو متروك . وعن كعب بن ملك قال ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى سفر أو يبعث بعثا إلا يوم الخميس قلت له حديث في الصحيح من غير خصر رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن ام سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب أن يسافر يوم الخميس . رواه الطبراني في الكبير وفيه خالد
[ 212 ]
ابن اياس وهو متروك . قلت وتأتى أحاديث كثيرة فيما يتعلق بالسفر في الخصب والجدب والمرافقة في الجهاد ان شاء الله . (باب أدب السفر) عن رايطة بنت كرامة المذحجي قالت كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقوم سفر لا يصحبنكم خلال من هذه النعم الضوال ولا يصحبن (1) أحد منكم ضالة ولا يردن سائلا ان كنتم تريدون الربح والسلامة ولا يصحبنكم من الناس ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ساحر ولا ساحرة ولا كاهن ولا كاهنة ولا منجم ولا منجمة ولا شاعر ولا شاعرة وإن كل عذاب يريد الله أن يعذب به أحدا من عباده فانما يبعث الله إلى السماء الدنيا فأنها كم عن معصية الله عشاء . رواه الطبراني في الكبير وفيه على بن أبى على اللهى وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا بعد المغرب ومعه أصحابه إذ مرت بهم رفقة يسيرون سائقهم يقرأ وقائدهم يحدو فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قام بهرول بغير زاد فقالوا يارسول الله نحن نكفيك فقال دعوني أبلغهم ما أوحى إلى في أمرهم فلحقهم فقال أين تريدون في هذه الساعة قالوا نريد اليمن قال فما يسيركم هذه الساعة فان لله في السماء سلطانا عظيما يوجهه إلى أهل الارض فلا يسيروا ولا خطوة إلا ما يجد الرجل في بطنه ومثانته من البول الذى لا نجد منه بدا ولا خطوة وأما أنت يا سائق القوم فعليك ببعض كلام العرب من رجزها وإذا كنت راكبا فاقرأ وعليك بالدلجة (2) فان لله عزوجل ملائكة موكلين يطوون الارض للمسافر كما تطوون القراطيس وبعد الصبح يحمد القوم السرى ولا يصحبنكم شاعر ولا كاهن ولا يصحبنكم ضالة ولا تردن سائلا إن أردتم الربح والسلامة وحسن الصحابة فعجب لى كيف أنام حين تنام العيون كلها فان الله عزوجل ينهاكم عن السير في هذه الساعة . رواه الطبراني في الاوسط وهو في النسخة كما ههنا ولكنها غير مقابلة ، وفيه سليم ابو سلمة صاحب الشعبي ومولاه وهو ضعيف ، وقال ابن عدى لم ارله (1) في الاصل " يضمن " . (2) أي السير في الليل .
[ 213 ]
حديثا منكرا وإنما عيب عليه الاسانيد لايتقنها . وعن انس قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا خصبت الارض فانزلوا عن ظهركم فاعطوه حقه من الكلا وإذا اجدبت الارض فانجوا عليها بنقبها وعليكم بالدلجة فان الارض تطوى بالليل . رواه أبو يعلى وفيه حميد بن الربيع وثقه احمد والدارقطني وضعفه جماعة ، ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا رويم المعولى وهو ثقة . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم في الخصب فامكنوا الركب أسسها ولا تعدوا المنازل وإذا كنتم في الجدب فاستحثوا وعليكم بالدلجة فان الارض تطوى بالليل وإذا تغولت الغيلان فنادوا بالاذان ولا تصلوا على جواد الطريق ولا تنزلوا عليها فانها مأوى الحيات والسباع ولا تقضوا عليها الحوائج فانها الملاعن . قلت رواه أبو داود وغيره بالختصار كثير ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وبقية هذه الاحاديث في الجهاد . وعن عبدالرحمن بن عائذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يحبهم الله رجل نزل بيتا خربا ورجل نزل على طريق السبل ورجل أرسل دابته ثم جعل يدعو الله أن يحبسها . رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبدالله السمين وثقه دحيم وضعفه احمد وغيره . وعن عبدالله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركبتم هذه البهائم العجم فإذا كانت سنة فانجوا وعليكم بالدلجة فانما يطويها الله . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن خالد بن معدان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله رفيق يحب الرفق وبرضاه ويعين عليه مالا يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فنزلوها منازلها فان أجدبت الارض فانجوا عليها فان الارض تطوى بالليل مالا تطوى بالنهار وإياكم والتعريس بالطريق فانه طريق الدواب ومأموي الحيات . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . (باب سفر النساء) عن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استسند إلى بيت فوعظ الناس وذكرهم وقال لا يصلى أحد بعد العصر حتى الليل ولابعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم مسيرة ثلاث ولا تتقدمن امرأة على عمتها ولا على خالتها قلت في الصحيح منه النهى عن الصلاة بعد الصبح رواه احمد ورجاله
[ 214 ]
ثقات . وعن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة فوق ثلاث إلا مع ذى محرم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط عن على بن يزيد الصدائى عن أبى هانئ عمر بن كثير وفيهما كلام وقد وثقا . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سفر المرأة مع عبدها ضيعة . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه بزيع بن عبدالرحمن ضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات . (باب الرفق بالنساء في السير) عن أم سليم أنها كانت مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق فقال النبي صلى الله عليه وسلم أي أنحبشة رويدك سوقك بالقوارير . رواه احمد والطبراني في الكبير ، ورجال أحمد رجال الصحيح . (باب لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج) عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الصحر قال فكان كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وقال اسحاق في حديثه قالتا والله لا تحركنا دابة بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه ثم ظهور الحصر . رواه أحمد وابو يعلى الا أنه قال فكن كلهن يحججن الا زينب وسودة ، والبزار وقال إنما هي هذه الحجة ثم ظهور الحصر . وفيه صالح مولى التوءمة ولكنه من رواية ابن أبى ذئب عنه وابن أبى ذئب سمع منه قبل اختلاطه وهو حديث صحيح . وعن أم سلمة قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بحنوه . ورجال أبى يعلى ثقات . وعن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حج بنسائه قال انما هي هذه ثم عليكم بظهور الحصر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عاصم بن عمر العمرى وثقه ابن حبان وقال يخطئ ، وضعفه الجمهور . (باب في المرأة الموسرة يمنعها زوجها السفر إلى الحج) عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة لها زوج ولها مال ولا يأذن لها
[ 215 ]
زوجها في الحج قال ليس لها أن تنطلق الا باذن زوجها . رواه الطبراني في الصغير والاوسط ورجاله ثقات . (باب المرافقة في السفر) عن أسلم قال خرجت في سفر فلما رجعت قال لى عمر من صحبت قلت صحبت رجلا من بكر بن وائل فقال عمر أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخوك البكري ولا تأمنه . رواه الطبراني في الاوسط من طريق زيد بن عبدالرحمن ابن زيد بن أسلم عن أبيه وكلاهما ضعيف . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم . رواه البزار وفيه عبدالرحمن بن أبى الزناد وهو ضعيف وقد وثق . (باب الدلالة في السفر) عن حسيل بن خارجة الاشجعى قال قدمت المدينة في حلب أبيعه فأتى بى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اجعل لك عشرين صاعا من تمر على أن تدل أصحابي على طريق خيبر ففعلت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وفتحها جئت فأعطاني العشرين ثم واسلمت . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لابليس مردة من الشياطين يقول لهم عليكم بالحاج والمجاهد فأضلوهم عن السبيل . رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع بن هرمز أبو هرمز وهو ضعيف . وعن أبي عمران قال سألت جندب بن عبدالله هل كنتم تسخرون العجم قال كنا نسخرهم من قرية إلى قرية يدلونا على الطريق ثم نخليهم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب المشى عن الرواحل) عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الفجر في السفر مشى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن على المروزى وفيه كلام وقد وثق .
[ 216 ]
(باب في التحميل) عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا حملتم فأخروا الحمل فان الرجل مونقة والسيد معلقة . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام . (باب في المواقيت) عن جابر وعن عبدالله بن عمرو قال وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل المدينة ذا الخليفة ولاهل الشام الجحفة ولاهل اليمن ولاهل تهامة يلملم ولاهل الطائف ولاهل نجد قرنا ولاهل العراق ذات عرق . رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وقد وثق . وعن عبدالله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لاهل نجد قرنا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبوب بن أبى تميمة لم يسمع من ابن الزبير . وعن أنس بن ملك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لاهل المدائن العقيق ولاهل البصرة ذات عرق ولاهل المدينة ذا الحليفة ولاهل الشام الجحفة . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو ظلال هلال بن يزيد وثقه ابن حبان وضعفه جمهور الائمة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الحارث بن عمرو قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات ووقت لاهل اليمن يلملم أن يهلوا منها . رواه الطبراني في الكبير في حديث طويل يأتي في خطب الحج ان شاء الله ، ورجاله ثقات . (باب الاحرام من الميقات) عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاتجاوز الموقت الا باحرام . رواه الطبراني في الكبير وفيه خصيف وفيه كلام وقد وثقه جماعة . (باب فيمن احرم قبل الميقات) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحرم من بيت المقدس دخل مغفورا له قلت هكذا وجدته في نسختين - رواه الطبراني في الاوسط وفيه غالب بن عبدالله العقبلى وهو متروك . وعن المحسن ان عمران بن حصين
[ 217 ]
أحرم من البصرة فلما قدم على عمر وكان قدم بلغه ذلك أغلظ له وقال يتحدث الناس أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحرم من مصر من المصار . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن الحسن لم يسمع من عمر . وعن الحسن بن الهادية قال لقيت بن عمر رحمه الله فقال لى ممن أنت قلت من أهل عمان قال من أهل عمان قلت نعم قال أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنى لاعلم أرضا يقال لها عمان ينضخ بناحيتها أو بجانبيها البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها . رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب الاغتسال للاحرام) عن ابن عمر قال من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يحرم . رواه البزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال عند إحرامه وعند دخول مكة ، ورجال البزار ثقات كلهم . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم غسل رأسه بخطمى وأشنان ودهنه بشئ من زيت غير كثير . رواه البزار والطبراني في الاوسط باختصار وإسناد البزار حسن . (باب حج الاقلف) عن أبي برزة قال سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل أقلف أيحج بيت الله قال لا نهانى الله عن ذلك حتى يختتن . رواه أبو يعلى وفيه منية بنت عبيد بن أبى برزة ولم يرو عنها غير أم الاسود . (باب الاشثراط في الحج) عن أم سلمة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب وهي شاكية فقال ألا تخرجين معنا في سفرنا هذا وهي تريد حجة الوداع قالت يارسول الله انى شاكية وأخاف أن تحبسني شكواى قال فأهلي بالحج وقولى اللهم محلى حيث حبستنى . رواه أحمد والطبراني في الكبير وقد صرح ابن اسحاق بالسماع ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن جابر ان النبي صلى الله
[ 218 ]
عليه وسلم قال لضباعة حجى واشترطي أن محلي حيث حبستنى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن حبان وقال يهم وفيه كلام . وعن ابن عمر قال أرادت ضباعة بنت الزبير الحج فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حجي وقولى محلى حيث حبستنى . رواه الطبراني في الكبير وفيه على بن عاصم وهو متكلم فيه لسوء حفظه وتماديه على الخطأ واحتقاره العلماء . (باب في أشهر الحج) عن أبي امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (الحج أشهر معلومات) قال شوال وذو القعدة وذو الحجة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه حصين بن مخارق قال الطبراني كوفى ثقة وضعفه الدارقطني ، وبقية رجاله موثقون . وعن ابن عباس في قول الله تعالى (الحج أشهر معلومات) قال شوال وذو القعدة وعشر من ذى الحجة لا يفرض الحج الا فيهن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المفضل بن صدقة وهو متروك . وعن ابن عباس قال من السنة أن لا يهل بالحج الا في أشهر الحج . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن ارطاة وفيه كلام وقد وثق . (باب الطيب عند الاحرام) عن عمر بن الخطاب أنه وجد ريح طيب بذى الحليفة فقال ممن هذه الريح فقال معاوية منى يا أمير المؤمنين فقال منك لعمري قال طيبتنى أم حبيبة وزعمت انها طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه قال اذهب فاقسم عليها لما غسلته فرجع إليها فغسلته . رواه أحمد والبزار وزاد بعد الامر بغسله فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحاج الشعث التفل (1) ، ورجال أحمد رجال الصحيح . الا أن سليمان بن يسار لم يسمع من عمر ، واسناد البزار متصل الا أن فيه ابراهيم ابن يزيد الخوزى وهو متروك . وعن ابن عباس قال تطيب قبل أن تحرم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتطيبى وأنت محرمة ولا تمسي الحناء فانه طيب . رواه الطبراني في (1) التفل : الذى ترك استعمال الطيب .
[ 219 ]
الكبير وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام . (باب ما يلبس المحرم) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا بأس أن يحرم الرجل في ثوب مصبوغ بزعفران قد غسل فليس له نفض ولا ردع . رواه أبو يعلى والبزار وفيه حسين بن عبدالله بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يجد إرازا وهو محرم فوجد سراويل فليلبسه ومن لم يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال سمعت عمر بن الخطاب صوت ابن المغترف أو الغرف الحادى في جوف الليل ونحن منطلقون إلى مكة فاوضع عمر راحلته حتى دخل مع فإذا هو مع عبدالرحمن بن عوف فلما طلع الفجر قال عمر هي الآن اسكت الآن قد طلع الفجر إذ كروا الله قال ثم أبصر على عبد الرحمن خفين قال وخفان قال قد لبستهما مع من هو خير منك أو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية قد لبستهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير شك . رواه احمد وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . (باب ما للنساء لبسه وما ليس لهن) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس على المرأة حرم إلا في وجهها . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أيوب بن محمد اليمامى وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين ولا البرقع فان أرادت ان تحرم وهى حائض فلتحرم ولتقف المواقف الا الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن صهبان وهو متروك . وعن ابن عباس قال كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يختضبن بالحناء وهن محرمات ويلبسن المعصفر وهو محرمات . رواه الطبراني في الكبير وفيه يعقوب بن عطاء وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن ابن عباس ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يطفن بالبيت وعليهن
[ 220 ]
ملاحف حمر وليست بالمشبعة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابو معشر وفيه كلام . وعن أسماء بنت أبى بكر أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يلبسن الدروع المعصفرات وهن محرمات . رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن أميمة بنت رفيقة ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يجعلن عصائب فيها الورس والزعفران فيعصبن بها أسافل شعور هن عن جباههن قبل ان يحرمن ثم يحرمن كذلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه حكيمة بن أميمة روى عنها ابن جريج ولم يتكلم فيها أحد واحتج بروايتها أبو داود ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن حقة بنت عمرو وكانت قد صلت إلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا أرادت ان تحرم وضعت عينيها في حجرها ولبست من ثيابها ما تشاء والمعصفر فتهل . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كنا نكون مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات فيمربنا الراكب فتسدل إحدانا الثوب على وجهها من فوق رأسها وربما قالت من فوق الخمار . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن أبى زياد وثقه ابن المبارك وغيره وضعفه جماعة . (باب التواضع في الحج) عن ابن عباس قال لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال يا أبا بكر أي واد هذا قال وادى عسفان قال لقد مربه هود وصالح علي بكرات حمر خطمها الليف أزرهم العباء وأزديتهم النمار (1) يحجون البيت العتيق . رواه احمد وفيه زمعة بن صالح وفيه كلام وقد وثق . وعن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا منهم نبى الله موسى حفاة عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه يزيد الرقاشى وفيه كلام . وعن أنس بن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة عليهم العباء يأمون بيت الله العتيق منهم موسى نبى الله صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن ميسرة وهو ضعيف . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حج موسى على تور أحمر (1) هي أثواب مخططة ، كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض .
[ 221 ]
عليه عباءة قطوانية (1) . رواه الطبراني وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنى أنظر إلى موسى بن عمران في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين . رواه أبو يعلى والطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه وعليه عباء تلن قطوانيتان وهو محرم على بعير من ابل شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عطاء ابن السائب وقد اختلط . وعن ابن عباس قال غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة من منى فلما انبعثت به راحلته وعليها قطيفة قد اشترت بأربعة دراهم قال اللهم اجعله حجا لارياء فيه ولا سمعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه احمد بن محمد بن القاسم ابن أبى بزة ولم أعرفه (2) . (باب الاهلال واللبية) عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أحرم في دبر الصلاة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيح البزار وقد حسن الترمذي حديثه . وعن عبدالله بن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم أهل حين انبعثب به راحلته . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن الحسن بن على قال كلا قد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهل حين استوت به راحلته وقد أهل وهو بالبيداء بالارض قبل أن تستوى به راحلته . رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف . وعن أبى داود المارى وكان أبو داود من أهل بدر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مسجد ذى الحليفة فصلى فيه أربع ركعات ثم أهل بالمسجد فسمعه الذين كانوا في المسجد فقالوا أهل من المسجد وأهل حين ركب راحلته فقال الذين عند المسجد أهل حين أستوت به راحلته ثم لما استوي على البيداء أهل فسمعه الذين كانوا على البيداء فقالوا أهل من البيداء وصدقوا كلهم . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسحاق بن سعيد بن (1) القطوانية : عباءة بيضاء قصيرة الخمل . (2) ابن أبى بزة المذكور هو القارى المشهور ضعفه جماعة ، وترجمته في الميزان كما في هامش الاصل .
[ 222 ]
جبير قال الذهبي مجهول ، وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عبدالله بن عروة قال سمعت عبدالله بن الزبير ونحن معه قد خرجنا نعتمر فلما انحدرنا من الاكمة في الوادي اغتسل ابن الزبير وصلى ركعتين واغتسلنا معه وصلينا ركعتين ثم أهل بالتلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . قال عبدالله بن عروة سمعت ابن الزبير يقول هذه والله تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم احرم في دبر الصلاء رواه الطبراني فيه الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن ابن عباس قال كانت تلبية موسى صلى الله عليه وسلم لبيك عبدك وابن عبديك ، وكانت تلبية عيسى صلى الله عليه وسلم لبيك عبدك وابن امتك وكانت تلبية النبي صلى الله عليه وسلم لبيك لا شريك لك . رواه البزار وفيه عطاء ابن السائب . وهو ثقة ولكنه اختلط ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الضحاك (1) بن مزاحم قال كان ابن عباس إذا لبى يقول لبيك لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، قال وقال ابن عباس انها تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عمرو ابن معدى قال لقد رأيتنا في الجاهلية ونحن إذا حججنا البيت نقول : هذى زبيد قد أتتك قسرا * * * تغدو بها مضمرات شزرا يقطعن خبتا (2) وجبالا وعرا * * * قدتر كوا الاصنام خلوا صفرا ونحن اليوم نقول كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . رواه البزار والطبراني في الصغير والكبير والاوسط إلا أنه قال لقد رأيتنا من قرن ونحن أذا حججنا قلنا : لبيك تعظيما إليك عذرا * * * هدى زبيد قد أتتك قسرا يقطعن خبتا وجبالا وعرا * * * قد خلفوا الا نداد خلوا صفرا ولقد رأيتنا وقوفا ببطن محسر نخاف أن تخطفنا الجن فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارتفعوا عن بطن عرنة فانهم اخوانكم إذا أسلموا وعلمنا التلبية فذكره ، وفيه شرقي بن قطامي وهو ضعيف . وقال البزار اسناده ليس بالثابت ، وزاد الطبراني (1) الضحاك لم يسمع من ابن عباس كما في هامش الاصل . (2) الخبت : المطمئن من الارض .
[ 223 ]
في الكبير وكنا نمنع الناس أن يقفوا في الجاهلية فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحول بينهم وبين عرنة فانما كان موقفهم ببطن محسر عشية عزفة فرقا أن تخطفهم الجن ، والباقى بنحوه . وعن أنس قال كان الناس بعد اسماعيل على الاسلام فكان الشيطان يحدث الناس بالشئ يريد أن يردهم عن الاسلام حتى أدخل عليهم في التلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الاشريك هو لك تملكه وما ملك قال فمازال حتى أخرجهم عن الاسلام إلى الشرك . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان يلبى أهل الشرك لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فانزل الله تعالى (هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم) (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف . وعن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبى لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . رواه أبو يعلى من رواية عبدالله بن نمير عن اسماعيل ولم ينسبه فان كان ابن أبى خالد فهو من رجال الصحيح وان كان اسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر فهو ضعيف وكلاهما روى عنه . وعن عبدالله بن أبى سلمة أن سعدا رحمه الله سمع رجلا يقول لبيك ذا المعارج فقال انه لذو المعارج ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لانقول ذلك . رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح الا أن عبدالله لم يسمع من سعد بن أبي وقاص والله أعلم . وعن أنس قال كانت تلبية النبي صلى الله عليه وسلم لبيك حجا حقا تعبدا ورقا . رواه البزار مرفوعا وموقوفا ولم يسم شيخه في المرفوع . وعن ابى الطفيل قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقته القصوى يهل والناس يقتل بعضهم بعضا يريدون أن ينظروا إليه . رواه البزار وفيه محمد بن مهزم ولم يجرحه أحد وقد ذكره ابن أبى حاتم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفات فلما قال لبيك اللهم لبيك قال انما الخير خير الآخرة . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن عامر بن ربيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أضحى مؤمن ملبيا حتى تغيب الشمس إلا غابت بذنوبه يعود كما ولدته (1) سقط من الاصل بعض الآية ، فاستكمله المقرئ الشيخ محمد عبدالمجيد
[ 224 ]
أمه . رواه الطبراني في الكبير وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن خزيمة بن ثابت قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من تلبيته سأل الله عزوجل مغفرته ورضوانه واستعتقه من النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن محمد بن زائدة وثقه أحمد وضعفه خلق . وعن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط الابشر قيل يارسول الله بالجنة قال نعم . رواه الطبراني في الاوسط باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل عليه السلام أتانى فأمرني أن أعلن بالتلبية . رواه أحمد وفيه جعفر بن عياش وهو من تابعي أهل المدينة روى عنه أبو حازم سلمة بن دينار ولم يجرحه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنى جبريل صلى الله عليه وسلم برفع الصوت في الاهلال فانه من شعار الحج . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أنس قال كنا يخرج حجاجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نبلغ من الغد الروحاء حتى تبح حلوقنا يعنى من رفع الصوت بالتلبية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن صهبان وهو ضعيف . وعن ابراهيم بن خلاد بن سويد الخزرجي أخى بنى الحارث بن الخزرج قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد كن عجاجا ثجاجا . رواه الطبراني في الكبير عن ابراهيم نفسه كما تراه وجعل له ترجمة ثم روى عنه عن أبيه خلاد كما سيأتي ولعله سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ومن أبيه ، وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن خلاد بن سويد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمال يا محمد كن عجاجا ثجاجا يعنى بالعج التلبية وبالثج الدماء . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن السائب بن خلاد أن جبريل صلى الله عليه وسلم قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كن عجاجا ثجاجا . والعج التلبية والثج نحر البدن قلت رواه أصحاب السنن أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم رواه أحمد وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الحج العج والثج فما العج فالتلبيه وأما الثج فنحر البدن . رواه أبو يعلى وفيه رجل ضعيف .
