مجمع الزوائد
الهيثمى ج 2
[ 1 ]
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن ابي بكر الهيثمي المتوفي سنة 807 بتحرير الحافظين الجليلين : العراقي وابن حجر الجزء الثاني دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم { باب الامام ضامن والمؤذن مؤتمن } عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامام ضامن والمؤذن مؤتمن . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله موثوقون . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الائمة واغفر للمؤذنين قالوا يارسول الله لقد تركتنا نتنافس في الاذان بعدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يكون بعدي - أو بعدكم - قوم سفلتهم مؤذنوهم . رواه البزار ورجاله كلهم موثقون . وعن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم اغفر للمؤذنين وهد الائمة . رواه الطبراني في الكبير وفيه جناح مولى الوليد ضعفه الازدي وذكره ابن حبان في الثقات . وعن أبي محذورة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنون أمناء الله على فطرهم وسجورهم . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . { باب أذان الاعمى } عن ابن مسعود قال ما أحب أن يكون مؤذنكم عميانكم قال أحسبه قال ولاقراؤكم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن عياض وقد أجمعوا على ضعفه قلت وتأتي أحاديث كثيرة من هذا في الصيام ان شاء الله وإنما ذكرت هذا لما ورد من كراهية أذان الاعمى .
[ 3 ]
{ باب أجر المؤذن } عن المغيرة بن شعبة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعلني إمام قومي فقال صل بصلاة أضعف القوم ولا تتخذ مؤذنا يأخذ على أذانه أجرا . رواه الطبراني في الكبير من طريق سعد القطعي عنه ولم أجد من ذكره . وعن يحيى البكاء قال قال رجل لابن عمر إني لاحبك في الله فقال ابن عمر لكني أبغضك في الله قال ولم ؟ قال إنك تتغنى في أذانك وتأخذ عليه أجرا . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه يحيى البكاء ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود ، ووثقه يحيى بن سعيد القطان ، وقال محمد ابن سعيد كان ثقة ان شاء الله . { باب المؤذن المحتسب } عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن المحتسب كالشهيد يتشحط في دمه حتى يفرغ من أذانه ويشهد له كل رطب ويابس وإن مات لم يدود في قبره . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه محمد بن الفضل القسطاني ولم أجد من ذكره . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه إذا مات لم يدود في قبره . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ابراهيم ابن رستم وهو مختلف في الاحتجاج به ، وفيه من لم تعرف ترجمته . وقد تقدم أحاديث كثيرة في فضل الاذان . { باب من أذن فهو يقيم } عن ابن عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فطلب بلالا ليؤذن فلم يوجد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فأذن فجاء بلال بعد ذلك فأراد أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يقيم من أذن . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن راشد السماك وهو ضعيف . { باب فيمن صلى بغير أذان ولا إقامة } عن ابراهيم أن ابن مسعود وعلقمة والاسود صلوا بغير أذان ولا إقامة . قال سفيان كفتهم إقامة المصر ، وقال ابن مسعود في رواية أخرى إقامة المصر تكفي .
[ 4 ]
رواهما الطبراني في الكبير ، وابراهيم النخعي لم يسمع من ابن مسعود . { باب التأذين للفوائت وترتيبها } عن عبدالله بن مسعود قال شغل المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى ذهب ساعة من الليل ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن وأقام ثم صلى الظهر ثم أمره فأذن وأقام ثم صلى العصر ثم أمره فأذن وأقام ثم صلى المغرب ثم أمره فأذن وأقام فصلى العشاء . رواه أبو يعلي وفيه يحيى ابن أبي أنيسة وهو ضعيف عند أهل الحديث إلا أن ابن عدي قال وهو مع ضعفه يكتب حديثه . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم شغل يوم الخندق عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى الظهر ثم أمره فأذن وأقام فصلى العصر ثم أمره فأذن وأقام فصلى المغرب ثم أمره فأذن وأقام فصلى العشاء ثم قال ما على وجه الارض قوم يذكرون الله غيركم . رواه البزار والطبراني في الاوسط ، وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف . وعن الجعد أبي عثمان قال مربنا أنس بن مالك في مسجد بني ثعلبة فقال أصليتم قال فقلنا نعم وذلك صلاة الصبح فأمر رجلا فأذن وأقام ثم صلى بأصحابه . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح ، قلت وقد تقدم حديث حبيب بن سباع في باب فيمن صلى صلاة وعليه غيرها . { باب مقدار مابين الاذان والاقامة } عن ابي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال إجعل بين أذانك وإقامتك نفسا يفرغ الآكل من طعامه في مهل ويقضي المتوضئ حاجته في مهل . رواه عبدالله بن أحمد من زياداته من رواية أبي الجوزاء عن أبي ، وأبو الجوزاء لم يسمع من أبي . { باب في الاقامة وما يقول عندها } عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن قتادة أن عثمان كان إذا جاءه من يؤذنه بالصلاة قال مرحبا بالقائلين عدلا وبالصلاة مرحبا وأهلا . رواه الطبراني
[ 5 ]
في الكبير ، وقتادة لم يسمع من عثمان . { باب ما يفعل إذا أقيمت الصلاة } عن عبدالله بن أبي أوفي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال بلال قد قامت الصلاة نهض فكبر . رواه الطبراني في الكبير من طريق حجاج بن فروخ وهو ضعيف جدا . { باب فيمن يؤذن قبل دخول الوقت } عن أنس قال أذن بلال قبل الفجر فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع فيقول إلا أن العبد نام فرقى بلال وهو يقول ليت بلالا ثكلته أمه وأنبل من نضح دم جبينه . رواه البزار وفيه محمد بن القسم ضعفه أحمد وأبو داود ووثقه ابن معين . { باب فيمن خرج من المسجد بعد الاذان } عن أبي هريرة قال خرج رجل بعدما أذن المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ثم قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم في المسجد فنودي بالصلاة فلا يخرج أحدكم حتى يصلي - قلت روى مسلم وأبو داود بعضه - رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه الا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . { باب إذا أقيمت الصلاة فلا يصلي غيرها } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا التي أقيمت ، قلت له في الصحيح فلا صلاة إلا المكتوبة ومقتضى هذا انه لو لم يصل الظهر وأقيمت صلاة العصر فلا يصلي الا العصر لانه قال فلا صلاة إلا التي أقيمت . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن ابن عباس قال أقيمت صلاة الصبح فقام رجل يصلي الركعتين فجذب رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوبه وقال أتصلي الصبح أربعا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، قلت وتأتي أحاديث من هذا إن شاء الله في الاقامة وفي الاوقات التي تكره فيها
[ 6 ]
وقوله أذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني واستئذان المؤذن الامام . { باب فضل المساجد ومواضع الذكر والسجود } عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل أي البقاع خير قال لاأدري قال فسل عن ذلك ربك عزوجل قال فبكى جبريل صلى الله عليه وسلم وقال يا محمد ولنا أن نسأله هو الذي يخبرنا بما يشاء فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال خير البقاع بيوت الله في الارض قال فأي البقاع شر فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال شر البقاع الاسواق . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف . وعن عبدالله ابن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي البقاع خير وأي البقاع شر قال خير البقاع المساجد وشر البقاع الاسواق . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عطاء ابن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط في آخر عمره وبقية رجاله موثقون . وعن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر المجالس الاسواق والطرق وخير المجالس المساجد وان لم تجلس في المسجد فالزم بيتك . رواه الطبراني في الكبير وفيه بكار ابن تميم قال في الميزان مجهول . وعن جبير بن مطعم أن رجلا قال يارسول الله أي البلدان أحب إلى الله وأي البلدان أبغض إلى الله قال لاأدري حتى أسأل جبريل صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخبره جبريل أن أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع إلى الله الاسواق . رواه البزار وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وهو مختلف في الاحتجاج به ، وله طريق من غير ذكر المساجد عند أحمد وأبي يعلي تأتي في البيع ان شاء الله . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تذهب الارضون كلها يوم القيامة إلا المساجد فانها ينضم بعضها إلى بعض . رواه الطبراني في الاوسط ، وأصرم ابن حوشب كذاب . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن صباح ولارواح إلا وبقاع الارض ينادي بعضها بعضا يا جارة هل مر بك عبد صالح صلى عليك أو ذكر الله فان قالت نعم رأت لها بذلك عليها فضلا . رواه الطبراني في الاوسط ، وصالح المزي ضعيف . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الموضع
[ 7 ]
الذي يبول فيه الحسن والحسين وقال ان العبد إذا سجد لله سجدة طهر الله موضع سجوده إلى سبع أرضين . رواه الطبراني في الاوسط ، وبزيع اتهم بالوضع . وعن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي حيث مادنا من البيت فقالت له عائشة يارسول الله ربما صليت في المكان الذي تمر فيه الحائض فلو أنك اتخذت مسجدا نصلي فيه فقال عجبا لك يا عائشة أما علمت أن المؤمن تطهر سجدته موضعها إلى سبع أرضين . رواه الطبراني في الاوسط ، وعبد الله بن صالح ضعفه الجمهور وقال عبدالملك بن شعيب ثقة مأمون . وعن ابن عباس قال المساجد بيوت الله في الارض تضئ لاهل السماء كما تضئ نجوم السماء لاهل الارض . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . { باب بناء المساجد } عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني لله مسجدا بني الله له بيتا أوسع منه في الجنة . رواه أحمد وفيه الحجاج بن أرطاة وهو متكلم فيه . وعن بشر بن حيان قال جاء واثلة بن الاسقع ونحن نبني مسجدنا قال فوقف علينا فسلم ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بني مسجدا فصلي فيه بني الله عزوجل له في الجنة أفضل منه . رواه أحمد والطبراني في الكبير ، وفيه الحسن بن يحيى الخشني ضعفه الدار قطني وابن معين في رواية ووثقه في رواية ووثقه دحيم وأبو حاتم . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من نبي لله مسجدا ولو كمفحص قطاة (1) لبيضها بني الله له بيتا في الجنة . رواه أحمد والبزار وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بني لله مسجدا قدر مفحص قطاة بني الله له بيتا فيه الجنة . رواه البزار والطبراني في الصغير ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني لله مسجدا بني الله له بيتا في الجنة . رواه البزار والطبراني في الاوسط إلا أنه قال فيه ولو كمفحص قطاة ، وفيه الحكم بن ظهير (1) مفحص القطاة : موضعها الذي تجثم فيه وتبيض . والقطاة طائر مشهور . [ * ]
[ 8 ]
وهو متروك . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى بيتا يعبد الله فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت . رواه الطبراني في الاوسط والبزار خلا قوله من در وياقوت ، وفيه سليمان بن داود اليماني وهو ضعيف . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة . قلت وهذه المساجد التي في طريق مكة قال وتلك . رواه البزار والطبراني في الاوسط باختصار ، وفيه كثير بن عبدالرحمن ضعفه العقيلي وذكره ابن حبان في الثقات . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا لا يريد به رياء ولاسمعه بنى الله له بيتا في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه المثنى بن الصباح ضعفه يحيى القطان وجماعة ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى . وعن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه وهب بن حفص وهو ضعيف . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المثنى بن الصباح ضعفه يحيى القطان وغيره ووثقه ابن معين في إحدى الروايات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى مسجدا يراه الله بنى الله له بيتا في الجنة فان مات من يومه غفر له ومن حفر قبرا يراه الله بنى الله له بيتا في الجنة وإن مات من يومه غفر له . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عمران بن عبدالله وانما هو ابن عبيدالله ذكره البخاري في تاريخه وقال فيه نظر وضعفه ابن معين أيضا وذكره ابن حبان في الثقات وسمى أباه عبدالله مكبرا . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى مسجدا بنى الله له في الجنة أوسع منه . رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف . وعن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط واللفظ له وقال أحمد فان الله يبني له بيتا أوسع منه في الجنة ورجاله موثقون . وعن نبيط بن شريط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا
[ 9 ]
في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وشيخ الطبراني أحمد بن اسحق ابن ابراهيم بن نبيط كذبه صاحب الميزان . وعن أبي قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة (1) منها فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة فقال رجل يارسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق قال نعم واخراج القمامة منها مهور الحور العين . رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده مجاهيل . وعن أبي هريرة انهم كانوا يحملون اللبن إلى بناء المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم قال فاستقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عارض لبنة على بطنه فظننت أنها شقت عليه فقلت ناولينها يارسول الله قال خذ غيرها يا أبا هريرة فانه لاعيش إلا عيش الاخرة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن طلق بن علي قال بنيت المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول قرب اليماني إلى الطين فانه أحسنكم له مسا وأشدكم منكبا . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن طلق بن علي قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد قال فكأنه لم يعجبه عملهم قال فأخذت المسحاة (2) فخلطت بها الطين قال فكأنه أعجبه أخذي المسحاة وعملي فقال دعو الحنفي والطين فانه أضبطكم للطين . رواه أحمد وفيه أيوب بن عتبة (3) واختلف في ثقته . وعن طلق بن علي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤسس مسجد المدينة فجعلت أحمل الحجارة كما يحملون فقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم يا أهل اليمامة أحذق شئ بأخلاط الطين فاخلط لنا الطين فكنت أخلط لهم الطين ويحملونه . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه محمد بن جابر اليماني ضعفه أحمد وغيره واختلف في الاحتجاج به . وعن سيار بن المعرور قال سمعت عمر يخطب وهو يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى هذا المسجد ونحن معه المهاجرون والانصار فإذا اشتد الزحام فليسجد أحدكم على ظهر أخيه ورأى قوما يصلون في الطريق فقال (1) أي الكناسة . (2) المسحاة : المجرفة من الحديد . (3) في الهندية " أيوب بن عيينة " وهو خطأ على ما في تهذيب التهذيب . [ * ]
[ 10 ]
صلوا في المسجد . رواه أحمد ، وسيار مجهول وقيل فيه مغرور بالمعجمة والمهملة . وعن القاسم يعني ابن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود قال أول من اقتبس القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مسعود وأول من بنى مسجدا لله يصلي فيه عمار بن ياسر وأول من أذن بلال ، قلت ويأتي بتمامه في الجهاد في الرمي ان شاء الله وإسناده منقطع . وعن ابن أبي أوفي قال لما توفيت امرأته جعل يقول احملوها وارغبوا في حملها فانها كانت تحمل ومواليها بالليل حجارة المسجد الذي أسس على التقوى وكنا نحمل بالنهار حجرين حجرين . رواه البزار وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف . { باب تنظيف المساجد } عن ابن عباس أن امرأة كانت تلقط القذى فتوفيت فلم يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بدفنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات لكم ميت فآذنوني وصلى عليها وقال إني رأيتها في الجنة تلقط القذى من المسجد . رواه الطبراني في الكبير وقال في تراجم النساء : الخرقاء السوداء التي كانت تميط الاذى عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بعد هذا الكلام إسنادا عن أنس قال فذكر الحديث ، ورجاله إسناد أنس رجال الصحيح وإسناد ابن عباس فيه عبد العزيز بن فائد وهو مجهول وقيل فيه فائد بن عمر وهو وهم . قلت وحديث أبي قرصافة في الباب قبل هذا في اخراج القمامة من المسجد وأنه مهور الحور العين . { باب تطهير المساجد } عن ابن عباس أنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فبايعه ثم انصرف فقام ففشج (1) فبال فهم الناس به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقطعوا على الرجل بوله ثم دعا به فقال ألست بسلم قال بلى قال فما حملك على أن بلت في المسجد قال والذي بعثك بالحق ما ظننت إلا أنه صعيد من الصعدات فبلت فيه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فصب على بوله . رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الكبير ، ورجاله (1) الفشج : تفريج مابين الرجلين . [ * ]
[ 11 ]
رجال الصحيح . وعن عبدالله ابن مسعود قال جاء اعرابي فبال في المسجد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمكانه فاحتفر وصب عليه دلو من الماء فذكر الحديث . رواه أبو يعلي ، وفيه سمعان بن مالك وهو ضعيف . { باب إجمار المسجد } عن ابن عمر أن عمر كان يجمر المسجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعة . رواه أبو يعلي ، وفيه عبدالله بن عمر العمري وثقه أحمد وغيره واختلف في الاحتجاج به . { باب توسعة المساجد } عن عمر قال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ينبغي أن نزيد في مسجدنا ما زدت رواه أحمد وأبو يعلي إلا أنه قال إنا نريد أن نزيد في قبلتنا ، والبزار إلا أنه قال انى أريد أن أزيد في قبلتكم ، وفيه عبدالله العمري وثقه أحمد وغيره واختلف في الاحتجاج به وإسناد أحمد منقطع بين نافع وعمر . وعن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم من الانصار يبنون مسجدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوسعوا مسجدكم تملؤوه . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن درهم روى عنه شبابة بن سوار وقال ثقة وضعفه ابن معين والدار قطني . { باب اتخاذ المساجد في الدور والبساتين } عن عروة بن الزبير عمن حدثه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا وأن نصلح صنعتها ونطهرها (1) . رواه أحمد واسناده صحيح . وعن جابر قال قلت يارسول الله ان أبي ترك دينا ليهودي فقال سأتيك يوم السبت ان شاء الله وذلك في زمن التمر مع استجداد النخل فلما كان صبيحة يوم السبت جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل علي في مالي دنا إلى الربيع (2) فتوضأ منه ثم قام إلى المسجد فصلى ركعتين ثم دنوت به إلى خيمة لي فبسطت له نجادا (3) من شعر وطرحت له جدية (4) من قتب (1) وفي الهندية " تطهيرها " . (2) أي النهر الصغير . (3) أي فراشا . (4) الجدية بسكون الدال : شئ يحشى ثم يربط تحت دفتي السرج أو الرحل . [ * ]
[ 12 ]
من شعر حشوها ليف فاتكأ عليها فلم ألبث إلا قليلا حتى طلع أبو بكر رضى الله عنه فكأنه نظر إلى ما عمل نبي الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ وصلى ركعتين فلم ألبث إلا قليلا حتى جاء عمر رضى الله عنه فتوضأ وصلى ركعتين كأنه نظر إلى صاحبيه فدخلا فجلس أبو بكر عند رأسه وعمر عند رجليه - قلت في الصحيح طرف منه - رواه أحمد وفيه عمر بن سلمة بن أبي يزيد ولم أجد من ذكره . { باب أين تتخذ المساجد } عن عبدالله بن عمير السدوسي أنه جاء بأداوة (1) من عند النبي صلى الله عليه وسلم قد غسل النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ومضمض فيه وبزق الماء ثم غسل يديه ثم ملا الادواة وقال لاتردن ماء إلا ملات الادواة على ما بقي فيها فان أتيت بلادك فرش به تلك البقعة واتخذه مسجدا . قال فاتخذوه مسجدا قال عمر وقد صليت أنا فيه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ، وعمر بن شقيق ذكره هو وأبوه ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهما جرحا ولاغيره . وعن زيد بن عيسى الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . { باب ما جاء في القبلة } عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة . رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد بن المعلى قال كنا نغدو على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنعمر بالمسجد فنصلي فيه فمررنا يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقال لقد حدث اليوم أمر عظيم فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية (قد نرى تقلب وجهك في السماء) حتى فرغ من الآية والى جنبي صاحب لي فقلت لصاحبي (1) أي أناء صغير . [ * ]
[ 13 ]
اركع ركعتين فقال ننظر مايصنع فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس يومئذ الظهر إلى الكعبة - قلت روى النسائي منه كنا نمر بالمسجد فنصلي فيه - رواه البزار والطبراني في الكبير إلا انه قال فقلت لصاحبي تعال حتى نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكون أول من صلى فتوارينا فصليناهما ثم نزل فذكر نحوه ، قلت ويأتي حديث عبدالله بن عمرو في التفسير في سورة البقرة ان شاء الله ، وحديث أبي سعيد فيه عبدالله بن صالح كاتب الليث ضعفه الجمهور وقال عبدالملك ابن شعيب بن الليث ثقة مأمون . وعن كثير بن عبدالله بن عوف عن أبيه عن جده قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا ثم حولت إلى الكعبة . رواه البزار والطبراني في الكبير ، وكثير ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه . وعن أنس بن مالك قال انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس وهو يصلي الظهر وانصرف بوجهه إلى الكعبة فقال السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ، قلت حديث أنس في الصحيح إلا أنه جعل ذلك في صلاة الصبح وهنا الظهر . رواه البزار وفيه عثمان بن سعيد ضعفه يحيى القطان وابن معين وأبو زرعة ووثقه أبو نعيم الحافظ وقال أبو حاتم شيخ . وعن أنس قال جاء منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان القبلة قد حولت والامام في الصلاة قد صلى ركعتين فقال المنادي قد حولت القبلة إلى الكعبة فصلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة . رواه البزار وإسناده حسن . وعن عمارة بن رويبة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء حين صرفت القبلة فدار النبي صلى الله عليه وسلم ودرنا معه في ركعتين . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبدالملك بن حسين أبو مالك النخعي وهو ضعيف . وعن عمارة بن أوس وكان قد صلى إلى القبلتين جميعا قال بينا نحن في إحدى صلاتي العشاء إذ نادى مناد بالباب ان القبلة قد حولت إلى الكعبة فأشهد على امامنا أنه حول إلى الكعبة والرجال والنساء والصبيان فصلى بعضنا ههنا وبعضنا ههنا . رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلي
[ 14 ]
إلا أنه قال اني لفي منزلي إذا مناد ينادي على الباب فذكر الحديث ، وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري واختلف في الاحتجاج به . وعن ابن عباس قال صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشام إلى القبلة فصلى إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمة المدينة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن سهل ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل بيت المقدس فلما حول انطلق رجل إلى أهل قباء فوجدهم يصلون صلاة الغداة فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يصلي إلى الكعبة فاستدار إمامهم حتى استقبل بهم القبلة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عثمان بن حنيف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم مكة يدعو الناس إلى الايمان بالله وتصديقا به قولا بلا عمل والقبلة إلى بيت المقدس فلما هاجر إلينا نزلت الفرائض ونسخت المدينة مكة والقول فيها ونسخ البيت الحرام بيت المقدس فصار الايمان قول وعمل . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه سعد بن عمران قال أبو حاتم هو مثل الواقدي والواقدي متروك . وعن تويلة بنت أسلم وهي من المبايعات قالت إنا لبمقامنا نصلي في بني حارثة فقال عباد ابن بشر بن قبطي إن رسول الله قد استقبل البيت الحرام والكعبة فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن تويلة بنت مسلم قالت صلينا الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء (1) فصلينا ركعتين ثم جاءنا من يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلو البيت الحرام فحدثني رجل من بني حارثة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولئك رجال آمنوا بالغيب . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه اسحق بن ادريس الاسواري (1) أي بيت المقدس ، وفي الهندية " ثلثا " مكان " أيليا " ، وهو من أغلاطها الكثيرة التي لا فائدة من الاكثار في التنبيه عليها . [ * ]
[ 15 ]
وهو ضعيف متروك . وعن عائشة قالت بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود فأذن له فقال السام عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك قالت فهممت أن أتكلم فقالت ثم دخل الثانية فقال مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك قالت ثم دخل الثالثة فقال السام عليك قالت قلت بل السام عليك وغضب الله إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه به الله قالت فنظر إلي فقال مه إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددناه عليهم فلم يضرنا شيئا ولزمهم إلى يوم القيامة انهم لا يحسدون على شئ كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الامام آمين - قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد وفيه علي بن عاصم شيخ أحمد وقد تكلم فيه بسبب كثرة الغلط والخطأ قال أحمد أما أنا فأحدث عنه وحدثنا عنه ، وبقية رجاله ثقات . { باب علامة القبلة } عن جابر بن أسامة الجهني قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بالسوق فقلت أين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يريد أن يخط لقومك مسجدا قال فأتيت وقد خط لهم مسجدا وغرز في قبلته خشبة فأقامها قبلة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ، وفيه معاوية بن عبد الله بن حبيب ولم أجد من ترجمه . { باب الاجتهاد في القبلة } عن معاذ بن جبل قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم غيم في السفر إلى غير القبلة فلما قضى الصلاة وسلم تجلت الشمس فقلنا يارسول الله صلينا إلى غير القبلة فقال قد رفعت صلاتكم بحقها إلى الله عزوجل . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه أبو عبلة والد ابراهيم ذكره ابن حبان في الثقات واسمه شمر بن يقظان . { باب الصلاة في المحراب وما جاء فيه } عن عبدالله يعني ابن مسعود أنه كره الصلاة في المحراب وقال انما كانت للكنائس فلا تشبهوا بأهل الكتاب ، يعني انه كره الصلاة في الطاق . رواه البزار ورجاله موثقون .
[ 16 ]
{ باب الصلاة في مقدم المسجد في السحر } عن عبدالله بن عامر الالهاني قال دخل المسجد حابس بن سعد الطائي من السحر وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فرأي الناس يصلون في مقدم المسجد فقال مراؤون ورب الكعبة أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع الله ورسوله فأتاهم الناس فأخرجوهم فقال إن الملائكة تصلي في مقدم المسجد من السحر . رواه أحمد والطبراني في الكبير ، وفيه عبدالله بن عامر الالهاني ولم أجد من ذكره . { باب الصلاة في بقاع المسجد } عن مرة الهمداني قال حدثت نفسي أن أصلى خلف كل سارية من مسجد الكوفة ركعتين فبينا أنا أصلي إذ أنا بابن مسعود في المسجد فأتيته لاخبره بأمري فسبقني رجل فأخبره بالذي أصنع فقال ابن مسعود لو يعلم ان الله جل وعز عند أدني سارية ما جاوزها حتى يقضي صلاته . رواه الطبراني ، وفيه عطاء ابن السائب وقد اختلط . { باب فضل الدار القريبة من المسجد } عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد . رواه أحمد ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب في المساجد المشرفة والمزينة } عن أنس بن مالك قال نهينا أن نصلي في مسجد مشرف . رواه البزار ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عمر قال نهانا أو نهينا أن نصلي في مسجد مشرف . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح غير ليث بن أبي سليم وهو ثقة مدلس وقد عنعنه . وعن عبادة بن الصامت قال قالت الانصار لي متى يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا الجريد فجمعوا له دنانير فأتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا نصلح هذا المسجد ونزينه فقال ليس لي رغبة عن أخي موسى عريش كعريش موسى . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عيسى بن
[ 17 ]
سنان ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلي وابن حبان وابن خراش في رواية . { باب فيمن أكل ثوما أو نحوه ثم أتى المسجد } عن معقل بن يسار قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزلنا في مكان كثير الثوم وان أناسا من المسلمين أصابوا منه ثم جاؤا إلى المصلى يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم عنها ثم جاؤا بعد ذلك إلى المصلى فوجد ريحها منهم فقال من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا . رواه أحمد والطبراني في الكبير والصغير ، وفيه أبو الزيات وهو مجهول . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه الخضراوات الثوم والبصل والكراث والفجل فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم - قلت هو في الصحيح خلا قوله والفجل . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه يحيى بن راشد البصري وهو ضعيف ووثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هاتين الشجرتين الثوم والبصل فلا يقربن مصلانا وليأتني وامسح وجهه وأعوده . رواه أبو يعلي وفيه سلام بن أبي خيرة وهو ضعيف جدا . وعن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة المنكرة - يعني الثوم - فليجلس في بيته . رواه البزار وفيه مجاهيل . وعن أبي بكر الصديق قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقع الناس في الثوم فجعلوا يأكلونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا . رواه الطبراني في الاوسط من رواية أبي القسم مولى أبي بكر ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله موثقون . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين أن تأكلوهما وتدخلوا مساجدنا فان كنتم لابد آكلوهما فاقتلوهما بالنار قتلا . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مساجدنا - يعني الثوم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ورجال الكبير رجال الصحيح . وعن خزيمة بن
[ 18 ]
ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا . رواه الطبراني في الكبير من رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين ورجاله موثقون . وعن بشير الاسلمي وكانت له صحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا يعني الثوم . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن أبي ثعلبة أنه غزى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فوجدوا في جنانها (1) بصلا وثوما فأكلوا منه وهم جياع فلما راح الناس إلى المسجد إذا ريح المسجد بصل وثوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنا ، قلت فذكره في حديث طويل رواه الطباني في الكبير واسناده حسن . وعن أبي غالب عن أبي أمامة لاأحسبه إلا رفعه قال الثوم والبصل والكراث من سك (2) إبليس . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل يقال له أبو سعيد روى عن أبي غالب وروى عنه عبد العزيز ابن عبد الصمد ولم أجد من ترجمه . { باب في البصاق في المسجد } عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التفل في المسجد سيئة ودفنه حسنة . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال خطيئة وكفارتها دفنها ورجال أحمد موثقون . وعن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا تنخم أحدكم في المسجد فليغيب بنخامته أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه . رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله موثقون . وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تنخع (3) في المسجد فلم يدفنه فسيئة وان دفنه فحسنة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن ليلى وفيه كلام . وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بصق (1) أي حدائقها . (2) طيب معروف . (3) أي تنخم . [ * ]
[ 19 ]
أحدكم في المسجد فلا يبصق عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم إذا كانوا في الصلاة أن لايستوفزوا على أطراف الاقدام ويقول إذا نفث أحدكم في الصلاة فلا ينفث قدام وجهه ولاعن يمينه ولكن تحت قدمه ثم ثم يدلكها بالارض . رواه البزار والطبراني في الكبير باختصار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعث النخامة يوم القيامة في القبلة وهي في وجه صاحبها . رواه البزار وفيه عاصم بن عمر ضعفه البخاري وجماعة وذكره ابن حبان في الثقات . وعن أنس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يبزق في ثوبه في الصلاة فيفتله بأصبعيه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من بزق في قبلة ولم يوارها جاءت يوم القيامة أحمى ما تكون حتى تقع بين عينيه . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف جدا . وعن أبي أمامة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فاستفتح الصلاة فرأى نخاعة في القبلة فخلع نعليه ثم مشى إليها فحكها ففعل ثلاث مرات فلما قضى صلاته أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن أحدكم إذا قام في الصلاة فانه في مقام عظيم بين يدي رب عظيم يسأل أمرا عظيما الفوز بالجنة والنجاة من النار وان أحدكم إذا قام في الصلاة فانه يقوم بين يدي الله عزوجل مستقبل ربه وملكه عن يمينه وقرينه عن يساره فلا يتفلن أحدكم بين يديه ولاعن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه ثم ليعرك فليشدد عركه فانما يعرك اذن الشيطان والذي بعثني بالحق لو ينكشف بينكم وبينه الحجب أو يؤذن للمسجد في الكلام لشكا ما يلقى من ذلك . رواه الطبراني في الكبير من رواية عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد إذا قام في الصلاة فتحت له الجنان وكشفت له الحجب بينه وبين ربه واستقبلته الحور العين ما لم يمتخط أو يتنخم .
[ 20 ]
رواه الطبراني في الكبير من طرق طريف بن الصلت عن الحجاج بن عبدالله ابن هرم ولم أجد من ترجمهما . وعن عبدالله بن عمرو قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بالناس الظهر فتفل في القبلة وهو يصلي للناس فلما كانت صلاة العصر أرسل إلى آخر فأشفق الرجل الاول فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أنزل في ؟ قال لا ولكنك تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس فآذيت الله والملائكة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب البصاق في غير المسجد } عن عمرو بن حزم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بزق عن يمينه وعن يساره وبين يديه . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن ابن يزيد قال كنا مع عبدالله بن مسعود وأراد أن يبصق وماعن يمينه فارغ فكره أن يبصق عن يمينه وليس في صلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب فيمن وجد قملة وهو في المسجد } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم القملة في المسجد فليدفنها . رواه البزار والطبراني في الاوسط وزاد وليمطها عنه ، وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن مالك بن يخامر (1) قال رأيت معاذ بن جبل يقتل القمل والبراغيث في المسجد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن رجل من الانصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وجد أحدكم القملة في ثوبه فيصرها ولا يلقها في المسجد . رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن شيخ من أهل مكة من قريش قال وجد رجل في ثوبه قملة فأخذها ليطرحها في المسجد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل ردها إلى ثوبك حتى تخرج من المسجد . رواه أحمد ورجاله ثقات الا أن محمد بن اسحق عنعنه وهو مدلس . { باب الحجامة في المسجد } عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد . قلت لابن عيينة (1) بالياء والخاء المعجمة ، وفي نسخة " نحامر " وهو تصحيف . [ * ]
[ 21 ]
في مسجد بيته قال لافي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام ، وذكر مسلم في كتاب التمييز أن ابن لهيعة أخطأ حيث قال احتجم بالميم وإنما هو احتجر أي اتخذ حجرة والله أعلم . { باب الوضوء في المسجد } عن ابي العالية عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال حفظت لك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ في المسجد . رواه أحمد وإسناده حسن . { باب الاكل والشرب في المسجد } عن عبدالله بن الزبير قال أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما شواء ونحن في المسجد فأقيمت الصلاة فلم نزد على أن مسحنا بالحصباء (1) . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن بلال أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه في الصلاة فوجده يتسحر في مسجد بيته . رواه أحمد ورجاله ثقات الا أن أبا داود قال لم يسمع شداد مولى عياض من بلال والله أعلم . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم يعني أتى بفضيخ في مسجد الفضيخ فشربه فلذلك سمي . رواه أحمد وأبو يعلي ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجر فضيخ بسر (2) وهو في مسجد الفضيخ فشربه فلذلك سمي مسجد الفضيخ ، وفيه عبدالله بن نافع ضعفه البخاري وأبو حاتم والنسائي وقال ابن معين يكتب حديثه . { باب النوم في المسجد } عن اسماء يعني بنت زيد أن أبا ذر الغفاري كان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته أوى إلى المسجد وكان هو بيته يضطجع فيه فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فوجد أبا ذر منجدلا (3) في المسجد فنكبه رسول (1) وفي نسخة " بالحصى " . (2) الفضيخ : شراب يتخذ من البسر . وفي مكان " بسر " في نسخة " بس " وفي أخرى " ينش " . (3) أي ملقى على الجدالة وهي الارض . [ * ]
[ 22 ]
الله صلى الله عليه وسلم برجله حتى استوى جالسا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أراك نائما قال أبو ذر يارسول الله فأين أنام وهل لي بيت غيره . قلت فذكر الحديث ويأتي بتمامه في الخلافة إن شاء الله - رواه أحمد ، والطبراني روى بعضه في الكبير وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام وقد وثق . وعن أبي ذر أنه كان يخدم النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من خدمته أتى المسجد فاضطجع فيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه شهر وفيه كلام وقد وثق . { باب لزوم المساجد } عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن للمساجد أوتادا الملائكة جلساؤهم إن غابوا يفتقدونهم وإن مرضوا عادوهم وإن كانوا في حاجة أعانوهم ثم قال جليس المسجد على ثلاث خصال أخ مستفاد أو كلمة محكمة أو رحمة منتظرة . رواه أحمد ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسجد بيت كل تقى وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ، والبزار وقال إسناده حسن ، قلت ورجال البزار كلهم رجال الصحيح . وعن أبي عثمان قال كتب سلمان إلى أبي الدرداء يا أخي ليكن المسجد بيتك فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المسجد بيت كل تقى وقد ضمن الله عزوجل لمن كانت المساجد بيوته الروح والرحمة والجواز على الصراط . رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح المزي وهو ضعيف . وعن عبدالله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بيوت الله في الارض المساجد وإن حقا على الله أن يكرم الزائر . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن يعقوب الكرماني وهو ضعيف ، قلت ويأتي حديث سلمان في المشي إلى المساجد . وعن الحسن بن علي قال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدمن الاختلاف إلى المساجد أصاب أخا مستفادا في الله عزوجل وعلما مستظرفا وكلمة تدعوه إلى الهدى وكلمة تصرفه عن الردى وترك
[ 23 ]
الذنوب حياء وخشية أو نعمة أو رحمة منتظرة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه سعد بن طريف الاسكاف وقد أجمعوا على ضعفه . وعن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن عمار بيوت الله هم أهل الله عزوجل . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلي والبزار ، وفيه صالح المزي وهو ضعيف . وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألف المسجد ألفه الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن جابر قال أقمنا بالمدينة سنتين قبل أن يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيم الصلاة ونعمر المساجد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام . وعن معاذ بن جبل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الشيطان ذئب الانسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية فاياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد . رواه أحمد ، والعلاء بن زياد لم يسمع من معاذ . وعن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستة مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ماكان في شئ منها في مسجد جماعة وعند مريض أو في جنازة أو في بيته أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره . رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه ورجاله موثقون . { باب اجتماع النساء في المسجد } عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاخير في جماعة النساء إلا في المسجد أو في جنازة قتيل . رواه أحمد ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام ، وتأتي أحاديث في اجتماع النساء عند المريض وفي الجنائز إن شاء الله تعالى . { باب كيف الجلوس في المسجد } عن ابن مسعود أنه رأي قوما قد أسندوا ظهورهم إلى قبلة المسجد بين أذان الفجر والاقامة فقال لا تحولوا بين الملائكة وبين صلاتها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . { باب فيمن يتبع المساجد } عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصل أحدكم في مسجده
[ 24 ]
ولا يتبع المساجد . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمد بن أحمد بن النضر الترمذي ولم أجد من ترجمه ، قلت ذكر ابن حبان في الثقات في الطبقة الرابعة محمد بن أحمد بن النضر ابن إبنة معاوية بن عمرو فلا أدري هو هذا أم لا . { باب فيمن دخل المسجد لغير صلاة ونحو ذلك } عن أبي عمرو الشيباني قال كان ابن مسعود يعس (1) في المسجد فلا يجد (2) سوادا إلا أخرجه إلا رجالا مصليا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اشراط الساعة أن يمر الرجل في طول المسجد وعرضه لا يصلي فيه ركعتين . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح الا أن سلمة بن كهيل وان كان سمع من الصحابة لم أجد له رواية عن ابن مسعود . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا أمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فانه ليس لله فيهم حاجة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه بزيع أبو الخليل ونسب إلى الوضع . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شئ قمامة وقمامة المسجد لا والله وبلى والله . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلي ، وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام ووثقه بعضهم . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة - قلت رواه ابن ماجه خلا قوله إلا لذكر أو صلاة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . { باب فيمن نشد ضالة في المسجد أو ينشد شعرا } أو يبيع ويبتاع ونحو ذلك عن أنس بن مالك أن رجلا دخل المسجد ينشد ضالة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وجدت . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات ، ورواه البزار باسناد ضعيف ، وتأتي (1) أي يطوف بالليل يحرس الناس ويكشف أهل الريبة . (2) في الهندية " يدع " . [ * ]
[ 25 ]
أحاديث في اللقطة . وعن ثوبان قال سمعت رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا فض الله فاك (1) ثلاث مرات ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد فقولوا لاوجدتها ثلاث مرات ومن رأيتموه يبيع ويبتاع في المسجد فقولوا لاأربح الله تجارتك كذلك قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير من رواية عبدالرحمن بن ثوبان عن أبيه ولم أجد من ترجمه . وعن ابن سيرين أو غيره قال سمع ابن مسعود رجلا ينشد ضالة في المسجد فأسكته وانتهره وقال قد نهينا عن هذا . رواه الطبراني في الكبير ، وابن سيرين لم يسمع من ابن مسعود . { باب منه في كرامة المساجد وما نهى عن فعله فيها من } تشبيك الاصابع وإقامة الحدود والبيع ونحو ذلك عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتسل السيوف ولا تثير النبل في المساجد ولا يحلف بالله في المساجد ولا يمنع القائلة في المساجد مقيما ولا ضيفا ولا تبني بالتصاوير ولاتزين بالقوارير فانما بنيت بالامانة وشرفت بالكرامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن جبلة وهو ضعيف . وعن مولى لابي سعيد الخدري قال بينا أنا مع أبي سعيد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخلنا المسجد فإذا رجل جالس في وسط المسجد محتبيا (2) مشبكا أصابعه بعضها في بعض فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفطن الرجل لاشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى أبي سعيد فقال إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فان التشبيك من الشيطان وإن أحدكم لا يزال في صلاة ماكان في المسجد حتى يخرج منه . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتقام الحدود في المساجد . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وخصوماتكم وأصواتكم (1) أي كسر الله أسنان فيك . (2) الاحتباء أن تضم الرجلان إلى البطن بثوب أو يدين . [ * ]
[ 26 ]
وسل سيوفكم وإقامة حدودكم وجمروها (1) في سبع واتخذوا على أبواب مساجدكم المطاهر - قلت حديث واثلة رواه ابن ماجة - رواه الطبراني في الكبير ، وفيه العلاء بن كثير الليثي الشامي وهو ضعيف . وعن مكحول رفعه إلى معاذ بن جبل ورفعه معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال جنبوا مساجدكم وصبيانكم وخصوماتكم وحدودكم وشراءكم وبيعكم وجمروها يوم جمعكم واجعلوا على أبوابها مطاهركم . رواه الطبراني في الكبير ، ومكحول لم يسمع من معاذ ، قلت ويأتي حديث جبير بن مطعم لاتقام الحدود في المساجد - في آخر الحدود . وعن محمد بن عبيد الله قال كنا عند أبي سعيد الخدري في المسجد فقلب رجل نبلا فقال أبو سعيد اما كان هذا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تقليب السلاح في المسجد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو البلاد ضعفه أبو حاتم . { باب الصلاة في مرابد (2) الغنم } عن عبدالله بن مغفل المزني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا في أعطان (3) الابل فانها من الجن خلقت ألا ترون إلى عيونها وهيئتها إذا نفرت وصلوا في مرابد الغنم فانها هي أقرب من الرحمة . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال وصلوا في مراح الغنم فانها بركة من الرحمن . وقد رواه ابن ماجه والنسائي باختصار ، ورجال أحمد ثقات وقد صرح ابن اسحق بقوله حدثني . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابد الغنم ولا يصلي في مرابد الابل والبقر . رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه ولم يذكر البقر ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا في مرابد الغنم ولا تصلوا في أعطان الابل - أو مبارك الابل - رواه الطبراني في الكبير والاوسط وأحمد ، ورجال أحمد ثقات . وعن أسيد بن خضير قال (1) أي بخروها . (2) المرابد : جمع مربد وهو الموضع الذي تحبس فيه الابل والغنم . (3) العطن : مبرك الابل . [ * ]
[ 27 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضؤا من لحوم الابل ولا تصلوا في مناخها ولا توضؤا من لحوم الغنم وصلوا في مرابضها - قلت روى ابن ماجه منه توضؤا من ألبان الابل ولا توضؤا من ألبان الغنم فقط - رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحجاج ابن ارطاة وفيه كلام . وعن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مرابض الغنم قال امسح رغامها وصل في مراحها فانها من دواب الجنة . رواه البزار وفيه عبدالله بن جعفر بن نجيح وهو ضعيف وقال أحمد بن عدي يكتب حديثه ولا يحتج به { باب في الصلاة بين القبور واتخاذها مساجد والصلاة إليها } عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل علي أصحابي فدخلوا عليه فكشف القناع ثم قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عبدالله يعني ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا إلى قبر ولا تصلوا على قبر . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن كيسان المروزي ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان . وعن عون بن عبدالله قال لقيت واثلة ابن الاسقع فقلت ما أعملني إلى الشام غيرك فحدثني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ارحمنا واغفر لنا ونهانا أن نصلي إلى القبور أو نجلس عليها . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه الحجاج بن ارطاة وفيه كلام . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بين القبور . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن علي يعني ابن أبي طالب قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه إئذن للناس علي فأذنت قال لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ثم أغمى عليه فلما أفاق قال يا علي إئذن للناس علي فأذنت للناس عليه فقال
[ 28 ]
لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ، ثم أغمى عليه فلما أفاق قال يا علي إئذن للناس فأذنت لهم فقال لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ، ثم أغمي عليه فلما أفاق قال يا علي إئذن للناس فأذنت لهم فقال لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ثلاثا في مرض موته . رواه البزار ، وفيه أبو الرقاد لم يرو عنه غير حنيف المؤذن وبقية رجاله موثقون . وعن أبي عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، قال وأحسبه قال أخرجوا اليهود من أرض الحجاز . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أعوذ بك أن يتخذ قبري وثنا فان الله تبارك وتعالى اشتد غضبه على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . رواه البزار وفيه عمر بن صهبان وقد اجتمعوا على ضعفه . { باب دخول الحائض المسجد } عن أم أيمن قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم ناوليني الخمرة (1) من المسجد قلت إني حائض قال ان حيضتك ليست في يدك . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه أبو نعيم عن صالح ابن رستم فان كان هو أبو نعيم الفضل بن دكين فرجاله ثقات كلهم وان كان ضرار ابن صرد فهو ضعيف والله أعلم . وقد تقدمت أحاديث من هذا في الطهارة . { باب دخول الكافر المسجد } عن عطية بن سفيان بن عبدالله قال قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فضرب لهم قبة في المسجد فلما أسلموا صاموا معه . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه محمد بن اسحق وهو مدلس وقد عنعنه . { باب فيمن توضأ ثم أتى المسجد فصلى فيه } عن عثمان قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم أتى المسجد فركع فيه ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه - قلت هو في الصحيح خلا قوله ثم أتى المسجد فركع ركعتين - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . (1) الخمرة : مقدار مايصنع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو غيره . [ * ]
[ 29 ]
وعن أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يأتي المسجد فيصلي فيه ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له - قلت رواه أبو داود وغيره باختصار إتيان المسجد والصلاة فيه . رواه البزار وفيه عبدالله بن سعيد المقبري وهو ضعيف . { باب المشي إلى المساجد } عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباه - أو كاتبه - بكل خطوة يخطوها عشر حسنات قال والقاعد يرعى الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط ، وفي بعض طرقه ابن لهيعة وبعضها صحيح وصححه الحاكم . وعن عتبة بن عبد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن عبد يخرج من بيته إلى غدو أو رواح إلى المسجد إلا كانت خطاه خطوة كفارة وخطوة درجة . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه يزيد بن زيد الجوجاني لم يرو عنه غير محمد بن زياد وبقية رجاله موثقون . وعن عبدالله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب له حسنة ذاهبا وراجعا . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح ورجال الامام أحمد فيهم ابن لهيعة . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يمشي إلى بيت من بيوت الله يصلي فيه صلاة مكتوبة إلا كتب له بكل خطوة حسنة وتمحى عنه بالاخرى سيئة ويرفع له بالاخرى درجة . رواه أبو يعلي وفيه عبدالاعلى بن أبي المساور وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه لا ينزعه الا الصلاة لم تزل رجله اليسرى تمحو سيئة والاخرى تثبت حسنة حتى يدخل المسجد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه القسم بن عبدالرحمن وفيه
[ 30 ]
اختلاف . وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة . رواه أبو يعلي وفيه عبد الحكم ابن عبدالله وهو ضعيف . وعن جابر أن بني سلمة قالوا يارسول الله أنبيع دورنا ونتحول اليك فان بيننا وبينك واد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثبتوا فانكم أوتادها وما من عبد يخطو إلى الصلاة خطوة الا كتب الله له بها أجرا - قلت لجابر حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه البزار ورجاله ثقات . وعن زيد بن حارثة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه ابن لهيعة وهو مختلف في الاحتجاج به . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن علي الشروي قال الذهبي لايعرف وفي حديثه نكرة قال الازدي لا يتابع عليه . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليضئ للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه العباس بن عامر الضبي ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله موثقون . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه داود ابن الزبرقان ضعفه ابن معين وابن المديني وأبو زرعة وقال البخاري مقارب الحديث وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مشي في ظلمة الليل إلى المسجد لقى الله عزوجل بنور يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . ولابي الدرداء أيضا عند الطبراني من مشى في ظلمة ليل إلى مسجد آتاه الله نورا يوم القيامة . وفيه جنادة بن أبي خالد ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبي موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله على وسلم بشر المشائين في الظلمات إلى
[ 31 ]
المساجد بنور عظيم من عند الله يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير ، والبزار وفيه محمد بن عبدالله بن عمير بن عبيد وهو منكر الحديث . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشر المدلجين (1) إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه سلمة العبسي عن رجل من أهل بيته ولم أجد من ذكرهما . وعن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر . رواه الطبراني في الكبير وأحد إسناديه رجاله رجال الصحيح . وعن أبي واقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اختلف إلى هذه الصلاة غفر له ما تقدم من ذنبه . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة قال ابن حبان بطل الاحتجاج به . { باب كيف المشي إلى الصلاة } عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتيت الصلاة فاتها بوقار وسكينة فصل ما أدركت واقض ما فاتك . رواه الطبراني في الاوسط من رواية أبي السري عن سعد ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله موثقون . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتيتم الصلاة فأتوا وعليكم السكينة فصلوا ما أدركتم واقضوا ما سبقتم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون وله طريق رجالهما رجال الصحيح الا أنه قال قال حماد لاأعلمه الا قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وعن أبي قتادة قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال خلفه فلما قضي صلاته قال ما شأنكم قالوا أسرعنا إلى الصلاة قال فلا تفعلوا ليصل أحدكم ما أدرك وليقض ما فاته . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح وهو متفق عليه بلفظ وما سبقكم فأتموا . وعن زيد بن ثابت قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نريد الصلاة فكان يقارب الخطا فقال أتدرون لم أقارب الخطا قلت الله (1) أي السائرين في الليل . [ * ]
[ 32 ]
ورسوله أعلم قال لا يزال العبد في الصلاة مادام في طلب الصلاة . رواه الطبراني في الكبير : وله في رواية أخرى انما فعلت هذا لتكثير خطاي في طلب الصلاة . وفيه الضحاك بن نبراس وهو ضعيف ، ورواه موقوفا على زيد بن ثابت ورجاله رجال الصحيح . وعن ثابت قال كنت أمشي مع أنس بن مالك بالزاوية إذ سمع الاذان ثم قارب في الخطا حتى دخلت المسجد ثم قال أتدري يا ثابت لم مشيت بك هذه المشية قلت الله ورسوله أعلم قال ليكثر عدد الخطا في طلب الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وأسقط زيد بن ثابت ، وقد رواه أنس عن زيد بن ثابت والله أعلم ، وفيه الضحاك بن نبراس وهو ضعيف . وعن سلمة بن كهيل أن ابن مسعود سعى إلى الصلاة فقيل له فقال أو ليس أحق ما سعيتم إليه الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وسلمة لم يسمع من ابن مسعود . وعن رجل من وطئ عن أبيه أن ابن مسعود خرج إلى المسجد فجعل يهرول فقيل له أتفعل هذا وأنت تنهي عنه قال إنما أردت حد الصلاة التكبيرة الاولى . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه من لم يسم كما تراه ، قلت وتأتي أحاديث في المشي إلى الصلاة وانتظار الصلاة بعد بأبواب إن شاء الله . { باب ما يقول إذا دخل المسجد وإذا خرج منه } عن علي بن ابي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال اللهم افتح لي أبواب فضلك . رواه أبو يعلي ، وفيه صالح بن موسى وهو متروك الحديث . وعن ابن عمر قال علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول اللهم اغفر لنا ذنوبنا وافتح لنا أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال اللهم افتح لنا أبواب فضلك . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه سالم بن عبدالاعلى وهو متروك . { باب خروج النساء إلى المساجد وغير ذلك وصلاتهن } في بيوتهن وصلاتهن في المسجد عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا اماء الله المساجد
[ 33 ]
وليخرجن تفلات (1) . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا اماء الله مساجد الله . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . ولعمر عند أحمد عن سالم قالكان عمر رجلا غيورا فكان إذا خرج إلى الصلاة تبعته عاتكة بنت زيد فكان يكره خروجها ويكره منعها وكان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا استأذنكم نساؤكم إلى الصلاة فلا تمنعوهن . وسالم لم يسمع من عمر . وعن أنس بن مالك أنه سئل عن العجائز أكن يشهدن مع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال نعم والشواب . رواه البزار والطبراني في الاوسط وزاد : كن يصلين خلف مناكبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن أم سلمة بنت حكيم قالت أدركت القواعد وهن يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرائض . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال كن النساء يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة ثم يخرجن متلفعات بمروطهن (2) . رواه الطبراني في الاوسط من طريق محمد بن عمرو بن علقمة واختلف في الاحتجاج به . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاخير في جماعة النساء إلا في المسجد أو في جنازة قتيل . رواه أحمد والطبراني في الاوسط إلا أنه قال لاخير في جماعة النساء إلا في مسجد جماعة ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير مساجد النساء قعر بيوتهن . رواه أحمد وأبو يعلي ولفظه خير صلاة النساء في قعر بيوتهن . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه اب لهيعة وفيه كلام . وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله اني أحب الصلاة معك قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك (1) تفلات : أي تاركات للطيب . (2) أي أكسيتهن . [ * ]
[ 34 ]
خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي قال فأمرت فبنى لها مسجد في أقصى بيت في بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عزوجل . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله ابن سويد الانصاري وثقه ابن حبان . وعن أم حميد قالت يارسول الله يمنعنا أزواجنا أن نصلي معك ونحب الصلاة معك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في دوركن وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في الجماعة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في حجرتها وصلاتها في حجرتها خير من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها خير من صلاتها خارج . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا زيد بن المهاجر فان ابن أبي حاتم لم يذكر عنه راو غير ابنه محمد بن زيد . وعن ابن مسعود قال صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في دارها وصلاتها في دارها أفضل من صلاتها فيما سواها ثم قال إن المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن سليمان بن أبي حثمة عن أمه قالت رأيت النساء القواعد يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد . رواه الطبراني في الكبير . وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف . وعنها قالت رأيت نساء من القواعد يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرائض . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه محمد بن أبي ليلى واختلف في الاحتجاج به . وعن أم سليم بنت أبي حكيم أنها قالت أدركت القواعد وهن يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبد الكريم وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال ما صلت امرأة في موضع خير لها من قعر بيتها إلا أن
[ 35 ]
يكون المسجد الحرام أو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلا امرأة تخرج في منقليها يعني خفيها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعنه أيضا أنه كان يحلف فيبلغ في اليمين مامن مصلى للمرأة خير من بيتها إلا في حج أو عمرة إلا امرأة قد يئست من البعولة وهي في منقليها ، قلت مامنقليها قال امرأة عجوز قد تقارب خطوها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعنه قال ما صلت امرأة من صلاة أحب إلى الله من أشد مكان في بيتها ظلمة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة وانها إذا خرجت استشرفها الشيطان وانها أقرب ما تكون إلى الله وهي في قعر بيتها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ميمونة بنت سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن امرأة تخرج في شهرة من الطيب فينظر الرجال إليها إلا لم تزل في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال انما النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشيطان فيقول إنك لاتمرين بأحد إلا أعجبتيه وان المرأة لتلبس ثيابها فيقال أين تريدين فتقول أعود مريضا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي عمرو الشيباني أنه رأى عبدالله يخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول أخرجن إلى بيوتكن خير لكن . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن مسعود قال كان الرجال والنساء من بني اسرائيل يصلون جميعا فكانت المرأة إذا كان لها خليل تلبس القالبين (1) تطول بها لخليلها فألقى الله عزوجل عليهن الحيض فكان ابن مسعود يقول أخرجوهن من حيث أخرجهن الله ، قلنا ما القالبين قالوا رفيضتين من خشب . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . (1) القالب : نعل من خشب كالقبقاب - كما في النهاية . [ * ] .
[ 36 ]
{ باب انتظار الصلاة } وعن علي يعني ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة صلت عليه الملائكة وصلاتهم عليه اللهم اغفر له وان جلس ينتظر الصلاة صلت عليه وصلاتهم اللهم اغفر له اللهم ارحمه . رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وهو ثقه ولكنه اختلط في آخر عمره . وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسباغ الوضوء في المكاره واعمال الاقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلا . رواه أبو يعلي والبزار ورجاله رجال الصحيح وزاد البزار في أوله ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ، وزاد في أحد طريقيه رجلا وهو أبو العباس غير مسمى وقال إنه مجهول ، قلت ابو العباس بالياء المثناة آخر الحروف والسين المهملة : وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منتظر الصلاة بعد الصلاة كفارس اشتد به فرسه في سبيل الله على كشحه وهو في الرباط الاكبر . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ، وفيه نافع بن سليم القرشي وثقه أبو حاتم وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال العبد في الصلاة ماكان في مصلاه ينتظر الصلاة تقول الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث فقلت لهما يحدث قال كذا قلت لابي سعيد فقال يفسو أو يضرط . رواه أحمد ، وفيه علي بن زيد بن جدعان وفي الاحتجاج به اختلاف . وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم الا أنبئكم بكفارات الخطايا قالوا بلى يارسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط . رواه الطبراني والبزار بنحوه وشيخ البزار خالد بن يوسف السمتي عن أبيه وهما ضعيفان واسحاق لم يدرك عبادة . وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي على الاقدام إلى الجماعات كفارات الذنوب وإسباغ الوضوء في السبرات (1) وانتطار الصلاة بعد الصلاة . رواه (1) السبرات جمع سبرة وهي شدة البرد ، وسبق تفسيرها عن الجوهري . [ * ]
[ 37 ]
الطبراني ، وفيه عبدالرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا بشرى من الله عزوجل وهي من سبعين جزءا من النبوة وإن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من سموم جهنم وان من أتى المسجد ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث ومن عقب الصلاة بعد الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث . رواه الطبراني وفيه عبيد بن اسحاق العطار وهو متروك ورضيه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب . وعن امرأة من المبايعات أنها قالت جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه من بني سلمة فقربنا إليه طعاما فأكل ثم قربنا إليه وضوءا فتوضأ ثم أقبل على أصحابه فقال ألا أخبركم بمكفرات الخطايا قالوا بلى قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة . رواه أحمد ورجاله فيهم من لم يسم . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب قالوا بلى يارسول الله قال إسباغ الوضوء في الكريهات المكروهات وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة وهي الرباط . رواه البزار وله رواية بنحو هذا الا أنه قال بدل فذلكم الرباط فتلك رباط وإسناد الاول فيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف عند الجمهور وذكره ابن حبان في الثقات وأخرج له في صحيحه هذا الحديث ، وإسناد الثاني فيه يوسف بن ميمون الصباغ ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وأبو أحمد بن عدي وقال البزار صالح الحديث . وعن أبي هريرة قال طعم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت العباس أوفي بيت حمزة فقال ليخوضن ناس من أمتي على ما أفاء الله على رسوله لا يكن لهم حظ غيره وكفارات الخطايا إسباغ الوضوء وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة . رواه البزار وإسناده صحيح . وعن أبي أمامة الثقفي قال خرج معاوية حين صلى الظهر فقال مكانكم حتى آتيكم فخرج علينا وقد تردى فلما صلى العصر قال ألا أحدثكم شيئا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قال فانهم صلوا معه الاولى ثم جلسوا فخرج عليهم فقال
[ 38 ]
ما برحتم بعد قالوا لا قال لو رأيتم ربكم فتح بابا من السماء فأرى مجلسكم ملائكته يباهي بكم وأنتم ترقبون الصلاة - قلت لمعاوية حديث في الصحيح فيمن جلس يذكر الله وليس فيه ذكر انتظار الصلاة - رواه الطبراني في الكبير ، رواه أيضا من رواية أبي أمية عن رجل عن عمه قال خرج معاوية . ورواه البزار أيضا وأبو أمية الثقفي لم أجد من ذكره . وعن عمران بن حصين يبلغ بالحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه . رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه عبدالله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف ، قلت وقد تقدم في الطهارة أحاديث في إسباغ الوضوء تدل على فضيلة انتظار الصلاة وتأتي أحاديث في التعيين ان شاء الله . { باب الصلاة في الجماعة } عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضع وعشرون درجة ، وفي رواية بخمس وعشرين درجة وفي رواية كلها مثل صلاته وفي رواية كلها مثل صلاته في بيته . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني في الكبير والاوسط - وهو الذي قال في بيته في الكبير ورجال أحمد ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضل صلاة الجماعة على الواحدة سبعا وعشرين درجة - قلت لابي هريرة في الصحيح حديث بخمس وعشرين - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ - أو صلاة الرجل وحده - خمسا وعشرين صلاة . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار ثقات . وعن عبدالله ابن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف وما بين الفذ والجماعة خمس وعشرون درجة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل في جماعة تعدل صلاته وحده خمسا وعشرين درجة . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم يسم . وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله
[ 39 ]
عليه وسلم يقول صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده أربعا وعشرين سهما أي صلاته خمسا وعشرين . رواه الطبراني في الكبير وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين صلاة . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عبد الحكيم بن منصور وهو ضعيف . وعن عمر بن الخطاب رحمه الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تبارك وتعالى ليعجب من الصلاة في الجمع . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عزوجل ليعجب من الصلاة في الجميع . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن وعن قباث بن أشيم الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى (1) وصلاة أربعة يؤم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى وصلاة ثمانية يؤم أحدهم أزكى عند الله من مائة تترى . رواه البزار والطبراني في الكبير ورجال الطبراني موثقون . وعن أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه سمع أبا هريرة وابن عباس يقولان سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر خطبته يقول ان من حافظ على هؤلاء الصلوات الخمس المكتوبات في جماعة كان أول من يجوز على الصراط كالبرق اللامع وحشره الله في أول زمرة من التابعين وكان له في كل يوم وليلة حافظ عليهن كأجر ألف شهيد قتلوا في سبيل الله . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس وقدعنعنه . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يلقي الله غدا مسلما فليحافظ على الصلوات الخمس حيث ينادي بهن . رواه الطبراني في الاوسط من طريق رجلة مولاة عبدالملك عن ابن عمر ولم أجد من ترجمها . { باب في صلاة العشاء الآخرة والصبح في جماعة } عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم المتخلفون عن صلاة العشاء وصلاة الصبح مالهم فيهما لاتوهما ولوحبوا (2) رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن أبي عمير (1) أي متفرقة (2) الحبو : أن يمشي على يديه وركبتيه أواسته زاحفا . [ * ]
[ 40 ]
ابن أنس عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يشهدها منافق ، يعني صلاة الصبح والعشاء قال أبو بشر يعني لا يواظب عليهما رواه أحمد ، وفيه أبو عمير بن أنس ولم أر أحدا روى عنه غير أبي بشير جعفر بن أبي وحشية وبقية رجاله موثقون . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في شهود العتمة ليلة الاربعاء لاتوها ولو حبوا . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه زكريا بن منظور وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان كعدل ليلة القدر . رواه الطبراني في الاوسط وفي إسناده ضعيف غير متهم بالكذب . وعن رجل من النخع قال سمعت أبا الدرداء حين حضرته الوفاة قال أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أعبد الله كأنك تراه فان تكن تراه فانه يراك واعدد نفسك في الموتى وإياك ودعوة المظلوم فانها تستجاب ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل . رواه الطبراني في الكبير والرجل الذي من النخع لم أجد من ذكره وسماه جابرا . وعن عبدالله ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما من الفضل لاتوهما ولو حبوا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن . رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجال الطبراني موثقون . وعن ابن عمر قال كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة الغداة أسأنا به الظن . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف . وعن قتادة قال كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر فقلت لوأني اغتنمت الليلة شهود العتمة مع النبي صلى الله عليه وسلم ففعلت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أبصرني ومعه عرجون يمشي عليه فقال مالك
[ 41 ]
يا قتادة ههنا هذه الساعة فقلت اغتنمت شهود العتمة معك يا نبي الله فأعطاني العرجون فقال ان الشيطان قد خلفك في أهلك فاذهب بهذا العرجون فامسك به حتى تأتي بيتك فخذه من زواية البيت فاضربه بالعرجون فخرجت من المسجد فأضاء العرجون مثل الشمعة نورا فأستضأت به فأتيت أهلي فوجدتهم قد رقدوا فنظرت في زاوية فإذا فيها قنفذ فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج . رواه الطبراني في الكبير ، ويأتي حديث عند أحمد أطول من هذا في الجمعة والساعة التي فيها إن شاء الله ، ورجاله موثقون . وعن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه . رواه الطبراني في الكبير في أثناء حديث وهذا لفظه ورجاله رجال الصحيح . وتأتي أحاديث من هذا الباب في الفتن إن شاء الله وقد تقدم شئ منها في فضل الصلاة . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الابرار وكتب في وفد الرحمن . رواه الطبراني في الكبير وفيه القسم أبو عبد الرحمن وهو مختلف في الاحتجاج به . وعن بلال المؤذن قال أذنت في ليلة باردة فلم يأت أحد ثم ناديت فلم يأت أحد ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالهم فقلت منعهم البرد فقال اللهم احبس عنهم البرد فقال بلال فأشهد أني رأيتهم يتروحون في الصبح من الحر . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه أيوب بن سيار وهو متروك . وعن عنبسة بن الازهر قال تزوج الحارث بن حسان وكانت له صحبة وكان الرجل إذ ذاك إذا تزوج تخدر أياما فلا يخرج لصلاة الغداة فقيل له أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة قال والله ان امرأة تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . { باب التشديد في ترك الجماعة } عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله ينادي إلى الصلاة يدعو إلى الفلاح فلا يجيبه . رواه أحمد والطبراني
[ 42 ]
في الكبير وفيه زبان بن فائد ضعفه ابن معين ووثقه أبو حاتم . وعن معاذ بن أنس أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب المؤمن من الشقاء والخيبة أن يسمع الموذن يثوب بالصلاة فلا يجيبه . رواه الطبراني في الكبير وفيه زبان أيضا . وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع النداء فلم يجب من غير ضر ولاعذر فلا صلاة له . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وسفيان الثوري وضعفه جماعة . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار . رواه أحمد ، وأبو معشر ضعيف . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينتهين رجال ممن حول المسجد لا يشهدون العشاء الآخرة في الجميع أو لاحرقن حول بيوتهم بحزم الحطب - قلت هو في الصحيح خلا قوله ممن حول المسجد - رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن جابر بن عبدالله قال أتى ابن أم مكتوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ان منزلي شاسع وأنا مكفوف البصر وأنا أسمع الاذان قال فان سمعت الاذان فأجب ولو حبوا أو زحفا . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الاوسط ورجال الطبراني موثقون كلهم . وعن ابن أم مكتوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المسجد فرأى في القوم رقة فقال إني لاهم أن أجعل للناس إماما ثم أخرج فلا أقدر على انسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه فقال ابن أم مكتوم يارسول الله ان بيني وبين المسجد نخل وشجر ولا أقدر على قائد كل ساعة أيسعني أن أصلي في بيتي قال أتسمع الاقامة قال نعم قال فأتها - قلت عند أبي داود طرف منه - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن كعب بن عجرة قال جاء رجل ضرير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أسمع النداء فلعلي لاأجد قائدا ويشق علي أفأتخذ مسجدا في داري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيبلغك النداء قال نعم قال فإذا سمعت فأجب . رواه في الاوسط والكبير وفي رواية له فأجب داعي الله . وفيه يزيد بن سنان ضعفه أحمد وجماعة وقال أبو حاتم
[ 43 ]
محله الصدوق وقال البخاري مقارب الحديث . وعن أبي أمامة قال أقبل ابن أم مكتوم وهو أعمى وهو الذي أنزل فيه (عبس وتولى أن جاءه الاعمى) وكان رجلا من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يارسول الله بأبي وأمي أنت كما تراني قد كبرت سني ورق عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يلائمني قياده إياي فهل تجد لي رخصة أصلي في بيتي الصلوات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تسمع المؤذن في البيت الذي أنت فيه قال نعم يارسول الله صلى الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أجد لك رخصة ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة مالهذا الماشي إليها لاتاها ولو حبوا على يديه ورجليه . رواه البراني في الكبير . وفيه علي بن يزيد الالهاني عن القاسم وقد ضعفهما الجمهور واختلف في الاحتجاج بهما . وعن البراء ابن عازب أن ابن أم مكتوم أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ضرير البصر فشكا إليه وسأله أن يرخص له في صلاة العشاء والفجر وقال ان بيني وبينك المسيل فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تسمع الاذان قال نعم مرة أو مرتين لم يرخص له في ذلك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عذرة بن الحارث ولا أعرفه . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن آمر بلالا فيقيم الصلاة ثم أنصرف إلى قوم سمعوا النداء فلم يجيبوا فأحرق عليهم بيوتهم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح ، وهو عند مسلم بلفظ لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم . وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا دعا إلى عرق أو مرماتين (1) لاجابوه وهم يدعون إلى هذه الصلاة في جماعة فلا يأتونها لقد هممت أن آمر رجلا أن يصلي بالناس في جماعة ثم أنصرف إلى قوم سمعوا النداء فلم يجيبوا فأضرمها عليهم نارا إنه لا يتخلف عنها إلا منافق . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن ابن عباس قال من (1) العرق : بفتح فسكون : العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم . والمرماة : ظلف الشاة أو مابين ظلفيها يريد الشئ الحقير . [ * ]
[ 44 ]
سمع حي الفلاح فلم يجب فقد ترك سنة محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أخوف ما أخاف على أمتي الكتاب واللبن فأما اللبن فينتجع أقوام لحبه فيتركون الجمعة والجماعات وأما الكتاب فيفتح لاقوام منه فيجادلون (1) به الذين آمنوا . رواه الطبراني وأحمد بغير لفظه وفيه ابن لهيعة وفيه كلام ، ويأتي غير هذا الحديث في الجمعة ان شاء الله . { باب فيمن صلى في بيته وجد الناس يصلون في المسجد } عن رجل من بني الديل قال خرجت بأباعر لي لاصدرها إلى الراعي فمررت برسول الله صلى الله عليه سلم وهو يصلي بالناس الظهر فمضيت فلم أصل معه فلما أصدرت أباعري ورجعت ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فلان ما منعك أن تصلي معنا حين مررت بنا فقلت يارسول الله إني كنت قد صليت في بيتي قال وإن . رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن ابن أبي الخريف عن أبيه عن جده قال أتيت أنا وأخي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد الخيف وقد صلينا المكتوبة في البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الرجل المكتوبة في البيت ثم أدرك جماعة فليصل معهم تكون صلاته في بيته نافلة . رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الخريف وأبوه لاأدري من هما . وعن عبدالله بن عمرو قال أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلين في مسجد الخيف في أخريات الناس فأمر بهما فجئ بهما ترعد فرائصهما فقال ما منعكما من الصلاة معنا قالا صلينا في رحالنا قال أفلا صليتم معنا تطوعا وتكون الاولى هي الفريضة . رواه الطبراني في الكبير وقال هكذا رواه الحجاج بن أرطأة عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو وخالف الناس في إسناده ، ورواه شعبة وأبو عوانة وهشيم وابراهيم بن ذي حماية والثوري وهشام بن حسان عن يعلي بن عظاء عن عطاء عن جابر بن يزيد بن الاسود السوائي . قلت ورجال اسناد الحديث ثقات الا أن الحجاج مدلس وقد عنعنه . وعن عبدالله بن سرجس (2) قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا جالسا في المسجد (1) في نسخة " فيحاربون " . (2) في نسخة (جرجس) وهو خطأ على ما في الخلاصة . [ * ]
[ 45 ]
والناس يصلون فلما قضى الصلاة قال إذا صلى أحدكم في بيته ثم دخل المسجد والقوم يصلون فليصل معهم تكون له نافلة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ابراهيم بن زكريا فان كان هو العجلي الواسطي فهو ضعيف وان كان غيره فلم أعرفه . { باب فيمن جاء إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا } عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من نواحي المدينة يريد الصلاة فوجد الناس قد صلوا فمال إلى منزله فجمع أهله فصلى بهم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . { باب فيمن تحصل بهم فضيلة الجماعة } عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إثنان فما فوقهما جماعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف . وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وحده فقال ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه فقام رجل فصلى معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذان جماعة . رواه أحمد والطبراني وله طرق كلها ضعيفة . وعن أبي سعيد الخدري قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الطهر قال فدخل رجل من أصحابه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما حبسك يا فلان عن الصلاة قال فذكر شيئا اعتل به قال فقام يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه فقام رجل فصلى معه . رواه أحمد - وروى أبو داود والترمذي بعضه - ورجاله رجال الصحيح . وعن الوليد بن مالك قال دخل رجل المسجد فصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه قال فقام رجل فصلى معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذان جماعة . رواه أحمد والوليد ليس بصحابي والحديث منقطع الاسناد . وعن سلمان أن رجلا دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم قد صلى فقال ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبدالملك أبو جابر قال أبو حاتم أدركته وليس بالقوي في الحديث ، ورواه البزار وفيه الحسين بن الحسن الاشقر وهو ضعيف جدا وقد وثقه ابن حبان .
