الــصــحـيـــح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ج33
العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
المركز الإسلامي للدراسات
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السابع:
تغسيل رسول الله '
إبليس يغريهم بترك تغسيل النبي ':
عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده قال: قبض رسول الله "صلى الله عليه وآله" فستر بثوب، ورسول الله "صلى الله عليه وآله" خلف الثوب، وعلي "عليه السلام" عند طرف ثوبه وقد وضع خديه على راحته، والريح يضرب طرف الثوب على وجه علي "عليه السلام"، قال: والناس على الباب وفي المسجد ينتحبون ويبكون، وإذا سمعنا صوتاً في البيت: إن نبيكم طاهر مطهر، فادفنوه ولا تغسلوه.
قال: فرأيت علياً "عليه السلام" حين رفع رأسه فزعاً، فقال: اخسأ عدو الله، فإنه أمرني بغسله، وكفنه ودفنه، وذاك سنَّة.
قال: ثم نادى مناد آخر غير تلك النغمة: يا علي بن أبي طالب، استر عورة نبيك، ولا تنزع القميص([1]).
ونقول:
من الواضح أن إبليس لعنه الله إنما يريد إلقاء الشبهة في قلوب ضعفاء العقل والإيمان، وقاصري المعرفة بالدين وأحكامه. فلعلّ الأمور تنتهي إلى الإختلاف بين المسلمين، حتى لو أصر علي "عليه السلام" على تغسيله، حيث سيكون هناك من يتهمه بأن هذا مجرد اجتهاد منه، ولعله قد أخطأ فيه، ولاسيما إذا لم يستطع أولئك الناس أن يفرقوا بين الملك والشيطان، فيظنون أن الذي كلمهم ملك.
ولكن وصية النبي "صلى الله عليه وآله" لعلي، قد مكنت علياً "عليه السلام" من إزالة الشبهة، وإبعاد وسوسات الشيطان عنهم بأهون سبيل..
تغسيل الرسول ':
قال ابن إسحاق: فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوم الثلاثاء.
وروى ابن سعد عن علي، وأبو داود ومسدد، وأبو نعيم وابن حبان، والحاكم والبيهقي، وصححه الذهبي، عن عائشة قالت: لما أرادوا غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري كيف نصنع، أنجرد رسول الله "صلى الله عليه وآله" ثيابه كما نجرد موتانا؟ أم نغسله وعليه وثيابه؟
فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن غسلوا رسول الله "صلى الله عليه وآله" وعليه ثيابه.
فقاموا إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" وعليه قميصه، فغسلوه يفاض عليه الماء والسدر فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم [فكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما غسله إلا نساؤه] ([2]).
وعن علي "عليه السلام" قال: لما أخذنا في جهاز رسول الله "صلى الله عليه وآله" أغلقنا الباب دون الناس جميعاً، فنادت الأنصار: نحن أخواله، ومكاننا من الإسلام مكاننا.
ونادت قريش: نحن عصبته.
فصاح أبو بكر: يا معشر المسلمين، كل قوم أحق بجنازتهم من غيرهم، فننشدكم الله، فإنكم إن دخلتم أخرتموهم عنه، والله لا يدخل عليه إلا من دعي([3]).
وعن ابن عباس قال: اجتمع القوم لغسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" وليس في البيت إلا أهله: عمه العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن عباس، وقثم بن عباس، وأسامة بن زيد بن حارثة، وصالح مولاه.
فلما اجتمعوا لغسله، نادى مناد من وراء الناس، وهو أوس بن خولي الأنصاري، أحد بني عوف بن الخزرج، وكان بدرياً على علي بن أبي طالب، فقال: يا علي، ننشدك الله وحظنا من رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فقال له علي "عليه السلام": ادخل، فدخل فحضر غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولم يلِ من غسله شيئاً، فأسنده علي إلى صدره، وعليه قميصه، وكان العباس، والفضل، وقثم يقلبونه مع علي، وكان أسامة بن زيد، وصالح مولاه يصبان الماء، وجعل علي يغسله، ولم يرَ من رسول الله "صلى الله عليه وآله" شيئاً مما يُرى من الميت، وهو يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً، حتى إذا فرغوا من رسول الله "صلى الله عليه وآله" وكان يغسل بالماء والسدر جففوه، ثم صنع به ما يصنع بالميت([4]).
ونقول:
إن لنا على هذه النصوص ملاحظات عديدة، نذكر منها ما يلي:
متى أقبل الناس على جهاز الرسول '؟!:
إن ما زعمه ابن إسحاق، من أن الناس أقبلوا على جهاز رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعد بيعة أبي بكر، لا يصح للأسباب التالية:
أولاً: ما روي من أن علياً "عليه السلام" قد جهز رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وانتهى من دفنه قبل أن ينتهي أهل السقيفة من سقيفتهم، وقال "عليه السلام" بعد انتهائه من إهالة التراب عليه "صلى الله عليه وآله"، وقد اتكأ على مسحاته وسأل عن خبر أهل السقيفة..
ثانياً: قد ذكرنا أن الأقوال حول وقت دفنه "صلى الله عليه وآله" مختلفة، ومن جملتها: أنه "صلى الله عليه وآله" دفن ليلة الثلاثاء، أو يوم الثلاثاء، أو يوم الأربعاء، ولا يتوافق أكثرها مع دعوى ابن إسحاق هذه، من أن الناس بعد البيعة لأبي بكر قد أقبلوا على جهاز رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ٍلأن السقيفة وإن كانت قد انتهت يوم الإثنين، لكن البيعة العامة قد بدأت يوم الثلاثاء، واستمرت عدة أيام.
ثالثاً: لو سلمنا: أنه "صلى الله عليه وآله" دفن يوم الأربعاء، فالسؤال هو: إذا كان الناس قد بدأوا بتجهيزه "صلى الله عليه وآله" يوم الثلاثاء، فلماذا لم يدفن إلا في يوم الأربعاء؟! فإن تجهيزه ودفنه "صلى الله عليه وآله" لا يحتاج إلى أكثر من ساعتين على أبعد تقدير!!
رابعاً: إن علياً "عليه السلام" وبني هاشم لم يحضروا اجتماع السقيفة يوم الإثنين، لأنهم كانوا مشغولين بجهاز رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وقد صرحت رواياتهم: بأن الصحابة بمن فيهم المهاجرون والأنصار قد تركوا أمر تجهيز النبي "صلى الله عليه وآله" إلى أهله، فما معنى قولهم: "إن الناس أقبلوا على جهازه يوم الثلاثاء"؟!
موقف عائشة من غسل النبي ':
ولا ندري ما الذي دعا عائشة إلى الندم على عدم تصدي نساء النبي "صلى الله عليه وآله" لغسله، فهل وجدت علياً "عليه السلام" قد قصر في القيام بما يجب عليه في تغسيل النبي "صلى الله عليه وآله"؟!
أم أنها ندمت على فوات هذه الفضيلة منها، واختصاص علي "عليه السلام" بهذا الفضل دونها؟!
أم أنها ترى نفسها أقرب إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" من ابنته "عليها السلام"، فتريد أن تستبدَّ برسول الله "صلى الله عليه وآله" دونها؟!
وإذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" قد أوصى علياً "عليه السلام" بأن يتولى تغسيله، فهل تستطيع هي أن تبطل هذه الوصية، وتمنع من تنفيذها؟! وهل يرضى الصحابة منهابذلك؟!
أوس بن خولي شارك في الدفن لا في التغسيل:
وقد زعمت الرواية أيضاً: أن علياً "عليه السلام" قد أدخل أوس بن خولي الأنصاري، فحضر، ولم يشارك في غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
وكأن ثمة تعمداً من هؤلاء الرواة للإيحاء بأن دخول أوس قد كان بلا فائدة ولا عائدة، مع أنه سيأتي: أنه شارك في حمل رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى قبره، ثم تناوله منه علي "عليه السلام"..
بل يظهر من تلك الرواية: أن الأنصار إنما طلبوا المشاركة في دفن النبي "صلى الله عليه وآله" لا في تغسيله..
ونحسب أن سبب تعمد هذا التضعيف لدور الأنصار: أن أحداً من المهاجرين الذين حضروا السقيفة، واستأثروا بالأمر لم يكن له نصيب في شرف المشاركة في شيء من مراسم تجهيز رسول الله "صلى الله عليه وآله" ودفنه، فلم تطب أنفس محبي هؤلاء بالجهر بفوز أوس بن خولي الأنصاري بهذا الشرف دونهم..
تجريد رسول الله ' للغسل:
ولا مجال لقبول ما ذكرته عائشة من اختلاف الصحابة في تجريد رسول الله "صلى الله عليه وآله" للغسل وعدمه.
فإنه لا مجال للاختلاف في ذلك بين أحد من الناس، ما دام أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد كلف خصوص علي "عليه السلام" بأن يغسله، وهو "عليه السلام" لم يكن جاهلاً بهذا الأمر ليحتاج إلى رأي غيره فيسألهم عنه، ليقع الاختلاف بينه وبينهم.
مع العلم بأن الله قد أكمل دينه، وأبلغ جميع الأحكام.. فلا مجال للحيرة، والاختلاف..
إلا إذا فرض أنه "صلى الله عليه وآله" قد أبلغ هذا الحكم لشخص بعينه، وهو من سيقوم بهذه المهمة بوصية منه، وهو خصوص علي أمير المؤمنين "عليه السلام"، حيث لا بد أن يعرِّفه بهذا الحكم الشرعي المتبقي من الشريعة، لكي يطبقه على مورده.
ولا يعقل أن يتكتَّم "صلى الله عليه وآله" على ما هو جزء من الشريعة، وقد حضر وقت العمل به، لأن موته "صلى الله عليه وآله" سيبقي هذا الحكم مجهولاً، وتبقى الشريعة ناقصة، وسوف لا ينزل جبرئيل على أحد بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله" وفي هذه الصورة يكفي أن يخبرهم علي بما عهد له به رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولا تبقى حاجة ولا مجال لرأي أبي بكر، أو غيره..
أما افتراض أن يكون تبليغ هذا الحكم من متكلم مجهول، يسمعون صوته، ولا يرون شخصه، فهو لا يدفع الإشكال، بل هو يؤكده ويقويه، إذ لعل المتكلم المجهول كان شيطاناً أيضاً. لا سيما مع ما سمعناه آنفاً عن إبليس، حيث طلب منهم أن يدفنوا نبيهم من دون غسل أصلاً..
ولولا أن علياً "عليه السلام" أعلمهم أن هذا صوت إبليس، وأن النبي "صلى الله عليه وآله" قد أوصاه بتغسيله لأطاعوا إبليس فيما دعاهم إليه ولو لزعمهم أنهم حسبوه ملَكاً!!..
وإذا كان جبرئيل قد أمرهم حين غسل النبي "صلى الله عليه وآله" بأن لا يجردوا النبي "صلى الله عليه وآله" من قميصه.
فقد يكون لأجل أن بعض الناس قد حاول الطعن بصحة فعل أمير المؤمنين "عليه السلام"، فدافع جبرئيل عنه، وصوَّب فعله، وقطع الطريق أمام عبث العابثين، وكيد الخائنين.
على أن هذا النوم المفاجئ حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، وسائر ما ذكرته عائشة، لم يكن أمراً عادياً، بل هو معجزة ظاهرة، وكرامة باهرة، وهي مما تتوفر الدواعي على نقله، فلماذا لم ينقله لنا أحد من الصحابة سوى عائشة؟!! مع أن المفروض: أن تكون عائشة في معزل عن هذا الأمر، مراعية لحجابها، مع سائر نسائه "صلى الله عليه وآله".
أبو بكر: كل قوم أحق بجنازتهم:
وعن نداء الأنصار: نحن أخواله، ونداء قريش: نحن عصبته، وتدخُّل أبي بكر لحسم الأمر.. نقول:
إنه أيضاً موضع شك وريب.
أولاً: لأن المفروض: أن أبا بكر، وعمر، وأبا عبيدة وغيرهم من المهاجرين، وكذلك سعد بن عبادة، وأسيد بن حضير، والحباب بن المنذر وغيرهم من الأنصار، كانوا حين تجهيز رسول الله "صلى الله عليه وآله" في سقيفة بني ساعدة، فما معنى قول الرواية: إن أبا بكر قد كلَّم المهاجرين والأنصار بالكف عن المطالبة بالمشاركة في تجهيز رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!
وأما إشراك أوس بن خولي الأنصاري، ومطالبة الأنصار بالمشاركة فإنما كان حين وضع النبي "صلى الله عليه وآله" كما سنشير إليه في موضعه إن شاء الله تعالى.
ثانياً: إن أبا بكر وعمر قد اعترضا على علي "عليه السلام" بأنه لم يُشْهِدُهما أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فردّ عليهما بأن السبب في ذلك: أنه لم يرد أن يعرضهما للخطر، لأنه ما من أحد يرى عورة النبي "صلى الله عليه وآله" ـ والمراد ما يواريه قميصه ـ إلا ذهب بصره([5]).
وقد حاول بعض الإخوة أن يصر على إرادة الصورة الحقيقية، وأن المراد هو رؤيتها اتفاقاً، فإنه يوجب العمى إلا إن كان الرائي هو علي "عليه السلام" وقال: لو كان المراد بالعورة ما يواريه القميص لرخص علياً "عليه السلام" بأن يغسله مع التجريد من القميص مع ستر العورة ويؤيد ذلك: أن الرواية الآتية عن الإمام الكاظم تقول:
إن علياً "عليه السلام" أراد تجريد النبي "صلى الله عليه وآله" من قميصه، فدل ذلك على أن حكم التجريد شيء، وحكم رؤية العورة شيء آخر وسيأتي أن رواية عدم تجريد الميت من قميصه للغسل تدل على أن ذلك ليس من مختصات رسول الله "صلى الله عليه وآله" مع أن ظاهر الروايات الناهية عن تغسيل غير علي له "صلى الله عليه وآله" معااة بأن ما رأى أحد عورته "صلى الله عليه وآله" إلا عمي، ظاهرها خصوصية النبي "صلى الله عليه وآله"..
ونقول: إن ما ذكره هذا الأخ الكريم لا مجال لقبوله، فإن علياً "عليه السلام" لابد أن يبالغ في الإحتيلط في الستر ولن يسمح بأن تصبح عورة رسول الله في معرض رؤية أحد، لا هو ولا غيره، لا عمداً ولا اتفاقاً.. ونهي النبي "صلى الله عليه وآله" علياً عن تجريده من قميصه مع أنه يجوز لعلي "عليه السلام" أن يغسله مجرداً منه إنما هو لإعلام الآخرين بخصوصية علي والنبي "صلى الله عليه وآله" في هذا الحكم الخاص ولعل رواية الإمام الكاظم "عليه السلام" الآتية تدل إلزامية هذا الحكم فلا مجال لإدعاء استحبابية هذا الحكم وبذلك يظهر الفرق بين النبي وبين غيره في هذا الحكم، فإن تغسيل النبي في قميصه لازم، وتغسيل غيره كذلك مندوب.
أمور أخرى تضمنتها الرواية:
وقد تضمنت الرواية المتقدمة أموراً أخرى، لا مجال لقبولها أيضاً، وستأتي الإشارة إلى ما يبطلها، ومن ذلك:
ألف: الإقتصار في حديث التغسيل على ذكر الماء والسدر، من دون إشارة إلى الكافور، مع أنهم يعتبرون أن الكافور مطلوب في تغسيل الميت.
ب: عد أسامة بن زيد، وصالح مولاه من أهل بيت النبي "صلى الله عليه وآله"، وليس الأمر كذلك، وإلا للزم عدّ غيرهما من مواليه أيضاً في جملة أهل بيته.
ج: حديث إسناد علي "عليه السلام" النبي "صلى الله عليه وآله" إلى صدره يكذب ما ادَّعوه من أن الفضل بن العباس أخذ بحضن النبي "صلى الله عليه وآله"، وعلي "عليه السلام" يغسله..
د: حديث أن العباس والفضل وقثماً كانوا يقلبون "صلى الله عليه وآله".. ينافي حديث أنهم كانوا يناولون علياً "عليه السلام" الماء، أو كان أحدهم يأخذ بالثوب ليظلل به، أو أن أحدهم كان قاعداً، وأن الملائكة هي التي كانت تقلبه لعلي "عليه السلام".. أو نحو ذلك مما ورد في الروايات.
هـ: حديث أن أسامة وصالحاً كانا يصبان الماء أيضاً ينافي سائر الروايات كما سنرى..
علي × يغسل النبي ' وحده:
وقد ادَّعوا: أن العباس وولديه الفضل وقثماً كانوا يساعدون علياً "عليه السلام" في تغسيل النبي "صلى الله عليه وآله"([6]).
وكان أسامة بن زيد وشقران يصبان الماء([7]).
وفي نص آخر ذكر بدل شقران صالح مولاهما، أي مولى علي "عليه السلام" وأسامة([8]).
ونص أيضاً ذكر: "أسامة بن زيد وقثم"([9]).
وفي نص آخر: "أسامة بن زيد، وأوس بن خولة"([10]).
وفي نص آخر أيضاً: "والفضل وقثم وأسامة وصالح يصبون عليه"([11]).
وفي نص آخر: "والعباس يصب الماء"([12]).
وفي نص: "غسله على والعباس والفضل بن العباس وصالح مولى رسول الله"([13]).
ونص آخر يقول: "غسله علي والعباس، وابناه: الفضل وقثم"([14]).
وراوية أخرى تقول: "كان العباس وأسامة يناولان علياً الماء من وراء الستر"([15]).
وقال في رواية أخرى: "فغسله علي "عليه السلام"، يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري يدخل الماء"([16]).
ونقول:
إن ذلك كله موضع شك وريب، وذلك لما يلي:
1 ـ روي عن الإمام الكاظم "عليه السلام" أنه قال: قال علي "عليه السلام": غسلت رسول الله "صلى الله عليه وآله" أنا وحدي وهو في قميصه، فذهبت أنزع عنه القميص، فقال جبرئيل: يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه فإن الله لم يجرده، فغسله في قميصه([17]).
2 ـ وفي حديث المناشدة: هل فيكم أحد غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله" مني.
قالوا: اللهم لا.
قال فأنشدكم الله: هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول الله "صلى الله عليه وآله" غيري؟!
قالوا: اللهم لا([18]).
3 ـ روي عن علي "عليه السلام" قوله: "إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أوصى إليَّ وقال: يا علي، لا يلي غسلي غيرك، أو لا يواري عورتي غيرك، فإنه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه..
فقلت له: كيف؟ فكيف لي بتقليبك يا رسول الله.
فقال: إنك ستعان.
فوالله ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي ([19]).
4 ـ وعن علي "عليه السلام": "أوصاني النبي "صلى الله عليه وآله" لا يغسله غيري، فإنه لا يرى عورتي إلا طمست عيناه"([20]).
5 ـ وحينما اعترض أبو بكر وعمر على أمير المؤمنين "عليه السلام" بأنه لم يُشهدهما أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" رد عليهما بقوله: "أما ما ذكرتما أني لم أشهدكما أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" فإنه قال: لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره" فلم أكن لأؤذيكما به.
وأما كبي عليه فإنه علمني ألف حرف، كل حرف يفتح ألف حرف، فلم أكن لأطلعكما على سر رسول الله "صلى الله عليه وآله"([21]).
6 ـ روي عن ابن عباس، وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن العباس لم يحضر غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال: لأني كنت أراه يستحي أن أراه حاسراً([22]).
7 ـ عن النبي "صلى الله عليه وآله" قال: يا علي، تغسلني، ولا يغسلني غيرك، فيعمى بصره.
قال علي "عليه السلام": ولِمَ يا رسول الله؟.
قال "صلى الله عليه وآله": كذلك قال جبرئيل عن ربي: إنه لا يرى عورتي غيرك إلا عمي بصره.
إلى أن تقول الرواية: قلت: فمن يناولني الماء؟
قال "صلى الله عليه وآله": الفضل بن العباس، من غير أن ينظر إلى شيء مني، فإنه لا يحل له ولا لغيره من الرجال والنساء النظر إلى عورتي، وهي حرام عليهم.
إلى أن قال "صلى الله عليه وآله": وأحضر معك فاطمة، والحسن والحسين "عليهم السلام"، من غير أن ينظروا إلى شيء من عورتي([23]).
8 ـ قد ذكرت الروايات: أنه لما أراد "عليه السلام" غسله استدعى الفضل بن عباس، فأمره أن يناوله الماء بعد أن عصب عينيه([24]) إشفاقاً عليه من العمى.
9 ـ وفي نص آخر: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال لعلي "عليه السلام": "جبرئيل معك يعاونك، ويناولك الفضل الماء. وقل له: فليغطِّ عينيه، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك، إلا انفقأت عيناه"([25]).
فاتضح مما تقدم: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد غُسِّل في قميصه، وأن علياً "عليه السلام" قد عصب عيني الفضل بن العباس. وأن علياً "عليه السلام" هو الذي غسل النبي "صلى الله عليه وآله" من وراء الثياب. وأنه لم يَر عورة رسول الله "صلى الله عليه وآله".
واتضح أيضاً: أن ما زعموه من أن العباس وابنيه كانوا يساعدون علياً "عليه السلام" في تقليب النبي "صلى الله عليه وآله" غير ظاهر، ولا سيما مع وجود روايات تقول: إن الملائكة هي التي كانت تساعد علياً "عليه السلام" على تغسيله "صلى الله عليه وآله"، وتقلِّبه له.
يضاف إلى ذلك: اختلاف الروايات في المهمات التي أوكلت إلى هؤلاء الأشخاص، فهل كان الفضل يساعد علياً "عليه السلام" في تقليب النبي "صلى الله عليه وآله"؟
أم أنه كان يناوله الماء من وراء الستر وهو معصوب العينين؟
أم أنه كان يمسك الثوب عنه؟
وهل شارك العباس في تغسيله؟
أم في صب الماء؟
وهل كان أسامة يصب الماء؟
أم كان يناوله علياً "عليه السلام"؟
المقصود برؤية عورة النبي ':
قد ذكرت بعض الروايات: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال: لا يحل لمسلم أن يرى عورتي إلا علي "عليه السلام"، أو نحو ذلك.
وليس المقصود بالعورة معناها المعروف.
بل المقصود بالعورة التي يجوز لعلي "عليه السلام" أن يراها منه "صلى الله عليه وآله"، هو ما يواريه القميص من جسد النبي "صلى الله عليه وآله"، وهو الذي صرح العباس بأن النبي "صلى الله عليه وآله" كان يستحي أن يراه حاسراً عنه.
وهذا كله يعطينا: أن عصب عيني الفضل ـ مع كون التغسيل مع وجود القميص ـ إنما هو لكي لا يرى شيئاً من جسد رسول الله "صلى الله عليه وآله"، مما لم يكن كشفه مألوفاً، فإن هذا المقدار أيضاً لا يجوز أن يراه أحد، ولا بد أن يبقى مخفياً، لأن حكمه حكم العورة من جهة حرمة رؤيته، كما أن رؤيته توجب إصابة الرائي بالعمى..
ولكن كان يجوز لعلي "عليه السلام" أن يرى هذا المقدار.. لأن ذلك من خصائص النبي "صلى الله عليه وآله" وعلي "عليه السلام": أن لا ينظر أحد إلى بدن النبي "صلى الله عليه وآله" غير علي، ولذلك لم يعصب علي "عليه السلام" عينيه عنه.
أما العورة الحقيقية نفسها، فلم يرها علي "عليه السلام"، لأن رؤيتها محرمة عليه وعلى غيره. ويشهد على ما ذكرناه أن علياً "عليه السلام" قد غسل النبي "صلى الله عليه وآله" في قميصه.
تغسيل النبي ' في قميصه:
قد ورد في الروايات ما يدل على أنه لا يحل لأحد رؤية جسد النبي "صلى الله عليه وآله" إلا علي "عليه السلام"، وذلك مثل:
ألف: عن جابر: أنه "صلى الله عليه وآله" قال: لا يحل لرجل أن يرى مجردي إلا علي([26]).
ب: عن السائب بن يزيد أنه "صلى الله عليه وآله" قال: لا يحل لمسلم يرى مجردي (أو عورتي) إلا علي([27]).
ج: وفي نص آخر: فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين، قال علي: فما تناولت عضواً إلا كأنما يقلَّبه معي ثلاثون رجلاً، حتى فرغت من غسله([28]).
فلا بد أن يراد بهذه الروايات وأمثالها.. ما ينسجم مع روايات تغسيله "صلى الله عليه وآله" وهو في قميصه، أو ثيابه، وهي كثيرة، فلاحظ ما يلي:
1 ـ الرواية المتقدمة عن الإمام الكاظم "عليه السلام" وقد تضمنت قول جبرئيل لعلي "عليه السلام": يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه، فإن الله لم يجرده([29])، فغسله في قميصه.
2 ـ عن بريدة: ناداهم مناد من الداخل: أن لا تنزعوا عن رسول الله قميصه([30]).
3 ـ إن العباس "رحمه الله" قد علل عدم حضوره غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" بقوله: "لأني كنت أراه يستحي أن أراه حاسراً".
4 ـ قد ورد أنه نادى منادٍ: يا علي بن أبي طالب، استر عورة نبيك، ولا تنزع القميص.
5 ـ في حديث المناشدة: أنه "عليه السلام" غسله مع الملائكة، وهم يقولون: استروا عورة نبيكم ستركم الله([31]).
6 ـ ذكروا: أنه لما غسل النبيَّ "صلى الله عليه وآله" عليٌّ "عليه السلام" أسنده على صدره، وعليه قمصيه يدلكه به من ورائه، ولا يفضي بيده إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ويقول: بأبي وأمي، ما أطيبك حياً وميتاً. ولم يُر من رسول الله "صلى الله عليه وآله" شيء يُرى من الميت([32]).
7 ـ في حديث عن علي "عليه السلام": "وأما السادسة عشرة، فإني أردت أن أجرده، فنوديت: يا وصي محمد! لا تجرده، فغسلته والقميص عليه، فلا والله الذي أكرمه بالنبوة، وخصه بالرسالة، ما رأيت له عورة"([33]).
8 ـ عن ابن عباس في حديث: "فغسله علي يدخل يده تحت القميص"([34]).
9 ـ في نص آخر: "غسله علي، والعباس وابناه: الفضل، وقثم. وغسلوه وعليه قميصه لم ينزع"([35]).
10 ـ عن علي "عليه السلام": أوصى رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن لا يغسله أحد غيره، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.
قال علي "عليه السلام": فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر.
11 ـ عن محمد بن قيس مرسلاً وفيه ضعف قال: قال علي: وما كنا نريد أن نرفع منه عضواً لنغسله إلا رفع لنا حتى انتهينا إلى عورته، فسمعنا من جانب البيت صوتاً: لا تكشفوا عن عورة نبيكم([36]).
12 ـ في حديث آخر: أنهم "سمعوا صوتاً في البيت: لا تجردوا رسول الله "صلى الله عليه وآله"، واغسلوا كما هو في قميصه.
فغسله علي "عليه السلام" يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري يدخل الماء، وعلى يد علي "عليه السلام" خرقة، ويدخل يده"([37]).
13 ـ تقدم قوله "صلى الله عليه وآله" عن الفضل بن العباس: "من غير أن ينظر إلى شيء مني".
فاتضح أن المراد من قوله "صلى الله عليه وآله": "لا يرى عورتي غير علي إلا كافر"([38]). هو ما لم تجر العادة على كشفه، لا العورة بمعناها المعروف.
وكذلك الحال بالنسبة إلى سائر الروايات التي ذكرت أو أشارت إلى هذا المعنى بنحو أو بآخر.
إفتراؤهم على علي ×:
ولكننا نجد في مقابل ذلك، أنهم رووا عن علي "عليه السلام" أنه قال: غسلت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئاً، فكان طيباً حياً وميتاً([39])، أو نحو ذلك.
وعن سعيد بن المسيب قال: التمس علي من النبي "صلى الله عليه وآله" عند غسله ما يلتمس من الميت، فلم يجد شيئاً، فقال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً([40]).
وعن علباء بن أحمر قال: كان علي والفضل يغسلان رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فنودي علي: ارفع طرفك إلى السماء([41]).
وعن عبد الله بن ثعلبة بن صعير قال: غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" علي، والفضل، وأسامة بن زيد وشقران، وولي غسل سفلته علي، والفضل محتضنه، وكان العباس وأسامة بن زيد وشقران يصبون الماء([42]).
ونقول:
إننا لا نشك في أن المقصود بهذه التعابير الإساءة إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" وإلى علي "عليه السلام" على حد سواء.
فأولاً: إن الروايات الكثيرة المتقدمة قد تحدثت عن أنه قد غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" من وراء الثوب، أو القميص وفق التوجيه الإلهي، فهل يطلب شيئاً وراء ذلك أيضاً؟! ولماذا؟!
ثانياً: إن علياً "عليه السلام" كان أعرف الناس بالأنبياء وبكراماتهم، ومقاماتهم عند الله تبارك وتعالى، ولا يمكن أن يرد في وهمه، أو أن يَحْتَمِلَ ولو احتمالاً ضئيلاً جداً بأن يكون ثمة ما يستكره، فضلاً عن أن يلتمس رؤية شيء من ذلك..
ثالثاً: إن ذكر أسامة بن زيد، وشقران في جملة من شارك في تغسيل النبي "صلى الله عليه وآله" من موجبات زيادة الشك في الرواية، فقد عرفنا أن الذين تولوا ذلك منه هم أهله، وهذان الرجلان ليسا من أهل النبي "صلى الله عليه وآله" ليشاركا في غسله..
ولو عدّ هذان الرجلان من أهله للزم عدّ كثيرين آخرين من أهل النبي "صلى الله عليه وآله" أيضاً، فقد كان له من الموالي ما يعد بالعشرات، فلماذا لم يشاركوا في تجهيز النبي "صلى الله عليه وآله"؟!
رابعاً: روي عن الإمام الكاظم من قوله "عليه السلام": أنه أراد أن ينزع القميص، فقال له جبرئيل: يا علي، لا تجرد أخاك من قميصه، فإن الله لم يجرده.
خامساً: تقدم أن العباس لم يشارك في الغسل، لأنه رأى النبي "صلى الله عليه وآله" يستحي أن يراه حاسراً في حال الحياة، فهل يمكن أن يسعى علي "عليه السلام" لرؤية ما وراء ذلك؟! وعلي أعلم، وأعرف برسول الله "صلى الله عليه وآله"، وأشد مراعاة لشأنه من العباس.
سادساً: دلت الروايات على أنه "عليه السلام" أسند النبي "صلى الله عليه وآله" إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من ورائه، ولا يفضي بيده إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله".
هل تجريد الميت سنة:
وعن تجريد الميت عند تغسيله قال الباجي: يحتمل أن يكون ذلك خاصاً به، لأن السنة عند مالك وأبي حنيفة والجمهور: أن يجرد الميت ولا يغسل في قميصه انتهى([43]).
ونقول:
قد ورد عن أهل البيت "عليهم السلام" ما دل على استحباب تغسيل الميت من تحت القميص([44])، فيدل ذلك على أن عدم تجريد النبي "صلى الله عليه وآله" من قميصه ليس من مختصات رسول الله "صلى الله عليه وآله".
الوصي يغسل النبي ':
وعن عبد الله بن مسعود: قال: قلت للنبي "صلى الله عليه وآله": يا رسول الله، من يغسلك إذا مت؟!
فقال: يغسل كل نبي وصيه.
قلت: فمن وصيك يا رسول الله؟!
قال: علي بن أبي طالب.
فقلت: كم يعيش بعدك يا رسول الله؟!
قال: ثلاثين سنة الخ.. ([45]).
وفي رواية أخرى: قال جبريل: يا محمد، قل لعلي "عليه السلام": إن ربك يأمرك أن تغسل ابن عمك، فإن هذه السُنَّة، لا يُغَسِّلُ الأنبياء غير الأوصياء، وإنما يغسل كل نبي وصيه من بعده([46]).
نصوص حول التجهيز والدفن:
عن عبد الله بن الحارث وابن عباس: أن علياً غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فجعل يقول: طبت حياً وميتاً، وقال: وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط([47]).
ورووا: أن جبرئيل نزل على رسول الله "صلى الله عليه وآله" بحنوط، وكان وزنه أربعين درهماً، فقسمه رسول الله "صلى الله عليه وآله" ثلاثة أجزاء: جزء له، وجزء لعلي، وجزء لفاطمة صلوات الله عليهم([48]).
وعن هارون بن سعد قال: كان عند علي مسك فأوصى أن يحنط به، وكان علي يقول: هو فضل حنوط رسول الله "صلى الله عليه وآله"([49]).
وعن علي "عليه السلام" قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئر غرس"([50]).
وعن أبي جعفر محمد بن علي "عليهما السلام" قال: غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" ثلاثاً بالسدر، وغسل وعليه قميص، وغسل من بئر يقال لها: الغرس [لسعد بن خيثمة بقباء]، وكان النبي "صلى الله عليه وآله" يشرب منها([51]).
ونقول:
لا بأس بملاحظة ما يلي:
إحتضان فضل بن عباس للنبي ':
قد ذكرت روايات هؤلاء: أن علياً "عليه السلام" كان يغسل النبي "صلى الله عليه وآله"، والفضل بن العباس آخذ بحضنه، يقول: اعجل يا علي، انقطع ظهري أو نحو ذلك.
ونقول:
1 ـ إن تغسيل الميت لا يحتاج إلى أن يأخذه أحد الناس بحضنه!! أو أن يأخذ بحضنه أحد من الناس!!
2 ـ إن الملائكة هي التي كانت تساعد علياً "عليه السلام" على تقليب رسول الله "صلى الله عليه وآله" كما ورد في الروايات.
وفي بعضها قال "صلى الله عليه وآله" لعلي "عليه السلام": جبرئيل معك يعاونك. فراجع ما قدمناه حين الحديث عن انفراد علي "عليه السلام" بغسل النبي "صلى الله عليه وآله"، وقد أخبره النبي "صلى الله عليه وآله" بأنه سيعان، وروى ابن سعد عن عبد الواحد بن أبي عون قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" لعلي: "اغسلني إذا مت".
فقال: يا رسول الله، ما غسلت ميتاً قط!
قال: إنك ستهيأ أو تيسر.
قال علي: فغسلته، فما آخذ عضواً إلا تبعني، والفضل آخذ بحضنه يقول: أعجل يا علي انقطع ظهري([52]).
غير أن هذه الرواية قد عادت لتناقض نفسها وتقول: إن الفضل كان آخذاً بحضن النبي "صلى الله عليه وآله"، فالصحيح هو الرواية التي رواها الصدوق "رحمه الله"، وهي لم تذكر الفضل أصلاً، بل قالت: "فوالله، ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي"([53]). ولم تزد على ذلك.
3 ـ ذكرت الروايات المتقدمة حين ذكر انفراد علي "عليه السلام" بغسله "صلى الله عليه وآله": أنه "صلى الله عليه وآله" حدد مهمة الفضل بن العباس بمناولة الماء.
4 ـ قد صرحت بعض النصوص: بأن علياً "عليه السلام" قد أسند النبي "صلى الله عليه وآله" على صدره، وعليه قميصه يدلكه به([54]). ولم تذكر الفضل.
5 ـ إن ثمة رواية تقول: إن علياً "عليه السلام" كان يغسل النبي "صلى الله عليه وآله"، وكان الفضل يمسك الثوب عنه([55]).
فكأن هؤلاء القوم متحيرون في الدور الذي يريدون إسناده للفضل بن العباس في قضية تغسيل رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
غُسِّل ثلاثاً بالسدر:
وقد ذكرت الرواية آنفاً: أن النبي "صلى الله عليه وآله" غُسِّل ثلاثاً بالسدر.
ومن الواضح: أن الميت يغسل بالماء القراح مرة، وبالكافور مرة، وبالسدر مرة، فلماذا اقتصر هؤلاء على ذكر السدر؟
ولا مجال للاعتذار عن ذلك بأن الكافور ربما لم يكن متوفراً، فإن جبرئيل الذي جاء بالحنوط للنبي "صلى الله عليه وآله"، سوف يكرمه بإحضار الكافور أيضاً، لو صح أنه كان مفقوداً.
ولو سلم أن الكافور كان مفقوداً فلماذا أهمل الراوي ذكر الغسل بالماء القراح أيضاً. فإن الماء كان متوفراً بلا شك، وقد أرشدهم النبي "صلى الله عليه وآله"، وحدده لهم في بئر غرس.
علي × يمسح عين النبي ' بلسانه:
وذكروا: أن علياً "عليه السلام" لما غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" وفرغ من غسله نظر في عينيه، فرأى فيهما شيئاً، فانكب عليه، فأدخل لسانه، فمسح ما كان فيهما، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك، طبت حياً، وطبت ميتاً. قاله العالم "عليه السلام" ([56]).
وهذا هو الإيمان الخالص الذي يقدم للناس الأسوة والقدوة في التبرك برسول الله "صلى الله عليه وآله"، ويسوقهم إلى حقائق الإيمان، من خلال تجسيدها ممارسة وعملاً، ولا يبقيها في دائرة النظرية والتوجيه والإرشاد..
غسل مس الميت:
روى محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك هل اغتسل أمير المؤمنين "عليه السلام" حين غسل رسول الله "صلى الله عليه وآله" عند موته؟
فأجابه: النبي "صلى الله عليه وآله" طاهر مطهر، ولكن أمير المؤمنين "عليه السلام" فعل، و جرت به السنة([57]).
الفصل الثامن:
تكفين النبي ' والصلاة عليه
الصلاة على رسول الله ':
ورد في صحيحة أو حسنة الحلبي: عن الإمام الصادق "عليه السلام" أنه قال: "أتى العباس علياً أمير المؤمنين "عليه السلام"، فقال: يا علي، إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله "صلى الله عليه وآله" في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم.
فخرج أمير المؤمنين "عليه السلام" إلى الناس، فقال: أيها الناس، إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" إمامنا حياً وميتاً. وقال: إني أدفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في البقعة التي قبض فيها.
ثم قام على الباب فصلى عليه، ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ويخرجون"([58]). ولهذه الرواية نص آخر ورد في فقه الرضا "عليه السلام" لا يخلو من إشكال.
لكن ابن شهرآشوب ذكر في المناقب أن أبا جعفر "عليه السلام" قال: إنهم صلوا عليه يوم الإثنين وليلة الثلاثاء حتى الصباح، ويوم الثلاثاء حتى صلى عليه الأقرباء والخواص، ولم يحضر أهل السقيفة، وكان علي "عليه السلام" أنفذ إليهم بريدة، وإنما تمت بيعتهم بعد دفنه "صلى الله عليه وآله"([59]).
وروى سليم بن قيس أيضاً، عن سلمان قال: إنه "صلى الله عليه وآله" لما غسله علي "عليه السلام" وكفنه أدخلني وأدخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسناً وحسيناً "عليهم السلام"، فتقدم علي عليه السلام وصففنا خلفه وصلى عليه، وعائشة في الحجرة لا تعلم قد أخذ الله ببصرها. ثم أدخل عشرة من المهاجرين وعشرة من الأنصار، فكانوا يدخلون ويدعون ويخرجون، حتى لم يبق أحد شهد من المهاجرين والأنصار إلا صلى عليه ([60]).
ونلاحظ على هاتين الروايتين:
أولاً: أن قولهم: إنهم استمروا في الصلاة عليه يوم الإثنين وليلة الثلاثاء حتى الصباح، ويوم الثلاثاء لا يتلاءم مع ما ذكرته الرواية نفسها من أنه "صلى الله عليه وآله" قد دفن قبل انتهاء أهل السقيفة من سقيفتهم، وليس من المعقول أن تستمر السقيفة هذا المقدار من الوقت، فإن غاية ما يمكن قوله هو أنها استمرت بضع ساعات لا أكثر، ولم تستمر قطعاً من يوم الإثنين إلى يوم الثلاثاء.
ثانياً: قول رواية سليم: إنه لم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا صلى على رسول الله "صلى الله عليه وآله" لا يتلاءم أيضاً مع القول بأن أهل السقيفة لم يحضروا دفن النبي "صلى الله عليه وآله"، وأن بيعتهم قد تمت بعد دفنه.
وما ورد في آخر الرواية يوضح ذلك حيث يقول: "حتى لم يبق أحد شهد من المهاجرين والأنصار إلا صلى عليه".
وبذلك تنسجم هاتان الروايتان فيما بينهما، وتنسجمان أيضاً مع صحيحة أو حسنة أبان بن عثمان، ويرتفع ما يظهر منه التنافي والإختلاف فيما بينها.
وفي نص آخر قال: حتى لم يبق أحد في المدينة، حر ولا عبد إلا صلى عليه([61]).
وكانوا يصلون عليه أرسالاً([62]).
ولم يؤم الصلاة على رسول الله "صلى الله عليه وآله" أحد([63]).
وقال ابن كثير وأبو عمر: إن هذا مجمع عليه، ولا خلاف فيه([64]).
وبعض الروايات تصرح: بأن النبي "صلى الله عليه وآله" هو الذي أمرهم بذلك([65]).
وعند مجد الدين الفيروزآبادي في القاموس: صلوا عليه فنادى منادٍ: صلوا أفواجاً بلا إمام([66]).
قال المفيد: "ولما فرغ من غسله تقدم فصلى عليه وحده، ولم يشركه معه أحد في الصلاة عليه.
وكان المسلمون يخوضون في من يؤمهم في الصلاة عليه، وأين يدفن، فخرج إليهم أمير المؤمنين "عليه السلام" وقال لهم: إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" إمامنا حياً وميتاً، فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم، فيصلون عليه بغير إمام، وينصرفون..
إلى أن قال: فسلم القوم بذلك، ورضوا به"([67]).
صلاة أهل السقيفة على النبي ':
وقد صرحت بعض الروايات المتقدمة: بأنه لم يبق في المدينة حر ولا عبد إلا صلى على رسول الله "صلى الله عليه وآله"([68]).
وزعم حرام بن عثمان: أن أبا بكر قد أَمَّهُمْ في الصلاة عليه "صلى الله عليه وآله"([69]).
قال محمد بن عمر الأسلمي: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: وجدت هذا في صحيفة بخط أبي فيها: أنه لما كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" ووضع على سريره دخل أبو بكر وعمر فقالا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. ومعهما نفر من المهاجرين والأنصار قدر ما يسع البيت، فسلموا كما سلم أبو بكر وعمر، وصفوا صفوفاً لا يؤمهم أحد، فقال أبو بكر وعمر ـ وهما في الصف الأول حيال رسول الله "صلى الله عليه وآله"ـ: اللهم إنا نشهد أنه قد بلغ ما أنزل إليه، ونصح لأمته، وجاهد في سبيل الله تعالى، حتى أعز الله تعالى دينه وتمت كلماته، فآمن به وحده لا شريك له، فاجعلنا يا إلهنا ممن يتبع القول الذي أنزل معه، واجمع بيننا وبينه حتى يعرفنا ونعرفه، فإنه كان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً، لا نبتغي بالإيمان بدلاً، ولا نشتري به ثمنا أبداً.
فيقول الناس: آمين آمين!
ثم يخرجون ويدخل آخرون، حتى صلى عليه الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان([70]).
ونقول:
إننا لا نريد التحدث عن ضعف سند رواية حرام بن عثمان، وانقطاعه، وإنما نكتفي بالإشارة إلى ما يلي:
أولاً: إنهم يقولون: ولم يحضر أهل السقيفة، وكان علي أنفذ إليهم بريدة([71]).
ثانياً: سؤال علي "عليه السلام" حين فرغ من دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" عن خبر أهل السقيفة ([72]).
ثالثاً: هناك خلاف في وقت دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، هل دفن ليلة الثلاثاء. أم بعد وفاته بساعات؟! أم دفن يوم الثلاثاء؟! مع تصريحهم بأن أهل السقيفة قد فرغوا من سقيفتهم في يوم الثلاثاء بالذات، فراجع([73]).
رابعاً: إن النص الذي ترويه لنا هذه الرواية ليس هو نص الصلاة على الميت، لا عند السنة ولا عند الشيعة، وإنما هو مجرد دعاء وشهادة.
كيفية الصلاة على النبي ':
يستفاد من الرواية التي نحن بصدد الحديث عنها أن الصلاة على النبي "صلى الله عليه وآله" إنما كانت مجرد دعاء وشهادة، وهذا هو ما تؤكده سائر النصوص الأخرى أيضاً، حيث دلت على أن علياً وأهل البيت "عليهم السلام" معه دون غيرهم هم الذين صلوا على النبي "صلى الله عليه وآله" الصلاة المشروعة على الميت.. ويدل على ذلك أيضاً ما يلي:
1 ـ صرح ابن سعد في رواية له عن علي "عليه السلام" بكيفية صلاتهم على النبي "صلى الله عليه وآله"، فقال: فكان يدخل الناس رسلاً رسلاً، فيصلون عليه صفاً صفاً، ليس لهم إمام، يقولون: سلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته([74]).
2 ـ وروى سالم بن عبد الله قال: قالوا لأبي بكر: هل يصلَّى على الأنبياء؟!
قال: يجيء قوم فيكبرون، ويدعون، ويجيء آخرون، حتى يفرغ الناس([75]).
ملاحظة: لعل الذي دعا أبا بكر إلى إنكار الصلاة على الأنبياء بعد موتهم هو تبرير عدم حضوره للصلاة على رسول الله "صلى الله عليه وآله"، بسبب انشغاله بالسقيفة..
3 ـ قيل للإمام الباقر "عليه السلام": كيف كانت الصلاة على النبي "صلى الله عليه وآله"؟
فقال: لما غسله أمير المؤمنين كفنه وسجاه، وأدخل عليه عشرة، فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين في وسطهم، فقال: {إِنَّ اللَهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}([76])، فيقول القوم مثل ما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي([77]).
4 ـ قال في "المورد" نقلت من خط شيخنا الحافظ الزاهد أبي عبد الله محمد بن عثمان المعروف بالضياء الرازي قال: قال سحنون بن سعيد: سألت جميع من لقيت من فقهاء الأمصار من أهل المغرب والمشرق، عن الصلاة على النبي "صلى الله عليه وآله" بعد وفاته: هل صلوا عليه؟ وكم كبر عليه؟ فكل لم يدر حتى قدمت المدينة، فلقيت عبد الله بن ماجشون فسألته فقال: صُلِّيَ عليه اثنان وتسعون صلاة، وكذلك صُلِّيَ على عمه حمزة.
قال: قلت: من أين لك هذا دون الناس؟
قال: وجدتها في الصندوق التي تركها مالك، وفيه عميقات المسائل، ومشكلات الأحاديث بخطه عن نافع عن ابن عمر.
قال الحافظ أبو الفضل العراقي في سيرته المنظومة:
وليـس ذا مـتـصـل الإســنـــاد عــن مـالـك في كتـب الـنـقـاد([78])
فهذا يعطي: أن أحداً من سائر المسلمين لم يصل على رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولا سيما مع كون ابن القصار حكى الخلاف: هل صلوا عليه الصلاة المعهودة، أو دعوا فقط؟! وهل صلوا عليه أفراداً أو جماعة؟!([79]).
وقد يؤيد ذلك: ما أوضحناه في الجزء الأول من هذا الكتاب من فشوِّ جهل الناس آنئذ بأحكام الشريعة، فلا نتوقع أن يكون كثير منهم وقتئذٍ يحسنون الصلاة على الميت، بل لعل بعض من كان مشاركاً في السقيفة لم يكن يحسنها أيضاً.
5 ـ قولهم: إن النبي "صلى الله عليه وآله" أوصى بأن يُصَلَّى عليه بدون إمام، يقابله ما تقدم من أنه أوصى علياً "عليه السلام" بأن يصلي عليه. وقد فعل.
إلا إذا كان المقصود: أن الناس الآخرين ـ باستثناء علي "عليه السلام" وأهل بيته ـ إذا أرادوا الصلاة عليه، فليصلوا عليه من دون إمام، حتى لا يتخذ ذلك ذريعة لادِّعاء: أن الإمام في الصلاة عليه هو الإمام للأمة.
ثم قد يدعي محبو ذلك الذي يتصدى لهذا الأمر: أن النبي "صلى الله عليه وآله" هو الذي أمره بذلك، أو أوصى إليه به، ليجعلوا ذلك إشارة إلى خلافته..
وقد تنبه إلى ما ذكرناه المحقق البحراني أيضاً حيث قال: "وأنت خبير بأنه ربما ظهر من التأمل في هذه الأخبار الواردة في صلاة الناس على النبي "صلى الله عليه وآله" فوجاً فوجاً إنما هو بمعنى الدعاء خاصة، وأنه لم يصل عليه الصلاة المعهودة إلا علي "عليه السلام" مع هؤلاء النفر الذين تضمنهم حديث الإحتجاج، وإليه تشير أيضاً صحيحة الحلبي أو حسنته.
وقوله فيها: "ثم قام علي "عليه السلام" على الباب فصلى عليه ثم أمر الناس الخ.." فإن ظاهر صحيح أبي مريم الأول وقوله فيه: "فإذا دخل قوم داروا به وصلوا ودعوا له" أنهم يحيطون به من جميع الجهات ويدعون له، وهكذا من يدخل بعدهم.
وكذا قوله في حديثه الثاني: "ثم أدخل عليه عشرة فداروا حوله ـ يعني بعد ما صلى عليه أمير المؤمنين "عليه السلام" كما دل عليه خبر الإحتجاج ـ ثم وقف أمير المؤمنين "عليه السلام" في وسطهم فقال:.. الحديث". فإنه ظاهر في أن الصلاة كانت بهذه الكيفية كما يدل عليه قوله: "فيقول القوم كما يقول".
وإليه يشير قوله في حديث جابر: "إنه سمع رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول في حال صحته: "أن هذه الآية نزلت عليه في الصلاة عليه بعد الموت" ولا ريب أن الصلاة في الآية إنما هي بمعنى الدعاء([80]).
تكفين رسول الله ':
عن ابن عباس: إن مما أوصى به النبي "صلى الله عليه وآله" علياً "عليه السلام" قوله: وكفني في طمريَّ هذين، أو في بياض مصر وبرد اليمان. ولا تغال في كفني([81]).
وروي أن علياً "عليه السلام" غسل النبي "صلى الله عليه وآله" في قميص. وكفنه في ثلاثة أثواب: ثوبين صحاريين، وثوب حبرة يمنية([82]).
وعن زيد الشحام، قال: سئل أبو عبد الله "عليه السلام" عن رسول الله "صلى الله عليه وآله": بما كفن؟
قال: في ثلاثة أثواب: ثوبين صحاريين وبرد حبرة([83]).
وصحار: قرية باليمن.
وقيل: هو من الصحرة. وهي حمرة خفية كالغبرة، يقال: ثوب أصحر، وصحاري.
علي × كفن النبي ' وحده:
وقد تولى علي "عليه السلام" وحده تكفين رسول الله "صلى الله عليه وآله" أيضاً، فقد ورد في حديث المناشدة يوم الشورى قوله "عليه السلام": فهل فيكم من كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ووضعه في حفرته غيري([84]).
ونقول:
حديث أهل البيت ^ هو الأصح:
إن إيمان أي إنسان لا يتم إلا إذا كان على يقين بأن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كان يهتم بمراعاة أحكام الشريعة، واختيار كل ما هو أفضل وأقرب إلى رضا الله تبارك وتعالى.. وكذلك كان علي "عليه السلام" الذي تولى تغسيل وتكفين وتجهيز ودفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
فإذا كان "صلى الله عليه وآله" قد أوصى علياً "عليه السلام" بأن يتولى ذلك كله، وكان علي "عليه السلام" على علم تام بكل ما هو أفضل، سواء أصرّحت النصوص بأنه "عليه السلام" قد سأل النبي "صلى الله عليه وآله" عن تفاصيل ما سيقوم به، أو أن النبي "صلى الله عليه وآله" نفسه بادر إلى بيانها له، أو لم تصرح بشيء من ذلك، فالمتوقع هو أن ينفذ "عليه السلام" وصية رسول الله "صلى الله عليه وآله" بكل دقة، وأن يتوخى الأرجح والأفضل من ذلك كله عند الله تبارك وتعالى..
ومن جهة أخرى، فإننا إذا أردنا أن نتحرى الدقة والصحة في معرفة الحكم الشرعي، والتوجيه الإلهي لما هو أفضل وأمثل، فعلينا أن نتوجه إلى نفس ذلك الذي أوصانا النبي "صلى الله عليه وآله" بأن يتولى ذلك منه، وقد قام بالمهمة على أفضل وجه واتمه، فنسأله عما فعل، ونأخذ به على أنه هو الراجح والمرضي لله دون سواه.
وعلينا أن نعتبر ما يخالف ما يخبرنا به أنه قد حصل الوهم فيه، أو تعرض للتلاعب والتزوير..
وقد ذكرنا آنفاً: أن علياً وأهل بيته "عليهم السلام" يقولون: إنه "عليه السلام" قد كفنه بثوبين صحاريين، وبردة حبرة يمنية..
وقد روى أبو داود عن جابر هذا المعنى أيضاً([85]).
فلا قيمة لكل ما رووه مما يخالف ذلك، ومع ذلك نقول:
تناقض روايات أهل السنة:
إن تناقض الروايات الواردة من غير طريق علي وأهل بيته "عليهم السلام" يكفي للريب في صحتها، ولإسقاطها عن درجة الإعتبار، فكيف إذا كانت التناقضات قد ظهرت في روايات الراوي الواحد، مثل الروايات عن عائشة وابن عباس مثلاً؟! إذ لا ريب في أن هذا التناقض يدل على أن شيئاً واحداً من هذه المتناقضات يحتمل في حقه الصحة، ويحكم على الباقي بأنه ساقط ومكذوب بلا ريب.
وبذلك نعرف: أن ما رواه أبو داود مما يتوافق مع المروي عن علي وأهل البيت "عليهم السلام" هو الأقوى والأقرب إلى الإعتبار.
وللتدليل على صحة ما نقول نذكر من رواياتهم المتناقضة خصوص ما ذكره الصالحي الشامي، ونكتفي به عما سواه، وهو ما يلي:
روى الشيخان والبيهقي عن عائشة: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة([86]).
ورواه ابن ماجة: وزاد: فقيل لعائشة: إنهم كانوا يزعمون أنه قد كان كفن في حبرة.
فقالت: قد جاؤوا ببرد حبرة، فلم يكفنوه فيها([87]).
وفي رواية للشيخين وأبي داود: وأدرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" في حلة يمانية كانت لعبد الرحمن بن أبي بكر، ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة.
وفي رواية أخرى لهما: أما الحلة فاشتبه على الناس فيها أنها اشتريت ليكفن فيها، فتركت الحلة، وكفن في ثلاث أثواب بيض سحولية، فأخذها عبد الله بن أبي بكر، فقال: احبسها حتى أكفن فيها.
ثم قال: لو رضيها الله تعالى لنبيه "صلى الله عليه وآله" لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها([88]).
إلى أن قال:
وروى ابن أبي شيبة، بسند فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي عن أبيه: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كفن في سبعة أثواب.
وروى أبو يعلى، عن الفضل بن عباس قال: كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في ثوبين أبيضين سحوليين([89]).
وروى الإمام أحمد والبزار، بسند حسن عن علي قال: كفن النبي "صلى الله عليه وآله" في سبعة أثواب([90]).
وروى البزار برجال الصحيح، عن أبي هريرة قال: كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في ريطتين وبرد نجراني([91]).
وروى الطبراني بسند حسن، عن أنس: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كفن في ثلاثة أثواب، أحدها قميص.
وروى ابن سعد عن ابن عمر قال: كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في ثلاثة أثواب بيض يمانية([92]).
وروى ابن سعد، والبيهقي، عن الشعبي قال: كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في ثلاثة أثواب سحولية، برود يمانية غلاظ، إزار، ورداء، ولفافة([93]).
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجة بسند ضعيف، عن ابن عباس: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كفن في ثلاثة أثواب، قميصه الذي مات فيه وحلة نجرانية([94]).
وروي عنه قال: كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في ثوبين أبيضين وفي برد أحمر.
وروى ابن سعد من طرق صحيحة، عن سعيد بن المسيب قال: كفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في ريطتين وبرد نجراني.
وروى عبد الرزاق، عن معمر عن هشام بن عروة، قال: لف رسول الله "صلى الله عليه وآله" في برد حبرة جعل فيه ثم نزع عنه([95]).
وبملاحظة هذه التناقضات يتضح: أن الرجوع إلى كتاب الله وعترة نبيه، هو الذي يوجب الأمن من الضلال، كما قرره رسول الله "صلى الله عليه وآله" مرات ومرات في المواقف المختلفة..
تناقض موهوم:
وذكروا: أنهم حين أرادوا تكفينه شق علي "عليه السلام" قميصه من قبل جيبه، حتى بلغ سرته([96]).
ولا ينافي ذلك ما روي من أنه "صلى الله عليه وآله" لم يجرد من قميصه([97]). فإن المقصود: أنه لم يجرد للغسل، فلا ينافي تجريده للتكفين.
الباب الثالث عشر:
دفن الرسول ': حدث.. وتحقيق
الفصل الأول:
دفن رسول الله '
دفن رسول الله ' أحداث وتفاصيل:
ودخل أمير المؤمنين "عليه السلام" والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد ليتولوا دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فنادت الأنصار من وراء البيت: يا علي، إنا نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن يذهب، أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فقال: ليدخل أوس بن خولي، و كان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج، فلما دخل قال له علي "عليه السلام": انزل القبر.
فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله "عليهما السلام" على يديه ودلاه في حفرته، فلما حصل في الأرض قال له: اخرج.
فخرج، ونزل علي القبر، فكشف عن وجه رسول الله "صلى الله عليه وآله" ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه، ثم وضع عليه اللبن، وأهال عليه التراب([98]).
وكان ذلك في يوم الإثنين، لليلتين بقيتا من صفر، سنة عشر من هجرته "صلى الله عليه وآله"، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
ولم يحضر دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أكثر الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة، وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك، وأصبحت فاطمة "عليها السلام" تنادي: وا سوء صباحاه.
فسمعها أبو بكر، فقال لها: إن صباحك لصباح سوء.
واغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب "عليه السلام" برسول الله "صلى الله عليه وآله" وانقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله "صلى الله عليه وآله"، فتبادروا إلى ولاية الأمر، واتفق لأبي بكر ما اتفق، لاختلاف الأنصار فيما بينهم، وكراهية الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من تأخر الأمر حتى يفرغ بنو هاشم، فيستقر الأمر مقره، فبايعوا أبا بكر لحضوره المكان([99]).
ونذكر القارئ بما يلي:
1 ـ إن النبي "صلى الله عليه وآله" دفن قبل انتهاء أهل السقيفة من سقيفتهم، وقد ذكرنا ذلك أكثر من مرة، وقد صرح الشيخ المفيد بذلك أيضاً، فقال: "وقد جاءت الرواية: أنه لما تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايع، جاء رجل إلى أمير المؤمنين "عليه السلام" وهو يسويّ قبر رسول الله "صلى الله عليه وآله" بمسحاة في يده، فقال له: إن القوم قد بايعوا أبا بكر، ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم، وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفاً من إدراككم الأمر.
فوضع طرف المسحاة في الأرض ويده عليها ثم قال: {بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}([100])"([101]).
2 ـ إننا لا ننكر ان يكون أناس من الأنصار وبعض من المهاجرين ممن لا حول لهم ولا قوة قد بقوا في المسجد، أو على مقربة منه، وأن يطلب هؤلاء أو أولئك من علي "عليه السلام" أن ينالوا شرف المشاركة في مراسم دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" فيشركهم "عليه السلام" في ذلك..
في حين أن الطامحين والطامعين لم يكترثوا لموت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، بل تجمعوا واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لابتزاز هذا الأمر من صاحبه الشرعي على حين غفلة، حيث كان مشغولاً بتجهيز ودفن خير خلق الله "صلى الله عليه وآله"..
3 ـ قد صرح المفيد "رحمه الله": بأن دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كان في يوم الإثنين في الثامن والعشرين من شهر صفر..
وهذا هو المؤيد بالشواهد العديدة، وذلك في غياب أكثر المهاجرين والأنصار، لانشغالهم في السقيقة..
أما دعوى تأخير دفنه "صلى الله عليه وآله" يومين أو أكثر، فلا مبرر لقبولها، فإن من الواضح: أن تجهيز رسول الله "صلى الله عليه وآله" ودفنه لا يحتاج إلى أكثر من ساعتين أو ثلاث على أبعد تقدير. فلماذا يبقى النبي الأعظم بلا دفن، مع أن التعجيل في دفن الموتى مستحب، ولم يكن علي "عليه السلام" ليفرط في هذا المستحب من دون داع أهم، أو سبب موجب.
4 ـ ولا نريد التعليق على قول أبي بكر لفاطمة الزهراء "عليها السلام": إن صباحك لصباح سوء، بل نترك ذلك للقارئ الكريم المؤمن والمنصف..
أبو طلحة يلحد رسول الله ':
وقد وضع "عليه السلام" سرير النبي "صلى الله عليه وآله" عند رجل القبر، وسلّه سلّاً([102]).
وعن ابن عباس: أنه "صلى الله عليه وآله" سُلّ من قبل رأسه([103]).
وروي: أن أبا طلحة لحد له "صلى الله عليه وآله"، ثم خرج أبو طلحة، ودخل علي "عليه السلام" القبر، فبسط يده، فوضع النبي "صلى الله عليه وآله" وأدخله اللحد([104]).
وعن أبي عبد الله "عليه السلام": أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" لحد له أبو طلحة الأنصاري([105]).
وعن ابن عباس قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله "صلى الله عليه وآله" دعا العباس رجلين فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان يضرح لأهل مكة. وقال لآخر: اذهب إلى أبي طلحة، وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد.
فقالوا: اللهم خر لرسولك، فوجدوا أبا طلحة، فجيء به، ولم يوجد أبو عبيدة، فلحد لرسول الله "صلى الله عليه وآله" ثم دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وسط الليل من ليلة الأربعاء([106]).
وفي نص آخر قالوا: نستخير ربنا، ونبعث إليهما، فأيهما سبق تركناه، فارسلوا إليهما، فسبق صاحب اللحد الخ.. ([107]).
ونقول:
ألف: إذا كان الراجح والمستحب شرعاً هو اللحد، فلم يكن علي "عليه السلام" ليختار أو ليرضى بغير ما هو راجح شرعاً.
ب: ليس اللحد فناً فريداً يحتاج إلى متخصص فيه، بحيث لا يحسنه غيره، بل هو أمر ميسور لكل أحد. ولا معنى لترك ذلك للصدف كما زعموا.
ج: إن أبا عبيدة حفار القبور كان في السقيفة، يسعى في البيعة لأبي بكر، فكيف يترك موقعه، ويأتي لحفر قبر رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!.
د: إن علياً "عليه السلام" لم يكن ليؤخر دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، إذ إن التعجيل راجح ومستحب([108]). ولا مانع من العمل به، ولا ضرورة تلجئ إلى ما عداه..
وقد ادّعى بعضهم: أن السبب في التأخير هو عدم اتفاقهم على موته([109]).
ويردُّ هذه الدعوى: أن اختلافهم في موته لم يدم طويلاً، وقد حسم الأمر بمجيء أبي بكر من السنح، الذي لم يكن يحتاج إلى أكثر من نصف ساعة، إلا إذا كان أبو بكر قد تعمد أن يتأخر يومين، أو أكثر، لينجز مهمة كبيرة، تحتاج إلى كل هذا الوقت الطويل، فلنا أن نسأل عن طبيعة هذا العمل الذي هو عنده أهم من وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ويحتاج إلى كل هذا الوقت.
فقد يقال: إن هذه المهمة هي جمع آلاف الرجال، وإعدادهم في مواضع معينة على مشارف المدينة، ليدخلوها ليلاً، ليفرضوا هيمنتهم وقرارهم فيما يرتبط بالبيعة لأبي بكر، ومنع الآخرين من أي تحرك. وهذا ما سوف نبينه فيما يأتي.
وفي جميع الأحوال نقول:
إنه لا معنى لتأخير دفن النبي "صلى الله عليه وآله" إلى وسط ليلة الأربعاء كما يدّعون.. فالصحيح أنه "صلى الله عليه وآله" دفن في نفس يوم الإثنين كما هو واضح.
شقران.. والقطيفة الحمراء:
وعن أبي عبد الله "عليه السلام" قال: ألقى شقران مولى رسول الله "صلى الله عليه وآله" في قبره القطيفة([110]).
زاد بعضهم: أنها كانت حمراء، وكان رسول الله "صلى الله عليه وآله" يلبسها.
وقال: والله لا يلبسها أحد بعدك أبداً([111]).
ونقول:
أولاً: إن ما يلبسه رسول الله "صلى الله عليه وآله" يصبح بعد موته للورثة، فلا يحق لشقران، ولا لغيره أن يتصرف فيه إلا الإمام "عليه السلام".
وشقران إنما كان مولى لرسول الله "صلى الله عليه وآله"، وليس وارثاً، ولا كان هو الإمام المفترض الطاعة، والنافذ الحكم كرسول الله "صلى الله عليه وآله".
ثانياً: لماذا خص شقران بقراره هذا هذه القطيفة الحمراء؟ ولماذا لم يعممه لما سواها مما كان يلبسه أو يستعمله رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
ثالثاً: قد روي: أن النبي "صلى الله عليه وآله" هو الذي أمرهم بوضع القطيفة تحته في القبر، معللاً أمره هذا بقوله: فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء([112]).
ولعله لأجل هذا قال ابن سعد: قال وكيع: هذا للنبي خاصة([113]).
ولكن رواية أخرى عن الحسن تقول: إنه علل ذلك بقوله: وكانت أرضاً ندية([114]).
لم ينزل في حفرة النبي ' غير علي ×:
ورد في حديث المناشدة يوم الشورى: أن علياً "عليه السلام" قال لهم: "فأنشدكم الله، هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول الله غيري".
قالوا: اللهم لا([115]).
قبر رسول الله ':
عن أبي البختري عن جعفر، عن أبيه، عن علي "عليه السلام": إن قبر رسول الله "صلى الله عليه وآله" رفع من الأرض قدر شبر، وأربع أصابع، ورش عليه الماء.. قال علي "عليه السلام": والسنة أن يرش على القبر الماء([116]).
وروى الكليني بسنده عن عقبة بن بشير، عن أبي جعفر "عليه السلام" قال: قال النبي "صلى الله عليه وآله" لعلي "عليه السلام": يا علي، ادفني في هذا المكان، وارفع قبري من الأرض أربع أصابع، ورش عليه من الماء([117]).
وروي عن أبي جعفر "عليه السلام": أن قبر رسول الله "صلى الله عليه وآله" رفع شبراً من الأرض([118]).
وذكروا أيضاً: أن علياً "عليه السلام" قد رفع القبر([119]).
وعن أبي عبد الله "عليه السلام": جعل علي "عليه السلام" على قبر النبي "صلى الله عليه وآله" لبناً([120]).
وذكرت بعض الروايات: أنه "صلى الله عليه وآله" هو الذي أمرهم بنصب اللبن عليه([121]).
وعن علي بن الحسين "عليه السلام": نصبت عليه في اللحد تسع لبنات([122]).
وعنه "عليه السلام" قال: قبر رسول الله "صلى الله عليه وآله" محصب حصباء حمراء([123]).
وعن جابر قال: رش على قبر رسول الله "صلى الله عليه وآله" الماء رشاً قال: وكان الذي رش على قبره الماء بلال بن رباح بقربة، بدءاً من قبل رأسه من شقه الأيمن، حتى انتهى إلى رجليه. ثم ضرب الماء إلى الجدار، ولم يقدر على أن يدور من الجدار([124]).
آخر الناس عهداً برسول الله ':
وروي برجال ثقات عن أبي عسيب: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" لما وضع في لحده، قال المغيرة بن شعبة: إنه قد بقي من قبل رجليه شيء لم تصلحوه.
قالوا: فادخل فأصلحه.
فدخل فمسح قدميه "صلى الله عليه وآله" ثم قال: أهيلوا عليَّ التراب!
فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه، فخرج فجعل يقول: أنا أحدثكم عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله"([125]).
وعن عروة بن الزبير قال: لما وضع رسول الله "صلى الله عليه وآله" في لحده ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في القبر، ثم قال: خاتمي.
فقالوا: ادخل فخذه.
قال: فدخل ثم قال: أهيلوا عليَّ التراب.
فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف قدميه، فخرج.
فلما سوّي على رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال: اخرجوا حتى أغلق الباب، فإني أحدثكم عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله"، فقال: لعمري، لئن كنت أردتها لقد أصبتها([126]).
وعن المغيرة بن شعبة قال: لأنا آخر الناس عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله" حضرنا ولحدنا، فلما حضروا ودفنوا ألقيت الفأس في القبر، فقلت: الفأس الفأس، فأخذته ومسحت بيدي على رسول الله "صلى الله عليه وآله".