[ 225 ]
(باب متى يقطع الحاج التلبية) عن عكرمة قال أفضت مع الحسين بن على من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة فسألته فقال أفضت مع أبى عليه السلام من المزدلفة فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة القعبة فسألته فقال أفضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أزل أسمعه يلبي حتى رمى جمرة العقبة . رواه أحمد وأبو يعلى وزاد فرجعت إلى ابن عباس فأخبرته بقول حسين فقال صدق . والبزار ، وقد بين أبو يعلى سماع ابن اسحاق فقال عن ابن اسحاق قال حدثني أبا بن صالح ، فصح الحديث والحمد لله . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لى في العمرة حتى استلم الحج وفى الحج حتى رمى الجمرة قلت روى له أبو داود حديثا موقوفا رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس ، وله اسناد آخر وفيه عبدالله بن المؤمل وثقه ابن معين وابن سعد وابن حبان وقال يخطئ ، وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى وائل شقيق بن سلمة قال لبى عبدالله بن مسعود حتى رمى الجمرة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عامر ابن شقيق وثقه النسائي وابن حبان وضعفه ابن معين . وعن هلال بن يسار قال حججت مع أنس بن ملك فرأيته قطع التلبية حين رأى بيوت مكة . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . (باب في الهدي) عن جابر قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت غنما . رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى مائة بدنة مجللة . رواه البزار وفيه الحجاج بن ارطاة وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عباس قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته مائة بدنة نحر منها ثلاثا وثلاثين بدنة بيده ثم أمر عليا عليه السلام فنحر ما بقى منها وقال أقسم لحومها وجلودها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذلنا من كل بعير جذوة واحدة من لحم ثم اجعلها في قدر واحد حتى نأكل
[ 226 ]
من لحمها ويخسو من مرقها ففعل . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن ابن عمر قال كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والهدى فينا الابل والبقر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثقه الثوري وشعبة . (باب تفرقة الهدى) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم غنما يوم النحر في أصحابه وقال اذبحوا لعمرتكم فانها تجزئ عنكم فأصاب سعد بن أبى وقاص تيس رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (باب الاشتراك في الهدى) عن حذيفة قال شرك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته بين المسلمين في البقرة سبعة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أنس بن ملك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية شرك بين سبعة من أصحابه في البدنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف . (باب كم تجزئ البدنة والبقرة) عن الشعبي قال سألت ابن عمر قلت الجزور والبقرة تجزئ عن سبعة قال يا شعبى ولها سبعة أنفس قال قلت إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الجزور عن سبعة والبقرة عن سبعة قال فقال ابن عمر لرجل أكذاك يا فلان قال نعم قال ما شعرت بهذا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزور والبقرة عن سبعة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف . وعن أنس بن ملك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية شرك بين سبعة من أصحابه في البدنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه معاوية بن يحيى الصدفى وهو ضعيف . (باب فيما لا يجوز من البدن) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز من البدن العجفاء (1) والعوراء (1) أي المهزولة .
[ 227 ]
واياكم والمصطلمه (1) . رواه الطبراني في الكبير وفيه على بن عاصم وهو ضعيف . (باب اشعار البدن [ 2 ]) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مربذي الحليفة فأمر أن يشعر يعنى البدن . رواه البزار وشيخ البزار محمد بن إسحاق بن أبان لم أجد من ذكره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة أن النيي صلى الله عليه وسلم أشعر وقلد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف . (باب ركوب الهدى) عن على وسئل هل يركب الرجل هديه فقال لا بأس به قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بالرجال يمشون فيأمرهم هديه هدى النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتبعون شيئا أفضل من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وفيه محمد بن عبيدالله بن أبى رافع وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن أنس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسوق بدنة حافيا قال اركبها قال يارسول الله انها بدنة قال اركبها فركبها قلت هو في الصحيح خلا فوله حافيا رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو مع ضعفه يكتب حديثه (باب فيمن بعث هديا وهو مقيم) عن جابر بن عبدالله قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قميصه من جيبه حتى أخرجه من رجليه فنظر القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أمرت ببدنتى التى بعثت بها أن تقلد اليوم وتشعر على ما كذا وكذا فلبست قميصا ونسيت فلم أكن أخرج قميصي من رأسي وكان بعث ببدنة وأقام . رواه أحمد والبزار باختصار ورجال أحمد ثقات . وعن عطاء بن يسار عن نفر من بنى سلمة قالوا كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فشق ثوبه فقال اني واعدت هديا يشعر اليوم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (1) أي المقطوعة (2) أي شق أحد جنبي السنام حتى يسيل دمها لتعرف انها هدى .
[ 228 ]
(باب فيما يعطب من الهدي والاكل منه) عن عمرو بن خارجة الثمالى قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم معى هديا قال إذا عطب شئ منها فانحره ثم اضرب نعله في دمه ثم اضرب به صفحته ولا تأكله أنت ولا أهل رفقتك . رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وفيه ليث بن ابى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن قيس بن سعد وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم انه اراد ان يحج فرجل احد شقي رأسه فإذا هديه قد قلد فأهل وحل الشق الآخر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن الانصاري صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما بعثه قال رجعت فقلت يارسول الله ما تأمرني بما عطب منها قال انحرها ثم اصبغ نعلها في دمها ثم ضعها على صفحتها أو على جنبها ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك . رواه أحمد وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن سنان بن سلمة الهذلى عن أبيه وكان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث ببد نتين مع رجل قال ان عرض لهما فانحرهما واغمس النعل في دمائهما ثم اضرب به صفحتيهما حتى يعلم أنهما بدنتان قال صفحتي كل واحدة منهما ولا تأكل منهما أنت ولا أحد من أهل رفقتك ودعهما لمن بعدك . رواه احمد والطبراني في الكبير وفيه عبد الكريم بن أبى المخارق وهو ضعيف . وعن أبى قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يكون معه الهدى تطوعا فيعطب قبل أن يبلغ قال ينحرها ثم يلطخ نعلها بدمها ثم يضرب به جنبها فان أكل منها وجب عليه قضاؤها . رواه الطبراني في الاوسط مرفوعا وموقوفا باختصار عن المرفوع وفى اسناد الجميع محمد بن أبى ليلى وهو سئ الحفظ . وعن علقمة أن عبدالله بن مسعود بعث معه بهدى فقال كل انت وأصحابك ثلثا وتصدق بثلث وابعث إلى أخى عتبة بثلث قلت لسفيان تطوع قال نعم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدم حديث ابن عباس في الا كل من الهدى في الباب الاول من الهدى . (باب فيما يقتله المحرم) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم ويقتلن
[ 229 ]
في الحرم الفأرة والعقرب والحية والكلب العقور والغراب . رواه احمد وابو يعلى وجعل بدل الحية الحدأة ، والبزار والطبراني في الكبير والاوسط ببعضه ، وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابى رافع قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته إذ ضرب شيئا في صلاته فإذا هي عقرب ضربها فقتلها وأمر بقتل العقرب والحية والفأرة والحدأة للمحرم . رواه البزار وفيه يوسف بن نافع ذكره ابن أبى حاتم ولم يوثقه وذكره ابن حبان في الثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا الوزغ (1) ولو في جوف الكعبة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن قيس المكى وهو ضعيف . (باب في لحم الصيد للمحرم) عن عبدالله بن الحارث بن نوفل قال كان أبى الحارث على أمر من أمر مكة فقال عبدالله فاستقبلت عثمان بالنزل بقديد فاصطلد أهل الماء حجلا فطبخناه بماء وملح فجعلناه عراقا للثريد فقدمناه إلى عثمان وأصحابه فامسكوا فقال عثمان صيد لم نصطده ولم نؤمر بصيده اصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس فقال عمر من يقول هذا قالوا على فبعث إلى على فجاءه قال عبدالله بن الحارث فكأني أنظر إلى على حين جاء وهو يجب الخيط عن كفيه فقال له عثمان لم نصطده ولم نأمر بصيده اصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس قال فغضب على وقال أنشد الله رجلا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى بقائمة حمار وحش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا قوم حرم فاطعموه أهل الحل قال فشهد اثنا عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال علي أنشد الله رجلا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى ببيض نعام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا قوم حرم فاطعموه أهل الحل قال فشهد دونهم في العدة من الاثنى عشر قال فثنى عثمان وركه عن الطعام فدخل وأكل ذلك الطعام أهل الماء قلت روى أبو داود منه قصة قائمة الحمار من غير ذكر عدة من شهد رواه احمد وابو يعلى بنحوه والبزار وفيه على ابن زيد وفيه كلام كثير وقد وثق . وفى رواية أتى بخمس بيضات نعام ، وفى رواية عنده أيضا أن عثمان بن عفان نزل قديدا فأتى بالحجل في الجفان شائلة بأرجلها (1) هو سام أبرص .
[ 230 ]
فأرسل إلى علي وهو يصفن بعيرا له فجاء والخيط من يديه فأمسك علي فأمسك الناس فقال من ههنا من أشجع هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه أعرابي ببيضات نعام وبتمير (1) وحش فقال أطعمهن أهلك فانا حرم قالوا بلى فتورك عثمان على سريره ونزل وقال خبثت علينا . رواه احمد وفيه على بن زيد وفيه كلام وقد وثق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت أهدي للنبى صلى الله عليه وسلم وشيقة ظبى وهو محرم فردها . رواه احمد وابو يعلى وزاد قال سفيان الوشيقة لحم يطبخ ثم بيبس ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن البراء ابن عازب ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل مر الظهران فأهدى له عضو صيد فرده على الرسول وقال اقرأ عليه السلام وقل له لولا أنا حرم ما رددناه عليك . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف . (باب جواز أكل اللحم للمحرم إذا لميصده أو يصد له) عن عمير بن سلمة الضمرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالعرج فإذا هو بحمار عقير فلم يلبث أن جاء رجل من بهز فقال يارسول الله هذا رميتي فشأنكم بها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمه بين الرفاق ثم سار حتى أتى عقبة الاثاية فإذا هو بظبى فيه سهم وهو حاقف (2) في ظل صخرة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه فقال قف ههنا حتى يمر الرفاق لا يرميه أحد بشئ . قلت ذكر الامام احمد لعمير ترجمة وذكر هذا الحديث من حديثه نفسه فلذلك ذكرته ، وقد رواه النسائي عن عمير عن رجل من بهز ، ورجال احمد رجال الصحيح . وعن ابى سعيد الخدرى قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابا قتادة الانصاري على الصدقة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه محرمين حتى نزلوا عسفان فاذاهم بحمار وحش وجاء أبو قتادة وهو حل ونكسوا رؤوسهم كراهية ان يبدوا ابصارهم فيعلم فرآه أبو قتادة فركب فرسه وأخذ الرمح فسقط منه الرمح فقال ناولونيه فقالوا نحن مانعينك عليه فحمل عليه فعقره فجعلوا يشوون منه ثم قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اظهرنا وكان تقدمهم (1) أي قديد وحش (2) أي نائم قد انحنى في نومه .
[ 231 ]
فلحقوه فسألوه فلم يربه بأسا قال فاحسبه قال هل معكم منه شئ شك عبيدالله . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن على بن ابى طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم رخص في لحم الصيد للمحرم . رواه البزار وفيه عبد الكريم بن ابى المخارق وهو ضعيف . وعن ابى موسى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحم الصيد لكم حلال ما لم تصيدوه أو يصد لكم وانتم حرم . رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف ابن خالد السمتى وهو ضعيف . (باب جزاء الصيد) عن مصعب المكى قال ادركت انس بن مالك وزيد بن ارقم والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يحدثون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امر الله شجرة ليلة الغار فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر العنكبوت فنسجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار فأقبل فتيان قريش من كل بطن بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر أربعين ذراعا فعجل بعضهم ينظر في الغار فرأى حمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا مالك قال رأيت حمامتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فعرف أن الله قد درأ عنه بهما فدعا لهن وسمت عليهن وفرض جزاءهن وأقرن في الحرم . رواه الطبراني في الكبير ومصعب المكى والذى روى عنه وهو عوين ابن عمرو القيسي لم أجد من ترجمهما ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب قال فلا أراه إلا قد رفعه حكم في الضبع يصيبه المحرم بشاة وفى الارنب عناق وفى اليربوع جفرة (1) وفيه الظبى كبش . رواه أبو يعلى وفيه الاجلح الكندى وفيه كلام وقد وثق . وعن قبيصة بن جابر قال كنت محرما فرأيت ظبيا فرميته فأصبت خششاءه يعنى أصل قرنه فركب ردعه (2) فوقع في نفسي من ذلك شئ فأتيت عمر بن الخطاب أسأله (1) العناق : الانثى من أولاد المعز ما لم يتم لها سنة ، والجفرة التي بلغت أربعة أشهر . (2) الردع . العنق ، أي سقط على رأسه فاندقت عنقه ، وقيل ركب ردعه أي خر صريعا لوجهه فكلما هم بالنهوض ركب مقاديمه ، وقال الزمخشري : الردع ههنا اسم للدم على سبيل التشبيه بالزعفران ، ومعنى ركوبه دمه أنه جرح فسال دمه فسقط فوقه مشحطا فيه ، ومن جعل الردع العنق فالتقدير ركب ذات ردعه أي عنقه فحذف المضاف أو سمى العنق ردعا على سبيل الاتساع .
[ 232 ]
فوجدت إلى جنبه رجلا أبيض رقيق الوجه فإذا هو عبدالرحمن ابن عوف فقال ترى شاة تكفيه قال نعم فأمرني أن أذبح شاة فلما قمنا من عنده قال صاحب لى إن أمير المؤمنين لم يحسن يفتيك حتى سأل الرجل فسمع عمر بعض كلام فعلاه بالدرة ضربا ثم أقبل على ليضربني فقلت يا أمير المؤمنين لم أقل شيئا انما هو قاله فتركني وقال ان أردت أن تقتل الحرام وتتعدى الفتيا ثم قال ان في الانسان عشرة أخلاق تسعة حسنة وواحد سئ يفسدها ذلك السئ ثم قال اياك وعشرة الشباب . وفي رواية فاجتنح إلى رجل والله لكان وجهه قلت . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب في المحرم يحتجم ويستاك) عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم . رواه البزار واسناده حسن . وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من وجع كان به وتسوك وهو محرم قلت له حديث في الصحيح في الحجامة للمحرم رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب في المحرم يربط الهميان (1) ويدخل البستان ويشم الريحان) عن ابن عباس أنه كان لا يرى بالهميان للمحرم بأسا . روى ذلك ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن خالد السمتى وهو ضعيف . وعن عثمان بن عفان في المحرم يدخل البستان ويشم الريحان . رواه الطبراني في الصغير وفيه الوليد بن الزنتان ولم أجد من ذكره ، وذكر ابن حبان في الثقات أبا الوليد بن الزنتبان وهو في طبقته والظاهر أنه هو والله أعلم وبقية رجاله ثقات . (باب التظليل على المحرم) عن أبى أمامة الباهلى عن من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم راح إلى منى يوم التروية وإلى جانبه بلال بيده عود عليه ثوب يظل به رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه احمد هكذا ، وقال الطبراني في الكبير عن ابي امامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم راح من مكة إلى منى يوم التروية تقدم موكبه (1) الهميان : السراويل والتكة ووعاء للدراهم .
[ 233 ]
وألى جانبه بلال معه ثوب معصوب على عود يستره من الشمس . وفى الاسنادين جميعا على بن يزيد وفيه كلام وقد وثق . (باب فسخ الحج إلى العمرة) عن كريب مولى ابن عباس أنه قال يا أبا عباس أرأيت قولك ما حج رجل لم يسق الهدى معه ثم طاف بالبيت الا حل بعمرة وما طاف بها حاج قط ساق معه الهدى إلا اجتمعت له حجة وعمرة والناس لا يقولون هذا قال ويحك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومن معه من أصحابه لا يذكرون إلا الحج فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه الهدي أن يطوف بالبيت ويخل بعمرة فجعل الرجل منهم يقول يارسول الله إنما هو الحج فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس بالحج ولكنها عمرة قلت هو في الصحيح بالختصار رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن عمر أنه قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ملبين قال عفان مهلين بالحج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء أن يجعلها عمرة الا من كان معه الهدي قالوا يارسول الله أيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا قال نعم وسطعت المجامر وقدم على من اليمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أهللت قال أهللت بما اهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال روح فان لك معنا هديا ، قال حميد فحذثت به طاووسا فقال هكذا فعل القوم قلت هو في الصحيح بالختصار رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن البرار قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما أن قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم عمرة قال ناس يارسول الله أحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة قال انظروا ما امركم به فافعلوا قال فردوا عليه القول فغضب ثم النطلق حتى دخل على عائشة غضبان قال فعرفت الغضب في وجهه قالت من أغضبك أغضبه قال مالي لا أغضب وأنا آمر بالامر لايتبع . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن معقل بن يسار قال حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدنا عائشة تنزع ثيابها فقال لها مالك قالت أنبئت أنك قد أحللت وأحللت أهلك قال أحل من ليس معه هدى وأما نحن فلم نحل ان معنا بدمنا حتى نبلغ عرفات . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيدالله ابن أبى حميد وهو متروك . وعن سهل بن حنيف قال خرجنا مع رسول الله
[ 234 ]
صلى الله عليه وسلم حجاجا فأهللنا بالحج فلما قدمنا مكة فأمرنا أن جعلها عمرة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عروة بن الزبير أنه أتى بن عباس فقال يا ابن عباس ظالما أضللت الناس قال وماذاك يا عرية قال الرجل يخرج محرما بحج أو عمرة فإذا طاف زعمت أنه قد حل فقد كان أبو بكر وعمر ينهيان عن ذلك فقال أهما ويحك آثر عندك أم ما في كتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وفى أمته فقال عروة هما كانا أعلم بكتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم منى ومنك قال ابن أبى مليكة فخصمه عروة . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن وعن عبدالله بن هلال المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لاحد بعدنا أن يحرم بالحج ثم يفسخ حجه بعمرة . رواه الطبراني في الكبير والبزار إلا أنه قال عبدالله بن عبدالمزنى ، وفيه كثير بن عبدالله المزني وهو متروك . (باب إدخال العمرة على الحج) عن طارق بن شهاب قال أرادت امرأة منا أن تحج فأرادت أن تضم مع حجتها عمرة فسألت عبدالله فقال ما أجد هذه إلا أشهر الحج قال الله عزوجل (الحج أشهر معلومات) . رواه الطبراني في الكبير هكذا وجدته في النسخة التى كتبت أنا منها ، ورجاله رجال الصحيح . (باب لا صرورة [ 1 ]) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صرورة في الاسلام . ورجاله ثقات . وعن القاسم قال قال عبدالله بن مسعود لا يقولن أحدكم إني صرورة فان المسلم ليس بصرورة ولا يقولن أحدكم إنى حاج انما الحاج المحرم ولكن ليقل انى أريد مكة . رواه الطبراني في الكبير والقاسم لم يدرك ابن مسعود . (باب فيمن حلق رأسه لعلة) عن كعب بن عجرة أنه أصابه داء في رأسه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم بماذا انسك فأمره ان يهدى هديا يقلدها ثم يسوتها حتى يوقفها بعرفة مع الناس ثم (1) الصرورة : الذى لم يحج قط وأصله من الصر : الحبس والمنع ، وقيل أراد من قتل في الحرم قتل ولا يقبل منه أن يقول انى صرورة ما حججت ولا عرفت حرمة الحرم ، كان الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدثا فلجأ إلى الكعبة بلم يهج فكان إذا لقيه ولى الدم في الحرم قيل له هو صرورة فلا تهجة .
[ 235 ]
يدفع بها مع الناس . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . وعن كعب بن عجرة قال آذانى هوام رأسي فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فأنزل الله جل ذكره (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل عندك فرق تقسمه بين ستة مساكين ، والفرق ثلاثة آصع أو نسك شاة أو صوم ثلاثة أيام فقلت يارسول الله خرلى قال أطعم ستة مساكين قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبيدالله العرزمي وهو متروك . (باب في القران وغيره وحجة النبي صلى الله عليه وسلم) عن الهرماس قال كنت ردف أبى فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على بعير وهو يقول لبيك بحجة وعمرة معا . رواه عبدالله في زياداته والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . وعن أنس بن ملك قال خرجنا نصرخ بالحج صراخا فلما قدمنا مكة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلها عمرة وقال لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لجعلتها عمرة ولكن سقت الهدى وقرنت الحج والعمرة قلت هو في الصحيح خلا قوله وقرنت الحج والعمرة رواه احمد وابو يعلى والطبراني في الاوسط وفيه ابو أسماء الصيقل ولم أجد من روى عنه غير أني اسحاق . وعن سراقة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة قال وقرن رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه احمد وفى داود بن يزيد الاودى وهو ضعيف . وعن أبي عمر أن اسلم قال حججت مع موالى فدخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قلت أعتمر قبل ان أحج قالت ان شئت فاعتمر قبل ان تحج وان شئت فبعد أن تحج قال فقلت إنهم يقولون من كان صرورة فلا يصلح ان يعتمر قبل أن يحج قال فسألت أمهات المؤمنين فقلن مثل ما قالت فأخبرتها بقولهن قال فقالت نعم وأشفيك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهلوا يا آل محمد بعمرة في الحج . رواه أحمد وابو يعلى بنحوه وقال فسألت صفية أم المؤمنين ، والطبراني في الكبير باختصار إلا أنه قال أهلوا يا أمة محمد بحج وعمرة ، ورجال أحمد ثقات . وعن عمرو ابن شعيب عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قرن خشية أن يصدعن البيت وقال إن لم يكن حجة فعمرة . رواه احمد وهو مرسل وفيه يونس بن الحارث وثقه ابن
[ 236 ]
حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره ولا أدرى ما معنى قوله خشية أن يصد عن البيت ، وهو في حجة الوداع والله أعلم . وعن ابن أبى أو في قال انما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحج والعمرة لانه علم أنه لا يحج بعد ذلك . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه يزيد بن عطاء وثقه أحمد وغيره وفيه كلام . وعن زيد ابن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج بعد ما هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها حجة الوداع . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن الحسن ان عمر بن الخطاب أراد أن ينهى عن متعة الحج فقال له أبى ليس ذلك لك قد تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضرب عمر . رواه احمد والحسن لم يسمع من أبى ولا من عمر ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى شيخ الهنائى أن معاوية قال لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة يعني متعة الحج قالوا لا قلت روى له أبو داود النهى عن القران رواه احمد ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن شريك العامري قال سمعت عبدالله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير سئلوا عن العمرة قبل الحج في المتعة فقالوا نعم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم فتطوف بالبيت وبين الصفا والمروة ثم تحل وإن ذلك قبل يوم عرفة بيوم ثم تحل بالحج فتكون قد جمعت عمرة وحجة أو جمع الله لك عمرة وحجة قلت لابن عباس وابن عمر في الصحيح حديث في المتعة غير هذا رواه احمد والطبراني في الكبير وعبد الله بن شريك وثقه أبو زرعة وابن حبان وضعفه أحمد وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عامر ابن ربيعة ان النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج . رواه البزار وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم فقرن بين الحج والعمرة وساق الهدى وقال من لم يقلد الهدى فليجعلها عمرة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فتمتعن وأمر لهن بالبقر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه حطان بن القاسم ولم أجد من ترجمه . وعن أبى داود قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما جئنا ذا الحليفة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فصلى ركعتين ثم أحرم في دبر الصلاة بحجة وعمرة معا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابو غزية محمد بن موسى الانصاري ضعفه
[ 237 ]
البخاري وغيره ووثقه الحاكم وفيه أيضا جماعة لم أعرفهم ولم يسموا . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لولا أهديت لحللت وكان أهل بعمرة وحج قلت هو في الصحيح خلا قولها وكان أهل بعمرة وحج رواه الطبراني في الاوسط ورجاله الصحيح . وعن البراء بن عازب قال كنت مع على حين أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمن فأصبت معه أواق فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة قد نضحت البيوت بنضوح (1) فقالت ما لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه فأحلوا قال قلت لها إني أهللت باهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال فانى سقت الهدى وقرنت وقال لاصحابه لو أنى استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت كما فعلتم ولكني قد سقت الهدى وقرنت فقالت انحر من البدن سبعا وستين أو ستا وستين وامسك لنفسك ثلاثا وثلاثين أو أربعا وثلاثين وامسك من كل بدنة بضعة قلت للبراء حديث في الصحيح بغير هذا السياق وليس فيه ذكر القران والله أعلم رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن على يعنى ابن ابى طالب قال لا أعلمنا الا خرجنا حجاجا مهلين بالحج فلم يحل (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عمر أحتى طافوا بالبيت وبالصفا والمروة قلت هكذا وجدته ولا أدرى ما معناه رواه الطبراني في الكبير وفيه عون بن محمد بن الحنفية ولم أجد من ترجمه . (باب صيام من لم يجد الهدي) عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الايام في الحج ولم يجد هديا إذا استمتع فهو ما بين احرام أحدكم إلى يوم عرفة فهو آخرهن . رواه الطبراني في الكبير وفيه حمزة بن واقد ولم أجد من ترجمه . (باب في حجة الوداع) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي حجة الوداع حجة الاسلام . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط فيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . (1) أي طيبته بطيب (2) في الاصل " نجد " وفي الهامش تصحيحها .
