غريب الحديث
ابن سلام ج 4
[ 1 ]
السلسة الجدية من مطبوعات دائرة المعارف العثمانية - 92 / 3) غريب الحديث لابي عبيد القاسم بن سلام الهروي المتوفى سنة 224 ه = 838 م الجزء الثالث طبع باعانة وزارة العمارف للحكومة العالية الهندية الدكتور محمد عبدالمعيد خان أستاذ آداب اللغة العربية بالجامعة العثمانية ومدير دائرة المعارف العثمانية الطبعة الاولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد الدكن الهدى 1385 ه / 1966 م حل الرموز المستعملة في تعاليق المجلد الثالث من غريب الحديث الاصل = مخطوطة غريب الحديث لمكتبة المدرسة المحمدية بمدارس (الهند) ت = جامع الترمذي ج = الجامع الكبير للسيوطي (مخطوطة المكتبة السعيدية) جه = سنن ابن ماجه حم = مسند الامام أحمد بن حنبل رحمه الله خ - صحيح البخاري د = سنن أبي داود دي = مسند الدارمي ر = مخطوطة غريب الحديث للمكتبة الرامفورية ش = شمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري (مخطوطة المكتبة الاصفية) ط = الموطأ للامام مالك رحمه الله ل = مخطوطة غريب الحديث المحفوظة في ليدن م = صحيح مسلم مص = مخطوطة غريب الحديث للمكتبة الازهرية (بمصر) ن = سنن النسائي بسم الله الرحمن الرحيم أحاديث (1) الزبير (*) بن العوام (2) رضي الله عنه (3) وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث الزبير [ بن العوام - (4) ] [ رحمة الله عليه - (5) ] أنه خاصم رجلا من الأنصار في سيول شراج الحرة إلى النبي (1) في ر ومص: حديث. (*) الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الاسدي أبو عبد الله حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية بنت عبد المطلب أسلم وله 12 سنة أحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من سل سيفا في سبيل الله وشهد بدرا وما بعدها وهاجر الهجرتين شهد الجابية مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل: كان في صدره أمثال العيون من الطعن والرمى. وجعله عمر رضي الله عنه في من يصلح للخلافة بعده كان طويلا تخط رجلاه الارض إذا ركب وكان خفيف اللحية أسمر اللون روى له البخاري ومسلم 38 حديثا. قتلة ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادي السباع (على سبعة فراسخ من البصرة (سنة 36 وهو ابن ست أو سبع وستين سنة. (الاصابة) 2 / 5 تهذيب التهذيب 3 / 318 صفة الصفوة 1 / 132). (2 - 2) ليس في ل ور. (3) من ل ور ومص. (4) من ل ور. (5) من مص. (*)
[ 2 ]
صلى الله عليه وسلم، فقال: يا زبير احبس الماء حتى يبلغ الجدر (1). قال الأصمعي: الشراج مجاري الماء من الحرار إلى السهل، واحدها شرج (2) وقال أبو عمرو مثل ذلك أو نحوه. قال الأصمعي: وأما التلاع فإنها مجاري أعلى الأرض إلى بطون الأودية، واحدتها تلعة وكان أبو عبيدة يقول: التلعة قد تكون ما ارتفع من الأرض وتكون ما انحدر، وهذا عنده من الأضداد. قال أبو عبيد: وأما الجدر فهو الجدار (3) ومنه قول ابن عباس [ رحمه الله - (4) ] حين سئل عن الحطيم فقال: هو الجدر. فيقول: احبس الماء في أرضك حتى ينتهي إلى الجدار ثم أرسله إلى من هو أسفل منك (5) (1) زيد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثنيه حجاج عن ابن جريج عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الله بن الزبير - الحديث في (خ) تفسير سورة (4: 12 والفائق 9 / 652. وفيه (الشراج) هي جمع شرجة أو شرج وهو المسيل). وفيه أيضا (الجدر والجدر ما رفع من اعضاد المزرعة ليمسك الماء كالجدار. (2) بهامش الاصل (شرج - بفتح الشين وسكون الراء - تمت ش). (3) وفي المغيث ص 122 (الجدر ههنا المسناة وهي للارضين كالجدار للدار وقيل: الجدر الجدار وقيل: أصل الجدار ورواه بعضهم حتى يبلغ الجدئر وهو جمع جدار وبعضهم يرويه الجذر - بالذال المعجمة يريد مبلغ تمام الشرب من جذر الحساب والجذر بفتح الجيم وكسرها وبالذال المعجمة أصل كل شئ والمحفوظ بالدال المبهمة). (4) من مص. (5) ليس في ر وومص. (*)
[ 3 ]
وفي هذا الحديث من الفقه أنه قضى في الماء إذا كان مشتركا بين قوم أنه يمسك الأعلى حتى يبلغ الموضع الذي سمي ثم يرسله إلى الأسفل وكذلك قضى في سيل مهزور (1) - وادي بني قريظة - أن يحبسه حتى يبلغ الماء الكعبين ثم يرسله، ليس له أن يحبسه أكثر من ذلك (2) وهذا تأويل حديث ابن مسعود: أهل الشرب الأسفل أمراء على أعلاه. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث الزبير [ رحمه الله - (4) ] أنه كان يتزود صفيف الوحش وهو محرم (5). قال الكسائي: الصفيف (6) القديد (7)، يقال منه: صففت / اللحم أصفه (1) بهامش الاصل مهزور بضم الميم (و) بتقديم الزاي على الراء - وادي بني قريظة الذي وقع فيه الخصام (وفي معجم البلدان 8 / 212: مهزور بفتح أوله وسكون ثانيه). وأما بتقديم الراء على الزاي سوق المدينة - ذكره في النهاية (4 / 264) والزمخشري (في الفائق 3 / 204)). (2) الحديث في (د) أقضية: 31 (جه) رهون: 20 (ط) أقضية: 28 الفائق 3 / 204. (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (5) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير إلا أنه قال قديد. وقال غيره ضعيف - الحديث في الفائق 2 / 29. (6) بهامش الاصل (صاد مهملة). (7) قال الزمخشري في الفائق (لانه يصف في الشمس حتى يجف ويقال لما = (*)
[ 4 ]
صفا إذا قددته وقال امرؤ القيس في وحش صادها فطبخ له وقدد: [ الطويل ] فظل طهاة اللحم من بين منضج * صفيف شواء أو قدير معجل (1) الطهاة: الطباخون، والقدير: ما طبخ في القدر. ومما يبين أن الصفيف هو القديد أنه يسمى (2) في بعض الحديث. وفي هذا الحديث من الفقه الرخصة في لحم الصيد يأكله المحرم إذا [ كان - (3) ] لم يقتله ولم يعن على قتله. وقال [ أبو عبيد - (3) ] في حديث الزبير [ رحمه الله - (4) ] أنه رأى فتية لعسا فسأل عنهم فقيل: أمهم مولاة للحرقة (5) وأبوهم مملوك، فاشترى أباهم فأعتقه فجر ولاءهم (6). = يصف على الجمر لينشوي صفيف أيضا) 2 / 29. (1) البيت في ديوانه ص 38 واللسان (صفف طها) وبهامش الاصل (قال سيبويه: انخفض قدير على جوار خفض صفيف بالاضافة وقيل: على تقدير منضج قدير وقيل إنه غلط على صفيف وليس بشئ). (2) في ل: سمى. (3) من ل ور مص. (4) من مص. (5) بهامش ل (اسم رجل) وبهامش الاصل (الحرقة هي بنت النعمان بن المنذر (كذا في التاج (حرق)). (6) الحديث في الفائق 2 / 466. (*)
[ 5 ]
قال الأصمعي: اللعس الذين في شفاههم سواد، وهو مما يستحسن يقال منه: رجل ألعس وامرأة لعساء، والجماعة منهم (1) لعس وقد لعس يلعس لعسا، قال ذوالرمة يذكر امرأة: [ البسيط ]. * لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب (2) فالشنب (3): رقة في الأسنان وحدة مع كثرة الماء، و (4) [ قوله - (5) ] الحواء واللمياء هما (6) نحو من اللعساء، والاسم من اللمياء اللمى (7). (1) من مص وفي الاصل ول ور: منها. (2) البيت في دى. انه ص 5 واللسان (شنب لعس حوا). (3) بهامش الاصل الشنب تحديد أطراف الاسنان مع عذوبتها وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أشنب الاسنان تمت ش (باب الشين والنون وليس الحديث فيه)). (4) زاد في ل: قال أبو عبيد. (5) من ل ور ومص. (6 من ل ور ومص وفي الاصل: هو. (7) قال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 52 (أتى أبو عبيد في هذا التفسير من جهة البيت واللعس السواد كما ذكر إلا أنه يكون في الشفة وغيرها وأكثر ما توصف به الشفاء قال العجاج: (الرجز). وبشر مع البياض اللعسا وكذلك اللمى توصف به الشفاء. قد يجعل لغيرها قال الشاعر: (الإويل) إلى شجر ألمى الظلال كأنه * رواهب أحر من الشراب عذوب (البيت لحميد بن ثور كما في اللسان (لما) أي ظله أسود لكثافته وكثرة ورقه وليس اللعس في هذا الحديث صفة لشفاه هؤلاء ولا لصفتهم بسواد الشفاه = (*)
[ 6 ]
وفي هذا الحديث من الفقه أن المملوك إذا كانت عنده امرأة حرة مولاة لقوم فولدت له أولادا فهم موال لموالي أمهم ما دام الأب مملوكا، فإذا أعتق الأب جر الولاء فكان ولاء ولده لمواليه وعن عمر قال: إذا أعتق الأب جر الولاء (2) (3) وعن عثمان أنه قضى به للزبير. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث الزبير [ رحمه الله - (5) ] أن رجلا أتاه فقال: ألا أقتل لك عليا قال: وكيف تقتله قال: أفتك به قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قيد الإيمان الفتك لا يفتك، مؤمن (6). قوله: الفتك، يعني أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل حتى يشد عليه فيقتله، وإن لم يكن أعطاه أمانا قبل ذلك، ولكن ينبغي = معنى ولا فيه دليل على شئ وإنما توصف شفاه النساء باللعس لحسنه في الشفاه وإنما أراد أنه رأى فتية سوداء فاشتراهم). (1 - 1) في ل ور ومص: قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الاعمش عن إبراهيم قال قال عمر في ذلك. (2) الحديث في (دي) فرائض: 55. (3 - 3) في ل ور ومص: قال وحدثنا سفيان عن حميد عن محمد بن إبراهيم أن عثمان رضي الله عنه. (4) من ل ور ومص. (5) من مص. (6) في ر: بمؤمن وزاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه ابن علية عن أيوب عن الحسن عن الزبير - الحديث في (حم): 166 والفائق 2 / 247 وقد سبق الحديث في 3 / 302. (*)
[ 7 ]
[ له - (1) ] أن يعلمه ذلك قبل، وكذلك كل من قتل رجلا غارا فهو فاتك به وقال المخبل السعدي في النعمان وكان بعث إلى بني عوف بن كعب جيشا في الشهر الحرام (2) وكانوا آمنين غارين (3) لمكان الشهر فقتل فيهم وسبى، فقال المخبل (3): [ الطويل ] وإذ فتك النعمان بالناس محرما * فملئ من عوف بن كعب سلاسله (4) قال الأصمعي: قوله محرما ليس يعني من إحرام الحج، ولكنه الداخل في الشهر الحرام قال: ومنه قول الراعي: [ الكامل ] قتلوا ابن عفان الخليفة محرما * ودعا فلم أر مثله مخذولا (5) وإنما جعله محرما لأنه قتل في آخر ذي الحجة ولم يكن محرما بالحج. [ قال أبو عبيد - (6) ]: يقال: أحرمنا - دخلنا في الشهر الحرام، وأحللنا - دخلنا (1) من ل ومص. (2 - 2) في ل: وهم آمنون غارون. (3) زاد في مص: السعدي. (4) البيت في اللسان (فتك، رحم) وقال الزمخشري في الفائق 2 / 247 الفصل بين الفتك والغيلة أن الفتك هو أن تهتبل غرته فتقتله جهارا والغيلة أن تكتمن في موضع فتقتله خفية. ورويت في فائه الحركات الثلاث (أي فتك وفتك وفتك) وفتكت بفلان وأفتكت به عن يعقوب). (5) البيت في اللسان (حرم) وخزانة الادب 1 / 503 وفيهما (مقتولا) بدل (مخذولا). (6) من ل. (*)
[ 8 ]
في الشهر الحلال وقال زهير: [ الطويل ] (1) جعلن القنان عن يمين وحزنه (1) وكم بالقنان من محل ومحرم (2) [ و - (3) ] ليس هذا من إحرام الحج (4). وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث الزبير [ رحمه الله - (6) ] أنه كان يوكي بين الصفا والمروة (7). فذهب (8) بعض الناس في هذا إلى أنه كان يستريح في طوافه بينهما. حتى (9) يوكي الشئ يشده وإنما هو عندي من إمساك الكلام أنه يوكي فاه (10) فلا يتكلم، ويحكى عن أعرابي أنه سمع رجلا يتكلم فقال: أوك حلقك، أي (11) سد فمك واسكت فلا تكلم. وإنما كره الزبير الكلام في السعي بينهما كما كره كثير من الفقهاء الكلام في الطواف بالبيت، فشبه هذا (1 - 1) ليس في ل. (2) البيت في ديوانه ص 11 واللسان (حرم). (3) من ل ومص. (4) ليس في ر. (5) من ل ور ومص. (6) من مص. (7) الحديث في الفائق 3 / 180. (8) في ل: قد ذهب وفي مص: فقد ذهب. (9) من ل ور ومص وفي الاصل: فعنى. (10) في ل ور ومص: فيه. (11) في ل ور: يعني. (*)
[ 9 ]
بذلك. وفيه تفسير آخر أنه يروى عنه قال: كان يوكي [ ما - (1) ] بين الصفا والمروة سعيا فإن كان هذا هو المحفوظ فإن وجهه أن يملأ ما بينهما سعيا لا يمشي على هينته في شئ من ذلك، وهذا شبيه (2) بالسقاء أو غيره يملأ ماء ثم يوكى عليه حيث انتهى الامتلاء. أحاديث (3) طلحة (*) بن عبيدالله (1) رضي الله عنه (4) وقال أبو عبيد: في حديث طلحة [ بن عبيدالله - (1) ] [ رحمه الله - (5) ] (1) من ل ور ومص. (2) في مص: مشبه. (3) في ر: حديث. (*) طلحة بن عبيدالله بن عثمان بن عمرو بن كعب التيمي القرشي المدني أبو محمد صحابي شجاع أحد العشرة المبشرين وأحد الثمانية إلى الاسلام وأحد الستة أصحاب الشورى يقال له (طلحة الخير) و (طلحة الفياض). وكل ذلك لقبه به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مناسبات مختلفة غاب عن بدر فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره وشهد أحدا وما بعدها وكان أبو بكر رضي الله عنه إذا ذكر يوم أحد قال: ذاك يوم كله لطلحة. آخى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بينه وبين الزبير وبالمدينة بينه وبين أبي أيوب خالد بن زيد. قتل يوم الجمل سنة 36 ه وهو بجانب عائشة رضي الله عنها قتله مروان مات وهو ابن 63 سنة. وله في الصحيحين 38 حديثا (انظر الاصابة 3 / 290 وتهذيب التهذيب 5 / 20). (4 - 4) ليس في ل ور. (*) من مص. (*)
[ 10 ]
حين قام إليه رجل بالبصرة فقال: إنا أناس بهذه الأمصار وإنه أتانا قتل أمير وتأمير آخر وأتتنا بيعتك وبيعة أصحابك فأنشدك الله لا تكن (1) أول من غدر، فقال طلحة: أنصتوني، ثم قال: إني أخذت فأدخلت في الحش وقربوا فوضعوا اللج على قفي، فقالوا: لتبايعن أو لنقتلنك، فبايعت وأنا مكره (2). قوله: اللج، قال الأصمعي: يعني السيف، قال: ونرى أن اللج اسم سمي به السيف، كما قالوا الصمصامة وذو الفقار ونحوه ويقال فيه (3) قول آخر شبهه بلجة البحر في هوله، يقال: هذا لج البحر وهذه لجة البحر. وأما الحش (4) فالبستان، [ وفيه لغتان: الحش والحش - (5) ]، وجمعه حشان، وإنما سمي موضع (6) الخلاء حشا بهذا لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين. (1) في ر: لا تكون - خطأ. (2) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه ابن علية قال حدثنا أبو مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن طلحة - الحديث في الفائق 3 / 91. (3) في ل: فيها. (4) بهامش الاصل (الحش - بفتح الحاء) وفيه لغتان بفتح الحاء وضمها. (5) من ل ور ومص. (6) في ر: مواضع. (*)
[ 11 ]
وأما قوله: أنصتوني، فإنه (1) مثل [ قوله - (2) ] أنصتوا لي، يقال: أنصته وانصت له، مثل نصحته ونصحت له (3). وقوله: قفي، هي لغة طائية (4)، وكانت (5) عند طلحة امرأة طائية ويقال إن طيا لا تأخذ من لغة أحد ويؤخذ من لغاتها. وقال [ أبو عبيد - (2) ] في حديث طلحة [ رحمه الله - (6) ] حين رأى عمر عليه ثوبين مصبوغين وهو محرم فقال: ما هذا فقال: ليس به بأس يا أمير المؤمنين إنما هو بمشق (7). قوله: المشق، يقال منه: ثوب ممشق، وهو المصبوغ بالمغرة وكذلك قول جابر بن عبد الله: كنا نلبس في الإحرام الممشق (8) إنما هي مدرة وليست بطيب، فلذلك رخص أن يلبسها المحرم. (1) في ل ور ومص: فهو. (2) من ل ور ومص. (3) قال الزمخشري في الفائق 3 / 91 (أنصتوني من الانصات وهو السكوت للاستماع وتعديه بالى وحذفه). (4) وقال الزمخشري في الفائق (قفى أي قفاى) لغة طائية. (5 - 5) في ر: عنده وفي ل تحت طلحة. (6) من مص. (7) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه ابن علية عن أيوب عن نافع عن أسلم عن عمر رضي الله عنه وطلحة رحمه الله - الحديث في الفائق 3 / 29 وفيه: والمشق هو المغرة - وسبق الحديث في 3 / 421. (8) سبق الحديث في 3 / 421. (*)
[ 12 ]
وفي هذا الحديث من الفقه أنه إنما كرهت الثياب المصبغة في الإحرام إذا كانت صبغت بالطيب كالورس والزعفران والعصفر (1)، وما كان ليس بطيب فلا بأس به ومنه حديث عثمان أنه غطى وجهه بقطيفة حمراء أرجوان وهو محرم (2). إنما كانت مصبوغة ببعض هذه الأصباغ الحمر من غير طيب، وإنما كره عمر (3) رضي الله عنه (3) ذلك لئلا (4) يراه الناس لبس ثوبا مصبوغا فيلبس الناس الثياب (5) المصبوغة في الإحرام. وقال [ أبو عبيد - (6) ]: في حديث طلحة [ رحمه الله - (7) ] حين قال لابن عباس [ رحمه الله - 7 ]: هل لك أن أناحبك وترفع النبي صلى الله عليه وسلم (8). قوله: أناحبك، قال الأصمعي (9): ناحبت الرجل إذا حاكمته (1) وقال الزمخشري في الفائق 3 / 29 (يجوز لبس المصبغ للمحرم إذا لم يكن بالطيب كالورس والزعفران والعصفر). (2) راجع 3 / 422. (3 - 3) في ل ور. (4) في ر ومص: له أن لا في ل: أن لا. (5) ليس في ل ور ومص. (6) من ل ور ومص. (7) من مص. (8) زاد في ل ور ومص: هو من حديث هشيم عن خالد بن صفوان عن آخر قد سماه (عن طلحة) - الحديث في الفائق 3 / 73. (9 - 9) في ل ور ومص: كان الاصمعي يقول. (*)
[ 13 ]
أو قاضيته إلى رجل (1)، قال أبو عبيد: وأصل النحب النذر والشئ يجعله الإنسان على نفسه قال لبيد: [ الطويل ] ألا تسألان المرء ماذا يحاول * أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (2) يقول: أعليه نذر في طول سعيه. ويروى في قول الله [ تبارك و - (3) ] تعالى " فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر (4) " أن ذلك نزل في قوم كانوا تخلفوا عن بدر فجعلوا على أنفسهم لئن لقوا العدو ثانية ليقاتلن حتى يموتوا، فقتلوا أو قتل بعضهم يوم أحد، ففيهم نزلت " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ". وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث طلحة خرجت بفرس لي أنديه (6). / قال الأصمعي وأبو عمرو: التندية أن يورد الرجل فرسه الماء حتى يشرب ثم يرده إلى المرعى ساعة يرتعي ثم يعيده إلى الماء (7). قال الأصمعي: (1) قال الزمخشري في الفائق (أي أنافرك وأحاكمك على أن ترفع ذكر رسول اله صلى الله عيه وآله وسلم وقرابته منك يعني أنه لا يقصر عنه فيما عدا ذلك من المفاخر فأما هذا وحده فغامر لجميع مكارمه وفضائله لا يقاومه إذا عده). (2) البيت في ديوانه ص 254 واللسان (نحب). (3) من ل ور ومص. (4) سورة 33 آية 23. (5) سقطت العبارة الآتية من ل إلى آخر الشرح. (6) في ل: لانديه. الحديث في الفائق 3 / 78. (7) قال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 52 (إنما يفعل هذا المقيم في المرعى بابله وفرسه لانها تأكل الرطب ولا تستوفي من الماء أول نهاية فيعيدها فأما أن = (*)
[ 14 ]
والإبل في ذلك مثل الخيل، قال: واختصم حيان من العرب في موضع فقال أحد الحيين مسرح بهمنا ومخرج نسائنا ومندى خيلنا (1) قال الشاعر يصف بعيرا: [ الرجز ] قريبة ندوته من محمضه (2) يعني الموضع الذي تندو فيه. قال أبو عمرو: فإذا رأيت (3) الفرس فعل ذلك هو ولم تفعله به قلت: قد ندا يندو ندوا، والندوة والمندى (4) واحد، = يكون الخروج من أجل التندية فلا وإنما يكون للتندية وهو أن يأتي بها البادية للرعى ومثله حديث سلمة بن الاكوع أنه قال: خرجت أنا ورباح ومعنا فرس لطلحة ننديه مع الابل وفي الحديث الآخر أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البداوة وهي إتيان البادية مثل الحضارة إتيان الحاضرة. وقال أبو زيد: هي البداوة والحضارة أيضا مثل الرضاعة والرضاعة والخلالة والخلانة للمصدر من الخلة والوكالة والوكالة. وعلى أن بعض أصحاب اللغة كان يجعل التندية للابل خاصة دون الخيل ويقول في قول أحد الحيين اللذين تنازعا فقال أحدهما مسرح بهمنا ومندى خيلنا إن المندى هو الموضع الذي تركض فيه وتخب عليها إذا اضمرت لانها تندى فيه أي تعرق). (1) كذا في الفائق 3 / 68. (2) الرجز لهميان بن قحافة كما في اللسان (حمض ندى) ورواية اللسان: ندوته من محمضه بضم نون الندوة وفتح ميم المحمض وفيه أيضا (ورواه أبو عبيد: ندوته من محمضه بفتح نون الندوة وضم ميم المحمض). (3) في ل ور ومص: أردت أن. (4) بهامش الاصل: (قال (هو علقمة بن عبدة كما في اللسان): (الطويل) (ترادى على دمن الحياض فان تعف) فان المندى رحلة فركوب = (*)
[ 15 ]
وهو الموضع الذي يرعى فيه بعد السقي. حديث عبد الرحمن (*) بن عوف (1) رضي الله عنه (1) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الرحمن [ بن عوف - (2) ] [ رحمه الله - (3) ] أنه طلق امرأته فمتعها بخادم سوداء حممها إياها (4). قوله: حممها [ إياها - ] يعني متعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب = أي التندية) ما بين الجاحزين من اللسان (ندى) وفي الفائق 3 / 79 (تراد على ماء الحياض). (*) عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث أبو محمد الزهري القرشي صحابي من أكابرهم وهو أحد العشرة والمبشرين بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر رضي الله عنه الخلافة فيهم وإحد السابقين إلى الاسلام قيل: هو الثامن ولد بعد الفيل بعشر سنين وأسم وهاجر الهجرتين وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها وكان اسمه في الجاهلية (عبد الكعبة) أو (عبد عمرو) فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماه عبد الرحمن مات سنة اثنتين وثلاثين في المدينة وله خمس وسبعون سنة ولما حضرته الوفاة أوصى بألف فرس وبخمسين ألف دينار في سبيل الله. له في الصحيحين 65 حديثا. (1 - 1) يس في ل ور. (2) من ور ومص. (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص قال حدثناه هشيم عن محمد بن إسحاق عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن الحديث في الفائق 1 / 298 وفيه (الخادم: واحد الخدم غلاما كان أو جارية). (*)
[ 16 ]
تسميها التحميم (1) قال الراجز: [ الرجز ] أنت الذي وهبت زيدا بعدما * هممت بالعجوز أن تحمما (2) يعني أن أطلقها وأمتعها قال الأصمعي: التحميم في (3) ثلاثة أشياء، هذا أحدها، ويقال: حمم الفرخ - إذا نبت ريشه، وحممت وجه الرجل إذا سودته بالحمم. وفي هذا الحديث من الفقه أنه أراد قول الله [ تبارك - (4) ] تعالى " وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين (5) " و " حقا على المحسنين (6) " ولهذا قال شريح لرجل طلق امرأته: لا تاب أن تكون من المتقين، لا تاب أن تكون من المحسنين ولم يجبره عليها، وإنما أفتاه فتيا. وأما التي يجبر عليها فالتي تطلق قبل الدخول ولم يسم لها صداقا (2)، لقول الله تبارك وتعالى " لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره (6) ". (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثنا هشيم قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم قال: كانت العرب تسمى المتعة التحميم. (2) الرجز في اللسان (حمم). (3) في الاصل (فيه) والتصحيح من ل ور ومص. (4) من ور ومص. (5) سورة 2 آية 241. (6) سورة 2 آية 236. (7) بهامش الاصل (عند الحنفية: لا متعة واجبة إلا لهذه قبل المدخول). (*)
[ 17 ]
أحاديث (1) سعد (*) أبي وقاص [ رحمه الله - (2) ] وقال أبو عبيد: في حديث سعد أنه كان يدمل رأضه بالعرة (3). (1) في ر ومص: حديث. (*) سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب ويقال: وهيب بن عبد مناف القرشي الزهري أبو إسحاق الصحابي الامير أسلم قديما و. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذين عينهم عمر رضي الله عنه للخلافة وأول من رمى بسهم في سبيل الله شهد بدرا والمشاهد كلها كان مستجاب الدعوة مشهورا بذاك وكان أحد الفرسان من قريش الذين كانوا يحرسون النبي صلى الله عليه وسلم في مغازيه تولى قتال فارس وفتح الله على يديه القادسية كان أميرا على الكوفة مدة عمر بن الخطاب وأقره عثمان زمنا ثم عزله فعاد إلى المدينة فأقام قليلا وفقد بصره مات في قصره بالعقيق (على عشرة أميال من المدينة) سنة 55 ه وحمل إلى المدينة ودفن بالقيع وله في الصحيحين 271 حديثا. (انظر تهذيب التهذيب 3 / 483 والاصابة 3 / 83. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: حدثناه عن حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن بابي قال رأيت سعدا (في ر ومص: كان سعد) يحمل مكتل عرة إلى أرض له قال وحدثناه عباد بن العوام عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن بابي عن سعد مثل ذلك إلا أنه قال: قال سعد مكتل عرة مكتل بر. قال أبو عبيد قال يزيد: بابي والمحدثون يقولون (بابي والصواب عندنا: بابا ويقال: ابن باباه أيضا (انظر تهذيب التهذيب 5 / 152 وفي التقريب: عبد الله بن باباه بموحدتين بينهما ألف ساكنة ويقال بابيه بتحتانية بدل الالف ويقال بابي بحدف الهاء). الحديث في الفائق 1 / 412 وفيه (المكتل شبه الزنبيل من كتله إذا جمعه ورجل مكتل الخلق لانه آلة لجمع ما يجمع فيه). (*)
[ 18 ]
قال الأصمعي: قوله عرة، يعني (1) (2) عذرة الناس قال ومنه قيل: قد عر فلان قومه بشر إذا لطخهم به قال أبو عبيد (3): وقد يكون عرهم من العر (العر (3)) [ أيضا - (4) ] وهو الجرب (5) أي أعداهم شره (5) ولصق بهم قال الأخطل: [ الطويل ] ونعرر بقوم عرة يكرهونها * ونحيا جميعا أو نموت فنقتل (6) وقال الأحمر في قوله: يدمل أرضه - أي يصلحها ويحسن معالجتها، ومنه قيل للجرح: قد اندمل إذا تماثل [ وصلح - (4) ] ومنه قيل: داملت الرجل - إذا داريته ليصلح ما بينك وبينه (7) قال: وأنشدنا الأحمر لأبي الأسود الدئلي: [ الطويل ] شنئت من الإخوان من لست زائلا * أدامله دمل السقاء المخرق (8) (1) في ل: هي. (2 - 2) سقطت من ل. (3) بهامش الاصل (العر - بفتح العين وضمها: الجرب - من ش (باب العين وحروف المضاعف). (4) من ل ور ومص. (5 - 5) من ل ور ومص وفي الاصل: عرهم بشره. (6) كذا البيت في اللسان (عرر) وفي ديوانه ص 11 وهامش الاصل: ونعرر أناسا عرة يكرهونها * فنحيا كراما أو نموت فنقتل (7) زاد في ل (يقال دارأته وداريته). (8) البيت في اللسان (دمل). (*)
[ 19 ]
ويقال للسرجين: الدمال (1) لأن الأرض تصلح به وقال: الكميت: [ الطويل ] رأى إرة منها تحش لفتنة * وإيقاد راج أن يكون دمالها (2) وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث سعد [ قال - (4) ] لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن لنا لاختصينا (5). قوله: التبتل، يعني ترك النكاح، ومنه قيل لمريم (6) عليها السلام (6): البكر البتول، لتركها التزويج. وأصل التبتل (7) القطع، ولهذا قيل: (8) بتلت الشئ [ أي - (9) ] قطعته ومنه قيل في الصدقة يبينها الرجل من ماله: صدقة (10) بتة بتلة، أي (11) قطعها صاحبها من ماله وبانت منه. () بهامش الاصل (الدمال - بفتح الدال وتخفيف الميم). (2) البيت في اللسان (دمل). (3) من ل ور ومص. (4) من ل ومص. (5) الحديث في (دي) نكاح: 3 وفي الفائق 1 / 57 (لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم البتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصى). (6 - 6) ليس في ل ور. (7) في ل: البتل. (8) زاد في مص: قد. (9) من مص. (10) ليس في ر. (11) زاد في رو مص: قد. (*)
[ 20 ]
فكأن معنى الحديث (1) أنه الانقطاع من النساء (2) فلا يتزوج ولا يولد له (3)، / وقال ربيعة بن مقروم الضبي يصف راهبا: [ الكامل ] لو أنها عرضت لأشمط راهب * في رأس شاهقه الذرى متبتل (4) يعني أنه لا يتزوج ولا يولد له. وقد روي في (5) قوله تعالى (5) " وتبتل إليه تبتيلا (6) " أخلص إليه إخلاصا ولا أرى الأصل إلا من هذا، يقول: انقطع إليه بعملك ونيتك وإخلاصك. وقال الأصمعي: يقال للنخلة إذا كانت فسيلتها قد انفردت منها واستغنت عنها: مبتل، ويقال للفسيلة نفسها: البتول. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث سعد [ رحمه الله (8) ] حين قيل له: إن فلانا (9) ينهى عن المتعة، فقال: [ قد - (7) ] تمتعنا مع رسول الله (1) زاد في: في التبتل. (2) من ر، وفي الاصل ول ومص: النسل. (3 - 3) ليس في ل. (4) البيت في اللسان (بتل) وفيه المصراع الثاني هكذا: عبد الاله صرورة متبتل وبهامش الاصل ((أشمط) الذي به الشيب). (5 - 5) في ل ور ومص: قوله الله تبارك وتعالى. (6) سورة 73 آية 8 وزاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم عن فلان رجل قد سماه عن الحسن في قوله عزوجل وتبت إليه تبتيلا يقول. (7) من ل ور ومص. (8) من مص. (9) بهامش ل ومص (يعني معاوية). (*)
[ 21 ]
صلى الله عليه وسلم وفلان كافر بالعرش (1). قوله: العرش، [ يعني - (2) ] بيوت مكة، سميت العرش (3) لانها عيدان تنصب ويظلل عليها، و [ قد - (2) ] يقال لها [ أيضا - (2) ] عروش ومنه حديث ابن عمر: إنه كان يقطع التلبية في العمرة إذا نظر [ إلى - (2) ] عروش مكة (4). فمن قال: عرش، فواحدها عريش وجمعه عرش مثل قليب وقلب وسبيل وسبل وطريق وطرق ومن قال: عروش، فواحدها عرش وجمعه عروش مثل فلس وفلوس وسرج وسروج. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: ولم يرد سعد بقوله: كافر بالعرش، معنى (6) قول الناس إنه كافر بالله وكافر بالنبي (7) صلى الله عليه وسلم، وإنما أراد أنه كافر وهو يومئذ مقيم بالعرش بمكة ولم يسلم (8) ولم يهاجر، كقولك: (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه الفزاري مروان بن معاوية عن سليمان في (ر سلمة - خطأ) التيمي عن غنيم بن قيس عن سعد - الحديث في (م) حج: 164 (حم) 1: 181 والفائق 2 / 138 وفيه (يقال للمظلة من جريد النخل يطرح عليها الثمام يتخذها أهل الحاجة: عريش ومجمع عرشا وعرش ويجمع عروشا). (2) من ل ور ومص. (3) في ل: عرشا. (4) الحديث في الفائق 2 / 138. (5) من ل. (6) ليس في ر. (7 - 7) ليس في ل ور وزاد في ل: وبالقرآن. (8) زاد في ل: بعد. (*)
[ 22 ]
[ فلان - (1) ] كافر بأرض الروم، أي كافر وهو مقيم بها (2). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث سعد [ رحمه الله - (4) ] لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد ضللت إذا وخاب عملي (5). [ وقال أبو عبيد - (6) ] أصل التعزير هو التأديب، ولهذا سمي الضرب دون الحد تعزيرا إنما هو أدب وكان هذا القول من سعد حين شكاه أهل الكوفة إلى عمر حين قالوا: لا يحسن الصلاة، فسأله عمر عن ذلك، فقال: إني لأطيل بهم في الأوليين وأحذف من الأخريين وما آلو عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: كذلك عهدنا (7) الصلاة - وفي حديث آخر: [ قال - (3) ] كذلك الظن بك يا أبا إسحاق. (8) (1) من ل ومص. (2) وقال الزمخشري في الفائق 2 / 138 (الباء في (بالعرش) لا تتعلق بكافر تعلق باء بالله به في قولك: هو كافر بالله ولكن قوله: بالعرش خبر ثان لمبتدأ كأنه قال: وفلان كافر في العرش) وفي المغيث ص 507 (وفلان كافر بالعرش أي مختب (النسخة: مختبى) مقيم لان التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة وهذا الرجل الذي عناه أسلم قبل الفتح). (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (5) الحديث في (خ) أطعمة: 23 (م) زهد: 12 (ت) زهد: 39 (حم) 1: 174، 181، 186 والفائق 1 / 228. (6) من ل. (7) في ر: عاهدنا. (8) كذا في الفائق 1 / 228. (*)
[ 23 ]
قال أبو عبيد: وقد يكون التعزير في موضع آخر لا يدخل ههنا، وهو تعظيمك الرجل وتبجيلك إياه ومنه قول الله (1) عز وجل (1) " لتومنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه (2) ". وأما قول سعد في الحبلة (3) والسمر فإنهما نوعان من الشجر أو (4) النبات. (5) حديث أبي عبيدة (*) الجراح رضي الله عنه (5) وقال أبو عبيد: في حديث أبي عبيدة [ بن الجراح - (6) ] [ رحمه الله - (7) ] (1 - 1) في ل ور: تبارك وتعالى. (2) سورة 48 آية 9. (3) بهامش الاصل (الحبلة - بضم الحاء: ثمر العضاه تمت ش (باب الحاء والباء)) وفي الفائق (الحبلة ثمر السمر مثل اللوبياء عن ابن الاعرابي). (4) في ل ور: و. (5 - 5) سقط من ل. (*) هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب ويقال: وهيب بن ضبة بن الحارث الفهري القرشي أبو عبيدة بن الجراح الامير القائد ولد بمكة وهو من السابقين إلى الاسلام أحد العشرة المبشرين بالجنة شهد المشاهد كلها وكان لقبه أمين الامة ولاه عمر بن الخطاب قيادة الجيش الزاحف إلى الشام بعد خالد بن الوليد فتم له فتح الديار الشامية. توفى بطاعون عمواس سنة 18 ه وهو ابن ثمان وخمسين سنة. ودفن في غوربيسان وانقرض عقبه. له في الصحيحين 14 حديثا (راجع لترجمته الاصابة 4 / 11 تهذيب التهذيب 5 / 73 صفة الصفوة 1 / 142). (6) من ل ور. (7) من مص. (*)
[ 24 ]
حين قال له عمر [ رضي الله عنه - (1) ]: ابسط يدك فلأبايعك، فقال (2) أبو عبيدة: ما رأيت - (3) أو قال: ما سمعت - منك فهة في الإسلام قبلها، أتبايعني وفيكم الصديق (4) ثاني اثنين (5). قوله: فهة، هي مثل السقطة والجهلة ونحوها يقال منه: رجل فه وفهيه، وقد فههت يا رجل تفه فهاهة: وقد يكون ذلك من العي أيضا، قال الشاعر: [ الطويل ] فلم تلفني فها ولم تلف حجتي * ملجلجة أبغي لها من يقيمها (6) حديث العباس (*) عبد المطلب رضي الله عنه وقال أبو عبيد: في حديث العباس [ بن عبد المطلب - (7) ] (8) رحمه الله (8) (1) من مص. (2) زاد في ل: له. (3 - 3) ليس في ل. (4) زاد في مص: رضوان الله عليه. (5) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم ويزيد أو أحدهما عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي - الحديث في الفائق 2 / 305. (6) البيت في اللسان (فهه) بدون نسبة. وشاهد الزمخشري في الفائق بقول أبي قيس بن الاسلت (السريع) الكيس والقوة خير من الاشفاق والفهة والهاع (*) العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف القرشي أبو الفضل المكي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكابر قريش في الجاهلية والاسلام وجد الخلفاء العباسيين ولد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين كان محسنا لقومه سديد الرأى واسع العقل وكان إليه في الجاهلية السفارة والعمارة. (*)
[ 25 ]
قال: كان عمر [ رضي الله عنه - (1) ] لي جارا فكان يصوم النهار ويقوم الليل، فلما ولى قلت: لأنظرن الآن إلى عمله (2)، فلم يزل على وتيرة واحدة حتى مات (3). قال أبو عبيدة: الوتيرة (4) المداومة على الشئ، [ وهو - (5) ] مأخوذ من التواتر والتتابع، قال: والوتيرة في غير هذا الحديث الفترة عن = حضر بيعة العقبة مع الابصار قبل أن يسلم وشهد بدرا مع المشركين مكرها فأسر فافتدى نفسه وافتدى ابن أخيه عقيل بن أبي طالب ورجع إلى مكة. أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه وأقام بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين ثم هاجر إلى المدينة قبل الفتح بقليل وشهد الفتح وثبت يوم حنين عمى في آخر عمره مات سنة 32 وهو ابن ثمان وثمانين سنة. له في الصحيحين 35 حديثا (انظر الاصابة 4 / 30 وتهذيب التهذيب 5 / 122). (7) من ل ومص. (8 - 8) ليس في ل ور. (1) من مص. (2) زاد في ل: قال. (3) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثنيه الهيثم بن عدى عن يونس بن يزيد الايلي عن الزهري - الحديث في الفائق 3 / 142. (4) بهامش الاصل (الوتيرة - بالتاء مثناة: الطريقة الواحدة تمت من ش (باب الواو والتاء)) وقال الزمخشري في الفائق (أي على طريقة واحدة مطردة من قولهم للقطعة من الارض المطردة وتيرة عن اللحياني وعن أبي عمرو: الوتيرة الجبل الجريد من الجبال وبينه وبينها وصل لا ينقطع). (5) من ل ور ومص. (*)
[ 26 ]
الشئ (1) والعمل قال زهير يصف بقرة في (2) سيرها: [ الطويل ] نجاء مجد ليس فيه وتيرة * وتذبيبها عنها بأسحم مذود (3) قال: والوتيرة أيضا غرة الفرس / إذا كانت مستديرة قال الكسائي: فإذا طالت فهي الشادخة، وأنشدنا: [ الرجز ] سقيا لكم يا نعم سقيين اثنين * شادخة الغرة نجلاء العين (4) وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث العباس و [ حديث - (5) ] ابنه عبد الله رحمهما الله في زمزم: لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل (6). (1) في ل ور ومص: المشى. (2) زاد في مص: شدة. (3) البيت في ديوانه ص 229 واللسان (وتر سحم) وبهامش الاصل (أظنه والله أعلم تذبيبها مأخوذ من الذب وهو الدفع الذود: الطرد والدفع يعني القرن). (4) الرجز في اللسان (شدخ) بدون نسبة. (5) من ل ور ومص. (6) زاد في ل ور ومص: قال أبو عبيد حدثناه أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش أنه سمع العباس بن عبد المطلب يقول ذلك قال وحدثني ابن مهدي عن سفيان عن عبد الرحمن بن علقمة أنه سمع عبد الله بن عباس يقول ذلك قال وحدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن حرملة قال سمعت سعيد بن المسيب يحدث أن عبد المطلب بن هاشم حين احتفر زمزم قال ذلك وذلك أنه جعل لها حوضين حوضا شرب وحوضا للوضوء فعند هذا قال لا أحلها لمغتسل بهامش الاصل (ما عبد الله هنا حديث) وذكره الزمخشري في الفائق 1 / 111 عن العباس رضى الله عنه وكذا سبق الحديث عنه 2 / 280 وفي = (*)
[ 27 ]
وإنما نراه نهى عن هذا أنه نزه المسجد أن يغتسل فيه من جنابة قال (1): فأما قوله (2): بل (3)، فإن الأصمعي قال: كنت أقول في بل: إنه اتباع، كقولهم: عطشان نطشان، وجائع نائع، حتى أخبرني معتمر بن سليمان أن بلا في لغة حمير مباح قال أبو عبيد: وهو (4) عندي على ما قال معتمر لأنا قل ما وجدنا الاتباع [ يكون - (5) ] بواو العطف، وإنما الاتباع بغير واو كقولهم: جائع نائع، وعطشان نطشان، وحسن بسن، وأشباه (6) ذلك إنما يتكلم به (7) من غير (7) واو [ فإذا جاءت واو العطف فهي كلمة أخرى (8) = اللسان (بلل) (والصحيح أن قائله عبد المطلب وحكى عن الزبير بن بكار أن زمزم لما حفرت وأدرك منها عبد المطلب ما أدرك بنى عليها حوضا وملاه من ماء زمزم وشرب منه الحاج فحسده قوم من قريش فهدموه فأصلحه فهدموه بالليل فلما أصبح أصلحه فما طال عليه ذلك دعا ربه فأرى في المنام أن يقول: اللهم إنى لا أحلها لمغتسل وهي لشارب حل وبل فانك تكفى أمرهم فلما أصبح عبد المطلب نادى بالذي رأى فلم يكن أحد من قريش يقرب حوضه إلا رمى بدنه فتركوا حوضه). أنظر الروض الانف 1 / 96 وسيرة ابن هشام 1 / 48. (1) ليس في ور ومص. (2) زاد في ل: حل و. (3) بهامش الاصل (بكسر الباء). (4) في ر: هي. (5) من ل ور ومص. (6) في ل ور وومص: ما أشبه. (7 - 7) في ل ور ومص: بغير. (8) من ل. (*)
[ 28 ]
(1) وقد كان بعض النحويين يقول في حديث آدم عليه السلام إنه لما قتل (1) أحد ابنيه أخاه فمكث مائة سنة لا يضحك، ثم قيل له: حياك الله وبياك قال: وما بياك قال: أضحكك (2). قوله: بياك، أضحكك يبين لك أنه ليس باتباع، إنما هي كلمة أخرى (3). قال: ويقال إن بلا شفاء، كما يقال: [ قد - (4) ] بل الرجل من مرضه وأبل واستبل - إذا برأ. قال أبو عبيد: ومما يحقق هذا المعنى قوله في زمزم: إنها طعام طعم وشفاء سقم. أحاديث (5) خالد بن الوليد (6) رحمه الله (6) وقال أبو عبيد: في حديث خالد بن الوليد حين خطب [ الناس - (7) ] فقال: إن عمر استعملني على الشام وهو له مهم، فلما ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري، فقال رجل: هذا والله هو الفتنة فقال خالد: أما وابن الخطاب حي فلا، ولكن [ ذاك - (7) ] (1 - 1) في ل: من ذلك حديث آدم صلوات الله عليه انه (لما) قتل. (2) زاد في ل ور ومص: قا (أبو عبيد) حدثنيه يزيد (بن هارون) عن حسام بن مصك عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير أو عن سالم بن أبي الجعد شك أبو عبيد بذلك. قد سبق الحديث مع شرحه في 2 / 279. (3) بهامش مص (فكانوا يحملونه على الاتباع وهذا الحديث يبين لك أنه ليس باتباع إنما هي كلمة أخرى). (4) من ل ومص. (5) من ل وفي الاصل ومص ور - حديث. (6 - 6) ليس في ل ور ومر ترجمته في 3 / 273. (7) من ل ومص. (*)
[ 29 ]
إذا كان الناس (1) بذي بلي وذي بلي (2). قوله: ألقى الشام بوانيه، إنما هو مثل يقال للإنسان إذا اطمأن بالمكان واجتمع له أمره: قد ألقى بوانيه، وكذلك [ يقال ألقى - (3) ] أرواقه وألقى عصاه قال الشاعر: [ الطويل ] فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر (4) [ و - (5) ] قوله: صار بثنية وعسلا، فيه قولان: يقال البثنية حنطة منسوبة (1) ليس في ل. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه عدة عن الاعمش عن أبي وائل عن عزرة ابن قيس قال خطبنا خالد فذكر ذلك الحديث في الفائق 2 / 113 وفيه (البواني: أضلاع الزور لتضامها الواحدة بانية. ويقال ألقى البعير بوانيه كما يقال: ألقى بركه وألقى كلكله إذا استناخ فاستعاره لاطمئنان الشام وقرار أموره). وفي المغيث ص 81 قال أبو نضر صاحب الاصمعي: أي خيره وما فيه وألقى الرجل بوانيه إذا ألقى نفسه وأرواقه وقال سلمة: البواني المستقر وقال الاصمعي: هي أضلاع الزور والبوان المستقر الذي يقع عليه الواحد بانية ويقال ألقى بوانيه ومراسيه وعصاه وجراميزه وأوراقه بمعنى). (3) من ور ومص. (4) البيت لمعقر بن حمار كما في اللسان نوى) وفي الاصل (استقرت) بدل (استقر) وفي اللسان) عصا) قال ابن بري: هذا البيت لعبد ربه السلمى ويقال لسليم بن ثمامة الحنفي... وذكر الآمدي أن البيت لمعقر بن حمار البارقي أنظر معجم البلدان 2 / 60 - 61. (5) من ل ور ومص. (*)
[ 30 ]
إلى بلاد معروفة بالشام من أرض دمشق يقال لها البثنية، والقول الآخر إنه أراد بالبثنية اللينة، وذلك [ أن - (1) ] الرملة اللينة يقال لها بثنة، تصغيرها بثينة وبها سميت المرأة بثينة (2). فأراد خالد أن الشام لما اطمأن وهدا وذهبت شوكته وسكنت الحرب منه وصار لينا لا مكروه فيه فإنما هو خصب كالحنطة والعسل عزلني واستعمل غيري - قال ذلك كله أو عامته الأموي، وكان الكسائي والأصمعي يقولان نحو ذلك. وأما قوله: وكان الناس بذي بلي وذي بلي، فإنه أراد تفرق الناس وأن يكونوا طوائف مع غير إمام يجمعهم وبعد بعضهم من بعض، وكذلك كل من بعد عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذي بلي وفيه لغة أخرى: بذي بليان، و (3) يروى عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل: بذي بليان. قال أبو عبيد: والصواب: بليان، / وكان الكسائي ينشد هذا البيت في وصف رجل يطيل النوم، فقال: [ الوافر ] ينام ويذهب الأقوام حتى * يقال أتوا على ذي بليان (4) يعني أنه أطال النوم ومضى أصحابه في سفرهم حتى صاروا إلى موضع لا يعرف مكانهم من طول نومه. قال أبو عبيد: وقد رواه بعضهم ألقى (1) من ل ور ومص. (2) ليس في ر. (3) في: هكذا. (4) البيت في اللسان (بلا) بدون نسبة. (*)
[ 31 ]
الشام نواتيه، وليس هذا بشئ، إنما النواتي (1) في كلام أهل الشام الملاحون الذين في البحر خاصة. وقال أبو عبيد: في حديث خالد [ رحمه الله - (2) ] حين كتب إلى مرازبة فارس مقدمه العراق: أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم وسلب ملككم (3). قوله: فض خدمتكم، يعني كسر وفرق، وكل منكسر متفرق فهو منفض قال الله (4) عز وجل تعالى (4) " لانفضوا من حولك - (5) ". وقوله: خدمتكم، إنما هو مثل، وأصل الخدمة الحلقة المستديرة المحكمة، ومنه قيل للخلاخيل: خدام قال الشاعر: [ الخفيف ] كان منا المطاردون على الأخ * - رى إذا أبدت العذارى الخداما (6) فشبه خالد اجتماع أمرهم كان واستيساقهم بذلك، فلهذا قال: فض (7) (1) بهامش الاصل (من ش (باب النون والواو) النوتي - بنون مضمومة ثم واو ثم تاء ثم ياء: هو الملاح). (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه ابن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي عن خالد - الحديث في الفائق 2 / 284. (4 - 4) في ل ور ومص: تبارك وتعالى. (5) سورة 3 آية 159. (6) البيت في اللسان (خدم) بدون نسبة. (7) زاد في ر: الله. (*)
[ 32 ]
خدمتكم - أي فرقها بعد اجتماعها (1). وقال [ أبو عبيد - (2) ] في حديث خالد [ رحمه الله - (3) ] في غزاة بني جذيمة من [ بني - (4) ] كنانة يوم فتح مكة وكان أسر منهم قوما فلما كان الليل نادى مناديه: من كان معه أسير فليدافه (5). (6) قال الأموي وأبو عمرو: قوله: فليدافه (6)، يعني ليجهز عليه، يقال منه: قد (7) داففت الرجل دفافا ومدافة، وهو إجهازك عليه قال العجاج أو رؤبة في رجل يعاتبه: [ الرجز ] لما رأني أرعشت أطرافي * كان مع الشيب من الدفاف (8) (1) في الفائق 2 / 284 (الخدمة سير غليظ محكم مثل الحلقة يشد في رسغ البعير ثم يشد إليها سرائح نعله وقيل للخلخال خدمة على التشبيه إذا انفضت الخدمة انحلت السرائح... فضرب ذلك مثلا لئل عرشهم). (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) من ل. (5) الحديث في الفائق 1 / 403. (6 - 6) ليس في ل وبهامش الاصل (فليدافه - بالدال مهملة والفاء). (7) ليس في ل ور ومص. (8) في اللسان (دفف) أنه لرؤبة وفي مادة (ذفف) أن قائله العجاج أو رؤبة ثم ذكر (وقال ابن بري هو لرؤبة ويروي بالدال والذال جميعا) بهامش الاصل (ارعشت: ارتعشت من الكبر). (*)
[ 33 ]
بالدال (1) [ ويروى: من الذفاف - (2) ] [ بالذال - (3) ]. وكان الأصمعي يقول: تداف القوم - إذا ركب بعضهم بعضا. قال أبو عبيد: ولا أراه مأخوذا إلا من هذا، وفيه لغة أخرى: فليدافه - مخففة، يقال منه: دافيته، وهو فيما يقال لغة جهنية ومنه الحديث المرفوع: إنه أتي بأسير فقال لقوم منهم: اذهبوا به فأدفوه - يريد الدفء من البرد - فذهبوا به فقتلوه، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم (4). وفيه لغة أخرى ثالثة (5) بالذال، يقال: ذففت (6) عليه تذفيفا - إذا أجهزت عليه، ومنه حديث علي (7) رضي الله عنه (7): إنه نادى مناديه يوم الجمل لا يذفف على جريح ولا يتبع مدبر (8). والذفاف هو السم القاتل. (1) ليس في ل ور. (2) من ل ور ومص. (3) من ر. (4) زاد في ل ور ومص: يروي هذا عن مجالد عن رجل من جهينة قال فذكرته للشعبي فعرفه الحديث في الفائق 1 / 401 وفيه (أراد الادفاء من الدفء فحسبوه الادفاء بمعنى القتل في لغة أهل اليمن يقال: أدفأت الجريح ودفأته وداففته ودفوته ودافيته - أجهزت عليه والاصل: ادفئوه فخففه بحذف الهمزة وهو تخفيف شاذ ونظيره: لا هناك المرتع وتخفيفه القياسي أن يجعل الهمزة بين بين). (5) ليس في ر. (6) بهامش الاصل (ذففت بذال معجمة). (7 - 7) ليس في ل ور. (8) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه شريك عن السدي عن عبد خير (في ل: = (*)
[ 34 ]
أحاديث (1) أبي ذر (*) [ الغفاري - (2) ] (3) رحمه الله (3) وقال أبو عبيد: في حديث أبي ذر [ رحمه الله - (4) ] حين عرض عليه = عبد الرحمن وفي التهذيب 6 / 124 اسم عبد خير عبد الرحمن) عن علي أنه نادى مناديه يوم الجمل بذلك الحديث في الفائق 1 / 432 وفيه: (أمر يوم الجمل فنودي لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يقتل أسير ولا يغنم لهم مال ولا تسبى لهم ذرية). (1) في ل ومص: حديث. (*) اختلف في اسمه واسم أبيه وذكره أصحاب كتب الرجال في باب الكنى قيل اسمه جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن عفان وهو المشهور وكذا في غريب الحديث للخطابي ج 2 ص 17 / الف وقيل اسمه برير بن جنادة وقيل ابن جندب وقيل ابن عشرقة وقيل ابن جندب بن عبد الله وقيل ابن السكن. من بني غفار من كنانة بن خزيمة صحابي من كبارهم قديم الاسلام يقال أسلم بعد أربعة وكان خامسا يضرب به المثل في الصدق هو أول من حيى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحية الاسلام هاجر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بادية الشام فأقام إلى أن توفى أبو بكر وعمر وولى عثمان رضى الله عنهم فسكن دمشق واستقدمه عثمان رضى الله عنه إلى المدينة فقدمها واستأنف نشر رأيه في تقبيح منع الاغنياء أموالهم عن الفقراء فعلت الشكوى منه فأمره عثمان بالرحلة إلى الربذة فسكنها إلى أن مات سنة 32 ه وصلى عليه ابن مسعود رضي الله عنه روى له البخاري ومسلم 281 حديثا (انظر الاصابة 7 / 60 التهذيب 12 / 90). (2) من ل. (3 - 3) ليس في ل ور. (4) من مص. (*)
[ 35 ]
عثمان [ رحمه الله (1) ] الإقامة معه بالمدينة فأبى فاستأذنه إلى الربذة، فقال: عليكم معشر قريش بدنياكم فاغدموها (2). قال الأصمعي: الغذم (3) هو الأكل بجفاء وشدة [ نهم - (4) ]، يقال منه: غذمت أغذم غذما وقال الأحمر: يقال اغتذم الحوار ما في ضرع أمه وذلك إذا استوعبه فلم يبق فيه شيئا، وهو من الأول، يقال: غذم واغتذم. (5) وقال أبو عبيد (5): وكذلك امتكه، وكل (6) من أكل (6) شيئا أو شاربه برغب ونهم فقد غذمه واغتذمه. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث أبي ذر [ رحمه الله - (1) ] أن النبي صلى الله عليه وسلم (7) ذكر ليلة القدر فقال: هي في رمضان في (8) العشر الأواخر (8)، قال أبو ذر: فاهتبلت غفلته، فقلت: أي ليلة هي (9) ؟ (1) من مص. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه أبو النضر عن سليمان بن المغيرة عن حميد ابن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الحديث في الطبقات الكبير ج 4 ق 1 ص 171 والفائق 2 / 218. (3) في ر: الغذام. (4) من ل ور ومص. (5 - 5) ليس في. (6 - 6) في ل ور ومص: آكل. (7) زاد في مص: حين. (8 - 8) في الاصل (عشر الاواخر) والتصحيح من ل ور ومص وبهامش الاصل (أي عشر الليالي الاواخر يعنى التي هي أواخر). (9) زاد في ور ومص: قال حدثنيه مر بن يونس اليمامي عن عكرمة بن = (*)
[ 36 ]
قوله: اهتبلت الاهتبال، / مثل قولك (1): تحينت غفلته وافترصتها واحتلت (2) لها حتى وجدتها كالرجل يطلب الفرصة في الشئ قال الكميت: [ الطويل ] وقالت لي النفس اشعب الصدع واهتبل * لإحدى الهنات المصلعات اهتبالها (3) ويروى: المعضلات (4)، أي استعد لها واحتل (5). يقال منه: رجل مهتبل وهبال (5). = (في ر: عن خطأ) عمار اليمامي عن (في ل: بن - خطأ) أبي زميل عن مالك ابن مرثد عن أبيه عن أبي ذر (عن النبي عليه السلام) الحديث في الفائق 3 / 190. (1) من ور ومص في الاصل: قوله. (2) في ر: تحيلت. (3) البيت كذلك في اللسان (هبل) وكان في الاصل (المظلفات) بدل (المضلعات) والتصحيح من ل ور ومص وبهامش الاصل (الهنات: خصال السوء المظلفات: الدواهي الشديد الظليف - بالظاء معجمة: الشر الشديد). (4) هذه الرواية في اللسان (هنا). (5) قال الزمخشري في الفائق 3 / 190 ([ فاهتبلت ] أي تحينتها واعتنمتها من الهبالة وهي الغنيمة وقال الجاحظ: الهبالة الطلب وأنشد: (الكامل). ولاحشأنك مشقصا * أوسا أويس من الهباله أي لاحشانك مشقصا عصا بدل ما تطلبه (وفي اللسان (هبل) الهبالة: اسم ناقة لاسماء بن خارجة ثم ذكر البيت وبهامش الفائق 3 / 190: (في اللسان قال = (*)
[ 37 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ] في حديث أبي ذر [ رحمه الله - (2) ] حين ذكر القيام في شهر رمضان ع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فلما كانت ليلة ثالثة بقيت قام بنا حتى خفنا أن يفوتنا الفلاح، قيل: وما الفلاح ؟ قال: السحور، وأيقظ في تلك الليلة أهله وبناته ونساءه (3). = أوس بن خارجة يصف ذئبا الخ كقوله من ماء زمزم في قوله (الطويل) فليت لنا من ماء زمزم شربة * مبردة باتت على الطهيان) وبهامش الفائق (البيت للاحول الكندي ويعني ماء زمزم الطهيان كأنه اسم لقلة الحبل أو خشبة عليها الماء). (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه هشيم قال أخبرنا داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال حدثنا أبو ذر قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان فلم يقم بنا في شئ من الشهر حتى إذا كانت ليلة سابعة بقيت قام بنا إلى ثلث الليل ثم لم يقم بنا ليلة سادسة بقيت فلما كانت ليلة خامسة بقيت قام بنا إلى شطر الليل فقلنا يارسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال إن الرجل إذا قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلته قال ثم لم يقم بنا ليلة رابعة بقيت فلما كانت ليلة ثالثة بقيت قام بنا حتى خفنا أن يفوتنا الفلاح قلت: وما الفلاح ؟ قال: السحور وأيقظ في تلك الليلة أهله وبناته ونساءه الحديث في (د) رمضان: 1، (ن) سهو: 103 (جه) اقامة: 173 و (دي) صوم: 54 (حم) 5: 163 والفائق 2 / 298. (*)
[ 38 ]
قوله: الفلاح (1) هو السحور، وأصله (1) البقاء قال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية الجهلاء: [ المنسرح ] لكل هم من الهموم سعه * والمسي والصبح لا فلاح معه (2) يقول: ليس مع كر الليل (3) والنهار بقاء [ قال - (4) ] ومنه قول عبيد [ بن الأبرص - (4) ]: [ الرجز ] أفلح بما شئت فقد يبلغ بال * - ضعف وقد يخدع الأريب (5) [ قوله: أفلح - (6) ] يقول: عش بما شئت من عقل أو (7) حمق، فقد يرزق الأحمق ويحرم العاقل. وقد يقال إنما قيل لأهل الجنة: مفلحون - لفوزهم ببقاء الأبد في الجنة، فكأن معنى الحديث أن السحورية بقاء الصوم، فلهذا سماه فلاحا. (1 - 1) في ل ور ومص: تفسيره في الحديث وهو على ما قيل وأصل الفلاح. (2) البيت في الاغاني 16 / 154 حماسة ابن الشجري 137 البيان والتبيين 3 / 341 واللسان (فلح). (3) من ل ور ومص وفي الاصل: الليالي. (4) من ل. (5) البيت في ديوانه ص 7 وفيه (يخدع) مكان (يخدع) وفي اللسان (فلح) برواية (بالنوك) بدل (بالضعف). (6) من ل ور. (7) في مص: و. (*)
[ 39 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي ذر [ رحمه الله - (2) ] أنه مر به قوم بالربذة وهم محرمون وقد تزلعت أيديهم وأرجلهم فسألوه: بأي شئ نداويها فقال: بالدهن (3). قوله: تزلعت أيديهم، يعني تشققت، والتزلع الشقاق (5). وفي هذا الحديث من الفقه أنه رخص لهم في الدهن ما لم يكن فيه طيب، فإذا كانت فيه [ طيب - (1) ] وجبت فيه الكفارة. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي ذر [ رحمه الله - (2) ] عند إسلامه وكان قدم مكة هو وأخوه فذكر أنه [ كان - (1) ] يمشي نهاره فإذا كان الليل سقطت كأني خفاء (6). فالخفاء - ممدود: [ و - (2) ] هو الغطاء وكل شئ غطيته بشئ من كساء (1) من ل ور ومص (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه غندر عن شعبة عن أشعث بن أبي الشعثاء عن مرة بن خالد عن أبي ذر - الحديث في الفائق 1 / 539 (4) في ل: قال أبو عبيد. (5) قال الزمخشري في الفائق (التزلع والتسلع: التشقق قال الراعي: (الطويل) وغملي نصى بالمتان كأنها * ثعالب موتى جلدها قد تزلعا). (6) الحديث في الطبقات الكبير ج 4 ق ص 161 والفائق 1 / 360 واسم أخيه انيس كما في الطبقات الكبير. (*)
[ 40 ]
(1) أو ثوب (1) أو غيره (2) فذلك الغطاء هو (2) خفاء، وجمعه أخفية (3) قال ذو الرمة: [ البسيط ] عليه زاد وأهدام وأخفية * قد كاد يجترها عن ظهره الحقب (4) وفي هذا الحديث أنه قال: نافر أخي رجلا (5) فالمنافرة (6) أن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه، ثم يحكما بينهما رجلا كفعل علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل حين تنافرا إلى هرم بن قطبة الفزاري، وفي ذلك يقول الأعشى (1) يمدح عامرا ويحمل على علقمة (1): [ السريع ] قد قلت شعري فمضى فيكما * واعترف المنفور للنافر (7) (1 - 1) ليس في ر. (2 - 2) في ل: فهو. (3) كذا في المغيث ص 201. (4) البيت كذلك في اللسان (خفا) وفي ديوانه ص 31 (يستلها) موضع (يجترها) وفي رواية: (يخبرها). بهامش ل: (أهدام) الثياب الخلق (أخفية) أغطية وبهامش الاصل (الحقب بفتح الحاء وفتح القاف: حبل يشد به (الرحل) إلى بطن البعير كي لا يجتذبه التصدير تمت ش (باب الحاء والقاف)). (5) انظر الطبقات الكبير ج 4 ق 1 ص 161. (6) بهامش الاصل (المنافرة: المحاكمة بالفاء المنقوطة بواحدة). (7) البيت كذلك في اللسان (نفر) وفي ديوانه 106 (قد قلت قولا فقضى بينكم). وفي المغيث ص 580 (قد قلت شعري فمضى فيكم) وفيه أيضا: (ويريد أبو ذر رضى الله عنه أيضا المفاخرة بالشعر). (*)
[ 41 ]
فالمنفور: المغلوب، والنافر: الغالب وقد نفره ينفره [ وينفره - (1) ] نفرا - إذا غلب عليه. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي ذر [ رحمه الله - (1) ] (3) أنه قال (3): إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال: إنما (4) دون جسر جهنم (5) طريق ذو دحض (5) ومزلة. الدحض: الزلق والمزلة والمزلة [ مثله - (6) ] لغتان. أحاديث (7) عمار (*) بن ياسر [ رحمه الله - (1) ] وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عمار [ بن ياسر - (2) ] [ رحمه الله - (1) ] (1) من مص. (2) من ل ور ومص. (3 - 3) ليس في ل. (4) ليس في ل وفي الفائق (إن ما). (5 - 5) في (حم) 5: 159 والفائق 1 / 391 (طريقا ذا دحض). (6) من ل ومص. (7) في ر ومص: حديث. (*) عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوديم بن ثعلبة بن عوف العنسى القحطاني أبو اليقظان صحابي كان من السابقين الاولين هو وأبوه هاجر إلى المدينة وشهد بدرا والمشاهد كلها هو أول من بني مسجدا في الاسلام بناه في المدينة وسماه قباء كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقبه (الطبيب المطيب) ولاه عمر رضي الله عنه الكوفة فأقام زمنا وعزله عنها. شهد الجمل وصفين مع علي رضي الله عنه وقتل بصفين سنة 37 ه وهو ابن 93 سنة ودفن هناك بصفين. له 62 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 7 / 409 = (*)
[ 42 ]
حين أوجز (1) الصلاة وقال: إني كنت أغاول حاجة لي (2). / قال أبو عمرو: والمغاولة المبادرة في السير وغيره قال جرير يذكر رجلا أغارت عليه الخيل: [ الكامل ] عاينت مشعلة الرعال كأنها * طير تغاول في شمام وكورا وقال معن [ بن أوس - (4) ] يصف الناقة: [ الطويل ] تشج بي العوجاء كل تنوفة * كأن لها بوا بنهي تغاوله (5) قال أبو عبيد: وأصل هذا من الغول وهو البعد يقال (6): هون الله عليك غول هذا الطريق، (7) يعني البعد (7) والغول أيضا من الشئ يغولك: يذهب = الاصابة 4 / 273). (1) زاد في ر: في. (2) الحديث في الفائق 2 / 241. (3) البيت في اللسان (غول) وفي ديوانه المطبوع بالمطبعة العلمية بمصر سنة 1313 ه / 134 ولكن في اللسان في مادة (شعل) (والصحيح أنه للاخطل). وبهامش الاصل (المشعلة: المتفرقة الرعال: جماعات الخيل تمت من ش (باب الراء والعين والشين والعين)) وبهامش ل (جبل) انظر معجم البلدان 5 / 292 وذكر فيه ياقوت أن البيت لجرير. (4) من مص. (5) البيت في اللسان (شجج) بدون نسبة بهامش الاصل (تشج - بالجيم أي تشق العوجاء بالعين مهملة يعوج في سيرها من النشاط). (6) في ل: يقول. (7 - 7) ليس في ل. (*)
[ 43 ]
بك قال لبيد يصف (1) ثورا: [ الطويل ] ويبرى عصيا دونها متلئبة * يرى دونها غولا من الرمل غائلا (2) وفي هذا الحديث من الفقه التوجيز (3) في الصلاة إذا (4) كان ذلك (4) بإتمام الركوع والسجود وقد روي عنه في هذا حديث آخر (5) أنه سئل عن ذلك فقال: إني بادرت الوسواس. (6) قال أبو عبيد (6): فرأى تعجيل الصلاة مع السلامة أقرب إلى البر من طولها مع الوسوسة، وكذلك حديث الزبير (7) أنه قيل له: ما بالكم (8) يا أصحاب محمد أخف الناس صلاة ؟ فقال: إنا نبادر الوسواس. (1) في ل ور ومص: يذكر. (2) كذا في ديوانه ص 239 واللسان والتاج (غول) وفي رواية من الديوان: وبات يريد الكن لو يستطيعه * يعالج رجافا من الترب غائلا. وبهامش ل ((متلئبة): مستوية مرتفعة). (3) في ل ور ومص: التجوز. (4 - 4) في ل: يبادر حاجة ولا يكون ذلك إلا. (5) زاد في ل ور ومص: قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود. عن زر عن عمار. (6 - 6) ليس في ل. (7) زاد في ل ور ومص: قال حدثنا إسحاق الازرق عن عوف عن (في ل ور: بن - خطأ) أبى رجاء العطاردي عن الزبير. (8) في ل: ما لكم. (*)
[ 44 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عمار [ رحمه الله - (2) ] أنه لبس تبانا صلى في تبان وقال: إني ممثون (3). قال الكسائي: الممثون الذي يشتكي مثانته، ويقال منه: رجل مثن وممثون. [ فقال - (1) ] [ أبو عبيد - (4) ] وكذلك إذا ضربته على مثانته قلت (5): مثنته أمثنه (6) وأمثنه (6) مثنا فهو ممثون [ وهذا - (1) مثل قولهم إذا اشتكى رأسه أو ضرب على رأسه قيل: مرؤوس، ومن الفؤاد: مفؤود وعلى هذا عامة ما في الجسد، ولهذا قيل: للذي به المشي (7): مبطون، وكذلك: مصدور - إذا كان يشتكي صدره ومنه قول عبيدالله (8) بن عبد الله بن (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه مروان بن معاوية (الفزاري) عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن عمار الحديث في الفائق 1 / 128 بهامش الاصل (التبان - تاء مثناة فوق بعدها موحدة تحت وزن فعال بضم الفاء وتشديد العين: سراويل صغير تؤنثه العرب جمعه تبابين) وفي الفائق (سراويل الملاحين). (4) من ل. (5) في ل: قيل وفي ر ومص: ويقال. (6 - 6) ليس في ر. (7) بهامش الاصل (أمشاه ومشاه أي أسهل بطنه - تمت ش (باب الميم والشين)). (8) عبيدالله بن عبد الله بن عقبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله مفتى المدينة = (*)
[ 45 ]