رواه أبو يعلى بلفظ: ألقيت خاتمي، فقلت: يا أبا الحسن، خاتمي.
قال: انزل فخذ خاتمك.
ووضعت يدي على الكفن ثم خرجت، فنزلت فأخذت خاتمي([127]). في سنده مجالد وهو ضعيف.
وروى الطبراني برجال ثقات ـ غير مجالد، وهو مختلف فيه ـ عن المغيرة بن شعبة قال: كنت فيمن حفر قبر النبي "صلى الله عليه وآله".
قالوا: فلحدنا لحداً، فلما دخل رسول الله "صلى الله عليه وآله" القبر طرحت الفأس ثم قلت: الفأس الفأس، ثم نزلت فوضعت يدي على اللحد([128]).
وروى أيضاً بإسناد قوي عن ابن أبي مرحب قال: نزل في قبر النبي "صلى الله عليه وآله" أربعة: أحدهم عبد الرحمن بن عوف، وكان المغيرة بن شعبة يدَّعي: أنه أحدث الناس عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله" ويقول: أخذت خاتمي، فألقيته، وقلت: خاتمي سقط من يدي، لأمسَّ رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فأكون آخر الناس عهداً به([129]).
ونقول:
إن ما ادّعاه المغيرة لنفسه، لا يصح، كما أن ما ادّعوه لقثم بن العباس غير صحيح أيضاً.. وإن صححه الحاكم، أو غيره.. فلاحظ ما يلي:
1 ـ بالنسبة للمغيرة نقول:
قال الحاكم أصح الأقاويل: أن آخر الناس عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله" قثم بن العباس([130]).
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما وضع رسول الله "صلى الله عليه وآله" في لحده ألقى المغيرة بن شعبة خاتمه في قبر النبي "صلى الله عليه وآله"، فقال علي: إنما ألقيته لتنزل.
فنزل فأعطاه إياه، أو أمر رجلاً فأعطاه([131]).
وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل: أن نفراً من أهل العراق قالوا لعلي بن أبي طالب "عليه السلام": يا أبا الحسن، جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا عنه.
قال: أظن المغيرة بن شعبة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!
قالوا: أجل، عن ذلك جئنا لنسألك.
قال: أحدث الناس عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله" قثم بن العباس([132]).
2 ـ قال ابن كثير: وقول من قال: إن المغيرة بن شعبة كان آخرهم عهداً ليس بصحيح، لأنه لم يحضر دفنه، فضلاً عن أن يكون آخرهم عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله"([133]).
وقول الصالحي الشامي: فيه نظر، إنما استند فيه إلى دعاوى المغيرة نفسه. وهو غير مأمون في ذلك.
يكفي أن نذكر أن علياً أمير المؤمنين "عليه السلام" قد وصفه بقوله: "فإنه والله دائماً يلبس الحق بالباطل، ويموه فيه، ولم يتعلق من الدين إلا بما يوافق الدنيا"([134]).
وقد تقدم في بعض المواضع من هذا الكتاب ما يشير إلى حال المغيرة، ويمكن مراجعة ترجمته في كتاب قاموس الرجال للعلامة التستري "رحمه الله"، وفي تنقيح المقال للعلامة المامقاني: ليقف الإنسان المنصف على حال هذا الرجل، وما ارتكبه من موبقات ومآثم([135]).
3 ـ هناك ما ينفي حضور كل من المغيرة وعبد الرحمن بن عوف دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله". فضلاً عن أن يكون عبد الرحمن بن عوف دخل معهم القبر، فقد قالوا: "ولي وضع رسول الله "صلى الله عليه وآله" في قبره هؤلاء الرهط الذين غسلوه: العباس، وعلي، والفضل، وصالح مولاه. وخلّى أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله" بين رسول الله وأهله، فوَلُوا إجنانه"([136]).
4 ـ في نص آخر: "ودخل القبر علي، والفضل وقثم ابنا العباس، وشقران مولاه. ويقال: أسامة بن زيد. وهم تولوا غسله وتكفينه وأمره كله"([137]).
5 ـ في نص آخر: "وولي دفنه وإجنانه أربعة من الناس" ثم ذكر أنهم: علي، والعباس، والفضل، وصالح([138]).
6 ـ قال ابن سعد: "فلم يدفن حتى كانت العتمة، ولم يله إلا أقاربه"([139]).
بل إن هذه النصوص نفسها تدل على عدم حضور أسامة بن زيد دفن النبي "صلى الله عليه وآله". فضلاً عن صالح، وشقران، فإن أسامة لم يكن من أقارب النبي "صلى الله عليه وآله"، ولا هو من أهله.
7 ـ إن لدينا ما يدل على أن أحدث الناس عهداً برسول الله "صلى الله عليه وآله" هو علي "عليه السلام".. فقد ورد في حديث المناشدة قول علي "عليه السلام": "نشدتكم بالله، أفيكم أحد كان آخر عهده برسول الله "صلى الله عليه وآله" حتى وضعه في حفرته غيري"؟!.
قالوا: اللهم لا([140]).
ويدل على ذلك أيضاً قول عتبة بن أبي لهب:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن هاشم، ثم منها عن أبي حسـن
إلى أن قال:
وآخر النـاس عهـداً بالنبي ومـن جبريل عون له في الغسل والكفن([141])
الزهراء ÷ ترثي رسول الله ':
عن علي بن أبي طالب "عليه السلام" قال: لما رُمس رسول الله "صلى الله عليه وآله" جاءت فاطمة "عليها السلام"، فوقفت على قبره وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينيها وبكت، وأنشأت تقول:
مـاذا عـلى مـن شـم تـربـة أحمـد أن لا يـشم مـدى الـزمـان غوالي
صـبـت عـليّ مـصـائـب لو أنها صـبـت عـلى الأيـام عـدن ليالياً([142])
ونقول:
إننا نشير إلى أمرين:
أحدهما: أن هذا الشعر قد تضمن أنها "عليها السلام" قد واجهت مصائب كبيرة، وعديدة، وموت رسول الله "صلى الله عليه وآله" ليس إلا إحدى المصائب..
وهذا معناه: أنها قد قالت هذين البيتين بعد تعرضها للضرب، وإسقاط الجنين، واقتحام البيت، وإشعال النار فيه، وما إلى ذلك.. فإن هذه المصائب المتعددة يصح أن تصفها الزهراء "عليها السلام" بأنها لو صبت على الأيام صرنا ليالياً.
ويؤكد ذلك: أن علياً "عليه السلام" حين دفن الزهراء "عليها السلام" خاطب رسول الله "صلى الله عليه وآله" فقال: "فاحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج في صدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً، وستنبؤك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها"([143]).
فهناك إذن مصائب عديدة وردت على الزهراء "عليها السلام" لم تصل أخبارها إلينا، ولم تحدث بها الزهراء "عليها السلام" أحداً، وليس استشهاد أبيها "صلى الله عليه وآله" إلا أحدها، فما هي هذه المصائب والبلايا يا ترى؟!
الفطن الذكي هو الذي يدري!!
الثاني: قد اتضح مما تقدم: أن ثمة تدليساً ظاهراً في طريقة عرض ما جرى، لأنه أراد أن يوهم أن الهدف من هذا الشعر هو الإشارة إلى مصابها بموت رسول الله دون ما عداه، فادّعى: أن ذلك قد حصل بمجرد فراغهم من دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله".
وقال ابن سيد الناس: ولما دفن "عليه السلام" قالت فاطمة ابنته "عليها السلام":
اغـبر آفــاق السـماء وكــورت شـمـس النهــار وأظلم العصران
فالأرض من بعد النـبي كـئيـبة أسفـاً عـليــه كـثـيرة الـرجـفـان
فليبكـه شرق البـلاد وغـربهــا ولـتـكـبـه مـضــر وكـــل يــمان
وليبكـه الطـود المعـظــم جـوه والـبـيـت ذو الأسـتـار والأركان
يا خاتم الرسـل المبارك ضـوءه صـلى عـلـيـك مـنـزل الـفـرقـان
ويروى أنها تمثلت بشعر فاطمة بنت الأحجم:
قـد كـنـت لي جبـلاً ألـوذ بظله فـتركـتـنـي أمـشـى بأجـرد ضاح
قد كنت ذات حمية ما عشـت لي أمشى البراز وكـنـت أنت جناحي
فالـيـوم أخـضع للذليل وأتقى مـنـه وأدفـع ظـالمـي بــالــــراح
وإذا دعـت قـمـريـة شجنا لهـا لـيـلاً عـلى فـنـن دعـوت صباح([144])
ولها "عليها السلام":
كـنــت الــســـواد لمـقـلـتي يـبـكي عـلــيـــك الـــنـــاظــر
مــن شــاء بـعــدك فـليمت فـعـلـيـــك كــنــت أحـــاذر([145])
وقد نسبت هذه الأشعار لآخرين تمقلوا بها في مناسبات أخرة، ولا مانع من التعدد.
الزهراء ÷ تخاطب أنساً:
وتزعم بعض الروايات: أن السيدة فاطمة الزهراء "عليها السلام" خاطبت أنساً بن مالك بعبارات مؤثرة، لتعبر له عن عميق حزنها على أبيها، فقد رووا عن أنس قال: لما دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قالت فاطمة "عليها السلام": يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله "صلى الله عليه وآله" التراب؟!([146]).
ونقول:
1 ـ إن كلام الزهراء "عليها السلام" مع أنس مشكوك في صحته، فأنس أجنبي عن الزهراء "عليها السلام"، ولم تكن الزهراء لتكلم رجلاً أجنبياً إلا لضرورة، وليس هذا من مواردها.
وإذا كان وجود الأجنبي الأعمى مع النساء مرفوضاً عندها، لأنه يشم الريح، فما بالك بشاب في مقتبل العمر، وهو بكامل قواه، وفي أوج فتوته؟! مع ما عرفناه عن أنس من عدم التزامه خط الإستقامة في تعامله، وحديث الطائر المشوي، وحديث عدم إقراره بحديث الغدير فدعا "عليه السلام" عليه، واستجاب الله دعاءه فيه ليسا إلا شاهد صدق على ما نقول.
على أن نفس المضمون الذي نسب إليها "عليها السلام" لا يحمل أمراً ذا بال، يستحق حتى أن تتفوه به السيدة الزهراء "عليها السلام" أمام رجل أجنبي كأنس؟!..
ولو سلمنا أنها قالت ذلك بسبب حرقتها وشدة حزنها على أبيها رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فلماذا تختار أنساً لخطابها هذا، ولا تخاطب به علياً "عليه السلام"، أو عباساً، أو سلمان، أو أبا ذر، أو غير هؤلاء ممن تعرف أن فقد رسول الله "صلى الله عليه وآله" سوف يحزنهم حقاً، وبدرجة كبيرة؟!
إلا إذا فرض: أن الزهراء "عليها السلام" تتهم فريقاً من الناس بأنهم يودّون موت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وأن دفنه يفرحهم، فيكون سؤالها لأنس بمثابة اتهام له، وإفهامه هو وغيره بأنها على علم بما يفكر به هؤلاء، وأن إظهارهم الحزن مجرد تمثيل، يهدف إلى خداع الناس، والتعمية عليهم.
على أن أنساً كان معروفاً بانحرافه عن علي "عليه السلام"، وقضيته معه في حديث الطير، وكتمانه لحديث الغدير، وإصابة دعوة علي له مما لا يخفى على أحد.
الجزع على رسول الله ':
روى المفيد بسنده إلى ابن عباس قال: لما توفي رسول الله "صلى الله عليه وآله" تولى غسله علي بن أبي طالب "عليه السلام" والعباس معه، والفضل بن العباس، فلما فرغ "عليه السلام" من غسله كشف الإزار عن وجهه، ثم قال: بأبي وأمي، طبت حياً، وطبت ميتاً، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك، من النبوة، والأنبياء، خصصت حتى صرت مسلياً عمن سواك، وعممت حتى صار الناس فيك سواء.
ولولا أنك أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع لأنفذنا عليك الشؤون، ولكان الداء مماطلاً، والكمد محالفاً، وقلَّا لك، ولكنه ما لا يملك رده، لا يستطاع دفعه.
ثم أكب عليه فقبل وجهه والإزار عليه([147]).
والشؤون: هي منابع الدمع في الرأس.
ونقول:
قد يقال: إن علياً "عليه السلام" ذكر أن امتناعه عن إنفاذ ماء الشؤون عليه، لأن ذلك يعد جزعاً، والنبي "صلى الله عليه وآله" قد أمر بالصبر، ونهى عن الجزع.
مع أن ثمة نصاً آخر مروياً عنه "عليه السلام" يخالف هذا المعنى ويدل على أنه لا مانع من الجزع عليه "صلى الله عليه وآله"، حيث يقول: "إن الصبر لجميل إلا عنك، وإن الجزع لقبيح إلا عليك"([148]).
وقد جزع الإمام الصادق "عليه السلام" على ابنه إسماعيل جزعاً شديداً([149])، وجزع آدم على ابنه هابيل([150]).
ونجيب:
أولاً: إنه لا منافاة بين ذلك كله، فإن للجزع مراتب، بعضها محرم مطلقاً، حتى لو كان جزعاً على النبي "صلى الله عليه وآله" والوصي، وهو ما يوجب اختلال الحال، لمجرد كونه أباً أو قريباً، أو لتخيله فوات أمر دنيوي بموته، ومن دون أية فائدة أو عائدة، لا على الإنسان في مزاياه وأخلاقه، ولا على الدين..
وهناك مرتبة من الجزع تحرم إذا كان المصاب بغير النبي والوصي، وتحل إذا كان المصاب بهما "صلوات الله عليهما وآلهما". شرط أن يكون له فائدة على الإنسان في إيمانه وتقواه، أو على نصرة الدين، وحفظ المسلمين، كجزع يعقوب على يوسف "عليهما السلام"، الذي كان جزعاً محبوباً لله ومطلوباً، لأنه يعطيهم الإنطباع عن قيمة الإنسانية في الإنسان، المتمثلة بما تجلى في يوسف "عليه السلام" من خصال الخير، وحميد الصفات، وفريد المزايا لدى أنبياء الله وأصفيائه، وهو يؤكد عظم الخسارة بفقد هذا النوع من الناس.
بالإضافة إلى فوائد أخرى تعود على الجازع نفسه، تكاملاً، وثباتاً، وصلابة في الدين، وجهاداً وصبراً في سبيل الله تعالى، إلى الكثير من الفوائد الأخرى..
فهذا الجزع المفيد جداً محبوب ومطلوب لله تعالى، حتى لو أدى إلى العمى، أو الخوف من أن يكون حرضاً([151]) أو أن يكون من الهالكين..
وأما الجزع على الناس العاديين الذي لا دافع له إلا شدة التعلق العاطفي، ولا فائدة منه ولا عائدة، فهو مبغوض لله، ومحرم على عباد الله تبارك وتعالى. لأنه إنما يعبر عن أنانية طاغية، وحب عارم للدنيا، وتعلق مقيت بها، لأنه إنما يجزع على شيء فقده، ولذة فاتته.
وربما يبلغ حدّ إظهار الإعتراض على قضاء الله تعالى وقدره.
وهذا يفسر لنا الروايات الصحيحة التي أكدت على استحباب الجزع على الإمام الحسين "صلوات الله وسلامه عليه"، ويبين لنا المراد من قول علي "عليه السلام" وهو يرثي رسول الله "صلى الله عليه وآله": "إن الجزع قبيح إلا عليك الخ..".
ثانياً: قد يشار هنا إلى جواب آخر أيضاً، وهو: أن الجزع، وإن كان جائزاً عليه "صلى الله عليه وآله" وله درجة من الثواب، ولكن التجلد والصبر هو الأفضل، والأكثر ثواباً لأن فيه المزيد من المشقة والجهد، وهو أيضاً يوجب ثبات الناس على دينهم، وعدم السقوط أمام التحدي الكبير الذي ينتظرهم، بل قد يتخذ منه بعض المغرضين ذريعة للتخلف عن جيش أسامة، فأصبح بذلك مرجوحاً، وربما يكون محرماً، وإن كان لولا ذلك لكان هو الأفضل والأرجح.
الخضر × يعزي برسول الله ':
عن أنس قال: لما قبض النبي "صلى الله عليه وآله" أحدق به أصحابه، فبكوا حوله واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى [رقابهم] فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة، وعوضاً من كل فائت، وخلفاً من كل هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء، فانظروا، فإن المصاب من لم يجبره.
فانصرف، وقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟!
قال أبو بكر وعلي: نعم، هو أخو رسول الله "صلى الله عليه وآله" الخضر "عليه السلام"([152]).
ونقول:
أولاً: قال الصالحي الشامي عن هذا الحديث: قد ذكر في كتاب الموضوعات([153]).
وقال البيهقي: هذا منكر بمرة([154]).
وقال الذهبي: عباد بن عبد الصمد، منكر الحديث([155]).
ثانياً: روى محمد بن عمر برجال ثقات، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم عن علي "عليه السلام": أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" لما قبض وكانت التعزية به جاء آت، يسمعون حسه ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم، أهل البيت ورحمة الله بركاته {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}([156]) إن في الله تعالى عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل هالك، ودركاً من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المحروم من حرم الثواب، وإن المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فقال علي: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر "عليه السلام"([157]).
ولعل هذا أقرب إلى الصواب، والله هو العالم بالحقائق.
الفصل الثاني:
أين دفن النبي '؟!..
الإختلاف في موضع دفن النبي ' وفي الصلاة عليه:
روى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد عن الحلبي، عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال: أتى العباس أمير المؤمنين "عليه السلام"، فقال: يا علي، إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله "صلى الله عليه وآله" في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم.
فخرج أمير المؤمنين "عليه السلام" إلى الناس فقال: أيها الناس، إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" إمام حياً وميتاً.
وقال: إني أدفن في البقعة التي أقبض فيها.
ثم قام على الباب فصلى عليه، ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون([158]).
واختلفوا أين يدفن، فقال بعضهم: في البقيع.
وقال آخرون: في صحن المسجد.
فقال أمير المؤمنين "عليه السلام": إن الله لم يقبض نبيه إلا في أطهر البقاع، فينبغي أن يدفن في البقعة التي قبض عليها.
فاتفقت الجماعة على قوله، ودفن في حجرته([159]).
وروي أنه لما فرغ علي "عليه السلام" من غسل رسول الله"صلى الله عليه وآله" وكفنه أتاه العباس، فقال: يا علي، إن الناس قد اجتمعوا على أن يدفنوا النبي "صلى الله عليه وآله" في بقيع المصلى، وأن يؤمهم رجل منهم [واحد].
فخرج علي "عليه السلام" إلى الناس، فقال: يا أيها الناس، أما تعلمون أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" إمامنا حياً وميتاً؟. وهل تعلمون أنه لعن من جعل القبور مصلى، ولعن من جعل مع الله إلهاً، ولعن من كسر رباعيته، وشق لثته؟
قال: فقالوا: الأمر إليك، فاصنع ما رأيت.
قال: وإني أدفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في البقعة التي قبض فيها([160]).
وعند المفيد وغيره أنه قال: "إن الله لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه، إني لدافنه في حجرته التي قبض فيها. فسلم القوم لذلك ورضوا به"([161]).
الصدمة الكبرى لعائشة:
قال علي "عليه السلام" لرسول الله "صلى الله عليه وآله": يا رسول الله، أمرتني أن أصيرك في بيتك إن حدث بك حدث؟
قال: نعم يا علي بيتي قبري.
قال علي "عليه السلام": فقلت: بأبي وأمي، فحد لي أي النواحي أصيرك فيه.
قال: إنك مسخر بالموضع وتراه.
قالت له عايشة: يا رسول الله فأين أسكن؟
قال: "اسكني أنت بيتاً من البيوت، إنما هي بيتي، ليس لك فيه من الحق إلا ما لغيرك، فقري في بيتك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى، ولا تقاتلي مولاك ووليك ظالمة شاقة، وإنك لفاعلة".
فبلغ ذلك من قوله عمر، فقال لابنته حفصة: مري عايشة لا تفاتحه في ذكر علي ولا تراده، فإنه قد استهيم فيه في حياته وعند موته، إنما البيت بيتك لا ينازعك فيه أحد، فإذا قضت المرأة عدتها من زوجها كانت أولى ببيتها، تسلك إلى أي المسالك شاءت([162]).
ونقول:
قد أثبتنا بما لا مجال معه للشك أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد دفن في بيت فاطمة "عليها السلام".. وقد يتخيل أن هذه الرواية لا تنسجم مع النتيجة التي أوصلتنا إليها تلك الأدلة..
غير أننا نقول:
إن هذا خيال لا واقع له، وذلك للأمور التالية:
1 ـ إن الرواية المتقدمة لم تذكر لنا متى جرت هذه المحاورة.
2 ـ لقد كان للنبي "صلى الله عليه وآله" بيوت كثيرة. وقد أكدت الرواية المشار إليها على أن جميع البيوت هي للنبي "صلى الله عليه وآله"، ومعنى ذلك: أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يملِّك زوجاته بيوت سكناهن، بل هو أسكنهن فيها وحسب.
فقول عائشة حين جيء بجنازة الإمام الحسن "عليه السلام": "نحوا ولدكم عن بيتي، ولا تدخلوا بيتي من لا أحب"([163]). ليس له ما يبرره..
3 ـ إن النبي "صلى الله عليه وآله" وكذلك علي "عليه السلام" لم يحددا أي بيت من بيوته "صلى الله عليه وآله" موضعاً لدفنه "صلى الله عليه وآله". ولكن عائشة حددت: أن مدفنه "صلى الله عليه وآله" سيكون في بيتها، ولم يردعها النبي "صلى الله عليه وآله" ولا علي "عليه السلام" عن هذا الإعتقاد..
ولكن ذلك لا يحتم الإلتزام بقولها.
4 ـ إن علياً "عليه السلام" طلب من النبي "صلى الله عليه وآله" أن يحدد له المكان بصورة أدق. وإذ بالنبي "صلى الله عليه وآله" يعلن أنه "عليه السلام" يرى الموضع، فإن كان يعرف الموضع ويراه، فلماذا يسأل عنه؟!
ألا يدل ذلك على أن المقصود من هذا السؤال هو إسماع الغير ـ وهو عائشة بالتحديد ـ لكي لا يتهم علي "عليه السلام" بأنه قد تصرف من عند نفسه؟!
على أن هذه الكلمة النبوية قد أشارت إلى أنه "عليه السلام" إنسان إلهي، مسدد ومؤيد منه تعالى، ولا يحتاج حتى إلى أن يحدد له الرسول "صلى الله عليه وآله" الموضع، الأمر الذي يجعل الإعتراض عليه في هذا الأمر وفي سواه غير منطقي ولا واقعي ولا مقبول.
5 ـ واللافت: أن اهتمام عائشة قد انصب على موضع سكناها، لو دفن النبي "صلى الله عليه وآله" في البيت الذي تسكن فيه، مع أننا كنا نتوقع أن يكون اهتمامها بحياة رسول الله "صلى الله عليه وآله" أكثر وأكبر، وأن تعلن أنها على استعداد لتقديم أي شيء فداء لرسول الله "صلى الله عليه وآله"، وطلباً لرضاه..
6 ـ من الذي أخبر عائشة أنه "صلى الله عليه وآله" كان يريد أن يدفن في بيت سكناها، ومن الذي قال: إنه سوف لا يطلب الإنتقال عنه إلى بيت فاطمة "عليها السلام" في أيامه الأخيرة ليموت ويدفن فيه؟!
7 ـ إن الرواية قد صرحت: بأن النبي "صلى الله عليه وآله" أمر عائشة بأن تقر في بيتها، فأشار بذلك أنه سوف لا يدفن في ذلك البيت، وأنه لن يؤخذ منها، أو على الأقل لن تخرج منه، بل ستبقى فيه..
8 ـ إنه "صلى الله عليه وآله" قد أخبرها أنها سوف لا تقر في بيتها، بل سوف تحارب وليها ومولاها ظالمة له شاقة لعصا الطاعة.
9 ـ ألا ترى معي: أن هذا الحوار بين النبي "صلى الله عليه وآله" وعلي "عليه السلام"، كان يهدف إلى استدراج عائشة للدخول في الحديث، ثم توجيه هذا التحذير الشديد لها، الذي هو من الأخبار الغيبية، ومن أعلام النبوة؟!
10 ـ إن الأمر الأعظم والأهم لهذا الحوار هو ما نتج عنه من موقف جريء وقاس جداً لعمر بن الخطاب، حيث رد على رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وقرر لابنته حفصة: أن البيت بيتها.. ولا ينازعها فيه أحد..
11 ـ والأهم من ذلك اتهامه للنبي "صلى الله عليه وآله" بأنه استهيم بعلي "عليه السلام" حياً وميتاً، وكأنه يريد أن يقول: إن تصرفات النبي "صلى الله عليه وآله" تجاه علي "عليه السلام" لا تستند إلى مبررات معقولة.. بل هي نتيجة هيام خارج عن دائرة التعقل والحكمة. وكأن قوله في هذه الحادثة ينسجم مع ما صدر عنه في حق النبي "صلى الله عليه وآله" حين اتهمه بأنه يهجر أو غلبه الوجع.
12 ـ إن عمر قد أمر عائشة بالإمتناع عن مفاتحة النبي "صلى الله عليه وآله" بشيء من أمر علي "عليه السلام"، وأن لا تراده الكلام فيه، ربما لأنه خشي أن يتسبب ذلك بتصريح النبي "صلى الله عليه وآله" بأمور تزيد من تعقيد الأمور أمام مشاريعهم الإستئثارية..
13 ـ وأخيراً، فإن هذا التوجيه العمري لعائشة يظهر مدى التنسيق بين أركان هذه الجماعة في موضوع إقصاء علي "عليه السلام"، والإستئثار بالأمر..
هل أشار أبو بكر بدفن النبي ' في بيته؟!:
وقد ادعوا: أن أبا بكر هو الذي أشار بدفن النبي "صلى الله عليه وآله" في بيته، فقد روي عن ابن عباس قال: لما فرغ من جهاز رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوم الثلاثاء وضع على سريره في بيته، وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه، فقال قائل: ندفنه مع أصحابه بالبقيع.
وقال قائل: ادفنوه في مسجده.
فقال أبو بكر: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول: "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض".
فرفع فراش رسول الله "صلى الله عليه وآله" الذي توفي عليه، فحفروا له تحته([164]).
وعن عبد العزيز بن جريح: أن أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله" لم يدروا أين يقبروا رسول الله "صلى الله عليه وآله"، حتى قال أبو بكر: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول: لم يقبر نبي قط إلا حيث يموت، فأخذوا فراشه، وحفروا تحته([165]).
وقالوا عن هذا الحديث: هو منقطع، لأن ابن جريح لم يدرك أبا بكر([166]).
وعن عائشة قالت: لما قبض رسول الله "صلى الله عليه وآله" اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول: "ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه. ادفنوه في موضع فراشه"([167]).
قال ابن حجر الهيثمي: "..وهذا أول اختلاف وقع بين الصحابة، فقال بعضهم: ندفنه بمكة، مولده، ومنشئه.
وبعضهم: بمسجده.
وبعضهم: بالبقيع.
وبعضهم: ببيت المقدس، مدفن الأنبياء، حتى أخبرهم أبو بكر بما عنده من العلم([168]).
قال ابن زنجويه: وهذه سنة تفرد بها الصديق من بين المهاجرين والأنصار، ورجعوا إليه فيها"([169]).
وعن عائشة وهي تمجد علم أبيها: فما اختلفوا في لفظة إلا طار أبي بعبئها، وفصلها، وقالوا: أين ندفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟! فما وجدنا عند أحد في ذلك علماً.
فقال أبو بكر: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول: ما نبي يقبض إلا دفن تحت مضجعه الذي مات فيه.
واختلفوا في ميراثه، فما وجدنا عند أحد في ذلك علماً، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقول: إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة([170]).
ونقول:
إن ذلك لا يصح، فلاحظ الأمور التالية:
1 ـ لو سلمنا أن أبا بكر قد عرف هذه المسألة دون غيره، لأنه سمعها من النبي "صلى الله عليه وآله" فذلك لا يجعل لأبي بكر أية ميزة خارقة للعادة، ولا يجعله متضلعاً في العلوم والمعارف، وكم من الناس يحفظون شيئاً، وتغيب عنهم أشياء..
على أن هذا الذي حفظه أبو بكر ليس من الأمور الخطيرة والأساسية..
2 ـ إن سيرة أبي بكر قد أظهرت أن هناك مسائل كثيرة لم يكن يعرفها، أو أنه أخطأ الصواب في بيانها، وقد ذكر العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه "النص والاجتهاد" والعلامة الأميني في كتابه "الغدير" طائفة من هذه المسائل، فراجعهما.
3 ـ تقدم أن أبا بكر لم يحضر دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"([171])، وأنه لما فرغ علي "عليه السلام" من دفن النبي "صلى الله عليه وآله" قال: ما فعل أهل السقيفة؟! بالإضافة إلى نصوص أخرى دلت على ذلك. إلا أن يكون هذا الإختلاف، قد حصل قبل ذهاب أبي بكر إلى السقيفة. ولم نر ما يدل على ذلك. بل مسار الأمور يظهر خلافه.
4 ـ وقد رووا: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال لهم: "ضعوني على سريري في بيتي، على شفير قبري"([172]).
وهذا معناه: أن دفنه في البيت الذي قبض فيه كان بوصية منه، فما معنى أن يختلفوا في موضع دفنه؟! إلا أن يكون "صلى الله عليه وآله" قد قال ذلك لخصوص أبي بكر، الذي يفترض أن يكون في أيام مرض النبي "صلى الله عليه وآله" في جيش أسامة، وأن يكون النبي "صلى الله عليه وآله" غاضباً من تخلفه عن ذلك الجيش، فلا يخصه ولا يسر إليه بشيء..
مع أنه قد يقال: إن ظاهر كلام النبي "صلى الله عليه وآله" أنه يخاطب جماعة كانوا حوله.. فما معنى قولهم: إن علم ذلك لم يوجد إلا عند أبي بكر؟!
5 ـ إنه لا يصح قول أبي بكر: "ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه"، أو نحو ذلك.. وذلك لأنهم يذكرون:
ألف: إن نوحاً "عليه السلام" قد نقل جثمان آدم "عليه السلام" من جبل أبي قبيس بعد أن كان قد دفن فيه، ودفنه في بيت المقدس، كما يرويه أهل السنة([173]).
أو إلى النجف الأشرف، في ظاهر الكوفة كما هو مروي عن أهل البيت "عليهم السلام"([174]).
وقد ورد في زيارة أمير المؤمنين "عليه السلام": "السلام على ضجيعيك آدم ونوح"([175]).
ب: إن النبي يوسف "عليه السلام" قد استأذن ملك مصر في نقل جثمان أبيه يعقوب "عليه السلام" من مصر، ودفنه مع أهله في حبرون، في المغارة المعدة لتلك الأسرة المباركة، فأذن له، فنقله إليها، ودفنه فيها([176]).
ج: إن النبي موسى "عليه السلام" قد نقل جثمان النبي يوسف "عليه السلام" أيضاً إلى فلسطين (الشام)، ودفنه مع آبائه([177]).
6 ـ على أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد دلنا على موضع قبره في الحديث المشهور: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"([178]).
فقد دل ذلك على أن قبره "صلى الله عليه وآله" قريب من المنبر..
وقد أوضحت النصوص الأخرى: أن القبر سيكون في بيته، حيث قال "صلى الله عليه وآله": "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" أو نحو ذلك([179]).
7 ـ إن النبي "صلى الله عليه وآله" قد أوصى علياً "عليه السلام" بتغسيله وتكفينه، وبالصلاة عليه ودفنه، وبغير ذلك، فلماذا لم يبين له أين يكون مدفنه، إذا كان له حكم خاص، وهو أنه لا يجوز نقله من موضع قبضه الله فيه، وما معنى أن يدّخر ذلك لأبي بكر دون سائر الناس؟!
إن عائشة نفسها تقول: اختلفوا في دفنه "صلى الله عليه وآله"، فقال علي "عليه السلام": إن أحب البقاع إلي مكان قبض فيه نبيه([180]).
8 ـ قد تقدم: أنه "صلى الله عليه وآله" قال لعلي: بيتي قبري.. وأن عائشة اعترضت على ذلك. فقال لها: اسكني أنت بيتاً من البيوت.
9 ـ وأما حديث: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، فقد كذبته الزهراء وعلي، وابناهما "عليهم السلام"، ولا يقبل أحد بأن يخفي النبي "صلى الله عليه وآله" هذا الحكم عن جميع الناس حتى عن ابنته، ويخص به أبا بكر. ويفسح المجال ـ من ثم ـ لتكذيب أبي بكر، أو اتهامه، بعد الإستدلال على بطلان ما جاء به بالآيات، وتنشأ عن ذلك مشاحنات بلغت حد ضرب بنت النبي "صلى الله عليه وآله" التي يغضب الله لغضبها، ويرضى لرضاها. ويبقى الخلاف في الأمة في ذلك إلى يوم القيامة.
ومع غض النظر عن ذلك نقول:
إن هؤلاء أنفسهم يدّعون: أن هناك من كان يعلم هذا العلم، حيث زعموا ـ وإن كان ذلك من الأكاذيب ـ: أن علياً "عليه السلام"، والعباس، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وأمهات المؤمنين: كلهم كانوا يعلمون أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال ذلك، وأن أبا بكر إنما انفرد باستحضاره أولاً، ثم استحضره الآخرون([181]).
غير أننا نقول لهم:
إن هذا الترقيع لا يجديهم، فإن الإستحضار السريع إنما يدل على سرعة بديهته، وحفظه، ولا يفيد زيادة في علمه..
يضاف إلى ما تقدم: أن الصحيح هو أن أبا بكر ليس فقط استولى على إرث الزهراء "عليها السلام" من أبيها، وإنما هو استولى حتى على فدك التي ملّكها إياها النبي "صلى الله عليه وآله" في حال حياته، وقد كانت بيدها واستفادت منها عدة سنوات.
10 ـ واللافت هنا: أن أبا بكر قد كتب لفاطمة "عليها السلام" كتاباً بفدك، فدخل عمر بن الخطاب عليه فسأله: ما هذا؟
فقال: كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها.
فقال: مماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟! ثم أخذ عمر الكتاب فشقه([182]).
ثم لما ولي عمر بن عبد العزيز رد فدكاً إلى ورثة رسول الله "صلى الله عليه وآله"!!([183]).
ولهذا البحث مجال آخر..
في مكة أو في المدينة؟!:
ولم يقتصر الأمر على توزع الآراء بين دفنه في البقيع، أو في صحن المسجد، أو في الموضع الذي قبضه الله فيه.. بل تعداه إلى الإختلاف في دفنه في المدينة، أو في مكة عند جده إبراهيم الخليل ([184]).
وهذا الخلاف إن دل على شيء فهو يدل على أن الصحابة، أو فريق منهم على الأقل لم يكن يرى محذوراً في نقل جثمان النبي "صلى الله عليه وآله" من بلد إلى آخر.. ولم يعترض عليه الفريق الآخر بأن ذلك غير جائز أو منهي عنه، ولو نهي كراهة..
وجواز ذلك هو ما أفتى به فقهاء المذاهب الأربعة، فراجع([185]).
أين دفن النبي ':
قال ابن كثير: "قد علم بالتواتر: أنه عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة التي كانت تختص بها، شرقي مسجده، في الزاوية الغربية القبلية من الحجرة، ثم دفن بعده أبو بكر، ثم عمر.."([186]).
وقضية دفنه "صلى الله عليه وآله" في بيت عائشة رواها في صحيح البخاري وغيره عن عائشة بصورة عامة.. وعن ابن أختها عروة بن الزبير، كما يلاحظ في أكثر الروايات..
أما نحن فنشك في ذلك كثيراً، لأكثر من سبب:
السبب الأول:
أن بيت عائشة لم يكن في الجهة الشرقية من المسجد، لأمرين:
أحدهما: أن خوخة آل عمر الموجودة في الجانب القبلي في المسجد، وهي اليوم "يتوصل إليها من الطابق الذي بالرواق الثاني من أروقة القبلة، وهو الرواق الذي يقف الناس فيه للزيارة أمام الوجه الشريف بالقرب من الطابق المذكور.."([187]) ـ هذه الخوخة ـ قد وضعت في بيت حفصة الذي كان مربداً، وأخذته بدلاً عن حجرتها حين توسيع المسجد..
وقد كانت دار حفصة في قبلي المسجد([188]).
وكان بيت حفصة بنت عمر ملاصقاً لبيت عائشة من جهة القبلة([189]).
"والمعروف عند الناس أن البيت الذي كان على يمين الخارج من خوخة آل عمر المذكورة هو بيت عائشة"([190]).
وعلى هذا.. فيكون بيت عائشة في قبلي المسجد، لا في شرقيه، حيث يوجد القبر الشريف، أي أنه يكون في مقابله وبينه وبينه فاصل كبير..
الثاني: مما يدل على أن بيت عائشة كان في جهة القبلة من المسجد من الشرق، ما رواه ابن زبالة، وابن عساكر، عن محمد بن أبي فديك، عن محمد بن هلال: أنه رأى حُجَر أزواج النبي "صلى الله عليه وآله" من جريد، مستورة بمسوح الشعر، فسألته عن بيت عائشة.
فقال: كان بابه من جهة الشام.
قلت: مصراعاً كان أو مصراعين؟
قال: كان باب واحد([191]).
وفي عبارة ابن زبالة: مستورة بمسوح الشعر، مستطيرة في القبلة، وفي المشرق، والشام. ليس في غربي المسجد شيء منها الخ.. ([192]).
وقال ابن عساكر: وباب البيت شامي([193]).
فيستفاد من ذلك:
ألف: ما قاله المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني "رحمه الله":
"قوله في الحديث (فسألته عن بيت عائشة) في هذا دلالة على أن الحجرة التي دفن فيها النبي "صلى الله عليه وآله" لم تكن بيت عائشة، إذ فيه دلالة على أن السائل يعلم أن بيتها لم يكن في الموضع الذي دفن فيه النبي "صلى الله عليه وآله".. ولذلك فهو يسأل عن موضع بيتها فيما عدا البيت الذي دفن فيه النبي "صلى الله عليه وآله" ليعرفه أين يقع.." انتهى.
ب: إن من المعلوم أن الجهة الشامية للمسجد هي الجهة الشمالية منه، كما صرحت به الرواية آنفاً، ويدل على ذلك أيضاً قول ابن النجار:
"قال أهل السير: ضرب النبي "صلى الله عليه وآله" الحجرات ما بينه وبين القبلة، والشرق إلى الشام، ولم يضربها في غربيه. وكانت خارجة عنه مديرة به. وكان أبوابها شارعة في المسجد"([194]).
وأيضاً: "وجه المنبر، ووجه الإمام إذا قام على المنبر بجهة الشام"([195]).
ومن المعلوم: أن الجالس على المنبر يكون ظهره إلى القبلة، ووجهه إلى الجهة المقابلة لها..
فإذا تحقق ذلك.. وإذا كان باب بيت عائشة يقابل الجهة الشمالية، فإن ذلك معناه: أن بيتها كان في جهة القبلة من المسجد..
وكان باب حجرتها يفتح على المسجد مباشرة، حتى إنها تقول: إنها كانت ترجِّل النبي "صلى الله عليه وآله"، وهو معتكف في المسجد، وهي في بيتها، وهي حائض([196]).
وقد حاول البعض توجيه ذلك: بأن المراد من الباب الذي لجهة الشام هو الباب الذي شرعته عائشة لما ضربت حائطاً بينها وبين القبور، بعد دفن عمر..
وأجاب السمهودي بقوله:
"وفيه بُعد، لأنه سيأتي ما يؤخذ منه أن الحائط الذي ضربته كان في جهة المشرق"([197]).
وإذا كان في جهة المشرق؛ فلا بد أن يكون الباب فيه مقابلاً للمغرب، لا لجهة الشام.
ج: ويدل على كون بيت عائشة في جهة القبلة: أن الحُجر كانت تبدأ من بيت عائشة، وتنتهي إلى منزل أسماء بنت حسن، كما نص على ذلك من شاهدها([198]).
د: إن رواية ابن عساكر، وابن زبالة المتقدمة تنص على أنه لم يكن لبيت عائشة إلا باب واحد، بمصراع واحد..
وهم يقولون: إنه قد صُلِّي على النبي "صلى الله عليه وآله"، وهو على شفير حفرته، ودفن في حجرة لها بابان..
فقد روى ابن سعد، عن أبي عسيم، قال: لما قبض رسول الله "صلى الله عليه وآله"، قالوا: كيف نصلّي عليه؟
قالوا: ادخلوا من ذا الباب ارسالاً ارسالاً، فصلّوا عليه، واخرجوا من الباب الآخر..([199]).
ويمكن المناقشة في الرواية التي كان السؤال فيها عن كون الباب فيه مصراعاً أو مصراعين:
بأن الجواب لا بد أن يطابق السؤال، فإذا كان السؤال عن مصاريع الباب، لا عن عدد الأبواب، فلا بد أن يكون الجواب عن ذلك أيضاً.. ولا يدل ذلك على أنه لم يكن للحجرة باب آخر.
هـ: سيأتي: أنهم يزعمون: أن النبي "صلى الله عليه وآله" كان في مرضه (أي قبل انتقاله إلى بيت فاطمة) في حجرة عائشة؛ فكشف الحجاب؛ فكاد الناس أن يفتنوا وهم في الصلاة لما رأوا رسول الله "صلى الله عليه وآله".. الأمر الذي يدل على أن حجرة عائشة كانت في طرف القبلة في مقابل المصلِّين..
وأما ما ذكرته الرواية من صلاة أبي بكر في الناس فقد كان ذلك بغير رضى من النبي "صلى الله عليه وآله".
وقد جاء "صلى الله عليه وآله" إليه رغم مرضه، وأخرّه، وصلى مكانه. وقد بحثنا هذا الأمر في موضع آخر من هذا الكتاب..
السبب الثاني:
قال ابن سعد: "واشترى (يعني معاوية) من عائشة منزلها بمئة وثمانين ألف درهم، ويقال بمائتي ألف. وشرط لها سكناها حياتها. وحمل إلى عائشة المال، فما رامت من مجلسها حتى قسمته.
ويقال: اشتراه ابن الزبير من عائشة، بعث إليها ـ يقال ـ خمسة أجمال بخت تحمل المال، فشرط لها سكناها، حياتها، فما برحت حتى قسمت ذلك الخ.."([200]).
ولا ينبغي أن يتوهم: أن المقصود ببيت عائشة هنا هو البيت الذي أخذته من سودة، التي توفيت في أواخر خلافة عمر، إذ قد:
أسند ابن زبالة، عن هشام بن عروة، قال: إن ابن الزبير ليعتد بمكرمتين ما يعتد أحد بمثلها: إن عائشة أوصته ببيتها وحجرتها، وإنه اشترى حجرة سودة([201]).
فعائشة إذن، قد باعت بيتها وأكلت ثمنه، فكيف يقولون: إن النبي "صلى الله عليه وآله" قد دفن في حجرتها؟!
والمفروض: أن الحجرة كانت من الصغر بحيث لا تتسع لدفن ثلاثة أشخاص.
واحتمال أن يكون المقصود هو بيتها المستحدث، لا يصح، لأن سياق الكلام ناظر إلى حجر أزواج النبي "صلى الله عليه وآله"، التي خُصِّصت لهن من قبله "صلى الله عليه وآله".
كما أن معاوية لا يدفع هذا المال الكثير إلا لينال شرفاً، أو ليحرم الآخرين شرفاً بزعمه.. وهذا الشرف هو الحصول على مكان ينسب إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
إلا إن كان هدفه هو تعظيم شأن عائشة. ولم نشعر أنه يهتم لها كثيراً، كما أظهره موقفه منها حين عارضت سياساته في قتل أخيها، وحجر بن عدي، وسواهما..
السبب الثالث:
أنهم يقولون: إن الموضع قد ضاق حتى لم يعد فيه إلا موقع قبر واحد، فدفن فيه عمر..
فقد روى البخاري، وغيره: أن عمر بن الخطاب لما أرسل إلى عائشة يسألها أن يدفن مع صاحبيه.
قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنه اليوم على نفسي..([202]).
قال ابن التين: "كلامها في قصة عمر يدل على أنه لم يبق ما يسع إلا موضع قبر واحد"([203]).
وإن كان هذا يتناقض مع قولها حين دفن الإمام الحسن "عليه السلام": أنه لم يبقى في حجرة رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلا موضع قبرواحد([204]).
ويؤيد ذلك: أنه "لما أرسل عمر إلى عائشة؛ فاستأذنها أن يدفن مع النبي "صلى الله عليه وآله" وأبي بكر فأذنت.
قال عمر: إن البيت ضيق، فدعا بعصا؛ فأتي بها، فقدر طوله، ثم قال: احفروا على قدر هذه"([205]).
ورووا: أنه جاف([206]) بيت النبي "صلى الله عليه وآله" من شرقيه، فجاء عمر بن عبد العزيز، ومعه عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فأمر ابن وردان: أن يكشف عن الأساس، فبينا هو يكشفه إلى أن رفع يده، وتنحى واجماً، فقام عمر بن عبد العزيز فزعاً، فقال عبد الله بن عبيد الله: لا يروعنّك، فتانك قدما جدك عمر بن الخطاب، ضاق البيت عنه، فحفر له في الأساس الخ..
وفي الصحيح، قال عروة: ما هي إلا قدم عمر([207]).
وإذ قد عرفنا: أن الحجرة التي دفن فيها النبي "صلى الله عليه وآله" قد ضاقت حتى دفن عمر في الأساس..
فلننظر إلى بيت عائشة الذي كانت تسكن وتتصرف فيه.. فإننا نجد: أنه كان واسعاً وكبيراً.. وبقيت تتصرف فيه في الجهات المختلفة، فليلاحظ ما يلي:
1 ـ تقدم: أن عائشة قد باعت بيتها لمعاوية، أو لابن الزبير.
2 ـ إن عائشة قد عرضت على عبد الرحمن بن عوف أن يدفن مع النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله"..([208]).
ومنع بنو أمية من دفن الإمام الحسن "عليه السلام" عند جده، حينما ظنوا أن الحسين "عليه السلام" يريد دفنه هناك([209]).
بل يقال: إن عائشة نفسها هي التي تزعّمت عملية المنع عن دفنه هناك..([210])، وإن ادّعى البعض: أنها قد أذنت في ذلك، لكن بني أمية منعوا منه..([211]).
كما أنهم يروون أن عيسى بن مريم سوف يكون رابع من يدفن هناك..([212]).
ثم إن نفس عائشة تصف القبور الثلاثة ثم تقول: "وبقي موضع قبر"([213]).
وأما ما روي عنها من أنها استأذنت النبي "صلى الله عليه وآله" إن عاشت بعده أن تدفن إلى جانبه، فقال لها: وأنى لك بذلك وليس في ذلك الموضع إلا قبري، وقبر أبي بكر، وعمر، وعيسى ابن مريم([214]).
فلا يصح لقول الحافظ: لا يثبت([215])، ولأنها كانت تريد أن تدفن في ذلك الموضع، لكن منعها من ذلك أنها أحدثت بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله".
أضف إلى ذلك: أن هذا لا يلتقي مع زعمهم أن المكان ضاق حتى حفروا لعمر في الأساس.
ثم إنهم يروون عنها أنها تقول: ما زلت أضع خماري، واتفضل في ثيابي حتى دفن عمر، فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جداراً ([216]).
وعن مالك قال:
قسم بيت عائشة قسمين: قسم كان فيه القبر، وقسم تكون فيه عائشة، بينهما حائط([217]).
وكل ذلك يدل دلالة قاطعة على أن الحجرة التي تدعوهم أو تعدهم للدفن فيها، أو تمنعهم من الدفن فيها كانت متسعة. والمفروض: أن الحجرة التي تدّعي أن النبي "صلى الله عليه وآله" دفن فيه قد ضاقت حتى دفن عمر، فوضعت في الأساس. فهل هما حجرتان؟! أم حجرة واحدة؟!
أو يقال: إن عائشة قد استولت على بيت فاطمة "عليها السلام"، وأضافت عليه ما اتسع به. وصارت تجيز هذا وتمنع ذاك.
وملاحظة أخيرة نذكرها: عن احتجاب عائشة حين دفن عمر وهي: أن هذه القضية قد حيرتنا أيضاً.
وهل بلغ بها التقى أن صارت تتستر من الأموات وهم في قبورهم؟!..
فكيف إذن لم تتستر من عشرات الألوف من الرجال الأحياء، حينما خرجت لتحارب أمير المؤمنين "عليه السلام" في حرب الجمل، وغيرها؟!
وكيف توصي ابن الزبير بأن لا يدفنها مع النبي "صلى الله عليه وآله" لأنها لا تحب ان تزكى([218]).
أو لأنها قد احدثت بعده؟
فَلِمَ لَمْ تعلل ذلك بوجود عمر؟
أليست جثة عمر لا تزال موجودة في ذلك الموضع؟!..
وعلى كل حال.. فإنه بعد دفن النبي "صلى الله عليه وآله" في تلك الحجرة، وهي حجرة فاطمة "عليها السلام" كما سيأتي.. أخليت من ساكنيها، وأظهرت للناس.. واستولت عليها عائشة، واستولت على غيرها.. وسكنت هناك، مستفيدة من قوات السلطة وهيبتها..
وكان أول من بنى على بيت النبي "صلى الله عليه وآله" جداراً عمر بن الخطاب.
قال عبيد الله بن أبي يزيد: "كان جداره قصيراً، ثم بناه عبد الله بن الزبير.."([219]).
وعن المطلب قال: كانوا يأخذون من تراب القبر، فأمرت عائشة بجدار فضرب عليهم، وكانت في الجدار كوّة، فكانوا يأخذون منها، فأمرت بالكوّة فسدّت([220]):
أو أنهم سدوا أو ستروا على القبر بعد محاولة الحسين دفن أخيه الحسن هناك([221])، اتقاء منهم لمثل هذا الأمر، حتى لا يتكرر بعد.
والسبب الرابع:
أن الأدلة تدل على أنه "صلى الله عليه وآله" قد دفن في بيت ابنته فاطمة الزهراء "عليها السلام"، ثم استولت عليه عائشة، واستقرت فيه، وضربت جداراً بينها وبين القبور، وبقيت تحتلُّ هذا البيت الطاهر ـ كما قدمنا ـ الذي كان في وسط بيوت أزواج النبي "صلى الله عليه وآله" كما ذكره ابن عمر([222]).
ونستند في ذلك إلى ما يلي:
1 ـ روى الصدوق في أماليه رواية مطوّلة، عن ابن عباس، جاء فيها:
"..فخرج رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وصلّى بالناس، وخفف الصلاة، ثم قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، فجاءا، فوضع "صلى الله عليه وآله" يده على عاتق علي، والأخرى على أسامة، ثم قال: انطلقا بي إلى فاطمة.
فجاءا به، حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين.." ثم ذكر قضية وفاته هنا([223]).
2 ـ قال السمهودي: "أسند ابن زبالة، ويحيى بن سليمان بن سالم، عن مسلم بن أبي مريم، وغيره: كان باب فاطمة بنت رسول الله في المربعة التي في القبر.
قال سليمان: قال لي مسلم: لا تنس حظّك من الصلاة إليها، فإنها باب فاطمة "عليها السلام"، الذي كان علي يدخل عليها منه"([224]).
وعن ابن أبي مريم: "إن عرض بيت فاطمة بنت رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى الاسطوانة التي خلف الاسطوانة المواجهة للزور قال: وكان بابه في المربعة التي في القبر.
وقد أسند أبو غسان ـ كما قال ابن شبة ـ عن مسلم بن سالم، عن مسلم بن أبي مريم، قال: عرس علي "عليه السلام" بفاطمة بنت رسول الله إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة للزور. وكانت داره في المربعة التي في القبر.
وقال مسلم: لا تنس حظّك من الصلاة إليها، فإنه باب فاطمة، التي كان علي يدخل إليها منها، وقد رأيت حسن بن زيد يصلّي إليها"([225]).
فهل كان علي "عليه السلام" يدخل على زوجته من وسط حجرة عائشة؟
أم أن عائشة أو غيرها من زوجاته "صلى الله عليه وآله" كانت من محارمه "عليه السلام"؟!
إن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن ذلك الموضع هو بيت فاطمة التي ظلمت في مماتها، كما ظلمت في حياتها: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}([226]).. وليس هو بيت عائشة، كما تريد أن تدعي هي ومحبوها!!
3 ـ إن لدينا ما يدل على أن شرقي الحجرة كان في بيت فاطمة. وإذن.. فعائشة كانت تسكن في بيت فاطمة حينما ضربت الجدار!!..
"قال ابن النجار: وبيت فاطمة اليوم حوله مقصورة، وفيه محراب، وهو خلف حجرة النبي "صلى الله عليه وآله".
قلت (أي السمهودي): الحجرة اليوم دائرة عليه، وعلى حجرة عائشة، بينه وبينه موضع تحترمه الناس، ولا يدوسونه بأرجلهم، يذكر أنه موضع قبر فاطمة "عليها السلام".
وقد اقتضى ما قدمناه: أن بيت فاطمة كان فيما بين مربعة القبر، وأسطوان التهجد"([227]).
وعن مدفن فاطمة "عليها السلام" يرى ابن جماعة: "أن أظهر الأقوال هو أنها دفنت في بيتها". وهو مكان المحراب الخشب، داخل مقصورة الحجرة الشريفة من خلفها. وقد رأيت خدام الحضرة يجتنبون دوس ما بين المحراب المذكور وبين الموضع المزور من الحجرة الشريفة الشبيه بالمثلث، ويزعمون أنه قبر فاطمة([228]).
ومن الواضح: أن أسطوان التهجد يقع على طريق باب النبي "صلى الله عليه وآله" مما يلي الزور ([229]).
أي خلف بيت فاطمة([230]).
قال السمهودي عن موضع تهجد النبي "صلى الله عليه وآله":
"قلت: تقدم في حدود المسجد النبوي ما يقتضي أن الموضع المذكور كان خارج المسجد، تجاه باب جبريل قبل تحويله اليوم. وهو موافق لما سيأتي عن المؤرخين في بيان موضع هذه الاسطوانة"([231]).
وإذا كان كذلك: فإن بيت علي يقع بين باب النبي "صلى الله عليه وآله" والحجرة الشريفة. وباب النبي "صلى الله عليه وآله" هو أول الأبواب الشرقية مما يلي القبلة، وقد سد الآن..
ويقولون: إنه سمي بذلك لا لأن النبي "صلى الله عليه وآله" كان يدخل منه، بل لأنه في مقابل حجرة عائشة..
بل نجد ابن النجار يصرح: بأن هذا الباب هو نفسه باب علي "عليه السلام" ([232]).
وهذا يعني: أن ما بين الحجرة التي فيها القبر الشريف، وباب النبي "صلى الله عليه وآله" كان من بيت فاطمة "عليها السلام"، وحيث دفنت.
ويدل عليه: أنها "عليها السلام" دفنت داخل مقصورة الحجرة من خلفها.. أي تماماً حيث كانت عائشة مقيمة، بعد أن ضربت الجدار على القبور التي كانت مكشوفة لكل أحد، فتصرفت فيه عائشة بمساعدة السلطة، بعد أن تركه أهله الذين حرموا منه كما حرموهم من إرث نبيهم..
4 ـ ويدل على ما ذكرناه أيضاً: قول السمهودي في مقام بيان موضع باب النبي "صلى الله عليه وآله"، وباب جبريل: "الثاني: باب علي، الذي كان يقابل بيته الذي خلف بيت النبي"([233]).
وقال أيضاً: "ويحتمل أن بيت علي "عليه السلام" كان ممتداً في شرقي حجرة عائشة إلى موضع الباب الأول، (يعني باب النبي "صلى الله عليه وآله") فسمي باب علي بذلك، ويدل له: ما تقدم عن ابن شبة في الكلام على بيت فاطمة، من أنه كان فيما بين دار عثمان التي في شرقي المسجد، وبين الباب المواجه لدار أسماء. ويكون تسميته الباب الثاني بباب النبي "صلى الله عليه وآله" لقربه من بابه الخ.."([234]).
إذن.. فبيت فاطمة يكون ممتداً من شمالي الحجرة التي دفن فيها النبي "صلى الله عليه وآله" إلى شرقيها، وإذا صح كلام ابن شبة هذا، فإنه يصل إلى قبليها أيضاً..
والمفروض هو أن باب فاطمة وعلي "عليهما السلام" كان شارعاً في المسجد أيضاً..
فكيف استدار بيت فاطمة "عليها السلام" على بيت عائشة وطوقه بهذا الشكل العجيب، من الشمال إلى الشرق.. ويحتمل إلى القبلة أيضاً؟!.
عجيب!! وأي عجيب!!..
وما معنى: أن تسكن عائشة في شرقي الحجرة، وتضرب بينها وبين القبور جداراً؟
أوليس شرقي الحجرة كان جزءاً من بيت فاطمة؟!
وكيف يكون باب بيت فاطمة "عليها السلام" في نفس حجرة عائشة؟!
وهل هناك مسافات شاسعة بين المسجد وبين باب النبي "صلى الله عليه وآله"، أو باب جبريل، تسع عدة بيوت وحُجر؟!
إن كل ذلك يدل على صحة رواية الصدوق المتقدمة، وأنه "صلى الله عليه وآله" قد دفن في بيت فاطمة "عليها السلام"، لا في بيت عائشة..
ونعتقد: أنه قد انتقل من دار عائشة إلى دار فاطمة "عليها السلام" في نفس اليوم الذي توفي فيه، وهو يوم الإثنين([235])، وذلك لأنه في يوم الإثنين، وحين صلاة الفجر كان لا يزال في بيت عائشة الذي كان لجهة القبلة، إذ قد روى البخاري:
"أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الإثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يفجأهم إلا رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة..
إلى أن قال: وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم؛ فرحاً برسول الله "صلى الله عليه وآله".."([236]).
وبضم رواية الصدوق المتقدمة، الدالة على أنه "صلى الله عليه وآله" خرج فصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم وضع يده على عاتق علي "عليه السلام" والأخرى على عاتق أسامة، ثم انطلقا به إلى بيت فاطمة "عليها السلام"، فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها..
ثم يذكر قضية استئذان ملك الموت، حيث كانت وفاته بعد مناجاته لعلي "عليه السلام"؛ فراجع..
فبضم هذه الرواية إلى ما تقدم نفهم أنه قد انتقل إلى بيت فاطمة "عليها السلام" في نفس اليوم الذي توفي فيه، بعد أن صلى بالناس.
وأما أنه رفع الستر ثم عاد فأرخاه؛ فلم يَروه حتى توفي حسبما ذكرته رواية البخاري الآنفة الذكر.. فلا يصح؛ لأن رواية ابن جرير تصرح بأنه عزل أبا بكر عن الصلاة في نفس اليوم الذي توفي فيه، فراجع([237]).
وبعد ذلك كله.. لا يبقى أي شك أو ريب في أنه "صلى الله عليه وآله" قد دفن في بيت فاطمة "عليها السلام"، لا في بيت عائشة. ولكن فاطمة قد ظلمت بعد مماتها كما ظلمت في حال حياتها..
"وسيعلم الذين ظلموا آل محمد، عن طريق تزوير الحقيقة والتاريخ، فضلاً عن مختلف أنواع الظلم الأخرى.. أي منقلب ينقلبون..".
الفصل الثالث:
رسول الله ' مات شهيد
محاولات إغتيال النبي ':
وقد ذكرت عدة محاولات اغتيال إستهدفت حياة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، نذكر منها:
1 ـ تهديدات قريش لرسول الله "صلى الله عليه وآله" في بدء الدعوة، وعرضهم على أبي طالب أن يسلمهم إياه ليقتلوه، مقابل أن يعطوه بعض فتيانهم.
وقد تقدمت هذه القصة، فراجعها.
2 ـ تقدم أيضاً: أنه حين حصر المشركون المسلمين في شعب أبي طالب، كان أبو طالب ينيم رسول الله "صلى الله عليه وآله" في موضع يراه الناس، حتى إذا هدأت الرجل يقيمه، وينيم ولده علياً "عليه السلام" في مكانه. حتى إذا حدث أمر كان علي "عليه السلام" فداءً لرسول الله "صلى الله عليه وآله"..
3 ـ محاولاتهم قتله "صلى الله عليه وآله" في ليلة الهجرة، على يد عشرة رجال، كل رجل من قبيلة، فأنجاه الله منهم بعلي "عليه السلام".
4 ـ محاولة اغتياله "صلى الله عليه وآله" من قبل بني النضير([238]).
5 ـ تنفيرهم الناقة به "صلى الله عليه وآله" ليلة العقبة([239]).
بل لقد قال (ابن حزم): إن حذيفة لم يصلِّ على أبي بكر، وعمر، وعثمان.. "وكان لا يصلي على من أخبره "صلى الله عليه وآله" بأمرهم"([240]).
6 ـ محاولة قتله "صلى الله عليه وآله" في خيبر بالسم.
7 ـ محاولة قتله "صلى الله عليه وآله" في المدينة بالسم أيضاً، وسنذكر النصوص المرتبطة بهذه الحادثة.
وبعدما تقدم نقول:
إن استيفاء البحث هنا يفرض علينا إستعراض النصوص التي ذكرت هذه الحادثة، ثم إيراد مواقع النظر فيها، ولذلك، فنحن نتابع الحديث على النحو التالي:
نصوص مأثورة عامة:
إن ثمة نصوصاً عديدة تفيد أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد مات شهيداً بالسم، وهي التالية:
1 ـ عن ابن مسعود أنه قال: لأن أحلف تسعاً: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قتل قتلاً أحب إلي من أن أحلف واحدة.
وذلك أن الله سبحانه وتعالى، اتخذه نبياً، وجعله شهيداً([241])..
2 ـ عن الإمام الصادق "عليه السلام" عن آبائه: أن الإمام الحسن "عليه السلام" قال لأهل بيته: إني أموت بالسم، كما مات رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
قالوا: ومن يفعل ذلك؟
قال: امرأتي جعدة بنت الأشعث([242]).
3 ـ عن الشعبي قال: لقد سم رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وسم أبو بكر الخ..([243]).
4 ـ الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إن اليهود سمت رسول الله "صلى الله عليه وآله" وسمت أبا بكر([244]).
ومن أقوال العلماء نذكر:
قول الشيخ الطوسي "رحمه الله": قبض "صلى الله عليه وآله" مسموماً يوم الإثنين لليلتين بقيتا من الهجرة سنة عشر الخ..([245]).
وقال الشيخ المفيد: قبض بالمدينة مسموماً([246]).
وراجع ما قاله العلامة الحلي "رحمه الله" حول ذلك أيضاً([247]).
حديث سم النبي ' في خيبر:
ذكر الصالحي الشامي حديث سم رسول الله "صلى الله عليه وآله" في خيبر، فقال ما محصله:
روى الشيخان عن أنس، والإمام أحمد، وابن سعد، وأبو نعيم عن ابن عباس.
والدارمى، والبيهقي عن جابر، والبيهقي ـ بسند صحيح ـ عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
والطبراني، عنه، عن أبيه.
والبزار، والحاكم، وأبو نعيم عن أبي سعيد.
والبيهقي عن أبي هريرة.
والبيهقي عن ابن شهاب: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" لما افتتح خيبر، وقتل من قتل، واطمأن الناس، أهدت زينب ابنة الحارث، امرأة سلام بن مشكم ـ وهي ابنة أخي مرحب ـ لصفية امرأة رسول الله "صلى الله عليه وآله" شاة مصلية، وقد سألت: أي عضو الشاة أحب إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟
فقيل لها: الذراع.
فأكثرت فيها من السم، ثم سمت سائر الشاة.
فدخل رسول الله "صلى الله عليه وآله" على صفية، ومعه بشر بن البراء بن معرور، فقدمت إليه الشاة المصلية، فتناول رسول الله "صلى الله عليه وآله" الكتف.
وفي لفظ: الذراع، وانتهس منها، فلاكها رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وتناول بشر بن البراء عظماً، فانتهس منه([248]).
وذكر محمد بن عمر: أنه ألقى من لحم تلك الشاة لكلب، فما تبعت يده رجله حتى مات([249]).
وقال الصحابة السابق ذكرهم: إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أرسل إلى اليهودية، فقال: "أسممت هذه الشاة"؟.
فقالت: من أخبرك؟
قال: "أخبرتني هذه التي في يَدَيَّ، وهي الذراع.
قالت: نعم.
قال: "ما حملك على ما صنعت"؟.
قالت: بلغت من قومي ما لم يخف عليك، فقلت: إن كان ملكاً استرحنا منه، وإن كان نبياً فسيخبر.
فتجاوز ـ وفي لفظ ـ فعفا عنها رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ومات بشر من أكلته التي أكل، ولم يعاقبها([250]).
وذكر محمد بن عمر: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أمر بلحم الشاة فأحرق([251]).
ونقول:
إن لدينا شكوكاً عديدة في هذا الذي ذكروه من روايات، وفي بعض ما ذكر حولها أيضاً، ونلخص ذلك فيما يلي:
والله يعصمك من الناس:
زعم بعضهم: أن قوله تعالى: {وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([252]) يدل على عدم صحة حديث سم النبي "صلى الله عليه وآله" على يد اليهودية..
ونقول:
هذا الزعم باطل بلا شك، وذلك لما يلي:
أولاً: قد أجيب عن ذلك: بأن حديث السم قد كان في خيبر، والآية قد نزلت في سورة المائدة بعد ذلك بسنتين، أي في عام تبوك([253]).
ثانياً: إن الآية قد نزلت سنة عشر يوم عرفة، أو بعد ذلك، لكي تمهد لنصب علي "عليه السلام" في حجة الوداع إماماً للناس، في يوم الغدير، في الثامن عشر من ذي الحجة، قبل وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله" بحوالي سبعين يوماً.
ومفادها التهديد للذين يحاولون منع النبي "صلى الله عليه وآله" من تبليغ إمامة علي، ويتصرفون مع النبي "صلى الله عليه وآله" برعونة وجرأة، فخبر الله تعالى نبيه "صلى الله عليه وآله" بأنهم سوف لا يتمكنون من منع من ذلك بعد الآن..
وليس للآية أي ارتباط بمنع الناس من سم رسول الله، أو اغتياله، في الظروف العادية الأخرى..
أما بالنسبة لقتل النبي "صلى الله عليه وآله" بواسطة السم، فقد صرحت الآيات: بأنه "صلى الله عليه وآله" ليس في مأمن من القتل، أو الإغتيال بالسم أو بغيره في سائر الظروف، قال تعالى:
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}([254]).
ويشهد لذلك أيضاً: أنه قد بذلت محاولات كثيرة لقتل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فأنجاه الله منها، فلاحظ ما يلي:
الروايات حول سم النبي ':
وبعدما تقدم نقول:
أما الروايات التي ذكرت محاولة اغتيال النبي "صلى الله عليه وآله" بالسم فهي مروية عند السنة والشيعة على حد سواء، وهي تنقسم إلى قسمين:
أحدهما يقول: إن يهودية دست السم إلى النبي "صلى الله عليه وآله"..
والآخر يقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد استشهد بالسم على يد بعض زوجاته..
ونحن نذكر هنا: نصوصاً من هذا القسم، ونصوصاً من ذاك.. مع بعض المناقشة، أو التوضيح، أو التصحيح، فنقول:
سم اليهودية لرسول الله ' في روايات السنة:
فمن الروايات التي أوردها أهل السنة في مجاميعهم الحديثية والتاريخية، وتحدثت عن سم اليهودية له "صلى الله عليه وآله" نذكر ما يلي:
1 ـ عن عائشة وأبي هريرة: أنه "صلى الله عليه وآله" قال في مرضه الذي توفي فيه: إني أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر، فهذا أوان انقطاع أبهري([255]) من ذلك السم.
قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله "صلى الله عليه وآله" شهيداً([256]).
2 ـ عن أبي هريرة أنه حين فتحت خيبر، أهديت له "صلى الله عليه وآله" شاة فيها سم، فقال "صلى الله عليه وآله": إجمعوا من كان ههنا من اليهود، فجمعوا، فقال لهم: إني سائلكم عن شيء..
إلى أن قال: أجعلتم في هذه الشاة سماً؟
قالوا: نعم.
قال: فما حملكم على ذلك؟!..
قالوا: أردنا إن كنت كاذباً أن نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك([257]).
3 ـ عن أنس: أن يهودية أتت النبي "صلى الله عليه وآله" بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" فسألها عن ذلك، فقالت: أردت لأقتلك..
فقال "صلى الله عليه وآله": ما كان الله ليسلطك على ذلك. أو قال: علي..
قالوا: ألا نقتلها؟
قال "صلى الله عليه وآله": لا.
فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله "صلى الله عليه وآله"([258]).