[ 238 ]
(باب اللبس لدخول مكة) عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم غير ثوبي الاحرام عند التنعيم حين دخل مكة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه كلام . (باب رفع اليدين عند رؤية البيت وغير ذلك) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاترفع الايدى إلا في سبع مواطن حين يفتتح الصلاة وحين يدخل المسجد الحرام فينظر إلى البيت وحين يقوم على الصفا وحين يقوم على المروة وحين يقف مع الناس عشية عرفة ويجمع والمقامين حين يرمي الجمرة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط إلا انه قال رفع الا يدي إذا رأيت البيت وفيه وعند رمى الحمار وإذا اقيمت الصلاة . وفى الاسناد الاول محمد بن ابى ليلى وهو سئ الحفظ وحديثه حسن ان شاء الله ، وفى الثاني عطاء بن السائب وقد اختلط . (باب ما يقول إذا نظر إلى البيت) عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر إلى البيت قال اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا ومهابة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عاصم بن سليمان الكوزى وهو متروك . (باب الدخول إلى المسجد الحرام من باب بنى شيبة والخروج من غيره) عن ابن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلنا معه من دار بنى عبد مناف وهو الذى تسميه الناس باب بنى شيبة وخرجنا معه إلى المدينة من باب الحروة وهو باب الخياطين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مراوان بن أبي مروان قال السليمانى فيه نظر ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب لا يطوف بالبيت عريان) عن أبى بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله مدته والله برئ من
[ 239 ]
المشركين ورسوله قال فسار بها ثلاثا ثم قال لعلى عليه السلام الحقه فرد على أبا بكر وبلغها قال ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بكى قال يارسول الله حدث في شئ قال ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت الا يبلغه إلا أنا أو رجل منى قلت في الصحيح بعضه رواه أحمد ورجاله ثقات (1) . (باب في الطواف والرمل والاستلام) عن نافع قال كان ابن عمر إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية فإذا انتهى إلى ذى طوى بات بها حتى يصبح ثم يصلى الغداة ويغتسل ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله ثم يدخل مكة ضحى فيأتى البيت فيستلم الحجر ويقول باسم الله والله أكبر ثم يرمل ثلاثة أطواف يمشى ما بين الركنين فإذا أتى على الحجر استلمه وكبر أربعة أطواف مشيا ثم يأتي المقام فيصلى ركعتين ثم يرجع إلى الحجر فيستلمه ثم يخرج إلى الصفا من الباب الاعظم فيقوم عليه فيكبر سبع مرات ثلاثا يكبر ثم يقول لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير قلت هو في الصحيح باختصار عن هذا رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر إلى الحجر . رواه أحمد وابو يعلى وفيه عبيدالله بن أبى زياد القداح وثقه أحمد والنسائي وضعفه ابن معين وغيره . وعن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج عن الرمل فقال ان الله كتب عليكم السعي فاسعوا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المفضل بن صدقة وهو ضعيف . وعن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اعتمر وكان في الطريق قالوا لو أنا نظرنا إلى بعير سمين فنحرناه فأكلناه حتى يروا قوتنا فقال عمر بن الخطاب يارسول الله ادع بازواد القوم ثم ادع فيها فان الله سيبارك فيها ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمتم فارملوا الثلاثة الاشواط حتى تروا قوتكم ويومئذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بشروا الناس أنه من قال لا إله إلا الله وجبت له الجنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام وقد وثق . وعن (1) بلغ مقابلة بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الاصل التى بخط المؤلف رحمه الله وعفا عنه في الثاني والثلاثين . اه‍ . هامش الاصل .
[ 240 ]
هلال بن يزيد قال رأيت أنس بن مالك في السعي حول البيت في الطواف الثلاثة يمشى ما بين الركن اليماني إلى الركن الاسود في الحج والعمرة ثم سمعت أنس ابن ملك هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع . رواه الطبراني في الكبير وفيه هلال ابن زيد (1) بن بولا وهو ضعيف . وعن على أن كان إذا استلم الحجر قال اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحارث وهو ضعيف وقد وثق . وعن نافع قال كان ابن عمر إذا استلم الحجر قال اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك وسنة نبيك ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن يعلى بن أمية قال طفت مع عمر بن الخطاب فلما كنت عند الركن الذى يلى الباب مما يلى الحجر أخذت بيده ليستلم فقال أما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال فهل رأيته يستلمه قلت لاقال فابعد عنه (2) فان لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . ورواه من طريق آخر وفيه رجل لم يسم ، ورواه الطبراني في الاوسط . وعن يعلى قال طفت مع عثمان فاستلمنا الركن قال يعلى فكنت مما بلى البيت فلما بلغنا الركن الغربي الذى يلى الاسود جررت بيده ليستلم قال ما شأنك فقلت ألا تستلم قال فقال ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال ورأيته يستلم هذين الركنين الغربيين قلت لاقال أفليس لك فيه أسوة حسنة قلت بلى قال فابعد عنه . رواه أحمد وأبو يعلى وله عند أبى يعلى إسنادان رجال أحدهما رجال الصحيح وفى اسناد أحمد راو لم يسم . وعن أبى الطفيل قال قدم معاوية وابن عباس فاستلم ابن عباس الاركان كلها فقال له معاوية انما استلم روسل الله صلى الله عليه وسلم الركنين اليمانيين قال ابن عباس ليس من أركانه شئ مهجور . قال شعبة الناس يختلفون في هذا الحديث يقولون معاوية هو الذى قال ليس شئ من البيت مهجور ولكنه حفظه من قتادة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عبيد ابن عمير انه سمع أباه يقول لابن عمر مالى لا أراك تستلم إلا هذين الركنين الحجر الاسود والركن اليماني فقال ابن عمران افعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (1) في الاصل " يزيد " والتصحيح من الخلاصة (2) في الاصل " عنك " .
[ 241 ]
ان استلامهما يحط الخطايا قال وسمعته يقول من طاف اسبوعا يحصيه وصلى ركعتين كان له كعدل رقبة قال وسمعته يقول ما رفع رجل قدما ولاوضعها الا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات قلت روى ابن ماجه بعضه رواه احمد وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط . وعن عمر بن الخطاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا عمر انك رجل قوى لا تزاحم على الحجر فتؤذى الضعيف ان وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكبر . رواه احمد وفيه راو لم يسم . وعن أبى يعفور العبدى قال سمعت رجلا منصرف الحجاج عن مكة يقول ان عمر كان يزاحم على الركن فذكر نحوه مرسلا فان هذا أبا يعفور الصغير ولم يدرك الصحابة والله أعلم . وعن عامر بن ربيعه قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلم من الاركان الا الركن اليماني والاسود . رواه البزار وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف فعلت في استلام الركنين قلت كل ذلك قد فعلت استلمت وتركت فقال أصبت . رواه البزار والطبراني في الصغير متصلا . ورواه البزار أيضا والطبراني في الكبير مرسلا ورجال المرسل رجال الصحيح وشيخ البزار في المرفوع احمد بن محمد بن سعيد الانماطى ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات وعن ابن عمر قال رأيت عمر بن الخطاب قبل الحجر وسجد عليه ثم عاد فقبله وسجد عليه ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلى باسنادين وفي أحدهما جعفر بن أحمد المخزومى وهو ثقة وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار من الطريق الجيد . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الركن ويضع خده عليه . رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف . وعن سعد بن طارق عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت فإذا ازدحم الناس على الحجر استلمه بمحجن بيده . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبدالرحمن بن قدامة قال البخاري فيه نظر ، وبقية رجاله ثقات . وعن زيد بن جبير ان رجلا ذكر لابن عمر الحجر ومسحه يحال بينى وبينه فلا نستطيع ان تمسحه فقال عبدالله كنا نقرعه بالعصى
[ 242 ]
إذا لم نستطع مسحه . رواه الطبراني في الكبير بأسانيد وبعضها رجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمر وقال طوفوا بهذا البيت واستلموا هذا الحجر فانهما كانا حجرين أهبطا من الجنة فرفع احدهما وسيرفع الآخر فان لم يكن كما قلت فمن مر بقبري فليقل هذا قبر عبدالله بن عمرو الكذاب . وفى رواية عن عبدالله بن عمر وأيضا قال نزل جبريل عليه السلام بهذا الحجر من الجنة فتمتعوا به فانكم لا تزالون بخير مادام بين أظهركم فانه يوشك ان يأتي فيرجع به من حيث جاء به . رواه كله الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب فضل الحجر الاسود) عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الركن يوم القيامة اعظم من أبى قبيس له لسان وشفتان . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وزاد يشهد لم استلمه بالحق وهو يمين الله عزوجل يصافح بها خلقه . وفيه عبد الله بن امؤمل وثقه ابن حبان وقل يخطئ وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا هذا الحجر خيرا فانه يوم القيامة شافع مشفع له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الوليد بن عباد وهو مجهول ، وبقية رجاله ثقات . وعن انس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحجر الاسود من حجارة الجنة . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه عمر بن ابراهيم العبدى وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله الحجر الاسود والركن اليماني يوم القيامة ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء . رواه الطبراني في الكبير من طريق بكر بن محمد القرشى عن الحارث بن غسان وكلاهما لم أعرفه . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحجر الاسود من حجارة الجنة وما في الارض من الجنة غيره وكان أبيض كالها ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برأ . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه محمد بن أبى ليلى وفيه كلام . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما طبع الركن من
[ 243 ]
انجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والاثمة لاستشفى (1) به من كان به داء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والاثمة لاستشفى به من كان به عاهة ولالفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله وإنما غيره بالسواد لان لا ينظر أهل النار إلى زينة الجنة وليصبرن إليها وإنها لياقوتة من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم في موضع الكعبة والارض يومئذ طاهرة ولم يعمل فيها شئ من المعاصي وليس لها أهل ينجسونها فوضع له صف من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الارض وسكانها يومئذ الجن لا ينبغى لهم إن ينظروا إليه لانه شئ من الجنة ومن نظر إلى شئ من الجنة دخلها فليس ينبغى أن ينظر إليها ألا من وجبت له الجنة والملائكة يذودونهم عنه وهم وقوف على أطراف الحرم يقذفون به من كل جانب ولذلك سمي الحرم لانهم يحلون فيها بينهم وبينه . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه ولاله ذكر . وعن عبدالله بن عمرو قال نزل الركن الاسود من السماء فوضع على أبى قبيس كأنه مهاة بيضاء فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد ابراهيم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب الطواف راكبا) عن قدامة بن عبدالله قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة يستلم الركن بمحجنه (2) رواه أحمد في زياداته وابو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف البيت على ناقة يستلم الركن بمحجنه . ورجاله موثقون وفى بعضهم كلام لا يضر . وعن ابن عمر قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم فتح مكة يستلم الاركان بمحجن كان معه . رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف وقد وثق فيها رواه عن غير عبدالله بن دينار وهذا منها . وعن أبى رافع قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه . رواه (1) في الاصل " لا ستسقى " بالسين المهملة والقاف (2) المحجن : عصامحنبة الرأس .
[ 244 ]
البزار وفيه إسحاق بن ابراهيم الحنينى وثقه ابن حبان وقال يخطئ وضعفه الناس . وعن عبدالله بن حنظلة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف البيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه . رواه البزار وفيه اثنان لم أجد من ترجمهما . وعن أبى ملك الاشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف البيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه . رواه البزار وفيه محمد بن عبدالرحمن عن أبى ملك الاشجعي ولم أعرف محمد بن عبدالرحمن . وعن عائشة قالت طاف النبي صلى الله عليه وسلم على بعير يوم الفتح معه المحجن يستلم الركن به كراهة أن يضرب الناس عنه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . (باب الطواف في النعل) عن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت فانقطع شسع نعله فأخرج رجل شسعا من نعله فذهب يشده في نعل النبي صلى الله عليه وسلم فانتزعها وقال هذه أثرة ولا أحب الاثرة . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . (باب الرجز في الطواف) عن جابر بن عبدالله قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجته بالبيت على ناقته الجدعاء وعبد الله بن أم مكتوم آخذ بخطامها يرتجز قلت هو في الصحيح خلا ذكر ابن أم مكتوم ورجزه رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله ابن عامر بن ربيعة قال رأيت عبدالرحمن بن عوف يطوف بابيت وهو يحدو عليه خفان فقال له عمر ما أدرى أيهما أعجب حداؤك حول البيت أو طوافك في خفيك قال قد فعلت هذا على عهد من هو خير منك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعب ذلك على . رواه أبو يعلى وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . (باب الطواف في الثوب) عن نسير بن ذعلوق (1) قال رأيت ابن الزبير يطوف في مرط له . رواه الطبرنى في الكبير ورجاله ثقات . (1) في الاصل " دعلوق " بالمهملة ، والتصحيح من الخلاصة .
[ 245 ]
(باب فيمن طاف ولم يلغ) عن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاف بالبيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب أوقات الطواف) عن أبى الزبير قال سألت جابرا عن الطواف بالكعبة فقال كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة ولم نكن نطوف بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تطلع الشمس في قرن الشيطان . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وقد حسنوا حديثه . وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحدا يطوف بهذا البيت أي ساعة من ليل أو نهار ويصلى . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، قال البزار هكذا حدثناه أبو موسى يعنى الزمن سنة ثمان وأربعين في دار بنى عمير وإنما يعرف عن أبى الزبير عن عبدالله بن باباه عن جبير بن مطعم . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرفنكم ما منعتم أحدا يطوف بهذا البيت ساعة من ليل أو نهار . رواه الطبراني في الكبير من طريق عمران بن محمد بن أبى ليلى عن عبد الكريم عن محاهد فان كان عبد الكريم هو الجزرى فرجاله ثقات وان كان هو ابن أبى المخارق فالحديث ضعيف . وعن عمرو بن دينار قال رأيت ابن عمر طاف بعد العصر اسبوعا ثم صلى ركعتين ثم قال انما تكره عند طلوع الشمس لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشمس تطلع بين قرنى شيطان . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أبى شعبة قال رأيت الحسن والحسين طافا بعد العصر وصليا ركعتين . رواه الطبراني في الكبير وابو شعبة هذا هو البكري كما ذكره المزى ولم أجد من ترجمه . وعن أنس ابن ملك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافان يغفر لصاحبهما ذنوبه بالغة ما بلغت طواف بعد صلاة الصبح يكون فراغه عند طلوع الشمس وطواف بعد
[ 246 ]
العصر يكون فراغه عتد غروب الشمس قالوا يارسول الله ان كان قبل ذلك أو بعده قال يلحق به . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحيم بن زيد العمي وهو متروك . (باب الاستسقاء في الطواف) عن العباس بن عبدالمطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت فاستسقى وهو يطوف . روه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . (باب طواف القارن) عن جابر وابن عمر وابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يطف هو وأصحابه لعمرتهم وحجتهم إلا طوافا واحدا . رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن أبى هريرة أنه اختلف هو وزيد بن ثابت في القران . رواه البزار وفيه عثمان بن عطاء وهو ضعيف . (باب فيمن طاف أكثر من أسبوع) عن سعد ملك قال طفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من طاف سبعا ومنا من طاف ثمانيا ومنامن طاف أكثر من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحرج . رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وحديثه حسن . (باب فيمن جمع أسابيع) عن أبى هريرة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفجر ثم قرأست ركعات يلتفت في كل ركعتين يمينا وشمالا فظننا أنه لكل أسبوع ركعتين . رواه أبو يعلى وفيه عبد السلام بن أبى الجنوب وهو متروك . (باب في الملتزم) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به صاحب عاهة الا برأ . رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك . وعن المغيرة بن أبى حكيم قال بينما نحن مع عبدالله بن سعد بن حشمة
[ 247 ]
جلوس إذ جاء رجل فطاف بالبيت فركع ركعتين فناء البيت فلما فرغ قام فالتزم البيت فلما رآه قال هذا ما أحدثتم لم نكن نفعله ثم قال ما رضى حتى يضربها باسته ثم جاء رجل فلما بلغ باب المسجد رفع يديه فاستقبل البيت كانه يدعو قال هذا ما أحدثتم لم نكن نفعله فسألت عبدالله بن سعد هل شهدت بدرا قال نعم والعقبة مع أبى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . (باب الطواف من وراء الحجر) عن ابن عباس قال ما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ الا وهو من البيت . رواه أبو يعلى واسناده حسن . (باب الحجر من البيت) عن عائشة أنها قالت ما أبالى صليت في الحجر أو في البيت . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وقلت وتأتى أحاديث من هذا بعد ان شاء الله . (باب ما جاء في السعي) عن على بن أبى طالب أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كاشفا عن ثوبه حتى بلغ ركبتيه . رواه عبدالله بن احمد والبزار ورجاله ثقات . وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم مشى عاما وسعى عاما . رواه البزار وفيه سعيد بن بشير وفيه كلام . وعن حبيبة بنت أبى تجراه قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى ازى ركبتيه من شدة السعي يدور به إزاره وهو يقول أسعوا فان الله عزوجل كتب عليكم السعي . رواه احمد والطبراني في الكبير وقال لقد رأيته من شدة السعي يدور الازار حول بطنه وفحذيه حتى رأيت بياض فخذيه . وفيه عبدالله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال يخطئ وضعفه غيره . وعن صفية بنت شيبة أن امرأة الخبرتها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول كتب عليكم السعي فاسعوا . رواه أحمد وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن تملك قالت نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في غرفة لى بين الصفا والمروة وهو يقول ان الله عزوجل كتب عليكم
[ 248 ]
السعي فاسعوا . رواه الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة . وعن أم ولد شيبة أنها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة ويقول لا يقطع الابطح الاسدا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن صفية بنت شيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسعوا فان الله عزوجل كتب عليكم السعي . رواه الطبراني في الكبير وفيه المثنى بن الصباح وثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة . وعن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا . رواه الطبراني في الكبير وفيه المفضل ابن صدقة وهو متروك . وعن علقمة قال قام عبدالله على الصفا عند صدع فيه فقال هاهنا والذى لا اله إلا هو مقام الذى أنزلت عليه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن الوليد ولم أجد من ترجمه . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المسجد إلى الصفا من باب بنى مخزوم رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن عبدالله ابو القاسم العمرى قال أحمد كان كذابا . وعن ابن عباس قال قالت الانصار إن السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية فأنزل الله عزوجل (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بها) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن جميع وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال فلا جناح عليه أن يطوف بهما منفله فمن ترك فلا بأس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه العباس بن الفضل الانصاري وهو متروك . وعن أبى الطفيل قال قلت لابن عباس يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة وأن ذلك سنه قال صدقوا إن ابراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه ابراهيم . رواه الطبراني في حديث طويل يأتي في رمي الجمار ان شاء الله ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سعى في بطن المسيل قال اللهم اغفر وارحم وأنت الاعز الاكرم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عبدالرحمن بن طارق بن علقمة عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء مكانا من داريعلى نسبه عبيدالله - استقبل
[ 249 ]
البيت فدعا . رواه أحمد ورواه أيضا عن عبدالرحمن بن عبدالله بن طارق عن أمه وعبد الرحمن هذا لم أجد من وثقه ولاجرحه ، وبقية رجاله رجال الصحيح (باب الخطبة قبل التروية) عن محمد بن عبدالله الثقفى شهدت خطبة ابن الزبير بالموسم قال ما شعرنا حتى خرج علينا قبل يوم التروية بيوم وهو محرم رجل كهيأة كهل جميل فأقبل فقالوا هذا يا أمير المؤمنين فرقى المنبر وعليه ثوبان أبيضان ثم سلم عليهم فردوا عليه السلام ثم لى بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانكم جئتم من أفاق شتى وفودا على الله تعالى فحقا على الله ان يكرم وفده فمن جاء يطلب ما عند الله فان طالب الله لا يخيب فصدقوا قوكم بفعل فان ملاك القول والفعل والنية النية القلوب الله الله في أيامكم هذه فانها أيام يغفر فيها الذنوب جئتم من آفاق شتى في غير تجارة ولا أطلب مال ولادينا ترجون ها هنا ثم لى ولى الناس وتكلم بكلام كثير ثم قال اما بعد فان الله عز وجل قال في كتابة (الحج اشهر معلومات) قال وهى ثلاثة أشهر شوال وذو القعدة وعشرة من ذى الحجة (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث) لا جماع (ولافسوق) لا سباب (ولا جدال) لامراء (وما تفعلون من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى) . وقال عزوجل (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم) فأحل لهم التجارة ثم قال فإذا أفضتم من عرفات وهو الموقف الذى يقفون عند حتي تغيب الشمس ثم يفيضون منه (قاذكروا الله عند المشعر الحرام) قال وهي الجبال التى يقفون المزدلقة (واذكروه كما هداكم) قال ليس هذا يوم هذا لاهل البلد كانوا يفيضون من جمع ويفيض الناس من عرفات فأبى الله لهم ذلك فانزل (ثم أفيضوا من حيث أفاض) الناس إلى مناسككم قالوا وكانوا إذا فرعوا من حجهم تفاخروا بالآباء فانزل الله عزوجل بعام (فاذكروا الله كذكركم آباء كم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) قال يعملون في دنياهم لآخرتهم زمتهم ودنياهم قال ثم قرأ حتى بلغ واذكروا
[ 250 ]
الله في أيام معدودات) قال وهى أيام التشريق فذكر الله فيهن بتسبح وتحميد وتهليل وتكبير وتمجيد قال ثم ذكر مهل الناس قال مهل أهل المدينة من ذى الحليفة ومهل أهل العراق من العقيق ومهل اهل نجد وأهل الطائف من قرن وأهل اليمن ياملم قال ثم دعا على كفرة أهل الكتاب فقال اللهم عذب كفرة أهل السكتاب الذين يجحدون بآياتك ويكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك اللهم عذبهم واجعل قلوبهم قلوب نساء فواجر في دعاء كثير ثم قال إن ههنا رجالا قد أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالتمعة بان يقدم الرجل من خراسان فهلا بالحج حتى إذا قدم قالوا أحل من حجك بعمرة ثم أهل بحج من ههنا والله ما كانت المتعة الالمحصر ثم لى ولى الناس فما رأيت يوما قط كان أكثر باكيا من يومئذ . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن المرزبان وقد وثق وفيه كلام كثير وفيه غيره ممن لم أعرفه . (باب الخروج إلى منى وعرفة) عن عبدالله بن عمر رحمه الله أنه كان يستحب إذا استطاع أن يصلى الظهر يوم التروية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم التروية بمنى . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل يوم التروية بيوم منزلنا غدا إن شاء الله بالخيف الايمن حيث استقسم المشركون . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن الزبير قال من سنة الحاج ان يصلى يوم التروية الظهر والمصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى ثم يغد وافيقبل حيث كتب الله له ثم يروح إذا زالت الشمس فيخطب الناس ثم ينزل فيجمع بين الصلاتين الظهر والعصر ثم يقف بعرفة فيدفع إذا غابت الشمس ثم يصلى المغرب حيث قدر الله له أن يصلى ثم يقف بالمزدلفة فإذا طلع الفجر صلى الصبح ثم يدفع إذا أصبح فإذا رمى الجمرة فقد حمل له ما حرم عليه الا النساء حتى يطوف بالبيت . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث قال عبدالملك وابن شعيب ابن الليث ثقة مأمون وضعفه الائمة أحمد وغيره . وعن عبدالله بن عمرو قال أفاض جبريل بابراهيم عليهما السلام إلى منى فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى ثم غدا من منى إلى عرفات فصلى به الصلاتين ثم وقف حتي غابت الشمس
[ 251 ]