عتبة (1) بن مسعود (1) حين قال له عمر بن عبد العزيز: حتى متى تقول هذا الشعر ؟ فقال عبيدالله: [ الرجز ] لا بد للمصدور من أن يسعلا (2) أبو عبيد: في حديث عمار [ رحمه الله - (3) ] أنه ذكر عنده أن أبا موسى كره كسر القرن في الأضحية، فقال: الخصاء أشد منه ولا بأس به (4). قال أبو زيد: الخصاء أن تسل أنثييه (5) سلا فإن رضضتهما رضا ولم تخرجهما فذلك الوجاء وقد وجأته وجأ (6) فإن شققت الصفن فأخرجتهما بعروقهما فذلك المثن وقد مثنته مثنا فهو ممثون، وإن شددتهما حتى = من أعلام التابعين له شعر جيد أورد أبو تمام قطعة منه في الحماسة وأبو الفرج كثيرا منه في الاغاني وهو معلم عمر بن عبد العزيز كان ثقة عالما فقيها كثير الحديث والعلم بالشعر قد ذهب بصره مات بالمدينة في سنة 98 ه (انظر تذكرة الحفاظ 1 / 74 تهذيب التهذيب 7 / 23). (1 - 1) ليس في ل ور ومص. (2) زاد في ل ور ومص: قال أبو عبيد سمعت عبد الله بن إدريس يحدثه - الحديث في الفائق 2 / 17 والمصراع في اللسان (صدر). (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم وأبو معاوية ويزيد كلهم عن حجاج عن عمير بن سعيد أنه سمع عمارا يقوله - ليس الحديث في الفائق ولا في النهاية. (5) في ل: انثياه. (6) زاد في ل: مقصور مهموز. (*)
[ 46 ]
تسقطا من غير نزع فهو العصب وقد عصبته عصبا فهو معصوب (1). (2) أحاديث (3) عبد الله (*) بن مسعود (4) رضي الله عنه (4) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن مسعود (4) رضي الله عنه (4) جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم ولا ينأى عنه كبيركم فإن الشيطان يخرج من البيت (5) تقرأ فيه سورة البقرة (6). (1) زاد في ل: يتلوه أحاديث عبد الله بن مسعود صلى الله على محمد النبي وعلى آله وسلم تسليما. (2) زاد في ل: الجزء السابع عشرة (كذا) من غريب الحديث عن أبي عبيد القاسم ابن سلام رحمه الله - بسم الله الرحمن الرحيم. (3) في ر ومص: حديث. (*) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن أسلم بمكة قديما وهاجر الهجرتين شهد بدرا والمشاهد كلها كان صاحب نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول من جهر بقراءة القرآن بمكة كان رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في ترحاله وحله وغزواته يدخل عليه كل وقت ويمشي معه. ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيت مال الكوفة ثم قدم المدينة في خلافة عثمان رضي الله عنه فتوفى فيها عن نحو ستين عاما في سنة 32 ه كان يحب الاكثار من التطيب فإذا خرج من بيته عرف جيران الطريق أنه مر من طيب رائحته له في الصحيحين 848 حديثا (انظر الاصابة 4 / 127 تهذيب التهذيب 6 / 27 صفة الصفوة 1 / 154). (4 - 4) ليس في ل ور. (5) في ر: الباب. (6) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه غندر وحجاج عن شعبة عن سلمة ابن كهيل عن أبي الاحوص عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 186. (*)
[ 47 ]
[ قال أبو عبيد و - (1) ] قد اختلف الناس في تفسير قوله: جردوا القرآن، فكان إبراهيم يذهب به إلى نقط المصاحف (2) ويقول: جردوا القرآن ولا تخلطوا به غيره: (3) قال أبو عبيد (3): وإنما نرى [ أن - (4) ] إبراهيم كره هذا مخافة أن ينشأ نشوء يدركون المصاحف منقوطة فيرى (5) أن النقط من القرآن، ولهذا [ المعنى - (6) ] كره من كره الفواتح والعواشر (7) وقد ذهب به كثير من الناس إلى أن يتعلم وحده ويترك الأحاديث / قال أبو عبيد: وليس لهذا عندي وجه، وكيف يكون عبد الله أراد هذا وهو يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث كثير ولكنه (1) من مص. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم أنه كان يكره نقط المصاحف. (3 - 3) ليس في ل. (4) من ر ومص. (5) في ل ور ومص: فيروا. (6) من ل ومص. (7) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله أنه كره التعشير في المصحف وهذا وجه من تأويل قوله: جردوا القرآن وقد روى في حديث آخر عن عبد الله أن رجلا قرأ عنده فقال استعيذ بالله من الشيطان الرجيم فقال عبد الله: جردوا القرآن - هذه الرواية في الفائق 1 / 186 وبهامش الاصل (العاشرة واحدة العواشر من القرآن وهي التي تكمل بها عشر آيات ويقال إن القرآن ستمائة عاشرة وثلاث وعشرون عاشرة). (*)
[ 48 ]
عندي (1) ما ذهب إليه إبراهيم وما ذهب إليه عبد الله نفسه وفيه وجه آخر وهو عندي من أبين هذه الوجوه أنه أراد بقوله: جردوا القرآن، أنه حثهم على أن لا يتعلم شئ من كتب الله (2) غيره (1)، لأن ما خلا القرآن من كتب الله (3) إنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وليسوا بمأمونين عليها، وذلك بين في حديث [ آخر - (4) ] عن (1) عبد الله نفسه (5) عن عبد الرحمن ابن الأسود عن أبيه قال: أصبت أنا وعلقمة صحيفة (6) فانطلقنا إلى عبد الله فقلنا: هذه صحيفة فيها حديث حسن، قال: فجعل عبد الله يمحوها بيده ويقول: " نحن نقص عليك أحسن القصص (7) "، ثم قال: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره وكذلك حديثه الآخر: لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ، فعسى أن يحدثوكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، وكيف يهدونكم وقد أضلوا أنفسهم ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتب، فغضب فقال: أمتهوكون (8) فيها يا ابن الخطاب (9) ؟ والحديث (1) ليس في ر. (2) زاد في ر ومص: تبارك تعالى. (3) زاد في ر: جل ثناؤه وفي مص: تبارك وتعالى. (4) من ل. (5) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه محمد بن عبيد عن هارون بن عنترة. (6) زاد في ل: فيها حديث حسن. (7) سورة 12 آية 3. (8) بهامش الاصل (التهوك: التحير - تمت ش (باب الهاء والواو). (9) قد سبق الحديث بألفاظ مختلفة - انظر 3 / 28. (*)
[ 49 ]
في كراهة هذا كثير، فأما مذهب من ذهب إلى ترك أحاديث النبي عليه السلام فهذا باطل لأن فيه إبطال السنن، ومما يبين ذلك حديث عمر حين وجه الناس إلى العراق فقال: جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم (1) ففي قوله: أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يبين لك أنه لم يرد بتجريد القرآن ترك الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رخص في القليل منه، وهذا يبين لك أنه لم يأمر بترك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه أراد عندنا علم أهل الكتب للحديث الذي سمع من النبي عليه السلام فيه حين قال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ومع هذا انه كان يحدث عن النبي عليه السلام بحديث كثير. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] لا يكونن أحدكم إمعة، قيل: وما الإمعة ؟ قال: الذي يقول: أنا مع الناس (4). قال أبو عبيد: لم يكره عبد الله من هذا الكينونة مع الجماعة، ولكن أصل الإمعة هو الرجل الذي لا رأي له ولا عزم فهو يتابع (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه أبو بكر عن أبي حصين يرفعه إلى عمر وذلك أنه (قد) كان روى (حديث) الكراهة في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم. (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) الحديث في الفائق 1 / 43 وفيه (الامعة: الذي يتبع كل ناعق ويقول لكل أحد: أنا معك لانه لا رأى له يرجع إليه ووزنه فعلة كدمنة ولا يجوز الحكم عليه بزيادة الهمزة لانه يست في الصفات افعلة وهي في الاسماء أيضا قليلة). (*)
[ 50 ]
كل أحد على رأيه ولا يثبت على شئ، وكذلك الرجل الإمرة، هو الذي يوافق كل إنسان على ما يريد من (1) أمره كله. ويروى عن عبد الله أنه قال: كنا نعد الإمعة في الجاهلية الذي يتبع الناس إلى الطعام من غير أن يدعى، وإن الإمعة فيكم اليوم المحقب الناس دينه (2) والمعنى الأول يرجع إلى هذا. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (4) ] أن التمائم والرقى والتولة من الشرك (5). قال الأصمعي: هي (6) التولة بكسر التاء (7)، وهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها. (8) قال أبو عبيد (8): ولم أسمع على هذا المثال في الكلام (9) إلا حرفا واحدا (9)، (1) في ل: في. (2) الحديث في الفائق 1 / 43 وبهامش الاصل (المحقب: الذي يقلد الناس دينه لكل أحد بلا حجة ولا برهان ولا روية واشتقاقه من الارداف على الحقبة (انظر اللسان (حقب))). (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (5) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه غندر عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 139 وشمس العلوم باب التاء والواو (د) طب: 17 (جه) طب: 39 (حم) 1: 381. (6) ليس في ر. (7) زاد بهامش الاصل: (فتح الواو). (8 - 8) ليس في ل. (9 - 9) في ل ومص: غير حرف واحد. (*)
[ 51 ]
قال: يقال: هذا شئ طيبه يعني الشئ الطيب قال أبو عبيد: وإنما أراد بالرقى والتمائم عندي ما كان بغير لسان / العربية مما لا يدرى ما هو (1)، فأما الذي يحبب المرأة إلى زوجها فهو عندنا من السحر (2). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (4) ] إنكم (1) بهامش الاصل (وقيل خرزة رقطاء كانوا يتعلقونها في العنق والعضد تسمى التميمة فكرهها لئلا يقال هي التي دفعت الضر - تمت من ش (باب التاء وما بعدها من الحروف في المضاعف الاسماء)). (2) قال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 54: (وهذا يدل أن التمائم عند أبي عبيد المعاذات التي يكتب فيها وتعلق. قال أبو محمد: وليست التمائم إلا الخرز وكان أهل الجاهلية يسترقون بها ويظنون بضروب منها أنها تدفع عنهم الآفات ويخبرني رجل من عظماء الترك وأخو خاقان ملك الخزر (من بلاد الترك انظر معجم البلدان 3 / 432 - 435) أنهم يستمطرون بخرز عندهم وأحجار وكان مذهب الاعراب فيها كمذهبهم قال الشاعر: (الطويل) إذا مات لم تفلح مزينة بعده * فنوطي عليه يا مزين التمائما أي علقي عليه هذا الخرز ليقيه أسباب المنايا وأخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو زيد أن التميمة خرزة رقطاء). وبهامش الاصل (قال في الشمس (باب التاء والواو): (التولة) سحر تحبب به المرأة إلى زوجها) وفيه أيضا وأما في حديث ابن مسعود أن التمائم والرقي والتولة من الشرك قيل: يعني الرقي التي هي بغير لسان العرب فأما الرقي بالقرآن وأسماء الله تعالى فلا بأس بها وقيل: إنما جعلها من الشرك إذا ظن أنها ترفع العاهات دون الله تعالى) وفي الفائق 1 / 139 (هي من التولة والدولة وجاء فلان بتولاته ودولاته). (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (*)
[ 52 ]
مجموعون في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر (1). قال الأصمعي: هكذا سمعت ابن عون يقولها: وينفذهم البصر (2)، يقال [ منه - (3) ]: أنفذت القوم - إذا خرقتهم ومشيت في وسطهم، قال: فإن جزتهم حتى تخلفهم قلت: نفذتهم أنفذهم (4) قال أبو زيد: ينفذهم البصر إنفاذا (5) - إذا جاوزهم، قال الكسائي: يقال: نفذني بصره ينفذني - أي بلغني وجاوزني. قال أبو عبيد: فالمعنى أنه ينفذهم بصر الرحمن (6) عز وجل (6) حتى يأتي عليهم كلهم ويسمعهم داعيه. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله (8) [ رحمه الله - (9) ] قال: انتهيت إلى أبي جهل (10) يوم بدر وهو صريع فقلت: قد أخزاك الله (1) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثنيه معاذ عن ابن عون عن أبي وائل عن ابن مسعود - الحديث في الفائق 1 / 117. (2) ليس في ل ور ومص. (3) من ل ور. (4) ليس في ر. (5) ليس في ل. (6 - 6) في ل ور ومص: تبارك وتعالى. (7) من ل ور ومص. (8) زاد في ل: بن مسعود. (9) من مص. (10) هو مرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم في صدر الاسلام أحد سادات قريش وأبطالها ودهاتها في الجاهلية كان يقال له (أبو الحكم) فدعاه المسلمون (أبا جهل) سأله الاخنس بن شريق الثقفي وكانا قد استمعا شيئا من القرآن، ما رأيك يا أبا الحكم فيما سمعت من محمد ؟ فقال: ماذا سمعت تنازعنا نحن وبنو عبدمناف الشرف أطعموا فأطعمنا = (*)
[ 53 ]
يا عدو الله فوضعت رجلي على مذمره، فقال: يا رويعي الغنم لقد ارتقيت مرتقى صعبا، لمن الدبرة اليوم ؟ فقلت: لله ولرسوله قال: ثم احتززت رأسه وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1). قال الأصمعي: المذمر هو الكاهل و (2) العنق وما حوله إلى الذفرى ومنه قيل للرجل الذي يدخل يده في حياء الناقة لينظر أذكر جنينها أم أنثى: مذمر، لأنه يضع يده ذلك الموضع فيعرفه قال ذو الرمة: [ الطويل ] حراجيج مما ذمرت في نتاجها * بناحية الشحر الغرير وشدقم (4) يعني أنها من إبل هؤلاء فهم يذمرونها وقال الكميت: [ المتقارب ] وقال المذمر للناتجين * متى ذمرت قبلي الأرجل (5) يقول: إن (6) التذمير إنما هو في الأعناق لا في الأرجل (7). وأما المدمر -. = وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه واستمر على عناده يثير الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفتر عن الكيد لهم والعمل على إيذائهم حتى كانت وقعة بدر الكبرى سنة 2 ه فشهدها مع المشركين فكان من قتلاها. (1) الحديث في الفائق 1 / 439. (2) في ل: أو. (3) زاد في ل: يصف الابل. (4) في الاصل (بناحية الشدق) والتصحيح من ديوانه ص 566 ول ور ومص واللسان (ذمر غرر) وبهامش الاصل (الشدق: عرض الوادي). (5) البيت في اللسان (ذمر). (6) في ل: إنما. (7) بهامش الاصل (قال أحيحة بن الجلاح: (الوافر) وما تدري إذا ذمرت سقبا * لغيرك أم يكون لك الفصيل = (*)
[ 54 ]
بالدال، فإنه الصائد (1) يقتر للصيد (1) يدخن بأوبار الإبل وغيرها (2) حتى لا يجد الصيد ريح الصائد (3) قال أوس بن حجر: [ الطويل ] فلاقى عليها من صباح مدمرا * لناموسه من الصفيح سقائف (4) وفي حديث آخر لعبدالله أنه لما قال لأبي جهل ما قال قال أبو جهل: أعمد (5) من سيد قتله قومه (6). = تمس ترى في الفصيل حين يبدو فتعرف هل هو ذكر أم أنثى ويمس غليانه فيعرف - تمت ش (باب الذال والميم). (1 - 1) ليس في ل. (2) زاد في ل: للصيد. (3) زاد في ل: فتنفر. (4) وقع في الاصل (لناموسه من السقيف صفائح) محرفا والتصحيح من ديوانه ص 16 ول ور ومص واللسان (دمر سقف) وفي الديوان (فلاقي عليه). بهامش مص (صباح قبيلة من عبد القيس). وبهامش الاصل (الناموس فترة الصائد) تمت ش (باب النون والميم) والسقيفة من الخوص وهو حزام الرحل امنا) وقال الزمخشري في الفائق 1 / 439 ((الديرة) بالسكون: الهزيمة من الادبار يقال: لمن الدبرة ؟ أي من الهازم وعلى من الدبرة أي من المهزوم). (5) بهامش الاصل (في ش: أعمد منه أي أعجب منه - تمت (باب العين والميم)). (6) زاد في ل ور ومص: يروي ذلك عن زيد بن أبي أنيسه عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 439 وفيه (أعمد من عمدني كذا إذا أوجعني فعمدت أي وجعت واشتكيت أعمد أي أتوجع من أن يقتل القوم سيدهم وأشتكي وقيل: عمد عليه إذا غضب فمعناه أغضب من ذلك). (*)
[ 55 ]
(1) قوله: أعمد، يقول (1): هل زاد على سيد قتله قومه ؟ أي هل كان إلا هذا - يقول (2): إن هذا ليس بعار، قال: وكان أبو عبيدة يحكي عن العرب: أعمد من كيل محق - أي هل زاد على هذا، بلغني ذلك عن أبي عبيدة وقال ابن ميادة المري: [ الطويل ] تقدم قيس كل يوم كريهة * ويثني عليها في الرخاء ذنوبها وأعمد من قوم كفاهم أخوهم * صدام الأعادي حين فلت نيوبها (3) يقول: هل زدنا على أن كفينا إخوتنا (4). وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (6) ] وذكر القرآن فقال: لا يتفه ولا يتشان (7). قوله: لا يتفه، قال أبو عمرو: هو من الشئ التافه، (8) وهو الخسيس (8) الحقير، ومنه قول إبراهيم: تجوز شهادة العبد في الشئ التافه (9)، (1 - 1) في ل: قال فمعناه. (2) في ل: يعني. (3) البيتان لابن ميادة كما في اللسان (عمد) ثم قال (ونسبه الازهري لابن مقبل) والبيت الثاني في الفائق ونسبه الزمخشري لابن ميادة. (4) في الاصل ور ومص: أخواتنا والتصحيح من ل. (5) من ل ور ومص. (6) من مص. (7) الحديث في (حم) 1: 405 والفائق 1 / 133 وسبق في 3 / 153. (8 - 8) كان في الاصل: وهو من الخسيس. (9) سبق القول في 3 / 153. (*)
[ 56 ]
يقول: فلا يكون القرآن كذلك. وقوله: لا يتشان - يقول: لا يخلق، وهو مأخوذ من الشن وهو الجلد [ الخلق - (1) ] البالي (2) ومن ذلك حديث عائشة (3) رضي الله عنها (3) وذكرت جلد شاة ذبحوها فقالت: فنبذنا (4) فيه حتى صار شنا (5) - أي صار خلقا، والقربة شنة، والجمع من ذلك شنان وفي حديث [ لعبدالله - (6) ] آخر: لا يخلق على كثرة الرد (7) فهذا يبين لك / أنه غض (8) أبدا جديد، وفيه لغتان يقال: خلق (9) وأخلق (10). * (هامش (1) من ل ور ومص. (2) وفي الفائق 1 / 133 (التشان: الاخلاق من الشن وهو الجلد اليابس البالي أي هو حلو طيب لا تذهب طلاوته ولا يبلى رونقه وطراوته بترديد القراءة كالشعر وغيره... ويجوز أن يكون من تفه الثوب إذا بلى ولا يتشان تأكيدا له ويجوز أن يكون من تفه الشئ إذا قل وحقر أي وهو معظم في القلوب ابدا. وقيل معنى التشان الامتزاج بالباطل من الشنانة وهي اللبن المذيق). (3 - 3) ليس في ل ور. (4) بهامش الاصل: مأخوذ من النبيذ أي جعلنا فيه النبيذ). (5) الحديث في الفائق 1 / 678. (6) من ل وفي ر ومص: له. (7) كذا الحديث لعبد الله في (ت) ثواب القرآن: 4 (دي) فضائل القرآن: 1 وفي الفائق 1 / 133 (قول علي عليه السلام: لا تخلق بكثرة الرد). (8) بهامش الاصل (الغض: الطري). (9) بهامش الاصل (خلق - بضم اللام يخلق بضمها أيضا إذا يلي هكذا في ش (باب الخاء واللام) وما وجد فيها: خلق - بكسر اللام يخلق بفتحها - إذا بلى - فافهم) وفي اللسان (خلق) (خلق الشئ خلوقا وخلوقة وخلق خلاقة وخلق وأخلق إخلاقا وأخلولق: بلى). (10) زاد في ل: وسمل وأسمل ونهج وأنهج. (*)
[ 57 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله رحمه الله - (2) ] أنه أتاه زياد بن عدي - وقال بعضهم: عدي - فوطده إلى الأرض وكان رجلا مجبولا عظيما فقال عبد الله: اعل عني، فقال: لا، حتى تخبرني متى يهلك الرجل وهو يعلم، فقال: إذا كان عليه إمام - أو قال: أمير - إن أطاعه أكفره، وإن عصاه قتله (3). قال أبو عمرو: الوطد غمزك الشئ في الأرض وإثباتك إياه يقال منه: وطدته أطده وطدا - إذا وطئته وغمزته وأثبته، فهو موطود قال الشماخ (4) بن ضرار التغلبي (4): [ البسيط ] فالحق ببجلة ناسبهم وكن معهم * حتى يعيروك مجدا غير موطود (5) بجلة حي من سليم، إذا نسبت إليهم قلت: بجلي (6). وبعضهم يقول في (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثناه إسحاق الازرق عن عوف عن أبي المنهال عن أبي العالية عن زياد بن عدى أنه فعل ذلك بعبد الله - الحديث في الفائق 3 / 171. (4 - 4) ليس في ل. (5) البيت في اللسان (وطد) وفي ديوانه ص 25 المطبوع بمصر سنة 1327 ه وفيه (بنجلة) مكان (ببجلة). (6) زاد في ل: (ولم يقل بجلي). قال السمعاني في الانساب (2) 94): (البجلي - بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الجيم هذه النسبة إلى مجلة وهم رهط من سليم بن منصور يقال لهم: بنو بجلة نسبوا إلى أمهم بجلة بنت هناءة بن مالك = (*)
[ 58 ]
[ هذا - (1) ] الحديث: إن زيادا أتاه فأطره إلى الأرض، فإن كان محفوظا (2) فإن الأطر العطف، والأول أجود في المعنى. وقوله: مجبول، هو العظيم الخلق. وقوله: اعل عني [ أي - (3) ] ارتفع، قال الكسائي: يقال: اعل على الوسادة وعال عنها - أي تنح عنها (4). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (5) ] أنه رأى رجلا شاخصا بصره إلى السماء في الصلاة فقال: ما يدري هذا لعل بصره سيلتمع قبل أن يرجع إليه (6). قال أبو عمرو (7): يلتمع (8) مثل يختلس، يقال: التمعنا القوم - أي = ابن فهم الازدي). وفي 2 / 91: (البجلي - بفتح الباء المنقوط بواحدة والجيم هذه النسبة إلى قبيلة بجيلة وهو ابن انمار بن اراش بن عمرو بن الغوث أخى الاسد بن الغوث وقيل إن بجيلة اسم أمهم وهي من سعد العشيرة وأختها باهلة ولدتا قبيلتين عظيمتين). (1) من ل ور. (2) في ل ور ومص: هذا هو المحفوظ. (3) من ل ور ومص. (4) بهامش ل (قال الشيخ، اعل على الوسادة واعل الوسادة أي أجلس عليها واعل عنها أي قم عنها). (5) من مص. (6) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه هشيم عن حصين عن إبراهيم عن عبد الله - الحديث في الفائق 2 / 476. (7) في ل: أبو عبيد. (8) بهامش الاصل (في الشمس (باب اللام والميم): سيلتمع أي يختلس). (*)
[ 59 ]
ذهبنا بهم وقال القطامي: [ الوافر ] زمان الجاهلية كل حي * أبرنا من فصيلتهم لماعا (1) قال أبو عبيد: ومن هذا قيل: قد التمع لونه - إذا ذهب (2)، ومثله انتقع، و (3) امتقع واللمعة في غير هذا [ هو - (4) ] الموضع لا يصيبه الماء في الغسل والوضوء من الجسد. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (5) ] قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأكرينا (6) في (7) الحديث، ثم ذكر حديثا طويلا في أشراط الساعة (8). (1) البيت في اللسان (لمع): وفي ديوانه ص 36 (فصيلته) مكان (فصيلتهم). وبهامش الاصل (الفصيل: الحائط القصير دون سور المدينة والفصيل: ولد الناقة يفصل عنها. واللمعة - بالضم: بضعة من الكلأ جمعها لماع). (2) في الفائق 2 / 476 (التمع لونه والتمى إذا ذهب قال مالك بن عمرو التنوخي: (المنسرح) ينظر في أوجه الركاب فما * يعرف شيئا فاللون ملتمع ويقال امتلعه وامتعله والتمعه بمعنى إذا اختلسه والمع به مثلها). (3) زاد في ل: يقال. (4) من ل ور ومص. (5) من مص. (6) بهامش الاصل (أي أكثرنا). (7) ليس في ل. (8) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثناه عبد الوهاب بن عطاء باسناد له عن عبد الله في حديث طويل (في أشراط الساعة) الحديث في الفائق 2 / 408. (*)
[ 60 ]
قوله: أكرينا، قال أبو عمرو: يعني أطلنا، وكل شئ أطلته و (1) أخرته فقد أكريته وكان (2) أبو عبيدة ينشد بيت الحطيئة: [ الوافر ] وأكريت العشاء إلى سهيل * أو الشعرى فطال بي الأناء (3) وغيره يرويه: [ و ] آنيت العشاء إلى سهيل (4). وقال ابن أحمر يذكر الظل نصف النهار [ فقال - (5) ] [ الكامل ] والظل لم يقصر ولم يكرى (6) يقول: هو على طول صاحبه [ قائم - (5) ] معه، كما قال الأعشى: [ الخفيف ] إذا الظل أحرزته الساق (7) (1) في ر: أو. (2) من ل ور ومص وفي الاصل: قال - تحريفا. (3) البيت كذلك في اللسان (كرا) بهامش الاصل (الاناء - بفتح الهمزة وزن فعال مصدر أي التأخير تمت ش (باب الهمزة والنون)). (4) زاد في ل: أو الشعري فطال بي الاناء كذا الرواية في ديوانه ص 98 واللسان (أنى). (5) من ل ور ومص. (6) في اللسان (كرا) وبهامش ل: (الكامل) وتواهقت أخفافها طبقا * والظل لم يفضل ولم يكرى (7) البيت في ديوانه ص 142: (الخفيف). في مقيل الكناس إذ وقد اليو * م إذا الظل أحرزته الساق (*)
[ 61 ]
يقول: لم ينكسر الفئ فيزداد ولم يقصر عن صاحبه، [ وقال العجاج: [ الرجز ] وانتعل الظل فصار جوربا (1) ] وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ بن مسعود - (3) ] [ رحمه الله - (1) ] أن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل (4). [ قال أبو زيد - (2) ] قوله: مئنة (5) كقولك: مخلقة لذلك، ومجدرة لذلك، ومحراة، ونحو ذلك قال الأصمعي: قد سألني شعبة عن هذا فقلت: مئنة [ يقول - (2) ] هي علامة لذاك خليق لذاك، قال أبو عبيد: يعني أن هذا مما يعرف به فقه الرجل ويستدل به عليه، وكذلك كل شئ دلك على شئ فهو مئنة له قال الشاعر: [ الكامل ] فتهامسوا شيئا فقالوا عرسوا * من غير تمئنة لغير معرس (6) (1) من مص. (2) من ل ور ومص. (3) من ل. (4) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثنيه أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 48 وزيد فيه (المسلم) بعد (الرجل). (5) بهامش الاصل (مئنة أي علامة) مشتق من لفظة إن أي مكان لقول القائل إنه أهل لكذا - سيأتي ما فيه. (6) البيت للمرار الفقعسى كما في اللسان (أتن مأن). (*)
[ 62 ]
يقول: قالوا ذلك القول في (1) غير موضع / تعريس ولا علامة تدلهم عليه (2). (1) من ل ومص وفي الاصل ور: من. (2) قال الزمخشري في الفائق 1 / 48 (قال أبو زيد: إنه لمئنة من ذاك وإنهن لمئنة أي مخلقة وكل شئ دلك على شئ فهو مئنة وأنشد: (البسيط) ومنزل من هوى جمل نزلت به * مئنة من مراصيد المئنات وأنشد (هو دكين كما في اللسان (أنن)): (الرجز) نسقى على دراجة خروس * مئنة من قلت النفوس. ويقال: إن هذا المسجد مئنة للفقهاء وأنت عمدتنا ومئنتنا). قال ابن الاثير في النهاية 4 / 80 بعد ذكره في (مأن) (وحقيقتها أنها مفعلة من معنى إن التي للتحقيق والتأكيد غير مشتقة من لفظها ان الحروف لا يشتق منها وإنما ضمنت حروفها دالة على أن معناها فيها ولو قيل: إنها اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسما لكان قولا (كذا في الفائق) ومن أغرب ما قيل فيها أن الهمزة بدل من ظاء المظنة والميم في ذلك كله زائدة. وقال أبو عبيد: معناه أن هذا مما يستدل به على فقه الرجل. قال الازهري: جعل أبو عبيد فيه الميم أصلية وهي ميم مفعلة). وفي اللسان (أنن) (قال أبو منصور: والذي رواه أبو عبيد عن الاصمعي وأبي زيد في تفسير المئنة صحيح وأما احتجاجه برأيه ببيت المرار في التمئنة للمئنة فهو غلط وسهو لان الميم في التمئنة أصلية وهي في مئنة مفعلة ليست بأصلية). فخلاصة ما ذكر كان يجب أن تذكر في مادة (أنن) لا في (مأن) لان الحق إذا كانت الميم أصلية يقال مئينة مثل معينة على فعيلة. (*)
[ 63 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: فحديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه (3). قال الأصمعي: يقول متى يحتاج إليه، وهو من الخلة (4) والحاجة قال [ الأصمعي - (5) ]: وأمل (6) علي أعرابي وصيته فقال: وإن نخلاتي للأخل الأقرب - يعني الأحوج من أهل بيته [ قال - (5) ] وكان الكسائي يذهب بذلك (7) إلى الخلة (8)، والخلة من النبات ما أكلته الإبل من غير الحمض، قال الأصمعي: والعرب تقول: الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها وهو كل نبت فيه ملوحة، فإذا ملت الخلة حولت إلى الحمض لتذهب عنها تلك الملالة ثم تعاد إلى الخلة. (9) قال أبو عبيد (9): فأراد الكسائي بقوله: متى يختل إليه - أي متى يشتهي ما عنده كشهوة الإبل للخلة قال: (10) (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 367. (4) بهامش الاصل (بفتح الخاء). (5) من ل. (6) بهامش الاصل (أي كتبني). (7) في ل ومص: به. (8) بهامش الاصل (بضم الخاء). (9 - 9) ليس في ل. (10) زاد في ل: أبو عبيد. (*)
[ 64 ]
وقول الأصمعي في هذا أعجب إلي وأشبه بالمعنى وقال كثير: [ الطويل ] فما أصبحت نفسي تبثك ما بها * ولا الأرض لا تشكو إليك اختلالها ويروى تبثك وتبثك لغتان يقال: (1) بثثته ما في نفسي (1) أبثثته - يعني لا تشكو حاجتها (2). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (4) ] في الذي لدغ (5) وهو محرم بالعمرة فأحصر فقال عبد الله: ابعثوا بالهدي واجعلوا بينكم وبينه يوم أمار (6) فإذا ذبح الهدي بمكة حل هذا (7). قال الكسائي: الأمارة (6) العلامة التي تعرف بها الشئ، يقول: اجعلوا بينكم وبينه يوما تعرفونه لكيلا تختلفوا فيه (8) وفيه لغتان: الأمار والأمارة، قال وأنشدنا الكسائي: [ الطويل ] (1 - 1) في ل: ابثثتك ما في نفسي وبثثتك والالف أعجب إليه. (2) في مص: حالها. (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (5) بهامش الاصل (لدغ يلدغ - بفتح الدال فيهما لما سمي فاعله). (6) في ل ور: الامار. (7) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه عباد بن العوام عن أبان بن تغلب عن عبد الرحمن بن الاسود عن أبيه عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 266 وفيه ((قوله: فأحصر) أي منع بسبب اللدغ من قوله تعالى: (فان أحصرتم). (8) ليس في مص. (*)
[ 65 ]
إذا طلعت شمس النهار فإنها * أمارة تسليمي عليك فسلمي (1) [ قال أبو عبيد - (2) ] وفي هذا الحديث من الفقه أنه جعل المرض إحصارا كحصر العدو، وأجاز ذلك في العمرة وقد كان بعض أهل العلم لا يرى للعمرة (3) رخصة في الإحصار، يقول: لا يزال مقيما على إحصاره محرما حتى يطوف بالبيت، يذهب إلى أن العمرة لا وقت لها كوقت الحج، وقول عبد الله هو (4) الذي عندنا عليه العمل. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (6) ] أنه أتي بسكران (7) أو شارب خمر (7) فقال: تلتلوه ومزمزوه (8). قال أبو عمرو: وهو أن يحرك ويزعزع ويستنكه حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب (9)، وهي التلتلة والترترة والمزمزة بمعنى واحد، وجمع التلتلة تلاتل وهي الحركات قال ذو الرمة يصف بعيرا: [ الطويل ] بعيد مساف الخطو غوج شمردل * تقطع أنفاس المهارى تلاتله (10) (1) البيت في اللسان (أمر) بدون نسبة. (2) من ل. (3) في ل ور ومص: للمعتمر. (4) من ل ور ومص وفي الاصل: نص. (5) من ل ور ومص. (6) من مص. (7 - 7) ليس في الفائق وفي ر: أو سارق وفي مص: أو شارب. (8) الحديث في الفائق 1 / 135. (9) كذا في المغيث ص 93 وفيه (وقال غيره: التلتلة الاقلاق). (10) البيت كذلك في اللسان (غوج) وفي (تلل شمردل) (عوج) مكان = (*)
[ 66 ]
يقول: إنها تسير بسيره فو يقلقلها في السير لتدركه. قال أبو عبيد: وهذا الحديث بعض أهل العلم ينكره لأن الحدود إذا جاء صاحبها مقرا بها فإنه ينبغي (1) للإمام أن لا يستمع منه وأن يرده ويعرض عنه (2)، كما جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ماعز بن مالك حين أقر بالزنا (3)، وكالحديث الآخر: اطردوا المعترفين، فكيف يكون أن يتلتل ويمزمز حتى يظهر سكره وهو يؤمر أن يستر على نفسه فإن كان هذا محفوظا فينبغي أن يكون (4) فعله عبد الله (4) برجل مولع بالشراب يدمنه فاستجازه لذلك (5). وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (6) ] إذا قال الرجل لامرأته: استفلحي بأمرك، أو: أمرك لك، أو: الحقي بأهلك فقبلتها = (غوج) وفي ديوانه ص 471 (أنفاس المطى) بدل (أنفاس المهارى). وبهامش الاصل (غوج - بغين معجمة: عريض الصدر شمردل: طويل المهاري بالياء والالف معا) وبهامش مص ما لفظه (الغوج: اواسع الصدر ويقال: فرس غوج اللبان أي واسع جلدة الصدر). (1) في ر: لا ينبغي. (2) ليس في ر. (3) انظر (خ) حدود: 30 (دى) حدود: 12. (4 - 4) في ل: فعل عبد الله هذا. (5) في المغيث ص 546 (قال الليث: هو أن يحرك تحريكا عنيفا لعله يعقل فيدرأ عنه الحد وتمزمزت الالية تحركت وقال أبو عمرو: المزمزة والترترة والتلتلة ان يتعتع ويقبل به ويدبر ويعنف به). (6) من مص. (*)
[ 67 ]
فواحدة بائنة (1). قال أبو عبيد: فسألت الأصمعي وأبا عمرو عن قوله: استفلحي بأمرك، / فلم يثبتا معرفته وشكا فيه، وكان أبو عبيدة يقول: هو مثل قولك: اظفري بأمرك [ و - (2) ] فوزي بأمرك واستبدي بأمرك - هذا ونحوه من الكلام قال أبو عبيد: ولا أحسب قول عبيد الأسدي (3): [ الرجز ] أفلح بما شئت فقد يبلغ بال * - ضعف وقد يخدع الأريب (4) إلا من هذا، إنما أراد: اظفر بما شئت (5) فز بما شئت (5) عش بما شئت من عقل أو حمق فقد يرزق الأحمق ويحرم العاقل. وفي هذا الحديث من الفقه أنه جعل ما لم يكن فيه ذكر الطلاق مصرحا طلاقا بائنا، وبهذا كان أبو حنيفة وأبو يوسف (6) ومحمد (6) يفتون، وقد روي عن عبد الله خلاف هذا أنه قال في هذه الخصال الثلاث التي هي في هذا الحديث: (7) هي تطليقة، ولم يذكر بائنة (7). (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله - الحديث في الفائق 2 / 296. (2) من ل ور ومص. (3) زاد في الاصل (إلا من هذا) لعل هذه الزيادة من سهو الناسخ لانها موجودة بعد البيت. (4) قد سبق في هذا الكتاب ص 38. (5 - 5) ليس في ل. (6 - 6) ليس في ر. (7 - 7) في ل: إنها واحدة وهو أملك بها وزاد في ل ور ومص: قال أبو عبيد = (*)
[ 68 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ بن مسعود - (2) ] [ رحمه الله - (3) ] أنه باع نفاية بيت المال وكانت زيوفا وقسيانا بدون وزنها، فذكر ذلك لعمر (4) رضي الله عنه (4) فنهاه وأمره أن يردها (5). قال الأصمعي: واحد القسيان، درهم قسي (6) مخففة السين مشددة الياء على مثال شقي قال الأصمعي: وكأنه (7) إعراب قاشي. ومنه حديثه الآخر: ما يسرني دين الذي يأتي العراف (8) بدرهم قسي (9) قال أبو زبيد يذكر حفر المساحي: [ البسيط ] لها صواهل في صم السلام كما * صاح القسيات في أيدي الصياريف (10) = كان شريك يحدثه عن أبي حصين بمثل اسناد شعبة (سواء) ونرى أن المحفوظ إنما هو حديث شريك لانه يروي عن عبد الله ما يصدقه أنه كان لا يرى طلاقا بائنا إلا في خلع وإيلاء. (1) من ل ور ومص. (2) من ل. (3) من مص. (4 - 4) ليس في ل ور. (5) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه هشيم قال أخبرنا مجالد عن الشعبي عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 346. (6) بهامش الاصل (وزن فعيل بتخفيف العين). (7) زاد في الاصل (على). (8) بهامش االاصل (العراف: الطبيب والمنجم). (9) الحديث في الفائق 1 / 346. (10) البيت في اللسان (صهل قسا) والفائق 1 / 347 وكان في الاصل (لها = (*)
[ 69 ]
ويقال منه: قد قسا الدرهم يقسو. ومنه حديث لعبدالله آخر أنه قال لأصحابه: أتدرون كيف يدرس العلم - أو قال: الإسلام ؟ فقالوا: كما يخلق الثوب أو كما تقسو الدراهم، فقال: لا، ولكن دروس العلم بموت العلماء (1). وفي هذا الحديث من الفقه أن عمر كره أن يباع الدرهم الزائف بدون وزنه لأنه (2) وإن كان فيه نحاس فإنه في حد الدراهم والغالب عليه (3) الفضة، وكره الفضة إلا بمثل وزنها سواء. * نقل * وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (5) ] ما من (6) مصلى لامرأة أفضل من أشد مكان في بيتها ظلمة إلا امرأة قد يئست من البعولة فهي في منقليها (7). = المجارف صواهل...) تصحيفا. (1) الحديث في الفائق 1 / 347. (2) ليس في ل. (3) في الاصل (عليها) والتصحيح من ل ور ومص. (4) من ل ور ومص. (5) من مص. (6) ليس في ل ور ومص. (7) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثنيه المبارك بن سعيد عن أبيه سعيد بن مسروق عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله - الحديث في النهاية 4 / 117 وليس الحديث في الفائق. (*)
[ 70 ]
قال الأموي: المنقل الخف (1) قال أبو عبيد (1): وأحسبه (2) الخلق، وأنشد (3) الأموي للكميت: [ المتقارب ] وكان الأباطح مثل الأرين * وشبه بالحفوة المنقل (4) الأرين واحدتها إرة (5)، وهي الحفرة (6) توقد فيها النار للخبزة أو غيرها، وإنما وصف شدة الحر يعني أنه يصيب صاحب الخف ما يصيب الحافي من الرمضاء (7). والذي أراد عبد الله بقوله: فهي في منقليها - يعني أنها ممن تخرج إلى الأسواق والحوائج فهي أبدا لابسة خفيها، فأما التي لم تيأس (8) من البعولة فهي لازمة لبيتها (9) فلا، فرخص (9) للعجائز في الصلاة في المساجد وكرهه للشواب (10). قال أبو عبيد: وقوله: منقل - لولا أن الرواية اتفقت (1 - 1) ليس في ر. (2) زاد في ل: إنما يعني. (3) في ل ور ومص: أنشدني. (4) البيت في اللسان (نقل). (5) بهامش الاصل (قالت جنوب أخت عمرو بن الكلب: (البسيط) شبت هذيل وفهم بيننا إرة * ما إن تبوخ ولا يرتد صالبها تم من ديوان الهذليين (ص 126 من القسم الثالث)). (6) زاد في ل: التي. (7) زاد في ل: قال أبو عبيد. (8) من ل ومص. وفي الاصل: لا تئس. (9 - 9) في ر: فلانه رخص وفي ل: فرخص. (10) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي سقطت من ل. (*)
[ 71 ]
في الحديث والشعر جميعا على فتح الميم ما كان وجه الكلام (1) إلا كسرها: منقل. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] / حين ذكر القيامة وأن الله [ تبارك و - (3) ] تعالى يظهر للناس فيخر المسلمون للسجود، قال: وتعقم أصلاب المنافقين فلا يقدرون على السجود (4). قوله: تعقم - يعني تيبس مفاصلهم، والمفاصل هي المعاقم، يقال للفرس إذا كان شديد معاقد الأرساغ: إنه لشديد المعاقم قال النابغة يذكر فرسا: [ البسيط ] يخطو على معج غوج معاقمها * يحسبن أن تراث الأرض منتهب (5) (6) وإنما يقال (6) للمرأة " معقومة الرحم " من هذا لأنها كأنها مشدودتها (7). (1) زاد في مص: عندنا. (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) زاد في ل ور مص: قال حدثنيه ابن مهدي عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود - الحديث في الفائق 2 / 176. (5) ليس البيت في ديوانه وبهامش الاصل (معج - بضم الميم ثم عين مهملة مضمومة ثم جيم جمع قدم معوج وهي سريعة الجري وقيل معج بثقيل وقيل معج بسكونها وهي جمع قدم معجاء أي شديدة تمعج الارض أي تؤثر فيها. وغوج بغين معجمة مضمومة: لينة. والمعاقم جمع معقم بكسر القاف: المفاصل وهي الارساغ أيضا). (6 - 6) في ل: يقال إنما قيل. (7) قال الزمخشري في الفائق 2 / 176 (العقد والعقل والعقم أخوات). (*)
[ 72 ]
وفي حديث آخر: وتبقى أصلاب المنافقين طبقا واحدا (1) وهو من هذا أيضا. قال الأصمعي: الطبق فقار الظهر، واحدته طبقة، وجمعه طبق يقول: فصار كله فقارة واحدة ولا يقدرون على السجود. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] أن الرجل ليتكلم بالكلمة في الرفاهية من سخط الله ترديه بعد ما بين السماء والأرض (4). قال أبو زياد الكلابي: الرفاهية السعة في المعاش والخصب وهذا أصل الرفاهية فأراد عبد الله أنه يتكلم بالكلمة (5) في تلك الرفاهية والإتراف في دنياه مستهينا بها لما هو فيه من النعمة فيسخط الله عليه. قال أبو عبيد: وفي الرفاهية لغة أخرى: الرفاغية، وليس هذا في الحديث، يقال: هو في رفاهية ورفاغية من العيش. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] قال: (1) كذا في الفائق 2 / 176. (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثنيه محمد بن يزيد ويحيى بن سعيد عن إسماعيل بن قيس عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 495 وفيه (الرفاهة والرفاهية كالعتاهة والعتاهية: السعة وأصلها من رفه الابل أي أنه ينطق بالكلمة على حسبان أن سخط الله لا يلحقه فيها وأنه في سعة ومندوحة من لحوقه إن نطق بها وربما أوقعته في هلكة مدى عظمها عند الله ما بين السماء والارض). (5) في ر: بتلك الكلمة. (*)
[ 73 ]
سدة المنتهى صبر الجنة (1). قال أبو عبيدة (2): صبرها أعلاها. وكذلك صبر كل شئ أعلاه (3) وجمعه أصبار (3) قال النمر بن تولب يصف روضة: [ الكامل ] عزبت وباكرها الربيع بديمة * وطفاء تملؤها إلى أصبارها (4) (5) ويروى: غربت (5) - يعني إلى أعاليها، وهي جماعة الصبر وقال الأحمر: الصبر جانب الشئ، وفيه لغتان: صبر وبصر، كما قالوا: جبذ وجذب. قال أبو عبيد: وقول أبي عبيدة أعجب إلي (6) أن يكون في أعلاها من أن يكون في جانبها. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (8) ] أن امرأته سألته أن يكسوها فقال: إني أخشى أن تدعي جلباب الله الذي جلببك، قالت: وما هو ؟ قال: بيتك، قالت: أجنك من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم تقول هذا (9). (1) الحديث في الفائق 3 / 10 وفيه (صبر الجنة أي جانبها ومنه ملأ الاناء إلى أصباره... قيل: صبر من الصبر وهو الحبس كما قيل: عدوة من عداه إذا منعه). (2) من مص وفي الاصل ول ور: أبو عبيد - خطأ. (3 - 3) ليس في ل. (4) كذا البيت في الفائق 2 / 10 وفي اللسان (صبر) (الشتى) مكان (الربيع). (5 - 5) ليست في ل ور - والرواية في أساس البلاغة 2 / 3. (6) ليس في ل. (7) من ل ور ومص. (8) من مص. (9) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه ابن مهدي عن سفيان عن طارق بن = (*)
[ 74 ]
قال الكسائي [ وغيره - (1) ]: قولها: أجنك - تريد: أمن أجل أنك، فتركت " من "، والعرب تفعل ذلك تدع " من " مع " أجل " تقول: فعلت ذلك (2) أجلك - بمعنى من أجلك، قال عدي بن زيد: [ الرمل ] أجل إن الله قد فضلكم * فوق ما أحكي بصلب وإزار (3) [ يقال - (4) ] أجل وإجل - أراد: من أجل، و (5) أراد بالصلب الحسب وبالإزار العفة (5) ويروى أيضا (5): (6) فوق من أحكأ صلبا بإزار (6). يقال: أحكأت العقدة - إذا أحكمتها عقدا (7). وقولها: أجنك - فحذفت الألف واللام كقوله: " لكنا هو الله ربي (8) " يقال: إن معناه لكني أنا هو الله ربي - والله أعلم، فحذفت الألف فالتقت النونان فجاء التشديد بذلك وأنشدنا الكسائي: [ الطويل ] لهنك من عبسية لوسيمة * على هنوات كاذب من يقولها (9) = عبد الرحمن عن حكيم بن جابر عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 209 وزيد (به) بعد (جلببك) في الفائق. (1) من ل ور ومص. (2) في ل ومص: ذاك. (3) البيت كذلك في اللسان (حكأ صلب حكى). (4) من ر. (5 - 5) ليس في ل. (6 - 6) ليست في ل وهذه الرواية في الفائق 1 / 209 واللسان (حكأ صلب أزر أجل). (7) في ل: وشددتها. (8) سورة 18 آية 38. (9) البيت في اللسان (أله) بدون نسبة. (*)
[ 75 ]
/ أراد: لله إنك لوسية، فأسقط إحدى اللامين من " الله " وحذف الألف من " إنك " وكذلك اللام من " أجل " حذفت، وكما قال: [ الكامل ] لاه ابن عمك والنوى يعدو (1) (2) فحذف اللام، وهو من هذا أيضا (2). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (4) ] قاروا الصلاة (5). قوله: قاروا الصلاة، كان بعض الناس يذهب [ به - (3) ] إلى الوقار ولا يكون من الوقار قاروا، ولكنه من القرار، كقولك: قد قر فلان يقر قرارا وقرورا، ومعناه السكون وإنما كره عبد الله العبث والحركة في الصلاة، وهذا كحديثه الآخر (6): أنه كان إذا صلى لم يطرف ولم يتحرك منه شئ، قال: فكان من أشبه الناس صلاة بعبدالله (7). (8) قال أبو عبيد (8): (1) كذا المصراع في اللسان (أله) بدون نسبة. (2 - 2) ليس في ل. (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (5) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله - الحديث في الفائق 2 / 334 وفيه (أي اسكنوا فيها واتئدوا ولا تعبثوا ولا تتحركوا وهو من قولك: قاررت فلانا - إذا قررت معه وفلان لا يتقار في موضعه). (6) زاد في ل ور ومص: يحدث به عن جرير عن الاعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة بن عبد الله. (7) بهامش الاصل (أظنه: برسول الله). (8 - 8) ليس في ل. (*)
[ 76 ]
ومنه حديث ابن عمر: خياركم ألاينكم مناكب في الصلاة (1). وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] في ذكر القيامة حين ينفخ في الصور [ قال - (2) ] فيقومون فيجبون تجبية رجل واحد قياما لرب العالمين (4). قوله: فيجبون، التجبية تكون في حالين: إحداهما أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم، [ و - (2) ] هذا هو المعنى الذي فيه (5) هذا الحديث، ألا تراه يقول: قياما لرب العالمين ؟ والوجه الآخر أن ينكب على وجهه باركا، وهذا هو الوجه المعروف عند الناس، وقد حمله بعض الناس على قوله فيخرون سجودا (6) لرب العالمين، فجعل السجود هو التجبية، وهذا هو (1) زاد في ور ومص: قال حدثناه ابن علية عن ليث عن نافع عن ابن عمر الحديث في الفائق 2 / 484 وفيه ((ألاين) جمع ألين والمراد السكون والوقار والخشوع). (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه ابن مهدي عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله الحديث في الفائق 1 / 168 وفيه (قيل لكل واحد من الراكع والساجد: مجب لانه يجمع بانحنائه بين أسفل بطنه وأعالي فخذيه) وعلى هامش الفائق 1 / 168 (والذي في كتب اللغة: جبب الرجل - إذا مضى مسرعا فارا من الشئ وأما جبى بتشديد الباء فهو بالمعنى الذي ذكره). (5) في ل ور ومص: هو في. (6) في ر: سجدا. (*)
[ 77 ]
الذي يعرفه الناس. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، من لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، يتهارجون كما تهارج (3) البهائم كرجراجة الماء الخبيث الذي (4) لا تطعم (5). (6) قال الأصمعي (6): قوله: يتهارجون - يقول: يتسافدون يقال: بات فلان يهرجها (7) [ إذا بات ليلته يجامعها - (8) ] والهرج في غير هذا (9) الاختلاط والقتل (10). (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) كذا في جميع النسخ لعله (تتهارج) بحذف التاء لسبب الثقل وفي الفائق (يتهارجون تهارج). (4) في مص والفائق: التي وفي اللسان (رجج): وفي رواية (كرجرجة الماء الخبيث الذي لا يطعم). (5) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثنيه أبو النضر عن شعبة عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل عن عبد الله - الحديث في الفائق 3 / 202. (6 - 6) ليس في ر. (7) بهامش الاصل (هرج - بفتح الراء في الماضي يهرج بكسرها في المستقبل أي نكح وهرج بكسر الراء أي سدر البعير من شدة الحر فضعف بصره (شمس العلوم باب الهاء والراء). (8) من ل. (9) زاد في ر: هو. (10) بهامش الاصل ((الخفيف ليت شعري أأول الهرج هذا * أم زمان من فتنة غير هرج في البيت هذا هو التخليط والحديث في الفتنة وكثرة الحديث تمت ش (باب الهاء والراء)) ليس البيت في شمس العلوم بل فيه معنى الهرج فقط والبيت = (*)
[ 78 ]
وأما قوله: كرجراجة الماء، فهكذا يروى الحديث، وأما الكلام فإن العرب تسميها (1) الرجرجة (2) وهي بقية الماء في الحوض الكدرة المختلطة بالطين، لا يمكن شربها ولا ينتفع بها، وإنما تقول العرب: الرجراجة، للكتيبة التي تموج من كثرتها، ومنه قيل للمرأة: رجراجة، لتحرك جسدها، وليس هذا من الرجرجة في شئ. وأما قوله: التي (3) لا تطعم - يقول: لا يكون لها طعم ولا يأخذ الطعم، وهو تفتعل من هذا، كقولك: يطلب - من الطلب، ويطرد - من الطرد (4). وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (6) ] لأن أزاحم جملا [ قد - (5) ] هنئ بقطران أحب إلي من أن أزاحم = لابن قيس الرقيات قاله أيام فتنة ابن الزبير كما في اللسان (هرج). (1) في ل ور ومص: تسميه. (2) بهامش الاصل (بكسر الراء). (3) قد سبق في متن الحديث (الذي). (4) وقال الزمخشري في الفائق 3 / 202 (وروى: لا تطعم من أطعمت الثمرة - إذا صار لها طعم كقولهم شاة لا تنقي ولو روى: لا تطعم من البعير المطعم وهو الذي يوجد في مخه طعم الشحم أنشد أبو سعيد الضرير: (الطويل) بكى بين ظهري قومه بعد ما دعا * ذوى المخ من أحسابهم والمطعم لكان وجها). (5) من ل ور ومص. (6) من مص. (*)
[ 79 ]
امرأة عطرة (1). قال الكسائي: قوله (2): هنئ يعني (3) طلي، يقال منه: (3) هنأت البعير أهنؤه وأهنئه - لغتان إذا طليته هناء والهناء في غير هذا: العطية، والهنء الاسم، والهنأ المصدر، يقال منه: (3) هنأته أهنؤه - إذا أعطيته شيئا - قاله الأموي ويقال في المثل: إنما سميت هانئا لتهنئ (4)، يقال منه: هنأته (5) أهنؤه - ليس غير. وقال [ أبو عبيد - (6) ]: في حديث عبد الله [ بن مسعود - (7) ] [ رحمه الله - (8) ] ما شبهت ما غبر من الدنيا إلا بثغب ذهب صفوه وبقي كدره (9). (1) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثنيه ابن مهدي عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله - الحديث في الفائق 3 / 217 وفيه (لان أزاحم عمدا جملا قد هنئ بالقطران - الحديث). (2) زاد في ل ور ومص: قد. (3) زاد في ل: قد. (4) بهامش الاصل (أي ليصلح ويعطي) والمثل في المستقصى 1 / 418 ومجمع الامثال 1 / 12. (5) في ل: هنأت الرجل. (6) من ل ور ومص. (7) من ل. (8) من مص. (9) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه أبو النضر عن أبي خيثمة عن الاعمش عن شقيق عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 148 و (خ) جهاد: 111. (*)
[ 80 ]
قوله: ما غبر - يعني ما بقي، فالغابر هو الباقي، ومنه قول الله (1) جل وعز (1) " إلا عجوزا في الغبرين (2) " يعني ممن تخلف فلم يمض مع لوط [ عليه السلام - (3) ] (4). قال عبيدالله بن عمر (5) يوم صفين وكان مع معاوية: [ الرجز ] أنا عبيدالله ينميني عمر * خير قريش من مضى ومن غبر بعد رسول الله والشيخ الأغر (6) يقول: خير من مضى ومن بقي. وقوله: إلا بثغب (7)، الثغب الموضع المطمئن في أعلى الجبل، يستنقع فيه ماء المطر قال عبيد بن الأبرص يذكر امرأة: [ الكامل ] (1 - 1) في ل ور: تبارك وتعالى. (2) سورة 26 آية 171 وسورة 37 آية 135. (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص " قال أبو عبيد وحدثني (أبو حفص) الابار عن منصور عن شقيق عن عبد الله مثل حديث أبي النضر عن ابي خيثمة وفي أوله: قال (لقد) سألني رجل عن شئ ما دريت ما أجيبه قال: ما ترى في رجل شاب مؤد نشيط يخرج مع أمرائنا فلعلهم يعزمون علينا في أشياء لا نحصيها قال: المؤدي التام السلاح الشاك). (5) زاد في ل: في الغابر. (6) بهامش الاصل (أبو بكر). (7) بهامش الاصل (الثعب بعين مهملة: مسيل الماء في الوادي وجمعه ثعبان وذكر فيه هذا الحديث (انظر شمس العلوم باب الثاء والعين) والثغب بغين معجمة مفتوحة: الماء المستنقع في الجبل) وجمعه ثغبان - تمت ش (باب الثاء والغين)) وفي الفائق 1 / 148 وقد روى ثغب وثغبان كظهر وظهران). (*)
[ 81 ]
ولقد تحل بها كأن مجاجها * ثغب يصفق صفوه بمدام (1) وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] حين ذكر الفتنة فقال: الزم بيتك، قيل: (4) فإن دخل علي بيتي ؟ قال: فكن مثل الجمل الأورق الثفال الذي لا ينبعث إلا كرها ولا يمشي إلا كرها (5). قال الأصمعي: الأورق الذي في لونه بياض إلى سواد، ومنه قيل للرماد: أورق، وللحمامة: ورقاء، قال: وهو أطيب الإبل لحما وليس بمحمود عند العرب في عمله وسيره. وأما الثفال (6) فهو الثقيل البطئ قال أبو عبيد: وإنما خص عبد الله الأورق من [ بين - (2) ] الإبل لما ذكر من ضعفه عن العمل ثم اشترط (1) البيت في ديوانه ص 20 واللسان (ثغب) وبهامش الاصل (تحل أي تنزل بها المجاج: الريق). (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) في ل: قال. (5) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثنيه أبو النضر عن المسعوي عن علي بن مدرك عن أبي الرواع (زاد في ر ومص: قال أبو عبيد بعض أصحاب يقول: عن أبي الرواع والوجه: الرواع) عن عبد الله - ليس الحديث في الفائق وفي النهاية 1 / 155 (وفي حديث حذيفة وذكر فتنة فقال: تكون فيها مثل الجمل الثفال وإذا أكرهت فتباطأ عنها... وأخرجه أبو عبيد عن ابن مسعود رضى الله عنه. ولعلهما حديثان). (6) بهامش الاصل (بالفاء والثاء المثلثة ووزنه فعال بالخفيف). (*)
[ 82 ]
الثفال أيضا (1)، فزاده إبطاء وثقلا فقال: كن في في الفتنة مثل ذلك، وهذا إذا دخل عليك وإنما أراد عبد الله بهذا التثبيط عن الفتنة والحركة فيها. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] أنه سار سبعا من المدينة إلى الكوفة في مقتل عمر رضي الله عنه (4) فصعد المنبر فقال: إن أبا لؤلؤة قتل أمير المؤمنين عمر، قال فبكى الناس، فقال: إنا أصحاب محمد اجتمعنا وأمرنا عثمان ولم نأل عن خيرنا ذا فوق (5). [ قال الأصمعي - (6) ] [ قوله: ذا فوق - (2) ] يعني السهم الذي له فوق وهو موضع الوتر، وإنما نراه قال: خيرنا ذا فوق، ولم يقل: خيرنا سهما، لأنه قد يقال له سهم وإن لم يكن أصلح فوقه ولا أحكم عمله، فهو سهم وليس بتام كامل، حتى إذا أصلح عمله واستحكم فهو حينئذ سهم ذو فوق، فجعله عبد الله مثلا لعثمان رضي الله عنه، يقول: إنه خيرنا سهما تاما في الإسلام والسابقة والفضل، فلهذا خص ذا الفوق (7). (1) زاد في ل: (مع ضعفه). (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص (قال أبو عبيد) حدثناه أبو بكر بن عياش عن عاصم ابن أبي النجود عن المسيب بن رافع قال: سار إلينا عبد الله سبعا من المدينة. (5) الحديث في الطبقات الكبير ق 1 ج 3 ص 43 والفائق 2 / 304. (6) من ل. (7) وقال الزمخشري في الفائق 2 / 304 ومن أمثالهم في الرجل التام في الخير: هو أعلاها ذا فوق (المستقصي 2 / 396) وذكر السهم مثل للنصيب من الفضل والسابقة شبه بالسهم الذي أصيب به الخصل في النضال وصفته = (*)
[ 83 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] أن رجلا كان في أرض له إذ مرت [ به - (1) ] عنانة ترهيا فسمع فيها قائلا يقول: ائتي أرض فلان فاسقيها (3). قال الأصمعي وغيره: [ قوله - (1) ] ترهيأ - يعني أنها قد تهيأت للمطر تريد ذلك ولما تفعل بعد قال: ومنه قيل: قد ترهيأ القوم من أمرهم - إذا هموا به أمسكوا عنه وهم يريدون أن يفعلوه (4). قال أبو عبيد: وأما العنانة فهي السحابة، وجمعها عنان ومنه قيل = بالفرق من قبل أنه يتم به إصلاحه وتهيؤه للرمي ألا ترى إلى قل عبيد: (الطويل) فأقبل على أفواق سهمك إنما * تكلفت من أشياء ما هو ذاهب (انظر ديوانه ص 54) يريد: أقبل على ما تصلح به شأنك). (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد): حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن شقيق بن سلمة عن مسروق عن عبد الله - الحديث في الفائق 2 / 193. (4) وفي الفائق (ترهيأت السحابة - إذا سارت سيرا رويدا وقال يعقوب: تمخضت قال (الوافر) فتلك عنانة النقمات أضحت * ترهيأ بالعقاب لمجرميها فالهمزة فيه مزيدة لقولهم: ترهيأت وترهيت إذا تبخترت فكأنه من قولهم: رها الطائر يرهو إذا دؤم رنق في الهواء وهو أن ينشر جناحيه ولا يخفق بهما على معاقبة الياء الواو في البناء كقولهم: أتيت وأتوت وعزيت وعزوت). (*)
[ 84 ]
في بعض الحديث: ولو بلغت خطيئته عنان السماء (1) - يريدون السحاب، وبعضهم يقول: أعنان السماء - بإدخال الألف في أوله، فإن كان المحفوظ أعنان فإن الأعنان النواحي، وأعنان كل شئ نواحيه (2) وأما العنان فهو السحاب (3). وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (5) ] إياكم وهو شات الليل وهو شات الأسواق - وبعضهم يقول: هيشات السوق (6) / قال أبو عبيدة (7): الهوشة (8): الفتنة والهيج والاختلاط، يقال منه: (1) الحديث في الفائق 2 / 193. (2) زاد في ل ور ومص: هكذا بلغني عن يونس. (3) ذكر الزمخشري في الفائق 2 / 193 (وفي كتاب العين: عنان السماء ما عن لك - أي ما بدالك منها إذا رفعت بصرك إليها وروى: أعنان السماء والاعنان والاعناء والاحناء بمعنى وهي النواحي يقال: نزلوا أعناء مكة الواحد عنو وقيل: عنا ويجوز أن يكون الاعنان جمع عنان كأساس وأجواد في أساس وجواد). (4) من ل ور ومص. (5) من مص. (6) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه علي بن عاصم عن خالد عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله - الحديث في الفائق 3 / 221. (7) في ل ور: أبو عبيد. (8) بهامش الاصل (شين معجمة - وهي الغارة والاختلاط تمت). وقال الزمخشري في الفائق (هي الفتن من الهوش وهو الخلط والجمع وهشت إلى = (*)
[ 85 ]
قد هوش القوم - إذا اختلطوا وكذلك كل شئ خلطته فقد هوشته قال ذو الرمة يصف (1) المنازل وأن الرياح قد اختلفت فيها حتى (2) عفتها أو (2) غيرتها وخلطت بعضها (3) ببعضه فقال: [ الطويل ] تعفت لتهتان الشتاء وهوشت * بها نائجات الصيف شرقية كدرا (4) (5) ومن هذا حديث آخر (6) يرفع إن كان محفوظا (6) بلغني عن ابن علاثة = فلان - إذا خففت إليه تقدمت هوشا. وهاش بعضهم إلى بعض: وثبوا للقتال هيشا قاله الكسائي. وقرأت في بعض كتب عبد الحميد الكاتب إلى جند ارمينية وقد انتقضوا على واليهم وأفسدوا: فقد بلغ أمير المؤمنين الهيشة التي كانت وخفوف أهل المعصية فيها وقال: يعني بالهيشة الفتنة قال: وأنشدني الحكم بن بلال سليمان (كذا) الطيار شعوذي الحجاج شعرا قاله عمرو بن سعيد بن العاص في عبد الملك حين نافره: (الطويل) أغر أبا الذبان هيشة معشر * فدلوه في جمر من النار جاحم وقال الاسدي: هاش يهيش هيشا - إذا عاث وأفسد). (1) في ل: يذكر. (2 - 2) ليس في ل. (3) في ل ور ومص: بعض آثارها. (4) البيت في ديوانه ص 170 واللسان (هوش) وبهامش الاصل ((نائجات) جمع نائجة وهي الريح). (5) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي من ل ور ومص. (6 - 6) ليس في ر. (*)
[ 86 ]
بإسناد له يرفعه: من أصاب مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر (1). قالوا: فالمهاوش كل مال أصيب من غير حله كالسرقة والغصب (2) والخيانة (2) ونحو ذلك، فهو شبيه بما ذكروا من الهوشات بل هو منها. وأما النهابر فإنها المهالك في هذا الموضع (3). وبعض الناس يرويها: من أصاب مالا من نهاوش (4) - بالنون ولا أعرف هذا، والمحفوظ عندنا بالميم. (1) الحديث في الفائق 3 / 221 وفيه (أي من غير وجوه الحل من التهويش وهو التخليط كأنه جمع مهوش وروى: تهاوش - بالتاء جمع تهواش قال: تأكل ما جمعت من تهواش وهو من: هشت مالا حراما أي جمعته والهواش بالضم: ما جمع من مال حلال وحرام). (2 - 2) ليس في ر. (3) في الفائق 3 / 222 (يقال: غشيت بي النهابير أي حملتني على أمر شديد والاصل جمع نهبور وهو الرجل المشرف وقيل الهوة). (4) الرواية في الفائق 2 / 341 وقال فيه الزمخشري (فان صحت فهي المظالم والاجحافات بالناس من قولهم: نهشه إذا جهده والمنهوش: المجهود قال رؤبة (الرجز) كم من خليل وأخ منهوش * منتعش بفضلكم منفوش (وفي اللسان (نهش): منعوش - بدل منفوش) ويجوز أن يكون من الهوش ويقضى بزيادة النون فيكون نظيره قولهم: نفاطير ونباذير ونخاريب من الفطر والنبذير والخراب ورجل نفرجة في معنى فرج وهو الذي لا يكتم السر). (*)
[ 87 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر (3) قيل (4) معناه: عليك بعمر، ادع عمر - أي أنه من هذه الصفة (5). قال أبو عبيد (6): وسمع أبو مهدية الأعرابي رجلا يدعو رجلا بالفارسية يقول له: زود، فقال: ما يقول ؟ فقلنا: يقول: عجل، قال: ألا يقول له: حيهلك (7) ؟ أي هلم وتعال. قال الأحمر: وفي حي هل ثلاث لغات: يقال: حي هل بفلان - بجزم اللام، وحي هل [ بفلان - (8) ] - بحركة اللام، وحي هلا (9) بفلان - بالتنوين (10). (11) وقال لبيد يذكر صاحبا له في سفر وكان (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه ابن علية عن أيوب عن أبي معشر أن عبد الله قال ذلك. (قال) وحدثناه مروان بن معاوية عن قنان بن عبد الله النهمي (بهامش مص: النهم قبيلة من همدان) عن عبد الرحمن أنه سمع عليا رحمه الله يقول مثل ذلك في عمر. الحديث في (حم) 6: 148 عن عائشة رضي الله عنها وفي الفائق 1 / 319 عن ابن مسعود رضى الله عنه. (4) في ل ور مص: قال أبو عبيدة وفي ر: قال أبو عبيد. (5) على هامش الاصل (ظ (أي الظاهر) أنه من أهل هذه الصفة). (6) في ل ور ومص: أبو عبيدة. (7) انظر الفائق 1 / 319. (8) من ر ومص. (9) في مص: حي هلن. (10) في ل ور ومص: بالنون وفي الفائق (وفيه لغات: حيهل - بفتح اللام = (*)
[ 88 ]
أمره بالرحيل فقال: [ الرمل ] يتمارى في الذي قلت له * ولقد يسمع قولي حيهل (1) وقد يقولون: حي - من غير أن يقولوا: هل، ومن ذلك قولهم في الأذان: ح ي على الصلاة، حي على الفلاح، إنما هو دعاء إلى الصلاة والفلاح وقال بن أحمر: [ البسيط ] أنشأت أسأله ما بال رفقته * حي الحمول فإن الركب قد ذهبا (2) [ قال: أنشأ يسأل غلامه: كيف أخذ الركب - (3) ]، [ قال: وسمعته يقول: رفقته ورفقته - (4) ]. = وحيهلا بألف مزيدة قال: (الطويل) بحيهلا يزجون كل مطية * أمام المطايا سيرها المتقاذف (بهامشه: قائله النابغة) وحيهلا بالتنوين للتنكير وحيهلا بتخفيف الياء وروى حيهل بالتشديد وإسكان الهاء وعلل باستثقال توالى المتحركات واستدرك ذلك وقيل: الصواب حيهل بتخفيف الياء وسكون الهاء وإن هذا التعليل إنما يصح فيه لا في المشدد ويلحق كاف الخطاب فيقال حيهلك الثريد... ويقال: فحي بعمر). (11) العبارة الآتية الى الحديث الآتي من ل ور ومص. (1) البيت في ديوانه ص 183. (2) البيت في اللسان (حيا). (3) من ر. (4) من ل. (*)
[ 89 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] في مسح الحصى في الصلاة قال (3): مرة، قال (3): وتركها خير من مائة ناقة لمقلة (4). قال أبو عبيد: قوله: مائة ناقة لمقلة، المقلة: هي العين يقول: تركها خير من مائة ناقة يختارها الرجل على عينه ونظره كما يريد قال ابن كثير وقال الأوزاعي: إنما معنى قوله: خير من مائة ناقة - يقول: لو كانت لي فأنفقتها في سبيل الله وفي أنواع البر. قال الأوزاعي: وكذلك كل شئ جاء في الحديث من مثل هذا. قال أبو عبيد: ولا أعلم لهذه الأحاديث معنى إلا ما قال الأوزاعي، مثل قول عمر: لأن أكون علمت كذا وكذا أحب إلي من حمر النعم. وأحب ألي من خراج مضر وما أشبه ذلك. وإنما تأويله على أني أقدمه في أبواب البر، وليس معناه على الاستمتاع به وإلا فتناله [ في الدنيا - (6) ]، ألا ترى أن عمر يقول (7) عند موته: لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من هول المطلع (8) أفلست تعلم أنه لم يرد بالذهب الاستمتاع في الدنيا، وهو بين (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) ليس في ل ور ومص. (4) زاد في ل ور مص: (قال) حدثنيه محمد بن كثير عن الاوزاعي أن عبد الله قال ذلك - الحديث في الفائق 3 / 42. (5) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (6) من ر. (7) في ر: قال. (8) سبق في 3 / 237. (*)