4 ـ في سيرة ابن هشام: أن التي سمته هي زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم، وأن النبي "صلى الله عليه وآله" لاك من الشاة مضغة فلم يسغها، فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم..
وكان معه بشر بن البراء بن معرور، وقد أخذ منها وأساغها.. فسأل النبي "صلى الله عليه وآله" تلك اليهودية عن ذلك..
إلى أن قال: فتجاوز عنها رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ومات بشر من أكلته التي أكل([259]).
أضاف في نص آخر قوله: فلما مات بشر أمر بها فقتلت([260]).
وقيل: صلبت، كما في أبي داود.
وروى أبو داود: أنه "صلى الله عليه وآله" قتلها([261]).
وفي كتاب شرف المصطفى: أنه قتلها وصلبها([262]).
وقيل: تركها لأنها أسلمت([263])، كما رواه عبد الرزاق.
فلما مات بشر دفعها إلى أوليائه، فقتلوها به([264]). كما في الإمتاع، وابن سعد، وراجع: البيهقي، والسهيلي، والحافظ.
وفي صحيح مسلم: أنه لم يقتلها([265]).
وعند ابن إسحاق وابن سخنون: أجمع أهل الحديث على ذلك([266]).
وقال مغلطاي: لم يقتلها([267]).
وعند الدارمي، عن الزهري: أنه عفا عنها([268]).
5 ـ زاد في بعض المصادر قوله: "فلما ازدرد رسول الله "صلى الله عليه وآله" لقمته ازدرد بشر ما كان في فيه، وأكل القوم.
فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": ارفعوا أيديكم، فإن هذه الذراع، أو الكتف يخبرني: أنها مسمومة (أو إني نعيت فيها).
فقال له بشر: والذي أكرمك، لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت، فما منعني أن ألفظها إلا أن أنغص عليك طعامك، فلما أكلت ما في فيك لم أرغب بنفسي عن نفسك، ورجوت أن لا تكون ازدردتها..
فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان [أي أسود]. وماطله وجعه سنة، لا يتحول إلا ما حول، حتى مات.
وطرح منها لكلب فمات([269]).
قال الزهري: واحتجم رسول الله "صلى الله عليه وآله" يومئذٍ على كاهله، حجمه أبو هند مولى بني بياضة، بالقرن والشفرة([270]).
6 ـ وفي رواية: أنه بعد أن اعترفت اليهودية بتسميم الشاة، بسط النبي "صلى الله عليه وآله" يده إلى الشاة، وقال: كلوا باسم الله.
فأكلوا وقد سموا بالله، فلم يضر ذلك أحداً منهم([271]).
قال ابن كثير: فيه نكارة وغرابة شديدة([272]).
7 ـ وفي المنتقى: ولاكها رسول الله "صلى الله عليه وآله" فلفظها، فأخذها بشر بن البراء، فمات من ساعته، وقيل: بعد سنة([273]).
8 ـ وعند ابن سعد، والواقدي: أن اليهودية اعتذرت عن ذلك: بأنه "صلى الله عليه وآله" قد قتل أباها، وزوجها، وعمها، وأخاها، ونال من قومها. فأبوها الحارث، وعمها يسار، وأخوها مرحب، وزوجها سلام بن مشكم.
فأرادت الانتقام لهم([274]).
9 ـ وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن النبي "صلى الله عليه وآله" أكل من الشاة المسمومة، هو وأصحابه، فمات منهم بشر بن البراء، وأن النبي "صلى الله عليه وآله" أمر باليهودية فقتلت([275]).
نظرة في النصوص المتقدمة:
إننا وإن كنا مطمئنين إلى صحة الحديث الذي يقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد استشهد بتأثير سم قد دسه إليه بعضهم.
وإلى أن الراجح هو: أن محاولة دس السم هذه قد تعددت، وربما يكون قد شارك فيها أكثر من طرف، غير أننا نقول:
إن ذلك لا يعني صحة ما ورد في الروايات المتقدمة..
ولا نريد أن نناقش في أسانيد تلك الروايات، فإن لنا فيه مقالاً.. بل نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية:
أولاً: إن النبي الأعظم "صلى الله عليه وآله" لم يكن من السذاجة بحيث يقبل هدية هذه اليهودية الموتورة، ثم يأكل، ويأمر أصحابه بالأكل منها.. وهو قد فرغ لتوه من تسديد الضربة القاضية لقومها..
كما أنه كان قد قتل زوجها، سلام بن مشكم، وأخاها كعب بن الأشرف قبل ذلك، وقتل عمها، و.. و..
كما أن كل أحد قد رأى غدر اليهود المتكرر بالمسلمين، وتآمرهم أكثر من مرة على حياة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فلم يكن النبي "صلى الله عليه وآله" ليغفل عن هذا الأمر، ويتصرف بهذا الطريقة.
ولو فرض جدلاً أنه "صلى الله عليه وآله" قد سكت عن هذا الأمر، أو تغافل عنه لمصلحة رآها.. فإن من المتوقع جداً أن يبادر أحد المسلمين إلى الجهر بالاعتراض على الأكل من ذلك الطعام، وإبداء مخاوفه من أن يكون مسموماً.
ثانياً: إن من يقرأ الروايات المتقدمة، ويقارن بينها، يلاحظ: أنها غير منسجمة فيما بينها.. فلاحظ ما يلي:
1 ـ بعضها يصرح بأن الله تعالى ما كان ليسلط تلك المرأة عليه "صلى الله عليه وآله".
لكن بعضها الآخر يقول: إنه "صلى الله عليه وآله" في مرض موته: قد وجد ألم الطعام الذي أكله في خيبر، وأخبر أن مطاياه قد قطعت، أو أن ذلك هو أوان انقطاع أبهره..
2 ـ يقول بعضها: إنه "صلى الله عليه وآله" قد قتل تلك المرأة، وبعضها الآخر يقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد عفا عنها.. وبعض ثالث يقول: إنه عفا عنها أولاً. ثم قتلت بعد موت بشر بن البراء..
3 ـ بعضها يقول: إنه "صلى الله عليه وآله" لم يسغ ما تناوله من لحم الشاة..
لكن البعض يقول: إنه قد أساغ ما أكله منها..
4 ـ وقالوا: إن الذي مات، هو بشر بن البراء؟!.
وقيل: هو مبشر بن البراء؟!([276]).
وقد يجاب عن هذا: باحتمال أن يكون الرسم المتقارب للكلمتين هو الذي أوقع الرواة في الاشتباه في القراءة.
5 ـ في بعض تلك الروايات: أنه "صلى الله عليه وآله" قد اتهم جماعة من اليهود بالأمر، فجمعهم، وسألهم عنه، فأقروا به..
وفي بعضها الآخر: أن المتهم به هو خصوص تلك المرأة منهم..
6 ـ بعضها يقول: إن الذي أكل هو بشر بن البراء فقط، وبعضها الآخر يضيف قوله: وأكل القوم.. وبعض ثالث يقول: كانوا ثلاثة، وضعوا أيديهم في الطعام، ولم يصيبوا منه.
7 ـ بعضها يقول: إن الذي حجم النبي "صلى الله عليه وآله" في هذه المناسبة هو أبو طيبة وقيل: بل حجمه أبو هند..
8 ـ بعض الروايات يقول: إنه بعد اعتراف اليهودية بما فعلت، أمرهم النبي "صلى الله عليه وآله" بالتسمية، والأكل من الشاة، فأكلوا فلم يضر ذلك أحداً منهم..
وبعضها الآخر يقول: لم يأكلوا.. وتضرر الرسول "صلى الله عليه وآله"، وتضرر بشر بن البراء..
ثالثاً: كيف يحسُّ بشر بن البراء بالسم، ثم لا يخبر النبي "صلى الله عليه وآله" بالأمر، ويتركه يمضغ ما تناوله، ثم يبتلعه؟!..
فهل كان يعتقد أن النبي "صلى الله عليه وآله" لا يموت؟!..
أو أنه كان يعرف أنه يموت، وأراد له ذلك؟!.
أو أنه لم يرده له.. ولكنه سكت عن إعلامه بالأمر؟!.
وكيف سكت؟!. ولماذا؟!.
رابعاً: يقول بشر: إنه خاف أن ينغص على النبي "صلى الله عليه وآله" طعامه.. وهذا غريب حقاً، إذ كيف رضي من لا يحب أن ينغص على النبي "صلى الله عليه وآله" طعامه: أن يتناول هذا النبي ذلك السم، ويموت به؟!..
وهل تنغيص الطعام على الرسول أعظم وأشد عليه من موته "صلى الله عليه وآله"؟!.
خامساً: كيف أقدم بشر على ازدراد ما يعلم أنه مسموم؟!.
وما معنى هذه المواساة منه للنبي "صلى الله عليه وآله" بنفسه؟!..
وهل يجوز له أن يقتل نفسه لمجرد المواساة؟!.
وما هي الفائدة التي توخاها من ذلك؟!..
سادساً: هل الحجامة تنجي من السم حقاً؟!.. ولو كانت كذلك، فلماذا لا يستفاد منها في معالجة من تلدغه الحية.. أو من يشرب سماً خطأ، أو عمداً؟!..
ولماذا أمر النبي "صلى الله عليه وآله" الذين وضعوا أيديهم في الطعام ولم يأكلوا منه أن يحتجموا؟!
سابعاً: ما معنى قوله "صلى الله عليه وآله": هذا أوان انقطاع أبهري، فهل تناول السم يقطع العرق الأبهر، حتى بعد أن تمضي على تناول ذلك السم سنوات عدة؟!..
وما هو الربط بين هذا العرق، وبين ذلك السم؟!..
وهل كل من تناول سماً ينقطع أبهره؟!
ثامناً: إن زينب بنت الحارث اليهودية قد اعتذرت للنبي "صلى الله عليه وآله" عن فعلتها الشنعاء تلك، بأنه "صلى الله عليه وآله" قد قتل أباها،
وعمها، وزوجها، وأخاها..
وأخوها ـ كما يزعمون ـ هو مرحب اليهودي([277])، الذي قتله الإمام علي "عليه السلام"
ونحن نشك في صحة كون مرحب أخاً لتلك المرأة..
فإن هناك من يقول: إنه عمها([278]).
تاسعاً: إن بعض الروايات كما في شرف المصطفى تحدثت عن أن اليهودية قد قُتلت وصُلبت، حين مات بشر.
غير أننا نعلم: أنه ليس في العقوبات الإسلامية الصلب للقاتل.. لا سيما إذا أخذنا بروايات العفو عنها من قِبل الرسول "صلى الله عليه وآله" قبل ذلك.. حيث لا يحتمل أن تكون عقوبة قاتل غير النبي القتل والصلب..
وأما آية: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}([279])، فإنما هو في المحارب شرط أن يكون قد شهر السلاح، وأخذ المال، وضرب وعقر، ولم يقتل..
هذا كله: مع غض النظر عن أن روايات العفو عنها تناقض الروايات القائلة بأن بشراً قد مات من ساعته، ولم يبق إلى سنة..
يضاف إلى ذلك: أنها إنما فعلت ما فعلت قبل أن تسلم، فإسلامها يجبُّ ما قبله، فلا معنى لقتلها إذا كانت قد أسلمت، حتى لو مات بشر بعد العفو عنها.
عاشراً: ما ذكره أنس من أنه ما زال يعرف فيها ـ أي آثار السم ـ في لهوات رسول الله "صلى الله عليه وآله"!! غريب، إذ كيف يمكن أن يرى أنس ـ باستمرار ـ لهوات رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!. فإن اللهاة لا تكون ظاهرة للناس، إذ هي لحمة حمراء معلقة في أصل الحنك..
ولو أنه كان يرى لهواته "صلى الله عليه وآله"، فما الذي كان يراه فيها، هل كان يرى السم نفسه، أو يرى صفرة أو خضرة، أو ماذا؟
وهل كان غير أنس يرى لهوات رسول الله "صلى الله عليه وآله" علي الصفة التي كان أنس يراها فيها؟!
حادي عشر: ظاهر رواية المنتقى: أن بشراً قد التقط اللقمة التي لفظها الرسول "صلى الله عليه وآله"، فأكلها، فمات منها..
فلماذا فعل ذلك يا ترى؟!. ألم يلتفت إلى أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد لفظها، وأن ذلك قد كان لأمر غير محبب دعاه إلى ذلك؟!.
ولنفترض: أنه إنما أخذها ليتبرك بأثر رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وبريقه الشريف، فإن السؤال هو: ألم يكن ينبغي أن ينهاه الرسول "صلى الله عليه وآله" عن أكلها، بعد أن أحس بما فيها من سم قاتل؟!..
أم تراه لم يره حين التقطها، وأكلها!! وإذا كان "صلى الله عليه وآله" قد أعلن في نفس تلك اللحظة بأن الشاة أخبرته بأنها مسمومة، ولفظ ما كان في فيه منها. فلماذا يلتقطه بشر بعده؟!
هذا الحديث من طرق الشيعة:
أما ما رواه الشيعة في مصادرهم حول محاولة سم اليهودية له "صلى الله عليه وآله"، فنذكر منه ما يلي:
1 ـ لقد جاء في التفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه السلام" ما ملخصه:
إنه لما رجع النبي "صلى الله عليه وآله" من خيبر، جاءته امرأة من اليهود ـ قد أظهرت الإيمان ـ بذراع مسمومة، وأخبرته أنها كانت قد نذرت ذلك له..
وكان مع رسول الله "صلى الله عليه وآله" البراء بن معرور، والإمام علي "عليه السلام"، فطلب النبي "صلى الله عليه وآله" الخبز، فجيء به، فأخذ البراء لقمة من الذراع، ووضعها في فيه..
فقال الإمام علي "عليه السلام": لا تتقدم رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فقال له البراء: كأنك تبخِّل رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!
فأخبره الإمام علي "عليه السلام": بأنه ليس لأحد أن يتقدم على رسول الله "صلى الله عليه وآله" بأكل ولا شرب، ولا قول ولا فعل..
فقال البراء: ما أبخِّل رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
فقال الإمام علي "عليه السلام": ما لذلك قلت. ولكن هذا جاءت به يهودية، ولسنا نعرف حالها، فإذا أكلتها بدون إذنه وكلت إلى نفسك..
هذا.. والبراء يلوك اللقمة، إذ أنطق الله الذراع، فقالت: يا رسول الله، إني مسمومة، وسقط البراء في سكرات الموت، ومات.
ثم دعا "صلى الله عليه وآله" بالمرأة فسألها..
فأجابته بما يقرب مما نقلناه فيما تقدم من مصادر أهل السنة.
فأخبرها النبي "صلى الله عليه وآله" بأن البراء لو أكل بأمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" لكفي شره وسمه..
ثم دعا بقوم من خيار أصحابه، فيهم سلمان، والمقداد، وأبو ذر، وصهيب، وبلال، وعمار، وقوم من سائر الصحابة تمام العشرة، والإمام علي "عليه السلام" حاضر..
فدعا رسول الله "صلى الله عليه وآله" الله تعالى، ثم أمرهم بالأكل من الذراع المسمومة، فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا الماء.
وحبس المرأة، وجاء بها في اليوم التالي.. فأسلمت..
ولم يصلِّ رسول الله "صلى الله عليه وآله" على البراء حتى يحضر الإمام علي "عليه السلام" ليُحِلَّ البراء مما كلمه به حين أكل من الشاة.. وليكون موته بذلك السم كفارة له..
فقال بعض من حضر: إنما كان مزحاً مازح به علياً، لم يكن جداً فيؤاخذه الله عز وجل بذلك.
فقال "صلى الله عليه وآله": لو كان ذلك منه جداً لأحبط الله أعماله كلها. ولو كان تصدق بمثل ما بين الثرى إلى العرش ذهباً وفضة، ولكنه كان مزحاً وهو في حل من ذلك، إلا أن رسول الله يريد أن لا يعتقد أحد منكم: أن علياً "عليه السلام" واجد عليه، فيجدد بحضرتكم إحلالاً، ويستغفر له، ليزيده الله عز وجل بذلك قربة ورفعة في جنانه.. الخ([280]).
2 ـ وفي رواية أخرى: أن امرأة عبد الله بن مشكم أتت النبي "صلى الله عليه وآله" بشاة مسمومة، ومع النبي "صلى الله عليه وآله" بشر بن البراء بن عازب.. فتناول النبي "صلى الله عليه وآله" الذراع فلاكها، ولفظها، وقال: إنها لتخبرني أنها مسمومة.
أما بشر فابتلعها فمات..
ثم سأل النبي "صلى الله عليه وآله" اليهودية فأقرت([281]).
3 ـ وفي رواية عن الأصبغ، عن الإمام علي "عليه السلام": أنه يقال للمرأة اليهودية: عبدة.
وأن اليهود هم الذين طلبوا منها ذلك، وجعلوا لها جعلاً.
فعمدت إلى شاة فشوتها، ثم جمعت الرؤساء في بيتها، وأتت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فقالت: يا محمد، قد علمت ما توجَّب لي من حق الجوار، وقد حضر في بيتي رؤساء اليهود، فزينِّي بأصحابك..
فقام "صلى الله عليه وآله" ومعه الإمام علي "عليه السلام"، وأبو دجانة، وأبو أيوب، وسهل بن حنيف، وجماعة من المهاجرين..
فلما دخلوا، وأخرجت الشاة، سدت اليهود آنافها بالصوف،
وقاموا على أرجلهم، وتوكأوا على عصيهم..
فقال لهم النبي "صلى الله عليه وآله": اقعدوا..
فقالوا: إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذى به.
وكذبت اليهود لعنهم الله، إنما فعلت ذلك مخافة سَوْرة السم.. ودخانه..
ثم ذكرت الرواية: تكلُّم كتف الشاة، وسؤال النبي "صلى الله عليه وآله" لعبدة عن سبب فعلها، وجوابها له.. وأن جبرئيل هبط إليه وعلَّمه دعاء، فقرأه النبي "صلى الله عليه وآله"، وكذلك من معه، ثم أكلوا من الشاة المسمومة، ثم أمرهم أن يحتجموا([282]).
4 ـ عن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن محمد، عن القداح، عن إبراهيم، عن الإمام الصادق "عليه السلام": سمت اليهودية النبي "صلى الله عليه وآله" في ذراع.
إلى أن قال: فأكل ما شاء الله، ثم قال الذراع: يا رسول الله، إني مسمومة.
فتركها، وما زال ينتقض به سمه حتى مات "صلى الله عليه وآله"([283]).
5 ـ أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير، عن الإمام الصادق "عليه السلام": سم رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوم خيبر، فتكلم اللحم، فقال: يا رسول الله، إني مسموم.
قال: فقال النبي "صلى الله عليه وآله"، عند موته: اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر، وما من نبي ولا وصي إلا شهيد([284]).
نقد الروايات:
وكما لم نتعرض لمناقشة أسانيد روايات أهل السنة، رغم ما فيها من هنات وهنات، فإننا سوف نغض النظر عن الحديث عن مناقشة روايات الشيعة أيضاً، وإن كنا نجد من بينها ما هو معتبر من حيث السند، ونكتفي بمناقشة متونها، فنقول:
أولاً: قد ذكرت الرواية الأولى: أن البراء بن معرور هو الذي أكل من الشاة المسمومة فمات.
مع أن البراء بن معرور، قد توفي قبل أن يهاجر رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى المدينة بشهر([285]).
ولم يحضر رسول الله "صلى الله عليه وآله" موت البراء، لكنه "صلى الله عليه وآله" حين هاجر زار قبره.
ويقال: إنه قد صلى على قبره([286]).
وقضية خيبر إنما كانت في السنة السابعة بعد الهجرة، فكيف يكون البراء بن معرور قد مات من أكلة خيبر، إذا كان قد مات قبلها بسبع سنوات؟!.
وقد يعتذر عن ذلك: بأن ثمة سقطاً من الرواية.
وأن الصحيح هو: بشر بن البراء..
غير أننا نقول:
إن تكرر كلمة البراء في الروايات مرات عديدة يأبى قبول هذا الإعتذار، فإن السهو لا يتكرر في جميع الموارد عادة، وهذا واضح.
ثانياً: إن هذه الروايات التي رواها الشيعة تختلف فيما بينها:
1 ـ فرواية التفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه السلام"، تقول: إن الضحية هو البراء بن معرور.
وروايات أخرى تقول: إنه بشر بن البراء بن معرور.
ورواية ثالثة تقول: إنه بشر بن البراء بن عازب..
2 ـ رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه السلام" تقول: إن الذي مات، قد مات وهو يلوك اللقمة.
والرواية التي بعدها تقول: إنه قد ابتلع اللقمة.
وقد يجمع بينها: بأن الذي يلوك اللقمة كثيراً ما يبتلع بعضها. فلعل كل رواية تحدثت عن شيء من ذلك بخصوصه. ولم تلحظ الخصوصية الأخرى.
3 ـ يظهر من بعض تلك الروايات: أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يأكل من الذراع، وهي وإن كانت لا تنافي الراوية الأخرى التي تقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد لاك اللقمة ولم يسغها..
لكنها تناقض الرواية التي صرحت: بأنه "صلى الله عليه وآله" قد أكل منها ما شاء الله، بعد أن علمه جبرئيل دعاء..
4 ـ بعض الروايات يقول: إن إخبار الذراع له "صلى الله عليه وآله" بأنها مسمومة كان قبل أن يسيغ اللقمة.
وغيرها يقول: إن الذراع تكلمت قبل أن يبدأ هو وأصحابه بالأكل منها.
وبعض آخر يقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد أكل منها ما شاء الله، ثم أخبرته الذراع بأنها مسمومة..
5 ـ الروايات تصرح بأن اليهودية هي زوجة سلام بن مشكم.
لكن رواية الخرائج والجرائح تقول: إنها امرأة عبد الله بن مشكم، ولا نعرف أحداً بهذا الاسم فيما بين أيدينا من مصادر.. فإن وجد، فالروايتان متناقضتان من هذه الجهة..
6 ـ الروايات تقول: إن اسم اليهودية زينب.
ورواية الأصبغ عن الإمام علي "عليه السلام" تقول: إنها يقال لها: عبدة..
7 ـ رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه السلام" تقول: إن القضية كانت في المدينة.
وسائر الروايات تقول: في خيبر..
8 ـ الروايات تتحدث عن أن اليهودية جاءته بذراع أو شاة مسمومة.
لكن رواية الأصبغ تقول: إن اليهودية دعته للإجتماع مع الرؤساء في بيتها، حيث قدمت له الشاة المسمومة.
إلا أن يدَّعى: أنها قد جاءته بها بعد قدومه إلى بيتها..
9 ـ وأخيراً.. هل جاءته بذراع؟! أم جاءته بشاة؟! إن الروايات قد اختلفت في ذلك.
وقد يدَّعى أيضاً: أنه لا مانع من إطلاق اسم الجزء على الكل.
وهناك موارد أخرى يظهر فيها هذا الإختلاف، لا نرى حاجة إلى تتبعها.
ثالثاً: إذا كان الإمام علي "عليه السلام" قد صرح بأنه يشك في هدية تلك اليهودية، كما ذكرته رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه السلام"، معللاً ذلك بقوله: "ولسنا نعرف حالها".
فلماذا لم يشك رسول الله "صلى الله عليه وآله" فيها أيضاً، ولم يحذِّر من معه من الأكل منها قبل التثبت من حالها.. بل بادر فأكل منها ما شاء الله، أو أنه لاك ما تناوله منها، ثم أساغه، أو لم يسغه، حسب اختلاف الروايات؟!..
ولماذا لم يحذر الإمام علي "عليه السلام" النبي "صلى الله عليه وآله"، من الأكل منها، كما حذر البراء بن معرور؟!
وإذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" حاضراً في المجلس ينتظر إحضار الخبز، وكان يسمع الحوار بين الإمام علي "عليه السلام"، وبين ابن معرور، فلماذا لم يأخذ تحذير الإمام علي "عليه السلام" بعين الإعتبار؟!..
بل لماذا لم يؤثر هذا التحذير في البراء نفسه أيضاً؟! فلم يرتِّب أي أثر على هذا التحذير، ولو بأن يلفظ ما كان في فمه، حتى لو مات بعد ذلك بقليل.
رابعاً: قد ذكرت رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه السلام": أنه "صلى الله عليه وآله" دعا قوماً من خيار أصحابه.. ثم عددتهم، وذكرت من بينهم صهيباً. مع أن صهيب الرومي كما ذكرته الروايات والنصوص، كان عبد سوء، وهو ممن تخلف عن بيعة أمير المؤمنين "عليه السلام"، وكان من أعوان المعتدين على الزهراء "عليها السلام"، والغاصبين لحق الإمام علي "عليه السلام"، بل كان من المعادين لأهل البيت "عليهم السلام"([287]).
خامساً: كيف يدعو النبي "صلى الله عليه وآله" خيار أصحابه ليأكلوا من الشاة، فيأكلون إلى حد الشبع، ثم لا يصيبهم أي شيء. ويبقون أحياءً بعد موته "صلى الله عليه وآله" عشرين عاماً، وأكثر من ذلك.. لكنه هو "صلى الله عليه وآله" وحده الذي يصاب؟!
حيث تذكر الروايات الأخرى: أنه "صلى الله عليه وآله" بعد ثلاث سنوات قد وجد ألم أكلته بخيبر، وأن عِرْقَه الأبهر قد انقطع..
بل بعض الروايات تقول: فما زال ينتقض به سمه حتى مات "صلى الله عليه وآله".
سادساً: إن رواية التفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه السلام" قد ذكرت أيضاً أمراً خطيراً، نجل عنه رسول الله "صلى الله عليه وآله" كل الإجلال.. وهو:
أنه "صلى الله عليه وآله" لم يصلِّ على البراء، بانتظار حضور الإمام علي "عليه السلام"، لكي يُحِلَّه مما كلمه به. وليكون موته بذلك السم كفارة له..
ولكنه "صلى الله عليه وآله" حين اعترضوا عليه، بأن البراء قد قال ذلك مزاحاً، ولم يكن ليؤاخذه الله بذلك، تراجع "صلى الله عليه وآله"، وقال: "..ولكنه كان مزحاً، وهو في حل من ذلك"..
ثم اعتذر لهم عن موقفه الأول بأنه يريد أن لا يعتقد أحد منهم بأن الإمام علياً "عليه السلام" واجد عليه، فأراد أن يجدد بحضرتهم إحلالاً له، ويستغفر له.. ليزيده الله بذلك قربة ورفعة في جنانه..
وهذا معناه: أن هذه الرواية تنسب إلى رسول الله ـ والعياذ بالله ـ التدليس، والإخبار بغير الحق.. ثم التراجع عن الموقف بعد ظهور الأمر.. و.. و.. الخ.. وحاشاه من ذلك كله..
سابعاً: هل صدَّق رؤساء اليهود بنبوة رسول الله "صلى الله عليه وآله" حتى قالوا له: إذا زارنا نبي لم يقعد منا أحد؟!
وكيف صدقهم رسول الله "صلى الله عليه وآله" والمسلمون في قولهم هذا؟!. ألم يكن النبي "صلى الله عليه وآله" قد زارهم قبل ذلك، واجتمع بهم؟! فهل كانوا يقومون أيضاً، ويسدُّون آنافهم بالصوف..حتى لا يتأذى بأنفاسهم؟!.
وحين سدوا آنافهم بالصوف مخافة سَوْرة السم، هل تنفسوا من أفواههم بعد سد الآناف؟!..
وهل التنفس من الفم يمنع من سَوْرة السم حقاً؟!
أم أنهم سدوها بالصوف، والتزموا بأن يتنفسوا منها أيضاً؟
إن الرواية لم توضح لنا ذلك!!
وإذا كان السم يؤثر إلى هذا الحد، فلا حاجة بهم إلى إطعام الرسول "صلى الله عليه وآله" من الشاة، بل يكفي أن يضعوها أمامه.. ويدخل السم إلى بدنه الشريف عن طريق التنفس.
ثامناً: إذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" قد علم بالسم، وقرأ الدعاء، وأمرهم بأكل ما هو مسموم، ليظهر المعجزة، والكرامة بذلك، فما معنى أمره لمن معه بالإحتجام بعد ذلك؟!..
فهل أثّر الدعاء في حجب أثر السم، أم لم يؤثر؟ فإن كان قد أثّر، فما الحاجة إلى الحجامة؟!. وإن كان لم يؤثر، فلماذا كان الدعاء؟!
وكيف أقدم "صلى الله عليه وآله" على تناول سم يؤدي إلى الموت، من دون تثبُّت من تأثير الدعاء في منع تأثيرالسم؟!..
تاسعاً: إن بعض تلك الروايات يقول: إنه بعد أن أكل النبي "صلى الله عليه وآله" ما شاء الله، كلمته الذراع، وقالت: إني مسمومة.. فلماذا أخرت الذراع كلامها إلى حين أكل النبي "صلى الله عليه وآله" منها ما شاء الله؟!.
ولماذا لم يمت النبي "صلى الله عليه وآله" من ذلك السم من ساعته، إذا كان ذلك السم مؤثراً؟!.. بل تأخر أثره إلى ثلاث سنوات؟!..
أوليس قد مات بعض المسلمين بسبب أكله من نفس السم الذي أكل منه رسول الله "صلى الله عليه وآله".
هل سم المسلمون رسول الله '؟!..
وبعدما تقدم نقول:
إن أصابع الاتهام لا تتوجه في هذا الأمر إلى اليهود وحسب، فإن هناك روايات تلمِّح، وأخرى تصرح بأنه "صلى الله عليه وآله" قد مات مسموماً بفعل بعض نسائه.. فلاحظ ما يلي:
1 ـ إن من الروايات التي ربما يقال إنها تلمح إلى ذلك، الرواية المتقدمة عن الإمام الصادق "عليه السلام"، وفيها: أن الإمام الحسن بن علي "عليهما السلام" قال لأهل بيته: إني أموت بالسم، كما مات رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
ثم ذكر لهم: أن زوجته هي التي تسممه..
فربما يقال: إنه "عليه السلام" يريد الإشارة إلى هذا الأمر بالذات، وإلا فقد كان يكفيه أن يقول: إن امرأتي تقتلني بالسم.. ولكنه لم يكتف بذلك، بل شبه ما يجري له بما جرى لرسول الله "صلى الله عليه وآله".. فكما أن زوجتيه "صلى الله عليه وآله" قد سمتاه، فإن زوجة الإمام الحسن "عليه السلام" سوف تدس له السم أيضاً..
وعهدة هذا الفهم للرواية على هذا النحو تبقى على مدّعيه.. إذا لم يرد أن يؤيد ذلك بالروايات الأخرى الآتية المصرحة بهذا الأمر.
2 ـ ما روي عن الإمام الصادق "عليه السلام"، في تفسير قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}([288]).
حيث قال "عليه السلام": "أتدرون، مات رسول الله "صلى الله عليه وآله" أو قتل؟! إنهما سقتاه قبل الموت"..
3 ـ وروي أيضاً عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله "عليه السلام"، قال: "أتدرون مات النبي "صلى الله عليه وآله" أو قتل؟!.. إن الله يقول: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}. فسم قبل الموت، إنهما سمتاه"، أو سقتاه([289]).
4 ـ وروي عن الإمام الصادق "عليه السلام": في حديث الحسين بن علوان الديلمي: "أنه حينما أخبر النبي "صلى الله عليه وآله" إحدى نسائه، لمن يكون الأمر من بعده، أفشت ذلك إلى صاحبتها، فأفشت تلك ذلك إلى أبيها، فاجتمعوا على أن يسقياه سماً، فأخبره الله بفعلهما. فهمَّ "صلى الله عليه وآله" بقتلهما، فحلفا له: أنهما لم يفعلا، فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ}([290])"([291]).
أي ذلك هو الصحيح؟!
ونحن، رغم أننا قد ذكرنا بعض الإشكالات على الطائفتين المتقدمتين أولاً، عن السنة والشيعة، حول سم اليهود له "صلى الله عليه وآله".. فإننا لا نريد أن نتسرع في إصدار الحكم النهائي حتى مع وجود هذه الطائفة الثالثة المذكورة آنفاً، وذلك لأننا إذا نظرنا إلى الطوائف الثلاث من الروايات.. نجد أن في الطائفة الثانية روايات معتبرة، لا ترد عليها الإشكالات في مضمونها، إذا أخذت بمفردها، وهي أيضاً تتوافق مع بعض روايات أهل السنة في أصل المسألة.
ولأجل ذلك، نقول:
إن النظرة المنصفة لهذه الطوائف الثلاث تدعونا إلى تقرير ما يلي:
إنه ربما يظهر من مجموع ما ذكرناه: أن المحاولات التي بذلها اليهود لقتله "صلى الله عليه وآله" قد تعددت، ولعل بعضها قد حصل في خيبر، وبعضها حصل بالمدينة..
ولعل التي سمته في خيبر هي زينب بنت الحارث اليهودية، والتي سمته في المدينة هي تلك اليهودية التي يقال لها: عبدة..
وربما تكون الذراع قد كلمت النبي "صلى الله عليه وآله" مرتين: إحداهما في خيبر، والأخرى في المدينة.
ولعله أهديت له "صلى الله عليه وآله" ذراع تارة، وأهديت له "صلى الله عليه وآله" شاة مصليّة أخرى..
ثم لعل الذي مات في إحداهما: هو مبشر بن البراء، وأما أخوه بشر بن البراء أو بشر بن البراء بن عازب، فمات في حادثة أخرى..
وربما يكون بشر قد مات في إحداهما، ولم يمت أحد من المسلمين في المحاولة الأخرى..
ويمكن أن يقال أيضاً: إن المحاولة التي جرت في المدينة، ربما تكون قد جرت بالتواطؤ مع بعض نسائه "صلى الله عليه وآله".. وربما تكون محاولة بعض نسائه قد جاءت منفصلة عن قصة اليهودية واليهود..
وربما تكون محاولة بعض نسائه قد فشلت مرة، وذلك في قضية إفشاء سره "صلى الله عليه وآله" في موضوع سورة التحريم، إذ إن الرواية تقول:
إن الله تعالى أخبره بذلك، ثم نجحت في المحاولة الثانية، واستشهد رسول الله "صلى الله عليه وآله" بفعل السم الذي دسسنه له..
وإنما فضح الله أمرهن في المرة الأولى ليعرف الناس: أنهن قد يقدمن على هذا الأمر الشنيع مرة أخرى، حتى إذا فعلن ذلك، وذلك حين وفاته "صلى الله عليه وآله"، فتصديق الناس بهذا الأمر يصبح أسهل وأيسر..
كما أن تعريف الناس بحقيقة أولئك النسوة يحصِّن الناس من الاغترار بهن، بحجة كونهن زوجات له "صلى الله عليه وآله"!!..
نعم.. إن ذلك كله.. وسواه محتمل في تلك الروايات..
ونحن وإن لم نستطع الجزم بأي من تلك الوجوه.. ولكن لا شك في أنها وفق ما ذكرناه لا تكون متعارضة فيما بينها ولا متنافرة، لأنها إنما تكون كذلك لو فرض أنها كلها تحكي عن قضية واحدة دون سواها..
وكونها تحكي عن قضية واحدة مما لا سبيل إلى إثباته..
وتعدد محاولات اغتياله حسبما تقدم في أوائل هذا البحث قد يؤيد هذا الأمر..
وتبقى حقيقة واحدة لا مجال لإنكارها من أحد أيضاً، وهي: أنه في ظل هذا الذي ذكرناه، لا بد أن تسقط كل الآراء التي تسعى لتبرئة هذا الفريق أو ذاك..
وتبقى الشبهة تحوم حول الذين ذُكرت أسماؤهم في الروايات في الطوائف الثلاث المتقدمة. لاسيما مع وجود نصوص صحيحة السند عند الشيعة والسنة..
بل إنه حتى أولئك الذين كانوا من المعروفين، وتدعى لهم الكرامات الراسخة، والمقامات الشامخة، قد أثبت لنا التاريخ أنهم قد شنوا حرباً ضارية ضد علي "عليه السلام" قتل فيها ألوف من المسلمين، ولو استطاعوا قتل علي "عليه السلام" نفسه لقتلوه، مع أنه وصي رسول الله "صلى الله عليه وآله" وأخوه ونفسه، كما جاء في آية المباهلة..
بل إنه حتى بالنسبة إلى النصوص التي لم توفق لسند صحيح، فإنه لا يمكن دفع احتمالات صحتها، خصوصاً إذا لوحظت الظروف التي أحاطت برسول الله "صلى الله عليه وآله" من أول بعثته، وإلى حين وفاته.
مع علمنا بأن الجهر بالحقيقة كان يساوق المجازفة بالحياة، وبالأخص بالنسبة لبعض الشخصيات التي كانت تحتل مكانة خاصة في قلوب بعض الفئات، التي كانت هي الحاكمة عبر أحقاب التاريخ..
ولتفصيل هذا الأمر، محل ومجال آخر..
ما من نبي أو وصي إلا شهيد:
وربما يمكن تأكيد استشهاد رسول الله "صلى الله عليه وآله" بالسم بالروايات التي تقول: ما من نبي أو وصي إلا شهيد، فقد:
1 ـ روى محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله "عليه السلام"، قال:
سم رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوم خيبر، فتكلم اللحم، فقال: يا رسول الله، إني مسموم.
قال: فقال النبي "صلى الله عليه وآله" عند موته: اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر، وما من نبي، ولا وصي إلا شهيد([292]).
وقد أكدت النصوص المتقدمة صحة ذلك، بالنسبة للنبي "صلى الله عليه وآله"، أما بالنسبة لأوصيائه الاثني عشر، فقد وردت عدة روايات تفيد هذا المعنى أيضاً، وبعض هذه الروايات معتبر من حيث السند، ونذكر منها ما يلي:
2 ـ عن تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي، عن الإمام الرضا "عليه السلام" في نفي قول من قال: إن الإمام الحسين "عليه السلام" لم يقتل، ولكن شبِّه لهم، قال "عليه السلام":
والله، لقد قتل الحسين "عليه السلام"، وقتل من كان خيراً من الحسين، أمير المؤمنين، والحسن بن علي، وما منا إلا مقتول، وإني ـ والله ـ لمقتول بالسم الخ..([293]).
ويمكن أن يستفاد من هذه الرواية، وغيرها مما يأتي: أن النبي "صلى الله عليه وآله" أيضاً قد مات شهيداً، إذ كان المقصود بكلمة منا هو أهل البيت، وعلى رأسهم رسول الله "صلى الله عليه وآله".
3 ـ محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي، قال: سمعت الإمام الرضا "عليه السلام" يقول: "والله، ما منا إلا مقتول شهيد".
وليس في سند هذه الرواية إشكال([294]).
4 ـ قال الصدوق "رحمه الله": وفي حديث آخر: "..وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي "صلى الله عليه وآله" قتلوا، منهم بالسيف، وهو أمير المؤمنين، والحسين "عليهما السلام". والباقون قتلوا بالسم، قتل كل واحد منهم طاغية زمانه، وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة الخ.."([295]).
5 ـ روى الخزاز القمي: عن محمد بن وهبان البصري، عن داود بن الهيثم، عن إسحاق بن البهلول، عن طلحة بن زيد، عن الزبير بن باطا، عن عمير بن هاني، عن جنادة بن أميد: أن الإمام الحسن بن علي "عليهما السلام" قال في مرضه الذي توفي فيه:
"والله، إنه لعهد عهده إلينا رسول الله "صلى الله عليه وآله": أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي "عليه السلام" وفاطمة "عليها السلام"، ما منا إلا مسموم، أو مقتول الخ.."([296]).
6 ـ قال الطبرسي "رحمه الله"، وكذلك الإربلي "رحمه الله"، وهما يتحدثان عن الإمام العسكري "عليه السلام": "ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه "عليه السلام" مضى مسموماً، وكذلك أبوه وجده، وجميع الأئمة "عليهم السلام"، خرجوا من الدنيا بالشهادة".
واستدل القائلون بذلك بما روي عن الإمام الصادق "عليه السلام": والله، ما منا إلا مقتول أو شهيد([297]).
7 ـ وروى الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي، عن الجوهري، عن عتبة بن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن أبيه، قال: خطب الإمام الحسن بن علي "عليهما السلام" بعد قتل أبيه، فقال في خطبته:
"لقد حدثني حبيبي جدي رسول الله "صلى الله عليه وآله": أن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته، ما منا إلا مقتول أو مسموم"([298]).
يضاف إلى ما تقدم: وجود نصوص روائية، وتاريخية، تتحدث عن كل إمام، وتروي أنه قد مات بالسم أو القتل على يد طاغية زمانه، مع وجود محاذير كبيرة، وأخطار جسيمة تتهدد من يعلن هذا الأمر، لأن إظهاره ليس في مصلحة أولئك الحكام..
وبعد هذا.. فلا يصح نفي حصول هذا الأمر بصورة قاطعة، أو استبعاده..
المفيد & ينكر حديث ما منا إلا مقتول:
وقد يسأل سائل هنا فيقول: إذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" قد مات شهيداً، فما معنى أن ينكر ذلك الشيخ المفيد "رحمه الله"، حسبما ذكره في بعض مؤلفاته؟!([299]).
ونقول في الجواب:
إنه لا ريب في أن الشيخ المفيد "رحمه الله" هو من أعاظم علماء الإمامية، وله مكانته الرفيعة، وأثره العظيم في حفظ المذهب، وفي الذب عنه، وفي ترويجه، فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير جزاء وأوفاه.
غير أن علينا أن لا ننسى أنه "رحمه الله" كان يعيش في بغداد، عاصمة الخلافة العباسية. وكان أسلاف الحكام في بغداد، هم الذي دبروا لارتكاب جرائم قتل الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم.. وسجل لنا التاريخ عنهم أموراً هائلة تظهر: أن العباسيين كانوا أشد على أهل البيت وشيعتهم من الأمويين. وفي كتابنا الحياة السياسية للإمام الرضا "عليهم السلام"، نبذة صالحة لإعطاء الانطباع عن فظاعة هذا الأمر، وعمقه، ومداه.
وفي إلماحة إلى ذلك هنا نقول:
إن الإمام الحسين "عليهم السلام"، لم يعش في زمن العباسيين، ولا حاربهم، بل هو قد قضى شهيداً مظلوماً بسيوف أعدائهم الأمويين، وقد حاول العباسيون أن يستفيدوا من مظلوميته هذه في حركتهم المناهضة لبني أمية، فرفعوا شعار الأخذ بثاراتته "عليه السلام"..
كما أن مما لا شبهة فيه: أن الإمام الحسين "عليهم السلام" هو أقدس رجل مشى على وجه الأرض بعد جده النبي "صلى الله عليه وآله"، وأبيه علي وأخيه الحسن "عليهما السلام".
ومع ذلك، فإن العباسيين قصدوا قبره "عليه السلام" بالهدم، وحرثوه، وقطعوا الشجر من حوله.. وهو ما فعله المنصور العباسي، والرشيد والمتوكل و.. كما أنهم قد قطعوا السبل لمنع الناس من الوصول إلى كربلاء لزيارة القبر الشريف، وعاقبوا زواره بأشد العقوبات، حتى بالقتل..
فإذا كان هذا هو موقفهم من قبر الحسين! "الشهيد"! ومن زوار ذلك القبر الشريف، فماذا سيكون موقفهم من الأئمة المعاصرين لهم؟! والذين تتعاظم هواجسهم، وخوفهم منهم!!.
إن التاريخ يحدثنا: أن سيرتهم معهم ومع شيعتهم قد أنست الناس سيرة وسياسات بني أمية، مع أهل البيت "عليهم السلام"، ومع من يتشيع لهم، ويتصل بهم.. حتى قال الشاعر:
تالله مـــا فـعـلــت أمـيـة منهم معشـار مـا فـعـلـت بـنو العباس
وقال الآخر:
يا لـيـت جـور بـني أميـة دام لنا ولـيـت عـدل بني العباس في النار
وإذا ما لمحنا أحياناً شيئاً من التخفيف من وطأة هذه السياسة، فقد كان ذلك استجابة لمقتضيات فرضت نفسها، أو لانشغالهم بأمور حاضرة، كان عليهم المبادرة لمعالجتها، وتأجيل ما سواها..
وفي جميع الأحوال، نقول:
إن الشيخ المفيد "رحمه الله" كان يعيش في ظل حكم هؤلاء، الذين ورثوا عن أسلافهم الحقد، والضغينة، على أهل البيت "عليهم السلام" وشيعتهم، وقد كان الحديث عن قتل الأئمة يعنيهم مباشرة، دون كل من سواهم..
فهل تراهم سوف يسمحون وهم أصحاب السلطة والهيمنة السياسية والعسكرية والثقافية والأمنية الخ.. ـ هل سيسمحون للشيخ المفيد أو لغيره ـ بإثارة هذا الاتهام ضد أسلافهم؟! وأن يتداول الناس هذا الأمر؟! ويصبح جزءاً من ثقافتهم، وأن يدون في الكتب والأسفار لينتقل إلى الأجيال اللاحقة، في جملة ما ينتقل من الأخبار؟!
أم تراهم سيمنعون منه، لكي لا يصبح وسيلة طعن، وسند إدانة يبرر للناس الذين يرتبطون بأهل البيت إيمانياً وعاطفياً بأن يكرهوهم، وأن يزيد حبهم، وتعاطفهم مع الخط المناوئ لهم، والذي تراود هؤلاء الحكام الشكوك والهواجس تجاههم، وتجاه كل حركة تصدر منهم وعنهم؟!
إن أسلافهم الأمويين قد قتلوا الحسين "عليهم السلام"، وقتلوا زيداً، ويحيى وغيرهم جهاراً نهاراً.. وحملوا النساء والأطفال سبايا، وطافوا بهم البلاد.. ولكنهم لم يسمحوا للناس بأن يتداولوا الحديث عن تلك الجرائم بحرية، وبصدقية، ووضوح..
فهل يسمح العباسيون بكشف وتداول أمر لا يمكنهم الاعتراف به؟!.. بل هم يظهرون للناس إدانتهم له، ويجهدون لإقناعهم ببراءتهم منه؟!..
فراجع ما سجله الحديث والتاريخ من مواقف لهم في هذا السياق تجاه الإمام الرضا، والإمام الكاظم، وسواهما من الأئمة "عليهم السلام"، حيث كانوا يقتلونهم بالسم، ثم يظهرون للناس بمظهر البريء، ويمشون في جنازتهم، ويكشفون أجسادهم للشهود ليشهدوا ببراءتهم من دمهم، ومن سيجرؤ على أن يشهد بضد ما يريدون؟ وأن يقول خلاف ما يحبون؟!
وكل ذلك يوضح لنا: مدى صعوبة إظهار وإشاعة أخبار استشهاد الأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، على أيدي أسلاف أولئك الحكام، في تلك العصور الصعبة، مثل عصر الشيخ المفيد، أو عصر غيره.
ثانياً: لنفترض أن من الممكن تدوين ذلك، ولكن السؤال هو: هل كان الشيخ المفيد قادراً على أن يجمع مؤلفات السابقين عليه، في عصر كان يصعب فيه التنقل في البلاد، ولم يكن هناك وسائل ارتباط، ولا كانت هناك وسائل لتكثير الكتب، وتوزيعها.. أو وسائل لكشف مطالبها ومحتوياتها، سوى القراءة المباشرة والشاملة؟!..
كما أن الكتّاب والقراء في تلك العصور، لم يكونوا من الكثرة بحيث يمكن مقايستهم بمن يقرأ ويكتب في عصرنا الحاضر.. بل كان الغالب على الناس هو الأمية، والجهل..
أما الحالة المادية للناس فلم تكن تفي بمتطلبات حياتهم، ولا تلبي حاجاتهم.. فضلاً عن أن يتمكنوا من شراء ما يحتاجون إليه من كتب، والتفرغ لقراءتها، والإطلاع على ما فيها، فضلاً عن شراء الكتب لأجل التجمل بها، واقتنائها لمجرد الإقتناء.
إلى غير ذلك من عوامل قد توافرت وتضافرت، كان من شأنها أن تقلل من فرص الحصول على النصوص التي تفيد في جلاء الحقيقة، فكيف إذا كانت هذه النصوص مضطهدة من أكثر من فريق.. ومنها السلطة، وتحاول التخفي في حنايا وثنايا الكتب المهجورة، أو البعيدة عن الأنظار، مما تقبع في زوايا الإهمال، بانتظار الوقت الذي تسوق أحدهم الصدفة إليها، وينشط أو يجد الوقت للاطلاع عليها..
وبعدما تقدم، نعود إلى إثارة السؤال من جديد، فنقول:
إلى أي حدٍ كان الشيخ المفيد قادراً على جمع تلك المؤلفات، ثم تصيد تلك الفرائد الشوارد من الأخبار، من نوادر تلك الكتب والأسفار؟!..
ثالثاً: إن مما لا شك فيه أن العلماء المتأخرين. قد استطاعوا أن يجمعوا مؤلفات كثيرة من مختلف البلاد، وأن يقفوا حتى على كتب الفئات والأشخاص التي بقيت محظورة طيلة مئات السنين، إما تقية من أصحابها، أو بقرارات وسياسات من السلطة الغاشمة.. أو لغير ذلك من أسباب.
وهناك كتب تمكنت في هذا العصر من رؤية النور، فظهرت وكان مؤلفوها قد اطلعوا على مصادر لم تصل إلينا أيضاً.. لأن الوسائل الحديثة قد يسرت وصولها إلينا، بل إلى كل إنسان. كما أنها قد يسرت الحصول على كل فكرة فيه.. مهما كان نوعها، أو حجمها، دون أن يحتاج ذلك إلى بذل أي جهد يذكر..
وهذا ما يجعل أهل هذا العصر أقدر على الوصول إلى المعلومات المتنوعة، من مصادرها المختلفة، وأن يستفيدوا منها، ويوظفوها في تحقيقاتهم وبحوثهم على أكمل وجه.
ولذلك، فإننا نتوقع ظهور كثير من الحقائق التي نثبتها والدراسات، مع أنها كانت طيلة العصور الخالية قاصرة عن نيلها، وعن الوصول إلى الكثير مما يفيد في استجلائها، والوقوف على وجه الصواب فيها..
رابعاً: إننا بعد كل هذا الذي قدمناه، نقول:
إن الشيخ المفيد "رحمه الله" حين يقول: إنه لا طريق لإثبات استشهاد من عدا علي والحسنين، والكاظم والرضا "عليهم السلام".. وأن الخبر بالنسبة إليه في قتل أو سم من عدا هؤلاء يجري مجرى الإرجاف، وليس إلى تيقنه سبيل.. وإذا استبعدنا شبح احتمال التقية في قوله هذا ـ فإنما يقول هذا بعد أن راجع ما توفر لديه من مصادر سيرة.. وظهر له أنه غير قادر على تحصيل اليقين منها بذلك..
لكن هذا لا يعني أن يكون الآخرون الذين لديهم مصادر أكثر، ونصوص أوفر. ولا يكلفهم استخراجها إلا اليسير من الوقت والجهد ـ نعم لا يعني أن يكون هؤلاء غير قادرين على تحصيل الأدلة، أو امتلاك الحجة على أنهم "عليهم السلام" قد تعرضوا للسم أو للقتل..
وببيان آخر نقول:
إنه يمكن للشيخ المفيد "رحمه الله" أن يقول: لم أجد.. وليس له أن يقول: لا سبيل إلى اليقين، إلا إذا كان يقصد بذلك يقينه هو.. لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود..
وكل ذلك يعطينا: أن قوله "رحمه الله" في هذا المجال ليس ملزماً للباحثين بعده.. ولا هو مما يصح الاحتجاج به على النفي..
ولا نبالغ إذا قلنا: إن لدينا ما يصلح للإستدلال به على نقض كلامه "رحمه الله".. سواء في ذلك النصوص العامة التي وردت في سياق: ما منا إلا مقتول أو مسموم. أو نحو ذلك مما تقدم، أو النصوص الخاصة التي صرحت بأن كل إمام بخصوصه قد قتل بالسم، أو بغيره..
فراجع: ما قدمناه لتقف على حقيقة الحال..
الفصل الرابع:
جسد النبي ' في السماء..
جسد النبي ' يرفع إلى السماء:
ثم إن رفع الأجساد إلى السماء، ليس بالأمر الذي يصح التشكيك فيه، بعد تصريح القرآن، وتواتر الحديث به.. فإن معراج نبينا الأعظم بجسده وروحه، ثابت بلا ريب، وقد أشارت إليه آيات القرآن الكريم([300]).. والأحاديث الشريفة المتواترة..
وهذا دليل على الوقوع فضلاً عن الإمكان..
كما أن الله تعالى قد أشار إلى رفع النبي إدريس "عليه السلام"، إلى السماء فقال: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}([301]).
وقد صرحت الروايات: بأن الله تعالى قد قبض روحه هناك([302])..
كما أن النبي عيسى "عليه السلام"، قد رفعه الله إليه، كما صرحت به الآيات الكريمة. قال تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ}([303]) والروايات قد أكدت ذلك أيضاً([304])..
غير أن الكلام إنما هو في أن أجساد الأنبياء والأوصياء، هل تبقى بعد موتهم في قبورهم؟!
أم أنها ترفع إلى السماء أيضاً؟!..
وعلى الثاني، هل تبقى في السماء؟! أم أنها تعود بعد مدة إلى قبورهم في الأرض؟!
هذه هي الأسئلة المطروحة..
وللإجابة عليها نقول:
قد نجد من يقول بأنها تبقى في القبور، وإن كانت لا تفنى لأن الله سبحانه، قد حرم لحومهم "عليهم السلام" على الأرض([305])..
قال بعضهم: "وقد صح أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وقد حرم الله تعالى أجسادهم عليها"([306]).
ولكن قد ذكر الشيخ المفيد، والكراجكي، والفيض الكاشاني، وغيرهم: أن فقهاءنا وعلماءنا متفقون على أن أجساد الأنبياء والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، ترفع بعد دفنها إلى السماء.. وذلك استناداً إلى روايات رأوا أنها دالة على ذلك..
وأما أحاديث تحريم لحومهم على الأرض، فلا تنافي هذه الروايات، لأنها ساكتة عن أمر الرفع وعدمه، فيمكن أن يكون عدم أكل الأرض للحومهم "عليهم السلام"، بسبب عدم بقائهم فيها، ويمكن أن يكون ذلك مع بقائهم، وعدم فنائهم..
وقد حاولنا تتبع هذه الروايات وجمعها، فوجدنا منها طائفة صرح العلماء بالاستناد إليها، بالإضافة إلى بضع روايات أخرى يمكن أن يستدل بها على ذلك أيضاً..
ثم وجدنا طائفة أخرى من الروايات تدل على خلاف ذلك، وهي كثيرة أيضاً..
ونحن نذكر هنا ما عثرنا عليه من هذه الطائفة وتلك، ثم نعقب عليها بما يقتضيه المقام.. فنقول:
الطائفة الأولى:
إن الروايات التي تدل على أن أجساد الأنبياء تكون في قبورهم، وهي كثيرة، كاد بعضهم أن يصرح بتواترها، ونذكر منها ما يلي:
1 ـ روي: أن الناس قحطوا في سر من رأى، فأمر الخليفة بصلاة الإستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متتالية يستسقون، فما سقوا..
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، فلما مد يده إلى السماء، هطلت السماء بالمطر، وفعل مثل ذلك في اليوم الثاني..
فشك أكثر الناس، وتعجبوا، ومالوا إلى النصرانية، فبعث الخليفة إلى الإمام الحسن العسكري ـ وكان محبوساً ـ فاستخرجه من حبسه، وطلب منه حسم الأمر..
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث، والرهبان معه، وخرج الإمام "عليه السلام" في نفر من أصحابه..
"فلما بصر بالراهب، وقد مد يده، أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى، ويأخذ ما بين أصبعيه.
ففعل، وأخذ من بين سبابته والوسطى عظماً أسود. فأخذه الحسن "عليه السلام" بيده، ثم قال له: استسق الآن، فاستسقى ـ وكانت السماء متغيمة ـ فانقشعت، وطلعت الشمس بيضاء..
فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟!..
فقال "عليه السلام": هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله، فوقع بيده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر.."([307]).
2 ـ وروي أن الإمام الصادق "عليه السلام"، قال للمفضل بن عمر: "إذا أردت زيارة أمير المؤمنين، فاعلم أنك زائر عظام آدم، وبدن نوح، وجسم علي بن أبي طالب..".
ثم يذكر أن الله تعالى أوحى إلى نوح "عليه السلام"، أن استخرج من الماء تابوتاً فيه عظام آدم، وأن نوحاً قد فعل، وأن عظام آدم كانت مع نوح في السفينة، فلما خرج منها صير قبره تحت المنارة التي بمسجد الكوفة..
إلى أن قال: ".. فإذا أردت جانب النجف، فزر عظام آدم، وبدن نوح، وجسم علي بن أبي طالب"([308])..
3 ـ الحديث الذي يدل على نقل عظام النبي يوسف "عليه السلام"، حيث روي أن الله سبحانه أوحى إلى النبي موسى بن عمران "عليه السلام"، أن أخرج عظام يوسف بن يعقوب من مصر، فأخرجه في صندوق من مرمر إلى الشام..([309]).
4 ـ قد ذكروا: أن إبراهيم الديزج قد نبش قبر الإمام الحسين "عليه السلام"، بأمر من المتوكل، فوجده طرياً، على بارية جديدة..([310]).
5 ـ إنهم يقولون: إنهم حفروا في الرصافة بئراً، فوجدوا فيها شعيب بن صالح([311]).
ويروى أن أبا هارون العبدي "المكفوف" دخل على الإمام الصادق "عليه السلام" وأنشده قوله في رثاء الإمام الحسين "عليه السلام":
أمـرر عـلـى جـــدث الحسين وقــــل لأعظــمــه الـزكـــيــة
يــا أعـظـمـاً لا زلـــت مـن وطــفـــاء ســـاكـبـــة رويــة([312])
ولم يعترض عليه الإمام "عليه السلام" في ذلك، ولم يقل له: إن جسد الحسين ليس موجوداً في ذلك الجدث، بل هو في السماء.
مع ملاحظة: أن الحديث عن الأعظم الزكية من قبل الشاعر يراد به الحديث عن الجسد كله، ولا يراد به الإشارة إلى فنائه.
فذلك كله يدل على أن أجساد الأنبياء والأوصياء موجودة في القبور، ولم ترفع إلى السماء.
وقفات مع الروايات:
ولا بد لنا هنا من إلقاء نظرة على الروايات المذكورة، لكي نرى إن كانت تكفي للدلالة على المدَّعى أم لا، فنقول:
ألف: حديث الإستسقاء بعظم نبي:
إن الحديث الذي ذكر: أن نصرانياً وجد عظم نبي فكان يكشفه للسماء، فيهطل المطر، لا يدل على أن الأنبياء لا بد أن يكونوا في قبورهم بالفعل..
وذلك لعدة أسباب:
أولاً: لقد دلت الروايات على أن الله تعالى قد حرم لحوم الأنبياء على الأرض. في حين أن هذه الروايات تقول: إن أجسادهم فنيت، وبقيت عظام منها..
وقد أثبتت الوقائع: أن أجساد بعض المؤمنين والشهداء، ومنهم الحر بن يزيد الرياحي قد بقيت غضة طرية رغم توالي القرون والأحقاب.
وورد أن من يواظب على غسل الجمعة، لا يفنى جسده، كرامة من الله تعالى له.
إلا أن يقال: إن الحديث الوارد عن النبي "صلى الله عليه وآله"، يقول: "إن الله حرم لحومنا على الأرض، الخ.."([313])، وليس بالضرورة أن يكون الضمير في هذا الخبر راجعاً للأنبياء، فلعله "صلى الله عليه وآله"، يتحدث عن نفسه، وعن أهل بيته الطاهرين..
ثانياً: إنه ليس بالضرورة أن يكون العظم الذي أخذه ذلك الراهب من الأجزاء المتصلة بالجسد، فقد يكون عظماً من قبيل الضرس، أو السن، أو الظفر المدفون مع الجسد، حيث يستحب دفن هذه الأجزاء، التي تؤخذ من الجسد حال الحياة..
وربما يشير إلى ذلك ما أظهرته الرواية المشار إليها، من صغر حجم ذلك العظم، حتى إن الراهب قد وضعه بين إصبعيه: السبابة والوسطى..
وإذا كان الأمر كذلك، فإن الحصول على هذا العظم لا يتناقض مع النصوص القائلة: إن أجساد الأنبياء لا تفنى، فلعل الجسد باق، وقد بقي معه ما دفن من أجزاء منفصلة عنه.. كالظفر، والسن، وما إلى ذلك..
بل إن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة قد دلت على أن المجرمين والطغاة كانوا يقتلون النبيين بغير حق، وكانوا يقطعون أجسادهم بالمناشير.. فلعل هذا الجزء من ذلك الجسد الطاهر قد قطع ثم دفن. وهو لم يفن بعد..
ب: حديث زيارة عظام آدم ويوسف:
وأما بالنسبة لحديث المفضل بن عمر، حول زيارة عظام النبي آدم، وبدن النبي نوح، وجسم الإمام علي "عليهم السلام"، فنقول:
أولاً: إن الحديث لا يصرح بموضع وجود تلك العظام، وذلك البدن، أو الجسد، فلعله يزورها وهي في السماء، لكن تكون زيارتها من ذلك الموضع الذي كانت قد دفنت فيه مطلوبة، لأنها توجب وصول السلام والزيارة إلى المزور عن قرب([314])، لخصوصية في موضع الدفن..
ثانياً: قد يكون المراد بقوله: زر عظام آدم، وبدن نوح، وجسم علي، هو التصريح بذلك في الكلام الذي يزورهم به، فيقول مثلاً: السلام على بدن نوح، أو عظام آدم.. ونحو ذلك..
وأما السبب في طلب هذا التصريح، فيبقى سراً من الأسرار، ليس لنا سبيل إلى معرفته..
ثالثاً: إننا حول نقل عظام النبي آدم والنبي يوسف "عليهما السلامه"، نقول:
إنه لابد من ثبوت ذلك بسند قابل للاحتجاج به..
رابعاً: لو سلمنا صحة الخبر بذلك، فإننا نقول: قد صرحت الرواية بوجود عظام النبي آدم "عليه السلام" في تابوت تحت الماء، وبأن عظام النبي يوسف "عليه السلام" أيضاً قد استخرجت في صندوق من مرمر ـ وذلك يشير إلى أن تلك الجثة لـم تكن قد دفنت بعد، وأنها كانت مودعة في ذلك الموضع.. ربما ليتولى دفنها نبي من أولي العزم، تشريفاً للنبي آدم، وللنبي يوسف "عليهما السلام"، وتكريماً لهما..
خامساً: إن نقل الميت من مكان إلى مكان، يحتاج إلى مبرر وسبب، ولا نجد سبباً معقولاً يسمح بنبش قبر النبي يوسف "عليه السلام"، إلا إذا كان هو الآخر، قد وضع على سبيل الإيداع ـ لا الدفن ـ إلى أن تحين الفرصة لنقله إلى المكان الذي أعده الله، ورضيه له، على يد نبي من أنبياء الله تعالى..
بل لقد ذكر البحراني رحمه الله في الدرة النجفية: أن المستفاد من جملة الأخبار: أن دفن الميت إنما يقع في موضع تربته التي خلق منها.. وقد جاء في صحيحة محمد بن مسلم، عن أحدهما "عليهما السلام": قال: من خلق من تربة دفن فيها..
وعن الصادق "عليه السلام": إن النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله ملكاً، فأخذ من التربة التي يدفن فيها، فماثها في النطفة. فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها..
فلعل نقل عظام النبي آدم ويوسف، قد جاء على هذا السبيل، أي أنه قد أودع أولاً في غير المكان المعد له.. ثم نقل ليدفن في تربته الحقيقية..
تـذكيـر:
قد يظن البعض: أن التعبير بكلمة عظام النبي آدم، يشير إلى فناء جسم هذا النبي الكريم "عليه السلام"..
ونقول:
إنه بعد أن دلت الروايات على أن لحومهم محرمة على الأرض، فإن ذلك يصلح قرينة على أنه "عليه السلام"، قد أراد بالعظام جثة النبي آدم "عليه السلام"..
لكنه عبر بهذه الكلمة، لأنه بالعظام يكون قوام البدن، فحملها ونقلها، حمل ونقل للبدن كله..
كما أن كون تلك العظام في التابوت المغمور بالمياه، يشير إلى أن الأرض لم يكن لها مع بدنه "عليه السلام"، صلة أو رابطة، ولا طريق لها إليه لتأكل منه أو تترك..
وأما ما ورد في الزيارة، فالظاهر هو: أن المراد تخصيص العظام للنبي آدم بالزيارة، والبدن للنبي نوح، والجسم للإمام علي صلوات الله وسلامه عليهم، لحكمة يعلمها الله تعالى..
وربما يكون على طريقة التنويع في التعبير، لغرض لا نعلمه..
ج: إبراهيم الديزج وقبر الإمام الحسين ×:
أما فيما يرتبط بما يزعمونه من أن الديزج قد نبش قبر الإمام الحسين "عليه السلام"، بأمر المتوكل، فلا يصح الاحتجاج به أيضاً، وذلك لما يلي:
أولاً: إن ذلك إنما يستند إلى إخبار الديزج نفسه، وليس الديزج بمأمون، بعد أن كان هو المتولي لحرث قبر الإمام الحسين، وإجراء الماء عليه.
وقد أقر بأنه حتى بعد أن زعم أنه رأى جسد الإمام "عليه السلام" على بارية جديدة، لم يرتدع عن إجراء الماء عليه، وانتهاك حرمته بأمور أخرى.
ولعله بأقواله هذه يريد أن يخفف من انتقاد الناس، ومقتهم له، وأن يلطف الأمر، وأن يتخلص من بعض ما لحق به من سوء السمعة بسبب فعله ذاك..
ثانياً: لو سلمنا صحة ما قاله الديزج، فمن الذي قال: إن الذي شاهده هو خصوص جسد الإمام الحسين "عليه السلام"، وما الذي أدراه به، فلعله جسد بعض الشهداء الآخرين أو غيرهم ممن دفن في تلك البقاع المباركة..
ثالثاً: لو سلمنا صدق الديزج فيما أخبر به، فنقول:
إن ذلك لا يمنع من أن يكون الجسد قد تمثل له، أو أنه عاد إلى ذلك المكان الطاهر في تلك اللحظات، لحكمة بالغة أرادها الله سبحانه..
د: شعيب بن صالح:
وأما فيما يرتبط بجثة شعيب بن صالح، التي وجدت في بئر، فإننا نقول:
أولاً: من الذي قال: إن الجثة التي وجدوها هي جثة شعيب بن صالح، فلعلها جثة رجل آخر مدفون هناك..
ثانياً: من الذي حدد لهم مكان دفن شعيب بن صالح؟!.. وما مدى صدق من أخبرهم بمكان دفنه هذا؟!.. ومن أين استقى معلوماته حول هذا الموضوع؟!..
الطائفة الثانية:
أما الروايات التي تشير إلى أن أجساد الأوصياء تكون في السماء مع أجساد الأنبياء، وأن أجساد الأنبياء ترفع، فنذكر منها:
1 ـ ما روي عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "الأوصياء مع الأنبياء حيث كانوا. لو أن نبياً مات بالمغرب، ومات وصيه بالمشرق، لأمر الله تعالى الأرض أن تنقله إليه"([315]).
2 ـ روي: أن مما أوصى به الإمام علي ولده الإمام الحسن "عليهما السلام"، قوله: "فإذا أردت الخروج من قبري، فافتقدني، فإنك لا تجدني، وإني لاحق بجدك رسول الله "صلى الله عليه وآله".
واعلم يا بني، ما من نبي وإن كان مدفوناً بالمشرق، ويموت وصيه بالمغرب، إلا ويجمع الله عز وجل بين روحيهما، وجسديهما، ثم يفرقان فيرجع كل واحد منهما إلى موضع قبره، إلى موضعه الذي حط فيه، الخ.."([316]).
3 ـ عن سعد الإسكاف، عن الإمام الصادق "عليه السلام"، قال: لما أصيب أمير المؤمنين "عليه السلام"، قال للحسن والحسين "عليهما السلام": غسلاني، وكفناني، وحنطاني، واحملاني على سريري، واحملا مؤخره تكفيا مقدمه، فإنكما ستنتهيان إلى قبر محفور، ولحد ملحود، ولبن موضوع، فالحداني، واشرجا اللبن علي، وارفعا لبنة مما يلي رأسي، فانظرا ما تسمعان..
فأخذا اللبنة من عند رأسه، بعدما أشرجا عليه اللبن، فإذا ليس في القبر شيء، وإذا هاتف يهتف: أمير المؤمنين كان عبداً صالحاً، فألحقه الله بنبيه "صلى الله عليه وآله"، وكذلك يفعل بالأوصياء بعد الأنبياء، حتى لو أن نبياً مات في المشرق، ومات وصيه في المغرب، لألحق الله الوصي بالنبي([317]).