[ 46 ]
وعن عصمة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى الظهر وجلس في المسجد إذ جاء رجل فدخل فصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه . رواه الطبراني في الكبير وإسناده ضعيف ولا يصح عن عصمة حديث والله أعلم . وعن ثابت لعله عن أنس أن رجلا جاء وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام يصلي وحده فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يتجر على هذا فيصلي معه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن الحسن فان كان ابن زبالة فهو ضعيف . { باب فضل الصلاة في المسجد الجامع وغيره } عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلاة في المسجد الجامع تعدل الفريضة يعني حجة مبرورة والنافلة كحجة متقبلة وفضلت الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمسمائة صلاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نوح بن ذكوان ضعفه أبو حاتم . { باب الاعذار في ترك الجماعة } عن عبدالله بن مسعود قال لم يرخص في ترك الجماعة إلا لخائف أو مريض . رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن عطية الباهلي وهو ضعيف . وعن سلمة ابن الاكوع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرت الصلاة والعشاء فابدأوا بالعشاء . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أيوب بن عتبة وثقه أحمد ويحيى بن معين في رواية عنهما وضعفه النسائي (1) وأحمد وابن معين في روايات عنهما . وعن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضر العشاء وحضرت الصلاة فابدأوا بالعشاء . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير ورجاله ثقات سمع بعضهم من بعض . وعن ابن عباس رفعه قال إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم . وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلاة وأحدكم صائم فليبدأ بالعشاء قبل صلاة المغرب (1) في النسخ " الناس " ولعله " أو " النسائي " أو " الفلاس " إذ هما ممن ضعفه كما في الخلاصة والتهذيب . [ * ]
[ 47 ]
ولا تعجلوا عن عشائكم - قلت هو في الصحيح خلا قوله وأحدكم صائم - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر في يوم مطير الصلاة في الرجال . رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار بنحوه وزاد : كراهية أن يشق علينا . ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن نعيم بن النحام قال سمعت مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة وأنا في لحافي فتمنيت أن يقول صلوا في رحالكم فلما بلغ حي على الفلاح قال صلوا في رحالكم ثم سألت عنها فإذا النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن نعيم بن النحام قال نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في مرط امرأتي فقلت ليت المنادي قال ومن قعد فلا حرج فإذا منادي النبي صلى الله عليه وسلم في اخر أذانه قال ومن قعد فلا حرج . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال فلما قال الصلاة خير من النوم قال ومن قعد فلا حرج . رواه إسماعيل ابن عياش عن يحيى بن سعيد الانصاري المدني وروايته عن أهل الحجاز مردودة رواه الطبراني من طريق آخر رجالها رجال الصحيح . وعن نعيم بن النحام قال كنت مع امرأتي في مرطها في غداة باردة فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الفجر فلما سمعته قلت ليت أنه يقول من قعد فلا حرج فلما قال الصلاة خير من النوم قال ومن قعد فلا حرج . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون خلا شيخ الطبراني عبدالله بن وهيب العري فاني لم أعرفه . وعن عمرو بن أوس قال أخبرني من سمع منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قامت الصلاة أو حين حانت الصلاة أو نحوها أن صلوا في رحالكم لمطر كان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . { باب فيمن اشتغل بالسبب عن الصلاة في الجماعة } عن صفوان بن أمية قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عرفطة بن نهيك فقال يارسول الله إني وأهل بيتي مرزوقون من هذا الصيد ولنا فيه قسم وبركة وهو مشغلة عن ذكر الله وعن الصلاة في جماعة وبنا إليه حاجة أفتحله أم تحرمه قال أحله لان الله
[ 48 ]
عزوجل قد أحله نعم العمل والله أولى بالعذر وقد كانت قبلي لله رسل كلهم يصطاد أو يطلب الصيد ويكفيك من الصلاة في جماعة إذا غبت عنها في طلب الرزق حبك للجماعة وأهلها وحبك ذكر الله وأهله - قلت فذكر الحديث وهو بتمامه في الصيد يأتي ان شاء الله - رواه الطبراني في الكبير ، وفيه بشر بن نمير وهو ضعيف متروك . { باب الصلاة في الثوب الواحد وأكثر منه } عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد متوشحا يتقي بفضوله حر الارض وبردها . رواه أحمد ، وفي رواية له ما عليه غيره ، وله طرق عنده وعند من يأتي ذكره ومعناها كلها الصلاة في الثوب الواحد . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عبدالله بن المغيرة المخزومي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد ما عليه غيره . رواه أحمد مخالفا بين طرفيه ذكره في رواية أخرى ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن أبي أمية قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد قدخالف بين طرفيه . رواه الطبراني في الكبير وفي إحدى طرقه عبدالرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف ، ورواه البزار من هذا الوجه لكنه قال عبدالله بن عبدالله بن أبي أمية وهو المعروف وفي الاخرى محمد بن اسحق وهو ثقة مدلس وقد عنعنه وعبد الله بن أبي أمية قتل يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي السند أن عروة بن الزبير سمعه من عبدالله بن أبي أمية ، وقد غلط ابن عبد البر مسلم بن الحجاج في كونه ذكر أن عروة روى عنه قال انما الذي روى عنه عروة ابنه عبدالله بن أبي أمية قال ولا يصح له عندي صحبة لصغره . وعن أسماء بنت أبي بكر قالت رأيت أبي يصلي في ثوب واحد فقلت يا أبة تصلي في ثوب واحد وثيابك موضوعة فقال يا بنية إن آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفي في ثوب واحد . رواه أبو يعلي وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن جابر رضي الله عنه قال أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد قد خالف
[ 49 ]
بين طرفيه - قلت لجابر حديث في الصحيح عن أبي سعيد - رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن حذيفة قال بت بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه طرف لحاف وعلى عائشة طرفه وهي حائض لا تصلي . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي نضرة قال قال أبي بن كعب الصلاة في الثوب الواحد سنة كنا نفعله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعاب علينا وقال ابن مسعود انما كان ذلك إذ كان في الثياب قلة فأما إذا وسع الله فالصلاة في الثوبين أزكى . رواه عبدالله من زياداته والطبراني في الكبير بنحوه من رواية زر عنها موقوفا وأبو نضرة لم يسمع من أبي ولا ابن مسعود . وعن محمد بن أبي سفيان أنه سمع أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه ثوب واحد . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أم الفضل بنت الحارث قالت صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته متوشحا في ثوب . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد متوشحا به . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير كلاهما من رواية ابن لعمار عن عمار . وعن أنس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه . رواه أبو يعلي والبزار بنحوه ورجاله موثقون . وعن أنس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه متوكئا على أسامة مرتديا بثوب قطن فصلى بالناس . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وعن معاوية قال دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد فقلت يا أم حبيبة أيصلي النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد قالت نعم وهو الذي كان فيه ماكان تعني الجماع . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط ، ورواه في الكبير مختصرا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الثوب الواحد ، وإسناد أبي يعلي حسن . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فوجد القر فقال يا عائشة
[ 50 ]
ارخي علي مرطك قالت إني حائض قال (1) إن حيضتك ليست في يدك . رواه ابو يعلي واسناده حسن ، قلت لها عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد بعضه على ، ولمسلم كان يصلي من الليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلي مرط لي بعضه عليه . وعن ابن عمر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي في ثوب واحد فقمت عن شماله فأدارني حتى جعلني عن يمينه . رواه البزار واسناده ضعيف جدا . وعن أبي جحيفة قال أبصر رسول صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي وقد سدل ثوبه فدنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطف عليه ثوبه . رواه الطبراني في الثلاثة (2) والبزار وهو ضعيف . وعن ابي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب متوشحا فلم ينل طرفاه فعقده . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه من لم أجد من ترجمه . وعن أبي عبدالرحمن حاضن عائشة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة يصليان في ثوب واحد نصفه على النبي صلى الله عليه وسلم ونصفه على عائشة . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه ضرار بن صرد أبو نعيم وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوشح بثوب قطن وفي يده عنزة (3) وهو متوكئ على أسامة بن زيد فركزها بين يديه ثم صلى إليها . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن ابن عباس قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي محتبيا محلل الازرار . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو مجمع على ضعفه . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليتم فارفعوا سبلكم (4) فكل شئ أصاب الارض من سبلكم فهو في النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه عيسى ابن قرطاس وهو ضعيف جدا . وعن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في الثوب الواحد فقال إن كان واسعا فليضمه وإن كان عاجزا فليتزر به . رواه الطبراني ، واسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة . وعن معاذ قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) في النسخ زيادة " عله ونحلا " ولعل الاصل " ويحك " . (2) أي المعاجم الثلاثة . (3) العنزة مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا (4) أي الثياب المسبلة . [ * ]
[ 51 ]
في ثوب واحد مؤتزرا به . رواه الطبراني في الكبير عن محمد بن صبيح عن معاذ ولم أر من ترجمه . وعن أبي أمامة قال أمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطيفة خالف بين طرفيها . رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عمير وهو ضعيف . وعن عبدالله بن أنيس قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقمت عن يساره فأخذني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقامني عن يمينه وعلي ثوب متمزق لا يواريني فجعلت كلما سجدت أمسكته بيدي مخافة أن تنكشف عورتي وخلفي نساء فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لي بثوب فكسانيه وقال تدرع بخلقك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن سرجس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلي يوما وعليه نمرة (1) له فقال لرجل من أصحابه أعطني نمرتك وخذ نمرتي فقال يارسول الله نمرتك أجود من نمرتي قال أجل ولكن فيها خيط أحمر فخشيت أن أنظر إليها فتفتنني عن صلاتي . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن قيس بن أبي حازم قال رأيت خالد بن الوليد يؤم الناس في الجيش في ثوب واحد . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير واسناده ضعيف . وعن عاصم بن كليب عن أبيه عن خاله قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في الشتاء فوجدتهم يصلون في البرانس والاكسية وأيديهم فيها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلي أحدكم فليلبس ثوبيه فان الله أحق من يزين له - قلت رواه أبو داود خلا قوله فان الله أحق من يزين له . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان ازارك ضيقا فاتزر به وإذا كان واسعا فاشتمل به يعني في الصلاة . رواه البزار وفيه اسحق بن عبدالله بن أبي فروة وهو ضعيف . { باب الصلاة في السراويل } عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الصلاة في السراويل . رواه الطبراني (1) كل شملة مخططة من مآزر الاعراب فهي نمرة كأنها أخذت من لون النمر . [ * ]
[ 52 ]
في الاوسط وفيه حسين بن وردان قال أبو حاتم ليس بالقوي . { باب ما تلبس المرأة في الصلاة } عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله من امرأة صلاة حتى تواري زينتها ولا جارية بلغت المحيض حتى تختمر . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وقال تفرد به اسحق بن اسماعيل بن عبدالاعلى الايلي قلت ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله موثقون . وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي مر نساءك لا يصلين عطلا (1) ولو أن يتقلدن سيرا . رواه الطبراني في الاوسط من طريق رابطة بنت عبدالله بن محمد بن علي ولم أجد من ذكرها . { باب ما جاء في العورة } عن محمد بن عبدالله بن جحش ختن النبي (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على معمر بفناء المسجد محتبيا كاشفا عن طرف فخذه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خمر (3) فخذك يا معمر فان الفخذ عورة . رواه أحمد وفي رواية له عند أحمد أيضا قال مر النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه على معمر وفخذاه مكشوفتان فقال يا معمر غط فخذيك فان الفخذين عورة . رواه الطبراني في الكبير الا أنه قال في الاولي فان الفخذ من العورة . ورجال أحمد ثقات . وعن جرهد ونفر من أسلم سواه ذوي رضى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على جرهدوفخذ جرهد مكشوفة في المسجد فقال له روسل الله صلى الله عليه وسلم ياجرهد غط فخذك فان الفخذ عورة - قلت حديث جرهد رواه أبو داود والترمذي - رواه أحمد وفيه عبدالرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال أول ما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن قيل له استتر فما رؤيت عورته بعد ذلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه النضر أبو عمر وقد أجمعوا على ضعفه . وعن أبي جعفر محمد بن علي قال قلنا لعبد الله بن جعفر حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه ولا تحدثنا من غيرك وان كان ثقة قال سمعت (1) العطل : فقدان الحلي . (2) أي صهره (3) أي غط . [ * ]
[ 53 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مابين السرة إلى الركبة عورة . رواه الطبراي في الاوسط وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف . وعن أبي سعيد الخدري قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاسواق وبلال معه فدلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه فجاء أبو بكر يستأذن فقال يا بلال ائذن له وبشره بالجنة فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه ثم جاء عمر يستأذن فقال يا بلال ائذن له وبشره بالجنة فدخل فجلس عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه ثم جاء عثمان يستأذن فقال ائذن له يا بلال وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فدخل عثمان فجلس قبالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودلى رجليه في البئر وكشف عن فخذيه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا بأس أن يقلب الرجل الجارية إذا أراد أن يشتريها ماخلا عورتها مابين ركبتها إلى معقد الازار . رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن حسان وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات . { باب الصلاة بالنعلين } عن مجمع بن جارية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه . رواه أحمد وفيه يزيد بن عياض وهو منكر الحديث . وعن مجمع بن يعقوب عن غلام من أهل قباء أدركه شيخا أنه قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء فجلس في فم الاجم واجتمع إليه ناس فاستسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقى فشرب وأنا عن يمينه وأنا أحدث القوم فناولني فشربت وحفظت أنه صلى بنا يومئذ وعليه نعلان لم ينزعهما . رواه أحمد وسماه عبدالله بن أبي حبيبة في رواية أخرى ، وكذلك رواه الطبراني في الكبير ورجال أحمد موثقون . رواه البزار مختصرا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعلين وقال لا نعلم روى عن ابن أبي حبيبة إلا هذا . وعن زياد الحارثي قال سمعت رجلا سأل أبا هريرة أنت الذي تنهي الناس أن يصلوا في نعالهم قال ها ورب هذه الحرمة ها ورب هذه الحرمة ها ورب هذه الحرمة لقد رأيت محمدا صلى الله عليه وسلم يصلي
[ 54 ]
إلى هذا المقام في نعليه ثم انصرف وهما عليه . رواه أحمد والبزار باختصار ورجاله ثقات خلا زياد بن الاوبر الحارثي فانى لم أجد من ترجمه بثقة ولاضعف . وعن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى قائما وقاعدا وحافيا ومنتعلا ويتفل عن يمينه وعن شماله . رواه أحمد ، وفيه زياد الحارثى وقد تقدم الكلام فيه . وعن حميد بن هلال العدوى قال حدثنى من سمع . الاعرابي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى وعليه نعلان من بقر قال فتفل عن يساره ثم حك حيث تفل بنعله . رواه أحمد ، وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات . وعن عطاء - رجل من بني شيبة وكان شيخا كبيرا - قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى عند هذا المقام عليه نعلان سبتيتان . رواه الطبراني ، وفيه محمد بن القسم الاسدي وهما اثنان وكلاهما وثق وفى أحدهما ضعف كثير وبقية رجاله ثقات . وعن علي بن أبى طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال زين الصلاة الحذاء . رواه أبو يعلي ، وفيه محمد بن الحجاج اللخمي وهو كذاب . وعن أبى بكرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في نعليه . رواه أبو يعلى والبزار ، وفيه بحر بن مرار أحد من اختلط وقد وثقه ابن معين ، وفى إسناد أبى يعلى عبدالرحمن بن عثمان أبو بحر ضعفه أحمد وجماعة وكان يحيى بن سعيد القطان حسن الرأى فيه وحدث عنه . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خالفوا اليهود وصلوا في خفافكم ونعالكم فانهم لا يصلون في خفافهم ولانعالهم . رواه البزار ، وله عند الطبراني في الاوسط أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في النعلين والخفين ، قلت في الصحيح منه الصلاة في النعلين فقط ، ومدار الحديثين على عمر بن نبهان وهو ضعيف ، وروى أبو يعلى منه الصلاة في الخفين . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه . رواه البزار والطبراني في الكبير ، وفيه النضر أبو عمر وهو ضعيف جدا . وعن عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تمام الصلاة الصلاة في النعلين . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه على بن عاصم وتكلم الناس فيه كما ذكره المزى عن الخطيب . وعن فيروز الديلمى أن وقد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا
[ 55 ]
رأيناه يصلى في نعلين متقابلتين . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى وفى نعليه أثر طين وعليه كساء فجعل يتقى أن يصيب الكساء . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبدالرحمن بن عثمان وهو ضعيف . وعن الهرماس بن زياد الباهلى قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في نعليه . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلع نعليه فخلعنا نعالنا فلما قضى الصلاة قال لم خلعتم نعالكم قالوا رأيناكم خلعت فخلعنا قال انى مللت منهما . رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العرزمى وهو متروك . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى في نعليه . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات خلا شيخ الطبراني محمد بن عبدالرحمن الازرق فانى لم أعرفه . وعن أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يخلعهما عن يمينه فيأثم ولامن خلفه فيأثم بهما صاحبه ولكن ليخلعهما بين ركبتيه . رواه الطبراني في الكبير وفيه زياد الجصاص ضعفه ابن معين وابن المدينى وغيرهما وذكره ابن حبان في الثقات . وعن أوس بن أوس قال أقمت عند النبي صلى الله عليه وسلم نصف شهر فرأيته يصلى وعليه نعلان متقابلتان ورأيته يبزق عن يمينه وعن شماله - قلت روى ابن ماجه منه الصلاة في النعلين - رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدا ويصلى منتعلا وحافيا ويتفل عن يمينه وعن شماله . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن أبى هريرة أن رسول االله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس فخلع نعليه فلما حس به الناس خلعوا نعالهم فلما فرغ من صلاته أقبل على الناس فقال ان الملك أتاني فأخبرني أن بنعلى أذى فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه فان رأى فيهما شيأ فليمسحهما ثم يصلى فيهما . رواه البزار والطبراني في الاوسط وقال ثم ليصل فيهما أو ليخلعهما ان بدا له . وفي اسنادهما عباد بن كثير البصري سكن مكة ضعيف . وعن عبدالله
[ 56 ]
ابن مسعود قال خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعليه فخلع من خلفه فقا ما حملكم ان خلعتم نعالكم قالوا رأيناك خلعت فخلعنا فقال ان جبريل اخبرني أن فيهما قذرا فخلعتهما لذلك فلا تخلعوا نعالكم ، قال ابراهيم فكانوا لا يخلعون نعالهم قال ورأيت ابراهيم يصلي في نعليه . رواه البزار الطبراني في الاوسط والكبير قال البزار لا نعلم رواه هكذا إلا أبو حمزة انتهى ، وأبو حمزة هو ميمون الاعور ضعيف . وعن أنس بن مالك قال لم يخلع النبي صلى الله عليه وسلم نعليه في الصلاة الا مرة فخلع القوم نعالهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم خلعتم نعالكم قالوا رأيناك خلعت فخلعنا فقال ان جبريل عليه السلام أخبرني أن فيهما قذرا . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار باختصار . وعن عبدالله بن الشخير قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلع نعليه وهوفي الصلاة فخلع الصف الذي يليه نعالهم فخلع الصف الذين يلونهم أيضا نعالهم فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال لم خلعتم نعالكم قالوا خلعت يارسول الله فخلع الصف الذي يليك نعالهم فخلعنا نعالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل عليه السلام فذكر أن في نعلي قذرا فخلعتهما فصلوا في نعالكم . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف . { باب الصلاة على الخمرة (1) } عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط وزاد فيه ويسجد عليها ، ورجال أحمد رجال الصحيح ورواه أحمد أيضا باسناد رجاله رجال الصحيح فقال فيه عن عائشة أو عن ابن عمر شك شريك . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على خمرة فقال يا عائشة ارفعي حصيرك فقد خشيت أن يكون يفتن الناس . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قلت وهو عند مسلم وأصحاب السنن مختصرا في صلاته على الخمرة . وعن أم سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة . رواه أحمد (1) تقدم أن الخمرة هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو غيره . [ * ]
[ 57 ]
والطبراني في الكبير وأبو يعلي ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال فيه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وخمرة يصلي عليها ، رواه أبي يعلي رجال الصحيح . وعن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير ، ورجال أبي يعلي رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يسجد على ثوبه . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على الخمرة . رواه البزار وفيه الحجاج بن ارطاة وفيه اختلاف . وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة ، وفي رواية ويسجد عليها . رواه الطبراني في الاوسط والصغير بأسانيد بعضها رجاله ثقات . { باب } عن شريح أنه سأل عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير فاني سمعت في كتاب الله (وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا) قالت لم يكن يصلي عليه . رواه أبو يعلي ورجاله موثقون . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى لا يضع تحت قدميه شيئا إلا أنا مطرنا يوما فوضع تحت قدميه نطعا (1) رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه ابراهيم بن اسحاق الضبي وهو متروك . وعن أبي عبيدة أن ابن مسعود كان لا يصلي أو لا يسجد إلا على الارض . رواه الطبراني في الكبير ، وأبو عبيدة لميسمع من أبيه . وعن ابراهيم أنه كان يقوم على البردي وإسجد على الارض ، قلنا وما البردي قال الحصير . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . { باب فيما يعفى عنه في الصلاة } عن سلمة بن الاكوع قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القوس والقرن فقال صل في القوس واطرح القرن (2) يعني الكنانة . رواه الطبراني في الكبير (1) النطع بساط من الاديم . (2) القرن بالتحريك : جعبة من جلود يجعل فيها النشاب ، وأمره بطرحها لانها من جلد غير ذكى ولا مدبوغ . [ * ]
[ 58 ]
وفيه موسى بن محمد بن ابراهيم التيمي وهو ضعيف . وعن ابن سيرين قال نحر ابن مسعود جزورا فتلطخ بدمها وفرثها وأقيمت الصلاة فصلى ولم يتوضأ . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب حمل الصغير في الصلاة } عن عبدالله بن الحارث بن عبدالمطلب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه أبو سليمان عن الصحابي فان كان هو خليد بن عبدالله العصري فهو ثقة . { باب سترة المصلي } عن سبرة بن معبد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يستر الرجل في صلاته السهم وإذا صلى أحدكم فليستتر بسهم . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن سعدالقرظ أن النجاشي بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عنزات فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم واحدة لنفسه وأعطى عليا واحدة وعمر واحدة وكان بلال يمشي بها بين يديه في العيدين فيصلي إليها . رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده من لم يسم . وعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تركز له عنزة فيصلي إليها أظنه قال والظعن تمر بين يديه . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه محمد بن حماد الواسطي ولم أجد من ذكره . وعن عصمة قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حربة يمشي بها بين يديه فإذا صلى ركزها بين يديه . رواه الطبراني في الكبير وهو ضعيف . وعن حبان قال كنت أضع العنزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن سهل بن سعد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى خشبة فلما بنى سعد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى خشبة فلما بنى له محراب تقدم إليه فحنت الخشبة حنين البعير فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فسكنت . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبدالمهيمن بن عباس وهو ضعيف .
[ 59 ]
{ باب الصلاة على البعير } عن أبي الدرداء قال كنا في غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقيمت الصلاة فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم سنام البعير فقام يصلي إليه . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه علي بن يزيد الالهاني (1) وهو ضعيف . وعن المقدام قال جلس أبو الدرداء وعبادة إلى الحارث بن معاوية فقال أبو الدرداء أيكم يذكر حين صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم فلما انصرف أخذ وبرة من البعير فقال ما يحل لي مما أفاء الله عليكم ولامثل هذه إلا الخمس والخمس مردود فيكم . رواه البزار وقال والمقدام لم يرو عنه غير الحسن ، قلت المقدام هذا هو الرهاوي وثقه ابن حبان . { باب الدنو من السترة } عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته . رواه البزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال فليدن منها لا يمر الشيطان بينه وبينها ، وفي إسناد البزار محمد بن عبدالله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف ، وفي إسناد الطبراني سليمان بن أيوب الصريفيني (2) ولم أجد من ذكره وبقية رجال الطبراني ثقات . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته . رواه البزار (3) وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارهقوا القبلة (4) . رواه أبو يعلي والبزار ورجاله موثقون . وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن سهل بن الحنظلية أنه مر على رجل يصلي متراخيا عن القبلة فقال سهل تقدم إلى مصلاك لا يقطع الشيطان صلاتك ولا أحدثك إلا ما سمعت من نبي الله صلى الله عليه وسلم . (1) بمفتوحة وسكون لام ونون . (2) في النسخ غير منقوطة . (3) في نسخة زيادة " ويأتي حديث ابن عباس " . (4) أي أدنوا منها . [ * ]
[ 60 ]
رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن نمير وهو كذاب . وعن عبدالله بن مسعود قال لا يصلين أحدكم وبينه وبين القبلة فجوة - يعني فرجة . رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . { باب ما يقطع الصلاة } عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع صلاة المسلم شئ الا الحمار والكافر والكلب والمرأة فقالت عائشة يارسول الله لقد قرنا بدواب سوء . رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن الحكم بن عمرو الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عمر بن ذريح ضعه أبو حاتم ووثقه ابن معين وابن حبان وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن زيد وأبي بشير الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم ذات يوم وامرأة بالبطحاء فأشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأخري فرجعت حتى صلى ثم مرت . رواه أحمد والطبراني في الكبير ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال بينما نحن مع رسول الله بأعلى الوادي نريد أن نصلي قد قام وقمنا إذ خرج علينا حمار من شعب أبي دب شعب أبي موسى فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكبر وأجرى إليه يعقوب بن زمعة حتى رده . رواه أحمد ورجاله موثقون . { باب رد من يمر بين يدي المصلي } عن ابن عباس قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذ جاءت شاة تسعى بين يديه فساعاها حتى ألزق بطنه بالحائط . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عمرو بن حكام وهو ضعيف ، وقد تقدم حديث عبدالله بن عمرو في باب الدنو من السترة وهو حديث صحيح إن شاء الله وأحاديث في هذا الباب الذي قبل هذا . وعن أنس ابن مالك قال بادر رسول الله صلى الله عليه وسلم هرة أن تمر بين يديه في الصلاة . رواه
[ 61 ]
الطبراني في الاوسط وفيه مندل بن علي وهو ضعيف . وعن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فمر أعرابي بحلوبة له فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يفهم فناداه عمر يا أعرابي وراءك فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال من المتكلم قالوا عمر قال مالهذا فقه ، قلت هذا الكلام أخبرته عن الاعرابي لاعن عمر فيما أحسب والله أعلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن المسيب البجلي وقد وثقه ابن حبان والحاكم في المستدرك وضعفه جماعة . وعن جابر بن سمرة قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة مكتوبة فضم يده في الصلاة فلما قضى الصلاة قلنا يارسول الله صلى الله أحدث في الصلاة شئ قال لا ألا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي وايم الله لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لنيط (1) إلى سارية من سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه المفضل بن صالح ضعفه البخاري وأبو حاتم (2) . وعن ابن مسعود أنه قال إذا أراد أحد أن يمر بين يديك وأنت تصلي فلا تدعه فانه يطرح نصف صلاتك . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . { باب فيمن يمر بين يدي المصلي } عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يمر بين يدي الرجل وهو صلي عمدا يتمنى يوم القيامة أنه شجرة يابسة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ، وفيه من لم أجد من ترجمه . وعن بسر بن سعيد قال أرسلني أبو جهم إلى زيد بن خالد أسأله عن المار بين يدي المصلي فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه كان لان يقوم أربعين خريفا خير له من أن يمر بين يديه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، وقد رواه ابن ماجه غير قوله خريفا . وعن عبدالله بن مسعود قال ان استطاع أحدكم أن لا يمر بين يديه أحد فليفعل فان المار على المصلي نقص من الممر . رواه الطبراني ورجاله ثقات . (1) أي علق . (2) وقال الترمذي ليس عند أهل الحديث بذاك الحافظ . [ * ]
[ 62 ]
{ باب فيمن صلى وبين يديه احد } عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي إلى رجل فأمره أن يعيد الصلاة قال يارسول الله إني قد صليت وأنت تنظر الي . رواه البزار وفيه عبدالاعلى التغلبي وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيت أن أصلي خلف المتحدثين والنيام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن عمرو بن علقمة واختلف في الاحتجاج به . { باب سترة الامام سترة من خلفه } عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سترة الامام سترة من خلفه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف . { باب لا يقطع الصلاة شئ } عن جابر بن عبدالله الانصاري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فذهبت شاة تمر بين يديه فساعاها حتى ألزقها بالحائط ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الصلاة شئ ودرأوا ما استطعتم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن ميمون التمار وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في الثقات . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الصلاة شئ . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح من الليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة من قيام الليل . رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وهي معترضة بين يديه وقال أليس هن أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم - قلت هو في الصحيح خلا قوله أليس هن أمهاتكم وأخواتكم وعماتكم - رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أم سلمة أنها قالت كان يفرش لي حيال مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يصلي وأنا حياله - قلت رواه أبو داود وابن ماجه خلا قولها وكان يصلي وأنا حياله - رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن ابراهيم بن عبدالرحمن
[ 63 ]
ابن عوف قال كنت أصلي فمر رجل بين يدي فمنعته فسألت عثمان بن عفان قال لا يضرك يا ابن أخي . رواه عبدالله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال مرت شاة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة بينه وبين القبلة فلم يقطع صلاته . رواه أبو يعلي وفيه أشعث بن سوار ضعفه جماعة ووثقه ابن معين . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الهر الصلاة وإنما هو من متاع البيت . رواه البزار وفيه عبدالرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف . { باب الصلاة إلى غير سترة } عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شئ . رواه أحمد وأبو يعلي وفيه الحجاج بن أرطأة وفيه ضعف . وعن ابن عباس قال جئت أنا وغلام من بني هاشم على حمار فمررنا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فنزلنا عنه وتركنا الحمار يأكل من بقل الارض أو قال نبات الارض فدخلنا معه في الصلاة فقال رجل أكان بين يديه عنزة قال لا - قلت هو في الصحيح خلا قوله أكان بين يديه عنزة فقال لا - رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى والرجال والنساء يطوفون بين يديه بغير سترة مما يلي الحجر الاسود . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ياسين الزيات وهو متروك . { باب الامامة } عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤم القوم أقرؤهم للقرآن . رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن عمرو بن سلمة قال كان يأتينا الركبان من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحدثونا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليؤمكم أكثركم قرآنا ، قلت حديث عمرو عن أبيه في الصحيح وهذا من حديثه عن الركبان . رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عمرو بن سلمة قال انطلقت مع أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم باسلام قومه فكان فيما أوصانا ليؤمكم أكثركم قرآنا فكنت أكثرهم قرآنا فقدموني - قلت هو في الصحيح من حديثه عن أبيه
[ 64 ]
وهنا عن نفسه والله أعلم - رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله . رواه البزار وفيه الحسن بن علي النوفلي الهاشمي وهو ضعيف وقد حسنه البزار . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم وإن كان أصغركم وإذا أمكم فهو أميركم . رواه البزار وإسناده حسن . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم قوما وفيهم من هو أقرأ لكتاب الله منه لم يزل في سفال إلى يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الهيثم بن عقاب قال الازدي لايعرف ، قلت ذكره ابن حبان في الثقات . وعن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصطفوا وليتقدمكم في الصلاة أفضلكم فان الله عزوجل يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن مدرك وهو منسوب إلى الكذب . وعن مرثد بن أبي مرثد الغنوي وكان بدريا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم علمائكم فانهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم عزوجل . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يعلي الاسلمي وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن سالما مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين حين قدموا إلى المدينة وفيهم عمر وغيره من المهاجرين لانه كان أكثرهم قرآنا - قلت هو في الصحيح خلا قوله لانه كان أكثرهم قرآنا - رواه الطبراني في الكبير وفيه شعيب بن أبي الاشعث قال الذهبي مجهول ، قلت شعيب هذا ذكره ابن حبان في الثقات وقال يعتبر بحديثه إذا لم يكن في إسناده ضعف ولا بقية بن الوليد . وعن قيس بن زهير قال انطلقت مع حنظلة بن الربيع إلى مسجد فرات بن حيان فحضرت الصلاة فقال له تقدم فقال ماكنت لا تقدمك وأنت أكبر مني سنا وأقدم شيئا مني هجرة والمسجد مسجدكم فقال فرات سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيك شيئا لاأتقدمك أبدا قال أشهدته يوم أتيته يوم الطائف فبعثني عينا قال نعم
[ 65 ]
فتقدم حنظلة فصلى بهم فقال فرات يا بني عجل إني إنما قدمت هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا إلى الطائف فجاءه فأخبره الخبر فقال صدقت إرجع إلى منزلك فانك قد سهرت الليلة فلما ولى قال لنا ائتموا بهذا وأشباهه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . { باب إمامة الاعمى } عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط وقال استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين يصلي بالناس ، ورجال أبي يعلي رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس . رواه البزار في الاوسط وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف . وعن عبدالله بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر استخلف على المدينة ابن أم مكتوم فكان يؤذن ويقيم فيصلي بهم . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن عبدالله ابن عمير إمام بني خطمة أنه كان إماما لبني خطمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى وغزا معه وهو أعمى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب إمامة الرجل في رحله } عن عبدالله بن حنظلة قال كنا في منزل قيس بن سعد بن عبادة ومعنا ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا له تقدم فقال ماكنت لافعل فقال عبدالله بن حنظلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل أحق بصدر فراشه وأحق بصدر دابته وأحق أن يؤم في بيته فأمر مولى له فتقدم فصلى . رواه البزار والطبراني في الاوسط والكبير ، وفيه اسحاق بن يحيى بن طلحة ضعفه أحمد وابن معين والبخاري ووثقه يعقوب بن شيبة ووثقه ابن حبان . وعن ابراهيم قال أتى عبدالله أبا موسى فتحدث عنده فحضرت الصلاة فلما أقيمت تأخر أبو موسى فقال له عبدالله أبو موسى لقد علمت أن من السنة أن يتقدم صاحب البيت فأبى أبو موسى
[ 66 ]
حتى تقدم مولى لاحدهما . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن علقمة أن عبدالله بن مسعود أتى أبا موسى الاشعري في منزله فحضرت الصلاة فقال أبو موسى تقدم يا أبا عبدالرحمن فانك أقدم سنا وأعلم قال بل أنت تقدم فأنما أتيناك في منزلك ومسجدك فأنت أحق قال فتقدم أبو موسى فخلع نعليه فلما سلم قال له ما أردت إلى خلعها أبالوادي المقدس أنت . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم ، ورواه الطبراني متصلا برجال ثقات . { باب الامام ضامن } عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أم قوما فليتق الله وليعلم أنه ضامن مسؤول لما ضمن فان أحسن كان له من الاجر مثل أجر من صلى خلفه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا وما كان من نقص فهو عليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه معارك بن عباد ضعفه أحمد والبخاري وأبو زرعة والدار قطني وذكره ابن حبان في الثقات . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الامام ضامن فما صنع فاصنعوا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن شيبة من ولد كعب بن مالك ضعفه أحمد ووثقه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات أيضا ، قلت وقد تقدمت أحاديث في قوله الامام ضامن والمؤذن مؤتمن في الاذان . { باب في إمامة الجاهل } عن شيخ من طئ قال مر ابن مسعود على مسجد لنا فتقدم رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب ثم قال نحج بيت ربنا ونقضي الدين وهو مثل القطوات يهوين فقال عبدالله ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا الا اختلاق فانصرف عبدالله . رواه الطبراني في الكبير ، وهذا لشيخ الطائي لاأعرفه وبقية رجاله ثقات . { باب إمامة الفاسق } عن عمر الانصاري قال سألت واثلة بن الاسقع عن الصلاة خلف القدري فقال لا تصل خلفه أما أنا لو كنت صليت خلفه لاعدت صلاتي . رواه الطبراني في
[ 67 ]
الكبير من رواية حبيب بن عمر عن أبيه ، وحبيب ذكره ابن حبان في الثقات وأبوه عمر لم أعرفه وبقية مدلس . { باب الصلاة خلف كل إمام } عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطع كل أمير وصل خلف كل إمام ولا تسبن أحدا من أصحابي . رواه الطبراني في الكبير ومكحول لم يسمع من معاذ . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على من قال لا إله إلا الله وصلوا وراء من قال لا إله إلا الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو كذاب { باب الامام يصلي على المكان المرتفع } عن عبدالله بن مسعود أنه كره أن يؤمهم على المكان المرتفع . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب الامام يصلي جالسا } عن عبدالله بن عمر أنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفر من أصحابه فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا هؤلاء ألستم تعلمون أني رسول الله اليكم قالوا بلى نشهد أنك رسول الله قال ألستم تعلمون أن الله عزوجل أنزل في كتابه من أطاعني فقد أطاع الله قالوا بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله وإن من طاعة الله طاعتك قال فان من طاعة الله أن تطيعوني وإن من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم أطيعوا أئمتكم فان صلوا قعودا فصلوا قعودا . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس إن صلى الامام جالسا فصلوا جلوسا ، قال القسم فعجب الناس من صدق معاوية . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب فيمن أم قوما وهم له كارهون } عن طلحة بن عبيدالله أنه صلى بقوم فلما انصرف قال اني نسيت أن أستأمركم
[ 68 ]
قبل ان أتقدم أرضيتم بصلاتي قالوا نعم ومن يكره ذلك يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل أم قوما وهم له كارهون لم تجز صلاته اذنيه . رواه الطبراني في الكبير من رواية سليمان بن أيوب الطلحي قال فيه أبو زرعة عامة أحاديثه لا يتابع عليها ، وقال صاحب الميزان صاحب مناكير وقد وثق . { باب في الامام يسئ الصلاة } عن أنس بن مالك أنه كان يخالف عمر بن عبد العزيز فقال له عمر ما يحملك على هذا فقال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة متى توافقها أصلي معك ومتى تخالفها أصلي وأنقلب إلى أهلي . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبي أيوب أنه كان يخالف مروان بن الحكم في صلاته فقال له مروان ما يحملك على هذا قال إني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة إن وافقته وافقتك وإن خالفته صليت وانقلبت إلى أهلي . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي علي المصري قال سافرنا مع عقبة بن عامر الجهني فحضرتنا الصلاة فأردنا أن يتقدمنا قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أم قوما فان أتم فله التمام ولهم التمام وإن لم يتم فلهم التمام وعليه الاثم . رواه أحمد والطبراني ببعضه ورجاله ثقات . { باب في الامام يذكر أنه محدث } عن علي بن أبي طالب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فانصرف ثم جاء ورأسه يقطر ماء فصلى بنا ثم قال إني كنت صليت بكم وأنا جنب فمن أصابه مثل ما أصابني أو وجد في بطنه رزا (1) فليصنع مثل ما صنعت . رواه أحمد وله عنه في رواية بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصلي إذ أنصرف ونحن قيام - فذكر نحوه . رواهما أحمد والبزار والطبراني في الاوسط إلا أن الطبراني قال فلينصرف وليغتسل ثم ليأت فليستقبل صلاته . ومدار طرقه علي ابن لهيعة وفيه كلام . وعن (1) الرز في الاصل : الصوت الخفي ويريد به القرقرة وقيل هو غمز الحدث وحركته للخروج ، وأمره بالوضوء لئلا يدافع أحد الاخبثين وإلا فليس بواجب لم يخرج الحدث . [ * ]
[ 69 ]
أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر بهم في صلاة الصبح فأومى إليهم ثم انطلق ورجع ورأسه يقطر فصلى بهم ثم قال إنما أنا بشر مثلكم وإني كنت جنبا فنسيت . رواه الطبراني في الاوسط وفيه غير واحد لم أجد من ذكرهم . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في صلاته وكبرنا معه فأشار إلى القوم أن كما أنتم فلم نزل قياما حتى أتانا نبي الله صلى الله عليه وسلم قد اغتسل ورأسه يقطر ماء . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . قلت وتأتي صلاة المتيمم بالمتوضئ بعد هذا بيسير ان شاء الله . { باب تلقين الامام } عن ابن مسعود قال إذا تعايا الامام فلا تردن عليه فانه كلام . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بالناس فترك آية فقال أيكم أخذ علي شيئا من قراءتي فقال أبي أنا يارسول الله تركت آية كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد علمت ان كان أحد أخذها علي فانك أنت هو . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عبدالرحمن بن ابزي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فترك آية فلما صلى قال أفي القوم أبي بن كعب قال أبي يارسول الله نسخت آية كذا وكذا أو أنسيتها . رواه أحمد والطبراني كلاهما عن عبدالرحمن بن أبزي ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأسقط بعض سورة من القرآن فلما فرغ من صلاته قال أبي يارسول الله أنسخت آية كذا وكذا قال لا قال أفلا لقنتنيها - هذا لفظ الطبراني في الاوسط ، وفيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال تردد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر في آية فلما قضى الصلاة نظر في وجوه القوم فقال أما صلى معكم أبي بن كعب قالوا لاقال فرأى القوم أنه إنما سأل عنه ليفتح عليه . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات خلا قيس بن الربيع فانه ضعفه يحيى القطان وغيره ووثقه شعبة والثوري . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
[ 70 ]
عليه وسلم صلي صلاة فالتبس عليه فيها فلما انصرف قال لابي بن كعب أصليت معنا قال نعم قال فما منعك أن تفتح علي - قلت رواه أبو داود خلا قوله أن تفتح علي - رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وترك آية فجاء أبي وقد فاته بعض فلما انصرف قال يارسول الله نسخت هذه الآية أو أنسيتها قال لابل أنسيتها . رواه احمد ورجاله ثقات . وعن بريدة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بأصحابه فلما انصرف قال كيف رأيتم صلاتي قالوا ما أحسن ما صليت قال قد نسيت آية وإن من حسن صلاة المرء أن يحفظ قراءة الامام . رواه البزار ، وفيه يحيى بن كثير صاحب البصري وهو ضعيف . { باب صلاة المتيمم بالمتوضئ } عن عبدالله بن عمرو بن العاصي أن عمرو بن العاص أصابته جنابة وهو أمير الجيش فترك الغسل من أجل أنه قال إن اغتسلت مت من البرد فصلى بمن معه جنبا فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم عرفه ما فعل فأنبأه بعذره فأقره وسكت . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه أبو بكر بن عبدالرحمن الانصاري عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف ولم أجد من ذكره وبقية رجاله ثقات . وقد تقدم حديث ابن عباس في التيمم لاجل البرد في قصة عمرو أيضا . { باب من أم الناس فليخفف } عن نافع بن سرجس قال عدنا أبا واقد الكندي في مرضه الذي توفي فيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة بالناس وأطول الناس صلاة لنفسه ، وفي رواية عدنا أبا واقد البدري . رواه أحمد وأبو يعلي وقال الليثي والطبراني في الكبير وقال البكري ورجاله موثقون . وعن مالك بن عبدالله قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أصل خلف إمام كان أجز صلاة منه في تمام الركوع والسجود . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن
[ 71 ]
جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس تخفيفا للصلاة . رواه أحمد وله عنده في رواية كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام . وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن ابن عمر قال سجدة من سجود هؤلاء أطول من ثلاث سجدات من سجود النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبي جابر الوالدي قال قلت لابي هريرة هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بكم قال وما أنكرتم من صلاتي قلت أردت أن أسأل عن ذلك قال نعم وأوجز قال وكان قيامه قدر ما ينزل المؤذن من المنارة ويصل إلى الصف . رواه أحمد وله في رواية رأيت أبا هريرة صلى صلاة تجوز فيها . رواه أحمد ، وروى أبو يعلي الاول ورجالهما ثقات . وعن أنس بن مالك قال لقد كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لو صلاها أحدكم اليوم لعبتموها عليه . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عدي بن حاتم قال من أمنا فليتمم الركوع والسجود فان فينا الضعيف والكبير والمريض والعابر سبيل وذا الحاجة هكذا كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال كان معاذ بن جبل يؤم قومه فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله فدخل المسجد ليصلي مع القوم فلما رأي معاذا طول تجوز في صلاته ولحق بنخله يسقيه فلما قضي معاذ الصلاة قيل له ان حراما دخل المسجد فلما رآك طولت تجوز في صلاته ولحق بنخله يسقيه فقال انه منافق أفعجل عن صلاته من أجل سقي نخله قال فجاء حرام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ عنده فقال يا نبي الله إني أردت أن أسقى نخلا لي فدخلت المسجد لاصلي مع القوم فلما طول تجوزت ولحقت بنخلي أسقيه فزعم أني منافق فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال أفتان أنت أفتان أنت لاتطول بهم إقرأ بسبح اسم ربك والشمس وضحاها ونحوهما . رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن معاذ بن رفاعة عن رجل من بني سلمة يقال له سليم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ان معاذ بن جبل يأتينا بعد ما ننام ونكون في أعمالنا بالنهار فينادي
[ 72 ]
بالصلاة فنخرج إليه فيطول علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ بن جبل لا تكن تانا اما أن تصلي معي وإما أن تخفف على قومك ثم قال يا سليم ماذا معك من القرآن قال . أني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار والله ما أحسن دندنتك ولادندنة معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل تعتبر دندنتي ودندنة معاذ إلا أن نسأل الله الجنة ونعوذ به من النار قال سليم سترون غدا إذا التقى القوم إن شاء الله قال والناس يتجهزون إلى أحد فخرج فكان في الشهداء . رواه أحمد ، ومعاذ بن رفاعة لم يدرك الرجل الذي من بني سلمة لانه استشهد بأحد ومعاذ تابعي والله أعلم ورجال أحمد ثقات . رواه الطبراني في الكبير عن معاذ بن رفاعة أن رجلا من بني سلمة . وعن جابر بن عبدالله قال كان أبي يصلي بأهل قباء فاستفتح سورة طويلة ودخل معه غلام من الانصار في الصلاة فلما سمعه قد استفتح بسورة طويلة انفتل الغلام من صلاته وكان يريد أن يعالج ناضحا (1) يسقي عليه فلما انفتل أبي بن كعب قال له القوم ان فلانا انفتل من الصلاة فغضب أبي فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الغلام فأتاه الغلام يشكو إليه فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤى الغضب في وجهه ثم قال ان منكم منفرين فإذا صليتم فأوجزوا فان خلفكم الضعيف والكبير والمريض وذا الحاجة . رواه أبو يعلي وفي رواية له فلما انفتل أبي أخبر بذلك قال فعرف أبي أن الغلام يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرب الغلام يشكو أبيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان منكم منفرين فإذا صليتم فأوحروا أو فأوجزوا شك أبويحيى أو كما قال فذكر الحديث بنحوه ، وفيه عيسى بن جارية ضعفه ابن معين وأبو داود ووثقه أبو زرعة وابن حبان . وعن جابر بن عبدالله قال مر حزم بن أبي كعب بن أبي الفتن بمعاذ بن جبل وهو يصلي بقومه صلاة العتمة فافتتح بسورة طويلة ومع حزم ناضح له فتأخر فصلى فأحسن الصلاة ثم أتى ناضحه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال يارسول الله إنه من صالح من هو منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكون فتانا قالها ثلاثا إنه يقوم (1) الناضح : الجمل الذي يسقي عليه . [ * ]
[ 73 ]
وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمريض - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه البزار ورجاله موثقون . وعن أبي مالك الاشجعي عن أبيه قال ما صليت خلف أحد صلاة أخف صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن جابر بن عبدالله قال ما صليت خلف أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن عثمان بن أبي العاص قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى ثقيف تجوز في الصلاة يا عثمان وأم الناس بأضعفهم فان فيهم الضعيف وذا الحاجة والحامل والمرضع - قلت هو في الصحيح خلا قوله والمرضع والحامل - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن ابراهيم ابن يزيد التيمي قال كان أبي قد ترك الصلاة معنا فقلت له يا أبة مالك تركت الصلاة معنا قال انكم تخفون قلت فأين قول النبي صلى الله عليه وسلم إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة فقال قد سمعت عبدالله بن مسعود يقول ذلك وكان يمكث في الركوع والسجود ثلاثة أضعاف ما تصلون . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن أبي مالك الاشجعي عن أبيه قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي رضي الله عنهم فلم يكن أحد منهم أخف صلاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وروى البزار بعضه . وعن عدي بن حاتم أنه خرج إلى مجلسهم فأقيمت الصلاة فتقدم إمامهم فأطال الصلاة في الجلوس فلما انصرف قال من أمنا منكم فليتم الركوع والسجود فان خلفه الصغير والكبير والمريض وابن السبيل وذا الحاجة فلما حضرت الصلاة تقدم عدي بن حاتم وأتم الركوع والسجود وتجوز في الصلاة فلما انصرف قال هكذا كنا نصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير بطوله وهو عند الامام أحمد باختصار وقد تقدم ورجال الحديثين ثقات . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجوزوا في الصلاة فان خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن
[ 74 ]
ابن عمر قال ركعتان من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف من ركعة من صلاتكم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أبي هريرة سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت صبي في الصلاة فخفف . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لاسمع صوت الصبي وأنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتتن أمه . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر بأقصر سورتين من القرآن فلما قضى صلاته أقبل علينا بوجهه فقال انما عجلت أو أسرعت لتفرغ أم الصبي إلى صبيها وسمع صوت الصبي - قلت لانس في الصحيح إني لاسمع بكاء الصبي فأخفف - رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه أبو الربيع السمان وهو ضعيف . { باب في الرجل يؤم النساء } عن جابر بن عبدالله عن أبي بن كعب قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله عملت الليلة عملا قال ما هو قال نسوه معي في الدار قلن انك تقرأ ولا نقرأ فصل بنا فصليت ثمانيا والوتر قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرأينا أن سكوته رضا . رواه عبدالله بن أحمد وفي إسناده من لم يسم . وعن جابر بن عبدالله قال جاء أبي بن كعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إنه كان مني الليلة شئ يعني في رمضان قال وماذاك يا أبي قال نسوة في داري قلن إنا لانقرأ القرآن فنصلي بصلاتك قال فصليت بهن ثمان ركعات وأوترت فكانت سنة الرضا ولم يقل شيئا . رواه أبو يعلي والطبراني بنحوه في الاوسط وإسناده حسن . { باب في الامام تكون له الحاجة فيصلي غيره } عن عبدالرحمن بن عوف أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته فأدركهم وقت الصلاة فتقدمهم عبدالرحمن بن عوف فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فصلى مع الناس خلفه ركعة فلما سلم قال أحسنتم - أو أصبتم . رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وثقه هيثم بن خارجة وقال أحمد لا بأس به في أحاديث الرقاق وضعفه جماعة ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن لم يسمع من أبيه .
[ 75 ]
{ باب إيذان الامام بالصلاة } عن أبي هريرة قال كان بلال إذا أراد أن يقيم الصلاة قال السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته الصلاة رحمك الله . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبدالله بن محمد بن المغيرة وهو ضعيف . { باب في إقامة الصلاة قبل مجئ الامام } عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وإسناده حسن . { باب إذا أقيمت الصلاة هل يصلي غيرها } عن أبي موسى قال أقيمت الصلاة فتقدم عبدالله بن مسعود إلى اسطوانة في المسجد فصلى ركعتين ثم دخل يعني في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن أبي موسى قال جاءنا ابن مسعود والامام يصلي الصبح فصلى ركعتين إلى سارية ولم يكن صلى ركعتي الفجر . رواه الطبراني ورجاله موثقون . وعن أبي اسحق أن الوليد بن عقبة بعث إلى حذيفة وابن مسعود يسألهما عن الصلاة يوم العيد فأقيمت صلاة الفجر فذكر نحوه ، وأبو إسحق لم يدرك حذيفة ولا ابن مسعود . وعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا صلى ركعتي الغداة حين أخذ المؤذن يقيم فغمز النبي صلى الله عليه وسلم منكبه وقال ألا كان هذا قبل ذا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن ابن عباس قال أقيمت صلاة الغداة فنهضت أصلي الركعتين قبل الغداة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فجذبني وقال أتصلي الصبح أربعا . رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وأبو يعلي ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاصلاة لمن دخل المسجد والامام قائم يصلي فلا ينفرد وحده بصلاة ولكن يدخل مع الامام في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبدالله البابلتي وهو ضعيف . وعن أنس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 76 ]
حين أقيمت الصلاة فرأى ناسا يصلون ركعتي الفجر فقال صلاتان معا ونهى أن تصليا إذا أقيمت الصلاة . رواه البزار وهو من رواية شريك بن أبي نمر عنه قال البخاري والاصح عن شريك عن أبي سلمة مرسلا ، وفيه عثمان بن محمد بن عثمان ابن ربيعة ضعفه ابن القطان وقال عبد الحق الغالب على روايته الوهم . وعن زيد ابن ثابت قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال يقيم الصلاة فرأى رجلا يصلي ركعتي الفجر فقال له أصلاتان معا . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف ، قلت ويأتي حديث ثابت بن قيس في الاوقات التي تكره فيها الصلاة فيما له سبب إن شاء الله تعالى . { باب فيما يدرك مع الامام وما فاته } عن أبي بكرة أنه ركع دون الصف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد صل ما أدركت واقض ما سبقك - قلت هو في الصحيح وغيره خلا قوله صل ما أدركت واقض ما سبقك . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبدالله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف ، قلت وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب في المشي إلى الصلاة . وعن ابن مسعود في الذي يفوته بعض الصلاة مع الامام قال يجعل ما يدرك مع الامام آخر صلاته . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود أن جندبا ومسروقا أدركا ركعة يعني من صلاة المغرب فقرأ جندب ولم يقرأ مسروق خلف الامام فلما سلم الامام قاما يقضيان فجلس مسروق في الثانية والثالثة وقام جندب في الثانية ولم يجلس فلما انصرف تذاكرا ذلك فأتيا ابن مسعود فقال كل قد أصاب أو قال كل قد أحسن واصنع كما يصنع مسروق . رواه الطبراني في الكبير بأسانيد بعضها ساقط منه رجل ، وفي هذه الطريق جابر الجعفي والاكثر على تضعيفه . { باب فيمن أدرك الركوع } عن علي وابن مسعود قالا من لم يدرك الركعة فلا يعتد بالسجدة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن قتادة أن ابن مسعود أدرك قوما جلوسا في آخر
[ 77 ]
صلاتهم فقال قد أدركتم إن شاء الله . رواه الطبراني في الكبير وقتادة لم يسمع من ابن مسعود . وعن زيد بن وهب قال دخلت أنا وابن مسعود المسجد والامام رامع فركعنا ثم مضينا حتى استوينا بالصف فلما فرغ الامام قمت أقضى فقال قد أدركته . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود قال إذا ركع أحدكم فمشى إلى الصف فان دخل في الصف قبل أن يرفعوا رؤوسهم فانه يعتد بها وإن رفعوا رؤوسهم قبل أن يصل إلى الصف فلا يعتد بها . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه زيد ابن أحمد (1) ولم أجد من ذكره . { باب متابعة الامام } عن أبي سعيد الخدري قال صلى رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يركع قبل أن يركع ويرفع قبل أن يرفع فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال من فعل هذا قال أنا يارسول الله أحببت أن أعلم تعلم ذلك أم لا قال اتقوا خداج (2) الصلاة فإذا ركع الامام فاركعوا وإذا رفع فارفعوا . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه أيوب ابن جابر قال أحمد يشبه حديث أهل الصدق ، وقال ابن عدي حديثه يحمل بعضه بعضا وضعفه ابن معين وجماعة . وعن ابن مسعدة صاحب الجيش قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني قد بدنت (3) فمن فاته ركوعي أدركه في بطئ قيامي أو بطئ قيامي . رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن الذي رواه عن ابن مسعدة عثمان بن أبي سليمان وأكثر روايته عن التابعين والله أعلم . وعن بن مالك أنه قال إن كان أحدنا ليقيم صلبه في الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من السجود . رواه أبو يعلي ، وفيه رجل لم يسم . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد لم يسجد أحد منا حتى يراه قد سجد . رواه البزار وأبو يعلي بنحوه ، وفي حديث البزار سعيد بن المفضل ضعفه ابو حاتم ووثقه غيره وحديث أبي يعلي منقطع بين الاعمش وأنس . وعن النعمان بن بشير قال كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال سمع الله لمن (1) في نسخة " أحمر " (2) الخداج : النقصان . (3) أي كسرت وأسننت . [ * ]
[ 78 ]
حمده لم يحن أحد منا ظهره حتى يرى النبي صلى الله عليه وسلم قد سجد . رواه البزار وفيه المفضل بن صدقة وهو ضعيف . وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد بدنت فلا تبادروني بالقيام في الصلاة والركوع والسجود . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن سمرة قال قال رسول صلى الله عليه وسلم لا تسبقوا إمامكم بالركوع فانكم تدركونه بما سبقكم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قمتم في الصلاة فلا تسبقوا قارئكم في الركوع والسجود والقيام ولكن ليسبقكم قارئكم تدركون ما سبقكم به في ذلك إذا كان هو يرفع رأسه في الركوع والسجود والقيام قبلكم فتدركون قارئكم به حينئذ . رواه الطبراني في الكبير بطوله ، وروى البزار بعضه وهو ضعيف . وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كبر الامام فكبر وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا رفع رأسه من الركوع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا . رواه الطبراني في الكبير وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذي يخفض ويرفع قبل الامام إنما ناصيته بيد شيطان . رواه البزار والطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤمن أحدكم إذا رفع رأسه قبل الامام أن يحول الله رأسه رأس كلب - قلت هو في الصيح خلا قوله رأس كلب - رواه الطبراني في الاوسط . ولابي هريرة عنده أيضا الذي يرفع رأسه قبل الامام ويعضه . ورجال الاول ثقات خلا شيخ الطبراني إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فأرفعوا ولا تسبقوه إذا ركع ولا إذا سجد فان كنتم إنما بكم أن تدركوا ما سبقكم به فانه يسجد قبلكم ويرفع قبلكم فتدركوا ذلك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أبي الاحوص أن ابن مسعود قال إذا كنت خلف الامام فلا تركع حتى يركع ولا تسجد
[ 79 ]
حتى يسجد ولا ترفع رأسك قبله وإذا فرغ الامام ولم يقم ولم ينحرف وكانت لك حاجة فاذهب ودعه فقد تمت صلاتك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله قال ما يأمن الذي يرفع رأسه قبل الامام أن يعود رأسه رأس كلب ولينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم . رواه الطبراني في الكبير بأسانيد منها إسناد رجاله ثقات . وعن عبدالله بن يزيد أنه كان يصلي بالناس ههنا فكان الناس يضعون رؤسهم قبل أن يضع رأسه ويرفعون رؤسهم قبل أن يرفع رأسه فلما انصرف التفت إليهم فقال يا أيها الناس لم تأتمون وتؤتمون صليت بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاأخرم عنها . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن موسى الانصاري شيخ لابي نعيم ولم أجد من ذكره وبقية رجاله رجال الصحيح . { باب الاقتداء بمن صلى } عن معاذ بن جبل انه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي قومه فيصلي معهم . رواه الطبراني في الكبير وفيه بكر بن بكار ضعفه ابن معين والنسائي ووثقه أبو عاصم النبيل وابن حبان وقال يخطئ . { باب لا يخص الامام نفسه بالدعاء } عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لايأت أحدكم الصلاة وهو حاقن ولا يؤمن أحدكم فيخص نفسه بالدعاء دونهم فان فعل فقد خانهم . رواه أحمد وله في رواية ولا يدخل عينيه بيتا حتى يستأذن - قلت روى ابن ماجه منه لايأت أحدكم الصلاة وهو حاقن - وفيه السفر بن نسير وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان . { باب ما ينهى عنه في الصلاة من الضحك والالتفات وغير ذلك } عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إن الضاحك في الصلاة والملتفت والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام عن زبان بن فائد وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث ونهاني عن ثلاث فنهاني عن نقرة كنقرة الديك واقعاء
[ 80 ]
كاقعاء الكلب والتفات كالتفات الثعلب . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الاوسط وإسناد أحمد حسن . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الرجل في الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت قال يا ابن آدم إلى من تلتفت إلى من هو خير لك مني أقبل إلي فإذا التفت الثانية قال مثل ذلك فإذا التفت الثالثة صرف الله تبارك وتعالى وجهه عنه . رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وقد أجمعوا على ضعفه . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا قام إلى الصلاة أحسبه قال فأنما هو بين يدي الرحمن تبارك وتعالى فإذا التفت يقول الله تبارك وتعالى إلى من تلتفت إلى خير مني أقبل يا ابن آدم إلي فأنا خير ممن تلتفت إليه . رواه البزار وفيه ابراهيم بن يزيد الخوزي وهو ضعيف . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليقبل عليها حتى يفرغ منها وإياكم والالتفات في الصلاة فان أحدكم يناجي ربه مادام في الصلاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الواقدي وهو ضعيف وعن عبدالله بن سلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلتفتوا في صلاتكم فانه لاصلاة لملتفت . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه الصلت بن يحيى في رواية الكبير ضعفه الازدي ، وفى رواية الصغير والاوسط الصلت بن ثابت وهو وهم وإنما هو الصلت بن طريف ذكره الذهبي في الميزان وذكر له هذا الحديث وقال الدار قطني حديثه مضطرب والله أعلم . وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت في الصلاة عن يمينه وعن شماله ثم أنزل الله (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) فخشع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يلتفت يمينا ولا شمالا . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به حبرة بن نحم الاسكندراني ، قلت ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلي ركعتين فدعا ربه الا كانت دعوته مستجابة معجلة أو مؤخرة إياكم والالتفات في الصلاة فانه لاصلاة لملتفت فان غلبتم في التطوع فلا تغلبوا في الفريضة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن عجلان وهو ضعيف .