[ 90 ]
في حديث الحسن أيضا قال حدثني (1) أحمد بن عثمان (1) عن عبد الله بن المبارك قال حدثني زائدة عن هشام عن الحسن قال: إن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فينتفع به فيكون خيرا له (2) من الدنيا، لو كانت له فجعلها في الآخرة، فهذا قد بين لك المعنى وأما قول عمر: لو أن لي طلاع الأرض ذهبا - يعني ملأها حتى يطالع أعلاه على الأرض فيساويه، ومما يبين ذلك قول أوس في القوس يصف معجسها أنه ملء الكف فقال: [ الطويل ] كتوم طلاع الكف لا دون ملئها * ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا (3) وفي عجسها أربع (4) لغات: [ يقال - (5) ]: عجس وعجس وعجس و (6) معجس. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (5) ] في الذي أتاه فقال: إني تزوجت امرأة شابة وإني أخاف أن تفركني، فقال عبد الله: إن (2) الحب من الله والفرك من الشيطان، فإذا دخلت عليك فصل ركعتين ثم ادع بكذا وكذا (8). (1 - 1) في ر: أبو عثمان هي كنية أحمد بن عثمان هذا. (2) ليس في ر. (3) البيت في اللسان (طلع). (4) في ل: ثلاث. (5) من مص. (6) زاد في ل: فيها أيضا. (7) من ل ور ومص. (8) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن أبي وائل = (*)
[ 91 ]
(1) الفرك أن تبغض المرأة زوجها، وهذا حرف مخصوص به المرأة والزوج، لم أسمعه في غير ذلك (2) يقال [ منه - (3) ] قد فركته تفركه فركا [ وفركا - (3) ] (4) وهي امرأة فروك وفارك، وجمعها: فوارك. (5) وقال ذو الرمة يصف الإبل: [ الطويل ] إذا الليل عن نشز تجلى رمينه * بأمثال أبصار النساء الفوارك (6) فشبه الإبل بالنساء الفوارك، لأنهن يبغضن أزواجهن فهن ينظرن إلى الرجال ويستشرفن لهم لأنهن لسن بقاصرات على الأزواج - يقول: فهذه الإبل تصبح وقد سرت ليلها كله، وهن في رميهن بأعينهن وقلة انكسار جفونهن من النشاط والقوة على السير مثل أولئك، فهذه قصة التي لا يحظى زوجها عندها، فإذا لم تحظ هي عنده وأبغضها قيل: صلفت عند زوجها تصلف صلفا، فهذا هو الصلف عند العرب وقد وضعت العامة هذه الكلمة في غير موضعها، ويقال منه: امرأة صلفة من نسوة صلفات وصلائف قال القطامي يذكر امرأة: [ الطويل ] = عن عبد الله قال الاعمش فذكرته لابراهيم فقال مثله الحديث في الفائق 2 / 271. (1) زاد في ل ور مص: قوله: أخاف الفرك فان. (2) في الفائق (ومنه: فركت الحب إذا دلكته بيدك حتى يتقلع عنه قشره ويفارقه). (3) من ل. (4) بهامش الاصل (فركت بكسر الراء تفرك بفتحها فركا بفتحها). (5) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (6) البيت في ديوانه ص 427 واللسان (فرك). (*)
[ 92 ]
لها روضة في القلب لم يرع مثلها * فروك ولا المستعبرات الصلائف (1) وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] وذكر الربا فقال: إنه وإن كثر فهو إلى قل (4). قال أبو عبيد: وهي القلة، والقل والقلة لغتان بمعنى واحد - يقول: هو وإن كثر فليست له بركة. (5) [ قال - (6) ] وأحسبه ذهب إلى قول الله [ تبارك وتعالى - (6) ]: " يمحق الله الربوا ويربي الصدقات - (7) " وقال الشاعر في القل: [ المنسرح ] كل بني حرة مصيرهم * قل وإن أكثرت من العدد (8) وقال الأعشى: [ الطويل ] فأرضوه عني ثم أعطوه حقه * وما كنت قلا قبل ذلك أزيبا (9) ونظير هذا الحرف الذل والذلة، وهما بمعنى من الإنسان الذليل فأما * (هامش (1) البيت في ديوانه ص 54 وفي اللسان (صلف): (لم ترع). (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) الحديث في الفائق 2 / 373. (5) العبارة الآتية إلى قوله (ونظير هذا الحرف) من ل ور ومص. (6) من ل فقط. (7) سورة 2 آية 276. (8) البيت في اللسان (قلل) بدون نسبة. (9) رواية الديوان ص 82 واللسان (قلل): (فأرضوه إن أعطوه مني ظلامة). (*)
[ 93 ]
الذل (1) فمن اللين. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات (4) أتأنق فيهن (5). (6) [ قال أبو عبيد - (7) ] قال الفراء: قوله: آل حم، إنما هو كقولك: (1) بهامش الاصل (الذل - بكسر الذال: اللين من ش (باب الذال وما بعدها من الحروف في المضاعف)). (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) بهامش الاصل (الدمث: السهل اللين وفي صفة النبي: دمث ليس بالجافي - تمت ش (باب الدال والميم)) وفي الفائق 1 / 52 (الدمث: المكان السهل ذو الرمل). (5) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه الاشجعي عن مسعر بن كدام قال أبو عبيد (في ر: أبو عبيدة): لا أدري أسنده مسعر إلى غيره أم لا (الحديث في الفائق 1 / 52). قال: وحدثني الاشجعي عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال قال عبد الله: آل حم ديباج القرآن. قال: وحدثنا الاشجعي عن مسعر. قال: مر رجل بأبي الدرداء وهو يبني مسجدا فقال: ابنيه لآل حم. قال الاشجعي وقال مسعر: كن يسمين العرائس. قال أبو عبيد: وحدثني حجاج (بن محمد) عن أبي معشر (في ر: أبي مسعر - خطأ) عن محمد بن قيس قال: رأى رجل سبع جوار حسنات مزينات في النوم فقال: لمن أنتن ؟ بارك الله فيكن فقلن: نحن لمن قرأنا نحن آل حم). وقال الزمخشري في الفائق (أصل آل: أهل فأبدلت الهاء همزة ثم الهمزة ألفا = (*)
[ 94 ]
آل فلان وآل فلان، كأنه نسب السورة كلها إلى حم وأما قول العامة: الحواميم، فليس من كلام العرب، ألم تسمع قول الكميت: [ الطويل ] وجدنا لكم في آل حاميم آية * تأولها منا تقي ومعزب (1) (2) وهكذا رواها الأموي بالزاي، وكان أبو عمرو يرويها بالراء (2). وأما قول عبد الله في الروضات [ فإنها - (3) ] البقاع التي تكون فيها صنوف النبات من رياحين البادية وغير ذلك، ويكون فيها أنواع النور والزهر فشبه حسنهن بآل حم. وقوله: أتأنق فيهن - يعني أتتبع محاسنهن، ومنه قيل: منظر أنيق - إذا كان حسنا معجبا. (4) وكذلك قول عبيد (5) بن عمير: ما من عاشية = يدل عليه تصغيره على أهيل ويختص بالاشهر الاشرف كقولهم: القراء آل الله وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا يقال: آل الخياط والاسكاف ولكن: أهل والمراد السور التي في أوائلها حم). (6) العبارة الآتية إلى كلمة (الروضات) ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (7) من ل فقط. (1) في شرح الهاشميات ص 40 واللسان (حمم): ومعرب بالراء وفي اللسان (عرب): مناتقي معرب. وفي ر: (وجدنا لهم) و (تأولها منى). (2 - 2) في ر: ومعرب أيضا بالراء. (3) من ل ور ومص. (4) العبارة الآتية ليست في الاصل إلى قوله (وحم اسم). (5) في ر: عبد الله - خطأ هو عبيد بن عمير بن قتادة بن سعيد الليثي له صحبة توفى سنة 68 ه انظر تهذيب التهذيب 6 / 71. (*)
[ 95 ]
أشد أنقا ولا أبعد شبعا من طالب علم، طالب العلم جائع على العلم أبدا (1). ومما يحقق قولهم في آل حم أن السورة منسوبة إليه حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثني ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن بيتم الليلة فقولوا: حم لا ينصرون (2). فكأن المعنى: أللهم لا ينصرون، (1) الحديث في الفائق 2 / 154 وفيه (أطول) مكان (أشد) وأطول مكان (أبعد) و (عالم) مكان (طالب علم) وقال فيه (الانق: الاعجاب بالمرعى يقال: أنق الشئ فهو آنق وأنيق - إذا أعجب وأنقت الشئ أنقا - إذا أحببته وأعجبت به). (2) الحديث في الفائق 1 / 392 وفيه (قيل: إن حم من أسماء الله تعالى وإن المعنى: اللهم لا ينصرون وفي هذا نظر لان حم ليس بمذكور في أسماء الله المعدودة ولان أسماءه تقدست ما منها شئ إلا هو صفة مفصحة عن ثناء وتمجيد وحم ليس إلا اسمى حرفين من حروف المعجم فلا معنى تحته يصلح لان يكون به بتلك المثابة ولانه لو كان اسما كسائر الاسماء لوجب أن يكون في آخره إعراب لانه عار من علل البناء ألا ترى أن قاتل محمد بن طلحة بن عبيد الله لما جعله اسما للسورة كيف أعربه ؟ فقال: [ الطويل ] يذكرني حاميم الرمح شاجر * فهلا تلا حاميم قبل التقدم (البيت في اللسان (حمم) لشريح بن أوفى العبسي أو للاشتر النخعي قاتل محمد بن طلحة) منعه الصرف لانه علم مؤنث والذي يؤدي إليه النظر أن السور السبع التي في أوائلها حم سور لها شأن... فنبه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم = (*)
[ 96 ]
يكون دعاء ويكون جزاء - (1) ] والمحدثون يقولون بالنون، وأما في الإعراب فبغير نون [ لا ينصروا - (2) ] (3) (4) وحم اسم من أسماء الله تعالى (4). وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (1) ] أن رجلا أتى رجلا وهو جالس عند عبد الله فقال: إني تركت فرسك يدور كأنه في فلك، قال عبد الله للرجل: اذهب فافعل به كذا وكذا (6). (7) [ قال أبو عبيد - (2) ]: وفي بعض الحديث أنه قال له: إن فلانا لقع = أن ذكرها لشرف منزلتها وفحامة شأنها عند الله عزوجل مما يستظهر به على استنزال رحمة الله في نصرة المسلمين وفل شوكة الكفار وفض خدمتهم). (1) من مص. (2) من ل. (3) وفي الفائق 1 / 293 (وقوله: لا ينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال: قولوا: حم قال له قائل: ماذا يكون إذا قيلت هذه الكلمة ؟ فقال: لا ينصرون. وفيه وجه آخر وهو أن يكون المعنى ورب - أو: ومنزل - حم لا ينصرون). وقال ابن الاثير (ويريد به الخبر لا الدعاء لانه لو كان دعاء لقال: لا ينصروا - مجزوما فكأنه قال: والله لا ينصرون). (4 - 4) ليس في ل. (5) من ل ر ومص. (6) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه يزيد عن أبي مالك الاشجعي عن هلال ابن يساف عن عبد الله إلا أنه قال (في ل: قال يزيد في حديثه) يتمرغ وقال غيره: كأنه في فلك - الحديث في الفائق 2 / 298. (7) العبارة الآتية إلى عبارة (قوله في فلك) ليست في الاصل. (*)
[ 97 ]
فرسك (1) - أي أصابه بعين، ويقال: لقعت فلانا بالبعرة - إذا رميته بها، ولم نسمعه إلا في إصابة العين والبعرة. قوله: / في فلك، فيه قولان: فأما الذي تعرفه العامة فإنه شبهه بفلك السماء الذي تدر عليه النجوم وهو الذي يقال له: القطب، شبه بقطب الرحى، وقال بعض الأعراب: الفلك هو الموج إذا ماج في البحر فاضطرب وجاء وذهب، فشبه الفرس في اضطرابه بذلك، وإنما كانت عينا أصابته (2). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (4) ] في الوصية هما المريان: الإمساك في الحياة والتبذير في الممات (5). قوله [ هما - (4) ] المريان، [ أي - (3) ] هما الخصلتان المرتان، والواحدة منهما المرى، وهذا كقولك في الكلام: الجارية الصغرى والكبرى، (1) هذه الرواية أيضا في الفائق 2 / 298 وفيه (لقعه: رماه بعينه ومنه اللقاعة من الرجال الداهية الذي يرمى بالكلام رميا). (2) في الفائق 2 / 298 (الفلك: مدار النجوم... وعن النضر: قال أعرابي: رأيت إبلي ترعد كأنها فلك قلت: ما الفلك ؟ قال: الماء إذا ضربته الريح فرأيته يجئ ويذهب ويموج). (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (5) الحديث في الفائق 3 / 22. (*)
[ 98 ]
وللثنتين: الصغريان والكبريان، فكذلك المريان وإنما نسبهما إلى المرارة لما فيهما من المأثم (1) كالحديث المرفوع أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الصدقة فقال: (2) أن تؤتيها (2) وأنت صحيح شحيح تأمل العيش (3) وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا وكذا ولفلان كذا (4). [ ومنه قول الحسن قال حدثنيه مروان ابن معاوية الفزاري عن وائل بن داود قال سمعت الحسن يقول: لا أعلمن ما ضن (5) أحدكم بماله حتى إذا كان عند الموت ذعذعه ههنا وههنا - (6) ]. وقال [ أبو عبيد - (6) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (7) ] يوشك أن لا يكون بين شراف وأرض كذا وكذا جماء ولا ذات قرن، قيل: (1) وقال ابن الاثير في النهاية 4 / 94 (المريان تثنية مرى مثل صغرى وكبرى وصغريان وكبريان فهي فعلى من المرارة تأنيث الامر كالجلي والاجل أي الخصلتان المفضلتان في المرارة على سائر الخصال المرة أن يكون الرجل شحيحا بماله ما دام حيا صحيحا وأن يبذره فيما لا يجدى عليه من الوصايا المبنية على هوى النفس عند مشارفة الموت) كذا في الفائق. (2 - 2) ليس في ل ور ومص. (3) بهامش الاصل (العيش: الحياة). (4) الحديث في (م) زكاة: 93 (ن) زكاة: 60 (جه) وصايا: 4 (حم) 2: 231: 250، 415، 447. (5) في ر: ظن. (6) من ل ور ومص. (7) من مص. (*)
[ 99 ]
وكيف (1) ذلك ؟ قال: يكون الناس صلامات يضرب بعضهم رقاب بعض (2). قوله: صلامات - يعني الفرق من الناس يكونون طوائف فتجتمع كل فرقة على حيالها تقاتل الأخرى، وكل جماعة فهي صلامة (3)، (4) قال وأنشدنا أبو الجراح: [ الرجز ] صلامة كحمر الأبك * لا ضرع فيها ولا مذك (5) يريد مذكيا وأنشدنا غير أبي الجراح: * جربة كحمر الأبك (6) الجربة إذا كانوا متساوين والجربة هو الجماعة أيضا، يقال: عليه جربة (1) في الاصل (كيف يكون). (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه حجاج عن المسعوي عن ابن لعبدالله بن جعدة عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه - الحديث في الفائق 1 / 652 وفيه (شراف: موضع وفي كتاب العين: ماء أظنه لبني أسد قال المثقب: (الوافر) مررن على شراف فذات رجل * ونكبن الذرايخ باليمين. (الجماء): الشاة التي لا قرن لها). (3) بهامش الاصل (صلامات - بكسر الصاد مهملة: جماعات قال الشاعر: (الطويل) لامكم الويلات أني أتيتم * وأنتم صلامات كثير عديدها والصلامات: قوم لا شيخ فيهم). البيت في الفائق 1 / 652. (4) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي ليست في الاصل. (5) كذا في اللسان (صلم). (6) هكذا روى في اللسان (جرب بكك). (*)
[ 100 ]
من العيال. وفي هذا المعنى حديث آخر قال حدثنيه حجاج أيضا عن حماد بن سلمة عن حميد قال كان يقال: لا تقوم الساعة حتى يكون الناس برازيق - يعني جماعات، وأنشدني ابن الكلبي (1) لجهينة بن جندب بن العنبر ابن عمرو بن تميم (- 6): [ الطويل ] رددنا جمع سابور وأنتم * بمهواة متالفها كثير تظل جيادنا متمطرات * برازيقا تصبح أو تغير (2) يعني جماعات الخيل. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (4) ] حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم (5) - يعني ما أحدوا النظر إليك، يقال للرجل: قد حدجني ببصره - إذا أحد النظر إليك (6) [ ومنه الحديث الذي يروى في المعراج: ألم تروا إلى ميتكم حين يحدج ببصره فإنما ينظر إلى المعراج من حسنه (5) (7) وقال أبو النجم (7): [ الطويل ] يقتلنا منها عيون كأنها * عيون المها ما طرفهن بحادج (8) (1 - 1) في ل: لبعض بني تميم. (2) البيتان في اللسان (برزق). (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (5) الحديث في الفائق 1 / 241. (6) في ل ور ومص: إليه. والعبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (7 - 7) في ل: وقال الشاعر ويقال إنه أبو النجم. (8) البيت في اللسان (حدج). (*)
[ 101 ]
يريد أنها ساجية الطرف ]، والذي يراد من هذا الحديث أنه يقول: حدثهم ما داموا يشتهون حديثك ويرمونك بأبصارهم، فإذا رأيتهم يغضون أو ينظرون يمينا وشمالا فدعهم من حديثك فإنهم قد ملوه [ وهذا شبيه بالحديث المرفوع: إنه كان يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا - (1) ]. (2) وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (4) ] أن موسى [ عليه السلام - (4) ] لما أتى فرعون أتاه وعليه زرمانقة (5). قوله: زرمانقة، [ يعني - (3) ] جبة صوف، ولا أحسبها عربية، أراها عبرانية (6)، والتفسير هو في الحديث (7). (1) من ل ور ومص والحديث في الفائق 1 / 375 (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة مخافة السآمة عليهم - أي يتعهدهم من قولهم: فلان خائل مال وهو الذي يصلحه ويقوم به وقد خال يخول خولا وهو الخولي عند أهل الشام. وروى: يتخونهم على هذا المعنى قال ذو الرمة: (البسيط) لا ينعش الطرف إلا ما تخونه * داع يناديه باسم الماء مبغوم (ديوانه ص 571 واللسان: نعش بغم خون) وقيل يتحولهم - أي يتأمل حالاتهم التي ينشطون فيها للموعظة). (2) سقط الحديث الآتي من ل مع الشرح. (3) من ر ومص. (4) من مص. (5) زاد في ر ومص: حدثنيه حجاج عن يونس بن (في ر: عن خطأ) أبي إسحاق عن أبيه عن عمرو بن ميمون عن عبد الله - الحديث في الفائق 1 / 527. (6) بهامش الاصل (عبرانية - بكسر العين: لغة اليهود وخطهم - تمت ش (باب العين والباء). (7) زاد في ر ومص: ولم أسمعه في غير هذا الحديث. (*)
[ 102 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] عليكم بحبل الله فإنه كتاب الله (3). [ قوله: عليكم بحبل الله نراه - (1) ] أراد تأويل قوله " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (4) "، يقول: فالاعتصام بحبل الله هو ترك الفرقة واتباع القرآن وأصل الحبل في كلام العرب ينصرف على وجوه فمنها العهد وهو الأمان، وذلك أن العرب (5) كان يخيف (5) بعضها بعضا في الجاهلية، فكان الرجل إذا أراد سفرا أخذ عهدا من سيد القبيلة فيأمن به ما دام في تلك القبيلة حتى ينتهي إلى الأخرى، ويفعل مثل ذلك [ أيضا - (6) ]، يريد بذلك الأمان [ قال أبو عبيد - (7) ] فمعنى الحديث أن يقول: عليكم بكتاب الله وترك الفرقة، فإنه أمان لكم وعهد من عذاب الله وعقابه (8) [ وقال الأعشى - يذكر مسيرا له وأنه كان يأخذ الأمان من قبيلة إلى قبيلة فقال لرجل يمتدحه: [ الكامل ] (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) ليس الحديث في الفائق ذكره ابن الاثير في النهاية 1 / 229 وقال (أي كتابه ويجمع الحبل على: حبال). (4) سورة 3 آية 103. (5 - 5 -) في ل: كانت تخيف. (6) من ل ومص. (7) من ل. (8) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (*)
[ 103 ]
وإذا تجوزها حبال قبيلة * أخذت من الأخرى إليك حبالها (1) ] والحبل أيضا (2) المواصلة (3) [ قال امرؤ القيس: (الكامل) إني بحبلك واصل حبلي * وبريش نبلك رائش نبلي (4) وهو كثير في الشعر والحبل أيضا من الرمل: المجتمع منه الكثير العالي (5) ]. وقال [ أبو عبيد - (6) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (7) ] أنه قيل له: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا، فقال: ذلك (8) منكوس القلب (9). قوله: (10) يقرأ القرآن (10) منكوسا، يتأوله كثير من الناس [ أنه - (6) ] أن يبدأ الرجل من آخر السورة فيقرأها إلى أولها، وهذا شئ ما أحسب أحدا يطيقه ولا كان هذا في زمان عبد الله ولا أعرفه (11)، ولكن وجهه عندي أن يبدأ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إلى البقرة كنحو ما (12) (1) البيت في ديوانه ص 24 واللسان (حبل). (2) في ل ور ومص: في غير هذا. (3) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (4) البيت في اللسان (حبل). (5) زاد في ر (تم الجزء الثالث من غريب الحديث - الحمد لله رب العالمين. يتلوه الجزء الرابع من غريب الحديث). (6) من ل ور ومص. (7) من مص. (8) في ل ور: ذاك. (9) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه أبو معاوية ووكيع عن الاعمش عن أبي وائل عن عبد الله - الحديث في الفائق 3 / 129. (10 - 10) في ل ور ومص: يقرؤه. (11) في ل ور: عرفه. (12) في مص: مما. (*)
[ 104 ]
يتعلم الصبيان في الكتاب، / لأن السنة خلاف هذا، (1) يعلم ذلك بالحديث الذي يحدثه عثمان [ رحمه الله - (2) ] عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا أنزلت عليه السورة أو الآية قال: ضعوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا: ألا ترى أن التأليف الآن في هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم (3) كتبت المصاحف على هذا ؟ ومما يبين لك أيضا (3) أنه ضم براءة إلى الأنفال فجعلها بعدها وهي أطول، وإنما ذلك التأليف، فكان أول القرآن فاتحة الكتاب ثم البقرة إلى آخر القرآن، [ فإذا بدأ من المعوذتين صارت فاتحة الكتاب آخر القرآن - (2) ] فكيف تسمى فاتحته (4) وقد جعلت خاتمته (5) ؟ وقد روي عن الحسن وابن سيرين من الكراهة فيما هو دون هذا. قال [ أبو عبيد - (6) ] حدثني ابن أبي عدي عن أشعث عن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يقرءان القرآن من أوله إلى آخره ويكرهان الأوراد (7). وقال ابن سيرين: تأليف الله خير من تأليفكم. قال أبو عبيد: وتأويل الأوراد أنهم كانوا أحدثوا أن جعلوا القرآن أجزاء، كل جزء منها فيه سور مختلفة من القرآن على غير التأليف، جعلوا السورة الطويلة مع أخرى دونها في الطول ثم يزيدون كذلك، (1) العبارة الآتية إلى قوله (وإنما جاءت الرخصة) ليست في الاصل. (2) من مص. (3 - 3) ليست في ر. (4) في ل: فاتحة. (5) في ل: خاتمة. (6) من ل ور ومص. (7) الحديث في الفائق 3 / 157. (*)
[ 105 ]
حتى يتم الجزء، ولا يكون فيه سورة منقطعة ولكن تكون (1) كلها سورا تامة، فهذه الأوراد التي كرهها الحسن ومحمد، والنكس أكثر من هذا وأشد، وإنما جاءت الرخصة في تعلم الصبي والعجمي (2) من المفصل لصعوبة السور الطوال عليهما، فهذا عذر، فأما من قرأ القرآن وحفظه ثم تعمد أن يقرأه من آخره إلى أوله فهذا النكس المنهي عنه، وإذا كرهنا هذا فنحن للنكس من آخر السورة إلى أولها أشد كراهة أن كان ذلك يكون (3). وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (5) ] أنه دخل على رجل مريض فرأى جبينه يعرق فقال عبد الله: موت المؤمن عرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب فيكافأ بها عند الموت - (6) ويروى (6): فيحارف بها عند الموت (7). (1) في ر: لا تكون. (2) في مص: الاعجمي. () في ر: لا يكون. (4) من ل ور ومص. (5) من مص. (6 - 6) في ل ور ومص: [ قال أبو عبيد ] حدثناه معاذ عن ابن عون عن أبي معشر قال: دخل ابن مسعود ثم ذكر الحديث (وفي ل: دخل ابن مسعود على مريض فرأى جبينه يعرق فقال ذلك) وكان ابن علية يحدثه عن يونس بن عبيد عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثله إلا أنه قال. (7) الحديث في الفائق 1 / 253. (*)
[ 106 ]
وكان أبو عبيدة يقول: المحارفة المقايسة، ولهذا قيل للميل الذي تسير به الجراحات والشجاج: المحراف [ قال القطامي يصف طعنة أو شجة: (البسيط) إذا الطبيب بمحرافيه عالجها * زادت على النقر أو تحريكها ضجما (1) - ] [ يقول: إذا قاسها بميله ازدادت فسادا عظيما - (2) ] فكأن معنى الحديث أن المؤمن يقايس بذنوبه عند الموت فيشتد عليه ليكون ذلك كفارة له. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] أن رجلا أتاه فقال عبد الله حين رآه: إن بهذا سفعة من الشيطان، فقال له الرجل: لم أسمع ما قلت، ثم قال له عبد الله: نشدتك بالله هل ترى أحدا خيرا منك ؟ قال: لا، قال عبد الله: فلهذا قلت ما قلت (4). قوله: سفعة من الشيطان أصل السفع الأخذ بالناصية، قال الله تبارك [ و - (5) ] تعالى " كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية (6) " (1) العبارة المحجوزة من ل ور ومص والبيت في ديوانه ص 102 واللسان (حرف ضجم) ويروي (على النفر) بالفاء وفي الديوان: (حاولها) بدل (عالجها). (2) من مص. (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: وهذا من حديث ابن المبارك عن ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن الحارث بن عمرو الهذلي قال: كنا عند ابن مسعود فجاءه رجل فذكر ذلك - الحديث في الفائق 1 / 598 وقد سبق في 3 / 190. (5) من ل ور، وفي مص: عزوجل. (6) سورة 96 آية 15 و 16. (*)
[ 107 ]
فالذي أراد عبد الله أن الشيطان قد استحوذ (1) على هذا وأخذ بناصيته فهو يذهب من (2) العجب كل مذهب حتى لا يرى أن أحدا خيرا منه. [ قال أبو عبيد - (3) ] [ وهذا مثل حديث النبي صلى الله عليه: أنه رأى في بيت أم سلمة جارية ورأى بها سفعة فقال: إن بها نظرة فاسترقوا لها - يعني بقوله: سفعة، أن الشيطان قد أصابها - (4) ]. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (6) ] إن هذا القرآن مأدبة (مأدبة) الله فتعلموا من مأدبته (7). قوله: مأدبة، فيه (8) وجهان: يقال: مأدبة ومأدبة، فمن قال: مأدبة (1) بهامش الاصل (أي غلب). (2) في ل ور ومص: به في. (3) من ل. (4) من ل ور ومص وقد سبق الحديث مع مراجعه وشرحه في 3 / 189. (5) من ل ور ومص. (6) من مص. (7) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه أبو اليقظان (عمار) عن إبراهيم الهجري عن أبي الاحوص عن عبد الله قال: وحدثنيه حجاج عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن أبي الاحوص عن عبد الله قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن - الحديثان في (دي) فضائل القرآن: 1 والفائق 1 / 19 وفيه (المأدبة مصدر بمنزلة الادب وهو الدعاء إلى الطعام كالمعتبة بمعنى العتب. وأما المأدبة فاسم للصنيع نفسه كالوكيرة والوليمة. وشبهها سيبويه بالمسربة وغرضه أنها ليست كمفعلة ومفعلة في كونهما بناءين للمصادر والظروف). (8) في مص: فيها. (*)
[ 108 ]
أراد [ به - (1) ] الصنيع يصنعه الإنسان فيدعو إليه الناس يقال منه: أدبت [ على - (1) ] القوم آدب أدبا وهو رجل آدب مثال فاعل [ قال طرفة ابن العبد: (الرمل) نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى الآدب فينا ينتقر - (2) ] (3) ومعنى (3) الحديث أنه مثل شبه القرآن بصنيع صنعه الله للناس لهم فيه خير ومنافع ثم دعاهم إليه [ وقال عدي بن زيد يصف المطر والرعد فقال: (الخفيف) زجل وبله يجاوبه د * ف لخون مأدوبة وزمير فالمأدوبة التي قد صنع لها الصنيع - (4) ] فهذا تأويل من قال: مأدبة. وأما من قال: مأدبة، فإنه يذهب [ به - (1) ] إلى الأدب، (5) يجعله مفعلة من ذلك، ويحتج بحديثه الآخر: إن هذا القرآن مأدبة الله (6) فمن دخل فيه فهو آمن (6). وكان الأحمر يجعلهما لغتين: مأدبة الله ومأدبة - بمعنى واحد، ولم أسمع أحدا يقول (7) هذا غيره (7)، والتفسير الأول أعجب إلي. (1) من ل ور ومص. (2) من ل ور ومص والبيت في اللسان (أدب جفل). (3 - 3) في ل ور ومص وإنما تأويل. (4) من ل ور ومص والبيت في اللسان (أدب). (5) زاد في ل: أن. (6 - 6) في ور ومص: فتعلموا من مأدبته لعله من سهو الناسخ. (7 - 7) في الاصل: غير هذا والتصحيح من ل ور ومص. (*)
[ 109 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] لأن أعض على جمرة حتى تبرد - أو قال: حتى تطفأ - أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله: ليته لم يكن (3). قوله: ليته لم يكن، ليس وجهه عندي أن يكون عاما في كل شئ (4) ولا أراه أراده عبد الله (4)، ولو كان هذا في الأشياء كلها لكان ينبغي إذا أذنب الرجل ذنبا أن لا يندم عليه. ولا يقول: ليتني لم أكن فعلته (5) وكيف يكون هذا وعبد الله نفسه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الندم توبة (6) فهل الندم إلا أن يتمنى أن الذي كان منه لم يكن ؟ ولكن وجهه عندي أنه أراد المصائب خاصة التي يؤجر عليها العبد كالمصائب في الأبدان والأهل والمال، لأنه إذا تمنى أن ذلك لم يكن فكأنه لم يرض بقضاء الله عليه ولا يأمن أن يكون أجره قد حبط ولكنه (7) يرضى ويسلم لأمر الله وقضائه ومما تمنى الناس مما كان أنه لم يكن قول مريم: " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا (8) " وقول (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله قال حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي حصين عن إبراهيم عن عبد الله - ليس الحديث في الفائق. (4 - 4) في ل ور ومص: ولا إياه أراد عبد الله. (5) زاد في ل: وليته لم يكن. (6) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (7) في ل: لكن. (8) سورة 19 آية 23. (*)
[ 110 ]
عمر: ليت أمي لم تلدني وقول عبد الله: ليتني كنت طائرا بشراف وقول عائشة: ليتني كنت حيضة ملقاة وقول بلال: ليت بلالا لم تلده أمه ومثل هذا كثير ولا نجده في شئ من المصائب للدنيا أنه تمنى أن الذي كان لم يكن. (1) قال أبو عبيد: فأما الأشياء التي يوزر عليها العبد فإنه كل ما تمنى أن لا يكون عملها واشتد ندمه عليها كان أقرب له إلى الله (1). وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (3) ] صفقتان في صفقة ربا (4) [ قال - (5) ] معناه أن يقول الرجل للرجل: / أبيعك هذا الثوب بالنقد بكذا وبالتأخير بكذا، ثم يفترقان على هذا الشرط (6) [ ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إنه نهى عن بيعتين في بيعة (7): فإذا فارقه على أحد الشرطين بعينه فليس ببيعتين في بيعة ]. (1 - 1) ليست في ل أيضا. (2) من ل ور ومص. (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله (في ل: عبيد الله - خطأ) بن مسعود عن أبيه ذلك - الحديث في (حم) 1: 398 والنهاية 2 / 291 وليس في الفائق. (5) من ر ومص. (6) ما بين الحاجزين من ل ور ومص. (7) الحديث في (ت) بيوع: 18 (ن) بيوع: 73 (ط) بيوع: 72 (حم) 2: 71، 174، 175، 177، 179، 205 والنهاية 1 / 127 وقال فيه ابن الاثير (هو أن يقول: بعتك هذا الثوب نقدا بعشرة ونسيئة بخمسة عشر فلا يجوز = (*)
[ 111 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) أنه إوصى إلى الزبير وإلى ابنه عبد الله بن الزبير وقال في وصيته: إنه لا يزوج امرأة من بناته إلا بإذنها (3) ولا تحضن زينب امرأة عبد الله عن ذلك (4). قوله: لا تحضن (5) - يعني لا تحجب عنه ولا يقطع دونها يقال: حضنت الرجل عن الشئ - إذا اختزلته [ دونه - (6) ]، [ ومنه حديث عمر يوم أتى سقيفة بني ساعدة للبيعة قال: فإذا إخواننا من الأنصار يريدون أن يختزلوا الأمر دوننا ويحضنوننا عنه - (7) ]. - لانه لا يدري أيهما الثمن الذي يختاره ليقع عليه العقد ومن صوره أن يقول: بعتك هذا بعشرين على أن تبيعني ثوبك بعشرة فلا يصح للشرط الذي فيه ولانه يسقط بسقوطه بعض الثمن فيصير الباقي مجهولا وقد نهى عن بيع وشرط وعن بيع وسلف وهما هذان الوجهان). (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) في ل ور ومص: باذنهما - كذا. (4) زاد في ل ور ومص (قال) سمعت محمد بن الحسن يحدثه عن المسعودي أبي عميس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه الحديث في الفائق 1 / 268. (5) بهامش الاصل (تحضن) تحبس يعني بل تشاور) شمس العلوم باب الحاء والضاد وذكر فيه حديث ابن مسعود رضى الله عنه. (6) من ل ومص. (7) من ل ور ومص والحديث في (خ) حدود: 31 (حم) 1: 56 والفائق 1 / 268 وشمس العلوم باب الحاء والضاد. (*)
[ 112 ]
وفي هذا الحديث من الفقه أنه يبين لك أنه ليس إلى الأوصياء من النكاح شئ، إنما النكاح إلى الأولياء دون الأوصياء، ولو كان النكاح إلى الوصي ما احتاج عبد الله أن يشترط إذن الزبير وابنه. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] لا أعرفن أحدكم جيفة ليل قطرب نهار (3). قال: يقال: إن القطرب دويبة لا تستريح نهارها سعيا، فشبه عبد الله الرجل الذي يسعى نهاره في حوائج الدنيا فإذا أمسى أمسى كالا مزحفا فينام ليلته حتى يصبح لمثل ذلك، فهذا جيفة ليل قطرب نهار [ يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يتمثل بهذين البيتين: (الطويل) نهارك يا مغرور سهو وغفلة * وليلك نوم والردى لك لازم وسعيك فيما سوف تكره غبه * كذلك في الدنيا تعيش البهائم - (1) ] وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (2) ] لا غلت في الإسلام (4). [ قوله: لا غلت - (1) ] معناه لا غلط، والعرب تقول: قد غلت الرجل (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) الحديث في الفائق 2 / 360. (4) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه شريك عن فراس عن الشعبي عن عبد الله - الحديث في الفائق 2 / 234. (*)
[ 113 ]
في حسابه، و (1) غلط في منطقه، فالغلط في المنطق، والغلت في الحساب،، وبعض الناس يجعلهما لغتين والتفسير الأول أجود عندي، (2) [ لأن فيه غير حديث على هذا اللفظ قال: حدثناه يزيد بن هارون قال حدثناه هشام (3) بن حسان (3) عن ابن سيرين عن شريح: أنه كان لا يجيز الغلت. قال وحدثناه هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قال: لا يجوز التغلت. وإنما تأويل هذا كالرجل يقول: اشتريت منك (4) هذا الثوب بمائة، (5) ثم تجده (5) قد اشتراه بأقل من ذلك، يقول: فلا يجوز ذلك، يرد إلى الحق ويترك الغلت في (6) هذا وما أشبهه في المعاملات كلها ]. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله [ رحمه الله - (8) ] إنما هو رحل وسرج، فرحل إلى بيت الله، وسرج في سبيل الله (9). [ قوله فرحل إلى بيت الله - (7) ] أراد أن البيت إنما يزار على الرحال (1) زاد في ل: قد. (2) العبارة الآتية المحجوزة ليسا في الاصل زدناها من ل ور ومص. (3 - 3) من ل. (4) من ل. (5 - 5) في ل: ثم ينظر فتجده. (6) من ر. (7) من ل ور ومص. (8) من مص. (9) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه ابن علية عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن مسعود ليس الحديث في الفائق وذكره ابن الاثير في النهاية 2 / 77 = (*)
[ 114 ]
كأنه كره المحمل، وذلك أنه (1) مما أحدث الناس و (2) [ كذلك حديث عمر: إذا حططتم الرحال فشدوا السروج ومما يبين لك أن الحج على الرحال أفضل قول طاؤس، قال: حدثناه فضيل بن عياض عن ليث عن طاؤس قال: حج الأبرار على الرحال وكذلك قول إبراهيم قال (3): حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن خالد الحنفي قال: اختلفت أنا وذر في المحمل والرحل - أو القتب - أيهما أفضل ؟ فسألت إبراهيم فقال: صاحب الرحل (4) أفضل، ومنه حديث ابن عمر أنه رأى رجلا يسير بين جوالقين فقال: لعل هذا أن يكون حاجا. (5) قال أبو عبيد (5): ففي حديث عمر وابن مسعود من العلم أن ] الغزو لا يكون [ للفارس - (6) ] إلا بالسروج، ولا يكون صاحب الإكاف (7) فارسا (8). = وقال فيه (يريد أن الابل تركب في الحج والخيل تركب في الجهاد). (1) في ل: لانه. (2) العبارة الآتية المحجوزة ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (3) من ل. (4) زاد في ل: أو القتب. (5 - 5) ليس في ل. (6) من ل ور مص. (7) بهامش الاصل (الاكاف للحمار بمنزلة السرج للفرس (كذا في شمس العلوم باب الهمزة والكاف. (8) قال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 53 (الناس يذكرون أن المحامل أحدثت في زمن الحجاج فركب فيها الحاج وكانوا قبل يحجون على الرحال = (*)
[ 115 ]
= فكيف يكره ابن مسعود ما لم يره ولم يحدث في زمانه قال بعض الشعراء: [ الرجز ] اؤل عبد عمل المحاملا * أخزاه ربي عاجلا وآجلا يعني الحجاج وإنما أراد ابن مسعود بقوله: رحل إلى بيت الله بعير تعده للحج وسرج في سبيل الله أي فرس تعده للغزو فكنى عنهما بالرحل والسرج). وقال أبو سليمان الخطابي في غريب الحديث ج 2 ص 14 / الف (قد كانت المحامل قبل زمان الحجاج وإنما كان من الحجاج فيها أنه أمر بأحكام صنعتها والزيادة في قدرها والتوسيع لها لينام المسافر فيها فعلى هذا المعنى نسبت إليه والامر في ذلك بين عند أصحاب المعرفة بالاخبار وأهل العناية بها وفي ذلك يقول بعضهم: [ السريع ] ومحملا اترص حجاجيا أي احكم وسؤى وكانوا قبل يسمون المحامل: الملابن قال الراجز (هو مسعود ابن وكيع كما في اللسان (لبن)): [ الرجز ] لا يحمل الملبن إلا الجرشع يريد الضخم من الابل ولم يزل من عادة العرب أن يتخذوا الاسفار هم المراكب والمشاجر والهوادج ويركب فيها الشيوخ والنساء والضعفة فأما الملابن فانما كان يتخذها أهل الترفة والنعمة ومن مال إلى الدعة منهم وكل هذه المراكب على اختلافها في القدر والسعة محامل وإن كانت قد تختلف في الاسماء لما لها من اختلاف الصنعة والتركيب والهيئة وإذا كانت هذه الامور موجودة في الزمان الاول وكان معلوما أنهم إنما كانوا يتخذونها طلبا لراحة الدعة وهربا من تعب المشقة وكان الامر في الرحل بخلافها لقلة ارتفاق المسافر به وعدم الدعة في ركوبه وكانت الاشارة من عبد الله للحاج إليه إنما هو لان يقل حظه من الراحة وليمسه طرف من المشقة فيكون أفضل لحجه وأكثر لاجره فقد عقل أن الذي أحدثه الناس بعد من المحامل والكنائس والعماريات داخل تحت المعنى = (*)
[ 116 ]
= الذي أشار عبد الله إليه ولاحق بحكمه فعلى هذا المعنى تأول أبو عبيد الحديث وأضاف إلى عبد الله كراهة المحمل وإن كان هذا النوع من المحامل غير موجود في زمانه. ونظير هذا في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه سلم قد نهى عن إسبال الازار لانه من المخيلة وقال: لا ينظر الله إلى رجل جر إزاره خيلاء وقال: فضل الازار في النار وكان أكثر الناس في عهده إنما يلبسون الاردية والازر فلما لبس الناس المقطعات وصار عامة لباسهم القمص واتخذوا الدرايع وأذالوها واستعملوا محدث اللباس كان حكمها حكم الازار في كراهة السدل والتذييل وكان للمستدل أن يستدل فيها يجز الازار وأن يمد بحكمه عليها وأن يضيف النهى عنها والكراهية لها إلى رسول الله صلى الله عله وسلم إذ كانت كلها داخلة في معنى ما نهى عنه من ذلك وقد قال ابن عمر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الازار فهو في القميص. وقال رجل: يارسول الله ما الحاج ؟ فقال: الاشعث التفل يريد أن من صفة الحاج أن يهجر الطيب والدهن حتى يشعث بدنه ويتغير رائحته ولو استدل مستدل بهذا على أنه صلى الله عليه وسلم كره للحاج استعمال الغالية وتغليف رأسه بها كان مصيبا في الاستدلال واضعا له في موضعه وإن كانت الغالية إنما أحدثت بعد عصره بزمان طويل وإنما يذكر أنها صنعت لبعض ملوك بني مروان هشام أو غيره وأنهم لما رفعوا الحساب فيها وقد أكثروا النفقة عليها قال: هذه غالية فلقبت بها. وقيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وكف مسجده: ألا ترفع لك هذا المسجد ونصلحه ؟ فقال: لا عريش كعريش موسى فلو اقتضى مقتض من هذا نهيه عن تنجيد المساجد وتزويقها واتخاذها بمشاوب الذهب كان مصيبا في ذلك وإن لم يكن شئ منها معهودا في ذلك الزمان وإنما أحدث تزويق المساجد فيما يذكر الوليد بن عبد الملك وأنكر فعله فيها أكثر العلماء ومثل هذا كثير والامر فيه بين واضح إن شاء الله). (*)
[ 117 ]
أحاديث (1) حذيفة (*) [ بن اليمان - (2) ] (3) رحمه الله (3) وقال أبو عبيد: في حديث حذيفة أنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين: قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم (4) نزل القرآن فعلموا من (1) في ل ور: حديث. (*) حذيفة بن اليمان - واسم اليمان: حسيل ويقال حسل بن جابر العبسي أبو عبد الله صحابي من الولاة الشجعان الفاتحين كان صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين لم يعلمهم أحد غيره ولما ولى عمر سأله: أفي عمالي أحد من المنافقين ؟ فقال: نعم واحد قال: من هو ؟ قال: لا أذكره. وحدث حذيفة بهذ الحديث بعد حين فقال: وقد عزله عمر كأنما دل عليه. ولاه عمر على المدائن وكانت عادته إذا استعمل عاملا كتب في عهده وقد بعثت فلانا وأمرته بكذا) فلما استعمل حذيفة كتب في عهده (اسمعوا له وأطيعوه وأعطوه ما سألكم) فلما قدم المدائن استقبله الدهاقين فقرأ عهده فقالوا: سلنا ما شئت فطلب ما يكفيه من القوت وأقام بينهم فأصلح بلادهم. وهاجم نهاوند سنة 22 ه فصالحه صاحبها على ما يؤديه في كل سنة وغزا الدينور وماه سندان فاقتحمها عنوة ثم غزا همذان والري فاقتحمها واستقدمه عمر إلى المدينة فلما قرب وصوله اعترضه عمر في ظاهرها فرآه على الحال التي خرج بها فعانقه وسر بعفته ثم أعاده إلى المدائن فتوفى فيها سنة 36 ه. روى له البخاري ومسلم 225 حديثا (تهذيب التهذيب 2 / 219 صفة الصفوة 1 / 249 الاصابة 1 / 322). (2) من ل ور ومص. (3 - 3) ليس في ل ور. (4) من ل ومص وفي الاصل ور: و. (*)
[ 118 ]
القرآن وعلموا من السنة قال: ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها كأثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها كأثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فتراه منتبرا وليس فيه شئ، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلما ليردنه على إسلامه (1) ولئن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت لأبايع إلا فلانا وفلانا (2). قال الأصمعي (3) وغيره (3): جذر قلوب الرجال، الجذر: الأصل من كل شئ [ وقال زهير: (الطويل) وسامعتين تعرف العتق فيهما * إلى جذر مدلوك الكعوب محدد يعني قرن بقرة وصفها - (4) ]. وقال أبو عمرو: هو الجذر - بالكسر، والأصمعي يقول (5): هو (6) بالفتح. وقوله: كأثر الوكت، الوكت هو أثر الشئ اليسير منه، قال الأصمعي: يقال للبسر إذا بدا فيه الإرطاب: بسر موكت. (1) من ل ور ومص وفي الاصل: الاسلام. (2) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد): حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن زيد بن وهب (عن حذيفة) الحديث في (خ) رقاق: 35 (م) إيمان: 230 (ت) فتن: 17 (حم) 5: 383 والفائق 1 / 80. (3 - 3) في ل ور ومص: وأبو عمرو وغيرهما قوله. (4) من ل ور ومص والبيت في ديوانه ص 226 واللسان (جذر) والفائق 1 / 181. (5 - 5) في ل ور ومص: وكان الاصمعي وغيره يقولون. (6) في ر: جذر. (*)
[ 119 ]
وأما المجل هو أثر العمل في الكف يعالج بها الإنسان الشئ حتى يغلظ جلدها، يقال منه: مجلت يده ومجلت - لغتان (1). وأما المنتبر فالمتنفط. وقوله: أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، كان كثير من الناس يحمله على بيعة الخلافة، وهذا خطأ في التأويل، وكيف يكون على بيعة (2) الخلافة / وهو يقول: لئن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه علي ساعيه ؟ فهل يبايع على الخلافة (3) اليهودي والنصراني (3) ؟ ومع هذا أنه لم يكن يجوز أن يبايع كل واحد فيجعله خليفة وهو (4) لا يرى أو (4) لا يرضى بأحد بعد عمر، فكيف يتأول عليه هذا ؟ إنما مذهبه فيه أنه أراد مبايعة البيع والشرى، إنما ذكر الأمانة وأنها قد ذهب من الناس، يقول: فلست أثق اليوم بأحد [ أتمنه - (5) ] على بيع ولا شرى إلا فلانا وفلانا - يقول (2) لقلة الإمانة في الناس. (1) بهامش الاصل (مجلت بفتح الجيم يمجل بضم الجيم ومجلت بكسر الجيم يمجل بفتحها) وقال الزمخشري في الفائق 1 / 180 (الفرق بين الوكت والمجل أن الوكت النقط في الشئ من غير لونه يقال: بعينه وكتة ووكت البسر إذا بدت فيه نقط الارطاب والمجل غلظ الجلد من العمل لا غير ويدل عليه قوله: تراه منتبرا - أي منتفخا وليس فيه شئ). (2) ليس في ل. (3 - 3) في ل: اليهود والنصارى. (4 - 4) ليس في ل. (5) من ل ور ومص. (*)
[ 120 ]
وقوله: ليردنه علي ساعيه - يعني الوالي الذي عليه، يقول: ينصفني منه إن لم يكن له إسلام، وكل من ولي شيئا على قوم فهو ساع عليهم (1)، وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة: هم السعاة [ وقال الشاعر: (البسيط) سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا * فكيف لو قد سعى عمرو عقالين - (2) ] [ سعى عليها: عمل عليها - (3) ]. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث حذيفة تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تكون القلوب (5) على قلبين: قلب أبيض مثل الصفاء لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وقلب أسود مربد كالكوز مجخيا - وأمال كفه - لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا (6). (1) في ل: لهم. (2) من ل ور ومص والبيت لعمرو بن العداء الكلبي يقوله في ابن أخيه عمرو بن عتبة بن أبي سفيان وكان معاوية استعمله على صدقات كلب فاعتدى عليهم انظر اللسان (عقل سعى) والخزانة 3 / 387 وااغاني 18 / 49 ومجالس ثعلب القسم الاول ص 142. (3) من ر ومص. (4) من ل ور ومص. (5) في ر: القلب. (6) زاد في ل ور ومص (قال أبو عبيد) حدثناه يزيد بن هارون عن أبي مالك الاشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة - الحديث في (م) إيمان: 231 (حم) =
[ 121 ]
(1) قال أبو عمرو وأبو زياد الكلابي وغيرهما (1): قوله: مربد، هو لون بين السواد والغبرة، وهو لون النعام، ومنه قيل للنعام: ربد (1) فقالوا: مربد (1)، مثل: محمر ومصفر ومبيض، وقالوا للجميع: ربد، مثل (2) ما قالوا: صفر وخضر (2). وأما قوله: كالكوز مجخيا (3)، فإن المجخي المائل قال أبو زياد: يقال منه [ قد - (4) ] جخى الليل - إذا مال ليذهب. قال أبو عبيد: ولا أحسبه أراد مع مليه إلا أن يكون منخرق الأسفل، فشبه به القلب الذي لا يعي خيرا كما لا يثبت الماء في الكوز المنخرق وكذلك يروى في التفسير في = 5: 386، 405 والفائق 2 / 138 وفيه قال الزمخشري: (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير) أي توضع عليها وتبسط الحصير من عرض العود على الاناء والسيف على الفخذين يعرضه ويعرضه إذا وضعه. وقيل (الحصير) عرق يمتد معترضا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها أو لحمة). وفي غريب الحديث للخطابي ج 2 ص 31 / ب: (ذكره (أي الحديث) أبو عبيد في كتابه ولم يفسره. ويقال: إنه أراد بالحصير حصير الجنب وهو عرق أو لحمة تمتد معترضا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها فشبهها بذلك. وهذا التفسير عن الليث بن المظفر - والله أعلم بالحقيقة والصواب). (1 - 1) ليس في ل. (2 - 2) في ل: مثل بيض وحمر وصفر وفي مص: كما قالوا حمر وصفر وخضر. (3) بهامش الاصل (مجخيا - بضم الميم ثم جيم ثم خاء معجمة مكسورة مشددة ثم ياء مثناة تحت في آخره). (4) من ل ور ومص. (*)
[ 122 ]
قوله تعالى " وأفئدتهم هواء (1) "، قال: لا تعي شيئا وقال الشاعر في المجخى: [ الطويل ] كفى سوأة أن لا تزال مجخيا (2) وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث حذيفة ما بينكم وبين أن يرسل عليكم الشر فراسخ إلا موت رجل - وهو عمر (4). قوله: فراسخ (5)، بلغني عن النضر بن شميل [ أنه - (6) ] قال: يقال (1) سورة 14 آية 43. (2) بعده كما في اللسان (جخا): (إلى سوأة وفراء في استك عودها). وبهامش الاصل (من ش: (الرجز). لا خير في الشيخ إذا ما جخا * وصار أكلا دائما وشخا وصار وصل الغانيات أخا أي انحنى ومال من الكبر) في شمس العلوم (باب الجيم والخاء) والفائق 2 / 138 (الشطر الاول فقط) وفي اللسان (جخا): لا خير في الشيخ إذا ما جخا * وسال غرب عينه ولخا وكان أكلا قاعدا وشخا * تحت رواق البيت يغشى الذخا وانثنت الرجل فصارت فخا * وصار وصل الغانيات أخا ويروى: لا خير في الشيخ إذا ما اجلخا (3) من ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن سفيان عن حذيفة الحديث في الفائق 2 / 271 وزاد فيه (فلو قد مات صب عليكم الشر). (5) بهامش الاصل (فراسخ - بالخاء معجمة أي دائم). (6) من ل. (*)
[ 123 ]
لكل [ شئ - (1) ] كثير دائم لا فرجة فيه: فرسخ وقد (2) قال بعض الأعراب: أغضنت علينا السماء أياما بعين ما فيها فرسخ، فالعين أن يدوم المطر أياما وقوله: ما فيها فرسخ، يقول: ليس فيها فرجة ولا إقلاع ويقال: انتظرتك فرسخا من النهار [ يعني - (1) ] طويلا. ولا أرى الفراسخ أخذت إلا من هذا (3). وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث حذيفة إن من أقرإ الناس للقرآن منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا، يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلى بلسانها (4). (1) من ل ور ومص. (2) ليس في ل ور ومص. (3) بهامش الاصل (والفرسخ: ثلاثة أميال). وفي الفائق 2 / 271، 272 (وفرسخت عنه الحمى - تباعدت... وعن أبي سعيد الضرير: الفراسخ: برازخ بين سكون وفتنة وكل فتنة بين سكون وتحرك فهي فرسخ). (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه الفزاري مروان عن إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن حذيفة - الحديث في الفائق 2 / 469 وفيه (يقال: الراعى يلفت الماشية بالعصا أي يضربها بها لا يبالي أيها أصاب ورجل لفتة رفتة إذا كان كذلك وفلان يلفت الريش على السهم أي لا يضعه متأخيا متلائما ولكن كيف يتفق ومن ذلك قولهم: فلان يلفت الكلام لفتا أي يرسله على عواهنه لا يبالي كيف جاء والمعنى (أنه) يقرؤه من غير روية ولا تبصر بمخارج الحروف وتعمد للمأمور به من الترتيل والترسل في التلاوة وغير مبال بمتلوه وكيف جاء كما تفعل البقرة بالحشيش إذا أكلته. وأصل اللفت: = (*)
[ 124 ]
قوله: يلفته، اللفت: اللي، يقال: لفت الشئ وفتله، لغتان بمعنى [ واحد - (1) ]، [ قال: وفي حديث آخر: إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يلفت الكلام كما تلفت البقرة الخلى بلسانها - (2) ]. [ قال أبو عبيد - (3) ] والخلى: الحشيش، وهو مقصور (4) [ ومنه الحديث المرفوع في مكة: لا يختلى خلاها (5) - يقول: لا يحتش حشيشها. وقال الأصمعي: وبه سميت المخلاة لأنه يجعل فيها (6) الخلى، وهو (6) الحشيش اليابس ]. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث حذيفة حين ذكر الفتنة فقال: أتتكم الدهيماء ترمي بالنشف ثم التي تليها ترمي بالرضف (7). = لي الشئ عن الطريقة المستقيمة). (1) من مص. (2) من ل ور ومص والحديث في الفائق 2 / 469. (3) من ل ور ومص. (4) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (5) سبق الحديث في 2 / 132. (6 - 6) ليس في ل. (7) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه يزيد عن الوليد بن (عبد الله بن) جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة وهذا قد يروى عن عبد الله مثله أيضا قال: حدثناه اليمامي عمر (في ر: عمرو - خطأ) بن يونس عن عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله مثله وزاد فيه: والذي نفسي بيده ما أجد لي ولكم إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها. قال أبو عبيد: يقول إنا كنا قبل إن تهيج الفتنة = (*)
[ 125 ]
قوله: الدهيماء، نراه أراد الدهماء (1) ثم صغرها، وبعض الناس يذهب بها إلى الدهيم، فإن كانت منه (1) فإن الدهيم الداهية، ويقال: إن سببها أن ناقة كان يقال لها الدهيم، فغزا قوم قوما فقتل [ منهم - (2) ] سبعة إخوة فحملوا على الدهيم، فصارت مثلا في كل داهية وبلية. / وأما النشف (3) فإنها حجارة سود (4) على قدر الأفهار (5) كأنها محترقة، قالها الأصمعي: وقال أبو عمرو: هي التي تدلك بها الأرجل. وأما الرضف (6) فإنها الحجارة المحماة بالنار أو الشمس، واحدتها رضفة (2) (8) [ ومنه الحديث المرفوع قال حدثنيه أبو نوح عن شعبة عن = لم نتلمس من الدنيا بشئ فليس ينجينا منها إلا أن تنجلي وحالنا حينئذ كحالنا الساعة لم نلتبس منها بشئ فهذا هو الخروج منها كما دخل فيها يعني الفتنة - كذا الحديث في الفائق 1 / 422. (1 - 1) في ل ور ومص (فصغرها مثل حديثه الآخر: لتكونن فيكم أيتها الامة أربع فتن: الرقطاء والمظلمة وفلانة وفلانة فالمظلمة مثل الدهماء. وبعض الناس يذهب بها إلى الدهيم فان كانت من الدهيم). (2) من ل ور ومص. (3) بهامش الاصل (النشف بسكون الشين معجمة وبفتحها). (4) بهامش الاصل (من ش: فيها ثقوب غير نافذة (باب النون والشين)). (5) زاد في ل: ونحوها وبهامش الاصل (الفهر بكسر الفاء: حجر قدر ملء الكف يدق به (شمس العلوم باب الفاء والهاء)). (6) بهامش الاصل (الرضف - بسكون الضاد فقط). (7) بهامش الاصل (بسكون الضاد وفتحها) وفي المغيث ص 572 (قال = (*)
[ 126 ]
سعد بن إبراهيم عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا جلس في الركعتين الأوليين (1) كأنه على الرضف (2)، (3) وواحدة الرضف رضفة، وواحدة النشف نشفة (3)، وقال الراجز: (الرجز) أفلح من كانت له هرشفه * ونشفة يملأ منها كفه (4) ويقال في النشفة في غير هذا الحديث إنها الخرقة التي ينشف بها ماء المطر من الأرض ثم يعصر في الأوعية ]. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث حذيفة أن الله يصنع صانع = الجبان: النشف والنشف بالكسر حجر ينشف به الوسخ من الرجل وغيرها وقال غيره: حجارة مضرسة وقال الاصمعي: النشفة حجارة سود كأنها (النسخة: كأنما) أحرقت بالنار وقال غيره: حجارة تقوم على رأس الماء فمعناه أن الاولى من الفتن لا تؤثر في أديان الناس لخفتها وأتى بعدها كهيئة حجارة قد أحميت بالنار فكانت رضفا فهي أبلغ في أديانهم وأثلم لابدانهم هذا إذا كان النشف قبل الرضف فإذا كان الرضف قبل النشف فالرضف الحجارة المحماة والنشف السود كأنها أحرقت بالنار فالاولى أيضا أخف من الثانية). (8) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (1) ليس في ل. (2) الحديث في النهاية 2 / 90. (3 - 3) من ل فقط. (4) رواية اللسان في مادة (نشف هرشف): (طوبى لمن) مكان (أفلح من). (5) من ل ور ومص. (*)
[ 127 ]
الخزم ويصنع كل صنعة (1). فإن الخزم (2) [ شئ - (3) ] شبيه بالخوص (4) وليس بخوص (4) وبعض الناس يقول: هو خوص المقل، وهو أدق منه وألطف، وهو (5) الذي يعمل منه (6) أحفاش (7) النساء. (8) [ وفي هذا الحديث تكذيب لقول المعتزلة الذين يقولون: إن أعمال العباد ليست بمخلوقة، ومما يصدق قول حذيفة ويكذب قول أولئك قول الله تبارك وتعالى " والله خلقكم وما تعملون - (9) "، ألا ترى أنهم كانوا (10) ينحتون الأصنام ويعملونها بأيديهم ثم قال لهم والله خلقكم وما تعملون. وكذلك قول حذيفة (1) الحديث في الفائق 1 / 342. (2) بهامش الاصل (الخزم - بخاء معجمة وزاي ساكنة: يتخذ منه الحبال) وفي الفائق (الخزم: شجر يتخذ من لحائه الحبال الواحدة خزمة وبالمدينة سوق الخزامين. والمراد بصانع الخزم صانع ما يتخذ من الخزم). (3) من ل ور ومص. (4 - 4) ليس في ل. (5) زاد في مص: هذا. (6) ليس في ل. (7) بهامش الاصل (جمع حفش - بكسر الحاء مهملة وهو بيت صغير - تمت ش (باب الحاء والفاء). (8) العبارة الآتية المحجوزة ليست في الاصل وزنادها من ل ور ومص. (9) سورة 37 آية 96. (10) ليس في ر. (*)
[ 128 ]
ويصنع كل صنعة (1). وقال أبو عبيد: في حديث حذيفة في الذي يجد البلل. حدثنا هشيم قال أخبرنا ابن عون عن ابن سيرين عن حذيفة أنه (2) قال في الذي يجد البلل بعد الاستبراء: ما هو وهذا عندي إلا سواء - وأخرج طرف لسانه. قال أبو عبيد: وهذا قد (3) يكون في شيئين: أحدهما (3) أن يكون قد أصابته جنابة فبال بعدها واستبرأ واغتسل ثم رأى بللا، فيقول: ليس ذلك من الجنابة إذا كان بعد البول، كما روي عن علي (4) رضي الله عنه (4) أنه قال: إذا اغتسل ثم رأى شيئا بعد ذلك، فإن كان بال قبل (1) قال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 55: (قد أغنانا الله بما في القرآن من الآى البينة المكشوفة الممتنعة على حيل المعتزلة عن أن يحتج عليهم بما يجدون به السبيل إلى الاستهزاء والطعن وقد رأيت أبا عبيد شبه حديث حذيفة بهذه الآية وليس يشبهها وإنما تقع الحجة على المعتزلة بقول حذيفة: أن الله يصنع كل صنعة ولا تقع بقول الله عزوجل (والله خلقكم وما تعملون (لانه لم يرد: والله خقلكم وما تعملون وإنما أراد: والله خلقكم والاصنام التي تعملون ألا تراه يقول (أتعبدون ما تنحتون) (سورة 37 آية 95) يعني الاسلام لا النحت ثم قال: (والله خلقكم وما تعملون) (37 / 96) أراد وتلك الاصنام وليس هذا عندي موضع ذكر اعمالهم ولا فيها معنى يزيد في توكد الحجة عليهم وإنما يتوكد عليهم ويقع التعجب منهم بأن يعبدوا شيئا هو مخلوق مثلهم ولو قال قائل: والله خلقكم وما تأكلون لم يقع ذلك إلا على الطعام المأكول لا الاكل ولو قال: والله خقلكم وما تركبون لم يقع إلا على الدواب لا على الركوب). (2) ليس في ر. (3) ليس في ل. (4 - 4) من مص وحدها. (*)
[ 129 ]
الغسل فعليه الوضوء، وإن لم يكن بال فهذا بقية من جنابته وعليه (1) إعادة الغسل، فهذا أحد الوجهين والوجه الآخر: أن لا تكون ههنا جنابة، ولكنه رجل بال واستبرأ وتوضأ ثم رأى بللا، فيقول: ليس هذا شئ، يذهب إلى مثل قول عمر: إني أجده يتحدر مني مثل الخرزة فما أباليه ومثل (2) قول ابن عباس: إنما ذلك من الشيطان، فإذا توضأت فرش ثوبك، فإن رأيت شيئا فقل: هو منه وأراد حذيفة هذا المذهب يقول (3): إنه (4) ليس ببول، إنما هو من الشيطان ]. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث حذيفة أنه قال: ما بقي من المنافقين إلا أربعة، فقال رجل: فأين (6) الذين يبعقون لقاحنا وينقبون بيوتنا ؟ فقال حذيفة: أولئك هم الفاسقون - مرتين (7). [ قال أبو عبيد - (8) ] قوله: يبعقون لقاحنا يعني - ينحرون إبلنا ويسيلون دماءها يقال: قد انبعق المطر - إذا سال فكثر (9). (1) في ل: وعلى صاحبه. (2) في ل: منه. (3) من ر وحدها. (4) ليس في ر. (5) من ل ور ومص. (6) زاد في ل: هؤلاء. (7) الحديث في الفائق 1 / 102. (8) من مص. (9) زاد في ل: يتلوه أحاديث سلمان الفارسي صلى الله على محمد النبي وسلم كثيرا. (*)
[ 130 ]
(1) أحاديث (2) سلمان (*) الفارسي (3) رحمه الله (3) وقال أبو عبيد: في حديث سلمان [ رحمه الله ] أحيوا ما بين العشاءين فإنه يحط عن أحدكم من جزئه وإياكم وملغاة أول الليل، فإن ملغاة أول الليل مهدنة لآخره (4). (1) زاد في ل:: (الجزؤ الثامن عشر من غريب الحديث عن أبي عبيد القاسم بن سلام البغدادي. بسم الله الرحمن الرحيم). (2) في ر: حديث. (*) يقال له سلمان الخير الفارسي وسلمان بن الاسلام أصله من مجوس أصبهان أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عاش عمرا طويلا واختلفوا فيما كان يسمى به في بلاده وقالوا: نشأ في قرية جيان ورحل إلى الشام فالموصل فنصيبين فعمورية وقرأ كتب الفرس والروم واليهود وقصد بلاد العرب فلقيه ركب من بني كلب فاستخدموه ثم استعبدوه وباعوه فاشتراه رجل من قريظة فجاء به إلى المدينة. كان قوى الجسم صحيح الرأى عالما بالشرائع وغيرها. وهو الذي دل المسلمين عى حفر الخندق في غزوة الاحزاب حتى اختلف عليه المهاجرون والانصار كلاهما يقول: سلمان منا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلمان منا أهل البيت. جعل أميرا على المدائن فأقام فيها إلى أن توفى وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ينسج الخوص ويأكل خبز الشعير من كسب يده. مات بالمدائن في خلافة عثمان رضي الله عنه قيل مات سنة 36 ه وقيل سنة 33 ه وهو أشبه لما روى ان ابن مسعود رضي الله عنه دخل على سلمان عند الموت وقد مات ابن مسعود سنة 34 ه باتفاق. وروى له البخاري ومسلم 60 حديثا. (تهذيب التهذيب 4 / 137 الاصابة 3 / 113 صفة الصفوة 1 / 21). (3 - 3) ليس في ل ور. (4) زاد في ل ور ومص: قال [ أبو عبيد ] حدثناه مروان بن معاوية عن يحيى ابن ميسرة الاحمسي عن العلاء بن بدر عمن حدثه عن سلمان - الحديث في = (*)
[ 131 ]
قال أبو زيد وغيره: قوله ملغاة من اللغو وكثرة الحديث. والمهدنة من وهي السكون يقال منه: هدنت أهدن هدونا - إذا سكنت فلم تتحرك. والذي أراد به سلمان أنه إذا سهر أول الليل ولغا ذهب به النوم في آخره، فمنعه من القيام للصلاة. وبعضهم يرويه: مهدرة أول الليل - في موضع ملغاة، وهو قريب المعنى من ذلك. وقوله: أحيوا ما بين العشاءين، فإنه أراد المغرب والعشاء، فسماهما عشاءين، وقد فسرناه في غير هذا الموضع (1) [ وهذا مثل قول عائشة رحمة الله عليها: الأسودان التمر والماء (2)، وإنما السواد للتمر وحده وكقولهم: سنة العمرين، وإنما هما أبو بكر وعمر وهكذا كلام العرب إذا كان الشئ مع غيره فربما سموهما جميعا باسم أحدهما ]. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث سلمان [ رحمه الله - (4) ] لو بات رجل يعطى القيان البيض، وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله تعالى = الفائق 1 / 319 وفيه (إحياء الليل بمنزلة تسهيده وتأريقه لان النوم موت واليقظة حياة ومرجع الصفة إلى صاحب الليل فهو إذن من باب قوله: إذا ما نام ليل الهوجل). بهامش الفائق: جزء من بيت لابي كبير: (الكامل) فأتت به حوش الفؤاد مبطنا * سهدا إذا ما نام ليل الهوجل (1) ما بين الحاجزين من ل ور ومص. (2) سيأتي الحديث في (أحاديث عائشة رحمها الله). (3) من ل ور ومص. (4) من مص. (*)
[ 132 ]
لرأيت أن ذاكر الله أفضل (1). قال أبو عمرو وغيره: قوله: القيان، واحدها قينة وهي الأمة وبعض الناس يظن القينة المغنية خاصة، وليس هو كذلك، ولو كانت المغنية خاصة ما ذكرها سلمان في موضع الفضل والثواب، ولكن كل أمة عند العرب قينة (2) [ يبين ذلك قول زهير: (البسيط) رد القيان جمال الحي فاحتملوا * إلى الظهيرة أمر بينهم لبك (3) (4) أراد الإماء (4). وقال أبو عمرو: وكذلك كل عبد هو عند العرب قين وقد يقال: إنما (5) سميت الماشطة (5) مقنية لأنها تزين النساء، شبهت بالأمة لأنها تصلح البيت وتزينه ]. وقال [ أبو عبيد - (6) ]: في حديث سلمان من صلى بأرض قي فأذن وأقام الصلاة صلى خلفه من الملائكة ما لا يرى قطراه، يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده ويؤمنون على دعائه (7). (1) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه معاذ عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان - الحديث في الفائق 2 / 389 ولفظ (البيض) مقدم ولفظ (القيان) مؤخر فيه. (2) العبارة الآتية المحجوزة ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (3) البيت في ديوانه ص 164 واللسان (لبك قين). (4 - 4) في ل: يعني الامة. (5 - 5) في: قيل للماشطة. (6) من ل ور ومص. (7) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثناه هشيم وأبو حفص = (*)