ثم أتى به المزدلفة فنزل بها فبات بها ثم قال فصلى كاعجل ما يصلى أحد من المسلمين ثم دفع به إلى منى فرمى وذبح وحلق ثم أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين . رواه الطبراني في الكبير بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح وفي بعض طرقها أتي رجل عبدالله بن عمرو فقال أنى مضعف من الحمولة مضعف من أهل أفترى لى أن أتعجل فقال له عبدالله ابن عمرو قدم ابراهيم صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وطاف بين الصفا والمروة ثم راح فصلى الظهرى بمنى فدكر نحوه . وعن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عرفات موقف وارفعوا عن عرفات وكل مزدلفة موقف وارفعوا عن محسرو كل فجاج منى منحر وكل أيام التشريق ذبح . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال وكل فجاج مكة منحر . ورجاله موثقون . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرفة كلها موقف ومنى كلها منحر . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مزدلفة مشعر وارتفعوا عن بطن عرنة وكل عرفات موقف وارتفعوا عن واد محسر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن جابر الجعفي وهو ضعيف . وقد وثق . وعن مجاهد عن ابن عباس لا أعلمه الا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عرقات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خصيف وثقه ابن معين وغيره وضعفه أحمد وغيره . وعن ربيعة بن عباد عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا مع المشركين بعرفات ثم رأيته بعد ما بعث واقفا في موقفه ذلك فلمت أن الله عزوجل وفقه لذلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء ابن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط . وعن عبد العزيز بن قيس العبدى قال سمعت ابن عباس يقول كان فلان ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم يرم عرفة فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر اليهن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أخي أن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له . رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وقال كان الفضل بن عباس رديف . ورجال أحمد ثقات . وعن عبدالله بن عمرو بن العاصى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عزوجل يباهى ملائكته بأهل عرفة عشية عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتونى شعثا غبرا . رواه أحمد والطبراني في الصغير والكبير
[ 252 ]
ورجال أحمد موثقون . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يباهى الملائكة بأهل عرفات يقول انظر وإلى عبادي شعثا غبرا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال ليلة عرفة هذه العشر كلمات الف مرة لم يسأل الله شيأ الا أعطاء إلا قطيعة رحم أو مؤثم : سبحان الذى في السماء عرشه . سبحان الذى في الارض موطئه سبحان الذى في البحر سبيله سبحان الذى في النار سلطانه سبحان الذى في الجنة رحمته سبحان الذى في القبور قضاؤه سبحان الذى في الهواء روحه سبحان الذى رفع السماء سبحان الذى وضع الارض سبحان الذى لامنجا منه الا إليه . رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه عزرة ابن قيس ضعفه بن معين . وعن ابن عباس قال كان فيما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع اللهم أنك تسمع كلامي وتعلم مكاني وتعلم سرى وعلانيتي لا يخفى عليك شئ من أمرى أنا البائس الفقير المثتغيث المستجير المشفق المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين وأبتهل اليك ابتهال المذنب الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وفاضت لك عيناه وذل جسده ورغم لك أنفه اللهم لا تجعلني بدعائك شقيا وكن بى رؤوفا رحيما يا خير المسؤولين وياخير المعطين . رواه الطبراني في الكبير والصغير وزاد الوجل المشفق . وفيه يحيى بن صالح الابلى قال العقيلى روى عنه يحيي بن بكير مناكير وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عشية عرفة لم يبق أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من أيمان إلا غفر له قلت يارسول الله أهل عرفة خاصة قال بل للمسلمين عامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو داود الاعمى وهو ضعيف جدا . وعن طالب ابن سلمى بن عاصم بن الحكم قال حدثنى بعض أهلنا أنه سمع جدى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الا أن الله نظر إلى هذا الجمع فقبل من محسنهم
[ 253 ]
وشفع محسنهم في مسيئهم فتجاوز عنهم جميعا . رواه أبو يعلى وفى إسناده من لم أعرفهم . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذى الحجة قال فقال رجل يارسول الله هن أفضل أم عدتهن جهاد في سبيل الله قال هن أفضل من عدتهن جهاد في سبيل الله الا عفير يعفر وجهه في التراب وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الارض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاجين جاؤا من كل فج عميق ولم يروا رحمتي ولم يروا عذابي فلم أر يوما أكثر عتيقا من النار من في يوم عرفة رواه أبو يعلى وفيه محمد بن مروان العقيلى وثقه ابن معين وابن حبان وفيه بعض كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . ورواه البزار إلا أنه قال افضل أيام الدنيا أيام العشر . قلت وتأتى احاديث في فضل عشر ذي الحجة في كتاب الاضاحي ان شاء الله . (باب في غسل يوم عرفة) عن عبدالرحمن بن يزيد قال اغتسلت مع ابن مسعود يوم عرفه تحت الاراك . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . (با في الخطبة يوم عرفة) عن عبدالمجيد العقيلى قال انطلقنا ججاجا ليالى خرج يزيد بن المهلب وقد ذكر لنا ان ماء بالعالية يقال له الرجيح فلما قضينا مناسكنا جئنا حتى أتينا على بئر عليها أشياخ مخضوبون يتحدثون قلنا هذا الذي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اين بيته قالوا نعم بيته وأو مؤاها ذاك بيته قال فانطلقنا حتى أتينا البيت فسلمنا فأذن لنا فإذا شيخ كبير مضطجع يقال له العدى بن خالد الكلابي قلت أنت الذي صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولولا هو الليل لا قرأتكم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فمن أنتم قلنا من أهل البصرة قال مرحبا بكم ما فعل يزيد ابن المهلب قلنا هو هناك يدعو إلى كتاب الله عزوجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما هو من ذاك قلنا اينا نتبع هؤلاء أو هؤلاء يعنى أهل الشام أو يزيد قال ان تقعدوا تعلموا وترشدوا ولا أعلمه الا قال ثلاث مرات رأيت رسول الله صلى الله عليه
[ 254 ]
وسلم يوم عرفة وهو قائم في الركابين ينادى بأعلى صوته يا أيها الناس أي يوم يومكم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال أي شهر شهركم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال فأى بلد بلدكم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال شهركم شهر حرام قال فقال ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام لحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم تبارك وتعالى فيسألكم عن أعمالكم قال ثم رفع يديه إلى السماء قال اللهم اشهد عليهم ذكر مرارا فلا أدرى كم ذكر قلت روى أبو داود منه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائما في الركابين رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال بما يقال له الرجيع وقال أليس هذا شهر حرام وبلد حرام ويوم حرام . ورجال الطبراني موثقون . قلت وتأتى بقية الخطب بعد هذا شاء الله . (باب فيمن أدرك عرفات) عن عروة بن مضرس بن حارثة بن لام أنه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدرك الناس إلا ليلا وهو بجمع فانطلق إلى عرقات فأفاض منها ثم رجع فاتى جمعا فقال يارسول الله أعملت نفسي وانضيت راحلتي فهل لى من حج فقال من صلى معنا صلاة الغداة بجمع ووقف معنا حتى نفيض وقد أفاض قبل ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد ثم حجة وقضى تفثه (1) قلت هو في السنن خلا رجوعه إلى عرفة ومجيئه منها - رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه الا أنه قال والله ما تركت جبلا من الجبال وقفتم عليه إلا وقفت عليه ، ورجال احمد رجال الصحيح وفى رواية الطبراني في الكبير عن عروة بن مضرس أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمع قبل ان يفيض فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يارسول الله طويت الجبلين ولقيت شدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدرك أفاضتنا أدرك الحج ، زاد عبدالله ابن أحمد في حديثه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افرخ روعك من أدرك أقاضتنا هذه فقد أدرك الحج قلت هو في السنن بغير هذا الميان ، (وقوله) افرخ روعك إذا ذهب عنه الحزن هذا معنى ما في النهاية رواه الطبراني في الكبير وفيه داود بن يزيد الاودى قال ابن عدى لم أرله حديثا منكرا جاوز الحد إذا روى عنه ثقة وروى عنه شعبة وسفيان وضعفه جماعة . وعن ابن عياس قال قال رسول الله (1) التفث : إذهاب الشعت والدرن والوسخ
[ 255 ]
صلى الله عليه وسلم من أدرك عرفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمر بن قيس المكي وهو ضعيف متروك . في رواية في الاوسط قبل أن تطلع الشمس ، ولكن النسخة سقيمة وقد تقدم حديث لابن عباس الحج عرفات في باب الوقوف . (باب الدفع من عرفة والمزدلفة) عن المسور بن مخرمة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فان أهل الشرك والاوثان كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت الشمس على رؤس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها وانا ندفع بعد أن تغيب وكانوا يدفعون من المشعر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الحيح . وعن أبى بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غربت الشمس بعرفة أفاض ومن المزدلفة قبل طلوع الشمس . رواه الطبراتى في الاوسط وفيه الواقدي ضعفه الجمهور . وعن ميسرة الاشجعى عن عبدالله بن عمر أنه حج معه حتى وقف بعرفات فقال له يا ميسرة اسند في الجبل قال ففعلت فلما أفاض لاناس ذهبت لادفع ناقتي فقال لى مه عنقا بين العنقين فلما قطعت الجبل قلت انزل يا أبا عبدالرحمن قال سير يا ميسرة فلما دفعنا إلى جمع قام فأذن ثم أقام الصلاة فصلى المغرب ثم أقام قصلى العشاء الآخرة ثم أصبحنا ففعل كما فعل في المشعر الاول ثم قال كان المشركون لا يفيضون من عرفات حتى تعمم الشمس في الجبال فيصير في رؤسها كعمائم الرجال في وجوههم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفيض حثى تغرب الشمس وكان المشركون لا يفيضون من جمع حتى يقولون اشرق ثبير فلا يفيضون حتى تصير الشمس في رؤوس الجبال كعمائم الرجال في وجوههم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفيض قبل أن تطلع الشمس قلت في الصحيح بعضه رواه الطبراني في الاوسط وفيه جعفر بن ميسرة الاشجعى وهو ضعيف . وعن جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدفعوا يوم عرفة حتى يدفع الامام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بن لهيعه وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن يزيد قال حججنا مع بن مسعود
[ 256 ]
في خلافة عثمان قال فلما وقفنا بعرفة قلنا غابت الشمس قال بن مسعود لو أن أمير المؤمنين أفاض الآن كان قد أصاب قال فلا أدرى كلمة بن مسعود كانت أسرع أو إفاضة عثمان قال فاوضع الناس ولم يرد ابن مسعود على العنق حتى أتينا جمعا فذكر الحديث . روا احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان بدء الايضاع من قبل أهل البادية كانوا يققون حافتى الناس حتى يعلقوا العصى والجعاب والقعاب فإذا نفروا لصعصت تلك ما نفروا بالناس قال ولقد بروى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن دفرى ناقته ليتمس حاركها وهو يقول يا أيها الناس عليكم بالسكينة . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات وهو يقول . اليك تغدو قلقا وضنينها (1) * * * مخالفا دين النصارى دينها . * * * رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وقال الطبراني المشهور في الرواية عن ابن عمر أنه أفاض من عرفات وهو يقول . اليك تعدوا قلقا وضينها * * * مخالفا دين النصارى ادينها . * * * وعن عبد الرحمن بن يزيد قال أفضت مع ابن مسعود من عرفة فلما جاء المزدلفة وقف يعني عثمان فلما أسفر قال يعنى ابن مسعود أن أصاب أمير المؤمنين دفع الآن فما فرغ عبدالله من كلامه حتى دفع عثمان . قلت رواه أحمد في حديث طويل وهذا لفظه ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بجمع فلما أضاء له كل شئ قبل أن تطلع الشمس افض . رواه احمد وفيه زمعة ابن صالح وقد وثق وفيه ضعف . (باب فضيلة الوقوف بعرفة والمزدلفة) عن عبادة بن الصامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة أيها الناس أن الله عزوجل يطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم ألا التبعات فيما ببينكم ووهب ميتكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل فدفعوا بسم الله فلما كان يجمع قال ان (1) الوضين : بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج ، أراد أنها قد هزلت ودقت للسير عليها .
[ 257 ]
الله قد غفر لصا لحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم تنزل الرحمة فتعمهم ثم تفرق المغفرة في الارض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه ويده وابليس وجنودء على جبل عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل يقول كنت استقزهم حقبا من الدهر ثم جاعت المغفرة فغشيتهم فيتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور . رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تطول على أهل عرفات يباهى بهم الملائكة يقول يا ملائكتي أنظروا إلى عبادي شعثا غبرا اقبلوا يضربون إلى من كل فج عميق فأشهدكم أني قد أجبت دعاءهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني غير التبعات التى بينهم فإذا أفاض القوم إلى جمع ووقفوا وعادوا في الرغبة والطلب إلى الله فيقول يا ملائكتي عبادي وقفوا فعادوا في الرغبة والطلب فأشهدكم أنى قد أجبت دعاءهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألوني وكفلت عنهم التبعات التى بينهم التى بينهم . رواه أبو يعلى وفيه صالح المرى وهو ضعيف . (باب تقديم الضعفة من المزدلفة) عن أم سلمة قالت قدمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن قدم مع ضعفة أهله ليلة المزدلفة قالت فرميت الجمرة بليل ثم مضيت إلى مكة فصليت بها الصبح ثم رجعت إلى منى . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أبى داود قال ابن القطان لايعرف . (باب الايضاع في وادى محسر) عن سعد بن أبى وقاص قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أوضع (1) في وادى محسر . رواه البزار وفيه أبو بكر بن أبى سبرة وهو كذاب . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى محسرا حرك راحلته وقال عليكم بحصى الخذف . رواه الطبراني في في الاوسط وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث . (1) يقال وضع البعير يضع وضعا وأوضعه راكبه إيضاعا إذا حمله على سرعة السير .
[ 258 ]
(باب المكبر والملبي) عن أنس قال نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا المكبر ومنا المهل فلم يعب مكبرنا على مهلنا ولا مهلنا على مكبرنا . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحييح . وقد تقدم حديث على وغيره رضى الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبى حتى رمى جمرة العقبة في باب التلبية . (باب رمى الجمار) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشيعه مع أهله إلى منى يو النحر ليرموا الجمرة مع الفجر . رواه أحمد وفيه شعبة مولى ابن عباس وثقه أحمد وغيره وفيه كلام . وعن جابر قال لا أدري بكم رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن حرملة بن عمرو وهو أبو عبد الرحمن قال حججت حجة الوداع مردفى عمي سنان بن سمة قال فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا إحدى أصبعيه على الاخرى فقلت لعمي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن حمزة بن عمرو الاسلمي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وعمى مرد في وهو واضع أصبعيه احداهما على الاخرى فقلت ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول ارموا الجمار بمثل حصى الخذف . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات ، وقال لم يروه بهذا الاسناد الا أيوب يعنى الغافقي ورواه الناس عن ابن حرملة عن يحيى بن هند عن أسلم بن خارجة . وعن الهرماس بن زياد قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا رديف أبى وهو على ناقته الضياء يوم الاضحى والناس حوله فقلت لابي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول ارموا الجمار بمثل حصى الخذف . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ارموا جمرات مضر وكانت كل قبيلة ترمى جمرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم اعرفهم . وعن عبدالرحمن بن عثمان التيمي قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نرمي الجمار
[ 259 ]
بمثل عصى الخذف في حجة الوداع . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند الجمرة الثانية أطول مما وقف عند الجمرة الاولى ثم أتى جمرة العقبة فرماها ولم يقف عندها : رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرمى حتى تزول الشمس . رواه البزار وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن أبى الطفيل قال قلت لابن عباس يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة وان ذلك سنه قال صدقوا إن ابراهيم عليه السلام لما أمر بالمناسك عترض عليه الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه ابراهيم ثم ذهب به جبريل عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات وثم تله للجببن وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال يا أبت انه ليس لى ثوب تكفننى فيه غيره فاخلعه حتى تكفننى فيه فعالجه ليخلعه فنودى من خلفه أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا فالتفت ابراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين قال ابن عباس لقد رأيتنا نتبع ذلك الضرب من الكباش قال ثم ذهب جبريل عليه السلام إلى منى قال هذا منى قال يونس هذا مناخ الناس ثم أتى به جمعا فقال هذا المشعر الحرام ثم ذهب به إلى عرفة قال ابن عباس هل تدرى لم سميت عرفة قلت لا قلت إن جبريل عليه السلام قال لابراهيم عرفت قال يونس هل عرفت قال نعم قال ابن عباس فمن ثم سميت عرفة ثم قال هل تدرى كيف كانت التلبية قلت وكيف كانت قال إن ابراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج خفضت له الجبال رؤوسها ورفعت له القرى فأذن في الناس بالج . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل ذهب بابراهيم عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسيع حصيات فساخ ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ ثم أتى الجمرة القصوى فرماه بسبع خصيات فساخ فلما أراد ابراهيم أن بذبح اسحاق قال لابيه يا أبت أو ثقنى لا أضطرب فينتضح عليك دمي إذا ذبحتني فشده فلما أحد الشفرة وأراد أن يذبحه نودى من خلفه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا .
[ 260 ]
رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد الخلط . وعن ابن عباس قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليريه المناسك فانفرج له ثببر فدخل منى فأراه الجمار ثم أراه جمعا وأراه عرفات فلما كان عند الجمرة نبع له ابليس فرماه بسبع حصيات فساخ ثم نبع له حتى ذكر جمرة العقبة فساخ فذهب . وفى رواية عن ابن عباس أيضا قال انطلق جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم ليريه المناسك فأتى به جمرة العقبة فإذا ابليس عليها فأمره فرماه بسبع حصيات فساخ في الارض ثم أتى الجمرة الوسطى فإذا هو بابليس فأمره فرماه بسبع حصيات فساخ في الارض ثم أتى الثالثة ففعل مثل ذلك ثم أتى جمعا ثم لبى من عرفات . رواه كله الطبراني في الكبير وفيه عطاء ابن السائب وقد اختلط . وعن ابن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رمي الجمار مالنا فيه فسمعته يقول تجد ذلك عند ربك أحوج ما تكون إليه . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة . رواه البزار وفيه صالح مولى التوعمة وهو ضعيف . وعن أبى سعيد قال قلنا يارسول الله هذه الجمار التى ترمى كل سنة فنحسب أنها تنقص فقال ما يقبل منها رفع ولولا ذلك رأيتموها مثل الجبال . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يزبد بن سنان التميمي وهو ضعيف . (باب رمي الرعاء بالليل) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للمرعاة ان يرموا ليلا . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسحاق بن عبدالله بن أبى فروة وهو متروك . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لرعاة الابل أن يرموا بالليل . رواه البزار وفيه مسلم ابن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وثق . (باب فيمن رمى الجمار وأمسى ولم يطف) عن أبى عبيدة بن عبدالله بن زمعة قال وحدثتني أم قيس بنت محصن وكانت جارة قالت خرج من عندي عكاشة بن محصن في نفر من بنى أسد متقمصين عشية يوم النحر ثم رجعوا إلى عشاء وقمصهم على أيديهم يحملونها قالت قفلت أي عكاشة
[ 261 ]
مالكم خرجتم متقمصين ثم رجمعتم وقمصكم على أيديكم تحملونها قال خيرا يا أم قيس هذا يوم رخص لنا فيه إذا نحن رمينا الجمرة حللنا من كل ما أحرمنا منه إلا ما كان من النساء حتى نطوف بالبيت فإذا أمسينا ولم نطب صرنا حرما كهيئتنا قبل أن نرمي الجمرة . رواه احمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات . (باب متى يحل المحرم) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمى الجمرة بسبع خصيات الجمرة التى عند العقبة ثم النصرف فنحر هديا ثم حلق فقد حل له ما حرم عليه من شأن الحج قلت له أثر موقوف عليه وفيه الا النساء رواه البزار ورجاله ثقات رجال الصحيح . وعن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رمى الجمرة وذبح وحلق فقد حل له كل شئ إلا النساء . رواه أبو يعلى وفيه الحجاج بن ارطاة وفيه كلام وهو مرسل . (باب في الحلق والتقصير وقوله لا توضع النواصي الا في حج أو عمرة) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا توضع النواصي الا في حج أو عمرة . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه محمد بن سليمان بن مشمول وهو ضعيف بهذا الحديث وغيره . وعن معمر بن عبدالله قال كنت ارحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال لى ليلة من الليالى يا معمر لقد وجدت الليلة في النساعي اضطراب قال فقلت والذي بعثك بالحق لقد شددتها كما كنت أشدها ولكن ارخاها من قد كان نفس على مكاني منك لتستبدل بى غيرى فقال اما انى غير فاعل قال فلما نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه بمنى أمرنى أن أحلقه قال فأخذت الموس فقمت على رأسه قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي فقال لى يا معمر أمكنك رسول الله صلى الله عليه وسلم من شحمة أذنه وفى يدك الموسى فقلت والله يارسول الله إن ذلك لمن نعمه على ومنته قال اذن أقر لك قال ثم حلقت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن عقبة مولى معمر ذكره ابن أبى حاتم ولم يوثق ولم يجرح . وعن أم سلمة قالت حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
[ 262 ]
النحر معمر بن عبدالله العدوى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن حبشي بن جنادة وكان ممن شهد حجة الوداع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمحلقين قالوا يارسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا يارسول الله والمقصربن قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا يارسول الله والمقصربن قال في الثالثة والمقصرين . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ملك بن ربيعة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر لمحلقين قال يقول رجل من القوم والمقصرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة أو في الرابعة والمقصرين ثم قال فأنا يومئذ محلوق الرأس فما يسرنى بحلق رأسي حمر النعم أو خطرا عظيما . رواه أحمد والطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن قارب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للمحلقين قال رجل والمقصرين قال في الرابعة والمقصرين يقلله سفيان بيده وقال سفيان في تيك كأنه يوسغ يده . رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار واسناده صحيح . وعن يحيى بن حصين عن جدته قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول يرحم الله المحلقين يرحم الله المحلقين قالوا في الثالثة والمقصرين قال والمقصرين . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وسلم حلق يوم الحديبية وأصحابه إلا أبو قتادة وعثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يارسول الله قال يرحم الله المحلقين قالوا والمقصرين يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمقصرين في الثالثة . رواه أحمد وأبو يعلى واللفظ له وفيه أبو إبراهيم الانصاري جهله أبو حاتم وبقيه رجاله رجال الصحيح . وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم هو وأصحابه عام الحديبية غير عثمان وأبى قتادة فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة . رواه أحمد وفيه ابراهيم أيضا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله المحلقين قلنا يارسول الله والمقصرين قال رحم الله المحلقين قالوا يارسول الله والمقصرين قال في الثالثه أو الرابعة والمقصرين . رواه الطبراني
[ 263 ]
في الاوسط وفيه عبدالله بن المؤمل ضعفه أحمد وغيره وقد وثق وعن الازرق بن قيس قال كنت جالسا إلى ابن عمر فسأله رجل فقال يا أبا عبدالرحمن انى أحرمت وجمعت شعرى فقال اما سمعت عمر في خلافته قال من ضفر رأسه أو لبده فليحلق فقال يا أبا عبدالرحمن انى لم أضفره ولكني جمعته فقال ابن عمر عنر وتيس وتيس وعنز . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب في التقصير) عن ابن عباس أن معاوية أخبره أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر من شعره بمشقص (1) قلت حديث معاوية في الصحيح أنه هو الذى قصر عنه وهذا اشبه بالصواب والله اعلم رواه احمد وابنه واسناد ابنه رجاله رجال الصحيح . (باب النهى عن حلق المرأة رأسها) عن عثمان قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تحلق المرأة رأسها . رواه البزار وفيه روح بن عطاء وهو ضعيف . وعن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان تحلق المرأة رأسها . رواه البزار وفيه معلى بن عبدالرحمن وقد اعترف بالوضع وقال ابن عدى ارجو أنه لا بأس به . (باب في النحر يوم النحر) عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه وقف بين الجمرتين في الحجة التى حج وذلك يوم النحر فقال هذا يوم الحج الاكبر . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه يعقوب بن عطاء ضعفه احمد والجمهور ووثقه ابن حبان . وعن ابن أبى أو في قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر يوم الحج الاكبر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن عمر قاضى حلب وهو ضعيف . وعن الفضل بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم نحر عند جمرة العقبة وقال نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في منازلكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه الصلت بن الحجاج وهو ضعيف . (1) المشقص : هو نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض .
[ 264 ]
(باب التهنئه بتمام الحج) عن عروة بن مضرس قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فقال افرخ روعك (1) يا عروة . رواه البزار هكذا والطبراني في حديث طويل تقدم فيمن ادرك عرفات قال صاحب النهاية ما معناه : أفرخ روعك إذا ذهب عنك الحزن وفيه داود بن يزيد الاودى قال ابن عدى لم أرله حديثا منكرا جاوز الحد إذا روى عنه ثقه وضعفه جماعة . (باب وقت طواف الافاضة) عن أم سلمة رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح وهو مشكل مستبعد لان النبي صلى الله عليه وسلم أمر من قدم من ضعفة أهله ان لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس ولم يقدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة حتى رمى وحلق وذبح فكيف يواعدها وهذا بعيد . (باب التكبير وأيام منى) عن شريح بن أبرهة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر أيام التشريق حتى يخرج من منى يكبر في دبر كل صلاة . وفى روايه كبر في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من منى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه وفيه شرقي بن القطامى وهو ضعيف . وعن أبى اسحاق قال حدثنا أصحاب عبدالله عن عبدالله أنه كان يكبر صلاة الغداة من يوم عرفة ويقطع صلاة العصر من يوم النحر ويكبر إذا صلى العصر قال فكان يكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . إلا أن أبا إسحاق لم يسم من حدثه . (1) اصل الافراخ الانكشاف وافرخ فؤاد الرجل إذا خرج روعه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ ، وهو مثل بمعنى ليذهب فزعك وخوفك .
[ 265 ]
(باب في منى) عن أبى الدرداء قال قلنا يارسول الله ان أمر منى لعجب وهى ضيفة فإذا نزلها الناس اتسعت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما مثل منى كالرحم هي ضيقة فإذا حملت وسعها الله . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه من لم أعرفه . (باب استحباب التأخير بمنى) عن أنس بن ملك قال جاءت ربيعة النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنونه أن ينفروا في النفر الاول فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا محمد ان الله تبارك وتعالي يقرأ عليك السلام ويقول لك قل لربيعة لا ينفروا في النفر الاول قليل من حبب . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه من لم أعرفه . (باب زيارة البيت في الليل) عن عائشة وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلا قلت حديث عائشة في السنن رواه أحمد ورجال رجال الصحيح . (باب المبيت بمكة لآل شيبة وأهل السقاية) عن ابن عباس قال رخص لاهل السقاية وأهل الحجابة أن يبيتوا ليالى بمكة ليالى منى يعنى العباس وآل شيبة قلت رواه ابن ماجه خلا قوله وآل شيبة رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . (باب الخطب في الحج) عن أبى حرة الرقاشى عن عمه قال كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق أذود عنه الناس فقال يا أيها الناس هل تدرون في أي شهر أنتم وفى أي يوم أنتم وفي أي بلد أنتم قالوا في يوم حرام وبلد حرام وشهر حرام فال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه ثم قال اسمعوا منى تعيشوا ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا ألا لا تظلموا انه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه الا وان كل دم وماء ومال كانت في الجاهلية تحت قدمى هذه إلى يوم القيامة وان أول
[ 266 ]
دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب كان مسترضعا في بنى ليث فقتلته هذيل ألا وان كل ربا في الجاهلية موضوع وان الله عزوجل قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبدالمطلب عليه السلام لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ألا وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والارض ثم قرأ (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم) ألا لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكنه في التحريش بينكم واتقوا الله في النساء فانهن عندكم عوان لا يملكن لانفسهن شيئا وإن لهن عليكم حقا ولكم عليهن حقا أن لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم ولا يأذنن في بيوتكم لاحد تكرهونه فان خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح قال حميد قالت للحسن ما المبرح قال المؤثر ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما أخذتموهن بأمانة بالله واستحللتم فروجهن بكلمة الله عزوجل ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وبسط يده وقال ألا هل بلغت ألا هل بلغت ثم قال ليبلغ الشاهد الغائب فانه رب مبلغ أسعد من سامع ، قال حميد قال الحسن حين بلغ هذه الكلمة قد والله بلغوا أقواما كانوا أسعد به قلت روى أبو داود منه ضرب النساء فقط رواه أحمد وأبو حرة الرقاشى وثقة أبو داود وضعفه ابن معين . وفيه على بن زيد وفيه كلام . وعن أبى نضرة قال حدثني من سمع خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال يا أيها الناس ان ربكم واحد وأباكم واحد إلا لا فضل لعربى على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا اسود على أحمر ولا أحمر على اسود إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أي يوم هذا قالوا يوم حرام ثم قال أي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فان الله عزوجل قد حرم بينكم دماء كم وأموالكم قال ولا أدرى قال وأعراضكم أم لا كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليبلغ الشاهد الغائب . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال نزلت هذه السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 267 ]
وهو بمنى في أوسط أيام التشريق فعرف أنه الموت فأمر براحلته القصواء (1) فرحلت له فركب فوقف للناس بالعقبة واجتمع له ما شاء الله من المسلمين فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فان كل دم كان في الجاهلية فهو هدر وان أول دمائكم اهدر دم ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بنى ليث فقتلته هذيل وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع وان أول ربا كم أضع ربا العباس ابن عبدالمطلب أيها الناس ان الزمان قد استدار كهيأته يوم خلق الله السموات والارض وان عدة الشهور اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم رجب مضر الذى بين جمادى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله كانوا يحلون صفر عاما ويحرمون المحرم عاما فذلك النسبئ يا أيها الناس من كانت عنده وديعة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها ايها الناس ان الشيطان أيس ان يعبد ببلادكم آخر الزمان وقد رضى منكم بمحقرات الاعمال فاحذروا على دينكم محقرات الاعمال أيها الناس ان النساء عندكم عوان أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله لكم عليهن حق ولهن عليكم حق ومن حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم ولا يعصينكم في معروف فان فعلن ذلك فليس لكم عليهن سبيل ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف فان ضربتم فاضربوا ضربا غير مبرح لا يحل لامرئ من مال أخيه الا ما طابت به نفسه أيها الناس انى تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله فاعملوا به (1) القصواء : الناقة التي قطع طرف أذنها ، ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قصواء وانما كان هذا لقبا لها وقيل كانت مقطوعة الاذن ، وجاء في الحديث أنه كان له ناقة تسمي العضباء وأخرى تسمى الجدعاء وفى حديث آخر صلماء في رواية مخضرمة ، فيحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة فسماها كل واحد منهم بما تخيل فيها ، ويؤيد ذلك ما روى في حديث على حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ أهل مكة سورة براءة فرواه ابن عباس أنه ركب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء ، وفى رواية جابر العضباء ، وفي رواية غيرهما الجدعاء فهذا يصرح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة .
[ 268 ]
ايها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأى بلد هذا قالوا بلد حرام قال فاى شهر هذا قالوا شهر حرام قال فان الله تبارك وتعالى حرم دماء كم وأموالكم وأعراضكم كحرمة هذا اليوم وهذا الشهر وهذا الشهر وهذا البلد ألا ليبلغ شاهدكم غائبكم لانبى بعدي ولا أمة بعدكم ثم رفع يديه فقال اللهم اشهد قلت في الصحيح وغيره طرف منه - رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن أبى هريره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والارض (وقال ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان . رواه البزار وفيه أشعث بن سوار وهو ضعيف وقد وثق . وعن فضالة بن عبيد الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع هذا يوم حرام وبلد حرام فدماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام مثل هذا اليوم وهذا اليوم إلى يوم تلقونه وحتى دفعة دفعها مسلم مسلما يريد بها سوء اوسأ خبركم من المسلم المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله قلت روى ابن ماجه منه المؤمن من أمنه الناس والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب فقط رواه البزار والطبراني في الكبير باختصار ورجال البزار وثقات . وعن جابر قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنى قال بنحو من حديث أبى بكر . رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى ملك الاشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع أيام الضحى للناس أليس هذا اليوم الحرام قالوا بلى يارسول الله قال فان حرمة ما بينكم إلى يوم القيامة كحرمة هذا اليوم وأحدثكم من المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأحدثكم من المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم وأحدثكم من المهاجر من هجر السيئات والمؤمن حرام على المؤمن كحرمة هذا اليوم لحمه عليه حرام أن يأكله بالغيبة يغتابه وعرضه حرام أن يظلمه وأذاه عليه حرام أن يدفعه دفعا ، وفى رواية
[ 269 ]
أنه قال ذلك في أوسط أيام الاضحى وقال فيها وحرام عليه أن يدفعه دفعة تعنيه . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن اسماعيل بن عياش وهو ضعيف . وعن عمار ابن ياسر قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي يوم هذا قلنا يوم النحر قال أي شهر هذا قلنا ذو الحجة شهر حرام قال فأى بلد هذا قلنا بلد حرام قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا ليبلغ الشاهد الغائب . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن الحارث بن عمر وقال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات وبحى من الاعراب فإذا رأوا وجهه قالوا هذا وجه مبارك قال قلت يارسول الله استغفر لي قال اللهم اغفر لنا فقلت يارسول الله استغفر لي قال اللهم اغفر لنا قال فدرت فقلت يارسول الله استغفر لي قال اللهم اغفر لنا فذهب يبزق فقال بيده فأخذ بها بزاقه فمسح بها نعله كره أن يصيب به أحدا ثم قال يا أيها الناس أي يوم هذا وأى شهر هذا فان دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم هل بلغت وليبلغ الشاهد الغائب قال وأمرنا بالصدقة فقال تصدقوا فانى لا أدرى لعلكم لا تروني بعد يومى هذا ووقت لاهل اليمن يلملم أن يهلوا منها وذات عرق لاهل العراق أو قال لاهل المشرق قلت فذكر الحديث وقد رواه أبو داود باختصار رواه الطبراني في الاوسط والكبير باختصار ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال خطب رسول الله صلى الله عليه سلم الناس في حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس خذوا مناسككم فانى لا أدرى لعلى غير حاج بعد عامى هذا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه سليمان بن داود الصنعانى ولم أجد من ذكره . وعن وابصة بن معبد الجهنى قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يخصب وهو يقول يا أيها الناس أي شهر أحرم قالوا هذا الشهر قال أي يوم أحرم قالوا هذا وهو يوم النحر قال فأى بلد أعظم عند الله حرمة قالوا هذا قال فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم محرمة عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم ألا هل بلغت قال الناس نعم فرفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم اشهد ثم قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، قال وابصة وإنا شهدنا وغبتم ونبلغكم كما قال رسول الله صلى الله
[ 270 ]
عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط . ورواه وأبو يعلى ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع أي بلد أحرم قيل مكة قال فأي شهر أحرم قيل ذو الحجة قال فأى يوم أحرم قيل يوم النحر وهو يوم الحج الاكبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دماؤكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه فرات بن أحنف وهو ضعيف . وعن عبادة بن عبدالله بن الزبير قال كان ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي وهو الذي كان يصرخ يوم عرفة تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أصرخ وكان صيتا أيها الناس أتدرون أي شهر هذا فصرخ فقالوا نعم الشهر الحرام قال فان الله عزوجل قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة شهركم هذا ثم قال اصرخ هل تدرون أي بلد هذا فصرخ فقالوا البلد الحرام قال فان دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى يوم تلقونه كحرمة بلدكم هذا ثم قال اصرخ اي يوم هذا فصرخ فقالوا هذا يوم حرام وهذا يوم الحج الاكبر قال فان الله عزوجل قد حرم عليكم دماءكم واموالكم إلى يوم تلقونه كحرمة يومكم هذا . رواه الطبراني في الكبير مرسلا كما تراه ورجاله ثقات . وعن حجيران نبى الله صلى لله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال يا أيها الناس اي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فاى شهر هذا قالوا شهر حرام قال الا إن دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا كشهركم هذا كحرمة بلدكم هذا فليبلغ شاهدكم غائبكم لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض . رواه الطبراني في الكبير من رواية محشى بن حجير ولم اجد من ترجمه . وعن ابى امامة صدى ابن عجلان الباهلى قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع علي ناقة حتي وقف وسط الناس في يوم عرفة فقال أي يوم هذا فقالوا يوم عرفة اليوم الحرام قال فاى شهر قالوا في الشهر الحرام قال فاى بلد هذا قالوا البلد الحرام قال فان اموالكم واعراضكم ودماءكم عليكم حرام كيومكم هذا في شهركم
[ 271 ]
هذا في بلدكم هذا ألا كل نبى قد مضت دعوته الا دعوتي فاني قد دخرتها عند ربى إلى يوم القيامة اما بعد فان الانبياء مكاثرون فلا تخزوني فانى جالس لكم على باب الحوض . وفى رواية عن ابى امامة انه سمع رسول الله صلى الله عيله وسلم يوم حجة الوداع وهو على ناقته الجدعاء وهو قد ادخل رجليه في الغرز ووضع الحدى يديه على مقدم الرحل والاخرى على مؤخره يتطاول بذلك فقال يا أيها الناس انصتوا فانكم لعلكم لا تروني بعد عامكم هذا وذكر نحو ما تقدم رواه كله الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثفات . وعن ابى امامة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الجدعاء راكب وخلفه الفضل بن العباس يقول لا تألوا على الله فانه من تألى (1) على الله أكذبه الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه على بن يزيد وهو ضعيف وقد وثق . وعن البراء عن عازب وزيد بن أرقم قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابراهيم بن محمد بن ميمون وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ في أصحابه غنما فاصاب سعد بن أبى وقاص تيسا فذبحه فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت ثدى ناقته وكان رجلا صينا فقال اصرخ أيها الناس أتدرون أي شهر هذا فصرخ فقال الناس الشهر الحرام فقال اصرخ التدرون أي بلد هذا قالوا البلد الحرام قال اصرخ التدرون أي يوم هذا قالوا الحج الاكبر فقال اصرخ فقل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم عليكم دماءكم والموالكم كحرمة شهركم هذا وكحرمة بلدكم هذا وكحرمة يومكم هذا فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه وقال حين وقف بعرفة هذا الموقف وكل عرفة موقف وقال حين وقف على فزح (2) هذا الموقف وكل مزدلفة موقف . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن فهد بن البحيرى بن شعيب بن عمرو بن الازرق قال خرجت إلى مكة فلما صرت بالصحرية قال لى بعض إخوانى هل لك في رجل له صحبة من (1) أي من حكم عليه وحلف (2) هو موقف الامام بالمزدلفة .
[ 272 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال صاحب القبة المضروبة في موضع كذا وكذا فقلت لاصحابي قوموا بنا إليه فقمنا فانتهينا إلى صاحب القبة فسلمنا فرد السلام فقال من القوم قلنا قوم من أهل البصرة بلغنا أن لك صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت تحت منبره يوم حجة الوداع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال ان الله يقول (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكره وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم) فليس لعربى على عجمى فضل ولا لعجمي على عربي فضل ولا لاسود على احمر فضل ولا لاحمر على اسود فضل الا بالتقوى يا معشر قريش لا تحبيئوا بالدنيا تحملونها على رقابكم وتجئ الناس بالآخرة فانى لاأغنى عنكم من الله شيئا قلنا ما اسمك قال انا العداء ابن خالد بن عمرو بن عامر فارس الضحياء في الجاهلية . رواه الطبراني في الكبير باسانيد هذا ضعيف . وتقدم له اسناد صحيح في الخطبة يوم عرفة . قلت وتأتى أحاديث من هذا النحو في الديات والفتن . وعن كعب بن عاصم الاشعري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع في أوسط ايام التشريق يقول هذا اليوم حرام قالوا بلى يارسول الله قال فان حرمتكم بينكم كحرمته انبئكم من المسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده انبئكم من المؤمن المؤمن من أمنه المسلمون على انفسهم انبئكم من المهاجر المهاجر من هجر السيئات مما حرم الله عليه والمؤمن على الؤمن حرام كحرمة هذا اليوم لحمه عليه حرام أن ياكله بالغيب ويغتابه وعرضه عليه حرام أن يخرقه ووجهه عليه حرام أن يلطمه وأذاه عليه حرام أن يؤذيه وعليه حرام أن يدفعه دفعا يتعتعه . رواه الطبراني في الكبير وفيه كرامة بنت الحسين ولم أجد من ذكرها . وعن كلثوم بن جبير قال كنا عند عنبسة بن سعيد فركبت يوما إلى الحجاج فأتاه رجل يقال له أبو غادية الجهنى فقال كنا عند عبدالاعلى قال قوموا له فأنزلوه فقولوا الآن يرجع فخرجنا إليه فقلنا له الآن يرجع فنزل فدخل على عبدالاعلى بن عبدالله فاستسقى فأتى بماء في قدح زجاج فأبى ان يشرب في الزجاج ثم أتى به في قدح نضار (1) فشرب فقال بايعت (1) أي من خشب نضار والنضار الخالص من اكل شئ وقيل اقداح النضار من خشب احمر .
[ 273 ]
النبي صلى الله عليه وسلم وانا أرد على اهلي المال فقال له راشد بن انيف وكان مع عبد الاعلى بيمينك هذه فانتهره عبدالاعلى وقال أفبشماله وقال شهدت خطبته يوم العقبة وهو يقول ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حتى إذا كان يوم احيط بعثمان سمعت رجلا وهو يقول الا يقتل هذا فنظرت فإذا هو عمار فلولا ما كان خلفه من أصحابه لوطئت بطنه فقلت ان تشأ ان تلقينيه فلما كان يوم صفين إذا انا برجل يسير يقود كتيبة راجلا فنظرت إلى الدرع فانكشف عن ركبته فأطعنه فاذاهو عمار ، وفى رواية عنه قال كان عمار بن ياسر من خيارنا وذكر نحوه وزاد فقال مولى لنا أي بد كفناه فلم أر رجلا ابين ضلالا منه عندي انه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عمارا . رواه بتمامه هكذا الطبراني في الكبير باسنادين رجال احدهما رجال الصحيح . وعن سراء بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع هل تدرون أي يوم هذا الذي تدعون يوم الروس قالوا الله ورسوله اعلم قال ان هذا اوسط ايام التشريق قال هل تدرون اي بلد هذا قالوا الله ورسوله اعلم قال هذا مشعر الحرام ثم قال انى لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا الا وان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا حتى تلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم الافليبلغ اقصاكم ادناكم الاهل بلغت فلما قدمنا المدينة ل نلبث الا قليلا حتى مات صلى الله عليه وسلم قلت روى أبو داود . طرفا منه رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن جمرة بنت قحافة قالت كنت مع ام سلمة ام المؤمنين في حجة الوداع فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا امتاه هل بلغتكم فقال بنى لها يا امه ماله يدعو امه قالت فقلت انما يعنى امته وهو يقول الا ان اعراضكم واموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسين بن عازب ولم اجد من ترجمه وعن ابى قبيلة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس في حجة الوداع فقال لانبى يعدي ولا امة بعدكم فاعبدوا ربكم واقيموا خمسكم وصوموا شهركم واطيعوا
[ 274 ]
ولاة أمركم ثم ادخلوا جنة ربكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله ثقات . (باب فضل الحج) عن ابن عمر قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الانصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يارسول الله جئنا نسألك فقال ان شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وان شئتما أن أمسك فعلت فقالا أخبرنا يارسول الله فقال الثقفى للانصاري سل فقال أخبرني يارسول الله فقال جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة ومالك فيه وعن وقوفك عشية عرفة ومالك فيه وعن رميك الجمار ومالك فيه وعن حلقك رأسك وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه مع الافاضة فقال والذى بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك قال فانك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه الا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بنى اسماعيل وأما طوافك بالصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فان الله تبارك وتعالى يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أو لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولم شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمدخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فالك تطوف ولاذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى . رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه الا أنه قال في أوله جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما من الانصار والآخر من ثقيف فسبقه الانصاري فقال النبي صلى الله عليه وسلم للثقفي يا أخا ثقيف سبقك الانصاري فقال الانصاري
[ 275 ]
أنا أبديه يارسول الله فقال يا أخا ثقيف سل عن حاجتك وان شئت اخبرتك عما جئث تسأل عنه قال فذلك أعجب إلى أن تفعل قال فانك تسألني عن صلاتك وعن ركوعك وعن سجودك وعن صيامك وتقول ما لى فيه قال أي والذى بعثك بالحق قال فصل قال فصل أول النهار وآخره ونم وسطه قال فان صليت وسطه قال فانت إذا أنت (1) قال فإذا قمت إلى الصلاة فركعت فضع بديك على ركبتيك وفرج بين أصابعك ثم ارفع رأسك حتى يرجع كل عضو إلى مفصله وإذا سجدت فامكن جبهتك من الارض ولا تنقر وصم الليالى البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة . ورجال البزار موثقون . وقال البزار قد روى هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق . وعن أنس بن ملك قال كنت قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الانصار ورجل من ثقيف فسلما عليه ودعيا له دعاء حسنا فقالا يارسول الله جئنا لنسألك فقال ان شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وان شئتما اسكت وتسألاني فعلت فقالا أخبرنا يارسول الله نزدد ايمانا أو يقينا الشك من اسماعيل قال لا أدرى ايهما قال ايمانا أو ايقينا فقال الانصاري للتقفي سل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الثقفى بل انت فسله فانى اعرف لك حقك فسأله فقال اخبرني يارسول الله قال جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه وعن طوافك بالبيت وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما وعن طوافك بالصصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار ومالك فيه وعن نحرك ومالك فيه وعن حلقك ورأسك وما لك فيه وعن طوافك بالبيت بعد ذلك يعنى طواف الافاضة قال والذى بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك قال فانك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة وحط عنك به خطيئة ورفعك درجة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بنى اسماعيل وأما طوافك بين الصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فان الله تبارك وتعالى يهبط إلى السماء الدنيا يباهى بكم الملائكة يقول هؤلاء عبادي جاؤا شعثا شفعاء من كل فج عميق يرجون رحمتى ومعفرتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل وكعدد القطر وكزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شعفتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة ترميها تكفير كبيرة من الكبائر (1) " أنت " سقطت من الاصل فاستدر كناها من الحديث الآتى .