4 ـ وفي نص آخر لوصية الإمام علي لولده "عليهما السلام": "ثم ضع علي سبع لبنات كبار، ثم انظر، فإنك لن تراني في لحدي.."([318]).
5 ـ وفي حديث آخر عن أم كلثوم بنت علي، تروي فيه حديث دفن أبيها الإمام علي "عليه السلام":
"قالت أم كلثوم: فانشق القبر، فلا أدري أغار سيدي في الأرض، أم أسري به إلى السماء.."([319]).
6 ـ وروي عن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، أنه قال: أنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث..([320]).
7 ـ عن الإمام الصادق "عليه السلام": ما من نبي ولا وصي يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه، ولحمه إلى السماء. وإنما تؤتى مواضع آثارهم، ويبلغهم السلام من بعيد، ويسمعونه في مواضع آثارهم من قريب([321]).
8 ـ عن أبي عبد الله "عليه السلام": لا تمكث جثة نبي ولا وصي في الأرض، أكثر من أربعين يوماً..([322]).
9 ـ عن عبد الله بن بكير، بعدما سأل الإمام الصادق "عليه السلام" عن مسائل عديدة، قلت: جعلت فداك، أخبرني عن الحسين "عليه السلام"، لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئاً؟!..
قال: يا ابن بكير، ما أعظم مسائلك، إن الحسين مع أبيه، وأمه، وأخيه الحسن، في منزل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، يحيون كما يحيى، ويرزقون كما يرزق، فلو نبش في أيامه، لوجدوا. وأما اليوم فهو حي عند ربه يرزق، وإنه لينظر إلى.. الخ..([323]).
وقفات مع الروايات:
إننا بغض النظر عن اعتبار أسانيد هذه الروايات وعدمه، نقول: إن لنا مع هذه الروايات عدة وقفات، يمكن أن نعرضها ضمن العناوين التالية:
إلحاق الوصي بالنبي بعد الموت:
هناك عدة روايات تحدثت عن لحوق الوصي بالنبي بعد الموت، ويرد عليها:
أولاً: إن رواية حذيفة قد ذكرت أن الأرض هي التي تنقل جسد الوصي إلى النبي، وهذا يعني: أن اللقاء بينهما سوف يكون في الأرض، لا في السماء.. إذ لو كان في السماء، فلا بد من أن يكون الناقل لجسده هو ملك أو غيره، وليس الأرض نفسها..
ثانياً: لو سلمنا أنها لا تدل على ذلك، فإننا نقول: إن الرواية لم تبين موضع هذا اللقاء بين النبي والوصي.. فلا بد من دليل آخر يثبت: أنه سيكون في السماء..
وكذلك الحال بالنسبة للرواية الثانية، وهي وصية الإمام علي "عليه السلام"، لولده الإمام الحسن "عليه السلام"، فإنها صريحة في أن النبي والإمام يرجعان إلى موضع قبريهما، حيث قالت: ما من نبي، وإن كان مدفوناً بالمشرق، ويموت وصيه بالمغرب، إلا ويجمع الله عز وجل بين روحيهما، وجسديهما، ثم يفرقان، فيرجع كل واحد منهما إلى موضع قبره، إلى موضعه الذي حط فيه..
ثالثاً: بالنسبة لرواية سعد الإسكاف حول موت أمير المؤمنين "عليه السلام"، وفقدانه من قبره بعد وضعه فيه، بعدما أشرجا عليه اللبن، وأن الله تعالى ألحقه بنبيه، نقول: إنها لم تبين لنا: إلى أين لحق به، بل يظهر من التعبير بأنه يلحقه من المغرب إلى المشرق، أن ذلك في الأرض، لا في السماء..
وبذلك يتضح: أن الرواية التي تقول: إنه "عليه السلام"، قال للإمام: ثم انظر، فإنك لن تراني في لحدي..
وكذلك رواية أم كلثوم، لا تدلان على أنه "عليه السلام" قد رفع إلى السماء أيضاً، بل هما ساكتتان عن ذلك..
رواية الثلاثة أيام:
أما ما روي من أن النبي "صلى الله عليه وآله"، قال: أنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث..
وحديث: لا تمكث جثة نبي، ولا وصي في الأرض، أكثر من أربعين يوماً.. فقد حاول البعض أن يسجل احتمال أن يكون المراد بقاءها على الأرض قبل أن تدفن.. وقد يؤيد هذا الاحتمال: بأن الرواية لم تصرح بإصعاد الجثمان إلى السماء..
كما وقد ورد في الروايات: أن بدن الإمام الكاظم، وكذلك الإمام الهادي "عليهما السلام"، قد بقيا ثلاثة أيام بلا دفن..
بل لقد روي: أن بدن الإمام الهادي "عليه السلام" قد بقي عشرة أيام بلا دفن أيضاً..
ويروي أهل السنة أيضاً مثل ذلك بالنسبة للرسول أيضاً، وإن كنا نعتقد أنه دفن بعد ساعات من استشهاده "صلى الله عليه وآله"، كما تدل عليه الشواهد القوية والحاسمة..
غير أننا نقول:
إن جميع هذه المؤيدات لا تفيد، إذ إن ظاهر الرواية يأبى ذلك، فقد قالت: لا يدعني في الأرض، وكلمة "في" تشير إلى الظرفية، ولو كان المراد هو ما ذكروه لكان الأنسب أن يقول: على الأرض..
إلا أن يقال: إن المقصود هو أن يتركه في الأرض مقابل السماء فتكون "في" بمعنى "على" كقوله تعالى: {وَهُوَ الْذِي فِي الْسَمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}([324]).
رفع الروح، واللحم، والعظم:
وأما الرواية التي صرحت برفع روح النبي والوصي، وعظمه ولحمه إلى السماء، فلا بد من رد علمها إلى أهلها، لأنها قالت: إن حال الروح حال العظم، واللحم في ذلك.. مع أن الروح تصعد إلى بارئها، بعد أن يقبضها ملك الموت، فما معنى بقائها في الأرض مدة ثلاثة أيام؟!..
إلا أن يقال: إن الروح بعد خروجها من الجسد تبقى قريبة منه طيلة هذه المدة، وإن لم تكن حالةً فيه..
جسد الإمام الحسين ×:
وحول ما نقله ابن بكير، عن الإمام الصادق "عليه السلام"، حول جسد الإمام الحسين "عليه السلام"، نقول:
ألف: قد يقال: إن الجهر بالقول بأن الإمام "عليه السلام" قد رفع إلى السماء، ربما يؤدي إلى إثارة جو من التشكيك والإتهام، وله سلبيات لا بد من تحاشيها، والتزام جانب الحكمة، في الإجابة على الأسئلة المرتبطة به..
ب: إن ابن بكير لم يسأل الإمام عن رفع جسد الإمام الحسين "عليه السلام" إلى السماء، بل سأله عن أن جسده هل فني وبلي، وصار تراباً، كسائر الأبدان؟! أم أنه باق على حاله؟!..
فأجابه الإمام على حسب ما يليق بحاله، أو بحسب الظروف المحيطة به، فأكد له: أنه لو نبش القبر في الأيام الأولى لوجد الجسد على حاله.. وأما بعد مضي عشرات السنين، فهو حي عند ربه يرزق..
ج: إن قوله "عليه السلام": إنه حي عند ربه يرزق، لا يثبت رفعه إلى السماء، ولا ينفيه، بل هو يتلاءم مع حالتي النفي والإثبات على حد سواء.
د: إنه لا يثبت أيضاً فناء الجسد ولا ينفيه، بل هو إجابة فيها مراعاة لحال السائل، الذي سوف يتفاجأ حتى لمجرد سماعه لخبر عدم فناء الجسد الطاهر، فكيف لو أخبره بما هو أبعد من ذلك، مثل رفعه إلى السماء مطلقاً، أو لفترة محدودة..
هـ: إن الأخبار قد دلت على أنه ليس للأرض في أبدانهم حقاً، وأن الله قد حرم لحومهم عليها.. ولكن الإمام "عليه السلام" لم يرد أن يجيب ابن بكير حتى بذلك، بل ترك الأمر بدون بيان.. ولعل هذا يؤيد أن لا تكون أجسادهم "عليهم السلام" موجودة في قبورهم..
النتيجة:
وبعدما تقدم نقول:
قد ظهر أن أكثر الروايات المتقدمة لا يمكن الاستدلال بها على أن أجساد الأنبياء ترفع إلى السماء، سوى رواية: أنا أكرم على الله من أن يدعني في الأرض أكثر من ثلاث.. ورواية: أكثر من أربعين يوماً..
مع احتمال أن يكون المراد بكلمة "في" في قوله: "في الأرض"، ليس هو الظرفية، بل الكينونة عليها بعد الموت قبل الدفن، على حد قوله تعالى: {وَهُوَ الْذِي فِي الْسَمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ}([325])..
كما أنه يمكن أن يستدل برواية رفع الروح، واللحم، والعظم، إذا قبلنا بالتوجيه الذي يقول: إن الروح تبقى قريبة من الجسد إلى أن ترفع معه إلى السماء..
الثلاثة أيام والأربعون:
ولكن يبقى أنه لا بد من الجمع بين رواية الثلاثة أيام، ورواية الأربعين..
ولم نجد في النصوص ما يصلح قرينة للجمع بين هذين النصين، ولو بأن نحملهما على اختلاف درجات ومقامات الأنبياء، سوى قوله "صلى الله عليه وآله" في الرواية نفسها: أنا أكرم على الله من أن يدعني.. الخ..
فإنه قد اعتبر ذلك من الكرامة الإلهية له "صلى الله عليه وآله"، وليس في الأنبياء من يدانيه في ذلك، فيكون إبقاؤه لمدة ثلاثة أيام فقط خاصاً به "صلى الله عليه وآله"، وتمييزاً له عن غيره من الأنبياء "عليهم السلام"..
أما سائر الأنبياء، حتى أولو العزم، فإن الله أكرمهم برفعهم صلوات الله وسلامه عليهم وعلى نبينا وآله، غير أنهم إنما يرفعون بعد مضي أيام قد تصل إلى الأربعين..
وإنما قلنا ذلك لأن لحن الكلام، يقتضي أن يكون رقم "الأربعين يوماً" قد جاء لتحديد الغاية القصوى.. فلا مانع من أن يرفع بعضهم بعد موته بشهر، أو أقل، أو أكثر، بحسب ما له من مقام عند الله تعالى..
الباب الرابع عشر:
السقيفة عرض وتحليل..
الفصل الأول:
ممهدات..
قريش والخلافة:
والحقيقة هي: أن قريشاً كانت تفهم الخلافة بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله" على أنها مجرد حكم وسلطان، يجلب لها المكاسب، ويعزز نفوذها، ويؤكد عظمتها وهيبتها، ويعيد إليها احترامها في نفوس الناس، ليصبح الخضوع والإنقياد لها على أساس من التدين، لا لمجرد هيبة السلطان، وأبهة الملك..
أما النبي "صلى الله عليه وآله"، وكذلك علي "عليه السلام"، فيرون أن المقام الذي أعطاه الله تعالى لعلي "عليه السلام" هو مقام الإمامة بمفهومها الإيماني العميق والدقيق. وما الخلافة إلا شأن من شؤونها، مع إدراك عميق لمدى تأثير مبادرة قريش إلى إغتصاب الخلافة في تضييع قدر كبير من جهد الإمامة في العديد من جهات إمامته "عليه السلام" في الواقع العملي..
أجواء دعت إلى السقيفة:
1 ـ لقد رأى الأنصار بأم أعينهم كيف تعامل المهاجرون مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فيما يرتبط بولاية علي "عليه السلام" بعد وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولا سيما محاولتهم قتله حين التنفير به في العقبة.
ثم ما جرى في حجة الوداع في عرفات ومنى.
ثم العصيان شبه المعلن للأمر بالمسير في سرية أسامة.
والعصيان الأكثر وضوحاً وظهوراً وإعلاناً في قضية كتابة الكتاب الذي لن يضلوا بعده.
ثم جرأتهم على الرسول "صلى الله عليه وآله" وإيذاءه باتهامه في عقله، وقولهم: غلبه الوجع، أو إن النبي "صلى الله عليه وآله" ليهجر.
ثم ما جرى في قضية صلاة أبي بكر، وغير ذلك.
2 ـ والأنصار يعلمون: أن أهل مكة حديثوا عهد بالإسلام، كما أن أكثر المسلمين إنما أعلنوا إسلامهم أو استسلامهم في سنة تسع وعشر..
3 ـ ثم إنهم يعلمون أن قريشاً كانت تعتبر أن الأنصار هم السبب في ظهور محمد "صلى الله عليه وآله" عليهم، وقد نصروه وآزروه، وشاركوا في قتل صناديد العرب، وفرسان قريش. وكانت مراجل حقدهم تغلي وتفور على الأنصار، ولا تجد متنفساً لها مقبولاً أو معقولاً..
4 ـ إنهم كانوا يعلمون أيضاً: أن قريشاً وأكثر المهاجرين، وسائر من يدور في فلكهم، وما أكثرهم، مصممون على عدم تمكين علي "عليه السلام" من الوصول إلى مقام الخلافة بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله"، مهما كلفهم الأمر.. وها هم يلمحون بوادر نجاحهم في مشروعهم الإستئثاري بالأمر، والإقصائي للخليفة الشرعي تظهر بوضوح في ثنايا في الأحداث الأخيرة..
5 ـ ومن جهة أخرى فإنهم كانوا يخشون من انتقام قريش وأعوانها منهم، إذا وصلت إلى الحكم والسلطان، وأن تأخذ بثاراتها بصورة قاسية وشرسة.
وقد صرحوا بخوفهم هذا في يوم السقيفة بالذات، فقد قال الحباب بن المنذر: "ولكنا نخاف أن يليها بعدكم من قتلنا أبناءهم، وآباءهم، وإخوانهم"([326]).
6 ـ وإذا كانت الأمور تسير باتجاه إبعاد الأمر عن صاحبه الشرعي، فإن في الأنصار من يملك هذا الطموح إلى تولي أمر الخلافة، ويرى أن الساعين لإبعاد الأمر عن علي "عليه السلام" ليسوا بأفضل منه.. فلماذا لا يتصدى هو لهذا الأمر، ويبادر إليه؟!
وتاريخ الأنصار في نصرة النبي "صلى الله عليه وآله" والتضحية في سبيل الدين لا يقل عن تاريخ المنافسين، إن لم يكن هو الأكثر إشراقاً وتألقاً.. فلم يروا حرجاً في استباق الأحداث، والإجتماع في سقيفة بني ساعدة، لينجزوا هذا الأمر، وليجعلوا الآخرين أمام الأمر الواقع..
التناقض في الموقف من الخلافة:
ثم إن شيعة أهل البيت "عليهم السلام" لا ينكرون وصول أبي بكر وعمر وعثمان إلى الخلافة، ولكنهم يقولون: إنهم قد استولوا على هذا الأمر من صاحبه الشرعي المنصوب من قبل رسول الله "صلى الله عليه وآله" في غدير خم، ولو أنهم لم يفعلوا ذلك، وتركوا الأمور تسير بالإتجاه الذي يريده الله ورسوله لتغير وجه التاريخ بلا ريب..
ويقولون أيضاً: إن المشروعية تنشأ من النص.. فما قرره النص الصحيح من الله ورسوله هو الأساس.
ولكن هناك من يقول: إن الخلفاء لم يخالفوا فيما فعلوه ما أمر الله به ورسوله.. بل كان عملهم مشروعاً..
ولكنهم حين يريدون تحديد سبب هذه المشروعية، فإنهم لا يكادون يستقرون على رأي، وقد بدأ هذا الإضطراب في التبرير من الساعة الأولى. بل قبل بيعة عمر وأبي عبيدة لأبي بكر في السقيفة، لأن أبا بكر وعمر قد استدلا على الأنصار بالقرابة من رسول الله "صلى الله عليه وآله".
وادعيا أنهما أمس برسول الله "صلى الله عليه وآله" ورحمه([327])، وأنهم أولياؤه وعشيرته([328])، وأنهم عترة النبي "صلى الله عليه وآله" وأصله، والبيضة التي تفقأت عنه([329]).
واستدل أبو بكر على أهل السقيفة بأن الأئمة من قريش بعد حذف صدره، هو قوله "صلى الله عليه وآله": الأئمة اثنا عشر([330])، وأصبح كون الأئمة من قريش في جملة عقائد أهل السنة المعترف بها، وقد اعترف ابن خلدون على ذلك بالإجماع، ولم يخالف أبو بكر هذا الأصل، لأنه حين شارف على الموت، أوصى بالخلافة لعمر بن الخطاب، ولكن من دون مراعاة لعنصر القرابة.. لا برسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولا قرابته من نفسه.
لكن قول عمر: لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته([331])، يعد خروجاً على هذا الأصل لعدم كون سالم قرشياً، وقد أحرج ذلك ابن خلدون، وغيره من علماء أهل السنة وأوقعهم في حيص بيص([332]).
كما أن ابن الأثير يقول وهو يتحدث عن البيعة لمحمد بن الشعث:
"..والعجب كل العجب من هؤلاء الذين بايعوه بالإمارة وليس من قريش، وإنما هو كندي من اليمن، وقد اجتمع الصحابة يوم السقيفة على أن الإمارة لا تكون إلا في قريش، واحتج عليهم الصديق بالحديث في ذلك، حتى إن الأنصار سألوا أن يكون منهم أمير مع أمير المهاجرين، فأبى الصديق عليهم ذلك، ثم مع هذا كله ضرب سعد بن عبادة الذي دعا إلى ذلك أولا ثم رجع عنه"([333]).
لكن ليت شعري متى رجع سعد عن ذلك. إنه أصر عليه إلى أن اغتالته يد السياسه بالشام على يد خالد بن الوليد، ثم اتهموا الجن في ذلك، ثم جاء الأمويون فادعوا لأنفسهم الخلافة بالإستناد إلى القربى النسبية، حتى لقد حلف عشرة من قواد أهل الشام، وأصحاب النعم والرياسة فيها ـ حلفوا للسفاح ـ على أنهم إلى أن قتل مروان لم يكونوا يعرفون أقرباء للنبي "صلى الله عليه وآله"، ولا أهل بيت يرثونه غير بني أمية([334]).
وقد قال الكميت:
وقـالــوا: ورثـنـاه أبـانـا وأمـنـا ومـا ورثــتــهـم ذاك أم ولا أب([335])
وقالت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لمعاوية: "فوليتم علينا من بعده، تحتجون بقرابتكم من رسول الله ونحن أقرب إليه منكم"([336]).
وكانت القربى النسبية هي الحجة التي استند إليها العباسيون في طلبهم للخلافة.
وخلاصة الأمر: أن أبا بكر وعمر استدلا على الأنصار بالقربى النسبية من رسول الله "صلى الله عليه وآله".
ولكن أتباعهما يقولون: إن سبب مشروعية بيعة أبي بكر هو بيعة أهل الحل والعقد له.
ويبقى موضوع النص يراود أحلامهم، فلا يصرفون النظر عنه بسهولة، فيدّعون تارة: أنه "صلى الله عليه وآله" نص على أبي بكر، وأنه أشار إليه تارة أخرى، ولو في موضوع صلاة أبي بكر بالناس، إبان مرض رسو ل الله "صلى الله عليه وآله"..
وقد حاول عمر بن الخطاب التسويق لهذا المنطق، حيث ادّعوا أنه قال: "لقد أقامه رسول الله "صلى الله عليه وآله" مقامه، واختاره لدينهم على غيره، وقال: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
وقد قلنا: إن هذا الكلام غير صحيح، لا في مبناه، ولا في معناه..
أما عمر بن الخطاب نفسه فقد اعتمد مبدأ الشورى المفروضة بالقوة على بضعة أشخاص اختارهم هو بعناية. ومن دون أن يقدم مبرراً لاستثناء جميع من عداهم ـ لقد اختارهم ـ بعد أن قرر أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يستخلف أحداً..
وكل هذه التبريرات والإدعاءات لا يمكن القبول بها، ولا الإعتماد عليها، وقد روي أن علياً "عليه السلام" قال:
فإن كنت بالقربى حججت خصيمهم فـغـيرك أولى بـالـنـبـي وأقـــرب
وإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فـكـيـف بهـذا والمشـيرون غيب([337])
دعوى أن النبي ' لم يستخلف:
ثم إن هؤلاء الناس قد حشدوا روايات مجعولة، زعموا أنها تصلح لرد النصوص المتواترة في إمامة علي "عليه السلام"، أو أنها توجب الريب والشبهة فيها، لدى من لا خبرة له بالأمر، فقد ذكر الصالحي الشامي هنا ما يلي:
1 ـ حديث عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني ـ يعني: أبا بكر ـ وإن أترك فقد ترك من هو خير مني، وهو رسول الله "صلى الله عليه وآله"([338]).
2 ـ عن علي "عليه السلام" أنه قال "يوم الجمل": إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئاً، حتى رأينا من الرأي أن نستخلف أبا بكر، فأقام واستقام حتى مضى لسبيله، ثم إن أبا بكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر، فأقام واستقام حتى ضرب بالدين بجرانه، ثم إن أقواماً طلبوا هذه الدنيا، فكانت أمور يقضي الله عز وجل فيها([339]).
3 ـ عن ابن عباس: "أن علياً خرج من عند رسول الله "صلى الله عليه وآله" في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟
فقال: أصبح بحمد الله بارئاً.
قال: فأخذ بيده العباس، فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا. وإني والله لأرى رسول الله "صلى الله عليه وآله" سوف يتوفاه الله من وجعه هذا، إني أعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" فلنسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك وإن كان في غيرنا كلمناه، فأوصى بنا.
قال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله "صلى الله عليه وآله" فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعده أبداً. وإني والله، لا أسألها رسول الله "صلى الله عليه وآله"([340]).
4 ـ عن إبراهيم بن الأسود قال: قيل لعائشة: إنهم يقولون: إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أوصى إلى علي.
قالت: بما أوصى إلى علي؟! وقد رأيته دعا بطست ليبول فيها، وأنا مسندته إلى صدري، فانخنس، أو قال: فانحنث، فمات، وما شعرت. فيم يقول هؤلاء: إنه أوصى إلى علي؟!([341]).
5 ـ عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: خطبنا علي فقال: من زعم أن عندنا كتاباً نقرؤه، ليس إلا كتاب الله وهذه الصحيفة صحيفة معلقة في سيفه، فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، فقد كذب([342]).
6 ـ عن أبي حسان أن علياً "عليه السلام" قال: ما عهد إلي رسول الله "صلى الله عليه وآله" شيئاً خاصة دون الناس إلا شيئاً سمعته منه في صحيفة في قراب سيفي الخ..([343]).
ونقول:
إنه لا يمكن قبول ذلك كله، لأسباب عديدة:
1 ـ إن بيعة الغدير حجة دامغة تكذب كل هذه الأباطيل، يضاف إلى ذلك عشرات النصوص الصريحة والصحيحة في إمامة علي "عليه السلام"، ووصايته لرسول الله "صلى الله عليه وآله".
2 ـ ما جرى على الزهراء "عليها السلام"، من ضرب، وإسقاط جنين، وإهانة، وكذلك عليها وعلى علي "عليهما السلام" حين أرادوا إحراق بيتهما على من فيه، حتى إن علياً "عليه السلام" لم يبايع حتى رأى الدخان يخرج من بيته.. بل هو لم يبايع إلا مكرهاً، حتى بعد استشهاد السيدة الزهراء "عليها السلام". إن ذلك يدل دلالة واضحة على عدم صحة تلك الروايات عن علي "عليه السلام" وغيرها مما ذكر آنفاً..
3 ـ ماذا يصنع هؤلاء القوم بالنصوص التي امتلأت بها كتبهم، والتي تتحدث عن امتناع كثيرين من كبار صحابة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ومن جملتهم علي "عليه السلام" والهاشميون، من القبول بخلافة أبي بكر، كما أن الكثير منهم إنما بايعوا تحت وطأة التهديد والوعيد، بل والضرب والإهانة..
4 ـ ماذا يصنع هؤلاء أيضاً بما رووه عن علي "عليه السلام" وأبنائه من بعده من خطب ورسائل، وكلمات، واحتجاجات، تدل على عدم رضاهم بأبي بكر، وتبين أنه غاصب لحقهم، متصد لما ليس له..
5 ـ إن خطبة علي "عليه السلام"، وقوله فيها: من زعم أن عندنا كتاباً نقرؤه إلا كتاب الله، وهذه الصحيفة، إنما هي رد على اتهامهم إياه بأنه يدعي أن عند أهل البيت "عليهم السلام" كتاباً سوى القرآن، كانوا يتداولونه فيما بينهم.
ولعل هناك من نسب إليهم أنهم يدعون وجود كتاب لهم من رسول الله "صلى الله عليه وآله" في أمر الخلافة، فيطالبهم بإخراجه لهم.
مع أن الثابت هو: أن عمر بن الخطاب قد منع النبي "صلى الله عليه وآله" من كتابة ذلك الكتاب، واتهم النبي "صلى الله عليه وآله" بما اتهمه به، مما نربأ بأنفسنا عن التفوه به إلا على سبيل الحكاية لما جرى.
6 ـ إن حديث قول علي "عليه السلام" يوم الجمل لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئاً.. مكذوب على علي "عليه السلام"، فإن أهل السقيفة لم يستشيروا علياً "عليه السلام" ولا أشركوه في شيء من أمرهم، بل استبدوا بالأمر، ثم هوجم بيت علي "عليه السلام"، وضربت زوجته، وأسقط جنينها لإجباره على البيعة، ثم لم يبايع إلا جبراً بعد أن استشهدت "عليها الصلاة والسلام"، فقد روي عن عائشة: لم يبايع علي أبا بكر حتى ماتت فاطمة، وصرحت بذلك نصوصهم، فراجع([344]).
ولم يكن علي "عليه السلام" ليقول في حرب الجمل ما يكذب به حديث البيعة له في يوم الغدير، ولا غيره من الأحاديث الثابتة والصريحة.
7 ـ دعوى عمر: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" لم يستخلف، إنما جاءت ممن يجر النار إلى قرصه، ويريد تبرئة نفسه.
8 ـ حديث العباس وعلي "عليه السلام" لا يصح أيضاً، إذ هو يتضمن الإتهام لأمير المؤمنين "عليه السلام" بعدم مراعاته لجانب التقوى والدين، لرفضه "عليه السلام" سؤال النبي "صلى الله عليه وآله" عن حكم شرعي، يرتبط بأمر الخلافة بعد النبي "صلى الله عليه وآله"، طمعاً منه في الدنيا، وحباً منه لها، وهذا ما نجله "عليه السلام" عنه، ولا يرضى مسلم بأن ينسبه إليه.
9 ـ إن ما يقولونه هنا يكذب ما يدّعونه من دلالة صلاة أبي بكر على استخلاف النبي "صلى الله عليه وآله" له، بالإضافة إلى روايات أخرى مزعومة في هذا المجال.
10 ـ حديث العباس وعلي "عليه السلام" لا يمكن أن يصح، وإن رواه البخاري، فإن حديث الغدير المتواتر بأسانيد صحيحة يكذبه.
11 ـ من أين عرف العباس أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" سيموت بعد ثلاث، أو أنه سوف يموت من وجعه ذاك؟هل أطلعه الله على غيبه؟ أم أن ملك الموت أخبره؟!
12 ـ لقد كان بإمكان العباس أن يسأل رسول الله "صلى الله عليه وآله" عن أي شيء، من دون حاجة إلى أخذ علي "عليه السلام" معه.
ولو صح، فلماذا لم يأخذ معه أي رجل آخر غير علي "عليه السلام".
13 ـ ما معنى أن يطلب العباس من النبي "صلى الله عليه وآله" أن يوصي خليفته أو الناس ببني هاشم، إن كان الخليفة من غيرهم؟! فهل لم يكن النبي "صلى الله عليه وآله" يعرف واجباته، ولا يميز ما ينبغي له أن يفعله، مما لا ينبغي؟! فإن كانت هناك حاجة لهذه الوصية، فسيفعلها النبي "صلى الله عليه وآله"، وإن لم يكن لها حاجة فلا معنى لطلبها منه.
14 ـ إن العباس لم يكن يريد من النبي "صلى الله عليه وآله" أن يخبره بالغيب، بل هو يريد منه أن يخبره بالحكم والشرع الإلهي. مما يعني: أن الأمر بنظر العباس يدور بين أمرين، لا ثالث لهما، فهو إما في بني هاشم، ولا يحق لغيرهم التصدي له، أو في غيرهم، ولا يحق لبني هاشم التصدي له. مع أن أحداً لم يدّع ذلك سوى عمر بن الخطاب.. ومن زعم عمر أنهم من قريش، وأنهم يوافقونه عليه، حين قال: لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد، أو نحو ذلك مما ذكرناه في موضع آخر من هذا الكتاب..
ولكن الفرق هو: أن عمر بن الخطاب لم يدّع أن ذلك من القرارات الشرعية الإلهية، بل ادّعى أن قريشاً لا ترضى بذلك، ولم ينسبه لا إلى الله ولا إلى رسوله.
ولكن العباس يقول: إن ذلك من القرارات الإلهية.
15 ـ بناء على ما تقدم: فإن رواية العباس وعلي "عليه السلام" تدعونا إلى مطالبة من ينكر استخلاف علي "عليه السلام" بالنص الذي يعين غير علي "عليه السلام" للخلافة، ويصرح بإبطال خلافة بني هاشم من أساسها..
فإذا سَلَّمَ هذا الفريق بضرورة وجود هذا النص، استناداً إلى تلك الرواية، انحلت المشكلة، لأن النصوص التي لا مجال لإحصائها لكثرتها وتنوعها تعيِّن خلافة علي "عليه السلام" وتؤكدها، وهم أنفسهم لا يدّعون النص على أبي بكر، بل يثبتون خلافته ببيعة أهل الحل والعقد له..
16 ـ وأما حديث عائشة: أن النبي "صلى الله عليه وآله" مات على صدرها، ولم يوص لأحد.. فيكذبه:
أولاً: إنه قد مات على صدر علي "عليه السلام"، والروايات في ذلك كثيرة([345]).
ثانياً: إن الوصية لعلي "عليه السلام" لا تنحصر بلحظة الوفاة، بل يمكن أن يوصي "صلى الله عليه وآله" له قبل ذلك بسنوات، أو بأشهر، أو بأيام، ويمكن أن يوصي له في بيته، وفي مسجده، وفي سفره وحضره و.. الخ..
ثالثاً: إن كون علي "عليه السلام" هو الوصي لرسول الله "صلى الله عليه وآله" من بديهيات التاريخ، والنصوص في ذلك كثيرة، ويكفي أن نشير إلى بعض ما قيل في ذلك في عهد علي "عليه السلام" نفسه.
قال عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
ومنا علي ذاك صاحـــب خـيــبـر وصـاحب بـدر يوم سالت كتائبـه
وصي النبي المصطفـى وابن عـمـه فـمن ذا يـدانيـه ومن ذا يقــاربــه
وقال عبد الرحمن بن جعيل:
لعمري لقــــد بايعتم ذا حفيظــةٍ على الدين معروف العفاف موفق
علياً وصي الــمصطفى وابن عمه وأول من صلى أخــا الدين والتقى
وقال أبو الهيثم بن التيهان، وكان بدرياً:
إن الـــــوصي إمـامــنـا ووليـنـا برح الـخفاء، وباحت الأســــرار
وقال عمر بن حارثة الأنصاري، وكان مع محمد بن الحنفية يوم الجمل، وقد لامه أبوه "عليه السلام" لما أمره بالحملة، فتقاعس:
أبـا حســـن أنـت فصل الأمـور يـبـين بــك الحــل والــمــحـرم
إلى أن قال:
فــأعجلـته والــــفتى مـــجمع بما يـكـره الـرجـل الـمحــــجـم
سمي الـــنبي وشـــبه الـوصي([346]) ورايـــــتــه لــونهـــا العــنــدم
وقال رجل من الأزد يوم الجمل:
هــذا عـــلي وهـــــو الـوصــي آخــاه يـوم النـــجــوة الـنـبـــي
وقـال: هـذا بــعدي الـــولــــي وعــاه واع ونــسـي الـشـــقــي
وخرج يوم الجمل غلام من بني ضبة، شاب مُعْلِم، من عسكر عائشة وهو يقول:
نـحن بـن ضبــة أعـداء علـــي ذاك الــذي يعرف فيـنا بالــوصي
وفـارس الخيل علــى عهد النبي ما أنـــا عـــن فضل عـلي بالعمي
وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل، وكان في عسكر علي "عليه السلام":
أيـة حـرب أضــرمت نيرانهــا وكـسرت يــوم الـوغـى مـرّانه
قـل للـوصي أقبلت قحطـانهـا فـادع بـهـا تـكـفـيـكـهـا همدانه
هـم بنوهـا وهــم إخوانـه
وقال زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل، وكان من أصحاب علي "عليه السلام":
كيف ترى الأنصارفي يوم الكلب إنا اناس لا نبــالي مــــن عــطب
ولا نبالي في الوصي مــن غضب وإنــما الأنصـــار جَدُّ لا لــعــب
هـــذا عـلي وابن عبد الـمطلب ننصره الــيـوم عــلى من قد كذب
من يكسب البغي فبئسا اكتسب
وستأتي أبيات حجر بن عدي أيضاً:
وقال خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين ـ وكان بدرياً ـ في يوم الجمل أيضاً:
يا وصـي النبي قـد أجــلت الـحر ب الأعـادي وسـارت الأضـعـان
واستقامت لك الأمور سوى الشام وفي الـشــام يـظــهـر الأذعـــان
وقال خزيمة أيضاً في يوم الجمل:
أعـائش خـلي عــن عـلي وعيـبـه بما لـيـس فـيـه إنـما أنت والــــدة
وصي رسـول الله مـن دون أهــله وأنت على ما كـان من ذاك شاهدة
وقال ابن بديل بن ورقاء الخزاعي يوم الجمل أيضاً:
يا قـوم للخطة العظمى التي حـدثت حرب الوصي وما للحرب من آسي
الفاصل الحكم بالتقوى إذا ضربت تلك القبائل أخـماسـاً لأســـداس
وقال عمرو بن أحيحة يوم الجمل، في خطبة الحسن بن علي "عليه السلام" بعد خطبة عبد الله بن الزبير:
حسن الـخـير يا شبيـه أبـــيــــه قمت فـينـا مقـــام خيــر خطيب
إلى أن قال:
وأبــــى الله أن يــقوم بـما قـــام بـه ابـن الـوصـي، وابـن النجيب
ان شخصـــاً بـين النبي لك الخير وبـيـن الـوصـي غــير مـشــوب
وقال زحر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضاً:
أضـربكم حـتى تـــقروا لــعلي خـير قـريـش كـلـهـا بـعـد النبي
مـن زانــه الله وســـماه الوصي إن الـولي حـافــظ ظــهـر الــولي
كمـا الغوي تابع أمـــر الـغوي
ذكر هذه الأشعار والأراجيز بأجمعها أبو مخنف، لوط بن يحيى، في كتاب: وقعة الجمل. وأبو مخنف من المحدثين، وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها.
ومما رويناه من أشعار صفين، التي تتضمن تسميته "عليه السلام" بالوصي ما ذكره نصر بن مزاحم المنقري، في كتاب "صفين "، وهو من رجال الحديث.
قال زحر بن قيس الجعفي: "ونسبها في موضع آخر إلى جرير بن عبد الله البجلي"(1):
فـــصلى الإلـــــه عــلى أحمــــد رســول الملـــــيك تــــمام النعم
رســول المليك ومـــن بـــــعده خليفتنا القــــائــــم المدّعـــــم
علياً عنــــيت وصـــي الـنبــي نجالد عنــــه غــــواة الأمـــــم
قال نصر: ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث بن قيس:
أتـــانا الـرسول رســـول الإمام فـسـرّ بمـقـدمـه المسـلــمـون
رســول الــوصي وصي الـنـبـي لـه السـبـق والـفـضل في المؤمنين
ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث أيضاً:
أتـانا الـرسول رسول الوصــي عـلي الـمـهـذب مـن هـــــاشـم
وزيـــر الــــنبي وذو صهـــره وخيــــر الــبــريـــــة والـعــالم
وقال جرير بن عبد الله البجلي شعراً، بعث به إلى شرحبيل بن السمط، من أصحاب معاوية، وقد جاء فيه:
مــقال ابن هــند في علي عضيهة ولله فـي صدر ابن أبي طالب أجل
وما كــان إلا لازماً قــعر بـيتـه إلى أن أتـــى عثـمان في بيته الأجل
وصي رسـول الله من دون أهلـه وفـارسه الـحـامي به يضرب المثل
وقال النعمان بن عجلان الأنصاري:
كيف التفرق والوصــي أمـامنا لا كـيف إلا حيــــرة وتخــــاذل
لا تغبنن عقولـكم لا خـير فـي من لم يكن عنـد البلابل عاقـــــل
وذروا معــاوية الغويّ وتابعوا ديـن الـوصـي لتحـمـدوه آجــل
وقال عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي:
ألا ابلغ شـرحــبيل بـن حربٍ فما لـك لا تـهـش إلا الـضـــراب
فــإن تسلم وتـبق الدهر يومـاً نــزرك بـجـحـفـل عـدد الـتراب
يقودهم الـوصي إلــيك حـتى يـردك عـن ضـــلال وارتـيـــاب
ويقول المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب:
فيكم وصي رسول الله قائدكم وصــهـره وكـتـاب الله قـد نـشر
ويقول عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
وصي رسول الله من دون أهله وفارسه إن قيــل: هــل من منازل
قال المعتزلي: "والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً، ولكننا ذكرنا منها ها هنا بعض ما قيل في هذين الحزبين. فأما ما عداهما، فإنه يجل عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعدد. ولولا خوف الملالة والإضجار، لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة"([348]).
وقد ذكر المعتزلي نفسه في نفس الكتاب موارد أخرى، نذكر منها ما يلي:
قال عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، مجيباً للوليد بن عقبة بن أبي معيط:
وإن ولي الأمـــر بـعـد مـحـمـد عـلي وفي كـل المـواطـن صـاحـبه
وصي رســول الله حقاً وصنــوه وأول مـن صـلى، ومن لان جانبـه
وقال خزيمة بن ثابت في هذا:
وصي رســــول الله من دون أهله وفارسه مــذ كان في سالف الزمن
وأول من صلى مــن الناس كلهم سوى خيرة النسوان والله ذو منن([349])
وقال زفر بن بن يزيد بن حذيفة الأسدي:
فـحـوطـوا عليـاً وانصـروه فـإنه وصـي وفي الإســــلام أول أول([350])
وقال النعمان بن العجلان، مخاطباً عمرو بن العاص، وذلك بعد بيعة السقيفة، في جملة قصيدة له:
وكــان هـوانــــا في علي وإنـــه لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري
فذاك بعون الله يدعـــو إلى الهدى وينهى عن الفحشاء والبغي والنكـر
وصي النبي المصطفى وابن عمــه وقـــاتل فرسان الضلالة والكفر([351])
وقال حسان بن ثابت:
ألست أخــاه في الـهدى ووصيه وأعلـم منـهم بالكتاب وبالسنن([352])
وقال حجر بن عدي الكندي في يوم الجمل أيضاً:
يا ربنـا ســـلم لنــــا عــليــاً سـلـم لـنـا الـمـهــذب التـقي
الــمؤمن المسترشــد الرضيــا واجـعــلـه هـادي أمـة مـهـدي
احفـظه رب حـفـظـك النبـيـا لا خـطـل الـرأي ولا غــــبـي
فإنــه كــان لـــنا ولــــيــــاً ثـم ارتـضـــاه بـعــده وصـيــاً([353])
وقال المنذر بن أبي خميصة الوداعي مخاطباً علياً:
ليس منـا من لم يـكن لك في الله ولـياً يا ذا الــــولا والـوصــيـة([354])
بل إن علياً أمير المؤمنين "عليه السلام" نفسه قد ذكر الوصية له في الشعر، فقال: في أمر بيع عمرو بن العاص دينه لمعاوية:
يا عجبـا! لقـد سمعـت منكرا كـذبـا عـلى الله يـشـيـب الـشعر
يسترق السمع ويغشـى البصرا مـا كـان يـرضى أحمـد لـو أخـبر
أن يـقرنـوا وصـيـه والأبـتـرا شـاني الـرسـول واللعين الأخزر
كلاهما في جنه قـد عــسكــرا قـد بـاع هـذا ديـنــه فـأفـجـــر
من ذا بدنيا بيعــه قــد خـسرا بـمـلـك مصران أصـاب الظفــر
الخ..([355]).
واللافت هنا: أن ابن أبي الحديد نفسه قد قرر هذه الوصاية في شعره، فقال:
وخير خلق الله بعد المصــطفى أعظــمهـم يـــوم الفخـار شرف
الــسيد الـــمعظم الوصـــي بعــل الــبتول المــرتضى عـــــلي
وابناه، الخ.. ([356]).
ولو أردنا استقصاء ذلك في مصادره لاحتجنا إلى وقت طويل ولنتج عن ذلك ما يملأ عشرات الصفحات..
أما في غير الشعر، فالأمر أعظم وأعظم.. ولعل ما ذكرناه يكفي لمن ألقى السمع وهو شهيد.
الفصل الثاني:
ما جرى في السقيفة..
روايتهم لأحداث السقيفة:
ثم إن أتباع الخلفاء يروون أحداث السقيفة بطريقتهم الخاصة، متجاهلين الكثير من الأمور الهامة والحساسة التي وردت في مصادرهم، ونحن نذكر هنا النص الذي اورده الصالحي الشامي، فنقول:
روى ابن إسحاق والإمام أحمد والبخاري وابن جرير عن ابن عباس: أن عمر بن الخطاب قال وهو على المنبر: إنه قد بلغني أن فلاناً، وفي رواية البلاذري عن ابن عباس: أن قائل ذلك الزبير بن العوام، قال: والله لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً([357]).
وفي رواية البلاذري عن ابن عباس: "بايعت علياً" لا يغرن امرءاً أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت([358]).
[والله ما كانت بيعة أبي بكر فلتة، ولقد أقامه رسول الله "صلى الله عليه وآله" مقامه، واختاره لدينهم على غيره، وقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" فهل منكم أحد تقطع إليه الأعناق كما تقطع إلى أبي بكر؟ فمن بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين، فإنه لا بيعة له، وإنه كان من خيرنا حين توفي رسول الله "صلى الله عليه وآله".
وإن الأنصار خالفونا، واجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة، وتخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام، ومن معهما.
واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقنا نؤمهم حتى لقينا منهم رجلان صالحان: عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي([359]).
إلى أن قال:
فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم، وقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟
قلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار.
قالا: فلا عليكم أن لا تقربوهم يا معشر المهاجرين، اقضوا أمركم.
قال: قلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل، فقلت: من هذا؟
فقالوا: سعد بن عبادة.
فقلت: ما له؟
فقالوا: وجع. فلما جلسنا تَشَهَّدَ خطيبهم، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد.. فنحن الأنصار، وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط نبينا، وقد دفت إلينا دافة من قومكم.
قال: وإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، ويغصبونا الأمر، فلما سكت أردت أن أتكلم، وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الجد، فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر، فكرهت أن أعصيه، فتكلم. وكان هو أعلم مني، وأوقر، فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني كنت زورتها في نفسي إلا قالها في بديهته أو مثلها أو أفضل منها، حتى سكت([360]).
إلى أن قال:
فتشهد أبو بكر، وأنصت القوم، ثم قال: بعث الله محمداً بالهدى، ودين الله حق، فدعى رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى الإسلام، فأخذ الله بقلوبنا ونواصينا، إلى ما دعانا إليه، فكنا معشر المهاجرين أول الناس إسلاماً، ونحن عشيرته، وأقاربه، وذوو رحمه، فنحن أهل النبوة، وأهل الخلافة، وأوسط الناس أنساباً في العرب، ولدتنا كلها، فليس منا قبيلة إلا لقريش فيها ولادة، ولن تعترف العرب ولا تصلح إلا على رجل من قريش.
هم أصبح الناس وجوهاً، وأبسطهم لساناً، وأفضلهم قولاً، فالناس لقريش تبع، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء، وهذا الأمر بيننا وبينكم قسمة إلا بثلمة.
وأنتم يا معشر الأنصار إخواننا في كتاب الله، وشركاؤنا في الدين، وأحب الناس إلينا، وأنتم الذين آووا ونصروا، وأنتم أحق الناس بالرضا بقضاء الله والتسليم لفضيلة ما أعطى الله إخوانكم من المهاجرين، وأحق الناس ألا تحسدوهم على خير آتاهم الله إياه.
وأما ما ذكرتم فيكم من خير، فأنتم له أهل، ولن تعرف العرب هذا الأمر، إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح، وهو جالس بيننا([361]).
إلى أن قال:
فقال عمر وأبو عبيدة: ما ينبغي لأحد بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن يكون فوقك يا أبا بكر، أنت صاحب الغار مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وثاني اثنين، وأمرك رسول الله "صلى الله عليه وآله" حين اشتكى، فصليت بالناس، فأنت أحق بهذا الأمر.
قالت الأنصار: والله ما نحسدكم على خير ساقه الله إليكم، وما خلق الله قوماً أحب إلينا، ولا أعز علينا منكم، ولا أرضى عندنا هدياً منكم، ولكنا نشفق بعد اليوم، فلو جعلتم اليوم أصلاً منكم، فإذا مات أخذتم رجلاً من الأنصار فجعلناه، فإذا مات أخذنا رجلاً من المهاجرين فجعلناه، فكنا كذلك أبداً ما بقيت هذه الأمة، بايعناكم، ورضينا بذلك من أمركم، وكان ذلك أجدر أن يشفق القرشي، إن زاع، أن ينقض عليه الأنصاري.
فقال عمر: لا ينبغي هذا الأمر، ولا يصلح إلا لرجل من قريش، ولن ترضى العرب إلا به، ولن تعرف العرب الإمارة إلا له، ولن يصلح إلا عليه، والله لا يخالفنا أحد إلا قتلناه([362]).
وعند الإمام أحمد: قال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير، ومنكم أمير يا معشر قريش.
قال: فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى خشينا الإختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار([363]).
وعند ابن عقبة: فكثر القول حتى كادت الحرب تقع بينهم، وأوعد بعضهم بعضاً، ثم تراضى المسلمون، وعصم الله لهم دينهم، فرجعوا وعصوا الشيطان.
ووثب عمر فأخذ بيد أبي بكر، وقام أسيد بن حضير الأشهلي، وبشير بن سعد أبو النعمان بن بشير يستبقان ليبايعا أبا بكر، فسبقهما عمر فبايع، ثم بايعا معاً([364]).
وعند ابن إسحاق في بعض الروايات، وابن سعد: أن بشير بن سعد سبق عمر([365]).
إلى أن قال:
ووثب أهل السقيفة يبتدرون البيعة، وسعد بن عبادة مضطجع يوعك، فازدحم الناس على أبي بكر، فقال رجل من الأنصار: اتقوا سعداً، لا تطأوه، فتقتلوه.
فقال عمر، وهو مغضب: قتل الله سعداً، فإنه صاحب فتنة.
فلما فرغ أبو بكر من البيعة رجع إلى المسجد، فقعد على المنبر، فبايعه الناس حتى أمسى، وشغلوا عن دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"([366]).
إلى أن قال:
روى ابن إسحاق، والبخاري، عن أنس بن مالك قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة، وكان الغد جلس أبو بكر، فقام عمر فتكلم، وأبو بكر صامت لا يتكلم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:..
إلى أن قال:
..وإن الله قد جمع أمركم على خيركم، صاحب رسول الله "صلى الله عليه وآله" ثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه، فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة، ثم تكلم أبو بكر فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو أهله([367]).
وفي رواية البلاذري، عن الزهري أنه قال:
الحمد لله، أحمده وأستعينه على الأمر كله، علانيته وسره، ونعوذ بالله من شر ما يأتي بالليل والنهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً، قدام الساعة، فمن أطاعه رشد، ومن عصاه هلك، انتهى([368]).
ثم قال: أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم. وقد كانت بيعتي فلتة، وذلك أني خشيت الفتنة، وأيم الله ما حرصت عليها يوماً قط، ولا طلبتها، ولا سألت الله تعالى إياها سراً ولا وعلانية، وما لي فيها من راحة([369]).
وقال: "واعلموا أن لي شيطاناً يعتريني، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني، لا أوثِّر في أشعاركم وأبشاركم"([370]).
وروى البلاذري والبيهقي ـ بإسناد صحيح ـ من طريقين، عن أبي سعيد: أن أبا بكر لما صعد المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير الزبير، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: قلت: ابن عمة رسول الله "صلى الله عليه وآله" وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟!
فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فقام فبايعه، ثم نظر في وجوه القوم فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فجاء، فقال أبو بكر: قلت: ابن عم رسول الله "صلى الله عليه وآله" وختنه على ابنته، أردت أن تشق عصا المسلمين؟!
قال: لا تثريب يا خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فبايعه([371]).
قال أبو الربيع: وذكر غير ابن عقبة: أن أبا بكر قام في الناس بعد مبايعتهم إياه، يقيلهم في بيعتهم، ويستقيلهم فيما تحمله من أمرهم، ويعيد ذلك عليهم، كل ذلك يقولون: والله لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله "صلى الله عليه وآله" فمن ذا يؤخرك([372]).
قال العلامة الأميني: اكتفى عمر بن الخطاب بقوله: "من له هذه الثلاث؟: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا}([373]).
وبقوله له: إن أولى الناس بأمر نبي الله ثاني اثنين إذ هما في الغار، وأبو بكر السباق المسن.
وبقوله يوم بيعة العامة: إن أبا بكر صاحب رسول الله. وثاني اثنين إذ هما في الغار([374]).
ولما قال سلمان للصحابة: أصبتم ذا السن منكم، ولكنكم أخطأتم أهل بيت نبيكم([375]).
وقال عثمان: إن أبا بكر الصديق أحق الناس بها، إنه لصديق، وثاني اثنين، وصاحب رسول الله "صلى الله عليه وآله"([376]).
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم وقفات عديدة. مع تذكيرنا بأن هذا العرض للأحداث غير سليم، بل هو مصنوع بعناية، وقد اخْتُزِلَ، وحُرِّفَ، وزادوا وتصرفوا فيه، حسبما رأوا أنه يخدم عقيدتهم، وميولهم، ونذكر من هذه الوقفات:
توضيح بضع كلمات:
السقيفة: مكان مستطيل مسقوف، يُستظل به.
وبنو ساعدة: بطن من الأنصار. وكانت السقيفة لهم وفي محلتهم.
جذيلها: تصغير جذل، عود ينصب للإبل الجربى، تحتك به، فتشفى.. والتصغير هنا للتعظيم. أي أنا من يستشفى برأيه:
والمحكك: الذي كثر به الحك حتى صار أملساً.
عذيق: تصغير عذق ـ بفتح العين ـ للتعظيم. وهو هنا النخلة. وأما بالكسر فهو العرجون.
المرجب: من الرجبة ـ بضم الراء وسكون الجيم ـ الذي يحاط به النخلة الكريمة مخافة أن تسقط. وإما من رجبت الشيء أرجبه رجباً. عظمته. وقد شدد مبالغة فيه([377]).
عمر ينكر موت الرسول ':
وفور انتقال رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى الرفيق الأعلى، بادر عمر بن الخطاب إلى إنكار موته "صلى الله عليه وآله" وقال: ما مات رسول الله، ولا يموت، حتى يظهر دينه على الدين كله. وليرجعن وليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته. لا أسمع رجلاً يقول: مات رسول الله إلا ضربته بسيفي.
واستمر على هذا الحال يحلف للناس على صحة ما يقول حتى ازبد شدقاه، إلى أن جاء أبو بكر من السنح، وهو موضع يبعد عن المسجد ميلاً واحداً، فكشف عن وجه رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ثم خرج فقال لعمر الذي ما زال يحلف: أيها الحالف على رسلك.. وأمره ثلاث مرات بالجلوس، فلم يفعل.
ثم قام خطيباً في ناحية أخرى، فترك الناس عمر وتوجهوا إلى أبي بكر، فقال: من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم تلا قوله تعالى: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}([378]).
وأظهر عمر أنه سلم وصدق، قائلاً: كأني لم أسمع هذه الآية([379]).
وروى ابن إسحاق والبخاري عن أنس قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة، وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم، وأبو بكر صامت.
فقال: أيها الناس، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلا عن رأيي، وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله "صلى الله عليه وآله". ولكن كنت أرجو أن يعيش رسول الله فيدبرنا، ويكون آخرنا موتاً، وإن الله أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله ورسوله، فإن اعتصمتم هداكم الله كما هداكم به([380]).
وقد أشار حافظ إبراهيم إلى هذه الحادثة فقال:
يصيح من قال: نفس المصطفى قبضت عـلـوت هـامـتـه بالسيف أبريها([381])
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم وقفات، هي التالية:
أسئلة تحتاج الى جواب:
إن ثمة أسئلة تحتاج إلى إجابات مقنعة ومقبولة، وهي التالية:
1 ـ من الذي أخبر عمر: أن القول بأن النبي"صلى الله عليه وآله" قد مات محرم وممنوع، ويستحق قائل ذلك العقوبة؟!
2 ـ من أين جاء عمر بهذا الخبر، الذي يقول: إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" سوف يرجع؟!.
3 ـ هل المقصود: أنه سوف يرجع من سفر، فإلى أين كان ذلك السفر، ليقال: إنه سيرجع منه؟!
أم المقصود: إنه سيرجع بعد الموت، فإن هذا الأمر توقيفي، لا يُعْلِمُهُ الله إلا إلى رسول من رسله أطلعه على غيبه.
ويبدو لنا: أنه يقصد المعنى الأول، فقد أشارت بعض النصوص إلى أن عمر قد أشار إلى أن غيبته "صلى الله عليه وآله" كغيبة موسى بن عمران.. وغيبة موسى هو عبارة عن سفر رجع منه موسى في الوقت المناسب.. ولكن الوقائع أظهرت على كل حال أن هذا الخبر الذي جاء به عمر غير صحيح.
5 ـ إذا كان "صلى الله عليه وآله" سيرجع ويعاقب من أرجف بموته بقطع الأيدي والأرجل، فلماذا يتهددهم عمر بالضرب بالسيف؟!
فهل لهذا الذنب عقوبتان هما: الضرب بالسيف تارة، وقطع الأيدي والأرجل أخرى؟!
6 ـ من الذي خول عمر إجراء عقوبة الضرب بالسيف على الناس؟!
7 ـ من أين علم عمر أن النبي لم يمت؟!
8 ـ من أين علم عمر أنه "صلى الله عليه وآله" لا يموت حتى يظهر دينه على الدين كله.
9 ـ ولماذا وعلى أي شيء اعتمد عمر حين كان يحلف للناس، ليقنعهم بصحة أقواله، وبأنه على يقين مما يقول؟!
السنح على بعد ميل واحد:
وقد ذكروا: أن السنح يبعد عن المسجد بمقدار ميل واحد([382]).
ولكنهم يقولون مقابل ذلك: أن السنح عالية من عوالي المدينة([383]). وأدنى العوالي كما يقول ياقوت الحموي يبعد أربعة أميال أو ثلاثة([384])، فلماذا اختار أبو بكر لزوجته أن تسكن بعيدة عنه هذا المقدار؟!
وهل كانت أعرابية الهوى والمشرب، وترفض السكنى في الحضر؟!
أم أن أبا بكر هو الذي اختار لها هذا المكان ليكون خلوة له كلما احتاج إلى أن يختلي بنفسه؟!
أم أن له صداقات وارتباطات يريد أن يحفظها ولا يقطعها؟!
أم ماذا؟!!
صدمة محسوبة:
إن الناس كانوا ـ بلا شك ـ حين موت رسول الله "صلى الله عليه وآله" على حالة لا يحسدون عليها من الخوف والوجل، والترقب، والضياع والحيرة، فإن وفاة النبي "صلى الله عليه وآله" لها مساس مباشر بمصيرهم، وبمستقبلهم، فإذا جاءهم من هو مثل عمر بمثل هذه المقالة، وأطلقها بصورة صارمة وحازمة، مع تهديد ووعيد، وحلف أيمان، فإن حالة من البلبلة الفكرية والمشاعرية سوف تنتابهم، وتهيمن على كل كيانهم ووجودهم بما تحمله معها من كتل من الأوهام والخيالات التي تزيدهم حيرة وضياعاً..
ولا شك في أن هذا سوف يصرفهم عن التفكير بالمستقبل، وبآثار وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله".. ويعطي مهلة لمن يريد إضاعة بعض الوقت، بانتظار أمر مّا ليتدبر أمره، وليجد المخرج المناسب من مأزق يعاني منه.
أفإن مات أو قتل:
وحين قرأ أبو بكر الآية الشريفة {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}([385]). اقتنع عمر مباشرة بموت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وكأنه لم يسمع هذه الآية من قبل.
غير أننا نقول:
أولاً: إن عمرو بن زائدة كان قد قرأ هذه الآية في مسجد رسول الله "صلى الله عليه وآله" على الصحابة وعلى عمر قبل مجيء أبي بكر، وقرأ عليهم أيضاً قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}([386])"([387]).
فلماذا بقي عمر مصراً على موقفه أولاً، ثم تراجع عنه ثانياً حين سمع الآية من أبي بكر؟!
ثانياً: إن عمر لم يكن منكراً لموت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولكنه كان يدعي: أنه إنما يموت بعد أن يظهر الله دينه على الدين كله..
والآية الشريفة التي تلاها أبو بكر لم تقل: إنه سوف يموت قبل ظهور الدين أو بعده..
فكيف اقتنع عمر بها يا ترى؟!
ثالثاً: إن عمر قد رد كتابة الكتاب الذي لن يضلوا بعده بقوله: حسبنا كتاب الله، أي أنه بعد موت الرسول "صلى الله عليه وآله" تكون هدايتنا منوطة بالكتاب، ولا تحتاج إلى شيء آخر.
وهذا التقرير يستبطن القبول بأن الناس هم الذين سوف يتولون استفادة الهداية من كتاب الله، وذلك لا يكون إلا إذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" قد ارتحل إلى الرفيق الأعلى.
وتكون النتيجة هي: أن عمر كان يعرف قبل ذلك بمدة أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" يموت، وأن الأمة سوف تهتدي بعده بكتاب الله، فلاذا أنكر موته هذه الساعة على النحو الذي ذكرناه؟!
ثلاثة احتمالات لا تفيد عمر:
وقد يقال: إن أمر عمر في هذه القضية يدور بين ثلاثة احتمالات:
الأول: أن يكون جاهلاً حقاً في أن النبي "صلى الله عليه وآله" يموت.
ويقال في الجواب: إن من يجهل مثل هذا الأمر البديهي، لا يصلح للإمامة والخلافة. ومن يكون جهله مركباً إلى حد أنه يواصل إصراره، ويتبرع بالأيمان على صحة ما يقول.. لا يمكن أن تقنعه حجة أبي بكر، لأنها لا تدل على موت النبي "صلى الله عليه وآله" فعلاً، فلعله سيرجع كما يقول عمر!!
ولماذا أقنعته الآية حين تلاها أبو بكر، ولم تقتعه حين تلاها غيره؟!
وإذا كان قد تراجع اعتماداً على قول أبي بكر، فلماذا لم يتراجع عند قول غيره؟!
ولماذا صار قول أبي بكر حجة دون سواه؟!
الثاني: أن يكون قد دهش لموت النبي "صلى الله عليه وآله" إلى حد أنه فقد توازنه، واختل تفكيره..
قال ابن سيد الناس: خبل عمر في وفاة النبي، فجعل يقول: إنه والله ما مات ولكن ذهب إلى ربه([388]).
وقال التفتازاني: إن ذلك لتشوش البال، واضطراب الحال، والذهول عن جليات الأحوال([389]).
ويجاب عن ذلك: بأن من دهش بالمصيبة، إلى حد الخبل، فإنه حين يتيقن وقوعها سيكون أكثر اختلالاً، وأشد خبلاً.. مع أن الأمور قد سارت في الإتجاه المعاكس.
الثالث: أن يكون ذلك قد جاء على سبيل كسب الوقت إلى حين مجيء أبي بكر، لأنه خشي أن يكون أمام مأزق يحتاج فيه إلى أبي بكر دون سواه، لأنه هو الذي يساعده على الخروج منه. ألا وهو مأزق طرح اسم من يقوم مقام رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وإعلان تولي علي "عليه السلام" لهذا الأمر مباشرة، فلما تحقق له ما أراد، وهو مجيء أبي بكر كان المخرج له من هذا الجو هو أن يتظاهر بلباقة يتقنها: أنه صعق إلى الأرض حين عرف بالحقيقة.
وعمر هو الذي يقول: إنه كان على اتفاق تام مع أبي بكر، فكان إذا أراه أبو بكر الشدة أراه هو اللين، وكذلك العكس.
شجاعة أم عدم اكتراث لموت الرسول؟!:
وإذا أردنا أن نجعل الدهشة وعدمها معياراً للحزن، فلا بد أن نحكم على أبي بكر أنه لم يكن مهتماً لاستشهاد رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ويؤيد هذا: ما ورد من أن أبا بكر اعترض على علي "عليه السلام" في ظهور حزنه على رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فقال: ما لي أراك متحازماً؟!
فقال له علي "عليه السلام": إنه قد عناني ما لم يعنك.
فاضطر أبو بكر إلى إنكار ذلك، والتظاهر بالإهتمام والحزن على رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فراجع([390]).
وقد يحاول البعض أن يؤيد صحة ذلك أيضاً بإهمال أصحاب السقيفة جنازة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وانصرافهم إلى السعي للحصول على الخلافة، وقد دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله" ولم يحضروه لانشغالهم بهذا الأمر، ثم إنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء حتى إخبار علي "عليه السلام"، وبني هاشم بما يفعلونه ويدبرونه..
شجاعة أبي بكر:
وبذلك كله يعلم عدم صحة ما يدعيه بعضهم، من أن موقف أبي بكر هنا أدل دليل على شجاعته وجرأته، معللاً ذلك بقوله: "فإن الشجاعة والجرأة حدُّهما ثبوت القلب عند حلول المصائب، ولا مصيبة أعظم من موت النبي "صلى الله عليه وآله"، فظهرت عنده شجاعته وعلمه، وقال الناس: لم يمت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، منهم: عمر، وخرس عثمان، واستخفى علي، واضطرب الأمر، وكشفه الصديق بهذه الآية"([391]).
ونقول:
إن هذا الكلام غير صحيح.
أولاً: إن القرطبي يقول: استخفى علي "عليه السلام"، والحلبي يقول: أقعد علي، فأيهما هو الصحيح؟!([392]).
ثانياً: إن الحديث عن خبل عمر، لمجرد احتمال موت النبي "صلى الله عليه وآله" غير صحيح أيضاً، إذ لماذا أفاق حين تيقن موته، وكأن شيئاً لم يكن؟! ثم ذهب إلى السقيفة، وتصرف على ذلك النحو المعروف والموصوف.
ثالثاً: إن أبا بكر لم يزد على أن استدل بالآية على موت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فأي ربط لهذا الأمر بالشجاعة؟!
رابعاً: لقد كان عمرو بن زائدة قد استدل على موت النبي "صلى الله عليه وآله" بهذه الآية، وبآية أخرى في المسجد، فلماذا لا يعدونه من الشجعان أيضاً؟!
خامساً: إذا أخذ بالرواية المتقدمة التي ذكرت أن علياً "عليه السلام" قال لأبي بكر: إنه قد عناني ما لم يعنك، فهي تدل على عدم اكتراث أبي بكر لموت الرسول "صلى الله عليه وآله"، ولا تدل على شجاعته.
سادساً: إن النبي "صلى الله عليه وآله" قد بكى عثمان بن مظعون، وكانت الدموع تسيل على وجنتيه، وله شهيق. وبكى على حمزة، وجعفر، وزينب، وإبراهيم، ورقية و.. و.. فهل يمكن اعتبار أبي بكر أشجع من النبي "صلى الله عليه وآله"، لأن النبي بكى وشهق على الأحباب والأصحاب، أما أبو بكر فلم يتأثر، ولم يبك حتى لموت رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!
الشيخان إلى السقيفة:
وقد ذكر العلامة المظفر "رحمه الله": أنه بعد أن اجتمع الرجلان: أبو بكر وعمر، وانتهت مهزلة إنكار موت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، لم يطل مقامهما "حتى جاء اثنان من الأوس مسرعين إلى دار النبي، وهما: معن بن عدي وعويم بن ساعدة، وكان بينهما وبين سعد الخزرجي المرشح للخلافة موجدة قديمة، فأخذ معن بيد عمر بن الخطاب، ولكن عمر مشغول بأعظم أمر، فلم يشأ أن يصغي إليه، لولا أن يبدو على معن الإهتمام، إذ يقول له: "لا بد من قيام"، فأسرَّ إليه باجتماع الأنصار ففزع أشد الفزع، وهو الآخر يصنع بأبي بكر ما صنع معن معه، فيسر إلى أبي بكر بالأمر، وهو يفزع أيضاً أشد الفزع. فذهبا يتقاودان مسرعين إلى حيث مجتمع الأنصار، وتبعهما أبو عبيدة بن الجراح، فتماشوا إلى الأنصار ثلاثتهم.
أما علي ومن في الدار، وفي غير الدار من بني هاشم، وباقي المهاجرين والمسلمين، فلم يعلموا بكل الذي حدث، ولا بما عزم عليه أبو بكر وعمر.
ألم تكن هذه الفتنة التي فزع لها أشد أبو بكر وعمر أشد الفزع ـ على حد تعبيرهم ـ تعم جميع المسلمين بخيرها وشرها، وأخص ما تخص علياً "عليه السلام"، ثم بني هاشم؟
أوليس من الجدير بهما أن يوقفاهم على جلية الأمر، ليشاركوهما في إطفاء نار الفتنة الذي دعاهما إلى الذهاب إلى مجتمع الأنصار مسرعين؟
ثم لماذا يخص عمر أبا بكر بالإسرار إليه دون الناس، ثم أبا عبيدة"؟([393]).
إجتماع المهاجرين إلى أبي بكر:
وقد ذكرت رواية البلاذري، عن ابن عباس: أن عمر قال: "اجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: إنطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار الخ..".
فانطلقوا إليهم، فالتقوا بعويم بن ساعدة ورفيقه.
ونقول:
إن ذلك غير صحيح، فإن المهاجرين لم يجتمعوا إلى أبي بكر، وإنما ذهب إلى الأنصار ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط، وهم: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة.
قيل: وسالم، وربما يذكر أيضاً خالد معهم.. ولا نكاد نطمئن إلى صحة ذلك.
كما أن عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، قد جاءا إلى عمر وأبي بكر وأصرا عليهما ليقوما معهما..([394]).
استدلالات أبي بكر على أن الخلافة لقريش:
وقد استدل أبو بكر على أن قريشاً هي الأحق بالخلافة بثلاثة أمور هي:
1 ـ أنهم أصبح الناس وجوهاً.
2 ـ أنهم أبسطهم لساناً.
3 ـ أفضلهم قولاً.
ولم يشر إلى نص نبوي، ولا إلى آية قرآنية، ولا إلى تقدم لقريش على غيرها في علم، أو تقوى أو جهاد، أو غير ذلك مما يفيد في سياسة الناس، وحفظ دينهم، وتدبير أمورهم..
وماذا تنفع صباحة الوجه، وبسط اللسان، وحسن القول، في حفظ الدين، وفي الذب عن حياض المسلمين، وتدبير شؤونهم، وتسيير أمورهم، ونشر المعارف فيهم، أو في بسط العدل، وإشاعة الأمن فيهم، إذا لم يكن هناك دين، وزهد، وتقوى، وعلم، وأمانة و.. و.. الخ..؟!
على أن هذه الإستدلالات نفسها من شأنها أن تبعد هذا الأمر عن أبي بكر بالذات، فقد تقدم في هذا الكتاب: أنه ليس فقط لم يكن أصبح الناس وجهاً، وإنما كان على النقيض من ذلك..
كما أنه لم يعرف عنه بلاغة ولا فضل في قول، ولا بسطة في لسان، ولا غير ذلك.. بل عرف عنه خلاف ما ذكر.. بل كان بنو هاشم هم القمة والمتميزون في ذلك كله، بالإضافة إلى العلم الغزير، والفضل الكثير، والتقوى والحلم، والسياسة والتدبير، والجهاد والتضحية في سبيل الله، وغير ذلك من صفات تفيد في حفظ الدين وأهله.
بماذا استحق أبو بكر الخلافة؟!:
لقد استدل أبو بكر وعمر بن الخطاب على تقديم أبي بكر للخلافة بأمور يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1 ـ إنه أول من أسلم.
2 ـ إنه صدِّيق.
3 ـ إنه صاحب رسول الله "صلى الله عليه وآله".
4 ـ إنه صاحب الغار مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وثاني اثنين.