[ 81 ]
وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام في الصلاة فالتفت رد الله عليه صلاته . رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن عطية وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال لا يزال الله مقبلا على العبد بوجهه ما لم يلتفت أو يحدث . رواه الطبراني في الكبير ، وأبو قلابة لم يسمع من ابن مسعود . وعن خوات بن جبير قال كنت أصلي وإذا رجل من خلفي يقول خفف فان لنا اليك حاجة فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن زيد بن أسلم ضعفه ابن معين وغيره ووثقه أبو حاتم ومعن بن عيسى وقال أبو داود هو أمثل من أخيه . { باب في الكلام في الصلاة والاشارة } عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فرد النبي صلى الله عليه وسلم إشارة فلما سلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم إنا كنا نرد السلام في صلاتنا فنهينا عن ذلك . رواه البزار وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث وثقه عبدالملك بن شعيب بن الليث فقال ثقة مأمون وضعفه الائمة أحمد وغيره . وعن أبي أمامة قال كان الناس إذا دخل الرجل المسجد فوجدهم يصلون سأل الذي إلى جنبه فيخبره بما فاته فيقضى ثم يقوم فيصلي معهم حتى أتى معاذ يوما فأشاروا إليه إنك قد فاتك كذا وكذا فأبي أن يصلي فصلي معهم ثم صلي بعد ما فاته فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحسن معاذ وأنتم فافعلوا كما فعل . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد وهما ضعيفان . وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم في الصلاة ناسيا فبني على ما صلي . رواه الطبراني في الاوسط وفيه معلي بن مهدي قال أبو حاتم يأتي أحيانا بالمناكير ، قال الذهبي هو من العباد صدوق في نفسه . وعن عمار بن ياسر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فلم يرد علي ، قلت لعمار عند النسائي أنه سلم فرد عليه فيكون هذا ناسخا لذاك والله أعلم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فأشار إلى - قلت
[ 82 ]
لابن مسعود في الصحيح أنه سلم عليه فلم يرد عليه - رواه الطبراني في الاوسط والصغير ورجاله رجال الصحيح . { باب الضحك والتبسم في الصلاة } عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقطع الصلاة الكشر ولكن يقطعها القهقهة . رواه الطبراني في الصغير مرفوعا وموقوفا ورجاله موثقون . وعن جابر بن عبدالله قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العصر في غزوة بدر إذ تبسم فلما قضي الصلاة قيل له يارسول الله تبسمت في الصلاة قال مر بي ميكائيل وعلى جناحه الغبار فضحك الي فتبسمت إليه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الوازع بن نافع وهو ضعيف . وعن جابر بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مر بي جبريل عليه السلام وأنا أصلي فضحك الي فتبسمت إليه . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوازع وهو ضعيف . وعن أبي موسى قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذ دخل رجل فتردى (1) في حفرة كانت في المسجد وكان في بصره ضرر فضحك كثير من القوم وهم في الصلاة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وفي بعضهم خلاف . وعن جابر قال سئل عن الرجل يضحك في الصلاة قال يعيد الصلاة ولا يعيد الوضوء . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . { باب رفع البصر في الصلاة } عن جابر قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه ونحن ننظر إلى السدف . رواه البزار وفيه أبو بكر المدني وهو مجهول . وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم يصلي فلا يرفع بصره إلى السماء لا يلتمع (2) . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء فتلتمع - يعني في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم . (1) أي سقط . (2) أي لا يخطف . [ * ]
[ 83 ]
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن عبيدالله بن حمزة وهو ضعيف . وعن ابراهيم قال رأى عبدالله بن مسعود رجلا رافعا يديه إلى السماء يدعو وهو في صلاته فقال عبدالله لعل بصره يلتمع قبل أن يرجع إليه . رواه الطبراني في الكبير ، وابراهيم لم يسمع من ابن مسعود . { باب تغميض البصر في الصلاة } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يغمض عينيه . رواه الطبراني في الثلاثة وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد عنعنه . { باب وضع الثوب على الانف في الصلاة } عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحدكم وثوبه على أنفه فان ذلك خطم الشيطان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب النفخ في الصلاة } عن زيد بن ثابت قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النفخ في السجود وعن النفخ في الشراب . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه خالد بن الياس وهو متروك . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليتبوأ موضع سجوده ولا يدعه حتى إذا هوى ليسجد نفخ ثم سجد فليسجد أحدكم على جمرة خير له من أن يسجد على نفخته . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبد المنعم بن بشير وهو منكر الحديث . { باب مسح الجبهة في الصلاة } عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من الجفاء أن يبول الرجل وهو قائم أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته أو ينفخ في سجوده . رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار رجال الصحيح . وعن أنس رفعه قال ثلاثة من الجفاء أن ينفخ الرجل في سجوده أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته ، قال
[ 84 ]
البزار ذهبت عني الثالثة . رواه البزار وفيه الجلد بن أيوب وهو ضعيف . وعن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمسح الرجل جبهته من التراب حتى يفرغ من الصلاة ولا بأس أن يمسح العرق عن صدغيه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن عبدالله بن الحكم بن النعمان بن بشير وهو متروك هكذا سماه البزار والمزي في ترجمة محمد بن شعيب بن سابور ، وقال الذهبي : عيسى بن عبدالرحمن . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يمسح وجهه في الصلاة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح العرق عن وجهه في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه خارجة بن مصعب وهو ضعيف جدا . { باب قتل العقرب في الصلاة } عن عائشة قالت دخل علي بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقام إلى جنبه فصلى بصلاته فجاءت عقرب حتى انتهت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تركته فذهبت نحو علي فضربها بنعله حتى قتلها فلم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها بأسا . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلي ، وفي طريق الطبراني عبدالله بن صالح كاتب الليث قال عبدالملك بن شعيب ثقة مأمون وضعفه الائمة أحمد وغيره ، ورجال أبي يعلي رجال الصحيح غير معاوية بن يحيى الصدفي وأحاديثه عن الزهري مستقيمة كما قال البخاري وهذا منها وضعفه الجمهور . { باب فتح الباب في الصلاة } عن عائشة قالت جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو في المسجد قائما يصلي والباب مجاف (1) مما يلي القبلة منتحيا من المسجد فاستفتحت فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتي أهوى بيده ففتح الباب ثم مضى على صلاته . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه عبدالله بن صالح الذي في الباب قبله ، والحديث عند أبي (1) أي مردود مغلق . [ * ]
[ 85 ]
داود والترمذي والنسائي إلا أنه كان يصلي في البيت والباب عليه مغلق فمشى حتى فتح لها ثم رجع ، وكأن هذه قصة أخرى في البيت وتلك في المسجد . { باب ما نهى عنه في الصلاة } عن أبي موسى وعلي بن أبي طالب قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقرأ القرآن وأنت جنب ولا أنت راكع ولا أنت ساجد ولا تقعي إقعاء الكلب (1) ولا تصلي وأنت عاقص شعرك (2) ولا تفرش ذراعيك افتراش السبع ولا تلبس القسى ولا تختم بالذهب ولا تلبس خاتمك في هاتين السبابة والوسطى - قلت حديث على بعضه في الصحيح وغيره ، ورواه البزار كما ههنا . وروى أحمد بعضه وزاد فيه أحمد ولا تقع بين السجدتين ولا تعبث بالحصى ، وفي حديث علي الحارث وهو ضعيف وحديث ابي موسى ورجاله موثقون . { باب الاختصار في الصلاة } عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاختصار في الصلاة استراحة أهل النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن الازور ضعفه الازدي وذكر له هذا الحديث وضعفه به { باب مس اللحية في الصلاة } عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمس لحيته في الصلاة غير عبث . رواه البزار وفيه عيسى بن عبدالله من ولد النعمان بن بشير وهو ضعيف . وعن عبدالله بن أبي أوفي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمس لحيته في الصلاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه المنذر بن زياد الطائي وهو متروك . وعن عمرو بن حريث قال النبي صلى الله عليه وسلم ربما مس لحيته في الصلاة . رواه أبو يعلي وفيه محمد بن الخطاب وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في الثقات . وعن الحسن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس لحيته في الصلاة . رواه أبو يعلي وهو مرسل . (1) أي تلصق اليتيك بالارض وتنصب ساقيك وفخذيك وتضع يديك على الارض . (2) أي ضافره . [ * ]
[ 86 ]
{ باب الاقعاء والتورك في الصلاة } عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاقعاء والتورك في الصلاة . رواه البزار عن شيخه هارون بن سفيان ولم أجد من ذكره وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التورك والاقعاء وأن لانستوفز في صلاتنا . رواه البزار والطبراني في الاوسط ، وفيه سعيد بن بشير وفيه كلام . { باب فيمن يصلي ورأسه معقوص } عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل ورأسه معقوص . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب التثاؤب والعطاس في الصلاة } عن أبي امامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره التثاؤب في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف . وعن أبي اليقظان عن أبيه عن جده يرفع الحديث قال العطاس والنعاس والرعاف والحيض والقئ والتثاؤب في الصلاة من الشيطان . رواه الطبراني في الكبير وأبو اليقظان ضعيف جدا . وعن عبدالله بن مسعود قال التثاؤب والعطاس في الصلاة من الشيطان . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون ، ويأتي عن ابن مسعود أثر في النعاس في الصلاة في سورة آل عمران إن شاء الله تعالى . { باب مسح الحصى في الصلاة } عن جابر بن عبدالله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسح الحصى فقال واحدة ولان تمسك عنها خير من مائة ناقة كلها سود الحدق . رواه أحمد وفيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف . وعن حذيفة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شئ حتى مسح الحصى فقال واحدة أودع . رواه أحمد وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يحرك الحصى وهو في الصلاة فلما انصرف قال للرجل هو حظك من صلاتك . رواه أبو يعلي والبزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال كنا مع النبي
[ 87 ]
صلى الله عليه وسلم في الصلاة ورجل يقلب الحصى بيده فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت الينا فقال أيكم المقلب الحصى بيده فقام رجل فقال أنا يارسول الله فقال انه حظك من صلاتك . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوازع بن نافع وهو ضعيف . وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا خلفه يقلب الحصى وهو في الصلاة فقال من قلب الحصى فقال رجل أنا فقال ذاك حظك من صلاتك . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه يزيد بن عبدالملك النوفلي وقد ضعفه الائمة ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى . وعن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسح الحصى يعني في الصلاة فقال مسحة واحدة ، قلت له السنن النهي عن مسح الحصى . رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفي حديثه ضعف . { باب ما يجوز من العمل في الصلاة } عن جابر بن سمرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فجعل يهوي بيده فسأله القوم حين انصرف فقال ان الشيطان كان يلقي علي شرر النار ليفتنني عن الصلاة فتناولته فلو أخذته ما انفلت مني حتى يناط إلى سارية من سواري المسجد ينظر إليه ولدان أهل امدينة . رواه أحمد وله في رواية صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينتهر شيئا قدامه ، والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فصلى صلاة الصبح وهو خلفه فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الابهام والتي تليها ولولا دعوة أخي سليمان لاصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن جابر ابن عبدالله قال بينا نحن صفوفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر إذ رأيناه يتناول شيئا بين يديه في الصلاة ليأخذه ثم يتناوله ليأخذه ثم حيل بينه وبينه ثم تأخر وتأخرنا ثم تأخر الثانية وتأخرنا فلما سلم قال أبي بن كعب يارسول الله رأيناك اليوم تصنع في صلاتك شيئا لم تكن تصنعه قال إني عرضت علي
[ 88 ]
الجنة بما فيها من الزهرة والنظرة فتناولت قطفا منها لآتيكم به ولو أخذته لاكل منه من بين السماء والارض لا ينقصونه فحيل بيني وبينه ثم عرضت علي النار فلما وجدت حر شعاعها تأخرت وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن ائتمن أفشين وان سألن أحفين - قال زكريا ألحفن - وان أعطين لم يشكرن ورأيت فيها لحى بن عمرو يجر قصبة وأشبه من رأيت به معبد بن أكتم قال معبد أي رسول الله يخشى على من شبهه فانه والد قال لا أنت مؤمن وهو كافر وهو أول من جمع العرب على عبادة الاصنام . رواه أحمد وروى عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله وفي الاسنادين عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه ضعف وقد وثق . وعن عقبة ابن عامر قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما فأطال القيام وكان إذا صلى لنا خفف فرأيته أهوى بيده ليتناول شيئا ثم انه ركع بعد ذلك فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس وجلسنا حوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علمت ان راعكم طول صلاتي وقيامي قلنا أجل يارسول الله وسمعناك تقول أي رب وأنا فيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده مامن شئ وعدتموه في الآخرة الا قد عرض علي في مقامي هذا حتى لقد عرضت علي النار فأقبل على منها حتى حاذى خبائي هذا فخشيت أن يغشاكم فقلت وأنا فيهم فصرفها الله عنكم فأدبرت قطعا كأنها الزرابي فنظرت نظرة فيها فرأيت عمران بن حرثان بن الحارث أحد بني غفار متكأ في جهنم على قوسه ورأيت فيها الحمرية صاحبة القطة التي ربطتها فلا هي أطعمتها ولاهي سقتها ، قال أحمد بن صالح الصواب خرثان . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني أحمد بن محمد بن رشدين . وعن بريدة قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فأشار الينا بيده أن أجلسوا فجلسنا . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو حيان وهو ثقة ولكنه مدلس وقد عنعنه . { باب البكاء في الصلاة } عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت فيناديه بلال بالاذان فيقوم
[ 89 ]
فيغتسل فاني لارى الماء ينحدر على خده وشعره ثم يخرج فيصلي فأسمع بكاءه فذكر الحديث . رواه ابو يعلي ورجاله رجال الصحيح . { باب صلاة الحاقن (1) } عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا وجد أحدكم وهو في صلاته رزا (2) فلينصرف فليتوضأ . رواه الطبراني في الاوسط والصغير ورجاله موثقون . وعن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلين أحدكم وهو يجد من الاذى شيئا - يعني الغائط والبول . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي وهو يجد من الاذى شيئا . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه أبو معشر السندي وقد ضعفه قوم كثيرون ووثقه آخرون . قلت وقد تقدمت أحاديث من هذا الباب بعضها في باب الامام يذكر أنه محدث وبعضها في الطهارة . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يشهد أني رسول الله فلا يشهد الصلاة حاقنا حتى يتخفف - فذكر الحديث وهو بتمامه في الاستئذان . رواه الطبراني في الكبير ، وقد روى ابن ماجه بعضه . وفيه السفر بن نسير وعبد الله بن صالح وقد وثقا وفيهما ضعف وبقية رجاله وثقوا . وقد تقدم حديث رواه في النهي عن أن يخص الامام نفسه بالدعاء . { باب في الصف للصلاة } عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من تمام الصلاة إقامة الصف . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط ، وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وقد اختلف في الاحتجاج به . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لانظر من ورائي كما أنظر من بين يدي سووا صفوفكم وأحسنوا ركوعكم وسجودكم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود (1) أي الذي حبس بوله . (2) تقدم تفسيره في ذيل الصفحة 68 . [ * ]
[ 90 ]
قال لقد رأيتنا وما تقام الصلاة حتى تكامل بنا الصفوف . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لتسون الصفوف أو لتطمسن الوجوه ولتغمضن أبصاركم أو لتخطفن أبصاركم . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن زحر عن علي بن يزيد وهما ضعيفان . { باب منه } عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضلت بأربع خصال جعلت أنا وأمتي في الصلاة كما تصف الملائكة وجعل الصعيد لي وضوء وجعلت لي الارض مسجدا وأحلت لي الغنائم . رواه الطبراني في الكبير وإسناده منقطع . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صفوا كما تصف الملائكة عند ربهم قالوا يارسول الله كيف تصف الملائكة عند ربهم قال يقيمون الصفوف ويجمعون مناكبهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه ولم أجد من ترجمه . وعن بلال قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي مناكبنا في الصلاة . رواه الطبراني في الصغير وإسناده متصل ورجاله موثقون . وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا تستوي قلوبكم وتماسوا تراحموا ، قال شريح تماسوا يعني ازدحموا في الصلاة وقال غيره تماسوا تواصلوا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحارث وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال سووا صفوفكم فان الشيطان يتخللها كالحذف (1) - أو كأولاد الحذف . رواه الطبراني في الكبير موقوفا ورجاله ثقات . { باب صلة الصفوف وسد الفرج } عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خياركم ألينكم مناكب في الصلاة وما من خطوة أعظم أجرا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها . رواه الطبراني في الاوسط كما ههنا والبزار خلا من قوله وما من خطوة إلى اخره ، وإسناد البزار حسن ، وفي إسناد الطبراني ليث بن حماد ضعفه الدار قطني . وعن (1) الحذف : الغنم الصغار الحجازية . [ * ]
[ 91 ]
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان . وعن أبي جحيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سد فرجة في الصف غفر له . رواه البزار وإسناده حسن . وعن عبدالله بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والفرج يعني في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال سووا صفوفكم فان الشيطان يتخللها كالحذف - أو كأولاد الحذف . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تراصوا الصفوف فاني رأيت الشياطين تخللكم كأنها أولاد الحذف . رواه أبو يعلي ، وفيه رجل لم يسم . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ولا يصل عبد صفا إلا رفعه الله به درجة وذرت عليه الملائكة من البر . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه غانم بن أحوص قال الدار قطني ليس بالقوي . { باب في الصف الاول } عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على الصف الاول قالوا يارسول الله وعلى الثاني قال إن الله وملائكته يصلون على الصف الاول قالوا يارسول الله وعلى الثاني قال وعلى الثاني وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سووا صفوفكم وحاذوا بين مناكبكم ولينوا في أيدي إخوانكم وسدوا الخلل فان الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف - يعني أولاد الضأن الصغار . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد موثقون . وعن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله وملائكته يصلون على الصف الاول - أو الصفوف الاول . رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات . وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك
[ 92 ]
وتعالى وملائكته يصلون على الصف الاول . رواه البزار ، وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثقه جماعة . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للصف الاول ثلاثا وللثاني مرتين وللثالث مرة . رواه البزار وفيه أيوب بن عتبة ضعف من قبل حفظه . { باب منه في الصف الاول وميمنة الامام } عن ابن عباس قال عليكم بالصف الاول وعليكم بالميمنة منه وإياكم والصف بين السواري . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ، وفيه اسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف . وعن أبي بردة الاسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن استطعت أن تكون خلف الامام وإلا فعن يمينه . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه من لم أجد له ذكرا . وعن الحكم بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصف الاول فضل على الصفوف . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه يحيى بن يعلي الاسلمي وهو ضعيف . وعن عبد العزيز بن رفيع قال حدثني عامر بن مسعود القرشي وزاحمني بمكة أيام ابن الزبير عند المقام في الصف الاول قال قلت له أكان يقال في الصف الاول خير قال أجل والله لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في الصف الاول ماصفوا فيه إلا بقرعة أو سهمة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن عامر بن مسعود اختلف في صحبته . وعن عبدالله بن مسعود قال ان الله وملائكته يصلون على الذين يتقدمون الصفوف بصلاتهم يعني الصف الاول المقدم . رواه الطبراني في الكبير موقوفا ، وفيه رجل لم يسم . { باب منه في تعديل الصفوف وصفوف الرجال والنساء } عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات قالوا بلى يارسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره (1) وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة مامنكم (1) أي ما يكرهه الانسان كالبرد الشديد أو قلة الماء أو غيرهما . [ * ]
[ 93 ]
من رجل يخرج من بيته متطهرا فيصلي مع المسلمين الصلاة ثم يجلس في المجلس ينتظر الصلاة الاخرى إلا الملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموا وسدوا الخلل فاني أراكم من وراء ظهري فإذا قال إمامكم الله أكبر فقولوا الله أكبر وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وان خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم يا معاشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركن لاترين عورات الرجال من ضيق الازر ، قلت روى ابن ماجه منه طرفا . من أوله إلى قوله مامنكم من رجل . رواه أحمد بطوله وأبو يعلي أيضا إلا أنه قال مامنكم من رجل يخرج من بيته متطهرا فيصلي مع المسلمين الصلاة الجامعة . وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وفي الاحتجاج به خلاف وقد وثقه غير واحد . وعن أبي سعيد يعني الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم . رواه أحمد من رواية شريك عن ابن عقيل ، ورواه أبو يعلي ورجاله ثقات ليس فيهم ابن عقيل . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وشر صفوف النساء أولها وخيرها آخرها . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يزيد بن عبدالملك النوفلي ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى . وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها . رواه الطبراني في الكبير وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف .
[ 94 ]
{ باب فيمن يستحق أن يكون في الصف الاول } عن عامر بن ربيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليلني منكم أولو الاحلام والنهي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . رواه البزار وفيه عاصم بن عبدالله العمري والاكثر على تضعيفه واختلف في الاحتجاج به . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المهاجرين أن يتقدموا وأن يكونوا في مقدم الصفوف ويقول هم أعلم بالصلاة من السفهاء والاعراب ولا أحب أن يكون الاعراب أمامهم ولا يدرون كيف الصلاة . رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليقوم الاعراب خلف المهاجرين والانصار ليقتدوا بهم في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه سعيد بن بشير وقد اختلف في الاحتجاج به . { باب في مقام الاثنين خلف الامام } عن علي بن أبي طالب قال من السنة أن يقوم الرجل وخلفه رجلان وخلفهما امرأة . رواه البزار وفيه الحارث وهو ضعيف . { باب في مسجد الجانب الايسر } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر جانب المسجد الايسر لقلة أهله فله أجران . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو مدلس وقد عنعنه ولكنه ثقة . { باب إذا كان إمام ومأموم } عن جابر بن صخر أحد بني سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بطريق مكة من يسبقنا إلى الاثاية (2) قال أبو أويس وهو حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمدر حوضها ويفرط فيه (2) فيملاه حتى نأتيه قال جبار فقمت فقلت أنا قال إذهب فذهبت فأتيت الاثاية فمدرت حوضها وفرطت فيه فملاته ثم غلبتني عيناي فنمت فما انتبهت إلا برجل تنازعه راحلته إلى الماء ويكفها عنه فقال يا صاحب الحوض (1) موضع بطريق الجحفة إلى مكة . (2) أي يكثر من صب الماء فيه . [ * ]
[ 95 ]
أورد حوضك فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نعم قال فأورد راحلته ثم انصرف فأناخ ثم قال اتبعني بالادواة فتبعته بماء فتوضأ فأحسن وضوءه وتوضأت معه ثم قام يصلي فقمت عن يساره فأخذ بيدي فحولني عن يمينه فصلينا فلم ننشب أن جاءنا الناس . رواه أحمد ، وروى الطبراني في الكبير من هذا كله صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقامني عن يمينه ، وفيه شرحبيل بن سعد وهو ضعيف . وعن أنس قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقامني عن يمينه . رواه البزار ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن أنيس قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقمت عن يساره فأخذني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقامني عن يمينه . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو الحسن روى عن عبدالله بن عبدالرحمن بن الحباب وروى عنه سليمان بن كثير ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله ثقات . وعن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين وصلى فأقامني عن يمينه - قلت هو في الصحيح خلا قوله فأقامني عن يمينه - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات { باب الصف بين السواري } قال ابن مسعود لا تصطفوا بين السواري ولا تأتموا بقوم وهم يتحدثون . وعن عبدالله بن مسعود قال إنما كرهت الصلاة بين السواري للواحد والاثنين . رواه والذي قبله الطبراني في الكبير وإسناده حسن . { باب فيمن وجد فرجة في صف فلم يسدها } عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نظر إلى فرجة في صف فليسدها بنفسه فان لم يفعل فمر مار فليتخط على رقبته فانه لاحرمة له - رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف . { باب من ترك الصف الاول مخافة أن يؤذي غيره } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الصف الاول مخافة أن يؤذي أحدا أضعف الله له أجر الصف الاول . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نوح بن
[ 96 ]
أبي مريم وهو ضعيف . { باب ما يفعل من جاء بعد تمام الصف } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انتهى أحدكم إلى الصف وقد تم فليجبذ إليه رجلا يقيمه إلى جنبه . رواه الطبراني في الاوسط وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد ، وفيه بشر بن ابراهيم وهو ضعيف جدا . وعن وابصة ابن معبد قال انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يصلي خلف القوم فقال يا أيها المصلي وحده ألا تكون وصلت صفا فدخلت معهم أو اجتررت اليك رجلا ان ضاق بكم المكان أعد صلاتك فانه لاصلاة لك ، قلت له حديث فيمن صلى خلف الصف في السنن الثلاثة غير هذا . رواه أبو يعلي وفيه السري بن اسماعيل وهو ضعيف . { باب فيمن ركع وحده ثم دخل في الصف } عن عطاء أنه سمع عبدالله بن الزبير على المنبر يقول إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف فان ذلك السنة ، قال عطاء وقد رأيته يصنع ذلك ، قال ابن جريج وقد رأيت عطاء يصنع ذلك . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن قتادة أن ابن مسعود قال لا بأس أن تركع دون الصف . رواه الطبراني في الكبير وقتادة لم يسمع من ابن مسعود ، ورجاله ثقات . { باب فيمن صلى خلف الصف وحده } عن ابن عباس قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه النضر أبو عمر أجمعوا على ضعفه . وعن أبي هريرة قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي خلف الصفوف وحده فقال أعد الصلاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن محمد بن القسم وهو ضعيف . { باب ما جاء في السواك } عن أبي هريرة وعلي بن أبي طالب قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 97 ]
لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة . قلت حديث أبي هريرة في الصحيح رواه عبدالله من زياداته في المسند ، والبزار لحديث علي وحده إلا أنه زاد فيه بعد قوله عند كل صلاة ولاخرت العشاء إلى ثلث الليل فانه إذا مضى ثلث الليل الاول هبط الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فلم يزل هناك حتى يطلع الفجر يقول ألا سائل فيعطى ألا داع يجاب ألا مستشفع فيشفع ألا تائب يستغفر فيغفر له . ورجالها ثقات ، ولكنه في المسند عن ابن اسحاق عن عبيدالله بن أبي رافع معنعن . ورواه البزار عن ابن اسحاق قال حدثني عبدالرحمن بن يسار عن عبيدالله ابن أبي رافع ، وعبد الرحمن وثقه ابن معين . وعن أم حبيبة أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عندكل صلاة . رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله ثقات . وعن زينب بنت جحش قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضؤون . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالسواك . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة . رواه البزار وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أن تضعفوا لامرنكم بالسواك عند كل صلاة . رواه البزار والطبراني في الكبير من طريق مسلم بن كيسان الملائي وهو ضعيف وقال البزار لا بأس به . وعن ابن عباس بن عبدالمطلب قال كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستاكوا فقال تدخلون علي قلحا (1) إستاكوا فلولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء . رواه البزار (1) القلح صفرة تعلو الاسنان ووسخ يركبها ، والرجل أقلح والجمع قلح . [ * ]
[ 98 ]
والطبراني في الكبير وأبو يعلي بنحوه وزاد في آخره وقالت عائشة ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يذكر السواك حتى خشينا أن ينزل فيه قرآن . وفيه أبو علي الصيقل قال ابن السكن وغيره : مجهول . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سعيد بن راشد وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن تكون سنة لامرت بالسواك عند كل صلاة . رواه الطباني في الاوسط وفيه أرطاة أبو حاتم ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة قالت كنا نضع سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع طهوره قالت قلت يارسول الله ما تدع السواك قال أجل لو أني أقدر على أن يكون ذلك مني عند كل شفع من صلاتي لفعلت . رواه أبو يعلي وفيه السري بن إسماعيل وهمتروك . وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فضل الصلاة بسواك على الصلاة بغير سواك سبعين صلاة . رواه أحمد والبزار وأبو يعلي وقد صححه الحاكم . وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتان بسواك أفضل من سبعين بغير سواك . رواه البزار ورجاله موثقون . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي به قرآن أو وحي . رواه أبو يعلي . ولابن عباس عند أحمد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بالسواك حتى خشيت أن يوحي إلي فيه . ورجاله ثقات ، ورواه الطبراني في الاوسط بلفظ لقد أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني . وفيه عطاء بن السائب ، ورواه في الكبير أيضا وفيه عطاء بن السائب (1) . وعن واثلة ابن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة مدلس وقد عنعنه . وعن ابن عمر رحمة الله عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لاينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك . رواه أحمد وأبو يعلي ، وقال في بعض طرقه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايتعار ساعة من الليل إلا أجرى السواك على (1) فيه اختلاف لاختلاطه في آخره - كما في تهذيب التهذيب . [ * ]
[ 99 ]
فيه ، وكذلك الطبراني في الكبير وإسناده ضعيف وفي بعض طرقه من لم يسم وفي بعضها حسام بن مصك وغير ذلك . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد (1) . رواه البزار وفيه عمران بن خالد وهو ضعيف . وعن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وفي بعضهم خلاف . وعن علي أنه أمر بالسواك وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شئ من القرآن إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن . رواه البزار ورجاله ثقات ، قلت روى ابن ماجه بعضه إلا أنه موقوف وهذا مرفوع . وعن عائشة قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواك وقال نعم الشئ هو . رواه البزار وفيه السري بن إسماعيل وهو ضعيف . وعن مليح بن عبدالله الخطمي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من سنن المرسلين الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر . رواه البزار ومليح وأبوه وجده لم أجد من ترجمهم . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لاينام ليلة ولا ينتبه الا استن (2) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أجد من ذكره ، وقد رواه أحمد من فعل أبي هريرة وفيه محمد بن عمرو وهو ضعيف مختلف فيه . وعن زيد بن خالد الجهني قال ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته لشئ من الصلوات حتى يستاك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أبي أيوب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك من الليل مرارا . رواه الطبراني في الكبير وفيه واصل بن السائب وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال ربما استاك رسول الله صلى الله (1) الدرد : سقوط الاسنان . (2) الاستنان : استعمال الستواك . [ * ]
[ 100 ]
عليه وسلم من الليل أربع مرات . رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن مطير وهو ضعيف جدا . وعن يزيد بن الاصم عن ميمونة وكان يتيما في حجرها فذكر أن سواكا كان لا يزال في إناء فان شغلها عمل أو صلاة وإلا أخذت السواك فاستاكت . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون ، قلت وقد تقدمت أحاديث كثيرة في السواك في الطهارة ويأتي غيرها في الزينة إن شاء الله تعالى . { باب كيف يستاك } عن بهز قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا - فذكر الحديث ، ويأتي بتمامه في الاشربة إن شاء الله . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه نبيت بن كثير وهو ضعيف . { باب السواك لمن ليست له أسنان } عن عائشة قالت قلت يارسول الله الرجل يذهب فوه يستاك قال نعم قلت كيف يصنع قال يدخل أصبعه في فيه فيدلكه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى ابن عبد الله الانصاري وهو ضعيف . { باب بأي شئ يستاك } عن أبي خيرة الصباحي قال كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزودنا الاراك نستاك به فقلنا يارسول الله عندنا الجريد ولكنا نقبل كرامتك وعطيتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير مكرهين إذ قعد قوم لم يسلموا إلا خزايا موتورين . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة تطيب الفم وتذهب بالحفر وهو سواكي وسواك الانبياء قبلي . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه معلل بن محمد ولم أجد من ذكره . { باب ما يفعل عند عدم السواك } عن كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاصابع تجزي مجزى السواك إذا لم يكن سواك . رواه الطبراني في الاوسط
[ 101 ]
وكثير ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه . { باب النية والنهى عن الخروج من الصلاة } عن عبدالله بن مسعود قال تعودوا الخير فانما الخير بالعادة وحافظوا على نياتكم في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود قال إذا فرضت الصلاة فلا تخرج منها إلى غيرها . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن زيادا لم يسمع من ابن مسعود . وعن شقيق قال قال عبدالله من هاجر يبتغي شيئا فهو له قال وهاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فكان يسمي مهاجر أم قيس . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب رفع اليدين في الصلاة } عن عبدالله يعني ابن مسعود قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلا عند افتتاح الصلاة وقد قال مرة فلم يرفعوا أيديهم بعد التكبيرة الاولى - قلت له حديث غير هذا - رواه أبو يعلي وفيه محمد ابن جابر الحنفي اليمامي وقد اختلط عليه حديثه وكان يلقن فيتلقن . وعن عبدالله ابن الزبير قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة فرفع يديه حتى جاوزبهما أذنيه . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة واختلف في الاحتجاج به . وعن الذيال بن حرملة قال سألت جابر بن عبدالله كم كنتم يوم الشجرة قال كنا ألفا وأربعمائة قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في كل تكبيرة من الصلاة - قلت هو في الصحيح خلا رفع اليدين . رواه أحمد وفيه الحجاج بن ارطاة واختلف فيه . وعن حميد بن هلال قال حدثني من سمع الاعرابي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قال فرفع رأسه من الركوع ورفع كفيه حتى حاذتا أو بلغتا فروع أذنيه . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الركوع والسجود - قلت رواه ابن ماجه خلا قوله والسجود - رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعنه قال رأيت رسول
[ 102 ]
الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ، قلت رواه ابن ماجه خلا قوله وإذا رفع رأسه من الركوع ، ورجاله رجال الصحيح . وعن قتادة قال قلت لانس بن مالك أرنا كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فصلي فكان يرفع يديه مع كل تكبيرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عبيدالله العرزمي وهو ضعيف . وعن أنس بن مالك قال صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر كلهم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه يكبر للسجود - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن محمد الاسلمي وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح أحدكم فليرفع يديه وليستقبل بباطنهما القبلة فان الله أمامه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمير بن عمران وهو ضعيف . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند التكبير للركوع وعند التكبير حين يهوي ساجدا . رواه الطبراني في الاوسط وهو في الصحيح خلا التكبير للسجود وإسناده صحيح . وعن معاذ بن جبل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في صلاته رفع يديه قبالة أذنيه فإذا كبر أرسلهما وربما رأيته يضع يمينه على يساره فإذا فرغ من فاتحة الكتاب سكت فإذا ختم السورة سكت ثم يرفع يديه قبالة أذنيه ويكبر ويركع وكنا لا نركع حتى نراه راكعا ثم يستوي قائما من ركوعه حتى يأخذ كل عظم مكانه ثم يرفع يديه قبالة أذنيه - فذكر الحديث ، ويأتي بتمامه في صفة الصلاة إن شاء الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه الخصيب بن جحدر وهو كذاب . وعن الحكم بن عمير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم ولا تخالف آذانكم ثم قولوا الله أكبر سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وإن لم تزيدوا على التكبير أجزأتكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يعلي الاسلمي وهو ضعيف . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاترفع الايدي إلا في سبعة مواطن حين يفتتح الصلاة وحين يدخل
[ 103 ]
المسجد الحرام - فذكر الحديث ، ويأتي بتمامه في الحج إن شاء الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وهو ضعيف لسوء حفظه وقد وثق . وعن وائل بن حجر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا وائل بن حجر إذا صليت فاجعل يديك حذاء أذنيك والمرأة تجعل يديها حذاء ثدييها - قلت له في الصحيح وغيره في رفع اليدين غير هذا الحديث - رواه الطبراني في حديث طويل في مناقب وائل من طريق ميمونة بنت حجر عن عمتها أم يحيى بنت عبد الجبار ولم أعرفها ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ترفع الايدي في سبعة مواطن إفتتاح الصلاة واستقبال البيت والصفا والمروة والموقفين وعند الحجر . وفيه ابن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ . وعن عقبة بن عامر الجهني قال انه يكتب في كل إشارة يشيزها الرجل بيده في الصلاة بكل أصبع حسنة أو درجة . رواه الطبراني وإسناده حسن . { باب التكبير } عن عبدالله بن أبي أوفي قال كان بلال إذا قال قد قامت الصلاة نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير . رواه البزار وفيه الحجاج بن فروخ وهو ضعيف . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل شئ صفوة وصفوة الصلاة التكبيرة الاولى قال فذكره . رواه البزار وفيه الحسن بن السكن ضعفه أحمد وذكره ابن حبان في الثقات . وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شئ أنفة وإن أنفة الصلاة التكبيرة الاولى فحافظوا عليها . قال أبو عبد الله فحدثت به رجاء بن حيوة فقال حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه موقوفا وفيه رجل لم يسم . وعن سعيد بن الحارث قال اشتكي أبو هريرة - أوغاب - فصلي لنا أبو سعيد الخدري فجهر بالتكبير حين افتتح الصلاة وحين ركع وحين قال سمع الله لمن حمده وحين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين قام من الركعتين حتى قضى صلاته على ذلك فلما صلي قيل له اختلف الناس على صلاتك فخرج فقام على المنبر فقال يا أيها الناس والله ما أبالي اختلفت صلاتكم
[ 104 ]
أو لم تختلف هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . { باب تحريم الصلاة وتحليلها } عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ، وفيه نافع مولى يوسف السلمي وهو أبو هرمز ضعيف ذاهب الحديث . وعن عبدالله ابن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه الواقدي وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال تحريم الصلاة التكبير وتحليلها التسليم وإذا سلمت فعجلت بك حاجة فانطلق قبل أن تقبل بوجهك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن رفاعة بن رافع أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فصلي فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد فأعاد مرتين أو ثلاثا فقال يارسول الله ماألوت بعد مرتين أو ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا تتم صلاة لاحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء مواضعه ثم يقول الله أكبر - قلت فذكر الحديث وهو في السنن الاربعة غير قوله الله أكبر - رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب وضع اليد على الاخرى } عن الحارث بن غطيف - أو غطيف بن الحارث - قال ما نسيت من الاشياء لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يمينه على شماله في الصلاة . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن جابر قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يصلي قد وضع يده اليسرى على اليمني فانتزعها ووضع اليمني على اليسرى . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن شداد بن شرحبيل قال ما نسيت
[ 105 ]
فلم أنس اني رأيت رسول الله صلى الله عليه سلم قائما يده اليمنى على يده اليسرى قابضا عليها يعني في الصلاة . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عباس بن يونس ولم أجد من ترجمه ، وقال البزار ولم يرو شداد بن شرحبيل عن النبي صلى الله عليه وسلم الا هذا الحديث . وعن ابن عباس قال سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول إنا معشر الانبياء أمرنا بتعجيل فطرنا وتأخير سحورنا وأن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن يعلي بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة يحبها الله عزوجل تعجيل الافطار وتأخير السحور وضرب اليدين إحدهما بالاخرى في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن عبدالله بن يعلي وهو ضعيف . وعن أبي الدرداء رفعه قال ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الافطار وتأخير السحور ووضع اليمين على الشمال في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير مرفوعا وموقوفا على أبي الدرداء والموقوف صحيح والمرفوع في رجاله من لم أجد من ترجمه . قلت ويأتي شئ من نوع هذه الاحاديث في الصيام إن شاء الله . وعن عقبة بن أبي عائشة قال رأيت عبدالله بن جابر البياضي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إحدى يديه على ذراعيه في الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . { باب ما يستفتح به الصلاة } عن عبدالله بن عمرو أن رجلا قال ذات يوم ودخل في الصلاة الحمد لله ملء السماء وسبح ودعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائلهن فقال أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأيت الملائكة تلقي به بعضهم بعضا . رواه أحمد والبزار وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة اختلط ولكنه من رواية حماد بن سلمة عن عطاء وحماد سمع منه قبل الاختلاط - قاله أبو داود فيما رواه أبو عبيد الاجري عنه ، ورواه الطبراني في الكبير من رواية حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن عبدالله بن عمر وإسناده جيد ، ويعلي بن عطاء العامري وأبوه ثقتان . وعن عبدالله بن أبي أوفي قال جاء رجل ونحن في الصف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل في الصف فقال الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة
[ 106 ]
وأصيلا قال فرفع المسلمون رؤسهم واستنكروا الرجل وقالوا من الذي رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من هذا العالي الصوت فقال هو ذا يارسول الله فقال والله لقد رأيت كلامك يصعد في السماء حتى فتح باب فدخل فيه . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لنا إذا صلى أحدكم فليقل اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين االمشرق والمغرب اللهم أعوذ بك أن تصد عني وجهك يوم القيامة اللهم نقني من خطاياي كما تنقي الثوب الابيض من الدنس اللهم أحيني مسلما وأمتني مسلما . رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده ضعيف . وعن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم باعد بيني وبين ذنبي كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقني من خطيئتي كما نقيت الثوب الابيض من الدنس . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عبدالله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا استفتحنا الصلاة أن نقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وكان عمر بن الخطاب يعلمنا ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . رواه الطبراني في الاوسط وأبو عبيدة لم يسمع من ابن مسعود ، رواه في الكبير باختصار ، وفيه مسعود بن سليمان قال أبو حاتم مجهول . وعن ابن جريج قال حدثني من أصدق عن أبي بكر وعمر وعثمان وعن ابن مسعود رضى الله عنهم أنهم كانوا إذا استفتحوا قالوا سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك قبل القراءة . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم يسم . وعن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك
[ 107 ]
ولا إله غيرك إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبدالله بن عامر الاسلمي وهو ضعيف . وعن أبي رافع قال دفع الي كتاب فيه استفتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر قال اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك لا شريك لك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك لامنجي ولا ملجأ منك إلا اليك أستغفرك وأتوب اليك - ثم يقرأ . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه محمد بن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وقد عنعنه وبقية رجاله موثقون . وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي أذنيه يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال الحمد لله رب العالمين ثم يسكت هنيهة . رواه الطبراني في الصلاة ورجاله موثقون . وعن حذيفة بن اليمان قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فتوضأ وقام يصلي فأتيته فقمت عن يساره فأقامني عن يمينه فقال سبحان الله ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن أبي ثعلبة الخشني قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إذ سمع رجلا يدعو : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لكرم وجه ربنا عزوجل فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من القائل كذا وكذا لقد رأيت اثنى عشر ملكا يبتدرونها ثم شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره حتى توارت الحجاب قال هي لك بخاتمها يوم القيامة ومثلها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ضعفه
[ 108 ]
ابن معين والبخاري والنسائي ووثقه ابن حبان . { باب في بسم الله الرحمن الرحيم } عن ابن عباس انه سئل عن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فقال كنا نقول هي قراءة الاعراب . رواه البزار وفيه أبو سعد البقال وهو ثقة مدلس وقد عنعنه وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سعيد بن يزيد قال سألت أنسا أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أو الحمد لله رب العالمين قال إنك لتسألني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال نافع أراها حفصة - أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انكم لا تستطيعونها قال فقيل أخبرينا بها قال فقرأت قراءة ترسلت فيها قال فحكي لنا ابن مليكة الحمد لله رب العالمين ثم قطع الرحمن الرحيم ثم قطع مالك يوم الدين . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابراهيم الصائغ قال سألت مطرا الوراق فقلت أتقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم وتتعوذ من الشيطان الرجيم في كل ركعة وفي كل سورة تفتتحها فقال أخبرني قتادة عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين وسمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هما السكتتان يفعل في نفسه إذا افتتح الصلاة وإذا نهض من الجلوس في الركعتين . رواه الطبراني في الكبير وفيه ريحان أبو غسان ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم هزأ منه المشركون وقالوا محمد يذكر إله اليمامة وكان مسيلمة يتسمى الرحمن الرحيم فلما نزلت هذه الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يجهر بها . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم وأبو بكر وعمر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن أبي وائل قال كان علي وعبد الله لا يجهران ببسم الله الرحمن الرحيم ولا بالتعويذ ولا بالتأمين . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو سعد البقال وهو ثقة مدلس . وعن ابن عباس أن
[ 109 ]
النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة - قلت رواه أبو داود وغيره خلا الجهر بها - رواه البزار ورجاله موثقون . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لايعرف خاتمة السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزل بسم الله الرحمن الرحيم عرف أن السورة قد ختمت واستقبلت - أو ابتدئت سورة أخرى - قلت اقتصر أبو داود منه على قوله لايعرف خاتمة السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم - رواه البزار باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول الحمد لله رب العالمين سبع آيات إحداهن بسم الله الرحمن الرحيم وهي سبع المثاني والقرآن العظيم وهي أم القرآن وفاتحة الكتاب . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن علي وعمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة والثوري ، وزهير بن معاوية وهو مدلس وضعفه الناس . وعن نافع أن ابن عمر كان إذا افتتح الصلاة يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في أم القرآن وفي السورة التي تليها ويذكر أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر العمري وهو ضعيف جدا . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخرج من المسجد حتى أعلمك آية من سورة لم تنزل على أحد قبلي غير سليمان بن داود فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ أسكفة (1) الباب قال بأي شئ تستفتح صلاتك وقراءتك قلت ببسم الله الرحمن الرحيم فقال هي هي ثم أخرج رجله الاخرى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف لسوء حفظه وفيه من لم أعرفهم . { باب القراءة في الصلاة } عن عبدالله بن بحينة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل قرأ أحد منكم معي آنفا قالوا نعم قال إني أقول مالي أنازع القرآن . فانتهى الناس عن القراءة معه حين قال ذلك . رواه أحمد والطبراني (1) هي خشبة الباب التي يوطأ عليها . [ * ]
[ 110 ]
في الكبير والاوسط ، ورجال أحمد رجال الصحيح ويأتي الكلام عليه بعد هذا الحديث . وعن عبدالله بن مسعود قال كانوا يقرؤون خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال خلطتم علي القرآن . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن بحينة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة يجهر فيها فلما انصرف قال أتقرأون خلفي فقال بعضهم إنا لنفعل قال لا تفعلوا اني أقول مالي أنازع القرآن ، قال فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزار بتمامه وأحمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار ورجاله رجال الصحيح إلا أن البزار قال أخطأ فيه ابن أخي ابن شهاب حيث قال عن ابن بحينة ، ورواه معمر وابن عيينة عن الزهري عن ابن إكيمة عن أبي هريرة . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال أتقرؤون في صلاتكم خلف الامام والامام يقرأ فسكتوا قالها ثلاث مرات فقال قائل أو قال قائلون إنا لنفعل قال فلا تفعلوا ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن عمرو قال صلينا مع رسول الله صلى عليه وسلم فلما انصرف قال لنا هل تقرؤون معي إذا كنتم في الصلاة قلنا نعم قال فلا تفعلوا إلا بأم القرآن . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف . وعن أبي الدرداء قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله أفي كل صلاة قراءة قال نعم فقال رجل من القوم وجب هذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أرى الامام إذا قرأ إلا كان كافيا - قلت روى ابن ماجه منه إلى قوله وجب هذا - رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن جهر قال قرأت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال جهر اسمع ربك ولا تسمعني . رواه الطبراني في الكبير وعبد الله بن جهر لم أجد من ذكره . وعن عبدالله بن مسعود أنه قال يا فلان لا تقرأ خلف الامام إلا أن يكون إماما لايقرأ . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي وائل قال جاء رجل إلى ابن مسعود فقال اقرأ خلف الامام قال أنصت للقرآن فان في الصلاة
[ 111 ]
شغلا وسيكفيك ذلك الامام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن ابراهيم أن ابن مسعود كان لايقرأ خلف الامام وكان ابراهيم يأخذ به وكان ابن مسعود إذا كان إماما قرأ في الركعتين الاولين ولا يقرأ في الاخريين . رواه الطبراني في الكبير ، وابراهيم لم يدرك ابن مسعود . وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له إمام فقراءة الامام له قراءة . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه أبو هارون العبدي وهو متروك . وعن حميد بن هلال قال جاء هشام بن عامر إلى الصلاة فأسرع المشي فدخل في الصلاة وقد حفزه النفس فجهر بالقراءة خلف الامام فلما قضي صلاته قيل له أتقرأ خلف الامام قال إنا لنفعل . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ خلف الامام فليقرأ بفاتحة الكتاب - قلت له حديث في الصحيح بغير سياقه - رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل صلاة لايقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج . رواه الطبراني في الصغير ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل صلاة لايقرأ فيها بأم القرآن فخدجة فخدجة فخدجة (1) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعيد بن سليمان النشيطي قال أبو زرعة نسأل الله السلامة ليس بالقوي . وعن مهران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يقرأ بأم الكتاب في صلاته فهي خداج . رواه الطبراني في الاوسط وقال لا يروي عن مهران إلا بهذا الاسناد ، قلت وفى اسناده جماعة لم أعرفهم . وعن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقرؤون خلفي قالوا نعم قال فلا تفعلوا إلا بأم القرآن . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم تقرؤون والامام يقرأ قالها ثلاثا قالوا إنا لنفعل ذلك قال فلا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل من أهل البادية عن أبيه وكان أبوه (1) أي ناقصة . [ * ]
[ 112 ]
أسيرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاتقبل صلاة لايقرأ فيها بأم الكتاب . وفيه رجل لم يسم . وقد رواه أحمد . وعن أبي بن كعب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب قال قال ربكم ابن آدم أنزلت عليك سبع آيات ثلاث لي وثلاث لك وواحدة بيني وبينك فأما التي لي فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين أياك نعبد وإياك نستعين) منك العبادة وعلي العون وأما التي لك (إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين) رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن أرقم وهو متروك . { باب قراءة الفاتحة قبل السورة } عن عصمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين . رواه الطبراني في الكبير وفيه الفضل بن الجبار وهو كذاب . وعن ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود أنه كان يفتتح صلاته بالحمد لله رب العالمين . رواه الطبراني في الكبير وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف جدا . { باب التأمين } عن عائشة رضي الله عنها قالت بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود فأذن له فقال السام عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك - فذكر الحديث إلى أن قال إنهم لا يحسدونا على شئ كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الامام آمين - وقد تقدم الحديث بتمامه في القبلة والكلام عليه . وعن معاذ بن جبل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم جلس في بيت من بيوت أزواجه وعائشة عنده فدخل عليه نفر من اليهود فقالوا السام عليك يا محمد قال وعليكم فجلسوا فتحدثوا وقد فهمت عائشة تحيتهم التي حيوا بها النبي صلى الله عليه وسلم فاستجمعت
[ 113 ]
غضبا وتصبرت فلم تملك غيظها فقالت بل عليكم السام وغضب الله ولعنته بهذا تحيون نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم خرجوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما حملك على ما قلت قالت أو لم تسمع كيف حيوك يارسول الله والله ما ملكت نفسي حين سمعت تحيتهم إياك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاجرم كيف رأيت رددت عليهم إن اليهود قوم سئموا دينهم وهم قوم حسد ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث رد السلام وإقامة الصفوف وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة آمين . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الامام (غير المغضوب عليهم ولا الظالين) قال الذين خلفه آمين التقت من أهل السماء وأهل الارض آمين غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه قال ومثل الذي لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه فقال ما لسهمي لم يخرج قال إنك لم تقل آمين - قلت في الصحيح بعضه - رواه أبو يعلي وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة مدلس وقد عنعنه . وعن سليمان أن بلالا قال للنبي صلى الله عليه وسلم لا تسبقني بآمين . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن سمرة بن جندب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال الامام (غير المغضوب عليهم ولا الظالين) فقولوا آمين يجبكم الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن بشير وفيه كلام . وعن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم دخل في الصلاة فلما فرغ من فاتحة الكتاب قال آمين ثلاث مرات - قلت رواه ابن ماجه خلا قوله ثلاث مرات - رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن وائل بن حجر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (غير المغضوب عليهم ولا الظالين) قال رب اغفر لي آمين - قلت رواه ابن ماجه خلا قوله رب اغفر لي - رواه الطبراني ، وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وثقه الدار قطني وأثنى عليه أبو كريب وضعفه جماعة وقال ابن عدي لم أر له حديثا منكرا . وعن أم الحصين أنها كانت تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم في صف النساء فسمعته يقول
[ 114 ]
(الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) حتى بلغ غير المغضوب عليهم ولا الظالين قال آمين حتى سمعته وأنا في صف النساء وكان يكبر إذا سجد وإذا رفع . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف . { باب القراءة في الصلاة } عن الاغر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة الروم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابن عمر أنه قال مامن سورة من المفصل صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها كلها في الصلاة . رواه الطبراني من رواية اسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهي ضعيفة . وعن عبدالله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدد الآي في الصلاة . رواه الطبراني ، وفيه نصر بن طريف وهو متروك . وعن أنس بن مالك قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤون القرآن من أوله إلى آخره في الفرائض . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه سهيل بن أبي حزم ضعفه جماعة يقولون فيه ليس بالقوي ووثقه ابن معين وبقية رجاله ثقات . وعن أبي العالية قال أخبرني من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل سورة حظها من الركوع والسجود قال ثم لقيته بعد فقلت ان ابن عمر كان يقرأ في الركعة بالسور فهل تعرف من حدثك بهذا الحديث قال إني لاعرفه وأعرف منذكم حدثنيه حدثني منذ خمسين سنة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن نافع قال ربما أمنا ابن عمر رحمه الله بالسورتين والثلاث في الفريضة . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي العالية قال اجتمع ثلاثون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أما ما يجهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة فقد علمناه ومالايجهر فيه فلا نقيس بما يجهر فيه قال فاجتمعوا فما اختلف منهم اثنان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر قدر ثلاثين آية في الركعتين الاولين في كل ركعة وفي الركعتين الاخريين قدر النصف من ذلك ويقرأ في العصر بقدر النصف من قراءته في الركعتين من الظهر وفي
[ 115 ]
الاخريين بقدر النصف من ذلك . رواه أحمد وفيه عبدالرحمن بن عبدالله المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط ويقال ان يزيد بن هرون سمع منه في حال اختلاطه والله أعلم . وعن أسماء بنت أبي بكر قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون (فبأي آلاء ربكما تكذبان) رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاصلاة إلا بفاتحة الكتاب وآيتين معها . رواه الطبراني في الاوسط - قلت هو في الصحيح خلا قوله وايتين معها - وفيه الحسن بن يحيى الخشني ضعفه النسائي والدار قطني ووثقه دحيم وابن عدي وابن معين في رواية . وعن جابر بن عبدالله قال سنة القرءة في الصلاة أن يقرأ في الاوليين بأم القرآن وسورة وفي الاخريين بأم القرآن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه شيخ الطبراني وشيخ شيخه ولم أجد من ذكرهما . وعن زيد بن ثابت قال القراءة سنة لا تخالف الناس برأيك . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ابن أبي الزناد وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير وفيه حنظلة السدوسي ضعفه ابن معين وغيره ووثقه ابن حبان . { باب القراءة في الظهر والعصر } عن عبدالمطلب بن عبدالله قال تماروا في القراءة في الظهر والعصر فأرسلوني إلى خارجة بن زيد فقال قال أبي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القيام ويحرك شفتيه فقد أعلم أن ذلك لم يكن إلا لقراءة وأنا أفعله . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه كثير بن زيد واختلف في الاحتجاج به . وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت تعرف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر بتحريك لحيته . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن يزيد بن البراء قال قال أبي اجتمعوا فلاريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وكيف كان يصلي فاني لاأدري ما قدر صحبتي إياكم قال
[ 116 ]
فجمع بنيه وأهله ودعا بوضوء فمضمض واستنثر وغسل وجهه ثلاثا وغسل يده اليمنى ثلاثا وغسل هذه ثلاثا يعني اليسرى ثم قال هكذا ماألوت أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم دخل بيته فصلى صلاة لا ندري ماهي ثم خرج فأمر بالصلاة فأقيمت فصلى بنا الظهر فأحسب أني سمعت منه آيات من يس ثم صلى العصر ثم صلى المغرب ثم صلى بنا العشاء فقال ماألوت أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وكيف كان يصلي . رواه أحمد ورجاله ثقات ، قلت وقد تقدمت رواية أبي العالية عن ثلاثين من الصحابة في الباب قبله . وعن البراء قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر فظننا أنه قرأ تنزيل السجدة . رواه أبو يعلي وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو منكر الحديث . وعن عبد العزيز بن أبي سكين قال أتيت أنس بن مالك فقلت أخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأم أهل بيته فصلى بنا الظهر والعصر فقرأنا قراءة همسا فقرأ بالمرسلات والنازعات وعن يتساءلون ونحوها من السور . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط وفيه سكين بن عبد العزيز ضعفه أبو داود والنسائي ووثقه وكيع وابن معين وأبو حاتم وابن حبان . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بسبح اسم ربك الاعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية) . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني في الاوسط . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الهاجرة فرفع صوته فقرأ (والشمس وضحاها) والليل إذا يغشى) فقال له أبي بن كعب يارسول الله أمرت في هذه الصلاة بشئ قال لا ولكني أردت أن أوقت لكم . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه أبو الرجال الانصاري البصري وهو منكر الحديث . وعن عبدالله بن مسعود قال كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرف في الظهر والعصر بتحريك لحيته . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه زيد بن الحريس ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه وبقية رجاله ثقات . وعن أبي مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في كلهن يعني الاربع من الظهر والعصر . رواه
[ 117 ]
الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام وقد وثقه جماعة . وعن عدي بن حاتم أنه صلى بهم الظهر والعصر فقرأ نحو (إذ السماء انشقت) فلما صلى الصلاة قال ماألوت بكم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر ضعفه ابن معين وابن المديني وغيرهما ووثقه أحمد وعمرو بن علي الفلاس . وعن عكرمة أنه قال ليس في الظهر والعصر قراءة إلا بأم الكتاب فقال ابن عباس أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ وقد بلغ ما أنزل إليه من رسالات ربه . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف جدا . وعن ابن سيرين أن ابن مسعود كان يقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الاوليين بفاتحة الكتاب وسورة في كل ركعة وفي الاخريين بفاتحة الكتاب . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن ابن سيرين لم يسمع من ابن مسعود . وعن علقمة قال صليت إلى جنب عبدالله فما علمته قرأ شيئا حتى سمعته يقول (رب زدني علما) فعلمت أنه في طه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن زياد قال سمعت قراءة عبدالله في إحدى صلاتي النهار . رواه الطبراني في الكبير . وله عنده أيضا قمت إلى جنب عبدالله في الظهر والعصر فسمعته يقرأ ، ورجاله ثقات . وعن حميد وعثمان البتي قالا صلينا خلف أنس بن مالك الظهر والعصر فسمعناه يقرأ (سبح اسم ربك الاعلى) . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . { باب فيمن يجهر بالقراءة في صلاة النهار } عن أبي أيوب قال قيل يارسول الله إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا ترمونهم بالبعر . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوازع بن نافع وهو متروك . { باب القراءة في صلاة المغرب } عن أبي أيوب أو عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالاعراف فرقها في الركعتين . رواه أحمد والطبراني - وحديث زيد بن ثابت في الصحيح خلا
[ 118 ]
قوله فرقها في الركعتين - ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن مروان قال قال لي زيد بن ثابت مالي أراك تقرأ في الصلاة بقصار المفصل ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطوليين قلت وما الطوليين قال الاعراف ويونس - قلت هو في الصحيح خلا سورة يونس - رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن زيد بن ثابت كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الانفال . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في المغرب سورة الانفال . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهم في المغرب (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) . رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب (والتين والزيتون) . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة وسفيان وضعفه بقية الائمة . وعن عبدالله بن الحارث بن عبدالمطلب قال آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فقرأ في الركعة الاولى بسبح اسم ربك الاعلى) وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون) رواه الطبراني في الكبير وفيه حجاج بن نصير ضعفه ابن المديني وجماعة ووثقه ابن معين في رواية ووثقه ابن حبان . { باب القراءة في العشاء الآخرة } عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج) (والسماء والطارق) وفي رواية عنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء . رواهما أحمد وفيهما أبو المهزم ضعفه شعبة وابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وقال أحمد ما أقرب حديثه . وعن بريدة أن معاذ بن جبل صلى بأصحابه صلاة العشاء فقرأ فيها (اقتربت الساعة) فقام رجل من قبل أن يفرغ فصلى وذهب فقال له معاذ قولا شديدا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فاعتذر إليه فقال إني كنت أعمل في نخل وخفت على الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صل بالشمس وضحاها)
[ 119 ]
ونحوها من السور . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن يزيد قال صلى ابن مسعود العشاء الآخرة فاستفتح بسورة الانفال حتى بلغ (فنعم المولى ونعم النصير) ركع ثم قرأ في الركعة الثانية بسورتين من المفصل ، وفي رواية بسورة من المفصل . رواهما الطبراني في الكبير ورجالهما موثقون . { باب القراءة في صلاة الفجر } عن سماك بن حرب عن رجل من أهل المدينة أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقرأ في صلاة الفجر (ق والقرآن المجيد) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بيس . وفي رواية عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح بالواقعة ونحوها من السور . رواهما الطبراني في الاوسط ورجال يس رجال الصحيح ورجال الواقعة فيهم يعقوب بن حميد بن كاسب ضعفه جماعة قال بعضهم لانه كان محدودا وذكره ابن حبان في الثقات ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن الاغر المزني أن رسول الله صلى الله عليه سلم قرأ في صلاة الصبح بسورة الروم . رواه البزار وفيه مؤمل بن اسماعيل وهو ثقة وقيل فيه انه كثير الخطأ . وعن أبي هريرة قال قدمت المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ورجل من بني غفار يؤم الناس فقرأ في الركعة الاولى بسورة مريم وفي الثانية (ويل للمطففين) أحسبه قال في صلاة الفجر . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ في صلاة الصبح (بالليل إذا يغشى) (والشمس وضحاها) رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن رفاعة الانصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقرأ في الصبح بدون عشر آيات ولا تقرأ في العشاء بدون عشر آيات . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة واختلف في الاحتجاج به . وعن عبدالله بن مسعود أنه صلى في بعض مساجد بني أسد الفجر فصلى بهم إمامهم بأطول سورتين على تأليف عبدالله فلما قضى الصلاة قال ألا أراك شابا تقرأ بهاتين السورتين في هذه الصلاة وأنت
[ 120 ]
شاب . رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط في آخر عمره . وعن ابن عمر قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر في سفر فقرأ (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) ثم قرأت بكم ثلث القرآن ربعه . رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن أبي جعفر وقد أجمعوا على ضعفه . [ باب ما جاء في الركوع والسجود } عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يارسول الله كيف يسرق من صلاته قال لايتم ركوعها ولا سجودها أو لا يقيم صلبه في الركوع ولا في السجود . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قالوا يارسول الله وكيف يسرقها قال لايتم ركوعها ولا سجودها . رواه أحمد والبزار وأبو يعلي وفيه علي بن زيد وهو مختلف في الاحتجاج به وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يارسول الله وكيف يسرق من صلاته قال لايتم ركوعها ولا سجودها . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين وثقه أحمد وأبو حاتم وابن حبان وضعفه دحيم وقال النسائي ليس بالقوي ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرق الناس الذي يسرق صلاته قيل يارسول الله كيف يسرق صلاته قال لايتم ركوعها ولا سجودها وأبخل الناس من بخل بالسلام . رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده . رواه أحمد من رواية عبدالله بن زيد الحنفي عن أبي هريرة ولم أجد من ترجمه . وعن طلق بن علي الحنفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله عزوجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه فيما بين ركوعها وسجودها . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال خرج رسول
[ 121 ]
الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلا في المسجد لايتم ركوعه ولا سجوده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتقبل صلاة رجل لايتم ركوعه ولا سجوده . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه ابراهيم بن عباد الكرماني ولم أجد من ذكره . وعن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل صلاة لايتم ركوعها ولا سجودها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف جدا . { باب فيمن لايتم صلاته ونسى ركوعها وسجودها } عن هانئ بن معاوية الصدفي قال حججت زمان عثمان بن عفان فجلست في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل يحدثهم قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل فصلى في هذا العمود فعجل قبل أن يتم صلاته ثم خرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا لو مات لمات وليس من الدين على شئ إن الرجل ليخفف صلاته ويتمها قال فسألت عن الرجل من هو فقيل لي عثمان بن حنيف . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وفيه البراء بن عثمان ولم يعرف . وعن أبي عبدالله الاشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا لايتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو مات على حاله هذه مات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي لايتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتان لا تغنيان عنه شيئا . قال أبو صالح قلت لابي عبدالله من حدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمراء الاجناد (1) عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة وسمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلي وإسناده حسن . وعن بلال أنه أبصر رجلا لايتم الركوع ولا السجود فقال لو مات هذا لمات على غير ملة محمد صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير غير أنه قال في الكبير لمات على غير ملة عيسى عليه السلام . ورجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لاصحابه وأنا حاضر لو كان لاحدكم هذه السارية لكره أن (1) أي أمراء مدن الشام الخمس : فلسطين والاردن وحمص وقنسرين ودمشق . [ * ]
[ 122 ]
يخدع كيف يعمل أحدكم فيخدع صلاته التي هي لله فأتموا صلاتكم فان الله لا يقبل إلا تاما . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن علي قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ وأنا راكع وقال يا علي مثل الذي لا يقيم صلبه في صلاته كمثل حبلى حملت فلما دنا نفاسها أسقطت فلاهي ذات حمل ولاهي ذات ولد . رواه أبو يعلي - قلت وفي الصحيح منه النهي عن القراءة في الركوع - وفيه موسى بن عبيدة الربذي (1) وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد إذا صلى فلم يتم صلاته خشوعها ولا ركوعها وأكثر الالتفات لم تقبل منه ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه وإن كان على الله كريما . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف جدا . وعن قتادة أو غيره أن ابن مسعود رأى رجلين يصليان أحدهما مسبل إزاره والآخر لايتم ركوعه ولا سجوده فضحك فقالوا ما يضحكك يا أبا عبدالرحمن قال عجبت لهذين الرجلين أما المسبل إزاره فلا ينظر الله إليه وأما الآخر فلا يتقبل الله صلاته . رواه الطبراني وإسناده منقطع بين ابن مسعود وقتادة ورجاله ثقات . وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ العبد فأحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت حفظك الله كما حفظتني ثم أصعد بها إلى السماء ولها ضوء ونور وفتحت لها أبواب السماء وإذا لم يحسن العبد الوضوء ولم يتم الركوع والسجود والقراءة قالت ضيعك الله كما ضيعتني ثم أصعد بها إلى السماء وعليها ظلمة وغلقت أبواب السماء ثم تلف كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجه صاحبها . رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه الاحوص بن حكيم وثقه ابن المديني والعجلي وضعفه جماعة وبقية رجاله موثقون . وعن زيد بن جبير أن ابن عمر راى فتى وهو يصلي قد أطال صلاته وأطنب فيها فقال من يعرف هذا فقال رجل أنا فقال عبد الله بن عمر لو كنت أعرفه لامرته أن يطيل الركوع والسجود فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه فجعلت على رأسه وعاتقيه كلما (1) وفي نسخة " الزندي " وهو تصحيف - على ما في الخلاصة . [ * ]
[ 123 ]
ركع وسجد تساقطت . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث قال عبدالملك بن شعيب بن الليث ثقة مأمون وضعفه الجماعة أحمد وغيره . وفي هذا النوع أحاديث في فضل الصلاة والله أعلم . وعن علقمة قال دخلت المسجد فوجدت عبدالله يصلي فركع وافتتحت سورة الاعراف ففرغت منها قبل أن يسجد . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن العلاء وهو كذاب . { باب صفة الركوع } عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع استوى فلو صب على ظهره الماء لاستقر . رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلي ورجاله موثقون . وعن أبي برزة الاسلمي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات . وعن علي بن ابي طالب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع لو وضع قدح ماء على ظهره لم يهراق . رواه عبدالله ابن أحمد قال وجدته في كتاب أبي . وفيه رجل لم يسم وسنان بن هرون اختلف فيه . وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع لو جعل عليه قدح ماء لاستقر . رواه الطبراني في الصغير وفيه محمد بن ثابت وهو ضعيف . { باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع } عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قال سمع الله لمن حمده قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الارض ما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء وأهل الكبرياء والمجد لامانع لما أعطيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد . رواه الطبراني في الكبير من طرق ومنها طريق رجالها رجال الصحيح إلا أن فيها أشعث بن سوار واختلف في الاحتجاج به ، وفي بقية الطرق محمد بن أبي ليلى وفيه كلام . وعن عبدالله بن مسعود قال إذا قال الامام سمع الله لمن حمده فليقل من خلفه ربنا لك الحمد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ابن عمر قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة فلما رفع رأسه
[ 124 ]
من الركوع قال سمع الله لمن حمده فقال رجل من خلفه ربنا ولك الحمد كثيرا طيبا مباركا فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث مرات من المتكلم آنفا قال الرجل أنا يارسول الله قال والذي نفسي بيده لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا . رواه الطبراني في الكبير وفيه اليسع بن طلحة وهو منكر الحديث . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا الحمد لله . رواه الطبراني في الاوسط وهو في الصحيح خلا قوله الحمد لله ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن عمرو قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فلما قال سمع الله لمن حمده قال رجل من خلفه اللهم ربنا لك الحمد كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من القائل الكلمة قال الرجل أنا يارسول الله قال لقد رأيت نفرا من الملائكة اكتنفوها فعرجوا بها حتى تغيبت عني . رواه البزار وفيه من لم أعرفه . قلت وتأتي أحاديث فيما يقول في ركوعه وسجوده بعد باب السجود إن شاء الله . { باب السجود } عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما أنا فأسجد على سبعة أعظم ولا أكف شعرا ولا ثوبا (1) . رواه الطبراني في الكبير وفيه نوح بن أبي مريم وهو متروك . وعن عبدالله بن مسعود قال أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم ولانكف شعرا ولا ثوبا . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم والدار قطني وذكره ابن حبان في الثقات . وعن سعد بن أبي وقاص قال أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب (2) منه وجهه وكفيه وركبتيه وقدميه أيها لم يضع فقد انتقص . رواه أبو يعلي ، وفيه موسى بن محمد بن حيان ضعفه أبو زرعة وضبطه الذهبي بالجيم . وعن أبي (1) يحتمل أن يكون بمعنى المنع أي لاأمنعهما من الاسترسال حال السجود ليقعا على الارض ويحتمل أن يكون بمعنى الجمع أي لا يجمعهما ويضمهما . النهاية . (2) أي أعضاء . [ * ]
[ 125 ]
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السجود على سبعة أعضاء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف . وعن أبي سعيد الخدري قال رأيت بياض كشح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن جابر بن عبدالله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض ابطيه . رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد على أليتي الكف . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال كأني أنظر إلى بياض إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن عدي بن عميرة الحضرمي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يرى بياض إبطيه ثم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده وعن يساره . رواه الطبراني في الاوسط بطوله وفي الكبير باختصار السلام ورجال الاوسط ثقات . وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد على جبهته مع قصاص الشعر . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط إلا أنه قال على جبهته مع قصاص الشعر ، وفيه أبو بكر ابن عبدالله بن أبي مريم وهو ضعيف لاختلاطه . وعن عبدالله بن أبي أوفي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد على كور العمامة ، وفيه سعيد بن عنبسة فان كان الرازي فهو ضعيف وإن كان غيره فلا أعرفه . وعن عبيد الله بن عبدالله بن أقرم عن أبيه عن جده قال كنت أرعى غنما بالقاع من نمرة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلها فأقام الصلاة وصلى بأصحابه فصليت معهم كأني أنظر إلى عفرة (1) ما تحت منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد . رواه الطبراني في الكبير عن أقرم كما هنا . ورواه أبو داود وغيره عن عبدالله بن أقرم نفسه ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن زياد قال حدثني من رأى ابن مسعود قال كأني أنظر إليه وهو ساجد فجافى مرفقيه (2) حتى كدت أن أرى بياض إبطيه . وفيه رجل لم يسم - هكذا رواه الطبراني في الكبير . وعن عبدالله بن مسعود أنه مر على رجل ساجد ورأسه معقوص فحله فلما انصرف قال له عبدالله لاتعقص فان الشعر يسجد وان لك بكل شعرة أجرا قال (1) العفرة : بياض ليس بالناصع ، وفي النهاية " غفرة إبطي " (2) أي باعدهما . [ * ]
[ 126 ]
انما عقصته لكي لا يترتب قال قال ان يترتب خير لك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن كثير بن سليم قال رأيت أنس بن مالك يسجد على عمامته . رواه الطبراني في الكبير وكثير بن سليم ضعيف وقال ابن حبان في الثقات : كثير ابن سليم عن الضحاك بن مزاحم روى عنه أبوتميلة ، وقال في كتاب الضعفاء : كثير بن سليم هو الذي يقال له كثير بن عبدالله يروي عن أنس ما ليس من حديثه يضع عليه والله أعلم ، ولم يوثقه غير ابن حبان . وعن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمسح الرجل جبهته حتى يفرغ من صلاته ولا بأس أن يمسح العرق عن صدغيه فان الملائكة تصلي عليه مادام أثر السجود بين عينيه . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن مدرك وهو كذاب . وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لم يلزق أنفه مع جبهته بالارض إذا سجد لم تجز صلاته . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون وإن كان في بعضهم اختلاف من أجل التشيع . وعن أم عطية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبل صلاة من لا يصيب أنفه الارض . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ، وفيه سليمان ابن محمد الباقلاني وهو متروك . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد أحدكم فليباشر بكفيه الارض عسى الله أن يفك عنه يوم القيامة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيد بن محمد المحاربي قال ابن عدي له أحاديث مناكير عن ابن أبي ذئب ، قلت وهذا منها . وعن أبي هريرة قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مطير حتى اني لانظر إلى أثر ذلك في جبهته وأرنبته . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف . وعن أبي جحيفة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أنفه من الارض كما يمكن جبهته . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليت فلا تبسط ذراعيك بسط السبع وادعم على راحتيك وجاف مرفقيك عن ضبعيك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات .
[ 127 ]
وعن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه أن نعتدل في السجود ولا نستوفز رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن بشير وفيه كلام . وعن عبدالله بن مسعود قال إذا سجد أحدكم فلا يسجد مضطجعا ولا متوركا (1) فانه إذا أحسن السجود سجد كل عضو فيه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن الاعمش قال رأيت أنس بن مالك يصلي بمكة فلما سجد جافى حتى رأيت غضون إبطه . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . { باب فضل السجود } عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقرب ما يكون العبد من ربه إذا كان ساجدا . رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه مروان بن سالم وهو ضعيف منكر الحديث . { باب ما يقول في ركوعه وسجوده } عن عبدالله بن مسعود قال لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا جاء نصر الله والفتح) كان يكبر إذا قرأها وركع ويقول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي انك أنت التواب الرحيم . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني في الاوسط وفي إسناده الثلاثة أبو عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا حماد بن سليمان وهو ثقة ولكنه اختلط . وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني نهيت أن أقرأ في الركوع والسجود فإذا ركعتم فعظموا الله وإذا سجدتم فاجتهدوا في المسألة فقمن (2) أن يستجاب لكم . رواه عبدالله من زياداته وأبو يعلي موقوفا والبزار - قلت في الصحيح منه إني نهيت أن أقرأ في الركوع والسجود فقط - وفيه عبدالرحمن بن اسحق بن الحارث وهو ضعيف عند الجميع . وعن عائشة رضي الله عنها أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلم من مضجعه فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد وهو يقول رب اعط نفسي تقواها زكها (1) هو أن يرفع وركيه إذا سجد ، وقيل هو أن يلصق أليته بعقبيه ، والورك ما فوق الفخذ . (2) أي خليق وجدير . [ * ]
[ 128 ]
أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عائشة قالت كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فانسل فظننت أنه انسل إلى بعض نسائه فخرجت غيرتي فإذا أنا به ساجدا كالثوب الطريح فسمعته يقول سجد سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي رب هذه يدي وما جنيت على نفسي يا عظيم ترجى لكل عظيم فاغفر الذنب العظيم قالت فرفع رأسه فقال ما أخرجك قالت ظنا ظننته قال إن بعض الظن إثم فاستغفري الله إن جبريل أتاني فأمرني أن أقول هذه الكلمات التي سمعت فقوليها في سجودك فانه من قالها لم يرفع رأسه حتى يغفر - أظنه قال - له . رواه أبو يعلي وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وثقه دحيم وضعفه البخاري ومسلم وابن معين وغيرهم . وعن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا وفي سجوده سبحان ربي الاعلى ثلاثا . رواه البزار والطبراني في الكبير قال البزار لا يروي عن جبير إلا بهذا الاسناد وعبد العزيز بن عبيد الله صالح ليس بالقوي . وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا وفي سجوده سبحان ربي الاعلى ثلاثا . رواه البزار والطبراني في الكبير وقال البزار لا نعلمه يروي عن أبي بكرة الا بهذا الاسناد وعبد الرحمن بن أبي بكرة صالح الحديث . وعن عبدالله ابن مسعود قال ان من السنة أن يقول الرجل في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا وفي سجوده سبحان ربي الاعلى ثلاثا . رواه البزار وفيه السري بن اسماعيل وهو ضعيف عند أهل الحديث . وعن عبدالله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه سلم يقول في سجوده إذا سجد سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك على هذه يدي وما جنيت على نفسي . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبي مالك الاشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فلما ركع قال سبحان الله وبحمده ثلاث مرات ثم رفع رأسه . رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب وفيه بعض كلام وقد وثقه غير واحد . وعن معاوية بن أبي سفيان قال رمقت النبي صلى
[ 129 ]
الله عليه وسلم واستمتعت إليه فكان أكثر صلاته أن يقول سبحان رب العالمين . رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبدالله السمين ضعفه البخاري ومسلم وغيرهما ووثقه أبو حاتم ودحيم وغيرهما . وعن عبدالله بن زياد الاسدي أنه سمع عبدالله بن مسعود يقول وهو راكع لاحول ولاقوة إلا بالله . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن يزيد قال كان عبدالله بن مسعود يسوي الحصى بيده مرة واحدة إذا أراد أن يسجد وهو يقول في سجوده لبيك وسعديك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي الاسود وشداد بن الازمع عن ابن مسعود قال اختلفا فقال أبو الأسود كان عبدالله يقول في سجوده سبحانك اللهم لارب غيرك ، وقال شداد كان يقول سبحانك لا إله غيرك . رواه الطبراني في الكبير ورواية أبي الاسود رجالها رجال الصحيح وشداد وثقه ابن حبان وعن أبي مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن عبد يسجد فيقول رب اغفر لي ثلاث مرات إلا غفر له قبل أن يرفع رأسه . رواه الطبراني في الكبير من رواية محمد ابن جابر عن أبي مالك هذا ولم أر من ترجمهما . وعن عمرو بن دينار أن ابن مسعود كان يقول احملوا حوائجكم على المكتوبة . رواه الطبراني في الكبير وعمرو لم يسمع من ابن مسعود وبقية رجاله ثقات . وعن أبي خالد رجل من أصحاب عبدالله قال جاء رجل إلى عبدالله فقال يا أبا عبدالرحمن فلان يقرأ القرآن وهو راكع ويقرأ وهو ساجد فقال عبدالله إن رجالا يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم (1) فأذا دخل في القلب ورسخ فيه نفع . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا خالد لم أجد من ترجمه . { باب صفة الصلاة والتكبير فيها } عن عبدالرحمن بن غنم أن أبا مالك الاشعري جمع قومه فقال يا معشر الاشعريين إجتمعوا واجمعوا نساءكم وأبناءكم أعلمكم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا وجمعوا (1) التراقي جمع ترقوه وهو عظم بين ثغرة النحر والعاتق . [ * ]
[ 130 ]
نساءهم وأبناءهم وأراهم كيف يتوضأ فأحصى الوضوء أماكنه حتى لما أن فاء الفئ وانكسر الظل قام فأذن وصف الرجال في أدنى الصف وصف الولدان خلفهم وصف النساء خلف الولدان ثم أقام الصلاة فتقدم فرفع يديه وكبر فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة يسرهما ثم كبر فركع فقال سبحان الله وبحمده ثلاث مرات ثم قال سمع الله لمن حمده واستوى قائما ثم كبر وخر ساجدا ثم كبر فرفع رأسه ثم كبر فسجد ثم كبر فانتهض قائما فكان تكبيره في أول ركعة ست تكبيرات وكبر حين قام إلى الركعة الثانية فلما قضى صلاته أقبل على قومه بوجهه فقال احفظوا تكبيري وتعلموا ركوعي وسجودي فانها صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان يصلي لنا كذى الساعة من النهار وذكر الحديث ، وتأتي بقيته في الزهد في المحبة إن شاء الله . رواه أحمد وفي رواية عنده فصلى الظهر فقرأ بفاتحة الكتاب وكبر ثنتين وعشرين تكبيرة . وفي رواية عنده أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسوي بين الاربع ركعات في القراءة والقيام ويجعل الركعة الاولى هي أطولهن لكي يثوب الناس ويكبر كلما سجد وكلما ركع ويكبر كلما نهض بين الركعتين إذا كان جالسا . رواها كلها أحمد . وروى الطبراني بعضها في الكبير وفي طرقها كلها شهر بن حوشب وفيه كلام وهو ثقة إن شاء الله . وعن ابن القسم قال جلسنا إلى عبدالرحمن بن أبزي فقال ألا أريكم صلاة رسول الله صلى عليه وسلم قال فقلنا بلى فقام فكبر ثم قرأ ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه حتى أخذ كل عظم مأخذه ثم رفع حتى أخذ كل عظم مأخذه ثم سجد حتى أخذ كل عظم مأخذه ثم رفع حتى أخذ كل عظم مأخذه ثم سجد حتى أخذ كل عظم مأخذه ثم رفع فصنع في الركعة الثانيد كما صنع في الاولى ثم قال هكذا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن عباس قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن شئ من أمر الصلاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خلل أصابع يديك ورجليك يعني إسباغ أو ضوء ، وكان فيما قال له إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن - أو يطمئنا - وإذا سجدت فأمكن جبهتك من الارض
[ 131 ]
حتى تجد حجم الارض - قلت روى الترمذي منه التخليل - رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر كلما خفض ورفع . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود قال أول من نقص التكبير الوليد بن عقبة فقال عبدالله نقصوها نقصهم الله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر كلما ركع وكلما سجد وكلما رفع . رواه البزار وفيه ثوير بن أبي فاختة وهو ضعيف . وعن أبي موسى قال لقد أذكرنا علي بن أبي طالب صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نسيناها أو تركناها قال فكان يكبر إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن إسحق قال حدثني عن افتراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذه اليسرى في وسط الصلاة وفي آخرها وقعوده على وركه اليسرى ونصبه قدمه اليمنى ثم نصبه أصبعه السبابة يوحد بها ربه عزوجل عمران ابن أبي أنيس أخو بني عامر بن لؤي وكان ثقة عن أبي القسم مقسم مولى عبدالله ابن الحارث بن نوفل قال حدثني رجل من أهل المدينة قال صليت في مسجد بني غفار فلما جلست في صلاتي افترشت رجلي اليسرى وجلست ووضعت يدي اليسرى على فخذي اليسرى ونصبت صدر قدمي اليمنى على فخذي اليمنى ونصبت أصبعي السبابة قال فرآني خفاف بن إيماءبن رحضة وكانت له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصنع ذلك فلما انصرفت من صلاتي قال أي بني لم نصبت أصبعك هكذا قال فقلت له رأيت الناس يصنعون ذلك قال فانك أصبت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصنع ذلك وكان المشركون يقولون إنما يصنع محمد بأصبعه يسحر بها وكذبوا إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك يوحد بها ربه عزوجل . رواه أحمد وأبو يعلي بنحوه وسمى المبهم الحارث ولم أجد من ترجمه ولم يسمه أحمد . وعن أبي الزبير قال سألت جابر عن السجود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أن نعتدل في السجود ولا يسجد الرجل وهو باسط ذراعيه . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتدل في السجود
[ 132 ]
وأن لانستوفز . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه سعيد بن بشير وفي الاحتجاج به اختلاف قال أحمد حدثنا عبد الرزاق قال أهل مكة يقولون أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء وأخذها عطاء من ابن الزبير وأخذها ابن الزبير من أبي بكر وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أحسن صلاة من ابن جريج . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عدي بن عميرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يرى بياض إبطيه ثم إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده ثم يسلم عن يساره ويقبل بوجهه حتى يرى بياض خده عن يساره . رواه أحمد والطبراني باختصاره ورجاله ثقات . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بريدة إذا كان حين تفتتح الصلاة فقل سبحانك اللهم وبحمدك لاحول ولاقوة إلا بالله لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتقرأ ما تيسر من القرآن وتركع فتقول سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فإذا رفعت من الركوع فقل سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت من شئ بعد فإذا سجدت فقل سبحان ربي الاعلى ثلاثا سجد وجهي للذي خلقه فشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين فإذا رفعت من السجود فقل رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني إني لما أنزلت الي من خير فقير فإذا جلست في صلاتك فلاتتركن في التشهد لا إله إلا الله واني رسول الله والصلاة علي وعلى جميع أنبياء الله وسلم على عباد الله الصالحين . رواه البزار وفيه عباد بن أحمد العرزمي ضعفه الدار قطني وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن جابر بن عبدالله الانصاري قال كان معاذ يتخلف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا جاء أم قومه وكان رجل من بني سلمة يقال له سليم يصلي مع معاذ فاحتبس معاذ عنهم ليلة فصلى سليم وحده وانصرف فلما جاء معاذ أخبر أن سليما صلى وحده وانصرف فأخبر معاذ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن ذلك فقال إني رجل أعمل نهاري حتى إذا أمسيت أمسيت ناعسا فيأتينا معاذ وقد
[ 133 ]
أبطأ علينا فلما احتبس علي صليت وانقلبت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف صنعت حين صليت قال قرأت بفاتحة الكتاب وسورة ثم قعدت وتشهدت وسألت الجنة وتعوذت من النار وصليت على اللنبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرفت ولست أحسن دندنتك ولادندنة معاذ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هل أدندن أنا ومعاذ إلا لندخل الجنة ونعاذ من النار ثم أرسل إلى معاذ لا تكن فتانا تفتن الناس إرجع إليهم فصل بهم قبل أن يناموا ثم قال سليم ستنظر يا معاذ غدا إذا لقينا العدو كيف تكون أو أكون أنا وأنت قال فمر سليم يوم أحد شاهرا سيفه فقال يا معاذ تقدم فلم يتقدم معاذ وتقدم سليم فقاتل حتى قتل فكان إذا ذكر عند معاذ يقول إن سليما صدق الله وكذب معاذ - قلت لجابر حديث في الصحيح غير هذا - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا معاذ بن عبدالله بن حبيب وهو ثقة لا كلام فيه . وعن عبدالله بن أوفي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الظهر حين تزول الشمس ولو جعلت جنبيه في الرمضاء لانضجته ثم يطيل الركعة الاولى فلا يزال قائما يقرأ ما سمع خفق نعل من القوم ثم يركع ثم يقوم في الثانية فيركع ركعة هي أقصر من الاولى ثم يجعل الركعة الثالثة والرابعة أقصر من الثانية ثم يصلي العصر والشمس بيضاء نقية قدر ما يسير السائر فرسخين أو ثلاثة ويطيل الركعة الاولى من العصر ويجعل الثانية أقصر من الاولى ويصلي المغرب حين يقول القائل غربت الشمس أم لا ويطيل الركعة الاولى من المغرب ويجعل الركعة الثانية أقصر من الاولى ويجعل الركعة الثالثة أقصر من الثانية ويؤخر العشاء الآخرة شيئا . رواه البزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال ولو جعلت حنبا في الرمضاء لانضجته مكان جنبيه . وفيه طرفة الحضرمي قال الازدي لا يصح حديثه وفيه من قيل إنه مجهول . وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد في الحسنات قالوا بلى قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة إن الملائكة تقول
[ 134 ]
اللهم اغفر له اللهم ارحمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقمتم إلى الصلاة فعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الخلل فاني أراكم وراء ظهري فإذا قال الامام الله اكبر فقولوا الله اكبر وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال مقدمها وشرها مؤخرها وخير صفوف النساء مؤخرها وشرها مقدمها - قلت روى ابن ماجه طرفا منه - رواه البزار وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه كلام . ورواه أحمد أيضا بتمامه وأبو يعلي باختصار وقد سبق . وعن وائل بن حجر قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأتى باناء فيه ماء فألقى على يمينه ثلاثا ثم غمس يمينه في الاناء فغسل بها يساره ثلاثا ثم أدخل يمينه في الماء فحفن بها حفنة من الماء فمضمض واستنشق ثلاثا واستنثر ثلاثا ثم أدخل أصبعيه في داخل ومسح ظاهر رقبته وباطن لحيته ثلاثا ثم أدخل يمينه في الاناء فغسل بها ذراعه اليمنى حتى جاوز المرفق ثلاثا ثم غسل يساره بيمينه حتى جاوز المرفق ثم مسح على رأسه ثلاثا وظاهر أذنيه ثلاثا وظاهر رقبته وأظنه قال وظاهر لحيته ثلاثا ثم غسل بيمينه قدمه اليمنى ثلاثا وفصل بين أصابعه ورفع الماء حتى جاوز الكعب ثم رفعه في الساق ثم فعل باليسرى مثل ذلك ثم أخذ حفنة من ماء فملا بها يده ثم وضعها على رأسه حتى تحدر الماء من جوانبه وقال هذا تمام الوضوء ولم أره ينشف بثوب ثم نهض إلى المسجد فدخل في المحراب يعني موضع المحراب فصف الناس خلفه وعن يمينه وعن يساره ثم رفع يديه حتى حاذتا شحمة أذنيه ثم وضع يمينه على يساره وعند صدره ثم افتتح القراءة فجهر بالحمد ثم فرغ من سورة الحمد فقال آمين حتى سمع من خلفه ثم قرأ سورة أخرى ثم رفع يديه بالتكبير حتى حاذتا بشحمة أذنيه ثم ركع فجعل يديه على ركبتيه وفرج بين أصابعه وأمهل في الركوع حتى اعتدل وصار صلبه لو وضع عليه قدح من الماء ما انكفأ ثم رفع رأسه صلى الله عليه وسلم بخشوع وقال سمع الله لمن حمده ثم رفع يديه حتى حاذتا بشحمة أذنيه ثم
[ 135 ]
انحط للسجود بالتكبير فرفع يديه حتى حاذتا بشحمة اذنيه ثم أثبت جبهته في الارض حتى إني أرى أنفه في الرمل وقوس بذراعيه ورأسه وبسط فخذه اليسار ونصب اليمنى حتى أثبت أصابع رجله ولم يمهل بالسجود ورفع رأسه فرفع يديه بالتكبير إلى أن حاذتا بشحمة أذنيه وجلس جلسة خفيفة فوضع كفه اليمين على ركبته وبعض فخذه وحلق بأصبعه ثم انحط ساجدا بمثل ذلك ثم رفع رأسه بالتكبير بيديه إلى أن حاذتا شحمة أذنيه وإلى أن اعتدل في قيامه ورجع كل عظم إلى موضعه ثم صلى أربع ركعات يفعل فيهن ما فعل في هذه ثم جلس جلسة في التشهد مثل ذلك ثم سلم عن يمينه حتى رؤى بياض خده الايسر وسلم عن يساره حتى رأى بياض خده الايمن - قلت في الصحيح وغيره طرف منه - رواه البزار وفيه محمد بن حجر قال البخاري فيه بعض النظر وقال الذهبي له مناكير . وعن معاذ بن جبل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في صلاته رفع يديه قبالة أذنيه فإذا كبر أرسهما ثم سكت وربما رأيته يضع يمينه على يساره فإذا فرغ من فاتحة الكتاب سكت فإذا ختم السورة سكت ثم يرفع يديه قبالة أذنيه ثم يكبر ويركع وكنا لا نركع حتى نراه راكعا ثم يستوي قائما من ركوعه حتى يأخذ كل عضو مكانه ثم يرفع يديه قبالة أذنيه ثم يكبر ويخر ساجدا وكان يمكن جبهته وأنفه من الارض ثم يقوم كأنه السهم لا يعتمد على يديه وكان إذا جلس في آخر صلاته اعتمد على فخذه اليسرى ويده اليمنى على فخذه اليمنى ويشير بأصبعه إذا دعا وكان إذا سلم أسرع القيام . رواه الطبراني في الكبير وفيه الخصيب ابن جحدر وهو كذاب . وعن وائل بن حجر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن ابي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى فرشح أصابعه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن الوليد وهو ضعيف وقد ذكر ابن حبان في الثقات . وعن أبي هريرة قال ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعني أنس بن مالك . رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن . وعن سمرة قال كان رسول الله
[ 136 ]
صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا في الصلاة ورفعنا رؤسنا من السجود أن نطمئن على الارض جلوسا ولانستوفز على أطراف الاقدام . رواه بتمامه هكذا الطبراني في الكبير وإسناده حسن وقد تكلم الازدي وابن حزم في بعض رجاله بما لا يقدح . وعن سمرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاقعاء . رواه الطبراني في الكبير وفيه سلام ابن أبي خيرة وهو متروك . وعن عبدالرحمن بن يزيد قال رمقت عبدالله بن مسعود في الصلاة فرأيته ينهض ولا يجلس قال ينهض على صدور قدميه في الركعة الاولى والثالثة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب الخشوع } عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول شئ يرفع من هذه الامة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا . رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن . وعن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أول ما يرفع من الناس الخشوع . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمران بن داود القطان ضعفه ابن معين والنسائي ووثقه أحمد وابن حبان . وعن أبي عبيدة أن عبدالله كان إذا قام إلى الصلاة خفض فيها صوته ويده وبصره ، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن الاعمش قال كان عبدالله إذا صلى كأنه ثوب ملقى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون والاعمش لم يدرك ابن مسعود . وعن ابن مسعود قال قاروا الصلاة يقول سكنوا اطمئنوا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عطاء قال كان ابن الزبير إذا صلى كأنه كعب . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ، قلت وتأتي علامات قبول الصلاة بعد إن شاء الله . { باب القنوت } عن عبدالله بن مسعود قال ما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ من الصلوات كلهن إلا في الوتر وكان إذا حارب يقنت في الصلوات كلهن يدعو على المشركين ولاقنت أبو بكر ولاعمر ولا عثمان حتى ماتوا ولاقنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يدعو عليه أيضا يدعو كل واحد منهما
[ 137 ]
على الآخر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه شئ مدرك عن غير ابن مسعود وبيقين هو قنوت علي ومعاوية في حال حربهما فان ابن مسعود مات في زمن عثمان ، وفيه محمد بن جابر اليمامي وهو صدوق ولكنه كان أعمى واختلط عليه حديثه وكان يلقن . وعن ابن مسعود قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا يدعو على عصية وذكوان فلما ظهر عليهم ترك القنوت . رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الكبير وفيه ابو حمزة الاعور القصاب وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال أرأيتم قيامكم عند فراغ الامام من السورة هذا القنوت والله إنه لبدعة ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم غير شهر ثم تركه أرأيتم رفعكم أيديكم في الصلاة . والله انه لبدعة ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا قط فرفع يديه حيال منكبيه . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن حرب ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي ووثقه أيوب وابن عدي . وعن أبي مخلد قال صليت خلف ابن عمر فلم يقنت فقلت ما منعك من القنوت قال إني لاأحفظه عن أحد من أصحابي . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود أنه كان لايقنت في صلاة الغداة وإذا قنت في الوتر قنت قبل الركعة ، وفي رواية عنه أيضا قال كان عبدالله لايقنت في شئ من الصلوات إلا في الوتر قبل الركعة . رواهما الطبراني في الكبير اسنادهما حسن . وعن عبدالله أنه كان يكبر حين يفرغ من القراءة ثم إذا فرغ من القنوت كبر وركع . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عباس قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر دعا على قوم ودعا لقوم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . عن عبدالملك بن أبي بكر قال فر عياش بن ابي ربيعة (1) وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد بن المغيرة من المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعياش وسلمة متكفلان مرتدفان على بعير والوليد يسوق بهما فكلت (2) أصبع الوليد : (2) في الاصل " بن ربيعة " والتصحيح من الاصابة . (1) أي جرحت . [ * ]
[ 138 ]
هل أنت إلا أصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بمخرجهم إليه وشأنهم قبل أن نعلم فصلى الصبح فركع أول ركعة منها فلما رفع رأسه دعا لهم فقال اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة ابن هشام اللهم انج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف . رواه الطبراني في الكبير وهو مرسل صحيح رجاله رجال الصحيح . وعن خفاف بن ايماء بن رحضة الغفاري قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الفجر فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة قال اللهم العن لحيانا ورعلا وذكوانا وعصية عصت الله ورسوله أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ثم خر ساجدا فلما قضى الصلاة أقبل على الناس بوجهه فقال يا أيها الناس إني لست قلت هذا ولكن الله عزوجل قاله - قلت هو في الصحيح خلا من قوله فلما قضى الصلاة إلى آخره - رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات . وعن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي صلاة مكتوبة إلا قنت فيها . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أقنت لتدعوا ربكم وتسألوه حوائجكم . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك وانه لايذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت . رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن علقمة الا أبو حفص عمر ، قلت ولم أجد من ترجمه . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القنوت في صلاة العتمة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عنبسة بن عبدالرحمن وهو متروك . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعات ويجعل القنوت قبل الركوع . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سهل بن العباس الترمذي قال الدار قطني ليس بثقة . قلت ويأتي حديث ابن مسعود وفيه القنوت في
[ 139 ]
مناقب خديجة أو علي إن شاء الله ، وحديث أبي هريرة في الادعية في دعاء المرء لاخيه بظهر الغيب إن شاء الله . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة الصبح بعد الركوع قال فسمعته يدعو في قنوته على الكفرة قال وسمعته يقول واجعل قلوبهم كقلوب نساء كوافر . رواه أبو يعلي والبزار وفيه حنظلة بن عبيد الله السدوسي ضعفه أحمد وابن المديني وجماعة ووثقه ابن حبان . وعن أنس بن مالك قال ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا . رواه أحمد والبزار بنحوه ورجاله موثقون . وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت حتى مات وأبو بكر حتى مات وعمر حتى مات . رواه البزار ورجاله موثقون . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لعن المشركين في الصلاة يبدأ بقريش ثم يتبعهم قبائل كثيرة من العرب فقيل له العن كفار قريش فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أن يلقن قبيلة اللهم العن كفار بني فلان . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . { باب التشهد والجلوس والاشارة بالاصبع فيه } عن أبي الزبير عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في كل ركعتين تشهد وتسليم على المرسلين وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين . رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن زيد واختلف في الاحتجاج به وقد وثق . وعن ميمونة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قعد اطمأن على فخذه اليسرى . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن سنان القزاز كذبه أبو داود وغيره ووثقه الدار قطني . وعن عبدالله يعني ابن مسعود أنه قال لان يجلس أحدكم على رضفتين (1) خير له من أن يجلس في الصلاة قال عبد الرزاق يقول إذا كان يصلي قائما فلا يجلس يتشهد متربعا فإذا صلى قاعدا فليتربع . رواه الطبراني في الكبير عن الهيثم بن شهاب وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أسامة بن حارثة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا (1) الرضفة : حجر محمي على النار . [ * ]
[ 140 ]
يده أراه على فخذه يشير بأصبعه . رواه الطبراني في الكبير عن غيلان بن عبدالله عن أبيه عن جده أسامة بن حارثة ولم أجد من ترجمه ولا أباه . وعن خفاف بن ايماء بن رحضة الغفاري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في آخر صلاته يشير بأصبعه السبابة وكان المشركون يقولون يسحر بها وكذبوا ولكنه التوحيد . رواه أحمد مطولا وقد تقدم في صفة الصلاة ، والطبراني في الكبير كما تراه ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن أبي أوفي قال كان المشركون إذا دخلوا مكة قالوا لآلهتهم حييتم وطبتم فأنزل الله على نبيه قل التحيات لله والطيبات لله . رواه الطبراني في الكبير وفيه فائد وهو متروك الحديث . وعن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس التشهد على المنبر كما يعلم المعلم الغلمان . رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبدالرحمن بن اسحق أبو شيبة وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن أبزي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته هكذا وأشار بأصبعه السبابة . رواه الطبراني في الكبير عن أبي سعيد الخزاعي عنه ولم يرو عنه غير منصور بن المعتمر كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه . وعن عبدالرحمن بن أبزي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دعا في الصلاة وضع يده على فخذه ثم قال بأصبعه هكذا خفض أصبعه الخنصر والتي تليها . رواه الطبراني في الكبير من طريق راشد أيضا . وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصلاة لمن لا تشهد له . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحارث وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن ويقول تعلموا فانه لاصلاة إلا بالتشهد - قلت في الصحيح طرف منه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه صغد بن سنان ضعفه ابن معين ، ورواه البزار برجال موثقين وفي بعضهم خلاف لا يضر إن شاء الله . وعن نافع أن ابن عمر كان إذا صلى أشار بأصبعه وأتبعها بصره وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهي أشد على الشيطان من الحديد . رواه البزار وأحمد وفيه كثير بن زيد وثقه ابن حبان وضعفه غيره . وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتشهد في الصلاة قال قلنا تحفظ عن رسول الله
[ 141 ]
صلى الله عليه وسلم كما تحفظ حروف القرآن الواوات والالفات إذا جلس على وركه اليسرى . رواه الطبراني في الكبير هكذا ، وله عند البزار عن الاسود قال كان عبدالله يعلمنا التشهد في الصلاة فيأخذ علينا الالف والواو ، إسناد الطبراني زهير بن مروان الرقاشي ولم أجد من ذكره ، وإسناد البزار رجاله رجال الصحيح . وعن جرير بن عبدالله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن . رواه الطبراني في الاوسط وفي إسناده ضعيف . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم في المسجد فلا يسمع أحدا صوته ويشير بأصبعه إلى ربه تبارك وتعالى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف . وعن خالد الحذاء قال علمت ابن سيرين التشهد حدثته به عن أبي نضرة عن أبي سعيد فأخذ بتشهدي وترك تشهده . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه التحيات الصلوات الطيبات المباركات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رواه الطبراني في الاوسط وفيه حجاج بن رشدين وهو ضعيف . وعن البهزي قال سألت الحسين بن علي رضي الله عنه عن تشهد علي رضي الله عنه قال هو تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت فتشهد عبدالله قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يخفف على أمته قلت كيف تشهد علي بتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التحيات لله والصلوات والطيبات الغاديات الرائحات الزاكيات المباركات الطاهرات لله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وقال فيه والناعمات السابغات ، ورجال الكبير موثقون . وعن أبي الورد أنه سمع عبدالله بن الزبير يقول تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتشهد بسم الله وبالله خير الاسماء التحيات الطيبات الصلوت لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا وان الساعة آتية لاريب فيها السلام عليك أيها النبي الكريم ورحمة الله وبركاته السلام علينا
[ 142 ]
وعلى عباد الله الصالحين اللهم اغفر لي واهدني . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وزاد فيه وحده لا شريك له ، وقال في آخره هذا في الركعتين الاوليين ، ومداره على ابن لهيعة ، وفيه كلام . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد في الركعتين على التشهد . رواه أبو يعلي من رواية أبي الحويرث عن عائشة والظاهر أنه خالد بن الحويرث وهو ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في وسط الصلاة وفي آخرها قال فكان يقول إذا جلس في وسط الصلاة وفي آخرها على وركه اليسرى التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده بما شاء الله أن يدعو ثم يسلم - قلت هو في الصحيح باختصار عن هذا - رواه أحمد ورجاله موثقون . ورواه بسند آخر وقال بعد قوله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فإذا قضيت هذا أو قال فإذا فعلت هذا فقد قضيت صلاتك فان شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد ، ورواه الطبراني في الاوسط وبين أن ذلك من قول ابن مسعود من قوله فإذا فرغت من هذا فقد قضيت صلاتك كذلك لفظه عند الطبراني ، ورجال أحمد موثقون . وعن يحيى بن أبي كثير قال كتب الي أبو عبيدة بن عبدالله أما بعد فاني أخبرك عن هدى ابن مسعود وقوله في الصلاة وفعله وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى جوامع الكلم كان يعلمنا كيف نقول في الصلاة حين نقعد التحيات لله والصلوات والطيبات سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم تسأل ما بدالك بعد ذلك وترغب إليه من رحمته ومغفرته كلمات يسيرة ولا تطيل بها القعود ، وكان يقول أحب أن تكون مسألتكم الله حين يقعد أحدكم
[ 143 ]
في الصلاة ويقضي التحية أن يقول بعد ذلك سبحانك لا إله غيرك إغفر ذنبي واصلح لي عملي إنك تغفر لمن تشاء وأنت الغفور الرحيم يا غفار اغفر لي ياتواب تب علي يا رحمن ارحمني يا عفو اعف عني يا رؤف ارؤف بي يا رب أو أوزعني أن أشكر نعمتك التي أتعمت علي وطوقني حسن عبادتك يا رب أسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله يا رب افتح لي بخير وآتني شوقا إلى لقاءك من غير ضراء مضرة ولافتنة مضلة وقني السيآت ومن تقي السيآت يومئذ فقد رحمته وذلك الفوز العظيم ثم ماكان من دعائكم فليكن في تضرع وإخلاص فانه يحب تضرع عبده إليه - قلت ويأتي بتمامه إن شاء الله في صلاة النافلة - رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن الشعبي قال كان ابن مسعود يقول بعد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا من ربنا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد في الفريضة اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم إنا نسألك ما سألك عبادك الصالحون ونستعيذ بك مما استعاذ منه عبادك الصالحون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ربنا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيآتنا وتوفنا مع الابرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة انك لاتخلف الميعاد ويسلم عن يمينه وشماله . رواه الطبراني في الاوسط هكذا وفي الكبير بنحوه . وعن أبي راشد قال سألت سلمان الفارسي رضي الله عنه عن التشهد فقال أعلمكم كما علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد حرفا حرفا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه بشر بن عبيدالله الدارسي كذبه الازدي وقال ابن عدي منكر الحديث
[ 144 ]
وذكره ابن حنان في الثقات . وعن عبدالله بن بابي قال صليت إلى جنب ابن عمر فلما صلى ضرب بيده على فخذي فقال ألا أعلمك تحية الصلاة كما كان يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا هؤلاء الكلمات التحيات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته - فذكر الحديث ، قلت رواه أبو داود خلا قوله وبركاته . وعن أنس قال أشهد أن الله حق ولقاءه حق وأن الجنة حق وان النار حق اللهم إني أعوذ بك من فتنة الدجال ومن فتنة المحيا والممات ومن عذاب القبر وعذاب جهنم . قال أبو خيثمة فكأنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . { باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم } عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم صل على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد قال ابن طاوس وكان أبي يقول مثل ذلك . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وعن بريدة قال قلنا يارسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد . رواه أحمد وفيه أبو داود الاعمى وهو ضعيف . وعن أبي هريرة أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة علي فانها زكاة لكم . رواه أبو يعلي وفيه ليث ابن أبي سليم وهو ثقة مدلس . وعن ابن مسعود قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وأهل بيته كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد اللهم صل
[ 145 ]
علينا معهم اللهم بارك على محمد وعلى أهل بيته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك علينا معهم صلوات الله وصلوات المؤمنين على محمد النبي الامي السلام عليه ورحمة الله وبركاته - قلت في الصحيح منه التشهد خلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف ، قلت وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تأتي في الادعية إن شاء الله تعالى . { باب الانصراف من الصلاة } عن سهل بن سعد الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في صلاته عن يمينه وعن يساره حتى نرى بياض خديه . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن طلق بن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى نرى بياض خده الايمن وبياض خده الايسر . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن اعرابي عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فسلم تسليمتين عن يمينه وعن شماله . رواه أحمد ، وفيه من لم يسم وعن بسطام عن اعرابي تضيفهم أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فسلم تسليمتين . رواه أحمد وبسطام هذا هو بسطام بن النضر كذا ذكره الاستاذ جمال الدين المزي في ترجمة تلميذه عمرو ابن فروخ وكان الشريف الحسيني رحمه الله ظن أنه بسطام بن مسلم فلم يذكره في زوائد رجال السند والله أعلم ، وبقية رجاله ثقات ، وبسطام بن النضر ذكره ابن حبان في الثقات وذكر روايته عن الاعرابي كما هنا . وعن واسع بن حبان أنه كان قائما يصلي في المسجد وابن عمر مستقبله مسند ظهره إلى قبلة المسجد فلما انصرف واسع انصرف عن يساره إلى ابن عمر فجلس إليه فقال له ابن عمر ما يمنعك أن تنصرف عن يمينك قال لا إلا أني رأيتك فانصرفت اليك فقال ابن عمر إنك قد أحسنت إن ناسا يقولون إذا كنت تصلي فانصرفت فانصرف عن يمينك فان ابن عمر إذا كنت تصلي فانصرفت إن شئت عن يمينك وان شئت عن يسارك . رواه أبو يعلي ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال كان النبي
[ 146 ]
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ويسلمون تسليمة - قلت في الصحيح بعضه - رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط بالتسليمة الواحدة فقط ورجاله رجال الصحيح . وعن عمار بن ياسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أبو بكر بن عباس رواه الكوفيين وهو ضعيف فيما رواه عن غير أهل بلده ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمتين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بقية وهو ثقة مدلس وقد نعنعه . وعن أبي رمثة قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ثم سلم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا وضح خديه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه منهال بن خليفة ضعفه ابن معين والنسائي وابن حبان ووثقه أبو حاتم وقال البخاري صالح فيه نظر . وعن العباس بن سهل بن سعد أنه كان في مجلس فيه أبوه وأبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد وانهم تذاكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا انه سلم عن يمينه وعن شماله - قلت حديث أبي حميد في الصحيح - رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن أوس بن أوس قال أقمنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف شهر فرأيته ينفتل عن يمينه ورأيته ينفتل عن يساره ورأيت نعليه لهما قبالان (1) . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون ومع ذلك في بعضهم خلاف . وعن أسماء بن حارثة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينصرف عن شماله إلى منزله . رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن عدي وهو ضعيف نسب إلى الكذب . وعن زيد بن أرقم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم علينا من الصلاة قلنا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابراهيم بن المختار وثقه أبو داود وأبو حاتم وقال ابن معين ليس بذاك ، وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ساعة يسلم يقوم ثم صليت مع أبي بكر فكان إذا سلم وثب كأنه يقوم عن رضفة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن فروخ قال (1) القبال : زمام النعل وهو السير الذي بين الاصابع . [ * ]
[ 147 ]
ابراهيم الجوزجاني أحاديثه مناكير ، وقال ابن أبي مريم هو أرضى أهل الارض عندي ووثقه ابن حبان وقال ربما خالف ، وبقية رجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال إذا سلم الامام وللرجل حاجة فلا ينتظره إذا سلم أن يستقبله بوجهه وان فصل الصلاة التسليم ، وكان عبدالله إذا سلم لم يلبث أن يقوم أو يتحول من مكانه أو يستقبلهم بوجهه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن غالب بن فرقد أن أنس بن مالك كان يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله - قلت له في الصحيح حديث مرفوع غير هذا - رواه الطبراني في الكبير وغالب لم أجد من ترجمه . { باب علامة قبول الصلاة } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى انما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي وقطع نهاره في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والارملة ورحم المصاب ذلك نوره كنور الشمس أكلاه بعزتي وأستحفظه ملائكتي أجعل له في الظلمة نورا وفي الجهالة حلما ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة . رواه البزار ، وفيه عبدالله بن واقد الحراني ضعفه النسائي والبخاري وابراهيم الجوزجاني وابن معين في رواية ووثقه في رواية ووثقه أحمد وقال كان يتحرى الصدق وأنكر على من تكلم به وأثنى عليه خيرا ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث فمن أداها بحقها قبلت منه وقبل منه سائر عمله ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله . رواه البزار وقال لا نعلمه مرفوعا إلا عن المغيرة بن مسلم ، قلت والمغيرة ثقة وإسناده حسن . قلت وقد تقدمت أحاديث في هذا المعنى فيمن لايتم صلاته ويسئ ركوعها . { باب ما يقول من الذكر والدعاء عقيب الصلاة } عن أبي هريرة قال قلنا لابي سعيد هل حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا كان يقوله بعد ما سلم قال نعم كان يقول سبحان ربك رب العزة عما
[ 148 ]
يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . رواه أبو يعلي ورجاله ثقات . قلت وإنما ذكرت هذا الباب هنا لننبه به على ما يأتي في الاذكار والادعية مما يقال بعد الصلاة وغيرها إن شاء الله . وعن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي في دبر الصلاة المكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الاخرى . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء وإذا انصرف المنصرف من الصلاة ولم يقل اللهم أجرني من النار وأدخلني الجنة وزوجني من الحور العين قالت الملائكة يا ويح هذا أعجز أن يستجير بالله من جهنم وقالت الجنة يا ويح هذا أعجز أن يسأل الله الجنة وقالت الحور العين أعجز أن يسأل الله أن يزوجه من الحور العين . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو متروك . { باب صلاة المريض وصلاة الجالس } عن جابر بن عبدالله قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم مريضا وأنا معه فرآه يصلي ويسجد على وسادة فنهاه وقال ان استطعت أن تسجد على الارض فاسجد وإلا فأومئ إيماء واجعل السجود أخفض من الركوع . رواه البزار وأبو يعلي بنحوه إلا أنه قال ان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضا فرآه يصلي على وسادة فرمى بها فأخذ عودا يصلي عليه فرمى به ، ورجال البزار رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه مريضا وأنا معه فدخل عليه وهو يصلي على عود فوضع جبهته على العود فأومئ إليه فطرح العود وأخذ وسادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعها عنك ان استطعت أن تسجد على الارض وإلا فأوم إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك . رواه الطبراني في الكبير وفيه حفص بن سليمان المنقري وهو متروك واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه والصحيح أنه ضعفه والله أعلم ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات . وعن ابن عمر
[ 149 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن يسجد فليسجد ومن لم يستطع فلا يرفع إلى جبهته شيئا يسجد عليه ولكن ركوعه وسجوده يومي إيماء . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون ليس فيهم كلام يضر والله أعلم . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يصلي المريض قائما فان نالته مشقة صلى جالسا فان نالته مشقة صلى نائما يومئ برأسه فان نالته مشقة سبح . رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن ابن جريج إلا حلس بن محمد الضبعي ، قلت ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على الارض في المكتوبة قاعدا وقعد في التسبيح في الارض فأومى إيماء . رواه أبو يعلي ، وفيه حفص بن عمر قاضي حلب وهو ضعيف . وعن ابن مسعود أنه دخل على أخيه عتبة وهو يصلي على سواك يرفعه إلى وجهه فأخذه فرمى به ثم قال أوم إيماء ولتكن ركعتك أرفع من سجدتك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابراهيم قال دخل علقمة والاسود على عبدالله فقالا ان أم الاسود أقعدت وأنه يركز لها عود المروحة تسجد عليه فما ترى قال إني لارى الشيطان يعرض بالعود لتسجد على الارض إن استطاعت وإلا تومي إيماء . رواه الطبراني في الكبير وابراهيم النخعي لم يدرك ابن مسعود وبقية رجاله ثقات . وعن المختار قال سألت أنسا عن صلاة المريض فقال يركع ويسجد قاعدا في المكتوبة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم . رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عائشة رفعته صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن السائب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجالس على النصف من صلاة القائم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف . وعن المطلب بن أبي وداعة قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي قاعدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة القاعد
[ 150 ]
على النصف من صلاة القائم فتجشم الناس القيام . رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح ابن أبي الاخضر وقد ضعفه الجمهور وقال أحمد يعتبر لحديثه . وعن عبدالله ابن الشخير قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي قاعدا وقائما . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل يقال له سعيد روى عن غيلان بن جرير وروى عنه زيد بن الحباب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . { باب السهو في الصلاة } عن عثمان بن عفان قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني صليت فلم أدر أشفعت أم أوترت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم من صلي منكم فلم يدر أشفع أم أوتر فليسجد سجدتين فانهما إتمام صلاته . رواه أحمد من طريق يزيد بن أبي كبشة عن عثمان ويزيد لم يسمع من عثمان . ورواه ابنه عبدالله عن يزيد بن أبي كبشة عن مروان عن عثمان قال مثله أو نحوه ورجال الطريقين ثقات . وعن عطاء أن ابن الزبير صلى المغرب وسلم في ركعتين ونهض ليستلم الحجر فسبح القوم فقال ما شأنكم وصلي ما بقي وسجد سجدتين فذكر ذلك لابن عباس فقال ما أماط عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن معدي بن سليمان وكان ثقة قال أتيت مطيرا لاسأله عن حديث ذي اليدين فأتيته فسألته فإذا هو شيخ كبير لا ينفذ الحديث من الكبر فقال ابنه شعيب بلا يا أبة حدثتني أنك لقيت ذا اليدين بذي خشب فحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي بهم إحدى صلاتي العشاء وهي العصر ركعتين ثم سلم فخرج سرعان الناس وفي القوم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما فقال ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت قال ما قصرت ولا نسيت ثم أقبل على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال ما يقول ذو اليدين فقالا صدق يارسول الله فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاب الناس فصلي بهم ركعتين ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو . وفي رواية حدثني شعيب بن مطير ومطير حاضر يصدق مقالته قال كيف
[ 151 ]
كنت أخبرتك قال يا أبتاه أخبرتني أنك لقيت ذااليدين بذي خشب - فذكر الحديث بنحوه . رواهما عبدالله بن أحمد مما زاده في المسند وفيه معدي بن سليمان قال أبو حاتم شيخ وضعفه النسائي . وعن قيس بن أبي حازم قال صلي بنا سعد بن أبي وقاص فنهض في الركعتين فسبحنا له فاستتم قائما قال فمضي في قيامه حتى فرغ قال أكنتم ترون أن أجلس إنما صنعت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ، قال أبو عثمان عمرو بن محمد الناقد لم نسمع أحدا يرفع هذا الحديث غير أبي معاوية . رواه أبو يعلي والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن قيس بن أبي حازم قال صلي بنا سعد بن مالك قال فذكر نحوا من حديث أبي معاوية ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أبو يعلي أيضا ورجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدتا السهو تجزيان من كل زيادة ونقص . رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الاوسط وفيه حكيم بن نافع ضعفه أبو زرعة ووثقه ابن معين . وعن أبي المليح بن أسامة عن أبيه أن رجلا أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني أشكو إليك وسوسة أجدها في صدري إني أدخل في صلاتي فما أدري على شفع أنفتل أم على وتر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا وجدت ذلك فارفع أصبعك السبابة اليمني فاطعنه في فخذك اليسرى وقل بسم الله فانها سكين الشيطان . رواه الطبراني في الكبير والبزار لم يحسن سياقة الحديث فلعله من سقم النسخة والله أعلم ، وفيه المهاجر بن المسيب عن أبي المليح وهو مجهول . وعن ميمونة بنت سعد انها قالت يارسول الله أفتنا في رجل سهافي صلاته فلا يدري كم صلي قال لا ينصرف ثم يقوم في صلاته حتى يعلم كم صلي فانما ذلك الوسواس يعرض فيسهيه عن صلاته . رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده مجاهيل . وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلي بهم صلاة العصر أو الظهر فقام في ركعتين فسبحوا له فمضي في صلاته فلما قضى الصلاة سجد سجدتين ثم سلم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم العصر ثلاثا فدخل على بعض نسائه فدخل عليه رجل من أصحابه يسمي
[ 152 ]
ذا الشمالين فقال يارسول الله أنقصت الصلاة قال وماذاك قال صليت ثلاثا فقام فأخذ بيده فخرج إلى القوم الذين كانوا صلوا معه فقال أصدق ذو اليدين قالوا وماذاك يارسول الله قال قال إنه زعم أني صليت ثلاثا قالوا صدق فظننا أنك أمرت في ذلك بأمر فصلي بهم الركعة وسجد سجدتين بعد التشهد . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه اسماعيل بن أبان الغنوي العامري وهو متروك . وعن ابن عباس قال صلي بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ثم سلم فقال له ذو الشمالين أنقصت الصلاة يارسول الله قال كذاك يا ذا اليدين قال نعم فركع ركعة وسجدتين - لعله وسجد سجدتين . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر خمسا فسجد سجدتي الوهم وهو جالس . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة ولكنه اختلط . وعن أبي جلدة قال سألت ابن سيرين فقلت أصلي فلا أدري ركعتين صليت أو أربعا فقال حدثني أبو العريان أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوما ودخل البيت وكان في القوم طويل اليدين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميه ذااليدين فقال ذو اليدين يارسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت فقال لم تقصر ولم أنس قال بل نسيت الصلاة قال فتقدم فصلي بهم ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم كبر ورفع رأسه ولم يحفظ محمد سلم بعد أم لا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله يعني ابن مسعود قال صلي بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل فقال بعض القوم أزيد في الصلاة قال وماذاك قال صليت خمسا فأخذ بيده ثم خرج إلى المسجد فإذا حلقة فيها أبو بكر وعمر فقال أحقا ما يقول ذو اليدين قالوا نعم يارسول الله فاستقبل القبلة ثم سجد سجدتين - قلت في الصحيح بعضه خاليا عن قصة ذي اليدين - رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف . وعن ابن مسعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر فسلم في ركعتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول ذو اليدين قالوا صدق فأتم بهم
[ 153 ]
الركعتين ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس بعد ما سلم . رواه الطبراني في الاوسط وقال ابن مسعدة اسمه عبدالله ، ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني ابراهيم ابن محمد بن برة . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد يوم ذي اليدين . رواه الطبراني في الكبير وفيه العمري وفي الاحتجاج به خلاف . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل سها في صلاته فلم يدركم صلى قال ليعد صلاته وليسجد سجدتين قاعدا . رواه الطبراني في الكبير هكذا واسحق ابن يحيى لم يسمع من عبادة والله أعلم . وعن عائشة قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السهو في الصلاة قال إذا صليت فرأيت أنك قد أتممت صلاتك وأنت في شك فتشهدي وانصرفي . قلت هكذا رواه الطبراني في الاوسط وقال لا يروي عن عائشة إلا بهذا الاسناد فلا أدري أهو هكذا في الاصل أو النسخة سقيمة والله أعلم ، وفيه أبو موسى بن مطير وهو متروك الحديث نسب إلى الوضع . وعن أبي عثمان النهدي قال خرج أبو موسى الاشعري وأصحابه من مكة فصلى بهم المغرب ركعتين ثم سلم ثم قام فقرأ بثلاث آيات من النساء ثم ركع وسجد وسلم يذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عقبة بن عامر أنه قام في صلاته وعليه جلوس فقال الناس سبحان الله سبحان الله فعرف الذي يريدون فلما أتم صلاته يسجد سجدتين وهو جالس ثم قال سمعتكم تقولون سبحان الله لكي أجلس وأن ليس تلك السنة إنما السنة التي صنعت . رواه الطبراني في الكبير من رواية الزهري عن عقبة ولم يسمع منه ، وفيه عبدالله ابن صالح وهو مختلف في الاحتجاج به . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سها قبل التمام فسجد سجدتي السهو قبل أن يسلم وقال من سها قبل التمام سجد سجدتي السهو قبل أن يسلم وإذا سها بعد التمام سجد سجدتي السهو بعد أن يسلم . رواه الطبراني في الاوسط هكذا وفيه عيسى بن ميمون واختلف في
[ 154 ]
الاحتجاج به وضعفه الاكثر . وعن محمد بن صالح بن علي بن عبدالله بن عبدالله بن عباس قال صليت خلف أنس بن مالك صلاة سها فيها فسجد بعد السلام ثم التفت الينا وقال أما إني لم أصنع إلا كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع . رواه الطبراني في الصغير وفيه مجاهيل . { باب فيما لا سجود فيه } عن قتادة أن أنسا جهر في الظهر أو العصر فلم يسجد . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن بشير وهو ثقة ولكنه اختلط ، وبقية رجاله ثقات . { باب فيمن سها في صلاة الخوف } عن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس في صلاة الخوف سهو . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوليد بن الفضل ضعفه ابن حبان والدار قطني . { باب صلاة السفر } عن عائشة قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين إلا المغرب ثلاثا لانها وتر قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر صلى الصلاة الاولى إلا المغرب وإذا أقام زاد مع كل ركعتين ركعتين إلا المغرب لانها وتر والصبح لانها يطول فيها القراءة . وفي رواية عنها قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين بمكة فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة زاد مع كل ركعتين ركعتين فذكر نحوه . رواهما أحمد . وعند أحمد عنها أيضا قالت كان أول ما افترض الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة ركعتين ركعتين إلا المغرب فانها كانت ثلاثا ، وذكر معناه ورجاها كلها ثقات . وعن أبي هريرة أنه قال أيها الناس إن الله عزوجل فرض على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين . رواه أحمد وفيه عبيد الله بن زحر عن أبي هريرة ولم أجد من ترجمه وهكذا ضبطته من المسند بعد المراجعة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبي الكنود قال سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال ركعتان نزلتا من السماء فان شئتم فردوهما . رواه الطبراني في الصغير ورجاله موثقون . وعن مورق قال سألت ابن عمر عن الصلاة في السفر فقال ركعتين ركعتين من خالف السنة كفر . رواه الطبراني في
[ 155 ]
الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن السائب بن يزيد الكندي ابن أخت النمر قال فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ثم زيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابراهيم أن ابن مسعود قال من صلى في السفر أربعا أعاد الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وابراهيم لم يسمع من ابن مسعود ، وعن ابن عباس وابن عمر أنهما قالا سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في السفر ركعتين وفيه جابر الجعفي وثقه شعبة والثوري وضعفه آخرون . وعن علي قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف ركعتين إلا المغرب ثلاثا وصليت معه في السفر ركعتين إلا المغرب ثلاثا . رواه البزار وقال لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد ، قلت وفيه الحرث وهو ضعيف . وعن خلف بن حفص عن أنس انطلق بنا إلى الشام إلى عبدالملك ونحن أربعون رجلا من الانصار ليفرض لنا فلما رجع وكنا بفج الناقة صلى بنا الظهر ركعتين ثم دخل فسطاطه وقام القوم يضيفون إلى ركعتيهم ركعتين أخريين فقال قبح الله الوجوه فوالله ما أصابت السنة ولاقبلت الرخصة فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قوما يتعمقون في الدين يمرقون كما يمرق السهم من الرمية . رواه أحمد ، وخلف بن حفص لم أجد من ترجمه . وعن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سافر ركعتين ركعتين وحين أقام أربعا قال وقال ابن عباس فمن صلى في السفر أربعا كمن صلى في الحضر ركعتين قال وقال ابن عباس لن تقصر الصلاة إلا مرة واحدة حيث صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين وصلى الناس ركعة ركعة - قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد وفيه حميد بن علي العقيلي قال الدار قطني لا يحتج به ، وذكره ابن حبان في الثقات . وعن أبي نضرة أن فتى من أسلم سأل عمران بن حصين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صلى ركعتين إلا المغرب - قلت رواه أبو داود وغيره خلا ذكر المغرب - رواه أحمد . وعن ابن أبي ليلى الكندي قال أقبل سلمان في اثنى عشر راكبا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلما
[ 156 ]
حضرت الصلاة قالوا تقدم يا أبا عبدالله قال إنا لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم إن الله هدانا بكم قال فتقدم رجل من القوم فصلى أربع ركعات فلما سلم سلمان قال مالنا وللمربعة إنما كان يكفينا نصف المربعة ونحن إلى الرخصة أحوج ، قال عبد الرزاق يعني في السفر . رواه الطبراني في الكبير وأبو ليلى الكندي ضعفه ابن معين . وعن سلمان قال فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فصلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حتى قدم المدينة وصلاها بالمدينة ما شاء الله وزيد في صلاة الحضر ركعتين وتركت الصلاة في السفر على حالها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن عبد الغفار وهو متروك . وعن أبي هريرة قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر كلهم صلى من حين يخرج من المدينة إلى أن يرجع إليها ركعتين في المسير والمقام بمكة . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط ورجال أبي يعلي رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر من مكة إلى المدينة لا يخاف إلا الله يصلي ركعتين ركعتين - قلت لابن عباس أحاديث في القصر بغير هذا السياق - رواه الطبراني في الصغير وفيه يعقوب بن عمر وصاحب الهروي ولم أعرفه . { باب فيمن سافر فتأهل في بلد } عن عبدالرحمن بن أبي ذياب أن عثمان بن عفان صلى بمنى أربع ركعات فأنكره الناس عليه فقال يا أيها إني تأهلت بمكة منذ قدمت وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تأهل ببلد فليصل صلاة المقيم . رواه أحمد ، وله عند أبي يعلي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا تأهل المسافر في بلد فهو من أهلها يصلي صلاة المقيم أربعا وإني تأهلت منذ قدمتها فلذلك صليت بكم أربعا ، وفيه عكرمة بن ابراهيم وهو ضعيف . { باب فيمن أتم الصلاة في السفر } عن عباد بن عبدالله بن الزبير قال لما قدم علينا معاوية حاجا قدمنا مكة قال فصلى بنا الظهر ركعتين ثم انصرف إلى دار الندوة قال وكان عثمان حين أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعا فإذا خرج إلى
[ 157 ]
منى وعرفات قصر الصلاة فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى اتم الصلاة حتى يخرج فلما صلى بنا معاوية الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له ما عاب أحد ابن عمك بأقبح ماعبته به فقال لهما ويحكما وهل كان غير ما صنعت قد صليتهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر فقالا فان ابن عمك قد كان أتمها وان خلافك إياه عيب له قال فخرج معاوية إلى العصر فصلاها بنا أربعا . رواه أحمد وروي الطبراني بعضه في الكبير ورجال أحمد موثقون . وعن رجل قال كنا قد حملنا لابي ذر شيئا نريد أن نعطيه إياه فأتيناه الربذة فسألنا عنه فلم نجده قيل استأذن في الحج فأذن له فأتيناه بالبلد وهي منى فبينا نحن عنده إذ قيل له إن عثمان صلى أربعا فاشتد ذلك على أبي ذر وقال قولا شديدا وقال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين وصليت مع أبي بكر وعمر ثم قام أبو ذر فصلى أربعا فقيل له عبت على أمير المؤمنين شيئا ثم تصنعه قال الخلاف أشد - فذكر الحديث ويأتي بتمامه إن شاء الله أما في قتال أهل البغي أو في الخلافة - رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسافر فيتم الصلاة ويقصر . رواه البزار وفيه المغيرة بن زياد واختلف في الاحتجاج به . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب فيمن تقصر فيه الصلاة ومدة القصر } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان . رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن مجاهد عن أبيه وعطاء ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلاة بالعقيق . رواه الطبراني في الصغير وفيه عبدالله بن حمزة الزبيري ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن القسم بن عبدالرحمن أن ابن مسعود قال لا تقصر الصلاة إلا في حج أو جهاد . رواه الطبراني في الكبير ، والقسم لم يسمع
[ 158 ]
عن ابن مسعود . وعن زياد بن أبي مريم عن عبدالله بن مسعود قال لا تنتقص من صلاتكم في مباديكم ولا اجشاركم (1) ولا تسيروا في قرى السواد فتقولوا انا سفر إنما المسافر من الافق إلى الافق . رواه الطبراني في الكبير ، وزياد لم يدرك ابن مسعود ، وفي رواية عنه لا تغيروا تجارتكم فذكر نحوه . وعن ثمامة بن شرحبيل قال خرجت إلى ابن عمر رحمه الله فقلت ما صلاة المسافر قال ركعتين ركعتين إلا صلاة المغرب ثلاثا قلت أرأيت ان كنا بذي المجاز قال وماذو المجاز قلت مكان نجتمع فيه ونبيع فيه ونمكث فيه عشرين ليلة أو خمس عشرة ليلة فقال يا أيها الناس كنت بأذربيجان - لاأدري قال أربعة أشهر أو شهرين - فرأيتهم يصلونها ركعتين ركعتين ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصليها ركعتين بصر عيني ثم نزع بهذه الآية (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) قلت لابن عمر أحاديث في الصحيح وغيره بغير هذا السياق . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن الحسن أنه أقام مع أنس بنيسابور سنتين فكان يصلي ركعتين ركعتين . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . رواه وعن أنس بن مالك قام أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين ليلة يقصر الصلاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن عثمان الكلابي وهو متروك . { باب الجمع بين الصلاتين في السفر } عن عبدالله بن عمرو قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صلاتين يوم غزا بني المصطلق ، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين في السفر . رواهما أحمد وفيهما الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين المغرب والعشاء إذا جد به السير . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الكريم ابن أبي المخارق وهو ضعيف . وعن أبي الزبير قال سألت جابرا رضي الله عنه هل جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء قال نعم عام غزونا بني المصطلق - قلت لجابر حديث في الجمع بسرف رواه أبو داود وغيره - رواه أحمد وفيه ابن (1) في النهاية : الجشر قوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ويبيتون مكانهم . . فنهاهم أن يقصروا لان المقام فيه وان طال فليس بسفر . [ * ]
[ 159 ]
لهيعة وفيه كلام - وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر الظهر ويعجل العصر ويؤخر المغرب ويعجل العشاء في السفر . رواه أحمد وفيه مغيرة بن زياد وثقه ابن معين وابن عدي وأبو زرعة وضعفه البخاري وغيره . وعن ابن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الصلاتين في السفر . رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الكبير ورجال أبي يعلي رجال الصحيح . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجمع بين الصلاتين في السفر . رواه البزار وفيه محمد بن أبان الجعفي وهو ضعيف . وعن عبدالله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين المغرب والعشاء يؤخر هذه في آخر وقتها ويعجل هذه في أول وقتها - قلت حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف . وعن خزيمة بن ثابت قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء ثلاثا واثنتين باقامة واحدة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وقال روى هذا الحديث يحيى بن سعيد الانصاري وشعبة وزهير وغيرهم عن عدي بن ثابت عن عبدالله بن يزيد عن خزيمة عن أبي أيوب وخالفهم غيلان وجابر الجعفي فقالا عن خزيمة بن ثابت والصواب حديث أبي أيوب . رواه الثوري عن جابر عن عدي عن عبدالله بن يزيد عن أبي أيوب . وعن عبدالله ابن يزيد قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم يجمع باقامة واحدة . رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس . وعن أبي سعيد يعني الخدري قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء أخر المغرب وعجل العشاء فصلاهما جمعا . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به محمد بن عبد الوهاب الحارثي . ورواه البزار مختصرا كان يجمع بين الصلاتين في السفر وقال لا نعلمه عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه ومحمد ابن عبد الوهاب ثقة مشهور بالعبادة ، قلت وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر وجد به السير فركب قبل
[ 160 ]
أن يفئ الفئ أخر الظهر حتى يدخل الوقت الاول من صلاة العصر فينزل فيصليهما جميعا ثم يؤخر المغرب حتى يبدو غيوب الشفق ثم ينزل فيصليهما جميعا المغرب والعشاء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو معشر نجيح وفيه كلام كثير وقد وثقه بعضهم . وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في سفر فزاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر جميعا وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس جمع بينهما في أول وقت العصر وكان يفعل ذلك في المغرب والعشاء - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن أنس أنه كان إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخر الظهر إلى آخر وقتها وصلاها وصلى العصر في أول وقتها ويصلي المغرب في آخر وقتها ويصلي العشاء في أول وقتها ويقول هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الصلاتين في السفر . رواه البزار وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن معاذ بن جبل قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فجعل يجمع بين الظهر والعصر يصلي الظهر في آخر وقتها ويصلي العصر في أول وقتها ثم يسير ويصلي المغرب في آخر وقتها ما لم يغب الشفق ويصلي العشاء في أول وقتها حين يغيب الشفق ثم قال حين دنا إنا نازلون غدا إن شاء الله تبوك فلا يسبقنا أحد إلى الماء قال معاذ فكنت أول من سبق إلى الماء فإذا رجلان قد سبقا إلى الماء فاستبقنا في قربتين معهما وكدر الماء وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألم أنهكما أن لا يسبقنا إلى الماء أحد فدعا بالقربتين فصبتا في الماء ودعا الله فغاص الماء فقال كأنك يا معاذ إن طالت بك حياة تر ماههنا قد ملء جنانا - قلت هو في الصحيح وغيره بغير هذا السياق - رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن ابن ثوبان إلا غصن بن إسماعيل تفرد به محمد بن غالب ، قلت ولم أجد من ذكر غصنا هذا . { باب مدة الجمع } عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بخيبر ستة أشهر يصلي الظهر والعصر
[ 161 ]
جمعا والمغرب والعشاء جمعا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حفص بن عمر الجدي قال الذهبي منكر الحديث . { باب الجمع للحاجة } عن عبدالله بن مسعود قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الاولى والعصر وبين المغرب والعشاء فقيل له في ذلك فقال صنعت هذا لكي لاتحرج أمتي . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عبدالله بن عبد القدوس ضعفه ابن معين والنسائي ووثقه ابن حبان وقال البخاري صدوق إلا أنه يروي عن أقوام ضعفاء ، قلت وقد روى هذا عن الاعمش وهو ثقة . وعن أبي هريرة قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين بالمدينة من غير خوف . رواه البزار وفيه عثمان بن خالد الاموي وهو ضعيف . { باب الصلاة على الدابة } عن يعلي بن أمية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأصابتنا السماء فكانت البلة من تحتنا والسماء من فوقنا وكان في مضيق فحضرت الصلاة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن وأقام وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى على راحلته والقوم على رواحلهم يومي إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع - قلت رواه أبو داود من حديث يعلي بن مرة وهو هنا من حديث يعلي بن أمية - رواه الطبراني في الكبير وإسناده إسناد أبي داود ورجاله موثقون إلا أبا داود قال غريب تفرد به عمر بن الرماح . وعن علقمة بن عبدالله المزني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم في القصب أو الثلج أو الرداغ (1) فحضرت الصلاة فأومؤا إيماء . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه محمد بن قضا وهو ضعيف . وعن عمرو ابن يعلي قال حضرت الصلاة صلاة المكتوبة ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركابنا فأمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدمنا ثم أمنا فصلينا على ركابنا . رواه البزار وفيه عبدالاعلى بن عامر وهو ضعيف . وعن أنس بن سيرين قال أقبلنا مع (1) الردغة بسكون الدال وفتحها : طين ووحل كثير ، وفي النسخ " الرداع " بالمهملة وفي النهاية " الرداغ " وفي القاموس " الرداع بالمهملة : الطين والماء " . [ * ]
[ 162 ]
أنس بن مالك من الكوفة حتى إذا كنا بأطيط (1) أصبحنا والارض طين وماء فصلي المكتوبة على دابة ثم قال ما صليت المكتوبة قط على دابتي قبل اليوم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عزة وكانت من النساء الاول قالت خطبنا أبو بكر فقال لا تصلوا على البرادع . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إن كانت عزة صحابية وهو الظاهر من قول أبي حازم . وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على ظهر الدابة في السفر هكذا وهكذا وهكذا وهكذا . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه يونس بن الحارث ضعفه أحمد وغيره ووثقه ابن حبان وأبو أحمد بن عدي وابن معين في رواية . وعن الهرماس بن زياد قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على بعير نحو الشام . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن واقد الحراني وثقه أحمد وابن معين في رواية وقال البخاري تركوه وضعفه جماعة . وعن أبي سعيد وابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على راحلته في التطوع حيثما توجهت به يومي إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع ، قلت حديث ابن عمر في الصحيح باختصار ، وحديث أبي سعيد رواه أحمد والبزار وفى إسنادهما محمد بن أبي ليلى وفيه كلام . وعن سعيد بن جبير أن ابن عمر كان يصلي على راحلته تطوعا فإذا أراد أن يوتر نزل فأوتر على الارض . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت بعيني النبي صلى الله عليه وسلم متوجها إلى خيبر على حمار يصلي عليه . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط وفيه مسلم بن خالد الزنجي ضعفه أحمد وغيره ووثقه الشافعي وابن حبان وأبو أحمد بن عدي . وعن سعد بن أبي وقاص قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي السبحة على راحلته حيث ما توجهت به ولا يفعل ذلك في المكتوبة . رواه البزار وفيه ضرار بن صرد وهو ضعيف . وعن أبي أمامة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر على بعيره . رواه الطبراني في الكبير وفيه العلاء بن كثير الليثي وهو ضعيف جدا . (1) موضع بين البصرة والكوفة . [ * ]
[ 163 ]
{ باب الصلاة في السفينة } عن جعفر بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يصلي في السفينة قائما إلا أن يخشي الغرق . رواه البزار وفيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات وإسناده متصل . وعن أنس بن سيرين قال خرجت مع أنس بن مالك إلى أرض بلبق سرين حتى إذا كنا بدجلة حضرت الظهر فأمنا قاعدا على بساط في السفينة وان السفينة لتجربنا جرا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب التطوع في السفر } عن قتادة أن ابن مسعود وعائشة كانا يتطوعان في السفر قبل الصلاة وبعدها . رواه الطبراني في الكبير وقتادة لم يسمع من ابن مسعود ولا عائشة ، وبقية رجاله ثقات . وعن ثوبان قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال ان هذه السفرة جهد وتفل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فان استيقظ وإلا كانتا له . رواه البزار وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث واختلف في الاحتجاج به . { باب في الجمعة وفضلها } عن سعد بن عبادة أن رجلا من الانصار أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير قال فيه خمس خلال فيه خلق آدم وفيه أهبط آدم وفيه توفي الله آدم وفيه ساعة لا يسأل عبد فيها الله شيئا إلا آتاه إياه ما لم يسأل مأثما أو قطيعة رحم وفيه تقوم الساعة مامن ملك مقرب ولاسماء ولا أرض ولاجبال ولاحجر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال فيه سيد الايام يوم الجمعة ، والطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات - قلت وقد تقدم حديث عائشة ومعاذ بن جبل في أن اليهود حسدونا على الجمعة في باب القبلة والتأمين . وعن أنس بن مالك قال عرضت الجمعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جبريل في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء فقال ماهذا يا جبريل قال هذه
[ 164 ]
الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ولكم فيها خير تكون أنت الاول ويكون اليهود والنصارى من بعدك وفيها ساعة لا يدعو أحد ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد فذكر الحديث - قلت ويأتي بتمامه إن شاء الله في صفة الجنة - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات ، وروى أبو يعلي طرفا منه . ولانس في رواية عنده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي الايام فعرض علي فيها يوم الجمعة فإذا هي كمرآة بيضاء فإذا في وسطها نكتا سوداء فقلت ما هذه قيل الساعة ، ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو ثقة . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني . وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تضاعف الحسنات يوم الجمعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه خالد بن آدم وهو كذاب . وعن أبي هريرة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أي شئ يوم الجمعة قال لان فيها طبعت طينة أبيك آدم وفيها الصعقة والبعثة وفيها البطشة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له . رواه أحمد ، ولابي هريرة عنده في رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تطلع الشمس ولا تغرب بأفضل أو بأعظم من يوم الجمعة - فذكر نحوه ورجالهما رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الايام عند الله يوم الجمعة فيه خلق آدم أبوكم وفيه دخل الجنة وفيه خرج وفيه تقوم الساعة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابرهيم بن يزيد الجوزي وهو ضعيف ، وروى عن عبدالله بن سلام نحوه في حديث طويل . وعن أبي موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحشر الايام على هيئتها وتحشر الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون بها كالعروس تهدي إلى خدرها تضئ لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضا وريحهم كالمسك يخوضون في جبال الكافور ينظر إليهم الثقلان لا يطرقون تعجبا حتى يدخلون
[ 165 ]
الجنة ولا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون . رواه الطبراني في الكبير عن الهيثم بن حميد عن حفص بن غيلان وقد وثقهما قوم وضعفهما آخرون وهما محتج بهما . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل عليه السلام وأفضل النبيين آدم وأفضل الايام يوم الجمعة وأفضل الشهور شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل النساء مريم بنت عمران . رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وكان إذا كان ليلة الجمعة قال هذه ليلة غراء ويوم أزهر . رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة . وعن أبي هريرة وحذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أضل الله تبارك وتعالى عن الجمعة من كان قبلنا لليهود السبت وللنصارى الاحد نحن الآخرون في الدنيا الاولون يوم القيامة المغفور لهم قبل الخلائق - قلت هو في الصحيح خلا قوله المغفور لهم قبل الخلائق - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربع وعشرون ساعة ليس فيها ساعة إلا ولله فيها ستمائة عتيق من النار قال فخرجنا من عنده فدخلنا على الحسن فذكرنا له حديث ثابت فقال سمعته وزاد فيه كلهم قد استوجب النار . رواه أبو يعلي من رواية عبد الصمد بن أبي خداش عن أم عوام البصري ولم أجد من ترجمهما . { باب في الساعة التي في يوم الجمعة } عن أبي سعيد وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عزوجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر . رواه أحمد وفيه محمد بن أبي سلمة الانصاري قال الذهبي روى عنه عباس ولا يعرفان ، قلت أما عباس فهو عباس بن عبدالرحمن بن ميناء روى عنه ابن جريج كما روى عنه في المسند وجماعة وروى له ابن ماجة وأبو داود في المراسيل
[ 166 ]
ووثقه ابن حبان ولم يضعفه أحد والله أعلم . وعن أبي سلمة قال سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يذكران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد وهو يصلي يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه قال وعبد الله بن سلام يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم هي آخر ساعة قلت انما قال وهو يصلي وليست تلك ساعة صلاة قال أما سمعت أو أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انتظر الصلاة فهو في صلاة - قلت حديث أبي هريرة في الصحيح وحديث ابن سلام في الصحيح ولكنه موقوف - رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه . رواه البزار ورجاله ثقات كلهم . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابتغوا الساعة التي ترجي في الجمعة مابين العصر إلى غيبوبة الشمس وهي قدر هذا يعني قبضة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة واختلف في الاحتجاج به وبقية رجاله ثقات ، وهو عند الترمذي دون قوله وهي قدر هذا . وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه . رواه الطبراني في الاوسط ومرجانة لن تدرك فاطمة وهي مجهولة وفيه مجاهيل وغيرها . وعن أبي سلمة قال كان أبو هريرة يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم وهو يصلي يسأل الله خيرا إلا إياه قال وقللها أبو هريرة بيده قال فلما توفي أبو هريرة قلت والله لقد جئت أبا سعيد فسألت عن هذه الساعة ان يكن عنده منها علم فأتيته فوجدته يقوم عراجين (1) فقلت يا أبا سعيد ما هذه العراجين التي أراك تقوم قال هذه عراجين جعل الله لنا فيها بركة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها ويتخصر بها فكنا نقومها ونأتيه بها فرأى بصاقا في قبلة المسجد وفي يده عرجون من تلك العراجين فحكه وقال إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصقن أمامه فان ربه أمامه وليبصق عن يساره أو تحت قدمه قال ثم قال سريح (1) العرجون : العود الاصفر الذي فيه شماريخ العذق . [ * ]
[ 167 ]
فان لم يجد مبصقا ففي ثوبه أو نعله قال ثم هاجت السماء من تلك الليلة فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة برقت برقة فرأى قتادة بن النعمان فقال ما السير أبا قتادة قال علمت يارسول الله أن شاهد الصلاة قليل فأحببت أن أشهدها قال فإذا صليت فاثبت حتى أمر بك فلما انصرف أعطاه العرجون قال خذ هذا فسيضئ لك أمامك عشرا وخلفك عشرا فإذا دخلت البيت ورأيت سوادا في زواية البيت فاضربه قبل أن تتكلم فانه الشيطان قال ففعل فنحن نحب هذه العراجين لذلك قال قلت يا أبا سعيد أن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فهل عندك علم فيها فقال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال إني كنت أعلمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر - قلت حديث أبي هريرة في الصحيح وحديث أبي سعيد في حك البصاق أيضا . رواه أحمد والبزار بنحوه وزاد ثم خرجت من عنده يعني من عند أبي سعيد حتى أتيت دار رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت هذا رجل قد قرأ التوراة وصحب النبي صلى الله عليه وسلم قال فدخلت عليه فقلت أخبرني عن هذه الساعة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيها ما يقول في يوم الجمعة قال نعم خلق الله آدم يوم الجمعة وأسكنه الجنة يوم الجمعة وأهبطه إلى الارض يوم الجمعة وتوفاه يوم الجمعة وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة وهي آخر ساعة من يوم الجمعة قال قلت ألست تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة قال أو لست تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من انتظر صلاة فهو في صلاة . ورجالهما رجال الصحيح . وعن ميمونة بنت سعد أنها قالت أفتنا يارسول الله عن صلاة الجمعة قال فيها ساعة لا يدعو العبد فيها ربه إلا استجاب له قلت أي ساعة هي يارسول الله قال ذلك حين يقوم الامام . رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده مجاهيل . وعن عوف بن مالك قال إني لارجو أن تكون ساعة الجمعة في إحدى الساعات الثلاث إذا أذن المؤذن وما دام الامام على المنبر وعند الاقامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن صالح وقد اختلف في الاحتجاج به .