[ 276 ]
الموجبات واما نحرك فمدخور لك عند ربك واما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة قالوا يارسول الله فان كانت الذنوب اقل من ذلك قال اذن يدخر لك في حسناتك واما طوافك بالبيت بعد ذلك يعنى الافاضة فانك تطوف ولاذنب لك يأتي ملك حتى يضع يده بين كتفيك ثم يقول اعمل فيما ييستقبل فقد غفر لك ما مضى قال الثقفى فاخبرني يارسول الله قال حئتنى تسألني عن الصلاة قال والذى بعثك بالحق عنها جئت أسألك قال إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ الوضوء فانك إذا تمضمضت انتثرت الذنوب من منخريك وإذا غسلت وجهك انتثرت الذنوب من شعر عينيك وإذا غسلت يديك انتثرت الذنوب من اظفار يديك وإذا مسحت رأسك انتثرت الذنوب من رأسك وإذا غسلت رجليك انتثرت الذنوب من أظفار قدميك ثم إذا قمت إلى الصلاة فاقر أمن القرآن ما شئت ثم إذا ركعت فأمكن يديك من ركبتيك وافرج بين أصابعك حتى تطمئن راكعا ثم إذا سنجدت فأمكن وجهك من السجود كله حتى تطمئن ساجدا ولا تنقر نقرا وصل من أول النهار وآخره قال يارسول الله أرأيت ان صليته كله قال فأنت إذا أنت . رواه البزار وفيه اسماعيل بن رافع وهو ضعيف . وعن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتخطي إليه رجلان رجل الانصار ورجل من ثقيف فسبق الانصاري الثقفى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للثقفي ان الانصاري قد سبقك بالمسألة فقال الانصاري لعله يارسول ان يكون اعجل منى فهو في حل قال فسأل الثقفي عن الصلاة فأخبره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للانصاري إن شئت خبرتك بما جئت تسأل عنه وان شئت تسألني قأخبرك فقال يارسول الله تخبرني قال جئت تسألني مالك من الاجر إذا اممت البيت العتيق ومالك من الاجر في وقوفك في عرفة ومالك من الاجر في رميك الجمار ومالك من الاجر في حلق رأسك ومالك من الاجر إذا ودعت البيت فقال الانصاري والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره قال فان لك من الاجر إذا أممت البيت العتيق أن لاترفع قدما أو تضعها انت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة وأما وقوفك بعرفة فان الله عزوجل يقول لملائكته يا ملائكتي ما جاء بعبادي
[ 277 ]
قالوا جاءوا يلتمسون رضوانك والجنة فيقول الله عزوجل فأنى أشهد نفسي وخلقي انى قد عفرت لهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج (1) واما رميك الحمار قال الله عزوجل (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون) واما حلقك رأسك فانه ليس من شعرك من شعرة تقع في الارض إلا كانت لك نورا يوم القيامة وأما البيت إذا ودعت فانك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عبدالرحيم بن شروس ذكره ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، ومن فوقه موثقون . وعن ابن عباس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو يعلم الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة . رواه الطبراني في الكبير وفى اسناده من لم أعرفه . (باب فيمن سلم حجه من الذنوب) عن حسل أحد بنى عامر بن لؤى قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في حجته ونحن معه على رجل قد فرغ من حجه فقال له اسلم لك حجك قال نعم يارسول الله قال ائتنف العمل . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو بكر بن أبى سبرة وهو ضعيف جدا . (باب المتابعة بين الجج والعمرة) عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فان متابعة بينهما تنفى الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد . رواه احمد والطبراني في الكبير وقال فان متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق وينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد . وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فأنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم قاله العقيلى ووثقه ابن حبان . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج لعمرة فانهما ينفيان الخطايا كما ينفى (1) أي ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض .
[ 278 ]
الكير خبث الحديد . رواه الطبراني في الكبير وفيه حجاج بن نصير وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اديموا الحج والعمرة فأنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه كلام ومع ذلك فحديثه حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أديموا الحج والعمرة فأنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه على بن زيد وفيه كلام . (باب دخلت العمرة في الحج) عن جبير بن مطعم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر على المروة بمشقص وقال دخلت العمرة في الحج يوم القيامة . رواه البزار وضعفه والطبراني في الكبير وزاد لاصرورة . (باب في العمرة) عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنه . رواه أحمد وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر كل ذلك في ذى القعدة يلبى حتى يستلم الحجر . رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وقد وثق . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مر الظهران في عمرته بلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشا تقول ما يتباعثون من العجف (1) فقال أصحابه لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه وحسونا من مرقه . لاصبحنا غدا حين ندخل على القوم وبنا جمامة (2) قال لا تفعلوا ولكن اجمعوا لي من أزوادكم فجمعوا له وبسطوا الانطاع فاكلوا حتى تولوا وحثا كل واحد منهم في جرابه ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد وقعدت قريش نحو الحجر فاضطبع (1) أي الهزال والضعف (2) أي راحة وشبع وري .
[ 279 ]
بردائه ثم قال لا يرى القوم فيكم غميزة فاستلم الركن ثم دخل حتى إذا تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن الاسود فقالت قريش ما يرضون بالمشى اما انهم لينقزون نقز الظباء ففعل ذلك ثلاثة أشواط فكانت سنة قال ابو الطفيل فاخبرني ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع . رواه أحمد وهو في الصحيح باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن جابر . أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر ثلاث عمر كلها في ذى القعدة احداهن زمن الحديبية والاخرى في صلح قريش والاخرى مرجعه من الطائف زمن حنين من الجعرانة . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن عمر بن الخطاب قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا قبل حجه في ذى القعدة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات الا أن سعيد بن المسيب اختلف في سماعه من عمر وعن ابن عمر أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمر فأذن له فقال يا أخى اشركنا في صالح دعائك . رواه أحمد وفيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف . وعن البراء قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحج . رواه أبو يعلى ورجال ثقات . وعن أبى بكرة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج في بعض عمره وخرجت معه ما قطع التلبية حتى الستلم الحجر . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . (باب العمرة من الجعرانة) عن ابن عباس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف نزل الجعرانة فقسم بها الغنائم ثم اعتمر منها وذلك لليلتين بقيتا من شوال . رواه أبو يعلى من رواية عتبة مولي ابن عباس ولم أعرفه . وعن خالد بن العزى بن سلامة ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه بالجعرانة وأجزره وظل عنده وأمسى عنده خالد ثم ندب النبي صلى الله عليه وسلم العمرة فانحدر النبي صلى الله عليه وسلم ومحرش إلى الوادي حتى بلغا مكانا يقال له أشقاب فقال يامحرش ماء هذا المكان إلى الكدة (1) وماء الكد الخالد وما بقى من الوادي لك يامحرش ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم فحص الكدة بيده فانبجس الماء فشرب ثم ندب النبي صلى الله عليه وسلم العمرة فأرسل خالد إلى رجل من أصحابه يقال له محرش بن عبدالله والنبى صلى (1) الكدة : الارض الغلبظة لانما تكد الماشي فيما أي تتعبه .
[ 280 ]
الله عليه وسلم يومئذ خائف من دخول مكة فسار به طريقا بعد له عن من يخاف من ذلك قد عرفها حتى قضى نسكه وأضحى عند خالد راجعين وأحله محرش يعنى خلفه . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . (باب العمرة في رمضان) عن على يعنى ابن ابى طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة . رواه البزار وفيه حرب بن على ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن ابى طليق ان امرأته قالت له وله جمل وناقة اعطني جملك احج عليه قال هو حبيس في سبيل الله قالت انه في سبيل الله ان احج عليه قالت فأعطني الناقة وحج على جملك قال لا اوثر على نفسي احدا قالت فأعطني من نفقتك قال ما عندي فضل عن ما أخرج به وادع لكم ولو كان معى لاعطيتك قالت فإذ فعلت ما فعلت فاقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام إذا لقيته وقل له الذى قلت لك فلما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأه مها السلام واخبره بالذى قالت له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت أم طليق لو أعطيتها جملك كان في سبيل الله ولو أعطيتها من نفقتك أخلفها الله لك قلت فما يعدل الحج معك قال عمرة في رمضان . رواه الطبراني في الكبير والبزار باختصار عنه ورجال البزار رجال الصحيح . وعن ابن عباس وابن الزبيران النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة قلت حديث ابن عباس في الصحيح رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رمضان . رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم بن كيسان الاعور وهو ضعيف لاختلاطه . وعن أنس بن ملك رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه سلم يقول عمرة في رمضان كحجة معي . رواه الطبراني في الكبير وفيه هلال مولى أنس وهو ضعيف . وعن عروة البارقى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة في رمضان تعدل حجة . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثقه شعبة وسفيان .
[ 281 ]
(باب أين ينحر المعتمر الهدى) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمروة هذه المنحر وكل فجاج مكة وطرقها منحر . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه عبدالله ابن عمر العمرى وفيه كلام وقد وثق . (باب في المرأة تحيض قبل قضاء نسكها) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أميران وليسا بأميرين المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة فليس لاصحابها أن ينفروا حتى يستأمروها والرجل يتبع الجنازة فيصلى عليها ليس له أن يرجع حتى يستأمر أهل الجنازة . رواه البزار وقال لا نعلمه بهذا اللفظ من وجه أحسن من هذا . (باب طواف الوداع) عن ابن عمر قال سمعت عمر بن الخطاب بمنى يقول يا أيها الناس ان النفر غدا فلا ينفرن أحد حتى يطوف بالبيت فان آخر النسك الطواف . رواه أبو يعلى وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب في المرأة تحيض قبل الوداع) عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن صفية حاضت قال لا أراها الا حابستنا قالوا انها قد أفاضت يوم النحر قال فلتنفر . رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وفيه كلام وقد وثق ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة وأم سلمة قالتا حاضت صفية بنت حيى قبل النفر فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكى فقال أحابستنا أنت هل كنت أفضت يوم النحر قالت نعم قال فانفرى قلت حديث عائشة في الصحيح رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس أن أم سليم حاضت بعد ما أفاضت فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنفر . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح .
[ 282 ]
(باب المنزل بعد النفر) عن عمر بن الخطاب قال من السنة النزول بالابطح عشية النفر . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . (باب فيمن مات وعلى حج) عن أنس بن ملك قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبى مات ولم يحج حجة الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت تقضيه عنه قال نعم قال فانه دين عليه فاقضه . رواه البزار والطبراني في الاوسط والكبير واسناده حسن . وعن عقبة بن عامر ان امرأه جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله أحج عن أمي وقد ماتت قالت ارأيت لو كان على امك دين فقضيتيه أليس كان مقبولا منك قالت بلى فأمرها ان تحج عنها وجاءت امرأة فقالت احج بابنى وهو مرضع أو صغير قال نعم ، رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه شريك أبو حاتم وثقه أبو زرعة وابن معين في روايه وضعفه النسائي وابن معين في رواية . وعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج عن أبيه أو عن أمه أجزأ ذلك عنه وعنهما . رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم . وعن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج عن ميت فللذى حج عنه مثل اجره ومن فطر صائما فله مثل اجره ومن دعا إلى خير فله مثل اجر فاعله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه على بن يزيد بن بهرام ولم اجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . (باب الحج عن العاجز) عن سودة قالت جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ان أبى شيخ كبير لايستطيع قال أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيت عنه قبل منك قالت نعم قال فالله ارحم حج عن أبيك . رواه احمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب فيمن حج عن غيره قبل أن يحج عن نفسه) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلبى عن شبرمة قال وما شبرمة قال فذكروا
[ 283 ]
قراته قال أحججت عن نفسك قال لاقال فاحجج عن نفسك ثم حج عن شبرمة . رواه أبو يعلى وفيه ابن أبى ليلى وفيه كلام . وعن جابر قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول لبيك عن شبرمة فقال أحججت عن نفسك قال لاقال حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ثمامة بن عبيدة وهو ضعيف . (باب حج الصبي) عن أنس بن مالك قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يسير إذ أقبلت امرأة معها ابن لها قالت يارسول الله ألهذا حج قال نعم ولك أجر قالت فما ثوبه إذا وقف بعرفة قال يكتب لو الدية به بعدد كل من وقف بالموقف عدد شعر رؤسهم حسنات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خالد بن السماعيل المخزومى وهو متهم بالكذب . (باب ما جاء في مكة وفضلها) عن ابن عباس قال لما خرج رسول اللله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أما والله لاخرج منك وإنى لاعلم أنك أحب بلاد الله الي وأكرمه على الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت يا بنى عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الامر من بعدى فلا تمنعوا طائفا ببيت الله ساعة ما شاء من ليل ولانهار ولولا أن تطغى قريش لاخبرتها ما لها عند الله اللهم انك أذقت أو لهم وبالا فأذق آخرهم نوالا روى الترمذي بعضه رواه أبو يعلى ورجاله ثقات . (باب في حرمة مكة والنهي عن استحلالها) عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حرم حرمه إلى يوم القيامة لا يعضد (1) شجره ولا يحتش حشيشه ولا ترفع لقطته إلا لا نشادها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن أبى عيسى الحناط وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أحلت لى مكة ساعة من نهارو لا تحل لاحد من بعدى وهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها الا لمنشدها قالوا الا الاذخر فانه لقيننا وبيوتنا قال الا (1) أي لا يقطع .
[ 284 ]
الاذخر . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن القاسم وهو ضعيف . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله حرم هذا البيت يوم خلق السموات والارض وصاغه حين صاغ الشمس والقمر وما حياله من السماء حرام وانه لا يحل لاحد من بعدى وانما يحل لى ساعة من نهار ثم عاد كما كان فقيل له هذا خالد بن الوليد يقتل فقال قم يا فلان فائت خالد بن الوليد فقل له يرفع يده من القتل فأتاه الرجل فقال إن نبى الله صلى الله عليه وسلم يقول اقتل من قدرت عليه فقتل سبعين انسانا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فارسل إلى خالد فقال ألم أنهك عن القتل فقال جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه فارسل إليه فقال ألم آمر خالدا أن لا يقتل أحدا فقال أردت أمرا واراد الله أمرا وكان أمر الله فوق أمرك ما استطعت إلا الذى كان فسكت عنه نبى الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فمارد عليه شيئا قلت لابن عباس حديث في الصحيح غير هذا رواه الطبراني في الاوسط وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط . وعن مطيع بن الاسود وكان اسمه العاصى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر بقتل هؤلاء الرهط بمكة يقول لا تغزى مكة بعد هذا العام أبدا . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن حبشي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار يعنى من سدر الحرم قلت رواه أبو داود خلا قوله من سدر الحرم رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . قلت ويأتى باب فيمن قطع السدر في البيع (1) . وعن عبدالله بن عمرو قال اشهد بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يلحد رجل بمكة يقال له عبدالله عليه نصف عذاب العالم . رواه البزار وفيه محمد بن كثير الصغانى وثقه صالح بن محمد وابن سعد وابن حبان وضعفه أحمد . وعن سعيد بن عمرو قال أتى عبدالله بن عمرو عبدالله بن الزبير وهو جالس في الحج فقال يا ابن الزبير اياك والالحاد في حرم الله فانى أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت (1) راجع " رفع الخدر عن قطع السدر " في كتاب الحاوى للفتاوي للسيوطي من مطبوعاتنا .
[ 285 ]
ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها قال فانطر ان لا يكون هو بابن عمرو فانك قد قرأت الكتب وحميت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فانى أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن سعيد بن عمرو قال أتي عبدالله بن عمر رحمه الله ابن الزبير رحمه الله فقال يا ابن الزبير إياك والا لحاد في حرم الله تبارك وتعالى فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه سيلحد فيه رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت قال انظر لا تكنه . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن ابزى عن عثمان بن عفان قال قال له عبدالله بن الزبير حين حصر ان عندي نجائب قد أعددتها لك فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد ان يأتيك قال لا فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبدالله عليه مثل نصف أوزار الناس . رواه أحمد ورجاله ثقات ، ورواه البزار أيضا . قلت وتأتى نحو هذه الاحاديث في الفتن ان شاء الله . وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لقد رأيت قائد القيل وسائمه أعميبن مقمدين يستطعمان بمكة . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب لا يعبد الشيطان بمكة) عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان قد أيس ان يعبد بأرضكم هذه ولكن قد رضى بما تحقرون . رواه احمد . قلت وتأتى احاديث في فضل جزيرة العرب وغيرها في المناقب ان شاء الله . (باب في أمر مكة من الاذان والحجابة وغير ذلك) عن ابى محذورة قال جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الاذان لنا ولموالينا والسقاية لبنى هاشم والحجابة لبني عبدالدار . رواه احمد والطبراني في الاوسط والكبير وفيه هذيل ابن بلال الاشعري وثقه احمد وغيره وضفعه النسائي وغيره . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذطوها يا بنى طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم يعنى حجابة الكعبة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالله ابن المؤمل وثقة ابن حبان وقال يخطئ ووثقه ابن معين في رواية وضعفه جماعة .
[ 286 ]
وعن أبى الطفيل قال خاصم على العباس في السقاية فشهد طلحة بن عبيدالله وعامر بن مخرمة بن نوفل وازهر بن عبد عوف ان النبي صلى الله عليه وسلم دفعها إلى العباس يوم الفتح . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الواقدي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن عبدالله بن زرير قال قال على للعباس قل للنبى يعطيك الخزانة فسأله العباس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أعطيكم ما هو خير لكم من ذلك ما يرزاكم ولا ترزونها فاعطاهم السقاية . رواه أبو يعلى وهو مرسل عبدالله بن زرير لم يدرك القصة ، ورواه البزار عن عبدالله بن ابى زرير عن على عن أبيه قال قلت للعباس سل لنا رسول الله صلى اللله عليه وسلم الجابة فسأله فقال أعطيكم السقاية ترزوكم ولا ترزونها وقلت للعباس سل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعملك على الصدقات فقال ما كنت لاستعملك على غسالة ذنوب الناس . رجاله ثقات . (باب في زمزم) عن أبى ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زمزم طعام طعم (1) وشفاء سقم قلت في الصحيح منه طعام طعم رواه البزار والطبراني في الصغير ورجال البزار رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما على وجه الارض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم وشر ماء على وجه الارض ماء بوادي برهوت بقيه بحضرموت كرجل الجراد من الهوام تصبح تتدفق وتمسى لابلال فيها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات ، وصححه ابن حبان . وعن أبي الطفيل عن ابن عباس قال سمعته يقول كنا نسميها شباعة يعنى زمزم وكنا نجدها نعم العون على العيال . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إبن السبيل أول شارب يعنى من زمزم . رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات . وعن السائب أنه كان يقول اشربوا من سقاية العباس فانه من السنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم استهدى سهيل بن عمرو من ماء زمزم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالله بن المؤمل المخزومي وثقه ابن سعدوا بن حبان وقال يخطئ وضعفه جماعة . وعن أبي الطفيل قال (1) أي يشبع الانسان إذا شرب منها كما يشبع من الطعام .
[ 287 ]
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى زمزم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالله بن المؤمل المخزومي وثقه ابن سعد وابن حبان وقال يخطئ وضعفه جماعة . وعن حبيب ابن أبى ثابت قال سألت عطاء أحمل ماء زمزم فقال قد حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمله الحسن وحمله الحسين . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن أبى الطفيل قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى زمزم فقال انزعوا اسقوا فلولا انى أخاف ان تغلبوا عليها لنزعت . رواه البزار وفيه محمد بن مهزم الشعاب بصرى روى عنه أبو داود الطيالسي وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهما ويقال له الزمام ذكره ابن ما كولا عن خط الصوري في مهزم بكسر الميم وفتح الزاى وتخفيفها وثقه ابن معين وأبو حاتم . وعن عثمان بن عفان ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى زمزم فقال انزعوا ولولا ان تغلبوا عليها لنزعت . رواه البزار وفيه سعيد ابن عبدالملك بن واقد قال أبو حاتم يتكلمون فيه ، قال ورأيت فيما حدث احاديث منا كير . وعن ابن عباس قال كان ابو طالب يعالج زمزم فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة وهو غلام . رواه البزار وفيه النضر أبو عمر وهو متروك . (باب مقالم الخطيب بمكة) عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب وظهره إلى الملتزم . رواه احمد والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن المؤمل وفيه كلام وقد وثق . (باب الدعاء لمكة) عن ابن عباس قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في مكتنا . رواه الطبراني في الكبير في حديث طويل يأتي في فضل المدينة ان شاء الله وفيه اسحاق بن عبدالله بن كيسان وهو ضعيف . (باب ما جاء في الكعبة) عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أهبط الله آدم (1) إلى الارض بكى على الجنة ملئة خريف ثم نظر إلى سعة الارض فقال أي رب أما لارضك عامر (1) في الاصل " جبريل "
[ 288 ]
يسكنها غيرى فأوحي الله إليه أن بلى فانها سترفع بيوت يذكر فيها اسمي وسأبوئك منها بيتا أختصه بكرامتي وأحلله عظمتي وأسميه بيتى وأنظقه بعظمتي ولست أسكنه وليس ينبغى لى أن أسكن البيوت ولا يسعنى ولكن على عرشى وكرسي عظمتي وليس ينبغى لشئ مما خلقت أن يخرج من قبضتي ولا من قدرتي وتعمره يا آدم ماكنت حيا ثم تعمره القرون من بعدك أمة بعد أمة قرنا بعد قرن حتى ينتهي إلى ولد من أولادك يقال له ابراهيم اجعله من عماره وسكانه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن عمرو البجلى واسماعيل بن عياش وكلاهما فيه كلام وقد وثقا ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو قال لما أهبط الله آدم من الجنة قال انى مهبط معك بيتا أو منزلا يطاف حوله كما يطاف حول عرشى ويصلى عنده كما يصلى حول عرشى فلما كان زمن الطوفان رفع وكان الانبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه فبواه لابراهيم فبناه من خمسة أجبل حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الخير فتمتعوا منه ما استطعتم . رواه الطبراني في الكبير موقوفان ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال لما أهبط الله آدم بارض الهند ومعه غرس من غرس الجنة فغرس بها وكان رأسه بالسماء ورجلاه بالارض وكان يسمع كلام الملائكة فكان ذلك يهون عليه وحدته فغمر عمرة فتطأطأ إلى سبعين ذراعا فانزل الله عزوجل انى منزل عليك بيتا يطاف حوله كما تطوف حول عرشي الملائكة ويصلى عنده كما تصلى الملائكة حول عرشي فاقبل نحو البيت فكان موصغ كل قدم قرية وما بين قدميه مفازة حتى قدم مكة فدخل من باب الصفا فطاف بالبيت وصلى عنده ثم خرج إلى الشام فمات بها . رواه الطبراني في الكبير وفيه النهاس بن فهم وهو متروك (1) . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال وضع البيت قبل الارض بالفى سنة فكان البيت ربدة بيضاء حتى كان العرش على الماء وكانت الارض تحته كأنها خسفة فدحيت منه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو (1) بلغ مقابلة بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الاصل بخط المصنف رحمه الله ورضى عنه في الثالث والثلاثين .