5 ـ إن النبي "صلى الله عليه وآله" أمره أن يصلي بالناس..
6 ـ و في بعض النصوص: إنه أكبرهم سناً..
فلو كان هناك نص على أبي بكر لبادرا إلى الإحتجاج به، و لو كانت لأبي بكر أية فضيلة أخرى لم يتوانيا عن ذكرها، والتأكيد عليها، فقد كانوا أحوج الناس إلى ذلك في تلك الساعة، ولا يفيد نسبة الفضائل والكرامات إليه في غير هذا الموقف، إذ لا عطر بعد عروس..
بل إن عدم ذكر شيء من ذلك في مناسبة السقيفة يثير ألف سؤال وسؤال حول صحة تلك الفضائل، ويقوي احتمال كونها منحولة ومصنوعة في وقت متأخر، حينما احتاجوا إليها في احتجاجاتهم ودفاعاتهم.
وحتى هذه الأمور الثلاثة التي استدلوا بها في السقيفة، لا تفيد أبا بكر في شيء، بل هي في غير صالحه، لو أن العقول كانت هي الحكم والمرجع، وهي التي تهيمن وتتصرف..
ونستطيع أن نبين خطلها وفسادها على النحو التالي:
1 ـ كبر سن أبي بكر:
بالنسبة لاستدلالهم على أحقية أبي بكر بالخلافة: بأنه الأكبر سناً في أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله".
حتى لقد رووا: أنه هو وسهيل بن عمرو بن بيضاء كانا أسن الصحابة([395]).
نقول:
1 ـ لو كان المعيار في استحقاق الخلافة هو كبر السن، وصغره لكانت نبوة رسول الله "صلى الله عليه وآله" باطلة، لأن الكثيرين في طول البلاد وعرضها كانوا أكبر منه، ومنهم أعمامه، أبو طالب، والعباس أكبر سناً..
2 ـ إن أبا قحاقة كان حين وفاة النبي "صلى الله عليه وآله" لا يزال حياً، وهو أكبر سناً من ولده أبي بكر، فهو إذن أولى منه بالخلافة.
كما أن العباس عم النبي "صلى الله عليه وآله" كان موجوداً أيضاً، وهو أكبر سناً من النبي "صلى الله عليه وآله" ومن أبي بكر..
وهناك عشرات وربما مئات من الصحابة المهاجرين والأنصار وغيرهم كانوا أكبر سناً من أبي بكر، وقد عدَّ العلامة الأميني "رحمه الله" أربعين صحابياً كلهم كان أسن من أبي بكر، وهم:
أماناة بن قيس، أمد بن أبد الحضرمي، أنس بن مدرك، أوس بن حارثة، ثور بن كلدة، الجعد بن قيس المرادي، حسان بن ثابت، حكيم بن حزام، حمزة بن عبد المطلب، حنيفة بن جبير، حويطب بن عبد العزى، حيدة بن معاوية، خنابة بن كعب، خويلد بن مرة، ربيعة بن الحارث، سعيد بن يربوع، سلمة السلمي، سلمان الفارسي، أبو سفيان، صرمة بن أنس، صرمة بن مالك، طارق بن المرقع، الطفيل بن زيد، عاصم بن عدي، العباس بن عبد المطلب، عبد الله بن الحارث، عدي بن حاتم، عدي بن وداع، عمرو بن المسبح، فضالة بن زيد، قباث بن أشيم، قردة بن نفاثة، لبيد بن ربيعة، اللجلاج الغطفاني، المستوعز بن ربيعة، معاوية بن ثور، منقذ بن عمرو، النابغة الجعدي، نوفل بن الحارث، نوفل بن معاوية. وأبو قحافة([396]).
3 ـ بماذا استحق عمر بن الخطاب التقديم على سائر الناس، الذين كانوا أكبر منه سناً، حتى أوصى إليه أبو بكر بالخلافة دونهم!!.
4 ـ إن كبر السن لا يعطي للإنسان قدرات جسدية ولا فكرية، ولا يجعله متحلياً بفضائل الأخلاق، وبالمزايا الحميدة، ولا يعطيه أهلية لقيادة الأمة، لأن ما يوجب ذلك هو العلم والتقوى، والشجاعة والسياسة، والتدبير والعقل الراجح و.. و.. ولم يذكر كبر السن في جملة صفات القائد والخليفة والحاكم.
ومجرد كبر السن لا يعني أن أبا بكر كان حائزاً على شيء من ذلك.
5 ـ ولو أغمضنا النظر عن جميع ذلك، فإننا نقول:
إنهم يدّعون: أن أبا بكر كان مع النبي "صلى الله عليه وآله" في سفره إلى الشام، حيث نزلوا على بحيرا الراهب، الذي عرف أن محمداً "صلى الله عليه وآله" هو النبي الموعود، وطلب من أبي طالب أن يعيده إلى مكة، فأرسل معه أبو بكر بلالاً([397]).
وكان عمر النبي "صلى الله عليه وآله" تسع سنين كما قاله الطبري، والسهيلي، أو اثنا عشر سنة كما قاله آخرون([398]).
فالمفروض: أن يكون أبو بكر آنئذٍ في سن العشرين فما فوقها.. وهذا معناه: أنه أكبرمن النبي "صلى الله عليه وآله" بحوالي عقد من الزمن.
ويدل على ذلك: قولهم في حديث الهجرة: كان أبو بكر شيخاً يعرف، والنبي شاب لا يعرف. وكان يسألون أبا بكر: من هذا الغلام بين يديك؟!
وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم في الفقرة: "عاش أبو بكر وعمر ثلاثاً وستين" فراجع.
ويؤيد ذلك أيضاً: روايتهم عن يزيد الأصم: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال لأبي بكر: "أنا أكبر أو أنت"؟!
قال: لا، بل أنت أكبر مني وأكرم، وخير مني، وأنا أسن منك"([399]). فكيف يدَّعون: أن أبا بكر عاش ثلاثاً وستين سنة فقط؟!([400]).
وإذا كان أبو بكر أكبر من النبي "صلى الله عليه وآله" سناً، وكان كبر السن يوجب التقدم في المقامات والمناصب الإلهية، فالمفروض أن يكون أبو بكر هو النبي.
مع الإشارة إلى أن ما يشبه هذه الرواية ينقل عن العباس مع النبي "صلى الله عليه وآله" أيضاً([401]).
2 ـ ثاني اثنين إذ هما في الغار:
وأما بالنسبة لكون أبي بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار، فنقول:
1 ـ قد تقدم: أن هذا ليس من فضائل أبي بكر، لأن الآية قد جاءت في سياق الذم والإدانة، فراجع ما ذكرناه حين الحديث عن الهجرة.
2 ـ إن كون أبي بكر ثاني اثنين في الغار لا يدل على أن أبا بكر كان متميزاً في علم أو تقوى، أو شجاعة، أو تدبير وسياسة، أو عقل، أو ما إلى ذلك مما لا بد منه في الخليفة..
3 ـ أول من أسلم:
وأما كون أبو بكر أول من أسلم، فلا يصح أيضاً، فراجع ما ذكرنا حول ذلك في أوائل هذا الكتاب..
كما أن ذلك لا يدل على جامعيته لصفات الحاكم والخليفة.
4 ـ صلاة أبي بكر بالناس:
وأما الإستدلال بصلاة أبي بكر على الخلافة، فقد ذكرنا: أن صلاته مشكوكة الوقوع، ولو ثبت أنه صلى، فالصلاة أيضاً لا تدل على فضيلة لأبي بكر، خصوصاً وكان النبي "صلى الله عليه وآله" قد عزله عنها.
وحتى لو لم يعزله، وكان هو الذي نصبه للصلاة، فذلك لا يدل على استحقاقه للإمامة والخلافة، ولا على حيازته لشرائطها.
والذي يبدو لنا هو: أن عمر بن الخطاب حين أشار إلى هذه الصلاة كان مطمئناً إلى أن أكثر الناس كانوا لا يعرفون أن أبا بكر قد تصدى للصلاة من دون علم الرسول "صلى الله عليه وآله"، وأن النبي "صلى الله عليه وآله" قد عزله عنها، لأن العزل جاء بنحو عملي، ومن دون تصريح قولي بالعزل..
وقد أشاع أنصار أبي بكر بين الناس: أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يقصد العزل، بل هو قد وجد من نفسه خفة، فأحب أن لا يفوته ثواب الصلاة جماعة.
5 ـ صاحب رسول الله وصديق:
وأما أن أبا بكر صاحب رسول "صلى الله عليه وآله"، فهو لا يفيد أيضاً، إذ ما أكثر الصحابة لرسول الله "صلى الله عليه وآله"، وليست الصحبة من المؤهلات للخلافة.
وأما صديقيته، فقد تقدم: أن الصديق هو علي "عليه السلام" دون سواه، فراجع.
لا يخالفنا أحد إلا قتلناه:
وحين صرح الأنصار بأنهم خائفون مشفقون من تولي المهاجرين، ويريدون ضمانات لكي لا يتعرضوا لسوء، ولو بأن يكون منهم أمير، حتى يشفق القرشي من أنه لو زاغ أن ينقض عليه الأنصاري، فاستغل عمر نقطة الضعف هذه، وتقدم إلى الأمام في خطوة حاسمة، فاستنصر بالعرب قائلاً: "لن ترضى العرب إلا به، ولن تعرف العرب الإمارة إلا له، ولن يصلح إلا عليه".
ثم أطلق قراره الحاسم والجازم الذي أكده بالقسم، فقال: "والله لا يخالفنا أحد إلا قتلناه".
فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى كادت الحرب تقع، وأوعد بعضهم بعضاً، وبايع أبا بكر عمر وأبو عبيدة، وبشير بن سعد، وأسيد بن حضير.. ولعل عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، اللذين جاءا بأبي بكر وعمر إلى السقيفة قد بايعا أيضاً.
ولم يُسَمَّ أحد لنا غير هؤلاء، سوى خالد بن الوليد، وسالم مولى أبي حذيفة، مع الشك في حضورهما في السقيفة، فلعلهما لحقا بعض ما جرى.
وإذا كان الإختلاف قد نما حتى كادت الحرب أن تقع، ومع توعد بعضهم بعضاً، ومع هذا التهديد والوعيد من عمر كيف يقال: إن البيعة لأبي بكر كانت عن رضى، وإجماع؟!!
ويبدو أن أبا بكر وحزبه الذين ذكرنا أسماءهم، تركوا الأنصار في سقيفتهم يتلاومون، ويتجادلون، ويتهم بعضهم بعضاً، وخرجوا إلى المسجد، ليفاجئوا علياً "عليه السلام" بالأمر الواقع، وليتدبروا الأمر قبل أن يصل الخبر إلى مسامع علي "عليه السلام" وبني هاشم، فيقع ما لم يكن بالحسبان..
رواية مكذوبة:
وبعد.. فقد روي عن حميد بن عبد الرحمن: أن أبا بكر قال لسعد بن عبادة: لقد علمت يا سعد أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قال وأنت قاعد: "قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم".
قال: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء([402]).
ونقول:
إننا لا نشك في كذب هذه الرواية، وذلك لما يلي:
أولاً: إن الذي قال: "نحن الأمراء، وأنتم الوزراء". هو أبو بكر نفسه، وليس سعد بن عبادة، وقد تقدم ذلك في خطبة أبي بكر.
ثانياً: إن سعداً لم يبايع أبا بكر إلى أن قتله خالد بن الوليد غيلة في حوران من بلاد الشام. ثم زعموا أن الجن قتلته!!
ثالثاً: إن ذلك يتلاءم مع قول عمر: "اقتلوا سعداً قتل الله سعداً، فإنه صاحب فتنة..".
رابعاً: إنه لا معنى لأن يقول في الحديث المنسوب إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله": "فاجرهم تبع لفاجرهم" وذلك لما يلي:
ألف: إن النبي "صلى الله عليه وآله" لا يمكن أن يؤيد ولاية الفاجر، ولا أن يطلب من الفاجر الآخر الإنقياد له..
ب: لا يمكن أن يجعل "صلى الله عليه وآله" حاكمين للناس بأن يقول: قريش وولاة هذا الأمر الخ.. بل هو يجعل لهم حاكماً واحداً.. فالصحيح هو أنه "صلى الله عليه وآله" قال: "الناس تبع لقريش: برهم تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم".
وهذا لا ربط له بأمر الولاية، بل هو يقرر: أن قريشاً محط أنظار الناس، وأنهم يقتدون بها، ويقلدونها فيما تقول وتفعل.. فما على قريش إلا أن تلتزم جادة الحق والصواب، وتكف عن السير في طريق الغي والإنحراف..
حضور علي × في السقيفة:
وعلي أمير المؤمنين "عليه السلام"، وإن لم يحضر اجتماع السقيفة، بل هم قد عقدوا اجتماعهم من دون أن يعلموه، خوفاً من أية كلمة يقولها، أو موقف يتخذه..
ولكنه كان حاضراً بشخصيته المعنوية، وبهيبته الإلهية، ولم يغب عن ذهن الفرقاء في ذلك الإجتماع، فكانوا بين مؤمل به، وخائف وجل من عاقبة إقصائه عن أمر هو له.. وقد تمثل حضوره "عليه السلام" هذا في اتجاهين:
أحدهما: يسعى إلى إقصائه عن دائرة الإحتمال، ولو بإطلاق الشائعات والنقل الكاذب عنه، فقالوا للناس: إن علياً "عليه السلام" قد عزف عن طلب هذا الأمر، فلا معنى للتفكير فيه، ولا موجب لتعلُّق الآمال به..
الثاني: إن هذه الشائعات لم تفلح في اقتلاعه من نفوس الناس، بل بقوا يفكرون فيه، ويعتبرونه الملاذ، والمنقذ، والأمل التي تسكن إليه نفوسهم.
وقد أشار إلى الإتجاه الأول، ما ورد من أنه بعد أن اتجهت الأمور نحو ترجيح كفة أبي بكر، قال بعض الأنصار: "إن فيكم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد". يعني علياً "عليه السلام"([403]).
فقد دلت هذه الكلمة على أن ثمة من قال لهم: إن علياً "عليه السلام" لا يطلب هذا الأمر، ولا يريده..
وكأنهم يريدون أن يقولوا لهم: إننا إنما تصدينا لهذا الأمر، لأن صاحبه الشرعي الذي بايعناه نحن وأنتم في يوم الغدير، قد تخلى عن مسؤولياته فيه، فلكي لا تضيع الأمة، ولا يقع الخلاف بادرنا إلى طلب هذا الأمر،لحفظ الدين، ومنع الفتنة..
وقد كان الأنصار لا يملكون التجربة السياسية الكافية، بل يرى البعض: أنهم كانوا على درجة من البساطة، وسلامة النية، وحسن الطوية، وهم إنما يفهمون النصوص الدينية، بسطحية وسذاجة، فلم يدركوا أنه لا يحق لعلي "عليه السلام" أن يتخلى عن هذا الأمر، فإنه إذا قضى الله ورسوله أمراً ما كان له ولا لغيره الخيرة من أمرهم.. فكيف إذا كان التخلي عن هذا الأمر من شأنه أن يثير الفتن، وأن يضعف الدين وأهله، ويصبح أسيراً بأيدي المبطلين والظالمين، والجهلة والحاقدين، وطلاب اللبانات، وأهل الأهواء والمفسدين؟!!
ومما أشار إلى الإتجاه الثاني ما ورد من: أنه بعد أن ضاعت الفرصة من يد الأنصار هتف فريق منهم: لا نبايع إلا علياً([404]). فذلك يدل على أنهم يرون أن تصدّيهم لأمر الخلافة كان من غير حق ـ وأنه من التجني على علي "عليه السلام"، بما تضمنه من إفساح في المجال لتضييع حقه.
لكنهم كانوا على يقين من أن هذا الظلم لا يدفع علياً "عليه السلام" إلى التخلي عن واجبه الديني والأخلاقي تجاههم، أو إلى معاملتهم بالمثل، بل هو الإنسان الصفوح العدل، الحكيم الحليم، الذي لا يحيد عن الحق قيد شعرة.. أما منافسوه، ومناوؤوه، فكانوا يثيرون الخوف في نفوسهم، ويتوقعون منهم كل بلية ورزية..
لكن هيهات، فقد فات الأوان، وضاعت الفرصة، وقديماً قيل: "في الصيف ضيعت اللبن".
الإفتئات على أمير المؤمنين ×:
وروى ابن عقبة ـ بأسناد جيد ـ عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أن رجالاً من المهاجرين غضبوا في بيعة أبي بكر، منهم علي والزبير، فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله "صلى الله عليه وآله" ومعهما السلاح، فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المهاجرين والأنصار، فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش الأشهليان، وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي، فكلموهما حتى أخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره.
ثم قام أبو بكر فخطب الناس، واعتذر إليهم، وقال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً قط ولا ليلة، ولا سألتها الله تعالى قط سراً ولا علانية. ولكني أشفقت من الفتنة وما لي في الإمارة من راحة، ولكني قلدت أمراً عظيماً ما لي به طاقة، ولا يدان إلا بتقوية الله تعالى، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكاني اليوم.
فقبل المهاجرون منه ما قاله، وما اعتذر به، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا أنا أخرنا عن المشورة، وإنا لنرى أن أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وإنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف له شرفه، ولقد أمره رسول الله "صلى الله عليه وآله" بالصلاة بالناس وهو حي([405]).
ونقول:
1 ـ إن هذا النص يُصَوِّرُ علياً "عليه السلام"، وكأنه قد تمرد على الشرعية وأعلن العصيان المسلح، ويُظْهِرُ أبا بكر على أنه ذلك الرجل المظلوم، الزاهد بالمناصب، غير الحريص على الإمارة، الذي أراد درء الفتنة.. وأنه يود لو يجد من هو أقوى منه ليتخلى له عن ذلك المقام، ثم يعود ليظهر تفاهة تفكير علي والزبير، وأنهما إنما غضبا لأنفسهما، لأنهما أُخرا عن المشورة، ولم يغضبا لله سبحانه وتعالى.
ثم يقدم علياً"عليه السلام"، وهو يعترف بأحقية أبي بكر، ويقدم الأدلة عن ذلك..
2 ـ لكن هؤلاء المفتئتين على الحق والحقيقة، لم يذكروا: أن علياً "عليه السلام" لم يحضر السقيفة، بل كان في بيته الذي يفتح بابه إلى المسجد، حيث دَفَنَ النبي "صلى الله عليه وآله" فيه لتوه، ولم يحضر أهل السقيفة جنازته، ولا دفنه، بل رجع أهل السقيفة إلى المسجد، وطرقوا الباب على علي "عليه السلام"، بعد فراغه من دفن النبي "صلى الله عليه وآله"، وكانت زوجته فاطمة الزهراء "عليها السلام" وراء الباب عند القبر، وكأنها تودع أباها بدموعها وبكلماتها الأخيرة، فسألت: من الطارق؟! وإذ بهم يقتحمون عليها الباب بعنف، فعصروها بين الباب والحائط، فصرخت، وأسقطت جنينها..
فسمع علي "عليه السلام" صوتها، فبادر المهاجمين، فهربوا، وخلَوها، وكل ذلك قد جصل في ثوان معدودة. وانصرف علي "عليه السلام" لإسهاف سيدة النساء، وبقي معها إلى الصباح، وهم مكتنفون باب داره، وجاء أبو بكر في الصباح إلى المسجد، وجلس على المنبر، وصار الناس يبايعونه.
ولعل الزبير تسلل في هذه الفترة إلى داخل بيت علي "عليه السلام"..
وجاء عمر، وخالد، وأسيد بن حضير، ومعاذ بن جبل، وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي، وسلامة بن وقش، وقنفذ، والمغيرة في عصابة آخرين إلى بيت الزهراء وعلي "عليهما السلام". وجاؤوا بالحطب، وأضرموا النار بباب فاطمة "عليه السلام".
ولعل الزبير خرج إليهم في تلك اللحظة، فأخذوا سيفه فضربوا به الحجر فكسروه. ثم اقتحموا البيت على علي "عليه السلام"، وحاولت "عليها السلام" أن تدفعهم مرة أخرى، فضربوها، ودخلوا وأخرجوه ملبباً، لكي يبايع، فخرجت خلفه، فضربوها أيضاً، وأرجعها سلمان إلى البيت بأمر من علي "عليه السلام". ثم تُرِكَ علي "عليه السلام".. فعاد إلى البيت.
وبعد ثمانية أيام أخذت منها فدك، وتعرضت للضرب مرة أخرى أيضاً..
وكانت قد دخلت إلى المدينة ليلة الثلاثاء بعد دفن النبي "صلى الله عليه وآله" مباشرة، وهي بلد صغير الحجم، قليل عدد السكان ـ دخلت إليها عدة ألوف من المقاتلين، من قبائل النفاق التي كانت حول المدينة، ولا سيما قبيلة أسلم، فقوي بهم جانب أبي بكر، وأيقن عمر بالنصر، واختبأ المؤمنون في بيوتهم، وهم قلة قليلة جداً، وصار عمر وجماعة معه يدورون على البيوت، والناس يدلونهم عليهم، فيقولون لهم: في هذا البيت يوجد اثنان. وفي ذاك يوجد ثلاثة، أو واحد أو أكثر، فيقتحمون عليهم البيوت، ويخرجونهم بالقوة، ويسحبونهم إلى المسجد للبيعة..
ولم يكن مع علي "عليه السلام" في بيته من يصول به على المهاجمين، أو من ينتصر به. ولو أنه أبدى أدنى مقاومة لهم، لم يبق مؤمن في المدينة على قيد الحياة، لأن السكك كانت مشحونة بالمقاتلين، ولا يستطيع أحد أن يظهر رأسه منها، فضلاً عن أن يتمكن من الإلتحاق بعلي "عليه السلام" لنصرته، أو ليقاتل معه.. ولو أن تلك الثلة القليلة من المؤمنين قتلت فعلى من سيتأمر علي "عليه السلام"؟!
3 ـ قال أبو بكر: إنه أشفق من الفتنة، مع أن الحقيقة هي: أنه لو ترك هذا الأمر، لكي يعمل فيه وفق توجيهات رسول الله "صلى الله عليه وآله"، لم يبق مكان للفتنة.
ولو أنهم لم يتهموا رسول الله بالهجر، ولو أطاعوه في الخروج في جيش أسامة، ولو تركوه يكتب لهم الكتاب الذي لن يضلوا بعده، ولو أنهم تركوه ينصب لهم أمير المؤمنين "عليه السلام" يوم عرفة.. ولو لم يستأثر أبو بكر بالأمر لنفسه، فلماذا تضرب الزهراء "عليها السلام"، ويسقط جنينها، وهي التي يغضب الله لغضبها؟!
وقد قالت الزهراء "عليها السلام" رداً على هذه المقالة: "أزعمتم خوف الفتنة؟! ألا في الفتنة سقطوا" ([406]).
4 ـ إن أبا بكر يقول: إنه كان يودّ أن يكون من هو أقوى منه على حمل مسؤولية الأمارة مكانه.
والسؤال هو: من أين علم أبو بكر أنه هو الأقوى من سائر الصحابة على حمل هذه المسؤولية؟! ولماذا لا يكون الأقوى هو الذي نصبه الله ورسوله لها، وهو الجامع للصفات المطلوبة فيها دون سواه، وهو علي "عليه السلام"، فإنه هو الأعلم، والأتقى، والأشجع والأقوى، والأزهد الخ..
5 ـ وأما الإستدلال على أحقية أبي بكر بالخلافة بما زعموه من أنه صلى بالناس في مرض رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وبأنه صاحب النبي "صلى الله عليه وآله" في الغار فهو مكذوب بلا ريب، وقد ذكرنا ذلك أكثر من مرة فلا نعيد.
التدليس غير المقبول:
قال ابن إسحاق: ولما قبض رسول الله "صلى الله عليه وآله" انحاز هذا الحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، واعتزل علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة، وانحاز بقية المهاجرين إلى أبي بكر، وانحاز معهم أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل.
فأتى آت إلى أبي بكر وعمر فقال: إن هذا الحي من الأنصار مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، وقد انحازوا إليه، فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا قبل أن يتفاقم أمرهم. ورسول الله "صلى الله عليه وآله" في بيته لم يفرغ من أمره، قد أغلق دونه الباب أهله.
قال عمر: فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء حتى ننظر ما هم عليه([407]).
ونقول:
لقد صوّر النص المتقدم لنا مشهداً لا حقيقة له، فإن علياً "عليه السلام" وطلحة والزبير لم يعتزلوا أهل السقيفة في بيت فاطمة "عليها السلام"، بل كان علي "عليه السلام" في داخل الدار مشغولاً بتغسيل وتجهيز رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولعل بعض أهله مثل العباس، والفضل، وغيرهما، كانوا بالقرب منه "عليه السلام"، يلبون طلباته، ويقضون له بعض حاجاته.
أما الذين كانوا في السقيفة فهم طائفة من زعماء الأوس والخزرج، ولحق بهم أربعة، أو ربما خمسة أشخاص من المهاجرين. فعقد هؤلاء البيعة لأحدهم بعد أخذ ورد.
أما الباقون من سائر الناس فكانوا إما في بيوتهم، أو في المسجد، أو بالقرب منه، بما فيهم طلحة والزبير وسواهما، وكان أكثرهم يعيش لحظات الحزن والأسى، والترقب، والوجل، والإنتظار، فما معنى: أن يدّعي ابن إسحاق اعتزال علي "عليه السلام" والزبير في بيت فاطمة "عليها السلام"؟!
بل إن كلامه هذا يوحي بأن علياً "عليه السلام" لم يكن عند النبي "صلى الله عليه وآله" يتولى غسله وتجهيزه.. بل كان هناك أناس آخرون، سماهم ابن إسحاق أهله، وقد أغلقوا الباب دونه..
وهذا تدليس ظاهر، وافتئات على الحقيقة والتاريخ، لا مجال لإغماض النظر عنه.
أبو بكر يختار أحد الرجلين:
وبالنسبة لقول أبي بكر لأهل السقيفة: إنه يختار لهم أحد الرجلين: عمر وأبا عبيدة للخلافة..
نسجل هنا ما يلي:
ألف: عدم وجود نص يدل على حصر الخلافة بأحد ممن ذكرهم..
ب: من الذي وكل أبا بكر ليختار له هذا أو ذاك، ليكون والياً أو خليفة عليه؟!
وإذا كان أهل السقيفة قد وكلوه، فهل وكله غيرهم من الصحابة، ومن غيرهم؟!
ج: هل كان أبو بكر يعتقد بأفضلية عمر وأبي عبيدة عليه، ولذلك اختار للناس أحدهم؟! أو أنه كان يرى رأي معتزلة بغداد. وهو جواز تولية المفضول مع وجود الفاضل؟!
وقد يؤيد الإحتمال الأول بقوله: "وليت عليكم ولست بخيركم".
إلا أن يقال: إنه قال ذلك على سبيل هضم النفس والتواضع، أو لأنه كان يراهما مساويين له.. أو لأنه كان لا يستطيع أن يفضل نفسه على كثير من الصحابة من أمثال علي "عليه السلام"، وكثيرين آخرين.
الفصل الثالث:
الأنصار.. ضحايا حنكة أبي بكر
ما تنعقد به الإمامة:
قال عضد الدين الإيجي حول ما تنعقد به الإمامة: الواحد والإثنان من أهل الحل والعقد كاف؛ لعلمنا بأن الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك، كعقد عمر لأبي بكر، وعقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان، ولم يشترطوا اجتماع من في المدينة، فضلاً عن اجتماع الأمة([408]).
وينقل الماوردي عن طائفة من العلماء: أن أقل ما تنعقد به الإمامة هو خمسة، استناداً إلى أمرين:
أحدهما: أن بيعة أبي بكر انعقدت بخمسة، اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس، وهم: عمر، وأبو عبيدة، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسالم مولى أبي حذيفة.
الثاني: أن عمر جعل الشورى في ستة، وهذا قول أكثر فقهاء المتكلمين من أهل البصرة([409]).
فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء الخمسة قد بايعوا أبا بكر، ثم خرجوا به، وتركوا الأنصار في خصام وتنازع حتى جاءتهم بنو أسلم ومن معها وأجبروهم على البيعة.
لولا الأنصار:
والحقيقة هي: أن هذا التفكير وهذه المبادرة من قبل الأنصار ـ أعني الخزرج منهم، وسعد بن عبادة بالذات ـ هو الخطيئة الكبرى، والخطأ القاتل الذي أسهم في تمكين الفريق الآخر من تحقيق ما كان يصبو إليه، وهيأ له الفرصة، وأعطاه المبرر العملي للمبادرة إلى الإمساك بالسلطة بصورة فعلية، في اللحظة الحرجة، حيث كان علي "عليه السلام" وبنو هاشم مشغولين بتجهيز رسول الله "صلى الله عليه وآله".. وكان سائر الناس في غفلة عما يراد بهم، وفي شغل عن تفاصيل ما يحاك، ويدبر في الخفاء، ليستعلنوا به بعد نضوجه، وفي الوقت المناسب.
ولو أن الأنصار تركوا سقيفتهم، وعملوا بواجبهم الديني، وانتصروا للحق، وأصروا على الإلتزام بتوجيهات رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وكانوا إلى جانب علي "عليه السلام" وبني هاشم، وسائر أهل الإيمان لم يمكن لمناوئي علي "عليه السلام" أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه بهذه السهولة..
ولكن حب بعض الأنصار للرياسة، وانقياد الآخرين له بلا روية، ووقوعهم تحت وطأة الوساوس والأوهام، وضعف شخصيتهم، وفيال رأيهم، وسوء تدبيرهم قد أوقع الإسلام وأهله في مأزق، لم يكن وقوعه فيه حتمياً ولا ضرورياً..
نقاط ضعف في موقف الخزرج:
وقد كان الأنصار فريقين هما: الأوس والخزرج، وكانت بينهما حروب قبل أن يدخلوا في الإسلام، ولا زال بينهما تنافس وتحاسد، يخفى تارة، ويظهر أخرى، كما أن هذا التحاسد والتنافس كان قائماً بين شخصيات الخزرج أنفسهم، وكذلك الحال بالنسبة لشخصيات الأوس أيضاً، وكان أول ضعف واجهه سعد فيما أقدم عليه هو موقف الأوس أنفسهم منه، فإنهم بادروا إلى بيعة أبي بكر، كرهاً وحسداً له، "فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم"([410]).
ولو أن البيعة تمت لسعد بن عبادة قبل أن يداهمهم أبو بكر ومن معه، لأصبح الأمر أكثر صعوبة على أبي بكر وسائر المهاجرين، ولكن تباطؤ الخزرج في الإستجابة لسعد حتى دهمهم هؤلاء النفر قد أدخل عنصراً جديداً زاد في تعقيد الأمور على سعد.
ثم إن وجود بعض الحاسدين لسعد داخل الخزرج أنفسهم قد زارد من ضعف موقفه.
ويكفي أن نذكر: أن مسارعة بشير بن سعد الخزرجي لبيعة أبي بكر، سعياً منه في نقض أمر ابن قبيلته سعد ابن عبادة قد قلب الأمور رأساً على عقب، حيث لم يعد ثمة من حرج على الأوس إذا مالوا إلى أبي بكر، وخذلوا سعداً، فإن الخذلان قد جاء أولاً من قبل الخزرجيين أنفسهم.
وقال بعضهم لبعض: لئن وليتموها سعداً عليكم مرة واحدة لا زالت لهم بذلك الفضيلة، ولا جعلوا لكم فيها نصيباً أبداً، فقوموا فبايعوا أبا بكر([411]).
يضاف إلى ذلك: أن أسيد بن حضير، وهو من سادات الأوس، وكان أبوه حضير الكتائب قائد الأوس ضد الخزرج في حرب بعاث التي كانت فيما يقال قبل الهجرة بست سنين، إن أسيد بن حضير هذا كان يمت إلى أبي بكر بصلة القرابة، فقد كان ابن خالته يرى في خلافته حظاً له. وقد كان أبو بكر يكرمه، ولا يقدم أحداً من الأنصار عليه([412])، وكان له في بيعة أبي بكر أثر عظيم([413]).
الجرأة والمفاجأة:
وإنها لجرأة ظاهرة وكبيرة أن يأتي ثلاثة رجال، هم: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، ليفاجئوا جماعة في عقر دارهم، كانوا يعقدون اجتماعاً سرياً، يريدون به إبطال سعي نفس هؤلاء الثلاثة، وأن ينتزعوا من أيديهم نفس الأمر الذي يكافحون من أجل الحصول عليه.
ولا بد أن يكون وقع هذه المفاجأة كبيراً، ويجعلهم في موقع الضعف، والتبرير، وأن تتغير لغتهم ولهجتهم، وأن يشعروا بالحرج الشديد، والخذلان، والخوف من فوات الفرصة، والإنتقال من حالة الهجوم إلى الدفاع، فقد أصبح هناك من يشاركهم في القرار، ويقوي أمر الحاسدين والمناوئين على الإعتراض والرفض.
ثلاثة أشخاص يبتزونهم:
ثم إن الذين وردوا على الأنصار في سقيفتهم كانوا ثلاثة أشخاص من المهاجرين، وهم:
1 ـ أبو بكر بن أبي قحافة.
2 ـ عمر بن الخطاب.
3 ـ أبو عبيدة.
وأضاف بعضهم: سالماً مولى أبي حذيفة، وربما أضيف خالد بن الوليد أيضاً، ولعلهما جاءا متأخرين عن أولئك.
واللافت هنا: أن ثلاثة أشخاص يقتحمون على الأنصار في عقر دارهم، ويبتزونهم ما كانوا يرون أنه في أيديهم، وهذا إن دل على شيء، فيدل على ضعف الأنصار، وسطحية تفكيرهم، وقلة تجربتهم، وضآلة شخصيتهم بصورة عامة..
نعم، لقد دخلوا عليهم، وأعلنوا خلافة أبي بكر، ثم بايع عمر وأبو عبيدة، وبشير بن سعد، وأسيد بن حضير أبا بكر، وأضاف البعض: سالم بن أبي حذيفة، وعويم بن ساعدة، ومعن بن عدي. ثم خرجوا من بينهم، وتركوهم يتلاومون، أو يتشاتمون، وأقبلوا بأبي بكر يزفونه إلى المسجد كما تزف العروس([414]).
ولم يكلفهم تحقيق هذا الإنجاز سوى بضع كلمات تفوه بها أبو بكر وحده، هي لا تتجاوز بضعة أسطر، كان لها كل هذا الأثر السحري، فقد قال:
"إن هذا الأمر إن تطاولت إليه الخزرج لم تقصر عنه الأوس، وإن تطاولت إليه الأوس لم تقصر عنه الخزرج، وقد كانت بين الحيين قتلى لا تنسى، وجراح لا تداوى.
فإن نعق منكم ناعق جلس بين لحيي أسد، يضغمه المهاجري، ويجرحه الأنصاري.
وأنتم يا معشر الأنصار من لا ينكر فضلكم في الدين، ولا سابقتكم العظيمة في الإسلام، رضيكم الله أنصاراً لدينه ولرسوله، وجعل إليكم هجرته، وفيكم جلة أزواجه وأصحابه، فليس بعد المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء"([415]).
توضيح خطبة أبي بكر:
وهذه الكلمات كانت هي الرشوة الشكلية التي قدموها للأنصار، حين ذكروا سابقتهم وفضلهم، واعتبروهم أول من آمن ونصر، وجعلهم الله موضع هجرة نبيهم، وفيهم جلة أزواجه واصحابه، فأرضوا بذلك غرور الأنصار واستمالوهم به.
ولكنهم فضلوا المهاجرين عليهم، فهم في الدرجة التي تلي درجة المهاجرين.
ثم تحاشوا أي تعبير يدل على استبعادهم، بل هم أزاحوهم عن موقعهم بطريقة تفيد أن لهم نصيباً في هذا الأمر، حيث أعطوا الأمارة للمهاجرين والوزارة للأنصار.
وأوقعوا بين الأنصار الخلاف، وأسالوا لعاب الكثيرين منهم، وأذكوا طموحهم للتوثب على هذا الأمر، ومنافسة سعد بن عبادة فيما يرشح نفسه له.
وحركوا عصبياتهم القبلية (التي وصفها النبي "صلى الله عليه وآله" بالنتنة).
وذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من حروب وترات، وجراح وآلام، وأذكوا نيران الحقد والإحن في قلوبهم، وادَّعوا لهم: أنها لا تنسى، ولا تداوى، مع أن الإسلام قد أخمدها، وكان البلسم الشافي لها، لو التزموا بأحكامه وتعاليمه.
ثم هددوهم..
وأهانوهم، وأهانوا سيدهم، الذي يرشح نفسه لهذا الأمر، واعتبروه ناعقاً، بل اعتبروا كل من يطلب منهم هذا الأمر ناعقاً أيضاً..
وتحاشوا أن يفضلوا المهاجرين بصورة مطلقة على الأنصار، لأن ذلك لن يكون مقبولاً، مع وجود كثير من المهاجرين ممن لا يحسن ذكر أفاعيلهم، لأنها ستكون مخجلة ومضرة، فاكتفوا بالإشارة إلى تقدم خصوص المهاجرين الأولين على من عداهم.
وجعلوا أنفسهم حكاماً في هذا الأمر، فهم الذين يقررون لأنفسهم ولغيرهم..
وأثبتوا لأنفسهم الأحقية في هذا الأمر.. فإنهم هم أولياء النبي "صلى الله عليه وآله" وعشيرته.. وأسقطوا حجة الأنصار فيه، وجعلوهم مبطلين.
وأعادوا الحكم إلى شريعة الجاهلية، واستبعدوا حكم الإسلام فيه.
وأخرجوا موقف الأنصار عن دائرة التدبير الحكيم.
وجعلوه من أعمال الفتنة، بهدف إثارة الخوف والشك لدى كل من يريد أن يشاركهم في مشروعهم، فربما يكون عمله إسهاماً في مشروع الفتنة.
وأدخلوا بذلك اليأس إلى قلوب الأنصار من أن يخضع لهم الناس، فإن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش..
وكان أبو بكر يسوق ذلك كله، وكأنه من الأمور البديهية والمسلمة.
ثم جاء عمر بن الخطاب ليؤكد ذلك التهديد والوعيد، وسائر المضامين التي سجلها أبو بكر، فقال مجيباً على مقولة: منا أمير ومنكم أمير.
"لا يجتمع اثنان في قرن، والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منهم.
ولنا بذلك على من أبى من العرب الحجة الظاهرة، والسلطان المبين.
من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل، أو متجانف لإثم، أو متورط في هلكة"([416]).
وبعد أن أظهر بشير بن سعد اقتناعه بحجة أبي بكر وعمر، وتسليمه بأن لا نصيب للأنصار في الحكم والحاكمية، بادر أبو بكر إلى إظهار زهده في هذا الأمر، والتحدث بطريقة توحي أنه ينأى بنفسه عن هذا المقام، وأنه إنما كان يتكلم لمجرد إحقاق الحق، فقال مشيراً إلى عمر، وإلى أبي عبيدة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فأيهما شئتم فبايعوا.
لقد قال هذا مع علمه بأن هذين الرجلين سيردان الأمر إليه، ربما لأنهم كانوا متفقين على ذلك.
وربما لعلمه بعدم جرأتهما على القبول بالتقدم عليه لأكثر من سبب..
وهكذا كان، فبايعاه وسبقهما بشير بن سعد بالبيعة، وبايعه أيضاً أسيد بن حضير، وعويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، وسالم مولى أبي حذيفة فيما قيل.
وترك هؤلاء سقيفة أولئك، ليواصلوا فيها نزاعاتهم، وخرجوا إلى المسجد لمعالجة امر علي وبني هاشم، وذلك بوضعهم أمام الأمر الواقع، ومواجهتهم بأمر قد قضي، ولا مجال للنقاش فيه ولا للعودة عنه.
الذين لم يبايعوا أبا بكر:
وقد تخلف عن بيعة أبي بكر جماعة منهم: بنو هاشم، وعلي، والعباس، والفضل بن العباس، وعتبة بن أبي لهب، وسعد بن عبادة، وسلمان، وعمار، والمقداد، وأبو ذر، وأبي بن كعب، وسعد بن أبي وقاص، والزبير، وطلحة، والبراء بن عازب، وخزيمة بن ثابت، وفروة بن عمرو الأنصاري، وخالد بن سعيد بن العاص([417]).
والذين بايعوه إنما بايعوه كرهاً([418]).
ومن المقولات المشهورة قول أبي بكر: "إن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها، وخشيت الفتنة"([419]).
وسمع عمر، وهو في مسيره إلى الحج أن الزبيرقال: لو قد مات عمر لقد بايعت علياً.
فلما بلغ المدينة صعد المنبر وقال: إنه قد بلغني أن فلاناً قال: لو قد مات عمر لقد بايعت علياً، لا يغرن امرأً أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، وقى الله شرها، فتمت والله.
أو قال: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه([420]).
و"الفلتة": بفاء، فلام، فمثناة فوقية.
والفجأة: ما وقع من غير إحكام، وذلك أنهم لم ينظروا في بيعة أبي بكر بإجماع الصحابة، وإنما ابتدرها عمر مخافة الفرقة.
وقيل: يجوز أن يريد بالفلتة الخلسة بمعنى: أن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليتها الأنفس، ولذلك كثر فيها التشاجر، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعاً من الأيدي، واختلاساً. ومثل هذه البيعة جديرة أن تكون مثيرة للفتن، فعصم الله من ذلك، ووقى شرها([421]).
أبو بكر لم يدعِ النص:
والأهم من ذلك: أن أبا بكر نفسه لم يكن يدعي النص عليه بالخلافة، ولم يكن يدَّعيها له أيضاً أبو عبيدة، وعمر، وعائشة، فضلاً عن غيرهم..
ويشهد لذلك: أن أبا بكر لم يستطع أن يلمح لشيء من هذا القبيل في اجتماع السقيفة، وقد كان بأمس الحاجة إلى التلميح فضلاً عن التصريح..
فلم يقل مثلاً: إن النبي "صلى الله عليه وآله" قد انتدبني للصلاة بالناس في مرض موته.. كما أنه لم يشر إلى أي شيء آخر في هذا السياق، بل اكتفى بالإستدلال على الأنصار بقوله: "لن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، أوسط العرب نسباً وداراً"([422]).
وقال: "ونحن عشيرته، وأقاربه، وذوو رحمه"([423]).
كما أنه قال لأهل السقيفة: إنه قد رضي لهم أحد الرجلين: عمر، وأبا عبيدة حسبما تقدم، فلو كان هناك نص عليه لم يصح له التخلف عنه، ولا الإجتهاد في مخالفته.
وعمر بن الخطاب لم يستدل على الأنصار بالنص أيضاً في السقيفة، بل قال: من ينازعنا سلطان محمد، ونحن أولياؤه وعشيرته([424]).
بل إن أبا بكر نفسه قد أعلن في مرض موته عن عدم وجود نص أصلاً، فقد روي بسند صحيح: أنه تحدث عن ثلاثة أشياء، فعلها ودّ أنه لم يفعلها، وثلاثة أشياء لم يفعلها ودّ أنه فعلها، وثلاثة أشياء ودّ أنه سأل عنها رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
فكان مما قال: "وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا أغلقوه على الحرب!([425]).
ووددت أني لم أكن حرقت النحام (الفجاءة. ظ) السلمي، وأني قتلته شديخاً أو خليته نجيحاً!
ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قدمت (قلدت. أو قذفت ظ) الأمر في عنق أحد الرجلين، ـ يريد عمر وأبا عبيدة ـ فكان أحدهما أميراً وكنت له وزيراً".
إلى أن قال: "وددت أني أسأل رسول الله "صلى الله عليه وآله" عنهن، فإني وددت أني سألته لمن هذا الأمر من بعده؟ فلا ينازعه أحد!
وأني سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ فلا يظلموا نصيبهم منه!
ووددت أني سألته عن بنت الأخ والعمة، فإن في نفسي منهما شيئاً"([426]).
موقفنا من حديث أبي بكر:
ولنا على هذا الحديث حول ندم أبي بكر حين موته مؤاخذات عديدة، نكتفي بالإشارة إلى بعضها، وهي التالية:
أولاً: إنه يريد أن يوهم أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم ينص على أحد حتى على علي "عليه السلام"، مع أنه كان قد بايعه هو وعشرات الألوف من المسلمين في يوم الغدير، وقال له: بخ بخ لك يا علي، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
بالإضافة إلى عشرات أو مئات النصوص على إمامته "عليه السلام"، وفضلاً عن نزول الآيات القرآنية في ذلك، كقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}([427]).
ثانياً: إن كلامه عن بيت فاطمة "عليها السلام" فيه إيحاء بأنهم كانوا محاربين، وهو إنما أراد بمهاجمته لهم وأد الفتنة. مع أن مهاجمته لهم قد حصلت فور فراغهم من دفن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولم يكونوا قد جمعوا الرجال، ولا أعدوا السلاح بعد، بل إن أنصار الخلافة أنفسهم كانوا هم المهاجمين، والضاربين، والمشعلين للنيران، ليحرقوا بها بيوت الأنبياء والأوصياء، وأبناء الأنبياء "عليهم السلام" على من فيها. وفيها وصي الأوصياء، وخير النساء..
ثالثاً: إنه حتى وهو يظهر هذا الندم قد بقي مصراً على إبعاد الأمر عن صاحبه الشرعي، وعلى مخالفة أمر الله تعالى ورسوله "صلى الله عليه وآله" فيه.
رابعاً: إنه قد أبقى لنفسه شراكة مهمة، وهي أن يصبح وزيراً لأبي عبيدة، ولعمر، وشريكاً لهما في الأمر..
وهذا معناه: أنه لم يقل ذلك لأنه ندم على تصديه للأمر، خوفاً من أن يكون قد وقع في خلاف ما يريده الله تبارك وتعالى.
خامساً: إنه قد أقر بارتكابه أمراً خطيراً من دون أن يكون مطمئناً لحكم الله فيه، وهو إحراقه للفجاءة. ثم هو يندم على أنه لم يقتل الأشعث لمجرد أنه يتخيل أنه لا يرى شراً إلا أعان عليه. مع أنه لا يصح قتل الناس استناداً إلى تخيلات وأوهام.
ومع غض النظر عن هذا وذاك!! فإن كلامه هذا يتضمن اعترافاً بالخطأ في أحكامه وسياساته.
سادساً: إنه يقر بأنه لم يكن له معرفة ببعض الأحكام الشرعية الفقهية، التي يكثر الإبتلاء بها، فكيف يصلح للإمامة من كان هذا حاله؟!
سابعاً: قوله: لو أنه سأل النبي "صلى الله عليه وآله" لمن هذا الأمر، يدل على أن النبي هو الذي يعين صاحب هذا الأمر.. ولا يصح الإجتهاد فيه.. ولا هو من موارد الشورى، ولا من صلاحيات أهل الحل والعقد كما يدعون، فلماذا لم يتريث ويسأل سائر الصحابة، فلعل أحداً سمع من النبي "صلى الله عليه وآله" ما يحل له هذه المشكلة؟!
ولماذا صار يهدد ويتوعد، ويضرب الناس حتى بنت رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ويسقط جنينها.. و.. و..
مع أن رأي عمر المعلن في هذا الأمر، هو أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يستخلف، فقد روى البخاري والبيهقي عنه أنه قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، يعني أبا بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني، وهو رسول الله "صلى الله عليه وآله"([428]).
ثم جعلها شورى في ستة أشخاص.
كما أن عائشة نفسها قد أنكرت أن يكون "صلى الله عليه وآله" قد أوصى إلى أحد، مدعية أنه "صلى الله عليه وآله" انخنث في حجري.. فمتى أوصى لعلي أو لغيره؟!([429]).
وهذا الإختلاف الظاهر في مواقف هؤلاء الذين استولوا على الخلافة من صاحبها الشرعي، يدل على أنها كلها تأويلات جاءت بعد الوقوع، من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الإعتراف بالحق، والتنازل عن الحق لأهله بعد اغتصابه منهم.
الفصل الرابع:
السقيفة.. انقلاب مسلح!!
الإكراه في بيعة أبي بكر:
وقد رسم العلامة الأميني "رحمه الله" صورة للعنف الذي رافق بيعة أبي بكر، نحاول أن نلخصها على النحو التالي: لقد رأينا كيف جرت الأمور في السقيفة، حيث بلغت الأمور فيها حداً جعل عمر بن الخطاب يقول: "اقتلوا سعداً قتل الله سعداً، إنه منافق أو صاحب فتنة".
وقد قام الرجل (عمر) على رأسه وقال له: "لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك، أو عيونك"([430]).
فيتلقاه قيس بن سعد بقوله: "لئن حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة، أو جارحة"([431]).
ثم قال عمر: "والله ما يخالفنا أحد إلا قتلناه.." حسبما ورد.
وارتفعت الأصوات حتى كادت الحرب أن تقع..
وينتضي الحباب بن المنذر سيفه ويقول: "والله لا يرد علي أحد ما أقول إلا حطمته بالسيف".
فيقال له: إذن يقتلك الله.
فيقول: بل إياك يقتل([432]).
فأخذ ووطئ في بطنه، ودس في فيه التراب([433]).
وآخر ينادي: "أما والله أرميكم بكل ما في كنانتي من نبل، وأخضب منكم سناني ورمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم مع من معي من أهلي وعشيرتي"([434]).
ويسمع آخر يقول: "إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا دم"([435]).
ويستل الزبير سيفه، ويقول: "لا أغمده حتى يبايع علي".
فيقول عمر: "عليكم بالكلب".
فيؤخذ سيفه من يده، ويضرب به الحجر فيكسر([436]).
كما أن المقداد يُدْفَعُ في صدره([437])، ويضرب أنف الحباب بن المنذر ويُكْسَرُ([438]).
والأمر الأدهى من ذلك كله أن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى بيت الزهراء "عليها السلام" وقال له: إن أبوا فقاتلهم.
فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: "يا بن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا"؟!
قال: "نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة"([439]).
وقال لهم عمر: "لتخرجن إلى البيعة، أولأحرقنها على من فيها".
فقيل له: "إن فيها فاطمة".
فقال: "وإن"([440]).
ثم إنهم ضربوا الزهراء "عليها السلام"، وأسقطوا جنينها في هذا السبيل([441])، ولم يبايع علي "عليه السلام" حتى رأى الدخان يخرج من بيته([442]).
ثم يذكر "رحمه الله" ما لاقاه علي والزهراء "عليهما السلام" من ظلم واضطهاد في هذا السبيل([443])، فراجع كلامه.
كبس الناس في بيوتهم:
ونعود إلى ذكر بعض النصوص التي لا تبتعد عن تلك النصوص التي ذكرناها آنفاً. بل تأتي مؤكدة لمضمونها الصريح بإجبار الناس على البيعة، فنقول:
1ـ روي عن عبدالله بن عبد الرحمن قال:
"إن عمر احتزم بإزاره، وجعل يطوف بالمدينة، وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له، فهلموا إلى البيعة، فينثال الناس عليه فيبايعون. فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم، ويحضرهم المسجد، فيبايعون، حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي بن أبي طالب "عليه السلام".. الخ..".
ثم تذكر الرواية إحضارهم الحطب لإحراق باب علي والزهراء "عليهما السلامه" على من فيه..([444]).
2 ـ ذكر الطبرسي أنه قد جيء بعلي "عليه السلام" ملبباً يُعْتَلُ ـ أي يجر بعنف ـ إلى أبي بكر "وعمر قائم بالسيف على رأسه، ومعه خالد وأبو عبيدة، وسالم، والمغيرة، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد. وسائر الناس قعود، ومعهم السلاح".
ثم تذكر الرواية: أنهم مدُّوا يد علي "عليه السلام" وهو يقبضها، حتى وضعوها فوق يد أبي بكر، وصيح في المسجد: بايع بايع([445]).
3 ـ وقد جاء في حديث الإثني عشر، الذين احتجوا على أبي بكر، ونصحوه بالتراجع عما أقدم عليه، ما يلي:
"فنزل أبو بكر من المنبر، فلما كان يوم الجمعة المقبلة، سل عمر سيفه، ثم قال: لا أسمع رجلاً يقول مثل مقالته تلك إلا ضربت عنقه، ثم مضى هو وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبو عبيدة، شاهرون سيوفهم حتى أخرجوا أبا بكر وأصعدوه المنبر"([446]).
وقال الصدوق بعد ذكره لاحتجاجات الإثني عشر رجلاً المشار إليها:
"فأخبر الثقة من أصحاب رسول الله "صلى الله عليه وآله": أن أبا بكر جلس في بيته ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث أتاه عمر بن الخطاب، وطلحة، والزبير، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، مع كل واحد منهم عشرة رجال من عشائرهم، شاهرين السيوف، فأخرجوه من منزله، وعلا المنبر، وقال قائل منهم:
"والله، لإن عاد منكم أحد فتكلم بمثل الذي تكلم به لنملأن أسيافنا منه. فجلسوا في منازلهم، ولم يتكلم أحد بذلك"([447]).
وذِكْرُ الزبير في هذه الرواية: إما أن يكون سهواً من الرواة، بسبب الارتكاز والربط الذهني بينه وبين طلحة، بحيث إذا ذكر أحدهما سبق الذهن إلى الآخر أيضاً.. وإما ذكر عمداً، ويكون قد عاد إلى موالاة القوم بعد أن فرغت يده من علي "عليه السلام"، ونحن نرجح الاحتمال الأول، لأن الزبير كان في بداية أمره موالياً لعلي "عليه السلام".. ومن البعيد أن ينقلب عليه بهذه السرعة..
ويشير إلى ذلك: أنه في حديث الشورى التي كونها حينما طعن وأراد تدبير الأمر لعثمان، جعل الزبير أمره إلى علي "عليه السلام".
ومهما يكن من أمر: فإن هذا الحديث مروي بعدة طرق.. وقد رواه ابن طاووس عن أحمد بن محمد الطبري، المعروف بالخليلي، وعن محمد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ، في كتاب مناقب أهل البيت "عليهم السلام"([448])، وقال: "إعلم أن هذا الحديث روته الشيعة متواترين.. الخ.."([449]).
وقد ذكر السيد هذه الرواية لكنه قال: "فجلس أبو بكر في بيته ثلاثة أيام، فأتاه عمر وعثمان، و.. و..
إلى أن قال: فأتاه كل منهم متسلحاً في قومه حتى أخرجوه من بيته، ثم أصعدوه المنبر، وقد سلوا سيوفهم، فقال قائل منهم: والله، لئن عاد أحد منكم بمثل ما تكلم به رعاع منكم بالأمس لنملأن سيوفنا منه، فأحجم ـ والله ـ القوم، وكرهوا الموت"([450]).
أربعة آلاف مقاتل:
4 ـ إن نصاً آخر للحديث الآنف الذكر نفسه، يذكر رقماً محدداً للمقاتلين الذين استفادوا منهم في إرعاب الناس من الأنصار وغيرهم، وخصوصاً في مواجهة علي "عليه السلام" ومن معه..
فقد روى الطبرسي "رحمه الله" وغيره، حديث احتجاج الاثني عشر صحابياً على أبي بكر عن الإمام الصادق "عليه السلام" وفيه: أنهم بعد ان تكلموا بما أفحم أبا بكر، أخذ عمر بيده "وانطلق إلى منزله، وبقوا ثلاثة أيام لا يدخلون مسجد رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فلما كان في اليوم الرابع جاءهم خالد بن الوليد ومعه ألف رجل، فخرجوا شاهرين بأسيافهم، يقدمهم عمر بن الخطاب، حتى وقفوا بمسجد رسول الله "صلى الله عليه وآله" فقال عمر: والله يا أصحاب علي، لئن ذهب منكم رجل يتكلم، بالذي تكلم بالأمس، لنأخذن الذي فيه عيناه"([451]).
وعلى كل حال: فإن النصوص الدالة على أن فريق أبي بكر قد استخدم أسلوب القهر والإكراه للناس، لحملهم على البيعة لأبي بكر، كثيرة، ومتنوعة المصادر.. ونذكر نموذجاً من ذلك، خصوصاً ما يرتبط منه بدور بني أسلم، فنقول:
5 ـ "قال هشام: قال أبو مخنف: فحدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي:أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايقت بهم السكك، فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم، فأيقنت بالنصر"([452]).
6 ـ قال ابن الأثير: "وجاءت أسلم فبايعت"([453]).
7 ـ وعند المعتزلي: "جاءت أسلم فبايعت، فقوي بهم جانب أبي بكر"([454]).
8 ـ عن أبي مخنف، عن محمد بن السائب الكلبي، وأبي صالح، عن زائدة بن قدامة: أن قوماً من الأعراب دخلوا المدينة ليمتاروا منها، فأنفذ إليهم عمر، فاستدعاهم وقال لهم:
"خذوا بالحظ والمعونة على بيعة خليفة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فمن امتنع، فاضربوا رأسه وجبينه.
قال: فوالله، لقد رأيت الأعراب قد تحزموا، واتشحوا بالأزر الصنعانية، وأخذوا بأيديهم الخشب، وخرجوا حتى خبطوا الناس خبطاً، وجاؤوا بهم مكرهين إلى البيعة"([455]).
ومن المعلوم: أن الأعراب الذين كانوا حول المدينة هم أسلم، وجهينة، وغفار، وأشجع.
9 ـ روى المعتزلي وغيره، عن البراء بن عازب: أنه فقد أبا بكر وعمر حين وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، "وإذا قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر فلم ألبث، وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل، ومعه عمر، وأبو عبيدة، وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية، لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدموه، ومدوا يده، ومسحوها على يد أبي بكر، شاء ذلك أو أبى"([456]).
فهذا النص يقترب جـداً إلى سابقه، إلى حد التطابق، وهما معاً يقتربان ـ بنحو أو بآخر ـ من النصوص المتقدمة حول بني أسلم..
ولنا مع النصوص المتقدمة وقفات هي التالية:
بنو أسلم والإكراه على البيعة:
وقد يثار هنا سؤالان:
أولهما: إن أبا بكر كان حين وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله" بالسنح، ولم يعلم بوفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فما معنى اتهامه بأنه كان يجمع الناس، وخصوصاً بني أسلم، ليستعين بهم على اغتصاب الخلافة من صاحبها الشرعي؟!
الثاني: إن بريدة الأسلمي كان موالياً لعلي "عليه السلام"، ولم يكن ليرضى من قومه بأن يعينوا أبا بكر على علي "عليه السلام"، ولا سيما بعد ما سمعه من النبي "صلى الله عليه وآله" في حقه "عليه السلام"..
بل الرواية عن بريدة تقول: إن بني أسلم قد أبوا البيعة لأبي بكر، حتى يبايع بريدة بن الخصيب الأسلمي، وهذه الرواية منقولة في البحار([457]) وفي الشافي([458]) وتنقيح المقال([459]) و بهجة الآمال([460]).
ونقول:
إننا نعالج هذا الموضوع ضمن النقاط التالية:
1 ـ بريدة في بني أسلم:
إنه لم يكن لبريدة ـ فيما يظهر ـ نفوذ على جميع بني أسلم، ويشير إلى ذلك.
ألف: إنه في فتح مكة قد حمل أحد لوائي أسلم([461]).
ب: إنه خرج مع عمر إلى الشام، لما رجع من سرغ "موضع بين المغيثة وتبوك" أميراً على ربع أسلم([462]).
2 ـ بريدة كان غائباً:
ثم إنهم يذكرون: أن بريدة لم يكن في المدينة، حينما توفي النبي "صلى الله عليه وآله" وبويع أبو بكر. بل كان غائباً: إما في الشام([463])، أو في بعض طريق الشام([464]).
وقد صرح بغيبته هذه حديث احتجاج بريدة على أبي بكر مع الاثني عشر صحابياً، الذين كانوا غائبين أيضاً عن المدينة حينما بويع أبو بكر([465]).
3 ـ بريدة في بني سهم:
إن بريدة قد كان من بني سهم الأسلميين.. وكان يعيش معهم، وحين هاجر رسول الله "صلى الله عليه وآله"، مرَّ به فتلقاه بريدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم، فقال له: ممن أنت؟!
قال: من أسلم.
فقال "صلى الله عليه وآله": سلمنا.
ثم قال له: من بني من؟!
قال: من بني سهم.
قال: خرج سهمك([466]).
ويذكر نص آخر: أن بريدة أسلم هو ومن معه حينما مرَّ بهم النبي "صلى الله عليه وآله" مهاجراً، وكانوا ثمانين بيتاً. فصلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" العشاء الآخرة، فصلوا خلفه.
وبقي بريدة مع قومه، ولم يهاجر إلى المدينة إلا بعد سنوات([467])..
وبعدما تقدم نقول:
قد يمكن الجمع بين ما دل على أن قبيلة أسلم ساعدت أبا بكر، وبين الرواية التي تقول: إن أسلم أبت أن تبايع أبا بكر حتى يبايعه بريدة، بأن يقال:
لو صحت رواية امتناع أسلم من البيعة، وهي رواية يتيمة، فيكون المقصود بامسلمين الذين أبوا البيعة لأبي بكر حتى يبايع بريدة، هم خصوص بني سهم، ولعلهم هم أيضاً الذين يقال: إن بريدة قد ركز فيهم رايته، وقال: لا أبايع حتى يبايع علي..
واحتمال أن يكون قوله: لا أبايع حتى يبايع علي، قد جاء على سبيل التحريض لخصومه، وفتح الباب أمامهم لإكراه علي "عليه السلام" على البيعة. لا يلتفت إليه، لأن ظاهر الأمر أنه كان موالياً لأمير المؤمنين "عليه السلام" متابعاً له.
أما سائر بني أسلم، وهم قبيلة كبيرة، فإنهم أعانوا أبا بكر على خصومه، وقوي بهم جانبه، كما يظهر من النصوص..
التشكيك غير المقبول في رواية الخزاعي:
قد حاول بعضهم التشكيك في صحة نقل الخزاعي فقال:
"إن أسلم بطن من خزاعة، وليسوا بأكثر العرب فرساناً، ولا بأشجعهم، وأعزهم.
وكيف أيقن بالنصر عند بيعتهم، ولم يتيقن حينما صفقت الأنصار بالبيعة لهم؟
نعم قد يكون الراوي، وهو أبو بكر بن محمد الخزاعي أراد أن يباهي بقومه، ويكتسب لهم نوالاً بذلك"([468]).
ونقول:
إن هذا الكلام لا يمكن قبوله، وذلك لما يلي:
أولاً: لم يدَّع أحد أن بني أسلم كانوا أكثر العرب فرساناً، وأشجعهم، وأعزهم، بل قالت الرواية: إن حضورهم قد أعطى جانب أبي بكر قوة في الموقف، حتى أيقن عمر بالنصر على أولئك الممتنعين عن البيعة لأبي بكر، أو يتوقع امتناعهم عنها، ممن يعيشون في المدينة من الأنصار، أو من بني هاشم.
ولم يكن إخضاع المخالفين لأبي بكر في داخل المدينة يحتاج إلى أن تكون القبيلة اكثر العرب فرساناً، أو أشجعهم، وأعزهم.. لاسيما مع علم أبي بكر وعمر بوصية النبي "صلى الله عليه وآله" لعلي "عليه السلام"، بأن لا يقاتل المعتدي على حقه، إلا إذا وجد أنصاراً يقدرون على إنجاز النصر..
بل كان يكفي أبا بكر بضعة مئات من الرجال لفرض إرادته على المدينة بأسرها.. وهي البلد الصغير، والمنقسم على نفسه.
علماً بأن الكثرة تغلب الشجاعة.. فكيف إذا كان مناصروه من الكثرة بحيث تضايقت بهم سكك المدينة؟!
بل سيأتي: أنه استطاع أن يحشد بضعة ألوف من حملة السلاح كما لإكراه الناس على هذا الأمر.
أما السؤال الذي يقول: كيف عرفوا أن علياً "عليه السلام" موصى بعدم القتال في ظرف كهذا؟!
فيجاب عنه بما يلي:
الظاهر هو: أن معرفتهم بذلك قد جاءت عن طريق عائشة وحفصة اللتين نبأتا بالسر الذي أسره النبي لهما وقد تظاهرتا عليه.. وكان تظاهرهما خطيراً جداً إلى حد أنه "صلى الله عليه وآله" احتاج إلى أن يكون الله مولاه، وجبريل، وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير..
ولولا الخطورة البالغة للسر الذي أفشتاه لما احتاج الرسول "صلى الله عليه وآله" للخلاص من الخطر المتوجه إليه منهما إلى هذه المعونة الكاملة، والشاملة، والعظيمة.
ولهذا البحث مجال آخر..
ثانياً: إن إيقان عمر وأبي بكر بالنصر، عندما جاءت قبيلة أسلم.. إنما هو لأنه قد أصبح لديه جيش قادر على مواجهة أصحاب سعد بن عبادة، والهاشميين، وغيرهم من أصحاب علي "عليه السلام". وبهذا يتم حسم الأمر لصالحه.
أما بيعة الأنصار لأبي بكر في السقيفة، فإنها لم تكن قادرة على حسم الأمور لصالحه.. لأن علياً "عليه السلام" ومن معه، قد يكون لهم تأثير سلبي على الذين بايعوا أبا بكر في السقيفة، فإن الأنصار، الذين تخلوا عن سعد، هم أنفسهم قد هتفوا في السقيفة بالذات باسم علي "عليه السلام"، وقالوا: لا نبايع إلا علياً.. أو قالوا: إن فيكم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد..
كما أن من الممكن أن يعرف الناس بأن ما أشاعوه عن علي "عليه السلام" من أنه قد انصرف عن هذا الأمر، كان مكذوباً عليه، فيكون ذلك سبباً في تراجع الكثيرين عن قرارهم بالبيعة لأبي بكر، وذلك يحمل في طياته أخطاراً جساماً فيما يرتبط بحسم الأمور لصالح أبي بكر..
فكان مجيء قبيلة أسلم ضمانة قوية لنجاح مشروع أبي بكر، ولذلك قال عمر: لما أن رأيت أسلم أيقنت بالنصر.
ثالثاً: إن عامة الأنصار لم يبايعوا أبا بكر في السقيفة.. وإنما بايعه عمر وأبو عبيدة من المهاجرين، وبضعة أفراد من الأنصار، قد لا يصل عددهم إلى عدد أصابع اليد الواحدة، وكان منهم مثل: أسيد بن حضير، وبشير بن سعد، ثم خرج أبو بكر وفريقه إلى المسجد لحسم الأمر مع علي "عليه السلام" وبني هاشم وتركوا بقية الأنصار في سقيفتهم يتلاهون ويتلاومون، ويتهم بعضهم بعضاً، وكان أبو بكر لا يزال بحاجة إلى حشد التأييد للتقوي على الآخرين.. وليأمن غائلة أي أمر قد يحدث.
وفي رواية سليم بن قيس عن سلمان: أن علياً "عليه السلام" قال: يا سلمان، وهل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟
قلت: لا، إلا أني رأيته في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أول من بايعه المغيرة بن شعبة، ثم بشير بن سعيد، ثم أبو عبيدة الجراح، ثم عمر بن الخطاب، ثم سالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل([469]).
رابعاً: أما قوله: إن قبيلة أسلم بطن من خزاعة، وأن الخزاعي أراد بهذا الخبر أن يباهي بقومه.
فغير ظاهر الوجه.. فإن أسلم ليست بطناً من خزاعة، وإن كانا يجتمعان في الأزد، واجتماعهما في الأزد غير مفيد؛ فإن خزاعة من ربيعة بن حارثة، وأسلم من أفصى بن حارثة([470]).
المدينة.. وسكانها:
وواضح: أن المدينة على ساكنها وآله [أفضل الصلاة والسلام]، كانت بلداً صغيراً جداً، كما أوضحناه أكثر من مرة، فقد كان عدد سكانها ممن يقدر على حمل السلاح لا يتجاوز بضع مئات.. أما عدد مجموع سكانها فقد لا يصل إلى ألفي نسمة بمن فيهم النساء والرجال، والكبار، والصغار، ومن السكان الأصليين، أو من غيرهم من الوافدين..
ولعل مما يدل على ذلك: ما ذكروه من أن النبي "صلى الله عليه وآله" طلب منهم أن يكتبوا له كل من تلفظ بالإسلام.. فكتب له حذيفة ألفاً وخمس مئة رجل.
وفي رواية أخرى: ونحن ما بين الست مئة إلى السبع مئة([471]).
مع أن الذين تلفظوا بالإسلام لا ينحصرون بمن هم في المدينة، بل يشمل ذلك القبائل التي حول المدينة من الأعراب، وغيرهم من سائر القبائل، ويشمل مهاجري الحبشة أيضاً.
ويشير إلى ذلك أيضاً: أن الذين بايعوا النبي "صلى الله عليه وآله" تحت الشجرة كانوا ـ كما قيل ـ ألفاً وأربع مئة، أو ألفاً وخمس مئة، وقيل: كانوا ألفاً وثمان مئة رجل.
وكان من بين هؤلاء أيضاً جماعات من غير أهل المدينة ممن أسلم من القبائل القريبة منها.. وكان من بينهم المهاجرون، وهم يعدون بالمئات أيضاً..