[ 168 ]
{ باب ما يقرأ ليلة الجمعة ويوم الجمعة } عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه فضال ابن جبير وهو ضعيف جدا . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وسلم وملائكته حتى تغيب الشمس . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف . { باب ما يقول قبل صلاة الصبح يوم الجمعة } عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال قبل صلاة الغد يوم الجمعة ثلاث مرات أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد العزيز بن عبدالرحمن الباسلي وهو ضعيف جدا . { باب في صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة } عن أبي عبيدة بن الجراح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفورا له . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط كلهم من رواية عبيدالله ابن زحر عن علي بن يزيد وهما ضعيفان . { باب ما يقرأ فيهما } عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في كل جمعة في صلاة الغداة الم تنزيل الكتاب وهل أتى على الانسان - قلت هو في الصحيح خلا قوله في كل جمعة - رواه الطبراني في الكبير وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف جدا . وعن عبدالله ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ألم تنزيل السجدة وهل أتى على الانسان يديم ذلك - قلت هو عند ابن ماجه خلا قوله يديم ذلك - رواه الطبراني في الصغير ورجاله موثقون . وعن علي بن بن أبي طالب أن رسول الله
[ 169 ]
صلى الله عليه وسلم قال كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الاولى بألم تنزيل السجدة وفي الركعة الثانية هل أتى على الانسان . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه حفص بن سليمان الغاضري وهو متروك لم يوثقه غير أحمد ابن حنبل في رواية وضعفه في روايتين وضعفه خلق . وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الصبح في تنزيل السجدة . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه الحارث وهو الحارث وهو ضعيف . { باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الازهر فان صلاتكم تعرض علي . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد المنعم بن بشير الانصاري وهو ضعيف . { باب ما يفعل من الخير يوم الجمعة } عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من وافق صيامه يوم الجمعة وعاد مريضا وشهد جنازة وتصدق وأعتق وجبت له الجنة . رواه أبو يعلي وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من صام يوم الجمعة وراح إلى الجمعة وشهد جنازة وأعتق رقبة ، قلت وسقط وعاد مريضا فيما أحسب . رواه أبو يعلي ورجاله ثقات . وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى الجمعة وصام يومه وعاد مريضا وشهد جنازة وشهد نكاحا وجبت له الجنة . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله فيهم محمد بن حفص الاوصابي وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب . { باب فرض الجمعة ومن لا تجب عليه } عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال إن الله كتب عليكم الجمعة في مقامي هذا في ساعتي هذه في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة من تركها من غير عذر مع إمام عادل أو إمام جائر فلا جمع الله له شملا ولا
[ 170 ]
بورك له في أمره ألا ولا صلاة له ألا ولا حج له ألا ولابرله ألا ولا صدقة له . رواه الطبراني في الاوسط ، وفيه موسى بن عطية الباهلي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا عبد أو أو صبي ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد . رواه الطبراني في الاوسط من رواية عبد العظيم بن رعيان عن أبي معشر وأبو معشر أقرب إلى الضعف و عبد العظيم لم أجد من ترجمه (1) . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة واجبة إلا على ما ملكت أيمانكم أو ذي علة . رواه الطبراني في الكبير وأبو البلاد قال أبو حاتم لا يحتج به . وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الجمعة واجبة إلا على امرأة أو صبي أو مريض أو عبد أو مسافر . رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار روى عن التابعين وأظنه ابن عمرو الملطي وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة لاجمعة عليهم المرأة والمسافر والصبي وأهل البادية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إبراهيم بن حماد ضعفه الدار قطني . وعن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على النساء غزو ولا جمعة ولا تشييع جنازة . رواه الطبراني في الصغير ورواته كلهم من ذرية أبي قتادة وفيهم مجاهيل . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نشهد الجمعة ولا نغيب عنها وقال أحدكم أحق بمجلسه إذا رجع إليه . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . قلت وتأتي أحاديث بعد تارك الجمعة إن شاء الله . { باب الاخذ من الشعر والظفر يوم الجمعة } عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلاة . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن (1) وفي الميزان : عبد العظيم بن حبيب روى عن الزبيدي ، قال الدار قطني ليس بثقة ، قلت ومن بلاياه ما رواه أبو سلمة عبدالرحمن بن محمد الالهاني ثنا عبد العظيم بن حبيب بن رعيان ثنا أبو حنيفة . . [ * ]
[ 171 ]
قدامة قال البزار ليس بحجة إذا تفرد بحديث وقد تفرد بهذا ، قلت ذكره ابن حبان في الثقات . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قلم أظفاره يوم الجمعة وقي من السوء إلى مثلها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن ثابت ويلقب فرجونه (1) وهو ضعيف . { باب حقوق الجمعة من الغسل والطيب ونحو ذلك } عن أبي أيوب الانصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع إن بدا له ولم يؤذ أحدا ثم أنصت حتى يصلي كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الاخرى ، وفي رواية ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد . رواه كله أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة ثم لبس من أحسن ثيابه ومس طيبا إن كان عنده ثم مشى إلا الجمعة وعليه السكينة ولم يتخط أحدا ولم يؤذه وركع ما قضى له ثم انتظر حتى ينصرف الامام غفر له مابين الجمعتين . رواه أحمد والطبراني في الكبير عن حرب بن قيس عن أبي الدرداء ، وحرب لم يسمع من أبي الدرداء . وعن عطاء الخراساني قال كان نبيشة الهذلي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل إلى المسجد لا يوذي أحدا فان لم يجد الامام خرج صلى مابدا له وإن وجد الامام قد خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الامام جمعته وكلامه إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن يكون كفارة للجمعة التي تليها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ أحمد وهو ثقة . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غسل واغتسل ودنا وابتكر فاقترب واستمع كان له بكل خطوة يخطوها قيام سنة وصيامها - قلت له عند أبي داود حديثان غير هذا - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تطهر الرجل فأحسن الطهور ثم أتى الجمعة ولم يلغ ولم يجهل حتى ينصرف الامام كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة وفي الجمعة (1) كذا في نزهة الالباب لابن حجر ، وفي نسخة " فرجويه " وفي أخرى " فرخويه " . [ * ]
[ 172 ]
ساعد لا يوافقها رجل مؤمن يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه والمكتوبات كفارات لما بينهن - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط إلا أنه زاد وركع شيئا ان بدا له كفر عنه مابين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ، وفيه عطية وفيه كلام كثير . وعن ابن عباس وسأله رجل عن الغسل يوم الجمعة أواجب هو قال لا وسأحدثكم عن بدء الغسل كان الناس محتاجين وكانوا يلبسون الصوف وكانوا يسقون النخل على ظهورهم وكان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ضيقا متقارب السقف فراح الناس في الصفوف فعرقوا وكان منبر النبي صلى الله عليه وسلم قصيرا انما هو ثلاث درجات فعرق الناس في الصفوف فثارت أرواحهم أرواح الصوف فتأذى بعضهم ببعض حتى بلغت أرواحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال يا أيها الناس إذا جئتم الجمعة فاغتسلوا وليمس أحدكم من أطيب طيب إن كان عنده - قلت في الصحيح بعضه - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن رجل من الانصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حق على كل مسلم يغتسل يوم الجمعة ويتسوك ويمس من طيب إن كان لاهله . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل واغتسل يوم الجمعة ثم دنا حيث يستمع خطبة الامام فإذا خرج استمع وأنصت حتى يصليها معه كتبت له بكل خطوة يخطوها عبادة سنة قيامها وصيامها . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه عطاء بن عجلان وهو كذاب . وعن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق على كل مسلم السواك وغسل يوم الجمعة وأن يمس من طيب أهله ان كان . رواه البزار وفيه يزيد بن ربيعة ضعفه البخاري والنسائي وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به . وعن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاء منكم يوم الجمعة فليغتسل وان وجد طيبا فلا عليه أن يمس منه وعليكم بالسواك . رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وفيه كلام كثير . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع معاشر المسلمين ان هذا يوم جعله الله
[ 173 ]
لكم عيدا فاغتسلوا وعليكم بالسواك . رواه الطبراني في الاوسط والصغير ورجاله ثقات . وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى الجمعة فليغتسل . رواه البزار وله عند الطبراني في الاوسط أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغتسل في كل أسبوع مرة ما يعني الجمعة . وفي إسنادهما زكريا بن يحيى قال القيلي لا يتابع على حديثه قال الذهبي وروى له حديثا جيدا وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتى الجمعة فليغتسل . رواه البزار وفيه عبد الواحد بن ميمون أبو حمزة ضعفه البخاري والدارقطني . وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف جدا . وعن عبدالله ابن مسعود قال من السنة الغسل يوم الجمعة . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال غسل يوم الجمعة سنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بحر البكراوي قال أحمد طرح الناس حديثه وقال بعضهم يكتب حديثه وضعفه ابن معين وغيره . وعن عبدالله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى الجمعة فليغتسل . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابراهيم بن يزيد وأظنه الجوزي فانه في طبقته روى عن التابعين وهو متروك . وعن سهل بن حنيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حق الجمعة السواك والغسل ومن وجد طيبا فليمس منه . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن عياض وهو كذاب . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسلوا يوم الجمعة فانه من اغتسل يوم الجمعة فله كفارة مابين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما ووثقه دحيم وغيره . وعن أبي مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك بأن الله عزوجل قال (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد
[ 174 ]
ابن اسماعيل بن عياش عن أبيه ، قال أبو حاتم لم يسمع من أبيه شيئا . وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان هل تدري مايوم الجمعة قلت هو الذي جمع الله فيه أبوك أو ابويك قال لا ولكن أحدثك عن يوم الجمعة مامن مسلم يتطهر ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب من طيب أهله ان كان لهم طيب وإلا فالماء ثم يأتي المسجد فينصت حتى يخرج الامام ثم يصلي إلا كانت كفارة له بينه وبين الجمعة الاخرى ما اجتنبت المقتلة وذلك الدهر كله - قلت روى النسائي بعضه - رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان مايوم الجمعة قلت الله ورسوله أعلم ثلاثا قال سلمان يوم الجمعة فيه أبوك أو أبويك - فذكر نحوه ورجاله ثقات . وعن عتيق أبي بكر الصديق وعن عمران بن حصين قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه فإذا أخذ في المشي كتب له بكل خطوة عشرون حسنة فإذا انصرف من الصلاة أجيز بعمل مائتي سنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه الضحاك بن حمزة ضعفه ابن معين والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات . وعن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم الجمعة غفرت له ذنوبه وخطاياه وإذا أخذ في المشي إلى الجمعة كان له بكل خطوة عمل عشرين سنة فإذا فرغ من صلاة الجمعة أجيز بعمل مائتي سنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عباد بن عبد الصمد أبو معمر ضعفه البخاري وابن حبان . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن قتادة قال دخل علي أبي وأنا أغتسل يوم الجمعة فقال غسلك هذا جنابة أو للجمعة قلت من جنابة قال أعد غسلا آخر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى يوم الجمعة الاخرى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه هرون بن مسلم قال أبو حاتم فيه لين ووثقه الحاكم وابن حبان وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة ثم مس من
[ 175 ]
أطيب طيبه ولبس من أحسن ثيابه ثم راح ولم يفرق بين أثنين حتى يقوم من مقامه ثم أنصت حتى يفرغ الامام من خطبته غفر له مابين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عبدالرحمن بن رواد وهو ضعيف . وعن أوس ابن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصبح يوم الجمعة فغسل واغتسل وبكر ومشى ولم يركب ودنا ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل من أعمال البر والصوم والصلاة - قلت له حديث نحو هذا في السنن غير هذا - وفيه صالح العداني ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات . { باب فيمن اقتصر على الوضوء } عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل . رواه البزار وفيه يزيد الرقاشي وفيه كلام . وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل . رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه جماعة . وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل . رواه البزار وفيه أسيد بن زيد وهو كذاب . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما اغتسل يوم الجمعة وربما تركه أحيانا . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وهو ضعيف ولكنه أثنى عليه احمد وقال عمرو بن علي ضعيف ولكنه صدوق . وعن عبدالرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو حرة الرقاشي وثقه أبو داود وضعفه ابن معين . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة فدخل رجل يتخطى رقاب الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبطئ أحدكم ثم يتخطى رقاب الناس ويؤذيهم فقال ما زدت على أن سمعت النداء فتوضأت فقال أو يوم وضوء هو . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن الوليد السهمي (1) قال النسائي ليس بالقوي وذكره ابن حبان في الثقات وبقية رجاله ثقات . وعن علي قال يستحب الغسل يوم الجمعة وليس (1) في نسخة " البستي " وفي أخرى " الشني " ولعل صوابه " السهمي " على ما في تهذيب التهذيب . [ * ]
[ 176 ]
بحتم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . قلت وقد تقدم في الباب الذي قبل هذا ما يدل على أن غسل الجمعة سنة والله أعلم . { باب اللباس للجمعة } عن عائشة قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان يلبسهما في جمعته فإذا انصرف طويناهما إلى مثله . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وسقط من الاصل بعض رجاله ويدل على ذلك كلام الطبراني فممن سقط الواقدي وفيه كلام كثير . وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن مدرك قال ابن معين إنه كذاب قلت وقد تقدم في باب قبل هذا بيان اللباس للجمعة من أحسن الثياب { باب في أول من صلى الجمعة بالمدينة } عن أبي مسعود الانصاري قال أول من قدم من المهاجرين إلى المدينة مصعب ابن عمير وهو أول من جمع بها يوم الجمعة جمعهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه صالح بن أبي الاخضر وفيه كلام . { باب عدة من يحضر الجمعة } عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة على الخمسين رجلا وليس على ما دون الخمسين جمعة . رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن الزبير صاحب القسم وهو ضعيف جدا . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا راح منا سبعون رجلا إلى الجمعة كانوا كسبعين موسى الذين وفدوا إلى ربهم أو أفضل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أحمد بن بكر البالسي قال الازدي كان يضع الحديث . { باب التبكير إلى الجمعة } عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد معهم الصحف يكتبون الناس فإذا خرج الامام طويت الصحف ، قلت يا أبا أمامة ليس لمن جاء بعد خروج الامام جمعة قال بلى ولكن ليس ممن يكتب
[ 177 ]
في الصحف . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه مبارك بن فضالة وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون . وعن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقعد الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون الاول والثاني والثالث حتى إذا خرج الامام رفعت الصحف . رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه ورجال أحمد ثقات . وعن علي بن أبي طالب قال إذا كان يوم الجمعة خرج الشياطين يوثبون الناس إلى أسواقهم وتقعد الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم السابق والمصلي والذي يليه حتى يخرج الامام فمن دنا من الامام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الاجر ومن نأى فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الاجر ومن دنا من الامام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر ومن قال صه فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له ، ثم قال هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم - قلت روى أبو داود طرفا منه يسيرا - رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المساجد فيكتبون من جاء من الناس على منازلهم فرجل قدم جزورا ورجل قدم بقرة ورجل قدم شاة ورجل قدم دجاجة ورجل قدم بيضة قال فإذا أذن المؤذن وجلس الامام على المنبر طويت الصحف ودخلوا المسجد يستمعون الذكر . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احضروا الجمعة وادنوا من الامام فان الرجل ليكون من أهل الجنة فيتأخر عن الجمعة فيؤخر عن الجنة وانه لمن أهلها . رواه الطبراني في الصغير وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل يوم الجمعة واغتسل وغدا وابتكر فدنا واستمع وأنصت كان له كفلان من الاجر . رواه الطبراني في الكبير وفيه عفير بن معدان وقد أجمعوا على ضعفه . وبسنده عن أبي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المتعجل في الجمعة كالمهدي بدنة والذي يليه كالمهدي الثور والذي يليه كالمهدي شاة والذي يليه كالمهدي دجاجة . وعن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 178 ]
إن الله تبارك وتعالى يبعث الملائكة يوم الجمعة على أبواب المساجد يكتبون القوم الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس فإذا بلغوا السابعة كانوا بمنزلة من قرب العصافير . رواه الطبراني في الكبير من رواية بشير بن القرشي قال ابن حبان روى نحو مائة حديث كلها موضوعة . وعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غسل واغتسل يوم الجمعة وابتكر ثم جلس قريبا من الامام فاستمع وأنصت كان له بكل خطوة خطاها عمل سنة صيامها وقيامها . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك . وعن أبي طلحة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا من الامام وأنصت ولم يلغ في يوم الجمعة كتب الله له بكل خطوة خطاها إلى المسجد صيام سنة وقيامها . رواه الطبراني في الكبير وفيه إبراهيم بن محمد بن جناح ولم أجد من ذكره وبقية رجاله ثقات . وعن أبي عبيدة قال قال عبدالله سارعوا إلى الجمع فان الله عزوجل يبرز إلى أهل الجنة في كل جمعة في كثيب كافور فيكونوا منه في القرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة فيحدث الله عزوجل لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك ثم يرجعون إلى أهليهم فيحدثونهم بما أحدث الله لهم قال ثم دخل عبدالله المسجد فإذا هو برجلين يوم الجمعة قد سبقاه فقال عبدالله رجلان وأنا الثالث إن شاء الله أن يبارك في الثالث - قلت له حديث عند ابن ماجه مرفوع باختصار عن هذا - رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . { باب التحلق يوم الجمعة } عن واثلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتحلق يوم الجمعة قبل خروج الامام وليقبلوا على القبلة ولا يوم العيد بعد الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن عون روى أحاديث موضوعة بهذا الاسناد . { باب فيمن يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة } عن الارقم بن أبي الارقم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين اثنين بعد
[ 179 ]
خروج الامام كالجار قصبة (1) في النار . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه هشام ابن زياد وقد أجمعوا على ضعفه . وعن أنس بن مالك قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ جاءه رجل يتخطى رقاب الناس حتى جلس قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال ما منعك يا فلان أن تجمع معنا قال يارسول الله قد حرصت أن أضع نفسي بالمكان الذي ترى قال قد رأيتك تخطى رقاب الناس تؤذيهم من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عزوجل . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه القاسم بن مطيب قال ابن حبان كان يخطئ كثيرا فاستحق الترك . وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأكل متكئا ولا تخط رقاب الناس يوم الجمعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن زريق قال الازدي لا يصح حديثه . { باب منه فيمن يتخطى رقاب الناس } عن عمار بن سعد قال دخل علينا عثمان بن الازرق المسجد يوم الجمعة والامام يخطب ففض وقعد في المسجد فقلنا رحمك الله لو كنت وصلت إلينا كان أرفق بك قال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تخطى رقاب الناس بعد خروج الامام أو فرق بين اثنين كالجار قصبة (1) في النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن زيد وقد أجمعوا على ضعفه . وعن عبدالرحمن بن عوف قال افتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه فقال أين كنت فاني لم أرك ألم تشهد الصلاة قال بلى ولكني جئت وقد ثبت الناس فكرهت أن أتخطى رقاب الناس قال بلى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب فيمن قام من مجلسه يوم الجمعة ثم رجع إليه } عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نشهد الجمعة ولانتغيب عنها وإذا انتدب المؤمنون بندبة يوم الجمعة وقاموا فان أحدهم هو أحق بمقعده إذا رجع إليه . رواه الطبراني في الكبير وفي اسناده ضعف . (1) القصب بالضم : الامعاء . [ * ]
[ 180 ]
{ باب فيمن نعس يوم الجمعة } عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول إلى مكان صاحبه ويتحول صاحبه إلى مكانه ، قيل لاسمعيل والامام يخطب قال نعم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه إسمعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف . { باب في المنبر } عن ابن عمر رحمه الله قال كان جذع نخلة في المسجد يسند رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره إليه إذا تكلم يوم الجمعة أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس فقالوا ألا نجعل لك يارسول الله كقدر قيامك قال لا عليكم أن تفعلوا فصنعوا له منبرا ثلاث مراقي قال فجلس عليه فخار الجذع كما تخور البقرة جزعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتزمه ومسحه حتى سكن - قلت روى أبو داود بعضه - رواه أحمد من طريق أبي حباب الكلبي وهو ثقة ولكنه مدلس وقد عنعنه . وعن أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع وكان المسجد عريشا وكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجال من أصحابه يارسول الله نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة حتى ترى الناس أو قال يراك الناس وحتى يسمع الناس خطبتك قال نعم فصنعوا له ثلاث درجات فقام النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يقوم فصغا (1) الجذع إليه فقال له اسكن إن تشأ غرستك في الجنة فيأكل منك الصالحون وإن شئت أعيدك كما كنت رطبا فاختار الآخرة على الدنيا فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى أبي فلم يزل عنده حتى أكلته الارضة - قلت رواه ابن ماجه باختصار - رواه عبدالله من زياداته في المسند وفيه رجل لم يسم وعبد الله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق . وعن أبي سعيد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إلى خشبة يتوكأ عليها يخطب كل جمعة حتى أتاه رجل من القوم فقال إن شئت جعلت لك شيئا إذا قعدت عليه كنت كأنك قائم قال نعم قال فجعل له المنبر فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها حين نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فلما كان من (1) أي مال . [ * ]
[ 181 ]
الغد رأيتها قد حولت فقلنا ماهذا قالوا جاء النبي صلى الله عليه وسلم البارحة وأبو بكر وعمر فحولوها . رواه أبو يعلي وفيه مجالد بن سعيد وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون . وعن أبي سعيد قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خشبة يقوم إليها فجاء رجل فأمره أن يجعل له كرسيا فقام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عليه فحنت الخشبة التي كان يقوم عندها حتى سمع أهل المسجد حنينها قال فقلت للعوفي أنت سمعته قال نعم سمعته لعمري فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى احتضنها فسكنت . رواه البزار من رواية محمد بن أبي ليلى عن عطية وكلاهما مختلف في الاحتجاج به . وعن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إلى خشبة يتوكأ عليها يخطب كل جمعة حتى أتاه رجل من الروم وقال ان شئت جعلت لك شيئا إذا قعدت عليه كنت كأنك قائم قال نعم قال فجعل له المنبر فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فلما كان من الغد فرأيتها قد حولت فقلنا ماهذا قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فحولوها - قلت لجابر حديث في الصحيح بغير سياقه - رواه أبو يعلي ورجاله موثقون ، وتأتي لجابر أحاديث في المنبر أيضا . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أتخذ المنبر فقد اتخذه أبي ابراهيم وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي ابراهيم صلى الله عليه وسلم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه موسى بن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي وهو ضعيف جدا . وعن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال أول من خطب على المنابر ابراهيم صلى الله عليه وسلم . رواه البزار وهو منقطع الاسناد . وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع نخلة يسند ظهره إليها فقيل له يارسول الله ان الاسلام قد انتهى وكثر الناس ويأتيك الوفود من الآفاق فلو أمرت بصنعة شئ تشخص عليه فقال لرجل أتصنع المنبر قال نعم قال ما اسمك قال فلان قال لست بصانعه (1) فدعا آخر فقال أتصنع المنبر قال نعم فقال مثل مقالة هذا فقال نعم ان شاء الله قال ما اسمك قال ابراهيم قال خذ في صنعته فلما صنعه صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنت (1) في نسخة " بصاحبه " . [ * ]
[ 182 ]
الخشبة حنين الناقة فسمع صوتها أهل المسجد - أو قال أهل المدينة - فنزل فالتمسها فسكنت فقال والذي نفسي بيده لو تركتها لحنت إلى يوم القيامة - قلت عزا بعضه إلى ابن ماجه صاحب الاطراف ولم أجده في سماعي والله أعلم - رواه الطبراني في الاوسط وقال لم يروه عن الجريري إلا شيبة ، قلت ولم أجد من ذكره ولا الراوي عنه . وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى سارية في المسجد يخطب إليها يعتمد عليها فأمرت عائشة فصنعت له منبرا فلما قام إليه وترك مقامه إلى السارية خارت السارية خوارا شديدا حتى ترك النبي صلى الله عليه وسلم مقامه تشوقا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فمشى نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى اعتنقها فلما اعتنقها هدأ الصوت الذي سمعنا فقلت أنت سمعته فقال أنا سمعته وأهل المسجد وهو أحد السواري التي تلي الحجرة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عطية العوفي وهو ضعيف وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع يتساند إليه فمر رومي فقال لو دعاني محمد فجعلت له ما هو أرفق به من هذا قالت فدعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل له المنبر أربع مراقي فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر يخطب فحن الجذع كما تحن الناقة فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأنك إن شئت دعوت الله فردك إلى مجلسك وإن شئت دعوت الله فأدخلك الله الجنة فأثمرت فيها فأكلت من ثمرك أنبياء الله المرسلون وعباده المتقون قالت فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم فغار الجذع فذهب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن حبان وهو ضعيف . وعن سهل بن سعد قال كنت جالسا مع خال لي فقال له النبي صلى الله النبي صلى الله عليه وسلم أخرج إلى الغابة وأتني من خشبها فاعمل لي منبرا أكلم عليه الناس فعمل له منبرا له عتبتان وجلس عليهما - قلت له حديث في الصحيح في عمل المنبر غير هذا - رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد بن واقد وهو ضعيف . وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع المسجد فلما صنع المنبر حن الجذع إليه فاعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم فسكن .
[ 183 ]
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . { باب الخطبة على المنبر والعيدين على المنبر } عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم الاضحى على المنبر فإذا سكت المؤذن يوم الجمعة قام فخطب . رواه الطبراني في الكبير وفيه حسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس ضعفه أحمد وابن المديني والبخاري والنسائي وبقية رجاله موثقون . { باب مقام الخطيب بمكة } عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب وظهره إلى الملتزم . رواه أحمد وفيه عبدالله بن المؤمل وهو ثقة وفيه كلام . ويأتي في الحج شئ من هذا إن شاء الله . { باب وقت الجمعة } عن الزبير قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم ننصرف فنبتدر في الاجام فما نجد من الظل إلا قدر موضع أقدامنا ، وفي رواية فما نجد من الظل إلا موضع أقدامنا . رواه أحمد وأبو يعلي بنحوه وفيه رجل لم يسم . وعن عبدالله بن مسعود قال بينما نحن معه يوم الجمعة في مسجد الكوفة وعمار بن ياسر أمير على الكوفة لعمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود على بيت المال إذ نظر عبدالله بن مسعود إلى الظل فرآه مثل الشراك فقال ان يصب أحدكم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم يخرج الآن قال فوالله ما فرغ عبدالله بن مسعود من كلامه حتى خرج عمار بن ياسر يقول الصلاة . رواه أحمد وفيه رجل لم يسم . وعن عمار بن ياسر قال كنا نصلي الجمعة ثم ننصرف فما نجد للحيطان فيئا نستظل به . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن حنظلة ولم أجد من ترجمه . وعن بلال أنه كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة إذا كان الفئ قدر الشراك إذا قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف . وعن أنس قال كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنقيل . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن جابر قال كان
[ 184 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس صلى الجمعة فنرجع وما نجد فيئا نستظل به . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى بن سليمان ضعفه ابن خراش . وروى عنه ابن صاعد وكان يفخم أمره وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ . وعن زيد بن وهب قال كنا نصلي الجمعة مع عبدالله ثم نرجع فنقيل . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب سلام الخطيب } عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يوم الجمعة سلم على من عند منبره من الجلوس فإذا صعد المنبر توجه إلى الناس فسلم عليهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى بن عبدالله الانصاري وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات . { باب فيمن يدخل المسجد والامام يخطب } عن ابن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل أحدكم المسجد والامام على المنبر فلا صلاة ولا كلام حتى يفرغ الامام . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن نهيك وهو متروك ضعفه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ . وعن السليك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء أحدكم والامام يخطب فليصل ركعتين خفيفتين . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وعن جابر قال دخل النعمان بن قوقل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صل ركعتين تجوز فيهما فإذا جاء أحدكم يوم الجمعة والامام يخطب فليصل ركعتين وليخففهما ، قلت ليس للنعمان بن قوقل في هذا الحديث ذكر في الصحيح . { باب الانصات والامام يخطب } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكلم يوم الجمعة والامام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له انصت ليس له جمعة . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الناس ووثقه النسائي في رواية . وعن أبي الدرداء قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المنبر
[ 185 ]
فخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أبي بن كعب فقلت له يا أبي متى أنزلت هذه الآية قال فأبى أن يكلمني ثم سألته فأبى أن يكلمني حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبي مالك من جمعتك إلا مالغيت فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جئته فأخبرته فقلت أي رسول الله إنك تلوت آية وإلى جنبي أبي بن كعب فقلت له متى أنزلت هذه الآية فأبى أن يكلمني حتى إذا نزلت زعم أبي أنه ليس لي من جمعتي إلا مالغيت فقال صدق أبي إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد موثقون . وعن جابر قال قال سعد بن أبي وقاص لرجل لاجمعة لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم يا سعد قال لانه كان يتكلم وأنت تخطب فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق سعد . رواه أبو يعلي والبزار وفيه مجالد بن سعيد وقد ضعفه الناس ووثقه النسائي في رواية . وعن جابر قال دخل عبدالله بن مسعود المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس إلى جنبه أبي بن كعب فسأله عن شئ أو كلمه بشئ فلم يرد عليه أبي فظن ابن مسعود أنها موجودة فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال ابن مسعود يا أبي ما منعك أن ترد علي قال إنك لم تحضر معنا الجمعة قال ولم قال تكلمت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقام ابن مسعود فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبي أطع أبيا . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط بنحوه وفي الكبير باختصار ورجال أبي يعلي ثقات . وعن أبي هريرة قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم جمعة فذكر سورة فقال أبو ذر لابي متى أنزلت هذه السورة فأعرض عنه فلما انصرف قال مالك من صلاتك إلا مالغيت فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال صدق . رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وقد حسن الترمذي حديثه وفيه اختلاف . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أتيتم الجمعة فادنوا من الامام واستمعوا الخطبة ولا تلغوا - قلت روى أبو داود منه طرفا - رواه البزار وفيه الحكم بن عبدالملك وهو ضعيف . وعن أبي الدرداء قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فذكرنا بأيام الله ثم قرأ سورة فغمز أبو الدرداء أبي بن كعب فقال متى أنزلت هذه
[ 186 ]
السورة فاني لم أسمعها إلا الآن فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال أبي ليس لك من صلاتك الا مالغوت فأخبر أبو الدرداء النبي صلى الله عليه وسلم بما قال أبي فقال صدق أبي . وعن أبي الدرداء وأبي ذر قالا قرأ رسول الله وسلم يوم الجمعة على المنبر قال فذكر الحديث ، قلت حديث أبي الدرداء الذي قبل هذا تقدم أن الامام أحمد رواه هو والطبراني ولكن الطبراني روى هذا عن أبي الدرداء وذكر بعده إسنادا إلى أبي الدرداء وأبي ذر قال فذكر الحديث وإسنادهما رجاله رجال الصحيح . وقد تقدم أحاديث في حقوق الجمعة والتكبير لها فيها الانصات . وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مامن احد يشهد الجمعة لا يلغوا فيها ولا يجهل ويحسن الوضوء ويشهدها مع الامام إلا كانت كفارة ما بينهما وبين الجمعة التي تليها ولاصلى صلاة مكتوبة إلا كانت كفارة لما بينها وبين الصلاة التي تليها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه داود بن عبدالحميد وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال يكره الكلام في أربعة مواطن يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم الاضحى وفي الاستسقاء فتكلم حتى نزل . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل ضعفه البخاري والنسائي والترمذي وابن معين ووثقه ابن حبان . وعن أبي قيس قال دخل عبدالله بن مسعود يوم الجمعة المسجد وعليه ثياب بيض نقاء حسان فنظر إلى مكان فيه سعة فجلس فيه ولم يتخط احدا وخرج الامام فإذا رجلان يتكلمان فأخذ من الحصى فرماهما فنظرا إليه فسكتا فلما نزل الامام قال ألم تعلما أنكما في صلاة . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أجد له ترجمة . وعن ابراهيم يعني النخعي قال استقرأ رجل عبدالله بن مسعود والامام يخطب يوم الجمعة فلم يكلمه عبدالله فلما قضى الصلاة قال له عبدالله الذي سألت عنه نصيبك من الجمعة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال كفى لغوا أن تقول لصاحبك أنصت إذا خرج الامام في الجمعة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب } عن موسى بن طلحة قال سمعت عثمان بن عفان وهو على المنبر والمؤذن يقيم وهو
[ 187 ]
يستخير الناس يسألهم عن أخبارهم وأسعارهم . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . { باب الخطبة قائما والجلوس بين الخطبتين } عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب يوم الجمعة قائما ثم يقعد ثم يقوم فيخطب . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط ورجال الطبراني ثقات ، وفي البزار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة خطبتين يفصل بينهما بجلسة ، ورجال الطبراني رجال الصحيح . وعن السائب بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب للجمعة خطبتين يجلس بينهما . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحق وهو مدلس . وعن موسى بن طلحة قال شهدت عثمان يخطب على المنبر قائما وشهدت معاوية يخطب قاعدا فقال أما إني لم أجهل السنة ولكني كبرت سني ورق عظمي وكثرت حوائجكم فأردت أن أقضي بعض حوائجكم قاعدا ثم أقوم فآخذ نصيبي من السنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري وضعفه غيرهما . { باب على أي شئ يتكئ الخطيب } عن عبدالله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب بمخصرة (1) . رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطبهم في السفر متكئا على قوس . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو شيبة وهو ضعيف . وعن سعد القرظ مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب في الجمعة خطب على عصا ، قلت ذكر هذا في أثناء حديث طويل رواه الطبراني في الكبير وإسناده ضعيف . { باب الخطبة والقراءة فيها } عن النعمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول أنذركم النار أنذركم النار حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا قال حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه ، وفي رواية وسمع أهل السوق صوته وهو على المنبر . رواه أحمد (1) المخصرة : ما يختصره الانسان بيده فيمسكه من عصا أو عكازة وقد يتكئ عليه . [ * ]
[ 188 ]
ورجاله رجال الصحيح . وعن علي أو عن الزبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى يعرف ذلك في وجهه وكأنه نذير قوم يصبحهم الامر غدوة وكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكا حتى يرتفع . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط بنحوه وأبو يعلي عن الزبير وحده ورجاله رجال الصحيح . وعن بريدة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فنادى ثلاث مرات فقال يا أيها الناس أتدرون ما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعثوا رجلا يتراءي لهم فبينا هو كذلك أبصر العدو وأقبل لينذرهم وخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فأهوي بثوبه أيها الناس أتيتم أيها الناس أتيتم ثلاث مرات . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . قلت وتأتي أحاديث من هذا في المواعظ إن شاء الله . وعن ابن عباس قال جاء ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أرقيك يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، قلت فذكر الحديث ويأتي بطوله في مناقبه إن شاء الله . ولابن عباس حديث في قصة ضماد - بالدال في الصحيح وهذا بالميم - رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن كعب بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أجذم - أو أقطع . رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبدالله ضعفه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم ووثقه أبو حاتم ودحيم في رواية . وعن عبدالله بن الزبير قال ليس من السنة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على المنبر . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس . وعن عبدالله يعني ابن مسعود قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما بعد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن شداد بن أوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيها الناس ان الدنيا عرض حاضر يأكل منها
[ 189 ]
البر والفاجر وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر يحق الحق ويبطل الباطل أيها الناس كونوا أبناء الآخرة ولا تكونوا أبناء الدنيا فان كل أم يتبعها ولدها . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو ضعيف جدا . وعن نعيم بن محه قال كان في خطبة أبي بكر أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لاجل معلوم فمن استطاع أن يقضي الاجل وهو في عمل الله تعالى فليفعل ولن تنالوا ذلك إلا بالله عزوجل ان قوما جعلوا آجالهم لغيرهم فنهاكم أن تكونوا أمثالهم ولا تكونوا كالذين نسوا الله أين من تعرفون من اخوانكم قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم وحلوا فيه بالشقوة والسعادة أين الجبارون الاولون الذين بنوا المدائن وحفوها بالحوائط قد صاروا تحت الصخر والآبار هذا كتاب الله عزوجل لا تفني عجائبه فاستضيئوا منه ليوم ظلمة واتضحوا بشأنه وبيانه ان الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال (كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) لاخير في قول لايراد به وجه الله ولاخير في مال لا ينفق في سبيل الله ولاخير فيمن لا يغلب حلمه جهله ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم . رواه الطبراني في الكبير ونعيم بن محه لم أجد من ترجمه . وعن ابن مسعود أنه كان يجئ كل خميس فيقوم قائما لا يجلس فيقول لا تفتنوا الناس فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة فلا يطولن عليكم الامد ولا يلهينكم الامل فان كل ما هو آت قريب ألا إن البعيد ما ليس آتيا وان من شرار الناس بطال النهار جيفة (1) الليل . رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول إذا قعد : انكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوضة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع ما زرع ولا يسبق بطئ بحظه ولا يدرك حريص بحرصه ما لم يقدر له فمن أعطى خيرا فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة . رواه الطبراني في الكبير (1) أي ينام طول ليله كالجيفة . [ * ]
[ 190 ]
ورجاله موثقون . وعن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة براءة وهو قائم يذكر بأيام الله - قلت رواه ابن ماجه خلا قوله براءة - رواه عبدالله بن أحمد من زياداته ورجاله رجال الصحيح . وعن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ على المنبر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به اسحق بن زريق قلت ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله موثقون . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقرأ في خطبته آخر الزمر فتحرك المنبر مرتين . رواه الطبراني في الاوسط من رواية أبي بحر البكراوي عن عباد بن ميسرة المنقري وكلاهما ضعيف إلا أن أحمد قال في أبي بحر لا بأس به . { باب قصر الخطبة } عن عبدالله يعني ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة (1) من فقه الرجل فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة فان من البيان سحرا وانه سيأتي بعدكم قوم يطيلون الخطب ويقصرون الصلاة . رواه البزار وروى الطبراني بعضه موقوفا في الكبير ورجال الموقوف ثقات ، وفي رجال البزار قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وضعفه الناس . وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث أميرا قال اقصر الخطبة وأقلل الكلام فان من الكلام سحرا . رواه الطبراني في الكبير من رواية جميع بن ثوب وهو متروك . وعن عبدالله بن مسعود قال انكم في زمان قليل خطباؤه كثير علماؤه يطيلون الصلاة ويقصرون الخطبة وسيأتي عليكم زمان كثير خطباؤه قليل علماؤه - فذكر الحديث . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب الاستغفار للمؤمنين يوم الجمعة } عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات كل جمعة . رواه البزار والطبراني في الكبير وقال (1) أي أن ذلك مما يعرف به فقه الرجل . وكل شئ دل على شئ فهو مئنة له كالمخلقة والمجدرة ، وحقيقتها أنها مفعلة من " إن " التي للتحقيق والتوكيد . [ * ]
[ 191 ]
البزار لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد ، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . { باب مانهي عنه في الخطبة } عن معاوية قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يشققون الخطب تشقيق الشعر . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي والغالب عليه الضعف . وعن بشير بن ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه الله عزوجل موقف رياء وسمعة . رواه الطبراني في الكبير وأحمد ورجاله موثقون . قلت وتأتي أحاديث من نحو هذا إن شاء الله في الادب وفي الزهد . { باب فيمن فاتته الخطبة } عن عبدالله بن مسعود قال من أدرك الخطبة فالجمعة ركعتان ومن لم يدركها فليصل أربعا ومن لم يدرك فلا يعتد بالسجدة حتى يدرك الركعة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب في صلاة الجمعة } عن مسلم بن عياض قال سألت الحسن بن علي عن ركعتي الجمعة قال هما قاضيتان مما سواهما . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب ما يقرأ في الجمعة } عن أبي عبيدة الخولاني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والسورة التي يذكر فيها المنافقون . رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشي أقلع ، وفيه أبو مهدي سعيد بن سنان وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقرأ في صلاة الجمعة بالجمعة فيحرض به المؤمنين وفي الثانية بسورة المنافقين فيقرع به المنافقين - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن ، ومحمد بن عمار هو الوازعي وهو وشيخه عبد الصمد من أهل الرأي وثقهما ابن حبان .
[ 192 ]
{ باب فيمن أدرك من الجمعة ركعة } عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أدرك من الجمعة ركعة فقد أدرك إلا أن يقضي ما فاته - قلت رواه ابن ماجه غير قوله إلا أن يقضي ما فاته - رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن سليمان الدماس ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات . وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من الجمعة صلى إليها أخرى . رواه أبو يعلي وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن ابن مسعود قال من فاتته الركعة الآخرة فليصل أربعا ، قال معمر وقال قتادة يصلي أربعا فقيل لقتادة إن ابن مسعود جاءوهم جلوس في آخر الصلاة فقال لاصحابه اجلسوا فقد أدركتم إن شاء الله قال قتادة إنما يقول أدركتم الاجر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن ابن مسعود قال من أدرك من الجمعة ركعة فليضف إليها أخرى ومن فاتته الركعتان فليصل أربعا . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . { باب فيمن فاتته الجمعة } عن جابر أنه فاتته الجمعة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدق بدينار . رواه الطبراني في الاوسط وقال لا يروي عن جابر إلا بهذا الاسناد والمشهور من حديث سمرة ، قلت وحديث جابر فيه سعيد بن محمد بن أيوب وقد وثقه ابن حبان . { باب فيمن ترك الجمعة } عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الجمعة ثلاث مرات من غير ضرورة طبع على قلبه . رواه أحمد وإسناده حسن . وعن حارثة بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخذ أحدكم السائمة فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلا من هذا فيتحول ولا يشهد الجمعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلا من هذا فيتحول فلا يشهد الجمعة ولا الجماعة فيطبع على قلبه . رواه أحمد والطبراني في الكبير بمعناه وقال حتى لا يشهد جمعة
[ 193 ]
ولا يدري مايوم الجمعة . وفيه عمر بن عبدالله مولى غفرة وهو ضعيف . وعن جابر قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا يوم الجمعة فقال عسى رجل تحضره الجمعة وهو على قدر ميل من المدينة فلا يحضر الجمعة ثم قال في الثانية عسى رجل تحضره الجمعة وهو على قدر ميلين من المدينة فلا يحضرها وقال في الثالثة عسى يكون على قدر ثلاثة أميال من المدينة فلا يحضر الجمعة ويطبع الله على قلبه . رواه أبو يعلي ورجاله موثقون . وعن محمد بن عبدالرحمن قال سمعت عمي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سمع النداء فلم يأت أو لم يجب طبع الله عزوجل على قلبه فجعل قلب منافق . رواه أبو يعلي ، ومحمد بن عبدالرحمن هو ابن سعيد بن زرارة والراوي له عن محمد بن عبدالرحمن شعبة واختلف عليه فيه فرواه عنه عبدالملك بن ابراهيم الجدي والنضر بن شميل عن شعبة عن محمد بن عبدالرحمن عن عمه ورواه ابو اسحق الفزاري عن شعبة عن محمد بن عبدالرحمن عن ابن أبي أوفي كما سيأتي ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الاسلام وراء ظهره . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن أسامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من المنافقين . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف عند الاكثرين . وعن ابن أبي أوفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع النداء يوم الجمعة ولم يأتها ثم سمع النداء ولم يأتها ثلاثا طبع على قلبه فجعل قلب منافق . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم يعرف . وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا هل عسى أحد منكم أن يتخذ الصبة من الغنم (1) على رأس ميلين أو ثلاثة تأتي الجمعة فلا يشهدها ثلاثا فيطبع الله على قلبه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم . وعن كعب بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لا يأتونها أو ليطبعن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين . رواه (1) أي جماعة منها . [ * ]
[ 194 ]
الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما أخاف على أمتي الكتاب واللبن قال قيل يارسول الله ما بال الكتاب قال يتعلمه المنافقون ثم يجادلون به الذين آمنوا قال فقيل فما بال اللبن قال أناس يحبون اللبن فيخرجون من الجماعات ويتركون الجمعات . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هلاك أمتي في الكتاب واللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون (1) . رواه أبو يعلي وأحمد ، وفيه ابن لهيعة ، وقال أبو قبيل لم أسمع من عقبة إلا هذا الحديث . { باب التخلف عن الجمعة للمطر } عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم أنه مر على عبدالرحمن بن سمرة وهو على نهر أم عبدالله وهو يسيل الماء على غلمته ومواليه فقال له عمار يا أبا سعيد الجمعة فقال له عبدالرحمن بن سمرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا كان مطر وابل فليصل أحدكم في رحله . رواه عبدالله عن أبيه وجادة ، وفيه ناصح بن العلاء ضعفه ابن معين والبخاري في رواية وذكر له هذا الحديث وقال ليس عنده غيره وهو ثقة ووثقه أبو داود . { باب في المسافر يصلي الجمعة } عن عبدالله بن مسعود قال ماكان لنا عيد إلا في صدر النهار ولقد رأيتنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل الحطيم . رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . { باب ما يفعل إذا صلى الجمعة } عن عبدالله بن بسر الحيراني قال رأيت عبدالله بن بسر (2) صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة خرج فدار في السوق ساعة ثم رجع إلى المسجد فقيل له لم تفعل هذا فقال رأيت سيد المسلمين يفعله . رواه الطبراني في الكبير وعبد الله الحيراني ضعفه يحيى القطان وجماعة ووثقه ابن حبان . (1) أي يخرجون إلى البدو (2) يعني المازني - كما في الميزان . [ * ]
[ 195 ]
{ باب في الجمعة والعيد يكونان في يوم } عن ابن عمر قال اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر وجمعة فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد ثم أقبل عليهم بوجهه فقال يا أيها الناس انكم قد أصبتم خيرا وأجرا وإنا مجمعون فمن أراد أن يجمع معنا فليجمع ومن أحب أن يرجع إلى أهله فليرجع . رواه الطبراني في الكبير من رواية اسماعيل بن ابراهيم التركي عن زياد بن راشد أبي محمد السماك ولم أجد من ترجمهما . { باب في سنة الجمعة } عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لاأدعهن في سفر ولاحضر نوم على وتر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتين بعد الجمعة ثم إن أبا هريرة جعل بعد ركعتين بعد الجمعة ركعتي الضحى - قلت هو في الصحيح خلا قوله وركعتين بعد الجمعة - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم الجمعة فلا يصلي بعدها شيئا حتى يتكلم أو يخرج . رواه الطبراني في الكبير وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جدا . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع الجمعة أربعا وبعدها أربعا لا يفصل بينهن - قلت رواه ابن ماجه باختصار الاربع بعدها - رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن ارطاة وعطية العوفي وكلاهما فيه كلام . وعن علقمة بن قيس أن ابن مسعود صلى يوم الجمعة بعد ما سلم الامام أربع ركعات . رواه الطبراني ورجاله ثقات . وعن قتادة أن ابن مسعود كان يصلي بعد الجمعة ست ركعات . رواه الطبراني وقتادة لم يسمع من ابن مسعود . وعن أبي عبدالرحمن السلمي قال كان عبدالله بن مسعود يعلمنا أن نصلي أربع ركعات بعد الجمعة حتى سمعنا قول علي صلوا ستا قال عبدالرحمن فنحن نصلي ستا قال عطاء أبو عبد الرحمن يصلي ركعتين ثم أربعا . رواه الطبراني في الكبير وعطاء بن السائب ثقة ولكنه اختلط .
[ 196 ]
{ باب صلاة الخوف } عن جابر رضي الله عنه قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ست مرات قبل صلاة الخوف وكانت صلاة الخوف في السنة السابعة . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المسابقة ركعة أي وجه كان الرجل يجزئ عنه أحسبه قال فعل ذلك لمن بعده . رواه البزار وفيه محمد بن عبدالرحمن البيلماني وهو ضعيف جدا . وعن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف أمر الناس فأخذوا السلاح عليهم فقامت طائفة من ورائهم مستقبلي العدو وجاءت طائفة فصلوا معه فصلى بهم ركعة ثم قاموا إلى طائفة التي لم تصل وأقبلت الطائفة التي لم تصل معه فقاموا خلفه فصلى بهم ركعة وسجدتين ثم سلم عليهم فلما سلم قام الذين من قبل العدو فكبروا جميعا وركعوا ركعة وسجدتين بعد ما سلم . رواه البزار وفيه الحارث وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة له فلقى المشركين بعسفان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه فقال بعضهم لبعض لو حملتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم فقال قائل منهم إن لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من أهليهم وأموالهم فاصبروا حتى تحضر فنحمل عليهم حملة فأنزل الله عزوجل (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) إلى آخر الآية فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا معه جميعا ثم ركع وركعوا معه جميعا فلما سجد سجد معه الصف الذين يلونه ثم قام الذين خلفهم مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سجوده وقام سجد الصف الثاني ثم قاموا وتأخر الصف الذين يلونه وتقدم الآخرون فكانوا يلون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ركع ركعوا معه جميعا ثم رفع فرفعوا معه ثم سجد فسجد معه الذين يلونه وقام الصف الثاني مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سجوده وقعد قعد الذين يلونه وسجد الصف المؤخر ثم قعدوا فسجدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم
[ 197 ]
عليهم جميعا فلما نظر إليهم المشركون يسجد بعضهم ويقوم بعض قالوا لقد أخبروا بما أردنا - قلت هو في الصحيح وغيره بغير هذا السياق - رواه البزار وفيه النضر بن عبدالرحمن وهو مجمع على ضعفه . وعن أبي العالية الرياحي أن أبا موسى كان بالدار من أصبهان وما بهم يومئذ كبير خوف ولكن أحب أن يعلمهم دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم فجعلهم صفين طائفة معها السلاح مقبلة على عدوها وطائفة من ورائها فصلى بالذين يلونه ركعة ثم نكصوا على أدبارهم حتى قاموا مقام الآخرين يتخللونهم حتى قاموا وراءه فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلم فقام الذين يلونه والآخرون فصلوا ركعة ركعة ثم سلم بعضهم على بعض فتمت للامام ركعتين وللناس ركعة ركعة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط بنحوه ورجال الكبير رجال الصحيح . وعن زيد ابن ثابت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف مرة لم يصلي بنا قبلها ولابعدها - قلت له حديث في كيفية صلاة الخوف رواه النسائي - رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى الحماني وفيه كلام وقد وثقه أحمد (1) . { أبواب العيدين } { باب التكبير في العيدين } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينوا أعيادكم بالتكبير . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عمر بن راشد ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وقال العجلي لا بأس به . وعن شريح بن ابرهة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من منى يكبر دبر كل صلاة مكتوبة قال الشاذكوني على هذا تكبير أهل المدينة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه شرقي ابن قطامي ضعفه زكريا الساجي وذكره ابن حبان في الثقات وذكره ابن عدي في الكامل . وعن ابن مسعود أنه كان يكبر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة العصر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . (1) أي في بعض حديثه - كما يفهم من تهذيب التهذيب . [ * ]
[ 198 ]
{ باب إحياء ليلتي العيد } عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحيا ليلة الفطر وليلة الاضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عمر بن هرون البلخي والغالب عليه الضعف وأثنى عليه ابن مهدي وغيره ولكن ضعفه جماعة والله اعلم . { باب الغسل للعيد } عن محمد بن عبيدالله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم اغتسل للعيدين . رواه البزار ومندل فيه كلام ومحمد هذا ومن فوقه لاأعرفهم . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان وغدا بغسل إلى المصلى وختمه بصدقة رجع مغفورا له . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نصر بن حماد وهو متروك . وعن ابن عباس قال كنا نأكل ونشرب ونغتسل ثم نخرج إلى المصلى . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابراهيم بن يزيد المكي وهو متروك قال هشيم قلت ليزيد بن أبي زياد هل من غسل غير يوم الجمعة قال نعم يوم عرفة عيد ويوم فطر ويوم اضحى ويوم عرفة ويوم الجمعة . رواه أبو يعلي وهشيم ويزيد كلاهما من أهل الصحيح . { باب اللباس يوم العيد } عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس يوم العيد بردة حمراء . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . { باب الاكل يوم الفطر قبل الخروج } عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقول إن استطعتم أن لا يغدو أحدكم يوم الفطر حتى يطعم فليفعل قال فلم أدع ان آكل قبل أن أغدو منذ سمعت ذلك من ابن عباس فآكل من طرف الصريقة (1) الاكلة وأشرب اللبن أو الماء فقلت على ما تأول هذا قال سمعه أظن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانوا لا يخرجون حتى (1) الصريقة : الرقيقة ، وروى الخطابي في غريبه عن عطاء أنه كان يقول لا أغدو حتى آكل من طرف الصريفة ، وقال هكذا روى بالفاء وإنما هو بالقاف . [ * ]
[ 199 ]
يمتد الضحى فيقولون نطعم لئلا نعجل عن صلاتنا . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج . رواه أبو يعلي وأحمد والبزار والطبراني في الاوسط ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم يوم الفطر قبل أن يغدو ويأمر الناس بذلك . وفي إسناد الطبراني الواقدي وفيه كلام كثير ، وفيما قبله عبدالله بن محمد بن عقيل وفيه كلام وقد وثق . وعن ابن عباس قال من السنة أن تطعم قبل أن تخرج ولو بتمرة . رواه البزار والطبراني في الاوسط والكبير ولفظه من السنة أن لا تخرج يوم الفطر حتى تخرج الصدقة وتطعم شيئا قبل أن تخرج . وإسناد الطبراني حسن وفي إسناد البزار من لم أعرفه . وعن جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر أكل قبل أن يخرج سبع تمرات وإذا كان يوم أضحى لم يطعم شيئا . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه ناصح بن عبدالله أبو عبدالله الحائك متروك . وعن علي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يطعم يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سوار بن مصعب وهو ضعيف جدا . وعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم وكان لا يطعم يوم النحر حتى يرجع فيأكل من ذبيحته - قلت رواه الترمذي خلا قوله فيأكل من ذبيحته . رواه الطبراني في الاوسط وأحمد وفيه عقبة بن عبدالله الرفاعي وهو ضعيف . { باب السلاح في العيد } عن ابن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد ومعه حربة وترس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو كرز وهو ضعيف . وعن سعد بن عمار القرظ مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب في العيدين خطب على قوس - قلت له عند ابن ماجه كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس - رواه الطبراني في الصغير ، وقد تقدم في الجمعة حديث آخر له من الكبير وكلاهما ضعيف .
[ 200 ]
{ باب الخروج إلى العيد } عن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في العيد ويخرج أهله . رواه أحمد وفيه الحجاج بن ارطاة وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قد كانت تخرج الكعبات من خدورهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أخت عبدالله بن رواحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وجب الخروج على كل ذات نطاق . رواه أحمد وأبو يعلي وزاد يعني في العيدين ، والطبراني في الكبير وفيه امرأة تابعية لم يذكر إسمها . وعن أم المؤمنين عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تخرج النساء في العيد قال نعم قيل فالعواتق قال نعم فان لم يكن لها ثوب تلبسه فلتلبس ثوب صاحبتها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مطيع ابن ميمون قال ابن عدي له حديثان غير محفوظين وقال ابن المديني ثقة . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة يعني ليس لها خادم الا في العيدين الاضحى والفطر وليس لهم نصيب في الطريق إلا الحواشي . رواه الطبراني في الكبير وفيه سوار بن مصعب وهو متروك الحديث . وعن عتبة بن عبدالله بن عمرو قال حدثني أبي عن جدي قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فقال ادعوا لي سيد الانصار فدعوا أبي بن كعب فقال يا أبي ائت المصلى فأمر بكنسه وأمر الناس فليخرجوا فلما بلغ الباب رجع فقال يارسول الله والنساء فقال والعواتق والحيض يكن في الناس يشهدن الدعوة . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن شداد الهمامي مجهول وكذلك عتبة بن عبدالله بن عمرو بن العاصي مجهول . { باب الخروج إلى العيد في طريق والرجوع في غيره } عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع في طريق غير الطريق الذي خرج فيه . رواه البزار وفيه
[ 201 ]
خالد بن الياس وهو متروك . وعن عبدالرحمن بن حاطب قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتي العيد يذهب في طريق ويرجع في أخرى . رواه الطبراني في الكبير وفيه خالد بن الياس وهو متروك ، وحديث ابن عباس يأتي . { باب فضل يوم العيد } عن سعيد بن أوس الانصاري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطريق فنادوا أغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم فإذا صلوا نادى مناد ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة - وفي رواية رب رحيم بدل رب كريم - فقال قد غفرت لكم ذنوبكم كلها . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه الثوري وروي عنه هو وشعبة وضعفه الناس وهو متروك . { باب الدعاء يوم العيد } عن عبدالله بن مسعود قال كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في العيدين اللهم إنا نسألك عيشة تقية وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح اللهم لا تهلكنا فجأة ولا تأخذنا بغتة ولا تعجلنا عن حق ولاوصية اللهم إنا نسألك العفاف والغنى والتقى والهدى وحسن عاقبة الآخرة والدنيا ونعوذ بك من الشك والشقاق والرياء والسمعة في دينك يا مقلب القلوب لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك . { باب الصلاة قبل الخطبة } عن وهب بن كيسان قال سمعت عبدالله بن الزبير يوم العيد يقول حين صلى قبل الخطبة ثم قام يخطب الناس أيها الناس كل سنة الله وسنة رسوله . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر يبدؤون
[ 202 ]
بالصلاة قبل الخطبة في العيد . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وهو في الصحيح بلفظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم النحر ثم خطب . وعن عبدالله بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ بالصلاة في الفطر والاضحى . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب الصلاة قبل العيد وبعدها } عن أيوب قال رأيت أنس بن مالك والحسن يصليان يوم العيد قبل أن يخرج الامام قال ورأيت محمد بن سيرين جاء فجلس ولم يصل . رواه أبو يعلي ، وروى الطبراني في الكبير أن أنسا كان يصلي أربع ركعات ، ورجال أبي يعلي رجال الصحيح . وعن ابن سيرين وقتادة أن ابن مسعود كان يصلي بعدها أربع ركعات أو ثمان وكان لا يصلي قبلها . رواه الطبراني في الكبير بأسانيد صحيحة إلا أنها مرسلة . وعن أبي مسعود قال ليس من السنة الصلاة قبل الخروج الامام يوم العيد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن فائد أبي الورقاء قال قدت عبدالله ابن أبي أوفي إلى الجبان (1) في يوم عيد فقال أدنني من المنبر فأدنيته فجلس فلم يصل قبلها ولابعدها وأخير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل قبلها ولابعدها . رواه الطبراني في الكبير وفائد متروك . وعن ابن سيرين أن ابن مسعود وحذيفة كانا ينهيان الناس أو قال يجلسان من يرياه يصلي قبل خروج الامام . رواه الطبراني في الكبير بأسانيد ، وفي بعضها قال أنبئت ان ابن مسعود وحذيفة فهو مرسل صحيح الاسناد . وعن عبدالملك بن كعب بن عجرة قال خرجت مع كعب بن عجرة يوم العيد إلى المصلى فجلس قبل أن يأتي الامام ولم يصل حتى انصرف الامام والناس ذاهبون كأنهم عنق نحو المسجد فقلت ألا ترى فقال هذه بدعة وترك السنة ، وفي رواية أن كثيرا مما ترى جفاء وقلة علم ان هاتين الركعتين سبحة هذا اليوم حتى تكون الصلاة تدعوك . رواهما الطبراني في الكبير ، وعبد الملك ذكره ابن (1) الجبان والجبانة : الصحراء ، وتسمى بهما المقابر لانها تكون في الصحراء تسمية للشئ بموضعه - كما في النهاية . [ * ]
[ 203 ]
حبان في الثقات . وعن الوليد بن سريع مولى عمر وابن حريث قال خرجنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في يوم عيد فسأله قوم من أصحابه فقالوا يا أمير المؤمنين ما تقول في الصلاة يوم العيد قبل الصلاة وبعده فلم يرد عليهم شيئا ثم جاء قوم فسألوا كما سألوه الذين كانوا قبلهم فما رد عليهم فلما انتهينا إلى الصلاة وصلي بالناس فكبر سبعا وخمسا ثم خطب الناس ثم نزل فركب فقالوا يا أمير المؤمنين هؤلاء قوم يصلون قال فما عسيت أن أصنع سألتموني عن السنة إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل قبلها ولا بعدها فمن شاء فعل ومن شاء ترك أتروني أمنع قوما يصلون فأكون بمنزلة من منع عبدا إذا صلي . رواه البزار وقال لا يروي عن علي إلا بهذا الاسناد ، قلت وفيه من لم أعرفه . { باب الصلاة يوم العيد بغير أذان ولا إقامة } عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيدين ماشيا يصلي بغير أذان ولا إقامة - قلت رواه ابن ماجه خلا قوله يصلي بغير أذان ولا إقامة - رواه الطبراني في الكبير من طريق محمد بن عبدالله بن أبي رافع وقد ضعفه جماعة وذكره ابن حبان في الثقات . وعن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي في يوم الاضحي بغير أذان ولا إقامة فخطب الرجال ثم مال إلى النساء فخطبهن وحثهن على الصدقة حتى كثر مع بلال المتاع - قلت للبراء حديث غير هذا في الصحيح وغيره - رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن عمر بن أبان ولم أعرفه . وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم صلي العيد بغير أذان ولا إقامة وكان يخطب خطبتين يفصل بينهما بجلسة . رواه البزار وجادة ، وفي إسناده من لم أعرفه . { باب القراءة في صلاة العيد } عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد ركعتين لايقرأ فيهما إلا بأم الكتاب لم يزد عليهما . رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام وقد وثق . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين بسبح اسم
[ 204 ]
ربك الاعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية) رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة العيدين بعم يتساءلون والشمس وضحاها . رواه البزار وفيه أيوب بن سيار وهو ضعيف . { باب منه } عن الحارث عن علي قال الجهر في صلاة العيدين من السنة . رواه الطبراني في الاوسط ، والحارث ضعيف . { باب التكبير في العيد والقراءة فيه } عن عبدالرحمن بن عوف قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج له العنزة في العيدين حتى يصلي إليها وكان يكبر ثلاث عشرة تكبيرة وكان أبو بكر وعمر رحمة الله عليهما يفعلان ذلك . رواه البزار وفيه الحسن بن حماد البجلي ولم يضعفه أحد ولم يوثقه وقد ذكره المزي للتمييز ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين ثنتي عشرة تكبيرة في الاولى سبعا وفى الآخرة خمسا وكان يذهب بطريق ويرجع في أخرى . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن أرقم وهو ضعيف . وعن أبي واقد الليثي وعائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي بالناس يوم الفطر والاضحى فكبر في الركعة الاولى سبعا وقرأ (ق والقرآن المجيد) وفي الثانية خمسا وقرأ (إقتربت الساعة وانشق القمر) - قلت حديث أبي واقد في الصحيح منه القراءة خالية عن التكبير وحديث عائشة رواه أبو داود وغيره خلا القراءة - رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن كردوس قال أرسل الوليد إلى عبدالله بن مسعود وحذيفة وأبي موسى الاشعري وأبي مسعود بعد العتمة فقال ان هذا عيد للمسلمين فكيف الصلاة فقالوا سل أبا عبدالرحمن فسأله فقال يقوم فيكبر أربعا ثم يقرأ بفاتحة الكتاب وسورة من المفصل ثم يكبر أربعا يركع في آخرهن فتلك تسع في العيدين فما أنكره أحد منهم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن إبراهيم أن الوليد بن عقبة دخل المسجد وابن مسعود
[ 205 ]
وحذيفة وأبو موسى في عرصة المسجد فقال الوليد إن العيد قد حضر فكيف أصنع فقال ابن مسعود تقول الله أكبر وتحمد الله وتثني عليه وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو الله ثم تكبر الله وتحمده وتثني عليه وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو ثم تكبر وتحمد الله وتثني عليه وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو ثم تكبر وتحمد الله وتثني عليه وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو ثم كبر واقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ثم كبر واركع واسجد ثم قم فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة ثم كبر واحمد الله واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واركع واسجد قال فقال حذيفة وأبو موسى أصاب . رواه الطبراني في الكبير ، وابراهيم لم يدرك واحدا من هؤلاء الصحابة وهو مرسل ورجاله ثقات . وعن كردوس قال كان عبدالله بن مسعود يكبر في الاضحى والفطر تسعا تسعا يبدأ فيكبر أربعا ثم يقرأ ثم يكبر واحدة فيركع بها ثم يقوم في الركعة الآخرة فيبدأ فيقرأ ثم يكبر أربعا يركع باحداهن . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن ابن مسعود أن بين كل تكبيرتين قدر كلمة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الكريم وهو ضعيف . وعن عبدالله قال التكبير في العيد أربعا كالصلاة على الميت . رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله ثقات . { باب المنفرد يصلي العيد } عن أبي طرفة عباد بن الريان اللخمي الحمصي قال أتيت المقدام بن معدي كرب وهو في قرية على أميال من حمص يوم عيد فقلنا أخرج فصل بنا العيد فقال لاصلوا فرادى . رواه الطبراني في الكبير وأبو طرفة لاأعرفه . { باب فيمن فاتته صلاة العيد } عن الشعبي قال قال عبدالله بن مسعود من فاتته العيد فليصل أربعا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب الخطبة للعيد على الراحلة } عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم العيد على راحلته . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح .
[ 206 ]
(باب التهنئة بالعيد) عن حبيب بن عمر الانصاري قال حدثني أبي قال لقيت واثلة يوم عيد فقلت تقبل الله منا ومنك فقال تقبل الله منا ومنك . رواه الطبراني في الكبير وحبيب قال الذهبي مجهول وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وأبوه لم أعرفه . { باب الخروج إلى الجبان في العيد } عن علي قال الخروج إلى الجبان في العيدين من السنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحراث وهو ضعيف . وله في رواية عن على أيضا قال من السنة الصلاة في الجبان . { باب النظر إلى الناس } عن عبدالرحمن بن عثمان التيمي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما في السوق يوم العيد ينظر والناس يمرون . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط وقال فيهما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من العيدين أتي وسط المصلي فقام فنظر إلى الناس كيف ينصرفون وكيف سمتهم ثم يقف ساعة ثم ينصرف . ورجال الطبراني موثقون وإن كان فيهم المنكدر بن محمد بن المنكدر فقد وثقه أحمد وأبو داود وابن معين في رواية وضعفه غيرهم . { باب الغناء واللعب في العيد } عن أم سلمة قالت دخلت علينا جارية لحسان بن ثابت يوم فطر ناشرة شعرها معها دف تغني فزجرتها أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعيها يا أم سلمة فان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا . رواه الطبراني في الكبير وفيه الوازع بن نافع وهو متروك . وعن زينب بنت أم سلمة أن اللعابين كانوا يلعبون ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، قال فذكر الحديث . قلت هكذا رواه الطبراني في الكبير من حديث عمرو ابن عطية عن أبيه عنها ولا يعرف عمرو ولا أبوه . { باب الكسوف } عن أبي شريح الخزاعي قال كسفت الشمس في عهد عثمان فصلي بالناس تلك
[ 207 ]
الصلاة ركعتين وسجد سجدتين في كل ركعة قال ثم انصرف عثمان فدخل داره وجلس عبدالله بن مسعود إلى حجرة عائشة وجلسنا إليه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر فإذا رأيتموه قد أصابهما فافزعوا إلى الصلاة فانها ان كانت الذي تحذرون كانت وأنتم على غير غفلة وإن لم تكن كنتم قد أصبتم خيرا واكتسبتموه . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير والبزار ورجاله موثقون . وعن علي قال كسفت الشمس فصلي على للناس فقرأ يس ونحوها ثم ركع نحوا من قدر سورة يدعو ويكبر ثم ركع قدر قراءته أيضا ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام أيضا حتى صلي أربع ركعات ثم قال سمع الله لمن حمده ثم سجد ثم قام إلى الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الاولى ثم جلس يدعو ويرغب حتى انجلت الشمس ثم حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فعل . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن محمود بن لبيد قال كسفت الشمس يوم مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا كسفت الشمس لموت ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عزوجل ألا وإنهما لا يكسفان لموت أحد ولالحياته فإذا رأيتموهما كذلك فافزعوا إلى المساجد ثم قام فقرأ بعض الذاريات ثم ركع ثم اعتدل ثم سجد سجدتين ثم قام ففعل كما فعل في الاولى . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الخسوف فلم أسمع منه فيها حرفا - قلت له حديث في الصحيح خاليا عن قوله فلم أسمع منه حرفا - رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن علي قال انكسفت الشمس فقام على فركع خمس ركعات وسجد سجدتين ثم قام في الركعة الثانية مثل ذلك ثم قال ما صلاها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد غيري . رواه البزار وقد تقدم حديث على من مسند أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال كسفت الشمس يوم مات ابراهيم فقال النبي صلى الله عليه
[ 208 ]
وسلم إن الشمس والقمر آيتان فذكر نحو الحديث أول الباب . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه حبيب بن حسان وهو ضعيف . وعن بلال قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها . رواه البزار والطبراني في الاوسط والكبير ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالا وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عمر أن الشمس انكسفت لموت عظيم من العظماء (1) فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلي بالناس فأطال القيام حتى قيل لا يركع من طول القيام ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع من طول الركوع ثم رفع فأطال القيام نحوا من قيامه الاول ثم ركع فأطال الركوع كنحو ركوعه الاول ثم رفع رأسه فسجد ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس ان الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة . رواه البزار من طريقين في إحداهما مسلم بن خالد وهو ضعيف وقد وثق ، وفي الاخرى عدي بن الفضل وهو متروك . وروى البخاري ومسلم والنسائي منه من رواية قاسم بن محمد عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آية من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا . وعن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي عند كسوف الشمس فقام فكبر ثم قرأ ثم ركع كما قرأ ثم رفع كما ركع ثم ركع كما قرأ فصنع ذلك أربع ركعات قبل أن يسجد سجدتين ثم قام إلى الثانية فصنع مثل ذلك ولم يقرأ بين الركوع . رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام . وعن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد منكم ولكنهما آيتان من آيات الله يستعتب بهما عباده لينظر من يخافه ومن يذكره فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله فاذكروه . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد (1) وفي نسخة " من العلماء " . [ * ]
[ 209 ]
السمتي وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سحر الشمس فنلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن زكريا شيخ الطبراني فان كان هو التستري فقد تكلم فيه الدار قطني وان كان غيره فلا أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لشئ تحدثونه ولكن ذلكم من آيات الله عزوجل يعتبر بها عباده يشكر من يخافه ومن يذكره فإذا رأيتم بعض آيات الله عزوجل فافزعوا إلى ذكر الله فاذكروه واخشوه . وكان صلي لنا يوم خسفت الشمس ثم وعظنا وذكرنا ثم قال ما رأيتم من شئ في الدنيا له لون ولانبئتم به في الجنة ولا في النار إلا قد صور لي في قبل هذا الجدار منذ صليت لكم صلاتي هذه فنظرت إليه مصورا في جدار المسجد . رواه الطبراني في الكبير وفيه ضعيف . وعن ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة قال شهدت يوما خطبة لسمرة بن جندب فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بينا أنا وغلام من الانصار نرمي عرضين لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر اسودت حتى أضاءت كأنها مؤمة قال أحدنا لصاحبه انطلق بنا إلى المسجد فو الله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته حدثا قال فدفعنا إلى المسجد فإذا هو بارز قال ووافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الناس فاستقدم فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ثم سجد كأطول ما سجد بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتا ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية قال زهير حسبته قال فسلم فحمد الله عزوجل وأثنى عليه وأشهد أنه عبدالله ورسوله ثم قال أيها الناس أنشدكم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شئ من تبليغ رسالات ربي عزوجل لما أخبرتموني ذاك قال فقام رجال فقالوا نشهد أنك قد
[ 210 ]
بلغت رسالات ربك ونصحت لامتك وقضيت الذي عليك ثم قال أما بعد فان رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الارض وانهم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات الله عزوجل يعتبر بها عباده فينظر من يحدث له منهم توبة وإني والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الاعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيا لشيخ حينئذ من الانصار بينه وبين حجرة عائشة وأنه متى مايخرج فانه سوف يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشئ من عمله - وقال حسن بشئ من عمله سلف - وإنه سيظهر أو قال سوف يظهر على الارض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وأنه يحضر المؤمنون في بيت المقدس فيزلزلوا زلزالا شديدا ثم يهلكه الله تبارك وتعالى حتى أن جذم (1) الحائط أو قال أصل الحائط قال حسن الاشيب وأصل الشجرة لتنادي أو قال تقول يا مؤمن أو قال يا مسلم هذا يهودي أو قال هذا كافر تعال فاقتله قال ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتسألون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا وحتى تزول جبال عن مراتبها على أثر ذلك القبض قال ثم شهد خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث ما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها - قلت في السنن بعضه في الكسوف - رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه زاد وأنه سيظهر على الارض كلها الا الحرم وبيت المقدس وقال أيضا قال الاسود بن قيس وحسبت أنه قال فيصبح فيهم عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيهزمه الله وجنوده ، والباقي بنحوه . قال الترمذي فيما رواه منه حديث حسن صحيح . وعن عقبة بن عامر قال لما توفي ابراهيم كسفت الشمس فقال الناس كسفت الشمس لموت ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك افزعوا إلى الصلاة . رواه الطبراني في الكبير (1) الجذم : الاصل . [ * ]
[ 211 ]
وسعيد بن أسد بن موسى ذكره ابن حبان في الثقات ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال انكسف القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر نحو حديث ابن جريج ، قلت حديثه الذي رواه ابن جريج في كسوف الشمس وهذا في كسوف القمر ولم يتم هذا ولكن أحاله عليه وفي إسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك . وعن موسى بن عبدالرحمن عن أم سفيان أن يهودية كانت تدخل على عائشة فتحدث عندها فإذا قامت قالت أعاذك الله من عذاب القبر فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته بذلك فقال كذبت إنما ذلك لاهل الكتاب فكسفت الشمس فقال أعوذ بالله من عذاب القبر ثم كبر فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه فقام وأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الاول ثم ركع ركعتين وسجد سجدتين يقول فيهما مثل قيامه ويركع مثل ركوعه . رواه الطبراني في الكبير وموسى بن عبدالرحمن هذا التابعي لم أجد من ذكره وبقية رجاله ثقات . وعن أبي الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة ريح شديدة كان مفزعه إلى المسجد حتى تسكن الريح وإذا حدث في السماء حدث من خسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة حتى تنجلي . رواه الطبراني في الكبير من رواية زياد بن صخر عن أبي الدرداء ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات والله أعلم . { باب الاستسقاء } عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم عزوجل لو أن عبيدي أطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولما أسمعتهم صوت الرعد . رواه أحمد والبزار وزاد فيه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم قالوا يارسول الله فكيف نجدد أيماننا قال جددوا إيمانكم بقول لا إله إلا الله ، وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد ، قلت ومداره علي صدقة بن موسى الدقيقي ضعفه ابن معين وغيره وقال مسلم بن ابراهيم حدثنا صدقة الدقيقي وكان صدوقا . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا هاجت الريح عرف ذلك في وجهه . رواه أحمد ورجاله موثقون .