[ 133 ]
قال الأصمعي: (1) القي هو القفر (1). وهو مأخوذ من القوا. (2) [ قال العجاج: (الرجز) قي تناصيها بلاد قي (3) وقوله: تناصيها - أي تتصل بها، وأصلها مأخوذ من الناصية ]. [ وقوله - (4) ] وقطراه: (5) طرفاه، والجمع (5): أقطار (2) [ ومنه قول الله تبارك وتعالى " إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض (6) "، والقتر مثل القطر ]. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث سلمان حين دخل عليه سعد يعوده فجعل يبكي فقال سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ قال: والله ما أبكي جزعا من الموت ولا حزنا على الدنيا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا: ليكف أحدكم مثل زاد الراكب، وهذه الأساود حولي قال: = الابار كلاهما عن داود بن أبي هند عن أبي عثمان عن سلمان وزاد أبو حفص عن داود: قال فقلت لابي عثمان: ما ألقى ؟ قال: القفر - ليس الحديث في الفائق ولا في النهاية. (1 - 1) في ل ور ومص: وهو كذلك وبهامش الاصل (في بكسر القاف وتشديد الياء). (2) العبارة الآتية المحجوزة ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (3) الرجز في اللسان (قوا نطا) وكذا بهامش الاصل. (4) من ل ور ومص. (5 - 5) في ل (يعني طرفيه القطر: الطرف جمعه). (6) سورة 55 آية 33. (*)
[ 134 ]
وما حوله إلا مطهرة أو إجانة أو جفنة (1). قوله: الأساود (2) - يعني الشخوص من المتاع (3)، وكل شخص سواد من متاع أو إنسان أو غيره (4) [ ومنه الحديث الآخر: إذا رأى أحدكم سوادا بليل فلا يكن أجبن السوادين فإنه يخافك كما تخافه (5). وجمع السواد: أسودة، ثم الأساود جمع الجمع قال الأعشى: (الطويل) تناهيتم عنا وقد كان فيكم * أساود صرعى لم يوسد قتيلها (6) يريد بالأساود شخوص القتلى ]. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث سلمان أنه كان إذا تعار من الليل قال: سبحان رب النبيين وإله المرسلين. (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبي سفيان - قال أبو عبيد: أراه طلحة بن نافع عن أشياخه عن سلمان - الحديث في الفائق 1 / 624 والطبقات الكبير ج 4 ق 1 ص 95. (2) بهامش الاصل: (السواد: الشخص وجمعه: أسودة وجمع الجمع: أساود). (3) وفي الفائق: يجوز أن يريد الحيات شبهها بها في أضطراره بمكانها). (4) العبارة الآتية المحجوزة ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (4) الحديث في الفائق 1 / 624. (6) البيت في ديوانه ص 124 والفائق واللسان (سود). (7) من ل ور ومص. (8) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد): حدثناه ابن مهدي عن سفيان عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن زيد بن صوحان قال: بت عند سلمان فكان يفعل ذلك قال زيد: فذكرت ذلك له فقال: يا زيد اكفني نفسك يقظان = (*)
[ 135 ]
[ قال الكسائي - (1) ] قوله: تعار من الليل - يعني استيقظ، (2) يقال منه: قد تعار الرجل يتعار تعارا - إذا استيقظ (3) من نومه، ولا أحسب ذلك يكون إلا مع كلام / أو صوت، وكان بعض أهل العلم يجعله مأخوذا من عرار (3) الظليم وهو صوته [ ولا أدري أهو من ذلك أم لا - (1) ] (4). أحاديث (5) معاذ (*) بن جبل (6) رحمه الله (6) وقال أبو عبيد: في حديث معاذ أنه كان يقول باليمن: ائتوني = أكفك نفسك نائما كذا الحديث في الفائق 2 / 139. (1) من ل ور ومص. (2 - 2) سقطت من ر. (3) بهامش الاصل (بكسر العين تعار الظليم يتعار تعارا هذا تفاعل تفاعلا عارا الظليم يعار عرارا ومعارة هذا فاعل وفعال مفاعلة). (4) زاد في ل ور ل ور ومص (وأما قوله: اكفني نفسك يقظان أكفك نائما - يقول: لا تعص الله في اليقظة وأنا أكفيك إن النائم لا يخاف عليه في النوم شئ من المآثم وهذا مثل قول عبد الله: لست أخاف عليكم النوم إنما أخاف عليكم اليقظة قال: حدثناه ابن مهدي عن سفيان عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله). (5) في ر: حديث. (*) معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب الانصاري الخزرجي أبو عبد الرحمن صحابي جليل كان أعلم الامة بالحلال والحرام هو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة شهد بدرا وأحدا والخندق والعقبة والمشاهد كلها مع = (*)
[ 136 ]
بخميس أو لبيس آخذه منكم في الصدقة، فإنه أيسر عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة (1). قال الأصمعي: الخميس الثوب الذي طوله خمس أذرع، كأنه يعني الصغير من الثياب. قال أبو عبيد: ويقال له ايضا: مخموس، مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول قال عبيد يذكر ناقته (2): [ الكامل ]. هاتيك تحملني وأبيض صارما * ومذربا في مارن مخموس (3) وكان أبو عمرو يقول: إنما قيل للثوب: خميس، لأن أول من عمله ملك = رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين جعفر ابن أبي طالب رضى الله عنهما وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة تبوك قاضيا ومرشدا لاهل اليمن وأرسل معه كتابا إليهم يقول فيه: (إني بعثت لكم خير أهلي) فبقى في اليمن إلى أن توفى النبي صلى الله عليه وسلم وولى أبو بكر رضي الله عنه فعاد إلى المدينة ثم كان مع أبي عبيدة بن الجراح في غزو الشام. ولما أصيب أبو عبيدة (في طاعون عمواس) استخلف معاذا. وأقره عمر فمات في ذلك العام سنة ثماني عشرة توفى عقيما بناحية الاردن ودفن بالقصير المعيني بالغور له 57 حديثا. (انظر تهذيب التهذيب 10 / 186 صفة الصفوة 1 / 195 والاصابة 6 / 106) (6 - 6) ليس في ل ور. (1) الحديث في الفائق 1 / 371. (2) بهامش الاصل (صوابه: الفرس). (3) البيت في ديوانه ص 43 واللسان (خمس مرن) وفي الديوان: (ومحربا في مارن). وبهامش الاصل (الابيض: سيف المذرب: سنان المارن: موضع القتال المخموس: خمسة أذرع). (*)
[ 137 ]
باليمن يقال له: الخميس أمر بعمل هذه الثياب فنسبت إليه (1) [ وقال الأعشى يذكر نبات الأرض: (المنسرح). يوما تراها كشبه أردية ال - خمس ويوما أديمها نغلا (2) فهذا البيت يصدق تفسير أبي عمرو، وبيت عبيد يصدق قول الأصمعي. قال أبو عبيد: وكلاهما له وجه ومعنى ]. (3) وفي هذا الحديث من الفقه أنه أخذ الثياب في الصدقة، وإنما هذا على وجه الرفق بهم إذا كان ذلك أمكن لهم من الذهب والفضة والطعام والماشية. وفيه أيضا حمله صدقة اليمن إلى المدينة، ألا تراه يقول: هو أنفع للمهاجرين بالمدينة وإنما ذلك إذا استغنى عنها أهل البلد الذين (4) تؤخذ منهم. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث معاذ أنه يتقدم العلماء يوم القيامة برتوة (6). (1) العبارة الآتية ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (2) البيت في ديوانه ص 155 والفائق واللسان (خمس) وفي مادة (نغل) (أردية العصب) بدل (أردية الخمس). (3) في الفائق (واللبيس: الذي ليس فأخلق). (4) في الاصل: الذي والتصحيح من ل ور ومص. (5) من ل ور ومص. (6) الحديث في الفائق 1 / 456 وبهامش الاصل (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: معاذ يتقدم العلماء يوم القيامة برتوة تمت من ش (باب الراء والتاء) وكذا الحديث في الاصابة 6 / 107 وفي تهذيب التهذيب 10 / 187 (يأتي معاذ يوم القيامة أمام العلماء بربوة). (*)
[ 138 ]
قال (1): فيها أقوال (2)، فبعضهم يقول: الرتوة الخطوة [ يقال: قد رتوت أرتو - إذا خطوت - (3) ]. ويقال: الرتوة الرمية (4) [ ومما يحقق ذلك بيت الحارث بن حلزة وذكر الجبل وارتفاعه فقال: (الخفيف) مكفهرا على الحوادث لا ير * توه للدهر مؤيد صماء (5) يعني الداهية، يقول: لا تخطاه ولا ترميه أو (6) تغيره ولكنه باق على الدهر. والمكفهر: الذي قد تراكم بعضه على بعض، ومنه قيل للسحاب: مكفهر ومنه قول عبد الله: إذا لقيت الكافر فالقه بوجه مكفهر (7). يقول: لا تلقه بوجه منبسط سائل ولكن القه بوجه منقبض مزور ]. (8) ويقال الرتوة البسطة. ويقال الرتوة نحو ميل (8). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث معاذ من استخمر قوما أولهم أحرار وجيران مستضعفون فإن له ما قصر في بيته حتى دخل الإسلام (1) في ل ور ومص: يقال. (2) في ل: قولان. (3) من ل ور ومص. (4) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور مص. (5) البيت في اللسان (رتا). (6) في ل: و. (7) الحديث في الفائق 2 / 418 وفيه (أي عابس قطوب). (8 - 8) في ل ور ومص (وقال بعض أهل العلم: الرتوة البسطة وقال بعضهم أيضا: الرتوة نحو من ميل فقد أكثر الناس فيها الاختلاف والله أعلم أي ذلك هو). (*)
[ 139 ]
وما كان مهملا يعطي الخراج فإنه عتيق، وإن كل نشر أرض يسلم عليها صاحبها فإنه يخرج (1) منها ما أعطي نشرها ربع المسقوي (2) وعشر المظمئ، ومن كانت له أرض جادسة قد عرفت له بالجاهلية حتى أسلم فهي لربها (3). قوله: من استخمر قوما، كان عبد الله بن المبارك يقول: استخمر استعبد [ وقال محمد بن كثير: هذا كلام عندنا معروف باليمن لا يكاد يتكلم بغيره، يقول الرجل: أخمرني كذا وكذا - أي أعطنيه وهبه لي، ملكني إياه، ونحو هذا فيقول معاذ: من استخمر قوما - (4) ] يقول: أخذهم قهرا وتملكا عليهم، [ وهذا كقول ابن المبارك استعبدهم - (4) ]، يقول: فما وهب الملك من هؤلاء لرجل فقصره الرجل في بيته حتى جاء الإسلام وهو عنده فهو له وما كان مهملا يعطي الخراج يعني الضريبة فهو حر. وقوله: نشر الأرض، هو (5) ما خرج من نباتها. (1) في الاصل ول ور ومص والمغيث ص 380: لا يخرج والتصحيح من الفائق 1 / 371 والنهاية 4 / 153. (2) بهامش الاصل (أي ما دام يعطي ربع المسقوي). (3) زاد في ل ور ومص: يروي عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال وجدنا ذلك في كتاب معاذ الحديث في الفائق 1 / 371 والنهاية 1 / 356 وفي الفائق (فان له من قصر) بدل (فان له ما قصر). وفي المغيث ص 380 (عشر المظمى). (4) من ل ور ومص. (5) في ل: يعني. (*)
[ 140 ]
والمسقوي (1): الذي يسقى بالسيح. والمظمى الذي تسقيه السماء (2). و [ أما - (3) ] الأرض الجادسة، هي التي لم تعمل ولم تحرث (4). وقوله: ربع المسقوي أراه [ يعني - (3) ] ربع العشر. وقال [ أبو عبيد - (3) ] في حديث معاذ بقينا رسول الله [ صلى الله عليه وسلم - (5) ] ذات ليلة في صلاة العشاء حتى ظننا أنه قد صلى ونام، ثم خرج إلينا فذكر فضل تأخير صلاة (6) العشاء (7). قوله: بقينا، قال الأحمر: يعني انتظرنا وتبصرنا (8) يقال منه: (9) بقيت (1) زاد في ل: هو. (2) في المغيث ص 380 (المظمى أصله المظمى ترك همزه وهو الذي تسقيه السماء والمسقوي الذي يسقى بالسيح). (3) من ل ور ومص. (4) في الفائق 1 / 372 الجادسة: التي لم تحرث ولم تعمر قال ابن الاعرابي: الجوادس: البقاع التي لم تزرع قط). (5) من مص. (6) ليس في ل ور. (7) زاد في ل ور ومص: في حديث طويل قال (أبو عبيد) حدثناه حجاج عن حريز بن عثمان عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد أنه سمع معاذا يقول ذلك - الجديث في (د) صلاة: 7 والفائق 1 / 105. (8) وقال الزمخشري في الفائق (والاسم منه: البقوي قلبت الياء فيها واوا. وكذلك كل فعلى إذا كانت اسما كالتقوى والرعوى والشروى وإذا كانت صفة لم تقلب ياؤها كقولهم: امرأة صديا وخزيا). (9) زاد في ل: قد. (*)
[ 141 ]
الرجل أبقيه بقيا وأنشد (1) الأحمر في نعت الخيل: [ الرجز ] فهن يعلكن حدائداتها * جنح النواصي نحو ألوياتها كالطير تبقى متداوماتها (2) يعني تنظر إليها (3). وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث معاذ أنه ضحى بكبش أعرم (5). قال الأصمعي: هو الأبيض الذي فيه نقط سود مع بياضه، والأنثى عرماء وجمعها عرم (6) [ وأنشدنا لمعقل بن خويلد الهذلي: (الطويل) أبا معقل لا توطئنك بغاضتي * رؤوس الأفاعي في مراصدها العرم (7) ] / وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث معاذ أنه أتي بوقص وهو باليمن فقال: لم يأمرني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ (8). (9) قال: الوقص (9) هو ما وجبت فيه الغنم من [ فرائض - (10) ] الإبل (1) في ل ور ومص: أنشدنا. (2) الرجز في اللسان (دوم بقي) والفائق 1 / 105. (3) زاد في ل (ويروي: امتيارياتها). (4) من ل ور ومص. (5) الحديث في الفائق 2 / 139 والمغيث ص 395. (6) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (7) البيت في ديوان الهذليين ق 3 ص 65 واللسان (عرم) والفائق 2 / 139. (8) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه حجاج عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن معاذ - الحديث في الفائق 3 / 178. (9 - 9) في ل ور ومص: كان أبو عمرو يقول: الوقص. (10) من ل. (*)
[ 142 ]
في الصدقة ما بين الخمس إلى العشرين، فإذا بلغت خمسا وعشرين وجبت فيها ابنة مخاض، فليس بوقص، فهذا عند أبي عمرو الوقص والشنق، ولا أرى أبا عمرو حفظ هذا [ قال أبو عبيد - (1) ] ولو كان هكذا ما قال معاذ لم يأمرني فيه [ رسول الله صلى الله عليه وسلم - (2) ] بشئ، وكيف يقول ذلك وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أن في خمس من الإبل شاة وفي عشر شاتين وفي خمس عشرة ثلاثا وفي عشرين أربعا ولكن الوقص عندنا ما بين الفريضتين، وذلك ست من الإبل وسبع وثمان وتسع، وما زاد بعد الخمس إلى التسع فهو وقص لأنه ليس فيه شئ، وكذلك ما زاد على العشر إلى أربع عشرة، وكذلك ما فوق ذلك، وجمع الوقص أوقاص. وكذلك الشنق وجمعه أشناق (3) [ وقال الأخطل: (البسيط) قرم تعلق أشناق الديات به * إذا المئون أمرت فوقة حملا (4) (5) قال أبو عبيد (5): وبعض العلماء يجعل الأوقاص في البقر خاصة والأشناق في الإبل خاصة، وهما جمعيا ما بين الفريضتين قال أبو عبيد (6): وهذا أحب القولين إلي ]. (1) من ل ومص. (2) من ل ور ومص. (3) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (4) قد سبق البيت وشرح (شنق) في 1 / 216. (5 - 5) من ل فقط. (6 - 6) ليس في ل. (*)
[ 143 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث معاذ أوجب ذو الثلاثة والاثنين (2). هذا في الوالد (3) (4) إذا قدم (4) ثلاثة أو اثنين وجبت له الجنة (5). حديث عبادة بن الصامت (6) رحمه الله تعالى (6) وقال أبو عبيد: في حديث عبادة [ بن الصامت - (1) ] [ رحمه الله - (7) ] ألا ترون أني لا أقوم إلا رفدا، ولا آكل إلا ما لوق لي، وإن صاحبي لأصم أعمى وما أحب أن أخلو بامرأة (8). (1) من ل ور ومص. (2) الحديث في الفائق 3 / 145. (3) في ل ومص: الرجل وفي ر وهامش مص: الولد. (4 - 4) في ل: قدم من ولده. (5) بهامش الاصل (أي مات عليه ولدان أو ثلاثة). (*) عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم الانصاري الخزرجي أبو الوليد صحابي من الموصوفين بالورع شهد بدرا وما بعدها أحد النقباء ليلة العقبة وحضر فتح مصر آخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد هو أحد من جمع القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله عمر رضى الله عنه إلى فلسطين ليعلم أهلها القرآن وهو أول من ولى القضاء بها. مات بالرملة أو ببيت المقدس سنة أربع وثلاثين وهو ابن 72 سنة. روى 181 حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة منها (انظر تهذيب التهذيب 5 / 111 والاصابة 4 / 27 والمحبر 270). (6 - 6) ليس في ل ور. (7) من مص. (8) الحديث في الفائق 1 / 495. (*)
[ 144 ]
قوله: لا أقوم إلا رفدا، يقول: لا أقدر على القيام إلا أن أرفد فأعان عليه فكل من أعان شيئا حتى يرتفع فقد رفده، ولهذا سميت رفادة السرج، لأنها تدعم السرج من تحته حتى يرتفع ولهذا قيل قد رفدت لرجل إذا أعنته وأحسنت إليه. وقوله: لا آكل إلا ما لوق لي، هو مأخوذ من اللوقة واللوقة الزبدة في قول الكسائي والفراء، وقال ابن الكلبي: هو الزبد بالرطب، وفيه لغتان: لوقة وألوقة وأنشدني لرجل من عذرة: [ الطويل ] وإني لمن سالمتم لألوقة * وإني لمن عاديتم سم أسود (2) [ وقال غيره: (الطويل) حديثك أشهى عندنا من ألوقة * تعجلها ظمآن شهوان للطعم - (3) ] والذي أراد عبادة بقوله لوق لي يقول لين لي، من الطعام حتى يصير كالزبد في لينه يعني أنه لا يقدر على غير ذلك من الكبر. وقوله: [ و - (5) ] إن صاحبي لأصم أعمى - يعني الفرج، (6) إنه (1) زيد في الاصل (على القيام إلا أن أرفد) لعل العبارة تكررت من سهو الناسخ. (2) البيت في اللسان (لوق). (3) من ل ور ومص والبيت في اللسان (لوق). (4) زاد في: لا آكل إلا ما. (5) من ل ور ومص. (6) زاد في ر: يقول. (*)
[ 145 ]
لا يقدر على شئ (1) ولا يعرفه، يقول: فأنا مع هذا أكره أن أخلو بامرأة (1). حديث رافع (*) بن خديج (2) رحمه الله (2) وقال أبو عبيد في حديث رافع [ بن خديج - (3) ] أنه اشترى [ من رجل - (4) ] بعيرا ببعيرين فأعطاه أحدهما وقال: آتيك بالآخر غدا رهوا (5). الرهو في مواضع، فأحدها السير السهل المستقيم، وهذا موضعه يقول (6): آتيك به عفوا لا احتباس فيه، يقال: أعطيته المال (7) سهوا رهوا (2) ومن السير قول القطامي في نعت الركاب: [ البسيط ] (1) ليست في ل. (*) رافع بن خديج بن رافع بن عدى بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث الانصاري الاوسي الحارثي أبو عبد الله أو أبو خديج ويقال أبو رافع عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فاستصغره وأجازه يوم أحد فخرج بها وشهد ما بعدها كان عريف قومه بالمدينة توفى في المدينة سنة أربع وسبعين متأثرا من جراحة وحضر ابن عمر رضى الله عنهما جنازته. رى له البخاري ومسلم 78 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 3 / 229 والاصابة 2 / 186). (2 - 2) ليس في ل ور. (3) من ر. (4) من ل ور ومص. (5) الحديث في الفائق 1 / 516. (6) في الاصل: يقال والتصحيح من ل ور ومص. (7 - 7) في الفائق 1 / 516 (سهلا رهوا). (*)
[ 146 ]
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة * ولا الصدور على الأعجاز تتكل (1) والرهو: الحفير يجتمع فيه الماء، [ وقد ذكرناه في حديث قبل هذا - (2) ] والرهو اسم طائر (3)، والرهو أيضا الشئ المتفرق (4)، (5) [ وتفسير قول الله تبارك وتعالى " واترك البحر رهوا (6) " أنه تفرق الماء عنه ] (7). أحاديث (8) أبي الدرداء (*) (9) رحمه الله (9) وقال أبو عبيد: في حديث أبي الدرداء في الركعتين بعد العصر: (1) البيت في ديوانه ص 26 واللسان (رها) وفي الاصل: (يسير رهوا) وفي الاغاني 20 / 119 (يمشين هونا). (2) من ل ور ومص انظر 3 / 122. (3) زاد في ر ومص: يقال له الرهو. (4 - 4) ليست في ل. (5) العبارة الآتية المحجوزة من ر ومص. (6) سورة 44 آية 24. (7) ذكر في ل بعد حديث رافع بن خديج رضى الله عنه حديث سلمة بن الاكوع رضى اله عنه وجعلناه بعد حديث عبد الله بن مغفل رضى الله عنه تبعا لنسختي ر ومص. (8) في ر: حديث. (*) هو عويمر بن مالك - وقيل ابن عامر وقيل ابن ثعلبة وقيل ابن عبد الله وقيل ابن زيد - بن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب الانصاري الخزرجي أبو الدرداء وقيل اسمه عامر وكانوا يقولون عويمر. كان قبل البعثة تاجرا في المدينة ثم انقطع للعبادة ولما ظهر الاسلام اشتهر بالشجاعة والنسك أسلم يوم = (*)
[ 147 ]
(1) ما أنا لأدعهما (1)، فمن شاء أن ينحضج (2) فلينحضج. [ قال - (3) ] قوله: [ أن (3) ] ينحضج - يعني [ أن (4) ] ينقد من الغيظ وينشق (5): [ ومنه قيل للرجل إذا اتسع بطنه وتفتق: قد انحضج، ويقال ذلك أيضا إذا ضرب بنفسه الأرض، فإذا فعلت أنت به ذلك قلت: حضجته - (4) ]. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث أبي الدرداء أنه ترك الغزو عاما فبعث مع رجل صرة فقال: إذا رأيت رجلا يسير من القوم حجرة في = بدر وشهد أحدا في الحديث (عويمر حكيم أمتي) و (نعم الفارس عويمر) ولاه معاوية رضى الله عنه قضاء دمشق بأمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو أول قاض بها، وهو أحد الذين جمعوا القرآن حفظا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف. مات بالشام سنة 32 ه وقيل مات قبل عثمان رضى الله عنه سنة أي 34 ه. وروى عنه أهل الحديث 179 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 8 / 175 والاصابة 5 / 46 وصفة الصفوة 1 / 257)) (9 - 9) ليس في ل ور. (1 - 1) في ر: أما اني لادعهما وبهامش الاصل (لادعهما - اللام زائدة) وفي الفائق 1 / 268: أما أنا لا أدعهما. (2) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثنيه أبو النضر عن شعبة عن يزيد بن حمير عن عبد الله بن يزيد أو ابن زيد عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء ذلك. (3) من ر ومص. (4) من ل ور ومص. (5) في الفائق (قيل: معناه من شاء أن يسترخى في أدائهما ويقصر فشأنه). (*)
[ 148 ]
هيئته بذاذة فادفعها إليه (1). [ قال - (2) ] قوله: حجرة - يعني ناحية، وحجرة كل شئ ناحيته، وجمعه: حجرات قال الشاعر: [ الطويل ] بجيش تضل البلق في حجراته * ترى الأكم فيه سجدا للحوافر (3) (4) والبذاذة: الرثاثة في الهيئة (4). وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي الدرداء أنه أتى باب معاوية فلم يأذن له، فقال: من يأت سدد السلطان يقم ويقعد، ومن يجد بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا رحبا، إن دعا أجيب وإن سأل أعطي (5). [ قال - (6) ] قوله: سدد السلطان، واحدتها: سدة، وهي السقيفة فوق باب الدار، وبعضهم يقول: السدة: الباب نفسه. (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه ابن علية عن الجريري قال حدثت أن أبا الدرداء فعل ذلك - الحديث في الفائق 1 / 240. (2) من ل ور ومص. (3) البيت لعروة بن زيد الخيل الطائي كما في الاغاني 16 / 52. (4 - 4) ليست في ر. (5) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثت به عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء - الحديث في الفائق 1 / 583، 584. (6) من ر ومص. (*)
[ 149 ]
وأما الفتح، فإن الأصمعي كان يقول: الفتح (1): الواسع، (2) وأراه يذهب بالفتح الطلب إلى الله تعالى والمسألة (2). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث أبي الدرداء إن قارضت الناس قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك (4). قوله: قارضتهم، [ قد - (5) ] يكون القرض في أشياء: فمنها القطع، ومنه (6) سمي المقراض لأنه يقطع، وأظن قرض الفأر منه لأنه قطع (7) وكذلك السير في البلاد إذا قطعتها قال ذو الرمة: [ الطويل ] (1) في ل ور مص: هو. (2 - 2) في ل ور ومص (ولم أره يذهب به إلى المفتوح لكن إلى السعة قال أبو عبيد: يعني بالباب الفتح (ههنا) الطلب إلى الله ومسألته (في ل: والمسألة له)). (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: يحدث (في ل: حدثت) به عن ابن المبارك عن مسعر عن عون بن عبد الله عن أبي الدرداء والحديث في الفائق 2 / 292 (من يتفقد يفقد ومن لا يعد الصبر لفواجع الامور يعجز إن قارضت الناس قارضوك وإن تركتهم لم يتركوك وإن هربت منهم أدركوك قال الرجل: كيف أصنع ؟ قال: اقرض من عرضك ليوم فقرك. أي من يتفقد أحوال الناس ويتعرفها عدم الرضا). (5) من ل. (6) في مص: به. (7) زاد في ل: أيضا. (*)
[ 150 ]
إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف * يمينا وعن أيسارهن الفوارس (1) (2) ومنه قول الله تبارك وتعالى " وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال (3) " ] والقرض أيضا في قول الشعر خاصة، ولهذا سمي القريض (2) [ قال (4) أبو عبيد: ومنه قول (4) عبيد (4) بن الأبرص (4) (5) في مثل له (5): " حال الجريض دون القريض (6) " ومنه قول الأغلب العجلي (7): (الرجز) (1) في ديوانه ص 313 واللسان (فرس، قرض) والفائق 2 / 339 (الطويل) إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف * شمالا وعن أيمانهن الفوارس وفي اللسان (قوز) (أقواز) مكان (أجواز) وبهامش الاصل (مشرف - بفتح الميم والراء: مكان مرتفع تنسب إليه السيوف المشرفية بفتح الميم) ولكن في البيت مشرف - بضم الميم وكسر الراء هو والفوارس موضعان كما في معجم البلدان 8 / 62 وقال فيه ياقوت (مشرف... هو رمل بالدهناء قال ذو الرمة: إلى ظعن يقطعن أجواز مشرف * شمالا وعن أيمانهن الفوارس الفوارس أيضا موضع). (2) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (3) سورة 18 آية 17. (4 - 4) ليس في ل. (5 - 5) من ل وحدها. (6) انظر المستقصى 2 / 55 ومجمع الامثال 1 / 129. (7) من ر وحدها. (*)
[ 151 ]
أرجزا تريد أم قريضا * كلاهما أجد مستريضا (1) (2) ويروى: مستفيضا (2) - بالفاء (3) ] والقرض: أن يقرض الرجل صاحبه المال والقراض: المضاربة في كلام أهل الحجاز. فأما الذي أراد (4) أبو الدرداء بقوله: إن قارضتهم قارضوك، فإنما ذهب إلى القول فيهم والطعن عليهم، وهو من القطع - يقول: فإن فعلت بهم سوءا فعلوا بك مثله، وإن تركتهم لم تسلم منهم ولم يدعوك (5). (1) نسب هذا الرجز في اللسان (قرض) للاغلب العجلي وأما في مادة (روض) والمخصص 10 / 132 لحميد الارقط وفي المخصص واللسان (قرض) (كليهما أجد). وفي مادة (روض) (كلاهما أجيد). (2 - 2) ليس في ل. (3) من مص وحدها. (4) زاد في مص: به. (5) قال الزمخشري في الفائق 2 / 292 (المقارضة: مفاعلة من القرض وهو القطع وضعت موضع المشاتمة لما في الشتم من قطع الاعراض وتمزيقها ولو رويت بالصاد لم تبعد عن الصواب من قولهم للشتائم: قوارص قاتل الفرزدق: (الطويل) قوارص تأتيني وتحتقرونها * وقد يملأ القطر الاناء فيفعم والقرص: نحو من القرض يقال: قرصت المرأة العجين ومنه: القرص ولجام قراص وقروص يؤذي الدابة - عن المازني وأنشد: (الطويل) ولو لا هذيل أن أسوء سراتها * لالجمت بالقراص بشر بن عائذ يعني إن اسأت إليهم قابلوك بنحو إساءتك وإن تركتهم لم تسلم منهم وإن ثلبك أحد فلا تشتغل بمعارضته ودع ذلك قرضا لك عليه ليوم الجزاء). (*)
[ 152 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي الدرداء أنه رأى رجلا بين عينيه مثل ثفنة البعير فقال: لو لم يكن هذا كان خيرا (2). قوله: الثفنة، هو ما ولي الأرض من كل ذي أربع إذا برك ومنه قول الشاعر يصف الناقة: [ البسيط ] ذات انتباذ عن الحادي إذا بركت * خوت على ثفنات محزئلات يعني الركبتين والفخذين والكركرة، ولهذا قيل لعبدالله بن وهب (4) الراسبي رئيس الخوارج (4): ذو الثفنات، لأن طول السجود قد كان أثر في ثفناته (5). (1) من ل ور ومص. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه يحيى بن سعيد عن ثور عن أبي عون (في ر: ابن عون خطأ) انظر الجرح والتعديل ج 1 ق 1 ص 468) عن أبي الدرداء ذلك - الحديث في الفائق 1 / 150 في الاصل ومص والمغيث ص 104 (العنز) بدل (البعير) والتصحيح من ل ور وهامش مص والفائق. (3) البيت في اللسان (حزل) لابي داود وأنشده في اللسان (ثفن خوى) بدون نسبة. وبهامش الاصل ((الرجز) خوى على مستويات خمس * كركرة وثفنات ملس احزأل: ارتفع. (الرجز لعجاج)). (4 - 4) في ل: الخزاعي. (5) بهامش الاصل (على بن الحسين يسمى ذو الثفنات) وقال الزمخشري في الفائق 1 / 150 (شبه السجادة بين عينيه باحدى ثفنات البعير وهي ما يلى الارض من أعضائه عن البروك فيغلظ وكأنه إنما جعل فقدها خيرا مع أن الصلحاء وصفوا بمثل ذلك وسمى كل واحد من الامام زين العابدين عليه السلام وعلي ابن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهم ذا الثفنات لانه رأى صاحبه يرائى بها). (*)
[ 153 ]
حديث الحباب (*) بن المنذر [ بن الجموح - (1) ] (2) رحمه الله (2) وقال أبو عبيد: في حديث الحباب [ بن المنذر - (3) ] يوم سقيفة بني ساعدة حين اختلفت الأنصار في البيعة فقال الحباب: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير (4). قال الأصمعي: الجذيل تصغير جذل أو جذل، وهو عود ينصب للإبل الجربى لتحتك به من الجرب، فأراد أنه يستشفى برأيه كما تشتفي الإبل بالاحتكاك بذلك العود (5). [ وقوله: عذيقها - (6) ] [ قال - (7) ] والعذيق (*) الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الانصاري الخزرجي ثم السلمي شهد بدرا كان من الشجعان الشعراء يقال له (ذو الرأى) هو صاحب المشورة يوم بدر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيه ونزل جبريل عليه السلام فقال: الرأى ما قال حباب. مات في خلافة عمر رضي الله عنه وقد زاد على الخمسين - (انظر الاصابة 1 / 317). (1) من مص. (2 - 2) ليس في ل ور. (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن الحباب بن المنذر - الحديث في (خ) حدود: 31 (حم) 1: 56 والفائق 1 / 181 والمستقصى 1 / 377 ومجمع الامثال 1 / 21. (5) في الفائق (المحكك: الذي كثر به الاحتكاك حتى صار مملسا). (6) من ل. (7) من ر ومص. (*)
[ 154 ]
تصغير عذق، والعذق إذا كان بفتح العين فهو النخلة نفسها، فإذا مالت النخلة الكريمة بنوا من جانبها المائل بناء مرتفعا تدعمها لكي لا تسقط، فذلك الترجيب قال: وإنما صغرهما: فقال جذيل وعذيق - على وجه المدح، وأنه وصفهما بالكرم [ قال: وهذا كقولهم: فلان فريخ قريش، وكالرجل تحضه على أخيه فتقول له: إنما هو بني أمك - (1) ] (2) وقال بعض الأنصار في المرجب (2) يصف النخل: [ الطويل ] ليست بسنهاء ولا رجبية * ولكن عرايا في السنين الجوائح (3) يقال: قوله سنهاء - يقول: لم تصبها السنة المجدبة والرجبية من (4) المرجب، والعرايا - مقصور (5): الرجل يعري نخله، وقد فسرناه في غير هذا (6) [ الموضع (7) وقال سلامة بن جندل يذكر الخيل (8) ويصف المرجب (8): (1) من ل ور و مص. (2 - 2) في ل ور ومص: قال أبو عبيد: وأنشدنا أبو القاسم الحضرمي لبعض الانصار في المرجب. (3) البيت لسويد بن الصامت الانصاري كما في اللسان (رجب، عرا) وبهامش الاصل (أول البيت خرم وهو سقوط حرف الرجبية بضم الراء أي معظمة). (4) زاد في ل: الترجيب و. (5) ليس في ل ور ومص. (6) العبارة المحجوزة الآتية من ل ور ومص. (7) انظر 1 / 231. (8 - 8) من ل وحدها. (*)
[ 155 ]
(البسيط) * والعاديات أسابي الدماء بها * كأن أعناقها أنصاب ترجيب (1) فهذا يفسر تفسيرين: أحدهما أن يكون شبه انتصاب أعناقها بهذا الجدار المبني للنخلة (2) بالعود الذي يرجب بها (2) والتفسير الآخر أن يكون أراد الدماء التي تذبح في رجب ] (3). أحاديث (4) زيد (*) بن ثابت (5) رحمه الله تعالى (5) وقال أبو عبيد: في حديث زيد [ بن ثابت - (6) ] [ رحمه الله - (7) ] (1) البيت في اللسان (رجب، سبى). (2 - 2) ليس في ل. (3) قال الزمخشري في الفائق 1 / 182 (والمعنى: إني ذو رأى يشفى بالاستضاءة به كثيرا في مثل هذه الحادثة وأنا في كثرة التجارب والعلوم بموارد الاحوال فيها وفي أمثالها ومصادرها كالنخلة الكثيرة الحمل ثم رمى بالرأى الصائب عنده فقال: منا أمير ومنكم أمير). (4) في ر: حديث. (*) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد الانصاري الخزرجي أبو خارجة ولد في المدينة ونشأ بمكة وقتل أبوه وهو ابن ست سنين وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن 11 سنة. كان كاتب الوحي تعلم وتفقه في الدين فكان رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض وكان أحد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الانصار وعرضه عليه وهو الذي كتبه في المصحف لابي بكر رضي الله عنه ثم لعثمان رضي الله عنه حين جهز المصاحف إلى الامصار توفى سنة 45 ه. له في الصحيحين 92 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 3 / 399 والاصابة 3 / 22). (5 - 5) ليس في ل ور. (6) من ل ور ومص. (7) من مص. (*)
[ 156 ]
حين أمره أبو بكر [ رضي الله عنه - (1) ] أن يجمع القرآن، قال: فجعلت أتتبعه من الرقاع والخشب سب واللخاف (2). قال الأصمعي: اللخاف واحدتها: لخفة، وهي حجارة بيض رقاق. والعسب واحدها: عسيب، وهو سعف النخل، وأهل الحجاز يسمونه (3) الجريد أيضا، [ وأما العواهن فإنها عند أهل الحجاز التي تلي قلبة النخل، وهي عند أهل نجد الخوافي - (4) ]. / وقال [ أبو عبيد - (4) ] في حديث زيد بن ثابت [ رحمه الله (1) ] أنه دخل على رجل بالأسواف وقد صاد نهسا فأخذه (5) من يده (5) فأرسله (6). (7) قال أبو عبيد (7): النهس (8) طائر والأسواف موضع بالمدينة (9) (1) من مص. (2) زاد في ل ور ومص: حدثناه ابن مهدي عن إبراهيم بن سعيد عن الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت - الحديث في (ت) تفسير سورة 9: 18 والفائق 2 / 150. (3) في ر: يسمونها. (4) من ل ور ومص. (5 - 5) ليس في ل. (6) الحديث في الفائق 2 / 624. (7 - 7) ليس في ل ور ومص. (8) بهامش الاصل (نون ثم هاء مفتوحة) وفي الفائق (النهس: طائر يشبه الصرد إلا أنه غير ملمع يديم تحريك ذنبه يصيد العصافير عن أبي حاتم وجمعه: نهسان) وفي المغيث ص 595 (النهس طائر يشبه الصرد يديم تحريك = (*)
[ 157 ]
وإنما يراد من هذا أنه كره صيد المدينة لأنها حرم مثل حرم مكة. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث زيد [ بن ثابت رحمه الله - (2) ] أنه كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله وأزمتهم في المجلس (3). قوله: من أفكه الناس، الفاكه في غير شئ، وهو ههنا المازح، والاسم منه: الفكاهة، (4) وهي المزاحة (4) والفاكه [ أيضا - (5) ] في غير هذا [ الموضع - (6) ]: الناعم، (7) [ وكذلك يروى في قوله: " إن أصحب الجنة اليوم في شغل فكهون (8) " (9) فالفاكه: الناعم (9) والفكه: المعجب = رأسه وذنبه يصطاد العصافير ويأوى إلى المقابر وجمعه: نهسان والاسواف من حرم المدينة. وانتهست أعضادنا - أي هزلت والمنهوس: المنهوك المهزول والمجهود السيئ الحال). (9) انطر المعجم 1 / 248. (1) من ل ور ومص. (2) من مص. (3) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت - الحديث في الفائق 2 / 294 وفيه ((الزماتة) الوقار ورجل زميت وزميت وقد زمت وتزمت) وبهامش الاصل ((أزمتهم) أي أكثرهم سكونا الزميت بالزاى وآخره مثناة فوق هو الكثير السكون). (4 - 4) ليس في ل. (5) من ل. (6) من مص. (7) العبارة المحجوزة الآتية من ل ور ومص. (8) سورة 36 آية 55. (9 - 9) من مص. (*)
[ 158 ]
وأما قوله: " فظلتم تفكهون * (1) " فهو من غير هذا، يروى أنه تندمون ]. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث زيد [ بن ثابت - (2) ] في العين القائمة إذا بخقت مائة دينار (3). قال: [ يقال - (2) ] البخق (4) أن تخسف [ العين - (5) ] بعد العور، فأراد [ زيد - (5) ] أنها إن عورت ولم تنخسف فصار (6) لا يبصر بها إلا أنها قائمة ثم فقئت بعد ففيها مائة دينار. وقال أبو عبيد: في حديث زيد بن ثابت أو ابن أرقم (7) (1) سور 56 آية 65. (2) من ل ور ومص. (3) زاد في ل ور ومص: يحدثونه عن بكير بن الاشج عن سليمان بن يسار عن زيد بن ثابت - كذا الحديث في النهاية 1 / 77 وأما في الفائق 1 / 66 (زيد بن ثابت رضي الله عنه: في العين القائمة إذا بخعت مائة دينار. أي فقئت يعني أنها إذا كانت عوراء لا يبصر بها إلا أنها غير منبخعة فعلى فاقئها كذا). وبهامش الفائق 1 / 66 مزيد التفصيل عن عبارة اللسان والنهاية لابن الاثير (لمعنى بخقت). (4) في ل: البخق والبخق كلاهما. (5) من ل. (6) في ل: وهو. (7) اسمه عبد الله بن الارقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبدمناف بن زهرة القرشي الزهري خال النبي صلى الله عليه وسلم أسلم يوم فتح مكة وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ولابي بكر وعمر رضي الله عنهما. وكان على بيت المال أيام = (*)
[ 159 ]
(1) رحمهما الله (1) أنه كان لا يحيي من شهر رمضان إلا ليلة سبع عشرة فيصبح (2) كأن السخد على وجهه (3). قال: يعني الماء الذي يكون مع الولد، شبه تورم وجهه وتهيجه به يقال منه: رجل مسخد. أحاديث (4) أبي سعيد (*) الخدري (5) رحمه الله (5) وقال أبو عبيد: في حديث أبي سعيد الخدري (6) لو سمع أحدكم = عمر رضي الله عنه كلها وسنتين من خلافة عثمان رضي الله عنه أجازه عثمان رضي الله عنه بثلاثين ألف درهم فلم يقبلها مات سنة 44 ه (انظر تهذيب التهذيب 5 / 146 والاصابة 4 / 32). (1 - 1) ليس في ل ور ومص. (2) زاد في مص: و. (3) الحديث في الفائق 1 / 582 بهامش الاصل ((السخد) بضم السين وخاء معجمة: ماء غليظ يخرج مع المولود). وفي الفائق (هو الماء الغليظ الاصفر الذي يخرج مع الولد إذا ثبج تقول العرب: هو بول الحوار في بطن أمه. والذي ختم به ثعلب كتاب الفصيح قيل: إنه تعريب سخته (يعني: سوخته) وهو المحرق شبه ما بوجهه من التهيج بالسخد في غلظه وقد استمر بهم هذا التشبيه حتى سموا نفس الورم سخدا وقالوا للمورم وجهه: مسخد قال رؤبة: (الرجز) كأن في أجلادهن سخدا ونظيره قولهم للسيف: عقيقة لاستمرار تشبييهم له بعقيقة البرق والقنوان الكروم: غربان لذلك). (*) هو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الابجر - وهو خدرة = (*)
[ 160 ]
ضغطة القبر لجزع أو خرع (1). يقول: انكسر وضعف قال الأصمعي: ومنه قيل للنبت الذي يتثنى: خروع، أي نبت كان [ قال: ولهذا قيل للمرأة اللينة الجسد: خريع وكان غيره يذهب بالخريع إلى الفجور، وليس يذهب به الأصمعي إلى ذلك إنما يذهب به إلى اللين - (2) ]. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي سعيد في (3) الربا ووضع يديه على أذنيه و (4) قال: استكتا إن لم أكن سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثل بمثل (5). قوله: استكتا - يقول: صمتا، والاستكاك: الصمم (6) [ قال عبيد ابن الأبرص: (البسيط) = ابن عوف بن الحارث الانصاري الخزرجي أبو سعيد الخدري كان من ملازمي النبي صلى الله عليه وسلم استصغر يوم أحد وغزا بعد ذلك اثنتي عشرة غزوة توفى في امدينة سنة 74 ه له في الصحيحين 1170 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 3 / 479 صفة الصفوة 1 / 299). (5 - 5) ليس في ل ور ومص. (6) ليس في ل. (1) الحديث في الفائق 1 / 339 وفيه (لخرع) فقط. (2) من ل ور ومص. (3) زاد في ل: حديث. (4) في مص: ثم. (5) الحديث في الفائق 1 / 606. (6) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (*)
[ 161 ]
دعا معاشر فاستكت مسامعهم * يا لهف نفسي لو يدعو بني أسد (1)) أحاديث (2) عمرو (*) بن العاص (3) رحمه الله (3) وقال أبو عبيد: في حديث عمرو [ بن العاص - (4) ] حين قدم على عمر (3) رضي الله عنه (3) من مصر وكان واليه عليها فقال: كم سرت ؟ فقال: عشرين، فقال عمر: لقد سرت سير عاشق، فقال عمرو: إني والله ما تأبطني الإماء ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي، فقال عمر: والله ما هذا بجواب الكلام الذي سألتك عنه وإن الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل (1) البيت في ديوانه ص 46 واللسان (سكك) الفائق 1 / 607. (2) في ل ور: حديث. (*) عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشى أبو عبد الله فاتح مصر وأحد عطماء العرب ودهاتهم وأولى الرأى والحزم والمكيدة فيهم كان في الجاهلية من الاشداء على الاسلام أسلم في هدنة الحديبية ولاه النبي صلى الله عليه وسلم إمرة جيش ذات السلاسل وأمده بأبي بكر وعمر رضى الله عنهما ثم استعمله على عمان ثم كان من أمراء الجيوش في الجهاد بالشام وهو الذي افتتح قنسرين وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وولاه عمر رضى الله عنه فلسطين ثم مصر فافتتحها وعزله عثمان رضى اله عنه. ولما كانت الفتنة بين علي ومعاوية رضى الله عنهما كان عمر ومع معاوية فولاه معاوية رضى الله عنه على مصر سنة 38 ه. توفى بالقاهرة سنة 43 ه وله في كتب الحديث 39 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 8 / 56 والاصابة 5 / 2). (3 - 3) ليس في ل ور ومص. (4) من ل ور ومص. (*)
[ 162 ]
والبيضة منسوبة إلى طرقها فقام عمرو متربد (1) الوجه (2). قوله: ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي، أما البغايا فإنها (3) الفواجر (4). والمآلي في الأصل: خرق تمسكهن النوائح، إذا نحن يشرن بها بأيديهن قال زيد الخيل الطائي (5) في رجل حمل عليه فاستغاث (6) به فتركه [ فقال - (7) ]: [ الوافر ] ولولا قوله يا زيد قدني * إذا قامت نويرة بالمآلي واحدتها (8): مئلاة وإنما أراد عمرو خرق المحيض فشبهها بتلك المآلي (9). وأما الغبرات فإنها البقايا، واحدتها (8): غابر، ثم يجمع: غبر، ثم: غبرات (1) في ر: مربد وفي مص: متزبد. () زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثت بذلك (في ل: به) عن المبارك بن سعيد عن نوح بن جابر عن خاله رياش الحماني عن عمر وعمرو بذلك - بعض الحديث في الفائق 1 / 9 وفيه ((ما تأبطني الاماء) أي لم يحضنني). (3) في ر: فانهن. (4) في افائق 1 / 9 (البغايا جمع بغي فعول بمعنى فاعلة من البغاء). (5) ليس في ل ور ومص. (6) في ر: فاستعاذ. (7) من ل ور ومص. (8) في ل ور ومص: وواحدها. (9) في الفائق (المآلي جمع: مئلاة وهي خرقة الحائض ههنا وخرقة النائحة في قوله: (الوافر) وأنواحا عليهن المآلي (*)
[ 163 ]
جمع الجمع وقد يقال للباقي [ من اللبن - (1) ]: غبر، ثم يجمع الغبر: أغبار [ قال الحارث بن حلزة: (السريع) لا تكسع الشول بأغبارها * إنك لا تدري من الناتج - (2) ] وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عمرو أنه لما عزله معاوية عن مصر جاء فضرب فسطاطه قريبا من فسطاط معاوية فجعل يتزبع لمعاوية (4). التزبع (5): التغيظ، يقال للرجل إذا كان فاحشا سئ الخلق: متزبع (6) [ وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه (7): (الطويل) وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشا * على القوم ذا قاذورة متزبعا - (8) ] = ويقال: آلت امرأة إيلاء - إذا اتخذت مئلاة ويقولون للمتسلية: المتألية. نفي عن نفسه الجمع بين سبتين: إحداهما أن يكون لغية والثانية أن يكون محمولا في بقية حيضة وأضاف الغبرات إلى المآلى لملابستها لها). (1) من ل. (2) ما بين الحاجزين من ل ور ومص والبيت في اللسان (غبر كسع). (3) من ل ور ومص. (4) الحديث في الفائق 1 / 522. (5) بهامش الاصل (التزبع بالزاي ثم باء موحدة ثم عين مهملة). (6) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص وهامش الاصل. (7) في ر: أخا له. (8) البيت في اللسان (قذر زبع) فيه (على الكأس) بدل (على القوم). وبهامش الاصل (قال الاصمعي: المتزبع: المعربد). (*)
[ 164 ]
(1) وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عمرو [ بن العاص - (3) ] أن ابن الصعبة ترك مائة بهار (4) في كل بهار (4) ثلاثة قناطير ذهب وفضة (5). وقوله: بهار - أحسبها (6) كلمة غير عربية أراها (7) قبطية والبهار في كلامهم ثلاثمائة رطل (8). (1) الحديثان الآتيان مع شرحهما سقطا من ل. (2) من مص. (3) من ر ومص. (4 - 4) ليس في ر. (5) الحديث في الفائق 1 / 122. (6) في ر: أحسبه. (7) في مص: أحسبها. (8) وذكر أبو محمد ابن قتيبة قول أبي عبيد في إصلاح الغلط ص 56 ثم قال (قد تدبرت هذا التفسير فلم أره بينا كيف يخلف في كل ثلاثمائة رطل ثلاثة قناطير ولكن البهار: الحمل قال الهذلي وذكر سحابا: (الوافر) بمرتجز كأن على ذراه * ركاب الشأم يحملن البهارا قال الاصمعي: يحملن الاحمال من متاع البيت ولم أسمع للبهار بجمع ولا أراه إلا كما قال غير عربي وأراد أنه ترك مائة حمل مال مقدار الحمل منها ثلاثة قناطير والقنطار مائة رطل فكان كل حمل منها ثلاثمائة رطل وكان طلحة من المتمولين حدثنا الرياشى عن الاصمعي عن ابن عمران قاضي المدينة أن طلحة فدى عشرة من أسارى بدر ثم جاء يمشي بينهم وكان يقال له: طلحة الخير وطلحة الفياض وطلحة الطلحات وأنه سئل برحم فقال: ما سئلت بهذه الرحم قبل اليوم قد بعت حائطا لي بسبعمائة ألف وأنا فيه بالخيار فان شئت ارتجعته وأعطيتكه وإن شئت اعطيتك ثمنه). وقال الزمخشري في الفائق 1 / 122 = (*)
[ 165 ]
والقناطير، / واحدها قنطار وقد اختلف الناس في القنطار، فروي (1) عن معاذ أنه قال: ألف ومائتا (2) أوقية، وعن غيره أنه سبعون ألف دينار، وبعضهم يقول: ملء مسك ثور ذهبا. وقوله: ابن الصعبة - يعني طلحة بن عبيدالله (3). وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث عمرو [ بن العاص - (4) ] في عبد الرحمن ابن عوف حين مات فقال عمرو: هنيئا لك ابن عوف خرجت ببطنتك من الدنيا لم يتغضغض منها شئ (5). = (البهار ثلاثمائة رطل وهو ما يحمل على البعير بلغة أهل الشام قال بريق الهذلي: - (الوافر) بمرتجز كأن على ذراه * ركاب الشأم يحملن البهارا). (1) في ر ومص: فيروي. (2) في ر: مائة. (3) قال الزمخشري في الفائق 1 / 122 (أضافه إلى أمه وهي الصعبة بنت الحضرمي وكانت قبل عبيدالله تحت أبي سفيان بن حرب فلما طلقها تبعتها نفسه فقال: (المتقارب) فأني وصعبة فيما ترى * بعيدان والودود قريب فان لا يكن نسب ثاقب * فعند الفتاة جمال وطيب وإنما أضافه إليها غضا منه لانها لم تكن في ثقابة نسب). (4) من ر ومص. (5) الحديث في الفائق 2 / 228 وفيه (يقال: غضغضته فتغضغض أي نقصته وهو من معنى غضضته لا من لفظه لانه ثلاثي وهو رباعي فلا يشتق منه ضرب البطنة مثلا لوفور أجره الذي استوجبه بهجرته وجهاده وأنه لم يتلبس بولاية وعمل فينقص ذلك). (*)
[ 166 ]
التغضغض: النقصان، يقال: تغضغض الماء - إذا نقص، وغضغضته إذا نقصته، (1) [ قال الأحوص: (الطويل) سأطلب بالشام الوليد فإنه * هو البحر ذو التيار لا يتغضغض (2) يقول: لا ينقص ]. والذي أراد عمرو أن عبد الرحمن سبق الفتن ومات وافر الدين لم ينقص منه شئ وكان موت عبد الرحمن قبل قتل (3) عثمان [ رحمه الله - (4) ] حين تكلم الناس فيه (5). حديث عتبة (*) بن غزوان (6) رحمه الله (6) وقال أبو عبيد: في حديث عتبة بن غزوان [ رحمه الله - (4) ] أنه خطب (1) العبارة الآتية من ر ومص. (2) البيت في اللسان (غضض). (3) في ر ومص: موت. (4) من مص. (5) قد سبق ترجمة عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه في ص 15. (*) عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب بن زيد بن مالك الحارثي المازني أبو عبد الله قديم الاسلام هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا ثم شهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه باني مدينة البصرة وجهه عمر رضي الله عنه إلى أرض البصرة واليا عليها وكانت تسمى (الابلة) أو (أرض الهند) فاختطها عتبة ومصرها سار إلى ميسان وابزقباذ فاقتحهما قدم المدينة لامر خاطب به أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ثم عاد فمات في طريق البصرة سنة 17 ه. كان طويلا جميلا من الرماة المعدودين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أحاديث (تهذيب التهذيب 7 / 100 صفة الصفوة 1 / 151). (6 - 6) ليس في ل ور. (*)
[ 167 ]
الناس فقال: إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء (1). قال أبو عمرو وغيره: قوله: الحذاء: السريعة الخفيفة التي قد انقطع آخرها، ومنه قيل للقطاة: حذاء - لقصر ذنبها مع خفتها (2) [ قال النابغة الذبياني يصفها: (البسيط) * حذاء مدبرة سكاء مقبلة * للماء في النحر منها نوطة عجب (3) ومن هذا قيل للحمار القصير الذنب: أحذ (4). وقوله: إلا صبابة ] فالصبابة: البقية اليسيرة تبقى في الإناء من الشراب، فإذا شربها الرجل قال: قد تصاببتها (2) [ وقال الشماخ: (الطويل) لقوم تصاببت المعيشة بعدهم * أشد علي من عفاء تغيرا (5) (1) الحديث في الفائق 1 / 248. (2) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (3) ليس البيت في ديوانه نسب البيت في اللسان (حذذ نوط) إلى النابغة وأنشده في (سكك) بدون نسبة ونسب في الاغاني 7 / 160 مع أربعة أبيات إلى العباس بن يزيد بن الاسود وقال: هكذا ذكر ابن الكلبي وغيره يرويها لبعض بني مرة). (4) قال الزمخشري في الفائق 1 / 248 (ومنه قولهم للسارق: أحذ اليد والقصيدة السيارة: حذاء). (5) البيت في ديوانه ص 27 طبع مصر سنة 1327 ه وفيه (أعز) بدل (أشد)، وروى في اللسان (صبب) أنه ينسب للاخطل وفيه (أعز علينا) مكان (أشد على). (*)
[ 168 ]
فشبه ما بقي من العيش ببقية الشراب يتمززه ويتصابه ]. [ حديث عقبة (*) بن عامر رحمه الله - (1) ] وقال أبو عبيد: في حديث عقبة بن عامر أنه كان يختضب بالصبيب (2) يقال: إنه ماء ورق السمسم أو غيره من نبات الأرض (3)، وقد وصف لي بمصر وماؤه (4) أحمر يعلوه سواد ومنه قول علقمة ابن عبدة: [ الطويل ] (*) عقبة بن عامر بن عبس بن مالك الجهني أمير من الصحابة كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع معاوية رضي الله عنه وحضر فتح مصر مع عمرو بن العاص ولي مصر سنة 44 ه وعزل عنها سنة 47 وولى غزو البحر كان شجاعا فقيها شاعرا قارئا من الرماة وهو أحد من جمع القرآن قال أبو سعيد بن يونس: ومصحفه بمصر إلى الآن (أي إلى عصر ابن يونس) بخطه على غير تأليف مصحف عثمان رضى الله عنه وفي آخره (وكتب عقبة بن عامر بيده). مات سنة 58 ه له 55 حديثا وفي القاهرة (مسجد عقبة بن عامر) بجوار قبره (انظر تهذيب التهذيب 7 / 242 والاصابة 4 / 25). (1) من ل ور ومص. (2) الحديث في الفائق 2 / 11 وبهامش الاصل (صبيب - صاد مهملة ثم باء موحدة ثم مثناة ثم موحدة). (3) بهامش الاصل (وقيل: إنه ماء ورق الحناء والاول أصح تمت ش (باب الصاد وما بعدها من الحروف في المضاعف)). وفي الفائق (وقيل: شجر يغسل به الرأس إذا صب عليه الماء صار ماؤه أخضر). (4) (في ل ور ومص: لون مائه. (*)
[ 169 ]
فأوردتها ماء كأن جمامه * من الأجن حناء معا وصبيب (1) [ حديث شداد (*) بن أوس رحمه الله - (2) ] وقال أبو عبيد: في حديث شداد بن أوس يا نعايا العرب إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية (3). هكذا يحدثه المحدثون: (1) البيت في اللسان (صبب أجن) وفي الفائق 2 / 11 وبهامش الاصل (الاجن: التغير). (*) شداد بن أوس بن ثابت الانصاري الخزرجي أبو يعلى ويقال: أبو عبد الرحمن المدني. من الامراء ولاه عمر رضي الله عنه إمارة حمص ولما قتل عثمان رضي الله عنه اعتزل وعكف على العبادة كان فصيحا حليما حكيما قال أبو الدرداء رضى الله عنه: لكل أمة فقيه وفقيه هذه الامة شداد بن أوس توفى في القدس سنة 58 ه وهو ابن خمس وسبعين سنة. له في الصحيحين 50 حديثا (تهذيب التهذيب 4 / 315 والاصابة 3 / 195 وصفة الصفوة 1 / 296). (2) من ل ور ومص. (3) الحديث في الفائق 3 / 109 وقال فيه الزمخشري (في نعايا ثلاثة أوجه: أحدها أن تكون جمع نعي وهو مصدر يقال: نعى الميت نعيا نحوصاء الفرخ صئيا ونظيره في جمع فعيل من غير المؤنث على فعائل ما ذكر سيبويه من قولهم في جمع أفيل ولفيف: أفائل ولفائف والثاني أن يكون اسم جمع كما جاء أخايا في أخية وأحاديث في جمع حديث والثالث ان تكون جمع نعاء التي هي اسم للفعل وهي فعال مؤنثة ألا ترى إلى قول زهير: (الكامل) دعيت نزال ولج في الذعر وأخواتها وهن فجار وقطام ويا فساق مؤنثات كما جمع شمال على شمائل. والمعنى: يانعايا العرب جئن فهذا وقتكن وزمانكن يريد أن العرب قد هلكت). (*)
[ 170 ]
يا نعايا العرب، وإنما هو في الإعراب: يا نعاء العرب، وكذلك قال الأصمعي وغيره، وتأويلها: انع العرب، يأمر بنعيهم كأنه يقول: قد ذهبت العرب كقول عمر [ رضي الله عنه - (1) ]: قد علمت والله متى تهلك العرب إذا ساسها من لم يدرك الجاهلية ولم يصحب الرسول (2) صلى الله عليه وسلم (2). قال أبو عبيد: وأما خفض (3) قوله: يا نعاء العرب (3)، فهو مثل قولهم: دراك وقطام وتراك (4) (5) [ قال زهير: (الكامل) ولأنت أشجع من أسامة إذ * دعيت نزال ولج في الذعر (6) وقال غيره: (الرجز) دراكها من إبل دراكها * قد نزل الموت على أوراكها (7) وقال: كان أبو عبيدة ينشد: تراكها - بالتاء أي: اتركوها وإنما المعنى: انزلوا وادركوا وكذلك قال الكميت في نعاء وذكر جذام وانتقالهم (1 من مص. (2 - 2) ليس في ل ور ومص وزاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد): حدثنا الحسين بن عازب قال حدثنا شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين قال: سمعت عمر يقول ذلك - الحديث في الطبقات الكبير ج 6 ص 88. (3 - 3) في ل ور: نعاء. (4) في مص: نزال. (5) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (6) رواية الديوان ص 89 واللسان (نزل): الكامل) (ولنعم حشو الدرع أنت إذا * دعيت نزال ولج في الذعر) (7) الرجز لطفيل بن يزيد الحارثي كما في اللسان (ترك) وفيه: (الرجز) تراكها من إبل وتراكها * أما ترى الموت لدى أوراكها. (*)
[ 171 ]
إلى اليمن بنسبهم فقال: (الطويل) نعاء جذاما غير موت ولا قتل * ولكن فراقا للدعائم والأصل (1) وبعضهم يرويه: يا نعيان العرب، فمن قال هذا فإنه يريد المصدر، نعيته نعيا ونعيانا، وهو جائز حسن ]. و [ أما - (2) ] قوله: الشهوة الخفية، قد اختلف الناس فيها (3) فذهب بها بعضهم إلى شهوة النساء وغير ذلك من الشهوات، وهو عندي ليس بمخصوص بشئ واحد، ولكنه في كل شئ من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه، وإنما هو الإصرار، وإن لم يعمله [ قال أبو عبيد - (2) ] وقال بعضهم: هو الرجل يصبح معتزما على (4) الصيام للتطوع (4) ثم يجد طعاما طيبا فيفطر من أجله. [ قال أبو عبيد: أظن ابن عيينة كان يذهب إلى هذا - (2) ] (5). (1) البيت في اللسان (نعا) و ؟ ؟ إصلاح المنطق ص 201 (غير هلك) بدل (غير موت). (2) من ل ور ومص. (3) في ل: في تأويلها. (4 - 4) في ل: صيام التطوع. (5) وقال الزمخشري في الفائق 3 / 110 (وقيل: أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه ثم ينظر بقلبه ويمثلها لنفسه فيفتنها). (*)
[ 172 ]
[ حديث أبي واقد (*) الليثي رحمه الله - (1) ] وقال أبو عبيد: في حديث أبي واقد الليثي تابعنا الأعمال فلم نجد شيئا أبلغ في طلب (2) الآخرة من الزهد في الدنيا (3). قال أبو عبيد (4): قوله: تابعنا الأعمال، يقول: أحكمناها وعرفناها [ يقال للرجل إذا أتقن الشئ وأحكمه: قد تابع عمله وكان أبو عمرو يقول مثل ذلك أو نحوه - (1) ]. أحاديث (5) أبي موسى (* *) الأشعري (6) رحمه الله (6) وقال أبو عبيد: في حديث أبي موسى [ الأشعري - (7) ] إن هذا (*) اسمه الحارث بن مالك وقيل ابن عوف وقيل هو عوف بن الحارث ابن اسد بن جابر بن عويرة بن عبد مناة بن أشجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبدمناة بن علي بن كنانة شهد بدرا ثم شهد صفين أسلم قديما كان يحمل لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم فتح مكة توفى سنة 68 ه وهو ابن خمس وستين سنة (انظر تهذيب التهذيب 12 / 270 والاصابة 7 / 212). (1) من ل ور ومص. (2) ليس في ر والفائق. (3) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه يزيد عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن عن أبي واقد (الليثي) الحديث في الفائق 1 / 128. (4) في ل ور ومص: أبو زيد وغيره. (5) في ل ور: حديث. (* *) هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب أبو موسى من بني الاشعر من الشجعان الولاة الفاتحين ولد في زبيد باليمن وقدم مكة عند ظهور الاسلام فأسلم وهاجر إلى أرض الحبشة استعمله رسول الله صلى الله = (*)
[ 173 ]
القرآن كائن لكم أجرا وكائن عليكم وزرا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذف به في نار جهنم (1). قوله: اتبعوا القرآن - أي اجعلوه أمامكم ثم اتلوه، كقوله تعالى " الذين آتينهم الكتاب يتلونه حق تلاوته (2) "، (3) [ قال حدثنا عباد بن العوام عن داود بن أبي هند عن عكرمة في قوله / " يتلونه حق تلاوته "، قال: يتبعونه حق اتباعه ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو = عليه وسلم على زبيد وعدن وولاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه البصرة سنة 17 ه فافتتح أصبهان والاهواز ولما ولى عثمان رضى الله عنه أقره عليها ثم عزله فانتقل إلى الكوفة فطلب أهلها من عثمان توليته عليهم فولاه فأقام بها إلى أن قتل عثمان رضى الله عنه فأقره علي رضي الله عنه ثم كانت وقعة الجمل وأرسل علي رضى الله عنه يدعو أهل الكوفة ينصروه فأمرهم أبو موسى بالقعود في الفتنة فعزله علي رضي الله عنه فأقام إلى أن كان التحكيم بين علي ومعاوية رضي الله عنهما بعد حرب صفين خدعه عمرو بن العاص رضي الله عنه فارتد إلى الكوفة فتوفى فيها سنة 44 ه. كان أحسن الصحابة صوتا في التلاوة خفيف الجسم قصيرا له في الصحيحين 355 حديثا (تهذيب التهذيب 5 / 362 والاصابة 4 / 119 وصفة الصفوة 1 / 225). (6 - 6) ليس في ل ور. (7) من مص. (1) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه هشيم وابن علية كلاهما عن زياد ابن مخراق عن أبي إياس عن أبي كنانة عن أبي موسى - ليس الحديث في الفائق. (2) سورة 2 آية 121. (3) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (*)
[ 174 ]
فلانا " والشمس وضحها والقمر إذا تلها (1) ". قال أبو عبيد ] و [ أما - (2) ] قوله: لا يتبعنكم القرآن، فإن بعض الناس يحمله على معنى: لا يطلبنكم القرآن بتضييعكم إياه كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة، وهذا معنى حسن (3) [ يصدقه الحديث الآخر: إن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق (4) فجعله يمحل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه والماحل: الساعي. وفيه قول (5) آخر هو (5) أحسن من هذا، قوله: ولا يتبعنكم القرآن - يقول: لا تدعوا العمل به فتكونوا قد جعلتموه وراء ظهوركم وهو (6) أشد موافقة للمعنى الأول لأنه إذا اتبعه كان بين يديه وإذا خالفه كان خلفه. ومن هذا قيل: لا تجعل حاجتي بظهر - أي لا تدعها فتكون خلفك ومن ذلك حديث يروى عن الشعبي: قال حدثنا الأشجعي عبيدالله بن عبد الرحمن (7) (1) سورة 91 آية 1 و 2. (2) من ل ور ومص. (3) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (4) الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه كما في الفائق 3 / 11. 94 وفيه (الماحل: الساعي يقال: محلت بفلان أمحل به وهو من المحال وفيه مطاولة وإفراط من المتماحل ومنه المحل وهو القحط والمتطاول: الشديد. يعني أن من اتبعه وعمل بما فيه فهو شافع له مقبول الشفاعة في العفو عن فرطاته ومن ترك العمل به نم على إساءته وصدق عليه فيما يرفع من مساويه). (5 - 5) ليس في ر. (6) في مص: هذا. (7) في ل: عبيد الرحمن - خطأ. (*)
[ 175 ]
عن مالك بن مغول عن الشعبي في قوله " فنبذوه وراء ظهورهم (1) " قال: أما إنه كان بين أيديهم ولكنهم نبذوا العمل به. (2) قال أبو عبيد (2): فهذا يبين لك أن من رفض شيئا فقد جعله وراء ظهره ]. وقوله: يزخ في قفاه، [ أي - (3) ] يدفعه، يقال: زخخته أزخه زخا (4). وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث أبي موسى أنه تذاكر هو ومعاذ قراءة القرآن فقال أبو موسى: أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح (6). (1) سورة 3 آية 187. (2 - 2) من ر وحدها. (3) من ل. (4) بهامش الاصل (وزخ المرأة: نكحها قال علي بن أبي طالب: (الرجز) طوبى لمن كانت له مزخه * يزخها ثم ينام الفخه). وفي الفائق 1 / 526 (علي عليه السلام كان من مزحه أن يقول: (الرجز) أفلح من كانت له مزخه: يزخها ثم ينام الفخه المزخة: المرأة لانها موضع الزخ وهو النكاح يقال: بات يزخها ويزخزخها وأصله الدفع يقال: زخ في قفاه حتى أخرج من الباب. الفخة من فخ النائم فخيخا وهو غطيطه وقيل: هي نومة الغداة وقيل: نومة بعد تعب). (5) من ل ور ومص. (6) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه غندر عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى - الحديث في (خ) مغازى: 60 والفائق 2 / 304. وقال الزمخشري فيه (هو أن تحلب الناقة فواقا بعد فواق أو يرضعها الفصيل = (*)
[ 176 ]
وقوله: أتفوقه - يقول: لا أقرأ جزئي بمرة ولكن (1) أقرأ منه شيئا بعد شئ في آناء الليل والنهار، فهذا التفوق وإنما هو مأخوذ من فواق الناقة، وذلك أنها تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر ثم تحلب، يقال منه: قد فاقت تفوق فواقا وفيقة، وهو (2) ما بين الحلبتين (3) [ قال امرؤ القيس يذكر المطر وأنه يمطر ساعة بعد ساعة: (الطويل) فأضحى يسح الماء من كل فيقة * يكب على الأذقان دوح الكنهبل (4) ومن هذا الحديث المرفوع أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق (5)، = كذلك ومنه: تفوق ماله - إذا أنفقه شيئا بعد شئ قال: (الطويل) تفوق مالي من طريف وتالد تفوقي الصهباء من حلب الكرم وعن بعض طيئ: خلف من تفوق وقد ذكر سيبويه يتجرعه ويتفوقه فيما ليس معالجة للشئ بمرة ولكنه عمل بعد عمل في مهلة. والمعنى: لا أقرأ وردي بمرة ولكن شيئا بعد شئ في ليلى ونهاري). (1) في ر ومص: لكني. (2) في ل ومص: هي. (3) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (4) البيت في ديوانه ص 42. (5) الحديث في الفائق 2 / 302. وفيه (هو في الاصل رجوع اللبن في الضرع بعد الحلب سمى فواقا لانه نزول من فوق وذلك في الفينة فاستعمل في موضع الوشك في السرعة. والمعنى: قسمها سريعا... وحرف المجاوزة هنا بمنزلة في أعطاه عن رغبة ونحله عن طيبة نفس وفعل كذا عن كراهية والقول فيه ان الفاعل في وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفا بهذه المعاني كان الفعل صادرا = (*)