وذلك كله يشير إلى أن تجنيد أبي بكر المئات والألوف إلى حد أربعة آلاف مقاتل، لا يمكن أن يكون من سكان المدينة وحسب.. إذ المدينة لا يمكن أن تجند، ولو ربع هذا العدد، كما أن أكثر الأنصار، وبني هاشم، وكثيرين غيرهم، ما كانوا على رأي أبي بكر، ولا هم من حزبه.. ولا يستطيع أبو بكر أن يجندهم ضد علي ومن معه، وضد سعد بن عبادة ومن معه، وضد جماعات من المهاجرين والأنصار الآخرين.
وذلك كله يحتم عليه أن يستعين بالأعراب من خارج المدينة..
فإنهم هم الذين يمكن جمع المئات والألوف منهم، وهم الذين يمكن أن يبادروا لهتك حرمة أشراف الناس، طمعاً بالمال والنوال. فإن جهلهم وجفاءهم وأعرابيتهم، تجعلهم يتجاوزون كل الحدود.. وهم الذين قال الله تعالى عنهم: {الأعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً َأَجْدَرُ أَلاَ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}([472]).
ولعل هذا الذي كان من هؤلاء الأعراب حين وفاة النبي "صلى الله عليه وآله" هو الذي أرادت الآية القرآنية أن تلمح إليه، حيث صرحت بنفاق الأعراب الذين هم حول المدينة، ولكي تعرِّف الناس بالدور الذي سيضطلعون به في ضرب أساس هذا الإسلام العزيز بعد وفاته "صلى الله عليه وآله".
كما أنه سيكون هناك دور لمنافقي أهل المدينة أنفسهم في هذا السبيل، فقد قال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}([473]).
فإن عذابهم مرتين ربما يشير إلى خيانتهم لرسول الله "صلى الله عليه وآله" مرة، وخيانتهم لوصيه أخرى، فاستحقوا العذاب مرتين بذلك في الدنيا، ثم يردون إلى عذاب عظيم في الآخرة.
بنو أسلم في هذه الآية:
وبعد، فقد قالوا حول الآية المباركة المذكورة آنفاً: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ}.
قال عكرمة والكلبي: جهينة، وأشجع، وأسلم، وغفار([474]). ومزينة([475]) وعصية ولحيان([476]).
ولعل التركيز على خصوص قبيلة أسلم في تقوية موقف أبي بكر وعمر ضد علي "عليه السلام" وبني هاشم إنما هو لأن أكثرية ذلك الجيش الذي اقتحم المدينة كان منها، أو بقيادتها، وزعامتها.
ثلاثة أشخاص لا يجبرون مائة ألف:
وقد يقال:
كيف يجبر ثلاثة أشخاص من المهاجرين، هم: أبو عبيدة، وأبو بكر، وعمر، ولنفرض: أن معهم أسيد بن حضير، وبشير بن سعد، كيف يجبرون من حضر في السقيفة، وهم رجال الأوس والخزرج على البيعة لأبي بكر؟!..
بل كيف يجبر هؤلاء الثلاثة، مئة وعشرين ألفاً كانوا قد حضروا الغدير، وبايعوا الإمام علياً "عليه السلام" هناك؟!..
ونقول في الجواب:
أما بالنسبة إلى المئة وعشرين ألفاً الذين بايعوا الإمام علياً "عليه السلام"، في الثامن عشر من ذي الحجة في غدير خم بحضور رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فإنهم لم يكونوا في المدينة حين وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، بل كانوا قد رجعوا إلى بلادهم المنتشرة في شرق الجزيرة العربية وغربها..
وقد كان القائمون بالانقلاب لا يحتاجون إلى أكثر من إعلام أهل تلك البلاد، بأنه قد استجدت أمور فرضت على الرسول "صلى الله عليه وآله" العدول عما كان قرره.. وسارت الأمور باتجاه جديد، وفقاً لإرادته "صلى الله عليه وآله"، وتوجيهاته..
وأما بالنسبة لأهل المدينة أنفسهم، الممثلين بمن له رأي وموقع من رجال الأوس والخزرج، فنقول:
أولاً: قلنا: إن المدينة كانت قرية صغيرة قد لا يصل عدد سكانها بجميع أصنافهم وانتماءاتهم الدينية، وغيرها.. إلى ألفين أو ثلاثة آلاف، كباراً وصغاراً، شيوخاً وشباناً، ورجالاً ونساء..
والمسلمون البالغون من جميع هذه الأصناف، قد لا يصلون إلى الألف في أكثر التقديرات تفاؤلاً..
وقد تقدم: أن حذيفة كتب للنبي "صلى الله عليه وآله" كل من تلفظ بالإسلام، فكانوا ألفاً وخمس مئة رجل.. وفي رواية أخرى: ونحن ما بين الست مئة إلى السبع مئة.
ولعل هذه الرواية الأخيرة تقصد أهل المدينة، والرواية الأولى تعم جميع من أسلم، ولو من غير أهل المدينة..
كما أن الذين بايعوا النبي "صلى الله عليه وآله"، تحت الشجرة قد كانوا ألفاً وأربع مئة أو خمس مئة، أو ألفاً وثمان مئة رجل، على أبعد التقادير..
وكان من بينهم المهاجرون، وهم يعدون بالمئات أيضاً، وكان من بينهم أيضاً جماعات من القبائل القريبة أو البعيدة من المدينة..
ثانياً: إن هؤلاء الثلاثة لم يجبروا أهل السقيفة على البيعة لأبي بكر، بل ما حصل هو أن أبا بكر قد أوقع الخلاف بين الأوس والخزرج، بتذكيرهم بإحن الجاهلية، وخوّف بعضهم من بعض، ثم بايعه عمر وأبو عبيدة، وأسيد بن حضير، وربما بلغ الأمر إلى ثمانية أشخاص، كما تشير إليه بعض الروايات.. ثم تركوا الأوس والخزرج مختلفين متلاومين، وخرجوا مسرعين إلى بيت أمير المؤمنين "عليه السلام"، في المسجد، ليفرضوا عليه البيعة، قبل أن يبلغه الخبر، ويتكلم بما يفسد عليهم أمرهم..
وجرى لهم معه ومع السيدة الزهراء "عليها السلام" ما جرى، وكانوا قد هيأوا بني أسلم، ليخرجوا على الناس فجأة في لك الليلة، ويفرضوا البيعة لأبي بكر بالقوة والقهر، وصار الناس يسحبون إلى البيعة لأبي بكر في أجواء من الرعب والخوف والإهانة، لا يحسدون عليها..
وقد غاب عن هذه البيعة بنو هاشم، وكثيرون غيرهم.. وقام بها لأبي بكر جماعة من المهاجرين الحاقدين على الإمام علي "عليه السلام"، وأهل بيته..
فإجبار الأوس والخزرج على البيعة، لم يحصل في اجتماع السقيفة، وإنما حصل ذلك في اليوم التالي، حينما حضر الألوف من بني أسلم وغيرهم فجأة، كما ذكرنا.
ولهذا البحث وبيان تفصيلاته المثيرة مجال آخر..
الفصل الأخير:
إستدراكات لا بد منه
بـدايـة:
وبعد.. فإننا لا ندَّعي أننا قد استقصينا الكلام في السيرة النبوية الشريفة، أو أننا وفينا ما أوردناه منها حقه..
وشاهدنا على ذلك، نفس عقدنا لهذا الفصل، الذي أردنا أن نورد فيه بعض ما فاتنا إلحاقه بمواضعه المناسبة، وهو أربعة مباحث هي التالية:
1 ـ ووجدك ضالاً فهدى.
2 ـ شق جدار الكعبة لفاطمة بنت أسد.
3 ـ لماذا ولد علي "عليه السلام" في الكعبة؟!
4 ـ أهل الكتاب ليس عندهم علم الكتاب.
مع اعتذارنا من القارئ الكريم على هذا الخلل، الذي قد لا يروق له.. فإلى ما يلي من استدراكات، وما تضمنته من مطالب.
1 ـ ووجدك ضالاً فهدى:
هناك سؤال لا يزال يطرح حول المراد من قوله تعالى:
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}([477]).
فمتى كان النبي "صلى الله عليه وآله" ضالاً فهداه الله تعالى؟! وهل يصح القول بأنه قد كان ضالاً قبل بعثته، ثم هداه الله تعالى بالبعثة؟!
الجواب:
قال تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}.
هذه ثلاث آيات، تضمنت إحداها، وهي الوسطى ذكر هذه الحقيقة، التي تحتاج إلى بعض التوضيح، والبيان، والإجابة على السؤال المتقدم تستدعي الحديث عن كل آية منها على حدة، وقد آثرنا البدء بالحديث عن الآية الأولى، ثم الثالثة، ثم عدنا إلى الحديث عن الثانية التي هي مورد السؤال.. لأن طبيعة البيان الذي توخيناه اقتضت ذلك.
فجاء الحديث كما يلي:
أولاً: بالنسبة لقوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى}.
نقول:
إن ظاهر هذه الآية المباركة:
1 ـ أن الله تعالى قد وجد نبيه "صلى الله عليه وآله" يتيماً.
2 ـ إنه بمجرد أن وجده كذلك آواه.
ونحن نتحدث عن هذين الأمرين هنا، فنقول:
أما بالنسبة لوجدان الله تعالى للنبي "صلى الله عليه وآله" يتيماً، فنقول:
إن من الواضح: أن وجدان الله سبحانه لأمر، يختلف عن وجداننا نحن له.. فإن الوجدان بالنسبة إلينا إنما يكون بعد الفقدان. حيث يكون الشيء غائباً عنا، ثم نجده..
وأما بالنسبة لإيواء الله تعالى لنبيه "صلى الله عليه وآله" بمجرد أن وجده يتيماً، فإنه تعالى لا يغيب عنه شيء، بل كل شيء حاضر لديه، منذ أن أوجده. فلا فصل بين وجود الشيء، وبين وجدان الله تعالى له..
وبعبارة أخرى: إن التقدم تارة يكون من قبيل تقدم الصباح على المساء، أو تقدم ولادة الوالد على ولادة ولده..
وتارة يكون من قبيل تقدم حركة اليد على حركة المفتاح حينما يدار في قفل الباب. فإن التفريق والسبق بين الحركتين في هذه الصورة، إنما هو في الذهن. وليس زمانياً..
وتقدم وجود الشيء على وجدان الله تعالى له من هذا القبيل، فإن الله تعالى حين أمات عبد الله والد الرسول، قد وجد رسول الله "صلى الله عليه وآله" يتيماً. ولم يغب عنه في أي ظرف أو حال.
فلا يوجد أي فصل زماني بين هذين الأمرين.
فهو على حد قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً}([478]).
وقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}([479]).
أي ليتجسد ذلك على صفحة الوجود، ليكون وجوده العيني عين وجوده العلمي.. وإن اختلفا من حيث التحليل العقلي، فيما.يرتبط بالإدراك والتعقل بالنسبة لنا.
وكذلك الحال في الإيواء في قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى}. فإنه قد جاء مصاحباً لوجدان الله تعالى له يتيماً. فلم يتركه سبحانه، مدة ثم آواه..
وذلك لأنه تعالى قد عبر هنا بالفاء الدالة على التعقيب بلا فصل، فقال: {فَآوَى}. لا بكلمة "ثم" الدالة على التعقيب مع المهلة.. فلم يقل "ثم" (آوَى).
ثانياً: بالنسبة لقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}.
نقول:
المراد بالعائل: الفقير ذو العيلة من غير جدة.. في إشارة إلى تنوع الحاجات، وإلى عظم المسؤوليات الملقاة على عاتقه "صلى الله عليه وآله" سواء فيما يرتبط بنفسه، أو فيما يرتبط بالآخرين. وخصوصاً مسؤوليات هداية البشر منذ خلق الله آدم عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام..
وقد ذكرت هذه الآية المباركة: أن الله تعالى قد وجد نبيه عائلاً محتاجاً إلى النعم والألطاف، والعون. سواء في ذلك ما يرجع لنفسه أو لغيره([480])، من خلاله.. فأفاض عليه منها ما يليق بمقامه الأسمى والأقدس. وما يناسب حاجته، وموقعه، ومسؤولياته في جميع مراحل وجوده، حتى حينما كان نوراً معلقاً بالعرش.
ولسنا بحاجة إلى إعادة التذكير بأنه تعالى قد وجده، واطلع على حاجاته وعلى فقره على كونه عائلاً، بمجرد حدوثها، ولم يغب عنه ذلك لحظة واحدة.
ثم أفاض تعالى نعمه عليه بمجرد وجدانه كذلك، ومن دون أي فصل زماني، أو مهلة، وذلك من خلال التعبير بالفاء الدالة على التعقيب بلا فصل في قوله: {فَأَغْنَى}، ولم يأت بـ "ثم" الدالة على التعقيب مع المهلة، فلم يقل: "ثم" (أَغْنَى)..
ثالثاً: بالنسبة لقوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى}.
نقول:
إنه تعالى بمجرد أن خلق نبيه روحاً أولاً، ثم روحاً وجسداً تالياً قد وجده في جميع مراحل وجوده محتاجاً إلى أنواع كثيرة من الهدايات، فأفاضها عليه مباشرة، ومنذ اللحظة الأولى، وبلا مهلة، كما دل عليه التعبير بالفاء في قوله: {فَهَدَى} حيث لم يقل: "ثم" (هَدَى)..
فأعطاه الهداية التكوينية، بمجرد ظهور حاجته إلى هذه الهداية..
وأعطاه أيضاً هداية الفطرة..
وأعطاه هداية العقل..
وأعطاه هداية التشريع والإلهام والوحي..
وأعطاه هداية الحكمة..
ويتجلى أثر هذه الهدايات في موقع الحاجة في نطاق سعيه الدائب، وتطلبه المستمر للوصول إلى مواضع القرب، والحصول على مواقع الزلفى..
فاتضح أنه تعالى يجد حاجة نبيه إلى الهداية من دون حاجة إلى الزمان، لأنه لا يمكن أن يغيب عنه تعالى شيء.. ثم هو يفيض الهدايات عليه مباشرة أيضاً، وبلا فصل ولا مهلة. فذلك يعني أن الله سبحانه قد منحه هداية لم يسبقها ضلال، ولو للحظة واحدة.
ويكون هذا الترتيب البياني بين الضلال والهدى، لا يستبطن التدرج في الوجود الخارجي، بمعنى أن يتجسد ضلال، ثم تأتي الهداية فتزيله..
بل هو ترتيب قد جاء في دائرة تمكين الناس من إدراك معنى الهدايات، والنعم، والتفضلات الإلهية على النبي الأقدس "صلى الله عليه وآله"..
أي أنه ترتيب نشأ عن السعي الذهني إلى التجزئة بين المدركات، وتلمُّس الحدود القائمة فيما بينها، بالإستناد إلى التحليل العقلي، بهدف تيسير إدراك الحقائق بصورة أعمق وأتم.
من نتائج ما تقدم:
وهكذا.. فإنه بإمكاننا بعد هذا البيان أن نقول:
إن هذه الآية المباركة هي أحد الأدلة الظاهرة على أن الله سبحانه منذ خلق نبينا الأعظم "صلى الله عليه وآله" كان قد أعطاه جميع الهدايات التي يحتاجها، والتي توصله إلى الغايات الإلهية.. ولا بد أن يكون من بينها هداية الإلهام والوحي والتشريع وغيرها. وذلك هو ما يفرضه إطلاق قوله تعالى: {فَهَدَى}.
بل ربما يحاول البعض استفادة ذلك أيضاً من قوله تعالى، خطاباً للمشركين {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى}([481]). من حيث أن الآية قد نفت عنه "صلى الله عليه وآله" الضلال مطلقاً، وفي مختلف الحالات والأزمان.
وذلك يؤكد لنا: أنه "صلى الله عليه وآله" كان نبياً منذ ولد([482]).
بل كان نبياً وآدم بين الماء والطين أو بين الماء والجسد([483]). كما دلت عليه الروايات الشريفة.
وبذلك نستطيع أن نفهم بعمق الإشارة الخفية، التي تضمنتها كلمات أمير المؤمنين "عليه السلام" في نهج البلاغة، حيث يقول:
".. ولقد قرن الله به "صلى الله عليه وآله" من لدن أن كان فطيماً، أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره!!."([484]).
ولا بد من لفت النظر إلى التنصيص على واقع هذا الملك الذي قرنه الله سبحانه وتعالى، برسوله حيث وصفه "عليه السلام" بأنه أعظم ملائكته في إشارة منه "عليه السلام" إلى أن هذه المهمة قد بلغت في أهميتها وخطرها حداً جعلت من هذا الإختيار ضرورة لا بد منها.
وأن هذه الضرورة قد فرضت نفسها في وقت مبكر من حياته "صلى الله عليه وآله"، أي منذ كان "عليه السلام" فطيماً.
توضيح وبيان:
وبعد ما تقدم نقول: إن من يراجع الآيات القرآنية يجد: أنها في بياناتها لبعض القضايا الحساسة تعتمد أسلوباً مميزاً وفريداً، من حيث أنها تورد الحديث عن تلك القضايا بطريقة يحتاج معها نيل تلك المعاني إلى الخروج من حالة الغفلة والاسترخاء الفكري، لكي يتمكن من تلمُّس تلك الإشارات القوية حين تضطره إلى استنفار كل قواه العقلية، وتفرض عليه مستوى من التعمق، والإحاطة الواعية بدقائق وحقائق مختلفة، ونيل معانٍ عالية ودقيقة، تعطيه درجة من المناعة والحصانة عن التأثر بالشبهات، التي تجد فرصتها في حالات الغفلة والسطحية، والإستسلام البريء.
إنه تعالى يريد للإنسان أن يأخذ الفكرة بوعي، وبعمق، وشمولية، وبحساسية فائقة، لتخرج ـ من ثم ـ عن مستوى التصور، وتدخل في دائرة التصديق واليقين المستند إلى البرهان.
ولتتغلغل ـ من ثم ـ في قلب الإنسان، وتصبح فكره، وعقيدته، ووجدانه، وضميره. ويكون ذلك هو الضمانة القوية، والحصن الحصين.
2 ـ شق جدار الكعبة لفاطمة بنت أسد:
قد يسأل سائل ويقول:
هل هناك أدلة صحيحة السند على حادثة شق الكعبة لفاطمة بنت أسد لكي تلد أمير المؤمنين "عليه السلام" فيها؟!
ونجيب:
بأنه لا شك في ولادة علي "عليه السلام" في الكعبة، لأن الإجماع قائم على ذلك كما صرح به الحاكم في المستدرك وغيره.
واللافت هنا: أن حديث شق جدار الكعبة لفاطمة بنت أسد "رضوان الله تعالى عليها"، لتضع مولودها في داخلها، قد روي عن أناس حارب بعضهم علياً "عليه السلام"، وسعى إلى قتله، أو كان يكرهه، ولا يرضى بالإقرار بفضيلة له..
فقد رواه: سفيان بن عيينة عن الزهري، عن عائشة([485]).
ورواه: أبو داود، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عباس بن عبد المطلب([486]).
ورواه: ابن شاذان، عن إبراهيم، بإسناده عن جعفر بن محمد "عليه السلام"([487]).
ورواه: الحسن بن محبوب عن الإمام الصادق "عليه السلام"([488]).
ورواه: علي بن أحمد الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس([489]).
ورواه: علي بن أحمد الدقاق، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن موسى بن عمران، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن ثابت بن دينار، عن ابن جبير، عن يزيد بن قعنب([490]).
فظهر مما تقدم: أن أكثر الذين رووا هذه القضية هم من غير الشيعة، بل فيهم من عرف بعدائه لعلي "عليه السلام"، وبغضه له.
وظهر أيضاً: أن الرواية به مستفيضة..
وظهر: أن هذه الرواية قد جاءت عن:
1 ـ عائشة بنت أبي بكر.
2 ـ العباس بن عبد المطلب.
3 ـ عبد الله بن عباس.
4 ـ يزيد بن قعنب.
5 ـ الإمام جعفر الصادق "عليه السلام".
فإذا أخذنا بقول الزرقاني الذي صرح بأن: "من القواعد: أن تعدد الطرق يفيد: أن للحديث أصلاً"([491]).
وقول الخفاجي عن حديث رد الشمس: "إن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته"([492]).
وإذا أخذنا بقاعدة: "والفضل ما شهدت به الأعداء".
حتى إن عائشة لم تكن تطيب نفسها بذكر علي "عليه السلام" بخير أبداً..
وإذا أكدنا ذلك بوجود أثر هذا الشق في جدار الكعبة إلى يومنا هذا، وقد جهدوا ليخفوه، فلم يمكنهم ذلك..
نعم.. إننا إذا أخذنا بذلك كله، فلماذا لا نأخذ بهذه الرواية أيضاً؟!
بل إنه حتى لو كان رواة حديث مَّا ينسبون للكذب والوضع، فإن ذلك لا يعني أن لا تصدر عنهم كلمة صدق أصلاً.
بل قد يكون الصدق هو الغالب عليهم، ولولا ذلك لما استطاعوا التسويق للأمر الذي كذبوا فيه.
والحاصل: أن الكاذب قد يقول الصدق، والوضَّاع قد يعترف بالحق، مع أن الأمر في رواة هذه الحادثة ليس كذلك كما يُعلم بالمراجعة..
3 ـ لماذا ولد علي × في الكعبة؟!:
وهناك سؤال يقول:
كيف نستطيع أن نفسر اختصاص أمير المؤمنين "عليه السلام"، بكرامة الولادة في الكعبة، دون رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!
ونقول في جوابه ما يلي:
إننا قبل كل شيء، نحب التذكير بأن بين النبوة والإمامة، والنبي والإمام، فرقاً، فيما يرتبط بترتيب الأحكام الظاهرية على من يؤمن بذلك وينكر، ومن يتيقن ويشك، ومن يحب ويبغض..
فأما بالنسبة للنبوة والنبي "صلى الله عليه وآله"، فإن أدنى شك أو شبهة بها، وكذلك أدنى ريب في الرسول "صلى الله عليه وآله" يوجب الكفر والخروج من الدين، كما أن بغض الرسول "صلى الله عليه وآله" بأي مرتبة كان، يخرج الإنسان من الإسلام واقعاً، وتلحقه وتترتب عليه أحكام الكفر، في مرحلة الظاهر أيضاً، فيحكم عليه بالنجاسة، وبأنه لا يرث من المسلم، وبغير ذلك..
وأما الإمامة والإمام "عليه السلام"، فإن الحكمة، والرحمة الإلهية، وحب الله تعالى للناس، ورفقه بهم، قد اقتضى: أن لا تترتب الأحكام الظاهرية على من أنكر الإمامة، أو شك فيها، أو في الإمام "عليه السلام"، أو قصر في حبه.. ولكن بشرطين..
أحدهما: أن يكون ذلك الإنكار، أو الشك، أو التقصير ناشئاً عن شبهة، إذ مع اليقين بثبوت النص أو في دلالته، يكون المنكر أو الشاك مكذباً لرسول الله "صلى الله عليه وآله"، راداً على الله سبحانه، ومن كان كذلك فهو كافر جزماً..
الثاني: أن لا يكون معلناً ببغض الإمام، ناصباً العداء له، لأن الناصب حكمه حكم الكافر أيضاً..
النبي ' لا يقتل أحداً؛ لماذا؟
وبعدما تقدم نقول:
لا ريب في أن قيام الإسلام وحفظه يحتاج إلى جهاد وتضحيات، وأن في الجهاد قتل ويتم، ومصائب ومصاعب، ولم يكن يمكن لرسول الله أن يتولى بنفسه كسر شوكة الشرك، وقتل فراعنته وصناديده.. لأن ذلك يوجب أن ينصب الحقد عليه، وأن تمتلئ نفوس ذوي القتلى ومحبيهم، ومن يرون أنفسهم في موقع المهزوم بغضاً له، وحنقاً عليه..
وهذا يؤدي إلى حرمان هؤلاء من فرصة الفوز بالتشرف بالإسلام، وسيؤثر ذلك على تمكّن بنيهم، وسائر ذويهم ومحبيهم من ذلك أيضاً.. فقضت الرحمة الإلهية أن يتولى مناجزتهم من هو كنفس الرسول "صلى الله عليه وآله"، الذي يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ألا وهو أمير المؤمنين "عليه السلام"..
واقتضت هذه الرحمة أيضاً رفع بعض الأحكام الظاهرية ـ دون الواقعية ـ المرتبطة بحبه وبغضه، وبأمر إمامته "عليه السلام"، تسهيلاً من الله على الناس، ورفقاً بهم ـ رفعها ـ عن منكر امامته "عليه السلام"، وعن المقصر في حبه، ولكن بالشرطين المتقدمين وهما: وجود الشبهة وعدم نصب العداء له، لأنه مع عدم الشبهة يكون من قبيل تعمد تكذيب الرسول "صلى الله عليه وآله"، ومع نصب العداء يتحقق التمرد والرد على الله سبحانه، كما قلنا..
معالجة قضايا الروح والنفس:
ثم إن معالجة قضايا الحب والبغض، والرضا والغضب، والإنفعالات النفسية، تحتاج إلى اتصال بالروح، وبالوجدان، وإلى إيقاظ الضمير، وإثارة العاطفة، بالإضافة إلى زيادة البصيرة في الدين، وترسيخ اليقين بحقائقه..
وهذا بالذات هو ما يتراءى لنا في مفردات السياسة الإلهية، في معالجة الأحقاد التي علم الله سبحانه: أنها سوف تنشأ، وقد نشأت بالفعل، كنتيجة لجهاد الإمام علي "عليه السلام"، في سبيل هذا الدين..
ونحن نعتقد: أن قضية ولادة الإمام علي "عليه السلام" في جوف الكعبة، واحدة من مفردات هذه السياسة الربانية، الحكيمة، والرائعة..
ولادة علي × في الكعبة صنع الله:
ويمكن توضيح ذلك بأن نقول:
إن ولادته "عليه السلام"، في الكعبة المشرفة، أمر صنعه الله تعالى له، لأنه يريد أن تكون هذه الولادة رحمة للأمة، وسبباً من أسباب هدايتها.. وهي ليست أمراً صنعه الإمام علي "عليه السلام" لنفسه، ولا هي مما سعى إليه الآخرون، ليمكن اتهامهم بأنهم يدبرون لأمر قد لا يكون لهم الحق به، أو التأييد لمفهوم اعتقادي، أو لواقع سياسي، أو الانتصار لجهة أو لفريق بعينه، في صراع ديني، أو اجتماعي، أو غيره..
ويلاحظ: أن الله تعالى قد شق جدار الكعبة لوالدته "عليه السلام" حين دخلت، وحين خرجت، بعد أن وضعته في جوف الكعبة ـ وقد جرى هذا الصنع الإلهي له ـ حيث كان "عليه السلام" لايزال في طور الخلق والنشوء في هذا العالم الجديد.. ليدل دلالة واضحة على اصطفائه تعالى له، وعنايته به..
وذلك من شأنه أن يجعل أمر الاهتداء إلى نور ولايته أيسر، ويكون الإنسان في إمامته أبصر..
ويتأكد هذا الأمر بالنسبة لأولئك الذي سوف تترك لمسات ذباب سيفه "ذي الفقار" آثارها في أعناق المستكبرين والطغاة من إخوانهم، وآبائهم، وعشائرهم، أو من لهم بهم صلة أو رابطة من أي نوع..
الرصيد الوجداني آثار وسمات:
إن هذا الرصيد الوجداني، الذي هيأ الله لهم ليختزنوه في قلوبهم وعقولهم من خلال النصوص القرآنية والنبوية التي تؤكد فضل علي "عليه السلام" وإمامته، ثم جاء الواقع العلمي ليعطيها المزيد من الرسوخ والتجذر في قلوبهم وعقولهم من خلال مشاهداتهم، ووقوفهم على ما جاء الله به من ألطاف إلهية به، وإحساسهم بعمق وجدانهم بأنه وليد مبارك، وبأنه من صفوة خلق الله ومن عباده المخلصين، أن ذلك سيجعلهم يدركون: أنه "عليه السلام"، لا يريد بما بذله من جهد، وجهاد في مسيرة الإسلام، إلا رضا الله سبحانه، وإلا حفظ مسيرة الحياة الإنسانية، على حالة السلامة، وفي خط الاعتدال.. لأنها مسيرة سيكون جميع الناس ـ بدون استثناء ـ عناصر فاعلة ومؤثرة فيها، ومتأثرة بها..
وبذلك يصبح الذين يريدون الكون في موقع المخاصم له "عليه السلام"، أو المؤلب عليه، أمام صراع مع النفس ومع الوجدان، والضمير، وسيرون أنهم حين يحاربونه إنما يحاربون الله ورسوله.. ويسعون في هدم ما شيده للدين من أركان، وما أقامه من أجل سعادتهم، وسلامة حياتهم، من بنيان..
ولادة علي × في الكعبة لطف بالأمة:
فولادة الإمام علي "عليه السلام"، في الكعبة المشرفة، لطف، بالأمة بأسرها، حتى بأولئك الذين وترهم الإسلام، وسبيل هداية لهم ولها، وسبب انضباط وجداني، ومعدن خير وصلاح، ينتج الإيمان، والعمل الصالح، ويكف من يستجيب لنداء الوجدان، عن الامعان في الطغيان، والعدوان، وعن الانسياق وراء الأهواء، والعواطف، من دون تأمل وتدبر..
وغني عن البيان، أن مقام الإمام علي "عليه السلام" وفضله، أعظم وأجل من أن تكون ولادته "عليه السلام"، في الكعبة سبباً أو منشأ لإعطاء المقام والشرف له.. بل الكعبة هي التي تتشرف به وتعتز، وتزيد قداستها، وتتأكد حرمتها بولادته فيها صلوات الله وسلامه عليه..
وأما رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فإن معجزته الظاهرة التي تهدي الناس إلى الله تعالى، وصفاته، وإلى النبوة وتدلهم على النبي، وتؤكد صدقه، وتلزم بالإيـمان به، وتأخـذ بيدهم إلى التسليم باليوم الآخر ـ إن هذه المعجزة ـ هي هذا القرآن العظيم، الذي يهدي إلى الرشد من أراده، والذي لا بد أن يدخل هذه الحقائق إلى القلوب والعقول أولاً، من باب الاستدلال، والانجذاب الفطري إلى الحق بما هو حق.. من دون تأثر بالعاطفة، وبعيداً عن احتمالات الإنبهار بأية مؤثرات أخرى مهما كانت..
إذ إن القضية هي قضية إيمان وكفر، وحق وباطل، لا بد لإدراكهما من الكون على حالة من الصفاء والنقاء، وتفريغ القلب من أي داع آخر، قد يكون سبباً في التساهل في رصد الحقيقة، أو في التعامل مع وسائل الحصول عليها، والوصول إليها..
فالله لا يريد أن تكون مظاهر الكرامة، سبباً في إعاقة العقل عن دوره الأصيل في إدراك الحق، وفي تحديد حدوده، وتَلَمُّس دقائقه، وحقائقه والتبيُّن لها إلى حد تصير معه أوضح من الشمس، وأبين من الأمس..
ولذلك فإن الله تعالى لم يصنع لرسوله، ما يدعوهم إلى تقديسه كشخص، ولا ربط الناس به قبل بعثته بما هو فرد بعينه، لا بد لهم من الخضوع والبخوع له، وتمجيد مقامه، لأن هذا قد لا يكون هو الأسلوب الأمثل، ولا الطريقة الفضلى، في سياسية الهداية الإلهية إلى الأمور الإعتقادية، التي هي أساس الدين، والتي تحتاج إلى تفريغ النفس، وإعطاء الدور، كل الدور، للدليل وللبرهان، وللآيات والبينات، وإلى أن يكون التعاطي مع الآيات والدلائل بسلامة تامة، وبوعي كامل، وتأمل عميق، وملاحظة دقيقة..
وهذا هو ما نلاحظه في إثارات الآيات القرآنية لقضايا الإيمان الكبرى، خصوصاً تلك التي نزلت في الفترة المكية للدعوة. فإنها إثارات جاءت بالغة الدقة، رائعة في دلالاتها وبياناتها، التي تضع العقل والفطرة أمام الأمر الواقع الذي لا يمكن القفز عنه، إلا بتعطيل دورهما، وإسقاط سلطانهما، لمصلحة سلطان الهوى، ونزوات الشهوات، والغرائز..
وهذا الذي قلناه، لا ينسحب ولا يشمل إظهار المعجزات والآيات الدالة على الرسولية، وعلى النبوة، فإنها آيات يستطيع العقل أن يتخذ منها وسائل وأدوات ترشده إلى الحق، وتوصله إليه.. وتضع يده عليه.. وليست هي فوق العقل، ولا هي من موجبات تعطيله، أو اضعافه.
4 ـ أهل الكتاب ليس عندهم علم الكتاب:
وثمة سؤال يوردُهُ البعض، مفادُهُ: أنهُ لا يصح أن يكون المراد بمن عندَهُ علم الكتاب في قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}([493]) علياً "عليه السلام"، لأن علياً "عليه السلام" قد آمن بالنبي "صلى الله عليه وآله" وهو بالتالي طرفٌ في النزاع بين النبي "صلى الله عليه وآله" والمشركين.
فلا يعقل أن يحيل النبي "صلى الله عليه وآله" المشركين إلى علي "عليه السلام" وأن يستشهد بهِ على صدق نبوة نفسه "صلى الله عليه وآله"، لأنهم لن يقبلوا شهادتَهُ.
فكيف يأمره الله تعالى بأن يجعَلُهُ "صلى الله عليه وآله" شهيداً بينه وبين أهل الكتاب؟! والحال أن رفعهم لشهادته أمر بديهي، وقد كان النبي "صلى الله عليه وآله" يعلم ذلك أيضاً؟
أليس ذلك من قبيل الإحالة على محال؟
ومع صحة هذا الإشكال العقلي، تسقط كل الروايات التي تفسر منْ عندَهُ علم الكتاب بعلي "عليه السلام".
ونقول في الجواب:
أولاً: إن الروايات المتواترة، وكثير منها صحيح السند قد دلت على أن المقصود بـ {مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} أمير المؤمنين علي، والأئمة من ذريته عليه وعليهم السلام. وهي تقطع دابر كل تخرص ورجم بالغيب في هذا المجال؛ فإنهم "عليهم السلام" عدل القرآن، وأحد الثقلين اللذين أمرنا الله بالتمسك بهما.
ولا يمكن تكذيب هذا العدد الكبير من الروايات الصحيحة، فكيف إذا كانت متواترة من طرق الشيعة.. كما أنها مروية من طرق أهل السنة..
ونذكر من هذه الروايات ثلاثاً فقط، هي التالية:
1 ـ عن أبي عبد الله "عليه السلام"، قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين "عليه السلام".
وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب، أعلم؟! أم الذي عنده علم الكتاب؟!
فقال: ما كان علم الذي كان عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة من ماء البحر..([494]).
2 ـ وعن الإمام الباقر "عليه السلام" في تفسير الآية: إيانا عنى، وعلي أولنا، وأفضلنا، وخيرنا بعد النبي "صلى الله عليه وآله"([495]).
3 ـ وعن ابن بكير، عن أبي عبد الله "عليه السلام"، قال: كنت عنده، فذكروا سليمان وما أعطي من العلم، وما أوتي من الملك.
فقال لي: وما أعطي سليمان بن داود؟ إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم، وصاحبكم الذي قال الله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}([496]). وكان ـ والله ـ عند علي "عليه السلام"، علم الكتاب.
فقلت: صدقت والله جعلت فداك([497]).
فإذا جاء الخبر اليقين المتواتر عنهم "عليهم السلام"، وكان عدد كثير منه صحيح السند، فلا بد من البخوع له والانتهاء إليه، وليس لأحد ـ بعد ثبوته ـ أم يثير الشكوك بكلامهم. استناداً إلى حدسيات وآراء الرجال.. بل لا بد أن تزول الشبهة بكلامهم صلوات الله وسلامه عليهم.. ورحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده.
ثانياً: إن الآية نفسها تكاد تكون صريحة في أن المقصود لا يمكن أن يكون غير علي "عليه السلام"، لا عبد الله بن سلام، ولا غيره من أهل الكتاب.
وحيث إن هناك سعياً حثيثاً من قبل البعض لصرف الآية عن أمير المؤمنين "عليه السلام"، وتخصيصها بعبد الله بن سلام اليهودي، فلا بد لنا من توجيه الكلام بحيث يحسم مادة النزاع في هذا الأمر، فنقول:
إن الآية التي هي مورد البحث تقول:
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}([498]).
ونحن في سياق بيان ما نرمي إليه نشير إلى عدة نقاط ترتبط بهذه الآية الشريفة.. فنقول:
1 ـ إن الشاهد بين النبي "صلى الله عليه وآله"، وبين الذين كفروا، إن كان من أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالرسول، وينكرون نبوته، فإن شهادته لا تجعلهم يعترفون بالحق، بل هم سوف يغتنمونها فرصة لإسقاط دعوته وتضعيف أمره..
وليس لنا أن نتوقع منهم أن يبادروا إلى إبطال دينهم، وإثبات حقانية هذا الدين الجديد الذي يعارضه، ويناقضه، وينفيه..
وإن كان الشاهد هو عبد الله بن سلام بعد إسلامه، فمن جهة، ليس ثمة ما يطمئن ـ بحسب العادة ـ إلى أن ابن سلام سوف يقول الصدق، ولا يكتم الشهادة، فقد تدفعه أهواؤه إلى ذلك، فإنه ليس بمعصوم.
بل إن الوقائع التي رافقت حياة هذا الرجل بعد إسلامه قد أثبتت أنه لم يكن وفياً للحق، بل اتبع هواه، وعاند الإمام الحق، واتبع سبيل الذين لا يعلمون..
كما أن أهل الكتاب قد كتموا الشهادة بالحق لرسول الله "صلى الله عليه وآله"، في غير هذا المورد، وقد تحدث الله عنهم في ذلك، وأنبهم عليه، واتهمهم بأنهم يحرفون الكلم عن مواضعه، فراجع تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}([499]).
وقوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}([500]).
فمن كان كذلك كيف تجعل شهادته عدلاً لشهادة الله وشهيديته؟!
وكيف يسجل ذلك في القرآن ليقرأه الناس وليستفيدوا منه خلفاً عن سلف؟!..
ألا يعد هذا من الإغراء للناس بما لا يصح الإغراء به؟
بل إن إصرار أهل الكتاب على البقاء على دينهم في هذه الحال لهو من أعظم مظاهر كتمان الشهادة بالحق، كما هو ظاهر لا يخفى..
مع أن سياق الآية والتعبير بكفى، وجعل شهيدية العالم بالكتاب مقرونة بشهيدية الله تعالى يفيد: أن هناك ضمانة حقيقية، وطمأنينة شديدة إلى أمانة الشاهد وصدقه، وأنه لن يكتم الشهادة فضلاً عن أنه لن يشهد إلا بالحق والصدق، لا على سبيل الإعجاز في الإخبار عن الغيب، ولا على سبيل الإعجاز بإجبار ابن سلام على ذلك تكويناً.
بل الأمر يجري وفق السنن، من حيث أنه يستند إلى أن الشاهد هو ذلك الإنسان العالم بمواطن الحق والباطل، المعصوم عن أن ينقاد لهواه، وعن أن ينساق مع تيار الإنحراف، في أي من الظروف والأحوال..
2 ـ إن الحديث إنما هو مع المشركين والكفار، وهم كما لا يعترفون برسول الله "صلى الله عليه وآله" فإنهم لا يعترفون أيضاً باليهود، وإلا لكانوا تابعوهم، ودخلوا معهم في دينهم، فما معنى إلزامهم بشهادة ابن سلام الذي كان يهودياً فأسلم. وهم يخطئونه في ذلك ويضللونه؟!
وما معنى أن تقرن شهادة اليهود بشهادة الله سبحانه، في مقام التحدي؟!
3 ـ إنه بعد أن دخل ابن سلام في الإسلام لم يعد هناك أي فرق بنظر الكفار بينه وبين علي "عليه السلام"، فهذا خصم لهم مدع عليهم، وذاك أيضاً كذلك بنظرهم..
4 ـ إن الآية قد تحدثت عن الشهيد، لا عن الشاهد.. والتعبير الطبيعي عن الذي يؤدي الشهادة في موارد الترافع والاختلاف هو كلمة "شاهد"، فيقال فلان شاهد، لا شهيد، التي هي من صيغ المبالغة..
5 ـ أضف إلى ما تقدم: أنه لا يقال ـ في العادة ـ: فلان شاهد بيني وبينكم، بل يقال فلان شاهد على فلان، أو شاهد على الأمر.
وقد ذكر بعضهم: أنه يمكن أن يكون التعبير بكلمة {بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} للإشارة إلى توسط الشاهد بين الطرفين، وتساويهما عنده بحيث لا يميل إلى أحدهما على حساب الآخر. وهذا يعطيه الوثاقة والأمانة والعدالة في الشهادة، إلى حد أن تصبح شهادته هي الفيصل في الأمر، فيكون شاهداً حاكماً، قاطعاً للنزاع.
والتعبير بكلمة شهيداً للإلماح إلى شدة اطلاعه وحضوره، الأمر الذي يحتم إطاعته والقبول منه.
ونقول:
إننا نتفق مع هذا الأخ الكريم، على أن المراد بالشهيدية هو الحضور المباشر والقوي من حيث شدة انتباهه لما يجري على صفحة الواقع، وتدقيقه فيه.. ولكننا لا نوافقه على أن المراد بالآية الشهادة بين متخاصمين على حد الشهادات الأخرى. بل هو شهيدية، وحضور حاكم، وفاصل للأمر، من دون أن يكون هناك شهادة.
لأن معرفة الصدق، خصوصاً في أمر يتعذر فيه الإطلاع إلى درجة الحضور، كمجيء جبرئيل "عليه السلام" للرسول "صلى الله عليه وآله"، أمر غير ميسور للبشر العاديين وذلك معناه أن هذا الشهيد يملك وسائل عالية جداً، تمكنه من الحضور المباشر حتى في مثل هذه الأمور الخفية جداً، وذلك لا يتناسب إلا مع ما هو أرقى من هذا الذي نعيشه ونألفه.. وهو شهيدية الإمام، والإمامة التي ستظهر آثارها في يوم القيامة..
وهذا يؤيد ويؤكد المعنى الذي نسوق الكلام إليه.. وهو أنها شهيدية بمعنى الحضور، لا بمعنى أداء الشهادة.
6 ـ إن من الواضح: أن الإكتفاء بشهيدية الله، ومن عنده علم الكتاب ليس معناه أن الذي عنده علم الكتاب سيكون قادراً ـ بما أوتي من علم ـ على إلزامهم بالحجة، بعد أن عجز الرسول نفسه "صلى الله عليه وآله" عن إلزامهم بها. بل المراد أن ذلك العالم بالكتاب سيكون هو حجة الرسول "صلى الله عليه وآله"، عليهم.
7 ـ ليس في الآية أية إشارة إلى أن المقصود بالكتاب فيها، هو كتاب التوراة أو الإنجيل، فتطبيق الآية عليهما ما هو إلا تخرص، ورجم بالغيب، ومن دون مبرر.
بل قد وجدنا في الروايات الواردة عن المعصومين "عليهم السلام" ما يشير إلى أن المراد بالكتاب هو ذلك الكتاب الذي يكون للعالم به القدرة على التأثير في عالم التكوين، والهيمنة على الموجودات، ففي بعضها ما يدل على أن هذا الكتاب هو نفس الكتاب الذي كان آصف بن برخيا يعلم بعضه، فتمكن به من الإتيان بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي}([501]).
والمراد بالكتاب: القرآن.. الذي هو تبيان كل شيء، وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}([502]) فمن كان عنده حقيقته، فإنه سيكون متمكناً ومهيمناً على الأشياء بأعظم هيمنة. ويمكّن من ذلك أيضاً آصف بن برخيا والأنبياء السابقين لأنهم إنما يملكون بعضاً من علوم القرآن، وعلي "عليه السلام"، يعرف كل ما في هذا القرآن.
فالمراد بعلم الكتاب إذن هو ذلك العلم القاهر لهم، الذي يعطي العالم به السلطة والقدرة على التصرف، وإراءة الخوارق التي تسقط استكبارهم، وتعرفهم بمدى ضعفهم، وبأنهم لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً.
8 ـ وإذا تحقق ذلك، فإن ملاحظة أنه تعالى قد عبر بكلمة "شهيد" ثم نسبها لله سبحانه، وللعالم بالكتاب في سياق واحد تعطينا: أن صيغة المبالغة "شهيداً" قد جاءت للتعبير عن الشهادة التي تكون هي الأشد حضوراً، والأكثر إحاطة وهيمنة وإشرافاً، والأبعد أثراً في التمكين من الإطلاع على دقائق الأحوال وخفاياها، وعلى كل خصوصياتها وحقائقها ومزاياها. بحيث تكون ـ بملاحظة تعدد المنكشفات ـ، بمثابة معاينات ومشاهدات متعددة، ومباشرة حسية لذلك كله..
فتعددها يوجب تعدد المشاهدات والشهادات، فيصح المبالغة ـ والتكثير ـ بلحاظ ذلك.
ولذلك قال: "شهيداً".
كما أن نيل حقائقها ووقائعها قد أوصلها إلى درجة المحسوس المشاهد، حتى لو كانت من الأمور التي لا تنالها الحواس الظاهرية.
فهل لأحد من أهل الكتاب هذه الإحاطة، وهذا الإشراف ليصح أن يقال عنه: إنه شهيد، وأن تقرن شهيديته بشهيدية الله تعالى؟!
9 ـ إن الشهيدية في مورد الآية قد تعلقت بأمر لا تناله الحواس الظاهرة، بل يعرف بالأدلة العقلية، وبالبصيرة الهادية، وبقضاء الفطرة، والوجدان المستند إلى الدليل والبرهان ـ حتى لو كان هذا الدليل هو المعجزة ـ في مقام التحدي.
ونيل العلم بالنبوة لا ينحصر بأهل الكتاب، ولا بعبد الله بن سلام، بل البشر جميعاً يشاركونهم في ذلك..
ولكن الأمر الذي تحدثت عنه الآية هنا هو شهيدية بالنبوة، وإشراف على حقائقها ودقائقها، مستند إلى العلم المأخوذ من الكتاب.. لا إلى العلم من خلال ظهور المعجزات.. مما يعني: أن دلائل هذه النبوة التي يعاينها ذلك العالم بالكتاب كثيرة جداً.. ومتعددة، فالشهادة بالنبوة بمثابة شهادات بتلك الدلائل التي نالها ذلك العالم بعلمه..
10 ـ كما أن شهيديته لا تكون بمجرد الإعلان بِنَعَم، أو بِلا.. كما هو الحال في أية شهادة على أمر مختلف فيه.. بل هي شهادة فيها إظهار لخفيات مكّن العلم بالكتاب من إظهارها. وذلك بطريقة إعجازية..
خصوصاً: وأن الذين كفروا قد حسموا الأمر، وأعلنوا رفضهم لنبوته "صلى الله عليه وآله"، بصورة جازمة وقالوا: {لَسْتَ مُرْسَلاً} فلم يكن هناك مجال للحوار، ولا للأخذ والرد معهم..
فجاء هذا الموقف ليواجه عنادهم هذا، وليتحدى غطرستهم واستكبارهم، وليكون بمثابة وعيد لهم بالانتقام، وبعدم النجاة، ما دام أن الأمور تعود إلى الله سبحانه، وسيكون من عنده علم الكتاب هو الآخذ بكظمهم، والمتولي لأمرهم.
فلا غرو إذا قلنا بعد ذلك كله: إن المقصود بالشهيدية هو مقام الشهادة على الخلق، التي تختزن معنى الإحاطة والهيمنة، والإشراف التام على كل الحالات والخصوصيات. والتي قرنت بشاهدية وشهيدية الله سبحانه.. الذي هو مصدر الفيض والعطاء والتمكين لهذه الشهيدية للعالم بالكتاب المرتبطة به، والمنتهية إليه أيضاً، لأن علمه به إنما هو بتعليم منه تعالى..
فشهيدية هذا العالم بالكتاب مساوقة لشهيدية الرسول "صلى الله عليه وآله": {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}([503]) {وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً}([504]) {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ}([505]).
ويكون هذا الشهيد معصوماً، لا مجال لاحتمال أي إخلال في حقه، وقوياً في ذات الله، لا يدعوه إلى كتم الشهادة رغب ولا رهب.
عليم بالحقائق، مطلع على أسرار الكائنات، يمتلك ـ بتمليك الله سبحانه لـه ـ القدرة على حسم الأمور في الاتجاه الصحيح..
وتكون الآية تتجه إلى ردّ التحدي، والتصدي للإستكبار وأهله حيث تواجهه وتواجههم بالوعيد الحازم، حيث يتولى الله، ومن عنده علم الكتاب ـ ومن موقع العلم، والقوة، والقدرة على التصرف ـ مواجهتهم بما يناسب عنادهم، وجحودهم، واستكبارهم، حيث سيكون علي "عليه السلام" هو الذي له مقام الشهيدية، وهو المتولي لأمر الصراط، فلا يمر عليه إلا من عنده جواز من علي "عليه السلام"([506]).
والذي يعطيه علي "عليه السلام" هذا الجواز هو من التزم الحق، والصدق وتجنب الجحود عن علم، وسمع كلمة الحق. ولم يتول مستكبراً عنها كأن لم يسمعها..
وستكون معاملة علي "عليه السلام" معهم معاملة العارف بهم عن مشاهدة ومعاينة، لمكان شهيديته، وإشرافه على الكتاب، وعلمه ومعرفته الدقيقة بحقائقه ودقائقه، سواء في مجال التشريع أو في التكوين، والهيمنة على السنن الإلهية.. في سياق العمل على تطبيق السياسة الربانية في الكون كله، وفي الحياة كلها..
الخـــــــاتـــمــــــة
خاتمة الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..
وبعد..
1 ـ فقد انتهيت من تأليف هذا الكتاب، كتاب "الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلى الله عليه وآله"". في هذه الأيام الصعبة والأليمة، حيث الصدور حرى، والعيون عبرى مما يجري على أهلنا وقرانا، وكل جبل عامل الجريح، وفي العديد من المناطق اللبنانية الأخرى، وخصوصاً الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعلبك، والهرمل، وسائر المناطق في البقاعين وسواهما.. على أيدي اليهود الذين اغتصبوا فلسطين وشردوا أهلها.. حيث كانت آلة حقدهم تصب حممها على شيعة أهل البيت "عليهم السلام"، فتزهق أرواحهم، وتمزق أجسادهم بما في ذلك أجساد النساء والرجال، شيوخاً وأطفالاً، وكباراً وصغاراً، وتهدم بيوتهم على رؤوسهم، فيموت من يموت، ويجرح من يجرح، وتندر الأيدي، وتقطع الأرجل، وتتحطم العظام، وتمزق الأجساد، وتبقر البطون.. فإنا لله وإنا إليه راجعون..
أما المشردون والتائهون في مختلف البلاد، وهم مئات الألوف، فالله أعلم بحقيقة معاناتهم، وما يجري عليهم، حتى إن منهم من يصعب عليه حتى أن يجد الملاذ والمأوى، فافترش الأرض، والتحف السماء.
ولعل أقسى ما يؤلمهم هو شماتة الأعداء بهم، بالإضافة إلى ما يعانونه من شظف العيش، وفقدان أدنى مقومات الحياة، فلا وطاء، ولاغطاء، ولا طعام ولاماء، ولاحتى دواء، فضلاً عما سوى ذلك..
على أن هناك ثلة من أهلنا من أصحاب النفوس الأبية، والأرواح القدسية، قد بقيت متشبثة بأرضها وبيوتها، تؤثر الموت فيما تهدَّم منها، على الهجرة عنها، رغم أنها تعيش في أقسى ظروف يمكن أن يواجهها البشر، حيث يقتلون على أيدي اليهود أحفاد قتلة الأنبياء، وأعداء الصلحاء، وإخوان القردة والخنازير، ومردة الشياطين، فكانت تحوم فوق رؤوسهم الطائرات، المحملة بقنابل الحقد، المشحونة بآلة الدمار..
فلا تكاد تفارقهم لحظة واحدة، وكل همها هو أن تتخير منهم من تشاء من أهل العفاف والتقوى، ليكونوا أهدافاً لها، ترميهم بسهام الحقد في أية لحظة تشاء.
هذا، بالإضافة إلى المدمرات والزوارق الحربية التي تتربص بهم، والمدافع الثقيلة والدبابات التي تصب حممها فوق رؤوسهم، مع احتمال أن يجتاحهم عدوهم بجنوده في كل ساعة، وأية لحظة.. ليتفنن بالفتك بهم..
هذا عدا عن أن الكثيرين منهم قد لا يجدون ما يدفعون به سورة الجوع والعطش عن أنفسهم.. فهم يأكلون الجشب، ويشربون الكدر.. فيا لها من مصيبة ما أعظمها، ومن جرح ما أشد ألمه..
2 ـ على أن كل هذا الحزن والأسى قد جاء متمازجاً بشعور الكرامة والعزة والإباء، ما دام أن تلك الوحوش الكاسرة إنما فتكت بهؤلاء الآمنين من النساء، والأطفال والمسنين، بعد أن أذاقها أولئك الأشاوس، عشاق علي والحسين والزهراء "عليهم السلام" مرارة الخزي والهوان، والذل والخسران في ساحات الوغى، فلاذت بالفرار، وتوارت خلف الأسوار، وصبت جام غضبها على الصغار والكبار، وباءت بغضب العزيز الجبار..
3 ـ وكان مما امتحنني الله به، هو تدمير مكتبتي، التي كانت في بيتي في الضاحية الجنوبية لبيروت. واحتراق غرفة كانت تحوي شطراً من مكتبتي في عيثا الجبل أيضاً.. وكانت تحوي بالإضافة إلى بعض المخطوطات القديمة جميع ما خطته يدي طيلة حياتي، وما أكثره، وقد التهمته النار، وأتت عليه، ولم يسلم لي حتى سطر واحد.
ولكن كل ذلك يهون ويرخص أمام ما عايناه من ألطاف إلهية، شملت أهل الإيمان تمثلت بنصر قل نظيره، وبعنايات ربانية مكنت محبي علي أمير المؤمنين "عليه السلام" وشيعته الأوفياء، ومواليه الصفياء من إذلال أعداء الله سبحانه، فأبار الله كيدهم. وأظهر خزيهم، وذلهم.
4 ـ إن قسماً كبيراً، أو القسم الأكبر من آخر جزء من هذا الكتاب، قد كتب في أجواء هذه الحرب، وفي أماكن فرضت علينا المخاطر اللجوء إليها، لأننا ظننا أنها أكثر أمناً..
فربما لم نتمكن من إعطائها حقها، ولو بمقدار ما حظيت به سائر أقسام هذا الكتاب، وربما نكون قد غفلنا عن أمور كثيرة كان يحسن بنا ذكرها، أو الإلماح إليها، بنحو أو بآخر..
فنحن نعتذر إلى القارئ الكريم عن أي تقصير يمكن أن يلاحظ فيها..
5 ـ وبالنسبة لعملنا في هذا الكتاب نود أن نعترف ونعتذر، فنعترف بما يلي:
ألف: إننا بسبب تباعد أوقات عملنا فيه، لم نستطع في مراجعاتنا لمصادر النصوص أن نعتمد على طبعة واحدة منها، فاختلفت الطبعات لكثير من تلك المصادر، حتى في الفصل الواحد، وربما بين صفحة وأخرى، بل بين مورد وآخر.. مثل: كنز العمال، طبقات ابن سعد، تاريخ الطبري، الإصابة، مسند أحمد، البداية والنهاية، السيرة النبوية لابن هشام، تاريخ اليعقوبي، صحيح البخاري، صحيح مسلم، الكافي، البحار، وعشرات المصادر الأخرى..
ب: قد يلمس القارئ الكريم بعض الإختلاف في طريقة التعاطي مع النصوص فيما بين الثلث الأول من أجزاء هذا الكتاب، وبين الأجزاء التي تلتها، حيث آثرنا في الأجزاء العشرين الأخيرة أن نعتمد طريقة حشد طائفة من النصوص أولاً، ثم نبدأ بمناقشتها، أو بالتحليل لنصوصها. أو بتسجيل تحفظات، أو إثارة تساؤلات حولها.. ضمن عناوين لاحقة.. حيث وجدنا في هذه الطريقة بعضاً من السهولة علينا، وإن كانت قد توجب حالة من التوزع للمطالب، والتباعد بين موقع النص، وموضع مناقشته، أو تحليل نصوصه..
الأمر الذي قد يتسبب بحدوث توهمات لدى القارئ الذي لم يطلع على طريقتنا التي ألمحنا إليها، فيتوهم موافقتنا على مضمون النص، مع أن الأمر على خلاف ذلك..
ج: ثم إننا نريد أن نعتذر عن تقصيرنا في استقصاء النصوص، وعن عزوفنا في أحيان كثيرة عن استقصاء المصادر، فيؤدي ذلك الى إغفال بعض النصوص، وإهمال نقاشها، أو الإكتفاء بأقل القليل من ذلك.
وهذا ولا شك تقصير نستغفر الله فيه، ونعتذر للقارئ الكريم عنه.
د: علينا أن نعتذر أيضاً عن بعض الإستطرادات الطويلة، التي قد يتضايق القارئ منها، ويرى أنها فرضت عليه، ربما لمبرر لا يعنيه..
هـ: ونعتذر أخيراً عن عدم مراعاتنا الضوابط الفنية المقررة في طريقة تسجيل النصوص، وكيفية وضع الهوامش، فقد يحمل ذلك بعض من يتقيد بهذه الأمور على إصدار أحكام قاسية ضدنا، ونحن سوف نتلقاها بصدر رحب، وسنعطيه كل الحق في ذلك.
وليكن هذا الإعتراف شافعاً لنا عنده، ووسيلتنا إليه، ليقبل منا هذا الإعتذار.
و: وقبل الختام أحب أن أشير إلى أنه مهما قيل في قيمة هذا الجهد، وفي مستواه.. فإنني أقدمه للقراء الأعزاء على أنه مجرد خطوة متواضعة ومحدودة، معترفاً بأنه لم يستطع أن يوفي السيرة النبوية حقها.. فتبقى الحاجة ملحة إلى كثير من الخطوات التي تكون أكثر ثباتاً، وأشد رسوخاً في مجال التحقيق والتمحيص للنصوص، وفي مجال استفادة المناهج الصحيحة، والعبر الصريحة منها..
ز: وبعد.. فإنني أزجي شكري الجزيل لإخوتي الأعزاء الذين لم يدخروا وسعاً في مساعدتي، وتذليل الصعاب التي كانت تواجهني، فشكر الله سعيهم، وتقبل عملهم هذا بأحسن القبول، وأثابهم بما يثيب به المجاهدين في سبيله، إنه ولي قدير.
وأخيراً، فإنني أهدي ثواب هذا الجهد المتواضع إلى والديَّ، وإلى شهداء هذه الهجمة الشرسة والحاقدة.. سائلاً المولى الكريم أن ينصر عباده، ويعز أولياءه، إنه ولي قدير..
جعفر مرتضى العاملي
لبنان ـ 29 جمادى الثانية 1427 للهجرة.
الموافق: 25 تموز 2006للميلاد.
الفهارس:
1 ـ الفهرس الإجمالي
2 ـ الفهرس التفصيلي
1 ـ الفهرس الإجمالي
الفصل السابع: تغسيل رسول الله '................................ 5 ـ 42
الفصل الثامن: تكفين النبي ' والصلاة عليه................. 43 ـ 64
الباب الثالث عشر: دفن الرسول ' حدث.. وتحقيق
الفصل الاول: دفن رسول الله '................................. 67 ـ 100
الفصل الثاني: أين دفن النبي '؟!............................ 101 ـ 140
الفصل الثالث: رسول الله ' مات شهيداً.................... 141 ـ 192
الفصل الرابع: جسد النبي ' في السماء.................... 193 ـ 216
الباب الرابع عشر: السقيفة عرض وتحليل..
الفصل الأول: ممهدات........................................... 219 ـ 244
الفصل الثاني: ما جرى في السقيفة......................... 245 ـ 292
الفصل الثالث: الأنصار.. ضحية حنكة أبي بكر............ 293 ـ 312
الفصل الرابع: السقيفة.. انقلاب مسلح!!................... 313 ـ 340
الفصل الأخير: إستدراكات لا بد منها........................ 341 ـ 372
الخاتمة.............................................................. 373 ـ 380
الفهارس:........................................................... 381 ـ 392
2 ـ الفهرس التفصيلي
TOC \o "1-1" \u \t "عنوان 2,1,عنوان 3,1,عنوان 4,1,عنوان 5,1,عنوان 6,1"
الفصل السابع: تغسيل رسول الله '
إبليس يغريهم بترك تغسيل النبي ':.......................................... PAGEREF _Toc150568460 \h 7
تغسيل الرسول ':................................................................ PAGEREF _Toc150568461 \h 8
متى أقبل الناس على جهاز الرسول '؟!:................................. PAGEREF _Toc150568462 \h 11
موقف عائشة من غسل النبي ':............................................ PAGEREF _Toc150568463 \h 12
أوس بن خولي شارك في الدفن لا في التغسيل:.......................... PAGEREF _Toc150568464 \h 12
تجريد رسول الله ' للغسل:................................................... PAGEREF _Toc150568465 \h 13
أبو بكر: كل قوم أحق بجنازتهم:............................................. PAGEREF _Toc150568466 \h 15
أمور أخرى تضمنتها الرواية:................................................ PAGEREF _Toc150568467 \h 17
علي × يغسل النبي ' وحده:................................................. PAGEREF _Toc150568468 \h 17
المقصود برؤية عورة النبي ':.............................................. PAGEREF _Toc150568469 \h 25
تغسيل النبي ' في قميصه:................................................... PAGEREF _Toc150568470 \h 26
إفتراؤهم على علي ×:......................................................... PAGEREF _Toc150568471 \h 31
هل تجريد الميت سنة:......................................................... PAGEREF _Toc150568472 \h 34
الوصي يغسل النبي ':........................................................ PAGEREF _Toc150568473 \h 34
نصوص حول التجهيز والدفن:.............................................. PAGEREF _Toc150568474 \h 35
إحتضان فضل بن عباس للنبي ':.......................................... PAGEREF _Toc150568475 \h 37
غُسِّل ثلاثاً بالسدر:............................................................. PAGEREF _Toc150568476 \h 40
علي × يمسح عين النبي ' بلسانه:......................................... PAGEREF _Toc150568477 \h 40
غسل مس الميت:............................................................... PAGEREF _Toc150568478 \h 41
الفصل الثامن: تكفين النبي ' والصلاة عليه
الصلاة على رسول الله ':................................................... PAGEREF _Toc150568481 \h 45
صلاة أهل السقيفة على النبي ':............................................ PAGEREF _Toc150568482 \h 49
كيفية الصلاة على النبي ':................................................... PAGEREF _Toc150568483 \h 51
تكفين رسول الله ':............................................................ PAGEREF _Toc150568484 \h 55
علي × كفن النبي ' وحده:................................................... PAGEREF _Toc150568485 \h 57
حديث أهل البيت ^ هو الأصح:............................................. PAGEREF _Toc150568486 \h 57
تناقض روايات أهل السنة:................................................... PAGEREF _Toc150568487 \h 59
تناقض موهوم:.................................................................. PAGEREF _Toc150568488 \h 64
الباب الثالث عشر: دفن الرسول ': حدث.. وتحقيق
الفصل الأول: دفن رسول الله '
دفن رسول الله ' أحداث وتفاصيل:........................................ PAGEREF _Toc150568493 \h 69
أبو طلحة يلحد رسول الله ':................................................. PAGEREF _Toc150568494 \h 72
شقران.. والقطيفة الحمراء:................................................... PAGEREF _Toc150568495 \h 76
لم ينزل في حفرة النبي ' غير علي ×:.................................... PAGEREF _Toc150568496 \h 78
قبر رسول الله ':............................................................... PAGEREF _Toc150568497 \h 79
آخر الناس عهداً برسول الله ':.............................................. PAGEREF _Toc150568498 \h 81
الزهراء ÷ ترثي رسول الله ':.............................................. PAGEREF _Toc150568499 \h 89
الزهراء ÷ تخاطب أنساً:...................................................... PAGEREF _Toc150568500 \h 92
الجزع على رسول الله ':.................................................... PAGEREF _Toc150568501 \h 93
الخضر × يعزي برسول الله ':............................................. PAGEREF _Toc150568502 \h 97
الفصل الثاني: أين دفن النبي '؟!..
الإختلاف في موضع دفن النبي ' وفي الصلاة عليه:................ PAGEREF _Toc150568505 \h 103
الصدمة الكبرى لعائشة:..................................................... PAGEREF _Toc150568506 \h 105
هل أشار أبو بكر بدفن النبي ' في بيته؟!:.............................. PAGEREF _Toc150568507 \h 109
في مكة أو في المدينة؟!:.................................................... PAGEREF _Toc150568508 \h 118
أين دفن النبي ':............................................................. PAGEREF _Toc150568509 \h 119
الفصل الثالث: رسول الله ' مات شهيد
محاولات إغتيال النبي ':.................................................. PAGEREF _Toc150568512 \h 143
نصوص مأثورة عامة:...................................................... PAGEREF _Toc150568513 \h 145
حديث سم النبي ' في خيبر:............................................... PAGEREF _Toc150568514 \h 146
والله يعصمك من الناس:.................................................... PAGEREF _Toc150568515 \h 150
الروايات حول سم النبي ':................................................ PAGEREF _Toc150568516 \h 151
سم اليهودية لرسول الله ' في روايات السنة:........................... PAGEREF _Toc150568517 \h 151
نظرة في النصوص المتقدمة:.............................................. PAGEREF _Toc150568518 \h 159
هذا الحديث من طرق الشيعة:.............................................. PAGEREF _Toc150568519 \h 165
نقد الروايات:.................................................................. PAGEREF _Toc150568520 \h 169
هل سم المسلمون رسول الله '؟!......................................... PAGEREF _Toc150568521 \h 176
أي ذلك هو الصحيح؟!....................................................... PAGEREF _Toc150568522 \h 178
ما من نبي أو وصي إلا شهيد:............................................. PAGEREF _Toc150568523 \h 181
المفيد & ينكر حديث ما منا إلا مقتول:................................... PAGEREF _Toc150568524 \h 185
الفصل الرابع: جسد النبي ' في السماء..
جسد النبي ' يرفع إلى السماء:............................................ PAGEREF _Toc150568527 \h 195
الطائفة الأولى:...................................................... PAGEREF _Toc150568528 \h 198
وقفات مع الروايات:......................................................... PAGEREF _Toc150568529 \h 202
ألف: حديث الإستسقاء بعظم نبي:..................... PAGEREF _Toc150568530 \h 202
ب: حديث زيارة عظام آدم ويوسف:................. PAGEREF _Toc150568531 \h 204
تـذكيـر:........................................... PAGEREF _Toc150568532 \h 205
ج: إبراهيم الديزج وقبر الإمام الحسين ×:.......... PAGEREF _Toc150568533 \h 206
د: شعيب بن صالح:...................................... PAGEREF _Toc150568534 \h 207
الطائفة الثانية:....................................................... PAGEREF _Toc150568535 \h 207
وقفات مع الروايات:..................................... PAGEREF _Toc150568536 \h 211
إلحاق الوصي بالنبي بعد الموت:...................... PAGEREF _Toc150568537 \h 211
رواية الثلاثة أيام:............................................................. PAGEREF _Toc150568538 \h 212
رفع الروح، واللحم، والعظم:..................................... PAGEREF _Toc150568539 \h 213
جسد الإمام الحسين ×:............................................ PAGEREF _Toc150568540 \h 214
النتيجة:............................................................... PAGEREF _Toc150568541 \h 215
الثلاثة أيام والأربعون:...................................................... PAGEREF _Toc150568542 \h 216
الباب الرابع عشر: السقيفة عرض وتحليل..
الفصل الأول: ممهدات..
قريش والخلافة:.............................................................. PAGEREF _Toc150568547 \h 221
أجواء دعت إلى السقيفة:.................................................... PAGEREF _Toc150568548 \h 221
التناقض في الموقف من الخلافة:......................................... PAGEREF _Toc150568549 \h 223
دعوى أن النبي ' لم يستخلف:............................................ PAGEREF _Toc150568550 \h 229
الفصل الثاني: ما جرى في السقيفة..