[ 212 ]
وعن معاوية الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون الناس مجدبين فينزل الله تبارك وتعالى عليهم رزقا من رزقه فيصبحون مشركين فقيل له وكيف ذاك يارسول الله قال يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن أبي الدرداء قال قحط المطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا نبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لنا فاستسقى فغدا نبي الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو بقوم يتحدثون فقالوا سقينا الليلة بنوء كذا وكذا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله على قوم نعمة إلا أصبحوا بها كافرين . رواه البزار والطبراني وفيه إسماعيل بن عياش وفيه كلام . وعن طلحة ابن عبدالله بن عوف قال سألت ابن عباس عن السنة في صلاة الاستسقاء فقال السنة في صلاة الاستسقاء مثل السنة في صلاة العيد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي فصلى ركعتين وقرأ فيهما وكبر في الاولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات - قلت هو في السنن من غير بيان للتكبير - رواه البزار وفيه محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري وهو متروك . وعن أنس بن مالك قال أمحل الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه المسلمون فقالوا يارسول الله قحط المطر ويبس الشجر وهلكت المواشي وأسنت الناس (1) فاستسق لنا ربك فقال إذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا واخرجوا معكم بصدقات فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يمشي ويمشون وعليهم السكينة والوقار حتى أتى المصلى فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الاولى بفاتحة الكتاب وسبح اسم ربك الاعلى وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وهل أتاك حديث الغاشية فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه وقلب رداءه ثم جثا على ركبتيه ورفع يديه وكبر تكبيرة قبل أن يستسقى ثم قال اللهم اسقنا غيثا مغيثا رحبا ربيعا وجدا غدقا طبقا مغدقا هنيئا مريعا مربعا وابلا شاملا مسبلا نجلا دائما دررا نافعا غير ضار عاجلا غير رائث اللهم تحيى به البلاد وتغيث به العباد (1) أي أجدبوا وأقحطوا . [ * ]
[ 213 ]
وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها وأنزل في أرضنا سكنها اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا فأحي به بلدة ميتة واسقه ماخلقت أنعاما وأناسى كثيرا قال فما برحوا حتى أقبل قزع من السحاب فالتأم بعضه إلى بعض ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا تقلع عن المدينة - قلت فذكر الحديث بنحو ما في الصحيح - رواه الطبراني في الاوسط وفيه مجاشع بن عمرو قال ابن معين قد رأيته أحد الكذابين . وعن جابر بن عبدالله وأنس قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال اللهم اسقنا سقيا وادعة نافعة تشبع بها الاموال والانفس غيثا هنيئا مريئا طبقا مجللا يتسع به بادينا وحاضرنا تنزل به من بركات السماء وتخرج لنا به من بركات الارض وتجعلنا عنده من الشاكرين إنك سميع الدعاء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه موسى بن محمد بن ابراهيم الحارث التيمي وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مربعا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار ، فما لبثنا أن مطرنا حتى سال كل شئ حتى أتوه فقالوا قد غرقنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حوالينا ولا علينا . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير . وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ضحى فكبر ثلاث تكبيرات ثم قال اللهم اسقنا ثلاثا اللهم ارزقنا سمنا ولبنا وشحما ولحما ، وما نرى في السماء سحابا فثارت ريح وغبرة ثم اجتمع سحاب فصبت السماء فصاح أهل الاسواق وثاروا إلى سقائف المسجد والى بيوتهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم فسالت الطريق ورأينا ذلك المطر على أطراف شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى كتفيه ومنكبيه كأنه الجمان فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم وانصرفت أمشي على مشيه وهو يقول هذا أحدثكم بربه قال أبو أمامة ما رأيت عاما قط أكثر سمنا ولبنا وشحما ولحما إن هو إلا في الطريق ما يكاد يشتريه أحد ثم أنصرف نحو الرجال فوعظهم ونهاهم ثم انصرف نحو النساء فوعظهن فشدد عليهن في الحرير والذهب فأقبل رجل من بني عامر فقال يارسول الله بلغنا
[ 214 ]
أنك شددت في لبس الحرير والذهب والذي بعثك بالحق إني لاحب الجمال وإنما الكبر من جهل الحق حتى من حبي الجمال جعلت حراز سوطي هذا من جلد نمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال وانما الكبر من جهل الحق وغمص الناس بعينه . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف . وعن عمر بن خارجة بن سعد عن جده سعد أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فأمرهم أن يجثوا على الركب فجثوا قال فقولوا يا رب ففعلوا فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم - هذا لفظه عند البزار ، وقال الطبراني في الاوسط عامر بن خارجة بن سعد عن أبيه عن جده سعد أن قوما شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط المطر فقال أجثوا على الركب وقولوا يا رب يا رب ورفع السبابة إلى السماء فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم . والصواب رواية الطبراني ، وقوله عامر كذلك ذكره الذهبي في ترجمة عامر بن خارجة وضعفه . وعن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم وكانت والدة عبدالمطلب قالت تتابعت على قريش سنون أقحلت الضرع ودقت العظم فبينا أنا راقدة لهم - أو مهمومة - إذ هاتف يصرخ بصوت صحل (1) يقول يا معشر قريش إن هذا النبي مبعوث قد أظلتكم أيامه وهذا إبان نجومه فحيهلا بالحياء والخصب ألا فانظروا رجلا منكم وسيطا عظاما جساما أبيض وضاء أو طف (2) أهدب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه وشنة يهدأ إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنوا (3) من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدعوا الرجل وليؤمن القوم فغثتم ما شئتم فأصبحت علم الله فاقشعر جلدي ووله عقلي واقتصصت رؤياي ونمت في شعاب مكة فو الحرمة والحرم ما بقي بها أبطح إلا قال هذا شيبة الحمد وتناهت إليه رجالات قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فشنوا ومشوا واستلموا ثم ارتقوا أبا قبيس واصطفوا حوله ما يبلغ سعيهم مهلة حتى إذا استووا بذروة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) الصحل بالتحريك : كالبحة وأن لا يكون حاد الصوت . (2) أي في شعر أجفانه طول ، وفي الاصل " أوظف " بالمعجمة . (3) شن عليه الماء أي رشه رشا متفرقا . [ * ]
[ 215 ]
غلام قد أيفع أو كرب فرفع يديه وقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت معلم غير معلم ومسؤل غير مبخل وهذه عبيدك وإماؤك هذا رب حرمك يشكون اليك سنتهم أذهبت الخف والظلف اللهم فامطر علينا غيثا طبقا مغدقا مريعا فورب الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي بثجيجه (1) فسمعت شيخان قريش وحليها عبدالله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب هنيئا لك أبا البطيحاء . وفي ذلك تقول رقيقة بنت أبي صيفي : لشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الحيا واجلوذ (2) المطر فجاد بالماء جوني له سبل (3) * سحا فعاشت به الانعام والشجر منا من الله بالميمون طائره * وخير من بشرت يوما به مضر مبارك الامر يستسقي الغمام به * ما في الانام له عدل ولاخطر رواه الطبراني في الكبير وفيه زحر بن حصن قال الذهبي لايعرف . وعن أبي لبابة ابن عبد المنذر قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو لبابة بن المنذر إن التمر في المرابد يارسول الله فقال اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد مبعث مربده (4) بأزاره وما نرى في السماء سحابا فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبابة فقالوا إنها لا تقلع حتى تقوم عريانا وتسد مبعث مربدك بازارك ففعل فأصحت . رواه الطبراني في الصغير وفيه من لايعرف . وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا (5) نافعا . رواه البزار وفيه علي بن عاصم بن صهيب وفيه كلام . وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو إذا استسقى اللهم أنزل في أرضنا بركتها وزينتها وسكنها ، وفي رواية وارزقنا وأنت خير الرازقين . رواهما الطبراني في الكبير والبزار باختصار وإسناده حسن أو صحيح . وعن الشفا أم سليمان أن النبي صلى الله عليه (1) أي أمتلا بسيله . (2) أي امتد وقت تأخره وانقطاعه . (3) أي مطر جود هاطل . (4) في النهاية " ثعلب مربده " وثعلبه ثقبه الذي بسيل منه ماء المطر ، والمربد : موضع يجفف فيه التمر . (5) أي منهمرا . [ * ]
[ 216 ]
وسلم استسقى يوم الجمعة في المسجد ورفع يديه وقال استغفروا ربكم إنه كان غفارا وحول رداءه . رواه الطبراني في الكبير وفيه خالد بن الياس وهو ضعيف ليس بشئ . وعن سمرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا خطب حتى يرى بياض ابطيه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا اني لم أجد محمد بن راشد الاصبهاني شيخ الطبراني . وعن عبدالله بن يزيد الخطيمي أن ابن الزبير خرج يستسقي بالناس فخطب ثم صلى بغير أذان ولا إقامة وفي الناس يومئذ البراء بن عازب وزيد بن أرقم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه سلم كان إذا أصابهم المطر بالمدينة فسالت الميازيب فقال لامحل عليكم العام . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن قدامة وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال البزار إذا تفرد بحديث فلا يحتج به . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الصيب ههنا وأشار بيده إلى السماء . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب في السحاب وعلامة المطر } عن سعد بن ابراهيم يعني ابن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما قال كنت جالسا إلى جنب حميد بن عبدالرحمن فمر شيخ جميل من بني غفار وفي أذنيه صمم - أو قال وقر - فأرسل إليه حميد فلما أقبل قال يا ابن أخي أوسع له فيما بيني وبينك فانه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى جلس فيما بيني وبينه فقال له حميد حدثني بالحديث الذي حدثتني به عن رسول الله صلى الله عليه تعالى وآله وسلم فقال الشيخ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عزوجل ينشئ السحاب فينطبق أحسن النطق ويضحك أحسن الضحك . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وعن سبرة بن معبد قال رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سحابة فقالوا يارسول الله كنا نرجو أن تمطرنا هذه السحابة فقال إن هذه أمرت أن تمطر بليل ، واديا يقال له بليل ، ورجاله موثقون . وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حركت
[ 217 ]
الجنوب قعرة من قعر واد الا أسالته . رواه الطبراني في الكبير وفيه الفضل ابن عطاء ولم أجد من ترجم له . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نشأت بحرية (1) ثم تشاءمت فهي عين غديقة (2) . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به الواقدي ، قلت وفي الواقدي كلام وقد وثقه غير واحد ، وبقية رجاله لا بأس بهم وقد وثقوا . { باب في ركعتي الفجر } عن أبي الدرداء قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث بصوم ثلاثة أيام من كل شهر والوتر قبل النوم وركعتي الفجر - قلت رواه أبو داود خلا قوله وركعتي الفجر - رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال قال رجل يارسول الله دلني على عمل ينفعي الله به قال عليك بركعتي الفجر فان فيهما فضيلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن البيلماني (3) وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تدعو ا الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر فان فيهما الرغائب (4) وسمعته يقول لاتنتفين من ولدك فيفضحك الله على رؤس الخلائق كما فضحته في الدنيا وسمعته يقول لا تموتن وعليك دين فانما هي الحسنات والسيئات ليس ثم دينار ولا درهم جزاء أو قصاص وليس يظلم أحد . رواه (1) في النهاية : " حجرية " بفتح الحاء وسكون الجيم ، يجوز أن تكون منسوبة إلى الحجر وهو قصبة اليمامة ، أو إلى حجرة القوم وهي ناحيتهم ، وإن كانت بكسر الحاء نسبة إلى أرض ثمود . (2) هكذا جاءت مصغرة وهو من تصغير التعظيم . (3) في النسخة الشامية " السلماني " ولعله تحريف . (4) أي ما يرغب فيه من الثواب العظيم ، وبه سميت صلاة الرغائب ، واحدتها رغيبة . [ * ]
[ 218 ]
الطبراني في الكبير وفيه عبدالرحيم بن يحيى وهو ضعيف ، وروى أحمد منه وركعتي الفجر حافظوا عليهما فان فيهما الرغائب ، وفيه رجل لم يسم . وعن رجل من أهل صنعاء قال كنا بمكة فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد فلم نسأله ولم يحدثنا قال ثم جلسنا إلى ابن عمر رضي الله عنهما مثل مجلسكم هذا فلم نسأله ولم يحدثنا فقال مالكم لا تكلمون ولا تذكرون الله قولوا الله أكبر والحمد لله وسبحان الله والحمد بواحد عشر وبعشر مائة من زاد زاده الله ومن سكت غفر الله له ألا أخبركم خمسا سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قال وركعتي الفجر حافظوا عليهما فان فيهما الرغائب . رواه أحمد في حديث طويل . رواه أبو داود وفيه رجل لم يسم . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن و (قل يا أيها الكافرون) تعدل ربع القرآن وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر - قلت روى له الترمذي القراءة بهما في ركعتي الفجر فقط - رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلي بنحوه وقال عن أبي محمد عن ابن عمر وقال الطبراني عن مجاهد عن ابن عمر ورجال أبي يعلي ثقات . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) . رواه البزار . ولانس عند البزار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر يقرأ فيهما (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) ، ورجالهما ثقات وإن كان في الثاني عتبة بن أبي حليم وهو ثقة ولكنه ضعفه النسائي وغيره . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصلاة قبل الفجر إلا ركعتي الفجر . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم واختلف في الاحتجاج به . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الفجر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الايمن . رواه أحمد والطبراني
[ 219 ]
في الكبير وإسناد الطبراني ليس فيه ابن لهيعة وهو في إسناد أحمد ، وبقية رجاله موثقون وإن كان الخلف في حي المعافري فقد وثق . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل الفجر ثم يقول اللهم رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل ورب محمد أعوذ بك من النار ثم يخرج إلى صلاته . رواه أبو يعلي وفيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك . وعن أسامة بن عمير أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر فصلى قريبا منه فصلى ركعتين خفيفتين فسمعته يقول رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد أعوذ بك من النار ثلاث مرات . رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن سعيد قال الذهبي : عباد بن سعيد عن مبشر لا شئ ، قلت قد زكاه ابن حبان في الثقات . وعن أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود قال كان عزيزا على عبدالله بن مسعود أن يتكلم إلا بذكر الله . رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه ، وبقية رجاله ثقات ، وفي رواية له انه كان يعز عليه أن يسمع متكلما بعد طلوع الفجر إلى أن يصلي الصبح . وعن عطاء قال خرج ابن مسعود على قوم يتحدثون بعد الفجر فنهاهم عن الحديث وقال انما جئتم للصلاة فاما أن تصلوا وأما أن تسكتوا . رواه الطبراني في الكبير وعطاء لم يسمع من ابن مسعود ، وبقية رجاله ثقات . { باب فيما يصلي قبل الظهر وبعدها } عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحب أن يصلي بعض نصف النهار فقالت عائشة يارسول الله أراك تستحب الصلاة هذه الساعة قل تفتح فيها أبواب السماء وينظر الله تبارك وتعالى بالرحمة إلى خلقه وهي صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى . رواه البزار وفيه عتبة بن السكن قال الدار قطني متروك ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف . وعن أبي أيوب قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيته يديم أربعا قبل الظهر وقل إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يصلي الظهر فأنا أحب أن يرفع لي في تلك الساعة خير - قلت رواه أبو داود وغيره باختصار - رواه الطبراني
[ 220 ]
في الكبير والاوسط ولابي أيوب في الكبير قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي شهرا فرأيته إذا ملت الشمس أو زالت فان كان عمل من الدنيا رفض به وإن كان نائما فكأنما يوقظ فيقوم ويغتسل أو يتوضأ ثم يركع أربع ركعات يتم فيهن الركوع ويتمهن ويحسنهن ويتمكن فيهن فلما أراد أن ينطلق قلت يارسول الله رأيتك إذا مالت الشمس أو زالت فان في يدك عمل من الدنيا رفضت به أو كنت نائما فكأنما توقظ فتغتسل أو تتوضأ ثم تركع أربع ركعات تتمهن وتتمكن فيهن وتحسنهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبواب السماء وأبواب الجنة يفتحن في تلك الساعة فلا يوفي أحد بهذه الصلاة فاحببت أن يصعد مني إلى ربي في تلك الساعة خير . رواه الطبراني في الكبير وروى أبو داود وابن ماجه بعضه وفي هذه الرواية عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما . استوى النهار خرج إلى بعض حيطان المدينة وقد يسر له فيها طهوره فان كانت له حاجة قضاها وإلا تطهر فإذا زالت الشمس عن كبد السماء قدر شراك قام فصلى أربع ركعات لم يتشهد بينهن ويسلم في آخر الاربع ثم يقوم فيأتي المسجد فقال ابن عباس يارسول الله ما هذه الصلاة التي تصليها ولا نصليها قال ابن عباس من صلاهن من أمتي فقد أحيا ليلته ساعة تفتح فيها أبواب السماء ويستجاب فيها الدعاء . رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع أبو هرمز وهو متروك . وعن صفوان عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى اربعا قبل الظهر كن له كأحر عشر رقبات أو قال أربع رقاب من ولد إسمعيل صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جماعة لم أجد من ترجمهم . وعن أيمن مولى ابن عمرة قال دخلت على عائشة وأنا يومئذ مملوك قبل أن أعتق فقلت لها يا أم المؤمنين أي ساعة كان أكثر ما يصلي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت دلوك الشمس حتى تميل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال ما هجرت إلا وجدت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي . رواه أحمد وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن البراء بن عازب عن النبي صلى
[ 221 ]
الله عليه وسلم قال من صلى قبل الظهر أربع ركعات كمن تهجد بهن من ليلته ومن صلاهن بعد العشاء كملثهن من ليلة القدر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ناهض ابن سالم الباهلي وغيره ولم أجد من ذكرهم . قلت ويأتي حديث أنس وغيره في الصلاة بعد العشاء . وعن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر اربعا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام . وعن بشير بن أبي سلمان عن شيخ من الانصار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى قبل الظهر أربعا كان كعدل رقبة من بني إسمعيل . وعن بشير بن سلمان عن عمرو الانصاري عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله . رواهما الطبراني في الكبير وفيهما عمرو الانصاري والشيخ الانصاري ولم أعرفهما ، وبقية رجالهما ثقات . وعن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الهجير مثل صلاة الليل فسألت عبدالرحمن بن حميد عن الهجير فقال إذا زالت الشمس . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن يزيد قال حدثني أوصل الناس بعبدالله بن مسعود أنه كان إذا زالت الشمس قام فركع أربع ركعات يقرأ فيهن بسورتين من المائين فإذا تجاوب المؤذنون شد عليه ثيابه ثم خرج إلى الصلاة . رواه الطبراني في الكبير وفيه راولم يسم . وعن الاسود ومرة ومسروق قالوا قال عبدالله ليس شئ يعدل صلاة الليل من صلاة النهار إلا أربعا قبل الظهر وفضلهن على صلاة النهار كفضل صلاة الجماعة على صلاة الواحد . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشير بن الوليد الكندي وثقه جماعة وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بين الظهر والعصر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه صالح بن نبهان وقد تكلم فيه بسبب أنه اختلط ووثقه جماعة رجال . { باب الصلاة قبل العصر } عن ميمونة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر ركعتين . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط وفيه حنظلة السدوسي ضعفه أحمد
[ 222 ]
وابن معين ووثقه ابن حبان . وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حافظ على أربع ركعات العصر بني له الله عزوجل بيتا في الجنة . رواه أبو يعلي وفيه ابن سعد المؤذن ولم أعرفه . وعن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلي أربع ركعات قبل العصر حرم الله بدنه على النار قلت يارسول الله قد رأيتك تصلي وتدع قال لست كأحدكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع بن مهران وغيره ولم أجد من ذكرهم . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في أناس من أصحابه فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأدركت في آخر الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلي أربع ركعات قبل العصر لم تمسه النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف وهو في الكبير مختصرا بلفظ حرمه الله على النار . وعن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي يصلون هذه الاربع ركعات قبل العصر حتى تمشي على الارض مغفورا لها حتما . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالملك بن هرون بن عنترة وهو متروك . { باب الصلاة بعد العصر } عن عروة بن الزبير قال خرج عمر على الناس فضربهم على السجدتين بعد العصر حتى مر بتميم الداري فقال لاأدعهما صليتهما مع من هو خير منك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر ان الناس لو كانوا كهيئتك لم أبال . رواه أحمد وهذا لفظه وعروة لم يسمع من عمر وقد رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح في الكبير والاوسط عن عروة قال أخبرني تميم الداري أو أخبرت أن تميما الداري ركع ركعتين بعد نهي عمر بن الخطاب عن الصلاة بعد العصر فأتاه عمر فضربه بالدرة فأشار إليه تميم أن اجلس وهو في صلاته فجلس عمر حتى فرغ تميم من صلاته فقال لعمر لم ضربتني قال لانك ركعت هاتين الركعتين وقد نهيت عنهما قال إني قد صليتهما مع من هو خير منك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر انه ليس بي
[ 223 ]
أنتم أيها الرهط ولكني أخاف أن يأتي بعدي قوم يصلون مابين العصر إلى المغرب حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيها حتما وصلوا مابين الظهر والعصر ، وفيه عبدالله بن صالح قال فيه عبدالملك بن شعيب ثقة مأمون ، وضعفه أحمد وغيره . وعن زيد بن خالد الجهني أنه رآه عمر بن الخطاب وهو خليفة ركع بعد العصر ركعتين فمشي إليه فضربه بالدرة وهو يصلي كما هو فلما انصرف قال زيد يا أمير المؤمنين فوالله لاأدعهما أبدا بعد إذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما قال فجلس عمر إليه وقال يا زيد بن خالد لولا أني أخشي أن يتخذها الناس سلما إلى الصلاة حتى الليل لم أضرب فيهما . رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبي موسى أنه رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين بعد العصر . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وزاد قال أبو دراس رأيت أبا بكر بن أبي موسى يصليهما ويقول رأيت أبا موسى يصليهما ويقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليهما في بيت عائشة رضي الله عنها ، ورجاله رجال الصحيح غير أبي دارس قال فيه ابن معين لا بأس به . وعن عبدالله بن الحارث ابن نوفل قال صلي بنا معاوية بن أبي سفيان صلاة العصر فأرسل إلى ميمونة ثم اتبعه رجلا آخر فقالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثا ولم يكن عنده ظهر من الصدقة فجلس يقسم بينهم فحبسوه حتى أرهقوا العصر وكان يصلي قبل العصر ركعتين وما شاء الله فصلي العصر ثم رجع فصلي ماكان يصلي قبلها وكان إذا صلي الصلاة أو فعل شيئا أحب أن يداوم عليه . رواه أحمد وفيه حنظلة السدوسي ضعفه أحمد وابن معين ووثقه ابن حبان . وعن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم فاتته ركعتا العصر فصلاهما بعد . رواه أحمد وفيه حنظلة أيضا . وعن عائشة قالت فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان قبل العصر فلما انصرف صلاهما ثم لم يصلهما بعد - قلت لعائشة حديث غير هذا في الصحيح والله أعلم - رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبويحيى القتات ضعفه أحمد وابن معين في رواية ووثقه في أخرى . وعن أم سلمة
[ 224 ]
قالت صلي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ثم دخل بيتي فصلي ركعتين فقلت يارسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها قال قدم مال فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر فصليتهما الآن فقلت يارسول الله أفتقضيهما إذا فاتنا قال لا - قلت هو في الصحيح خلا قولها أفنقضيهما إذا فاتتا قال لا - رواه أحمد وابن حبان في صحيحه ورجال أحمد رجال الصحيح . { باب النهى عن الصلاة بعد العصر وغير ذلك } عن قبيصة بن ذؤيب أن عائشة أخبرت آل الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلي عندها ركعتين بعد العصر فكانوا يصلونهما قال قبيصة فقال زيد بن ثابت يغفر الله لعائشة نحن أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم من عائشة إنما كان ذلك لان ناسا من الاعراب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهجير فقعدوا يسألونه ويفتيهم حتى صلي الظهر ولم يصل يعني بعدها ثم قعد يفتيهم حتى صلي العصر فانصرف إلى بيته فذكر أنه لم يصل بعد الظهر شيئا فصلاهما بعد العصر نحن أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم من عائشة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام ، وروى الطبراني طرفا من آخره في الكبير . وعن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي إذا طلع قرن الشمس أو غاب قرنها فانها تطلع بين قرني شيطان أو بين قرني الشيطان . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن صفوان بن المعطل أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا نبي الله إني سائلك عما أنت به عالم وأنا به جاهل من الليل والنهار ساعة تكون فيها الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليت الصبح فامسك عن الصلاة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت فصل فان الصلاة محضورة متقبلة حتى تعتدل على رأسك مثل الرمح فإذا اعتدلت على رأسك فان تلك الساعة تسجر فيها جهنم وتفتح فيها أبوابها حتى تزول عن حاجبك الايمن فإذا زالت عن حاجبك الايمن فصل فان الصلاة محضورة متقبلة حتى تصلي العصر . رواه عبدالله في زياداته في المسند ورجاله رجال الصحيح إلا أني لاأدري سمع سعيد المقبري منه
[ 225 ]
أم لا والله أعلم ، وقد رواه ابن ماجه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن صفوان ابن الموكل قال يارسول الله . وعن سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صلاتان لا يصلي بعدهما الصبح حتى تطلع الشمس والعصر حتى تغرب الشمس . رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن مرة بن كعب أو كعب بن مرة السلمي قال شعبة وقد حدثني به منصور عن سالم عن مرة أو كعب قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الليل اسمع قال جوف الليل الآخر ثم قال الصلاة مقبولة حتى يطلع الصبح ثم لا صلاة حتى تطلع الشمس وتكون قدر رمح أو رمحين ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم الظل مقام الرمح ثم لاصلاة حتى تزول الشمس ثم الصلاة مقبولة حتى يصلي العصر ثم لاصلاة حتى تغيب الشمس فذكر الحديث . رواه أحمد من طريقين إحداهما هذه والاخرى عن سالم عن رجل عن كعب بن مرة البهزي من غير شك وقال حتى يصلي الصبح بدل حتى يطلع الصبح . وكذلك رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن الاسناد الثاني فيه رجل لم يسم . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا عند طلوع الشمس فانها تطلع بين قرني شيطان ويسجد لها كل كافر ولا عند غروبها فانها تغرب بين قرني شيطان ويسجد لها كل كافر ولانصف النهار فانها عند سجر جهنم . رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام كثير وقد رواه الطبراني في الكبير أيضا عن أبي أمامة أو أخي أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، ورواه أيضا عن أبي سابط أن أبا أمامة سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي حين تكره الصلاة قال من حين يطلع الصبح حتى ترتفع الشمس قدر رمح أو رمحين ومن حين تصفر الشمس إلى غروبها ، ورجاله ثقات غير أنه مرسل . وعن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصلوا حين تطلع الشمس ولاحين تسقط فانها تطلع بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني الشيطان . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير من طرق بعضها بنحوه وقال في بعضها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 226 ]
يأمرنا أن نصلي أي ساعة شئنا من الليل والنهار غير أنه أمرنا أن نجتنب طلوع الشمس وغروبها وقال ان الشيطان يغيب معها حين تغيب ويطلع معها حين تطلع . ورجال أحمد ثقات . وعن سلمة بن الاكوع قال كنت أسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيته صلى بعد العصر ولابعد الصبح قط . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن سعيد بن نافع قال رآني أبو بشير الانصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي صلاة الضحى حين طلعت الشمس فعاب علي ونهاني وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصل حتى ترتفع الشمس فانها تطلع في قرني الشيطان . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الاوسط إلا أن أبا يعلي قال رآني أبو هبيرة ، ورجال أحمد ثقات . وعن سعيد بن نافع قال راني أبوالبسر وأنا أصلي صلاة الضحى فنهاني ثم قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تصلوا حين ترتفع الشمس فانها تطلع في قرني شيطان . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن بلال قال لم يكن ينهي عن الصلاة إلا عند طلوع الشمس فانها تطلع بين قرني شيطان . رواه أحمد والطبراني في الكبير بمعناه ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم وهو مسند ظهره إلى الكعبة فقال لاصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس - قلت له في الصحيح النهي عن الصلاة بعد طلوع الشمس - رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن حيى بن يعلي بن أمية قال رأيت يعلي يصلي قبل أن تطلع الشمس قال فقال له رجل أو قيل له أنت رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تصلي قبل طلوع الشمس قال يعلي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشمس تطلع بين قرني شيطان قال يعلي فلان تطلع وأنت في أمر الله خير من أن تطلع وأنت لاه . رواه أحمد وفيه حيى بن يعلي ولا يعرف . وعن عبدالله بن رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة حين طلوع الشمس حتى ترتفع ويقول إنها تطلع بقرن شيطان وينهي عن الصلاة حين تقارب الغروب حتى تغرب . رواه أبو يعلي وفيه ابن لهيعة وفيه
[ 227 ]
كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن عوف قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الليل اسمع قال جوف الليل الآخر ثم الصلاة مقبولة حتى يطلع الفجر لاصلاة حتى تكون الشمس قدر رمح أو رمحين ثم الصلاة مقبولة حتى يقوم الظل قيام الرمح ثم لاصلاة حتى تزول الشمس ثم الصلاة مقبولة حتى تكون الشمس قدر رمح أو رمحين ثم لاصلاة حتى تغيب الشمس فذكر الحديث ويأتي في كتاب العتق إن شاء الله . رواه الطبراني في الكبير وأبو سلمة لم يسمع من أبيه . وعن صفوان ابن المعطل السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشمس إذا طلعت قارنها الشيطان فإذا انبسطت فارقها فإذا دنت للزوال قارنها فإذا نزلت فارقها فإذا دنت للمغيب قارنها فإذا غابت فارقها فنهى عن الصلاة في تلك الساعات . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وقد تقدم لصفوان حديث رواه أحمد . وعن أبي أسيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاصلاة بعد صلاة العصر . رواه الطبراني في الكبير وفيه فروة بن أبي فروة ولم اجد من ذكره ، وبقية رجاله ثقات . وعن كريب أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن ازهر قالوا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد صلاة العصر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني يحيى بن منصور أبي سعيد الهروي فاني لم أجد من ترجمه . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نهينا عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها . رواه الطبراني في الكبير وفيه ضرار بن صرد أبو نعيم وهو ضعيف جدا . وعن قبيصة أبو المهلب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل هل من ساعة من الدهر تحبسنا عن الصلاة فقال لا إلا عند طلوع الشمس وعند غروبها فانها تطلع بين قرني شيطان وتغيب بين قرني شيطان . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن جابر السحيمي وفيه كلام كثير وهو صدوق في نفسه صحيح الكتاب ولكنه ساء حفظه وقبل التلقين . وعن عبدالله بن مسعود قال إن الشمس تطلع بين قرني شيطان فلا ترتفع قصبة
[ 228 ]
الا فتح لها باب من أبواب جهنم وإذا انتصف النهار فتحت لها أبواب جهنم قال فكان عبدالله ينهي عن الصلاة في هاتين الساعتين حين تطلع حتى ترتفع ونصف النهار . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في ثلاث ساعات عند طلوع الشمس حين تطلع ونصف النهار وعند غروب الشمس . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب جواز الصلاة لسبب } عن ثابت بن قيس بن شماس قال أتيت المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم التفت الي وأنا أصلي فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلي وأنا أصلي فلما فرغت قال ألم تصل معنا قلت نعم قال فما هذه الصلاة قلت يارسول الله صلى الله عليك وسلم ركعتا الفجر لم أكن صليتهما قال فلم يعب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني وفيه راويان لم يسميا ، وبقية بن الوليد عن الجراح بن منهال بالعنعنة والجراح منكر الحديث قاله البخاري ومسلم . { باب الصلاة يوم الجمعة عند الزوال } عن واثلة قال سأل سائل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال يوم الجمعة يؤذن فيها بالصلاة نصف النهار وقد نهيت في سائر الايام فقال ان الله عزوجل يسعر جهنم كل يوم نصف النهار ويخبيها يوم الجمعة . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشير بن عون قال ابن حبان روى مائة حديث كلها موضوعة . { باب الصلاة بمكة في كل الاوقات } عن أبي ذر أنه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولابعد الفجر حتى تطلع الشمس إلا بمكة . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن المؤمل المخزومي ضعفه أحمد وغيره ووثقه ابن معين في رواية وابن حبان وثقه أيضا وقال يخطئ ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني
[ 229 ]
عبد مناف لاأعرفنكم ما منعتم أحدا يطوف بالبيت أن صلي أي ساعة شاء من ليل أو نهار . رواه الطبراني في الاوسط من رواية عبد الكريم عن مجاهد فان كان هو الجزري فهو ثقة وإن كان ابن أبي المخارق فهو ضعيف والله أعلم . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا بني عبد مناف إذا وليتم هذا الامر فلا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت أن يصلي أية ساعة شاء من ليل أو نهار . رواه الطبراني في الصغير وقال يعني ركعتي الطواف أن يصليهما بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس وبعد صلاة العصر قبل غروب الشمس في كل النهار ، وفيه سليم بن مسلم الخشاب وهو متروك . وعن عمرو بن دينار قال رأيت ابن عمر طاف بعد صلاة الصبح وصلى ركعتين ثم قال إنما تكره الصلاة عند طلوع الشمس لان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشمس تطلع بين قرني شيطان . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . { باب الصلاة قبل المغرب وبعدها } عن زر بن حبيش أنه لزم أبي بن كعب وعبد الرحمن بن عوف فزعم أنهما كانا يقومان حين تغرب الشمس فيركعان ركعتين قبل المغرب . رواه عبدالله بن أحمد في زياداته وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف . وعن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم وسئل عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر صلاة بين المغرب والعشاء . رواه أحمد وله عنده في رواية أنه سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة أو سوى المكتوبة قال نعم بين المغرب والعشاء . رواه أحمد والطبراني في الكبير ومدار هذه الطرق كلها على رجل لم يسم ، وبقية رجال أحمد رجاله أحمد رجال الصحيح . وعن محمود بن لبيد أحد بني عبد الاشهل قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا فصلى بنا المغرب فلما سلم قال اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم للسبحة بعد المغرب . رواه أحمد ورجاله ثقات قال عبدالله قلت لابي إن رجلا قال من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد لم يجزئه إلا أن يصليهما في بيته لان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه من صلوات البيوت ، قال من قال هذا قلت محمد بن عبدالرحمن
[ 230 ]
قال ما أحسن ما قال أو قال ما أحسن ما نقل أو ما انتزع . وعن محمد بن عمار بن ياسر قال رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال ورأيت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد المغرب ست ركعات وقال من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر . رواه الطبراني في الثلاثة وقال تفرد به صالح بن قطن البخاري قلت ولم أجد من ترجمه . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد المغرب ركعتين يطيل فيهما القراءة حتى يتصدع أهل المسجد . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى ابن عبدالحميد الحماني (1) وهو ضعيف . وعن الاسود بن يزيد قال قال عبدالله بن مسعود نعم ساعة الغفلة يعني الصلاة فيما بين المغرب والعشاء . رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير . وعن عبدالرحمن بن يزيد قال ساعة ما أتيت عبدالله بن مسعود فيها إلا وجدته يصلي مابين المغرب والعشاء فسألت عبدالله فقلت ساعة ما أتيتك فيها إلا وجدتك تصلي فيها قال إنها ساعة غفلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام . وعن أبي جعفر محمد بن علي قال قلنا لعبد الله بن جعفر حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه ولا تحدثنا عن غيرك وإن كان ثقة فذكر الحديث إلى أن قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) . رواه الطبراني في الاوسط في حديث طويل يأتي في المناقب إن شاء الله وفيه أحرم بن حوشب وهو متروك . { باب الصلاة بعد العشاء } عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء وأربع بعد العشاء كعدلهن ليلة القدر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يحيى ابن عقيبة بن أبي العيزار وهو ضعيف جدا وقد تقدم حديث البراء بن عازب مثله في الصلاة بعد الظهر . وعن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى (1) في الاصل " الهالي " . [ * ]
[ 231 ]
أربع ركعات خلف العشاء الاخيرة قرأ في الركعتين الاوليين (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) وفي الركعتين الاخريين تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك كتبن له كأربع ركعات من ليلة القدر . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي ضعفه أحمد وابن المديني وابن معين وقال البخاري مقارب الحديث وثقه مروان بن معاوية وقال أبو حاتم محله الصدق وكانت فيه غفلة . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء الآخرة في جماعة وصلى أربع ركعات قبل أن يخرج من المسجد كان يعدل ليلة القدر . رواه الطبراني في الكبير وفيه من ضعف الحديث والله أعلم . { باب جامع فيما يصلي قبل الصلاة وبعدها } عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتا في الجنة . رواه أحمد والطبراني في الاوسط والكبير والبزار وقال لم يتابع هرون بن اسحاق على هذا الحديث . وعن علي بن أبي طالب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل التطوع ثمان ركعات وبالنهار اثنتى عشرة ركعة . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح خلا عاصم بن حمزة وهو ثقة ثبت . وعن أبي أمامة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فكانت صلاته كل يوم عشر ركعات ركعتين قبل الفجر وركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء . رواه الطبراني في الكبير وفيه فضالة بن حصين قال أبو حاتم مضطرب الحديث ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين كل أذانين صلاة إلا المغرب . رواه البزار وفيه حبان بن عبيدالله ذكره ابن عدي وقيل إنه اختلط . وعن عبدالله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف . وعن أبي عبيدة قال كانت صلاة عبدالله من
[ 232 ]
النهار أربعا قبل الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر ولا يصلي قبل العصر ولابعدها . رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن يحيى بن أبي كثير قال كتب إلي أبو عبيدة بن عبدالله أما بعد فاني أخبرك عن هدى ابن مسعود وقوله في الصلاة وفعله وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى جوامع الكلم كان يعلمنا كيف نقول في الصلاة التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم تسأل مابدا لك بعد ذلك وترغب إليه من رحمته ومغفرته كلمات يسيرة ولا تطيل القعود وكان يقول أحب أن تكون مسألتكم إليه حين يقعد أحدكم في الصلاة ويقضي التحية أن يقول سبحانك لا إله غيرك اغفر لي ذنبي واصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء وأنت الغفور الرحيم يا غفار اغفر لي ياتواب تب علي يا رحمان ارحمني يا عفو اعف عني يا رؤوف ارأف بي يا رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وطوقني حسن عبادتك يا رب أسألك من الخير كله وأعوذ بك من الشر كله يا رب افتح لي بخير واختم لي بخير وآتني شوقا إلى لقائك من غير ضراء مضرة ولافتنة مضلة وقني السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم ثم ماكان من دعائكم فليكن في تضرع واخلاص فانه يحب تضرع عبده إليه ، ثم إن عبدالله كان يقوم بالهاجرة حين ترتفع الشمس فيصلي أربع ركعات يقرأ فيهن بسور من القرآن طوال وقصار ثم لا يلبث الا يسيرا حتى يصلي صلاة الظهر فيطيل القيام في الركعتين الاوليين يقرأ فيهما بسورتين بآلم تنزيل السجدة ونحوها من المثاني فإذا صلى الظهر ركع بعدها ركعتين ثم مكث حتى إذا تصوبت الشمس وعليه نهار طويل صلى صلاة العصر ويقرأ في الركعتين الاوليين بسورتين من المثاني أو المفصل وهما أقصر مما في صلاة الظهر فإذا قضى صلاة العصر لم يصل بعدها حتى تغرب الشمس فإذا رآها قد توارت صلى صلاة المغرب التي تسمونها العشاء ويقرأ
[ 233 ]
فيهما بسورتين من قصار المفصل والليل إذا يغشى وسبح اسم ربك الاعلى ونحوها من قصار المفصل ثم يركع بعدها ركعتين وكان يقسم عليها شيئا لا يقسمه على شئ من الصلوات بالله الذي لا إله إلا هو إن هذه الساعة لميقات هذه الصلاة ويقول تصديقها (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) وهي التي تسمون صلاة الصبح وعندها يجتمع الحرسان كان يعز عليه أن يسمع متكلما تلك الساعة إلا بذكر الله وقراءة القرآن ثم يمكث بعدها حتى يصلي العشاء التي تسمون العتمة ويقرأ بخواتيم آل عمران إن في خلق السموات والارض إلى خاتمتها وخواتيم سورة الفرقان تبارك الذي جعل في السماء بروجا إلى خاتمتها في ترتيل وحسن صوت بالقرآن وكان يقول ان حسن الصوت بالقرآن زينة له فان لم يقرأ يصلي بعدها أربع ركعات حتى إذا كان آخر الليل قام فاوتر ما قدر الله من الصلاة اما تسعا واما سبعا أو فوق ذلك حتى إذا كان حين ينشق الفجر ورأى الافق وعليه من الليل ظلمة قام فصلى الصبح قرأ فيهما بسورتين طويلتين بالرعد ونحوها من المثاني حتى يهم أن يضئ الصبح وكان يكبر في كل من الصلاة حين يقوم لها وكان حين يرفع رأسه فيقول سمع الله لمن حمده يستوي قائما يحمد ربه ويسبحه وهو قائم ثم يكبر للسجدة حين يخر ساجدا ثم يكبر حين يرفع رأسه ثم يستوي قاعدا ويحمد ربه ويسبحه ثم يكبر للسجدة الثانية ثم يكبر حين يرفع رأسه منها ثم يكبر حين يقوم من القعدة فإذا صلى صلاة يسلم مرتين من غير أن يلتفت أو يشير بيده ثم يعمد إلى حاجته ان كانت عن يمينه أو عن شماله وكان إذا قام إلى الصلاة خفض فيها صوته ويديه وكان عامة قوله وهو قائم أن يسبح وكان تسبيحه فيها سبحانك لا إله إلا أنت لايفتر عن ذلك - قلت في الصحيح طرف منه في التشهد - رواه الطبراني في الكبير وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كا يتبع كل صلاة ركعتين إلا صلاة الصبح يجعلها قبلها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه حبيب بن حسان بن الاشرس قال الذهبي ضعفوه . وعن مسروق قال سألت عائشة عن تطوع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر
[ 234 ]
فقالت ركعتان دبر كل صلاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعيد بن زنبور وقد وثقه ابن حبان . وعن أبي هريرة قال وصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بركعتي الفجر فان فيهما رغائب الدهر وركعتي الضحى فانها صلاة الاوابين وركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وبعد العصر ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر قال هو صوم الدهر وأن لاأبيت إلا على وتر وقال لي يا أبا هريرة صل ركعتين أول النهار اضمن لك آخره - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمر بن عبد الجبار وهو ضعيف . { باب الفصل بين الفرض والتطوع } عن عبدالله بن رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر فقام رجل يصلي فرآه عمر فقال له اجلس فانما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ابن الخطاب . رواه أحمد وأبو يعلي ورجال أحمد رجال الصحيح . { باب صلاة الضحى } عن أنس بن مالك أنه لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الضحى قط إلا أنه يخرج في سفر أو يقدم من سفر . رواه أحمد وأبو يعلي إلا أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي الضحى إلا أن يقدم من سفر أو يخرج . وكلاهما رواه عن عبدالله بن رواحة قال حدثني أنس قلت ولم أجد من ذكره وأغفله الشريف . وعن أبي هريرة قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الضحى إلا مرة . رواه أحمد والبزار إلا أنه قال لم يصل الضحى إلا مرة ، ورجاله ثقات . وعن أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود أن أباه لم يكن يصلي الضحى . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن أبي أمامة أن سهل بن حنيف قال أول من صلى الضحى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكنى بأبي الزوائد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وفيهم معمر بن بكار قال الذهبي صويلح وقال
[ 235 ]
الازدي في حديثه وهم ، وذكره ابن حبان في الثقات . وعن عائشة قالت ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الضحى إلا يوم فتح مكة . رواه البزار ورجاله موثقون وفي بعضهم كلام لا يضر . وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الضحى . رواه أحمد وأبو يعلي إلا أنه قال كان يصلي الضحى ، ورجال أحمد ثقات . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغنموا وأسرعوا الرجعة فتحدث الناس بقرب مغزاهم وكثرة غنيمتهم وسرعة رجعتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام ، ورجال الطبراني ثقات لانه جعل بدل ابن لهيعة ابن وهب . وعن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا فعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرة فقال رجل يارسول الله ما رأينا بعثا قط أسرع ولا أعظم غنيمة من هذا البعث فقال ألا أخبركم بأسرع كرة منه وأعظم غنيمة رجل توضأ فأحسن الوضوء ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة ثم عقب بصلاة الضحوة فقد أسرع وأعظم الغنيمة . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن عائذ بن عمرو قال كان في الماء قلة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فنضحنا قال والسعيد في أنفسنا من أصابه ولا نراه إلا قد أصاب القوم كلهم ثم صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الضحى . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح أو بعس وفي الماء قلة فتوضأ ثم أمر فرش عليهم أو نضح عليهم ، وفيه رجل لم يسم . وعن عتبان بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في بيته سبحة الضحى - قلت لعتبان حديث في الصحيح غير هذا - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عزوجل يقول يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك . رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله رجال ثقات . وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عزوجل يقول ابن آدم
[ 236 ]
لا تعجزن من أربع ركعات من أول النهار لاكفك آخره . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبي مرة الطائفي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عزوجل ابن آدم صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره . رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله ابن آدم صل لي ركعتين أول النهار أضمن لك آخره . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس . وعن النواس بن سمعان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عزوجل ابن آدم لا تعجزن من أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يقول يا ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره . رواه الطبراني في الكبير وفيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك . وعن سعد بن أبي وقاص قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يوم فتحها ثمان ركعات يطول فيها القراءة والركوع . رواه البزار وفيه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن عقبة بن عامر أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في غزوة تبوك فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه فقال من قام إذا استقبلته الشمس فتوضأ فأحسن وضوءه ثم قام فصلى ركعتين غفر له خطاياه وكان كما ولدته أمه . رواه أبو يعلي وفيه من لم أعرفه . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فصلى سبحة الضحى ثمان ركعات فلما انصرف قال اني صليت صلاة رغبة ورهبة وسألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة سألته (1) فأبى علي - قلت لانس عند الترمذي غير هذا - رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن ابن عمر قال قلت لابي ذر يا عماه أوصني قال سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين وإن صليت أربعا كتبت من العابدين وإن صليت ستا كفيت وإن صليت ثمانيا كتبت من القانتين وإن صليت (1) كذا في الشامية ، وسقط من غيرها . وتقدم في كتاب الفتن أحاديث بمعنى الساقط . [ * ]
[ 237 ]
اثنتى عشر ركعة بنى لك بيت في الجنة وما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا ولله فيها صدقة يمن بها على من يشاء من عباده وما من على عبد مثل أن يلهمه ذكره . رواه البزار وفيه حسين بن عطاء ضعفه أبو حاتم وغيره وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويدلس . وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعا كتب من العابدين ومن صلى ستا كفى ذلك اليوم ومن صلى ثمانيا كتبه الله من القانتين ومن صلى ثنتي عشرة بنى الله له بيتا في الجنة وما من يوم وليلة إلا لله من يمن به على عباده وصدقة (1) وما من الله على أحد من عباده أفضل من أن يلهمه ذكره . رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن يعقوب الزمعي وثقه ابن معين وابن حبان وضعفه ابن المديني وغيره ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال على كل سلامي (2) من ابن آدم في كل يوم صدقة ويجزئ من ذلك كله ركعتا الضحى . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه من لم أجد له ترجمة . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلعت الشمس من مطلعها كهيئتها لصلاة العصر حين تغرب من مغربها فصلى رجل ركعتين واربع سجدات فانه له أجر ذلك اليوم وحسبته وقال كفر عنه خطيئته واثمه وأحسبه قال وإن مات من يومه دخل الجنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ميمون بن زيد قال الذهبي لينه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ، وبقية رجاله موثقون إلا أن فيهم ليث بن أبي سليم وفيه كلام . وعن أنس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ست ركعات فما تركتهن بعد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سعيد بن مسلم الاموي ضعفه البخاري وابن معين وجماعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ . وعن جابر بن عبدالله قال قطع بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملني على جمل قمري وأنا أضربه في آخر الناس فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فمازال في أوائل الناس فلما قدمنا مكة (1) لعله سقط ما هو بمعنى الحديث السابق . (2) هي الانامل أو العظام . [ * ]
[ 238 ]
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرده إليه فوجدته يصلي ست ركعات ، وفي رواية أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرض عليه بعيرا لي فرأيته صلى الضحى ست ركعات . رواهما الطبراني في الاوسط من رواية محمد بن قيس عن جابر وقد ذكره ابن حبان في الثقات . وعن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الضحى أربعا وقبل الاولى أربعا بنى له بيت في الجنة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه جماعة لا يعرفون . وعن جبير بن مطعم أنه رأى النبي صلى الله وسلم يصلي الضحى . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عبدالله بن أبي أوفي أنه صلى الضحى ركعتين فقالت له إمرأته إنما صليت ركعتين فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها ركعتين حين بشر بالفتح وحين بشر برأس أبي جهل - قلت روى له ابن ماجه الصلاة حين بشر برأس أبي جهل فقط - رواه البزار والطبراني في الكبير ببعضه وفيه شعثا ولم أجد من وثقها ولاجرحها . وعن أم هانئ قالت لما كان يوم فتح مكة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء وسترت أم هانئ وأم سليم أم أنس بن مالك بملحفة ثم دخل بيت أم هانئ فصلى الضحى أربع ركعات . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات ولها في الصحيح حديث غيره . وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح فصلى الضحى ست ركعات . رواه الطبراني في الكبير والاوسط واسناده حسن ولها حديث في الصحيح أنه صلاها ثمان ركعات . وعن ابن عباس قال كنت أمر بهذه الآية فما أدري ماهي قوله (بالعشي والاشراق) حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعا بوضوء في جفنة كأني أنظر إلى أثر العجين فيها فتوضأ ثم صلى الضحى ثم قال يا أم هانئ هذه صلاة الاشراق - قلت هو في الصحيح بغير سياقه - رواه الطبراني في الكبير وفيه حجاج بن نصير ضعفه ابن المديني وجماعة ووثقه ابن معين وابن حبان . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يترك الضحى في السفر ولاغيره . رواه البزار وفيه يوسف
[ 239 ]
ابن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن عمرو وفيه كلام وفيه من لم أعرفه . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان في الجنة بابا يقال له الضحى فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى هذا بابكم فادخلوه برحمة الله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن داود اليمامي أبو أحمد وهو متروك . وعن إبراهيم قال سئل عبدالله عن رجل يضع جنبه عند ركعتي الضحى قال ما بال أحدكم يتمرغ كتمرغ الحمار . رواه الطبراني في الكبير وابراهيم لم يسمع من عبدالله . { باب ما جاء في الوتر } عن أبي تميم الجيشاني قال سمعت عمرو بن العاص يقول أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عزوجل زادكم صلاة فصلوها فيما بين العشاء إلى الصبح الوتر الوتر ألا وانه أبو بصرة الغفاري قال أبو تميم فكنت أنا وأبو ذر قاعدان قال فأخذ بيدي أبو ذر فانطلقنا إلى أبي بصرة فوجدناه على الباب الذي يلي باب عمرو فقال أبو ذر يا أبا بصرة أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عزوجل زادكم صلاة فصلوها فيما بين العشاء إلى صلاة الصبح الوتر الوتر قال نعم قال أنت سمعته قال نعم . رواه أحمد والطبراني في الكبير وله إسنادان عند أحمد أحدهما رجاله رجال الصحيح خلا علي بن اسحق السلمي شيخ أحمد وهو ثقة . وعن عبدالرحمن بن رافع التنوخي قاضي افريقية أن معاذ بن جبل قدم الشام وأهل الشام لايوترون فقال لمعاوية مالي أرى أهل الشام لايوترون فقال معاوية وواجب ذلك عليهم قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول زادني ربي عزوجل صلاة وهي الوتر فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر . رواه أحمد وفيه عبدالله بن زحر وهو ضعيف متهم ومعاوية لم يتأمر في زمن معاذ . وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله قد زادكم صلاة فحافظوا
[ 240 ]
عليها وهي الوتر . رواه أحمد وله عنده أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر وزادني صلاة الوتر . وكلا الطريقين لا يصح لان في الاولى المثنى بن الصباح وهو ضعيف وفي الثاني ابراهيم بن عبدالرحمن بن رافع وهو مجهول . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يوتر فليس منا . رواه أحمد وفيه الخليل بن مرة ضعفه البخاري وأبو حاتم وقال أبو زرعة شيخ صالح . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوتر واجب على كل مسلم . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه النضر أبو عمر وهو ضعيف جدا . وعن عمرو بن العاص وعقبة بن عامر الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عزوجل زادكم صلاة خير لكم من حمر النعم الوتر وهي فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك . وعن أبي أيوب الانصاري رفعه قال الوتر واجب على كل مسلم فمن استطاع أن يوتر بخمس فليوتر ومن لم يستطع أن يوتر بثلاث فليوتر بواحدة ومن لم يستطع أن يوتر بواحدة فليومئ إيماء . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وله في الكبير الوتر حق فمن شاء أوتر بسبع فذكر نحوه . قلت وفي إسناده أشعث بن سوار ضعفه أحمد وجماعة ووثقه ابن معين وقد رواه أبو داود خلا قوله ومن لم يستطع أن يوتر بواحدة فليومئ إيماء . قلت وتأتي رواية أحمد في عدد الوتر ان شاء الله . وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى وتر يحب الوتر قال نافع وكان ابن عمر لا يصنع شيئا إلا وترا . رواه أحمد والبزار ورجاله موثقون . وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوتر على أهل القرآن . رواه الطبراني في الصغير وفيه عمران الخباط قال الذهبي لا يكاد يعرف . وعن سليمان بن صرد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم استاكوا وتنظفوا وأوتروا فان الله وتر يحب الوتر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم والدار قطني وابن عدي ووثقه ابن حبان وإبراهيم بن أورمة ذكره
[ 241 ]
فأحسن الثناء عليه . وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى الضحى وصام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في سفر ولاحضر كتب له أجر شهر . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن نهيك ضعفه أبو حاتم وغيره ووثقه ابن حبان وقال يخطئ . { باب عدد الوتر } عن أبي أمامة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بتسع حتى إذا بدن وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ (باذا زلزلت الارض) و (قل يا أيها الكافرون) . رواه أحمد والطبراني في الكبير وزاد و (قل هو الله أحد) ، ورجال أحمد ثقات . وعن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر بخمس فان لم تستطع فبثلاث فان لم تستطع فبواحدة فان لم تستطع فأومئ إيماء - قلت رواه أبو داود باختصار وقد تقدمت طرق الطبراني في الباب قبله - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما طلع الفجر الاول قام فاوتر بتسع ركعات يسلم من كل ركعتين . رواه الطبراني في الكبير وفيه عباد بن منصور وفيه كلام . وعن ابن أبي أوفي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث يقرأ في الاولى (بسبح إسم ربك الاعلى) وفي الثانية (بقل يا أيها الكافرون) وفي الثالثة (قل هو الله أحد) فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ومدبها صوته . رواه البزار وفيه هاشم بن سعيد ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان وقال البزار أخطأ هاشم في هذا الحديث . وعن عبدالله ابن بابي قال جئت عبدالله بن عمرو بعرفة فرأيته وقد ضرب فسطاطا في الحل وفسطاطا في الحرم فقلت له لم فعلت هذا فقال تكون صلاتي في الحرم وإذا خرجت إلى أهلي كنت في الحل قلت كيف توتر قال أعجب الوتر إلى سبع خلق الله السموات سبعا والارضين سبعا والايام سبعا وجعل الطواف سبعا والسعي بين الصفا والمروة سبعا ورمي الجمار سبع حصيات ثم قال ما خلق الله
[ 242 ]
شيئا في الارض من الجنة إلا هذه الياقوتة الركن الاسود والله ليرفعن قبل يوم القيامة . رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن عمر روى عنه اسحق بن راهويه ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوتر ثلاث كثلاث المغرب . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو بحر البكراوي وفيه كلام كثير . وعن عبدالله بن مسعود قال وتر الليل كوتر النهار صلاة المغرب ثلاث . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي عبيدة أن عبدالله كان يوتر بثلاث فأعلى . رواه الطبراني وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه . وعن حصين قال بلغ ابن مسعود أن سعدا يوتر بركعة قال ما أجزأت ركعة قط . رواه الطبراني في الكبير وحصين لم يدرك ابن مسعود وإسناده حسن . وعن ابراهيم قال قال عبدالله بن مسعود لسعد بن أبي وقاص توتر بواحدة فقال سعد أو ليس إنما الوتر واحدة فقال عبدالله بلى ولكن ثلاث أفضل قال فاني لاأزيد عليها فغضب عبدالله فقال سعد أتغضب على أن أوتر بركعة وأنت تورث بثلاث جدات أفلا تورث حواء امرآة آدم . رواه الطبراني وهو مرسل صحيح لان إبراهيم لم يسمع من ابن مسعود . وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه جابر الجعفي وثقه الثوري وغيره وضعفه الائمة . وعن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بواحدة . رواه البزار وفيه شرحبيل بن سعد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى فإذا أصبح أوتر بواحدة وقال إن الله واحد يحب الواحد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف . { باب الفصل بين الشفع والوتر } عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الحجرة وأنا في البيت فيفصل بين الشفع والوتر بتسليم يسمعناه . رواه أحمد وعمر بن العزيز لم
[ 243 ]
يدرك عائشة . وعن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع والوتر بتسليمة ويسمعناها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم ابن سعيد وهو ضعيف . { باب ما يقرأ في الوتر } عن عبدالله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الاولى (بسبح إسم ربك الاعلى) وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون) وفي الثالثة (قل هو الله أحد) . رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالملك بن الوليد بن معدان وثقه ابن معين وضعفه البخاري جماعة وعن النعمان بن بشير قال قلت يارسول الله بم توتر قال (بسبح إسم ربك الاعلى) و (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه السري بن اسماعيل وهو ضعيف جدا . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الركعة الاولى من الوتر (بسبح إسم ربك الاعلى) وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون) وفي الثالثة (قل هو الله أحد) والمعوذتين . رواه الطبراني في الاوسط عن المقدام بن داود وهو ضعيف . وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الوتر (بسبح إسم ربك الاعلى) و (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) . رواه البزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه سعيد بن سنان وهو ضعيف . وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الوتر (بسبح إسم ربك الاعلى) و (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) - قلت رواه النسائي خلا (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) - رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام . وعن عبدالرحمن بن سبرة يعني أبا خيثمة أن أباه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرأ في الوتر قال (سبح إسم ربك الاعلى) في الاولى وفي الثانية (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) في الثالثة ، وفي رواية أنه قال دخلت أنا وأبي على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه .
[ 244 ]
رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه اسماعيل بن رزين ذكره ابن حبان في الثقات قال الازدي يتكلمون فيه . { باب القنوت في الوتر } عن الحسين بن علي قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فانك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يزل من واليت تباركت ربنا وتعاليت . رواه أبو يعلي وروى أحمد بعضه كلهم من طريق الحسين كما تراه ورجاله ثقات وقد تقدم في القنوت شئ من هذا ويأتي حديث ابن عباس في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله . وعن الاسود قال كان عبدالله يقرأ في آخر ركعة من الوتر (قل هو الله أحد) ثم يرفع يديه فيقنت قبل الركعة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وهو ثقة . وعن النخعي أن ابن مسعود كان يقنت السنة كلها في الوتر . رواه الطبراني ، والنخعي لم يسمع من ابن مسعود . وعن عبد الرحمن بن الاسود قال كان عبدالله لايقنت في صلاته وإذا قنت في الوتر قنت قبل الركعة . رواه الطبراني في الكبير وهو منقطع . { باب في الوتر أول الليل وآخره وقبل النوم } عن أبي مسعود عقبة بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوتر من أول الليل وأوسطه وآخره . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط ورجاله ثقات زاد الطبراني فأي ذلك فعل كان صوابا . وعن سعد بن أبي وقاص أنه كان يصلي العشاء الآخرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يوتر بواحدة لا يزيد عليها قال فيقال له أتوتر بواحدة لا تزيد عليها فيقول نعم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي لاينام حتى يوتر حازم - قلت روى البخاري منه رأيت سعيدا يوتر بركعة ولم يذكر باقية - رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن علي رضي
[ 245 ]
الله عنه قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنام إلا على وتر . رواه البزار وفيه عبدالله بن شبيب وهو ضعيف . وعن أبي هريرة قال سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقال كيف توتر قال أوتر أول الليل قال حذر كيس ثم سأل عمر كيف توتر قال من آخر الليل قال قوى معان . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن داود اليماني وهو ضعيف جدا . وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل أبا بكر متى توتر قال أصلي مثنى مثنى ثم أوتر قبل أن أنام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمن حذر فقال لعمر كيف توتر فقال أصلي مثنى مثنى ثم أنام حتى أوتر من آخر الليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن قوي . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عقبة بن عمرو وأبي موسى أنهما قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر أحيانا أول الليل ووسطه ليكون سعة للمسلمين . رواه الطبراني في الكبير وفيه شخص ضعيف الحديث . وعن ثوير بن أبي فاخته عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له أبو الخطاب أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوتر قال أتحب أن أوتر نصف الليل ان الله عزوجل يهبط من السماء العليا إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل هل من مستغفر هل من داع حتى إذا طلع الفجر ارتفع . رواه الطبراني في الكبير وثوير ضعيف . وعن علقمة قال جاء رجل إلى عبدالله فقال أخبرنا متى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر قال إذا بقي من الليل نحو مما مضى منه إلى صلاة المغرب فسألوه عن قراءته فقال كان يسمع أهل الدار . رواه الطبراني في الكبير وفيه جعفر بن محمد بن الحسن ولم أعرفه . وعن الاسود بن هلال قال أشهد على عبدالله بن مسعود ولقد سمعته ينادي بها نداء الوتر مابين صلاة العشاء الآخرة التي تسمون العتمة وصلاة الفجر متى أوترت فحسن . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد خير قال كنا في المسجد فخرج علينا في آخر الليل فقال أين السائل عن الوتر فاجتمعنا إليه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر أول الليل ثم أوتر أوسطه ثم أوتر هذه
[ 246 ]
الساعة فقبض وهو يوتر هذه الساعة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبوشبة وهو ضعيف . وعن علي بن أبي طالب أنه كان يخرج حين يؤذن ابن التياح عند الفجر الاول فيقول نعم ساعة الوتر هذه ويتأول هذه الآية (والصبح إذا تنفس) . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر الحفري (1) وهو متروك . { باب فيمن أوتر ثم أراد أن يصلي } عن ابن عمر أنه كان إذا سئل عن الوتر قال فلو أوترت قبل أن أنام ثم أردت أن أصلي بالليل شفعت بواحدة ما مضى من وتري ثم صليت مثنى مثنى فإذا قضيت صلاتي أوترت بواحدة . رواه أحمد وفيه ابن اسحق وهو مدلس وهو ثقة ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عطاء بن السائب عن غير واحد من أصحاب عبدالله أن ابن مسعود كان يقول إذا أوتر أحدكم نام فقام فليقض وتره فليصل لها أخرى ثم ليوتر بعد ذلك . رواه الطبراني في الكبير وعطاء بن السائب فيه كلام لاختلاطه . وعن ثوبان قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال إن هذا السفر جهد وثقل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فان استيقظ وإلا كانتا له . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث وفيه كلام . { باب فيمن فاته الوتر } عن الاغر المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أدركه الصبح فلم يوتر فلا وتر له . رواه البزار عن صالح بن معاذ البغدادي شيخه ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات . وعن الاغر المزني أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني أصبحت ولم أوتر قال فأوتر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وإن كان في بعضهم لا يضر . وعن أبي نهيك أن أبا الدرداء كان يخطب الناس أن لاوتر لمن أدرك الصبح فانطلق رجال من المؤمنين إلى عائشة فخبروها فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح فيوتر . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن أبي سعيد الخدري قال (1) في النسخة الشامية " الجحدي " والتصحيح من الميزان . [ * ]
[ 247 ]
قيل يارسول الله الوتر بعد أذان الصبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتروا قبل الاذان قال وكان أذان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد طلوع الفجر فقالوا الوتر بعد الاذان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتروا قبل الاذان فقالوا الثالثة الوتر بعد الاذان فقال أوتروا بعد الاذان رخص لهم - قلت لابي سعيد حديث رواه أبو داود في قضاء الوتر غير هذا - رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن عروة بن الزبير قال كان ابن مسعود يوتر بعد الفجر وكان أبي يوتر قبل الفجر . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن عروة بن مسعود قال ما أبالي أن يثوب لصلاة الفجر وأنا في وردي لم أوتر بعد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وقد أفتى غيره بذلك أعني ابن مسعود . { باب التطوع في البيوت } عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن صهيب بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن مصعب القرقساني ضعفه ابن معين وغيره ووثقه أحمد . وعن الحسن بن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ولا تتخذوا بيتي عيدا وصلوا علي وسلموا فان صلاتكم وسلامكم تبلغني أينما كنتم . رواه أبو يعلي وفيه عبدالله بن نافع وهو ضعيف . { باب فضل الصلاة } عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آذى وليا فقد استحل محاربتي وما تقرب إلي عبدي بمثل الفرائض وما يزال العبد يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه إن سألني أعطيته وإن دعاني أجبته وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددي عن وفاته لانه يكره الموت واكره مساءته . رواه أحمد وفيه عبد الواحد بن قيس بن عروة وثقه أبو زرعة والعجلي وابن
[ 248 ]
معين في احدى الروايتين وضعفه غيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح . ورواه الطبراني في الاوسط وزاد فإذا أجبته كنت عينه التي يبصر بها وأذنه التي يسمع بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، والباقي بنحوه ورجاله رجال الصحيح خلا شيخه هرون بن كامل ، رواه البزار بنحوه . قلت وبقية طرقه في كتاب الزهد في باب من آذى وليا . وعن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يقول ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فأكون أنا سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به وقلبه الذي يعقل به فإذا دعاني أجبته وإذا سألني أعطيته وإذا استنصرني نصرته وأحب ما تعبدني عبدي به النصح لي . رواه الطبراني في الكبير . وله عنده في رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالعداوة ابن آدم لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضت عليك ولا يزال عبدي يتحبب الي بالنوافل حتى أحبه ، فذكر معناه وفي الطريقين علي بن يزيد وهو ضعيف . وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصن من شجرة قال فجعل ذلك الورق فقال يا أبا ذر قلت لبيك يارسول الله قال ان العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كما تهافت هذا الورق عن هذه الشجرة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن مطرف قال قعدت إلى نفر من قريش فجاء رجل فجعل يصلي ويركع ويسجد ولا يقعد فقلت والله ما أرى هذا يدري ينصرف على شفع أو على وتر فقالوا ألا تقوم إليه فتقول له قال فقمت فقلت يا عبد الله ما أراك تنصرف على شفع أو على وتر قال ولكن الله يدري وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سجد لله سجدة كتب الله له بها حسنة وحط بها عنه خطيئة ورفع له بها درجة فقلت من أنت فقال أبو ذر فرجعت إلى أصحابي فقلت جزاكم الله من جلساء شر أمرتموني أن أعلم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية فرأيته يطيل القيام ويكثر الركوع والسجود فذكرت ذلك له فقال ماألوت أن أحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ركع ركعة أو سجد سجدة رفع بها درجة وحط عنه بها خطيئة . رواه كله أحمد
[ 249 ]
والبزار بنحوه بأسانيد وبعضها رجاله رجال الصحيح ، رواه الطبراني في الاوسط وعن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم ألك حاجة قال حتى كان ذات يوم قال يارسول الله حاجتي قال وما حاجتك قال حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة قال ومن دلك على هذا قال ربي عزوجل قال أمالا فأعني بكثرة السجود . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي فاطمة قال قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم يا أبا فاطمة إن أردت أن تلقاني فأكثر السجود . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبر فقال من صاحب هذا القبر فقالوا فلان فقال ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن جابر بن سمرة قال كان شاب يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويخف في حوائجه فقال سلني حاجتك فقال أدع الله تعالى لي بالجنة قال فرفع رأسه فتنفس فقال نعم ولكن اعني بكثرة السجود . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه ناصح بن عبدالله التميمي وهو ضعيف جدا . وعن ربيعة بن كعب قال كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم نهاري فإذا كان الليل أويت إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبت عنده فلا أزال أسمعه يقول سبحان الله سبحان الله سبحان ربي حتى أمل أو تغلبني عيني فأنام فقال يوما يا ربيعة سلني فأعطيك فقلت انظرني حتى أنظر وتذكرت أن الدنيا فانية منقطعة فقلت يارسول الله أسألك أن تدعو الله أن ينجيني من النار ويدخلني الجنة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من أمرك بهذا قال قلت ما أمرني به أحد ولكني علمت أن الدنيا منقطعة فانية وأنت من الله بالمكان الذي أنت منه فاحببت أن تدعو الله قال إني فاعل فأعني بكثرة السجود - قلت في الصحيح بعضه - رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحق
[ 250 ]
وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا أول من يؤذن له برفع رأسه فأرفع رأسي فأعرف أمتي عن يميني وعن شمالي فقيل كيف تعرفهم يارسول الله قال غرمحجلون من أثر السجود وذراريهم نورهم بين أيديهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات وله طرق رواها أحمد ذكرتها في البعث (1) . وعن عبدالله يعني ابن مسعود قال ما حال أحب إلى الله أن يجد لعبد فيه من أن يجده عافرا وجهه . رواه الطبراني في الكبير وفيه عاصم بن أبي النجود وفيه كلام . وعن أبي ريحانة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه تفلت القرآن مني ومشقته علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتحمل عليك مالا تطيق وعليك بالسجود . رواه الطبراني في الكبير من رواية شيخه ابراهيم بن محمد بن عرق بن الحمصي قال الذهبي غير معتمد . وعن جبير بن نوفل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذن الله لعبد في شئ أفضل من ركعتين أو أكثر والبر يتناثر فوق رأس العبد ماكان في صلاة وما تقرب عبد إلى الله عزوجل بأفضل مما خرج منه يعني القرآن . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام . وعن سلمة بن الاكوع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقيموا ولن تحصوا أن أفضل أعمالكم الصلاة . رواه الطبراني في الكبير عن محمد بن عبادة عن أبيه ولم أجد من ترجمه . وعن مالك بن قيس قال قدم عقبة بن عامر على معاوية وهو بايلياء فلم يلبث أن خرج فطلب فلم يوجد وقال فطلبناه فلم نجده فأتيناه فإذا هو يصلي ببراز من الارض قال فقال ما جاء بكم قالوا جئنا لنحدث بك عهدا أو نقضي من حقك قال فعندي جائزتكم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكان على كل رجل منا رعاية الابل يوما فكان يومي الذي أرعى فيه قال فروحت الابل وانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد طاف به أصحابه وهو يحدث قال فأهملت الابل وتوجهت نحوه فانتهيت إليه وهو يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يريد بهما وجه الله غفر (1) في الجزة العاشر . [ * ]
[ 251 ]
الله له ماكان قبلها فقلت الله أكبر قال فضرب رجل على كتفي فالتفت فإذا أبو بكر قال يا ابن عامر ماكان قبلها أفضل قلت ماكان قبلها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد أن لا إله إلا الله يصدق قلبه لسانه دخل من أي أبواب الجنة شاء - قلت له حديث في الصحيح غير هذا - رواه أبو يعلي ومالك بن قيس لم أجد من ذكره وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم وفيه كلام كثير وقد وثقه بعض الناس . { باب تكفير الذنوب بالصلاة } عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تكفير كل نحاء ركعتان . وفيه مسلمة بن علي وهو متروك . { باب في صلاة الليل } عن جابر قال كتب علينا قيام الليل (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا) فقمنا حتى انتفخت أقدامنا فأنزل الله تبارك وتعالى الرخصة (علم أن سيكون منكم مرضى) إلى آخر السورة . رواه البزار وفيه علي بن زيد وفيه كلام وقد وثق . وعن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة إلى ربكم ومكفر للسيآت ومنها عن الاثم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالله بن صالح كاتب الليث قال عبدالملك بن شعيب ابن الليث ثقة مأمون وضعفه جماعة من الائمة . وعن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم إلى الله عزوجل ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الاثم ومطردة عن الحسد . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن سليمان بن أبي الجون وثقه دحيم وابن حبان وابن عدي وضعفه أبو داود وأبو حاتم . وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أعجبه نحو رجل أمره بالصلاة . رواه البزار وفيه يحيى بن عثمان القرشي
[ 252 ]
البصري ولم أعرفه روى عن أنس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . قلت ذكر ابن حبان في الثقات يحيى بن عثمان القرشي ولكنه ذكره في الطبقة الثالثة . وعن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي من الليل ماقل أو وكثرونجعل آخر ذلك وترا . رواه البزار والطبراني في الاوسط والكبير وأبو يعلي ، وللبزار في رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نصلي كل ليلة بعد الصلاة المكتوبة نحوه وإسناده ضعيف . وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاتدعن صلاة الليل ولو حلب شاة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بقية بن الوليد وفيه كلام كثير . وعن جندب بن سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصفه ثلثه ربعه فواق حلب ناقة فواق حلب شاة . رواه الدار قطني . وعن إياس بن معاوية المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابد من صلاة بليل ولو حلب شاة وما كان بعد صلاة العشاء فهو من الليل . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن اسحق وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن ابن عباس قال تذكرت قيام الليل فقال بعضهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نصفه ثلثه ربعه فواق حلب ناقة فواق حلب شاة . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال عليكم بصلاة الليل ولو ركعة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رجل يركع بعد ما أقيمت الصلاة وقال أيضا فهل أنتم منتهون صلاتان معا . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه حسين بن عبدالله وهو ضعيف . وعن عبيدة المليكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول يا أهل القرآن لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته في آناء الليل والنهار واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون ولا تستعجلوا ثوابه فان له ثوابا . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر ابن أبي مريم . وهو ضعيف . وعن سهل بن سعد قال جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فانك ميت واعمل ما شئت فانك مجزى به وأحبب من شئت فانك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس .
[ 253 ]
رواه الطبراني في الاوسط وفيه زافر بم سليمن وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وتكلم فيه ابن عدي وابن حبان بما لا يضر . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته فان الملائكة تصلي بصلاته وتسمع لقراءته وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانة معه في مسكنه يصلون بصلاته ويسمعون قراءته وانه يطرد بجهرة بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يهتدي بها أهل السماء كما يهتدي بالكوكب الدري في لجج البحار وفي الارض القفر فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة فتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور فتلقاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي الملائكة على روحه في الارواح ثم تستقبل الملائكة الحافظين الذين كانوا معه ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث وما من رجل تعلم كتاب الله ثم صلى ساعة من ليل او صب به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن ينتبه لساعته وأن يكون عليه حقيقة فإذا مات وكان أهله في جهازه جاء القرآن في صورة حسنة جميلة فوقف عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن فإذا وضع في قبره وسوى عليه وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر ونكير فيجلسانه في قبره فيجئ القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له اليك حتى يسأله فيقول لاورب الكعبة إنه لصاحبي وخليلي ولست أخذ له على حال فان كنتما أمرتما بشئ فامضيا لما أمرتما به ودعا مكاني فاني لست أفارقه حتى أدخله الجنة ثم ينظر القرآن إلى صاحبه فيقول أنا القرآن الذي كنت تجهر بي وتخفيني وتحبني فانا حبيبك ومن أحببته أحبه الله ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير هم ولاحزن فيسأله منكر ونكير ويصعدان ويبقى هو والقرآن فيقول لافرشنك ألف فراش لينا ولادثرنك دثارا حسنا جميلا بما أسهرت ليلك وأنصبت نهارك قال فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله ذلك له فيعطيه ذلك فينزل به ألف ألف من مقري السماء السادسة فيجئ القرآن فيحييه فيقول هل استوحشت ما زدت منذ فارقتك ان كلمت الله تبارك وتعالى
[ 254 ]
حتى أحدث لك فراشا ودثارا ومفتاحا وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة قال فتنهضه الملائكة انهاضا لطيفا ثم تفتح له في قبره مسيرة أربعمائة عام ثم يوضع له فراش بطانته من حرير أخضر حشوه المسك الاذفر وتوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس الاخضر والاستبرق ويسرج له سراجان من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة ثم تضجعه الملائكة على شقه الايمن مستقبل القبلة ثم يؤتى بياسمين الجنة وتصعد عنه ويبقى هو والقرآن فيأخذ القرآن الياسمين فيضعه على أنفه غضا فينشقه حتى يبعث ويرجع القرآن إلى أهله فيخبرهم كل يوم وليلة ويتعاهده كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخير فان تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وان كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالصلاح والاقبال أو كما ذكر . رواه البزار وقال ابن معدان لم يسمع من معاذ ومعناه أنه يجئ ثواب القرآن كما قال إن اللقمة تجئ يوم القيامة مثل أحد وإنما يجئ ثوابها . قلت وفيه من لم أجد من ترجمه . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماخيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام وهو ثقة مدلس . { باب ثان في صلاة الليل } عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الاشعري لمن هي يارسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام . رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن واللفظ له ، وفي رواية أحمد فقال أبو موسى الاشعري . وعن أبي مالك الاشعري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفا يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وقام بالليل والناس نيام . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي معانق الاشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها
[ 255 ]
من ظهرها أعدها الله عزوجل لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن معانق ليست له صحبة ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وسئل عنه الدار قطني فقال مجهول لا شئ . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بات ليلة في خفة من الطعام والشراب يصلي تداركت حوله الحور العين حتى يصبح . رواه الطبراني في الكبير وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك . وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويبشربهم الذي إذا انكشفت فيه قاتل وراءها بنفسه لله تعالى فاما أن يقتل واما أن ينصره الله ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء سرا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن مسعود يرفعه قال ثلاثة يحبهم الله عزوجل رجل قام من الليل يتلو كتاب الله ورجل تصدق بصدقة يخفيها من شماله ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو - قلت روى أبو داود منه الذي كان في سرية فقط - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عجب ربنا من رجلين ثار عن وطأته ولحافه بين أهله وحيه إلى صلاته فيقول ربنا يا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه ووطأته من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي فذكر نحوه باختصار التصدق . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في الكبير وإسناده حسن وله عند الطبراني في الكبير نحوه موقوفا إلا أنه قال ورجل لا يعلم به أحد فأسبغ الوضوء وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم وحمد الله واستفتح القراءة فيضحك الله منه يقول انظروا إلى عبدي لا يراه أحد غيري ، وفيه أبو عبيدة ولم يسمع من أبيه . وعن عبدالله بن مسعود أنه قال ألا إن الله يضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره
[ 256 ]
فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عزوجل لملائكته ما حمل عبدي هذا على ما صنع فيقولون ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول فاني قد أعطيته مارجا وأمنته مما يخاف . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليضحك إلى ثلاثة نفر رجل قام في جوف الليل فأحسن الطهور وصلى ورجل نام وهو ساجد ورجل أحسبه قال كان في كتيبة فانهزمت وهو على جواد لو شاء أن يذهب لذهب - قلت رواه ابن ماجه وغيره بغير هذا السياق - رواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير لسوء حفظه لالكذبه . { باب لاحسد إلا في إثنتين } عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الحسد في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به فقام به فأحل حلاله وحرم حرامه ورجل آتاه الله مالا فوصل منه أقاربه ورحمه وعمل بطاعة الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه روح بن صلاح ضعفه ابن عدي ووثقه ابن حبان وقال الحاكم ثقة مأمون . وعن سمرة بن جندب قال كان رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ليس في الدنيا حسد الا في اثنتين الرجل يغبط أن يعطيه الله المال الكثير فينفق منه فيكثر النفقة يقول الآخر لو كان لي مالا لانفقته مثل ما ينفق هذا وأحسن فهو يحسده ورجل يقرأ القرآن فيقوم الليل ورجل إلى جنبه لا يعلم القرآن فهو يحسده على قيامه وعلى ما علمه الله عزوجل القرآن فيقول لو علمني الله مثل هذا لقمت مثل ما يقوم . رواه الطبراني في الكبير وفي اسناده بعض ضعف ، ورواه البزار باسناد ضعيف . وعن يزيد بن الاخنس وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنافس بينكم إلا في اثنتين رجل أعطاه الله قرآنا فهو يقوم به آناء الليل والنهار ويتبع ما فيه فيقول رجل لو أن الله أعطاني ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفق ويتصدق فيقول رجل مثل تلك . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه
[ 257 ]
آناء الليل وآناء النهار فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما فعل ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح ، رواه البزار بنحوه . { باب منه } عن أبي أمامة قال جاء رجل من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر فقال زرع فلان زرعا فأضعف أو كما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذاك ركعتان خفيفتان خير لك من ذلك كله من الدنيا وما عليها ولو أنكم تفعلون كل ما أمرتم به لاكلتم غير وزعا ولا أشقيا . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر وعلي يزيد وكلاهما ضعيف . { باب فضل الصلاة على الصيام } عن عبدالله بن مسعود أنه كان لا يكاد يصوم وقال اني إذا صمت ضعفت عن الصلاة والصلاة أحب إلي من الصيام فان صام صام ثلاثة أيام من الشهر . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وفي بعض طرقه ولم يكن يصلي الضحى . وعن أبي عبيدة عن أمه قالت ما رأيت عبدالله صائما قط إلا يومين إلا رمضان قال لاأدري ما شأن ذينك اليومين . رواه الطبراني وفيه من لم يسم . وعن الشعبي عن عمه قال اختلفت إلى ابن مسعود سنة فما رأيته صائما قط إلا في رمضان وكان يشرب النبيذ الشديد في جرار خضر . وإسناده فيه عصمة بن سليمان وعم الشعبي ولم أجد من ترجمها . وعن ابن مسعود قال الصلاة أحب إلي من الصوم ولم يكن يصلي الضحى . رواه الطبراني في الكبير وفيه بكير بن عامر وثقه أحمد وضعفه ابن معين وجماعة . { باب الاكثار من الصلاة } عن عبدالله بن مسعود قال إنك ماكنت في صلاة فانك تقرع باب الملك ومن يكثر قرع باب الملك يوشك أن يفتح له . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . ولابن مسعود عنده أيضا مثل الذي يديم الصلاة الذي يقرع
[ 258 ]
الباب ومن يديم قرع الباب يوشك أن يفتح له . وعن الشعبي قال كان ابن مسعود لا يصلي الضحى ويصلي مابين الظهر والعصر مع عقبة من الليل طويلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم . وعن علي بن أبي جميلة والاوزاعي قالا كان عبدالله بن عباس يسجد كل يوم ألف سجدة . رواه الطبراني في الكبير وإسناده منقطع . { باب صلاة الليل تنهي عن الفحشاء } عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق قال ينهاه ما يقول . رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم إن فلانا يصلي فإذا أصبح سرق قال سينهاه ما يقول . رواه البزار ورجاله ثقات . { باب فيمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عبدالله بن مسعود قال من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهاه عن المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب من أطاع الله فقد ذكره وإن قلت صلاته } عن واقد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أطاع الله عزوجل فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ومن عصى الله لم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن . رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك . { باب الاقتصار في العمل والدوام عليه } عن ابن عباس قال كانت مولاة للنبي صلى الله عليه وسلم تصوم النهار وتقوم الليل فقيل له إنها تصوم النهار وتقوم الليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل عمل شرة والشرة (1) إلى (1) أي نشاط . [ * ]
[ 259 ]
فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل . رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يمل حتى تملوا . رواه البزار وفيه خالد بن الياس وهو متروك . وعن ابن عباس وعائشة قالا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا صوته كدوي النحل قراءة القرآن فقال إن الاسلام ليتسع ثم تكون فترة فمن كانت له فترة إلى غلو وبدعة فأولئك أهل النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه المسيب بن شريك وهو ضعيف . وعن جعدة بن هبيرة قال ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم مولى لبني عبد المطلب يصلي ولا ينام ويصوم ولا يفطر فقال أنا أصلي وأنام وأصوم وأفطر لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن تكن فترته إلى السنة فقد اهتدى ومن تكن إلى غير ذلك فقد ضل . رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن نمير وهو ضعيف . وعن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم من العمل بما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النفس ملولة وإن أحدكم لا يدري قدر المدة فلينظر من العبادة ما يطيق ثم ليداوم عليه فان أحب الاعمال إلى الله ماديم عليه وإن قل . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الجارود بن يزيد وهو متروك . وعن عائشة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ذات ليلة فقمت خلفه فصليت بصلاته فلما جلس خفف في قيامه وصلى ركعتين خفيفتين ثم سلم ثم قام فصلى ركعتين ثم سلم فيسمعني السلام ثم التفت إلي فقال اكافي من العمل ما تطيقين يقولها ثلاثة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عبدالله ابن عمرو قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قوما يجتهدون في العبادة اجتهادا شديدا فقال تلك ضرورة الاسلام وشرته ولكل عمل شرة فمن كانت فترته إلى اقتصاد فنعم ما هو ومن كانت فترته إلى المعاصي فأولئك هم الهالكون . رواه الطبراني في الكبير وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات وقد قال ابن إسحق حدثني أبو الزبير
[ 260 ]
فذهب التدليس . وعن أبي أمامة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عثمان بن مضعون فوقف على الباب فقال مالك يا كحيلة متبذلة أليس عثمان شاهد قالت بلى وما اضطجع على فراش منذ كذا وكذا ويصوم النهار فلا يفطر فقال مريه أن يأتيني فلما جاء قالت له فانطلق إليه فوجده في المسجد فجلس إليه فأعرض عنه فبكى ثم قال قد علمت أنه قد بلغك عني أمر قال أنت الذي تصوم النهار وتقوم الليل لا يقع جنبك على فراش قال عثمان قد فعلت ذلك ألتمس الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعينك حظ ولجسدك حظ فصم وافطر ونم وقم وائت زوجك فاني أنا أصوم وأفطر وأنام وأصلي وآتي النساء فمن أخذ بسنتي فقد اهتدى ومن تركها ضل وإن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فإذا كانت الفترة إلى الغفلة فهي الهلكة وإذا كانت الفترة إلى الفريضة فلا يضر صاحبها شيئا فخذ من العمل ما تطيق فاني إنما بعثت بالحنيفية السمحة فلا تثقل عليك عبادة ربك لا تدري ما طول عمرك . رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف . قلت وتأتي أحاديث تشبه هذا في النكاح . وعن عبدالله بن مسعود قال لا تغالبوا هذا الليل فانكم لن تطيقوه فإذا نعس أحدكم فلينصرف إلى فراشه فانه أسلم له . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن مسروق قال كنا إذا قام عبدالله نجلس بعده فيتثبت الناس في القراءة فإذا قمنا صلينا فبلغه ذلك فدخلنا عليه فقال أتحملون الناس ما لا يحملهم الله عزوجل تصلون فيرون ذلك واجبا عليهم إن كنتم لابد فاعلين ففي بيوتكم . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رجلا مر على قوم فسلم عليهم فردوا عليه السلام فلما جاوزهم قال رجل منهم إني لابغض هذا في الله فقال أهل المجلس بئس والله ما قلت لتبيننه قم يا فلان رجل منهم فاخبره قال فأدركه رسولهم فأخبره بما قال فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان فسلمت عليهم فردوا السلام فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلانا قال لا الله إني
[ 261 ]
لابغض هذا الرجل في الله فادعه يارسول الله فسله على ما يبغضني فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل فاعترف بذلك وقال لقد قلت ذلك يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تبغضه قال أنا جاره وأنا به خابر والله ما رأيته صلى صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر قال سله يارسول الله هل رآني أخرتها عن وقتها أو أسأت الركوع والسجود فيها فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قال والله ما رأيته يصوم إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر قال سله يارسول الله هل رآني فرطت فيه أو تنقصت من حقه شيئا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قال والله ما رأيته يعطي سائلا قط ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في شئ من سبيل الله خير إلا هذه الصدقة التي يؤديها البر والفاجر قال فسله يارسول الله هل كتمت من الزكاة شيئا قط أو ماكست فيها طالبها فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم إن أدري لعله خير منك . رواه أحمد والطبراني في الكبير وقد تقدم ولكن ههنا أحسن ورجاله رجال الصحيح إلا مظفر بن مدرك وهو ثقة ثبت . وعن واثلة ابن الاسقع قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أكسف أحول أوقص أحنف أفحم أعسر أرسح أفجح فقال يارسول الله أخبرني بما فرض الله علي فلما أخبره قال إني أعاهد الله إذن لاأزيد على فريضة قال لم قال لانه خلقني أكسف أحول أفحم أعسر أرسح أفحج ثم أدبر فأتاه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن العاتب على ربه عاتب ربا كريما فاعتبه قال قل له ألا ترضى أن تبعث في صورة جبريل يوم القيامة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجل فقال انك عاتبت ربا كريما فأعتبك أفلا ترضى أن يبعثك الله يوم القيامة على صورة جبريل قال بلى يارسول الله قال فاني أعاهد الله أن لا يقوى جسدي على شئ يرضاه الله عزوجل إلا حملته . رواه الطبراني في الكبير وفيه العلاء بن كبير الليثي وهو ضعيف جدا . { باب فيمن نام حتى أصبح } عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن ذكر ولا أنثى إلا
[ 262 ]
وعلى رأسه حرير معقود ثلاث عقد حين يرقد فان استيقظ أحدكم فذكر الله عز وجل انحلت عقدة فإذا قام فتوضأ انحلت عقدة فإذا قام إلى الصلاة انحلت عقده كلها . رواه أحمد وأبو يعلي وزاد وأصبح نشيطا قد أصاب خيرا فان هو نام لا يذكر الله أصبح عليه عقده ثقيلا ، ورجالها رجال الصحيح . رواه الطبراني في الاوسط وزاد وان استيقظ قال له الشيطان عليك ليل طويل ارقد فيعقد الشيطان عليه الحرير . وعن أبي هريرة قال إذا ارقد أحدكم عقد على رأسه بحرير فان قام فذكر الله عز وجل أطلقت واحدة وان مضى فتوضأ أطلقت الثانية فان مضى فصلى أطلقت الثالثة فان أصبح ولم يقم شيئا من الليل ولم يصل الصبح أصبح وهو عليه يعني الحرير - قلت هو في الصحيح مرفوعا باختصار - رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أو ان رجلا قال يارسول الله إن فلانا نام البارحة ولم يصل حتى أصبح قال بال الشيطان في أذنه قال الحسن إن بوله والله ثقيل . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشيطان كحولا ولعوقا فإذا كحل الانسان من كحله نامت عيناه عن الذكر وإذا لعقه من لعقوه ذرب لسانه بالشر . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحكم بن عبدالملك القرشي وهو ضعيف . قلت وقد تقدم حديث عقبة ابن عامر في كتاب الطهارة زاد فيه إذا وضأ يده انحلت عقدة وإذا وضأ يده انحلت عقدة وغير ذلك . وعن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد العبد الصلاة من الليل أتاه ملك فقال له قم فقد أصبحت فصل واذكر ربك فيأتيه الشيطان فيقول عليك ليل طويل وسوف تقوم فان قام فصلى اصبح الشيطان خفيف الجسم قرير العين وإن هو أطاع الشيطان حتى أصبح بال في أذنه - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه الطبراني في الاوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف . ويأتي حديث عثمان بن أبي العاص في العشار في الزكاة { باب الايقاظ للصلاة } عن علي بن أبي طالب قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى
[ 263 ]
فاطمة من الليل فأيقظنا للصلاة قال ثم رجع إلى بيته فصلى هونا من الليل فلم يسمع لنا حسا فرجع إلينا فأيقظنا وقال قوما فصليا قال فجلست وأنا أعرك عيني وأنا أقول إنا والله ما نصلي إلا ماكتب لنا إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا قال فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرب بيده على فخذه ما نصلي إلا ماكتب لنا ما نصلي الا ماكتب لنا (وكان الانسان أكثر شئ جدلا) - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه أحمد وفيه حكيم بن حكيم بن عبادة ضعفه ابن سعد ووثقه ابن حبان . وعن أبي مالك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن رجل يستيقظ من الليل فيوقظ امرأته فان غلبها النوم نضح في وجهها من الماء فيقومان في بيتهما فيذكران الله عزوجل ساعة من ليل إلا غفر لهما . رواه الطبراني وفيه محمد بن اسماعيل بن عياش وهو ضعيف . { باب ما يفعل إذا قام من الليل } عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لاينام الا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك . رواه أحمد وفيه من لم يسم . وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل استنجى وتوضأ واستاك ثم يبعث يطلب الطيب في رباع نسائه . رواه البزار ورجاله موثقون . وعن عبدالله بن مسعود قال ذكر النوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ناموا فإذا انتبهتم فاستنوا . رواه البزار وفيه يحيى بن المنذر ضعفه الدار قطني وغيره . وعن ربيعة الجرشي قال سألت عائشة ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من الليل وبما كان يستفتح فقالت كان يكبر عشرا ويحمد عشرا ويسبح عشرا ويهلل عشرا ويستغفر عشرا ويقول اللهم اغفر لي واهدني وارزقني عشرا ويقول اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشرا - قلت رواه أبو داود باختصار - رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجاله ثقات . وعن سعد بن جنادة قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول من قام من الليل فتوضأ ومضمض فاه ثم قال سبحان الله مائة
[ 264 ]
مرة والحمد لله مائة مرة والله أكبر مائة مرة ولا إله إلا الله مائة مرة غفرت له ذنوبه إلا الدماء والاموال فانها لا تبطل . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسين بن الحسن بن عطية العوفي وهو ضعيف . وعن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام أحدكم من الليل وهو يريد أن يصلي من الليل فليضع عن يمينه قبضة من تراب فإذا انتبه فليصحب عن شماله . رواه الطبراني في الاوسط والكبير والبزار وفيه أيوب بن عتبة وثقة أحمد في رواية وكذلك ابن معين وضعفاه في رواية وضعفه البخاري ومسلم وجماعة . وعن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل فيعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فيتوضأ فإذا وضأ يده انحلت عقدة وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح برأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الرب عزوجل الذي وراء الحجاب أنظروا إلى عبدي يعالج نفسه ما سألني عبدي هذا فهو له . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب صلاة اليل والنهار مثنى مثنى } عن عمرو بن عنبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل مثنى مثنى وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة قلت أوجبه قال لاأجوبه يعني بذلك الاجابة . رواه أحمد وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف وقد رواه من طريقه أيضا إلا أنه قال وجوف الليل الآخر أوجبه دعوة فقلت أجوبه قال لا ولكن أوجبه . وعن عمار ابن ياسر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر قبل أن تنام وصلاة الليل مثنى مثنى . رواه الطبراني في الكبير وفيه الربيع بن بدر وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل . رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تأذن امراءة في بيت زوجها الا بأذنه ولا تقوم من فراشها فتصلي تطوعا إلا باذنه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات .
[ 265 ]
{ باب ما تستفتح به الصلاة } عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل واستفتح صلاته كبر قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول لا إله غيرك ثلاثا ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبي أمامة الباهلي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثا وسبح ثلاثا وهلل ثلاثا ثم يقول اللهم اني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه وشركه . رواه أحمد وفيه من لم يسم . { باب الجهر بالقرآن وكيف يقرأ } عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء وبعدها يغلط أصحابه وهم يصلون . رواه أحمد وأبو يعلي وفيه الحارث وهو ضعيف . وعن ابن عمر قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الاواخر قال فبنى له بيت من سعف (1) قال فأخرج رأسه منه ذات ليلة فقال أيها الناس ان المصلي إذا صلى فانما يناجي ربه تبارك وتعالى فلينظر بما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام . قلت وفي الصحيح منه الاعتكاف . وعن البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه عزوجل فلينظر بما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة أن عبدالله بن حذافة قام يصلي فجهر بصلاته فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن حذافة لا تسمعني وسمع ربك . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير إلا أنه قال عن أبي سلمة أن عبدالله بن حذافة ، ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن علي قال كان أبو بكر يخافت بصوته إذا قرأ وكان عمر يجهر بقراءته وكان عمار إذا قرأ يأخذ من هذه السورة وهذه السورة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه (1) أي جريد النخل . [ * ]
[ 266 ]
وسلم فقال لابي بكر لم تخافت قال إني لاسمع من أناجي وقال لعمر لم تجهر بقراءتك قال أفزع الشيطان وأوقظ الوسنان وقال لعمار لم تأخذ من هذه السورة وهذه السورة قال اتسمعني اخلط به ما ليس منه قال لا قال فكله طيب . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن عمار بن ياسر قال قيل لابي بكر لم تخافت في قراءتك قال إني أسمع من أناجي وقيل لعمر لم تجهر بقراءتك قال أوقظ الوسنان وقيل لرجل آخر لم تخلط في قراءتك قال تسمعني أزيد فيه ما ليس فيه قال لا قال فانه طيب اخلط بعضه ببعض . رواه الطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وثقه أحمد وعمرو بن علي وضعفه ابن المديني وابن معين . وعن أبي هريرة وعائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اطلع في بيت والناس يصلون يجهرون بالقراءة فقال إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد ابن عمرو وفيه كلام من سوء حفظه . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة وإن الذي يسر بالقرآن كالذي يسر بالصدقة . رواه الطبراني في الكبير من طريقين في إحدهما بشير بن نمير وهو متروك وفي الاخرى إسحق بن مالك ضعفه الازدي . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته فان الملائكة تصلي بصلاته وتسمع لقراءته وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته وإنه بجهره بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين فذكر الحديث وقد تقدم بطوله في باب في صلاة الليل والكلام عليه . وعن أبي بكرة قال كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم المد ليس فيها ترجيع . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن وجيه وهو ضعيف . وعن علقمة ابن قيس قال بت مع عبدالله بن مسعود ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الامام في مسجد حيه يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر . رواه
[ 267 ]
الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال لم يخافت من اسمع أذنيه . رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح . { باب التغني بالقرآن } عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يتغن بالقرآن فليس منا . رواه أبو يعلي وفيه عسل بن سفيان وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف وضعفه جمهور الائمة . { باب كم يقرأ في الليل } عن واثلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عد الآي في التطوع ولا تعده في الفريضة . رواه أبو يعلي وفيه أبويحيى التميمي الكوفي وهو ضعيف . وعن تميم الداري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بمائة آية كتب له قنوت ليلة . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه سليمان بن موسى الشامي وثقه ابن معين وأبو حاتم وقال البخاري عنده مناكير وهذا لا يقدح . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين ومن صلى بمائتي آية فانه يكتب - أظنه - من المتقين . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن فضالة بن عبيد وتميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار والقنطار خير من الدنيا وما فيها فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عزوجل اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى اخر آية منه يقول ربك عزوجل للعبد اقبض فيقول العبد بيده يا رب أنت أعلم يقول لهذه الخلد ولهذه النعيم . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه اسماعيل بن عياش ولكنه من روايته عن الشاميين وهي مقبولة . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ أربعمائة آية كتب من العابدين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من الحافظين ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار
[ 268 ]
والقنطار ألف ومائتا أوقية خير مما بين السماء والارض أو قال خير مما طلعت عليه الشمس ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف . وعن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ أربعمائة آية كتب من المخبتين ومن قرأ ألفي آية أصبح وله قنطار ألف ومائتا أوقية الاوقية خير مما بين السماء والارض ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف . وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ مائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ ألف آية إلى خمسمائة آية كتب له قنطار من الاجر القيراط من القنطار مثل التل العظيم . رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة الربذي والغالب عليه الضعف وقد اختلف قول أحمد وابن معين فيه . وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قرأ بمائة آية كتب من القانتين ومن قرأ بمائتي آية كتب من العابدين . رواه الطبراني في الاوسط وقال تفرد به حماد بن خوار أخو حميد . قلت ذكره ابن حبان في الثقات . وعن عبدالله بن مسعود قال من قرأ في ليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ ثلثمائة آية كتب له قنطار ومن قرأ بسبعمائة أفلح . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب ثان منه } عن سعيد بن المنذر الانصاري أنه قال يارسول الله صلى الله عليك وسلم أقرأ القرآن في ثلاث قال نعم فكان يقرؤه حتى توفى . رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال نعم إن استطعت ، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عثمان بن عمرو
[ 269 ]
ابن أوس عن أبيه قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فكان يخرج الينا فيحدثنا فأبطأ علينا ذات ليلة فقلنا يارسول الله لقد أبطأت علينا فقال إنه طرأ على حزبي من القرآن فكرهت أن أقطعه حتى أفرغ منه فلما أصبحنا سألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن فقالوا ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وما بين ق والقرآن المجيد إلى آخر المفصل حزب حسن . رواه الطبراني في الكبير وقال هكذا رواه الوليد بن مسلم وخالفه وكيع وقال ابن تمام وغيرهما رووه عن عبدالله بن عبدالرحمن عن عثمان بن عبدالله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة ، وعثمان بن عمرو لم أجد من ترجمه . وعن قيس بن صعصعة أنه قال يارسول الله في كم أقرأ القرآن قال في خمس عشرة قال إني أجدني أقوى من ذلك قال في جمعة قال إني أجدني أقوى من ذلك قال فمكث كذلك يقرؤه زمانا حتى كبر وكان يعصب على عينيه ثم رجع فكان يقرؤه في خمس عشرة فقال ياليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم الاولى . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن معاذ بن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ألف آية في سبيل الله كتب يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة عن زبان وفيهما كلام . وعن أبي الاحوص قال قال عبدالله لايقرأ القرآن في أقل من ثلاث اقرؤوه في سبع ويحافظ الرجل على حزبه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود أنه كان يقرأ القرآن في ثلاث وقلما يأخذ منه بالنهار . رواه الطبراني في الكبير من طريقين رجال أحدهما رجال الصحيح . وعن ابن مسعود قال من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ بقل هو الله أحد الله الصمد فقد قرأ ثلث القرآن . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . قلت وتأتي أحاديث في التفسير في
[ 270 ]
سورة (قل هو الله أحد) كثيرة إن شاء الله . وعن عبدالله قال من قرأ ثلاث آيات من سورة البقرة فقد أكثر وأطاب . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عمرو ابن سلمة ولم أجد من ترجمه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . قلت وله حديث في هذا أيضا يأتي في سورة البقرة وآخر يأتي فيما يقول إذا أصبح وإذا أمسى إن شاء الله { باب فيمن يقرأ القرآن في النهار ويبيت بالليل } عن عبدالله بن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بابن له فقال يارسول الله إن أبني يقرأ المصحف بالنهار ويبيت بالليل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تنقم ان ابنك يصبح ذاكرا ويبيت سالما . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب } عن عبدالله بن سلام قال قلت يارسول الله قد قرأت القرآن والتوراة والانجيل قال اقرأ بهذا ليلة وبهذا ليلة . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه عتاب بن ابراهيم وغيره . { باب في عمل السر } قد تقدم حديث فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة في التطوع في البيوت . وعن أبي مسعود الانصاري قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أعمل العمل فأسره فيظهر فأفرح به قال كتب لك أجران أجر السر وأجر العلانية . رواه الطبراني في الكبير وفيه أحمد ابن أسد وقد ذكره ابن حبان في الثقات ، وبقية رجاله رجال الصحيح . { باب صلاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم } عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال لي جبريل عليه السلام قد حسب إليك الصلاة فخذ منها ما شئت . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه علي بن يزيد وفيه كلام ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم تعبد قبل أن يموت واعتزل النساء حتى صار كأنه شن . رواه البزار من رواية محمد بن عبدالرحمن بن سفينة عن أبيه عن جده ولم أجد من ذكرهما وفيه محمد بن
[ 271 ]
الحجاج قال يحيى بن معين ليس بثقة . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا ذات يوم والناس حوله فقال إن الله جعل لكل نبي شهوة وإن شهوتي في قيام الليل إذا قمت فلا يصلين أحد خلفي وإن الله جعل لكل نبي طعمة وإن طعمتي هذا الخمس فإذا قضيت فهو لولاة الامر من بعدي . رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحق بن عبدالله بن كيسان عن أبيه واسحق لينه أبو حاتم وأبوه وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وغيره . وعن أنس قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه أو ساقاه فقيل له أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا رواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل حتى ورم قدماه فقيل يارسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عبدالرحمن بن عثمان وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان . وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تورم قدماه فقيل له أي رسول الله تفعل هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا - قلت روى النسائي بعضه - رواه البزار بأسانيد ورجال أحدهما رجال الصحيح . وعن النعمان ابن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تقطر قدماه فقيل له يارسول الله أو ليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن الحكم وهو ضعيف وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ وروى عنه النينلي وكان يزعم أنه ثقة . وعن أبي جحيفة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم قدماه فقيل يارسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا . رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو قتادة الحراني وثقه أحمد وابن معين في رواية وضعفه جماعة . وعن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستاك من الليل مرتين
[ 272 ]
أو ثلاثا وإذا قام يصلي من الليل صلى أربع ركعات لا يتكلم ولا يأمر بشئ وسلم من كل ركعتين . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه واصل بن السائب وهو ضعيف . وعن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ست عشرة ركعة سوى المكتوبة . رواه عبدالله بن أحمد من زياداته ورجاله ثقات . وعن عبدالله بن الزبير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء ركع أربع ركعات وأوتر سجدة حتى يصلي بعد صلاته بالليل . رواه أحمد الطبراني في الكبير وفيه نافع بن ثابت وثابت هو ابن عبدالله بن الزبير ذكره ابن حبان في الثقات ولم يسمع نافع من جده عبدالله بن الزبير ولم يدركه وإنما روى عن أبيه ثابت . وعن صفوان بن المعطل السلمي قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرمقت صلاته ليلة فصلى العشاء الآخرة ثم نام فلما كان نصف الليل استيقظ فتلا الآيات العشر آخر سورة آل عمران ثم تسوك ثم توضأ ثم قام فصلى ركعتين لاأدري أقيامه أم ركوعه أم سجوده أطول ثم انصرف ثم استيقظ وفعل مثل ذلك ثم لم يزل يفعل كما فعل أول مرة حتى صلى إحدى عشرة ركعة . رواه عبدالله بن أحمد في الكبير وفيه عبدالله بن جعفر والد علي بن المديني وهو ضعيف . وعن عائشة أنها ذكر لها أن ناسا يقرؤن القرآن في الليلة مرة أو مرتين فقالت أولئك قرؤاولم يقرؤا كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه سلم ليلة التمام فكان يقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذ ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه . رواه أحمد وجاء عنده في رواية يقرأ أحدهما القرآن مرتين أو ثلاثا ، وأبو يعلي وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عائشة قالت كان رسول صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم وكان يقرأ كل ليلة ببني أسرائيل والزمر - قلت هو في الصحيح خلا قوله وكان يقرأ ببني إسرائيل والزمر - رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن جابر بن عبدالله قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن
[ 273 ]
الحديبية حتى نزلنا السقيا فقال معاذ بن جبل من يسقينا في أسقيتنا فخرجت في فتية من الانصار حتى أتينا الماء الذي بالاتاية وبينها قرية من ثلاثة عشر ميلا فسقينا في أسقيتنا حتى إذا كان بعد عتمة إذا رجل ينازعه بعير إلى الحوض فقال أوردنا فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فأورد ثم أخذت بزمام ناقته فأنختها فقام يصلي العتمة وجابر فيما ذكر إلى جنبه ثم صلى بعدها ثلاث عشرة سجدة - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه أحمد وأبو يعلي والبزار باختصار وفيه شرحبيل ابن سعد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة . وعن عائشة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركعة في من صلاة الليل لا إله إلا انت . رواه أحمد . وعن جسرت بنت دجاجة أنها انطلقت معتمرة فانتهت إلى الربذة فسمعت أبا ذر يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي فصلى بالقوم ثم تخلف أصحابه يصلون فلما رأى قيامهم وتخلفهم انصرف إلى رحله فلما رأى القوم قد أخلوا المكان رجع إلى مكانه فصلى فقمت خلفه فأومأ إلي بيمينه فقمت عن يمينه ثم جاء ابن مسعود فقام خلفي وخلفه فأومأ إليه بشماله فقام عن شماله فقمنا ثلاثتنا نصلي كل رجل منا لنفسه ويتلو من القرآن ما شاء أن يتلو فقام بآية من القرآن يرددها حتى صلى الغداة فبعد أن أصبحنا أومأت إلى عبدالله بن مسعود أن يسأله إلى ما أراد إلى ما صنع البارحة فقال ابن مسعود لاأسأله عن شئ حتى يحدث إلي فقلت بأبي وأمي قمت بآية من القرآن ومعك القرآن لو فعل هذا بعضنا وجدنا عليه كثيرا منهم طلعه تركوا الصلاة قال أفلا أبشر الناس قال بلى فانطلقت يمينا قريبا من قذفة بحجر قال عمر يارسول الله أنك إن تبعث إلى الناس بهذا اتكلوا عن العبادة فناداه أن ارجع فرجع وتلك الآية (إن تعذبهم فانهم عبادك وإن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم) - قلت روى النسائي منه أنه قام بآية حتى أصبح - رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات . وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردد آية حتى أصبح . رواه أحمد وفيه إسماعيل ابن سلم الناجي ولم أجد من ترجمه . وعن أبي هريرة قال ما هجرت إلا وجدت
[ 274 ]
النبي صلى الله عليه وسلم قسم سورة البقرة في ركعتين يصلي . رواه أبو أحمد وفيه ليث ابن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم سورة البقرة في ركعتين . رواه أبو يعلي ورجاله ثقات . وعن أنس وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فلما أصبح قيل يارسول الله إن أثر الوجع عليك بين قال إني على ما ترون قد قرأت البارحة السبع الطول . رواه أبو يعلي ورجاله ثقات . وعن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجرته فجاء ناس من أصحابه فصلوا بلاصته قال فدخل البيت ثم خرج فعاد مرارا كل ذلك يصلي فلما أصبح قالوا يارسول الله صلينا معك ونحن نحب أن تمد في صلاتك قال قد علمت بمكانكم وعمدا فعلت ذلك . رواه أبو يعلي والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسوك من الليل مرتين أو ثلاثا كلما رقد فاستيقظ استاك وتوضأ وصلى ركعتين أو ركعه . رواه البزار وفيه أبو بكر المديني وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين وجماعة . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر سورة آل عمران في كل ليلة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مظاهر بن أسلم وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين وجماعة . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العتمة ثم يصلي في المسجد قبل أن يرجع إلى بيته سبع ركعات يسلم في الاربع في كل ثنتين ويوتر بثلاث يتشهد في الاوليين من الوتر تشهده في التسليم ويوتر بالمعوذات فإذا رجع إلى بيته ركع ركعتين ويرقد فإذا انتبه من نومه قال الحمد لله الذي أنامني في عافية وأيقظني في عافية ثم يرفع رأسه إلى السماء فيتفكر ثم يقول (ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) فيقرأ حتى يبلغ (انك لاتخلف الميعاد) ثم يتوضأ ثم يقوم فيصلي ركعتين يطيل فيهما القراءة والركوع والسجود يكثر فيهما الدعاء حتى إني لارقد وأستيقظ ثم ينصرف فيضطجع فيغفي ثم ينصرف ثم يتكلم بمثل ما تكلم في الاولى ثم يقوم فيركع ركعتين هما أطول من الاوليين وهو فيهما أشد تضرعا واستغفارا حتى أقول هل هو منصرف
[ 275 ]
ويكون ذلك إلى آخر الليل ثم ينصرف فيغفي قليلا فأقول هذا غفى أم لاحتى يأتيه المؤذن فيقول مثل ما قال في الاولى ثم يجلس فيدعو بالسواك فيستن ويتوضأ ثم يركع ركعتين خفيفتين ثم يخرج إلى الصلاة فكانت هذه صلاته ثلاث عشرة ركعة - قلت لعائشة أحاديث في الصحيح غير هذا - رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن حذيفة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فصليت بصلاته من ورائه وهو لا يعلم فاستفتح البقرة حتى ظننت أنه سيركع ثم مضى قال سنان لا إعلمه إلا قال صلى أربع ركعات كان ركوعه مثل قيامه قال فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا أعلمتني قال حذيفة والذي بعثك بالحق نبيا إني لاأجده في ظهري حتى الساعة قال لو أعلم انك ورائي لخففت - قلت في الصحيح طرف من أوله - رواه الطبراني في الاوسط وفيه سنان بن هرون البرجمي قال ابن معين : سنان بن هرون أخو سيف وسنان أحنهما حالا وقال مرة سنان أوثق من سيف ، وضعفه غير ابن معين . وعن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فاستقى ماء فتوضأ ثم قرأ (إن في خلق السموات والارض) إلى آخر السورة ثم أفتتح فقرأها حرفا حرفا حتى ختمها ثم ركع فقال سبحان ربي العظيم ثم سجد فقال سبحان ربي الاعلى ثم رفع رأسه فقال بين السجدتين رب اغفر لي وارحمني وارفعني وارزقني واهدني ثم قام فقرأ في الركعة الثانية آل عمران ثم ركع وسجد ثم فعل كما فعل في الاولى ثم اضطجع ثم قام فزعا فعل مثل ما فعل في الاوليين فقرأ حرفا حرفا حتى صلى ثمان ركعات فيضطجع بين كل ركعتين وأوتر بثلاث ثم صلى ركعتي الفجر فذكر الحديث . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد بن اسحق العطار ضعفه ابن معين وغيره وأما أبو حاتم فرضيه . وعن ابن عباس قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكرة فاستصغرها قال انطلق بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فائت فقل إنا قوم نعمل فان كان عندك أسن منا فابعث بها الينا فقال ابن عمي وجهها إلى إبل الصدقة فوجهتها ثم أتيته في المسجد
[ 276 ]
فصليت معه العشاء فقال ما تريد أن تبيت عند خالتك الليلة قد أمسيت فوافقت ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتها فعشتني ووطأت لي عباءة بأربعة فافترشتها فقلت لاعلمن ما يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ميمونة فقالت لبيك يارسول الله فقال ما أتاك ابن اختك قالت بلى هو هذا قال أفلا عشيتيه إن كان عندك شئ قالت قد فعلت قال فوطأت له قالت نعم فمال إلى فراشه فلم يضطجع عليه واضطجع حوله ووضع رأسه على الفراش فمكث ساعة فسمعته نفخ في النوم فقلت نام وليس بالمستيقظ وليس بقائم الليلة ثم قام حيث قلت ذهب الربع أو الثلث من الليل فأتى سواكا له ومطهرة فاستاك حتى سمعت صرير ثناياه تحت السواك ثم قام إلى قربة فحل شناقها فأردت أن أقوم فأصب عليه فخشيت أن يذر شيئا من عمله فلما توضأ دخل مسجده فصلى أربع ركعات فقرأ في كل ركعة مقدار خمسين آية يطيل فيها الركوع والسجود ثم جاء إلى مكانه الذي كان عليه فاضطجع هونا فنفخ وهو نائم فقلت ليس بقائم الليلة حتى يصبح فلما ذهب ثلث الليل أو نصفه أو قدر ذلك قام يصنع مثل ذلك ثم دخل مسجده فصلى أربع ركعات على قدر ذلك ثم جاء إلى مضجعه فاتكأ عليه فنفخ فقلت ذهب به النوم وليس بقائم حتى يصبح ثم قام حين بقي سدس الليل أو أقل فاستاك ثم توضأ فافتتح بفاتحة الكتاب ثم قرأ (بسبح اسم ربك الاعلى) ثم ركع وسجد ثم قام فقرأ بفاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) ثم قنت فركع وسجد فلما فرغ قعد حتى إذا ما طلع الفجر ناداني فقلت لبيك يارسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قم فو الله ماكنت بنائم فقمت فتوضأ فصليت خلفه فقرأ بفاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) ثم ركع وسجد ثم قام في الثانية فقرأ بفاتحة الكتاب و (قل يا أيها الكافرون) فذكر الحديث وفي الصحيح بعضه . رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن سالم الخفاف وثقه ابن حبان وقال غيره ضعيف وهو رجل صالح ولكنه دفن كتبه فلا يثبت حديثه . وعن ابن عباس أن أباه بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة قال فوجدته
[ 277 ]
جالسا مع أصحابه في المسجد فلم أستطع أن أكلمه فلما صلى المغرب قام يركع حتى انصرف من بقي في المسجد ثم انصرف إلى منزله وتبعته فلما سمع حسي قال من هذا قلت ابن عباس قال ابن عم رسول الله قلت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرحبا بابن عم رسول الله . قلت فذكر الحديث بنحو ما في الصحيح . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أعرفه . وعن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيى الليل بثمان ركعات ركوعهن وسجودهن كقرائتهن ويسلم بين كل ركعتين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جنادة بن مروان وقد اتهمه أبو حاتم . وعن نافع بن خالد الخزاعي قال حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى والناس ينظرون يصلي صلاة خفيفة تامة الركوع والسجود . رواه الطبراني في الكبير ونافع ذكره ابن حبان في الثقات ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن معاوية ابن الحكم قال مثل حديث مالك في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عطرة ركعة واضطجاعه على شقه الايمن . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر . وعن الحجاج بن عرنة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي أنه قد تهجد إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الكبير وله إسناد صحيح رجاله رجال الصحيح . وعن الحجاج بن عمرو المازني قال أيحسب أحدكم إذا قام يصلي حتى يصبح أن قد تهجد إنما التهجد في الصلاة بعد رقدة ثم الصلاة بعد رقدة وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه الطبراني في الاوسط والكبير ببعضه وفي بعضها كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد بعد نومه وكان يستن قبل ان يتهجد ، ومداره على عبدالله بن صالح كاتب الليث قال فيه عبدالملك بن شعيب ابن الليث ثقة مأمون ، وضعفه أحمد وغيره . { باب فيمن صلى صلاة لا يحدث نفسه فيها إلا بخير } عن عثمان أنه توضأ ثلاثا ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ
[ 278 ]
نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم ركع ركعتين لا يحدث نفسه فيهما إلا بخير غفر له ما تقدم من ذنبه - قلت هو في الصحيح خلا قوله إلا بخير - رواه الطبراني في الاوسط ورجاله وثقوا . { باب فيمن صلى صلاة لا يسهو فيها } عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى أربع ركعات لا يسهو فيهن غفر له . رواه البزار وفيه عبد الكريم ابن أبي المخارق وهو ضعيف . وعن ربيعة بن قيس أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى غير ساه ولا لاه كفر عنه ماكان قبلها من سيئة . رواه الطبراني في الكبير باسنادين في أحدهما ابن لهيعة وفيه كلام . { باب صلاة الحاجة } عن يوسف بن عبدالله بن سلام قال صحبت أبا الدرداء أتعلم منه فلما حضره الموت قال آذن الناس بموتي فأذنت الناس بموته فجئت وقد ملءالدار وما سواه قال أخرجوني فأخرجناه قال فأجلسوني فأجلسناه فقال يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله عزوجل ما سأل معجلا أو مؤخرا ، قال أبو الدرداء إياكم والالتفات في الصلاة فانه لاصلاة لملتفت فان غلبتم في التطوع فلا تغلبن في الفرائض . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ميمون أبو محمد قال الذهبي لايعرف . وعن يوسف ابن عبدالله بن سلام قال أتيت أبا الدرداء في مرضه الذي قبض فيه فقال يا ابن أخي ما أعملك إلى هذا البلد أو ما جاء بك قال قلت لا إلا صلة ماكان بينك وبين والدي عبدالله بن سلام فقال بئس ساعة الكذب هذه سمعت هذه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا - شك سهل - يحسن فيهما الركوع والخشوع ثم استغفر الله غفر له . رواه أحمد والطبراني في الكبير
[ 279 ]
إلا أنه قال ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا مكتوبة أو غير مكتوبة يحسن فيها الركوع والسجود ، وإسناده حسن . وعن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه اليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حين أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فائتنا ثم ان الرجل خرج من عنده فلقى عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ماكان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ماكلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تصبر فقال يارسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الكلمات فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط - قلت روى الترمذي وابن ماجه طرفا من آخره خاليا عن القصة وقد قال الطبراني عقبه والحديث صحيح بعد ذكر طرقه التي روى بها . { باب الاستخارة } عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعادة ابن آدم استخارته الله عزوجل . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار إلا أنه قال من سعادة المرء استخارته ربه ورضاه بما قضى ومن شقاء المرء تركه الاستخارة وسخطه بعد القضاء ، وفيه محمد بن أبي حميد وقال ابن عدي ضعفه بين على ما يرويه وحديثه مقارب
[ 280 ]
وهو مع ضعفه يكتب حديثه وقد ضعفه أحمد والبخاري وجماعة . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خاب من استخار ولاندم من استشار ولاعال من اقتصد . رواه الطبراني في الصغير والاوسط . وعن أبي أيوب الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن الوضوء ثم صل ماكتب الله لك ثم احمد ربك ومجده ثم قال اللهم أنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فان رأيت في فلانة يسميها باسمها خيرا لي في دنياي وآخرتي فاقض لي بها أو قال فاقدرها لي . رواه أحمد ورواه أحمد موقوفا كما ترى وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وذكر له إسنادا آخر ورجاله ثقات إلا أنه لم يسق لفظه بل قال بمعناه . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا استخار في الامر يريد أن يصنعه يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان هذا خيرا لي في ديني وخيرا لي في معيشتي وخيرا لي فيما أبتغي به الخير فخر لي في عافية ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كان غير ذلك خيرا لي فأقدر لي الخير حيث كان يقوم ثم يعزم . رواه الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الصغير فقدر لي الخير حيث كان واصرف عني الشر حيث كان ورضني بقضاءك ، وفي اسناد الكبير صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف وفي إسناد الاوسط والصغير رجل ضعف في الحديث . ولابن مسعود في الكبير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا إستخار في الامر يريد أن يصنعه يقول فذكر نحو إلا أنه قال فخر لي في عافية ويسره لي ، ورواه البزار بأسانيد وزاد فيه وأسألك من فضلك ورحمتك فانهما بيدك لا يملكهما أحد سواك ، وقال فوفقه لي وسهله ، ورجال طريقين من طرقه حسنة ، وعن ابن عمر قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستخارة قال يقول أحدكم اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب فان كان كذا وكذا يسمى الامر باسمه خيرا
[ 281 ]
لي في ديني وفي معيشتي وخيرا لي في عاقبة أمري وخيرا لي في الامور كلها فاقدره لي وبارك لي فيه وان كان غير ذلك خيرا لي فأقدر لي الخير حيث كان ورضني به . رواه الطبراني في الاوسط وفيه من لم أجد من ترجمه . وعن عبدالله بن عباس وعبد الله بن عمر قالا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم ما قضيت علي من قضاء فاجعل عاقبته إلى خير . رواه الطبراني وفيه عبدالله بن هانئ بن أبي عبلة وقد ذكره ابن حبان في الثقات وهو متهم . وعن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وإستقدرك بقدرتك وأسئلك من فضلك فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم ان كان كذا وكذا في الذي يريد خيرا لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري وإلا فاصرفه عني واصرفني عنه ثم قدر لي الخير أينما كان لاحول ولاقوة إلا بالله . رواه أبو يعلي ورجاله موثقون ، ورواه الطبراني في الاوسط بنحوه . { باب صلاة التسبيح } عن عبدالله بن عباس قال جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ساعة لم يكن يأتيه فيها فقيل يارسول الله هذا عمك على الباب قال ائذنوا له فقد جاء لامر فلما دخل عليه قال ما جاء بك يا عماه هذه الساعة وليست ساعتك التي كنت تجئ فيها قال يا أبن أخي ذكرت الجاهلية وجهلها فضاقت علي الدنيا بما رحبت فقلت من يفرج عني فعرفت أنه لا يفرج عني أحد إلا الله عزوجل ثم أنت قال الحمد لله الذي أوقع هذا في قلبك وددت أن أبا طالب أخذ نصيبه ولكن الله يفعل ما يشاء قال أخبرك قال نعم قال أعطيك قال نعم قال احبوك قال نعم قال فإذا كانت ساعة تصلي فيها ليست بعد العصر ولابعد طلوع الشمس فيما بين ذلك فأسبغ طهورك ثم قم إلى الله عز وجل فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة إن شئت وإن شئت جعلتها من أول المفصل
[ 282 ]
فإذا فرغت من السورة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة فإذا ركعت فقل ذلك عشر مرات فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرات . - قلت رواه أبو داود وغيره بغير هذا السياق - رواه الطبراني في الكبير وفيه نافع بن هرمز وهو ضعيف . وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا غلام ألا أحبوك ألا أنحلك ألا أعطيك قال قلت بلى بأبي أنت وأمي يارسول الله قال فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال فقال أربع ركعات تصليهن في كل يوم فان لم تستطع ففي كل جمعة فان لم تستطع ففي كل شهر فان لم تستطع ففي كل سنة فان لم تستطع ففي دهرك مرة تكبر فتقرأ أم القرآن وسورة ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها عشرا ثم ترفع فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع فتقولها عشرا ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل السلام اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وطلب أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك اللهم اني أسئلك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك وحتى اناصحك بالتوبة حوفا منك وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك وحتى أتوكل عليك في الامور حسن ظن بك سبحان خالق النار فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس غفر الله لك ذنوبك صغيرها وكبيرها وقديمها وحديثها وسرها وعلانيتها وعمدها وخطأها . رواه الطبراني في الاوسط . ولابن عباس عنده أيضا من طريق أبي الجوزاء قال قال لي ابن عباس يا أبا الجوزاء ألا أحبوك ألا أنحلك ألا أعطيك قلت بلى فقال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى أربع ركعات فذكر نحوه باختصار عن هذا إلا أنه قال من صلاهن غفر له كل ذنب صغير وكبير قديم أو حديث كان هو أو كائن ، وفي الاول عبد القدوس بن حبيب وهو متروك وفي الثاني يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف . { باب صلاة الشكر } عن عبدالرحمن بن عوف قال كان لا يفارق النبي صلى الله عليه وسلم أو باب النبي صلى الله
[ 283 ]
عليه وسلم خمسة أو أربعة من أصحابه فخرج ذات ليلة فاتبعته فدخل حائطا من حيطان الاسواف فصلى فأطال السجود فقلت قبض الله روح رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أراه أبدا فحزنت وبكيت فرفع رأسه فدعاني فقال ما الذي بك أو ما الذي أرى بك قلت يارسول الله أطلت السجود فقلت قد قبض الله رسوله لا أراه أبدا فحزنت وبكيت قال سجدت هذه السجدة شكرا لربي فيما أبلاني من أمتي أنه قال من صلى عليك منهم صلاة كتبت له عشر حسنات . رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف ، وله حديث في سجود الشكر يأتي . { باب الصلاة إذا نزل منزلا } عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا لم يرتحل منه حتى يودعه بركعتين . رواه أبو يعلي والبزار في الاوسط وفيه عثمان ابن سعد وثقه أبو نعيم وأبو حاتم وضعفه جماعة . وعن فضالة بن عبيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين . رواه الطبراني في الكبير وفيه الواقدي وقد وثقه مصعب الزبيري وغيره وضعفه جماعة كثيرون من الائمة . { باب الصلاة إذا أراد سفرا } عن عبدالله بن مسعود قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إني أريد أن أخرج إلى البحرين في تجارة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صل ركعتين . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . { باب الصلاة إذا قدم من سفر } عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر صلى ركعتين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحارث وهو ضعيف . { باب الصلاة إذا دخل منزله وإذا خرج منه } عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلت منزلك فصل
[ 284 ]
ركعتين تمنعانك مدخل السوء وإذا خرجت من منزلك فصل ركعتين تمنعانك مخرج السوء . رواه البزار ورجاله موثقون . { باب سجود التلاوة } عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سجد ابن آدم قال الشيطان أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار أو نحو هذا الكلام . رواه البزار وفيه كناية بن حبلة وثقه أبو حاتم وضعفه غيره وسهيل بن أبي حزم وثقه ابن معين وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبي إسحق أن ابن مسعود قال إذا رأى الشيطان ابن آدم ساجدا صاح وقال يا ويله ويل الشيطان أمر الله ابن ادم أن يسجد وله الجنة فأطاع وأمرني أن أسجد فعصيت فلي النار . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا إسحق لم يسمع من ابن مسعود . { باب ثان منه } عن مخرمة بن نوفل قال لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام أسلم أهل مكة كلهم وذلك قبل أن تفرض الصلاة حتى إن كان ليقرأ السجدة فيسجدون ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزحام حتى قدم رؤساء قريش الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وغيرهما وكانوا بالطائف في أرضهم فقالوا تدعون دين أبائكم فكفروا . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب ثالث منه } عن أبي سعيد الخدري أنه رأى رؤيا أنه يكتب ص فلما بلغ إلى سجدتها قال رأى الدواة والقلم وكل شئ بحضرته انقلب ساجدا قال فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي سعيد الخدري قال رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكأن الشجرة تقرأ ص فلما أتت على السجدة فقالت في سجودها اللهم اغفر لي بها اللهم حط عني بها وزرا وأحدث لي بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته فغدوت على
[ 285 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال سجدت أنت قلت لا قال فأنت أحق بالسجود من الشجرة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة ص ثم أتى على السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها . رواه أبو يعلي والطبراني في الاوسط إلا أنه قال قالت اللهم اكتب لي بها أجرا والباقي بنحوه وفيه اليمان بن نصر قال الذهبي مجهول . وعن مسروق قال قال عبدالله الاهي توبة نبي ذكرت فكان لا يسجد فيها يعني ص . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات رجال الصحيح . وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص . رواه الطبراني في الاوسط وأبو يعلي وفيه محمد بن عمرو وفيه كلام وحديثه حسن . وعن عثمان بن عفان أنه سجد في ص . رواه عبدالله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن علي قال عزائم السجود أربع آلم تنزيل السجدة وحم السجدة والنجم واقرأ باسم ربك رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحارث وهو ضعيف . وعن عبدالرحمن بن يزيد وعبد الرحمن بن الاسود أن عبدالله بن مسعود كان يسجد في الآية الاولى من (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنده سورة والنجم فلما بلغ السجدة وسجدنا معه وسجدت الدواة والقلم . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن ابن عمر رحمه الله قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فقرأ السجدة في المكتوبة . رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وفيه كلام وقد وثقه شعبة والثوري . وعن أبي هريرة قال سجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون في النجم إلا رجلين من قريش أرادا بذلك الشهرة . رواه الطبراني في الكبير وأحمد ورجاله ثقات . وعن عائشة قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجم فلما بلغ السجدة سجد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن بشير وهو منكر الحديث . وعن عمرو الجمي قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة النجم فسجد وسجدت معه . رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده من لايعرف وعثمان بن صالح لاأراه أدرك أحدا من الصحابة والله أعلم . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ والنجم
[ 286 ]
بمكة فسجد وسجد الناس معه حتى إن الرجل ليرفع إلى جبينه شيئا من الارض فسجد عليه وحتى يسجد على الرجل - قلت له حديث في الصحيح بغير هذا السياق - رواه الطبراني في الكبير وفيه مصعب بن ثابت وقد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره . وعن ابن مسعود أنه كان إذا قرأ والنجم على الناس سجدها وإذا قرأها في الصلاة ركع بها وسجد . رواه الطبراني في الكبير رجاله ثقات إلا محمد بن سيرين لا أراه سمع من ابن مسعود . وعن عبدالرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيته سجد في (إذا السماء انشقت) . رواه أبو يعلي والبزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام وأبو سلمة لم يسمع من أبيه . وعن صفوان بن عسال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في (إذا السماء انشقت) . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى ابن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف جدا . وعن عمر بن الخطاب أنه صلى الصبح فقرأ (إذا السماء انشقت) فسجد فيها . رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون . وعن الاسود بن يزيد قال رأيت عبدالله وعمر أو أحدهما يسجد في (إذا السماء انشقت) . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . ورواه أيضا عن عبدالله بن مسعود من غير شك وفيه ليث بن أبي سليم وفيه كلام . وعن عبدالله بن مسعود أنه كان يسجد في النجم واقرأ باسم ربك الذي خلق . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن مسعود قال من قرأ الاعراف والنجم واقرأ باسم ربك الذي خلق فان شاء ركع بها وقد أجزأ عنه وإن شاء سجد ثم قام فقرأ السورة وسجد . وعنه أيضا قال من قرأ سورة الاعراف أو النجم أو اقرأ باسم ربك أو إذا السماء انشقت أو بني إسرائيل فشاء أن يركع بآخرهن ركع أجزأه سجود الركوع وإن سجد فليضف إليها سورة أخرى . رواهما الطبراني في الكبير ورجالهما ثقات إلا انهما منقطعان بين إبراهيم وابن مسعود . وعن ابن مسعود قال إذا كانت السجدة آخر السورة فاركع إن شئت أو اسجد فان السجدة مع الركعة . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات .
[ 287 ]
{ باب فيمن يقرأ السجدة وهو ماش } عن عطاء بن السائب قال كنا نقرأ على أبي عبدالرحمن السلمي وهو يمشي فإذا مررنا بسجدة كبر وكبرنا وسجد وسجدنا ثم يرفع رأسه ويكبر ويقول السلام عليكم فنقول وعليكم السلام وزعم أبو عبد الرحمن أن عبدالله كان يفعل ذلك بهم . رواه الطبراني في الكبير وعطاء بن السائب فيه كلام لاختلاطه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . { باب سجود الشكر } عن عبدالرحمن بن عوف قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو مشربته فدخل فاستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود حتى ظننت أن الله قد قبض نفسه فيها فدنوت منه فرفع رأسه قال من هذا قلت عبدالرحمن قال ما شأنك قلت يارسول الله سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض نفسك فيها قال إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فبشرني فقال إن الله عزوجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرا . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن حذيفة بن اليمان قال غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج فلما خرج سجد سجدة فظننا أن نفسه قد قبضت فيها فلما رفع رأسه قال إن ربي عزوجل استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم فقلت ما شئت أي رب هم خلقك وعبادك فاستشارني الثانية فقلت له كذلك فقال لاأحزنك في أمتك يا محمد فذكر الحديث . قلت ويأتي بتمامه إن شاء الله إما في علامات النبوة أو في المناقب في فضل الامة . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن جابر رفعه قال مر رجل بجمجمة إنسان فحدث نفسه فخر ساجدا فقيل له ارفع رأسك فأنت أنت وأنا أنا . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عمر بن الخطاب قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجد أحدا يتبعه ففزع عمر فأتاه بظهرة من جلد فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا في مشربته فتنحى عنه من خلفه حتى رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني إن جبريل عليه السلام أتاني فقال من صلى عليك من
[ 288 ]
أمتك واحدة صلى الله عليه عشرا ورفعه بها عشرة درجات . رواه الطبراني في الاوسط والصغير ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني محمد بن عبدالرحيم ابن بحير المصري ولم أجد من ذكره . وعن أبي قتادة قال خرج معاذ بن جبل يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجده فطلبه في بيوته فلم يجده فاتبعه في سكة سكة حتى دل عليه في جبل ثوب فخرج حتى رقى جبل ثواب فنظر يمينا وشمالا فبصر به في الكهف الذي اتخذ الناس إليه طريقا إلى مسجد الفتح قال معاذ فإذا هو ساجد فلم يرفع رأسه حتى أسأت به الظن فظننت أن قبضت روحه فقال جاءني جبريل عليه السلام بهذا الموضع فقال إن الله تبارك وتعالى يقرئك السلام ويقول لك ما تحب أن أصنع بأمتك قلت الله أعلم فذهب ثم جاء إلي فقال إنه يقول لك لاأسوءك في أمتك فسجدت فأفضل ما تقرب به إلى الله عزوجل السجود . رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه إسحق بن ابراهيم المدني مولى بني مزينة وضعفه أبو زرعة وغيره . وعن معاذ بن جبل قال أقبلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فلم يزل قائما حتى أصبح فسجد سجدة ظننت أن نفسه قد قبضت فيها قال تدري لم ذاك قلت الله ورسوله أعلم فأعادها علي ثلاثا أو أربعا فقال إني صليت ماكتب لي ربي وأتاني ربي فقال لي في آخرها ما أفعل بأمتك قلت أي رب أنت أعلم فأعادها علي ثلاثا أو أربعا فقال لي في آخرها مأفعل بأمتك قلت أنت أعلم يا رب قال إني لاأحزنك في أمتك فسجدت لربي وربي شاكر يحب الشاكرين . رواه الطبراني في الكبير عن حجاج بن عثمان السكسكي عن معاذ ولم يدرك معاذا فقد ذكره ابن حبان في أتباع التابعين وهو من طريق بقية وقد عنعنه . وعن عبدالرحمن بن أبي بكر قال جئت أزور رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يوحى إليه فلما سرى عنه قال لعائشة ناوليني ردائي فخرج فدخل المسجد فإذا فيه قوم ليس في المسجد غيرهم فجلس في ناحية القوم حتى قضى المذكر تذكرته قرأ تنزيل السجدة فأطال حتى إذا جاء من كان على قدر ميلين وتسامع الناس
[ 289 ]
سجوده فعجز المسجد عن الناس فأرسلت عائشة إلى أهلها أحضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد رأيت منه شيئا لم أره فرفع رأسه فقال أبو بكر يارسول الله أطلت السجود فقال سجدت لربي شكرا فيما أعطاني من أمتي سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فقال أبو بكر يارسول الله أمتك أكثر وأطيب فاستكثرتهم فقال مرتين أو ثلاثا فقال عمر بأبي أنت وأمي يارسول الله فقد استوهبت أمتك . رواه الطبراني في الكبير وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف . قلت وله طرق تأتي في البعث إن شاء الله . وعن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق من طواغيت الجاهلية إلا بيت ذي الخلصة فمن ينتدب لله ولرسوله قال جرير أنا وأنتدب معه سبعمائة كلهم من أحمس فلم يفجأ القوم إلا بنواحي الجبل فقتلوا وحرقوا البيت وكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشارة وأخبروه أنه لم يبق منه إلا كالبعير الاجرب فخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا ثم قال اللهم بارك لاحمس في خيلها ورجالها - قلت هو في الصحيح بنحوه باختصار السجود - رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عمارة ضعفه شعبة وجماعة كثيرة وقال عمرو بن علي صدوق كثير الخطأ والوهم . وعن أبي موسى كنامع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته سجد سجدة الشكر وقال سجدت شكرا رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة بن مصعب ضعفه يحيى بن معين والبخاري وجماعة ووثقه علي بن يحيى وذكره ابن حبان في الثقات . وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم مربه رجل به زمانه فنزل فسجد ومر به أبو بكر فنزل وسجد ومر به عمر فنزل وسجد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف . وعن جابر ابن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى رجلا متغير الخلق سجد وإذا رأى سجد وإذا قام سجد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه يوسف بن محمد بن المنكدر وثقه أبو زرعة وضعفه جماعة . وعن عرفجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا به زمانة فسجد وأن أبا بكر أتاه فتح فسجد وأن عمر أتاه فتح فسجد . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عبدالله الفهمي ولم يرو عنه غير مسعر . وعن أسماء بنت أبي
[ 290 ]
بكر الصديق أنه لما قتل ابن الزبير كان عندها شئ أعطاها إياه النبي صلى الله عليه وسلم في سفط ففقدته فأخذت تطلبه فلما وجدته خرت ساجدة . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن ، وفي بعض رجاله كلام . { كتاب الجنائز } بسم الله الرحمن الرحيم { باب في المعافى الشاكر والمبتلى الصابر } عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أنسانا به بلاء فقال لعلك سألت ربك يعجل إليك البلاء قال نعم قال فهلا سألت ربك العافية وقلت ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه محمد بن زكريا الغلابي ضعفه الدار قطني وذكره ابن حبان في الثقات وقال يعتبر به إذا روى عن ثقة . وعن أبي مسعود الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عزوجل عبادا يحييهم في عافية ويميتهم في عافية ويدخلهم الجنة في عافية . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابراهيم بن البراء بن النضر وهو ضعيف جدا . وعن أبي الدرداء قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم العافية وما أعد الله لصاحبها من جزيل الثواب إذا هو شكر وذكر البلاء وما أعد الله لصاحبه من جزيل الثواب إذا هو صبر فقال أبو الدرداء يارسول الله لان أعافي فاشكر أحب الي من أن ابتلى فأصبر فقال رسول الله يحب معك العافية . رواه الطبراني في الكبير الاوسط والصغير وفيه ابراهيم بن البراء بن النضر وهو ضعيف . { باب فيمن يبتلى } عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عزوجل ليقول
[ 291 ]
للملائكة انطلقوا إلى عبدي فصبوا عليه البلاء فيحمد الله فيرجعون فيقولون يا ربنا صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا فيقول ارجعوا فاني احب أن أسمع صوته . رواه الطبراني في الكبير وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف . وبسنده عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله ليجرب أحدكم بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنه مايخرج كالذهب الابريز فذاك الذي حماه من الشبهات ومنه مايخرج دون ذلك فذلك الذي يشك بعض الشك ومنه مايخرج كالذهب الاسود فذاك الذي افتتن . وبسنده أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المسلم إذا مرض أوحى الله إلى الملائكة فيقول أيا ملائكتي أنا قيدت عبدي بقيد من قيودي فان قبصته أغفر له وإن عافيته فجسده مغفور له لاذنب له . وعن أبي عتبة الخولاني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا ابتلاه وإذا ابتلاه أضناه قال يارسول الله وما أضناه قال لا يترك له أهلا ولا مالا . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابراهيم بن محمد شيخ الطبراني ضعفه الذهبي ولم يذكر سببا ، وبقية رجاله موثقون . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه . رواه الطبراني في الاوسط وفيه سليمان بن رقاع وهو منكر الحديث . وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه . رواه أحمد وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات - قلت ويأتي حديث في البيوع إن شاء الله وفيه ان من الذنوب ذنوبا لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة . وعن محمود ابن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الجزاء ومن جزع فله الجزع . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله قوما ابتلاهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب شدة البلاء } عن عائشة قالت كان عرق الكلية وهي الخاصرة تأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا ما يستطيع أن يخرج إلى الناس ولقد رأيته يكرب حتى آخذ بيده فأتفل فيها بالقرآن
[ 292 ]
ثم أكبها على وجهه ألتمس بذلك بركة القرآن وبركة يده فأقول يارسول الله انك مجاب الدعوة فادع الله يفرج عنك ما أنت فيه فيقول يا عائشة انا أشد الناس بلاء . رواه أبو يعلي وفيه محمد بن اسحق وهو مدلس ، وبقية رجاله ثقات . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت عائشة لو صنع هذا (لبعضنا) لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصالحين يشدد عليهم وانه لا يصيب المؤمن نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت به عن خطيئة ورفعت بها درجة . رواه أحمد ورجاله ثقات . وعن أبي عبيدة بن حذيفة عن عمته فاطمة أنها قالت أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده في نساء فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه مما يجده من حر الحمى فقلنا يارسول الله لو دعوت الله فشفاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أشد الناس بلاء الانبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم . رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه وقال فيه إنا معاشر الانبياء يضاعف علينا البلاء ، وإسناد أحمد حسن . { باب بلوغ الدرجات بالابتلاء } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة يبلغها بعمله فما يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغها . رواه أبو يعلي وفي رواية له يكون له عند الله المنزلة الرفيعة ، ورجاله ثقات . وعن بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده وفي ماله أو ولده ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عزوجل . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وأحمد وفيه قصة ومحمد بن خالد وأبوه لم أعرفهما والله أعلم . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال البلايا بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقى الله وما عليه خطيئة . رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وفيه كلام . وعن مسلم مولى الزبير قال دخلت على عبدالله بن اياس بن أبي فاطمة الضمري فحدثني عن أبيه
[ 293 ]
عن جده قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل علينا فقال من يحب أن يصبح فلا يسقم فابتدرنا فقلنا نحن يارسول الله فعرفناها في وجهه فقال أتحبون أن تكرنوا كالحمير الضالة قالوا لا يارسول الله قال أتحبون أن تكونوا أصحاب كفارات والذي نفس أبي القاسم بيده ان الله يبتلي المؤمن بالبلاء وما يبتليه به إلا لكرامته عليه ان الله تعالى قد أنزله منزلة لم يبلغها بشئ من عمله فيبتليه من البلاء ما يبلغه تلك الدرجة . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف الا أن ابن عدي قال وهو مع ضعفه يكتب حديثه . { باب مثل المؤمن كمثل السنبلة } عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن كمثل السنبلة تستقيم مرة وتخر مرة ومثل الكافر كمثل الارزة لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر . رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن أبي بن كعب أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال متى عهدك بأم ملدم وهو حر بين الجلد واللحم قال ان ذلك لوجع ما أصابني قط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرة وتصفر أخرى . رواه أحمد وفيه من لم يسم . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل السنبلة يميل أحيانا ويقوم أحيانا . رواه أبو يعلي وفيه فهد بن حبان وهو ضعيف ورواه البزار وفيه عبدالله بن سلم صاحب السايري ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل ريشة بفلاة تقلبها الريح وتقلها أخرى . رواه البزار وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وثقه الدار قطني وغيره وقال ابن عدي رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كالخامة من الزرع يضعفها الارواح حتى يهب لها ريح فيصرعها - قلت هو في الصحيح خلا قوله حتى يهب لها ريحها فيصرعها - رواه البزار وفيه محمد بن اسحق وهو مدلس . وعن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن مثل
[ 294 ]
السنبلة يميل أحيانا ويقوم أحيانا ومثل الكافر كمثل أرز يخر ولا يشعر به . رواه الطبراني في الكبير وفيه مهلب بن العلاء ولم أجد من ذكره قلت ويأتي في الادب إن شاء الله أحاديث نحو هذا والله أعلم . { باب فيمن لم يمرض } عن أنس أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ابنة لي كذا وكذا ذكرت من حسنها وجمالها أتربك بها قال قد قبلتها فلم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تصدع ولم تشتك شيئا قط قال لا حاجة في ابنتك . رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أخذتك أم ملدم قال وما أم ملدم قال حر بين الجلد واللحم قال ما وجدت هذا قط قال فهل أخذك هذا الصداع قال وما الصداع قال عرق يضرب على الانسان في رأسه قال ما وجدت هذا قط فلما ولى قال من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا . رواه أحمد والبزار وقال أحمد في رواية مر برسول الله صلى الله عليه وسلم اعرابي فاعجبه صحته وجلده فدعاه فذكر نحوه وإسناده حسن . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأهل الجنة قالوا بلى يارسول الله قال الضعفاء المظلومون ألا أنبئكم بأهل النار قالوا بلى يارسول الله قال كل شديد جعظري هم الذين لا يألمون رؤسهم . رواه أحمد وفيه البراء بن يزيد الغنوي قال ابن عدي هو عندي أقرب إلى الصدق - قلت وقد ضعفه أحمد وغيره . وعن أنس أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال متى عهدك بأم ملدم قال وما أم ملدم قال حر يكون بين الجلد والعظم يمص الدم ويأكل اللحم قال ما اشتكيت قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجوه عني . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الحسن بن أبي جعفر قال عمرو بن علي صدوق منكر الحديث وقال ابن عدي صدوق وهو ممن لم يتعمد الكذب وله أحاديث صالحة قال الطبراني ما اختلج
[ 295 ]
عرق إلا بذنب . وعن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلج عرق ولاعين الا بذنب وما يغفر الله أكثر . رواه الطبراني في الصغير وفيه الصلت بن بهرام وهو ثقة لا أنه كان مرجئا . { باب إظهار المريض مرضه } عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عزوجل إذا اشتكى عبدي فأظهر المرض من قبل ثلاث فقد شكاني . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن ابن عبدالله بن العمري وهو متروك . { باب تضرع المريض } عن عمرو بن مرة قال ان مما أنزل الله عزوجل إن الله ليبتلي العبد وهو يحب يسمع تضرعه . وعن أبي وائل عن ابن مسعود قال مثله . رواهما الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن عبدالملك قال أبو حاتم ليس بالقوي . { باب دعاء المريض } عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عودوا المرضى ومروهم فليدعوا لكم فان دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالرحمن بن قيس الغبي وهو متروك الحديث . { باب عيادة المريض } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعاد المريض الا بعد ثلاث . رواه الطبراني في الاوسط وفيه نصر بن حماد وهو متروك وضعفه جماعة وقال ابن عدي وهو مع ضعفه يكتب حديثه . وعن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من اخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فان كان غائبا دعا له وإن كان شاهدا زاره وإن كان مريضا عاده ففقد رجلا من الانصار في اليوم الثالث فسأل عنه فقيل يارسول الله تركناه مثل القرع لايدخل في رأسه شئ إلا خرج من دبره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه عودوا أخاكم قال
[ 296 ]
فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده وفي القوم أبو بكر وعمر فلما دخلنا عليه إذا هو كما وصف لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجدك قال ما يدخل في رأسي شئ إلا خرج من دبري قال ومم ذاك قال يارسول الله مررت بك وأنت تصلي المغرب فصليت معك وأنت تقرأ هذه السورة (القارعة وما القارعة) إلى آخرها (نار حامية) قال فقلت اللهم ماكان من ذنب معذبي عليه في الاخرة فعجل لي عقوبته في الدنيا فنزل بي ما ترى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس ما قلت ألا سألت الله أن يؤتيك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ويقيك عذاب النار قال فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بذلك ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم قال فقام كأنما نشط من عقال قال فلما خرجنا قال عمر يارسول الله حضضتنا آنفا على عيادة المريض فمالنا في ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المرء المسلم إذا خرج من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقويه فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة وكان المريض في ظل عرشه وكان العائد في ظل قدسه ويقول الله للملائكة انظروا كم احتسبوا عند المريض العواد قال يقول أي رب فواقا إن كان احتسبوا فواقا فيقول الله لملائكته اكتبوا لعبدي عبادة ألف سنة قيام ليله وصيام نهاره واخبروه أني لم أكتب عليه خطيئة واحدة قال ويقول للملائكة انظروا كم احتسبوا قال يقولون ساعة ان كان احتسبوا ساعة فيقول اكتبوا له دهرا والدهر عشرة آلاف سنة ان مات قبل ذلك دخل الجنة وان عاش لم يكتب عليه خطيئة واحدة وان كان صباحا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن كان مساء صلى عليه سبعون الف ملك حتى يصبح وكان في خراف الجنة . رواه أبو يعلي وفيه عباد بن كثير وكان رجلا صالحا ولكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته . وعن علي بن عمر بن علي عن أبيه عن جده رفعه قال أعظم العبادة أجرا أخفها والتعزية مرة . رواه البزار وقال أحسب ابن أبي فديك لم يسمع من علي . وعن ابن عباس قال عيادة المريض أول يوم سنة وبعد ذلك تطوع . رواه الطبراني في الكبير والاوسط إلا أنه قال فما زاد فتطوع ، والبزار إلا أنه قال وما زاد
[ 297 ]
فهي نافلة ، وفي أحد أسانيده علي بن عروة وهو ضعيف متروك وفي الآخر النضر أبو عمر وحديثه حسن . وعن أبي داود قال أتيت أنس بن مالك فقلت يا أبا حمزة ان المكان بعيد ونحن يعجبنا أن نعودك فرفع رأسه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل يعود مريضا فانما يخوض الرحمة فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة قال فقلت يارسول الله هذا للصحيح الذي يعود المريض فالمريض ماله قال تحط عنه ذنوبه . رواه أحمد والطبراني في الصغير والاوسط وزاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وأبو داود ضعيف جدا ، وفي أسناد الطبراني ابرهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف أيضا . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائد المريض يخوض في الرحمة ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وركه هكذا مقبلا ومدبرا فإذا جلس عنده غمرته الرحمة . رواه أحمد والطبراني وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف . وعن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استشفع فيها وقد استشفعتم إن شاء الله في الرحمة . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط وإسناده حسن . وعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها . رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد المريض جلس عند رأسه . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائد المريض في مخرفة الجنة فإذا جلس عنده غمرته الرحمة . رواه وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف ضعفه الائمة وقال ابن عدي وهو ممن لا يتعمد الكذب . وعن عمرو بن حزم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من عاد مريضا فلا يزال في الرحمة حتى إذا قعد عنده استشفع فيها وإذا قام من عنده فلا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج . رواه الطبراني في الكبير والاوسط ورجاله موثقون . وعن أبي هريرة
[ 298 ]
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد المريض خاض في الرحمة فإذا جلس عنده اغتمس فيها . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله موثقون . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد المريض خاض في الرحمة فإذا جلس عنده اغتمس فيها . رواه الطبراني في الاوسط والصغير ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني فاني لم أعرفه . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس إليه غمرته الرحمة فان عاده من أول النهار استغفر له سبعون ألف ملك حتى يصبح قيل يارسول الله هذا العائد فما للمريض قال أضعاف هذا . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن عبد الملك الانصاري ولم أجد من ذكره . وعن رزين بن حبش قال أتينا صفوان بن عسال المرادي فقال ان ابرين قلنا نعم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالاعلى بن أبي المساور وهو ضعيف . وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل إذا خرج يعود أخا له مؤمنا خاض في الرحمة إلى حقوته ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على ركبته ثم قال فإذا جلس عنده غمرته الرحمة . رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف . وعن جبير بن مطعم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكمره بخرقة . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد ابن داب وهو ضعيف . وعن جبير بن مطعم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاصحابه اذهبوا بنا إلى بني واقف نعود البصير وهو محجوب البصر . رواه الطبراني في الاوسط وفيه محمد بن يونس الحمال وهو ضعيف وأظنه في المسند بلفظ يروي فلذلك ذكرته في البر والصلة . وعن أبي هريرة قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه به وجع وأنا معه فقبض يده فوضع على جبهته وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض وقال ان الله قال ناري اسلطها على عبدي المؤمن ليكون حظه من النار في الآخرة - قلت رواه ابن ماجه باختصار - وفيه عبدالرحمن
[ 299 ]
ابن يزيد بن تميم وهو ضعيف . وعن سلمان قال دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فلما أراد أن يخرج قال يا سلمان كشف الله ضرك وغفر ذنبك وعافاك في دينك وجسدك إلى أجلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن خالد القرشي وهو ضعيف . وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول باسم الله لا بأس . رواه أبو يعلي ورجاله موثقون . وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على اعرابي يعوده وهو محموم فقال كفارة وطهور فقال الاعرابي بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه . رواه أحمد ورجاله ثقات - قلت ويأتي حديث شرحبيل في باب فيمن صبر على الحمى واحتسب أبين من هذا وعن عبدالله بن عمر وأبي هريرة قالا من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك يدعون له ولم يزل يخوض في الرحمة حتى يفرغ فإذا فرغ كتب الله له حجة وعمرة ومن عاد مريضا أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك لا يرفع قدما الاكتب له حسنة ولا يضع قدما الاحطت عنه سيئة ورفع له بها درجة حتى يقعد مقعده فإذا قعد غمرته الرحمة فلا يزال كذلك حتى إذا أقبل حيث ينتهي إلى منزله . رواه الطبراني في الاوسط وفيه جعفر بن ميسرة الاشجعي وهو ضعيف . { باب } عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عودوا المريض واتبعوا الجنازة . رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن عياض وهو ضعيف . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عزوجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيزه وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام ، وبقية رجاله ثقات . قلت وله طريق في فضل الجهاد . وعن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أصحب فقال بخير من قوم لم يعودوا مريضا ولم
[ 300 ]
يشهدوا جنازة . رواه أبو يعلي وإسناده حسن . قلت ويأتي حديث أبي هريرة في فضل الصوم . { باب فيما لا يعاد المريض منه } عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث لا يعاد صاحبهن الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدملة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلمة بن علي الحبشي وهو ضعيف . { باب عيادة غير المسلم } عن أنس أن أبا طالب مرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ابن أخي ادع إلهك الذي تعبد أن يعافيني فقال اللهم اشف عمي أبو طالب كأنما نشط من عقال فقال له ابن إن الهك الذي تعبد ليطيعك قال وأنت يا عم ان أطعت الله ليطيعك . رواه الطبراني في الاوسط وفيه اليثم بن جماز البكاء وهو ضعيف . { باب كفارة سيئات المريض وماله من الاجر } عن عياض بن غطيف قال دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه نعوده من شكوى أصابه وامرأته نحيفة قاعدة عند رأسه قلت كيف بات أبو عبيدة قالت والله لقد بات بأجر فقال أبو عبيدة مابت بأجر وكان مقبلا بوجهه على الحائط فأقبل . على القوم وقال ألا تسألوني عما قلت قالوا ما أعجبنا ما قلت فنسألك عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة ومن أنفق على نفسه وأهله وعاد مريضا أو ما زاد فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه في جسده فهو له حطة . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار وفيه يسار بن أبي سيف ولم أر من وثقه ولاجرحه ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبي زرعة البستاني قال خرجت مع أبي ومعنا الناس إلى أبي الدرداء نعوده وكان ببيت خدين في جداره موليا وجهه إلى الحائط ووجدنا امرأته عند رأسه فقال لها القوم كيف بات أبو الدرداء فقالت بات بأجر فحرف وجهه الينا وقال ليس القول ما قالت فوجم القوم لذلك فقال
[ 301 ]
ألا تسألوني لم قلت هذا قالوا ولم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المؤمن إذا مرض لم يؤجر في مرضه ولكن يكفر عنه . رواه الطبراني في الكبير وفيه حفص بن عمر أبن أبي القاسم ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله ثقات . وعن أبي معمر قال كنا إذا سمعنا من عبدالله بن مسعود شيئا نكرهه سكتنا حتى يغيره لنا فقال لنا عبدالله ذات يوم إن السقم لا يكتب لصاحبه أجر فساءنا ذلك وكبر علينا قال ولكن الله عزوجل يكفر به الخطايا . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن جابر بن عبدالله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله عنه بها خطيئة ، وفي رواية حط الله عنه من خطاياه . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن السائب بن خلاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال مامن شئ يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حط عنه بها خطيئة . رواه أحمد وفيه رشدين وفيه كلام . وعن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من شئ يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر عنه من سيئاته . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط وفيه قصة ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن أسد بن كرز أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المريض تحات خطاياه كما يحات ورق الشجر . رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبي مالك قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم شجرة فهزها حتى تساقط من ورقها ما شاء الله أن يتساقط ثم قال الصيبات والاوجاع أسرع في ذنوب بني آدم مني في هذه الشجرة . رواه أبو يعلي وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف . وعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الصداع والمليلة لا تزال بالمؤمن وان ذنبه مثل أحد فما تدعه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال المليلة والصداع بالعبد والامة وإن عليهما من الخطايا مثل أحد فما يدعهما وعليهما مثقال خردلة . رواه أبو يعلي ورجاله ثقات . وعن أبي سعيد الخدري قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 302 ]
أرأيت هذه الامراض التي تصيبنا مالنا بها قال كفارات قال أبي وإن قلت قال وإن شوكة فما فوقها قال فدعا أبي على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولاعمرة ولاجهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة فما مسه إنسان إلا وجد حرها حتى مات - قلت هو في الصحيح بغير هذا السياق - رواه أحمد وأبو يعلي ورجاله ثقات ويأتي حديث أبي بن كعب في الحمى . وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عزوجل يبتلي عبده المؤمن بالسقم حتى يكفر عنه كل ذنب . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عبدالرحمن بن معاوية ابن الحويرث ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان . وعن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب غفر له ماكان قبل ذلك من ذنب . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عبدالرحمن بن أزهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أو الحمى كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه من لايعرف . وعن الحسن قال دخلنا على عمران بن حصين في مرضه الشديد الذي أصابه فقال أني لارثي لك مما أرى قال يا ابن أخي لا تفعل فوالله ان أحبه إلى أحبه إلى الله عزوجل وقد قال (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) فهذا ما كسبت يداي ثم يأتيني عفو ربي بعد فيما بقي . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن عبد تضرع من مرض إلا بعثه الله منه طاهرا . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتكى المؤمن أخلصه من الذنوب كما يخلص الكير خبث الحديد . رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات الا اني لم اعرف شيخ الطبراني . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدع رأسه في
[ 303 ]
سبيل الله فاحتسب غفر له ماكان قبل ذلك من ذنب . رواه البزار وإسناده حسن . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن امرئ مؤمن ولا مؤمنة يمرض إلا جعله الله كفارة لما مضى من ذنوبه . رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف . وعن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المريض إذا برأ وصح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء في صفائها ولونها . رواه البزار والطبراني في الاوسط وفيه الوليد بن محمد الموقري وهو ضعيف . { باب ما يجري على المريض } عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة يا ربنا عبدك فلان حبسته فيقول الرب عزوجل اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ أو يموت . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد من الناس يصاب في جسده إلا أمر الله عزوجل الملائكة الذين يحفظونه فقال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ماكان يعمل من خير ماكان في وثاقي . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى اطلقه أو ألقيه إلى . رواه أحمد وإسناده صحيح . وعن أبي الاشعث الصنعاني انه راح إلى مسجد دمشق وهجر الرواح فلقى شداد بن أوس والصنايحي معه فقلت أين تريدان يرحمكما الله فقالا نريد ههنا إلى أخ لنا مريض من مصر نعوده فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له كيف أصبحت فقال أصبحت بنعمة فقال له شداد ابشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يقول إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابليته فاجروا له كما كنتم تجروه له وهو صحيح . رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط كلهم
[ 304 ]
من رواية اسمعيل بن عياش عن راشد الصنعاني وهو ضعيف في غير الشاميين . وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عزوجل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله فان شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه . رواه أبو يعلي وأحمد ورجاله ثقات . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن عبد يمرض إلا أمر الله حافظه أن ما عمل من سيئة فلا يكتبها وما عمل من حسنة أن يكتبها عشر حسنات وأن يكتب له من العمل الصالح كما كان يعمل وهو صحيح وإن لم يعمل . رواه أبو يعلي وفيه عبدالاعلى بن أبي المساور وهو ضعيف . وعن عتبة بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجب للمؤمن وجزعه من السقم ولو يعلم ماله في السقم أحب أن يكون سقيما الدهر ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فضحك فقيل يارسول الله مم رفعت إلى السماء فضحكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبت من ملكين كانا يلتمسان عبدا في مصلى كان فيه ولم يجداه فرجعا فقالا يا ربنا عبدك فلان كنا نكتب له في يومه وليلته عمله الذي كان يعمل فوجدناه قد حبسته في حبالك قال الله تبارك وتعالى اكتبوا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئا وعلى أجره ما حبسته وله أجر ماكان يعمل . رواه الطبراني في الاوسط والبزار باختصار وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف جدا . { باب جزيل ثواب المرض } عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن مسلم يشاك بشوكة إلا كتب الله له عشر حسنات وكفر عنه عشر سيئات ورفع له بها عشر درجات - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه الطبراني في الاوسط والصغير وفيه روح ابن مسافر وهو ضعيف . وعنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ضرب على مؤمن عرق قط إلا حط عنه خطيئة وكتب له حسنة ورفع له درجة . رواه الطبراني في الاوسط وإسناده حسن . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ 305 ]
يؤتي بالشهيد يوم القيامة فينصب للحساب ثم يؤتي بالمتصدق فينصب للحساب ثم يؤتي باهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينصب لهم ديوان فيصب عليهم الاجر صبا حتى ان أهل العافية ليتمنون أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم . رواه الطبراني في الكبير وفيه مجاعة بن الزبير وثقه أحمد وضعفه الدار قطني . وعن الاصبغ بن نباته قال دخلت مع علي بن أبي طالب إلى الحسن نعوده فقال له كيف اصبحت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أصبحت بحمد الله بارئا قال كذلك ان شاء الله ثم قال الحسن اسندوني فأسنده علي إلى صدره فقال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يوتي بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الاجر صبا وقرأ (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) . رواه الطبراني في الكبير وفيه سعد بن طريف وهو ضعيف جدا . وعن ابن مسعود قال يود أهل البلاء يوم القيامة حين يعاينون الثواب لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض . رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم ، وبقية رجاله ثقات . { باب في الحمى } عن أبي بن كعب أنه قال يارسول الله صلى الله عليه وسلم ما جزاء الحمى قال تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق قال اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك قال فلم يمس إلى قط إلا وبه حمى . رواه الطبراني في الكبير والاوسط عن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين قلت ذكرهما ابن حبان في الثقات قلت وقد تقدم حديث أبي سعيد قبل هذا ببابين . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمى كير جهنم فما أصاب المؤمن منا كان حظه من جهنم . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه أبو حصين الفلسطيني ولم أر له راويا غير محمد بن مطرف . وعن جابر قال أستأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من هذه قالت أم ملدم فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم
[ 306 ]
إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم أن تكون لكم طهورا قالوا وتفعل يارسول الله قال نعم قال فدعها . رواه أحمد وأبو يعلي ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن ام طارق مولاة سعد قالت جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاستأذن فسكت سعد ثم استأذن فسكت سعد ثم أعاد فسكت سعد فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قالت فارسلني إليه سعد انه لم يمنعنا أن نأذن لك إلا أنا أردنا أن تزيدنا قالت فسمعت صوتا على الباب يستأذن ولا أرى شيئا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أنت قالت أم ملدم قال لا مرحبا ولا أهلا اتذهبين إلى أهل قباء قالت نعم قال فاذهبي إليهم . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن سلمان قال استأذنت الحمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها من أنت فقالت أنا الحمى أبري اللحم وامص الدم قال اذهبي إلى أهل قباء فأتتهم فجاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اصفرت وجوههم فشكوا الحمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شئتم ان شئتم دعوت الله فدفعها عنكم وإن شئتم تركتموها وأسقطت بقية ذنوبكم قالوا بلى فدعها يارسول الله . رواه الطبراني في الكبير وفيه هشام بن لاحق وثقه النسائي وضعفه أحمد وابن حبان . وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمى حظ كل مؤمن من النار . رواه البزار وإسناده حسن . وعن عائشة قالت فقد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا كان يجالسه فقال مالي فقدت فلانا فقالوا اعتبط وكانوا يسمون الوعك الاعتباط فقال قوموا حتى نعوده فلما دخل عليه بكى الغلام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تبك فان جبريل أخبرني أن الحمى حظ أمتي من جهنم . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عمر بن راشد ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلي . وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى حظ أمتي من جهنم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عيسى ابن ميمون ضعفه أحمد وجماعة وقال الفلاس صدوق كثير الخطأ والوهم متروك الحديث . وعن أبي ريحانة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار . رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام ووثقه جماعة . وعن شيث بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أم ملدم تأكل اللحم
[ 307 ]
وتشرب الدم بردها وحرها من جهنم . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس . وعن عبد ربه بن سعيد بن قيس عن عمته قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ملدم تخرج خبث ابن آدم كما يخرج الكير خبث الحديد . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف . وعن فاطمة الخزاعية قالت عاد النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من الانصار وهي وجعة فقال لها كيف تجدينك قالت بخير الا أم ملدم قد برحت بي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصبري فانها تذهب خبث ابن آدم كما يذهب الكير خبث الحديد . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . قلت وتأتي أحاديث في الحمى في الطب ان شاء الله . وعن رافع بن خديج قال قال نعيمان يارسول الله بي وعك شديد من الحمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأين أنت يا نعيمان من مهيعة وكانت أرض وبيئة . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن اسحق وهو مدلس . { باب فيمن صبر على الحمى واحتسب } عن شرحبيل قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه اعرابي طويل ينتفض فقال يارسول الله شيخ كبير به حمى تفور تزيره القبور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخ كبير به حمى تفور هي له كفارة وطهور فاعادها فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إذا أبيت فهو كما تقول وما قضى الله فهو كائن قال فما أمسى من الغد إلا وهو ميت . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه . { باب فيمن كان به لمم فصبر عليه } عن أبي هريرة قال جاءت امرأة بها لمم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ادع لي فقال إن شئت دعوت الله فشفاك وان شئت صبرت ولاحساب عليك قالت بلى أصبر ولاحساب علي . رواه البزار وإسناده حسن . وعن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فجاءت امرأة من الانصار فقالت يارسول الله ان هذا الخبيت غلبني فقال لها ان تصبري على ما أنت عليه تجيئين يوم القيامة ليس عليك ذنب
[ 308 ]
ولاحساب قالت والذي بعثك بالحق لاصبرن حتى ألقى الله قالت اني أخاف الخبيت أن يحردني فدعا لها فكانت إذا احست أن يأتيها تأتي أستار الكعبة تتعلق بها فتقول اخبنا فيذهب عنها - قلت لابن عباس حديث في الصحيح غير هذا وفي الصحيح طرف من هذا - رواه البزار وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف . { باب فيمن ذهب بصره } عن أنس بن مالك قال دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم نعود زيد بن أرقم وهو يشتكي عينيه فقال له يا زيد لو كان بصرك لما به وصبرت واحتسبت لتلقين الله عزوجل ليس عليك ذنب - قلت لانس حديث في الصحيح غير هذا - رواه أحمد وفيه الجعفي وفيه كلام وقد وثقه الثوري وشعبة . وعن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عزوجل يا ابن آدم إذا أخذت كريمتك فصبرت واحتسبت عند الصدمة الاولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة - قلت رواه ابن ماجه باختصار - رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه اسماعيل بن عياش وفيه كلام . وعن عائشة بنت قدامة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيز على الله أن يأخذ كريمتي مؤمن ثم يدخله النار قال يونس يعني عينيه . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبدالرحمن بن عثمان الحاطبي ضعفه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة . رواه أبو يعلي والطبراني في الكبير والاوسط ورجال أبي يعلي ثقات . وعن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يبتلي عبد بشئ بعد الشرك بالله أشد من ذهاب بصره ولن يبتل عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له . رواه البزار وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابتلى عبد بعد ذهاب دينه بأشد من بصره ومن ابتلى ببصره فصبر حتى يلقى الله لقى الله تبارك وتعالى ولاحساب عليه . رواه البزار وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير وقد وثق . وعن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 309 ]
فيما يرويه إذا أخذت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة . رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف . وعن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلبت كريمتيه عوضته منهما الجنة . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه حصين بن عمر ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلي . وعن أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به فقال ليس عليك من مرضك هذا بأس ولكن كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت قال إذا اصبر وأحتسب قال إذا تدخل الجنة بغير حساب قال فعمى بعد ما مات النبي صلى الله عليه وسلم ثم رد الله عزوجل إليه بصره ثم مات رحمه الله - قلت روى أبو داود طرفا منه في عيادته فقط - رواه الطبراني في الكبير ونباتة بنت برير بن حماد لم أجد من ذكرها . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذهب الله بصره فصبر واحتسب كان حقا على الله واجبا أن لا ترى عيناه النار . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه وهب بن حفص الحواني وهو ضعيف . وعن أبي طلال القسملي أنه دخل على أنس بن مالك فقال له يا أبا طلال متى أصيب بصرك قال لاأعقله قال ألا أحدثك حديثا حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن ربه تبارك وتعالى قال إن الله قال يا جبرائيل ما ثواب عبدي إذا أخذت كريمته الا النظر إلى وجهي والجوار في داري ، ولقد رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبكون حوله يريدون أن تذهب أبصارهم . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أشرس بن الربيع ولم أجد من ذكره وأبو طلال ضعفه أبو داود والنسائي وابن عدي ووثقه ابن حبان . وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أخذت كريمته فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة . رواه الطبراني في الاوسط وفيه مسلمة بن الصلت وهو متروك وقد وثقه ابن حبان وقد روى عنه أحمد بن حنبل . وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عزوجل يقول إذا اذهبت حبيبتي عبدي فصبر واحتسب أثبته بهما الجنة .
[ 310 ]
رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبيدالله بن زحر وهو ضعيف . وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذهب بصره في الدنيا جعل الله عز وجل له نورا يوم القيامة إن كان صالحا . رواه الطبراني في الاوسط وفيه بشر ابن ابراهيم الانصاري وهو ضعيف . { باب فيمن ذهبت عينه الواحدة } عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله إذا أخذت كريمتي عبدي لم أرض له ثوابا دون الجنة قال قلت يارسول الله وإن كانت واحدة قال وان كانت واحدة - قلت هو في الصحيح خلا قوله وإن كانت واحدة - رواه أبو يعلي وفيه سعيد بن سليم الضبي ضعفه الازدي وذكره ابن حبان في الثقات قال ويخطئ . وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال ربكم تبارك وتعالى إذا قبضت كريمة عبدي وهو بها ضنين فحمدني على ذلك لم أرض له ثوابا دون الجنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه السفر بن نسية ذكره ابن حبان في الثقات وضعفه الدار قطني . { باب في وجع العين } عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهم ألا هم الدين ولا وجع إلا وجع العين . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه مرين ابن سهل قال الازدي كذاب . { باب في الطاعون وما تحصل به الشهادة } عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتاني جبرائيل عليه السلام بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة لامتي ورحمة لهم ورص على الكافر . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات . وعن أبي بكر الصديق قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فقال اللهم طعنا وطاعونا قلت يارسول الله اني أعلم أنك قد سألت منايا أمتك فهذا الطعن
[ 311 ]
قد عرفناه فما الطاعون قال ذرب كالرمل إن طالت بك حياة ستراه . رواه أبو يعلي وفيه جعفر بن الزبير الحنفي وهو ضعيف . وعن أبي قلابة أن الطاعون وقع بالشام فقال عمرو بن العاص إن هذا الزجر قد وقع فتفرقوا عنه في الشعاب والاودية فبلغ ذلك معاذا فلم يصدقه بالذي قال قال فقال بل هو شهادة ورحمة ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم اللهم اعط معاذا وأهله نصيبهم من رحمتك قال أبو قلابة فعرفت الشهادة وعرفت الرحمة ولم أدر ما دعوة نبيكم حتى أنبئت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو ذات ليلة يصلي إذ قال في دعائه فحمى إذا أو طاعونا ثلاث مرات فلما أصبح قال له انسان من أهله يارسول الله لقد سمعتك الليلة تدعو بدعاء قال وسمعته قال نعم قال إني سألت ربي عزوجل أن لا يهلك أمتي بسنة فأعطانيها وسألت الله أن لا يسلط عليهم عدوا يبيدهم وسألته أن لا يسلبهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فأبي علي أو قال فمنعت فقلت حمى إذا أو طاعونا حمى إذا أو طاعونا يعني ثلاث مرات . رواه أحمد وأبو قلابة لم يدرك معاذ بن جبل . وعن أبي منيب الاحدب قال خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال إنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم اللهم اجعل على آل محمد نصيبهم من هذه الرحمة ثم نزل عن مقامه ذلك فدخل على عبدالرحمن بن معاذ فقال عبدالرحمن الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فقال معاذ ستجدني أن شاء الله من الصابرين رواه أحمد وروى الطبراني بعضه في الكبير ورجال أحمد ثقات وسنده متصل . وعن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحزة يأخذ بمراق الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم اللهم إن كنت تعلم أن معاذ بن جبل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطه هو وأهل بيته الحظ الاوفر منه فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد فطعن في أصبعه بالسبابة فكان يقول ما يسرني أن لي بها حمر النعم . رواه أحمد واسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذا . وعن أبي موسى الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فناء أمتي بالطعن والطاعون قيل يارسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم
[ 312 ]
من الجن وفي كل شهادة . رواه أحمد بأسانيد ورجال يعضها رجال الصحيح . ورواه أبو يعلي والبزار والطبراني في الثلاث . وعن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون . رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات . وعن عبدالرحمن بن غنم قال لما وقع الطاعون بالشام خطب عمرو بن العاص الناس فقال إن هذا الطاعون رجس فتفرقوا عنه في هذه الشعاب وفي هذه الاودية فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة قال فغضب فجاء يجر ثوبه معلق نعليه بيده فقال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من حمار اهله ولكنه رحمة من ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم . رواه أحمد وعنده في رواية عن أبي منيب أن عمرو بن العاص في طاعون آخر خطب الناس فقال هذا زجر مثل السبيل من ينكبه أخطأه ومثل النار من ينكبها اخطأته ومن أقام أحرقته وآذته ، وفي رواية أخرى عن يزيد بن حمير عن شرحبيل بن حسنة نحوه إلا أنه قال فبلغ ذلك عمرا فقال صدق . رواها كلها أحمد وروى الطبراني في الكبير بعضه وأسانيد أحمد حسان صحاح . وعن عبدالرحمن بن غنم عن حديث الحارث بن عميرة أنه قدم مع معاذ من اليمن فمكث معه في داره وفي منزله فأصابهم الطاعون فطعن معاذ وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك في يوم واحد وكان عمرو ابن العاص حين حس بالطاعون فر وفرق فرقا شديدا وقال أيها الناس تفرقوا في هذه الشعاب فقد نزل بكم أمر لاأراه إلا رجز وطاعون فقال له شرحبيل بن حسنة كذبت قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أضل من حمار أهلك فقال عمرو صدقت فقال معاذ بن جبل لعمرو بن العاص كذبت ليس بالطاعون ولا الرجز ولكنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وقبض الصالحين اللهم فلت آل معاذ النصيب الاوفر من هذه الرحمة فما أمسي حتى طعن عبدالرحمن إبنه وأحب الخلق إليه الذي كان يكنى به فرجع معاذ من المسجد فوجده مكروبا فقال
[ 313 ]
يا عبدالرحمن كيف أنت فاستجاب له فقال يا أبت الحق من ربك فلا تكن من الممترين فقال معاذ وإنا إن شاء الله من الصابرين فمات من ليلته ودفنه من الغد فجعل معاذ بن جبل يرسل الحارث بن عميرة إلى أبي عبيدة يسأله كيف هو فأراه أبو عبيدة طعنة في كفه فبكي الحارث بن عميرة إلى أبي عبيدة وفرق منها حين رآها فأقسم أبو عبيدة بالله ما يحب ان له مكانها حمر النعم قال فرجع الحارث إلى معاذ فوجده مغشيا عليه فبكي الحارث واستبكي ثم ان معاذا أفاق فقال يا ابن الحميرية لم تبكي علي أعوذ بالله منك فقال الحارث والله ما عليك أبكي فقال معاذ فعلى ما تبكي قال أبكي على ما فاتني منك العصر من الغدو والرواح فقال معاذ أجلسني فأجلسه في حجره فقال اسمع مني فاني أوصيك بوصية ان الذي تبكي على من غدوك ورواحك فان العلم المصحف فان أعيا عليك تفسيره فاطلبه بعدي عند ثلاثة عويمر أبو الدرداء أو عند سلمان الفارسي أو عند ابن أم عبد واحذر زلة العالم وجدال المنافق ثم ان معاذا اشتد به نزع الموت فنزع نزعا لم ينزعه أحد فكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه اختفتي حقتك فوعزتك لتعلم اني أحبك فلما قضي نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم قال الحارث أخي معاذ أوصاني بك وسلمان الفارسي وابن أم عبد ولا أراني إلا منطلقا إلى العراق فقدم الكوفة فجعل يحضر مجلس ابن أم عبد بكرة وعشية فبينا هو كذلك ذات يوم في المجلس قال ابن أم عبد من أنت قال امرؤ من الشام قال ابن أم عبد نعم الحي أهل الشام لولا واحدة قال الحارث وما تلك الواحدة قال لولا انهم يشهدون على أنفسهم انهم من أهل الجنة قال فاسترجع الحارث مرتين أو ثلاثا قال صدق معاذ فيما قال لي فقال ابن أم عبد ما قال لك يا ابن أخي قال حذرني زلة العالم والله ما أنت يا ابن مسعود إلا أحد رجلين اما رجل أصبح على يقين يشهد أن لا إله إلا الله فأنت من أهل الجنة أو رجل مرتاب لا تدري أين منزلك قال ابن مسعود صدق أخي انها زلة فلا تؤاخذني بها فأخذ ابن مسعود بيد
[ 314 ]
الحارث فانطلق به إلى رحله فمكث عنده ما شاء الله ثم قال الحارث لابد لي أن أطالع أبا عبدالله سلمان الفارسي بالمدائن فانطلق الحارث حتى قدم على سلمان الفارسي بالمدائن فلما سلم عليه قال مكانك حتى أخرج اليك قال الحارث والله ما أراك تعرفني يا أبا عبدالله قال بلى عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك ان الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها في غير الله اختلف فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم رجع إلى الشام فاولئك الذين يتعارفون في الله ويتزاورون في الله . رواه البزار وروى أحمد بعضه وفي اسناد البزار شهر بن حوشب وفيه كلام وقد وثقه غير واحد وروى الطبراني في الكبير طرفا منه . وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزلون منزلا يقال له الجابية أو الجويبية يصيبكم فيه داء مثل غدتي الجمل يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي به أعمالكم . رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن يحيى الخشني وثقه دحيم وغيره وضعفه النسائي وغيره . وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فناء أمتي في الطعن والطاعون قلنا قد عرفنا الطعن فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عبدالله بن عصمة النصيبي قال ابن عدي له مناكير وقد وثقه ابن حبان . وعن عتبة بن عبد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء فيقال انظروا فان جراحتهم كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك . رواه الطبراني في الكبير وفيه اسماعيل بن عياش (1) وفيه كلام وحديثه عن أهل الشام مقبول وهذا منه . { باب في الطاعون والثابت فيه والفار منه } عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفني أمتي إلا بالطعن والطاعون قلت يارسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف . رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في (1) في الاصل " عباس " والتصويب من الميزان . [ * ]
[ 315 ]
الاوسط . ولها عند أبي يعلي أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وخزة تصيب أمتي من أعدائهم الجن غدة كغدة الابل من أقام عليها كان مرابطا ومن أصيب به كان شهيدا ومن فر منه كالفار من الزحف ، ورواه الطبراني في الاوسط بنحوه إلا أنه قال والصابر عليه كالمجاهد في سبيل الله . ولها عند البزار قلت يارسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال يشبه الدمل يخرج في الآباط والمراق وفيه تزكية أعمالهم وهو لكل مسلم شهادة ، ورجال أحمد ثقات وبقية الاسانيد حسان . وعن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون الفار منه كالفار من الزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد . رواه أحمد والبزار والطبراني في الاوسط ورجال أحمد ثقات . وعن عكرمة بن خالد المخزومي عن أبيه أو عمه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة تبوك إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا وقع بها ولستم بها فلا تقدموا عليه . رواه أحمد وله عنده في رواية وإذا كان بأرض ولستم بها فلا تقربوها ، واسناد أحمد حسن وكذلك رواه الطبراني في الكبير . وعن زيد بن ثابت قال ذكر الطاعون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه رجس أصاب من قبلكم فإذا سمعتم به ببلد فلا تدخلوا عليه وإذا وقع ببلد وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . وعن يعلي بن شداد بن أوس قال ذكر معاوية الطاعون في خطبته فقال عبادة أمك هند أعلم منكم فأتم خطبته ثم صلي ثم أرسل إلى عبادة فنفرت رجال الانصار معه فأجلسهم ودخل عبادة فقال له معاوية ألم تتق الله وتستحي امامك فقال له عبادة أليس قد علمت اني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اني لا أخاف في الله لومة لائم ثم خرج معاوية عند العصر فصلي ثم أخذ بقائمة السرير فقال يا أيها الناس اني ذكرت لكم حديثا على المنبر فدحلت البيت فإذا الحديث كما حدثني عبادة فاقتبسوا منه فانه أعلم مني . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه عيسى بن سنان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه يحيى ين معين وغيره
[ 316 ]
وعن شهر بن حريث الاشعري عن رابة رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس قال لما اشتغل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيبا فقال يا أيها الناس ان هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وان أبا عبيدة يسأل الله عزوجل أن يقسم له منه حظه قال فطعن فمات رحمه الله واستخلف على الناس معاذ بن جبل فقام خطيبا بعده فقال يا أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه قال فطعن عبد الرحمن ابنه فمات رحمه الله ثم قام فدعا ربه لنفسه فطعن في راحته رحمه الله ولقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه يقول ما أحب أن لي بما فيك سببا فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص فقام فينا خطيبا فقال يأيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع إنما يشتعل اشتعال النار فتحيلوا منه في الجبال فقال أبو واثلة الهذلي كذبت والله لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت شر من حماري هذا قال والله لاأرد عليك ما تقول وايم الله لانقيم عليه ثم خرج وخرج الناس معه فتفرقوا عنه رفعه الله عنهم قال فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه من رأى عمرو فوالله ماكرهه . رواه أحمد وشهر فيه كلام وبنسخة لم يسم . وعن عابس الغفاري أنهم كانوا معه فوق اجار له فمر بقوم يتحملون فقال ما هؤلاء قيل قوم يفرون من الطاعون قال يا طاعون خذني يا طاعون خذني يا طاعون خذني (1) فقال له أبن أخ له وكانت له صحبة تتمنى الموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنى أحدكم الموت أجر عمل المؤمن ولا يرد فيستعتب قال يا ابن أخي اتى أبا ذر خلالا من رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون في آخر الزمان يتخوفهن على أمته إمارة السفهاء وكثرة الشرط واستخفاف بالدم وقطيعة الرحم ونشو يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم في الدين ولا بأعلمهم وفيه ممن هو أفقه وأعلم يقدمونه يغنيهم غناء . رواه الطبراني في الكبير وأحمد بنحوه ، وله في رواية وقد سمعت أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (1) في الاصل " خذي " في الثلاثة المواضع . [ * ]
[ 317 ]
لا يتمنى أحدكم الموت فيكون عند انقطاع أجله ، وفي اسناده ليث بن أبي سليم وفيه كلام . قلت وله طرق تأتي في الامارة والخلافة (1) والتوبة أنشاء الله . { باب جامع فيمن هو شهيد } عن سلمان قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالزكاة ثلاث مرات فقال ما تعدون الشهيد فيكم قالوا الذي يقتل في سبيل الله ان شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة والنفساء شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة والسل والبطن شهادة . رواه الطبراني في الكبير وفيه مندل بن علي وفيه كلام كثير وقد وثق . قلت وتأتي أحاديث بنحو هذا في الجهاد (1) ان شاء الله . { باب في المبطون } عن حميد بن عبدالرحمن الحميري أن رجلا يقال له حممة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج غازيا إلى أصبهان في خلافة عمر رضي الله عنه وفتحت أصبهان فقال اللهم ان حممة (2) يزعم أنه يحب لقاءك فان كان صادقا فاعزم به عليه بصدقه وان كان كاذبا فاعزم له عليه وان كره فأخذه البطن فمات باصبهان فقال أبو موسى يا أيها الناس انا والله ما سمعنا فيما سمعنا من نبيكم صلى الله عليه وسلم وبلغ علمنا إلا أن حممة شهيد . رواه الطبراني في الكبير وأحمد بنحوه وفيه داود الاودي وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى . { باب في ذات الجنب } عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الميت من ذات الجنب شهيد . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . { باب في موت الغريب } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موت الغريب شهادة إذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره فلم ير إلا غريبا وذكر أهله وولده فتنفس فله بكل نفس يتنفسه يمحو الله عنه ألفي ألف سيئة ويكتب له ألف ألف (1) في الجزء الخامس . (2) في الاصل " حميمة " في المواضع الثلاثة وهو غلط . [ * ]
[ 318 ]
حسنة . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك . { باب في موت الفجأت والمرض قبل الموت } عن أبي أمامة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من موت الفجأة وكان يعجبه أن يمرض قبل أن يموت . رواه الطبراني في الكبير وفيه عثمان بن عبدالرحمن القرشي وهو متروك . وعن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة فقال راحة للمؤمن وأخذة أسف على الفاجر . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه قصة وفيه عبيد الله بن الوليد الرصافي وهو متروك . { باب فيما يستعاذ منه من الموتات } عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من سبع موتات موت الفجاءة ومن لدغ الحية ومن السبع ومن الغرق ومن الحرق ومن أن يخر على شئ أو يخر عليه شي ومن القتل عند فرار الزحف . رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك أن أموت هما أو غما أو أن أموت غرقا وأن يتخبطني الشيطان عند الموت أو أموت لديغا . رواه أحمد وفيه إبراهيم بن اسحق ولم أجد من وثقه ، وبقية رجاله ثقات . وبسند عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بجدار مائل فأسرع المشي فقيل له فقال إني أكره موت الفوات . رواه أحمد وأبو يعلي وإسناده ضعيف . { باب حسن الظن بالله تعالى } عن حبان أبي النضر قال دخلت مع واثلة بن الاسقع على أبي الاسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه فسلم علينا وجلس فأخذ أبو الأسود يمين واثلة فمسح بها على عينيه ووجهه لبيعته رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال واثلة اسأله عنها قال وما هي قال كيف ظنك بربك فقال أبو الأسود وأشار برأسه أي حسن فقال واثلة أبشر فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عزوجل أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء . رواه أحمد والطبراني في الاوسط ورجال أحمد ثقات . وعن أنس أن النبي
[ 319 ]
صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عزوجل أنا عند ظن عبدي بي ان ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله . رواه احمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . قلت وتأتي أحاديث في حسن الظن في الادعية (1) وغير ذلك إن شاء الله . { باب فيمن مات في أحد الحرمين } عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وكان يوم القيامة من الآمنين . رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالغفور ابن سعيد وهو متروك . وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في أحد الحرمين بعث آمنا يوم القيامة . رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه موسى بن عبدالرحمن المسروقي وقد ذكره ابن حبان في الثقات وفيه عبدالله بن المؤمل وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره وإسناده حسن . { باب فيمن مات يوم الجمعة } عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات يوم الجمعة وقى عذاب القبر . رواه أبو يعلي وفيه يزيد الرقاشي وفيه كلام . { باب فيمن مات في بيت المقدس } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء . رواه البزار وفيه يوسف بن عطية البصري وهو ضعيف . { باب ما جاء في الموت } عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلق ابن آدم شيئا قط منذ خلقه الله أشد عليه من الموت قال ثم ان الموت لاهون مما بعده . رواه أحمد ورجاله موثقون . وعن ابن عباس قال آخر شدة يلقاها المؤمن الموت . رواه أحمد وفيه قابوس وثقه ابن معين وابن عدي وضعفه النسائي وغيره . وعن سودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قلت يارسول الله إذا امتنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى يأتينا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلمين ما أعلم عن (2) الموت يا بنت زمعة علمت أنه أشد (1) في الجزء العاشر . (2) في الاصل " لو تعلمين أعلم الموت " . [ * ]
[ 320 ]
مما تقدرين . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . { باب فيمن يفر من الموت } عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي يفر من الموت كمثل الثعلب تطلبه الارض يدبر فجعل يسعى حتى إذا أعيا وابتهر دخل جحره فقالت له الارض يا ثعلب ديني فخرج وله حصاص فلم يزل كذلك حتى تقطعت عنقه فمات . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه معاذ بن محمد الهذلي قال العقيلي لا يتابع على رفع حديثه . { باب تحفة المؤمن الموت } عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحفة المؤمن الموت . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب لا يترك الموت أحدا لاحد } عن ابن عمر قال كان بمكة مقعدان (1) لهما ابن شاب فكان إذا أصبح نقلهما فأتى بهما المسجد فكان يكتسب عليهما يومه فإذا كان المساء احتملهما فأقبل بهما فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقال مات ابنهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو ترك أحد ترك ابن المقعدين . رواه الطبراني في الاوسط وفيه عبدالله بن جعفر بن نجيح وهو متروك . قلت ويأتي حديث في تفسير سورة ص إن شاء الله تعالى (2) . { باب فيمن أحب لقاء الله تعالى } عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره لقاءه قلت يارسول الله كلنا نكره الموت قال ليس ذلك كراهية للموت ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشر من الله فليس شئ أحب من أن يكون قد لقى الله فأحب الله لقاءه وان الفاجر والكافر إذا حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقى من الشر فكره لقاء الله فكره لقاءه . رواه أحمد وأبو يعلي والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح . وعن عطاء بن السائب قال كان أول يوم (1) في الاصل " مقعدين " . (2) في الجزء السابع . [ * ]
[ 321 ]
عرفت فيه عبدالرحمن بن أبي ليلى رأيت شيخا أبيض الرأس على حمار وهو يتبع جنازة فسمعته يقول حدثني فلان بن فلان سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال القوم يبكون فقال ما يبكيكم قالوا إنا نكره الموت قال ليس ذلك ولكنه إذا حضر فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم فإذا بشر بذاك أحب لقاء الله والله للقائه أحب وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فإذا بشر بذاك كره لقاء الله والله عزوجل للقائه أكره . رواه أحمد وعطاء بن السائب فيه كلام . وعن معاوية انه كان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عزوجل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما تقولون له قلنا نعم يارسول الله قال إن الله عزوجل يقول للمؤمنين هل أجبتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا فيقول لم فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد وجبت لكم مغفرتي . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن زحر وهو ضعيف . وعن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أثنتان يكرههما ابن آدم الموت والموت خير للمؤمنين من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . { باب حمد الله عزوجل عند النزع } عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعه ان المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه . رواه البزار عن شيخه أحمد بن أبان القرشي ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . { باب ما يخفف الموت } عن المشيخة أنهم حضروا غضيف بن الحارث حين اشتد سوقه فقال هل
[ 322 ]
منكم أحدا يقرأ يس فقال فقرأها صالح بن شريح السلوي فلما بلغ أربعين منها قبض قال فكان المشيخة يقولون إذا قرئت عند الموت خفف عنه بها قال صفوان قرأها عيسى بن المعتمر عند ابن معبد . رواه أحمد وفيه من لم يسم . { باب حضور الاعمال عند الموت } عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يعود رجلا من الانصار فلما دخل عليه وضع يده على جبينه فقال كيف تجدك فلم يحر إليه شيئا فقيل يارسول الله إنه عنك مشغول فقال خلوا بيني وبينه فخرج الناس من عنده وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فأشار المريض أن أعد يدك حيث كانت ثم ناداه يا فلان ما تجد قال أجدني بخير وقد حضرني إثنان أحدهما أسود والآخر أبيض فقال رسول الله صلى عليه وسلم أيهما أقرب منك قال الاسود قال إن الخير قليل وإن الشر كثير قال فمتعني منك يارسول بدعوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر الكثير وانم القليل ثم قال ما ترى قال خيرا بأبي أنت وأمي أرى الخير ينمي وأرى الشر يضمحل وقد إستأخرعني الاسود قال أي عملك املك بك قال كنت أسقي الماء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمع يا سلمان هل تنكر مني شيئا قال نعم بأبي أنت وأمي قد رأيتك في مواطن ما رأيتك على مثل حالك اليوم قال إني أعلم مامنه عرق إلا وهو يألم الموت على حدته . رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة (1) وهو ضعيف . { باب تلقين الميت لا إله إلا الله } عن زادان أبي عمر قال حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من لقن عند الموت لا إله إلا الله دخل الجنة . رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وفيه كلام لاختلاطه . وعن زادان أبي عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقن لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة . رواه الطبراني في الاوسط والكبير وفيه عطاء بن السائب وفيه كلام . وعن أنس أن أبا بكر دخل على النبي صلى (1) هو الربذي المشهور . [ * ]
[ 323 ]
الله عليه وسلم وهو كئيب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مالي أراك كئيبا قال يارسول الله كنت عند ابن عم لي البارحة فلان وهو يكيه بنفسه قال فهل لقنته لا إله إلا الله قال قد فعلت يارسول الله قال فقالهاقال نعم قال وجبت له الجنة قال أبو بكر يارسول الله كيف هي للاحياء قال هي أهدم لذنوبهم . رواه أبو يعلي والبزار وفيه زايدة بن أبي الوقاد وثقه القواريري وضعفه البخاري وغيره . وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله . رواه البزار وفيه عبد الوهاب بن مجاهد وهو ضعيف . وعن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا إله إلا الله لم يدخل النار . رواه الطبراني في الاوسط وفيه أبو بلال الاشعري ضعفه الدار قطني . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله وقولوا الثبات ولاقوة إلا بالله - قلت هو في الصحيح باختصار - رواه الطبراني في الصغير والاوسط وفيه عمر ابن صهبان وهو ضعيف . وعن عطاء بن السائب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقن عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة . رواه الطبراني في الكبير وعطاء فيه كلام . وعن عبدالله بن مسعود رفعه قال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فان نفس المؤمن تخرج رشحا ونفس الكافر تخرج شدقه كما تخرج نفس الحمار . رواه الطبراني في الكبير . وإسناده حسن . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله فمن قالها عند موته وجبت له الجنة قالوا يارسول الله فمن قالها في صحته قال تلك أوجب وأوجب ثم قال والذي نفسي بيده لوجئ بالسموات والارض ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الاخرى لرجحت بهن . رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أن ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس . وعن صفوان بن عسال المرادي قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على غلام من اليهود وهو مريض فقال أتشهد أن لا إله إلا الله قال نعم قال أتشهد أن محمدا رسول
[ 324 ]
الله قال نعم ثم قبض فوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فغسلوه ودفنوه . رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن . وعن سعيد بن عبدالله الاودي قال شهدت أبا أمامة الباهلي وهو في النزع فقال إذا أنامت فاصنعوا بي كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا مات أحد من أخوانكم فسويتم عليه فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانه يقول فانه يسمع ولا يجيب ثم يقول يا فلان ابن فلانة فانه يستوي قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فانه يقول أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون فليقل أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا . عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فان منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول انطلق بنا ما نقعد عند من لقن حجته فيكون الله حجيجه دونهما قال رجل يارسول الله فان لم يعرف أمه قال فينسبه إلى حواء يا فلان بن حواء . رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه جماعة . وعن حذيفة قال أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة . رواه أحمد وروى البزار طرفا منه في الصيام فقط ورجاله موثقون . وعن جابر قال سمعت عمر يقول لطلحة بن عبيدالله مالي أراك شعثا أغبر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعله أعانك امارة ابن عمك قال فقال معاذ الله اني سمعته يقول اني لاعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت إلا وجد روحه لها روحه حتى يخرج جسده وكانت له نورا يوم القيامة فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ولم يخبرني بها فذاك الذي دخلني قال عمر فاني أعلمها قال فلله الحمد فما هي قال الكلمة التي قالها لعمه قال صدقت - قلت روى ابن ماجه بعضه - رواه أبو يعلي ، ورجاله رجال الصحيح . وعن يحيى بن طلحة قال رأى عمر طلحة ابن عبيدالله حزينا فقال مالك قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لاعلم كلمات لا يقولهن عبد عند الموت إلا نفس الله عنه واشرق له
[ 325 ]
لونه ما يسره قال فما يمنعي أن أسأله عنها إلا القدرة عليها فقال عمر إني لاعلم ماهي قال طلحة ماهي قال هل تعلم كلمة أفضل من كلمة دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه عند الموت قال طلحة هي والله لا إله إلا الله . رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح . وعن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من الانصار فقال يا خال قال لا إله إلا الله فقال خال أم عم قال لا بل خال وخير إلى أن أقولها قال نعم . رواه أبو يعلي والبزار ورجاله رجال الصحيح . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم اللهم لقني حجتي فان الكافر يلقن حجته ولكن ليقل اللهم لقني حجة الايمان عند الممات . رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وفيه السكن بن أبي كرعة ولم أعرفه . { باب في موت المؤمن وغيره } عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال تبارك وتعالى للنفس اخرجي قالت لاأخرج إلا كارهة قال أخرجي وإن كرهت . رواه البزار ورجاله ثقات . وعن عبدالله يعني بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال موت المؤمن لعرق الجبين . رواه البزار وفيه القاسم بن مطيب وهو متروك . وعن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يموت بعرق الجبين . رواه الطبراني في الاوسط وفي الكبير نحوه في حديث طويل ورجاله ثقات ورجال الصحيح . وعن عبدالله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نفس المؤمن تخرج رشحا ولا أحب موتا كموت الحمار قيل وما موت الحمار قال موت الفجأة قال وروح الكافر تخرج من اشداقه . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه حسام بن مصك وهو ضعيف . وعن الحارث بن الخزرج عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ونظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عليه السلام عند رأس رجل من الانصار فقال يا ملك الموت ارفق بصاحبي فانه مؤمن فقال ملك الموت عليه السلام طب نفسا وقر عينا واعلم بكل مؤمن رفيق واعلم يا محمد أني لاقبض روح ابن آدم
[ 326 ]
فإذا صرخ صارخ من أهله قمت في الدار ومعي روحه فقلت ماهذا الصارخ والله ما ظلمناه ولاسبقنا أجله ولا أستعجلنا قدره ومالنا في قبضه من ذنب فان ترضوا بما صنع الله تؤجروا وان تحزنوا وتسخطوا تأثموا وتوزروا مالكم عندنا منه عينا وان لكنا عندكم بعد عودة فالحذر وما من أهل بيت يا محمد شعر ولامدر بر ولافاجر سهل ولا جبل إلا أنا أتصفحهم في كل يوم وليلة حتى لانا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم والله يا محمد لو أردت أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو أذن بقبضها قال جعفر بن محمد بلغني أنه انما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة فإذا نظر عند الموت فمن كان يحافظ على الصلوات دنا منه الملك وطرد عنه الشيطان ويلقنه الملك لا إله إلا الله محمد رسول الله وذلك الحال العظيم . رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن شمر الجعفي والحارث بن الخزرج ولم أجد من ترجمهما ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، وروى البزار منه إلى قوله واعلم أني بكل مؤمن رفيق . وعن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نفس المؤمن تخرج رشحا وان نفس الكافر تسيل كما تخرج نفس الحمار فان المؤمن ليعمل الخطيئة فيشددبها عليه عند الموت ليكفر بها وان الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزي بها . رواه الطبراني في الكبير وفيه القاسم بن مطيب وهو ضعيف . وعن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يعود رجلا من الانصار فلما دخل عليه وضع يده على جبينه فقال كيف تجدك فلم يحر إليه شيئا فقيل يارسول الله انه عنك مشغول قال خلوا بيني وبينه فخرج النساء من عنده وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فأشار المريض أي أعد يدك حيث كانت ثم نادى يا فلان ما تجد قال أجد خيرا وقد حضرني اثنان أحدهما أسود والآخر أبيض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أقرب منك قال الاسود قال إن الخير قليل وان الشر كثير قال فمتعني منك يارسول الله بدعوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر الكثير واتم القليل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى قال بأبي أنت وأمي الخير ينمي وأرى الشر
[ 327 ]
يضمحل وقد أستأخر عني الاسود قال أي عملك كان أملك بك قال كنت أسقي الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمع يا سلمان هل تنكر مني شيئا قال نعم بأبي أنت وأمي قد رأيتك في مواطن ما رأيتك على مثل حالك اليوم قال اني لاأعلم ما يلقى مامنه عرق إلا وهو يألم الموت على حدته . رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف (1) . وعن أبي أيوب الانصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباده كما يلقون البشير من الدنيا فيقولون انظروا صاحبكم يستريح فانه قد كان في كرب شديد ثم يسألوه ماذا فعل فلان وماذا فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول هيهات قد مات ذلك قبلي فيقولون إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئست الام وبئست المربية وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم فان كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض عليهم عمل المسئ فيقولون اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به عنه وتقربه اليك . رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف . وعن عبدالله بن عمرو قال إذا قتل العبد في سبيل الله فأول قطرة تقطر على الارض من دمه يكفر الله ذنوبه كلها ثم يرسل له الله بريطة من الجنة فتقبض فيها نفسه ويجسد من الجنة حتى تركب فيه روحه ثم يعرج مع الملائكة كأنه كان معهم منذ خلقه الله حتى يؤتي به الرحمن عزوجل ويسجد قبل الملائكة ثم تسجد الملائكة بعده ثم يغفر له ويطهر ثم يؤمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وثياب من حرير عندهم نور وصوت يلقنانهم كل يوم بشئ لم يلقناه بالامس يظل الحوت في أنهار الجنة فيأكل من كل رائحة من أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل رائحة من أنهار الجنة ويلبث الثور نافشا (2) في الجنة يأكل من ثمر الجنة فإذا اصبح عدا عليه الحوت فذكاه بذنبه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعمه كل ثمرة في الجنة ينظرون (1) تقدم الحديث وهو مكرر في الاصل . (2) أي يرعى ، وتقدم الحديث . [ * ]
[ 328 ]
إلى منازلهم يدعون الله بقيام الساعة فإذا توفى الله العبد المؤمن ارسل إليه ملكين بخرقة من الجنة وريحان من ريحان الجنة فقال أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان أخرجي فنعم ما قدمت فتخرج كأطيب رائحة مسك وجدها أحدكم بأنفه وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله لقد جاء من الارض اليوم روح طيبة فلا يمر بباب الا فتح له ولاملك إلا صلى عليه ويشفع حتى يؤتى به إلى الله عزوجل فتسجد الملائكة قبله ثم يقولون ربنا هذا عبدك فلان توفيناه وأنت أعلم به فيقول مروه بالسجود فيسجد النسمة ثم يدعى ميكائيل فيقال اجعل هذه النسمة مع أنفس المؤمنين حتى أسئلك عنها يوم القيامة فيؤمر بجسده فيوسع له طوله سبعون وعرضه سبعون وينبت فيه الريحان ويبسط له الحرير فيه وإن كان معه شئ من القرآن نوره والا جعل له نورا مثل نور الشمس ثم يفتح له باب إلى الجنة فينظر إلى مقعده في الجنة بكرة وعشيا وإذا توفي الله العبد الكافر أرسل إليه ملكين وأرسل إليه بقطعة بنجاد أنتن من كل نتن وأخشن من كل خشن فقال أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى جهنم وعذاب اليم ورب عليك ساخط أخرجي فساء ما قدمت فتخرج كأنتن جيفة وجدها أحدكم بأنفه قط وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله لقد جاء من الارض جيفة ونسمة خبيثة لا يفتح له باب السماء فيؤمر بجسده فيضيق عليه في القبر ويملا حيات مثل أعناق البخت تأكل لحمه فلا يدعن من عظامه شيئا ثم يرسل عليه ملائكة صم عمي معهم فطاطيس من حديد لا يبصرونه فيرحمونه ولا يسمعون صوته فيرحمونه فيضربونه ويخبطونه ويفتح له باب من نار فينظر إلى مقعده من النار بكرة وعشية يسأل الله أن يديم ذلك عليه فلا يصل إلى ما وراءه من النار . رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات . { باب عرض أعمال الاحياء على الاموات } عن أنس قال قال رسول الله صلى الله إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الاموات فان كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لاتمتهم حتى
[ 329 ]
يهديهم كما هديتنا . رواه أحمد وفيه من لم يسم ، قلت وقد تقدم حديث أبي أيوب في الباب قبل هذا . { باب في الارواح } عن أم هانئ أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون النسم طيرا تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها . رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعن أم هانئ الانصارية أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم انتزاور إذا متنا فذكر الحديث الاول وذكر الثانية وأنها أنصارية وترجم لها وفي الآخر ابن لهيعة . وعن عبدالرحمن بن كعب بن مالك قال لما حضرت سعد بن مالك الوفاة دخلت عليه أم مبشر بنت البراء بن معرور قالت يا أبا عبدالرحمن إن لقيت أبي فاقرئه مني السلام فقال يغفر الله لك يا أم مبشر نحن أشغل من ذلك فقالت يا أبا عبد الرحمن أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر تعلق في شجر الجنة قال بلى قالت فهو ذاك . رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن اسحق وهو مدلس ، وبقية رجاله رجال الصحيح . وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال لما حضرته الوفاة أتته أم مبشر فقالت إقرأ على النبي السلام فقال لها أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يبعث يوم القيامة قالت بلى ولكن ذهلت - قلت حديث كعب في الصحيح - رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . وعن عبدالله بن عمرو قال الجنة معلقة بقرون الشمس يبشر في كل عام مرة وأرواح المؤمنين في طير كالزرازير يتعارفون منها يرزقون من ثمر الجنة قال خالد بن معدان إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا ربنا ألم تعدنا أن توردنا النار قال بلى ولكنكم مررتم بها وهي خامدة . رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى ابن يونس ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح .
[ 330 ]
{ باب اغماض البصر وما يقول } عن أبي بكرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وهو في الموت فلما شق بصره مد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فأغمضه فلما أغمضه صاح أهل البيت فسكتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ان النفس إذا خرجت يتبعها البصر وان الملائكة تحضر الميت فيؤمنون على ما يقول أهل البيت قال صلى الله عليه وسلم اللهم ارفع درجة أبي سلمة في المهدين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يوم الدين . رواه البزار والطبراني في الاوسط بنحوه وفيه محمد بن أبي النوار وهو مجهول . { باب حضور النساء عند الميت } عن خولة بنت اليمان أخت حذيفة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لاخير في جماعة النساء ولاعند ميت فانهن إذا اجتمعن قلن وقلن . رواه الطبراني في الاوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك . قلت وقد تقدم حديث في المساجد بنحوه . { باب فيمن يستريح إذا مات } عن عائشة قالت جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ماتت فلانة واستراحت فغضب رسول الله صلى الله عليه سلم وقال إنما يستريح من غفر له . رواه أحمد والطبراني في الاوسط وفيه ابن لهيعة وفيه كلام . وعنها توفيت امرأة كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون منها ويمازحونها فقلت إستراحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يستريح من غفر له . رواه البزار ورجاله ثقات . { باب الاسترجاع وما يسترجع عنده } عن ابن عباس قل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الامم عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون . رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن خالد الطحان وهو ضعيف . وعن ابن عباس في قوله تعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) قال أخبر الله عزوجل ان المؤمن إذا سلم لامر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله والرحمة وتحقيق سبيل
[ 331 ]
الهدى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا يرضاه . رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن أبي طلحة وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للموت فزعا فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل إنا الله وإنا إليه راجعون وانا إلى ربنا لمنقلبون اللهم أكتبه في المحسنين واجعل كتابه في عليين واخلف عقبه في الآخرين اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده . رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع الاسدي وفيه كلام . وعن الحسين الهدى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا يرضاه . رواه الطبراني في الكبير وفيه علي بن أبي طلحة وهو ضعيف . وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان للموت فزعا فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل إنا الله وإنا إليه راجعون وانا إلى ربنا لمنقلبون اللهم أكتبه في المحسنين واجعل كتابه في عليين واخلف عقبه في الآخرين اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده . رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع الاسدي وفيه كلام . وعن الحسين ابن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وان قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلا أحدث الله له عند ذلك وأعطاه ثوابه يوم أصيب بها . رواه الطبراني في الاوسط وفيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو ضعيف . وعن أبي أمامة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقطع شسع النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقال رجل هذا لشسع فقال إنها مصيبة . رواه الطبراني في الكبير وفيه العلاء بن كثير وهو متروك . وعن أبي أمامة قال انقطع قبال النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع فقالوا مصيبة يارسول الله فقال ما أصاب المؤمن مما يكره فهي مصيبة . رواه الطبراني باسناد ضعيف . وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع فانها من المصائب . رواه البزار وفيه بكر بن حنيس وهو ضعيف . وعن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله . قلت رواه البزار بعد حديث أبي هريرة وفي حديث شداد خارجة بن مصعب وهو متروك . { باب فيمن كتم مصيبته } عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده وكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقا على الله أن يغفر له . رواه الطبراني في الكبير وفيه بقية وهو مدلس