[ 177 ]
كأنه أراد أنه فعل ذلك في قدر فواق ناقة. وفيه لغتان: فواق وفواق، وكذلك يقرأ هذا الحرف " مالها من فواق (1) " وفواق بالفتح والضم (2). (3) قال أبو عبيد (3): ويقال في قوله إنه قسم الغنائم يوم بدر عن (4) فواق يعني التفضيل، أنه جعل بعضهم فيها أفوق من بعض على قدر غنائهم يومئذ ]. (5) [ حديث عبد الرحمن (*) بن سمرة (6) رحمه الله ] وقال أبو عبيد: في حديث عبد الرحمن بن سمرة (7) بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف (7) أنه قال في يوم جمعة: ما خطب أميركم فقيل (8): = عنها لا محالة ومجاوزا إلى جانب الثبوت إياها). (1) سورة 38 آية 15. (2) القراءة المشهورة بالفتح. (3 - 3) من ل وحدها. (4) في ل: على. (5) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (*) عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبدمناف القرشي أبو سعيد من القادة الولاة أسلم يوم فتح مكة شهد غزوة مؤتة سكن البصرة وافتتح سجستان وكابل وغيرهما وولى سجستان وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إلى البصرة فتوفى فيها سنة 50 ه. كان اسمه في الجاهلية (عبد كلال) وسماه النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن). له في الصحيحين 14 حديثا (تهذيب التهذيب 6 / 190 والاصابة 4 / 161). (6) زاد في ر ومص: بن حبيب بن عبدشمس بن عبدمناف. (7 - 7) ليس في ل ور ومص. (8) من ل في الاصل (قالوا) وفي ر ومص (فقالوا). (*)
[ 178 ]
أما جمعت فقال: منعنا هذا الرزغ (1). [ قال أبو عمرو وغيره: قوله - (2) ] الرزغ (3) هو الطين والرطوبة، يقال منه (4): قد أرزغت السماء، وأرزغ المطر - إذا كان (5) منه ما يبل الأرض قال طرفة: [ الطويل ] وأنت على الأدنى صبا غير قرة * تذاءب (تذاءب) منها مرزغ ومسيل (6) (7) [ (8) تذاءب - إذا جعله للمرزغ فهو بالفتح (8)، (9) والوجه الرفع (9). فهذا الرزغ، (1) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثنيه يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن كثير مولى ابن سمرة عن ابن سمرة قال له ذلك - الحديث في الفائق 1 / 476 وفيه (هو الردغ وهو الوحل). (2) من ل ور ومص. (3) بهامش الاصل (الرزغ - بالراء ثم الزاى ساكنة ثم غين معجمة). (4) ليس في ل ور ومص. (5) من ل وفي الاصل ور ومص: جاء. (6) كذا في ديوانه طبع الشنقيطي ص 52. والذي في اللسان (رزغ): (وأنت على الادنى شمال عرية * شامية تزوى الوجوه بليل وأنت على الاقصى صبا غير قرة * تذاءب منها مرزغ ومسيل) بهامش الاصل (تذاءب بفتح الباء وبضمها فالفتح للمرزغ والضم للصبا) (7) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (8 - 8) من ر ومص. (9 - 9) من مص وحدها. (*)
[ 179 ]
وأما الردغة فهي بالهاء وهي (1) الماء والطين والوحل، وجمعها (2): رداغ. والذي يراد من هذا الحديث الرخصة في التخلف عن الجمعة في الأمطار والطين ]. أحاديث (3) أبي هريرة (*) [ رحمه الله - (4) ] وقال أبو عبيد: في حديث أبي هريرة أنه أردف غلامه خلفه فقيل له: لو أنزلته يسعى خلفك فقال: لأن يسير معي ضغثان من نار يحرقان (1) في مص: هو. (2) في ر: جمعه. (3) في ر: حديث. (*) أبو هريرة الدوسي اليماني اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافها كثيرا فقيل: اسمه عبد الرحمن بن صخر وقيل: ابن غنم وقيل: عبد الله بن عائد وقيل: ابن عامر وقيل ابن عمرو وقيل غير ذلك. كان أكثر الصحابة حفظا للحديث ورواية له نشأ يتيما ضعيفا في الجاهلية وقدم المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسلم سنة 7 ه ولزم صحبة النبي صلى الله عليه وسلم فروى عنه 5374 حديثا نقلها عن أبي هريرة أكثر من 800 رجل بين صحابي وتابعي. ولى إمرة المدينة مدة ولما صارت الخلافة إلى عمر رضي الله عنه استعمله على البحرين ثم رآه لين العريكة مشغولا بالعبادة فعزله وأراده بعد زمن على العمل فأبى. كان أكثر مقامه في المدينة وتوفى فيها سنة 59 ه (تهذيب التهذيب 12 / 262 والاصابة 7 / 199 صفة الصفوة 1 / 285 وفيه: اختلفو في اسمه واسم أبيه على على ثمانية عشر قولا). (4) من مص. (*)
[ 180 ]
مني ما أحرقا أحب إلي من أن يسعى غلامي خلفي (1). يقال (2) في الضغث: هو كل شئ جمعته وحزمته من عيدان أو قصب أو غير ذلك. (3) [ قال أبو عبيد: وهكذا يروى في قوله تعالى (4) " وخذ بيدك ضغثا (5) " إنه كان حزمة من أسل ضرب بها امرأته، فبر بذلك يمينه (6) ونرى إنما سميت الرماح الأسل بهذا لتحدده (6). ويقال في أضغاث الأحلام: إنما سميت بذلك لأنها أشياء مختلطة يدخل بعضها في بعض، وليست كالرؤيا الصحيحة. فكأن أبا هريرة إنما أراد نيرانا مجتمعة تسير عن يمينه وعن (7) شماله ]. وقال [ أبو عبيد - (8) ]: في حديث أبي هريرة إن الشيطان إذا سمع الأذان خرج وله حصاص (9). (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم عن أبي بلج عن صالح بن أبي سليمان عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 2 / 65. (2) في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) كان الكسائي وغيره يقول. (3) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (4) من مص. (5) سورة 38 آية 44. (6 - 6) من ل وحدها. (7) ليس في ل. (8) من ل ور ومص. (9) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه حجاج عن حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة - الحديث في (م) صلاة: 17، 18 = (*)
[ 181 ]
(1) [ قال قال حماد فقلت لعاصم: ما الحصاص ؟ فقال: (2) أما رأيت الحمار (2) إذا صر بأذنيه ومصع بذنبه وعدا ؟ فذلك حصاصه و ] قال الأصمعي: الحصاص: شدة العدو وسرعته (3) ويقال: هو الضراط (3) [ في قول بعضهم قول عاصم أعجب إلي، وهو قول الأصمعي أو نحوه - (4) ]. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث أبى هريرة أن رجلا ذهبت له أينق فطلبها فأتى على واد خجل مغن معشب فوجد أينقه فيه (6). [ قال أبو عبيد - (7) ] يقال: إن الوادي الخجل الكثير العشب الملتف (8)، ومنه قيل: ثوب خجل - إذا كان طويلا [ والخجل في أشياء سوى هذا - (5) ]. = (حم) 2: 483 والفائق 1 / 267 وفيه (هو حدة العدو وقيل هو أن يمصع بذنبه ويصر بأذنيه ويعدو وقال: (الرجز) عجرد كالذئب ذي الحصاص * يوضع تحت القمر الوباص). (1) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (2 - 2) سقط من ل. (3 - 3) في ل (وقال أبو عبيد: في قول أحدهم: الحصاص هو الضرط). (5) من ل ور ومص. (6) الحديث في الفائق 1 / 329 وفيه (الاينق جمع ناقة كالآكم في أكمة قال ذلك سيبويه وفيه وجهان: أحدهما أن يكون أصله أنوق فقلبت وأبدل واوه ياء والثاني أن يحذف العين ويزاد الياء عوضا). (7) من ل. (8) وفي المغيث ص 184 (الخجل: الكثير النبات الملتف وخجل الوادي والنبت: كثر صوت ذبانه لكثرة ذلك). (*)
[ 182 ]
وأما المغن (1) فهو الذي فيه صوت الذباب، ولا يكون الذباب إلا في واد مخصب [ معشب - (2) ]، وإنما قيل (3): مغن لأن في أصوات الذباب غنة، وهي شبيه بالبحة (4) [ ومنه قيل للظبي: أغن [ وقال بعض الناس: ولهذا قيل للقرية الكثيرة الأهل والعشب: غناء - (2) ]. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي هريرة (5) لما نزل تحريم الخمر كنا نعمد إلى الحلقانة وهي التذنوبة فنقطع ما ذنب منها حتى نخلص البسر ثم نفتضخه (6). قال الأصمعي: يقال للبسر إذا بدا فيه الإرطاب: بسر موكت، فإن كان ذلك من قبل ذنبها فهو المذنب، فإذا لان البسر فهو ثعد، واحدته (1) بهامش الاصل (واد مغن لكثرة صوت الريح وقيل: صوت الذباب تمت ش (باب الغين وما بعدها من الحروف في المضاعف). (2) من ل ور ومص. (3) في ل ور ومص: قال. (4) بهامش الاصل (البحة - بضم الباء ثم حاء مهملة مشددة: صوت متغير غليظ رجل أبح وأمرأة بحاء قال: (مجزو الكامل). ولقد بححت من الدعا * ء يجمعكم هل من مبارز) في شمس العلوم باب الباء وبعدها من الحروف في المضاعف ومقاييس اللغة 1 / 174 (النداء) موضع (الدعاء) وفي المقاييس البيت لعمرو بن عبد ود من أبيات قالها في يوم الاحزاب. (5) زاد في ل ور ومص: قال. (6) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه مروان بن معاوية عن حاتم بن أبي صغيرة عن أبي مصعب المديني عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 1 / 287. (*)
[ 183 ]
ثعدة (1)، فإذا بلغ الإرطاب نصفه فهو مجزع، فإذا بلغ ثلثيه (2) فهو حلقان ومحلقن. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث أبي هريرة إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق (4). [ قال أبو عمرو - (3) ] الصوى أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي المجهولة فيستدل بتلك الأعلام على طرقها، واحدتها صوة (5) [ وقال الأصمعي: الصوى ما غلظ وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا و (6) قال أبو عبيد (6): قول أبي عمرو وأعجب إلي في هذا وهو أشبه (1) بهامش الاصل (ثعدة - بالثاء مثلثة مفتوحة ثم عين مهملة ساكنة ثم هاء، جمعها ثعد بضم الثاء وسكون العين تمت ش (باب الثاء والعين). (2) في الاصل ور: ثلثه. والتصحيح من ل ومص وفي الفائق 1 / 287 (إذا بلغ الارطاب ثلثي البسر فهو حلقان ووزنها فعلال لان نونها يقضي اصالتها قولهم: حلقن البسر فهو محلقن ونظيره دهقان وشيطان نص سيبويه على أن نونيهما أصليتان مستدلا بتدهقن وتثيطن. إذا رطب من قبل إذنابه فهو التذنوب وقد ذنب. افتضاخه أن يفضخ باليد وهو شدخه فيتخذ منه شراب يسمونه الفضيخ). (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه يحيى بن سعيد عن ثور عن خالد ابن معدان قال ثور وحدثنيه رجل عن أبي هريرة يرفعه - الحديث في الفائق 2 / 43. (5) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (6 - 6) من ل وحدها. (*)
[ 184 ]
بمعنى الحديث، لأن الأرض المرتفعة لا تكون أعلاما، وعلى هذا تأويل الأشعار قال لبيد: (الرمل) ثم أصدرناهما في وارد * صادر وهم صواه قد مثل (1) (2) مثل - يعني انتصب للوارد (2) الوارد والصادر يعني به الطريق. (3) وقال آخر: (الطويل) ودوية غبراء خاشعة الصوى * لها قلب عفي الحياض أجون (4) (5) ويروى: قلب عادية ضحون (5) يخاشعه الصوى، يقول: صواها قد خشعت وتواضعت من طول الزمان. وقال أبو النجم: (الرجز) بين طريق الرفق القوافل * وبين أميال الصوى المواثل (6) (7) وهو كثير في الشعر. قال أبو عبيد ] فأراد أن للإسلام صوى - يقول: (1) البيت في ديوانه ص 185 واللسان (صوى) في مادة (مثل) (صواء كالمثل) وشرحه فيه (فسره المفسر فقال: المثل: الماثل قال ابن سيده: ووجهه عندي أنه وضع المثل موضع المثول وأراد كذى المثل فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ويجوز أن يكون المثل جمع ماثل كغائب وغيب وخادم وخدم وموضع الكاف الزيادة). (2 - 2) ليس في ل. (3) من هنا إلى قوله (وقال أبو النجم) ليس في ل. (4) كذا البيت في الفائق 2 / 44 وبهامش ر (صوابه: وداوية). (5 - 5) من مص وحدها. (6) في ر (أمثال) وفي اللسان (صوى) (أعلام) مكان (أميال). (7) العبارة الآتية إلى الحديث الآتي ليست في ل. (*)
[ 185 ]
علامات وشرائع يعرف الإسلام بها كمنار الطريق، فذكر شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وغير ذلك من الشرائع. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة إذا قام أحدكم من النوم فليفرغ على يديه ثلاثا (2) قبل أن يدخلهما [ في الإناء - (1) ]، قال: فقال له قين (3) الأشجعي: فإذا جئنا / مهراسكم هذا فكيف نصنع به فقال أبو هريرة: أعوذ بالله من شرك (4). [ قال الأصمعي وغيره - (1) ] المهراس: حجر منقور مستطيل عظيم كالحوض يتوضأ منه الناس، لا يقدر أحد على تحريكه. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة أنه سئل عن القبلة للصائم فقال: إني لأرف شفتيها وأنا صائم (5). [ قوله: أرف - (1) ] الرف هو مثل المص والرشف (6) ونحوه (7) [ يقال منه: رففت الشئ أرفه رفا، فأما يرف - بالكسر - فهو من (1) من ل ور ومص. (2) ليس في ل ور والفائق. (3) بهامش الاصل (بالقاف ثم مثناة تحت ثم نون من فائق الزمخشري). (4) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثناه إسماعيل بن جعفر عن محمد ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة يرفعه - الحديث في الفائق 3 / 202. (5) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه ابن أبي عدى عن حبيب بن شهاب العنبري عن أبيه عن أبي هريرة - الحديث الفائق 1 / 496. (6) في ل ور ومص: الترشف. (7) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (*)
[ 186 ]
غير هذا، يقال رف الشئ يرف رفا (1) ورفيفا (1) - إذا برق لونه وتلألأ قال الأعشى يذكر ثغر امرأة: (مجزو الكامل) ومها ترف غروبه * يشفي المتيم ذا الحراره (2) وقد روي عن أبي هريرة في (3) حديث آخر: أنه سئل أتقبل وأنت صائم فقال: نعم (3) وأكفحها - وبعضهم يرويه: نعم وأقحفها. فمن قال: أكفحها - أراد بالكفح اللقاء والمباشرة للجلد، وكل من واجهته ولقيته كفة كفة فقد كافحته كفاحا ومكافحة وقال ابن الرقاع العاملي (4): (الطويل) يكافح لوحات الهواجر والضحى * مكافحة للمنخرين وللفم (5) (6) المنخرين - بالكسر، ولا يعرف لها نظير في الكلام (6) فهذا البيت (7) قد فسر قول أبي هريرة. ومن رواه: أقحفها - فإنه أراد (3) شرب الريق وترشفه، ومنه يقال: قد قحف الرجل الإناء - إذا شرب ما فيه ]. (8) (1 - 1) ليس في ل. (2) كذا في ديوانه ص 112 واللسان (مها) وفي مادة (رفف) (تسقى) مكان (يشفى). (3) ليس في ر. (4) ليس في ل. (5) البيت في اللسان (كفح). (6 - 6) ليس في ل. (7) في ر: القول. (8) في الفائق 2 / 420 (القحف من قحف الشارب هو استفافه ما في الاناء = (*)
[ 187 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ] في حديث أبي هريرة أنه مر بمروان وهو يبني بنيانا له فقال: ابنوا شديدا وأملوا بعيدا واخضموا فسنقضم (2). [ قوله: اخضموا فسنقضم - (3) ] الخضم أشد في المضغ وأبلغ من القضم، وهو بأقصى الأضراس، والقضم بأدناها (4) [ وقال أيمن بن خريم الأسدي (5) يذكر أهل العراق حين سار عبد الملك (6) إلى مصعب فقال: (الطويل) رجوا بالشقاق الأكل خضما فقد رضوا * أخيرا من أكل الخضم أن يأكلوا القضما (7) يعني حين ظهر عليهم عبد الملك ]. وإنما أراد أبو هريرة بهذا مثلا [ ضربه - (3) ] - يقول: استكثروا من الدنيا فإنا سنكتفي منها بالدون = اجمع ومطر قاحف جارف كأنه قال: نعم وأتمكن من تقبيلها تمكنا واستوفيه استيفاء من غير اختلاس ورقبة). (1) من ل ور ومص. (3) الحديث في الفائق 1 / 354. (3) من ل ومص. (4) العبارة الآتية المحجوزة ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (5) ليس في ل. (6) سقطت العبارة الآتية إلى قوله (أبو معاوية عن ابن أبي ذئب) من ر سننبه هناك وبهامشها ما نصه (ساقط قائمة في الاصل أو أكثر). (7) البيت في اللسان (خضم قضم). (*)
[ 188 ]
[ وهذا شبيه بقول أبي ذر: عليكم معشر قريش بدنياكم فاغذموها - (1) ]. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي هريرة لو حدثتكم بكل ما أعلم لرميتموني بالقشع (3). [ قال الأصمعي وغيره - (2) ] القشع (4): الجلود اليابسة، [ ولا يكون القشع أبدا إلا يابسا - (5) ]، الواحد منها قشع (6) [ (7) قال أبو عبيد (7): وهذا على غير قياس العربية، ولكنه هكذا يقال ومنه حديث سلمة ابن الأكوع في غزاة بني فزارة قال: أغرنا عليهم فإذا امرأة عليها قشع (1) من ل ومص والحديث في الفائق 2 / 218 وفيه (وهو الاكل بجفاء ونهم وقد غذم يغذم ورجل غذم - أي أكول. (2) من ل ومص. (3) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة - الحديث في (حم) 2: 539، 540 والفائق 2 / 349 وفيه (وروى: بالقشع قيل: هي الجلود اليابسة وقيل: المدر والحجارة لانها تقشع عن وجه الارض أي تقلع ومنه قيل للمدرة: القلاعة جمع قشعة كبدر وبدرة وقيل: القشع ما يقشعه الرجل من النخامة من صدره أي لبزقتم في وجهي وقيل: القشع: الاحمق أي لدعوتموني باقشع وحمقتموني). (4) بهامش الاصل (القشع - بكسر القاف وفتحها: كناسة الحمام وذكر الحديث تمت ش (باب القاف والشين) وليس الحديث في شمس العلوم). (5) من مص. (6) العبارة الآتية المحجوزة من ل ومص. (7 - 7) من مص وحدها. (*)
[ 189 ]
فأخذتها فقدمت بها المدينة (1). ومما يحقق ذلك قول متمم بن نويرة يرثي أخاه فقال: (الطويل) ولا برم تهدي النساء لعرسه * إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا - (2) ] (1) الحديث في (م) جهاد: 47 (د) جهاد: 125 (حم) 4: 46 وفي الفائق 2 / 348 (قال سلمة بن الاكوع رضي الله عنه: غزونا مع أبي بكر هوازن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنفلني جارية من بني فزارة عليها قشع لها. قيل هو الجلد اليابس وقال أبو زيد: قال القشيريون: هو الفرو الخلق ومنه قيل لريش النعامة قشع قال: (الرمل). جدل خرجاء عليها قشع ألا ترى إلى قوله: (الكامل) كالعبد ذي الفرو الطويل الاصلم). (2) كذا البيت في اللسان (قشع) والامالي للقالي 1 / 19 وسمط اللآلى ص 87 وأما في اللسان (برم) (برما). وقال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 57 (ليس من عادة الناس أن يرموا بالجلود اليابسة من يريدون رميه ولا يتيسر ذلك لكل رام فكيف يرمون أبا هريرة بها وليس القشع ما ذهب إليه يدلك على ذلك أن فعلا لا يجمع على فعل وإنما القشع جمع لقشعة مثل بدرة وبدر والقشعة ما قشعته عن وجه الارض من المدر والطين فرميت به ومثله قول الناس: رماه بقلاعة أي قلع من الارض مدار ورماه به والقشاعة مثله وكل شئ قلعته أو كشفته فقد قشعته ومنه يقال: قشعت الريح السحاب. والقشعة في غير هذا بيت من جلود سمي بذلك لانهم يقشعونه عنهم متى شاؤا ويحملونه قال الكميت (الطويل) وكان لبيت القشعة الهدم والصبا * أحاديث منها غاليات الا راود = (*)
[ 190 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض، قيل: وما ذلك السنبك قال: حسمى جذام (2). قال: [ قوله - (1) ] كفرا كفرا (3) - يعني قرية قرية، وأكثر من يتكلم بهذه الكلمة أهل الشام يسمون القرية: الكفر، (4) [ ولهذا قالوا: كفر توثى (5) وكفر تعقاب (6) وكفر بيا (7) وغير ذلك، إنما هي قرى نسبت. فأما قوله: إن القشع الجلد اليابس فانى أراه توهم ذلك من قول الشاعر: (الطويل) إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا وإنما أراد الشاعر أن الجلد قد تقعقع من شدة البرد ويبس ويدلك على أن القشع قد يكون غير يابس قول أبي بكر رضي الله عنه: نفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية عليها قشع لها وقول رسول الله في الغلول: لا أعرفن أحدكم يحمل قشعا من أدم فينادي: يا محمد فأقول: لا أملك لك من الله عزوجل شيئا قد بلغت). (1) من ل ومص. (2) زاد في ل ومص: قال حدثناه ابن علية عن علي بن الحكم قال حدثني أبو حسن عن أبي أسماء الرحبي عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 2 / 420. (3) بهامش الاصل (بفتح الكاف). (4) العبارة الآتية المحجوزة من ل ومص. (5) معجم البلدان 7 / 263. (6) كذا في الفائق. أما في المعجم 7 / 266 (كفر عاقب). (7) المعجم 7 / 263. وزاد في الفائق (وكذلك كفر طاب). (*)
[ 191 ]
إلى رجال. وقد روي عن معاوية أنه قال: أهل الكفور هم أهل القبور (1) يعني بالكفور القرى - يقول: إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع وما أشبهها - (2) ]. و [ أما - (3) ] قوله: سنبك [ من - (3) ] الأرض، (4) أصل السنبك (4) من سنبك الحافر، فشبه الأرض التي يخرجون إليها بالسنبك في غلظه وقلة خيره (5). (6) [ قال أبو عبيد: حسمى موضع (7) وجذام قبيلة (8) من اليمن (8) ]. (1) الحديث في الفائق 2 / 420. (2) زاد في الفائق (وكأنها سميت كفورا لانها خاملة مغمورة الاسم ليست في شهرة المدن ونباهة الامصار). (3) من ل ومص. (4 - 4) في ل ومص: فان السنبك أصله. (5) قال الزمخشري في الفائق 2 / 420 بعد نقل قول أبي عبيد (وعندي أن المراد: لتخرجنكم إلى طرف من الارض لان السنبك طرف الحافر ويدل عليه الحديث وهو: أنه كره أن يطلب الرزق في سنابك الارض كما جاء في حديث إبراهيم رحمه الله تعالى أنهم كانوا يكرهون الطلب في أكارع الارض). (6) العبارة الآتية المحجوزة من ل ومص. (7) معجم البلدان 3 / 276. بهامش الاصل (حسمي - بكسر الحاء مهملة ثم سين مهملة ثم ميم مفتوحة بعدها ألف مقصورة: ماء معروف لجذام بن عدي ابن عمرو بن سبأ بن (يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود (ويقال) آخر ماء نضب بعد ماء الطوفان فبقيت منه بقية إلى اليوم) ما بين الحاجزين من الفائق 2 / 421 وزيد في الفائق (أنشد أبو عمرو: (الرجز) = (*)
[ 192 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة أنه كانت رديته التأبط (2). [ قوله - (1) ] التأبط، هو أن يدخل رداءه تحت يده اليمنى ثم يلقيه على عاتقه الأيسر، كالرجل يريد أن يعالج الشئ فيتهيأ لذلك. (3) [ قال أبو عمرو: الاضطباع بالثوب مثله، يقال منه: قد اضطبعت بثوبي، وهو مأخوذ من الضبع، والضبع: العضد، ولهذا قيل: أخذ بضبعي الرجل. والالتفاع بالثوب فهو مثل الاشتمال، وقال الأصمعي: هو أن يتجلل بالثوب كله. فالاحتجاز أن يشد ثوبه في وسطه، وإنما هو مأخوذ من الحجزة ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنه رأى رجلا محتجزا بحبل أبرق وهو محرم فقال: ويحك ألقه ويحك ألقه (4) قال أبو عبيد: حدثناه (5) = جاوزن رمل أيلة الدهاسا * وبطن حسمى بلدا هرماسا أي أملس) (8 - 8) من مص وحدها. (1) من ل ومص. (2) زاد في ل ومص: قال حدثناه معاذ عن ابن عون عن عمير بن إسحاق عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 1 / 9 وفيه (الردية اسم لضرب من ضروب التردي كاللبسة والجلسة وليست دلالتها على أن لام رداء ياء بحتم لانهم قالوا: قنية وهو ابن عمي دنيا). (3) العبارة الآتية المحجوزة ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (4) الحديث في الفائق 1 / 240 وفيه (الابرق: الذي فيه سواد وبياض ومنه قيل للعين: برقاء). (5) انتهى ما سقط من ر. (*)
[ 193 ]
أبو معاوية عن ابن أبي ذئب عن صالح بن أبي حسان (1) رفعه. والاعتجار لي الثوب على الرأس مع الجسد، وبه سمي معجر المرأة. والتلبيب أن يحتزم بثوبه ويجمعه عليه، ومنه حديث عمر: أنه رأى متلببا. والاضطغان كالشئ تأخذه تحت حضنك - قاله الأحمر وأنشدني: (الرجز) كأنه مضطغن صبيا (2) أي حامله في حجره. (3) واشتمال الصماء أن يتجلل بالثوب الواحد ثم يرفع أحد جانبيه على عاتقه، فهذا تفسير الفقهاء وهو عند العرب أن يشتمل فلا يرفع شيئا بواحدة (3) ]. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث أبي هريرة أنه دخل على عثمان [ رحمه الله - (5) ] وهو محصور فقال [ له - (5) ]: طاب امضرب (6). [ قال - (4) ] فأمره عثمان أن يلقي سلاحه (7). قال الأصمعي: أراد: طاب الضرب - يعني أنه (8) قد حل (8) القتال (1) في ر: أبي حبان - خطأ. (2) نسبه في اللسان (ضغن) إلى (العامرية) وقبله: لقد رأيت رجلا دهريا * يمشي وراء القوم سينتهيا (3 - 3) ليس في ل. (4) من ل ور ومص. (5) من مص. (6) في ر: المضرب. (7) ليس الحديث في الفائق. (8 - 8) في ل: يحل. (*)
[ 194 ]
وطاب. قال: وهذه لغة أهل اليمن - أو قال: [ لغة - (1) ] حمير (2) [ وأنشدني: (المنسرح) ذاك خليلي وذو يعاتبني * يرمي ورائي بامسهم وامسلمه (3) يريد: بالسهم والسلمة، (والسلمة - (4)) واحده: السلام. ومنه الحديث المرفوع: ليس من امبر امصيام في أمسفر (5) - يريد: ليس من البر الصيام في السفر، وبعضهم يرويه هكذا (6) بإظهار اللامات (6) ]. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث أبي هريرة أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث له قال: فنشغ (8). (1) من ل ومص. (2) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (3) البيت لبجير عثمة الطائي كما في اللسان (سلم) 15 / 459 في مادة (أمم) (بامسيف) مكان (بامسهم) وفي (سلم) (قال ابن بري: وصوابه: وإن مولاي ذو يعاتبني * لا إحنة عنده ولا جرمه ينصرني منك غير معتذر * يرمى ورائي بامسهم وامسلمه). (4) من المصحح ولابد منه. (5) (حم) 5: 434 وفي ر: ليس من المبر المصيام في المسفر - كذا لعله من الناسخ وهو يريد أن يظهر أن الميم بدل اللام وكتب اللام والميم معا - والله أعلم بالصواب. (6 - 6) في ر: باللامات. (7) من ل ور ومص. (8) الحديث في الفائق 3 / 92. (*)
[ 195 ]
قال أبو عمرو (1) وغيره (1): النشغ: الشهيق وما أشبهه حتى يكاد يبلغ به الغشي، [ ويقال منه: قد نشغ ينشغ نشغا - (2) ]. قال أبو عبيد: وإنما يفعل ذلك الإنسان شوقا (3) إلى صاحبه وأسفا عليه وحبا للقائه. (4) [ فنشغ هذا بالغين ليس فيه اختلاف، قال رؤبة يمدح رجلا ويذكر شوقه إليه: (الرجز) عرفت أني ناشغ في النشغ * إليك أرجو من نداك الأسبغ (5) وأما قول ذي الرمة: (الوافر) إذا مرئية ولدت غلاما * فالأم مرضع نشغ المحارا (6) قال: وكان الأصمعي ينشده بالعين: نشع المحارا (7)، وهو إيجارك الصبي (1 - 1) ليس في ل. (2) من ل ور ومص. (3) في ل: تشوقا. (4) العبارة الآتية المحجوزة من ر ومص. (5) الرجز في اللسان (نشغ) والفائق 3 / 92 وبهامش الاصل (قال الشاعر: (الرجز) عرفت أني ناشغ في النشغ النشوغ: السعوط - بالغين والنشوع بالمهملة: الوجور في الفم - تمت من ش (باب النون والشين)) ليس الرجز في شمس العلوم. (6) البيت في ديوانه ص 200 واللسان (حير نشغ). وليس المصراع الاول في ل. (7) اللسان (نشع). (*)
[ 196 ]
الدواء أو غيره، قال الأصمعي: واسم ذلك الدواء: النشوع، وهو الوجور. (1) قال أبو عبيد: وغير الأصمعي ينشده بالغين معجمة (1) والمحار: الصدف، واحدتها محارة ]. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي هريرة أنه كره السراويل المخرفجة (3). (4) وهي (4) التي تقع على ظهور القدمين قال أبو عبيد: وهذا تأويلها، وإنما أصل هذا مأخوذ من السعة، ولهذا قيل: عيش مخرفج - إذا كان واسعا رغدا (5) [ قال العجاج: (الرجز) غراء سوى خلقها الخبرنجا * مأد الشباب عيشها المخرفجا (6) قال أبو عبيد: وبعضهم يقول المخرفشة - بالشين (7)، وليس هذا بشئ، إنما المحفوظ بالجيم ]. والذي يراد من هذا الحديث أنه كره إسبال (8) (1 - 1) ليست في ل. (2) من ل ور ومص. (3) زاد في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثناه القاسم بن مالك باسناد له لا أحفظه - الحديث في الفائق 1 / 240. (4 - 4) في ل ور ومص: قال الاموى يقال المخرفجة في الحديث: إنها. (5) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (6) الرجز في اللسان (خبرنج، خرفج). (7) ليس في ر. (8) ليس في ل. (*)
[ 197 ]
(1) السراويل كما يكره (1) إسبال الإزار، [ والحديث في هذا قليل - (2) ] (3). وقال أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي هريرة أن رجلا سأله فقال: إني رجل مصراد أفأدخل المبولة معي في البيت ؟ فقال: نعم، وادحل في الكسر (4). المصراد (5): الذي يشتد عليه البرد ويقل صبره عليه (6). (1 - 1) ليس في ل. (2) من ل ور ومص. (3) وقال الزمخشري في الفائق 1 / 340 (والسراويل معربة وهي اسم مفرد واقع في كلامهم على مثال الجمع الذي لا ينصرف كقناديل فيمنعونه الصرف قال يصف ثورا: (الطويل). يمشي بها ذب الرياد كأنه * فتى فارسي في سراويل رامح (البيت لتميم بن مقبل) ويقال في معناها: سروالة قال: (المتقارب) عليه من اللؤم سروالة وعن الاخفش أن من العرب من يراها جمعا وأن كل جزء من أجزائها سروالة). (4) زاد في ر ومص: من حديث ابن علية عن الجريري - الحديث في الفائق 2 / 21 وبهامش الاصل (المبولة: إناء يبال فيه). (5) في ل ور ومص (قوله مصراد هو). (6) وفي المغيث ص 344 (المصراد: الجزوع من البرد الذي يشتد عليه ولا يطيقه ويقل صبره عليه والصرد - بسكون الراء وفتحه: البرد وقد صرد يومنا فهو صرد والصرد الذي أصابه البرد أيضا وذكر الجبان أن الصراد القوي على البرد فهو إذا من الاضداد). (*)
[ 198 ]
وأما قوله: وادحل، فإنه مأخوذ من الدحل، وهو هوة تكون في الأرض وفي أسافل الأودية فيها ضيق ثم يتسع (1) [ قالها الأصمعي (2) يقال: دحلت فيه أدحل (2)، وجمعها: أدحال ودحلان. فشبه أبو هريرة جوانب الخباء ومداخله بذاك - يقول: صر فيها كالذي يصير في الدحل ]. و [ قوله في - (3) ] الكسر، هي (4) الشقة التي تلي الأرض من الخباء، ويقال هي (5) الشقة التي تكون في أقصى الخباء (1) [ وقال الأخطل (6) يذكر رجلا (6): (الطويل) وقد غبر الفعلان (7) حينا إذا بكى * على الزاد ألقته الوليدة في الكسر ] وفيه لغتان: الكسر والكسر. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث أبي هريرة / أن امرأة مرت (1) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (2 - 2) ليس في ل. (3) من ل ور ومص. (4) في ل ور: هو. (5) في ل: هو. (6 - 6) ليس في ر. (7) بهامش ل (قبيلة). في ديوانه ص 129 وبهامش مص (العجلان). (*)
[ 199 ]
به متطيبة (1) لذيلها عصرة (2)، فقال: أين تريدين يا أمة الجبار ؟ فقالت: أريد المسجد (3) (4) بعض أصحاب الحديث يروي: عصرة (4). [ قوله: لذيلها عصرة - (5) ] أراد الغبار أنه (6) ثار من سحبها، وهو الإعصار، (7) [ قال الله تبارك وتعالى: " فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت (8) " وجمع الإعصار أعاصير، قال (9) وأنشدني الأصمعي: (البسيط) وبينما المرء في الأحياء مغتبط * إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير (10) ] وقد تكون العصرة من فوح الطيب وهيجه، فشبهه بما تثير الرياح (11) (1) في ل: مطيبة. (2) في ر: عطرة زاد في ل: (وبعضهم يرويه: عصرة والصواب: عصرة). وبهامش الاصل (أي أثر ذكره ابن الاثير) النهاية 3 / 115 وفيه: (لذيلها إعصار). (3) بهامش الاصل (فروى لها ما في خروج المرأة متطيبة من النهي). الحديث في الفائق 2 / 157. (4 - 4) ليس في ل وقد سبق اختلاف الرواية. (5) من ل. (6) زاد في ر ومص: قد. (7) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (8) سورة 2 آية 266. (9) من ر وحدها. (10) البيت كذلك في اللسان (عصر) وفي ر ومجالس ثعلب ق 1 ص 220 (إذ صار في الرمس). وفي ل (إذ هم في الرمس). (11) في ل ور ومص: الريح. (*)
[ 200 ]
من الأعاصير، فلهذا كره لها أبو هريرة إتيان المسجد. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة أنه سئل عن الضبع، فقال: الفرعل تلك نعجة من الغنم (2). قال أبو عبيد: أما الحديث فإنه هكذا يروى أنه جعل الضبع الفرعل، وأما العرب فإن الفرعل عندهم ولد الضبع، وجمعه: الفراعل قال الأعشى يذكر رجلا قتل [ رجلا - (3) ]: [ الكامل ] غادرته متجدلا * بالقاع تنهسه الفراعل (4) (5) [ وقال الكميت: (مجزو الكامل) وتجمع المتفرقو * ن من الفراعل والعسابر (6) والفراعل: أولاد الضباع بعضها من بعض والعسابر أولاد الضباع من الذئاب، واحدها: (7) عسبار و (7) عسبارة ]. والذي يراد من هذا الحديث (1) من ل ور ومص. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه محمد بن ربيعة الرواسي عن نضر بن أوس عن عمه عن أبي هريرة. الحديث في الفائق 2 / 272 وفيه (ومن أمثالهم: أغزل من فرعل). وفي المغيث ص 446 (الفرعل عند العرب ولد الضبع قد جعله أبو هريرة الضبع نفسه.... والفرعلان ذكر الضباع). (3) من ل. (4) البيت في ديوانه ص 225 والمغيث ص 446. (5) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (6) البيت في اللسان (عسبر). (7 - 7) من ل وحدها. (*)
[ 201 ]
قوله: نعجة من الغنم - يقول: إنها حلال بمنزلة الغنم تؤكل (1). وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث أبي هريرة أنه قال: لما افتتحنا خيبر إذا ناس من يهود مجتمعون على خبزة يملونها فطردناهم عنها (3) فأخذناها فاقتسمناها، فأصابني كسرة وقد كان بلغني أنه من أكل الخبز سمن، فلما أكلتها جعلت أنظر في عطفي هل سمنت (4). قال الأصمعي: قوله: خبزة، هي التي عند العامة الملة. وإنما الملة عند العرب: الحفرة التي فيها الخبزة، ولهذا قيل: يملونها - إذا عملوها في الملة، قلت: مللتها أملها ملا (5) [ قال الأصمعي: وإنما قيل: فلان يتململ على فراشه - إذا كان يتضور (6) عليه ولا يقر (7)، لأنه مأخوذ من الملة، أي (8) كأنه على ملة (9) فهو قلق ]. وقال [ أبو عبيد - (2) ]: وفي حديث أبي هريرة لم يكن يشغلني عن رسول الله (1) وقال الزمخشري في الفائق (وللشافعي رحمه الله أن يتعلق به في إباحته لحم الضبع هي عند أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله سبع ذو ناب فلا تحل). (2) من ل ور ومص. (3) ليس في ر. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه إسماعيل بن جعفر عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 2 / 47. (5) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (6) في ل: متضورا. (7) زاد في ل: عليه. (8) ليس في ر. (9) في ل: الملة. (*)
[ 202 ]
صلى الله عليه وسلم [ غرس - (1) ] الودي ولا صفق بالأسواق (2). قال الأصمعي: [ قوله - (1) ] الودي، هو صغار النخل، واحدتها ودية. [ قال الشاعر: (المنسرح) نحن بغرس الودي أعلمنا * منا بركض الجياد في السدف (4) ويروى: في السلف (5). وهو أيضا الفسيل، وواحدته: فسيلة، وجمع الفسيل: فسلان، وهو جمع الجمع والأشاء أيضا صغار النخل، واحدته (6) أشاءة - مهموزة قال العجاج: (الرجز) لاث بها الأشاء والعبري (7) ] (8) وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجزع [ وبعضهم يرويه: المجزع - (9) ] (10). (1) من ل ور ومص. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن الوليد ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 2 / 153 والمغيث ص 603. (3) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (4) البيت لسعد القرقرة كما في اللسان (سدف). (5) بهذه الرواية في اللسان (سلف ودي). (6) في ر: واحده. (7) في اللسان (لوث عبر) بدون نسبة. (8) وفي الفائق 2 / 153 (الصفق: الضرب باليد عند البيع يريد: لم يشغلني عنه فلاحة ولا تجارة). (9) من مص. (10) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثنيه محمد بن ربيعة أو غيره عن عباد بن = (*)
[ 203 ]
قوله: المجزع - يعني الذي قد حك بعضه حتى ابيض شئ منه وترك الباقي على لونه. و [ كذلك - (1) ] كل أبيض مع أسود [ فهو - (1) ] مجزع وإنما أخذ من الجزع، [ شبه به. والذي يراد من الحديث أنه كان يحصي تسبيحه ويسبح بالنوى كنحو من فعل النساء - (1) ]. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة في يأجوج ومأجوج أنه يسلط عليهم النغف فيأخذ في رقابهم (2). قال الأصمعي: هو الدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم (3). [ قال - (1) ] وهو [ أيضا - (1) ] الدود الأبيض الذي يكون في النوى إذا عن منصور عن شيخ صحب أبا هريرة عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 1 / 192 والمغيث ص 126. (1) من ل ور ومص. (2) زاد بهامش الاصل (فيصبحون فرسى كوت نفس واحدة. قوله: فرسى - وزنه فعلى جمع فريس أي قتلى - تمت) وزاد في ل ور ومص: قال حدثنيه ابن أبي عدي عن حبيب بن شهاب عن أبيه عن أبي هريرة - والحديث بتمامه في الفائق 3 / 112 ((النبي صلى الله عليه وسلم) ذكر يأجوج ومأجوج. وأن نبي الله عيسى عليه السلام يحضر وأصحابه فيرغب إلى الله فيرسل عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كوت واحدة ثم يرسل اله مطرا فيغسل الارض حتى يتركها كالزلفة). (3) وقال الزمخشري في الفائق (ويقال: لكل رأس نغفتان ومن تحريكهما يكون العطاس ويقال لذي يحتقر: إنما أنت نغفة. (وأصحابه) عطف على اسم أن أو هو مفعول معه ولا يجوز أن يرتفع عطفا على الضمير في يحضر = (*)
[ 204 ]
أنقع، والواحد: نغفة، [ قال: وما سوى ذلك من الدود فليس بنغف - (1) ]. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة (2) حين ذكر حديثا عن النبي (3) عليه السلام (3) فقيل له: أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: أنا ما طهوي (4). قال أبو عبيد: هذا عندي (5) مثل ضربه لأن الطهو في كلامهم إنضاج الطعام يقال منه: طهوت اللحم أطهاه (6)، وهو رجل طاه، من قوم = لانه غير مؤكد بالمنفصل. (فرسي) جمع فريس وهو القتيل وأصل الفرس دق العنق ثم سمي به كل قتل. (الزلفة) المرأة قال الكسائي: كذا تسميها العرب وجمعها زلف وأنشد لطرفة: (المنسرح). يقذف بالطلح والقتار على * متون روض كأنها زلف وقيل: هي الاجانة الخضراء وعن الاصمعي أنه فسر الزلف في بيت لبيد: (الكامل) حتى تحيرت الدبار كأنها * زلف والقى قتبها المحزوم بالمصانع. وقال أبو حاتم: لم يدر الاصمعي ما الزلف ولكن بلغني عن غيره أن الزلف الاجاجين الخضر). (1) من ل ور ومص. (2) زاد في ر: أنه سئل. (3 - 3) في ر ومص: صلى الله عليه وسلم. (4) الحديث بتمامه في الفائق 2 / 93 وبهامش الاصل (ما طهوى إذا - أي ما عملي إن لم احكم ذلك). (5) في ل: عندنا. (6) في ل: أطهوه طهوا. (*)
[ 205 ]
طهاة قال امرؤ القيس: [ الطويل ] فظل طهاة اللحم من بين منضج * صفيف شواء أو قدير معجل (1) قال أبو عبيد: فنرى أن أبا هريرة جعل إحكامه للحديث وإتقانه إياه كالطاهي المجيد المنضج (2) لطعامه - يقول: فما كان عملي إن كنت لم أحكم (3) هذه الرواية التي حكيتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (4)، [ كإحكام ذلك الطاهي للطعام، وكان وجه الكلام أن يقول: (5) فما طهوي - أي (5) فما كان إذا طهوي (6) ولكن الحديث جاء على ذلك اللفظ ] (7). (1) البيت في ديوانه ص 38 واللسان (صفف طها) وبهامش الاصل ((صفيف) صاد مهملة ما صف على الجمر والقدير ما طبخ في القدر. وخفض قدير على تقدير خفض صفيف وقيل تقديره: ومنضج قدير وقيل غلط وهو صحيح). (2) من ل في الاصل: المصلح وفي ر: الاصلاح. (3) زاد في مص: أنا. (4) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (5 - 5) من ر وحدها. (6) قال الزمخشري في الفائق 2 / 93 (يعني أنه لم يكن له عمل غير السماع. أو هذا انكار لان يكون الامر على خلاف ما قال كأنه قال: ما خطى وما إلى أرويه إن لم أسمعه وقيل: هو تعجب من إتقانه كأنه قال: أنا أي شئ عملي وإتقاني. والطهو في الاصل من (طهوت الطعام) - إذا أنضجته فاستعار لتخمير الرواية وإحكامها ألا تراهم يقولون: رائي في غير نضيج. وفطير غير مخمر). (7) بهامش مص ما لفظه (قيل إنه بالنبطية وهو ما طهوى - أي إنما أحدث بما سمعت). (*)
[ 206 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة: يوشك أن يعمل عليكم بقعان أهل الشام (2). قوله: بقعان - أراد البياض لأن (3) الخدم بالشام (3) إنما هم الروم والصقالبة، فسماهم " بقعان " للبياض ولهذا قيل للغراب: أبقع (4) - إذا كان فيه بياض، وهو أخبث ما يكون من الغربان، فصار مثلا لكل خبيث (5). (1) من ل ور ومص. (2) الحديث في الفائق 1 / 106. وفيه (أراد خبثائهم... وقيل: أراد المولدين بين العرب والروميات لجمعهم بين سواد لون الآباء وبياض لون الامهات. وفي حديث الحجاج: ان بعضهم قال له في خيل ابن الاشعث رأيت قوما بقعا. قال: ما البقع ؟ قال: رقعوا ثيابهم من سوء الحال. شبه الثياب المرقعة بلون الابقع). (3 - 3) في: خدم الشام. (4) في ل: الابقع. (5) كذا في المغيث ص 73 وقال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 58 (لست أرى هذا التفسير بينا وأحسب أبا عبيد ذهب إلى أن أبا هريرة أراد أن العبيد يستعملون عليكم والبقعان هم الذين فيهم سواد وبياض وكذلك الغراب الابقع ولا يقال لمن كان أبيض من غير سواد يخالطه: أبقع فكيف يجعل الصقالبة والروم بقعانا وهم بيض خلص وأرى أبا هريرة أراد أن العرب تنكح الاماء من الروم والصقالب فيستعمل عليكم أولاد الاماء وهم بين العرب السود وبين العجم البيض وم تكن العرب قبل هذا تنكح الروم والصقالب إنما كان إماؤها السودان والعرب تقول: أتاني الاسود والاحمر - يريدون العرب والعجم ولم يرد أن أولاد الاماء من العرب بقع = (*)
[ 207 ]
/ وقال [ أبو عبيد - (1) ] في حديث أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله إذا رأيتك قرت عيني، وإذا لم أرك تبعثرت نفسي (2). قوله: تبعثرت نفسي - يعني جاشت نفسي (3) وخبثت ولقست. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة: مثل المؤمن الضعيف كمثل خافت الزرع يميل مرة ويعتدل أخرى (4). قوله: الخافت - يعني (5) الذي قد لان ومات، ولهذا قيل للميت: قد خفت إذا انقطع كلامه وسكت (6) [ قال الشاعر: (الكامل) = كبقع الغراب، وإنما أراد أنهم قد أخذوا من سواد آبائهم وبياض أمهاتهم كما أن في الابناء بياضا وسوادا وهو مثل قو عمر ليلين أبناء الاماء حمر الوجوه محذفي الرقاب). (1) من ل ور ومص. (2) زاد في ل ور ومص: من حديث عبد الوارث قال حدثناه هشام بن أبي عبد الله (الدستوائي) عن قتادة أن أبا هريرة قال ذلك - الحديث في النهاية 1 / 103 وفي الفائق 1 / 104 (تبغثرت نفسي). التبغثر: خبث النفس من غثيان وسوء ظن وغير ذلك والمراد هاهنا خبثها للوحشة بفقد المشاهدة). (3) ليس في ل ور. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه يزيد عن عمران بن حدير عن بحر بن سعيد عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة - الحديث في الفائق 1 / 360. (5) ليس في ل ور. (6) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (*)
[ 208 ]
حتى إذا خفت الدعاء وصرعت * قتلى كمنجدع من الغلان (1) وهذا مثل الحديث المرفوع: مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تميلها الرياح مرة هكذا ومرة هكذا (2) - يعني الغضة الرطبة ]. قال أبو عبيد: وإنما (3) يراد من هذا الحديث أن المؤمن مرزأ تصيبه المصائب في نفسه وماله وأهله [ وليس - (4) ] كما جاء الحديث في الكافر مثله كالأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة (5) فالأرزة (6) شجر طوال (7) [ يكون - (4) ] في جبل اللكام (8) وتلك الجبال (9). [ قال وبعضهم يروي حديث أبي هريرة: كمثل خافة الزرع (11) - بالهاء، فإن كان هذا هكذا فلا أدري ما هو ومن (1) البيت في اللسان (خفت). (- 2) قد سبق الحديث في 1 / 116 - 118. (3) في: الذى. (4) من ل ور ومص. (5) انظر 1 / 116 - 118 وبهامش الاصل (أرزة - فعلة أرزة - فعلة آرزة - فاعلة. أجذى إذا ثبت قائما - تمت ش (باب الجيم والذال)). (6) في مص: الارز. (7) في ل: طويل. (8) في ر: اللغام - خطأ انظر معجم البلدان 7 / 336. (9 - 9) ليس في ر. (10) العبارة الآتية المحجوزة: من ل ور ومص. (11) من مص وفي ل ور: زرع. (*)
[ 209 ]
روى: خافتة الزرع (1)، فهو مثل خافت، وهو الصواب (2) ]. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث أبي هريرة لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الآنف (4). وقال [ أبو عبيد - (5) ]: هي التي (6) فيها قصر (7). (1) من مص وحدها. (2) قال الزمخشري في الفائق 1 / 360: (وروى: خافتة الزرع وخافة الزرع الخافت والخافتة: ما لان وضعف ولحوق التاء على تأويل السنبلة. وأما الخافة فهي فعلة من باب خوف وهي وعاء الحب سميت بذلك لانها وقاية له ويقال للعيبة والخريطة التي يشتار فيها العسل: خافة من هذا والخوف هو الاتقاء. والمعنى أنه ممنو بأحداث الزمان مرزا لا يستقيم في أمر دنياه استقامة غيره). (3) من ل ور ومص. (4) الحديث في (خ) جهاد: 95، 96 (م) فتن: 63 (جه) فتن: 36 (حم) 2: 530 والفائق 1 / 436. (5) من مص. (6 - 6) ليس في ر. (7) قال الزمخشري في الفائق 1 / 436 (الذلف في الانف: الشخوص في طرفه مع صغر الارنية وقال الزجاج: هو صغر الانف وضع جمع القلة موضع جمع الكثرة ويحتمل أن يقللها لصغرها). وفي المغيث ص 230 (الذلف بسكون اللام جمع اذلف ويقال يجوز في كل فعل فعل بالتحريك إلا في جمع أفعل فانه لا يجوز إلا فعل بالسكون والذلف قصر الانف وانبطاحه وقيل: غلظ واستواء في طرف الانف وامرأة ذلفاء). (*)
[ 210 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث أبي هريرة أنه قال لرجل: أحسن إلى غنمك وامسح الرعام عنها وأطب مراحها (2). قوله: الرعام (3) - يعني ما سال من أنوفها، يقال: شاة رعوم. والمراح: الموضع الذي يريحها إليه إذا أمسى. أحاديث (4) عبد الله (*) بن عباس (5) رضي الله عنهما (5) وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس أنه سئل عن رجل جعل (1) من ل ور ومص. (2) ليس في الحديث في الفائق. (3) بهامش الاصل (رعام بضم الراء وعين مهملة والرغام بغين معجمة لغة في الرعام الذي في الحديث وهو بعين مهملة). (4) في ر: حديث. (*) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي أبو العباس حبر الامة الصحابي الجليل ولد بمكة ونشأ في بدء عصر النبوة فلازم رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه الاحاديث الصحيحة شهد مع علي رضى الله عنه الجمل وصفين كان كثير العلم والفقه يجعل أيامه يوما للفقه ويوما للتأويل ويوما للمغازي ويوما للشعر ويوما لوقائع العرب. وكان عمر رضي اله عنه إذا أعضلت عليه قضية دعا ابن عباس وقال له: أنت لها ولامثالها ثم يأخذ بقوله ولا يدعو لذلك أحدا سواه كان آية في الحفظ أنشده ابن أبي ربيعة قصيدته وهي ثمانون بيتا فحفظها في مرة واحدة. له في الصحيحين 1660 حديثا. كف بصره في آخر عمره فسكن الطائف وتوفى بها سنة 68 ه (انظر تهذيب التهذيب 5 / 276 الاصابة 4 / 90 وصفوة الصفوة 1 / 314). (5 - 5) ليس في ل ور. (*)
[ 211 ]
أمر امرأته بيدها فقالت: فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خطأ (1) الله نوءها ألا طلقت نفسها ثلاثا (2). قال أبو عبيد (3): النوء هو النجم الذي يكون به المطر، (4) [ فمن همز الحرف فقال: خطأ الله، فإنه أراد الدعاء عليها (5) - أي أخطأها المطر ] ومن قال: خط الله نوءها - فلم يهمز (6) وشدد الطاء (6) فإنه يجعله من الخطيطة (7)، وهي الأرض التي لم تمطر بين أرضين ممطورتين، وجمع الخطيطة خطائط وأنشدني أبو عبيدة: [ الرجز ]: على قلاص تختطي الخطائطا (8) (1) في ل: خط. (2) زاد في ل ور ومص: قال (أبو عبيد) حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس - الحديث في الفائق 1 / 357. (3) في ل ور ومص: أبو عبيدة. (4) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (5) في ر: عليه. (6 - 6) ليس في ل ور. (7) بهامش الاصل (قال الزمخشري في الفائق: أصله من خطط فقلبت الطاء الثانية حرف لين كقولهم: تقضى البازي (التظني ولا أملاه) والخطيطة غير الممطورة وقيل: الارض التي لم تمطر بين أرضين ممطورتين فيكون المعنى على هذا الدعاء عليها بالخيبة ودوام الخطأ - والرواية المشهورة: خطأ بالهمز - تمت). انظر الفائق 1 / 357 وما بين الحاجزين زيد منه. (8) الرجز لهميان بن قحافة كما في اللسان (خطط) وبعده (الرجز) يتبعن موار الملاط مائطا
[ 212 ]
(1) قال الأصمعي في الخطيطة مثل ذلك (2) وكره الوجه الذي في (3) الأنواء. قال أبو عبيد: ولم يقل ابن عباس هذا وهو يريد الأنواء بعينها، إنما هي كلمة جارية على ألسنتهم، يقولونها من غير نية الدعاء، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: عقرى حلقى (4)، (5) [ وكقوله: تربت يداك فكذلك مذهب ابن عباس ولم يكن يقر بالأنواء ولا يقبلها وكذلك حديث عمر (6) رحمه الله (6) حين صعد المنبر يستسقي فلم يزد على الاستغفار وقال: لقد استسقيت بمجاديح السماء (7) قال: والمجاديح من النجوم، ولكنه تكلم على ما كانت العرب تكلم به، ولم يرد غير هذا، وليس للحديث وجه غيره ]. وقال [ أبو عبيد - (8) ]: في حديث ابن عباس أن رجلا قال له: ما هذه الفتيا التي قد شغبت الناس (9) ويروى (9): شعبت (10) - بالعين، (1) زاد في ل: و. (2) العبارة الآتية إلى آخر الشرح ليست في ل، وبدل هذه العبارة فيها: ولم يذكر التفسير الآخر. (3) من ر ومص في الاصل: فيه. (4) سبق الحديث في 2 / 94. (5) العبارة المحجوزة من ر ومص. (6 - 6) من مص وحدها. (7) انظر 3 / 259. (8) من ل ور ومص. (9 - 9) في ل ور ومص: (قال أبو عبيد) حدثنيه حجاج عن شعبة عن قتادة = (*)
[ 213 ]
ومعناها: فرقت (1). قال أبو عبيد: وهو عندي كما قال حجاج بالعين (2). قال الأصمعي: ويقال: شعب الرجل أمره - إذا شتته وفرقه، (3) [ وأنشد لعلي بن الغدير: (الكامل) وإذا رأيت المرء يشعب أمره * شعب العصا ويلج في العصيان فاعمد لما تعلو فمالك بالذي * لا تستطيع من الأمور يدان (4) قوله ههنا: يشعب - يريد: يفرق. قال أبو عبيد: ويشعب في غير هذا هو الإصلاح والاجتماع، وهذا الحرف من الأضداد قال الطرماح (5) ابن حكيم (5): (الرمل) شت شعب الحي بعد التئام * وشجاك اليوم ربع المقام (6) = عن أبي حسان الاعرج أن رجلا (من) بلهجيم قال ذلك لابن عباس قال حجاج قال شعبة: أنا أقول: شغبت ولا أدري كيف هي قال حجاج إنما الصواب. (10) كذلك الحديث بالعين في الفائق 1 / 666 والنهاية 2. 241. وبهامش الاصل (شعبت بالعين مهملة - ذكره في ش تمت باب الشين والعين)). (1) زاد في مص: بين الناس. (2) ليس في ل ور ومص. (3) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (4) البيت الاول فقط في اللسان (شعب). (5 - 5) من ر وحدها. (6) اللسان (شعب) وفي مادة (شتت) (الربع) موضع (اليوم) وفي ديوانه طبع جب ميموريل سنة 1927 ص 95: (المديد). شت شعب الحي بعد التئام * وشجاك اليوم ربع المقام (*)
[ 214 ]
(1) المقام: المكان، والمقام من الإقامة (1)، إنما هو شت الجميع، ومنه شعب الصدع في الإناء، إنما هو إصلاحه وملاءمته (2). قال أبو عبيد: وإنما قال شعبة: شغبت الناس، لأنه ذهب إلى الشغب في الكلام والعين أحب إلي (3) ] (4). (5) وقال [ أبو عبيد - (6) ]: في حديث ابن عباس لا يصلين أحدكم وهو يدافع الطوف والبول (7). قال الأصمعي: الطوف هو الغائط، قال: يقال لأول ما يخرج من بطن الصبي حين يولد قبل أن يطعم شيئا: العقي، وقد عقى يعقي عقيا قال الأصمعي: فإذا طعم بعد العقي فما خرج منه فهو الطوف، (1 - 1) من ل وحدها. (2) وجاء بهذا المعنى الجاحظ في البيان والتبيين 29 / 47 طبع الرحمانية بمصر سنة 1345 ه وأنشد قول شتيم بن خويلد: (الطويل) ولا يشبعون الصدع بعد تفاقم * وفي رفق أيديكم الذي الصدع شاعب (3 - 3) من ر وحدها. (4) وفي المغيث ص 325 (الشغب - بسكون الغين: تهييج الشر قال الجبان: والعامة تخطئ في فتحها يقال: شغبت عليهم وشغبت بهم وشغبتهم. وهذه الكلمة تروى على وجوه. وشغب وبدا موضعان كان للزهري بهما مال ربما خرج إليه) انظر النهاية 2 / 245. (5) سقط الحديث الآتي مع شرحه من ل. (6) من ر ومص. (7) زاد في ر ومص: حدثناه ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن ابن عباس - الحديث في الفائق 2 / 92 فيه أيضا حديث آخر: لا تدافعوا الطوف في الصلاة. (*)
[ 215 ]
يقال منه: قد طاف يطوف، وهو التغوط، (1) [ قال أبو عبيد: ومن العقي قول ابن عباس أنه سئل عن امرأة دخلت على قوم فأرضعت صبيا قال: إذا عقى حرمت عليه وما ولدت (2) حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن ابن عباس - بذلك. وإنما ذكر ابن عباس العقي ههنا ليعلم أن اللبن قد صار في جوفه، ولهذا جاء التحريم. قال أبو عبيد: العقي الاسم، والعقي المصدر ]. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث ابن عباس في الذبيحة بالعود قال: كل ما أفرى الأوداج غير مثرد (4). قال أبو زياد الكلابي التثريد أن يذبح الذبيحة بشئ لا حد له فلا ينهر الدم ولا يسيله (5)، فهذا المثرد وليس بذكي، إنما هو قاتل. وإفراء الأوداج تقطيعها وتشقيقها، وكل شئ شققته فقد أفريته وما كان على وجه التقدير والتسوية فإنه يقال [ منه - (3) ]: فريت (6) (1) العبارة المحجوزة من ر ومص. (2) الحديث في الفائق 2 / 177. (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه ابن علية عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس - الحديث في الفائق 2 / 272. (5) في الفائق (التثريد أن يغمز الاوداج غمزا من غير قطع من الثرد في الخصاء وهو أن يدلك الخصيتان مكانهما في صفنهما حتى تعودا كأنهما رطبة مثموغة). (6) بهامش الاصل (إذا أصلحت قال: وبعض القوم يخلق ثم لا يفري) = (*)
[ 216 ]
بغير ألف، [ وهو من غير الأول - (1) ] (2) [ قال زهير: (الكامل) ولأنت تفري ما خلقت وبع * - ض القوم يخلق ثم لا يفرى (3) فالخلق: التقدير، والفري: القطع على وجه الإصلاح ] (4) [ وقد تأول بعض الناس هذا الحديث أن قوله: كل، من الأكل، وهذا خطأ لا يكون، ولو أراد من (5) الأكل لوقع المعنى على الشفرة إذا قال كل ما أفرى الأوداج، لأن الشفرة هي التي تفري ]. [ قال أبو عبيد - (6) ] (7) وإنما معنى / الحديث أن (7) كل شئ أفرى الأوداج (8) من عود أو ليطة (9) أو حجر بعد (10) أن يفريها فهو ذكي غير مثرد. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث ابن عباس أن رجلا أتاه فقال: إني أرمي الصيد فأصمي وأنمي فقال: ما أصميت فكل وما أنميت = هذا جزء من بيت زهير بن أبي سلمى وسيأتي. (1) من ل ور ومص. (2) العبارة المحجوزة من ر ومص. (3) البيت في ديوانه ص 94 واللسان - خلق فرا). (4) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (5) ليس في ر. (6) من ر وحدها. (7 - 7) في ل: معناه. (8) في ل بدله العبارة الآتية: (فليس بمثرد وهو ذكي). (9) بهامش الاصل ور: الليطة: قشرة القصبة والقناة). (1) ليس في ر. (*)
[ 217 ]
فلا تأكل (1). [ قوله: ما أصميت فكل - (2) ] الإصماء أن يرميه فيموت بين يديه لم يغب عنه [ وكذلك الإقعاص - (3) ]. والإنماء أن يغيب عنه فيموت فيجده ميتا (4) [ يقال منه: قد أنميت الرمية (5) أنميها إنماء (5)، فإذا أردت أن تجعل الفعل للرمية نفسها قلت: قد (6) نمت تنمى - أي غابت (6) ثم ماتت ومنه قول امرئ القيس يصف رجلا بجودة الرمي: (المديد) فهو لا تنمى رميته * ما له لا عد من نفره (7) (8) قوله: لا عد من نفره، فإنه دعاء عليه وهو يمدحه، وهذا كقولك (1) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه أبو معاوية عن الاعمش عن الحكم عن مسقم عن ابن عباس قال: حدثناه غندر عن شعبة عن الحكم عن عبد الله ابن أبي الهذيل عن ابن عباس قال: وترى أن المحفوظ هذا - الحديث في الفائق 2 / 38 فيه (الاصماء أن تقتله مكانه معناه سرعة إزهاق الروح من قولهم للمسرع: صميان والانماء أن تصيبه إصابة غير مقعصة). (2) من ل ور ومص. (3) من ل ومص. (4) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (5 - 5) ليس في ل. (6) ليس في ر. (7) البيت في ديوانه ص 137 اللسان (نمى) وفي الفائق 2 / 38. (8) العبارة الآتية ليست في ل وبدلها في ل (يعني قومه). (*)
[ 218 ]
للرجل يفعل الشئ أو يتكلم بالكلام يعجبك منه: ماله قاتله الله أخزاه الله، فقال هذا وهو يريد غير معنى الدعاء عليه. وهذا مثل الذي فسرت لك في الحديث الأول من قوله: خطأ الله نوءها، أنه دعاء عليها (1) وهو لا يريد مذهب الأنواء، إنما هو على مجرى كلامهم. وقوله: لا تنمى - يقول (3): لا تغيب عنه الرمية تموت مكانها ]. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث ابن عباس حين ذكر إبراهيم وإسكانه إسماعيل (4) عليه السلام (4) وأمه مكة وأن الله [ تبارك و - (3) ] تعالى فجر لهما زمزم قال: فمرت (5) رفقة من جرهم فرأوا طائرا واقعا على جبل فقالوا: إن [ هذا - (3) ] الطائر لعائف على ماء (6). [ قوله: عائف على ماء - (3) ] (7) قال أبو عبيدة: العائف (7) الذي يتردد على الماء ويحوم ولا يمضي قال أبو عبيد: (8) [ ومنه قول أبي زبيد وذكر إبلا أو خيلا قد أزحفت وتساقطت فالطير تحوم عليها فقال: (البسيط) (1) ليس في مص. (2) من مص وحدها. (3) من ل ور ومص. (4 - 4) ليس في ل ور ومص. (5) زاد في مص: بهم. (6) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه ابن علية عن أيوب عمن حدثه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في حديث طويل - ليس الحديث في الفائق. (7 - 7) في ل ور: كان أبو عبيدة يقول في العائف ههنا هو. (8) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (*)
[ 219 ]
كأن أوب مساحي القوم فوقهم * طير تعيف على جون مزاحيف (1) فشبه اختلاف المساحي بأجنحة الطير. والعائف في أشياء سوى هذا ]، (2) [ منها الذي يعيف الطير يزجرها وهي العيافة، وقد عاف يعيف. والعائف أيضا الكاره للشئ المقذر له (3) ومنه الحديث المرفوع: إنه أتي بضب فلم يأكل وقال: أعافه، ليس من طعام قومي (4). يقال من هذا: يعاف عيفا (5)، ومن الأول والثاني: يعيف عيفا (5) ]. وقال [ أبو عبيد - (6) ] في حديث ابن عباس حين قال لعكرمة وهو محرم: قم فقرد هذا البعير، فقال: إني محرم قال: قم فانحره فنحره، قال (7) ابن عباس: كم نراك الآن قتلت من قراد ومن حلمة ومن حمنانة (8). (1) كذا البيت في اللسان (عيف) وفي مادة (زحف): (البسيط) حتى كأن مساحى القوم فوقهم * طير تحوم على جون مزاحيف وقال ابن بري: الذي في شعره: (البسيط) كأنهن بأيدي القوم في كبد * طير تعيف على جون مزاحيف (2) العبارة الآتية المحجوزة من ر ومص. (3) من مص في ر: منه. (4) الحديث في الفائق 2 / 201. (5) من مص وحدها. (6) من ل ور ومص. (7) في ل ور ومص: فقال له. (8) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه هشيم قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس - الحديث في الفائق 2 / 336. (*)
[ 220 ]
قال الأصمعي: يقال للقراد أصغر ما يكون (1): قمقامة، فإذا كبرت فهي حمنانة (2) فإذا عظمت فهي حلمة، [ وجمع هذا كله: قمقام وحمنان وحلم - (3) ] والذي يراد من هذا [ الحديث - (3) ] أن ابن عباس لم ير بتقريد البعير للمحرم بأسا. و [ قال أبو عبيد - (3) ] التقريد أن ينزع منه القردان بالطين أو باليد. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث ابن عباس حين قيل له: اقرإ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول هذرمة (4). قوله: هذرمة - يعني السرعة في القراءة وكذلك في الكلام (5) (6) [ وقال أبو النجم يذم رجلا: (الرجز) وكان في المجلس جم الهذرمه * ليثا على الداهية المكتمه (7) (1) زاد في ل ور ومص: للواحدة. (2) وفي الفائق 2 / 3367 (يقال لحب العنب الصغار بين الحب العظام: الحمنان). (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه حجاج عن حماد بن سلمة عن أبي جمرة عن ابن عباس - الحديث في الفائق 3 / 200. (5) في الفائق (هذرمة: هي السرعة في الكلام والمشي والهذربة والهربدة نحوها). (6) العبارة الآتية مع خمسة أحاديث ابن عباس رضى الله عنهما ساقطة من الاصل زدناها من ل ور ومص. (7) كذا في اللسان (كتم) وفي مادة (هذرم) وهامش الفائق (لينا) بدل = (*)
[ 221 ]
وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس أنه سئل عن الطيب عند الإحرام فقال: أما أنا فأسغسغه في رأسي ثم أحب بقاءه. قال حدثناه هشيم قال أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عباس (1). قال أبو زيد والأصمعي في (2) السغسغة: هي التروية، يقال: سغسعت الطعام - إذا رويته دسما وفرقته فيه. وبعضهم يرويه: أصغصغه في رأسي (3) - يذهب به إلى تفريقه في رأسه، وهذا يجوز أيضا ولكن المحفوظ عندنا هو الأول وهو وجه الكلام. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس (4) ما كان الله (4) لينقز عن قاتل المؤمن. (5) قال أبو عبيد (5) حدثناه الأنصاري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس (6). - (ليثا) وبهامش ل ((الهذرمه) الاكثار). وفي الفائق 3 / 200 المصراع الاول فقط وبهامشه تمام البيت. (1) الحديث في الفائق 1 / 596 وفيه: (أي أثبته فيه وأقرره من سغسغ شيئا في التراب إذا دحه فيه وسغسغ الدهن باليد على الرأس إذا عصر راحته لتكون ارسخ للدهن في الرأس). (2) من ل وحدها. (3) في النهاية 2 / 288 (هكذا روى قال الحربي: إنما هو أسغسغه بالسين أي أرويه به والسين والصاد بتعاقبان مع الغين والخاء والقاف والطاء وقيل: صغصغ شعره إذا رجله). (4 - 4) ليس في ر. (5 - 5) من ل وحدها. (6) الحديث في الفائق 3 / 125. (*)