روايتهم لأحداث السقيفة:.................................................... PAGEREF _Toc150568553 \h 249
توضيح بضع كلمات:........................................................ PAGEREF _Toc150568554 \h 259
عمر ينكر موت الرسول ':................................................ PAGEREF _Toc150568555 \h 260
أسئلة تحتاج الى جواب:..................................................... PAGEREF _Toc150568556 \h 262
السنح على بعد ميل واحد:.................................................. PAGEREF _Toc150568557 \h 263
صدمة محسوبة:.............................................................. PAGEREF _Toc150568558 \h 264
أفإن مات أو قتل:............................................................. PAGEREF _Toc150568559 \h 264
ثلاثة احتمالات لا تفيد عمر:............................................... PAGEREF _Toc150568560 \h 266
شجاعة أم عدم اكتراث لموت الرسول؟!:............................... PAGEREF _Toc150568561 \h 267
شجاعة أبي بكر:.............................................................. PAGEREF _Toc150568562 \h 268
الشيخان إلى السقيفة:......................................................... PAGEREF _Toc150568563 \h 270
إجتماع المهاجرين إلى أبي بكر:........................................... PAGEREF _Toc150568564 \h 271
استدلالات أبي بكر على أن الخلافة لقريش:............................ PAGEREF _Toc150568565 \h 272
بماذا استحق أبو بكر الخلافة؟!:........................................... PAGEREF _Toc150568566 \h 273
1 ـ كبر سن أبي بكر:.............................................. PAGEREF _Toc150568567 \h 274
2 ـ ثاني اثنين إذ هما في الغار:.................................. PAGEREF _Toc150568568 \h 278
3 ـ أول من أسلم:................................................... PAGEREF _Toc150568569 \h 278
4 ـ صلاة أبي بكر بالناس:....................................... PAGEREF _Toc150568570 \h 278
5 ـ صاحب رسول الله وصديق:................................ PAGEREF _Toc150568571 \h 279
لا يخالفنا أحد إلا قتلناه:...................................................... PAGEREF _Toc150568572 \h 279
رواية مكذوبة:................................................................. PAGEREF _Toc150568573 \h 280
حضور علي × في السقيفة:................................................ PAGEREF _Toc150568574 \h 282
الإفتئات على أمير المؤمنين ×:........................................... PAGEREF _Toc150568575 \h 284
التدليس غير المقبول:........................................................ PAGEREF _Toc150568576 \h 288
أبو بكر يختار أحد الرجلين:................................................ PAGEREF _Toc150568577 \h 290
الفصل الثالث: الأنصار.. ضحايا حنكة أبي بكر
ما تنعقد به الإمامة:........................................................... PAGEREF _Toc150568580 \h 295
لولا الأنصار:................................................................. PAGEREF _Toc150568581 \h 296
نقاط ضعف في موقف الخزرج:.......................................... PAGEREF _Toc150568582 \h 297
الجرأة والمفاجأة:............................................................. PAGEREF _Toc150568583 \h 299
ثلاثة أشخاص يبتزونهم:.................................................... PAGEREF _Toc150568584 \h 299
توضيح خطبة أبي بكر:..................................................... PAGEREF _Toc150568585 \h 301
الذين لم يبايعوا أبا بكر:...................................................... PAGEREF _Toc150568586 \h 304
أبو بكر لم يدعِ النص:........................................................ PAGEREF _Toc150568587 \h 306
موقفنا من حديث أبي بكر:.................................................. PAGEREF _Toc150568588 \h 309
الفصل الرابع: السقيفة.. انقلاب مسلح!!
الإكراه في بيعة أبي بكر:.................................................... PAGEREF _Toc150568591 \h 315
كبس الناس في بيوتهم:...................................................... PAGEREF _Toc150568592 \h 320
أربعة آلاف مقاتل:........................................................... PAGEREF _Toc150568593 \h 323
بنو أسلم والإكراه على البيعة:.............................................. PAGEREF _Toc150568594 \h 326
التشكيك غير المقبول في رواية الخزاعي:.............................. PAGEREF _Toc150568595 \h 329
المدينة.. وسكانها:............................................................ PAGEREF _Toc150568596 \h 333
بنو أسلم في هذه الآية:....................................................... PAGEREF _Toc150568597 \h 336
ثلاثة أشخاص لا يجبرون مائة ألف:..................................... PAGEREF _Toc150568598 \h 336
الفصل الأخير: إستدراكات لا بد منه
بـدايـة:.......................................................................... PAGEREF _Toc150568601 \h 343
1 ـ ووجدك ضالاً فهدى:......................................... PAGEREF _Toc150568602 \h 343
من نتائج ما تقدم:......................................... PAGEREF _Toc150568603 \h 348
توضيح وبيان:............................................ PAGEREF _Toc150568604 \h 351
2 ـ شق جدار الكعبة لفاطمة بنت أسد:......................... PAGEREF _Toc150568605 \h 351
3 ـ لماذا ولد علي × في الكعبة؟!:.............................. PAGEREF _Toc150568606 \h 355
النبي ' لا يقتل أحداً؛ لماذا؟............................ PAGEREF _Toc150568607 \h 356
معالجة قضايا الروح والنفس:......................... PAGEREF _Toc150568608 \h 357
ولادة علي × في الكعبة صنع الله:.................... PAGEREF _Toc150568609 \h 357
الرصيد الوجداني آثار وسمات:........................ PAGEREF _Toc150568610 \h 358
ولادة علي × في الكعبة لطف بالأمة:................ PAGEREF _Toc150568611 \h 359
4 ـ أهل الكتاب ليس عندهم علم الكتاب:....................... PAGEREF _Toc150568612 \h 361
الخـاتمة:
خاتمة الكتاب:................................................................. PAGEREF _Toc150568614 \h 375
الفهارس:
1 ـ الفهرس الإجمالي.............................................. PAGEREF _Toc150568618 \h 383
2 ـ الفهرس التفصيلي.............................................. PAGEREF _Toc150568621 \h 385
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) البحار ج22 ص541 و 542 وتهذيب الأحكام ج1 ص132 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص468 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص153 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص468 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص672.
([2]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص321 و 322 عن أبي داود ج2 ص214 وقال في هامشه: أخرجه الحاكم ج3 ص59 والبيهقي في الدلائل ج7 ص242 وسنن أبي داود ج2 ص67 وعون المعبود ج8 ص288 وكتاب الهواتف لابن أبي الدنيا ص21 والمنتقى من السنن المسندة ص136 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص401 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص38 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص517 وإمتاع الأسماع ج14 ص569 وسبل السلام ج2 ص93 والبداية والنهاية ج5 ص281 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1076 وعيون الأثر ج2 ص433.
([3]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص321 وقال في هامشه: أخرجه ابن سعد في الطبقات ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص278 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص570 وكنز العمال ج7 ص227.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص324 عن أحمد، والبداية والنهاية ج5 ص281 ومسند أحمد ج1 ص260 وإمتاع الأسماع ج14 ص573 والثقات لابن حبان ج2 ص158 والكامل في التاريخ ج2 ص332 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702.
([5]) بصائر الدرجات ص328 والخصال ج2 ص177 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص648 والبحار ج22 ص464 وج40 ص140 عنهما وعن الإحتجاج.
([6]) مسند أحمد ج1 ص260 والثقات لابن حبان (ط حيدرآباد) ج2 ص158 والرياض النضرة (ط الخانجي بمصر) ج2 ص179 وشفاء الغرام (ط دار إحياء الكتب العربية) ج2 ص386 ومختصر سيرة الرسول "صلى الله عليه وآله" لعبد الله بن عبد الله الحنبلي (ط المطبعة السلفية بالقاهرة) ص470 وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702 و 703 والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص573 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص698.
([7]) راجع المصادر في الهامش السابق. وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص63 وإمتاع الأسماع ج14 ص571 وعيون الأثر ج2 ص433 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 8 ص703 وج18 ص192 وج23 ص506 و 508 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج1 ص301 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1076 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475.
([8]) مسند أحمد ج1 ص260 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص698 وتلخيص الحبير ج5 ص116 والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص518 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475.
([9]) التمهيد لابن عبد البر ج24 ص402 وإمتاع الأسماع ج14 ص566.
([10]) شرح مسند أبي حنيفة ص306 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص508.
([11]) أسد الغابة ج1 ص34.
([12]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص475 وتلخيص الحبير ج5 ص116 ونيل الأوطار ج4 ص66 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص395 وعون المعبود ج8 ص288 والمصنف للصنعاني ج3 ص397 وكنز العمال ج7 ص259 و 273 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص323 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 وإمتاع الأسماع ج14 ص571 والبداية والنهاية ج5 ص282 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص697 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص567.
([13]) بدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج1 ص301 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص278.
([14]) الأنس الجليل (ط القاهرة) ص194 وراجع: فقه الرضا ص20 ومستدرك الوسائل ج2 ص200 والوافي بالوفيات ج1 ص66 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص508 و 509.
([15]) البداية والنهاية ج5 ص261 عن البيهقي، ومسند البزار، ومجمع الزوائد ج9 ص36 والبداية والنهاية ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج2 ص343 وج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص324 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص476 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص30 وج18 ص192 وج23 ص511.
([16]) حياة الصحابة (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 وإحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص8 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230 وكنز العمال ج7 ص255 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572.
([17]) مستدرك الوسائل ج2 ص198 والبحار ج22 ص544 و 546 وج78 ص305 عن أمالي الشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 وعن الطرائف ص44 و 45 و 48 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 ومستند الشيعة للنراقي ج3 ص150.
([18]) الأمالي للشيخ الطوسي ص7 و 8 و (ط دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ـ قم) ص555 والبحار ج22 ص544 وج31 ص368 عنه، وكتاب الولاية لابن عقدة ص165.
([19]) البحار ج31 ص434 وراجع ج22 ص506 والخصال ج2 ص573 و 574 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج3 ص167.
([20]) المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص205 وإحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص29 ـ 32 عن الشفاء لعياض (ط العثمانية بإسلامبول) ج1 ص54 ونهاية الإرب ج18 ص389 وميزان الإعتدال (ط القاهرة) ج1 ص359 والبداية والنهاية ج5 ص261 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص282 عن البيهقي ومسند البزار، وعن السيرة الحلبية ج3 ص355 و (ط دار المعرفة) ج3 ص476 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 وأخبار الدول (ط بغداد) ص90 وكنز العمال (ط الهند) ج7 ص176 و (ط مؤسسة الرسالة) ج7 ص250 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والضعفاء للعقيلي ج4 ص13 والخصائص للسيوطي (ط الهند) ج2 ص276 وعن المواهب اللدنية (ط بولاق) ص311 وشرح مسند أبي حنيفة ص306 وميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص417 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص66 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص278 وينابيع المودة (ط إسلامبول) ص17 ومشارق الأنوار للحمزاوي (ط الشرقية بمصر) ص65 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن سعد، والبزار، والبيهقي، وتاريخ الخميس ج2 ص170 عن مغلطاي، والشفاء لعياض، وشامل الأصل والفرع للأباضي الجزائري ص278 والإتحاف للزبيدي ج10 ص303 والأنوار المحمدية للنبهاني (ط الأدبية ببيروت) ص591 وفقه الرضا ص188 والبحار ج22 ص524 عن الإبانة لابن بطة، وحواشي الشرواني ج3 ص100.
([21]) بصائر الدرجات ص328 والبحار ج22 ص464 و 506 وج40 ص140 والخصال ج2 ص177 وعن الإحتجاج.
([22]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن ابن سعد، والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص279 وإمتاع الأسماع ج2 ص136 وج14 ص566 و 571 وعمدة القاري ج18 ص71.
([23]) البحار ج22 ص492 و 493 وج78 ص304 عن الطرائف لابن طاووس ص42 وعن مصباح الأنوار ص270 وراجع: الصراط المستقيم ج2 ص94.
([24]) مستدرك الوسائل ج2 ص166 و 200 وإعلام الورى ص137 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص269 والبحار ج22 ص518 و 529 وج78 ص307 وعن الإرشاد للمفيد ص524 و 529 و (ط دار المفيد) ج1 ص187 وعن المناقب لابن شهرآشوب ص203 ـ 206 وعن إعلام الورى ص143 و 144 ودعائم الإسلام ج1 ص228 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 و 181.
([25]) البحار ج22 ص517 و 536 و 544 وراجع ص506 وج78 ص302 وفقه الرضا ص20 و 21 و (بتحقيق مؤسسة آل البيت) 188 والأمالي للشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 و (نشر دار الثقافة ـ قم) ص660 وكفاية الأثر ص304 و (ط سنة 1401 هـ) ص125 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص419.
([26]) مناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص94 والعمدة لابن البطريق ص296 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص33 والإيضاح لابن شاذان ص534.
([27]) كنوز الحقائق للمناوي (ط بولاق) ص193 ومناقب الإمام علي أبي طالب لابن المغازلي ص93 والعمدة لابن البطريق ص296 والطرائف لابن طاووس ص157 والبحار ج38 ص313 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج17 ص341 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص393.
([28]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن البزار والبيهقي، وابن سعد، والبداية والنهاية ج5 ص261 عن البيهقي والبزار، ودلائل النبوة ج7 ص244 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص278 وراجع: كنز العمال ج7 ص250 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص507 و 513 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص205 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص520 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص476.
([29]) مستدرك الوسائل ج2 ص198 عن الطرف، والمصباح، والبحار ج22 ص544 و 546 وج78 ص305 عن أمالي الشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 وعن الطرائف ص44 و 45 و 48 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 ومستند الشيعة للنراقي ج3 ص150.
([30]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن ماجة، وتلخيص الحبير ج5 ص117 ونيل الأوطار ج4 ص66 وسنن ابن ماجة ج1 ص471 والمستدرك للحاكم ج1 ص362 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص387 وعون المعبود ج8 ص288 وتهذيب الكمال ج22 ص300 وميزان الإعتدال للذهبي ج3 ص294 والبداية والنهاية ج5 ص280 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص517.
([31]) البحار ج22 ص543 عن أمالي الطوسي ج2 ص4 و 6.
([32]) راجع: الثقات (ط حيدرآباد) ج2 ص158 وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للفاسي الحسيني (ط دار إحياء الكتب العربية بمصر) ج2 ص386 ومختصر سيرة الرسول لعبد الله بن عبد الله الحنبلي (المطبعة السلفية بالقاهرة) ص470 والرياض النضرة (ط الخانجي بمصر) ج2 ص179 وإحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص702 و 703 عمن تقدم.
([33]) البحار ج31 ص434 والخصال ج2 ص573 و 574 والأمالي للطوسي ص547 والبحار ج22 ص543 وج31 ص375.
([34]) مجمع الزوائد ج9 ص36.
([35]) الأنس الجليل (ط القـاهرة) ص194 وراجع: فقـه الرضا ص20 ومستدرك = = الوسائل ج2 ص200 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص697.
([36]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن البيهقي، وإمتاع الأسماع ج14 ص574 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص511.
([37]) إحقاق الحق ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187.
([38]) عن عيون أخبار الرضا ص65 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص481 ومسند الإمام الرضا "عليه السلام" ج1 ص131.
([39]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن سعد، وأبي داود، والبيهقي، والحاكم وصححه، ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص244 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص214. والمستدرك للحاكم ج1 ص362 وج3 ص59 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص53 وكنز العمال ج7 ص249 والبداية والنهاية ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 و 573 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص699 وج18 ص191 وج23 ص511 و 512 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص519 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص64 وعلل الدارقطني ج3 ص219 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونصب الراية ج2 ص356.
([40]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن: ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج 2 ص 281 وعن ابن ماجة [ج 1 ص 471] (1467) بسند صحيح ورجاله ثقات، وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج3 ص133 وج8ص576 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص161 وكنز العمال ج7 ص248 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص509.
([41]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن البيهقي، والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص519.
([42]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص213 و (ط دار صادر) ج2 ص279 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص570.
([43]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص325 وتنوير الحوالك ص230.
([44]) الكافي ج3 ص139 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص479 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص680 و 683 وتهذيب الأحكام ج1 ص30 و 85 و 126 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص108 و 300 و 446 والمعتبر للمحقق الحلي ج1 ص271 وتذكرة الفقهاء (ط.ج) ج1 ص347 و (ط.ق) ج1 ص38 ومختلف الشيعة ج1 ص392 و الحبل المتين (ط.ق) للبهائي العاملي ص59 و 60 والحدائق الناضرة ج3 ص441 و 448 ورياض المسائل للطباطبائي ج2 ص157 ومستند الشيعة للمحقق النراقي ج3 ص148 وجواهر الكلام للشيخ الجواهري ج4 ص148.
([45]) البحار ج13 ص17 و18 و 367 وج22 ص512 وج32 ص280 عن إكمال الدين ص17 و 18 و (نشر مؤسسة النشر الإسلامي) ص27 وبشارة المصطفى للطبري ص428.
([46]) البحار ج22 ص 546 وج78 ص304 عن الطرائف ص 44 و45 ومستدرك الوسائل ج2 ص198 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص154.
([47]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن الطبراني، وعن ابن سعد ج2 ص214 و 215 و (ط دار صادر) ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الكبير = = ج1 ص230 وكنز العمال ج7 ص255 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص696 وج18 ص187.
([48]) البحار ج22 ص544 و 545 و 504 وج78 ص312 وعلل الشرائع ص109 و (منشورات المكتبة الحيدرية) ج1 ص302 وتهذيب الأحكام ج1 ص290 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص13 و 14 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص730 و 731 والكافي (الفروع) ج1 ص42 و (ط دار الكتب الإسلامية) ج3 ص151 وعن أمالي الشيخ ج2 ص4 و 6 وعن الإحتجاج ص72 ـ 75 ومختلف الشيعة ج1 ص390 والحدائق الناضرة ج4 ص24 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص218 وسنن النبي "صلى الله عليه وآله" للطباطبائي ص251.
([49]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص324 عن ابن سعد، والحاكم في الإكليل، وفي هامشه عن دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص249، وفقه السنة ج1 ص515 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص406 وتحفة الأحوذي ج4 ص60 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص138 ونصب الراية ج2 ص307 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص230 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص288 وإمتاع الأسماع ج14 ص580.
([50]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن ابن ماجة [ج1 ص471] (1468) وانظر الكامل لابن عدي ج2 ص762 وكنز العمال [ج15 ص573] (4229)، وفتح الباري ج5 ص270 وتهذيب الكمال ج3 ص112.
([51]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص214 و (ط دار صادر) ج2 ص280 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص245 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونيل الأوطار ج4 ص66 وعون المعبود ج8 ص288 وإمتاع الأسماع ج14 ص571.
([52]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 و 323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج2 ص281 وكنز العمال ج7 ص256 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق ج7 ص35 وج23 ص507.
([53]) الخصال ج2 ص573 و 574 والبحار ج31 ص434 وراجع ج22 ص506 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج3 ص167 وذخائـر = = العقبى ص71 والبحار ج31 ص434 وكنز العمال ج7 ص249 وتاريخ مدينة دمشق ج13 ص129 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه السلام" لابن الدمشقي ج1 ص108 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص36 وج18 ص193 وج23 ص505 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج1 ص337.
([54]) قد ذكرنا هذه الرواية ومصادرها حين الحديث عن انفراد علي "عليه السلام" بغسل النبي "صلى الله عليه وآله".
([55]) إحقاق الحق ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187.
([56]) البحار ج22 ص517 وج78 ص318 وفقه الرضا ص20 و 21 و (تحقيق مؤسسة آل البيت) ص183 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155.
([57]) البحار ج22 ص540 و تهذيب الأحكام ج1 ص30 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص108 وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ج2 ص97 والحدائق الناضرة ج3 ص331 والإستبصار للشيخ الطوسي ج1 ص100 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص1.
([58]) الكافي ج1 ص451 وفقه الرضا "عليه السلام" ص188 والبحار ج22 ص517 و 540 وج78 ص302 وجواهر الكلام ج12 ص102 والحدائق الناضرة ج10 ص451 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص348.
([59]) المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص206 والأنوار البهية ص48 ومستدرك الوسائل ج2 ص263 و 264 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص349 والدر النظيم ص195 والبحار ج22 ص525.
([60]) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص143 وراجع: الإحتجاج ج1 ص106 والبحار ج22 ص506 وج28 ص262 وج78 ص385 والأنوار البهية ص47 والحدائق الناضرة ج10 ص451 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص350 وجواهر الكلام ج12 ص103 وراجع: كشف اللثام (ط.ق) ج1 ص132 و (ط.ج) ج2 ص362 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص83 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص779 وإعلام الورى ج1 ص270 والحدائق الناضرة ج10 ص451.
([61]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص 329 و 330 عن أحمد، وأبي يعلى، ومجمع الزوائد ج9 ص33 ومسند أبي يعلى ج8 ص371.
([62]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص329 ومسند أبي يعلى ج1 ص31 ونصب الراية ج2 ص350 وكنز العمال ج7 ص237 والثقات لابن حبان ج2 ص158 والكامل لابن عدي ج2 ص349 وأسـد الغابـة ج1 ص34 وتاريـخ الأمم = = والملوك ج2 ص452 و 333 والبداية والنهاية ج5 ص287 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1077 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص531 ونيل الأوطار ج4 ص77 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص130 وسنن ابن ماجة ج1 ص521 والجامع لأحكام القرآن ج4 ص225.
([63]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص329 و 330 عن ابن إسحاق وغيره، وأحمد وأبي يعلي، ونيل الأوطار ج4 ص77 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص130 وسنن ابن ماجة ج1 ص521 وكنز العمال ج7 ص237 ونصب الراية ج2 ص350 ومسند أبي يعلى ج1 ص31 والجامع لأحكام القرآن ج4 ص225 والثقات لابن حبان ج2 ص158 والكامل لابن عدي ج2 ص349 والثمر الداني للآبي ص272 وتنوير الحوالك ص238 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص452 و 333 والبداية والنهاية ج5 ص286 و 287 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1077 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص528 و 531 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص478.
([64]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص330 و 331 وتنوير الحوالك ص238 والثمر الداني للآبي ص272 و البداية والنهاية ج5 ص286 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص528 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص478.
([65]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص329 و331 عن مسند أحمد ج5 ص81 وعن ابن سعد ج2 ص221 وعن الطبري، وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص187 ونيل الأوطار ج4 ص77 ومجمع الزوائد ج9 ص37 والإستيعاب (ط دار الجيل) = = ج4 ص1715 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص296 وأسد الغابة ج5 ص254 والبداية والنهاية ج5 ص291 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص538.
([66]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص330. وراجع: التنبيه والإشراف ص245.
([67]) الإرشاد للمفيد ج1 ص187 والبحار ج22 ص517 وراجع ص524 و 529 و 536 عن فقه الرضا ص20 والأنوار البهية ص47 وينابيع المودة ج2 ص339 وعن كفاية الأثر ص304.
([68]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص329 و 330 عن أحمد وأبي يعلى، ومجمع الزوائد ج9 ص33 ومسند أبي يعلى ج8 ص371.
([69]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص331 ونيل الأوطار ج4 ص77.
([70]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص330 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص528 والبداية والنهاية ج5 ص286 وتنوير الحوالك ص239 والطبقات الكبرى ج2 ص290 وكنز العمال ج7 ص228 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص583.
([71]) المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص205 و 206 والأنوار البهية ص48 ومستدرك الوسائل ج2 ص263 و 264 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص349 والدر النظيم ص195 والبحار ج22 ص525 وعن إعلام الورى ص143 و 144.
([72]) راجع: الأمالي للسيد المرتضى ج1 ص198.
([73]) راجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.
([74]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص329 وراجع: تنوير الحوالك ص239 وكنز العمال ج7 ص254 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص291.
([75]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص330 وتنوير الحوالك ص239 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص398.
([76]) الآية 56 من سورة الأحزاب.
([77]) راجع: الكافي ج1 ص450 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص206 والبحار ج22 ص539 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص348 ومستدرك الوسائل ج2 ص263 و 265 والحدائق الناضرة ج10 ص450 وتفسير نور الثقلين ج4 ص304.
([78]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص332.
([79]) نيل الأوطار ج4 ص77 وتلخيص الحبير ج5 ص187.
([80]) الحدائق الناضرة ج10 ص451.
([81]) البحار ج22 ص507 والأمـالي للصدوق ص732 وروضـة الواعظين للفتال = = النيسابوري ص72 ومستدرك الوسائل ج2 ص206 و 222 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص231 و 236 و 240.
([82]) البحار ج22 ص516 وج22 ص538 وج47 ص368 وج78 ص318 و 333 وفقه الرضا ص20 و (بتحقيق مؤسسة آل البيت) ص183 ومستدرك الوسائل ج2 ص205 و 206 و 207 وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة للشهيد الأول ج1 ص361 وراجع: التحفة السنية (مخطوط) للسيد عبد الله الجزائري ص352 ورياض المسائل للطباطبائي ج2 ص168 ومستند الشيعة للمحقق النراقي ج3 ص180 وجواهر الكلام للشيخ الجواهري ج4 ص196 والكافي ج1 ص400 ودعائم الإسلام ج1 ص231 وتهذيب الأحكام ج1 ص291 و 291 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص7 و 8 و 9 و 11 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج2 ص726 و 727 و 728 و 729 والمصنف للصنعاني ج3 ص421 والفايق في غريب الحديث ج2 ص237.
([83]) البحار ج22 ص538 عن الكافي (الفروع) ج1 ص40 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص400 والمصنف للصنعاني ج3 ص474 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص145 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص3 و 53 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص38 وتفسير نور الثقلين ج3 ص329 وقاموس الرجال ج9 ص104 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص285 والكامل لابن عدي ج2 ص351= = وتاريخ اليعقوبي ج2 ص114 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والتنبيه والإشراف ص244 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص284 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص63 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1077 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص524.
([84]) البحار ج22 ص543 والأمالي للشيخ ج2 ص4 و 6 و (ط دار الثقافة) ص547.
([85]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 عن أبي داود بإسناد حسن، وقال في هامشه: أخرجه أبو داود (315). ونيل الأوطار ج4 ص71 وتحفة الأحوذي ج4 ص65.
([86]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج3 ص135 (1264) و (ط دار الفكر) ج2 ص77 و 106 ومسلم ج2 ص649 (45/941) ومالك في الموطأ ج1 ص223 (5) وأبو داود (3151 و 3152) وابن سعد ج2 ص215 وأحمد ج6 ص40 و 93 و 118 و 123 و 165 والبيهقي في الدلائل ج7 ص246 والنسائي ج4 ص35 و36. وراجع: المعتبر للمحقق الحلي ج1 ص279 وكتاب الأم للشافعي ج1 ص303 والمبسوط للسرخسي ج2 ص60 و 73 وبدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج1 ص306= = والمغني لابن قدامة ج2 ص329 والشرح الكبير لابن قدامة ج2 ص339 والمحلى لابن حزم ج5 ص118 وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد ج1 ص186 ونيل الأوطار ج4 ص70 وكتاب المسند للشافعي ص356 وسنن النسائي ج4 ص35. بالإضافة إلى مصادر كثيرة أخرى.
([87]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: عن الدلائل للبيهقي ج7 ص248 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص399 و (ط دار الفكر) ج3 ص401 وأبو داود (3149). وسنن ابن ماجة ج1 ص472
([88]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: عن ابن ماجة ج1 ص472 (1469).
وراجع: صحيح مسلم ج3 ص49 وكنز العمال ج7 ص257 والطبقات الكبرى لابن = = سعد ج2 ص282 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص400 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص284 وإمتاع الأسماع ج14 ص576 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص523.
([89]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: أخرجه أبو يعلي ج12 ص88 (5/6720) وفيه سليمان الشاذكوني وضّاع، وراجع: مسند أبي يعلى ج12 ص88 والمعجم الكبير ج18 ص275 والكامل لابن عدي ج7 ص143 و البداية والنهاية ج5 ص284 و 285 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص525.
([90]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: انظر المجمع ج3 ص26 في باب ما جاء في الكفن، والمحلى لابن حزم ج5 ص119 وتلخيص الحبير ج5 ص132 وسبل السلام ج2 ص95 و نيل الأوطار ج4 ص71 ومسند أحمد ج1 ص94 و 102 ومجمع الزوائد ج3 ص23 وتحفة الأحوذي ج4 ص65 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص148 ونصب الراية ج2 ص310 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص231 وكنز العمال ج7 ص256 و 260 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص287 وكتاب المجروحين ج2 ص3 والكامل لابن عدي ج4 ص129 وتاريخ بغداد ج3 ص278 وإمتاع الأسماع ج14 ص580.
([91]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص327 وقال في هامشه: انظر المجمع ج3 ص26 وابن سعد ج2 ص217 و (ط دار صادر) ج2 ص284. وراجع: عمدة القاري ج8 ص49 والتمهيد لابن عبد البر ج22 ص140 و البداية والنهاية ج5 ص285 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص526.
([92]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص327 وقال في هامشه: عن ابن سعد في الطبقات ج2 ص216 و (ط دار صادر) ج2 ص282. وراجع: كنز العمال ج7 ص257.
([93]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص327 وفي هامشه: عن ابن سعد ج1 ص218 و (ط دار صادر) ج2 ص285 والبيهقي في الدلائل ج7 ص249. وراجع: كنز العمال ج7 ص257 وسبل السلام ج2 ص94 وعمدة القاري ج8 ص49 وشرح سنن النسائي ج4 ص35 وحاشية السندي على النسائي ج4 ص35.
([94]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص327 وقال في هامشه: أبو داود ج1 ص216 (3153). وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص132 ونيل الأوطار ج4 ص70 ومسند أحمد ج1 ص222 وعمدة القاري ج8 ص49 وتحفة الأحوذي ج4 ص65 وعون المعبود ج8 ص297 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص144 والمعجم الكبير ج11 ص320 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص5 و 16 و التمهيد لابن عبد البر ج2 ص163 وج22 ص142 ونصب الراية ج2 ص310 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص230 والبداية والنهاية ج5 ص284 وإمتاع الأسماع ج2 ص136 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص524.
([95]) جميع ما تقدم ذكره الصالحي الشامي في كتابه سبل الهدى والرشاد وأشير إليه في هوامشه، فراجع: ج12 ص326 و 327. وراجع في المورد الأخير: نيل الأوطار ج4 ص71 وفتح الباري ج3 ص108.
([96]) علل الشرائع ج1 ص310 ومستدرك الوسائل ج2 ص200 والبحار ج22 ص518 و 529 والإرشاد (ط دار المفيد) ج1 ص187 وإعلام الورى ص143 و 144 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص269 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 وقصص الأنبياء للراوندي ص357.
([97]) الخصال ج2 ص573 و 574 والبحار ج22 ص544 و 546 وج31 ص434 وج78 ص305. ومستدرك الوسائل ج2 ص198 والأمالي للشيخ الطوسي ج2 ص7 و 8 وعن الطرائف ص44 و 45 و 48 وراجع: شرح الأخبار ج2 ص418 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 ومستند الشيعة للنراقي ج3 ص150.
([98]) البحار ج22 ص519 و 521 و 530 والإرشاد للمفيد ج1 ص188 وإعلام الورى ص143 و 144 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص270 والأنوار البهية ص48 ومستدركـات علم رجـال الحـديـث ج1 ص706 وجـامع أحاديث = = الشيعة ج3 ص425 ومستدرك الوسائل ج2 ص330 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص152 والدر النظيم ص196 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص334 وفي هامشه عن: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص328 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص252 وعن سنن ابن ماجة ج1 ص496.
([99]) البحار ج22 ص518 و 519 و 520 و 529 و 530 والإرشاد للمفيد ج1 ص188 والأنوار البهية ص50.
([100]) الآيات 1 ـ 4 من سورة العنكبوت.
([101]) البحار ج22 ص518 ـ 520 وج24 ص230 وتفسير نور الثقلين ج4 ص149 والإرشاد للمفيد ج1 ص189.
([102]) البحار ج22 ص541 وفي هامشه عن تهذيب الأحكام ج1 ص30 و (ط ) ج1 ص296 وراجع: مصباح الفقيه (ط.ق) ج1 ق2 ص417 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص184 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص850 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص230 ومنتقى الجمان ج1 ص259.
([103]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334 والمسند للشافعي ج1 ص215 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص54 ونصب الراية ج2 ص350 و 351 وكتاب الأم للشافعي ج1 ص311 ومختصر المزني ص39 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص492 وراجع: المعتبر ج1 ص299 وتذكرة الفقهاء (ط.ج) ج2 ص91 و (ط.ق) ج1 ص52 ونهاية الإحكام للعلامة الحلي ج2 ص275.
([104]) البحار ج22 ص516 ج78 ص318 وعن فقه الرضا ص20 و (نشر المؤتمر العالمي للإمام الرضا) ص183 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص400 ومستدرك الوسائل ج2 ص316.
([105]) البحار ج22 ص538 عن الكافي (الفروع) ج1 ص46 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج3 ص166 وتهذيب الأحكام للطوسي ج1 ص451 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص166 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص836 ورياض المسائل ج2 ص218 والحدائق الناضرة ج4 ص100 ونهاية الإحكام للعلامة الحلي ج2 ص274 والمعتبر للمحقق الحلي ج1 ص296.
([106]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334 عن أبي يعلى وابن ماجة وفي هامشه عن: دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص252 وسنن ابن ماجة ج1 ص496 وعن الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص228 و (ط دار صادر) ج2 ص298 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والكامل لابن عدي ج2 ص349 وراجع: مسند أحمد ج1 ص8 وكنز العمال ج7 ص236 ونصب الراية ج2 ص350 ومسند أبي يعلى ج1 ص31 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص408 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1077 وإمتاع الأسماع ج14 ص566 وتنوير الحوالك ص240 والبحار ج22 ص518 ـ 520 والإرشاد للمفيد.
([107]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص336 وفي هامشه عن: الموطأ ج1 ص231 وسنن ابن ماجة ج1 ص496. وراجع: نيل الأوطار ج4 ص125 ومسند أحمد ج3 ص139 وعمدة القاري ج8 ص159 وعون المعبود ج9 ص19 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص534 والبداية والنهاية ج5 ص289 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص239 ونصب الراية ج2 ص349.
([108]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص333. راجع: الكافي ج3 ص137 باب تعجيل الدفن.
([109]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص333 وتفسير القرطبي ج4 ص224.
([110]) البحار ج22 ص539 عن الكافي (الفروع) ج1 ص54 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج3 ص197 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص189 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص854 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص335 عن الترمذي (1047) وانظر شرح السنة ج3 ص266 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق2 ص342 وكشف اللثام (ط.ج) ج2 ص407 و (ط.ق) ج1 ص138 والحدائق الناضرة ج4 ص118 وغنائم الأيام ج3 ص541 وجواهر الكلام ج4 ص333.
([111]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص334 و 335 عن أبي يعلى وابن ماجة، وفي هامشه عن: البيهقي في دلائل النبوة، وعن مسلم ج2 ص665 (91/967) وعن الترمذي، وراجع: سنن ابن ماجة ج1 ص521 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص300 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص452 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1078.
([112]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص335 و 336 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص229 وعن البداية والنهاية ج5 ص269 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص289 وعن كنز العمال (42245). وراجع: شرح سنن النسائي ج4 ص84 = = وحاشية السندي على النسائي ج4 ص82 و 84 والجامع الصغير ج1 ص184 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص299 وكنز العمال ج15 ص577 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص535 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص493.
([113]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص335 والطبقات الكبرى ج2 ص299 وإمتاع الأسماع ج14 ص586 وشرح سنن النسائي ج4 ص82 وحاشية السندي على النسائي ج4 ص82 ومسند ابن الجعد ص196.
([114]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص335 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص229 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص 53 وشرح سنن النسائي ج4 ص82 وحاشية السندي على النسائي ج4 ص82.
([115]) الأمالي للشيخ الطوسي ص7 و 8 و (ط دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع ـ قم) ص555 والبحار ج22 ص544 وج31 ص368 عنه، وكتاب الولاية لابن عقدة ص165.
([116]) قرب الإسناد (ط حجرية) ص72 و (ط مؤسسة آل البيت) ص155 والبحار ج22 ص506 وج79 ص37 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص194 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص858 وسنن النبي "صلى الله عليه وآله" للطباطبائي ص253 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص441 والأنوار البهية ص49.
([117]) البحار ج22 ص539 عن الكافي (الفروع) ج1 ص450.
([118]) البحار ج22 ص541 عن تهذيب الأحكام ج1 ص132 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج1 ص469 وكشف اللثام (ط.ج) ج2 ص395 و (ط.ق) ج1 ص137 والتحفة السنية (مخطوط) ص356 والحدائق الناضرة ج4 ص125 ورياض المسائل ج2 ص233 وغنائم الأيام ج3 ص535 ومستند الشيعة ج3 ص275 وجواهر الكلام ج4 ص314 ومصباح الفقيه (ط.ق) ج1 ق2 ص423 وعلل الشرائع ج1 ص307 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج 3 = = ص194 و (ط دار الإسلامية) ج 2 ص857 والبحار ج22 ص541 وج 79 ص14 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص441.
([119]) مناقب آل أبي طالب ج1 ص152 والبحار ج22 ص521 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص397 والدر النظيم ص196.
([120]) البحار ج22 ص539 عن الكافي (الفروع) ج1 ص54 و 55 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج3 ص197 والحبل المتين (ط.ق) للبهائي العاملي ص70 ورياض المسائل للطباطبائي ج2 ص229 وغنائم الأيام ج3 ص532 ومستند الشيعة ج3 ص272 وجواهر الكلام ج4 ص308 ومصباح الفقيه (ط.ق) ج1 ق2 ص423 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص189 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص854 والأنوار البهية ص49 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص404.
([121]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص335 و 336 عن مسدد، وعن مسلم وابن سعد، والمطالب العالية ج4 ص258، والحاكم والبيهقي وابن ماجة عن إتحاف المهرة.
([122]) سبل الهـدى والرشاد ج12 ص335 وفي هامشه عن: ابن سعد ج2 ص227 = = ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص252. وراجع: روضة الطالبين للنووي ج7 ص409 وإمتاع الأسماع ج14 ص586 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج1 ص48 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص535.
([123]) البحار ج22 ص539 عن الكافي (الفروع) ج1 ص54 و 55 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج3 ص201 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص203 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص864 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص443 والأنوار البهية ص49 وتهذيب الأحكام ج1 ص461 والدعوات للراوندي ص273 والحدائق الناضرة ج4 ص137 ومستند الشيعة ج3 ص276.
([124]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص335 عن ابن سعد والبيهقي، وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص233 وعن البيهقي ج7 ص264. وراجع: إمتاع الأسماع ج2 ص138.
([125]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص338 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص231 و (ط دار صادر) ج2 ص303. وراجع: مسند أحمد ج5 ص81 ومجمع الزوائد ج9 ص37 وتاريخ مدينة دمشق ج4 ص296 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج4 ص1715 وأسد الغابة ج5 ص254 والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج7 ص229 وإمتاع الأسماع ج14 ص588 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص538.
([126]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص338 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص231 و (ط دار صادر) ج2 ص303 وإمتاع الأسماع ج14 ص588.
([127]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص338 عن المطالب العالية ج4 ص263 (4396 و 4397) والآحاد والمثاني ج3 ص201 وراجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص495 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص302 وإمتاع الأسماع ج14 ص588 وتاريخ مدينة دمشق ج60 ص29.
([128]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص338 و 339 والمعجم الكبير ج20 ص414 ومجمع الزوائد ج9 ص360 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص495.
([129]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص339 ومجمع الزوائد ج9 ص361 وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج13 ص41 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص452 والبداية والنهاية ج5 ص291 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1078 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص537 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص495.
([130]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص339. وراجع: ذخائر العقبى ص238 والآحاد والمثاني ج1 ص295 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص1304 وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص140 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص304 وأسد الغابة ج4 ص197 وتهذيب التهذيب ج8 ص324 وإمتاع الأسماع ج14 ص589 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص495.
([131]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص338 عن البيهقي في الدلائل ج7 ص258 والمغازي للواقدي ج3 ص1121. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص291 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص538 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص512.
([132]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص338 ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص257. وراجع: مسند أحمد ج1 ص101 والكامل لابن عدي ج1 ص47 وأسد الغابة ج4 ص197 والبداية والنهاية ج5 ص290 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1078 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص537.
([133]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص339 وأسد الغابة ج1 ص34.
([134]) راجع: الأمالي للمفيد ص218 والبحار ج32 ص125 وقاموس الرجال ج10 ص194.
([135]) راجع: قاموس الرجال ج10 ص194 ومستدركات علم رجال الحديث ج7 ص470 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج19 ص303.
([136]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ق2 ص70 و (ط دار صادر) ج2 ص301 عن البدء والتاريخ، وسبل الهدى والرشاد ج12 ص337 وراجع: الغدير ج7 ص75.
([137]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص339.
([138]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص339 عن الطبراني، وكنز العمال ج7 ص249 و (ط مؤسسة الرسالة) ج7 ص270. وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج3 ص205 وج8 ص567.
([139]) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص304 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص396. وراجع: الغدير ج7 ص75.
([140]) راجع: المناقب للخوارزمي ص315 وكتاب الولاية لابن عقدة الكـوفي ص178= = وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص433 و 435 وكنز العمال ج5 ص726 وراجع: الأمالي للطوسي ص547 والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص118 والطرائف لابن طاووس ص413 وكتاب الأربعين للشيرازي ص222 وحلية الأبرار ج2 ص326 وكتاب الأربعين للشيخ الماحوزي ص433 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج5 ص454 ونهج السعادة ج1 ص133 و 140 وضعفاء العقيلي ج1 ص212 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص380 ومناقب علي بن أبي طالب للأصفهاني ص129 ونهج الإيمان لابن جبر ص530 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص116 وغاية المرام ج5 ص79 وج6 ص6 وشرح إحقاق الحق ج5 ص30 و 39 وج8 ص701 و 702 وج15 ص684 و 686.
([141]) راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص124 والغدير ج3 ص232 وج7 ص93 عنه، وعن رسائل الجاحظ ص22 وأسد الغابة ج4 ص40 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص164 والإستيعاب لابن عبد البر ج3 ص1133 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص21 وج13 ص232 والصراط المستقيم ج1 ص237 وكتاب الأربعين للشيرازي ص187 والبحار ج12 ص337 وج28 ص352 ومناقب أهل البيت "عليه السلام" للشيرواني ص47 والتفسير الكبير للرازي ج2 ص212 وج18 ص212 والجوهرة في نسب الإمام علي وآله للبري ص122 والعثمانية للجاحظ ص293 والوافي بالوفيات ج21 ص183.
([142]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص337 عن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي، وعن ابن الجوزي في الوفاء، وراجع: المغني لابن قدامة ج2 ص411 والحدائق الناضرة ج4 ص169 والغدير ج5 ص147 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص483 وج25 ص525 ونظم درر السمطين ص181 وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص75 وتفسير الآلوسي ج19 ص149 والفصول المهمة في معرفة الأئمة لابن الصباغ ج1 ص672.
([143]) الكافي ج1 ص459 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص139 والبحار ج43 ص193 وشرح النهج للمعتزلي ج10 ص265 ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص138 وقاموس الرجال ج12 ص325. وراجع: روضة الواعظين ص152 ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص182 وكشف الغمة ج2 ص127.
([144]) عيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص434. وراجع: المناقب لابن شهر آشوب ج1 ص208 وسبل الهدى والرشاد ج12 هامش ص287 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج19 ص161 وج25 ص523.
([145]) المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص208.
([146]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص337 عن البخاري، وابن سعد، والمجموع للنووي ج5 ص308 ونيل الأوطار ج4 ص161 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص410 وعمدة القاري ج18 ص74 وفيض القدير ج5 ص471 ورياض الصالحين للنووي ص75 وصحيح ابن حبان ج14 ص592 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص403 ومسند ابن راهويه ج5 ص14 والمستدرك للحاكم ج1 ص382 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج5 ص144 ومسند أحمد ج3 ص204 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص311 وتاريخ بغداد ج6 ص259 والبداية والنهاية ج5 ص294 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص543.
([147]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص228 والأمالي للمفيد ص60 و (نشر دار المفيد) ص103 والبحار ج22 ص327 والبحار ج22 ص527 و 542 والأنوار البهية ص45 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص162 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص24 و تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني ص488.
([148]) نهج البـلاغة (بشرح عبده) ج4 ص71 البحار ج79 ص134 ودستور معالم = = الحكم ص198 وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص150 وغرر الحكم ص103 ونهاية الأرب ج5 ص193 والبحار ج79 ص134 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص498 وشرح النهج للمعتزلي ج19 ص195.
([149]) راجع: بحار الأنوار ج 47 ص 249 و250 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص60.
([150]) البحار ج11 ص224 و 230 و 240 و264 وج23 ص59 و 63 و 64 وعلل الشرائع ج1 ص19 وتفسير العياشي ج1 ص306 وتفسير القمي ج1 ص166 والتفسير الصافي ج1 ص416 وج2 ص29 وتفسير نور الثقلين ج1 ص432 و 616 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص341 وقصص الأنبياء للراوندي ص58.
([151]) حرض حرضاً من باب تعب: أشرف على الهلاك. راجع مجمع البحرين ج1 ص489.
([152]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص340 عن ابن أبي الدنيا، والحاكم، والبيهقي، ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني ص109 والبحار ج79 ص97 وتفسير الآلوسي ج15 ص322 وتاريخ مدينـة دمشق ج16 ص424 والبدايـة والنهايـة ج1 = = ص387 وج5 ص298 وإمتاع الأسماع ج14 ص564 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص551 وقصص الأنبياء لابن كثير ج2 ص228.
([153]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص340.
([154]) دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص269 وتاريخ مدينة دمشق ج16 ص424 و البداية والنهاية لابن كثير ج5 ص298 وإمتاع الأسماع ج14 ص564.
([155]) ميزان الإعتدال ج2 ص369 وراجع: التاريخ الكبير البخاري ج6 ص41 وضعفاء العقيلي ج3 ص137 والجرح والتعديل للرازي ج6 ص82 وبيان خطأ البخاري للرازي ص75 وكتاب المجروحين لابن حبان ج2 ص170 والكامل لابن عدي ج2 ص210 وج4 ص342.
([156]) الآية 185 من سورة آل عمران.
([157]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص340 وفي هامشه عن: ابن سعد ج2 ص211 و (ط دار صادر) ج2 ص275 وانظر المطالب العالية ج4 ص259 وكنز العمال ج7 ص251 والمعجم الكبير ج3 ص129 ومجمع الزوائد ج9 ص35 والإصابة ج2 ص266 و 267 والدر المنثور ج2 ص107 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص444 وتفسير ابن أبي حاتم ج9 ص3076 وراجع: البحار ج22 ص505 و 515 وج39 ص132 والأمالي للصدوق ص166 وعن إكمال الدين ص219 و 220 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص84 وروضة الواعظين ص72 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص308.
([158]) الكافي ج1 ص451 والبحار ج22 ص539 و 540 وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.
([159]) البحار ج22 ص525 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص505 و 506 و (نشر المطبعة الحيدرية) ج1 ص206 وعن الكافي ج1 ص451 وتهذيب الأحكام ج6 ص3 وروضة الواعظين ص71 والدر النظيم ص196 وإعلام الورى للطبرسي ج1 ص54 والمقنعة للمفيد ص457.
([160]) البحار ج22 ص525 و 536 و 537 و 508 عن كفاية الأثر ص 304 وعن فقه الرضا ص20 والمقنعة للمفيد ص457 وتهذيب الأحكام ج6 ص3 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص505 و 506 و (نشر المطبعة الحيدرية) ج1 ص206 والدر النظيم ص196.
([161]) البحار ج22 ص517 وراجع ص524 و 529 و 536 عن فقه الرضا ص20 و 21 وراجع المناقب ج1 ص 303 ـ 306 وإعلام الورى ص143 و 144 وعن كفاية الأثر ص304 والأنوار البهية ص47.
([162]) البحار ج22 ص494.
([163]) راجع: الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص35 والإرشاد للمفيد ج2 ص18 والخرائج والجرائح ج1 ص242 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص149 والبحار ج44 ص153 و 154 و 157 والأنوار البهية ص92 والدرجات الرفيعة ص125 وقاموس الرجال ج12 ص300 وأعيان الشيعة ج1 ص576 والجمل للمفيد ص234 وكشف الغمة ج2 ص209 مناقب آل أبي طالب ج3 ص204. وراجع: روضة الواعظين ص168.
([164]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص333 و 334 عن ابن سعد، وابن ماجة، وأبي يعلى، وفي هامشه عن: ابن سعد ج1 ص223 وابن ماجة (1628) والبيهقي في الدلائل ج7 ص260 ومن مسند أبي بكر ص78 وانظر نصب الراية ج2 ص298. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص287 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص531.
([165]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334 عن أحمد، والترمذي بسند صحيح، وقال في هامشه: أخرجه عبد الرزاق في المصنف [ج3 ص516] (6534) وانظر الكنز [ج7 ص226] (18735 و 32237) و (32263). وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص529.
([166]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334.
([167]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص334 عن الترمذي، وأبي يعلى، وقال في هامشه: أخرجه الترمذي (1018) وانظر الكنز [ج7 ص236] (18761 و 32236). وراجع: الشمائل المحمدية للترمذي ص202 والبداية والنهاية ج5 ص287 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص530.
([168]) الصواعق المحرقة ص34 والصوارم المهرقة ص129 والغدير ج7 ص 18.
([169]) المصادر السابقة.
([170]) المصادر السابقة.
([171]) راجع: المصنف لابن أبي شيبة ج14 ص 568 وكنز العمال ج5 ص652.
([172]) شرح النهج للمعتزلي ج13 ص39 وراجع: الخصائص الكبرى للسيوطي ج2 ص484 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص30 و 39 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص62 والبداية والنهاية ج5 ص274 والكامل في التاريخ ج2 ص320 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص435 وكنز العمال ج11 ص468 وكتاب الدعاء ص367 والمعجم الأوسط ج4 ص209 والمستدرك للحاكم ج3 ص60 ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص232 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2= = ص 257 وعن ابن منيع والطبراني في الأوسط من طريق ابن مسعود. وراجع: الأمالي للصدوق ص733 وروضة الواعظين ص72 والطرائف ص290 والصراط المستقيم ج3 ص115 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص503 وكشف الغمة ج1 ص17 ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار لوالد البهائي العاملي ص82 والبحارج22 ص507 و 531 و الغدير ج7 ص188.
([173]) راجع: العرائس للثعلبي ص 29 والغدير ج5 ص67 عنه، وتاريخ الأمم والملوك ج1 ص109 والكامل في التاريخ ج1 ص52 وقصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص68 والبداية والنهاية ج1 ص110.
([174]) راجع: المزار للشيخ المفيد ص21 وفرحة الغري لابن طاووس ص101 والرسائل العشر ص317 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص385 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص325 وج10 ص229 والبحار ج11 ص268 وج79 ص66 وج97 ص258 ومستدرك الوسائل ج2 ص310 و 314 وج10 ص219 والغارات ج2 ص853 والمزار لابن المشهدي ص37.
([175]) راجع: المزار لابن المشهدي ص192 و 255 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج3 ص135 والمزار للشهيد الأول ص43 و 98 والبحار ج53 ص271 وج97 ص286 و 332 و 376 وج99 ص212.
([176]) البداية والنهاية ج1 ص253 والغدير ج5 ص68 وقصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص358 وفتوح مصر وأخبارها للقرشي المصري ص74.
([177]) راجع: شرح الشمائل للقاري ج2 ص208 وشرح الشمائل للمناوي بهامشه ج2 ص 208 وراجع: فتح الباري ج3 ص166 وج8 ص149 ومنتقى الجمان ج1 ص319 وتفسير الآلوسي ج22 ص38 وفيض القدير ج5 ص640 وغنائم الأيام للميرزا القمي ج3 ص551.
([178]) عن مسند أحمد ج3 ص 472 ح(11216) وشعب الإيمان ج3 ص491 ومسند البزار ج4 ص44 والمعجم الكبير ج12 ص227 والمعجم الأوسط ج1 ص360 و 412 وحلية الأولياء ج9 ص324 وكنز العمال ج12 ص260 و 261 عن عبد الرازق، وسعيد بن منصور، والخطيب، والدارقطني وسمَّويه، وابن عساكر، وغيرهم من طريق جابر والخدري، وابن عمر وسعد بن أبي وقاص. ووفاء الوفاء ج2 ص427 و 428 وإرشاد الساري ج4 ص413 وتاريخ بغداد ج11 ص228 و 290 وشرح النووي لصحيح مسلم (هامش إرشاد الساري) ج6 ص103 وتحفة الباري في ذيل إرشاد الساري ج4 ص412 وفردوس الأخبار للديلمي ج3 ص538 من طريق عبيد الله بن لبيد، ومعاني الأخبار للصدوق ص267 ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج2 ص568 وروضة الواعظين ص152 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص345 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج10 ص270 و 289 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص139 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص246 وفتح الباري ج3 ص55 ومجمع الزوائد ج4 ص6 وعمدة القاري ج7 ص255 و 262 و 263 وج24 ص184.
([179]) الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص675 ومسند أبي يعلى ج1 ص109 ومسند = = البزار ج4 ص44 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص257 والمصنف لعبد الرزاق ج3 ص182 والمعجم الكبير ج23 ص255 والمعجم الأوسط ج1 ص101 والمعجم الصغير ج2 ص122 وكنوز الدقائق ج2 ص82 وتيسير الوصول ج3 ص375 وتمييز الطيب من الخبيث ص161 وشرح صحيح مسلم ج9 ص161 وإرشاد الساري ج4 ص492 والجامع الصغير ج2 ص489 ووفاء الوفاء ج2 ص426 و 427 و 428 وكنز العمال ج12 ص259 و 260 و 261 وعن صحيح البخاري ج1 ص399 وج2 ص667 وعن صحيح مسلم ج3 ص179 وعن مسند أحمد ج2 ص469 و470 وج3 ص71 و 352 والكافي ج4 ص554 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج5 ص279 و ج14 ص345 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج3 ص543 وج10 ص270.
([180]) مجمع الزوائد ج9 ص112 والخصائص الكبرى للسيوطي ج2 ص486 ومسند أبي يعلى ج8 ص279 والبداية والنهاية ج7 ص397 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص394 والغدير ج7 ص189 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص693.
([181]) راجع: الصواعق المحرقة ص 34 و 39 والغدير ج7 ص190.
([182]) السيرة الحلبية ج3 ص362 و (ط دار المعرفة) ج3 ص488 عن سبط ابن الجوزي، والغدير ج7 ص194 وشرح إحقاق الحق ج25 ص542.
([183]) الغدير ج7 ص 194 عن صحيح البخاري (كتاب الجهاد، باب فرض الخمس) وصحيح مسلم كتاب الجهاد، باب حكم الفيء. والأموال لأبي عبيد ص18 ومعجم البلدان ج4 ص238 والبداية والنهاية ج5 ص288 وتاج العروس ج7 ص343 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص335 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص301. وشرح المقاصد في علم الكلام للتفتازاني ج2 ص292 وشرح نهج للمعتزلي ج16 ص277 و 278 والخصال للصدوق ص105 والمسترشد للطبري ص503 والبحار ج46 ص326 وج75 ص182.
([184]) الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص23 وشرح نهج البلاغة ج10 ص185 والصوارم المهرقة ص129 وعن الصواعق المحرقة ص34.
([185]) الفقه على المذاهب الأربعة ج1 ص 537 فما بعدها.
([186]) السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص541 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص342.
([187]) راجع كل ذلك في وفاء الوفاء ج2 ص706.
([188]) رحلة ابن بطوطة ص72.
([189]) وفاء الوفاء ج2 ص543.
([190]) المصدر السابق ج2 ص719.
([191]) الأدب المفرد للبخاري ص168 وإمتاع الأسماع ج10 ص92 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص349 وج12 ص51 وراجع: وفاء الوفاء ج2 ص542 و 459 و 460.
([192]) نفس المصادر السابقة.
([193]) وفاء الوفاء ج2 ص542 و 459 و 460.
([194]) راجع: وفاء الوفاء، ج2 ص435 و 459 و 517 و 693 وإمتاع الأسماع ج10 ص89.
([195]) راجع: وفاء الوفاء ج2 ص435 و 459 و 517 و 693.
([196]) صحيح البخاري (ط سنة 1309ه ) ج1 ص229 و 226 و (ط دار الفكر) ج2 ص256 و 260 والطبقات الكبرى لابن سعد، ج8 ص119، وفتح الباري ج4 ص236 عن أحمد والنسائي، ووفاء الوفاء ج2 ص541 و 542 و نيل الأوطار ج4 ص356 ومسند أحمد ج6 ص234 وعمدة القاري ج11 ص144 و 158 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص267 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص439 وغير ذلك.
([197]) وفاء الوفاء ج2 ص542.
([198]) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج1 ق2 ص181 وج8 ق2 ص119 و (ط دار صادر) ج1 ص499 وج8 ص167 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص348 وج12 ص50 ووفاء الوفاء ج2 ص459.
([199]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص289 ووفاء الوفاء ج2 ص542 وسائر المصادر تقدمت..
([200]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص118 و (ط دار صادر) ج8 ص165 ووفاء الوفاء ج2 ص464 عنه، وإمتاع الأسماع ج10 ص93 وليراجع: حلية الأولياء ج2 ص49.
([201]) وفاء الوفاء ج2 ص464 وراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج6 ص35 ومعرفة السنن والآثار ج4 ص427 وتاريخ مدينة دمشق ج28 ص190.
([202]) صحيح البخاري ج1 ص159 وج2 ص191 و (ط دار الفكر) ج2 ص107 وج4 ص205 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص58 وفتح الباري ج3 ص204 و 205 وعمدة القاري ج8 ص228 وج16 ص209 وأسد الغابة ج4 ص75 وتاريخ مدينة دمشق ج44 ص416 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص338 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص188 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص576 ونيل الأوطار ج6 ص159 ووفاء الوفاء ج2 ص557 والبحار ج31 ص90 والغدير ج6 ص189.
([203]) فتح الباري ج3 ص205 ووفاء الوفاء ج2 ص557.
([204]) مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهانى ص49 وشرح الأخبار ج3 ص130 وتاريخ مدينة دمشق ج13 ص289 وتاريخ المدينة لابن شبة ج1 ص111 وترجمة الإمام الحسن "عليه السلام" لابن عساكر ص218.
([205]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج3 ق1 ص264 و (ط دار صادر) ج3 ص364 وكنز العمال ج12 ص689.
([206]) جاف الشيء: قعَّرَه.
([207]) وفاء الوفاء ج2 ص545 و 554 عن ابن زبالة، ويحيى، وكتاب الفتوح لابن أعثم ج2 ص330 وعمدة القاري ج8 ص227 وليراجع: صحيح البخاري ج1 ص159 و (ط دار الفكـر) ج2 ص107 والطبقـات الكـبرى لابن سعد = = (ط ليدن) ج3 ق1 ص168 و (ط دار صادر) ج3 ص369 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص293 وإمتاع الأسماع ج14 ص604 والسيرة النبوية ج4 ص542.
([208]) وفاء الوفاء، ج2 ص557 وج3 ص899 عن ابن شبة، وابن زبالة.
([209]) أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج3 ص60 و 62 و 64 و 65 وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص13 ومقاتل الطالبيين ص74 ووفاء الوفاء ج2 ص548 وتاريخ ابن عساكر (ترجمة الحسن "عليه السلام") الحديث رقم 337 فما بعده، وج21 ص38 وج64 ص99 كما ذكره المحمودي، وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص204 وروضة الواعظين ص168 والإرشاد للمفيد ج2 ص18 والخرائج والجرائح ج1 ص242 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص149 والبحار ج44 ص154 و 157 والأنوار البهية ص92 وقاموس الرجال ج12 ص300 والجمل للشيخ المفيد ص234 وكشف الغمة ج2 ص209.
([210]) مقاتل الطالبيين ص75 وتاريخ اليعقوبي (ط دار صادر) ج2 ص225 وإعلام الورى للطبرسي ج1 ص415 وراجع المصادر السابقة.
([211]) مقاتل الطالبيين ص75 ووفاء الوفاء، ج3 ص908 وج2 ص557.
([212]) وفاء الوفاء ج2 ص557 عن يحيى وسنن الترمذي، ومنتظم ابن الجوزي والطبراني، وابن النجار، والزين المراغي. وعمدة القاري ج8 ص225 وتحفة الأحوذي ج10 ص62 وتاريخ مدينة دمشق ج47 ص523 وفتح الباري ج7 ص54 وكتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي ص354.
([213]) وفاء الوفاء ج2 ص557.
([214]) تحفة الأحوذي ج10 ص62 وفتح الباري ج7 ص54 عمدة القاري ج16 ص212.
([215]) تحفة الأحوذي ج10 ص62 وفتح الباري ج7 ص54.
([216]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ق1 ص264 و (ط دار صادر) ج3 ص364 ووفاء الوفاء ج2 ص543 و 544 عنه وعن ابن زبالة، وتاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص945.
([217]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص294 ووفاء الوفاء ج2 ص564 و 565. وراجع: عمدة القاري ج8 ص227.
([218]) صحيح البخاري (ط سنة 1309ه) ج4 ص170 وفتح الباري ج3 ص204 ووفاء الوفاء ج2 ص557.
([219]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص294 ووفاء الوفاء ج2 ص544 عن ابن سعد، وعمدة القاري ج8 ص227 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص349 وج12 ص51 وكنز العمال ج7 ص186.
([220]) وفاء الوفاء ج2 ص548 عن ابن سعد، وسبل الهدى والرشاد ج12 ص345 عن ابن زبالة، وأضواء البيان للشنقيطي ج8 ص352.
([221]) وفاء الوفاء ج2 ص548 عن ابن سعد.
([222]) راجع: سفينة البحار ج1 ص115.
([223]) أمالي الشيخ الصدوق (ط النجف سنة 1391ه.) المجلس الثاني والتسعون ص569 و (ط مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة) ص735 وروضة الواعظين ص7 والبحار ج22 ص509 ومجمع النورين للمرندي ص70.
([224]) وفاء الوفاء ج2 ص450 وأعيان الشيعة ج1 ص31.
([225]) وفاء الوفاء ج2 ص467 و 469 على الترتيب، و وأعيان الشيعة ج1 ص314.
([226]) الآية 227 من سورة الشعراء.
([227]) وفاء الوفاء ج3 ص469 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص364 وبهج الصباغة ج5 ص19 ورحلة ابن بطوطة ص70 ومعاني الأخبار ص254 والبحار ج43 ص185 والكافي (ط دار الإسلامية) ج1 ص383 والوسائل ج10 ص288 وفي هامشه عن التهذيب للشيخ الطوسي، وعن من لا يحضره الفقيه للصدوق.
([228]) وفاء الوفاء ج3 ص906.
([229]) وفاء الوفاء ج2 ص451 و 450 و 452 و 688.
([230]) المصدر السابق.
([231]) المصدر السابق.
([232]) وفاء الوفاء ج2 ص451 و 450 و 452 و 688.
([233]) وفاء الوفاء ج2 ص688 و 689. وراجع: شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص584 عن تحقيق النصرة (ط دار الكتب المصرية) ص 76.
([234]) وفاء الوفاء ج2 ص688 و 689 وليراجع: ص469 و 470.
([235]) راجع: قاموس الرجال ج11 (رسالة في تواريخ النبي والآل) للتستري ص36.
([236]) راجع: البخاري (ط سنة 1309ه) ج3 ص61 وج1 ص82 و (ط دار الفكر) ج1 ص183 وج2 ص60 وج5 ص141 والرواية وإن كانت قد ذكرت إقرار النبي "صلى الله عليه وآله" لأبي بكر على الصلاة لكن ذلك غير صحيح. ولهذا البحث مجال آخر. وراجع: البحار ج28 ص144 وعمدة القاري ج6 ص3 وج7 ص280 وج18 ص69 وصحيح ابن خزيمة ج2 ص41 وج3 ص75 وصحيح ابن حبان ج14 ص587 والثقات لابن حبان ج2 ص130 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص217 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص305.
([237]) راجع كنز العمال ج7 ص198 عن ابن جرير، وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص196 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص440 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1068 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص467.
([238]) راجع: ما قدمناه في هذا الكتاب. في غزوة بني النضير ج8 ص40 ـ 50.
([239]) راجع: السيرة الحلبية (ط دار إحياء التراث العربي) ج3 ص143 وأسد الغابة ج1 ص468 ودلائل النبوة للبيهقي ج5 ص260 ـ 262 والمغازي للواقدي ج3 ص1042 ـ 1045 وإمتاع الأسماع ص477 ومجمع البيان ج3 ص46 وإرشاد القلوب للديلمي ص330 ـ 333 والمحلى ج11 ص225، وشرح أصول الكافي ج12 ص193، وكتاب سليم بن قيس ص272 والمسترشد ص593 والهداية الكبرى ص79 والبحار ج28 ص99 و 128 ومكاتيب الرسول ج1 ص602 والدرجات الرفيعة ص298 والفوائد الرجالية ج2 ص172 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص466 والكنى والألقاب ج2 ص235.
([240]) راجع: المحلى لابن حزم ج11 ص225.
([241]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج2 ص201 و (ط دار التحرير بالقاهرة سنة 1388 هـ) ج2 ق2 ص7 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص303 ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص172 والمستدرك للحاكم ج3 ص58 وصححه على شرط الشيخين، هو والذهبي في تلخيص المستدرك (مطبوع بهامشه)، وراجع: فيض القدير للمناوي ج5 ص448 ومسند أحمد ج1 ص381 و 408 و 434 ومسند أبي يعلى ج9 ص132 ومجمع الزوائد ج9 ص34 والمصنف للصنعاني ج5 ص269 والمعجم الكبير ج10 ص109 والبداية والنهاية ج5 ص247 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص449 وإمتاع الأسماع ج14 ص437 وعن أنساب الأشراف ج1 ص576.
([242]) المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص175 والبحار ج44 ص153 وج43 ص327 والخرائج والجرائح ج1 ص241.
([243]) سبل الهدى والرشاد ج11 ص260 والمستدرك للحاكم ج3 ص59 وج3 ص64 وتلخيص المستدرك للذهبي بهامشه.
([244]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص200.
([245]) البحار ج22 ص514 وتهذيب الأحكام ج6 ص1، وشرح أصول الكافي ج7 ص143 والأنوار البهية ص41.
([246]) المقنعة ص456، الأنوار البهية ص41، وكذا في روضة الواغظين ص71.
([247]) منتهى المطلب ج2 ص887 والحدائق الناضرة ج17 ص424 وجواهر الكلام ج20 ص79.
([248]) سبل الهدى والـرشـاد ج5 ص134 و 135 وفي هـامشـه عن: البخـاري ج5 = = ص272 (2617) ومسلم ج4 ص1721 (45/2190)، وأحمد ج2 ص451 وأخرجه البيهقي في الدلائل ج4 ص259 وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة (3169 و 4249 و 5777) وأبو داود في الديات (6)، وابن ماجة في الطبراني (45) والدارمي في المقدمة 11 وانظر المغازي للواقدي ج2 ص677 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص293 و (نشر مكتبة محمد علي صبيح وأولاده) ج3 ص800 وشرح المواهب ج2 ص239 وابن كثير في البداية والنهاية ج4 ص208 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص240 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص394 و (ط دار المعرفة) ج3 ص399 وراجع: تفسير الثعلبي ج9 ص52 والبحار ج21 ص6 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص70 وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج9 ص204 وتفسير الميزان ج18 ص298 وتفسير البغوي ج4 ص197 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص303.
([249]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص134 والطبقات الكبرى ج2 ص202.
([250]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص134 وج10 ص15 وراجع: البحار ج21 ص7 ومجمع البيان ج9 ص204 والميزان ج18 ص298 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص303 والتنبيه والإشراف ص223 وإمتاع الأسماع ج13 ص346 والبداية والنهاية ج4 ص238 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص801 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص397 وراجع: المجموع ج18 ص386 والمحلى ج11 ص26 وفقه السنة ج2 ص517 وعن سنن الدارمي ج1 ص33 وعن سنن أبي داود ج2 ص369 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص46 وعون المعبود ج12 ص148 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص317 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص72 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص769.
([251]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص135 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص47 وعون المعبود ج12 ص148.
([252]) الآية 67 من سورة المائدة.
([253]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص155 وراجع ج1 ص434 والشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض ج1 ص317.
([254]) الآية 144 من سورة آل عمران.
([255]) الأبهر: عرق مستبطن الصلب. والظاهر: أنه هو ما يعرف بالنخاع الشوكي.