[ 289 ]
قال وضع الحرم قبل الارض بالفى عام ودحيت الارض من تحته قال مجاهد قوله (فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم) قال لو قال أنئدة الناس لازد حمت عليه فارس والروم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى الطفيل قال كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم (1) وكانت قدر ما يفتحهما العناق وكانت غير مسقوفة انما توضع ثيابها عليها ثم تسدل سدلا عليها وكان الركن الاسود موضوعا على سورها تأدبا وكانت ذات ركنين كهبأة الحلقة فأقبلت سفينه من أرض الروم حتى أذا كانوا قريبا من جدة تكسرت السفينة فخرجت قريش ليأخذوا خشبها فوجدوا روميا عندها فاخذوا الخشب أعطاهم إياه وكانت السفينة تريد الجليثية وكان الرومي الذى في السفينة نجارا فقدموا وقدموا بالرومي فقالت قريش نبنى بهذا الخشب الذى في السفينة بيت ربنا فلما أرادوا هدمه اذاهم بحية على سور البيت مثل قطعة الحائر سوداء الظهر بيضاء البطن فجعلت كلما دنا أحد إلى البيت ليهدمه أو يأخذ من حجارته سعت إليه فاتحة فاها فاجتمعت قريش عند المقام فعجوا إلى الله عزوجل فقالوا ربنا لم نرع اردنا تشريف بيتك وترتيبه فان كنت ترضى بذلك والا فافعل ما بدالك فسمعوا خوارا في السماء فاذاهم بطائر أسبود الظهر أبيض البطن والرجلين اعظم من البشر فغرزء مخاليبه في رأس الحية حتى انطلق بها يجر ذنبها اعظم من كذا وكذا ساقطا فانطلق نحوا جناد فهد متها قريش وجعلوا يبنونها بحجارة الوادي تحملها قريش على رقابها فرفعوها في السماء عشرين ذراعا فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يحمل حجارة من اجناد وعليه نمرة (2) فضاقت عليه النمرة فذهب يضع النمرة على عاتقه فترى عورته من صغر النمرة فنودى يا محمد خمر عورتك فلم يرعريانا بعد ذلك وكان يرى بين بناء الكعبة وبين ما أنزل عليه خمس سنين وبين مخرجه وبنيانها خمس عشرة سنة . رواه الطبراني في الكبير بطوله ، وروى أحمد طرفا منه ورجالهما رجاله الصحيح . وفى رواية رومى يقال له بلعوم وقال فنودى يا محمد استر عورتك وذلك أول مانودى والله اعلم . قال ابو الطفيل فاستعرضت قريش بعض الخشب . وعن العباس بن عبدالمطلب قال كنا ننقل الحجارة إلى البيت حين كانت قريش تبنى البيت فانفردت قريش رجلان رجلان ينقلان (1) أي من صخور . (2) أي كساء مخطط .
[ 290 ]
الحجارة وكانت النساء تنقل الشيل فكنت أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ننقل الحجارة على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة فأذا غشينا الناس ائتزرنا فبينا أنا أمشى ومحمد صلى الله عليه وسلم أمامي ليس عليه إزارخر محمد صلى الله عليه وسلم فانبطح فالقيت حجري وجئب اسعى فإذا هو ينظر إلى السماء فوقه قلت ما شأنك فقام فأخذ إزاره وقال نهيت أن أمشى عريانا قال فكنت اكتمها الناس مخافة أن يقولوا مجنون حتى أظهر الله نبوته . رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري والطيالسي وضفعه جماعة . وعن مرثد بن شر حبيل انه حضر ذلك قال أدخل عبد الله بن الزبير على عائشة ناسا من خيار قريش وكبرائهم فأخبرتهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا حداثة عهد قومك بالشرك لبنيت البيت على قواعد ابراهيم واسماعيل عليهما السلام هل تدرون لم قصروا عن قواعد ابراهيم واسماعيل قلت لاقال قصرت بهم النفقة قال وكانت الكعبة قد وهت من حريق اهل الشام فهدمها وأنا يومئذ بمكة فكشف عن ربض (1) في الحجر أخذ بعضه ببعض فتركه مكشوفا ثلاثة أيام يشهد عليه قال فرأيت ربضة ذلك كحلف الابل خمس حجارات وجه حجر ووجه حجر ووجه حجر ووجه حجران قال فرأيت الرجل يدخل العتلة (2) فيهرقها من ناحية الركن فيهتز الركن الآخر قال ثم بناه على ذلك الربض ووضع فيه بابين لاصقين بالارض شرقيا وغربيا فلما قتل ابن الزبير هدمه الحجاج من نحو الحجر ثم أعاده على ما كان عليه فكتب إليه عبد الملك وددت أنك تركت ابن الزبير وما عمل قال مرثد وسمعت ابن عباس يقول لو وليت منه ماولى ابن الزبير أدخلت الحجر كله في البيت فلم يطفل به ان لم يكن من البيت . رواه الطبراني في الكيبر ومرثد هذا ذكره ابن أبى حاتم ولم يذكر فيه جرحا ، وبقية رجاله ثقات . وعن عروة قال لما حرقت الكعبة تثلمت فقال ابن الزبير لو مسكن أحدكم كان هكذا ما رضى حتى يغيره وقد ثبت من رأيي نقضها وبناؤها وشاور الناس في ذلك فقال ابن عباس دعها على ما تركها رسول الله صلى (1) الربض بضم الراء وسكون الباء : الساس البناء وقيل وسطه . (2) هي عمود من حديد يقلع به الشجر والحجر ويهدم به .
[ 291 ]
الله عليه وسلم قال إنما بك البخل في النفقة فأنا أنفق عليها من مالى قال ثم ثبت فنقضها قال وهرب الناس عن مكة وارتقي في الكعبة ومعه مولى له حبشي اسود فجعل يهدم وأعانهما الناس فما ترحلت الشمس حتى ألزقوها بالارض ثم سأل من أين حملت حجارتها في الجاهلية فوصف له فأمر بحملها من ذلك الجبل حتى حمل من ذلك ما يريد ثم قال اشهد لسمعت عائشة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لولا أن قومك عهدهم بالجاهليه حديث لنقضت الكعبة وألزقتها بالارض فان قومك إنما رفعوها لان لايد خلها إلا من شاوا ولجعلت لها بابا غربيا وذكر الآخر بما لا أحفظة يدخل من هذا ويخرج من هذا ولا لحقتها بأساس ابراهيم فأن قومك استقصروا في شأنها وتركوا منها في الحجر قال ثم حفر الاساس حتى وقع على أساس ابراهيم عليه السلام قال فكان يدخل العتلة من جابت من جوانبها فتهتز جوانبها جميعا ثم بناها على ما زاد منها في الحجر فرفعها وكان طولها يوم هدمها ثمان عشرة ذراعا فلما زاد فيها استقصرت فقال ابن له زد فيها تسع أذرع ووضع فيها ثلاث دعائم فلما ولى عبدالملك قتل ابن الزبير كتب إليه الحجاج أن سد بابها الذى زاد ابن الزبير ويكسفها على ما كانت عليها وتطرح عنها الزيادة التى زاد ابن الزبير من الحجر ففعل ذلك وبناؤه الذى فيه اليوم بناء ابن الزبير الا ما غير الحجاج من ناحية الحجر وكبسه الذى كبسه الحجاج . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عكرمة ثقال مر ابن الزبير وابن عباس في المسجد وأهل الشام يرمونها من فوق أبى قبيس الجبل بالمنجنيق بالحجارة فارسل الله عليهم صاعقة فأحرقت منجنيقهم وأحرقت تحته أربع قال أناس من بنى أمية لا يهولنكم فانها أرض صواعق فارسل الله عليهم أخرى فاحرقت منجنيقهم وأحرقت تحته أربعين رجلا قال فبيناهم كذلك أتاهم موت يزيد بن معاوية فتفرق أهل الشام قلت فذكر الحديث بنحو ما يأتي في كتاب الفتن ان شاء الله رواه الطبراني في الكبير وفيه هلال بن جناب وهو ثقة وفيه كلام . وعن مجاهد عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبنى الكعبة في الجاهلية قال ولي حجر أنا أنحته بيدى أعبده من دون الله تعالى وأجئ باللبن الخاتر الذي انفسه عليه نفسي فأصبه عليه فيجئ الكلب
[ 292 ]
فيلحسه ثم يشغر (1) فيبول فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر وما يرى الحجر أحد فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءي منه وجه الرجل فقال بطن من قريش نحن نضعه وقال آخرون نحن نضعه قال اجعلوا بينكم حكما قالوا أول رجل يطلع من الفج فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أتاكم الامين فقالوا له فوضعه في ثوب ثم دعا بطونهم فاخذوا بنواحيه معه فوضعه هو صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وفيه هلال ابن جناب وهو ثقة وفيه كلام ، وبقية رجاله رجاله الصحيح . (باب في حرمتها) عن ابن عباس قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال الا إله الا الله ما أطيبك وأطيب ريحك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة منك ان الله جعلك حراما وحرم من المؤمن ماله ودمه وعرضه وأن نظن به ظنا سيئا . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن أبى جعفر وهو ضعيف وقد وثق . وعن حو يطب ابن عبدالعزى قال كنا جلوسا بفناء الكعبة في الجاهلية فأتت امرأة البيت تعوذ به من زوجها فمد يده إليها فيبست فلقد رأيته في الاسلام وانه لاشل . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . (باب في مفتاح الكعبة) عن جبير بن مطعم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان بن طلحة حين دفع إليه مفتاح الكعبة هاشم غيبه قال فلذلك تغيب المفتاح . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وقد تقدم أمر حجابة البيت والسقاية . (باب فيما ينزل على الكعبة والمسجد من الرحمة) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ينزل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ينزل على هذا البيت ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين . رواه الطبراني في الكبير والاوسط الا أنه قال ينزل على هذا المسجد مسجد مكة . وفيه يوسف بن السفر وهو متروك . وفي روايه وأربعون للعا كفين بدل المصلين . (1) أي يرفع احدى رجليه ليبول .
[ 293 ]
(باب خول الكعبة) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفورا له . رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه عبدالله بن المؤمل وثقه ابن سعد وغيره وفيه ضعف . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل البيت عام الفتح ودخل في الحج فلما نزل صلى أربع ركعات أو ركعتين بين الحجر والباب مستقبل البيت وقال هذه القبلة قلت له حديث في الصحيح غيره هذا رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق . وعن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت ومعه الفضل وقام بلال عليه الباب قلت له حديث في الصحيح غير هذا . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن عائشة أنها قالت يارسول الله كل أهلك قد دخل البيت غيري فقال ارسلي إلى شيبة فيفتح لك الباب فارسلت إليه فقال شيبة ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا اسلام بليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم صل في الحجرة فان قومك استقصروا على بناء البيت حين بنوه . رواه أحمد والطبراني في الاسط أبسط منه فيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط . (باب الصلاة في الكعبة) عن ابن عباس قال حدثنى الفضل بن عباس وكان معه حين دخلها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلى في الكعبة ولكنه لما دخلها وقع ساجدا بين العمودين ثم جلس يدعو . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن ابن عباس ان الفضل بن العباس أخبره أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلى في الكعبة ولكنه لما خرج فنزل ركع ركعتين عند باب البيت . رواه احمد وروى الطبراني معناه في الكبير ، ورجال احمد رجال الصحيح . وعن الفضل بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قام في الكعبة فسبح وكبر ودعا واستغفر ولم يركع ولم يسجد . رواه الحمد والطبراني في الكبير بنحوه ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس أنه كان يقول ما أحب أصلى في الكعبة من صلى فيها فقد نزل شيئا خلفه ولكن حدثنى اخى ان النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها خربين العمودين
[ 294 ]
ساجدا ثم قعد فدعا ولم يصل . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . (باب ثان في الصلاة في الكعبة) عن ابن عباس قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى بن الساريتين ركعتين ثم خرج فصلى بين باب البيت وبين الحجر ثم قال هذه القبلة ثم دخل مرة اخرى فقام يدعو ولم يصل قلت له في الصحيح أنه دخل فدعا ولم يصل فقط رواه الطبراني في الكبير وفيه ابو مريم روى عن صغار التابعين ولم أعرفه ، وبقية رجاله موثقون وفيه بعضهم كلام . (باب ثالث في الصلاة في الكعبة) عن عثمان بن طلحة ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ركعتين قال حسن في حديثه وجاهك حين يدخل بين الساريتين . رواه احمد والطبراني في الكبير ورجاله احمد رجال الصحيح . وعن أبى الشعثاء قال خرجت حاجا فدخلت البيت فلما كنت عند الساريتين مضيت حتى لزقت بالحائط وجاء ابن عمر حتى قام ألى جنبى فصلى أربعا قال فما صلى قلت له أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من البيت قال ها هنا أخبرني أسامة بن زيد أنه صلى فقلت له كيف صلى قال عليه هذا أجدني ألوم نفسي إنى مكثت معه عمرا ثم لم أسأله كم صلى قال فلما كان العام المقبل خرجت حاجا قال فجئت حتى قمت في مقامة قال فجاء ابن الزبير حتى قام إلى جنبى فلم يزل يزاحمنى حتى أخرجنى منه ثم صلى فيه أربعا . رواه احمد والطبراني في الكبير بمعناه ورجاله رجاله الصحيح . وعن أبى هريرة قال لما كان يوم الفتح بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم عثمان بن طلحة ان ابعثى إلى بمفتاح الكعبة فقالت لا واللات والعزى لا أبعث به إليك فقال قائل ابعث إليها قسرا فقال ابنها عثمان يارسول الله إنها حديثة عهد بكفر فابعثني إليها حتى آتيك قال فذهب إليها فقال يا أمتاه انه قد جاء أمر غيره الذى كان وانه ان لم تعطنى المفتاح قتلت قال فأخرجته فدفعته إليه فجاء به يسعى فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم عثر
[ 295 ]
فانتثر المفتاح من يده فقام النبي صلى الله عليه وسلم فجثا عليه بثوبه فأخذه ثم جاء إلى الباب أحسبه قال ففتحه ثم قام عند اركان البيت وأرجائه يدعو ثم صلى ركعتين بين الاسطوانتين . رواه البزار وفيه زيد بن عوف وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن ابن صفوان قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قلت لالبس ثيابي فكانت داري على الطريق فذكر الحديث إلى ان قال فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت من كان معه أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ركعتين عند السارية الوسطى عن يمينها . رواه البزار وفيه حديث عمر بن الخطاب أنه صلى ركعتين ، ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ومعه عثمان بن شيبة وبلال فنزاحمت حتى أتيت الباب فوافقته قد خرج فسألتهما كيف صنع فقالا صلي ركعتين بين العمودين قلت حديث بلال في الصحيح رواه البزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق . وعن أنس ابن ملك انه سئل أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت قال بين العمودين . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عيسى بن راشد الثقفي وفيه كلام . وعن ابن عمر قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة ومعه بلال وأسامة وعثمان وقد أحاف عليهم الباب فجئت فقعدت بالرض فمكثوا فيه مليا فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيت الدرج فدخل البيت فقلت أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا ههنا ونسيت أن أسأل كم صلى قلت حديث بلال في الصحيح رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن ابن الزجاج قال قلت لشيبة بن عثمان يا أبا عثمان انهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فلم يصل فيها فقال كذبوا لقد صلى ركعتين بين العمودين ثم ألصق بهما بطنه وظهره . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن الزجاج ولم أجد من ترجمه . وعن مشافع بن شيبة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فصلى ركعتين فرأى بها تصاوير فقال يا شيبة اكفني هذه التصاوير فاشتد ذلك على شيبة فقال له رجل من أهل فارس أن شئت طلبتها والطختها بزعفران ففعل . رواه الطبراني في الكبير ومسافع لم أجد من ترجمه . وعن مسافع بن شيبة قال حدثنى أبى عن جدى أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى خلف الاسطوانة من
[ 296 ]
البيت ركعتين وفى البيت أو قال الكعبة ثلاث أساطين . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . وعن مسمع العجلى الرام قال حدثنى شيخ من الحجبة يقال له مسمع ورأني أصلى خلف الاسطوانة الوسطى من البيت فقال حدثني أبى عن جدى أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى خلفها ركعتين . رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم . وعن عبدالرحمن بن صفوان قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فدخلت بين رجلين منهم فقلت كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى في البيت قال صلى ركعتين بين الاسطوانتين عن يمين البيت . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أم ولد شيبة وكانت قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا شيبة ففتح البيت فلما دخله ركع وقرع جبينه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وقلت ويأتى في الصلاة في المسجد الحرام وغيره في فضل المدينة ان شاء الله . (باب التحفظ من المعصية فيها وفيما حولها) عن عائشة قالت ما زلنا نسمع اساف ونائلة رجل وامرأة من جرهم زنيا في الكعبة فمسخا حجرين . رواه البزار وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وهو ضعيف . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان أساف ونائلة رجل وامرأة زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين فكانا بمكة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خالد ابن يزيد العمرى وهو كذاب . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنفر من قريش وهم جلوس بقباء فقال انظروا ما تعملون فيها فانها مسؤلة عنكم عتخبر عنكم وعن أعمالكم واذاكروا أن ساكنها من لا يأكل الربا ولا يمشى بالنميمة . رواه البزار وفيه ليث بن أبى سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . (باب منعه من الجبابرة) عن عبدالله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما سمى البيت العتيق لانه أعتق من الجبابرة فلم ينله جبار قط ، أو لم يقدر عليه جبار . رواه البزار وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث قيل ثقة مأمون وقد ضعفه الائمة أحمد وغيره ، وبقية رجاله ثقات .
[ 297 ]
(باب إجارة بيوت مكة) عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل إجارتها ولا رباعها يعنى مكة . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر وهو ضعيف . (باب في مسجد الخيف) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى كانى أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان (1) وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام من ليف عليه ضفيرتان . رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وقد اخنلط . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مسجد الخيف قبر سبعون نبيا . رواه البزار ورجاله ثقات . (باب في غار جبل ثور) عن ابى هريرة ان ابا بكر الصديق قال لابنه يا بنى إن حدث في الناس حدث فائت الغار الذى اختبأت فيه انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فكن فيه فانه سيأتيك فيه رزقك غدوة وعشية . رواه البزار وفيه موسى بن مطير وهو كذاب . (باب تجديد أنصاب الحرم) عن الاسود بن خلف ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجدد أنصاب الحرم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن السود وفيه جهالة . (باب في مقبرة مكة) عن ابن عباس قال لما أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على المقبرة وهي على طريقه الاولى أشار بيده وراء الصفرة أو قال وراء الصغير شك عبد الرزاق قال نعم المقبرة هذه فقلت للذى أخبرني أخص الشعب قال هكذا قال ولم يخبرني أنه خص شيئا الا كذلك أشار بيده وراء الصغيره أو قال الصفيرة وكنا نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الشعب المقابل البيت . رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني في الكبير الا أنه قال الصفيرة أو قال الظهيرة فقال نعم المقبرة هذه فقلت للذى خبرني خص الشعب (1) القطوانية : عباءة بيضاء قصيرة الخمل .
[ 298 ]
فقال هكذا كنا نسمع ان النبي صلى الله عليه وسلم خص الشعب المقابل البيت . وفيه ابراهيم ابن أبى خداش حدث عنه ابن جزيج وابن عيينة كما قال أبو حاتم ولم يضعفه أحد ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب خروج أهل مكة منها) عن عمر بن الخطاب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج أهل مكة منها ولا يعمرونها الا قليلا ثم تعمر وتمتلئ وتبنى ثم يخرجون منها ولا يعودون إليها . رواه أحمد وأبو يعلى وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن . وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب في هدم الكعبة) عن عبدالله بن عمرو قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأنى أنظر إليه أصيلع أقيرع يصرب عليها بمسحاته (1) ومعوله . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن سعيد بن سمعان قال سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل البيت الا أهله فإذا استحلوه فلا تسل عن هلكة العرب ثم تأتى الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه قلت في الصحيح بعضه رواه أحمد ورجاله ثقات . (باب فضل مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فتحت البلاد بالسيف وفتحت المدينة بالقرآن . رواه البزار وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف (2) . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قبة الاسلام ودار الايمان وأرض الهجرة ومبوأ الحلال والحرام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن ميناقالون وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات . وعن رافع بن خديج انه كان جالسا عند منبر مروان بن الحكم بمكة ومروان يخطب الناس فذكر مروان مكة وفضلها ولم يذكر المدينة فوجد رافع في نفسة من ذلك وكان قد أسن فقام إليه فقال أين هذا المتكلم أراك قد (1) أي مجرفته (2) بل هو كذاب كذبه الجمهور . انتهى هامش الاصل .
[ 299 ]
أطنبت في مكة وذكرت فيها فضلا وما سكت عنه من فضلها أكثر ولم تذكر المدنية وأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المدينة خير من مكة . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبدالرحمن بن داود وهو مجمع على ضعفه . (باب فيما اشترط على أهلها) عن ذى مخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عزوجل الطلع إلى المدينة وهى بطحاء قبل أن تعمر ليس فيها مدرة ولا وبر فقال يا أهل يثرب انى مشترط عليكم ثلاثا وسائق اليكم من كل الثمرات لاتعصى ولا تغلى ولا تكرى فان فعلت شيئا من ذلك تركتك كالحرور لا يمنع من أكله . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد ابن سنان والشامي وهو ضعيف . (باب تطهيرها من الشرك) عن العباس بن عبدالمطلب قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فالتفت إليها فقال ان الله قد برأ هذه الجزيرة من الشرك ، وفى رواية ان الله قد طهر هذه القرية من الشرك ان لم تضلهم النجوم . رواه أبو يعلى والبزار بنحوه والطبراني في الاوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس ، وبقية رجال أبى يعلى ثقات . وله طريق في الادب . وعن على بن أبى طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الشياطين قد يئست ان تعبد ببلدي هذا يعني المدينة وبجزيرة العرب ولكن التحريش بينهم . رواه البزار وفيه السكن بن هرون الباهلى ولم أحد من ترجمه . (باب ان الايمان ليأرز إلى المدينة) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الايمان ليأرز (1) إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها . رواه البزار وقال هكذا رواه يحى بن سليم الطائفي ورواه غيره عن عبيدالله بن عمر عن حبيب عن حفص عن أبى هريرة وهو الصواب . قلت يحى بن سليم من رجال الصحيحين ، وقد يكون روى عن ابن عمرو أبى هريرة فلا مانع فأن رجاله ثقات . (1) أي ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها .
[ 300 ]
(باب في اسمها) عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله عزوجل هي طابة هي طابة . رواه احمد وابو يعلى ورجاله ثقات . وعن يذيح قال وفد عبدالله بن جعفر إلى عبدالملك بن مروان فدخل عليه وعنده يحيى بن عبد الحكم فسأله فقال كيف تركت خبثة يعنى المدينة فقال عبدالله سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة وتسميها خبثة . رواه الطبراني في الكبير وبذيح لم أجد من ترجمه . (باب الترغيب في سكناها) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على أهل المدينة زمان ينطلق الناس منها إلى الارياف يلتمسون الرخاء فيجدون رخاء ثم يأتون فيتحملون باهليهم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون . رواه احمد والبزار ورجال البزار رجال الصحيح . وعن أفلح مولى ابي ايوب الانصاري أنه مر يزيد بن ثابث وابى أيوب وهما قاعدان عند مسجد الجبائر فقال أحدهما لصاحبة تذكر حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد الذي نحن فيه قال نعم عن المدينة سمعته يزعم أنه سيأتي على الناس زمان تفتح فيه فتحات الارض فيخرج إليها رجال يصيبون رخاء وعيشا وطعاما فيمرون على إخوان لهم حجاجا أو عمارا فيقولون ما يقيمكم في لاواء العيش وشدة الجوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاهب وقاعد حتى قالها مرارا والمدينة خير لهم لا يثبت فيها احد فيثبت على لاوائها (1) وشدتها حتى يموت الا كنت له يوم القيامة شهيدا أو شفيعا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبى أسيد الساعدي قال انا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبدالمطلب فجعلوا يجرون النمرة (2) على وجهه فتكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا اصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الارياف فيصيبون منها مطعما (1) اللاواء : الشدة وضيق المعيشة . (2) كساء مخطط .
[ 301 ]
وملبسا ومركبا أو قال مراكب فيكتبون إلى اهليهم هلم إلينا فانكم بأرض مجاز جدوبة والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . (باب النهى عن هدم بنيانها) عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن آطام (1) المدينة أن تهدم . رواه البزار عن الحسن بن يحيى ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . (باب اتخاذ أصول بها) عن سهل بن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به ومن لم يكن له بها أصل فليجعل له بها أصلا فليأتين على الناس زمان يكون الذى ليس له بها أصل كالخارج منها المجتاز إلى غيرها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ذكرهم ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهم جرحا . (باب فيمن صام رمضان بالمدينة وشهد بها جمعة) عن بلال بن الحارث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن كثير وهو ضعيف . (باب في حرمتها) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبى حرم وحرمي المدينة اللهم إنى أحرمها بحرمك ان لا تأوى بها محدثا ولا يختلى خلاها ولا يعضد (2) شوكها ولا تؤخذ لقطتها الا لمنشدها . رواه أحمد واسناده حسن . وعن أبى ججيفة انه دخل على علي فدعا بسيفه فأخرج من بطن السيف أديما عربيا فقال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم غير كتاب الله الذى أنزل الا وقد بلغته غير هذا فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله لكل نبى حرم وحرمي المدينة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون وفى بعضهم كلام . وعن جابر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل المدينة مثل الكير وحرم ابراهيم عليه السلام مكة وانا أحرم (1) الآطام : الابنية المرتفعة . (2) أي لا يقطع .
[ 302 ]
المدينة وهي كمكة حرام ما بين حرتيها وحماها كلها لا يقطع منها شجرة الا ان يعلف منها ولا يقربها ان شاء الله الطاعون ولا الدجال والملائكة يحرسونها على أنقابها وأبوابها وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ولا يحل لاحد يحمل فيها سلاحا لقتال ، قلت لجابر حديث في حرم المدينة غير هذا قلت في الصحيح طرف من أوله رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المدينة حرام قال فذكر الحديث وزاد فيه حميد ولا يحمل فيها سلاح لقتال قلت حديث أنس في الصحيح خلا حمل السلاح رواه أحمد وفيه مؤمل بن اسماعيل وهو موثق وفيه كلام . وعن أبى اليسر أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتى المدينة . رواه الطبراني في الكبير وفيه راو لم يسم . وعن يسر بن عمرو قال سألت سهل بن حنيف قلت أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في المدينة شيئا قال سمعته يقول انها حرام آمن انها حرام آمن . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (باب أعلام حدودها) عن كعب بن ملك قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم السحرة بالمدينة بريدا في بريد وأرسلني فاعلمت على الحرم على شرف ذات الحبش وعلى شريث وعلى أشراف محيض وعلى نبت . رواه الطبراني في الاوسط ، وله في الكبير بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم على حدود الحرم فقط ، وفى طرقه عبد العزيز بن عمران بن أبى ثابت هو ضعيف . وعن جابر قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بريدا من نواحيها كلها . رواه البزار وفيه الفضل بن مبشر وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن الحارث بن نافع بن مليث الجهنى أنه سأل جابر بن عبدالله فقال لنا غنيم وغلمان ونحن وهم بثرير وهم يخبطون (1) على غنمهم هذه الثمرة يعني الحبلة قال خارجة وهى تمر الثمر فقال جابر لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هشواهشا (2) ثم قال جابر ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمنع ان يقطع المسد ، قال خارجة والمسد مرود البكرة قلت رواه أبو داود باختصار رواه الطبراني في (1) الخبط : ضرب الشجرة بالعصا ليسقط ورقها (2) أي انثروه نثرا برفق ولين .
[ 303 ]
الاوسط واسناده حسن . قلت وتاتى أحاديث تتضمن حرمتها وغير ذلك ان شاء الله (باب حرمة صيدها) عن شر حبيل يعني ابن سعد قال أخذت نهسا (1) يعنى طائرا بالاسواف (2) فاخذه مني زيد بن ثابت فارسله وقال أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها (3) . وفيه رواية أتانا زيد بن ثابت ونحن في حائط لنا ومعنى فخاخ ننصب بها فصاح وطردنا وقال ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم صيدها . رواه أحمد والطبراني في الكبير وشر حبيل وثقة ابن حبان وضعفه الناس . وعن زيد بن ثابت انه وجد غلمانا قد ألجؤا ثعلبا إلى زاوية فطردهم عنه قال مالك لا اعلمه إلا قال في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هذا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن عباد الزرقي انه كان يصيد العصافير في بئر اهاب وكانت لهم قال فرأني عبادة بن الصامت وقد اخذت العصفور فينتزعه منى ويقول أي بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها كما حرم ابراهيم مكة . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن عباد الزرقي ولم اجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن يحيى بن عمارة عن جده ابى حسن قال دخلت الاسواف فاثرت قال القوار يرى مرة فاخذت دبسيين (4) قال وامهماتر شرش عليهما وانا اريد ان آخذهما قال فدخل على ابو حسن فاخذ متيخة (5) فضربني بها فقالت امرأة منا يقال لها مريم لقد تعست من عضده من تكسير المتيخة قال وقال لى ألم تعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتى المدينة . رواه عبدالله بن احمد والطبراني في الكبير ورجال المسند رجال الصحيح . وعن عبدالله بن سلام قال ما بين كذا وأحد حرام حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت لاقطع به شجرة ولا أقتل به طائرا . رواه احمد والطبراني في الكبير إلا انه قال ما بين عير وأحد حرام . ورجاله ثقات . وعن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف قال اصطدت طيرا بالقنبلة موضع بالمدينة (1) هو طائر يشبه الصرد يديم تحريك رأسه وذنبه يصطاد العصافير ويأوي إلى المقابر (2) موضع بالمدينة (3) اللابة : الحرة وهى الارض ذات الحجارة السود ، والمدينة ما بين حرتين (4) الدبسي : الطائر الصغير (5) أي عصا .
[ 304 ]
فلحقني أبى عبدالرحمن بن عوف فقال أي بني من أين أخذته قلت من القنبلة موضع بالمدينة فعرك أذنى ثم أخذه فأرسلة فقال إن رسول الله صلي الله عليه وسلم حرم صيد ما بين لابتيها . رواه البزار وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك . وعن كعب بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتى المدينة ان يصاد وحشها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خارجة بن عبد الله بن عبدالملك ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبى أيوب أنه وجد غلمانا قد الجأوا ثعلبا إلى زاوية فطرده ولا أعلمه الا قال في حرم الله تفعل هذا . رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن حماس ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن عمرو بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن بقطع المسد والقائمتين والمتخذة عصا للدابة رواه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن عبدالله المزني وهو متروك . (باب جامع الدعاء لها) عن ابى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثم صلى بارض سعد بأصل الحرة عند بيوت الغنائم قال اللهم ان ابراهيم خليلك وعبدك دعاك لاهل مكة وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لاهل المدينة مثل ما دعاك به ابراهيم لمكة ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم اللهم حبب الينا المدينة كما حببت الينا مكة واجعل ما بها من وباء سخم اللهم انى حرمت ما بين لابتيها كما حرمت على لسان ابراهيم الحرم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوما نظر إلى قبل الشام فقال اللهم اقبل بقلوبهم ونظر إلى العراق فقال مثل ذلك ونظر كل أفق ففعل ذلك وقال اللهم ارزقنا من ثمرات الارض وبارك لنا في مدنا وصاعنا . رواه أحمد والبزار واسناده حسن . وعن سفيان بن أبى زهير أن فرسه اعيت بالعقيق وهم في بعث بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليه يستحمله فزعم سفيان كما ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج معه يبتغى له بعيرا فلم يجده الا عند أبى جهم بن حذيفة العدوى فساومه به فقال له أبو جهم لا أبيكه يارسول الله ولكن خذه فاحمل عليه من شئت فزعم أنه أخذه منه ثم خرج حتى إذا بلغ بئر الاهاب زعم أن رسول الله صلى الله عليه
[ 305 ]
وسلم قال يوشك البنيان أن يأتي هذا المكان ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد فيعجبهم ريعه ورخاؤه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثم يفتح العراق فيأتى قوم يبسون (1) فيتحملون باهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ان ابراهيم دعا لاهل مكة وانى أسأل الله أن يبارك لنا في صاعنا وان يبارك لنا في مدنا مثل ما بارك لاهل مكة قلت في الصحيح طرف منه رواه أحمد وبعض رواته لم يسم . وعن على بن أبى طالب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا عند السفيا التى كانت لسعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك دعاك لاهل مكه بالبركة وأنا محمد عبدك ورسولك واني أدعوك لاهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثل ما باركت لاهل مكة واجعل مع البركة بركتين . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم أقبل على القوم فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل والعراق يارسول الله قال من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال دعاني الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل من القوم يا نبي الله وعراقنا فقال ان بها قرن الشيطان وتهيج الفتن وان الجفاء بالمشرق . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . (باب نقل وبائها) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت حتى قامت بمهيعة وهي الجحفة فأولت أن وباء المدينة نقل إلى الحجفة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . (باب الصبر على جهد المدينة) عن عمر قال غلا السعر بالمدينة فاشتد الجهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصبروا وابشروا فأتى قد باركت على مدكم وصاعكم فكلوا ولا تفرقوا فان طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الاربعة وطعام الاربعة يكفي الخمسة والستة (1) يقال بسست الناقة وابسستها إذا سقتها وقلت لها بس بس .
[ 306 ]
وان البركة في الجماعة فمن صبر على لا وائها وشدتها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ومن خرج عنها رغبة عما فيها أبدل الله به من هو خير منه فيها ومن أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء قلت روى ابن ماجه طرفا منه رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (باب فيمن بموت بالمدينة) عن سبيعة الاسلمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فأنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا عبدالله بن عكرمة وقد ذكره ابن أبى حاتم وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد بسوء . وعن امرأة يتيمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف أنها حدثت صفية بنت أبي عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فانه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني . (باب فيمن أخاف أهل المدينة وأرادهم بسوء) عن جابر بن عبدالله ان أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر فقيل لجابر لو تنحيت عنه فخرج يمشى بين ابنيه فنكب . فقال تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابناه أو احدهما يا ابت وكيف اخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مات قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اخاف اهل المدينة فقد اخاف ما بين جنبى . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبادة ابن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم من ظلم اهل المدينة واخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولاعدل . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن خالد بن خلاد ابن السائب عن ابيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اخاف اهل المدينة اخافه الله يوم القيامة وغضب عليه ولم يقبل منه صرفا ولاعدلا . رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن السائب بن
[ 307 ]
خلاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم من ظلم اهل المدينة واخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا تقبل منه صرفا ولاعدلا قلت عزاه الشيخ في الاطراف إلى النسائي ولم اره في المجتبى فلعلة في الكبير رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم اعرفه . وعن عبدالله بن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من آذى اهل المدينة آذاه الله وعليه لعنة الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولاعدل . رواه الطبراني في الكبير وفيه العباس ابن الفضل الانصاري وهو ضعيف . وعن سعد بن ابى وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اكفهم من دهمهم ببأس يعنى اهل المدينة ولا يريدها أحد بسوء إلا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء قلت في الصحيح طرف من آخره رواه البزار واسناده حسن . (باب فيمن أحدث بالمدينة حدثا) عن ابى امامة بن ثعلبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولاعدل ومن حلف على منبرى هذا بيمين كاذبة يستحق بها مال امرئ مسلم بغير حق فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن احدث في مدينتي هذه حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولاعدل قلت له في الصحيح حدث في اليمين غير هذا رواه الطبراني في الاوسط . (باب لايدخل الدجال ولا الطاعون المدينة) عن جابر بن عبدالله قال أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق من أفلاق الحرة ونحن معه فقال نعمت الارض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من انقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر يعنى من يخرج إليه النساء وذلك يوم التخليص يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفى الكير خبث الحديد
[ 308 ]
يكون معه سبعون ألفا من اليهود على كل رجل منهم ساح وسيف محلى فيضرب قبته بهذا الضرب الذي بمجتمع السيول ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال ولامن نبى إلا وقد حذر أمته ولاخبرنكم مالا أخبرنبى أمته قيل ثم وضع يده على عينه ثم قال ان الله عزوجل ليس بأعور قلت في الصحيح طرف منه انما المدينة كالكير تنفى خبثها وينصع طيبها رواه احمد والطبراني في الاوسط ولفظه : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل المدينة اذكروا يوم الخلاص قالوا وما يوم الخلاص قال يقبل الدجال حتى ينزل بذباب فلا يبقى في المدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر ولا كافرة ولا منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه ويخلص المؤمنون فذلك يوم الخلاص قال الحديث . ورجاله رجال الصحيح . وعن محجن بن الادرع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخلاص وما يوم الخلاص يوم الخلاص وما يوم الخلاص ثلاثا فقيل له وما يوم الخلاص قال يحئ الدجال فيصعد أحدا فيقول لاصحابه أترون هذا القصر الا بيض هذا مسجد احمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب منها ملكا مصلتا فيأتى سبخة الحرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا ببقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة الا خرج إليه فذلك يوم الخلاص . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وفى رواية رواها احمد أيضا عن رجاء قال كان بريدة على باب المسجد فمر محجن عليه وسكية يصلى فقال بريدة وكان فيه مزاح لمحجن ألا تصلى كما يصلى هذا فقال محجن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدى فأشرف على المدينة فقال ويل أمها قرية يدعها أهلها خير ما تكون فيأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها ملكا مصلتا بجناحه فلا يدخلها قال ثم أخذ بيدي فدخل المسجد فإذا رجل يصلى فقال لى من هذا فاثنيت عليه خيرا فقال اسكت لا تسمعه فتهلكه قال ثم أتى حجرة امرأة من نسائه فنفض يده من يدى قال ان خير دينكم أيسره ان خير دينكم أيسره . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح خلا رجاء وقد وثقه ابن حبان . وعن أبى عبدالله القراط أنه سمع سعد بن ملك وأبا هريرة يقولان قال رسول
[ 309 ]
الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لاهل المدينة في مدينتهم وبارك لهم في صاعهم وبارك لهم في مدهم اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك وانى عبدك ورسولك وان ابراهيم سألك لاهل مكة واني أسألك لاهل المدينة كما سألك ابراهيم لمكة ومثله معه ان المدينة مشبكة بالملائكة على كل نقب منها ملكان يحرسانها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء قلت في الصحيح بعضه رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن ابن عم لاسامة بن زيد يقال له عياض وكانت بنت أسامة تحته قال ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل خرج من بعض الارياف حتي إذا كان فريبا من المدينة ببعض الطريق أصابه الوباء فأفزع الناس قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لارجو أن يطلع علينا نقابها يعنى المدينة . رواه احمد هكذا مرسلا ورواه ابنه عبدالله والطبراني في الكبير متصلا ورجاله ثقات . وعن تميم الدارى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان طيبة المدينة وما من نقب من نقابها إلا عليه ملك شاهر سيفه لا يدخلها الدجال ابدا . رواه الطبراني في الكبير من رواية عمر بن يزيد عن جده ولم أعرفهما . وعن عبدالله بن شقيق قال إني لامشى مع عمران بن حصين فانتهينا إلى مسجد البصرة فإذا بريدة جالس وسكبة رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أسلم قائم يصلى الضحى فقال بريدة يا عمران ما تستطيع ان تصلى كما يصلى سكبة وانما يقول ذلك كانه يعنيه به قال فسكت عمران ومضيا فقال عمران إني لامشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استقبلنا أحد فصعدنا عليه فأشرف على المدينة فقال ويل أمها قرية يتركها أهلها أحسن ما كانت يأتيها الدجال فلا يستطيع ان يدخلها يجد على كل فج منها ملكا مصلتا بالسيف ثم نزلنا فأتينا المسجد فإذا رجل يصلى فقال من هذا قلت فلان ومن أمره فجعلت أثنى عليه فقال لا تسمعه فتقطع ظهره ثم رفع يدى فقال خير دينكم أيسره . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن محجن بن الادرع قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 310 ]
لحاجتي ثم عرض لى وانا خارج في طريق المدينة فأخذ بيدي فانطلقنا يحتى صعدنا على أحد فأقبل على المدينة فقال ويل أمها قرية دعها اهلها كاينع ما يكون قلت يارسول الله من يأكل ثمرها قال عافية الطير والسباع ولايد خلها الدجال كلما اراد ان يدخلها يلقاه بكل نقب من نقابها ملك فيصده ثم اقبل حتى إذا كنا بباب المسجد فأذا رجل يصلى قال يقوله صادقا قلت يارسول الله هذا فلان أكثر اهل المدينة صلاة قال لا تسمعه فتهلكه قلت روى أبو داود منه طرفا رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وقد تقدمت لهذا الحديث طريق رواها احمد . (باب فيمن غاب عن المدينة) عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غاب عن المدينة ثلاثة ايام جاءها وقلبه مشرب جفوة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه علقمة بن على ولم اعرفه وبقية رجاله ثقات . (باب إكرام أهل المدينة) عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجري ومضجعي في الارض حق على أمتى أن يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر فمن لم يفعل ذلك منهم سقاه الله من طينة الخبال قلنا يا أبا يسار ماطينة الخبال قال عصارة أهل النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد السلام بن أبى الحبوب وهو متروك والله أعلم (1) . (1) بلغ مقابلة بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر من نسخة الاصل في الرابع والثلاثين كما في هامش الاصل .
[ 311 ]
آخر الجزء الثالث من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد جمع الشيخ الامام العالم الحافظ نور الدين أبى الحسن على الشهير بالهيثمى أمتع الله المسلمين بطول بقائه ، ومن خطه نقلت . وافق الفراغ من نسخه في أول يوم من شعبان المكرم من شهور سنة خمس وتسعين وسبعمائة . وكتبه الفقير إلى الله تعالى المعترف بالذنب والتقصير أحمد بن محمد بن منصور الفوى غفر الله تعالى له ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات يتلوه ان شاء الله تعالى أول الجزء الرابع (باب زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
[ 312 ]
الحمدلله رب العالمين (1) : سمع من أول هذه المجلدة إلى باب قضاء الفائت من شهر رمضان على مؤلفه الشيخ الامام العالم المفيد الحافظ المجيد بركة الوقت نور الدين أبى الحسن على بن أبى بكر بن سليمان بن صالح الهيثمى الشافعي من الاصل الذى بخطه وهذه مقابلة ثم قوبل باقي المجلد على الاصل أيضا بقراءة الفقير إلى عفو ربه أحمد بن على بن محمد العسقلاني الشهير بابن حجر وهذا خطه : الجماعة صاحب النسخة المقر العالي الاوحدي العالمي العاملي الكاملى المحسني المتفضلى جمال العصر فتح الدين فتح الله كاتب السر الشريف وصاحب دواوين الانشاء بالمملكة الاسلامية زاده الله سموا ورفعة وعلوا ، وقريبه الشيخ المفيد المجود ناصر الدين ناصر بن بزر جمهر الكاتب ، والجناب العالي الزينى عبدالرحمن بن محمود بن عثمان القرشى الدمشقي ، والرئيس الاكمل محمد بن عبد السلام بن الرئيس بدر الدين بديع قريب المشار إلى ، والمجلس العالي الزيني عبدالرحمن ابن شيخنا المسند الزاهد برهان الدين ابراهيم بن داود الآمدي وبيده هذه النسخة الشيخ الصالح * * * * * الخواص ، وسمع المقروء على الشيخ خاصة بفوت في يتلوه ان شاء الله تعالى أول الجزء الرابع (باب زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
[ 312 ]
الحمدلله رب العالمين (1) : سمع من أول هذه المجلدة إلى باب قضاء الفائت من شهر رمضان على مؤلفه الشيخ الامام العالم المفيد الحافظ المجيد بركة الوقت نور الدين أبى الحسن على بن أبى بكر بن سليمان بن صالح الهيثمى الشافعي من الاصل الذى بخطه وهذه مقابلة ثم قوبل باقي المجلد على الاصل أيضا بقراءة الفقير إلى عفو ربه أحمد بن على بن محمد العسقلاني الشهير بابن حجر وهذا خطه : الجماعة صاحب النسخة المقر العالي الاوحدي العالمي العاملي الكاملى المحسني المتفضلى جمال العصر فتح الدين فتح الله كاتب السر الشريف وصاحب دواوين الانشاء بالمملكة الاسلامية زاده الله سموا ورفعة وعلوا ، وقريبه الشيخ المفيد المجود ناصر الدين ناصر بن بزر جمهر الكاتب ، والجناب العالي الزينى عبدالرحمن بن محمود بن عثمان القرشى الدمشقي ، والرئيس الاكمل محمد بن عبد السلام بن الرئيس بدر الدين بديع قريب المشار إلى ، والمجلس العالي الزيني عبدالرحمن ابن شيخنا المسند الزاهد برهان الدين ابراهيم بن داود الآمدي وبيده هذه النسخة الشيخ الصالح * * * * * الخواص ، وسمع المقروء على الشيخ خاصة بفوت في الرابع والعشرين ومن أول الخامس والعشرين إلى آخر السابع والعشرين أبو الوفاء ابراهيم ابن العبد الفقير إلى الله تعالى شرف العلماء أوحد الفضلاء قاضى القضاة جمال الدين عبدالله العربانى ضابط الاسماء وسمع آخرون ، وصح في مجالس آخر المقروء على الشيخ في العشرين من شهر رمضان سنة سبع وثمانمائة وأجاز الشيخ للسامعين باقي الكتاب وجميع ما يجوز عنه روايته . ولله الحمد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وسلم . (1) هذه صورة السماع الموجود في آخر الجزء الثالث من مجمع الزوائد