[ 222 ]
قال الأموي وغيره: قوله ينقز - يعني يقلع وأنشدنا: (الطويل) وما أنا عن أعداء قومي بمنقز (1) قال: وسألت عنه أبا عمرو فلم يعرفه. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس أنه دخل مكة رجل من جراد فجعل غلمان مكة يأخذون منه، فقال: أما إنهم لو علموا لم يأخذوه. قال حدثناه هشيم قال أخبرنا أبو بشر عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس (2). قوله: رجل من جراد، الرجل: الجماعة الكثيرة من الجراد خاصة، وهذا جمع على غير لفظ الواحد، ومثله (3) في كلامهم كثير، وهو كقولهم لجماعة النعام: خيط، ولجماعة الظباء: إجل، ولجماعة البقر: صوار، وللحمير: عانة قال أبو النجم يصف الحمر وتطاير الحصى عن حوافرها فقال: (الرجز) كأنما المعزاء من نضالها * رجل جراد طار عن خذالها (4) والذي يراد من هذا (5) الحديث أنه كره قتل الجراد في الحرم لأنه كان عنده من صيد البر وقال الله تبارك وتعالى: " وحرم عليكم صيد (1) كذا الشطر في الفائق فيه (من) بدل (عن) فيه (وهو من نقز كأضراب من ضرب). (2) الحديث في الفائق 1 / 469 وفيه (هو الجماعة الكثيرة تذكر وتؤنث والرجل بفتح الراء وكسرها). (3) من ل وفي ر ومص: هذا. (4) الرجز في الفائق 1 / 469 وفيه (الغراء) مكان (المعزاء). (5) من ل وحدها. (*)
[ 223 ]
البر ما دمتم حرما (1) ". وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس وذكر عبد الملك بن مروان فقال: إن ابن أبي العاص مشى القدمية وإن ابن الزبير لوى ذنبه (3). قال أبو عمرو: قوله (3): القدمية - يعني التبختر وقال أبو عبيد: إنما هو مثل (4) ولم يرد المشي بعينه، ولكنه (4) أراد أنه ركب معالي الأمور وسعى فيها وعمل بها وأن الآخر لوى ذنبه، أراد أنه (5) لم يبرز المعروف ويبدي له صفحته ولكنه (6) راغ ذلك وتنحى. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس حين قال لأبي هريرة وسئل عن امرأة غير مدخول بها طلقت ثلاثا فقال (7): لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره فقال ابن عباس: طبقت (7). (1) سورة 5 آية 96. (2) الحديث بتمامه في الفائق 1 / 312 وفيه (مشى اليقدمية روى القدمية أي المشية اليقدمية وهي التي يقدم بها الناس أي بتقديمهم وروى بعضهم بالتاء غلط قال: (الكامل) الضاربين اليقدمي * - ة بالمهندة الصفائح وبهامشه (رواه الازهري بالياء والجوهري بالتاء). (3) ليس في ل. (4 - 4) في ر ومص: وإنما. (5) زاد في ل: راغ. (6) في مص: لكن. (7) زاد في ل: له. (*)
[ 224 ]
قوله: طبقت، أصله إصابة المفصل، ولهذا قيل لأعضاء الشاة: طوابق واحدها: طابق، فإذا فصلها الرجل فلم يخطئ المفاصل قيل: قد طبق قال الشاعر (1) يصف السيف (1): (الطويل) يصمم أحيانا وحينا يطبق (2) قوله: يصمم في العظم ويطبق - أي (3) يصيب المفصل. فإنما أراد ابن عباس أنك أصبت وجه الفتيا، كما أصاب الذي لم يخطئ المفصل وطبق - (4) ]. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث ابن عباس حين ذكر آدم (6) عليه السلام (6) ودخوله الجنة في آخر ساعة من النهار قال: فلله ما غابت الشمس حتى أخرج منها (7). قوله: فلله - يريد: فوالله، (8) [ والعرب تقول هذا تقول: لله لقد كان كذا وكذا - يريد: والله وأنشدنا الكسائي: (الطويل): (1 - 1) ليس في ر. (2) كذا الشطر في اللسان (طبق صمم) وفي الفائق 2 / 77 يطبق أحيانا وحينا يصمم) بدون نسبة). (3) ليس في ر. (4) انتهى الساقط من الاصل. (5) من ل ور ومص. (6 - 6) ليس في ل ور ومص. (7) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه يزيد وأسنده إلى ابن عباس - ليس الحديث في الفائق. (8) العبارة الآتية المحجوزة: من ل ور ومص. (*)
[ 225 ]
لهنك من عبسية لوسيمة * على هنوات كاذب من يقولها (1) وقوله: لهنك يريد: والله إنك لوسيمة (2)، فأسقط الواو من " والله " وأسقط إحدى اللامين من " الله " كما قال الآخر: (الكامل) لاه ابن عمك والنوى يعدو (3) أراد: لله ابن عمك ]. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث ابن عباس (5) أمرنا أن نبني المساجد جما والمدائن شرفا (6). [ قوله: جما - (4) ] الجم التي لا شرف لها (7) [ وأصل هذا في الغنم، يقال: شاة جماء - إذا لم تكن ذات قرن، ومنه (8) الحديث في يوم القيامة (8) أنه (9) يقتص الجماء من ذات القرن (10). ومن هذا قيل للرجل (1) البيت في اللسان (أله) بدون نسبة. (2) ليس في ل. (3) كذا الشطر في اللسان (أله) بدون نسبة. (4) من ل ور ومص. (5) زاد في ل: قال. (6) الحديث في الفائق 1 / 213 وبهامش الاصل (في شمس العلوم: والبيوت شرفا - تمت انظر باب الجيم وما بعدها من الحروف في المصاعف). (7) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (8 - 8) ليس في ر. (9) في ل: أن. (10) الحديث في (حم) 2: 235، 323، 363، 442 (*)
[ 226 ]
الذي لا رمح معه في الحرب: أجم، وجمعه: جم وقال الأعشى (1) (المتقارب) متى تدعهم لقراع الكما * ة تأنك خيل لهم غير جم (2) وكذلك البناء إذا لم يكن له شرف فهو أجم، وجمعه: جم ]. وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث ابن عباس أنه كان لا يرى بأسا أن يضحى بالصمعاء (4). [ قال الأصمعي: الصمعاء - (3) ] هي الصغيرة (5) الأذن، والذكر: أصمع. (6) [ وأما حديث طاوس في الهتماء يضحى بها، فإنها المكسورة الأسنان، ومنه قيل للرجل: أهتم. وأما قوله في المصرمة: الأطباء، فإنها المقطوعة الضرع قال: وكان أبو عمرو يقول: وقد تكون المصرمة (7) الأطباء من انقطاع اللبن، وذلك أن يصيب الضرع شئ فيكوى بالنار فلا يخرج منه لبن أبدا ]. (1) في ل: الشاعر. (2) البيت كذلك في اللسان (جمم) وأما في ديوانه ص 32: (المتقارب) متى تدعهم للقاء الحرو * ب تأنك خيل لهم غير جم (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم قال أخبرنا أبو حمزة عن ابن عباس - سبق الحديث في 3 / 455 والحديث في الفائق 2 / 39 عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (5) في ل: صغيرة. (6) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (7) في ل: المصرم. (*)
[ 227 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث ابن عباس إذا كانت (2) عندك شهادة فسئلت عنها فأخبر بها ولا تقل: حتى آتي الأمير، لعله يرجع أو يرعوي (3). وقال [ أبو عبيد - (4) ] يقول: لعل الذي عليه الحق إذا علم بشهادتك رجع أو ارعوى عن رأيه. والارعواء: الندم على الشئ والانصراف عنه والترك له (5) [ قال ذو الرمة: (الطويل) إذا قلت عن طول التنائي قد ارعوى * أبي حبها إلا بقاء على الهجر (6) وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس في ذات عرق قال: هي (7) حذو قرن. قال: حدثناه هشيم قال أخبرنا ابن عون عن القاسم بن محمد (1) من ل ور ومص. (2) من ل ور ومص في الاصل: كان. (3) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثنيه ابن مهدي عن محمد بن مسلم عن عمرو ابن دينار عن ابن عباس - ليس الحديث في الفائق. (4) من ر ومص. (5) العبارة الآتية مع خمسة أحاديث ابن عباس رضي الله عنهما ساقطة من الاصل زدناها من ل ور ومص. (6) البيت في اللسان (رعى) بدون النسبة وفيه (على هجر) وأما في ديوانه ص 263: (الطويل) إذ قلت يسل ذكر مية قلبه * أبى حبها الابقاء على الهجر (7) ليس في ر. (*)
[ 228 ]
عن ابن عباس - قال هشيم: وأخبرنا ابن عون عن ابن سيرين عن ابن عباس قال: ذات عرق وزان قرن (1). (2) قال أبو عبيد (2): قوله: حذو ووزان، بمعنى واحد، وإنما أراد محاذيتها فيما بين كل واحدة منهما (3) وبين مكة سواء (4)، يقول: فمن أحرم من ذات عرق كان (5) بمنزلة من أحرم من قرن لأن الحديث عن (6) رسول الله صلى الله عليه وسلم في قرن أثبت منه في ذات عرق، فأخبر ابن عباس أن هذا بمنزلة ذاك فهو موازنه، وهو مأخوذ من الوزن - أي على وزنه. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس يتخارج الشريكان وأهل الميراث. قال (4): حدثناه سفيان (5) بن عينية عن عمرو لا أعلمه إلا عن عطاء عن ابن عباس (7). (1) الحديث في الفائق 1 / 248 وبهامشه (ذات عرق: ميقات أهل العراق وقرن ميقات أهل نجد ومسافتهما من الحرم سواء). في المغيث ص 145 (الحذاء: الازاء والمقابل). (2 - 2) من ر وحدها. (3) في ر: منها. (4) من ل وحدها. (5) ليس في ل. (6 - 6) في ل: النبي. (7) الحديث في (خ) حوالة: 1 والفائق 1 / 340 وفيه ((التخارج) تفاعل من الخروج كأنه يخرج كل واحد عن ملكه إلى صاحبه بالبيع). (*)
[ 229 ]
يقول: إذا كان المتاع بين ورثة لم يقتسموه أو بين شركاء وهو في يد بعضهم دون بعض فلا بأس (1) بأن يتبايعوه (1)، وإن لم يعرف كل واحد منهم نصيبه بعينه ولم يقبضه (2) (3) ولو أراد رجل أجنبي أن يشتري نصيب بعضهم (3) لم يجز حتى يقبضه البائع قبل ذلك. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس قصر الرجال على أربع من أجل أموال اليتامى. قال: حدثنيه أبو المنذر عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس (4). قوله: قصر الرجال (5) على أربع (5) - يعني أنهم حبسوا على أربع ولم يؤذن لهم في نكاح أكثر منهن، وذلك لقول الله تبارك وتعالى: " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع (6) ". قال: حدثناه ابن علية عن أيوب عن سعيد بن جبير في هذه الآية (7) وذكروا اليتامى فنزلت (7) " وإن (8) خفتم (1 - 1) في ر: (أن يبتاعوه). (2) في ل: لم يقبض. (3 - 3) سقطت من ر. (4) ليس الحديث في الفائق. (5 - 5) ليس في ل. (6) سورة 4 آية 3 في النسخ كلها: (فان خفتم ألا تقسطوا) سهوا من الناسخ. (7 - 7) ليس في ل. (8) في النسخ (فان) تصحيف. (*)
[ 230 ]
ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا " (1) إلى قوله: " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة (2) " - يقول: فكما خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى (3) فكذلك خافوا (3) أن لا تعدلوا بين النساء. قال أبو عبيد: فهذا تأويل قوله: قصر الرجال على أربع من أجل أموال (4) اليتامى. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس من شاء باهلته أن الله لم يذكر في كتابه جدا وإنما هو أب (5). وفي حديث آخر: من شاء باهلته أن الظهار ليس من الأمة، إنما قال الله (6) عز وجل (6): " والذين يظهرون من نسائهم (7) ". قال: حدثنيه ابن علية (8) عن أيوب (8) عن ابن أبي مليكة، قال ابن علية: وهو يشبه كلام ابن عباس، ولكن هكذا (1 - 1) في مص: ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع. (2) سورة 4 آية 3. (3 - 3) في ل: فخافوا. (4) ليس في ل. (5) الحديث في الفائق 1 / 122 وفيه (المباهلة مفاعلة من البهلة وهي اللعنة ومأخذها من الابهال وهو الاهمال والتخلية لان اللعن والطرد والاهمال من واد واحد ومعنى المباهلة أن يجتمعوا إذا اختلفوا فيقولوا: بهلة الله على الظالم منا). (6 - 6) من مص حدها. (7) سورة 58 آية 3 وفي ر (طاهروا) مكان يظهرون) من سهو الناسخ. (8 - 8) سقطت من ر. (*)
[ 231 ]
قال أيوب لم يجز به ابن أبي مليكة. قوله: باهلته، من الابتهال وهو الدعاء، قال الله (1) عز وجل (1): (ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذبين (2) " وقال لبيد: (الرمل) في قروم سادة من قومهم * نظر الدهر إليهم فابتهل (3) يقول: دعاء عليهم بالموت ومنه قيل: بهلة الله عليه (4) - أي لعنة الله عليه، قال: وهما لغتان: (5) بهلة الله عليه (5) وبهلة الله عليه. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد فلا بأس به، وإذا استقمت بنقد فبعت بنسيئة فلا خير فيه - هكذا يحدثه (6) ابن عيينة عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس (7). (1 - 1) من مص حدها. (2) سورة 3 آية 61. (3) في ديوانه ص 197 وأساس البلاغة 1 / 71 (قومه) بدل (قومهم) والعجز في المخصص 1 / 114. (4) في ل: على فلان. (5 - 5) في ل: بهله الله. (6) في ل: يحدث. (7) الحديث في الفائق 2 / 385 وفيه (الاستقامة في كلام أهل مكة: التقويم ومعناه: أن يدفع الرجل إليك ثوبا فتقومه بثلاثين فيقول لك: بعه بها فما زدت عليها فلك فان بعته بالنقد فهو جائز وتأخذ الزيادة وإن بعته بالنسيئة فالبيع مردود). (*)
[ 232 ]
قوله: إذا استقمت - يعني قومت وهذا كلام أهل مكة، يقولون: استقمت المتاع - يريدون: قومته فمعنى الحديث أن يدفع الرجل إلى الرجل الثوب فيقومه بثلاثين (1) ثم يقول (2): بعه بها فما زدت عليها فلك، فإن باعه بأكثر من ثلاثين بالنقد فهو جائز، ويأخذ ما زاد على الثلاثين، وإن باعه بالنسيئة بأكثر مما يبيعه (3) بالنقد فالبيع مردود لا يجوز. وقد كان هشيم يحدثه بقريب من هذا التفسير إلا أنه كان يحدثه بغير لفظ سفيان بن عيينة، قال (4): حدثناه هشيم قال أخبرنا عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس: أنه كان لا يرى بأسا أن يدفع الرجل إلى الرجل الثوب فيقول: بعه بكذا وكذا فما زدت (5) فهو لك. قال أبو عبيد: وهذا عند من يقول بالرأي لا يجوز، لأنه عنده إجارة مجهولة، يقول: لا أدري كم يزيد على ذلك، وهذا عندنا معلوم جائز، لأنه إذا وقت له وقتا فما كان وراء ذلك من قليل أو كثير فالوقت يأتي عليه وقد روي عن أبي هريرة ما هو أرخص من هذا أنه أكرى نفسه من (6) بنت غزوان (6) (1) من مص في الاصل ول ور: ثلاثين. (2) زاد في ر: له. (3) في ر: باعه. (4) من ل وحدها. (5) في ر: زاد. (6 - 6) في ل: (امرأة) هز برة بنت غزوان انظر الاصابة 7 / 206 ترجمة أبي هريرة رضى الله عنه. (*)
[ 233 ]
بطعامه وعقبة يركبها، فهذا توقيت أيضا. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث ابن عباس أنه سئل: أي الأعمال أفضل ؟ فقال: أحمزها (2). قوله: أحمزها - يعني أمتنها وأقواها، يقال: رجل حميز الفؤاد وحامز (3) [ قال الشماخ (4) في رجل باع قوسا من رجل (4): (الطويل) فلما شراها فاضت العين عبرة * وفي القلب حزاز من اللوم حامز (5) يروى (6) حزاز وحزاز (7) بفتح الحاء وضمها (7) والحزاز (8) ما حز في القلب ]. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث ابن عباس في رجل له أربع نسوة فطلق إحداهن فلم يدر أيتهن طلق فقال: ينالهن من الطلاق ما ينالهن من الميراث (9). (1) من ل ور ومص. (2) زاد في ل ور ومص: يروي هذا عن ابن جريج عمن حدثه عن ابن عباس - الحديث في الفائق 1 / 297. (3) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (4 - 4) من مص وحدها. (5) في اللسان (حزز حمز) (الصدر) مكان (القلب) وفي مادة - حزز) الهم مكان (اللوم) وفي مادة (حمز) (الوجد) وهكذا في ديوانه ص 49. (6) من مص وحدها. (7 - 7) ليس في ل. (8) في ل: هو. (9) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه هشيم قال أخبرنا أبو بشر عن عمرو بن هرم عن جابر بن زيد عن ابن عباس - ليس الحديث في الفائق. (*)
[ 234 ]
[ قوله: ينالهن من الطلاق ما ينالهن من الميراث - (1) ] يقول: لو مات الرجل وقد طلق واحدة منهن (2) لا يدري أيتهن هي (3) فإن الميراث يكون بينهن جميعا لا تسقط منهن واحدة حتى تعرف بعينها، فكذلك إذا طلقها ولم يمت ولا يعلم (4) أيتهن هي فإنه يعتزلهن جميعا إذا كان الطلاق ثلاثا - يقول: فكما أورثهن جميعا فكذلك آمره باعتزالهن جميعا. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث ابن عباس أنه سئل عن المستحاضة قال: ذلك العاذل يغذو، لتستثفر بثوب ولتصل (5). قوله: العاذل يغذو (3)، / وهو اسم العرق [ الذي - (1) ] يخرج (6) منه دم الاستحاضة (7). وقوله: يغذو - يعني يسيل، يقال: غذا العرق [ وغيره - (1) ] يغذو (8) [ ومنه قيل: غذى البعير ببوله يغذي - إذا رمى به منقطعا. وفي حديث آخر عن ابن عباس أنه قال (9): عرق عاند أو ركضة (1) من ل ور ومص. (2) ليس في ل ور ومص. (3) ليس في ل. (4) من ل ور ومص وفي الاصل: لم يعلم. (5) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه حجاج عن حماد بن سلمة عن عمار ابن أبي عمار عن ابن عباس - الحديث في الفائق 2 / 128. (6) في ل: يسيل. (7) زيد في الفائق - كأنه سمى بذلك لانه المرأة تستليم إلى زوجها فجعل العذل للعرق لكونه سببا له) وبهامشه (تستليم) أي استحقت أن يلومها زوجها). (8) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (9) من مص وحدها. (*)
[ 235 ]
من الشيطان (1) - قال: حدثنيه أبو النضر عن شعبة عن عمار (2) مولى بني هاشم (2) عن ابن عباس. قوله: عاند - يعني الذي قد عند وبغى كالإنسان يعاند (3) عن القصد، يقول: فهذا العرق في كثرة ما (4) يخرج من الدم بمنزلته: قال الراعي: (الطويل) ونحن تركنا بالفعالي ضربة * لها عاند فوق الذراعين مسبل (5) يعني شدة (6) خروج الدم من الطعنة. وقوله: ركضة من الشيطان - يعني الدفعة، وأصل الركض الدفع، ومنه قيل للرجل: هو يركض الدابة، إنما هو تحريكه إياها وقال الله (7) تبارك وتعالى (7) " اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (8) " ] (9). (1) الحديث في الفائق 2 / 128. (2 - 2) ليس في ل. (3) العبارة الآتية ليست في ل أيضا إلى قوله (من الطعنة). (4) في ر: لا. (5) البيت في اللسان (عند) فيه (طعنة) بدل (ضربة). (6) في ر: شبه. (7 - 7) في مص: عزوجل. (8) سورة 38 آية 42. (9) قال الزمخشري في الفائق 2 / 128 (جعلت الاستحاضة ركضة من الشيطان وإن كانت فعل الله تعالى ولا عمل للشيطان فيها لانها ضرب من الاسقام والعلل وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله (وما آصابكم من = (*)
[ 236 ]
(1) [ وقال أبو عبيد: في حديث ابن عباس والحسين حين أشار ألا يخرج فقال: لولا أني أكره لنصوتك. أي لأخذت ناصيتك (2) ]. أحاديث (3) عبد الله (*) بن عمر (4) رضي الله عنهما (4) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن عمر (5) رحمه الله (5) حين = مصيبة فبما كسبت أيديكم) (سورة 42 آية 30) وما كسبت أيدي الناس فبنزغ الشيطان وكيده). (1) الزيادة من مص وحدها. (2) ليس الحديث في الفائق وفي النهاية 4 / 159 (قال للحسين لما أراد العراق: لولا أني أكره لنصوتك - أي أخذت بناصيتك ولم أدعك تخرج). (3) في ر: حديث. (*) عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي أبو عبد الرحمن أسلم قديما وهو صغير نشأ في الاسلام وهاجر إلى المدينة مع أبيه وهو ابن عشر سنين استصغر في أحد ثم شهد الخندق وبيعة الرضوان والمشاهد بعدها مولده ووفاته بمكة أفتى الناس في الاسلام ستين سنة ولما قتل عثمان رضي الله عنه عرض عليه نفر أن يبايعوه بالخلافة فأبى. كف بصره في آخر حياته مات سنة ثلاث وسبعين عن 84 عاما وهو آخر من توفى بمكة من الصحابة. له في الصحيحين 2630 حديثا مناقبه وفضائله كثيرة جدا (انظر تهذيب التهذيب 5 / 329 صفة الصفوة 1 / 228 الاصابة 4 / 107. (4 - 4) ليس في ل ور وفي مص: رحمه الله. (5 - 5) ليس في ل ور ومص. (*)
[ 237 ]
قال (1): لو رأيت ابن عمر ساجدا لرأيته مقلوليا (2). المقلولي: المتجافي المستوفز (3) [ قال - (4) ] وأنشدني الأحمر: [ الطويل ] يقول إذا اقلولى عليها وأقردت * ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم (5) (6) [ وقال الآخر: (الرجز) قد عجبت مني ومن يعيليا * لما رأتني خلقا مقلوليا (7) قوله (8): يعيليا، تصغير يعلى، (9) والمقلولي: المستوفز الذي ليس بمطمئن (9). (1) في ل ومص: قيل. (2) الحديث في الفائق 2 / 373. (3) في الفائق (ومنه: فلان يتقلى على فراشه - أي يتململ ولا يستقر والباب يدل على الخفة والقلق). (4) من مص وحدها. (5) البيت للفرزدق اللسان (قرد، قلا) (تقول). وفي الاصل (بدام) مكان (بدائم) والتصحيح من ل ور ومص وهامش الاصل وبهامش الاصل: (أقردت أي سكنت) وبالهامش أيضا: (الطويل) (تغنى نصيب بعدما نمن هجعة * من الليل وافلولت بهن المضاجع) كذا وفي اللسان (قلا): (الطويل) سمعن غناء بعد ما نمن نومة * من الليل فاقلولين فوق المضاجع وفي أساس البلاغة 2 / 274 (غنائي) مكان (غناء). (6) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (7) اللسان (علا قلا) بدون نسبة. (8) ليس في ل. (9 - 9) ليست في ل. (*)
[ 238 ]
وبعض المحدثين كان (1) يفسر مقلوليا: كأنه على مقلى، وليس هذا بشئ إنما هو (2) من التجافي في السجود، كحديث علي (3) رضوان الله عليه (3): إذا صلى الرجل فليخو وإذا صلت المرأة فلتحتفز (4) - (5) حدثناه أبو نوح عن يونس ابن أبي إسحاق عن أبيه عن الحارث عن علي ذلك. قوله: فليخو - يعني فليتفتح، وليتجافى حتى يخوي ما بين عضديه وجنبيه وكالحديث المرفوع: أنه كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه. وأما قول علي: إذا صلت المرأة فلتحتفز (5) - يقول (5): تتضام إذا جلست (6) وإذا سجدت (6) ]. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (7) ] أنه نام وهو جالس حتى سمع جخيفه ثم قام فصلى ولم يتوضأ (8). قوله: جخيفه - يعني الصوت، ولم أسمعه في الصوت إلا في هذا الحديث، والجخيف في غير هذا: الكبر، وقد يكون الكثرة (9) [ وقال (1) ليس في ل. (2) في ل: هذا. (3 - 3) من مص وحدها. (4) الحديث في الفائق 1 / 376. (5 - 5) ليست في ل. (6 - 6) ليست في ر. (7) من ل ور ومص. (8) الحديث في الفائق 1 / 172 وفيه (جحف النائم: إذا نفخ وزاد على الغطيط). (9) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (*)
[ 239 ]
الشاعر: (الطويل) أراهم بحمد الله بعد جخيفهم * غرابهم إذ مسه الفتر واقعا (1) (2) فإن كان هذا الحرف محفوظا فإنه شبه غطيطه في النوم في كثرته بذلك، وهذا رخصة في النائم جالسا أنه لا وضوء عليه والحرف المعروف بهذا الموضع: الفخيخ، ومنه حديث ابن عباس حين قال: بت عند النبي (3) صلى الله عليه وسلم (3) فنام حتى سمعت فخيخه ثم صلى ولم يتوضأ. يريد بالفخيخ الغطيط، والذي يراد من الجخيف هذا المعنى أيضا ] (5) (قال أبو عبيد: والذي عندي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا حجة فيه لأحد فعل ذلك، لأنه قال صلى الله عليه وسلم: تنام عيناي ولا ينام قلبي (6) - حدثنيه يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم). (7) وقال [ أبو عبيد - (8) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (8) ] أنه كان (1) البيت لعدي بن زيد كما في اللسان (جخف) بهامش مص (جخيفهم مثل سوادهم). (2) زاد في ل: (يروي: غرابهم). (3 - 3) ليست في ل. (4) الحديث في (حم) 1: 369 وفي 370 (سمعت جخيفه). (5) ما بين القوسين من ر ومص وفي ل: (يتلوه حديث ابن عمر أنه كان يفضي بيديه إلى الارض إذا سجد). (6) الحديث في (د) طهارة: 79 (حم) 5: 40، 49. (7) زاد في ل: (الجزؤ التاسع عشر من غريب الحديث عن أبي عبيد القاسم بن = (*)
[ 240 ]
يفضي بيديه إلى الأرض إذا وهما تضبان أو تقطران دما (1). [ قوله: تضبان - (2) ] الضب دون السيلان الشديد، يقال منه: (3) ضب يضب (4) وبض يبض، مثل جذب وجبذ [ وقال بشر بن أبي خازم: (الكامل) وبني تميم قد لقينا منهم * خيلا تضب لثاتها للمغنم - (5) ] والذي (6) يراد من هذا الحديث (6) أنه لم ير الدم السائل ينقض الوضوء [ وهذا شبيه بحديث ابن عباس أنه كان يقول: إذا كان الدم كثيرا فإنه ينقض الوضوء - (2) ] وإن لم يكن كثيرا [ فاحشا فلا، وكذلك فعل ابن عمر - (2) ] لأن الضب سيل وليس بالكثير (8): (9) [ وفيه أيضا أنه أخرج = سلام البغدادي. (بسم الله الرحمن الرحيم). (8) من ل ور ومص. (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر - ليس الحديث في الفائق. (2) من ل ور ومص. (3) زاد في ل: قد. (4) بهامش الاصل: (ضب بالضاد معجمة يضب بكسر الضاد: إذا حرص على الشئ وسال ريقه قال: (الكامل) وبني نمير قد لقينا منهم * خيلا تضب لثاتها للمغنم البيت لبشر بن أبي خازم انظر ديوانه ص 183. (5) من ل ور ومص وكذا في اللسان (ضبب) وأما في ديوانه (بنى نمير) كما مر آنفا. (6 - 6) في ل ور ومص: في حديث ابن عمر من الفقه. = (*)
[ 241 ]
يديه من كميه ولم يسجد وهما في الكمين، وقد رخص (1) في ذلك غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال: حدثناه حفص بن غياث عن ليث عن الحكم أن سعدا صلى بالناس في مستقة ويداه فيها (2)، فالمستقة: الفرو الطويل الكمين (3) ]. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (4) ] أن رجلا قال له: إن عندنا بيعا له بالنقد سعر وبالتأخير سعر، فقال: ما هو فقال: سرق الحرير، فقال: إنكم معشر أهل العراق تسمون أسماء منكرة فهلا قلت: شقق الحرير ثم قال: إذا اشتريت فكان لك، فبعه كيف شئت. قوله: سرق الحرير، هي الشقق أيضا، كما قال ابن عمر، إلا أنها البيض منها خاصة، قال الراجز: [ الرجز ] ونسجت لوامع الحرور * سبائبا كسرق الحرير (6) (8) بهامش الاصل (هذا أحد قولى الش وك (أي الشافعي ومالك) إن الدم لا ينقض خلاف ح (أي أبو حنيفة) وزيد - تمت) (9) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (1) في ل: أرخص. (2) الحديث في الفائق 3 / 28. (3) زيد في الفائق (تفتح التاء وتضم وهو تعريب مشته). (4) من ل ور ومص. (5) في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم قال أخبرنا يونس بن عبيد (في ر: عبد - خطأ) عن يزيد بن أبي بكر عن ابن عمر وقال هشيم مرة عن يزيد أبي بكر - الحديث في الفائق 1 / 590. (6) الرجز للعجاج كما في اللسان (حرر سرق) وفي الفائق بدون النسبة. (*)
[ 242 ]
والواحدة (1) منها: سرقة (2) [ قال أبو عبيد: وأحسب أصل هذه الكلمة فارسية، إنما هو: سره - يعني الجيد، فعرب فقيل: سرق، فجعلت القاف مكان الهاء ومثله في كلامهم كثير، ومنه قولهم للحروف: برق، وإنما هو بالفارسية: بره، وكذلك: يلمق، إنما هو بالفارسية: يلمه - يعني القباء، والإستبرق مثله، إنما هو إستبره - يعني الغليظ من الديباج وهكذا تفسيره في القرآن قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة. قال أبو عبيد: فصار هذا الحرف بالفارسية في القرآن مع أحرف سواه، وقد سمعت أبا عبيدة يقول: من زعم أن في القرآن ألسنا (3) سوى العربية فقد أعظم على الله القول، واحتج بقوله تعالى (4) " إنا جعلنه قرءنا عربيا (5) " وقد روي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغيرهم في أحرف كثيرة أنها من غير لسان العرب مثل: سجيل والمشكاة واليم والطور وأباريق واستبرق وغير ذلك فهؤلاء أعلم بالتأويل من أبي عبيدة، ولكنهم ذهبوا إلى مذهب وذهب هذا إلى غيره، وكلاهما مصيب إن شاء الله، وذلك أن أصل هذه الحروف بغير لسان العرب في الأصل، فقال أولئك على الأصل ثم لفظت به العرب بألسنتها فعربته فصار عربيا بتعريبها إياه فهي عربية في هذه (7) (1) في مص: الواحد. (2) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (3) في مص: لسانا. (4) من مص وحدها. (5) سورة 43 آية 3. (6) في مص: أنه. (7) في الاصل ول ور: هذا. (*)
[ 243 ]
الحال عجمية الأصل، فهذا القول يصدق الفريقين جميعا ]. وفي هذا (1) الحديث من الفقه أنه لم ير بأسا أن يكون للبيع سعران: أحدهما (2) بالتأخير (3) والآخر بالنقد (4) - إذا فارقه على أحدهما فأما إذا فارقه عليهما جميعا فهو الذي قال عبد الله: صفقتان في صفقة ربا، ومنه الحديث المرفوع أنه نهى عن بيعتين في بيعة. (5) [ وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر حين دخل عليه (6) سعيد ابن جبير فسأله عن حديث المتلاعنين وهو مفترش برذعة رحله متوسد مرفقة أدم حشوها ليف أو سلب (7) - قال: حدثناه يزيد عن عبد الملك ابن أبي سليمان عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. قال يزيد: السلب: ليف المقل قال أبو عبيد: فسألت عن السلب فقيل: ليس بليف المقل، ولكنه شجر معروف باليمن تعمل منه الحبال، وهو أجفى (8) من ليف المقل وأصلب (9) ]. (1) ليس في ل. (2) من ل ور ومص في الاصل: واحد. (3) في ر: للتأخير. (4) في ل: للنقد. (5) ليس الحديث الآتي مع شرحه في الاصل والزيادة من ل ور ومص. (6) ليس في ل. (7) الحديث في الفائق 1 / 610. (8) في ر: أخفا - خطأ. (9) في الفائق 1 / 610 (وقال شمر: السلب قشر من قشور الشجر يعمل منه السلال يقال لسوقه: سوق السلابين وهي معروفة بمكة). (*)
[ 244 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر (1) ] أنه رأى رجلا (2) محرما قد استظل فقال: اضح لمن أحرمت له (3). قوله: أضح المحدثون يقولونه بفتح الألف وكسر الحاء، من أضحيت وقال الأصمعي: وإنما هو: إضح لمن أحرمت له بكسر - الألف وفتح الحاء، من ضحيت فأنا أضحى [ قال أبو عبيد - (4) ] وهو عندي على ما قال الأصمعي، لأنه إنما أمره بالبروز للشمس، وكره له الظلال (5) [ ومن هذا قول الله تبارك وتعالى " وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى (6) ". وأما أضح من أضحيت فإنما يكون هذا من الضحاء، يقال: أقمت بالمكان حتى أضحيت ومن هذا قول عمر (7) رحمه الله (7) - قال: حدثنيه عبد الرحمن عن سفيان عن سماك بن حرب عن عمه مسلمة قال: سمعت عمر يقول: يا عباد الله أضحوا بصلاة الضحى - يعني: لا تصلوها إلى ارتفاع الضحى (8) وحديث ابن عمر من غير هذا ]. (1) منل ل ور ومص. (2) ليس في ل. (3) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه يزيد عن العمري عن نافع عن ابن عمر - الحديث في الفائق 2 / 57. (4) من ل. (5) العبارة الآتية من ل ور ومص. (6) سورة 20 آية 119. (7 - 7) من مص وحدها. (8) الحديث في الفائق 2 / 57. (*)
[ 245 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (1) ] أنه كان لا يصلي في مسجد فيه قذاف (2). [ قال أبو عبيد - (3) ] هكذا يحدثونه قال الأصمعي: إنما هي قذف على مثال غرف، واحدتها: قذفة، وهي الشرف وكذلك ما أشرف من رؤس الجبال فهي القذفات (4) [ أيضا، وبه سميت الشرف وقال امرؤ القيس يصف جبلا: (الطويل) نيافا (5) تزل الطير عن قذفاته * يظل الضباب فوقه قد تعصرا (6) ومنه حديث ابن عباس (7) رحمه الله (7) أنه قال: نبني المدائن شرفا والمساجد جما (8). قال: سمعت خلف بن خليفة يحدثه عن شيخ له قد سماه عن (1) من ل ور ومص. (2) الحديث في الفائق 2 / 324 وفيه: (نظيرها في الجمع على فعال: نفرة ونقار وبرمة وبرام وجفرة وجفار وبرقة وبراق.... وعن الاصمعي: إنما هي قذف وإذا صحت الرواية مع وجود النظير في العربية فقد انسد باب الرد). (3) من مص. (4) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (5) في الاصل ول ور: منيفا وفي مص: منيف) والتصحيح من ديوانه المطبوع بمطبعة الاستقامة بالقاهرة ص 76 واللسان (نوف). (6) كذا في ديوانه في ر: (فوقه يتعصر) وفي مص: (فوقه متعصرا). وزاد في ر مص (ويروي: فوقها قد تعصرا لان القصيدة رائية). (7 - 7) من مص وحدها. (8) سبق الحديث في 225. (*)
[ 246 ]
ابن عباس ]. وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (1) ] إني لأدني الحائض مني (2) وما بي إليها صورة إلا ليعلم الله أني لا أجتنبها لحيضها (3). قوله: صورة، يقول: ليس بي ميل إليها لشهوة، وأصل الصورة الميل، ومنه قيل لمائل العنق: أصور، (4) [ قال الأخطل (5) يذكر النساء (5): (الوافر) فهن إلي بالأعناق صور (6) (5) أي موائل (5) وقال لبيد: (البسيط) من فقد مولى تصور الحي جفنته * أو رزء ما ورزء المال يجتبر (7) يعني أن (8) الجفنة تميل الحي إليها (9) ليطعموا ]. والذي أراد ابن عمر من (1) من ل ور ومص. (2) في ل ور ومص: إلى وليس في الفائق. (3) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه إسحاق الازرق عن الجريري عن أبي السليل عن ابن عمر - والحديث في الفائق 2 / 44. (4) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (5 - 5) ليس في ل. (6) في ديوانه ص 203 (الوافر) نأين بنا غداة دنون منهم * وهن إليك بالجولان صور (7) البيت في ديوانه ص 63 والشطر في الفائق 2 / 44. (8) ليس في ر. (9) في ر: عليها. (*)
[ 247 ]
إدناء الحائض الخلاف على الكفار، لأن المجوس لا يدنون منهم الحائض ولا تقرب أحدا منهم. / وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (1) ] ورأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها فقال: هؤلاء الداج وليسوا بالحاج (2). قال أبو عبيد (3): الداج الذين (4) يكونون مع الحاج مثل الأجراء والجمالين والخدم وأشباههم [ و - (1) ] قال الأصمعي: إنما قيل لهم: داج (5) لأنهم يدجون على الأرض. والدججان هو الدبيب (6) في السير قال وأنشدني الأصمعي: (الرجز) (1) من ل ور ومص. (2) الحديث في الفائق 1 / 386 وفيه (دج دجيجا إذا دب وسعى ومنه الداج وهم الذين يسعون مع الحاج في تجاراتهم وقيل: هم الاعوان والمكارون وعن بعضهم: الداج المقيم وأنشد: (الرجز) عصابة إن حج عيسى حجوا * وإن أقام بالعراق دجوا ونظير الحاج والداج في أن اللفظ موحد والمعنى جمع قوله تعالى: سامرا تهجرون - (سورة 23 آية 67) وقول الشاعر: (الرجز) أو تصبحي في الظاعن المولى). (3) في ل ور ومص: أبو عبيدة. (4) في مص: الذي. (5) في ل: الداج. (6) من ل ور ومص في الاصل: التدبيب. (*)
[ 248 ]
باتت تداعى قربا أفايجا * تدعو بذاك الدججان الدارجا (1) (2) [ (3) يصف الإبل في طلب الماء (3). قال أبو عبيد: فالذي أراد ابن عمر أن هؤلاء ليس عندهم شئ إلا أنهم يدجون ويسيرون ولا حج لهم. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه أصابه قطع أو بهر فكان يطبخ له الثوم في الحساء فيأكله (4) - قال: حدثناه ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. قال الكسائي: القطع: الربو قال أبو عبيد: وقال أبو جندب الهذلي يرثي رجلا فقال: (الطويل) وإني إذا ما آنس الناس مقبلا * يعاودني قطع جواه طويل (1) في اللسان (دجج) بدون نسبة. (2) العبارة الآتية مع ثلاثة أحاديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ليست في الاصل زدناها من ل ور ومص. (3 - 3) ليس في ل. (4) الحديث في الفائق 2 / 360 وفيه (القطع: انقطاع النفس وقد قطع فهو مقطوع). (5) ليس البيت في ديوان الهذليين في اللسان (قطع) موضع (الناس) بياض وبهامشه: (كذا بياض بالاصل ولعله: (الطويل). وإنى إذا ما آنس شمت مقبلا) وبهامشه أيضا: (قوله: القطع الدبر - كذا بالاصل. وقوله: لابي جندب بهامش الاصل بخط السيد مرتضى صوابه: (الطويل). وإنى إذا ما الصبح آنست ضوءه * يعاودني قطع علي ثقيل والبيت لابي خراش الهذلي). انظر ديوان الهذليين ق 2 / 117. (*)
[ 249 ]
يقول: إذا رأيت إنسانا ذكرته (1) والجوا هو الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن، واللوعة نحوه (1). وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر حين سأل رجل عن عثمان فقال: أنشدك الله هل تعلم أنه فر يوم أحد وغاب عن (2) بدر وعن بيعة الرضوان فقال ابن عمر: أما فراره يوم أحد فإن الله تعالى (3) يقول: " ولقد عفا الله عنهم (4) " وأما غيبته عن بدر فإنه (5) كانت عنده (6) بنت النبي (7) (8) صلى الله عليه وسلم (8) وكانت مريضة وذكر عذره في ذلك كله (9) ثم قال (9): اذهب بهذه تلآن معك (10) قال حدثناه أبو النضر عن شيبان (1 - 1) ليس في ل. (2) زيد في ل: يوم. (3) من مص وحدها. (4) سورة 3 آية 155. (5) في مص: فانها. (6) زيد في مص: زينب. (7) في ل: رسول الله. (8 - 8) ليس في ل. (9 - 9) في ل: فقال. (10) الحديث في الفائق 1 / 136 وفيه: (أراد الآن... وزاد في أوله تاء قال الشاعر: (الخفيف) تولى قبل نأى داري جمانا * وصلينا كما زعمت تلانا) وبهامشه (هذا البيت لجميل بن معمر). (*)
[ 250 ]
عن عثمان بن عبد الله ابن موهب عن ابن عمر. قال الأموي: قوله: تلآن - يريد: الآن، وهي لغة معروفة، يزيدون التاء في الآن وفي حين (1) فيقولون: تلآن وتحين قال: ومنه قول الله تبارك وتعالى: " ولات حين مناص (2) "، قال: إنما هي: ولا حين مناص (3) وأنشدنا (4) الأموي لأبي وجزة السعدي (5): (الكامل) العاطفون تحين ما من عاطف * والمطعمون زمان ما من مطعم (6) وكان الكسائي والأحمر وغيرهما يذهبون إلى (7) أن الرواية (7) العاطفونة (1) في ل: الحين. (2) سورة 38 آية 3. (3) ليس في ل. (4) في ل: أنشدني. (5) من ر وحدها. (6) كذا البيت في اللسان (أين) في مادة (حين) (والمفضلون يدا إذا ما انعموا) وفيها أيضا (قال ابن برى: أنشد ابن السيرافي: العاطفون تحين ما من عاطف * والمسبغون يدا إذا ما أنعموا) (كذا في الفائق 1 / 136) وبهامش اللسان (هو إنشاد مداخل والرواية: العاطفون تحين ما من عاطف: والمسبغون يدا إذا ما أنعموا والمانعون من الهضيمة جارهم * والحاملون إذا العشيرة تغرم واللاحقون جفانهم قمع الذرى * المطمعون زمان أين المطعم) (7 - 7) في ر: الراوية. (*)
[ 251 ]
فيقولون: جعل الهاء صلة وهو (1) في وسط الكلام، وهذا ليس يوجد إلا على السكت، وحدثت به الأموي فأنكره، وهو عندي على ما قال الأموي، ولا حجة لمن احتج بالكتاب في قوله: ولات أن التاء منفصلة (2) من حين، لأنهم قد كتبوا مثلها منفصلا أيضا مما لا ينبغي أن يفصل كقوله عز وجل: " يا ويلتنا مال هذا الكتب (3) "، فاللام في الكتب منفصلة من هذا (4) (وقد وصلوا في غير موضع الوصل (5) فكتبوا: " ويكأنه (6) " وربما زادوا الحرف ونقصوا،) وكذلك زادوا ياء في قوله: " أولي الأيدي والأبصار (7) "، فالأيدي في التفسير: (8) القوة، وإنما القوة الأيد فهذا وأشباهه حجج لما قال الأموي (8). وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه كان يرمي فإذا أصاب (1) في ر ومص: هي. (2) في ر: منقطعة. (3) سورة 18 آية 49. (4) ما بين القوسين ليست في ل. (5) في مص: وصل. (6) سورة 28 آية 82. (7) سورة 38 آية 45. (8 - 8) في ر ومص (عن سعيد بن جبير، أولوا القوة في الدنيا والبصر (في مص: في الدين والنصر) قال أبو عبيد: فالايد القوة - بلا ياء والابصار العقول وكذلك كتبوه في موضع آخر (داود ذا الايد) (سورة 38 آية 17)). (*)
[ 252 ]
خصلة قال: أنا بها أنا بها (1) - قال: حدثناه أبو معاوية ووكيع كلاهما عن الأعمش عن مجاهد أنه رأى ابن عمر يفعل ذلك. قوله: أصاب خصلة الخصلة الإصابة في الرمي (2)، يقال منه: خصلت القوم خصلا وخصالا إذا نضلتهم وقال الكميت يمدح رجلا: (الطويل) سبقت إلى الخيرات كل مناضل * وأحرزت بالعشر الولاء خصالها (3) وقوله: أنا بها - يقول: أنا صاحبها ومنه حديث عمر حين أتي بامرأة قد فجرت فقال: من بك (4) - يقول: من صاحبك ومنه الحديث المرفوع حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم سلمة بن صخر فذكر له (5) أن رجلا ظاهر من امرأته ثم وقع عليها فقال: لعلك بذلك (6) يا سلمة ؟ (1) الحديث في الفائق 1 / 350. (2) في الفائق (الخصلة: المرة من الخصل وهو الغلبة في النضال يقال خصلتهم خصلا وخصالا كأنه على خاصلتهم فخصلتهم كناضلتهم فنضلتهم والتخاصل التراهن في النضال وأصل الخصل: القطع. ومنه سيف نحصل لان المتراهنين يتقاطعون أمرهم على شئ معلوم. (3) البيت في اللسان (خصل). (4) الحديث في الفائق 1 / 350 وفيه (من بك) أي من فعل بك. (5) من ل وحدها. (6) في ل: بذاك. (*)
[ 253 ]
فقال: نعم أنا بذلك. يقول: لعلك صاحب الأمر ] (1). وقال [ أبو عبيد - (2) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (2) ] أنه رأى رجلا بأنفه أثر السجود فقال: لا تعلب صورتك (3). يقول: لا تؤثر فيها أثرا، يقال: علبت الشئ أعلبه علبا وعلوبا - إذا أثرت فيه (4) [ قال ابن الرقاع: (الكامل). يتبعن ناجية كأن بدفها * من غرض نسعتها علوب مواسم - (5) ]. وقال [ أبو عبيد - (2) ] في حديث عبد الله [ بن عمر - (2) ] حين أتاه رجل فسأله فقال: كما لا ينفع مع الشرك عمل فهل (6) يضر مع الإسلام ذنب ؟ فقال ابن عمر: عش ولا تغتر ثم سأل ابن عباس فقال مثل ذلك، ثم سأل ابن الزبير فقال مثل ذلك (7). (1) انتهى الزيادة من ل ور ومص. (2) من ل ور ومص. (3) الحديث في الفائق 2 / 183 وفيه (يقال: عبه - إذا رسمه وأثر فيه وسيف معلوب: مثلم وطريق معلوب للذي يعلب بجنبيه والعلب: الاثر قال ابن مقيل: (البسيط) هل كنت إلا مجنا تتقون به * قد لاح في عرض من باداكم على والمعنى لا تؤثر فيها بشدة انتجائك على أنفك في السجود). (4) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (5) البيت في اللسان (علب). (6) في ل: هل. (7) زاد في ل ور ومص: (قال) حدثناه أبو معاوية عن عبد الله بن سعيد = (*)
[ 254 ]
قوله: عش ولا تغتر، إنما هو مثل (1)، وأصل ذلك فيما يقال: إن رجلا أراد أن يقطع مفازة بإبله فاتكل على ما فيها من الكلأ فقيل له: عش إبلك قبل أن تفوز بها وخذ بالاحتياط، فإن كان فيها كلأ فليس يضرك ما صنعت، وإن لم يكن فيها شئ كنت قد أخذت بالثقة فأراد ابن عمر (2) ذلك المعنى في العمل، يقول (3): اجتنب الذنوب ولا تركبها اتكالا على الإسلام، وخذ في ذلك بالثقة والاحتياط (4) [ قال أبو النجم: (الرجز) عشى فعيلا واصعري فيمن صعر * ولا تريدي الحرب واجتري الوبر يقول: خذي بالثقة في ترك الحرب وعليك بالإبل فعالجيها إنك لست بصاحبة حرب ]. (5) [ وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر في الذي يقلد بدنته = عن أبي سعيد المقبري عن جده أو عن أبيه - الشك من أبي عبيد (في ل: شك أبو عبيد عن ابن عمر) - الحديث في الفائق 2 / 154. (1) انظر المستقصى 2 / 62 ومجمع الامثال 1 / 311 وفي الفائق - هذا مثل للعرب تضربه في التوصية بالاحتياط والاخذ بالوثيقة). (2) زاد في ل ور ومص: وابن عباس وابن الزبير. (3) في ر ومص يقولون. (4) العبارة المحجوزة من ر ومص. (5) علامة ابتداء الزيادة من ل ور ومص. (*)
[ 255 ]
فيضن بالنعل قال: يقلدها خرابة (1). هكذا حدثناه مروان (2) بن معاوية (2) الفزاري عن عاصم بن أبي مجلز عن ابن عمر. قال مروان: وقال عاصم: هي (3) عروة المزادة قال أبو عبيد: والذي يعرف في الكلام أنها الخربة (4) وهي العروة، وجمعها: خرب (4)، وإنما سماها خربة لاستدارتها، وكذلك كل ثقب مستدير فهو خربة (5) (قال الكميت يذكر القطا وأنهن يحملن الماء لفراخهن فقال (6): (المنسرح) يحملن فوق الصدور أسقية * لغيرهن العصام والخرب يقول: إنما أسقينهن الصدور وليس كأسقية الناس التي تحتاج إلى العصام والعرى وكذلك كل جحر في أذن أو غيرها فهو (7) خربة (1) الحديث في الفائق 1 / 340 وفيه (تقلد) مكان (يقلد) وفيه أيضا ((خرابة) هي التشديد الراء وتخفيفها: عروة المزادة ويقال لثقبة الورك أيضا (خرابة - باللغتين ولفم الدبرة التي تفتح وتشكر (كذا في الفائق لعله: تسكر - بمعنى تسد): خرابة - بالتشديد). (2 - 2) من مص وحدها. (3) في ل: يعني. (4 - 4) ليس في ل. (5) ما بين القوسين ليس في ل. (6) من مص فقط. (7) وقع في ر ومص: فهي - كذا. (*)
[ 256 ]
قال ذو الرمة يصف ظليما: (البسيط) كأنه حبشي يبتغي أثرا * أو من معاشر في آذانها الخرب (1) يعني (2) الثقب التي (2) في آذان السند. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه شهد فتح مكة وهو ابن عشرين سنة ومعه فرس حرون وجمل جرور وبردة فلوت فرآه (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وهو يختلي لفرسه فقال: إن عبد الله إن عبد الله - هذا من حديث ابن علية (4) (5) بلغني عنه (5) عن ابن أبي نجيح عن فلان عن ابن عمر (6) قال: وقال غيره: وبردة فلوت ورمح ثقيل (6). قوله: جمل جرور - يعني الذي لا ينقاد ولا يكاد (7) يتبع صاحبه. وأما البردة فكساء مربع أسود فيه صغر. وقوله: فلوت - يعني (8) أنها صغيرة لا ينضم طرفاها (8)، فهي تفلت من يده إذا اشتمل بها (5) ولا تثبت قال أبو زياد: وهي النمرة (5). (1) البيت في ديوانه ص 29 واللسان (خرب هجنع). (2 - 2) في ر ومص: الثقب الذي. (3 - 3) في ل: النبي عليه السلام. (4) في ل ور: ابن عيينة - خطأ. (5 - 5) ليس في ل. (6 - 6) ليست في ل كذا الرواية في الفائق 1 / 187. (7) زاد في ل: أن. (8 - 8) من ل وفي ر ومص: أنه صغبر لا ينضم طرفاه. (*)
[ 257 ]
وقوله: يختلي لفرسه - يعني يحتش له، واسم الحشيش: الخلى (1) (2) ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة: لا يختلى خلاها (2). وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه قال لرجل: إذا أتيت منى وانتهيت إلى موضع كذا وكذا فإن هناك سرحة لم تجرد ولم تعبل ولم تسرف، سر تحتها سبعون نبيا فانزل تحتها (3) - يروى هذا عن الأعمش عن أبي الزناد عن ابن عمر. قوله: سرحة - يعني الواحدة من السرح، وهو شجر طوال (4). وقال اليزيدي: قوله: لم تجرد - يقول (5): لم تصبها جراد. وقوله: لم تعبل - يقول: لم يسقط ورقها، يقال: عبلت الشجر عبلا - إذا حتت عنه ورقه، وقد أعبل الشجر - إذا طلع ورقه. وكان أبو عبيدة يقول: ليس يقال (6) للورق المنبسط: عبل، إنما العبل ما انفتل ودق، (1) في الفائق 1 / 187 (يختلى: يجذ الخلى وهو الرطب ولامه ياء لقولهم: خليت الخلى قال ابن مقبل: (الطويل). تمطيت أخليه اللجام وبذني * وشخصي يسامى شخصه ويطاوله أي: اجعل اللجام في فيه مكان الخلى. (لان عبد الله إن عبد الله) يجوز أن يكونا جملتين محذوفتي الخبر ويجوز أن تكون الثانية خبرا كقولهم: عبد الله عبد الله). (2 - 2) ليس في ل سبق الحديث في 2 / 132. (3) الحديث في الفائق 1 / 591 والمغيث ص 378. (4 - 4) ليس في ل. (5) من مص وحدها. (6) ليس في ل. (*)
[ 258 ]
مثل الأثل والأرطى وأشباه ذلك، فإذا انبسط (1) فهو الورق (2)، قال (3): والهدب مثل العبل. وقال اليزيدي: قوله: لم تسرف - يعني لم تصبها السرفة، وهي دويبة صغيرة تثقب الشجر وتبني فيه بيتا قال: وهي التي يضرب بها المثل فيقال: فلان أصنع من سرفة (4). (5) (وبعضهم يقول: ولم تسرح، فلا أدري ما وجه هذا إلا أن يكون أراد به أنه لم يترك فيه الغنم والإبل تسرح فيه وهو أن ترعاه (6). وفي بعض الحديث أنها بالمأزمين (7) من منى). وقوله: سر تحتها سبعون نبيا - يقول: قطعت (8) سررهم (9) قال الكسائي (9): (1) زاد في ل: ودق. (2) زاد في ل: حينئذ. (3) ليس في ر. (4) انظر المستقصى 1 / 213 ومجمع الامثال 1 / 278 والمغيث ص 378. (5) ما بين القوسين ليس في ل. (6) في الفائق 1 / 591 (لم تسرح: لم يصبها السرح أي الابل والغنم السارحة وقيل: هو مأخوذ من لفظ السرحة كما يقال: شجر الشجرة - إذا أخذ منها غصنا أو ورقا). (7) انظر معجم البلدان 7 / 362 - 363. (8) في ر ومص: قطع. (9 - 9) من ر وحدها. (*)
[ 259 ]
السر (1) ما قطع من الصبي فبان والسرة (2) ما يبقى. وأما السرحة (3) فجمعها سرح (3)، فهي (4) ضرب من الشجر معروف وقال عنترة يذكر رجلا: (الكامل) بطل كأن ثيابه في سرحة * يحذى نعال السبت ليس بتوأم (5) (6) قال الكسائي: فقطع سره وسرره، ولا يقال: قطع سرته (6) ] (7). وقال [ أبو عبيد - (8) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (8) ] أنه قال: لو لقيت قاتل أبي في الحرم ما لهدته - وبعضهم يرويها: ما هدته (9). فمن قال: لهدته - أراد: دفعته، يقال: لهدت الرجل ألهده لهدا - (1) في مص: السرر وهي لغة أيضا. (2) في ر: السر - خطأ. (3 - 3) من ل وحدها. (4) في ل ور: فهو. (5) البيت في اللسان (سرح تأم) والمصراع الاول في الفائق 1 / 591 وفي ديوانه طبع بيروت ص 80. (6 - 6) من مص ور. (7) علامة انتهاء الزيادة من ل ور ومص. (8) من ل ور ومص. (9) الحديث في المغيث ص 534 والفائق 2 / 481 وفيه (وروى: ماهدته وما ندهته). وفي غريب الحديث للخطابي ج 2 ورق 48 / ب (وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر أنه قال: لو رأيت قاتل عمر في الحرم ما ندهته أخبرناه محمد ابن هاشم قال حدثنا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير عن ابن عمر). (*)
[ 260 ]
إذا لكزته، ورجل ملهد - إذا كان يفعل به ذلك (1) كثيرا من ذله (1) (2) [ وقال طرفة يذم رجلا: (الطويل) بطئ عن الجلى سريع إلى الخنى * ذليل بأجماع الرجال ملهد (3) (4) يقول: من ذله يدفعه الناس في صدره، فهو ملهد مدفع (4) فإن أراد (5) مرة فقال (6): ملهود ]. ومن قال: هدته - يريد (7): حركته (8) [ وأنشدني الأحمر: (البسيط) حتى استقامت له الآفاق طائعة * فما يقال له هيد ولا هاد (9) أي لا يحرك ولا يمنع من شئ ]. وفي بعض [ الحديث و - (10) ] الروايات: ما هجته (11). (1 - 1) ليس في ر. (2) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (3) البيت كذلك بهامش الاصل وبالهامش (أجماع جمع جمع ظاهر الكف) في ل موضع (عن) (على) وفي ر (إلى) وفي اللسان (لهد) والفائق (ذلول) مكان (ذليل). (4 - 4) ليس في ل. (5) زاد في ل: به. (6) ليس في ر وفي ل: فهو. (7) في مص: أراد وفي ر: يذكر. (8) ما بين الحاجزين من ل ور ومص. (9) البيت لابن هرمة كما في اللسان (هيد) وفيه (ثم استقامت له الاعناق طائعة). (10) من ر. (11) في الفائق 2 / 481 (ندهته: زجرته). وقال الخطابي في غريب الحديث = (*)
[ 261 ]
= ج 2 ورق 48 / ب (النده: الزجر. قال الاصمعي: ومنه قول العرب: اذهب فلا أنده سربك أي لا حاجة لي فيك وأصل النده الزجر أي لا أرد إبلك قال: والسرب - ساكنة الراء: الابل يقال: جاء سرب بني فلان إذا جاءت إبلهم قال: ويقال للمرأة عند الطلاق: اذهبي فلا أنده سربك فكانت تطلق بهذه الكلمة في الجاهلية وهو مثل قولهم: حبلك على غاربك وذلك أن الناقة إذا رعت وعليها خطامها ألقى على غاربها وتركت ليس عليها خطام وإذا رأت الخطام لم يهنئها شئ ويقال: قاتل: إن حد النده في الزجر أن يقال: صه ومه ونحو ذلك. يقول: لو رأيت قاتل عمر في الحرم لم أهجه ولم أعرض له ذهب إلى أن القاتل إذا اعتصم بالحرم لم يعرض له حتى يخرج منه على الظاهر من قوله جل وعز: (ومن دخله كان أمنا) (سورة 3 آية 97) وأكثر العلماء على أنه إذا قتل في الحرم أو خارجا منه ثم التجأ إليه فانه يقام عليه الحد أن الحرم لا يبطل حدا ولا يؤخره عن وقته وقيل رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: اقتلوه (الحديث في (خ) جهاد: 169 (م) حج: 450 (دي) مناسك: 88 (حم) 3: 164، 186:، 231، 233، 240) - حدثناه ابن السماك قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح فجاء رجل فقال: يا رسول الله: إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوه. وكان ابن خطل قتل رجلا من الانصار. حدثنيه محمد بن نافع قال حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال حدثنا الازرق قال حدثنا جدي عن سعيد ابن سالم عن ابن جريج عن عكرمة بن خالد قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابن خطل في حاجة وبعث معه رجلا من مزينة ورجلا من الانصار وأمر الانصاري عليهما فأما المزني فأطاعه ووثب ابن خطل عليه فقتله). (*)
[ 262 ]
(1) [ وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن عمر أنه اشترى ناقة فرأى بها تشريم الظئار فردها (2). قال أبو عبيد: التشريم: التشقيق (4)، يقال للجلد إذا تشقق: قد تشرم، ولهذا قيل للمشقوق الشفة: أشرم، وهو شبيه بالعلم وكذلك حديث كعب: أنه أتى عمر (5) بن الخطاب (5) (6) رضي الله عنه (6) بكتاب (7) قد تشرمت (8) نواحيه فيه (9) التوراة فاستأذنه (10) أن يقرأه، فقال له عمر: إن كنت تعلم أن فيه (11) التوراة التي أنزله الله على موسى (6) عليه السلام (6) بطور سيناء فاقرأها آناء الليل والنهار (12) ]. (1) الحديث الآتي مع الشرح من ل ور ومص. (2) الحديث في الفائق 1 / 653. (3) زاد في ر ومص: هو. (4) في مص: التشقق. (5 - 5) ليس في ل. (6 - 6) من مص وحدها. (7) زاد في ر: و. (8) في ر: شرمت. (9) العبارة الآتية ليست في ل. (10) في ر: فأشاره. (11) في مص: فيها. (12) الحديث في الفائق 1 / 651. وفي 1 / 653 منه (والظئار أن تعطف على غير ولدها يقال: ظاءرتها مظامرة وظئارا وذلك أن يشدوا فاها وعينها ويحشوا = (*)
[ 263 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ] في حديث عبد الله [ بن عمر - (1) ] فيمن = خورانها بدرجة ثم يخلوا الخوران بخلالين وهو التشريم ويتركوها كذلك يوما فتظن أنها مخضت فإذا غمها ذلك نفسوا عنها واستخرجوا الدرجة عن خورانها وقد هيئ لها حوار فتظن أنها ولدته فترأمه). وفي إصلاح الغلط ص 59 (قال أبو عبيد: التشريم: التشقق في الجلد ولم يذكر الظئار ولا كيف تشريمه قال أبو محمد (ابن قتيبة): والظئار مصدر ظامرت تقدير فاعلت فعالا وذلك أن تعطف الناقة على غير ولدها وإذا أرادوا ذلك حشوا أنفها بمثل الكرة من مشاقة وخرق ثم خلوا المنخرين وشدوا عينيها وحشوا حياءه بدرجة وهي أيضا من مشاقة وخرق وخلوا الحياء بالاخلة ثم تترك كذلك أياما فتجد له مثل غم الحمل ولا تقدر على أن تبول فإذا اشتد ذلك عليها انتزعوا الاخلة وقد قدم الحوار الذي يريدون أن ترأمه إيها أخذوا الغطاء عن عينيها فتحسبه ولدها فترأمه فيصيبها التشريم في الحياء والمنخرين من تلك الاخلة وهو التشقق. قال الاصمعي: والشرم: الشق بالعرض يقال: شرم أنفه - إذا خرمه وأنشد الشاعر: (الوافر) وناب همه لا خير فيها * مشرمة الاشاعر بالمداري وقال جرير: (الكامل) كالنيب خرمها الغمائم بعدما * ثلطن عن حرض يجوف أثال والغمائم جمع غمامة وهو ما حشى به أنفها سمي بذلك لانه يغم الانف يسده وتسمى الدرجة أيضا غمامة لذلك وكل شئ غطيته فقد غممته. والحرض: الاشنان وأراد الحمض من النبت وهو ما ملح). (1) من ل ور ومص. (*)
[ 264 ]
يقطع (1) دوحة من الحرم فأمره أن يعتق رقبة (2) [ قال أبو عبيد - (3) ]: الدوحة: الشجرة العظيمة من أي الشجر كان (4): من طلح أو سمر أو قتاد أو غير ذلك بعد أن تكون عظيمة، وجمعها: دوح (5) [ وقال امرؤ القيس يذكر مطرا: (الطويل) فأضحى يسح الماء من كل فيقة * يكب على الأذقان دوح الكنهبل (6) الكنهبل اسم شجر معروف، والدوح ما عظم منه ]. والذي يراد من هذا الحديث أنه غلظ في شجر الحرم فقال: عتق رقبة، والذي عليه فتيا الناس أن عليه قيمة ما قطع ويتصدق به. (7) [ وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه خرج إلى صور بالمدينة (8). (1) في ل ور ومص: قطع. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه محمد بن عمر عن عبد الله بن جعفر الزهري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن نافع بن سرجس عن ابن عمر - الحديث في الفائق 1 / 418. (3) من ر. (4) كذا في النسخ وفي الفائق 1 / 418 (كانت) وهو الظاهر. (5) ما بين الحاجزين من ل ور ومص. (6) كذا البيت في ديوانه ص 42 واللسان (كهبل) وبهامش اللسان (في رواية أخرى: فوق كتيفة وهو موضع في اليمن بدل: كل فيقة). (7) الحديث الآتي مع شرحه من ل ور ومص. (8) ليس الحديث في الفائق. (*)
[ 265 ]
قال الأصمعي: الصور جماعة النخل الصغار، وهذا جمع على غير لفظ الواحد (1) وكذلك الحائش (2) جماعة النخل وليس له واحد على لفظه، ومنه الحديث المرفوع: إنه كان أحب ما استتر به إليه عند حاجته حائش نخل أو حائط (3) وقال الأخطل: (الكامل) وكأن ظعن الحي حائش قرية * داني الجناة وطيب الأثمار - (4) ] وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (5) ] أنه كره الصلاة على الجنازة إذا طفلت الشمس (6). [ قال الأصمعي - (5) ] قوله: طفلت - يعني دنت للغروب، واسم تلك الساعة: الطفل (7) [ قال لبيد: (الرمل) فتدليت عليه قافلا * وعلى الأرض غيايات الطفل (9) يعني الظل عند المساء. (1) في ل ور: الواحدة. (2) زاد في ل: هو. (3) الحديث في الفائق 1 / 308. (4) كذلك البيت في اللسان (حوش) والفائق 1 / 308 وفي ديوانه ص 77 برواية: (داني الجناية مونع الاثمار). (5) من ل ور ومص. (6) الحديث في الفائق 2 / 87. (7) في ل: طفل. (8) العبارة الآتية المحجوزة مع الحديثين الآتيين زيدت من ل ور ومص. (9) البيت في ديوانه ص 189 واللسان (دلا غيا) والمخصص 9 / 58 وعجزه في اللسان (طفل) وفيه (غيابات). (*)
[ 266 ]
وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه بعث رجلا يشتري له أضحية فقال: اشتر (1) كبشا (2) كذا وكذا فحيلا قال: حدثناه ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر (3). قال الأصمعي: قوله: فحيلا - هو الذي يشبه الفحولة في خلقه ونبله. ويقال أيضا: إن الفحيل: المنجب في ضرابه، ومنه قول الراعي: (الكامل) كانت هجائن منذر ومحرق * أماتهن وطرقهن فحيلا (4) الطرق: الضراب. والذي يراد من هذا (5) الحديث أنه اختار الفحل على الخصي والنعجة وطلب جماله ونبله (6) مع هذا (6). وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه كان في غزاة بعثهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم (5) قال (7) ابن عمر (7): فحاص المسلمون حيصة، وبعضهم يقول: فجاض المسلمون جيضة - وهذا حديث يحدثه غير واحد من الفقهاء عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر (8). (1) في مص: اشتره. (2) ليس في ر. (3) الحديث في الفائق 3 / 44 (فقال: اشتر كبشا أملح واجعله أقرن فحيلا). (4) البيت كذلك في اللسان (طرق) وفي مادة (فحل) (نجائب) بدل (هجائن). (5) من مص وحدها. (6 - 6) ليس في ل. (7 - 7) من ل وحدها. (8) الحديث في الفائق 1 / 320 وفيه: وروى (فجاض) كلاهما بمعنى انهزم وانحرف. (*)
[ 267 ]
قال الأصمعي: المعنى فيهما واحد، وإنما هو (1) الروغان والعدول عن القصد ومنه قوله عز وجل: " ما لهم من محيص (2) " يقول: من محيد يحيدون إليه ومنه قول أبي موسى: إن هذه لحيصة من (3) حيصات الفتن كأنه (4) أراد أنها (5) روغة منها عدلت إلينا. قال أبو عبيد: والجيض نحو منه، قال القطامي يذكر إبلا (6): (الكامل) وترى لجيضتهن عند رحيلنا * وهلا كأن بهن جنة أولق (7) (8) يعني حين عبلن في السير (8) ] (9). وقال [ أبو عبيد - (10) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (10) ] أنه كان يأمر بالحجارة فتطرح في مذهبه فيستطيب ثم يخرج فيغسل وجهه ويديه (1) يس في ر وزاد في ل: من. (2) سورة 41 آية 48 و 42 / 35. (3 - 3) ليس في ر وهو في الفائق 1 / 320. (4) زاد في ل: إنما. (5) ليس في ر. (6) في ر ومص: الابل. (7) كذا البيت في اللسان (جيض) وفي ديوانه ص 107: (وبحيضتهن). (8 - 8) من مص وحدها. (9) انتهى ما زدناه من ل ور ومص. (10) من ل ور ومص. (*)
[ 268 ]
وينضح فرجه حتى يخضل ثوبه (1). قوله: في مذهبه المذهب عند أهل المدينة موضع الغائط. وقوله: يخضل ثوبه - يعني يبله [ يقال: أخضلت الشئ - إذا بللته - (2) ] (3) [ وهو خضل - إذا كان رطبا وقال الجعدي: (البسيط) كأن فاها بعيد النوم خالطه * خمر الفرات ترى راووقها خضلا وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر لا تبتع من مضطر شيئا - (4) قال أبو عبيد (4) وهذا حديث يروى عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر من حديث ابن إدريس إن شاء الله (5). قال ابن إدريس: المضطر: المضطهد المكره على البيع. (4) قال أبو عبيد: (4) وهذا وجه الحديث، وقد كان بعض الناس يحمله على (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه أبو النضر عن عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر - الحديث في الفائق 2 / 93 وقال فيه الزمخشري (الاستطابة والاطابة كنايتان عن الاستنجاء قال الاعشى: (الرجز) يارخما قاظ على مطلوب * يعجل كف الخاري المطيب). (2) من ر ومص. (3) العبارة المحجوزة الآتية مع الحديث من ل ور ومص. (4 - 4) ليس في ل. (5) الحديث في الفائق 2 / 62. (*)
[ 269 ]
الفقير المحتاج - يذهب به (1) إلى أنه يبيع بأقل من الثمن لحاجته (2). ولست أرى هذا شيئا، إنما هو كما قال ابن إدريس، ومع هذا أنه قد حكي عن سفيان بن سعيد شئ شبيه بالرخصة في بيع المضطر (3) أيضا (4)، قال: ربما كان الشراء منه خيرا له - يذهب إلى أنه لو أمسك الناس كلهم عن (5) الشراء منه لهلك (6) في العذاب ]. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (7) ] أنه سئل عن فأرة وقعت في سمن فقال (8): إن كان مائعا فألقه كله، وإن كان جامسا فألق الفأرة وما حولها وكل ما بقي (9). المائع (10): الذائب، ومنه سميت الميعة لأنها سائلة، ويقال: (1) من ل وحدها. (2) في مص: بحاجته. (3) في ل: المضطهد. (4) ليس في ل. (5) ليس في ر. (6) في ر ومص: هلك. (7) من ل ور ومص. (8) من ل ور ومص في الاصل: قال. (9) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم عن معمر بن أبان عن راشد مولى قريش عن ابن عمر - الحديث في الفائق 3 / 59. (10) في ل ور ومص: قوله إن كان مائعا يعني. (*)
[ 270 ]
ماع الشئ يميع ويتميع - إذا ذاب (1) [ ومنه حديث عبد الله: أنه سئل عن المهل فأذاب فضة فجعلت تميع وتلون فقال: هذا من أشبه ما أنتم راؤون بالمهل - (2) ]. وقوله: وإن كان جامسا - يعني الجامد، وهما لغتان: جامس وجامد (3) [ قال ذو الرمة: (الطويل) ونقري سديف الشح * - م والماء جامس (4) يعني في الشتاء حين يجمد الماء. وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر أنه أتته امرأة فقالت: إن ابنتي عريس وقد تمعط شعرها فأمروني (5) أن أرجلها بالخمر، فقال: إن فعلت ذلك فألقى الله في رأسها الحاصة (6). (1) في الفائق (كل ذائب جار فهو مائع ومنه: ماع الفرس - إذا جرى وميعته نشاطه وحركته وميعة الشباب شرته وقلة وقاره). (2) من ل ور ومص وحديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه في الفائق 3 / 56. (3) العبارة الآتية المحجوزة مع الحديث من ل ور ومص. (4) كذا في ديوانه ص 323 في ر: سديف اللحم في ل: سديف النجم وفي اللسان (جمس): عبيط اللحم. (5) في مص: وقد أمروني. (6) الحديث في الفائق 1 / 266 وفيه: هي العلة التي تحص الشعر أي تنثره وتذهب به. (*)