([256]) المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 ص58، وتلخيص المستدرك للذهبي، وصححاه على شرط الشيخين، وذكر نحوه عن تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص169 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص53 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص432 والدرر لابن عبد البر ص269 وكنز العمال ج11 ص466 وراجع ص467 وراجع: المجموع للنووي ج18 ص386 وإمتاع الأسماع ج13 ص348 والطب النبوي لابن القيم الجوزي ص97 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص71 ومجمع البيان ج9 ص121 و122 وفيه: ما أزال أجد ألم الطعام.. وفي نص آخر: ما زالت أكلة خيبر تعاودني كل عام..
وراجع: البحار ج21 ص6 و7 والمحلى ج11 ص25 و27 والمصنف للصنعاني ج11 ص29 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج1 ص434 وج5 ص134 والبداية والنهاية ج3 ص400 وج4 ص239 و 240 والكامل لابن عدي ج3 ص402 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار التحرير بالقاهرة سنة 1388 هـ) ج2 ق2 ص32 و (ط دار صادر) ج8 ص314 والسيرة النبوية لابن هشام المجلد الثاني ص338 سلسلة تراث الإسلام. وعن سنن أبي داود ج2 ص370 وسنن الدارمي ج1 ص32 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص11 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص303 والتنبيه والإشراف ص224 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص399 و 400.
([257]) تاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص435 وسنن الدارمي ج1 ص33، والمجموع ج18 ص376، وعن مسند أحمد ج2 ص451 وصحيح البخاري ج7 ص203 و (ط دار الفكر) ج7 ص32 وعمدة القاري ج21 ص290 والمصنف لابن أبي شيبة ج5 ص435 وعن تفسير القرآن العظيم ج1 ص123وسير أعلام النبلاء ج1 ص270 والبداية والنهاية ج4 ص237 و 239 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص395 و 398 وراجع: المجموع للنووي ج18 ص386 وإمتاع الأسماع ج8 ص45.
([258]) تاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص436 وصحيح البخاري ج5 ص179 و (ط دار الفكر) ج3 ص141 والمحلى ج11 ص26 و 416 ونيل الأوطار ج8 ص219 وصحيح مسلم ج7 ص14 و15 وعن سنن أبي داود ج2 ص368 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص46 وج10 ص11 وشرح مسلم للنووي ج14 ص178 وعن فتح الباري ج10 ص209 والأدب المفرد ص61 والمعجم الأوسط ج3 ص43 وعن البداية والنهاية ج4 ص238 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص317 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص396 والأدب المفرد للبخاري ص61 وسبل الهدى والرشاد ج9 ص215 والنهاية في غريب الحديث ج4 ص284 ولسان العرب ج15 ص262 وتارج العروس ج10 ص335 وراجع: الإنتصار للشريف المرتضى ص482 والمجموع للنووي ج18 ص386 وعمدة القاري ج13 ص171 وج15 ص91 وعون المعبود ج12 ص147 وجزء ابن عاصم ص122 وإمتاع الأسماع ج8 ص46.
([259]) السيرة النبوية لابن هشام (ط تراث الإسلام) ج3 ص337 و (نشر مكتبة محمد علي صبيح وأولاده) ج3 ص801 وتاريخ الخميس ج2 ص52 والبحار ج21 ص7 وعن تفسـير مجمع البيـان ج9 ص204 وتاريـخ الأمم والملـوك ج2 ص303 = = والكامل في التاريخ ج2 ص221 والتنبيه والإشراف ص223 وعن البداية والنهاية ج4 ص240 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص399 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص135 وراجع: تفسير البغوي ج4 ص197.
([260]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص769 والشرح الكبير لابن قدامة ج9 ص328 ومعرفة السنن والآثار ج6 ص168 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص46 والمغني لابن قدامة ج9 ص329 وعمدة القاري ج15 ص91.
([261]) إمتاع الأسماع ج1 ص316 وراجع: البحار ج68 ص402 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص74.
([262]) إمتاع الأسماع ج1 ص316 وعن مجمع الزوائد ج8 ص296 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص47 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص769 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص155وعمدة القاري ج15 ص91.
([263]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص769 وفتح الباري ج7 ص381 وعمدة القاري ج15 ص91 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص155 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص39.
([264]) عمدة القاري ج15 ص91 وشرح أصول الكافي ج8 ص321 والبحار ج68 ص402 وشرح مسلم للنووي ج14 ص179 وعون المعبود ج12 ص149 = = وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص74 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص39 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص155 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص769.
([265]) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص769 وإمتاع الأسماع ج1 ص316 وشرح مسلم للنووي ج14 ص179 وعون المعبود ج12 ص149.
([266]) شرح مسلم للنووي ج14 ص179 وعون المعبود ج12 ص149 وإمتاع الأسماع ج1 ص316.
([267]) وراجع فيما تقدم: السيرة الحلبية ج3 ص55 و 56 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص52 والمحلى ج11 ص26 و 27 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار التحرير) ج2 ق2 ص7 والمغازي للواقدي ج2 ص678. وراجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص135 والبداية والنهاية ج4 ص240 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص400 ونيل الأوطار ج8 ص222 وشرح أصول الكافي ج8 ص306.
([268]) مغني المحتاج ج4 ص7 وسنن الدارمي ج1 ص33 وفقه السنة ج2 ص517 والبحار ج68 ص402 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص74 وإمتاع الأسماع ج1 ص316.
([269]) السيرة الحلبية ج3 ص55 و (ط دار المعرفة) ج2 ص766 وعن سنن أبي داود ج4 ص174 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص202 وج3 ص571 والمغازي للواقدي ج2 ص677 و678 وتاريخ الخميس ج2 ص52 عن الإكتفاء، وسبل الهدى والرشاد ج5 ص134 وج12 ص303 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص238 و 239 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص397 و 398 وراجع: سنن الدارمي ج1 ص33 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص46 وإمتاع الأسماع ج13 ص349.
([270]) راجع: الإصابة ج7 ص363 وعمدة القاري ج12 ص103 وسنن الدارمي ج1 ص33 وسنن أبي داود ج2 ص369 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص46 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص202 وأسد الغابة ج1 ص346 والبداية والنهاية ج4 ص238 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص134 وج12 ص303 وإمتاع الأسماع ج1 ص317 وج13 ص346 و 350 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص397 والطب النبوي لابن القيم ص97.
([271]) راجع: السيرة الحلبية ج3 ص56 و (ط دار المعرفة) ج2 ص770 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص135 عن البزار، وراجع: البداية والنهاية ج4 ص240 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص400 وإمتاع الأسماع ج13 ص345 والمستدرك للحاكم ج4 ص109.
([272]) راجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص400 والبداية والنهاية ج4 ص240.
([273]) تاريخ الخميس ج2 ص52.
([274]) فتح الباري ج10 ص208 و 210 وج7 ص381 وعمدة القاري ج15 ص91 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص135 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص73 والبحار ج17 ص319 والتفسير المنسوب للإمام العسكري ص178 والطبقات الكبرى ج2 ص202 وإمتاع الأسماع ج1 ص316 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص769.
([275]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار التحرير بالقاهرة سنة 1388هـ) ج2 ق2 ص6 و 7 و (ط دار المعرفة) ج2 ص107 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص73.
([276]) راجع: مغازي الواقدي ج2 ص679 وإمتاع الأسماع ج13 ص350.
([277]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص135 و 155 عن سنن أبي داود، وبه جزم السهيلي وعن سنن أبي ج2 ص369 وشرح مسلم للنووي ج14 ص179 وعن فتح الباري ج7 ص381 والديباج على مسلم ج5 ص207 وعن عون المعبود ج12 ص148 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص128 وعمدة القاري ج15 ص91 وفتح الباري ج7 ص381.
([278]) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص201 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص56 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص437 ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص263 والبداية والنهاية ج4 ص239 وإمتاع الأسماع ج1 ص310 و 316 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص398 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص766 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص155 ومجمع الزوائد ج6 ص153. وفتح الباري (المقدمة) ص282 وج7 ص381 والمعجم الكبير ج2 ص35 وكنز العمال ج7 ص371 وراجع: البحار ج21 ص6 وتفسير مجمع البيان ج9 ص204.
([279]) الآية 33 من سورة المائدة.
([280]) راجع: البحار ج17 ص318 و 320 و 396 والتفسير المنسوب للإمام العسكري ص177 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص128.
([281]) البحار ج17 ص232 وراجع ص408 عن الخرائج والجرائح، وقرب الإسناد ص326. وراجع: الخصائص الكبرى ج2 ص63 ـ 65 وقرب الإسناد ص326 وقصص الأنبياء للراوندي ص311 والخرائج والجرائح ج1 ص27 و 109 وج2 ص509.
([282]) راجع: الأمالي للصدوق ص294 والبحار ج17 ص395 و 396 وج92 ص140 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص80 وروضة الواعظين ص61 ومستدرك الوسائل ج16 ص307 والثاقب في المناقب ص81 والجواهر السنية ص139 وجامع أحاديث الشيعة ج23 ص542.
([283]) البحار ج17 ص406 وج22 ص516 وبصائر الدرجات ص523 وجامع أحاديث الشيعة ج23 ص318.
([284]) بصائر الدرجات ص523 والبحار ج22 ص516 وج17 ص405 وإثبات الهداة ج1 ص604 ومختصر بصائر الدرجات ص15.
([285]) راجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص308 أسد الغابة ج1 ص174 والإصابة ج1 ص144 و145 و (ط دار الكتب العلمية) الإصابة ج1 ص415 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص136 و (ط دار الجيل) ج1 ص152 وفتح الباري ج5 ص276 وج7 ص173 والثقات لابن حبان ج1 ص136 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص620 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص239 وصحيح ابن حبان ج15 ص474 والمستدرك للحاكم ج3 ص181 والبحار ج19 ص132 ونيل الأوطار ج4 ص91 وإعانة الطالبيين ج2 ص123 وراجع: كنز العمال ج13 ص294 وتاريخ مدينة دمشق ج56 ص19.
([286]) راجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص308 أسد الغابة ج1 ص174 والإصابة ج1 ص144 و145 و (ط دار الكتب العلمية) الإصابة ج1 ص415 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص136 و (ط دار الجيل) ج1 ص152 والثقات لابن حبان ج1 ص136 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص620 ونيل الأوطار ج4 ص91 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص239 والبحار ج19 ص132 وإعانة الطالبيين ج2 ص123 وراجع: كتاب الأم ج1 ص309 وتلخيص الحبير ج5 ص196 وتحفة الأحوذي ج4 ص112 وبغية الباحث ص98.
([287]) راجع: قاموس الرجال ج5 ص135 ـ 137 وغيره من كتب التراجم.
([288]) الآية 144 من سورة آل عمران.
([289]) راجع: البحار ج28 ص20 وج22 ص516 وج31 ص641وتفسير العياشي ج1 ص200 وتفسير البرهان ج1 ص320 وتفسير الصافي ج1 ص359 و 389 و 390 ونور الثقلين ج1 ص33 و 401 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص251.
([290]) الآية 7 من سورة التحريم.
([291]) البحار ج22 ص246 وج31 ص641 والصراط المستقيم ج3 ص168 وكتاب الأربعين للشيرازي ص627.
([292]) بصائر الدرجات ص523 ومختصر بصائر الدرجات ص15.
([293]) عيون أخبار الرضا ج2 ص203 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج1 ص220 ومسند الإمام الرضا "عليه السلام" للعطاردي ج1 ص87 وج2 ص405 والتفسير الصافي ج1 ص513 وتفسير كنز الدقائق ج2 ص660 وتفسير نور الثقلين ج1 ص565 والبحار ج44 ص271 وج49 ص285 وج27 ص213.
([294]) راجع: البحار ج49 ص320 وج50 ص238 وج99 ص32 وج27 ص209 والأمالي للصدوق (ط سنة 1417 مؤسسة البعثة ـ قم) ص120 وعيون أخبار الرضا ج2 ص256 و (ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات) ج1 ص287 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص351 و (ط مركز النشر الإسلامي) ج2 ص585 وروضة الواعظين ص233 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص568 و (ط دار الإسلامية) ج10 ص446 والعقد النضيد والدر الفريد لمحمد بن الحسن القمي ص32 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص414 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص596 ومسند الإمام الرضا "عليه السلام" ج1 ص149 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص51.
([295]) عيون أخبار الرضا (ط سنة 1404 هـ مؤسسة الأعلمي) ج2 ص193 والبحار ج25 ص118.
([296]) كفاية الأثر ص226 و227 والصراط المستقيم ج2 ص128 والأنوار البهية (ط سنة 1417 هـ) ص322 ونهج السعادة للمحمودي ج8 ص238 والبحار ج27 ص217 و 364 وج44 ص139.
([297]) المناقب لابن شهرآشوب ج2 ص51 وكشف الغمة (ط سنة 1381 هـ المطبعة العلمية ـ قم) ج2 ص430 و (ط دار الأضواء) ج3 ص227 والفصول المهمة لابن الصباغ ج2 ص1093 والبحار ج27 ص209 وج50 ص38 عن إعلام الورى، ومستدرك سفينة البحار ج8 ص414 والأنوار البهية ص322 وأعلام الورى (ط سنة 1390 هـ.) ص367 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص132.
([298]) البحار ج27 ص217 وج43 ص364 وكفاية الأثر ص162 ومستدرك سفينة البحار (ط سنة 1409 هـ مؤسسة البعثة) ج1 ص164 و (نشر مركز النشر الإسلامي) ج1 ص200 ونهج السعادة للمحمودي ج8 ص506 والأنوار البهية ص322.
([299]) تصحيح إعتقادات الإمامية للشيخ المفيد ص131 و 132.
([300]) الآية 1 من سورة الإسراء، و الآيات 5 ـ 18 سورة النجم.
([301]) الآية 57 من سورة مريم.
([302]) راجع: تفسير البرهان ج3 ص17 وراجع: جامع البيان للطبري ج16 ص121 والجامع لأحكام القرآن ج11 ص119 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص133 وتفسير الرازي ج21 ص233 والبحار ج11 ص270 و البداية والنهاية ج1 ص112 وقصص الأنبياء لابن كثير ج1 ص72 وقصص الأنبياء للجزائري ص71.
([303]) الآية 55 من سورة آل عمران، والآية 158 سورة النساء.
([304]) راجع: تفسير البرهان ج1 ص285 والخصال ص529 وعيون أخبار الرضا "عليه السلام" ج2 ص193 والبحار ج14 ص338 وج25 ص118 ومسند الإمام الرضا "عليه السلام" للعطاردي ج1 ص103 وتفسير الميزان ج3 ص218 وقصص الأنبياء للجزائري ص474.
([305]) قد دلت الروايات على ذلك، فراجع: بصائر الدرجات ص463 و 464 والبحار ج22 ص550 وج27 ص299 وراجع: نيل الأوطار ج3 ص305 وسنن ابن ماجة ج1 ص345 و 524 وسنن أبي داود ج1 ص236 وإمتاع الأسماع ج10 ص296 وج11 ص65 وسبل الهدى والرشاد ج3 ص133 وج12 ص356= = و 368 و 444 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص529 والجامع لأحكام القرآن ج17 ص4 والبداية والنهاية ج5 ص286 و 296 وميزان الإعتدال للذهبي ج2 ص99 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص522 وكشف الخفاء ج1 ص167 وفيض القدير ج2 ص111 والجامع الصغير ج1 ص380 وعون المعبود ج3 ص261 وفضل الصلاة على النبي "صلى الله عليه وآله" للجهضمي ص16.
([306]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص355 عن جمال الدين الأردبيلي الشافعي في كتابه: الأنوار في أعمال الأبرار، وعن التذكرة للقرطبي، وعن عبد القاهر بن طاهر البغدادي في فتاويه.. وراجع: منهج الرشاد لمن أراد السداد للشيخ جعفر كاشف الغطاء ص565 عن القرطبي، وتنوير الحلك للسيوطي ص15.
([307]) الخرائج والجرائح ج1 ص441 و442 وأشار في هامشه إلى المصادر التالية: كشف الغمة ج2 ص429 وإثبات الهداة ج6 ص319 والبحار ج50 ص270 وحلية الأبرار ج2 ص502 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص526 ومدينة المعاجز (ط حجرية) ص574 والصراط المستقيم ج2 ص207 و208 والفصول المهمة ص269 ونور الأبصار ص184 والصواعق المحرقة ص124 ومفتاح النجا ص189 ورشفة الصادي ص196 وجواهر العقدين ص396. وراجع: إحقاق الحق ج12 ص264 ـ 266 عن بعض المصادر المتقدمة.. وراجع: الثاقب في المناقب ص575 وينابيع المودة ج3 ص131 و190 و306 ووفيات الأئمة ص405.
([308]) المزار للمفيد ص32 و33 وكامل الزيارات ص38 و90 وفرحة الغري ص73 و74 و101 وتهذيب الأحكام ج6 ص23 ووسائل الشيعة ج14 ص385 (ط مؤسسة آل البيت)، والغارات ج2 ص854 والأنوار العلوية ص430، والجواهر السنية ص46 والبحار ج11 ص268 و333 وج13 ص127 و129 و130 وج22 ص293 وج55 ص171 وج57 ص208 وج79 ص66 و67 وج97 ص131 و258 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص102 ومسند الإمام الرضا ج1 ص63 و64 ومستند الشيعة ج3 ص286 جواهر الكلام ج4 ص344، ومستدرك وسائل الشيعة ج2 ص310 وتفسير العياشي ج2 ص145 و146 وقصص الأنبياء للجزائري ص93.
([309]) الخصال ص205 وعلل الشرائع للصدوق ج1 ص296 وقصص الأنبياء للراوندي ص138 وقصص الأنبياء للجزائري ص291 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص162 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص834 والبحار ج13 ص127 وج55 ص172 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص102 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص394 والذكرى ص65 وأمل الآمل ج1 ص12 وجامع المقاصد ج1 ص401 وروض الجنان ص220 ومجمع الفائدة والبرهان ج3 ص504 والمزار ص221 = = ومصباح الفقيه (ط.ق) ج1 ق2 ص430 والتفسير الصافي ج3 ص51 وجواهر الكلام ج4 ص344 وراجع: جامع أحاديث الشيعة ج3 ص394.
([310]) الأمالي للطوسي ص326 والبحار ج45 ص394 والعوالم للشيخ عبد الله البحراني ص724، ومستدرك سفينة البحار ج8 ص386 وراجع: مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهانى ص396.
([311]) البحار ج97 ص131.
([312]) البحار ج44 ص287 و288، والعوالم ص541، والغدير ج2 ص235 و 236 والجوهرة في نسب الإمام علي وآله للبري ص48 ومثير الأحزان لابن نما الحلي ص64 والمجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة للسيد شرف الدين ص146.
([313]) راجع: بصائر الدرجات ص463 و 464 ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص191 والبحار ج22 ص550 وج27 ص299 وتفسير نور الثقلين ج4 ص394 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص122 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص302 والذكرى للشهيد الأول ج2 ص90.
([314]) قد دلت على ذلك بعض الأحاديث، فراجع الحديث الذي يصرح فيه برفع العظم، واللحم، والروح إلى السماء، وهو الآتي في ضمن القسم الثاني من الأحاديث التي ذكرت رفع أجساد الأنبياء والأوصياء إلى السماء..
([315]) المزار للمفيد ص193 و (دار المفيد) ص224 وعن كنز الفوائد للكراجكي ص258 حديث 16 والبحار ج97 ص131 وج18 ص298.
([316]) البحار ج42 ص292 والأنوار العلوية ص386.
([317]) المزار للمفيد ص192 والبحار ج42 ص214 و236 وتهذيب الأحكام ج6 ص106 وإثبات الهداة ج5 ص2 وفرحة الغري (منشورات الرضي ـ قم ـ إيران) ص30 و (نشر مركز الغدير للدراسات الإسلامية) ص60 وعن المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص482 و483.
([318]) فرحة الغري (منشورات الرضي ـ قم ـ إيران) ص34 و (نشر مركز الغدير للدراسات الإسلامية) ص62 والبحار ج42 ص215 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص403 والغارات للثقفي ج2 ص846 ومستدرك الوسائل ج2 ص332.
([319]) فرحة الغري ص35 و (نشر مركز الغدير للدراسات الإسلامية) ص64 والبحار ج42 ص216 ح17 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج2 ص348.
([320]) البحار ج18 ص298 وج26 ص303 وج97 ص131 وكنز الفوائد للكراجكي ص258 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص517.
([321]) الكافي ج4 ص567 والمزار للمفيد ص189 و (ط دار المفيد) ص221 وبصائر الدرجات ص465 وكامل الزيارات ص329 و330 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص345 وتهذيب الأحكام ج6 ص106 وتفسير نور الثقلين ج5 ص119 ومنتقى الجمان ج1 ص318 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص259 والبحار ج11 ص67 وج22 ص550 وج27 ص299 و300 وج97 ص129 و130 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج10 ص254.
([322]) البحار ج97 ص130 وتهذيب الأحكام ج6 ص106 والمزار ص189 و (ط دار المفيد) ص220 وتفسير نور الثقلين ج5 ص119 ومستدرك سفينة البحار ج1 ص121.
([323]) كامل الزيارات ص438 و201 والبحار ج27 ص300 وج44 ص292 ومقاتل الطالبيين ص428 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج10 ص397 ومستدرك الوسائل ج10 ص230 ومدينة المعاجز ج4 ص217 والعوالم (المجلد الخاص بالإمام الحسين) ص534 وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص261 و 555.
([324]) الآية 84 من سورة الزخرف.
([325]) الآية 84 من سورة الزخرف.
([326]) راجع: حياة الصحابة ج1 ص420 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص53 والبحار ج28 ص326 وقاموس الرجال ج12 ص108 وفتح الباري ج12 ص135 والسقيفة للمظفر ص97 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص182 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص275.
([327]) راجع: نهاية الإرب ج8 ص168 وعيون الأخبار لابن قتيبة ج2 ص233 والعقد الفريد (ط دار الكتاب العربي) ج4 ص258 والأدب في ظل التشيع ص24 نقلاً عن البيان والتبيين للجاحظ.
([328]) راجع: تاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج3 ص220 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص457 والإمامة والسياسة (ط الحلبي بمصر) ص14 و 15 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص38 وج6 ص7 و 8 و 9 و 11 والإمام الحسين للعلايلي ص186 و 290 وغيرهم.. وراجع: الإحتجاج ج1 ص92 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص194 والبحار ج28 ص181و 325 و 345 وج44 ص55 و 64 والكامل في التاريخ ج2 ص329 و 330 و الامامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج1 ص14 و 15 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص24 و 25 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج4 ص285.
([329]) راجع: العثمانية للجاحظ ص200 والمجموع للنووي ج15 ص353 والشرح الكبير لابن قدامه ج6 ص232 وكشاف القناع للبهوتي ج4 ص347 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص318 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص19 والسنن الكبرى لبيهقي ج6 ص166 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص47 و 256 ولسان العرب ج4 ص538 وتاج العروس ج7 ص186 وشرح النهج للمعتزلي ج18 ص416 والفايق في غريب الحديث ج1 ص150
([330]) راجع: الصواعق المحرقة ص6 والطرائف لابن طاووس ص400 والصوارم المهرقة ص59 و 190 والبحار ج34 ص377 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص313 وج9 ص325 وفتح الباري ج12 ص135 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص86 والتفسير الكبير للرازي ج3 ص147 والإحكام لابن حزم ج7 ص988 والمحصول للرازي ج2 ص357 وج4 ص322 و 368 و 383 وج6 ص51 والإحكام للآمدي ج2 ص203 و 211 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص339.
([331]) راجع: تفسير البحر المحيط ج4 ص314 والعبر وديـوان المبـتـدأ والخبر ج1 = = ص194. وراجع: الطرائف ص483 والصوارم المهرقة ص73 والبحار ج28 ص383 وج29 ص378 وج31 ص76 و 81 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص391 والغدير ج5 ص364 وج7 ص231 وج10 ص9 وعمدة القاري ج16 ص246 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص115 و 285 والإستيعاب لابن عبد البر ج2 ص568 وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص265 والمحصول للرازي ج4 ص322 وأسد الغابة ج2 ص246 والأعلام للزركلي ج3 ص73 والعثمانية للجاحظ ص217 والوافي بالوفيات ج15 ص58 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص186.
([332]) راجع: العبر وديوان المبتدأ والخبر ج1 ص194.
([333]) راجع: البداية والنهاية ج9 ص54. و (ط دار إحياء التراث العربي) ج9 ص66.
([334]) راجع: النزاع والتخاصم ص28 و (ط أخرى) ص71 وشرح النهج للمعتزلي ج7 ص159 ومروج الذهب ج3 ص33 والفتوح لابن أعثم ج8 ص95 و (ط دار الأضواء) ج8 ص339 ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان ج6 ص102 وسير أعلام النبلاء ج6 ص79.
([335]) راجع: العقد الفريد ج2 ص120 الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) للكميت ص32 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص566.
([336]) راجع: الطرائف ص28 والغدير ج10 ص167 وقاموس الرجال ج12 ص183 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه السلام" لابن الدمشقي ج2 ص249.
([337]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج4 ص43 والتعجب للكراجكي ص54 والبحار ج29 ص609 وج34 ص406 والمراجعات للسيد شرف الـديـن ص340 = = والنص والإجتهاد ص21 ونهج الإيمان لابن جبر ص384 وشرح النهج للمعتزلي ج18 ص416 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص111.
([338]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج13 ص218 (7218) والبيهقي في الدلائل ج7 ص222 ومسلم في الإمارة باب الإستخلاف ج3 ص1454 (11). وراجع: الإقتصاد للطوسي ص208 والرسائل العشر للطوسي ص123 والكافئة للمفيد ص46 وكتاب الأربعين للشيرازي ص566 والبحار ج30 ص143 وج31 ص386 والغدير ج10 ص9 ومسند أحمد ج1 ص43 وصحيح البخاري ج8 ص126 والمستدرك للحاكم ج3 ص95 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص148 وعمدة القاري ج24 ص279 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص42 وصحيح ابن حبان ج10 ص331 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص185 وج17 ص220 وكنز العمال ج5 ص734 وتمهيد الأوائل للباقلاني ص508 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص343 والكامل لابن عدي ج5 ص37 وعلل الدارقطني ج2 ص73 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص428 وج44 ص432 و 434 و 435 وسير أعلام النبلاء ج9 ص267 وميزان الإعتدال ج3 ص211 وتاريـخ الأمم والملـوك ج3 ص292 = = والكامل في التاريخ ج3 ص65 والبداية والنهاية ج5 ص270 والعبر وديوان المبتدأ والخبرج1 ص212 وإمتاع الأسماع ج14 ص478 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص497 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص309 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج2 ص115 وج3 ص102.
([339]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 عن البيهقي وقال في هامشه: أخرجه البيهقي ج7 ص223. وراجع: الغدير ج5 ص365 وج8 ص40 ومسند أحمد ج1 ص114 والمستدرك للحاكم ج3 ص104 ومجمع الزوائد ج5 ص175 وتحفة الأحوذي ج6 ص396 وكنز العمال ج5 ص655 وضعفاء العقيلي ج1 ص178 وعلل الدارقطني ج4 ص 86 و 87 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص291 و 292 وكتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي ص46 و البداية والنهاية ج5 ص271.
([340]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 عن البخاري، وابن جرير، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه البخاري في المغازي حديث (4447) والبيهقي في الدلائل ج7 ص224.
([341]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 عن البخاري، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه البخاري في الوصايا وفي مرض النبي "صلى الله عليه وآله" ومسلم ج3 ص1257 (19) وأحمد ج6 ص32 والبيهقي في الدلائل ج7 ص226. وراجع: ذخائر العقبى ص204 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج5 ص141 و السنن الكبرى ج8 ص149 وعمدة القاري ج18 ص69 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص31 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص245 والتاريخ الكبير للبخاري ج5 ص178 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص423 و 424 وتاريخ الأمم والملوك ج2 = = ص436 والكامل في التاريخ ج2 ص321 و البداية والنهاية ج5 ص247 وإمتاع الأسماع ج14 ص480 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص450 والنزاع والتخاصم للمقريزي ص77.
([342]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 و 310 عن البخاري، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه البخاري، باب ذمة المسلمين، وفي باب إثم من عاهد ثم غدر، وعن أحمد ج1 ص81 وعن أبي داود في المناسك ج2 ص216 والبيهقي في الدلائل ج7 ص227 و 228. وصحيح البخاري ج8 ص144 وصحيح مسلم ج4 ص115 و 217 وسنن الترمذي ج3 ص297 وعمدة القاري ج25 ص38 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص391 ومسند أبي يعلى ج1 ص228 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج7 ص33 ورياض الصالحين للنووي ص695 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج2 ص35.
([343]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص310 عن أبي داود في المناسك ج2 ص216 (2035). وراجع: المحلى لابن حزم ج10 ص354 ومسند أحمد ج1 ص119 وسنن النسائي ج8 ص24 وفتح الباري ج4 ص73 وعمدة القاري ج10 ص232 وعون المعبود ج6 ص13 والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص220 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج4 ص204 وكنز العمال ج14 ص129 وإمتاع الأسماع ج14 ص483.
([344]) راجع: فتح الباري ج7 ص379 وراجع: الفصول المختارة للشريف المرتضى ص56 وكتاب الأربعين للشيرازي ص154 والبحار ج10 ص427 وج28 ص312 و 349 و 358 و 391 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص22 وج6 ص12 والامامة والسياسة لابن قتيبة (بتحقيق الزيني) ج1 ص20 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص31.
([345]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص261 عن الشيخين، وعن ابن سعد، وراجع: صحيح البخاري ج5 ص141 وفتح الباري ج8 ص106 و 107 وعمدة القاري ج18 ص66 و 70 و 71 والمعجم الكبير ج23 ص32 وضعفاء العقيلي ج2 ص250 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص307 والبداية والنهاية ج5 ص260 وإمتاع الأسماع ج14 ص498 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص475 الأمالي للمفيد ص23 ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص172 و 182 والبحار ج22 ص540 و 459 و 542 و ج32 ص595 وج34 ص109 و 147 وج38 ص320 وج43 ص193 وج74 ص397 والمراجعات للسيد شرف الدين ص329 و 330 والكافي ج1 ص459 وروضة الواعظين ص152 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص215 والغدير ج9 ص374 ودلائل الإمامة للطبري (الشيعي) ص138 وشرح نهج للمعتزلي ج10 ص179 و 182 و 265 و 266 وقاموس الرجال ج12 ص324 وكشف الغمة ج2 ص127 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص481 وج25 ص551 وج33 ص385 وعلل الشرائع للصدوق ج1 ص168 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص51 ومستدرك الوسائل ج2 ص495 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص146 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص117 وينابيع المودة ج3 ص436. والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص263 وراجع: ومجمع الزوائد ج1 ص293.
([346]) أي أن محمد بن الحنفية يشبه أباه الذي هو الوصي.
([347]) راجع: شرح نهج البلاغة، (ط دار مكتبة الحياة) ج1 ص553.
([348]) جميع ما تقدم قد ذكره المعتزلي في شرح نهج البلاغة (ط دار مكتبة الحياة ـ سنة 1963م) ج1 ص128 و133 والبحار ج38 ص20 و26 عنه.
([349]) شرح نهج البلاغة ج4 ص227 و228 (ط دار مكتبة الحياة سنة 1964).
([350]) المصدر السابق ج4 ص228.
([351]) المصدر السابق ج2 ص280.
([352]) المصدر السابق ج2 ص283.
([353]) المصدر السابق ج2 ص828 وج1 ص129 و130.
([354]) المصدر السابق ج2 ص828.
([355]) المصدر السابق ج1 ص324 و132.
([356]) المصدر السابق ج3 ص645.
([357]) سبل الهدى والرشاد ج11 ص127 وج12 ص311 عن ابن إسحاق، وأحمد، والبخاري، وابن جرير. وراجع: صحيح البخاري ج8 ص25 وفتح الباري (المقدمة) ص337 وعمدة القاري ج17 ص62 وج24 ص6 وصحيح ابن حبان ج2 ص154 وأضواء البيان للشنقيطي ج5 ص368 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص280 و 281.
([358]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص311. وراجع: خـلاصة عبقـات الأنـوار ج3 = = ص305 وصحيح ابن حبان ج2 ص155 و 157 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص281 و 283 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1073 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص487.
([359]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص311. وراجع: البحار ج28 ص338 ومسند أحمد ج1 ص55 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص23 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص446 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص281 و البداية والنهاية ج5 ص266 والكامل في التاريخ ج2 ص327 والثقات لابن حبان ج2 ص153 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص308 و 311 و 315 وصحيح ابن حبان ج2 ص148 و 155 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص487.
([360]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص312. وراجع: شرح نهج للمعتزلي ج2 ص24 والكامل في التاريخ ج2 ص327 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص305 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1073.
([361]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص312 و 313. وعن الرياض النضرة ج1 ص213.
([362]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص313.
([363]) مسند أحمد ج1 ص56 وصحيح البخاري ج8 ص27 وعمدة القاري ج24 ص8 وصحيح ابن حبان ج2 ص150 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص283 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص446 والكامل في التاريخ ج2 ص327 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص7.
([364]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص313. وراجع: شرح أصول الكافي ج12 ص488.
([365]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص313. وراجع: الكافي ج8 ص343 وشرح أصول الكافي ج12 ص488 والإحتجاج ج1 ص106 والبحار ج28 ص262 و 325 و 326 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص10 و 18 والكامل في التاريخ ج2 ص330 وكنز العمال ج5 ص606 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص182 وتاريخ مدينة دمشق ج10 ص292 وج30 ص275.
([366]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص314 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص64 وفتح الباري ج7 ص25 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص459 وعمدة القاري ج16 ص186 والبحار ج28 ص336 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص482.
([367]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص314. وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص450 والبداية والنهاية ج5 ص269 وج6 ص332 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1075 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص406 وكنز العمال ج5 ص601 والثقات لابن حبان ج2 ص157 والصوارم المهرقة ص63 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص493 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص483.
([368]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص314.
([369]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص314 والعثمانية للجاحظ ص231.
([370]) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص212 والإمامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج1 ص22 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص34 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص224 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص460 وصفة الصفوة ج1 ص261 وشرح النهج للمعتزلي ج16 ص20 وج17 ص156 و 159 وكنز العمال ج5 ص589 وراجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص315. وراجع: الفصول المختارة للشريف المرتضى ص124 والإحتجاج للطبرسي ج2 ص152 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص430 والبحار الأنوار ج10 ص439 وج49 ص280 وج90 ص45 والغدير ج7 ص118 وراجع: تخريج الأحاديث والآثار ج1 ص481 و 482 وتمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل للباقلاني ص476 و 493 والبداية والنهاية ج6 ص334 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص303 و 304.
([371]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص316. وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج30 ص277 والبداية والنهاية ج5 ص269 وج6 ص333 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص494 والمستدرك للحاكم ج3 ص76 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص143 وكنز العمال ج5 ص613 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص10 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص485.
([372]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص317. وراجع: والامامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج1 ص22 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص33 والعثمانية للجاحظ ص235 وتاريخ مدينـة دمشـق ج64 ص345 وطبقـات المحـدثـين بأصبهـان لابن حبـان ج3 = = ص576 وأضواء البيان للشنقيطي ج1 ص31 والغدير ج8 ص40.
([373]) الآية 40 من سورة التوبة.
([374]) عن السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص311 والرياض النضرة ج2 ص203 و 206 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص38 والبداية والنهاية ج5 ص247 و 248 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص267 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص490 والسيرة الحلبية ج2 ص359. وراجع: صحيح ابن حبان ج15 ص298 ومسند الشاميين ج4 ص156 وموارد الظمآن ج7 ص81
([375]) الغدير ج7 ص92 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص49 وج6 ص43 والبحار ج28 ص314 والسقيفة وفدك للجوهري ص46 و 69 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج3 ص225.
([376]) كنز العمال ج5 ص653 و الغدير ج7 ص92 وحديث خيثمة ص134 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص276.
([377]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص319.
([378]) الآية 144 من سورة آل عمران.
([379]) راجع: كنز العمال (ط الهند) ج3 ص3 و 129 وج4 ص53 و (ط مؤسسة الرسالة) ج7 ص244 وعن البخاري ج4 ص152 وعن شرح المواهب للزرقاني ج8 ص280 وذكرى حافظ للدمياطي ص36 وتاريخ الأمم والملوك= = ج3 ص201 وعن الكامل في التاريخ ج2 ص وعن السيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص371 ـ 374 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص178 وج2 ص40 والإحكام لابن حزم ج4 ص581 والطرائف لابن طاووس ص452 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص114 والمعجم الكبير ج7 ص57 والبداية والنهاية ج5 ص242 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص156 والمواهب اللدنية ج4 ص544 و 546 وروضة المناظر لابن شحنة (مطبوع بهامش الكامل) ج7 ص64 وإحياء العلوم ج4 ص433. وراجع: إحقاق الحق (الأصل) ص238 و 287 وكتاب الأربعين للشيرازي ص547
([380]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص315. وراجع: الفصول المختارة للشريف المرتضى ص243 والبحار ج30 ص592 وتخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ج2 ص406 وكنز العمال ج5 ص600 والثقات لابن حبان ج2 ص156 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص450 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص268 وج6 ص332 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1074 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص492.
([381]) ديوان حافظ إبراهيم ج1 ص81.
([382]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص246 و 302 وراجع: زهر الربي على المجتبى ج1 ص253 و 254 وعون المعبود ج2 ص77 وشرح مسلم للنووي ج5 ص122 وإرشاد الساري ج1 ص493.
([383]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص246 ووفاء الوفاء ج 4 ص1261.
([384]) راجع: معجم البلدان ج4 ص166 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص260 وراجع: السنن الكبرى ج 1 ص 440 وعمدة القاري ج 5 ص 37 عنه، وصحيح البخاري ج 4 ص 170 وفتح الباري ج 2 ص 23 ووفاء الوفاء ج 1261.
([385]) الآية 144 من سورة آل عمران.
([386]) الآية 30 من سورة الزمر.
([387]) البداية والنهاية ج5 ص243 و (نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت) ج5 ص213 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص263 وشرح المواهب للزرقاني ج8 ص281 والغدير ج7 ص184 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص481 وراجع: كنز العمال ج7 ص245.
([388]) عيون الأثر ج2 ص433 والغدير ج7 ص185 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص354.
([389]) شرح المقاصد ج5 ص282.
([390]) راجع: كنز العمال ج7 ص159 و (ط مؤسسة الرسالة) ج7 ص230 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص312 وحياة الصحابة ج2 ص84.
([391]) الجامع لأحكام القرآن ج4 ص222وعن السيرة الحلبية ج3 ص354 والغدير ج7 ص213. وراجع: الفتح المبين لدحلان (بهامش سيرته النبوية) ج1 ص123 ـ 125 والوافي بالوفيات ج1 ص66.
([392]) راجع: الجامع لأحكام القرآن ج4 ص143 والسيرة الحلبية ج3 ص354. وراجع: الوافي بالوفيات ج1 ص66.
([393]) السقيفة للشيخ محمد رضا المظفر "رحمه الله" (نشر مكتبة الزهراء ـ قم ـ إيران) ص120 و 121.
([394]) راجع: أنساب الأشراف (ط دار المعارف) ج1 ص581 و (ط دار الفكر) ج2 ص262، وقاموس الرجال ج10 ص183 عنه.
([395]) الإستيعاب ج1 ص576 وأسد الغابة ج2 ص370 ومجمع الزوائد ج9 ص60 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص416 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص25 والمجموع للنووي ج5 ص212 والإصابة ج2 ص85 وتاريخ الخلفاء ص100 عن ابن سعد والبزار.
([396]) الغدير ج7 ص281 ـ 285.
([397]) الجامع الصحيح للترمذي ج5 ص550 ومستدرك الحاكم ج2 ص616 ودلائل النبوة لأبي نعيم ج1 ص53 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص24 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص4 و 8 ومختصر تاريخ دمشق ج2 ص6 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص278 والبداية والنهاية ج2 ص284 عن الخرائطي وغيره، وعيون الأثر ج1 ص63 والمواهب اللدنية ج1 ص187.
([398]) الروض الأنف ج1 ص221 وإمتاع الأسماع ج8 ص182 وعيون الأثر ج1 ص64 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص121 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص278 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص9 والبداية والنهاية ج2 ص285 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج2 ص289 وج6 ص311 وشرح المواهب اللدنية ج1 ص196 والبحار ج15 ص369 وعيون الأثر ج1 ص61 وأسد الغابة ج1 ص15 والكامل في التاريخ ج2 ص37 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج1 ص34.
([399]) الرياض النضرة ج1 ص160 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص25 وتاريخ الخلفاء ص99 وعن تاريخ خليفة بن خياط، وأحمد، وابن عساكر، والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج2 ص226 والغدير ج7 ص270. وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.
([400]) راجع: المعارف لابن قتيبة ص172 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص564 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص216 وج2 ص155 والإستيعاب ج1 ص335 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج1 ص205 والكامل في التاريخ ج2 ص75 وأسد الغابة ج3 ص223 وعيون الأثر ج1 ص64 والسيرة الحلبية ج3 ص367 والإصابة ج2 ص341 و 344 ومجمع الزوائد ج9 ص60 ومرآة الجنان ج1 ص56 و 69.
([401]) راجع: تهذيب الكمال للمزي ج14 ص227 وسير أعلام النبلاء ج2 ص97 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج26 ص282.
([402]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص313 عن أحمد، ومجمع الزوائد ج5 ص191 ومسند أحمد ج1 ص5 وكنز العمال ج5 ص638 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص273 والبداية والنهاية ج5 ص268 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص491 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص482.
([403]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص20 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص123 وعن والموفقيات للزبير بن بكار ص579.
([404]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص443 والبحار ج28 ص311 و 338 والغدير ج7 ص78 والكامل في التاريخ ج2 ص325 وشرح نهج للمعتزلي ج2 ص22 والإكمال في أسماء الرجال ص82.
([405]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص317. وراجع الرياض النضرة ج 1 ص 241 وتاريخ الخميس ج2 ص169 وراجع: المسترشد للطبري ص379 و 378 وإثبات الهداة ج2 ص383.
([406]) راجع: دلائل الإمامة ص116 والإحتجاج ج1 ص137 والطرائف لابن طاووس ص265 والبحار ج29 ص225 و 238 و 275 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص417 والسقيفة وفدك للجوهري ص143.
([407]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص311 وقال في هامشه: أخرجه البيهقي في الدلائل ج7 ص229 وابن كثير في البداية ج5 ص252 وانظر ترجمة حماد في الميزان ج1 ص598 والبخاري في التاريخ ج3 ص28 والضعفاء للعقيلي ج1 ص308 والمجروحون لابن حبان ج1 ص252 وأنساب الأشراف للبلاذري (ط دار المعارف) ج1 ص583 و (ط دار الفكر) ج2 ص264 وراجع: السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1071 وراجع: صحيح البخاري ج8 ص27 ومسند أحمد ج1 ص55 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص142و تاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص6 والكامل في التاريخ ج2 ص327 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص446 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص282 والثقات لابن حبان ج2 ص154 وشرح نهج للمعتزلي ج2 ص23 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص488 والمصنف للصنعاني ج5 ص442 وعمدة القاري ج24 ص7 والصوارم المهرقة ص56 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص302 و 308 .
([408]) المواقف الإيجي ج3 ص590 و 594 وكتاب الإرشاد للجويني ص357 والجامع لأحكام القرآن ج1 ص186. وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص391 وشرح المواقف للقاضى الجرجانى ج8 ص352 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج2 ص339 والبحار ج28 ص363 والغدير ج7 ص141.
([409]) الأحكام السلطانية ج2 ص6 و 7. وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج 9 ص 49 وتفسير الآلوسي ج28 ص24 والجمل للمفيد ص92 وكشف الغمة ج3 ص69 وصول الأخيار إلى أصول الأخبار لوالد البهائي العاملي ص74 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص472 والإرشاد للمفيد ج2 ص259 ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهانى ص375 ومستدرك الوسائل ج13 ص141 وكتاب الأربعين للشيرازي ص396 وروضة الواعظين ص225.
([410]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص458 والكامل في التاريخ ج2 ص331.
([411]) راجع: الإمامة والسياسة لابن قتيبة (بتحقيق الزيني) ج1 ص16 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص26 والبحار ج28 ص354.
([412]) راجع: أسد الغابة ج1 ص92 والإصابة ج1 ص49 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص292.
([413]) راجع: أسد الغابة ج1 ص92 والغدير ج11 ص108.
([414]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج6 ص19 عن الموفقيات ص578 والرياض النضرة ج1 ص164 وتاريخ الخميس ج 1 ص188.
([415]) راجع: البيان والتبيين ج3 ص181 وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص457 والبحار ج28 ص335 والكامل في التاريخ ج2 ص329.
([416]) راجع: الإحتجاج للطبرسي ج1 ص92 والبحار ج28 ص181 و 345 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص9 والسقيفة وفدك للجوهري ص60 و تاريخ الأمم والملوك ج2 ص457 والإمامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج1 ص15 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص25 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج3 ص188.
([417]) مروج الذهب ج2 ص301 والعقد الفريد ج4 ص259 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص131 وأسد الغابة ج3 ص222 وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج3 ص208 والكامل في التاريخ ج2 ص325 و 331 وتاريخ اليعقوبي (ط الغري) ج2 ص103 و 105وسمط النجوم العوالي ج2 ص244 والسيرة الحلبية (ط البهية بمصر) ج3 ص356 والمختصر لأبي الفداء ج1 ص156. وراجع: الرياض النضرة ج1 ص167 وتاريخ الخميس ج1 ص188 وابن عبد ربه ج3 ص64 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص156 وابن شحنة (بهامش الكامل) ج11 ص112 والجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد ج2 ص130 ـ 134.
([418]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج1 ص219 وج6 ص9 و 11 و 19 و 40 و 47 و 48 و 49.
([419]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج2 ص50 وج6 ص47 وأنساب الأشراف البلاذري ج1 ص590 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص314 عنه. وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص154 والمراجعات للسيد شرف الدين ص337 والسقيفة وفدك للجوهري ص46.
([420]) راجع: صحيح البخاري (كتاب الحدود، باب رحم الحبلى من الزنا إذا أحصنت) (ط محمد علي صبيح) ج8 ص209 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص23 و 26 و 29 وج6 ص47 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الجيل) ج4 ص226 والنهاية لابن الأثير ج3 ص466 وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف بمصر) ج3 ص305 والكامل في التاريخ ج2 ص327 ولسان العرب ج2 ص371 وتاج العروس ج1 ص568 والصواعق المحرقة (ط المحمدية) ص8 و 12 و 34 و 36 وتاريخ الخلفاء ص67 والسيرة الحلبية ج3 ص360 و 363 ومسند أحمد ج6 ص55 وأنساب الأشراف ج5 ص15 والرياض النضرة ج1 ص161 وتيسير الوصول ج2 ص42 و 44 وتمام المتون للصفدي ص137 والملل والنحل (ط دار المعرفة) ج1 ص22 والتمهيد للباقلاني ج1 ص116.
([421]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص318. والفايق في غريب الحديث للزمخشري ج3 ص50.
([422]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص312. وراجع: الطرائف لابن طاووس ص483 ومسنـد أحمـد ج1 ص56 وصحيح البخـاري ج8 ص27 والسنن الكـبرى = = للبيهقي ج8 ص142 وفتح الباري ج7 ص24 وج12 ص135 و 136 وعمدة القاري ج24 ص11 والمصنف للصنعاني ج5 ص443 وصحيح ابن حبان ج2 ص150 وكنز العمال ج5 ص646 والثقات لابن حبان ج2 ص155 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص282 و 285 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص446 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص7 والبداية والنهاية ج5 ص267 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1073 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص488 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص480.
([423]) سبل الهدى والرشاد ج12 ص312. وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.
([424]) البحار ج28 ص325 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص38. وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.
([425]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص137 وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص117 و 118 وإثبات الهداة ج2 ص359 و 367 و 368 والعقد الفريد ج4 ص268 والإيضاح لابن شاذان ص161 والإمامة والسياسة ج1 ص18 وسير أعلام النبلاء (سير الخلفاء الراشدين) ص17 ومجموع الغرائب للكفعمي ص288 ومروج الذهب ج1 ص414 وج2 ص301 وشرح النهج للمعتزلي الشافعي ج1 ص130 وج17 ص168 و 164 وج6 ص51 وج2 ص47 و 46 وج20 ص24 و 17 وميزان الإعتدال ج3 ص109 وج2 ص215 والإمامة (مخطوط، توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت) ص82 ولسان الميزان ج4 ص189 وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج3 ص430 وكنز العمال ج3 ص125 وج5 ص631 و 632 والرسائل الإعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص470 و 471 ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج2 ص171 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص62 وضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق3 ص90 و 108 عن العديد من المصادر، والنص والإجتهاد ص91 والسبعة من السلف ص16 و 17 والغدير ج7 ص170 ومعالم المدرستين ج2 ص79 وعن تاريخ ابن عساكر (ترجمة أبي بكر)، ومرآة الزمان، وراجع: زهر الربيع ج2 ص124 وأنوار الملكوت ص227 والبحار ج30 ص123 و 136 و 138 و 141 و 352 ونفحات اللاهوت ص79 وحديقة الشيعة ج2 ص252 وتشييد المطاعن ج1 ص340 ودلائل الصدق ج3 ق 1 ص32 والخصال ج1 ص171 ـ 173 وحياة الصحابة ج2 ص24 والشافي للمرتضى ج4 ص137 و 138 والمغني لعبد الجبار ج20 ق 1 ص340 و 341 ونهج الحق ص265 والأمـوال لأبي عبيد ص194 (وإن لم = = يصرح بها)، ومجمع الزوائد ج5 ص203 وتلخيص الشافي ج3 ص170 وتجريد الإعتقاد لنصير الدين الطوسي ص402 وكشف المراد ص403 ومفتاح الباب (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق) ص199 وتقريب المعارف ص366 و 367 واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد ص302 ومختصر تاريخ دمشق ج13 ص122 ومنال الطالب ص280.
([426]) راجع: الأموال ص174 والعقد الفريد ج4 ص93 ومروج الذهب ج2 ص317 والإمامة والسياسة ج1 ص24 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص429 وراجع: ضعفاء العقيلي ج3 ص420 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص324.
([427]) الآية 55 من سورة المائدة.
([428]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص309 وفي هامشه عن: البخاري ج13 ص218 (7218) والبيهقي في الدلائل ج7 ص222 ومسلم في الإمارة، باب الإستخلاف ج3 ص1454 (11)، وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.
([429]) راجع: سنن ابن ماجة ج1 ص519 وإمتاع الأسماع ج14 ص482 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص261 وعمدة القاري ج14 ص31 وشرح مسلم للنووي ج11 ص88 وصحيح مسلم ج5 ص75 وصحيح البخاري ج3 ص186 ومسند أحمد ج6 ص32 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص286 وشرح أصول الكافي ج6 ص114 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص361.
([430]) مسند أحمد ج1 ص56 والعقد الفريد ج4 ص86 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص222 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص459 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص339 والرياض النضرة ج1 ص162 و 164 والسيرة الحلبية ج3 ص359 و (ط دار المعرفة) ج3 ص482. وراجع: البحار ج28 ص336.
([431]) تاريخ الأمم والملوك ج3 ص222 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص459 والسيرة الحلبية ج3 ص359 والشافي في الامامة للشريف المرتضى ج3 ص190 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص68 والغدير ج5 ص369 وج7 ص76.
([432]) مسند أحمد ج1 ص56 والبيان والتبيين ج3 ص198 والعقد الفريد ج4 ص86 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص339 والإمامة والسياسة ج1 ص15 وعن صحيح البخاري ج6 ص256 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص220 و 223 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص457 والكامل في التاريخ ج2 ص330 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص339 والرياض النضرة ج1 ص202 و 204 والبداية والنهاية ج5 ص246 وج7 ص142 وعن صفة الصفوة ج1 ص256 وتيسير الوصول ج2 ص45 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص38 وج6 ص9 والسيرة الحلبية ج3 ص358 والبحار ج28 ص325
([433]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص40 والغدير ج7 ص76.
([434]) الإمامة والسياسة لابن قتيبة (بتحقيق الزيني) ج1 ص17 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص27 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص222 والكامل في التاريخ ج2 ص331 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص39 والغـديـر ج7 ص76 والسيرة = = الحلبية ج3 ص359 و (ط دار المعرفة) ج3 ص483 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج3 ص191.
([435]) الغدير ج3 ص253 وج7 ص76 والسقيفة وفدك للجوهري ص39 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص221 وج2 ص44 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص449 والكامل في التاريخ ج2 ص326.
([436]) الإمامة والسياسة ج1 ص18 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص203 والرياض النضرة ج1 ص207 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص174 وج2 ص156 وج6 ص11 و 47 والأمالي للمفيد ص49 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص95 والبحار ج28 ص184.
([437]) الصوارم المهرقة ص58 وكتاب الأربعين للشيرازي ص146 وكتاب الأربعين للماحوزي ص266 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص174.
([438]) الغدير ج5 ص368 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص174 وكتاب الأربعين للماحوزي ص266.
([439]) العقد الفريد ج4 ص87 وتاريخ أبي الفداء ج1 ص156 وأعلام النساء ج4 ص114 وراجع: روضة المناظر ج1 ص189 حوادث سنة 11 والطرائف لابن طاووس ص239 والبحار ج28 ص339 والغدير ج7 ص77 ونهج السعادة للمحمودي ج5 ص272 ومجمع النورين للمرندي ص246 و نهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي ص271 وإحقاق الحق (الأصل) ص228 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج25 ص544. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص250 وسير أعلام النبلاء (سيرة الخلفاء الراشدين) ص26 والرياض النضرة ج1 ص241.
([440]) تاريخ الطبري ج3 ص202 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص443 والإمامة والسياسة ج1 ص19 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص56 وج6 ص48 وأعلام النساء ج4 ص114 والسقيفة وفدك للجوهري ص53 و 73 والطرائف للسيد ابن طاووس ص238 وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص402 وكتاب الأربعين للشيرازي ص151 و 155 والبحار ج28 ص315 و 321 والغدير ج5 ص369 و 371 وج7 ص77 و 86.
([441]) راجع كتابنا: مأساة الزهراء ج2 ص132 ـ 143.
([442]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص137 وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص117 و 118 وإثبات الهداة ج2 ص359 و 367 و 368 والعقد الفريد ج4 ص268 والإيضاح لابن شاذان ص161 والإمامة والسياسة ج1 ص18 وسير أعلام النبلاء (سير الخلفاء الراشدين) ص17 ومجموع الغرائب للكفعمي ص288 ومروج الذهب ج1 ص414 وج2 ص301 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص130 وج 17 ص168 و 164 وج6 ص51 وج2 ص47 و 46 وج20 ص24 و 17 وميزان الإعتدال ج3 ص109 وج2 ص215 والإمامة ص82 (مخطوط) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت. ولسان الميزان ج4 ص189 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص430 (ط المعارف) وكنز العمال ج3 ص125 وج5 ص631 و 632 والرسائل الاعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص470 و 471. ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج2 ص171 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص62 وضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق3 ص 9 و 108 عن العديد من المصادر والنص والإجتهاد ص91 والسبعة من السلف ص16 و 17 والغدير ج7 ص170 ومعالم المدرستين ج2 ص79 وعن تاريخ ابن عساكر (ترجمة أبي بكر) ومرآة الزمان. وراجع زهر الربيع ج2 ص124 وأنوار الملكوت ص227 والبحار ج30 ص123 و 136 و 138 و 141 و 352 ونفحات اللاهوت ص79 وحديقة الشيعة ج2 ص252 وتشييد المطاعن ج1 ص340 ودلائل الصدق ج3 ق1 ص32. والخصال ج1 ص171 و 173 وحياة الصحابة ج2 ص24 والشافي للمرتضى ج4 ص137 و 138. والمغني لعبد الجبار ج20 ق1 ص340 و 341. ونهج الحق ص265 والأموال لأبي عبيد ص194 (وإن لم يصرح بهـا). ومجمع الزوائـد ج5 ص203 وتلخيص الشـافي ج3 ص170 = = وتجريد الإعتقاد لنصير الدين الطوسي ص402 وكشف المراد ص403 ومفتاح الباب (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق) ص199 وتقريب المعارف ص 366 و 367 واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد ص302 ومختصر تاريخ دمشق ج13 ص122 ومنال الطالب ص280.
([443]) الغدير ج7 ص77 ـ 82.
([444]) راجع: الإحتجاج ج1 ص201 ـ 202 والبحار ج28 ص204.
([445]) الإحتجاج ج1 ص212 ـ 213 فما بعدها، والبحار ج28 ص270 ـ 276 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص587 وراجع: تخريج الحديث ج3 ص965 ـ 966 فإنه أشار إلى العديد من المصادر.
([446]) كتاب الرجال للبرقي ص 66 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج19 ص203.
([447]) الخصال ج 2 ص 465 وراجع البحار ج 28 ص 213 ـ 219.
([448]) راجع: اليقين ص 108 و و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ الجزائري) ص335 والبحار ج28 ص214.
([449]) اليقين في إمرة أمير المؤمنين "عليه السلام" ص 108 و 113 و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ الجزائري) ص335 وراجع البحار ج28 ص214 و 215.
([450]) اليقين ص113 و (ط مؤسسة دار الكتاب ـ الجزائري) ص342 والبحار ج28 ص219.
([451]) الإحتجاج ج1 ص200 والبحار ج28 ص202 عنه والصراط المستقيم ج2 ص82 عن كتاب إبطال الإختيار، بسنده عن أبان بن عثمان، عن الإمام الصادق "عليه السلام"، وكتاب الأربعين للشيرازي ص243 والبحار ج28 ص202 ونهج الإيمان لابن جبر ص586 والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج2 ص334.
([452]) تاريخ الأمم والملوك (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم) ج 3 ص 222 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص458 وتلخيص الشافي ج 3 ص 66 والبحار ج 28 ص 335 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج3 ص190.
([453]) الكامل في التاريخ ج 3 ص331 وراجع: البحار ج28 ص326 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص40.
([454]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 2 ص 40 والبحار ج 28 ص 326 عنه.
([455]) الجمل للشيخ المفيد ص119 و (ط مكتبة الداوري) ص59.
([456]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص219 والبحار ج28 ص286 وكتاب سليم بن قيس (نشر الهادي) ج2 ص572 وكتاب الأربعين للشيرازي ص147 والسقيفة وفدك للجوهري ص48.
([457]) البحار ج28 ص392.
([458]) الشافي ج 3 ص 243.
([459]) تنقيح المقال ج 1 ص 166.
([460]) بهجة الآمال ج 2 ص 294.
([461]) تاريخ دمشق ج 10 ص 123 وج23 ص452 والبحار ج21 ص107 والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج2 ص128 وكنز العمال ج10 ص510 والإصابة ج1 ص611 وإمتاع الأسماع ج1 ص369 وج7 ص169 و 170 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص219.
([462]) تاريخ دمشق ج 10 ص 123 وتهذيب الكمال ج4 ص54 والوافي بالوفيات ج10 ص78 وج14 ص46.
([463]) راجع: بهجة الآمال للعليَّاري ج 2 ص394 وتنقيح المقال ج 1 ص 166 والصراط المستقيم ج2 ص53 وكتاب الأربعين للشيرازي ص90.
([464]) راجع: تنقيح المقال ج1 ص166 عن حذيفة، والبحار ج28 ص93.
([465]) راجع: الإحتجاج ج1 ص190 و (ط دار النعمان) ج1 ص101 والبحار ج28 ص93 و 374 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص253 والصراط المستقيم ج2 ص53 وكتاب الأربعين للشيرازي ص90 و 163 و 248.
([466]) الإستذكار لابن عبد البر ج8 ص514 أسد الغابة ج 1 ص 176 وتاريخ دمشق ج 10 ص 123 وبهجة الآمال ج 2 ص392 وسنن النبي "صلى الله عليه وآله" للطباطبائي ص142 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص73 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج1 ص185 وإمتاع الأسماع ج2 ص273 وج7 ص164 وسبل الهدى والرشاد ج9 ص356.
([467]) راجع: أسد الغابة ج1 ص 175، والبحار ج 28 هامش ص197وبهجة الآمال ج2 ص392 وقاموس الرجال ج2 ص174وتاريخ دمشق ج10 ص123 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص272.
([468]) راجع: البحار ج28 هامش ص335 و 336.
([469]) راجع: كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص144 والكافي ج8 ص343 والإحتجاج ج1 ص106 والبحار ج28 ص262.
([470]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص38 وقاموس الرجال (ط مركز النشر الإسلامي1410 هـ) ج2 ص289. وراجع: الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر ص82.
([471]) راجع: صحيح البخاري (ط سنة 1309 هـ) ج2 ص116 وصحيح مسلم (مشكول) ج1 ص91 ومسند أحمد ج5 ص384 وسنن ابن ماجة ج2 ص1337 والتراتيب الإدارية ج2 ص251 و 252 وج1 ص220 ـ 223 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص619 وشرح مسلم للنووي ج2 ص179 وعمدة القاري ج14 ص306 وصحيح ابن حبان ج14 ص171 وكنز العمال ج11 ص228 وإمتاع الأسماع ج9 ص346.
([472]) الآية 97 من سورة التوبة.
([473]) الآية 101 سورة التوبة.
([474]) وتفسير النسفي ج2 ص107 والتفسير الكبير الرازي ج16 ص173.
([475]) الدر المنثور ج 3 ص 271 عن ابن المنذر، البحار ج22 ص41 وتفسير مجمع البيان ج5 ص114 وتفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص68 وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص174 وتفسير البيضاوي ج3 ص168 وتفسير أبي السعود ج4 ص97 وفتح القدير للشوكاني ج2 ص401 وتفسير الآلوسي ج11 ص9.
([476]) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج3 ص75 وتفسير البحر المحيط ج5 ص97 وتفسير الثعالبي ج3 ص208.
([477]) الآيات 6 ـ 8 من سورة الضحى.
([478]) الآية 12 من سورة الكهف.
([479]) الآية 31 من سورة محمد.
([480]) إن الذي يرجع لنفسه يرجع لغيره أيضا بنحو وبآخر.. فإنه "صلى الله عليه وآله" أسوة وقدوة، ومثل أعلى، ثم هو ملجأ ووسيلة إلى الله.. احتاج الأنبياء إليه، وتوسلوا به منذ آدم عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام.. فلا بد أن تتجلى كمالاته ومزاياه منذئذ..
([481]) الآيات 2 ـ 4 من سورة النجم.
([482]) البحار ج18 ص277 إلى ص281 وقد تقدمت مصادر ذلك.
([483]) راجع: الإحتجاج ج2 ص248 والفضائل لابن شاذان ص34 والبحار ج15 ص353 وج50 ص82 والغدير ج7 ص38 وج9 ص287 ومسند أحمد ج4 ص66 وج5 ص59 و 379 وسنن الترمذي ج5 ص245 ومستدرك الحاكم ج2 ص609 ومجمع الزوائد ج8 ص223 وتحفة الأحوذي ج7 ص111 وج10 ص56 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص438 والآحاد والمثاني ج5 ص347 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص179 والمعجم الأوسط ج4 ص272 والمعجم الكبير ج12 ص73 وج20 ص353 والجامع الصغير ج2 ص296 وكنز العمال ج11 ص409 و 450 وتذكرة الموضوعات للفتني ص86 وكشف الخفاء ج2 ص129 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص264 عن ابن سعد، ومستدرك سفينة البحار ج2 ص392 و 522 عن كتاب النكاح، وعن فيض القدير ج5 ص69 وعن الدر المنثور ج5 ص184 وفتح القدير ج4 ص267 والطبقات الكبرى ج1 ص148 وج7 ص59 والتاريخ الكبير للبخاري ج7 ص274 وضعفاء العقيلي ج4 ص300 والكامل لابن عدي ج4 ص169 وج7 ص37 وعن أسد الغابة ج3 ص132 وج4 ص426 وج5 ص377 وتهذيب الكمال ج14 ص360 وسير أعلام النبلاء ج7 ص384 وج11 ص110 وج13 ص451 ومن له رواية في مسند أحمد ص428 وتهذيب التهذيب ج5 ص148 وعن الإصابة ج6 ص181= = والمنتخب من ذيل المذيل ص66 وتاريخ جرجان ص392 وذكر أخبار إصبهان ج2 ص226 وعن البداية والنهاية ج2 ص275 و 276 و 392 وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص166 وعن عيون الأثر ج1 ص110 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص288 و 289 و 317 و 318 ودفع الشبه عن الرسول ص120 وسبل الهدى والرشاد ج1 ص79 و 81 و 83 وج2 ص239 وعن ينابيع المودة ج1 ص45 وج2 ص99 و 261.
([484]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص157 واليقين للسيد ابن طاووس ص196 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص68 والبحار ج14 ص475 وراجع: مصادر نهج البلاغة ج3 ص57 و 58 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص197 والغدير ج3 ص240 وسنن النبي "صلى الله عليه وآله" للطباطبائي ص403.
([485]) الأمالي للطوسي ص715 و 716 و (ط دار الثقافة للطباعة) ص707 والبحار ج35 ص35 و 36 و 17 و 18 عن المناقب لابن شهرآشوب، وحلية الأبرار ج2 ص20 ومدينة المعاجز ج1 ص45.
([486]) نفس المصادر السابقة.
([487]) نفس المصادر السابقة.
([488]) البحار ج35 ص17 و 18 وج41 ص274 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص120.
([489]) الأمالي للصدوق (ط مؤسسة الأعلمي سنة 1410هـ) ص99 و (ط مؤسسة البعثة) ص176 ومعاني الأخبار ص62 وغاية المرام ج1 ص170.
([490]) الأمالي للصدوق (مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة) ص194 وكتاب التوحيد للصدوق ص62 وعلل الشرايع (ط سنة 1408 هـ) ج1 ص164 و (منشورات المكتبة الحيدرية) ص135 والجواهر السنية للحر العاملي ص229 ومعاني الأخبار ص62 وروضة الواعظين ص76 و 77 والبحار ج35 ص8 و 9 عنهم، وعن كشف اليقين ص31 و 32 وعن كشف الحق، وبشارة المصطفى ص26 وراجع: الخرايج والجرايح ج1 ص171.
([491]) شرح المواهب اللدنية ج6 ص490 وراجع: فيض القدير ج5 ص467 والغدير ج3 ص138.
([492]) نسيم الرياض ج3 ص11 وراجع: شرح معاني الآثار ج1 ص46 والغدير ج3 ص136 ورسائل في حديث رد الشمس للمحمودي ص19 و 34 و 64.
([493]) الآية 43 من سورة الرعد.
([494]) تفسير القمي ج1 ص367 والتفسير الصافي ج3 ص77 وتفسير نور الثقلين ج2 ص523 وج4 ص88 والبحار ج26 ص160 وينابيع المعاجز ص14.
([495]) بصائر الدرجات ص235 و 236 والكافي ج1 ص229 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص504 والبحار ج23 ص191 وج35 ص433 وج39 ص91 وبشارة المصطفى للطبري ص299 وتفسير نور الثقلين ج2 ص522 والتفسير الصافي ج3 ص77 والتفسير الأصفى ج1 ص609 وتفسير مجمع البيان ج6 ص54 وتفسير جوامع الجامع ج2 ص269 وتفسير العياشي ج2 ص220 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص160 ودعائم الإسلام ج1 ص22 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج27 ص181 و (ط دار الإسلامية) ج18 ص134 وشرح أصول الكافي ج5 ص315 ومستدرك الوسائل ج17 ص334.
([496]) الآية 43 من سورة الرعد.
([497]) بصائر الدرجات ص233 وينابيع المعاجز ص15 والبحار ج26 ص170 وتفسير نور الثقلين ج2 ص524.
([498]) الآية 43 من سورة الرعد.
([499]) الآية 93 من آل عمران.
([500]) الآية 46 من سورة النساء، وراجع الآيتان 13 و 14 من سورة المائدة.
([501]) الآية 40 من سورة النمل.
([502]) الآية 38 من سورة الأنعام.
([503]) الآية 143 من سورة البقرة.
([504]) الآية 41 من سورة البقرة.
([505]) الآية 78 من سورة الحج.
([506]) راجع: الإعتقادات في دين الإمامية للشيخ الصدوق ص70 والبحار ج8 ص70 وج39 ص211 وعيون أخبار الرضا "عليه السلام" ج2 ص272 ومسند الإمام الرضا "عليه السلام" للعطاردي ج1 ص123.