[ 271 ]
قوله: الحاصة - يعني ما تحص شعرها تحلقه كله فتذهب به قال أبو قيس بن الأسلت: (السريع) قد حصت البيضة رأسي فما * أطعم نوما غير تهجاع (1) ومنه (2) يقال: بين بني فلان رحم حاصة - أي قد قطعوها وحصوها لا يتواصلون عليها وأما حديث علي (3) رحمة الله عليه (3) أنه اشترى قميصا (4) فقطع ما فضل عن أصابعه ثم قال لرجل (5): حصه فإن هذا من غير الأول، هذا من الحوص - أي (6) من الخياطة وقد حاص يحوص. وقوله: حصه - أي اكففه (7) يعني كف الثوب (7) ]. وقال [ أبو عبيد - (8) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (8) ] أنه كره للمحرمة / النقاب والقفازين (9). (1) البيت في اللسان (حصص) برواية (فما أذوق نوما). (2) من ر وحدها. (3 - 3) من مص وحدها. (4) ليس في ر. (5) في مص: للرجل. (6) من ل وحدها. (7 - 7) ليس في ل والحديث في الفائق 1 / 312 وقال الزمخشري في الفائق 1 / 266 (عريس تصغير عروس ولم تدخله تاء التأنيث لقيام الحرف الرابع مقامها ومثله: قليص وعقيرب وقد: شذ قديدمة وورية). (8) من ل ور ومص. (9) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه هشيم قال أخبرنا عبيدالله عن نافع = (*)
[ 272 ]
[ قال أبو عبيد - (1) ] أما القفازان فإنهما شئ يعمل لليدين يحشى بقطن ويكون له أزرار تزر على الساعدين من البرد تلبسه النساء، والناس على سبيل (2) الرخصة فيه، لأن الإحرام إنما هو في الرأس والوجه (3). (4) [ وقال أبو عبيد: في حديث ابن عمر حين ذكر أن النبي (5) صلى الله عليه وسلم (5) سبق الخيل قال: كنت فارسا يومئذ فسبقت الناس فطفف بي الفرس مسجد بني زريق (6) - (7) قال: حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر. قوله: طفف بي مسجد بني زريق (7) - يعني أن الفرس وثب به (8) حتى كاد (9) يساوي المسجد ومن هذا قيل: إناء طفان، وهو الذي = عن ابن عمر وكانت عائشة ترخص فيهما - من غير حديث هشيم الحديثان في الفائق 2 / 368. (1) من ر ومص. (2) ليس في ل ور ومص. (3) زيد في الفائق 2 / 368 (وقيل: ضرب من الحلى تتخذه المرأة في يديها ورجليها ومنه: تقفزت بالحناء - إذا نقشت يديها ورجليها). (4) الحديث الآتي مع الشرح من ل ور ومص. (5 - 5) في ل: عليه السلام. (6) الحديث في المغيث ص 371 والفائق 2 / 87 وفيه (حتى طففت بي الفرس) موضع (فطفف بي الفرس). (7 - 7) ليس في ر. (8) من مص وحدها. (9) في ل: كان. (*)
[ 273 ]
قد قرب أن يمتلئ فيساوي أعلى المكيال، ولهذا سمي التطفيف في الكيل، قوله تعالى (1): " ويل للمطففين (2) " ويروى عن سلمان أنه قال: الصلاة مكيال فمن وفى وفي له، ومن طفف (3) فقد سمعتم ما قال الله عز وجل (3) في المطففين - (4) ]. وقال [ أبو عبيد - (5) ]: في حديث عبد الله [ بن عمر - (5) ] أنه سئل عن رجل أهل بعمرة وقد لبد (6) وهو يريد الحج فقال: خذ من قنازع رأسك (7) أو (8) مما يشرف (9) منه (10). (1) من مص وحدها. (2) سورة 83 آية 1. (3 - 3) من مص في ل ور: فقد علمتم ما قاله. (4) وقال الزمخشري في الفائق 2 / 87 (وقال أبو عبيدة: طفف الفرس مكان كذا - إذا وثب حتى جازه وأنشد الكسائي لجحاف بن حكيم يصف فرسا: (الطويل) إذا ما تلقته الجراثيم لم يجم * وطففها وثبا إذا الجري عقبا وهو من قولهم: مر يطف - إذا أسرع وفرس طفاف وطف وخف وذف - أخوات). (5) من ل ور ومص. (6) بهامش الاصل: (لبد الشعر إذا جمعه يصمغ أو عسل أو غير ذلك). (7) في ل: شعرك. (8) في ر: و. (9) في ل: أشرف. (10) الحديث في الفائق 2 / 381. (*)
[ 274 ]
قوله: قنازع رأسك (1) - يعني ما ارتفع وطال، ولهذا سميت قنازع النساء (2) [ وهذا شبيه بحديثه الآخر حين قال: خذ ما تطاير من شعرك (3) - يعني ما طال منه، يقال: قد طال الشعر وطار - بمعنى ]. أحاديث (4) عبد الله (*) عمرو بن العاص (5) رضي الله عنه (5) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن عمرو [ بن العاص - (6) ] أنه (1) من ل ور ومص في الاصل: رأسه. (2) ما بين الحاجزين من ل ور ومص. (3) الرواية في الفائق 2 / 381 وفي المغيث ص 377: (خذ ما تطاير من شعر رأسك - أي ما طال أو تفرق ومثله طار). (4) في ل ور: حديث. (*) عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشي أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو نصير صحابي من النساك من أهل مكة كان يكتب في الجاهلية ويحسن السريانية وأسلم قبل أبيه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يكتب ما يسمع منه فأذن له قال أبو هريرة رضى الله عنه: ما كان أحد أكثر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منى إلا عبد الله بن عمرو فانه كان يكتب وكنت لا أكتب. وكان كثير العبادة حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن لجسدك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لعينيك عليك حقا - الحديث. كان يشهد الحروب والغزوات ويضرب بسيفين وحمل راية أبيه يوم اليرموك شهد صفين مع معاوية رضى الله عنه وولاه معاوية الكوفة مدة قصيرة ولما ولى يزيد امتنع عبد الله عن بيته وانزوى منقطعا لعبادة. وعمى في آخر حياته واختلفوا = (*)
[ 275 ]
عطس عنده رجل فشمته رجل ثم عطس فشمته ثم عطس فأراد أن يشمته قال [ له - (1) ] عبد الله [ بن عمرو - (2) ]: دعه فإنه مضنوك (3). [ قال أبو زيد - (4) ] [ قوله: مضنوك - (2) ] المضنوك (5): المزكوم، والاسم منه الضناك (6) [ وفيه لغتان (7) أيضا، يقال: رجل مضؤود ومملوء، والاسم منهما (8): الضؤدة والملأة - قالهما اليزيدي ] [ على = في وفاته قال أحمد بن حنبل: مات ليالي الحرة وكانت في ذي الحجة سنة 63 وقال في موضع آخر: مات سنة 65 ه وكان موته بمكة - وقيل: بالطائف وقيل: بمصر وقيل: بفلسطين وله في الصحيحين 700 حديث - انظر تهذيب التهذيب 5 / 337 صفة الصفوة 1 / 270 والمحبر 293). (5 - 5) ليس في ل ور وفي مص: رحمه الله. (6) من ل. (1) من ر. (2) من ل ور ومص. (3) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه غندر عن شعبة عن النعمان بن سالم عن خالد بن أبي مسلم عن عبد الله بن عمرو - الحديث في الفائق 1 / 674 وفيه: (والضناك: الزكام واشتقاق التشميت من الشوامت وهي القوائم يقال: لا ترك الله له شامتة أي قائمة لان معناه التبريك وهو الدعاء بالثبات والاستقامة. وهو بالسين من السمت). (4) من ر ومص. (5) في ل ور: يعني. (6) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (7) في ر ومص: لغات. (8) في ر ومص: منه. (*)
[ 276 ]
مثال فعلة بجزم العين - (1) ] (2) [ ويقال منه: أضأده الله، وأزكمه الله (3) وأملأه كلها بالألف فإذا وصفوا صاحبه قالوا على مثال مفعول: مزكوم ومضؤود ومملوء، وكان القياس أن يكون على مثال مفعل مثل: (4) أزكمه الله فهو مزكم (4). وكذلك محموم ومسلول، يقال: أحمه الله وأسله الله (5)، فإذا لم يذكروا الله (6) عز وجل (6) قالوا: حم الرجل وسل وزكم وضئد وملئ - كله بغير ألف ثم بني مفعول على هذا ]. (7) [ وأبو عبيد: في حديث عبد الله بن عمرو أن الله (8) تبارك وتعالى (8) أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللعب والزفن والزمارات والمزاهر والكنارات - قال حدثنيه أبو النضر عن عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة عن هلال بن أبي هلال عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو (9). (1) من ل. (2) العبارة المحجوزة الآتية من ر ومص. (3) من مص وحدها. (4 - 4) في مص: أكرمه الله فهو مكرم. (5) من مص وحدها. (6 - 6) من مص وحدها. (7) الحديث الآتي مع الشرح من ل ور ومص. (8 - 8) من ل ومص. (9) الحديث في الفائق 1 / 530 عن ابن عمر رضي الله عنهما - لعله من سهو = (*)
[ 277 ]
قوله: المزاهر، واحدها: مزهر، وهو العود الذي يضرب به (1)، (2) (ومنه الحديث المرفوع في النسوة اللآتي ذكرن أزواجهن فقالت واحدة منهن قد ذكرت زوجها وإبله فقالت: إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك (3) - يعني أنه ينزل به الضيفان فينحر لهم ويسقيهم ويأتيهم باللهو قال الأعشى يمدح رجلا - الخفيف: جالس حوله الندامى فما ين * - فك يؤتى بمزهر مجدوف (4) فهذا المزهر لا يختلف فيه). وأما الكنارات فإنها (5) يختلف فيها فيقال: إنها العيدان أيضا، ويقال: هي (6) = وقال الزمخشري فيه ((الزفن) الرقص وأصله الدفع الشديد والركلي بالرجل يقال: زبنه وزفنه وناقة زبون وزفون - إذا دفعت حالبها برجلها عن النضر... (الزمارة) ما يزمر به كالصفارة لما يصفر به والقداحة لما يقدح به). (1) في الفائق (المزهر: المعزف من الازدهار وهو الجذل يقال للجذلان: مزدهر ومزدخر لانه آلة الطرب والفرح والازدهار افتعال من الزهرة وهي الحسن والبهجة لان الجذلان متهلل الوجه مشرقه). (2) ما بين القوسين من ر ومص. (3) قد سبق في 2 / 287. (5) قد سبق ما فيه في 2 / 299. (5) في ل: فانه. (6) من ر وحدها. (*)
[ 278 ]
الدفوف (1) وهو في (2) حديث مرفوع قال: حدثناه يزيد عن محمد ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن عمرو قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر، وذكر فيه الكنارات أيضا. فأما الكنارات فما ذكرنا. وأما الكوبة فإن محمد بن كثير أخبرني أن الكوبة النرد في كلام أهل اليمن، وقال غيره: الطبل. وقال ابن كثير: لا أعرف الغبيراء وقال غيره: الغبيراء: السكركة، وهو شراب يعمل من الذرة، والسكركة بالحبشية وهو شرابهم. (3) (وأما الحديث الآخر: إن الله يغفر لكل (1) في الفائق 1 / 530 (الكنارة: العود وقيل، الطنبور وقيل: الدف وقيل: الطبل وهي في حسبان أبي سعيد الضرير: الكبارات جمع كبار (وكبار) جمع كبر كجمل وجمال وجمالات وهو الطبل وقيل هو الطبل الذي له وجه واحد ويجوز أن يكون الكنارة من الكران على القلب وهو العود والكرينة المغنية). وفي المغيث ص 510: (قال الحربي: كان ينبغي أن يقال: الكرانات. فقدمت النون على الراء وأظن الكران فارسيا معربا كالبربط قال: وسمعت أبا نصر يقول: الكرينة: الضاربة بالعود والجمع الكرائن وسمين كرائن لضربهن بالكران وهو البربط وأنشد: تستبكيه أيدي الكرائن (كذا في المغيث ولكنه غير مستقيم الوزن) وقال غيره: يجوز بفتح الكاف وكسرها - يعني الكنارات وهي العيدان التي تضرب ويقال الدفوف) (2) في ر: من. (3) ما بين القوسين من ر ومص. (*)
[ 279 ]
مذنب إلا لصاحب عرطبة أو كوبة (1). فقد قيل في العرطبة: إنها العود أيضا، وأما الكوبة فما ذكرنا فهذه ثلاثة أسماء في العود، والاسم الرابع البربط، ولا أعلم منها اسما عربيا إلا المزهر وحده) ] (2). وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث عبد الله [ بن عمرو - (3) ] أنه قال: من اكتتب ضمنا بعثه الله ضمنا يوم القيامة (4). [ قال أبو عمرو والأحمر وغيرهما: قوله: ضمنا - (3) ] الضمن الذي به الزمانة (5) في جسده من بلاء أو كسر أو غيره و (6) أنشدني الأحمر (6): [ المنسرح ] ما خلتني زلت بعدكم ضمنا * أشكو إليكم حموة الألم [ حموة من الحامي - (7) ] (8) [ والاسم من هذا الضمن والضمان وقال (1) الحديث في الفائق 2 / 132 وفيه (وقال أبو عمرو: الطنبور وعن النضر: الاوتار كلها من جميع الملاهي وعنه: الطبل). (2) انتهى الزيادة من ل ور ومص. (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه (في مص: حدثنى به) إسحاق بن عيسى عن ابن لهيعة عن رجل قد سماه عن عبد الله بن عمر - الحديث في الفائق 2 / 397. (5) بهامش الاصل: (الذي به الزمانة أي من كتب نفسه في الزمناء وليس كذلك ليتخلف عن الغزو) انظر الفائق 2 / 390. (6 - 6) في ر: قال ابن أحمر والبيت في اللسان (ضمن حما) بدون نسبة. (7) من ر ومص. (8) العبارة الآتية من ل ور ومص. (*)
[ 280 ]
عمرو بن أحمر الباهلي وكان قد (1) أصابه بعض ذلك (2) في نفسه فقال (3): (الطويل) إليك إله الخلق أرفع رغبتي * عياذا وخوفا أن تطيل ضمانيا (4) فالضمان هو الداء. (5) قال أبو عبيد (5): ومعنى الحديث أن يكتتب الرجل أن به زمانة وليست به اعتلالا بذلك ليتخلف (6) عن الغزو ]. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله [ بن عمرو - (7) ] أنه بكى حتى رسعت عينه (8) - يعني فسدت وتغيرت وفيه لغتان: يقال: (1) من ل وحدها. (2) من مص وحدها. (3) من ر وحدها. (4) البيت في اللسان (ضمن) وبهامش الاصل ذكر البيت بعد قوله (وأنشدني الاحمر). (5 - 5) من ر ومص. (6) من ل ومص وفي ر: للتخلف. (7) من ل ور ومص. (8) الحديث في الفائق 1 / 479 عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وفيه (ويروي: رصعت عيناه أي فسدتا والتصقتا وأصل الكلمة من التقارب والالتصاق قال أبو زيد: أسنانه مرتصعة إذا تقاربت والتصقت وقيل: لصديف الاعرابي: يداك مرتصعتان فقال: كلا بل فلجاوان وتراصع العصفوران: تسافدا وتشابكا. ومنه الترصيع وهو عقد الشئ بالشئ وإلزاقه به وقد تعاقبت الصاد والسين فقالوا: رسعت عينه ورصعت ورجل أرسع وأرصع وقالوا: رسعت - بالفتح مخففا ومثقلا). (*)
[ 281 ]
قد رسع الرجل و (1) رسع [ ويقال: رجل مرسع - (2) ] (3) [ ومرسعة (4) ومنه قول امرئ القيس (4): (المتقارب) أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا مرسعة وسط أرباعه * به عسم يبتغي أرنبا ليجعل في رجله كعبها * حذار المنية أن يعطبا (5) (6) والمرسعة: الفاسدة عينه، والبوهة: الأحمق، والعقيقة: الشعر الذي يولد به الصبي وهو عليه، والأحسب: الذي في شعره حمرة وبياض - (6) ]. وقال [ أبو عبيد - (7) ]: في حديث عبد الله [ بن عمرو - (7) ] من أشراط الساعة أن توضع الأخيار وترفع الأشرار وأن (8) تقرأ المثناة على رؤس الناس لا تغير، قيل: وما المثناة ؟ قال: ما استكتب من غير كتاب الله (9) عز وجل (9). (1) زاد في ر: ويقال. (2) من ل ومص. (3) العبارة الآتية من ل ور ومص. (4 - 4) في ر: وقال امرؤ القيس. (5) الابيات في ديوانه ص 138: 139 وفيه (أرساغه) بدل (أرباعه) و (كفه) موضع (رجله) انظر اللسان (حسب رسع عقق بوه). (6 - 6) من ر ومص. (7) من ل ور ومص. (8) من ل ور ومص في الاصل: ولو. (9 - 9) ليس في ل ور ومص وزاد في النسخ: قال حدثناه اسماعيل بن عياش قال حدثني عمرو بن قيس السكوني قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول ذلك - الحديث في الفائق 1 / 159 عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما لعله من سهو. (*)
[ 282 ]
(1) [ قال أبو عبيد: فسألت رجلا من أهل العلم بالكتب الأول قد عرفها وقرأها عن المثناة فقال: إن الأحبار والرهبان من بني إسرائيل بعد موسى وضعوا كتابا فيهما بينهم على ما أرادوا (2) من غير كتاب الله (3) تبارك وتعالى (3)، فسموه (4) المثناة، (5) كأنه يعني أنهم أحلوا فيه ما شاؤا وحرموا فيه ما شاؤا على خلاف كتاب الله تبارك وتعالى (5) فبهذا عرفت تأويل حديث عبد الله بن عمرو إنما كره الأخذ عن أهل الكتب (6) لذلك المعنى، وقد كانت عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك (7)، فأظنه قال هذا لمعرفته بما فيها، ولم يرد النهي عن حديث رسول الله (5) صلى الله عليه وسلم (5) (8) وسنته (8)، وكيف ينهى عن ذلك وهو من أكثر الصحابة (9) حديثا عنه. وقال أبو عبيد في حديث عبد الله بن عمرو حين سئل عن الصدقة فقال: إنها شر مال، إنما هي مال الكسحان والعوران - قال حدثناه علي ابن عاصم عن الأخضر بن عجلان عن فلان عن عبد الله بن عمرو (10). (1) العبارة الآتية مع الحديث الآتي من ل ور ومص. (2) في ل: شاؤا. (3 - 3) من مص وحدها. (4) في ل: فهو. (5 - 5) ليس في ل. (6) في ر: الكتاب. (7) انظر الفائق 1 / 159. (8 - 8) ليس في ر. (9) في ل ومص: أصحابه. (10) الحديث في الفائق 2 / 412. (*)
[ 283 ]
قوله: الكسحان، واحدهم أكسح، وهو المقعد (1)، ويقال منه: كسح يكسح كسحا قال الأعشى يذكر قوما سكروا: (الرمل) (2) بين مخذول كريم جده (2) * وخذول الرجل من غير كسح يقول: إنما خذله السكر ليس من كسح به. ومعنى الحديث أنه كره الصدقة إلا لأهل الزمانة كالحديث الآخر: لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي - (3) ]. وقال [ أبو عبيد - (4) ]: في حديث عبد الله [ بن عمرو - (4) ] لنفس المؤمن أشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يغدف به (5). (1) وقال الزمخشري في الفائق (وهو داء يأخذ في الاوراك فتضعف له الرجل وهو من الكسح لانه إذا ثقلت رجله وضعفت فكأنه يجرها إذا مشى فشبه جرها بكسح الارض). (2 - 2) في ديوانه ص 163 (بين مغلوب كريم خده) وبهامشه: (ويروي: تليل خده ويروي: كريم جده - بالجيم وفي اللسان (كسح خذل): (كل وضاح كريم جده) (3) الحديث في (د) زكاة: 24 (ت) زكاة: 23 (ن) زكاة: 90 (جه) زكاة: 26 (دي) زكاة: 15 (حم) 2: 164، 192، 377: 389، 4: 62، 5: 375. (4) من ل ور ومص. (5) زاد في ل ور ومص: من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث أنه بلغه ذلك عن عبد الله بن عمرو - والحديث في الفائق 1 / 503 عن ابن مر رضي الله تعالى عنهما - لعله من سهو الناسخ أنه لم يميز بين ابن عمر وابن عمرو = (*)
[ 284 ]
[ قوله: يغدف به - (1) ] الإغداف: (2) الإرسال للثوب (2) والستر ونحوه قال عنترة: [ الكامل ] إن تغدفي دوني القناع فإنني * طب بأخذ الفارس المستلئم (3) [ يقول: إن ترسلي قناعك وتحتجبي مني فإني كذلك - (4) ]. (5) وقوله: حين يغدف به (5) - يعني [ حين - (6) ] ترسل عليه الشبكة أو الحبالة أو ما ينصب له. (7) [ وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن عمرو يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض البصرة، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكرة: ثم مه ؟ ثم نعود ؟ قال: نعم، و (8) تكون لكم سلوة من عيش (9). = وقال فيه الزمخشري ((ارتكاضا) أي اضطرارا وفرارا من ارتكض الجنين إذا اضطرب وهو مطاوع ركضه - إذا حركه يقال: ركض الفارس إذا حرك الدابة برجله وركض الطائر - حرك جناحيه). (1) من ل ور ومص. (2 - 2) في ل: ارسال الثوب. (3) البيت في اللسان (غدف) وفي ديوانه طبع بيروت ص 89. (4) من ر ومص. (5 - 5) ليس في ل. (6) من ر ومص وفي: ان. (7) الحديثان الآتيان من ل ور ومص. (8) في ل: ثم. (9) الحديث في الفائق 2 / 380 عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما - سهوا. (*)
[ 285 ]
(1) بنو قنطوراء: الترك. و (1) قوله: سلوة (2) من عيش (2) - يعني النعمة وقال أمية بن أبي الصلت: (البسيط) يا سلوة العيش لو دام النعيم لنا * ومن يعش يلق روعات وأحزانا (3) وقال أبو عمرو: البصرة في غير هذا حجارة ليست بصلبة، والكذان مثله. (4) قال أبو عبيد (4): وأما عبد الله (4) بن عمرو (4) (5) فإنما أراد (5) بلاد البصرة نفسها. وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن عمرو أنه قال: لا تمسح الأرض إلا مرة وتركها خير من مائة ناقة كلها أسود المقلة (6). ويروى عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار يسنده إلى أبي ذر أنه قال مثل ذلك لعياش بن أبي ربيعة. وفسره بعضهم قال: إنما ذلك لأن التراب والحصى يستبق إلى (1 - 1) من ر وحدها وقال الزمخشري في الفائق (قنطوراء جارية كانت لابراهيم عليه السلام ولدت له أولادا الترك منهم). (2 - 2) من ر وحدها. (3) في ديوانه ص 63 في فحول الشعراء طبع المطبعة الوطنية بيروت 1934 م، وفيه المصراع الاول هكذا: يالذة العيش إذ دام النعيم لنا (4 - 4) ليس في ل. (5 - 5) في ل: فأراد. (6) الحديث في الفائق 3 / 28. (*)
[ 286 ]
وجه الرجل إذا سجد - يقول: فدع ما سبق منه (1) إلى وجهك. (2) قال أبو عبيد (2): فلهذا كره (3) تسوية الحصى ]. أحاديث (4) عمران (*) بن الحصين (5) [ وقال أبو عبيد: في حديث عمران بن الحصين أنه أوصى عند موته: إذا مت فخرجتم بي فأسرعوا المشي (1) ولا تهودوا كما تهود اليهود والنصارى - قال: حدثناه ابن علية عن سلمة بن علقمة عن الحسن عن عمران بن الحصين (6). قوله: لا تهودوا، التهويد: المشي الرويد مثل الدبيب ونحوه، وكذلك التهويد في المنطق هو الساكن قال الراعي يصف ناقة: (1) ليس في ر. (2 - 2) ليس في ل. (3) في ل: كرهوا. (4) من ل ومص وفي الاصل ور:، حديث. (*) عمران بن حصين بن عبيد بن خلف أبو تجيد الخزاعي من علماء الصحابة أسلم هو وأبو هريرة رضى الله عنهما عام خبير سنة 7 ه. وكانت معه راية خزاعة يوم فتح مكة بعثه عمر رضي الله عنه إلى أهل البصرة ليفقههم وولاه زياد قضاءها وتوفى بها سنة 52 ه وهو ممن اعتزل حرب صفين له في كتب الحديث 130 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 8 / 125 صفة الصفوة 1 / 283). (5) الحديث الآتي المحجوز من ل ور ومص. (6) الحديث في كتاب الطبقات الكبير ج 7 ق 1 ص 6 والفائق 3 / 226. (*)
[ 287 ]
(الطويل) وخود من اللائي يسمعن بالضحى * قريض الردافى بالغناء المهود (1) (2) أراد الناقة قال: وخود (2). (3) قال أبو عبيد: ونرى أن أصله من الهوادة (3) ]. وقال أبو عبيد: في حديث عمران بن الحصين أن في المعاريض (3) عن الكذب (3) لمندوحة (4). قوله: مندوحة - يعني سعة وفسحة: (3) قال أبو عبيد (3): ومنه قيل للرجل إذا عظم بطنه واتسع: قد انداح بطنه واندحى - لغتان فأراد أن في المعاريض ما يستغني به الرجل عن الاضطرار إلى الكذب. والمعاريض أن يريد الرجل أن يتكلم الرجل (5) بالكلام الذي إن صرح به كان كذبا (6) فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ ويخالفه في المعنى فيتوهم السامع أنه أراد ذلك، وهذا كثير في الحديث. (7) [ ومنه حديث إبراهيم أن رجلا أتاه فقال: إني اعترضت (1) البيت في اللسان (هود وخد ردف). (2 - 2) من ل وحدها. (3 - 3) ليس في ل. (4) الحديث في الفائق 2 / 139 (إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب). (5) ليس في ل ور ومص. (6) في ل: كاذبا. (7) من هنا إلى حديث قيس بن عاصم رحمه الله ساقط من الاصل والزيادة من ل ور ومص. (*)
[ 288 ]
على دابة وأنها نفقت ولست أعطي عطائي إلا أن أحلف أنما هي الدابة التي اعترضت عليها، فقال إبراهيم: اذهب فخذ دابة فاعترض عليها بجسدك ثم احلف عليها (1) أنها هي الدابة التي اعترضت عليها وأنت تعني اعتراضك بجسدك - قال (2) حدثناه أبو المنذر (3) الكوفي عن (3) قيس بن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم. وقال أبو عبيد: في حديث عمران (4) بن حصين (4) جذعة (5) أحب إلي من هرمة، الله أحق بالفتاء والكرم - قال: حدثناه ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين عن عمران (6). قوله: بالفتاء (7) - ممدود وهو مصدر (8) الفتي السن. يقال (2): بين الفتاء وقال الشاعر (9): (الوافر) (1) من مص وحدها. (2) من ل وحدها. (3 - 3) في مص: شيخ من أهل الكوفة قال حدثنا. (4 - 4) من مص وحدها. (5) في مص: ان الجذعة. (6) الحديث في الفائق 2 / 248. (7) في ل: الفتاء. (8) في ر: مقصور. (9) هو الربيع بن ضبع الفزاري كما في اللسان (فتا) وأمالي القالي 3 / 215. (*)
[ 289 ]
إذا بلغ (1) الفتى مائتين عاما * فقد ذهب (2) اللذاذة والفتاء (3) ويروى: فقد أودى (3) فقصر الفتى في أول البيت (4) لأنه أراد الشاب من الرجال، وهذا لا يكون أبدا إلا مقصورا (4) وقال الله (5) تبارك وتعالى (5): " قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (6) " (7) وقال: " وإذ قال موسى لفته " (7)، ويقال: (4) فتي بين الفتاء وفتي بين الفتوة (4). حديث عبد الله (*) بن مغفل (8) رضي الله عنه (8) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن مغفل في وصيته (9): لا ترجموا قبري - (10) حدثناه إسحاق بن عيسى عن أبي الأشهب عن بكر بن عبد الله عن عبد الله بن مغفل (10). (1) في اللسان وأمالى القالي: عاش. (2) في ل: أودى وفي أمالي القالي: أودي المسرة. (3 - 3) من مص وحدها. (4 - 4) ليس في ل. (5 - 5) من ر في مص: عزوجل. (6) سورة 21 آية 60. (7 - 7) من ر وحدها سورة 18 آية 60. (*) عبد الله بن مغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسحم بن ربيعة المزني أبو سعيد ويقال أبو عبد الرحمن من أصحاب الشجرة سكن المدينة ثم تحول إلى البصرة وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمر رضي الله عنه ليفقهوا الناس بالبصرة وتوفى فيها سنة 57 ه وقيل: وفاته سنة 60 ه أو 61 ه وله في الصحيحين 43 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 6 / 42 والاصابة 4 / 132). (8 - 8) من مص وحدها. (9) في ل: قوله. (10 - 10) ليس في ل والحديث في الفائق 1 / 469. (*)
[ 290 ]
والمحدثون يقولون: لا ترجموا قبري (1) (2) قال أبو عبيد: إنما هو (2) لا ترجموا - يقول: لا تجعلوا عليه الرجم، وهي الرجام - يعني (1) الحجارة، وكانوا يجعلونها على القبور، وكذلك هي إلى اليوم حيث لا يوجد التراب، قال كعب بن زهير: (الطويل) أنا ابن الذي لم يخزني في حياته * ولم أخزه حتى تغيب في الرجم (3) (4) قال أبو عبيد: وقد تأوله بعضهم على النياحة والقول السئ فيه (4)، (5) من قول أبي إبراهيم لإبراهيم (5): لأرجمنك - يعني لأقولن فيك ما تكره وإنما أراد ابن مغفل تسوية القبر بالأرض وأن لا يكون مسنما مرتفعا وكذلك حديث الضحاك (4) حدثناه هشيم عن جويبر عن الضحاك أنه (4) قال في وصيته: وارمسوا قبري رمسا (6). وأما حديث موسى بن طلحة (1) ليس في ل. (2 - 2) في ل: وأنا أقول. (3) البيت في ديوانه ص 65 في اللسان (رجم): (أغيب) موضع (تغيب) وفي ر: (لما) مكان (حتى). (4 - 4) ليس في ل. (5 - 5) في ل: ومنه قول أبي إبراهيم. (6) الحديث في الفائق 1 / 508 وفيه (الرمس والدمس والنمس والطمس والغمس أخوات في معنى الكتمان يقال رمست الرياح الآثار ورمس عليه الامر والمعنى النهي عن تشهير قبره بالرفع والتسنيم). (*)
[ 291 ]
أنه شهد دفن رجل فقال: جمهروا قبره جمهرة، فهو غير ذلك، إنما أراد أن يجمع عليه التراب جمعا ولا يطين ولا يصلح والأصل من هذا جماهير الرمل، واحدها جمهور وجمهرة (1) قال الأصمعي: الجمهور الرملة المشرفة على ما حولها وهي المجتمعة (2) قال ذو الرمة: (الطويل) خليلي عوجا من صدور الرواحل * بجمهور حزوى فابكيا في المنازل (3). (4) حديث سلمة (*) بن الأكوع (5) رحمه الله (5) وقال أبو عبيد: في حديث سلمة بن الأكوع قال (6): غزوت هوازن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا نحن نتضحى إذ أقبل رجل على جمل أحمر - قال (6) حدثناه أبو النضر عن عكرمة بن عمار عن إياس بن (1) في ر ومص: جماهير - خطأ. (2 - 2) ليس في ل. (3) البيت في ديوانه ص 491. (4) الحديث الآتي في ل بعد حديث رافع بن خديج رضى الله عنه - انظر ص 146 تعليق 7. (*) سلمة بن عمرو بن سان الاكوع الاسلمي صحابي من الذين بايعوا تحت الشجرة غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات منها الحديبية وخيبر وحنين. كان شجاعا راميا وهو ممن غزا إفريقية في أيام عثمان رضى الله عنه توفي سنة 74 ه وهو ابن ثمانين سنة له في الصحيحين 77 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 4 / 150). (5 - 5) من مص وحدها. (6) من ل وحدها. (*)
[ 292 ]
سلمة عن أبيه (1). قوله: نتضحى - يريد (2) نتغدى، واسم ذلك الغداء الضحاء، وإنما سمي بذلك (3) لأنه يؤكل في الضحاء وقال ذو الرمة: (الطويل) ترى الثور يمشي راجعا من ضحائه * بها مثل مشي الهبرزي المسرول (4) والضحاء: إرتفاع الشمس (5) الأعلى - وهو ممدود مذكر والضحى مؤنثة مقصورة - وهي (6) حين تشرق الشمس. أحاديث (7) معاوية (*) بن أبي سفيان (8) رحمه الله (8) وقال أبو عبيد في حديث معاوية (9) بن أبي سفيان (9) أنه دخل عليه (1) الحديث بتمامه في الفائق 2 / 54 وفيه (غزونا) مكان (غزوت) و (جاء) مكان أقبل). (2) ليس في ل. (3) من ر ومص في ل: ذلك. (4) البيت في ديوانه ص 503 واللسان (سرل ضحا). (5) في ر ومص: النهار. (6) من ر ومص في ل: هو. (7) من مص في ل ور: حديث. (*) معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبدمناف القرشي الاموي مؤسس الدولة الاموية في الشام وأحد دهاة العرب المتميزين الكبار ولد بمكة وأسلم يوم فتحها سنة 8 ه وتعلم الكتابة والحساب فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابه ولما ولي أبو بكر رضي الله عنه ولاه قيادة جيش تحت إمرة أخيه يزيد بن أبي سفيان ولما ولى عمر رضى الله عنه جعله = (*)
[ 293 ]
وهو يأكل لياء مقشى - (1) قال حدثنيه الواقدي بإسناد له لا أحفظه (1). قال الفراء: المقشى هو (2) المقشر، يقال منه (2): قد قشوت العود وغيره - إذا قشرته، فهو مقشو وقشيته فهو مقشى. (3) قال الواقدي: و (3) اللياء شئ يؤكل مثل الحمص أو نحوه وهو شديد البياض، يقال للمرأة إذا وصفت بالبياض: كأنها اللياء (4). = واليا على الاردن ورأى فيه حزما وعلما فولاه دمشق بعد موت أميرها يزيد (أخيه) وحاء عثمان رضى الله عنه فجمع له الديار الشامية كلها وجعل ولاد أمصارها تابعين له. فولى علي بن أبي طالب رضى الله عنه فوجه لفوره بعزل معاوية وعلم معاوية بالامر قبل وصول البريد. فنادى بثأر عثمان واتهم عليا بدمه ونشبت الحروب الطاحنة بينه وبين علي رضى الله عنه وانتهى الامر بامامة معاوية في الشام وإمامة على في العراق. ثم قتل علي وبويع ابنه الحسن رضى الله عنهما فسلم الخلافة إلى معاوية سنة 41 ه ودامت لمعاوية الخلافة إلى أن بلغ سن الشيخوخة فعهد بها إلى ابنه يزيد ومات في دمشق سنة 60 ه وهو أول مسلم ركب بحر الروم للغزو وفي أيامه فتح كثير من جزائر يونان والدردنيل ضربت في أيامه دنانير عليها صورة أعرابي متقلد سيفا وكان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إذا نظر إليه يقول: هذا كسرى العرب. (1 - 1) ليس في ل، والحديث في الفائق 2 / 484. (2) ليس في ر. (3 - 3) في ل: وأما. (4) زيد في الفائق 2 / 484 (وقيل: هو اللوبياء واللياء أيضا سمكة في البحر يتخذ منها الترسة فلا يحيك فيها شئ ولا يجوز قال: (الرجز) يخضمن هام القوم خضم الحنظل * والقرع من جلد اللياء المصمل). (*)
[ 294 ]
وقال أبو عبيد: في حديث معاوية أنه دخل على خاله أبي هاشم ابن عتبة وقد طعن فبكى، فقال: ما يبكيك يا خال أوجع يشئزك أم (1) على الدنيا ؟ قال: حدثناه الأبار عن منصور عن أبي وائل عن سبرة بن سهم عن معاوية (2). قوله: يشئزك - يعني يقلقك، يقال: قد شئزت - إذا قلقت ولم تقر، وأشأزني غيري قال ذو الرمة: (البسيط) فبات يشئزه ثأد ويسهره * تذاؤب الريح والوسواس والهضب (3) (4) هضبة وهضب (4) مثل بدرة وبدر و (5) بضعة وبضع (5). (6) وقال أبو عبيد: في حديث معاوية أنه قدم من الشام فمر (1) في زاد ل: حرص. (2) الحديث في الفائق 1 / 631. (3) البيت في ديوانه ص 22 واللسان (ذأب هضب ثأد شأز وسس) وبهامش مص (والهضب - معا) أي يروي بكسر وفتح جمع هضبة بالفتح وهي المطر الدائمة العظيمة القطر وبفتحتين جمع هاضب وكلمة (تذاؤب) هي في جمع المواضع السابقة (تذؤب) وهما بمعنى. (4 - 4) في ل: والهضب جماعة هضبة. (5 - 5) في ل: قطعة وقطع. وقال الزمخشري في الفائق 1 / 631 (على) متعلق بفعل مضمر - يعني أم تبكى على الدنيا فأضمره لدلالة يبكيك عليه). (6) ليس الحديث الآتي في ل. (*)
[ 295 ]
بالمدينة فلم تلقه الأنصار فسألهم عن ذلك فقالوا: لم يكن لنا ظهر. (1) قال: فما فعلت (1) نواضحكم ؟ قالوا: حرثناها يوم بدر (2). قال أبو عبيد: يعني هزلناها، يقال: حرثت الدابة وأحرثتها - لغتان. حديث عبد الله (*) بن عامر (3) رحمه الله (3) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن عامر حين مرض مرضه (1 - 1) في ر: فقال ما فعلت. (2) الحديث كذلك في الفائق 2 / 105 وفيه (الظهر: الراحلة... (النواضح) جمع ناضح وهو البعير الذي يستقى عليه. (حرثت) الدابة وأحرثتها: هزلتها عرض لهم بأنهم سقاة نخل فأجابوه بأذكار ما جرى لهم مع أشياخه يوم بدر). (*) عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة الاموي أبو عبد الرحمن ولد بمكة سنة 4 ه وولى البصرة في أيام عثمان رضى الله عنه سنة 29 ه فوجه جيشا إلى سجستان فافتتحها صلحا وافتتح الداور وبلادا من دارابجرد ومرو الروذ وطوس وطخارستان ونيسابور وأبيورد وبلخ والطالقان والقارياب. قتل عثمان رضى الله عنه وهو على البصرة تعهد وقعة الجمل مع عائشة رضى الله عنها ولم يحضر وقعة صفين وولاه معاوية رضى الله عنه البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس على خلافته ثم صرفه عنها فأقام بالمدينة. ومات بها سنة 59 ه. كان شجاعا سخيا وصولا لقومه رحيما محبا للعمران هو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين وسقى الناس الماء. قال الامام علي: ابن عامر سيد فتيان قريش ولما بلغ معاوية نبأ وفاته قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن بمن نفاخر ونباهي (انظر تهذيب التهذيب 5 / 274 وكتاب الطبقات الكبير ج 5 ص 30 - 35). (3 - 3) من مص وحدها. (*)
[ 296 ]
الذي مات فيه فدخل عليه أصحاب النبي (1) صلى الله عليه وسلم (1) وفيهم ابن عمر، فقال: ما ترون في حالي ؟ قالوا: ما نشك لك في النجاة قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط - قال حدثناه يزيد عن عمرو بن ميمون بن مهران (2). (3) قال أبو عبيد: يعنى بالمختبط (3) الرجل الذي يسأله (4) من غير معرفة كانت بينهما ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة - (5) ] (6). حديث قيس (*) بن عاصم [ رحمه الله - (7) ] وقال أبو عبيد: في حديث قيس بن عاصم حين أوصى بنيه عند (1 - 1) ليس في ل. (2) زاد في ل: ان عبد الله بن عامر يقول ذلك والحديث في الفائق 1 / 328 والمغيث ص 184. (3 - 3) في ل: قوله المختبط يعني. (4) في ل: يسأل الرجل. (5) وفي المغيث ص 184: (الاختباط طلب المعروف من غير وسيلة ولا معرفة والفعل منه خبط واختبط وهو من خبط الورق وهو ضربك الشجر بالعصا ليسقط ورقه والخبط والاختباط أيضا السير على غير هداية). (6) انتهى الزيادة من ل ور ومص. (*) قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس التميمي السعدي أبو علي أحد أمراء العرب وعقلائهم كان شاعرا اشتهر وساد في الجاهلية وهو ممن حرم على نفسه الخمر فيها. ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم سنة 9 ه فأسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه،: هذا سيد أهل الوبر واستعمله على صدقات قومه. ثم نزل البصرة في أواخر أيامه = (*)
[ 297 ]
موته فقال (1): انظروا هذا الحي من بكر بن وائل فلا تعلموهم مكان قبري، فإنه (2) قد كانت (2) بيننا وبينهم خماشات في الجاهلية (3) فإني كنت أغاولهم (3). [ قوله - (4) ] الخماشات [ يعني - (4) ] الجنايات والجراحات [ وقال ذو الرمة يصف الحمار والأتن: (الطويل) رباع لها مذ أورق العود عنده * خماشات ذحل ما يراد امتثالها - (5) ] [ يقال للحاكم: أمثلني منه وأقصني وأقدني - (6) ]. = وتوفى بها سنة 20 ه وكان له 32 ولدا (انظر تهذيب التهذيب 8 / 399 وكتاب الطبقات الكبير ج 7 ق 1 ص 23). (7) من مص. (1) من ل ور ومص في الاصل: قال. (2 - 2) من ل ور مص في الاصل ور: كان. (3 - 3) ليس في ل ور ومص وزاد في هذه النسخ: حدثنا حجاج عن شعبة أسنده إلى قيس - والحديث في الفائق 3 / 135 بروايات مختلفة فروى (أناوشهم وأهاوشهم) مكان (أغاولهم) وفي غريب الحديث للخطابي ج 2 ورق 83 / ب: (انه قال لبنيه: إياكم والمسألة فانها آخر كسب المرء وإذا مت فغيبوا قبري من بكر بن وائل فانى كنت أناوشهم أو قال: أهاوشهم في الجاهلية. أخبرناه محمد بن هاشم قال حدثنا الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة). (4) من ل ور ومص. (5) من ل ور ومص والبيت في ديوانه ص 533 واللسان (خمش مثل). (6) من ر ومص. (*)
[ 298 ]
(1) وقوله (1): فإني كنت أغاولهم، فنرى أن المحفوظ أغاورهم، وهو من الغارات أن يغيروا عليه ويغير عليهم (3) فإن كان المحفوظ أغاولهم، فإن المغاولة المبادرة (4) [ ومنه حديث عمار بن ياسر أنه صلى صلاة أسرع فيها فقال: إني كنت أغاول حاجة لي (5). وأما قوله في وصيته: وعليكم بالمال واحتجانه، فإن الاحتجان ضمك الشئ إلى نفسك وإمساكك إياه وهو مأخوذ من المحجن، والمحجن العصا المعوجة التي تجتذب بها الإنسان الشئ إلى نفسه - (6) ]. (1 - 1) في ور ومص: وأما قوله في وصيته أيضا. وفي ل: وقال: أيضا في وصيته. (2) من هنا إلى قوله (فان كان المحفوظ أغاولهم ساقط من ر. (3) في المغيث ص 439: كنت أغاورهم في الجاهلية أي أغير عليهم ويغيرون على مفاعلة من أغار إغارة على العدو وهو النهب والاسم الغارة كالطاقة من أطاق إطاقة وهو من الواو وكالطاقة من الطوق ولانه أكثر ما يقال: رجل مغوار إلا إن جمع الغارة: الغير كقامة وقيم). (4) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. (5) الحديث في الفائق 2 / 241. (6) قال الخطابي في غريب الحديث ج 2 ورق 83 / ب (قوله: إن المسألة آخر كسب المرء يتأول على وجهين: أحدهما أن يكون معناه. اجعلوا المسألة آخر كسبكم أي ما دمتم تقدرون على معيشة وإن دقت فلا تسألوا الناس ولا تتخذوا المسألة كسبا وهذا كما روى عن عمر أنه قال: مكسبة فيها بعض التربية خير من المسألة والوجه الآخر أن يكون ذلك على مذهب الاجفار يريد أن من = (*)
[ 299 ]
(1) [ حديث الأشج (*) العبدي (2) رحمه الله (2) وقال أبو عبيد: في حديث الأشج العبدي أنه قال لبنيه غيرهم: = اعتاد المسألة واتخذها كسبا لم ينزع عنها وهذا أشبه الوجهين لان هشيما روى في هذه القصة عن زياد بن أبي زياد عن الحسن عن قيس بن عاصم أنه قال: إن أحدا لا يسأل الناس إلا ترك كسبه. وقوله: كنت أناوشهم معناه أقاتلهم يقال: تناوش القوم: إذا تناول بعضهم بعضا في القتال ومن هذا قول الله تعالى (وانى لهم التناوش من مكان بعيد) (سورة 34 آية 52) أي تناول التوبة وأنشد الفراء: (الرجز) فهي تنوش الحوض نوشا ن علا (لغيلان بن حريث كما في اللسان (نوش)) فأما النأش مهموزا فمعناه التأخر. وقد قرئ (وأنى لهم التناؤش) بالهمز - أي التأخر والرجوع وأنشدوا (الوافر) تمنى أن تؤب إلى مي * وليس إلى تناؤشها سبيل وقوله: أهاوشهم الاصل في الهوش الفساد والاختلاط ومنه هوشات السوق وقال بعض (أهل) اللغة: في قول العامة: شوشت على الرجل أمره إنما هو هوشت - أي خلطت وأفسدت والعرب تقول: جاؤا بالهوش والبوش - أي بالجمع الكثير المختلف قال: ومنه الحديث: من جمع مالا من تهاوش أذهبه الله في نهابر - أي في هلاك. قال: وأصحاب الحديث يقولون: من تهاوش (كذا - لعله نهاوش - بالنون) وإنما هو من نهاوش بالتاء). (1) الاحاديث التي زدناها بين الحاجزين هي من ل ور ومص. (*) الاشج العبدي يقال له: أشج عبد القيس مشهور بلقبه هذا. واختلف في اسمه فقيل: المنذر بن عائذ وقيل: عائذ بن المنذر وقيل: عبد الله بن عون. قال الواقدي: كان قدوم الاشج ومن معه سنة عشر من الهجرة وقيل: إن = (*)
[ 300 ]
لا تبسروا ولا تثجروا ولا تعاقروا فتسكروا - (1) يروى عن عمران ابن جدير (1). قوله: لا تبسروا - يقول (2): لا تخلطوا البسر بالتمر فتنبذوهما جميعا يقال منه: بسرته أبسره بسرا. وقوله: لا تثجروا - يقول: لا تخلطوا (3) ثجير البسر أيضا مع التمر (4) وثجيره أن ينبذ (4) البسر وحده ثم يؤخذ ثفله فيلقى مع التمر. فكره هذا أيضا مخافة الخليطين. وقوله: لا تعاقروا - يقول: لا تدمنوا (5) فتسكروا ونرى أصل المعاقرة من عقر الحوض، وهو أصله عند مقام الشاربة، فيقول: لا تلزموه كلزوم الشاربة أعقار الحياض. = قدومه كان سنة ثمان قبل فتح مكة لما أسلم رجع إلى البحرين مع قومه ثم نزل البصرة بعد ذلك ومات بها (انظر تهذيب التهذيب 10 / 301 والاصابة 2 / 138). (2 - 2) من مص. (1 - 1) ليس في ل والحديث في الفائق 1 / 91. (2) في ل: يعني. (3) في ل: لا تجعلوا. (4 - 4) في ل: وتثجيره أن تنبذوا. (5) في ل ومص: لا تدمنوه. (*)
[ 301 ]
حديث سمرة (*) بن جندب (1) رحمه الله (1) وقال أبو عبيد: في حديث سمرة بن جندب (2) حين أتى رجل عنين فكتب فيه إلى معاوية، فكتب أن: اشتر له جارية من بيت المال وأدخلها معه ليلة ثم سلها عنه، ففعل سمرة، فلما أصبح قال: ما صنعت ؟ قال: فعلت حتى حصحص فيه، فسأل الجارية فقالت: لم يصنع شيئا، فقال (2) خل سبيلها يا محصحص - (3) حدثنيه يزيد عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن سمرة (3). (4) قوله: حصحص فيه (4)، الحصحصة: الحركة في الشئ حتى يستمكن ويستقر فيه يقال: حصحصت التراب وغيره - إذا حركته وفحصته يمينا وشمالا قال حميد بن ثور يصف بعيرا قد أثقل حمله فهو يتحرك تحت الحمل عند النهوض فقال: (الطويل) (*) سمرة بن جندب بن هلال الفزاري صحابي من الشجعان القادة نشأ في المدينة ونزل البصرة فكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة ولما مات زياد أقره معاوية رضى الله عنه عاما أو نحوه ثم عزله. كان شديدا على الحرورية وكتب رسالة إلى بنيه قال ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير. مات آخر سنة 59 ه أو أول ستين بالكوفة وقيل بالبصرة (انظر تهذيب التهذيب 4 / 236 والاصابة 3 / 130). (1 - 1) من مص. (2 - 2) في ل: للرجل. (3 - 3) ليس في ل والحديث كذلك في الفائق 1 / 265. (4 - 4) ليس في ل. (*)
[ 302 ]
وحصحص في صم الحصى ثفناته * ورام القيام ساعة ثم صمما (1) (2) الثفنات كل شئ ولي الأرض من البعير إذا برك، وهي الركبتان والفخذان والكركرة ولهذا كان يقال لعبدالله بن وهب رئيس الخوارج في زمن علي (3) عليه السلام (3): ذو الثفنات، لأن مساجده كانت قد دبرت من طول (4) الصلاة مثل ثفنات البعير (5). حديث عبد الله (*) بن الزبير (6) رحمه الله (6) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع (1) البيت في اللسان (حصحص) وفي ديوانه طبع دار الكتب امصرية 1951 م ص 19 هكذا: وأثر في صم الصفا ثفناته * ورام بلها أمره ثم صمما (2) العبارة الآتية إلى حديث عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما ليست في ل. (3 - 3) في مص: رحمهة الله عليه. (4) من مص وحدها. (5) وقال الزمخشري في الفائق 1 / 150 (أبو الدرداء رضى الله عنه رأى رجلا بين عينيه مثل ثفنة البعير فقال: لو لم يكن هذا كان خيرا شبه السجادة بين عينيه باحدى ثفنات البعير وهي ما يلي الارض من أعضائه عند البروك فيغلظ كأنه إنما جعل فقدها خيرا له من أن الصلحاء وصفوا بمثل ذلك وسمى كل واحد من الامام زيد العابدين عليه السلام وعلي بن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهم ذا الثفنات لانه رأى صاحبه يراثي بها). (*) عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد الاسدي القرشي أبو بكر أول مولود في المدينة بعد الهجرة فارس قريش في زمنه شهد فتح إفريقية زمن عثمان رضى الله عنه بويع له بالخلافة سنة 64 ه عقيب موت يزيد بن = (*)
[ 303 ]
صوت (1) الرعد لهي من حديثه، قال: سبحان من يسبح (2) الرعد بحمده والملائكة من خيفته - قال: حدثناه ابن مهدي عن مالك بن أنس عن عامر (3) ابن عبد الله بن الزبير عن أبيه (4). قال الأصمعي والكسائي: قوله: لهي من حديثه، يقول: تركه وأعرض عنه وكل شئ تركته فقد لهيت (5) عنه وأنشدني (6) الكسائي: (الخفيف) إله منها فقد أصابك منها (7) وكذلك قول الحسن حين سئل عن الرجل يجد البلل فقال: اله عنه، فقال له حميد الطويل وهو الذي سأله (8): إنه أكثر من ذلك، فقال: = معاوية فحكم مصر والحجاز وايمن وخراسان والعراق وأكثر الشام وجعل قاعدة ملكه المدينة. وكانت له مع الامويين وقائع هائلة حتى سيروا إليه الحجاج الثقفي في أيام عبد الملك بن مروان فانتقل إلى مكة وعسكر الحجاج في الطائف ونشبت بينهما حروب أتى المؤرخون على تفصيلها انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة سنة 73 ه مدة خلافته تسع سنين له في الصحيحين 33 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 5 / 213 صفة الصفوة 1 / 322). (6 - 6) من مص وحدها. (1) ليس في ل. (2) في ر ومص: سبح. (3) في ر: عمرو - خطأ. (4) الحديث في الفائق 2 / 481. (5) في ر: لهوت. (6) في ل ومص: أنشدنا. (7) في اللسان (لها): (إله عنها). (8) زاد في ر: فقال. (*)
[ 304 ]
أتستدره لا أبا لك إله عنه - قال: حدثناه هشيم عن حميد عن الحسن (1) وكان هشيم يقول: أله عنه، كأنه يذهب به (2) إلى اللهو، وليس هذا بموضع اللهو، (3) إنما معناه: دعه (3). وقال الكسائي: يقال (4): اله منه، وقال الأصمعي: أله منه وعنه. حديث مجالد (*) بن مسعود أخي مجاشع - (5) رحمه الله (5) وقال أبو عبيد: في حديث مجالد بن مسعود أنه نظر إلى الأسود ابن سريع وكان يقص في ناحية المسجد فرفع الناس أيديهم فأتاهم مجالد وكان فيه قزل فأوسعوا له فقال: إني والله ما جئت لأجالسكم وإن كنتم جلساء صدق، ولكني رأيتكم صنعتم شيئا، فشفن الناس إليكم فإياكم وما أنكر المسلمون - قال: حدثناه ابن علية عن يونس عن الحسن قال: كان الأسود يقص في ناحية المسجد - ثم (4) ذكر الحديث (6). قال الأصمعي: القزل هو أسوأ العرج وقال أبو زيد: هو أشد العرج (7). (1) الحديث في الفائق 2 / 481. (2) ليس في ل. (3 - 3) ليس في ل. (4) ليس في ر. (*) مجالد بن مسعود السلمي أخو مجاشع يكنى أبا معبد له صحبة قال ابن حبان: قتل يوم الجمل سنة 36 ه كان أكبر من مجاشع. (5 - 5) من مص وحدها. (6) الحديث في الفائق 2 / 343. (7) كذا في المغيث ص 473. (*)
[ 305 ]
وأما قوله: فشفن الناس إليكم، فإن الشفن أن يرفع الإنسان طرفه ناظرا (1) إلى الشئ كالمتعجب منه أو كالكاره (2) له قال القطامي يذكر الإبل: (الكامل) وإذا شفن إلى الطريق رأينه * لهقا كشاكلة الحصان الأبلق (3) (4) (وفيه لغة أخرى قالها الكسائي وأبو عمرو: شنف، مثل جبذ وجذب وقال ابن مقبل: [ البسيط ] وقربوا كل صهميم مناكبه * إذا تداكأ منه دفعه شنفا (5) الصهميم الذي لا يرغو). (6) حديث عثمان (*) بن أبي العاص (7) رحمه الله (7) وقال أبو عبيد: في حديث عثمان بن أبي العاص لدرهم ينفقه (1) ليس في ل. (2) من مص في ل ور: الكاره. (3) كذا في اللسان (لهق، شفن) وأما في ديوانه ص 107 (وإذا لحظن) وفي الاغاني 20 / 131 (فإذا نطرن) ونسبه في اللسان (شفن) إلى الاخطل. (4) ما بين القوسين من ل وحدها. (5) البيت في اللسان (دكأ شنف صهم). (6) الحديث الآتي ليس في ل. (*) عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان من ثقيف أسلم في وفد ثقيف استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف فبقى في عمله إلى أيام عمر رضي الله عنه ثم ولاه عمر رضي الله عنه عمان والبحرين سنة 15 ه واستمر في البحرين إلى أن آلت الخلافة لعثمان بن عفان رضي الله عنه فعزله فسكن = (*)
[ 306 ]
أحدكم من جهده خير من عشرة آلاف (1) ينفقها أحدنا غيضا من فيض - قال: حدثناه ابن علية عن يونس عن الحسن عن عثمان (2). قوله: غيضا من فيض - يقول: إن أموالنا كثيرة فهي بمنزلة الماء الذي يفيض من كثرته فيؤخذ (3) منه حتى يغيض ذلك الفيض والإناء ممتلئ على حاله، وإن أحدكم إنما يتصدق من قوته ويؤثر (4) على نفسه فقليله أفضل من كثيرنا. حديث تميم (*) الداري (5) رحمه الله (5) وقال أبو عبيد: في حديث تميم الداري حين كلمه الرجل في كثرة = البصرة إلى أن توفى سنة 51 ه له فتوح وغزوات الهند وفارس (انظر تهذيب التهذيب 7 / 128 والاصابة 4 / 221). (7 - 7) من مص وحدها. (1) في مص: ألف. (2) الحديث في الفائق 2 / 244. (3) في مص: ثم يؤخذ. (4) في مص: يوثره. (*) تميم بن أوس بن خارجة الداري أبو رقية صحابي نسبته إلى الدار ابن هانئ من لخم أسلم سنة 9 ه وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم قرية حبرون. كان يسكن المدينة ثم انتقل إلى الشام بعد مقتل عثمان رضي الله عنه فنزل بيت المقدس وهو أول من أسرج السراج بالمسجد روى له البخاري ومسلم 18 حديثا مات في فلسطين 40 ه قيل وجد على قبره أنه مات سنة 40 ه (انظر تهذيب التهذيب 1 / 511 وصفة الصفوة 1 / 310). (5 - 5) من مص وحدها. (*)
[ 307 ]
العبادة فقال تميم: أرأيت إن كنت أنا مؤمنا قويا وأنت مؤمن ضعيف أفتحمل قوتي على ضعفك ولا تستطيع فتنبت أو أرأيت إن كنت أنا مؤمنا ضعيفا وأنت مؤمن قوي إنك لشاطي حتى أحمل قوتك على ضعفي فلا أستطيع فأنبت ولكن خذ من نفسك لدينك ومن دينك لنفسك حتى يستقيم بك الأمر على عبادة تطيقها (1) - هذا من حديث ابن علية وابن المبارك، فأما ابن علية (2) فرواه عن الجريري عن رجل عن تميم، وأما ابن المبارك فرواه عن الجريري عن أبي العلاء عن تميم، وكان (3) عبد الله بن المبارك (3) يقول: إنك نشاطي (4) - فيما بلغني عنه، ولا نراه محفوظا عن ابن المبارك وليس له معنى، إنما المحفوظ عندنا ما قال ابن علية: أإنك لشاطي. (5) قال أبو عبيد: قوله: إنك لشاطي - أي إنك لجائر علي حين تحمل قوتك على ضعفي، و (5) هو من الشطط و (6) الجور في الحكم، يقول: إن كنت أنت قويا في العمل وأنا ضعيف أتريد أن تحمل قوتك على ضعفي حتى أتكلف مثل عملك فهذا جور منك علي و (7) قال الله تبارك وتعالى (7): (1) الحديث في الفائق 1 / 659. (2) في ل: ابن المبارك. (3 - 3) من ل في ر ومص: ابن المبرد. (4) في ل: لنشاطي. (5 - 5) في ل: وإنما. (6) زاد في ل: مثل. (7 - 7) في ل: في كتاب الله. (*)
[ 308 ]
" فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط (1) " وفيه لغتان: شططت (2) وأشططت - إذا جار في الحكم (2)، (3) وأشط إشطاطا وشططا، وهو رجل شاط (3). (4) حديث البراء (*) بن عازب (3) رحمه الله (3) وقال أبو عبيد: في حديث البراء بن عازب في السجود على أليتي الكف - قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان (5) عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول ذلك (6). قوله: ألية الكف - يعني أصل الإبهام وما تحت ذلك من أسفل الراحة ما غلظ منها. (1) سورة 38 آية 22. (2 - 2) في ل: أشط شططا وهو رجل شاط أي جائر في الحكم وأشططت. (3 - 3) من مص وحدها. (4) ليس الحديث الآتي في ل. (*) البراء ابن عازب بن الحارث الاوسي أبو عمارة أسلم صغيرا وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة أولها غزوة الخندق ولما ولى عثمان رضى الله عنه جعله أميرا على الرى سنة 24 ه وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين والنهروان. عاش إلى أيام مصعب بن الزبير فسكن الكوفة واعتزل الاعمال وتوفى في زمانه سنة 72 ه وروى له البخاري ومسلم 305 أحاديث (انظر تهذيب التهذيب 1 / 425). (5) من مص في ل ور: سعيد - خطأ. (6) الحديث في الفائق 1 / 41 وفيه (أراد ألية الابهام وضرة الخنصر فغلب كقولهم: العمران والقمران). (*)
[ 309 ]
أحاديث (1) عائشة (*) أم المؤمنين (2) رحمها الله (2) وقال أبو عبيد: في حديث عائشة أن أخاها عبد الرحمن (3) مات في منامه، وأن عائشة أعتقت عنه تلادا من تلاده - قال (3): حدثناه سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة (4). قال الأصمعي وغيره: (5) قوله: تلادا من تلاده (5) - التلاد كل مال قديم يرثه الرجل عن آبائه أو مال استخرجه كالدابة ينتجها أو (6) الرقيق (1) في ر: حديث. (*) عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان التيمية من قريش تكنى: أم عبد الله أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والادب. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية بعد الهجرة فكانت أحب نسائه إليه وأكثرهن رواية للحديث عنه. ما كان يحدث لها امر إلا أنشدت فيه شعرا وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض فتجيبهم. وكانت ممن نقم على عثمان رضى الله عنه عمله في حياته ثم غضبت له بعد مقتله فكان لها في هودجها بوقعة الجمل موقفها المعروف. روى عنها 2210 أحاديث وتوفيت بالمدينة سنة 58 ه وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه (انظر تهذيب التهذيب 12 / 433 والاصابة 8 / 139). (2 - 2) من مص وحدها. (3) ليس في ر. (4) الحديث في الفائق 1 / 135 وفيه (إن أخاها عبد الرحمن مات فرأته في منامها وأنها أعتقت - الخ) وفي النهاية 1 / 141 (أنها أعتقت عن أخيها عبد الرحمن تلادا من تلادها فانه مات في منامه). (5 - 5) ليس في ل. (6) في ل ومص: و (*)
[ 310 ]
يولدون في ملكه وما أشبه ذلك، ومنه حديث الأشعث أنه تزوج امرأة على حكمها فوقعت في تلاد الغوالي، فقال عمر: إنما لها صدقة نسائها ومنه حديث عبد الله (1) أنه قال في سورة (2) بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: هن من العتاق الأول وهن من تلادي (3) - (4) قال: حدثنيه محمد بن الحجاج عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن ابن يزيد عن عبد الله (4)، يقول: إنهن من قديم ما أخذت من القرآن، شبههن (5) بتلاد المال. (4) قال أبو عبيد: والتالد أيضا هو التلاد وهو المتلد، والرجل متلد (4)، ومنه قول عبد الله (6) بن عتبة (6) حين اختصم إليه في لآلي في يد أحد الخصمين فقال: هي للمتلد - قال: حدثناه أبو بكر (4) ابن عياش (4) عن أبي حصين عن عبد الله بن عتبة أنه قضى بذلك فهذا التالد وما أشبهه من المال، وهو التليد والمتلد وأما (7) الطارف والطريف فهما جميعا (8) من استفادة (8) الإنسان حديثا ليس بقديم يقال من الطريف: (1) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (2) ليس في ل. (3) الحديث في الفائق 1 / 135 وفيه (وتاؤه بدل من واو ومعناه: ما ولد عندك). (4 - 4) ليس في ل. (5) في ل: فشبههن. (6 - 6) ليس في ر. (7) ليس في ر. (8 - 8) في ل: كلما استفاده في مص: ما استفاده. (*)
[ 311 ]
أطرفت، ومن التلاد (1): أتلدت، (2) وقال الأعشى يذكر التلاد والطارف: (الكامل) والشاربون إذا الذوارع أغليت * صفو الفضال بطارف وتلاد (3) وهو كثير في الشعر والكلام. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة أنها سئلت: هل كان رسول الله (5) صلى الله عليه وسلم (5) يفضل بعض الأيام على بعض ؟ فقالت: كان عمله ديمة - قال: حدثناه هشيم قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم عن عائشة (6). قال الأصمعي وغيره: قولها (7): ديمة، أصل الديمة المطر الدائم مع سكون قال لبيد: (الكامل) باتت وأسبل واكف من ديمة * يروي الخمائل دائما تسجامها (8) (5) فأخبر أن الديمة الدائم (5). قال أبو عبيد: فشبهت عائشة (9) عمله في دوامه (1) في مص: التالد. (2) ليست العبارة الآتية في ل إلى قوله (والكلام). (3) البيت في ديوانه ص 99 وفيه (غوليت). (4) في مص: هذا. (5 - 5) ليس في ل. (6) الحديث في (خ) صوم: 64 رقاق: 18 (م) مسافرين: 217 (د) تطوع: 27 (حم) 4: 109، 6: 43، 55، 174، 189 والفائق 1 / 418. (7) من ل في مص: قوله - خطأ. (8) البيت في ديوانه ص 309 في ر: (وابل) وفي اللسان (ديم): (والف) مكان (واكف). (9) ليس في ر. (*)
[ 312 ]
مع الاقتصاد وليس بالغلو بديمة المطر. ويروى عن حذيفة شبيه بهذا حين ذكر الفتن فقال: إنها لآتيتكم ديما ديما (1) - يعني: أنها تملأ الأرض مع دوام قال امرؤ القيس: (الرمل) ديمة هطلاء فيها وطف * طبق الأرض تجرى وتدر (2) وقال أبو عبيد: في حديث عائشة أنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة - حدثناه حجاج عن حماد بن سلمة (3) عن أم سلمة (3) عن أم شبيب عن عائشة (4). قال الأصمعي: الاحتباك الاحتباء، لم يعرف إلا هذا. قال أبو عبيد: وليس للاحتباء ههنا موضع، ولكن الاحتباك شد الإزار وإحكامه - يعني أنها كانت لا تصلي إلا مؤتزرة وكل شئ أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته، ويروى في تفسير قوله " والسماء ذات الحبك (5) " حسنها واستواؤها وقال بعضهم: ذات الخلق الحسن، ومنه الحديث (1) من ل وحدها والحديث في الفائق 1 / 418 وفيه (الديمة: المطر يدوم أياما لا يقلع فهي فعلة من الدوام وانقلاب واوها ياء لسكونها وانكسار ما قبلها وقولهم في جمعها: ديم وإن زال السكون لحمل الجمع على الواحد وإتباعه إياه شبهها بهذه الامطار وكرر أراد أنها تترادف وتمكث مع ترادفها). (2) البيت في ديوانه ص 128 واللسان (طبق) وبهامش مص (ويجوز الخفض). (3 - 3) ليس في ل ومص. (4) الحديث في الفائق 1 / 235. (5) سورة 51 آية 7. (*)
[ 313 ]
المرفوع في الدجال: رأسه حبك حبك (1)، ولهذا قيل (2) للبعير أو للفرس (2) إذا كان شديد (3) الخلق: محبوك. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة حين قالت (4) ليزيد بن الأصم الهلالي ابن أخت ميمونة وهي تعاتبه: ذهبت والله (5) ميمونة ورمى برسنك على غاربك (6) - حدثناه كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن عائشة (7). قولها (8): رمي برسنك على غاربك، إنما هو مثل (9) أرادت: إنك مخلى سبيلك ليس لك (10) أحد يمنعك مما تريد وأصل هذا أن الرجل كان (1) الحديث في (حم) 4: 20، 5: 376 والفائق 1 / 229 والمغيث ص 136 في صفة الدجال وفيه (أي شعر رأسه متكسر من الجعودة مثل الماء القائم أو الرمل الذي تهب عليه الريح فيصير له حبك وكساء محبك - أي مخطط وحباك اللبد: السود أو غيرها تخلط بها أطرافه. وفي حديث آخر أنه محبل الشعر - باللام وقد فسره الهروي). (2 - 2) في ل: للدابة. (3) في ل: شديدة. (4) في ل: قال: خطأ. (5) زيد في ر: إلى. (6) زاد في ل: قال. (7) الحديث في الفائق 1 / 480. (8) في ل ور: قوله. (9) المستقصى 2 / 104 ومجمع الامثال 1 / 212. (10) ليس في ر. (*)
[ 314 ]
إذا أراد أن يخلي ناقته لترعى ألقى حبلها على غاربها ولا تدعه ملقى في الأرض فيمنعها من الرعي، ولهذا قال الناس في رجل (1) قال لامرأته: حبلك على غاربك، إنه طلاق إذا أراد ذلك، لأن معناه أنك مخلى سبيلك مثل تلك الناقة. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة حين سئلت عن الميت يسرح رأسه فقالت: علام تنصون ميتكم - قال (2): حدثناه هشيم قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم عن عائشة (3). قولها: تنصون، مأخوذ من الناصية، يقال: نصوت الرجل أنصوه نصوا - إذا مددت ناصيته (4) فأرادت عائشة أن الميت لا يحتاج إلى تسريح الرأس، وذلك بمنزلة الأخذ بالناصية وقال أبو النجم: (الرجز) إن يمس رأسي أشمط العناصي * كأنما فرقه مناصي (5) وقال أبو عبيد: في حديث عائشة كنت ألعب مع الجواري بالبنات فإذا رأين رسول الله (6) صلى الله عليه وسلم (6) انقمعن، قالت: فيسربهن (1) في ل: الرجل. (2) ليس في ر. (3) الحديث في الفائق 3 / 98. (4) في ل: بناصيته. (5) الرجز في اللسان (عنص نصا). (6 - 6) ليس في ل. (*)
[ 315 ]
إلي - قال: حدثناه وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (1). قولها: انقمعن (2) - تعني دخلن البيت وتغيبن ويقال للإنسان: قد انقمع وقمع - إذا دخل في الشئ أو دخل بعضه في بعض قال الأصمعي: ومنه سمي القمع (3) الذي يصب فيه الدهن وغيره (3)، لأنه يدخل في الإناء، يقال منه: قمعت الإناء أقمعه قمعا (4). والذي يراد من الحديث الرخصة في اللعب التي يلعب بها الجواري وهي البنات فجاءت فيها الرخصة، وهي تماثيل وليس وجه ذلك عندنا إلا من أجل أنها لهو الصبيان، ولو كان للكبار لكان مكروها كما جاء النهي في التماثيل كلها وفي الملاهي (5). وقال أبو عبيد: في حديث عائشة أن للحم سرفا كسرف الخمر - (6) قال: حدثناه محمد بن عمر الواقدي عن موسى بن علي عن أبيه عن عائشة (6). (1) الحديث في كتاب الطبقات الكبير 8 / 42 والفائق 1 / 113. (2) زاد في مص: قالت. (3 - 3) ليس في ل. (4) ليس في ل ومص. (5) وقال الزمخشري في الفائق 1 / 113 (يسربهن: يرسلهن من السرب وهو جماعة النساء). (6 - 6) ليس في ل: والحديث في المغيث ص 378 والفائق 1 / 592 وفيه (والمعنى أن من اعتاده ضرى بأكله فأسرف فيه فعل المعاقر في ضراوته بالخمر وقلة صبره عنها ومنه الحديث: إن اللحم ضراوة كضراوة الخمر وإن الله يبغض = (*)
[ 316 ]
قال أبو عمرو: يقال: سرفت الشئ - أخطأته وأغفلته وقال أبو زياد الكلابي في حديثه: أردتكم فسرفتكم - أي أخطأتكم قال جرير ابن الخطفي يمدح قوما: (البسيط) أعطوا هنيدة يحدوها ثمانية * ما في عطائهم من ولا سرف (1) يريد بالسرف الخطأ، يقول (2): لم يخطئوا في عطيتهم ولكنهم وضعوها مواضعها (3). وقال محمد بن عمر: السرف في هذا الحديث الضراوة، ويقال: للحم ضراوة مثل ضراوة الخمر (4) قال أبو عبيد (4): وهذا عندي أشبه بالمعنى وإن لم أكن سمعت هذا الحرف في غير هذا الحديث، والذي يذهب إلى أن السرف الخطأ يقول: إدمانه خطأ في النفقة. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة في قول الله تبارك وتقدس = البيت اللحم وأهله ووجه آخر أن يريد بالسرف الغفلة يقال: رجل سرف الفؤاد - أي غافل وسرف العقل - أي قليل العقل قال طرفة: (الكامل) إن امرأ سرف الفؤاد يرى * عسلا بماء سحابة شتمى. ويجوز أن يكون من سرفت المرأة صبيها - إذا أفسدته بكثرة اللبن يعني الفساد الحاصل من جهة غلظة القلب وقسوته والجرأة على المعصية والانبعاث للشهوة). (1) البيت في اللسان (هند سرف). (2) في ل: يقال. (3) كذا في مص في ل: موضعها في ر: في مواضعها. (4 - 4) من ل وحدها. (5 - 5) من مص وحدها. (*)
[ 317 ]
وتعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها (1) " قالت: القلب والفتخة - قال: حدثناه عبد الرحمن (2) بن مهدي (2) عن حماد بن سلمة عن أم شبيب عن عائشة (3). قولها: الفتخة - تعني الخاتم، وجمعها: فتخات وفتخ (4) قالت امرأة في عمل ذكرت أنها عملته: (الرجز) تسقط مني فتخي في كمي تعني الخواتيم (4). والذي يراد من هذا الحديث أنه لا بأس أن تبدي كفها، لأن الخاتم لا يرى إلا بإبدائها وقد روي عن ابن عباس في هذه الآية أنها (5) الكحل والخاتم (6) - قال (7): حدثناه مروان بن شجاع عن خصيف عن عكرمة أو غيره - (8) الشك من أبي عبيد (8) - عن ابن عباس فالتأويل ههنا أنه رخص في العينين والكفين، والذي عليه العمل عندنا في هذا قول عبد الله (8) بن مسعود (8) قال: حدثناه عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق (1) سورة 24 آية 31. (2 - 2) ليس في ل. (3) ليس الحديث في الفائق. (4 - 4) ليس في ل والرجز للدهناء بنت مسحل زوج العجاج كما في اللسان (فتخ) وفيه (منه) مكان (منى). (5) في ر: أنه. (6) الحديث في تفسير الخازن 5 / 57 (7) ليس في ر. (8 - 8) من ل وحدها. (*)
[ 318 ]
عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: هي الثياب (1). قال أبو عبيد: يعني أن لا يبدين من (2) زينتهن إلا الثياب. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة (3) رحمها الله (3) لقد رأيتنا وما لنا طعام إلا الأسودان: التمر والماء - قال (4): حدثناه يزيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة (5). قال الأصمعي والأحمر وابن الكلبي وعدة من أهل العلم - ذكر كل واحد منهم بعض هذا الكلام دون بعض: قولها: الأسودان، وإنما السواد للتمر خاصة دون الماء فنعتتهما جميعا بنعت أحدهما (6)، وكذلك تفعل العرب في الشيئين يكون أحدهما مضموما مع الآخر كالرجلين يكونان صديقين لا يفترقان أو أخوين (7) وغير ذلك من الأشياء (7) فإنهم يسمونهما (8) جميعا باسم الأشهر منهما، ولهذا قال الناس: سنة العمرين، وإنما (1) انظر الخازن 5 / 57. (2) ليس في ل. (3 - 3) من مص وحدها. (4) ليس في ر. (5) الحديث في (خ) أطعمة: 6، 41 (م) زهد: 28، 30، 31 (جه) زهد: 10، 12 (حم) 4: 6 19: 237 182 والفائق 1 / 625 وقد سبق الحديث في ص 131 وبتمامه في الفائق 1 / 453. (6) في ل: واحد. (7 - 7) ليس في ل. (8) في مص: يسمونها. (*)
[ 319 ]
هما أبو بكر وعمر قال: وأنشدني الأصمعي وابن الكلبي جميعا في مثل هذا لقيس بن زهير بن جذيمة يعاتب زهدما وقيسا ابني جزء: (الوافر) جزاني الزهدمان جزاء سوء * وكنت المرء يجزى بالكرامه (1) فقال: الزهدمان (2)، وإنما هما (3) زهدم وقيس (4) وأنشدني الأصمعي لشاعر آخر يعاتب أخوين يقال لأحدهما الحر والآخر أبي فقال: (الوافر) ألا من مبلغ الحرين عني * مغلغلة وخص بها أبيا (5) فقد بين لك أن أحدهما أبي وقد (6) سماهما الحرين وأبين من هذا كله قول الله تبارك وتعالى " كما أخرج أبويكم من الجنة (7) " وإنما هما (1) البيت في اللسان (زهدم). (2) في ل: زهدمان. (3) في ر: هو. (4) وفي اللسان (زهدم) (الزهدمان: أخوان من بني عبس قال ابن الكلبي: هما زهدم وقيس ابنا حزن بن وهب بن عوبر بن رواحة بن ربيعة بن مازن ابن الحرث بن قطيعة بن عبس بن بغيض... قال أبو عبيدة: هما زهدم وكردم قال ابن بري في الزهدمان: قال أبو عبيدة: ابنا جزء وقال على بن همزة ابنا حزن). (5) البيت للمنخل اليشكري كما في اللسان (حرر). (6) من مص وحدها. (7) سورة 7 آية 27. (*)
[ 320 ]
أب وأم، وقال: " ولأبويه لكل واحد منهما السدس (1) " فكثر هذا في كلامهم حتى قالوا في الأرضين (2) وغيرها (2)، وأنشدني الأحمر: (الرجز) نحن سبينا أمكم مقربا * حين صبحنا الحيرتين المنون. يريد الحيرة والكوفة ومنه قول سلمان: أحيوا ما بين العشاءين (4)، وإنما هما المغرب والعشاء ومنه الحديث المرفوع: بين كل أذانين صلاة لمن شاء (5)، وإنما هو الأذان والإقامة ومنه: البيعان بالخيار ما لم يفترقا (7)، وإنما هو البايع والمشتري. فكل هذا حجة لمن قال (1) سورة 4 آية 11. (2 - 2) ليس في ل وفي ر: وغيرهما. (3) في ل ومص (يوم) مكان (حين). وفي الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري ص 147 طبع الحلوجى بمصر سنة 1332 ه نسبته إلى قيس بن عاصم وفيه: نحن جلبنا أمكم مقربا * ثم صبحنا الحيرتين المنون (4) قد سبق الحديث في ص 130. (5) الحديث في (خ) أذان: 14، 16 (م) مسافرين: 304 (د) تطوع: 11 (ت) صلاة: 22 (ن) أذان: 39 (جه) إقامة: 110 (دى) صلاة: 145 (حم) 4: 5 86: 57 56 54. (6) في ل: هما. (7) في (خ) بيوع: 22 19 (جه) تجارات: 17 (ط) بيوع: 79 (حم) 2: 4، 3 311 135 73 54 52 9: 434 425 403 402 5: 23 22 17 12 (ما لم يتفرقا) (*)
[ 321 ]
إن العمرين أبو بكر وعمر (1) رحمهما الله (1)، وليس قول من يقول: إنهما عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز - بشئ، إنما هذا من قلة المعرفة بالكلام وإنما قالوا: العمرين (2) - فيما نرى ولم يغلبوا أبا بكر وهو المقدم على عمر، لأنه أخف في اللفظ من أن يقولوا: أبو بكرين، وأصح في المعنى، وإنما شأن العرب ما خف على ألسنتها من الكلام وقد حدثني الفراء مع هذا عن معاذ الهراء - (3) كان يتبع الهروي (3) وكان ثقة - قال لقد قيل: سنة العمرين، قبل خلافة عمر بن عبد العزيز. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة توفي رسول الله (4) صلى الله عليه وسلم (4) بين سحري ونحري، و (5) حاقنتي وذاقنتي - (6) قال: بلغني هذا الحديث عن الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن موسى ابن سرجس أو غيره عن القاسم بن محمد عن عائشة (7). (1 - 1) من ل وحدها. (2) في ر: لعمر. (3 - 3) ليس في ل. (4 - 4) من مص وحدها. (5) زاد في ل ومص: بين. (6) ليس الاسناد في ل. (7) الحديث في (خ) جنائز: 96 مغازي: 83 (م) فضائل الصحابة: 85 (ن) جنائز: 6 (حم) 6: 274 200 121 77 64 وبتمامه في الفائق 1 / 577. (*)
[ 322 ]
(1) قال أبو زيد - وبعضه عن أبي عمرو وغيره: قولها: سحري ونحري، والسحر (1) ما تعلق بالحلقوم، ولهذا قيل للرجل إذا جبن: قد انتفخ سحره، كأنهم (2) إنما أرادوا (2) الرئة وما معها. وأما الحاقنة، فقد (3) اختلفوا فيها، فكان أبو عمرو يقول: هي (4) النقرة التي بين الترقوة وحبل العاتق، قال: وهما الحاقنتان. قال: والذاقنة طرف الحلقوم قال أبو زيد: يقال في مثل: لألحقن حواقنك بذواقنك (5). (6) قال أبو عبيد (6): فذكرت ذلك للأصمعي فقال: هي الحاقنة والذاقنة، ولم أره وقف منهما (7) على حد معلوم، والقول عندي ما قال أبو عمرو. (8) وقال أبو عبيدة: هو السحر، وقال الفراء: هو السحر قال أبو عبيد: وأكثر قول العرب على ما قال أبو عبيدة (8). (1 - 1) في ل (قال أبو عبيدة: هو السحر وقال الفراء: هو السحر وأكثر كلام العرب على ما قال أبو عبيدة وهو) وفي المغيث ص 372 (قال الاصمعي: السحر الرئة وقال أبو عبيدة: هو ما لصق بالحلقوم من أعلى البطن). (2 - 2) في ل: يريدون. (3) في ل: فان الناس قد. (4) في ر: هو. (5) المستقصى 2 / 239 ومجمع الامثال 2 / 84. (6 - 6) ليس في ل. (7) في ر: منها. (8 - 8) مرت آنفا عبارة ل. (*)
[ 323 ]
وقال أبو عبيد: في حديث عائشة كان النبي (1) صلى الله عليه وسلم (1) يصبح جنبا في شهر رمضان من قراف من (2) غير احتلام (3) ثم يصوم (4). القراف ههنا الجماع، وكل شئ خالطته وواقعته فقد قارفته، ومنه قوله لعائشة حين تكلم فيها أهل الإفك: إن كنت قارفت ذنبا فتوبي إلى الله (5) ومنه الحديث المرفوع أن رجلا شكى إليه وباء بأرض (6) فقال: تحولوا عنها فإن من القرف (7) التلف (8) - يعني ما يخالطها من الوباء، (9) والتلف: الهلاك (9)، يقول: إذا قارفتم الوباء كان منه التلف. (1 - 1) في ل: عليه السلام. (2) من ر وحدها. (3) في ر: اختلاج. (4) الحديث في الفائق 2 / 338. (5) الفائق 2 / 338. (6) في ل وهامش مص: بأرضه. (7) في ل: القراف. (8) في الفائق 2 / 329 (قال له - صلى الله عليه وآله وسلم - فروة بن مسيك: إن أرضا عندنا وهي أرض ريعنا وميرتنا وإنها وبيئة فقال: دعها فان من القرف التلف. القرف ملابسة الداء يقال: لا تأكل كذا فانى أخاف عليك القرف ومنه: قارف الذنب واقترفه إذا التبس به ويقال القشر كل شئ فرقه لانه ملتبس به). (9 - 9) من ل وحدها. (*)
[ 324 ]
(1) قال أبو عبيد (1): فأرادت عائشة (2) رحمها الله (2) أنه يقارف أهله (3) بالجماع ثم يصبح جنبا (3) (2) ثم يصوم (2) ومنه يقال: قرفت فلانا بكذا وكذا - أي اتهمته بأنه (4) قد واقعه وقال ذو الرمة يذكر بيضة: (الطويل) نتوج ولم تقرف لما يمتنى له * إذا نتجت ماتت وحي سليلها (5) قوله: نتوج، يقول (6): هي حامل بالفرخ (3) من غير أن يقارفها فحل، وقوله (3): يمتنى له، من المني إذا نتجت - يعني البيضة تخرج فرخها، وقوله: ماتت - يعني البيضة تنكسر (7) ويحيى سليلها يعني (8) الفرخ. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة فيمن جعل ماله في رتاج الكعبة أنه يكفره ما يكفر اليمين - قال: حدثناه ابن علية عن منصور ابن عبد الرحمن الحجبي عن أمه صفية عن عائشة (9). (1 - 1) من ل وحدها. (2 - 2) من مص وحدها. (3 - 3) ليس في ل. (4) في: أنه. (5) البيت في ديوانه ص 554 واللسان (قرف منى). (6) ليس في ل. (7) في ل: تكسر. (8) من مص وحدها. (9) الحديث في (ط) نذور: 17 (د) أيمان: 12 والفائق 1 / 457. (*)
[ 325 ]
قولها: رتاج الكعبة، الرتاج هو (1) الباب نفسه، وهي لم ترد الباب بعينه، إنما أرادت من جعل ماله هديا إلى الكعبة أو في كسوة الكعبة والنفقة عليها ونحو ذلك، فرأت أنه يجزئه كفارة اليمين، وهذا رأي من اتبع الأثر وقال به وقد روي مثله عن حفصة وابن عمر وابن عباس، فقول هؤلاء أولى بالاتباع. وأما قولها: الرتاج، فكل باب رتاج فإذا أغلق قيل: قد أرتج، (3) ومن هذا (3) قيل للرجل إذا لم يحضره منطق: قد أرتج عليه - يقول: كأنه قد أغلق (3) عليه وجه المنطق ومنه حديث ابن عمر قال حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه صلى بهم المغرب فقال: ولا الضالين، ثم أرتج عليه، فقال نافع فقلت له: إذا زلزلت، فقال: إذا زلزلت (4). وفي هذا الحديث الرخصة في الفتح على الإمام، ألا ترى ابن عمر لم يعب عليه وكذلك يروى عن علي (5) رضي الله عنه (5): إذا استطعمكم الإمام فأطعموه - قال حدثناه ابن علية عن ليث عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن، قال إسماعيل: (1) ليس في ر. (2 - 2) في ر: لهذا. (3) في مص: انغلق. (4) الحديث في الفائق 1 / 457 وفيه: (إذا احلقوني في علية اجنحت * يميني إلى شطر الرتاج المضبب لان باب البيت هو وجهه...). (5 - 5) من مص وحدها. (*)
[ 326 ]
أحسبه عن علي (1). قال أبو عبيد: هكذا حفظته أنا عنه، قال: ثم بلغني بعد (2) عنه أنه كان لا يشك فيه قال وحدثنا هشيم قال أخبرنا محمد ابن عبد الرحمن عن أبي جعفر القارئ قال: رأيت أبا هريرة يفتح على مروان في الصلاة وفي هذا أحاديث كثيرة. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة في المرأة توضأ وعليها (3) الخضاب قالت (3): اسلتيه وأرغميه - قال (4) حدثناه هشيم ومعاذ عن ابن عون عن أبي سعيد ابن أخي أم المؤمنين عائشة من الرضاعة عن عائشة (5). قولها (6) أرغميه، تقول: أهينيه وارمي به عنك، وإنما أصل هذا من الرغام وهو التراب، وأحسبه اللين منه، قال لبيد: (الوافر) كأن هجانها متأبضات * وفي الأقران أصورة الرغام (7) (1) الحديث في الفائق 2 / 84 وقال الزمخشري فيه (أي إذا أرتج عليه فاستفتح فافتحوا عليه وهذا من باب التمثيل ومنه قولهم: استطعمني فلان الحديث - إذا أرادك على أن تحدثه). (2) في ر ومص: بعده. (3 - 3) في ل: خضاب فقالت. (4) من ل وحدها. (5) الحديث في الفائق 1 / 609 وفي (دى) وضوء: 110 (اسلتيه ورغما) (6) في ل: قوله. (7) البيت في ديوانه ص 202 برواية (الرعام) وفيه: ويروي: الرغام). وكذا في اللسان (أبض). وبهامش ل: ((أصورة) جمع صوار من البقر). (*)
[ 327 ]
فكأن عائشة أرادت ألقيه في التراب. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة حين قالت: خرجت أقفو آثار الناس يوم الخندق فسمعت (1) وئيد الأرض خلفي فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ - قال حدثناه يزيد عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة في حديث طويل (2). قولها: وئيد الأرض - تعني الصوت من شدة وطئه (3). وفي الحديث: أن النبي (4) صلى الله عليه وسلم (4) لما انصرف من الخندق ووضع لأمته أتاه جبريل (5) عليه السلام (5) فأمره بالخروج إلى قريظة (6). اللأمة الدرع، وجمعها لؤم على مثال فعل (7)، وهذا على غير قياس ومنها (8) قيل: قد استلأم الرجل - إذا لبسها، فهو مستلئم. وفي الحديث أنها ذكرت جراحة سعد فقالت: وقد كان رقأ كله (1) في ر: سمعت. (2) الحديث بتمامه في (حم) 6: 42. انظر الفائق 3 / 140. (3) وفي المغيث ص 597: (يعني الصوت من شدة الوطي وهو دوي يسمع من بعيد وكذلك الوأد). (4 - 4) في ل: عليه السلام. (5 - 5) من مص وحدها. (6) الفائق 2 / 441. (7) في الفائق: (جمعها لام ولؤم). (8) بهامش مص: منه. (*)
[ 328 ]
وبرأ فلم يبق منه (1) إلا مثل الخرص (2). فالخرص الحلقة الصغيرة من الحلي كحلقة القرط (3) ونحوها (3)، ويقال لتلك الحلقة: الخوق أيضا (1) - وأنشدني الأصمعي: (الرجز) كأن خوق قرطها المعقوب * على دباة أو على يعسوب (4) (3) الخوق المعقوب الذي قد جعل عليها العقب، يقول: عقبته، وهو معقوب، وأعقبته (3). ويقال أيضا للشئ اليسير من الحلي: خربصيصة، يقال: ما عليها خربصيصة (5)، وما عليها هلبسيسة (6)، ولا يقال ذلك إلا في الجحد، (7) لا يقال في الوجوب وكذلك المقطع من الحلي إنما هو اليسير القليل، ومن ذلك (7) الحديث المرفوع أنه نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا - قال حدثناه ابن علية عن خالد الحذاء عن ميمون القناد عن أبي قلابة عن معاوية عن النبي (8) صلى الله عليه وسلم (8) (3) قال أبو عبيد (3): (1) من ل وحدها. (2) الفائق 1 / 335. (3 - 3) من مص وحدها. (4) الرجز لسيار الاباني كما في اللسان (عقب خوق). (5) انظر المستقصى 2 / 325. (6) المستقصى 2 / 326. (7 - 7) في ل: وكذلك معنى. (8 - 8) ليس في ل والحديث في (د) خاتم: 8 (ن) زينة: 40 (حم) 4: =
[ 329 ]
فسر لنا أن المقطع هو الشئ اليسير منه مثل الحلقة والشذرة ونحوها. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة أن امرأة قالت لها: أأقيد جملي ؟ فقالت: نعم، فقالت: أأقيد جملي ؟ فلما علمت ما تريد قالت: وجهي من وجهك حرام - (1) قال: حدثناه يزيد عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة - قال (2) ثم شك أبو عبيد بعد في الإسناد (2). قولها: أقيد جملي - تعني زوجها، وتقييده أن تأخذه عن النساء وإنما كرهت هذا لأنه سحر، وهو شبيه بقول عبد الله في التولة إنها شرك (3) إلا أن المؤخذ من البغض، والتولة من الحب، وكلاهما سحر، قال الله (4) عز وجل (4) " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه (5) ". = 92، 93، 95، 98، 99 والفائق 2 / 358 وفى: إن المقطعات الثياب التي تقطع وتخيط كالجلباب - وفيه أيضا: إن المقطعات برود عليها وشئ مقطع. (1) ليس الاسناد في ل. (2 - 2) في مص: ثم شك في إسناده بعد. والحديث في الفائق 1 / 17 وفيه أيضا رواية أخرى: (جاءتها امرأة فقالت: أأؤخذ جملي). (3) الحديث في الفائق 1 / 139 عن عبد الله بن مسعود (إن التمائم والرقي والتولة من الشرك التولة ضرب من السحر تؤخذ بها المرأة زوجها وتحبب إليه نفسها وهي التولة والدولة وجاء فلان بتولاته ودولاته). (4 - 4) في ل ومص: تبارك وتعالى. (5) سورة 2 آية 102. (*)
[ 330 ]
وقال أبو عبيد: في حديث عائشة لا تؤدي المرأة حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه (1). قال أبو عبيد: كنا نرى أن المعنى أن يكون ذلك وهي تسير على ظهر البعير، فجاء التفسير في بعض الحديث بغير ذلك (2): إن المرأة كانت إذا حضر نفاسها أجلست على قتب ليكون أسلس لولادتها، (3) قال أبو عبيد (3): هذا بلغني عن ابن المبارك عن معمر عن يحيى بن شهاب قال: حدثتني امرأة أنها سمعت عائشة تقول ذلك قال قال معمر فمن ثم جاء الحديث: ولو كانت على قتب، وهذا أشبه بالمعنى من الذي كنا نراه (4) وأولى بالصواب (5). (1) الحديث في (جه) نكاح: 4 (حم) 4: 381 والفائق 2 / 313. (2) زاد في مص: جاء. (3 - 3) ليس في ل. (4) في: نرى. (5) وفي المغيث ص 461: (القتب للجمل كالاكاف لغيره ومعناه الحث لهن على مطاوعة أزواجهن وأنه لا يسع المرأة الامتناع في هذه الحال فكيف في غيره وقيل في معناه: إن نساء العرب كن إذا أردن وضع الحمل جلسن على قتب ويقول: إنه أساس لخروج الولد فأراد عليه السلام تلك الحالة قال أبو عبيد: كنا نرى المعنى وهي تسير على ظهر البعير فجاء التفسير بغير ذلك والقتب مؤنثة يقال في صغيرها: قتيبة وقيل: إنه مذكر وقتيبة تصغير قتبة. والقتب إذا كان من آلات الجمل بفتحتين فإذا كان من آلات السانية فهي قتب والقتب والقتب: المعاء وجمع القتب والقتب: أقتاب). (*)
[ 331 ]
وقال أبو عبيد: في حديث عائشة قالت: قدم وفد الحبشة فجعلوا يزفنون ويلعبون والنبي (1) صلى الله عليه وسلم (1) قائم ينظر إليهم، فقمت و (2) أنا مستترة خلفه فنظرت حتى أعييت ثم قعدت ثم قمت فنظرت (3) حتى أعييت ثم قعدت ورسول الله (4) صلى الله عليه وسلم قائم (4) ينظر، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن المشتهية للنظر - قال حدثنيه محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة (5). قولها: فاقدروا قدر الجارية (6) الحديثة السن المشتهية للنظر (6) - تقول: إن الجارية الحديثة السن المشتهية للنظر هي شديدة الحب للهو، تقول: فأنا مع شدة (7) حبي له قد قمت مرتين حتى أعييت ثم قعدت والنبي (1) صلى الله عليه وسلم (1) في ذلك كله قائم ينظر فكم ترون أن ذلك كان تصف طول قيامه للنظر، وليس هذا وجه الحديث أن يكون (1 - 1) في ل: عليه السلام. (2) ليس في الفائق. (3) في ل: ثم نظرت. (4 - 4) ليس في ل. (5) الحديث في (خ) نكاح: 144 82 (حم) 6: 84، 85، 166، 270 والفائق 1 / 531. (6 - 6) ليس في ل ومص. (7) ليس في ل ومص. (*)
[ 332 ]
فيه شئ من المعازف ولا فيه ذكره، (1) وليس في (2) هذا حجة في الملاهي المكروهة مثل المزاهر والطبول وما أشبهها، لأن تلك بأعيانها قد جاءت فيها الكراهة، وإنما الرخصة في الدف، وإنما هو كما قالت الزفن واللعب (3). وقال أبو عبيد: في حديث عائشة حين قالت لمسروق: (4) سأخبرك برؤيا (4) رأيتها، رأيت كأني على ظرب وحولي بقر ربوض فوقع فيها رجال يذبحونها - قال حدثناه علي بن عاصم عن حصين عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة (5). قال الأصمعي: قولها: ظرب - هو أصغر من الجبل وجمه (6) ظراب ومنه الحديث المرفوع حين شكى إليه كثرة المطر فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية (7). فقوله: (1) ليست العبارة الآتية في ل إلى كلمة (في الدف) الآتية. (2) من مص وحدها. (3) في المغيث ص 256 (في الحديث: والحبشة يزفنون أصل الزفن اللعب والدفع وقد يسمى الرقص زفنا لانه لعب. والمعنى بالحديث الاول لانه قد ورد في رواية: يلعبون بحرابهم ولم يرد الرقص في شئ من الحديث). (4 - 4) في ر: لاخبرك رؤيا. (5) الحديث في الفائق 2 / 98. (6) في ل ور: جمعها. (7) الحديث في (خ) استسقاء: 6، 7، 9، 12 (م) استسقاء: 8 (ن) استسقاء: 1 (ط) استسقاء: 3 والفائق 2 / 98 وفيه: الظراب جمع ظرب وهو الجبيل وقيل: رأس الجبل. (*)
[ 333 ]
الآكام، هي أصغر من الظراب أيضا (1). وقال أبو عبيد: في حديث عائشة كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم (2) وهو محرم - قال: حدثنيه أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة (3). قال أبو عبيد: الوبيص: البريق، وقد وبص الشئ يبص وبيضا والبصيص مثله (2) أو نحوه (2)، يقال منه: بص يبص بصيصا (4). وإنما وجهه أنه تطيب قبل إحرامه ثم أحرم وهو عليه، فأما بعد الإحرام فلا يمسه حتى يرمي ويحلق. وقال أبو عبيد: في حديث عائشة أنها كرهت أن تصلي المرأة عطلا ولو أن تعلق في عنقها خيطا - قال: حدثنيه الفزاري عن عبد الله ابن سيار عن عائشة بنت طلحة عن عائشة (5). (2) قال أبو عبيد (2): قولها: عطلا، تعني التي (6) لا حلي عليها، يقال (7): (1) ليس في ل وفي المغيث ص 378 (في أسماء أفراسه عليه السلام: الظرب. سمى به لصلابته من قولهم: ظربت حوافر الدابة - اشتدت وصلبت والمظرب الذي كد حده الظراب وهي الاحجار المحددة الاطراف الثابتة في الجبال واحدها ظرب. وقيل: هو الصغير من الجبال). (2 - 2) ليس في ل. (3) الحديث في الفائق 3 / 141. (4) ليس في ر. (5) الحديث في الفائق 2 / 164. (6) ليس في ل. (7) زاد في ل: لها. (*)
[ 334 ]
امرأة عطل وعاطل قال ذو الرمة (1) يصف الظبية ويشبه المرأة بها (1): (الطويل) فعيناك عيناها ولونك لونها * وجيدك إلا أنها غير عاطل (2) ومنه حديث لعائشة آخر (3) وذكرت لها (3) امرأة توفيت فقالت: عطلوها (4) - تعني انزعوا حليها. (5) وقال أبو عبيد: في حديث عائشة الأقراء الأطهار - قال: حدثناه هشيم قال أخبرنا يحيى بن سعيد عمن حدثه عن عائشة (6). قال الأصمعي بعضه عن أبي عبيدة وغيره: يقال: قد أقرأت المرأة - إذا دنا حيضها، وأقرأت أيضا (7) - إذا دنا طهرها. قال أبو عبيد: فأصل الأقراء إنما هو وقت الشئ إذا حضر وقال الأعشى يمدح رجلا بغزوة غزاها: (الطويل) مورثة مالا وفي الذكر رفعة * لما ضاع فيها من قروء نسائكا (8) فالقروء ههنا الأطهار، لأن النساء لا يؤتين إلا فيها، يقول: فضاع قروء (1 - 1) من ل ومص إلا أن في مص (يذكر) مكان (يصف). (2) البيت في ديوانه ص 495. (3 - 3) في ل: أنها ذكر لها. (4) الحديث في الفائق 2 / 164. (5) الحديث الآتي ليس في ل ولا في الفائق. (6) الحديث في (ط) طلاق: 54. (7) من مص وحدها. (8) قد سبق البيت ومراجعه في 1 / 280. (*)
[ 335 ]
نسائك باشتغالك عنهن في الغزو. وفي حديث آخر في المستحاضة: أنها تدع الصلاة أيام أقرائها، فالأقراء ههنا الحيض، وهذا قول أهل العراق يرون الأقراء الحيض في عدة المطلقة، وبيت الأعشى فيه حجة لأهل الحجاز، لأنهم يرون الأقراء الأطهار في العدة، وكلا الفريقين له معنى جائز في كلامهم (1). وقال أبو عبيد: في حديث عائشة في حديث (2) الإفك قالت: والنساء يومئذ لم يهبلهن اللحم (3). قولها (4): لم يهبلهن اللحم - أي لم يكثر عليهن ولم يركب بعضه بعضا حتى يرهلهن يقال منه (2): أصبح فلان مهبلا - إذا كان مورم الوجه متهبجا (5). وقال أبو عبيد: في حديث عائشة كان النبي (6) صلى الله عليه وسلم (6) (1) انظر 1 / 280، 281. (2) ليس في ل. (3) الحديث في الفائق 3 / 191. (4) من ل في ر ومص: قوله. (5) في ل: مهبجا. وقال الزمخشري في الفائق (يقال: رجل مهبل - كثير اللحم قال: (الكامل) ممن حملن به وهن عواقد * حبك النطاق فشب غير مهبل (البيت لابي كبير الهذلي كما في اللسان: هبل وديوان الحماسة لابي تمام طبع بولاق سنة 1296 ه 1 / 42)). (6 - 6) في ل: عليه السلام. (*)
[ 336 ]
(1) يقبل ويباشر وهو صائم، ولكنه كان (1) أملككم لأربه - (2) قال: حدثناه أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة (2). قال أبو عبيد: (1) قولها لأربه، هذا هكذا يروى في الحديث، (1) وهو في الكلام المعروف (3) لإربه، والإرب: الحاجة، أو لإربته، والإربة: الحاجة أيضا (3) قال الله (4) عز وجل (4) " غير أولي الأربة من الرجال (5) ". فإن كان هذا (6) محفوظا ففيه ثلاث لغات: (7) الأرب والإربة والإرب. وقد يكون الإرب في غير هذا العضو ومنه يقال: قطعته إربا إربا والإرب أيضا الخب والمكر، ومنه: الرجل يؤارب صاحبه (7)، ومنه قول قيس بن الخطيم: (الطويل) أربت بدفع (8) الحرب حتى رأيتها * على الدفع لا تزداد غير تقارب (9) (1 - 1) ليس في ل. (2 - 2) ليس في ل والحديث في الفائق 1 / 26 و (خ) صوم: 23. (3 - 3) في ل: لاربه أولاربته وهما الحاجة). (4 - 4) ليس في ل وفي مص: تبارك وتعالى. (5) سورة 24 آية 31. (6) في ل: ذاك. (7 - 7) في ل (والارب في غير هذا العضو والارب أيضا الخب ومنه قولك: فلان يؤارب فلانا). (8) في ل ومص (لدفع). وبهامش مص (بدفع). (9) البيت في ديوانه ص 32 واللسان (أرب) وطبقات فحول الشعراء ص 191. (*)
[ 337 ]
فقد يكون قوله " أربت " من معنيين: يكون من الأريب وهو العاقل (1) العالم بالأشياء (1)، يقول: كنت حاذقا بدفعها حتى رأيتها (2) على الدفع (2) لا تزداد إلا قربا فقاتلت حينئذ ويكون " أربت " من الإرب وهو (3) المكر والخديعة (3) قال الأصمعي ذاك أو بعضه. (1) قال أبو عبيد (1): وفي هذا (4) الحديث من الفقه (1) قولها: ولكنه كان أملككم لأربه (1) أنه لم يكره القبلة، إنما كره ما يخاف منها. وكذلك المباشرة. حديث (5) أم سلمة * (6) أم المؤمنين (6) (7) رحمها الله (7) وقال أبو عبيد: في حديث أم سلمة أنها كانت تكره للمحد أن (1 - 1) ليس في ل. (2 - 2) ليس في ل ومص. (3 - 3) في ل: الخب. (4) ليس في ل. (5) بهامش مص: أحاديث. (*) هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية - وقيل: اسمه حذيفة ابن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية القرشية أم سلمة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في السنة الرابعة للهجرة وكانت من أكمل النساء عقلا وخلقا قديمة الاسلام هاجرت مع زوجها الاول أبي سلمة ابن عبد الاسد إلى الحبشة وولدت له ابنه سلمة ورجعا إلى مكة ثم هاجرا إلى المدينة فولدت له أيضا بنتين وابنا ومات أبو سلمة من أثر جرح كان رمى بسهم يوم أحد. واختلفوا في سنة وفاتها قيل: توفيت في ولاية يزيد = (*)
[ 338 ]
تكتحل بالجلاء (1). (2) وقال أبو عبيد (2): هو عندنا الإثمد، سمي بذلك لأنه يجلو البصر فيقويه أو يجلو الوجه فيحسنه قال بعض الهذليين: (المتقارب) وأكحلك بالصاب أو بالجلا * ففقح لذلك أو غمض (3) (4) التفقيح فتح العين، يقال للجرو: قد فقح - إذا فتح عينيه (4). وقال أبو عبيد: في حديث أم سلمة أن مساكين سألوها فقالت: - ابن معاوية سنة 62 ه وقيل: سنة تسع وخمسين وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعدما جاءها نعي حسين بن علي رضى اله عنهما. وبلغ ما روته من الحديث 378 حديثا (انظر تهذيب التهذيب 12 / 455 صفة الصفوة 2 / 70). (6 - 6) من ل وحدها. (7 - 7) ليس في ل. (1) الحديث في الفائق 1 / 210. (2 - 2) من ل وحدها. (3) نسب البيت للمتنخل الهذلي، كما في اللسان (جلا) وقال ابن بري: الصواب أنه لابي المثلم الهذلي كذا في الفائق 1 / 210 وأنشده ابن سيده في المخصص 15 / 122 بدون نسبة برواية (ففتح لكحلك) وروى الزمخشري في الفائق (وأما الحلاء - بالحاء والضم فحكاكة حجر على حجر قال أبو المثلم الهذلي: (المتقارب) وأكحلك بالصاب أو بالحلا * ففتح لذلك أو غمض وهو الحلواء أيضا يقال: حلات له حلواء - إذا حككت حجرا على حجر ثم جعلت الحكاكة على كفك وصدأت به المرآة ثم كحلته به وقد غلط راوي بيت الهذلي بالجيم لانه متوعد فلا يكحل بما يجلو البصر). (4 - 4) ليس في ل. (*)
[ 339 ]
يا جارية أبديهم تمرة تمرة - (1) قال: حدثنيه أبو النضر عن شعبة عن خليد ابن جعفر عن أم سلمة (1). قولها: أبديهم - تقول: فرقي فيهم، وهو من بددت الشئ تبديدا. قال الأصمعي: يقال: أبددتهم العطاء - إذا لم تجمع بين اثنين، وقال أبو ذؤيب الهذلي (2) يصف الصائد والحمر وأنه فرق فيها السهام فقتلها فقال: (الكامل) فأبدهن حتوفهن فهارب * بذمائه أو بارك متجعجع (3) ويروى عن بعض العرب أنه قال: إن لي صرمة أمنح منها وأطرق وأبد وأفقر وأقرن. قوله: أمنح - يعني أن أعطي الرجل (2) الناقة يحتلبها، ولا تكون المنيحة إلا العارية (4) ولا يكون الإطراق إلا في عارية الفحل للضراب خاصة ولا يكون الإفقار إلا في ركوب الظهر وأما الإبداد فإنه يكون في الهبة وغيرها إذا أردت واحدا واحدا والقران أن تعطي اثنين فما فوق ذلك. (1 - 1) ليس في ل والحديث في الفائق 1 / 71. (2) ليس في ر. (3) البيت في ديوان الهذليين ق 1 ص 9 واللسان (بدد جعع) والفائق 1 / 72. (4) كذا في ر و هامش مص وفي متن مص: عارية وفي ل: عارية للبن خاصة. (*)
[ 340 ]
حديث حمنة (1) بنت جحش (2) رحمها الله (2) وقال أبو عبيد: في حديث حمنة بنت جحش (2) أنها كانت (3) تجلس في المركن (4) وهي مستحاضة ثم تخرج وهي عالية الدم (4). قال (5) الأصمعي: المركن (5)، هذه الإجانة التي تغسل فيها الثياب (6). حديث صفية (*) ابنة أبي عبيد (7) (2) رحمها الله (2) وقال أبو عبيد: في حديث صفية ابنة أبي عبيد أنها اشتكت عينيها وهي حاد على ابن عمر زوجها فلم تكتحل - فاختلف علينا في الرواية (1) سبق ترجمتها في 3 / 91. (2 - 2) من مص وحدها. (3) ليس في ر. (4 - 4) ليس في ل وقد سبق الحديث وما فيه في 3 / 92 وهو في الفائق 1 / 503 (5 - 5) في ل: هي. (6) وقال الزمخشري في الفائق (وفي كتاب العيني: شبه تور من أدم يستعمل للماء يغتسل فيها. (وهي عالية الدم) أي عال دمها الماء فهو من باب إضافة الصفة إلى فاعلها). (*) صفية بنت أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة ابن عوف الثقفية أخت المختار الثقفي تزوجت عبد الله بن عمر في خلافة عمر رضى الله عنهما ذكرها ابن عبد البر في الصحابة وقال ابن منده، أدركت النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح لها منه سماع. وقال الدارقطني لم تدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقال العجلي: مدنية تابعية ثقة (انظر تهذيب التهذيب 12 / 430). (7) زاد في ل: امرأة عبد الله بن عمر. (*)
[ 341 ]
عن مالك، فحدثنيه (1) أبو المنذر (2) عن مالك (2) عن نافع عن صفية أنه قال: فلم تكتحل حتى كادت عيناها ترمصان (3) - قال: حدثني إسحاق بن عيسى عن مالك عن نافع عن صفية قال: حتى كادت عيناها ترمضان - بالضاد (4). قال (5): فإن كانت الرواية على ما قال أبو المنذر فإن المعنى فيه معروف، وهو الرمص الذي يظهر بماقي العين إذا هاجت (6) بالرمد وتلصق منه الأشفار (6) وإن كان المحفوظ بالضاد فإنه عندي مأخوذ من الرمضاء، وهو أن يشتد الحر على الحجارة حتى تحمي، فيقول: هاج بعينيها من الحر، مثل ذلك يقال منه: قد رمض الإنسان يرمض رمضا - إذا مشى على الرمضاء وهي الحصى المحماة بالشمس، فشبه الحر الذي يظهر بالعين بذلك ] (7) (1) في ل: قال حدثنيه. (2 - 2) من ل وحدها لان أبا المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي يروى عن مالك بن أنس لا عن نافع - انظر تهذيب التهذيب 1 / 319. (3) كذا في (ط) طلاق: 105. (4) من ل وحدها والحديث في المغيث ص 238 بالصاد والضاد وانظر الفائق 1 / 244 وقال فيه الزمخشري (حدت تحد حدا والمعنى: أحدت - إذا تركت الزينة بعد وفاة زوجها وهي حاد أي ذات حداد أو شئ حاد على المذهبين). (5) من مص وحدها. (6 - 6) ليس في ل. (7) انتهت السقطة الطويلة من ص 299 إلى هنا من الاصل. (*)
[ 342 ]
أحاديث التابعين (1) رحمهم الله تعالى (1) (2) [ حديث كعب الأحبار (*) (3) رحمه الله (3) ] وقال أبو عبيد: في حديث كعب الأحبار (4) شر الحديث التجديف - (5) قال: حدثناه علي بن عاصم عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن كعب (5). قال الأصمعي: التجديف هو الكفر بالنعم، يقال منه: جدف الرجل تجديفا قال الأموي: هو استقلال ما أعطاه الله. وقال (6): مثله (1 - 1) ليس في ل ور. (2) العبارة المحجوزة ليست في الاصل. (*) كعب بن مانع بن ذي هجن الحميري أبو إسحاق المعروف بكعب الاحبار تابعي كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن وأسلم في زمن أبي بكر رضى الله عنه وقدم المدينة في دولة عمر رضي الله عنه فأخذ عنه الصحابة وغيرهم كثيرا من أخبار الامم الغابرة وأخذ هو من الكتب والسنة عن الصحابة ثم خرج إلى الشام فسكن حمص وتوفى بها سنة 32 ه في خلافة عثمان رضى الله عنه وقد بلغ مائة وأربع سنين. (انظر تهذيب التهذيب 8 / 438 وتذكر الحفاظ 52 والاصابة 5 / 322). (3 - 3) من مص وحدها. (4) من ر وحدها. (5 - 5) ليس في ل والحديث في الفائق 1 / 178. (6) ليس في ر. (*)
[ 343 ]
أيضا قهل الرجل قهلا، (1) وهو مثل قول الأصمعي، معناهما واحد (1) (2) قال أبو جعفر أنشدني أبو عبد الله الطويل النحوي قال: قال الشاعر: (الوافر) ولكني صبرت ولم أجدف * وكان الصبر عادة أولينا (2) وقال أبو عبيد: في حديث كعب حين ذكر يأجوج ومأجوج وهلاكهم قال: ثم (3) يرسل الله (1) تبارك وتعالى (1) السماء فتنبت الأرض حتى أن الرمانة لتشبع السكن - قال حدثناه أبو النضر عن سليمان بن المغيرة أسنده إلى كعب (4). قوله (3): السكن - بتسكين الكاف - هم (3) أهل البيت، (1) وإنما سموا سكنا لأنهم يسكنون الموضع، و (1) الواحد منهم ساكن وسكن مثل شارب وشرب وسافر وسفر (5) قال ذو الرمة: (الطويل) فيا كرم السكن الذين تحملوا * عن الدار والمستخلف المتبدل (5) وأما السكن - بنصب الكاف فهو كل شئ تسكن إليه وتأنس به، (1 - 1) ليس في ل. (2 - 2) من ل وحدها والبيت في اللسان (جدف) بدون نسبة وفيه (غاية) مكان (عادة) وفي مادة (جزم): ولكني مضيت ولم أجزم * وكان الصبر عادة أولينا (3) ليس في ل. (4) الحديث في الفائق 1 / 607. (5 - 5) ليس في ل والبيت كذلك في اللسان (سكن) والفائق 1 / 606 وفي ديوانه ص 506 (فيا أكرم) بدل (فيا كرم). (*)
[ 344 ]
(1) قال الله تبارك وتعالى: " خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها " (1). وقال أبو عبيد: في حديث كعب أنه ذكر منازل الشهداء في التوراة ثلاثة (2) فقال: رجل كذا (3) ورجل (3) كذا ورجل خرج وهو يريد أن يرجع فأصابه سهم غرب (4) ثم ذكر الثالث - حدثنيه الأشجعي عن عمرو بن قيس عمن حدثه عن كعب (4). قال الكسائي والأصمعي: إنما هو سهم غرب - بفتح الراء، وهو السهم الذي لا يعرف راميه، فإذا عرف راميه فليس بغرب (1 - 1) ليس في ل سورة 7 آية 189. (2) من ر وحدها. (3 - 3) ليس في ر. (4 - 4) ليس في ل وفي ر (الاصمعي) موضع (الاشجعي) أثبتنا الاشجعي كما في مص لان الذي يروى عن عمرو بن قيس هو أبو إسحاق الاشجعي لا الاصمعي انظر تهذيب التهذيب 8 / 92 و 12 / 8 وليس الحديث في الفائق ولكن الزمخشري روى في الفائق 2 / 221 (ان رجلا كان معه صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة فأتاه سهم غرب فمكث معالجا فجزع مما به فعدل على سهم من كنانته فقطع رواهشه. قال المبرد: يقال: أصابه سهم غرب وسهم غرب بمعنى وسمعت المازني يقول أصابه حجر غرب - إذا أتاه من حيث لا يدري وأصابه حجر غرب - إذا رمى به غيره فأصابه ويروى سهم غرب وغرب - على الصفة. (الرواهش) عروق باطن الذراع وعصبه والنواشر التي في ظاهرها وقيل عكس ذلك الواحد راهش وناشرة). (*)
[ 345 ]
(1) قال: والمحدثون يحدثونه بتسكين الراء، والفتح أجود وأكثر في كلام العرب قال (1): والغرب أيضا (2) بالفتح ريح الطين والحمأة، (3) والغرب أيضا شجر قال الأعشى: (المتقارب) إذا انكب أزهر بين السقاة * تراموا به غربا أو نضارا (3) ] وقال أبو عبيد: في حديث كعب (4) الأحبار رحمه الله (4) لو أن امرأة من الحور العين اطلعت إلى (5) الأرض في ليلة ظلماء مغدرة لأضاءت ما على الأرض (6). [ قال أبو عمرو وغيره - (7) ] المغدرة الشديدة الظلمة [ قال أبو عبيد: لا أدري من أي شئ أخذت - (7) ]، ويقال أيضا ليلة غدرة بينة الغدر مثلها. (1 - 1) ليس في ل. (2) ليس في ل. (3 - 3) ليس في ل والبيت في ديوانه ص 36 واللسان (غرب). وفي شعر الاعشى غرب بمعنى كأس الفضة لا بمعنى الشجر كما جاء المؤلف في استشهاده واستشهد صاحب اللسان بهذا البيت وقال: (وأما بيت الاعشى الذي وقع فيه الغرب بمعنى الفضة فهو قوله: تراموا به غربا أو نضارا). (4 - 4) ليس في ل ور ومص. (5) من ل ور ومص في الاصل: على. (6) زاد في ل ور ومص: بلغني عن ابن المبارك عن صنفوان بن عمرو عن (في ر: بن خطأ) شريح بن عبيد عن كعب - الحديث في الفائق 2 / 101. (7) من ل ور ومص. (*)
[ 346 ]
(1) وقال أبو عبيد: في حديث كعب يجاء بجهنم يوم القيامة كأنها متن إهالة حتى إذا استوت عليها أقدام الخلائق نادى مناد: خذي أصحابك ودعي أصحابي، قال: فتخسف بأولئك - (2) قال حدثناه يزيد عن الجريري عن أبي السليل عن غنيم بن قيس عن أبي العوام عن كعب (3). قال أبو زيد: الإهالة كل شئ من الأدهان مما يؤتدم به مثل الزيت ودهن السمسم (3) وقال غير أبي زيد الإهالة ما أذيب من الألية والشحم أيضا (3). ومتن الإهالة ظهرها إذا سكنت (4) في الإناء، فإنما شبه كعب (5) سكون جهنم (5) قبل أن يصير الكفار في جوفها بذلك. ومما يبينه حديث خالد بن معدان، قال (6) أبو عبيد حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا (6) (7) بكار بن أبي مروان عن خالد بن معدان (7) قال: لما (1) ما يأتي زيادة من ل ور ومص. (2 - 2) ليس في ل والحديث في الفائق 1 / 97 (كعب رضى الله عنه: تمسك النار يوم القيامة حتى تبص كأنها متن إهانة فإذا استوت عليها أقدام الخلائق نادى مناد: امسكي أصحابك ودعى أصحابي فتخنس بهم - وروى: فتخسف بهم فيخرج منها المؤمنون ندية ثيابهم. (البصيص) البريق. (الاهالة) الودك. (خنس) به يخنس ويخنس إذا أخره وغيبه). (3 - 3) في ل: وقال غيره الالية المذابة والشحم المذاب إهالة أيضا. (4) في ر ومص: سكن الذائب منها. (5 - 5) في ر ومص: استواء الارض لسكون جهنم. (6 - 6) من ل وحدها. (7 - 7) ليس في ر. (*)
[ 347 ]
دخل أهل الجنة الجنة قالوا (1): يا رب ألم تكن وعدتنا الورود ؟ قال (2): بلى ولكنكم مررتم بجهنم وهي جامدة - قال وحدثني الأشجعي عن سفيان عن ثور عن خالد بن معدان مثله إلا أنه قال: خامدة. وإنما أرادوا تأويل قوله: " وإن منكم إلا واردها - (3) " فيقول: وردوها ولم يصبهم من حرها شئ إلا ليبر الله تعالى (4) قسمه. وقال أبو عبيد: في حديث كعب قال له محمد بن أبي حذيفة وهما في سفينة في البحر: كيف تجد نعت سفينتنا هذه في التوراة ؟ قال كعب: لست أجد نعت هذه السفينة ولكني أجد في التوراة أنه ينزو في الفتنة رجل يدعى فرخ قريش له سن شاغية، (5) فإياك أن تكون ذاك - يروى هذا عن عوف عن ابن سيرين عن كعب. قوله: له سن شاغية (5)، هي الزائدة على الأسنان (6) يقال منه: رجل أشغى وامرأة شغواء، والجمع شغو، وقد شغي الرجل يشغى شغا - مقصور ]. (1) في ر: قال. (2) في ل: فقال. (3) سورة 19 آية 71. (4) من مص وحدها. (5 - 5) ليس في ل. والحديث في الفائق 1 / 667. (6) في الفائق (الشاغية: التي تخالف نبتتها نبتة غيرها من الاسنان). (*)
[ 348 ]
أحاديث (1) محمد ابن الحنفية (*) (2) رحمه الله (2) وقال [ أبو عبيد - (3) ]: في حديث محمد ابن الحنفية (2) رحمه الله (2) كل الجبن عرضا (4). [ قال الأصمعي - (5) ] قوله: عرضا - يعني اعترضه واشتره ممن وجدته ولا تسأل عمن عمله، أمن عمل أهل الكتاب هو أم (6) من (1) من مص في الاصل ول ور: حديث. (*) محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي أبو القاسم المعروف بابن الحنفية. وهو أخو الحسن والحسين رضى الله عنهما غير أن أمه خولة بنت جعفر الحنفية ينسب ايها تمييزا له عنهما أحد الابطال الاشداء في صدر الاسلام كان واسع العلم ورعا أسود اللون. كان المختار الثقفي يدعو الناس إلى إمامته ويزعم أنه المهدي وكانت الكيسانية تزعم أنه لم يمت وأنه مقيم برضوى. مولده ووفاته في المدينة قيل: خرج إلى الطائف هاربا من ابن الزبير فمات هناك قيل أنه ولد في خلافة أبي بكر وقيل في خلافة عمر - رضى الله عنهما ومات سنة إحدى وثمانين (انظر تهذيب التهذيب 9 / 354 صفة الصفوة 2 / 42). (2 - 2) ليس في ل ور. (3) من ل ور ومص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثنيه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ابن الحنفية - الحديث في الفائق 2 / 141. (5) من ر ومص. (6) في مص: أو. (*)
[ 349 ]
عمل المجوس. (1) [ ومن هذا قيل للخارجي: إنه يستعرض الناس بقتلهم، يقول: لا يسأل عن مسلم ولا غيره ومنه قيل (2): اضرب بهذا عرض الحائط - أي اعترضه حيث وجدت منه. (3) وقال أبو عبيد: ومن هذا حديث ابن مسعود (4) رحمه الله (4) أنه أقرض رجلا دراهم فأتاه بها فقال لابن مسعود حين قضاه: إني تجودتها لك من عطائي، فقال ابن مسعود: اذهب بها (5) فاخلطها ثم ائتنا بها من عرضها - حدثناه هشيم قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي (2) عن ابن مسعود (6). (4) قال أبو عبيد: يقول (4): اعترضها (7) فخذ من أيها وجدت (7). وقال أبو عبيد: في حديث محمد ابن الحنفية في قوله عز وجل: " هل جزاء الإحسان إلا الأحسان - (8) " قال: هي مسجلة للبر والفاجر - (9) من حديث ابن عيينة عن سالم بن أبي حفصة عن منذر عن ابن الحنفية. قال الأصمعي (9): قوله مسجلة - يعني مرسلة لم يشترط فيها بر دون (1) ما يأتي بين الحاجزين من ل ور ومص. (2) ليس في مص. (3) من هنا إلى قوله (أيها وجدت) ليس في ل. (4 - 4) من مص وحدها. (5) من مص وحدها. (6) الحديث في الفائق 1 / 225 وفيه (التجود: تخير الاجود. العرض: الجانب أي خذها من جانب من جوانبها من غير تخير). (7 - 7) في ر: وحدتنا... من أيها شئت - كذا. (8) سورة 55 آية 60. (9 - 9) ليس في ل - والحديث في الفائق 1 / 572 وفيه (أي مرسلة مطلقة = (*)
[ 350 ]
فاجر، يقول (1): فالإحسان إلى كل أحد جزاؤه الإحسان، وإن كان الذي يصطنع (2) إليه فاجرا وقد روي عن النبي (3) صلى الله عليه وسلم (3) شئ يدل على ذلك قال سمعت إسماعيل يحدث عن أيوب قال: نبئت أن رسول الله (3) صلى الله عليه وسلم (3) أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة وهو في فسطاط، فقال: من آوى هذا العبد المصاب ؟ فقالوا: فاتك أو خريم بن فاتك، فقال: اللهم بارك على آل فاتك كما آوى هذا العبد المصاب (4). (5) قال و (5) حدثني حجاج عن ابن جريج في قوله: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا - (6) " قال: لم يكن الأسير على = في الاحسان إلى كل أحد برا كان أو فاجرا يقال: هذا مسجل للعامة من شاء أخذ ومن شاء ترك وأسجل البهيمة مع أمها وإزجلها وعن ابن الاعرابي فعلت كذا والدهر إذ ذاك مسجل أي لا يخاف أحد أحدا). (1) ليس في ر. (2) في ر: يصنع. (3 - 3) في ل: عليه السلام. (4) الحديث في الفائق 2 / 275 وفيه (فسمى به المصر وسمى عمرو بن العاص المدينة التي بناها الفسطاط وعن بعض بني يم: قال قرأت في كتاب رجل من قريش: هذا ما اشترى فلان ابن فلان من عجلان مولى زياد اشترى منه خمسمائة جريب حيال الفسطاط - يريد البصرة). (5 - 5) من ل ومص. (6) سورة 76 آية 8. (*)
[ 351 ]
عهد رسول الله (1) صلى الله عليه وسلم (1) إلا من (2) المشركين قال أبو عبيد: فأرى أن الله (3) عزوجل (3) قد أثنى على من أحسن إلى أسير المشركين، ومنه قول (4) النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله (5) عز وجل (5) كتب الإحسان على كل شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح - (6) ]. (7) [ حديث أبي إدريس الخولاني (*) (5) رحمه الله (5) وقال أبو عبيد: في حديث أبي إدريس الخولاني من طلب صرف الحديث ليبتغي (8) به إقبال وجوه الناس (9) لم يرح رائحة الجنة - هذا (1 - 1) ليس في ل. (2) ليس في ر. (3 - 3) في ل: تبارك وتعالى. (4) في ل: حديث. (5 - 5) من مص وحدها. (6) الحديث في (م) صيد: 57 (د) أضاحي: 11 (ت) ديات: 14 (ن) ضحايا 22، 26، 27، 45، 51 - 54 (جه) ذبائح: 3 (دى) أضاحي 10. (7) الحديث الآتي مع شرحه من ر ومص. (*) هو عائذ الله بن عبد الله بن عمرو أبو إدريس الخولاني العوذي الدمشقي تابعي فقيه كان واعظ أهل دمشق وقاصهم ولاه عبد الملك القضاء في دمشق مكان من عباد أهل الشام وقرائهم توفى سنة ثمانين (انظر تهذيب التهذيب 5 / 85 تذكرة الحفاظ ص 56). (8) في ر: يبتغي. (9) زاد في الفائق 2 / 22: (إليه). (*)
[ 352 ]
من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب (1) عن عياش (2) ابن عباس (2) عن أبي إبراهيم الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني. قوله: صرف الحديث - يعني أن يزيد فيه ويحسنه وأصل الصرف الزيادة، ومنه الصرف في الدراهم، وهو أن يطلب فضلها وزيادتها - (3) ]. (4) أحاديث (5) عبيد (*) بن عمير [ رحمه الله - (6) ] وقال أبو عبيد: في حديث عبيد بن عمير أن (7) أرواح الشهداء في (1) في ر: أبي الحارث. (2 - 2) في ر: عن ابن عباس. (3) في الفائق (من الصرف في الدراهم وهو فضل الدرهم على الدرهم في القيمة ويقال: فلان لا يعرف صرف الكلام أي فضل بعضه على بعض ولهذا على هذا صرف أي شرف وفضل وهو من صرفه يصرفه لانه إذا فضل صرف عن أشكاله ونظائره ومنه صيرفي) وفي النهاية 2 / 283 (أراد بصرف الحديث ما يتكلفه الانسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة وإنما كره ذلك لما يدخله من الرياء والتصنع ولما يخالطه من الكذب والتزيد.... هكذا جاء في كتاب الغريب عن أدريس والحديث مرفوع من رواية أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود (انظر منه أدب: 86). وزاد في ر: يتلوه في الجزء التاسع حديث عبيد بن عمير. (4) زاد في ر: بسم الله الرحمن الرحيم. (5) في الاصل ول ور: حديث. (*) عبيد بن عمير بن قتادة بن سعيد بن عامر بن جندع بن ليث الليثي ثم الجندعي أبو عاصم المكي قاص أهل مكة تابعي ثقة من كبار التابعين كان ابن عمر رضى الله عنهما يجلس إليه ويقول: الله در ابن قتادة ماذا يأتي به، توفى = (*)
[ 353 ]
أجواف طير خضر تعلق في الجنة (1). قال الأصمعي: قوله: تعلق - يعني تناول بأفواهها من الثمر يقال منه: قد علقت تعلق علوقا (2) (3) [ وقال الكميت يذكر ظبية أو غيرها: (الكامل) إن تدن من فنن الألاءة تعلق (4) وفي بعض الحديث: تسرح في الجنة (5). ومعناه ترتعي وقال الله (6) تبارك وتعالى (6) " حين تريحون وحين تسرحون - (7) ". = سنة 68 ه (انظر تهذيب التهذيب 6 / 71). (6) من مص وحدها. (7) غير موجود في الفائق. (1) الحديث في الفائق 2 / 184 وفيه (أي تأكل وتصيب يقال: علقت البهيمة تعلق علوقا - إذا أصابت من الورق وعلقت الابل العضاة إذا تسنمتها ومنه علق فلان فلانا إذا تناوله بلسانه). (2) بهامش الاصل: (يقال الظباء تعلق الشجر بأفواهها أي تناول - بالقاف بعد لام مضمومة في المستقبل مفتوحة في الماضي - تمت). (3) ما يأتي بين الحاجزين ليس في الاصل وأثبتناه من ل ور ومص. (4) صدره كما في اللسان (علق): (الكامل) أو فوق طاوية الحشى رملية (5) الرواية في الفائق 2 / 184. (6 - 6) في ر: عزوجل. (7) سورة 16 آية 6. (*)
[ 354 ]
وقال أبو عبيد: في حديث عبيد (1) بن عمير (1) الليثي (2) الإيمان هيوب (3). فبعض الناس يحمله على أنه يهاب، وليس هذا بشئ، ولو كان كذلك لقيل: مهيب، ومع هذا أنه معنى ضعيف (4) ليس فيه علة (5) إن لم يكن في الحديث إلا أن المؤمن يهابه الناس، فما في هذا من (2) علم يستفاد، وإنما تأويل قوله: الإيمان هيوب - (1) المؤمن هيوب (1) يهاب الذنوب لأنه لولا الإيمان ما هاب الذنوب (1) ولا خافها (1)، فالفعل كأنه للإيمان، وإذا كان للإيمان فهو للمؤمن، ألا تسمع إلى قوله: " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا (6) " إنما هيبته مريم (2) بالتقوى ويروى في هذا عن أبي وائل أنه قال قد (2) علمت مريم أن التقي ذو نهية (7) ومنه قول عمر بن عبد العزيز: التقي ملجم، فإنما هذا من قبل التقوى والإيمان، وهو جائز في كلام العرب أن يسمى (1 - 1) ليس في ل. (2) من مص وحدها. (3) الحديث كذلك في النهاية 4 / 277 عن عبيد بن عمير وأما في الفائق 3 / 225 ذكره الزمخشري عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما. (4) من هنا إلى (علم يستفاد) ليس في ل. (5) في مص: علم. (6) سورة 19 آية 18. (7) بهامش ل: (عقل) - أي معنى النهية. (*)
[ 355 ]
الرجل باسم الفعل، ألا تسمع إلى قوله " ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر - (1) " إنما تأويله فيما يقال - والله أعلم: ولكن البر إيمان من آمن بالله (2)، فقام الاسم مقام الفعل، وكذلك الإيمان هيوب، قام (3) الإيمان مقام المؤمن (4). وقال أبو عبيد: في حديث عبيد (5) بن عمير (5) أرض الجنة مسلوفة (6). (1) سورة 2 آية 177. (2) ليس في ل. (3) في ل: فأقام. (4) قال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 60 (لو كان هذا على ما فسر لم يكن في الحديث فائدة ومن يشك في أن المؤمن يهاب الذنوب وإنما أراد المؤمن مهيب يجله الناس ويهابونه فجاء بفعول في موضع مفعول كما تقول: حلوب القوم - لما يحلبونه وركوبهم لما يركبونه قال الله عزوجل (وذللنها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون) (سورة 36 آية 72) وقال الشماخ وذكر الحمير: (الوافر) إذا ما اشتاقهن ضربن منه * مكان الرمح من أنف القدوع ويريد الفرس المقدوع ومثل هذا الحديث: من خاف الله عزوجل اخاف الله منه كل شئ). (5 - 5) ليس في ل. (6) أخرج ابن الاثير هذا الحديث في النهاية 2 / 190 عن ابن عباس وقال (مسلوفة أي ملساء لينة ناعمة هكذا أخرجه الخطابي والزمخشري عن ابن عباس وأخرجه أبو عبيد عن عبيد بن عمير الليثي وأخرجه الازهري عن محمد ابن الحنفية). كذا في المغيث ص 293 عن ابن عباس وفي الفائق 1 / 610 (أرض الجنة مسلوفة وحصلبها الصوار وهواؤها السجسج - هي اللينة الملساء كأنها سلفت بالمسلفة = (*)
[ 356 ]
قال الأصمعي: هي المستوية (1) أو المسواة (1) - (2) شك أبو عبيد (2)، قال: وهذه لغة أهل اليمن والطائف وتلك (3) الناحية، يقولون (4) سلفت الأرض أسلفها ويقال للحجر الذي تسوي به الأرض: مسلفة. وقال أبو عبيد: وأحسبه حجرا مدمجا يدحرج به (5) على الأرض لتستوي. وقال أبو عبيد: في حديث عبيد (3) بن عمير (2) أهل القبور يتوكفون الأخبار، فإذا مات الميت سألوه: ما فعل فلان وما فعل فلان - من حديث ابن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير (6). قال أبو عمرو: يتوكفون - يتوقعون والتوكف التوقع. وقال أبو عبيد: في حديث عبيد (1) بن عمير (1) أن الرجل ليسأل عن = الحصلب: التراب الصوار: المسك السجسج: أرق ما يكون من الهواء). (1 - 1) ليس في ل. (2 - 2) من مص وحدها. (3) في ل: تيك. (4) في ر: يقول. (5) من مص وحدها. (6) ليس الاسناد في ل والحديث في الفائق 3 / 180 وفيه (أهل الجنة) موضع (أهل القبور) وقال فيه الزمخشري (يقال: توكف الخبر وتوقعه وتسقطه - إذا انتظر وكفه ووقوعه وسقوطه من وكف المطر إذا وقع ويدل على أنه منه ما رواه الاصمعي من قولهم: استقطر الخبر واستودقه). (*)
[ 357 ]
كل شئ حتى عن حية أهله (1). قوله: حية أهله - يعني كل شئ حي مثل الدابة (2) والكلب (2) والهر ونحو ذلك. وإنما قال حية - بالهاء (3)، ولم يقل: حي لأنه ذهب (4) إلى كل نفس أو دابة حية فأنث لذلك. (6) وقال أبو عبيد: في حديث عبيد بن عمير في الموقوذة إذ طرفت بعينها أو مصعت بذنبها (7). ق وله: مصعت بذنبها - يعني أن يحركه والمصع: التحريك، ومنه حديث مجاهد: قال: البرق مصع ملك يسوق السحاب - قال حدثنيه الفزاري عن عثمان بن الأسود عن مجاهد (8)، ومما يصدق ذلك حديث علي قال: البرق مخاريق الملائكة - حدثناه ابن مهدي عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ربيعة بن الأبيض عن علي (9). (1) الحديث في الفائق 1 / 320 وفيه (أي عن كل نفس حية في بيته من هرة وفرس وحمار وغير ذلك). (2 - 2) من ل وحدها. (3) من مص وحدها. (4) في ر: يذهب. (5) ليس في ل. (6) الحديث الآتي مع شرحه ليس في ل. (7) الحديث في الفائق 3 / 31 وفيه (أي ضربت به وحركته). (8) الحديث في الفائق 3 / 31 وفيه (أي ضربه للسحاب وتحريكه له لينساق). (9) الحديث في الفائق 1 / 338 وقال فيه (جمع مخراق وهو ثوب يفتل = (*)
[ 358 ]
حديث يزيد (*) بن شجرة (1) رحمه الله (1) وقال أبو عبيد: في حديث يزيد بن شجرة و (2) كان عمر يبعثه على الجيوش (3) قال: فخطب (3) الناس فقال: اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن أثر نعمته عليكم إن كنتم ترون ما أرى (4) من بين (4) أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وفي الرحال وما فيها، إلا أنه إذا التقى الصفان في سبيل الله فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وتزين الحور العين، = يتضارب به ثم يقال للسيوف الخفاف: مخاريق - تشبيها قال: (الوافر) مخاريق بأيدي لاعبينا.) وبهامش الفائق - أوله: كأن سيوفنا منا ومنهم) والبيت لعمرو بن كلثوم كما في معلقته واللسان (خرق) (*) يزيد بن شجرة الرهاوي أمير حازم شجاع من أصحاب معاوية رضى الله عنه سيره معاوية إلى مكة في ثلاثة آلاف فارس فدخلها وخطب بها وأراد أن يقيم فنازعه قثم بن عباس وكان من جهة علي رضي الله عنه فاصطلحا على أن يقيم الموسم حاجب الكعبة ثم عاد إلى الشام فكان يغزو الثور ويشهد الفتوح إلى أن قتل هو وأصحابه في البحر سنة 58 ه (انظر الكامل لابن الاثير 3: 197 والطبقات الكبير 7 / 156). (1 - 1) من مص وحدها. (2) في ل: قال. (3 - 3) في: أنه خطب. (4 - 4) في الفائق: من ما بين. (*)
[ 359 ]
فإذا أقبل الرجل (1) بوجهه إلى القتال قلن: اللهم ثبته (2) اللهم انصره (2)، وإذا أدبر احتجبن منه (3) وقلن: اللهم اغفر له فانهكوا وجوه القوم (4) فدى لكم (4) أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين - قال: حدثناه أبو حفص الأبار وأبو اليقظان كلاهما عن منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة (5). قوله: من بين أحمر وأصفر وأخضر، بعض (6) الناس يحمله على زينة الحور العين، ولا أراه أراد ذلك لأنه إنما ذكر الحور العين بعد ذا، ولكنه أراد عندي زهرة الأرض وحسن نباتها وهيئة القوم في لباسهم ومما يبين ذلك قوله: وفي الرحال وما فيها، قال (7): فذكرهم نعمة الله عليهم في أنفسهم وفي (8) أهاليهم. وقوله: ولا تخزوا الحور العين، ليس من الخزي (9) لأنه لا موضع (9) للخزي ههنا، ولكنه من (10) الخزاية، وهي الاستحياء (1) ليس في ل. (2 - 2) ليس في ل. (3) في ل: عنه. (4 - 4) في ر: فداكم. (5) الحديث في الفائق 1 / 294. (6) في ل: فبعض. (7) من ر وحدها. (8) من مص وحدها. (9 - 9) في ر ومص: ولا موضع. (10) ليس في ر. (*)
[ 360 ]
يقال من الهلاك: خزي الرجل يخزى خزيا، ويقال (1) من الحياء: خزي (2) يخزى خزاية، ويقال: خزيت فلانا - إذا استحييت منه، قال ذو الرمة (3) في الخزاية (3) يذكر ثورا فر من الكلاب ثم كر عليها (4) (فقال: [ البسيط ] خزاية أدركته بعد جولته * من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب (5) وقال القطامي): (الكامل) حرجا وكر كرور صاحب نجدة * خزي الحرائر أن يكون جبانا (6) (3) أراد: خزي الرجل الحرائر - أي استحيى منهن أن يفر (3) فالذي أراد ابن شجرة بقوله: لا تخزوا الحور العين - أي (7) لا تجعلوهن يستحيين منكم ولا عرضوا لذلك (8) منهن. وقوله: انهكوا وجوه القوم، يقول: اجهدوهم - أي: ابلغوا (1) ليس في ل. (2) زاد في ل: الرجل. (3 - 3) ليس في ل. (4) ما بين القوسين سقطت من ر. (5) كذا البيت في ديوانه ص 25 واللسان (خزا) وفي ل ومص (مخلوطا به) مكان (مخلوطا بها). (6) البيت في ديوانه ص 63 واللسان (خزا). (7) ليس في ر. (8) في ل: لذاك. (*)
[ 361 ]
جهدكم، ولهذا قيل (1): نهكته الحمى تنهكه نهكا ونكهة - إذا جهدته وأضنته. حديث علقمة (*) بن قيس (2) رحمه الله (2) وقال أبو عبيد: في حديث علقمة (3) بن قيس (3) أنه كان إذا رأى من أصحابه بعض الأشاش مما يعظهم - قال: حدثنيه عبد الرحمن (3) ابن مهدي (3) عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة (4). قال الأصمعي وغيره: قوله: الأشاش يريد الهشاش، فجعل الهاء همزة مثل: أرقت الماء وهرقت الماء (5). (3) قال أبو عبيد: والهشاش والهشاشة واحد، وهو أن يهش الإنسان للشئ يشتهيه وينشط له (3) (1) في ر يقال. (*) علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الهمداني الكوفي أبو شبل تابعي كان فقيه العراق يشبه ابن مسعود رضي الله عنه في هديه وسمته وفضله ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم شهد صفين وغزا خراسان وأقام بخوازرم سنتين ودخل مرو فأقام بها مدة وسكن الكوفة ومات فيها سنة 62 ه ولم يولد له (انظر تهذيب التهذيب 7 / 276). (2 - 2) من مص وحدها. (3 - 3) ليس في ل. (4) الحديث في الفائق 1 / 33 وفي كتاب الطبقات الكبير 6 / 60 (كان علقمة إذا رأى من القوم أشاشا ذكرهم في الايام). (5) وفي الفائق (همزته مبدلة من هاء الهشاش كما قيل في ماه: ماء وتلحقه التاء كما يقال الهشاشة. ما في (مما يعظهم) مصدرية وقبلها مضاف محذوف، = (*)
[ 362 ]
وإنما يراد من هذا الحديث أنه كان إذا رأى منهم نشاطا وهشاشة للموعظة وعظهم. ولا يفعل ذلك في غير هذه الحال فيملهم وهذا شبيه بحديث عبد الله قال: كان رسول الله (1) صلى الله عليه وسلم (1) يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا ]. أحاديث (2) شريح (*) بن الحارث [ رحمه الله - (3) ] وقال أبو عبيد: في حديث شريح [ بن الحارث - (3) ] أنه كان لا يرد العبد من الادفان ويرده من الإباق البات (4). = أي كان من أهل موعظتهم إذا رآهم نشطين لها ويجوز إن تكون موصولة مقامة مقام من أرادة لمعنى الوصفية). (1 - 1) ليس في ل. (2) في ل ور: حديث. (*) شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر الكندي أبو أمية الكوفي من أشهر القضاة الفقهاء في صدر الاسلام كان من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن ولى القضاء الكوفة في زمن عمر وعثمان وعلي ومعاوية رض الله عنهم أقام على القضاة ستين سنة وقضى بالبصرة سنة واستعفى في أيام الحجاج فأعفاه سنة 77 ه كان ثقة في الحديث ومأمونا في القضاء. عمر طويلا ومات بالكوفة سنة 78 ه (تهذيب التهذيب 4 / 326) (3) من مص. (4) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه ابن ابي عدي عن ابن عون وهشام عن محمد بن سيرين عن شريح ويزيد عن هشام عن محمد عن (في ر: بن - خطأ) شريح - الحديث في الفائق 1 / 403 وفيه (قال أبو زيد: هو أن يروغ من مواليه = (*)
[ 363 ]
قال يزيد: الادفان أن يأبق قبل أن ينتهى به (1) إلى المصر الذي يباع فيه، فإن أبق من المصر فهو الإباق الذي يرد منه قال أبو زيد: الادفان أن يروغ مواليه اليوم واليومين، يقال (2): عبد دفون - إذا كان فعولا لذلك. وكان أبو عبيدة يقول: الادفان أن لا يغيب من المصر في غيبته. [ قال أبو عبيد: وأما في كلام العرب فهو على ما قال أبو عبيدة وأبو زيد، وأما الحكم فعلى ما قال يزيد، إنه (3) إذا سبي فأبق قبل أن ينتهى به إلى المصر فوجد فذاك (4) ليس بإباق (5) ويرد منه، فإذا صار إلى المصر فأبق فهذا يرد منه في الحكم وإن لم يغب عن المصر - (6) ]. = اليوم أو اليومين ولا يغيب من المصر وهو افتعال من الدفن لانه يدفن نفسه أي يكتهما وعبد دفون وفعله الدفان). (1) ليس في ر. (2) زاد في ل: منه. (3) من ل. (4) في ر: فذلك. (5) في ر: بآبق. (6) العبارة المحجوزة من ل ور ومص. وقال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 61: (لست أدرى لم جعل كلام العرب على شئ والحكم على غيره ولا أرى الحكم إلا عليه أيضا وإن كان الذي قال يزيد صحيحا لان الادفان هو الافتعال من الدفن ومعناه التوارى بالمصر كأنه يدفن نفسه في أبيات المصر اليوم واليومين فهذا لا يكون ابقا لان العبد قد يخاف على نفسه عقوبة ذنب فعله فيفعل ذلك فكان شريح لا يرد بهذا ويرد بالاباق البات أي القاطع عن البلد = (*)
[ 364 ]
وقال [ أبو عبيد - (1) ]: في حديث شريح أنه قضى في رجل نزع في قوس رجل (2) فكسرها فقال له شرواها (3). قال الكسائي أو غيره شرواها: مثلها، وشروى (4) كل شئ مثله (5) [ قال أبو عبيد: ولا أرى (6) أصل هذا إلا (7) مأخوذا (8) من الشرى، يقول: عليه ما يشتري به (9) مثل الذي كسر (10) أو عليه مثل الذي كسر (10) وهذا قول لا يقول به من يقول بالرأي، فقد جامع حديث = والاباق يند ويخرج عن المصر كذلك هو في كلام العرب قال الله جل وعز في يونس عليه السلام (إذ أبق إلى الفلك المشحون) (سورة 37 آية 140)). وزيد في الفائق (البات: الذي لا شبهة فيه وهو من اليمين الباتة وهي المنقطعة عن علائق الشروط وقد بتت بتوتا). (1) من ل ور ومص. (2) من ر وفي الاصل ول ومص: لرجل. (3) ليس الحديث في الفائق. (4) بهامش الاصل (الشروي - مقصور قوله: شرواها - أي ما يشترى) مثلها في القيمة - وعن شريح ومسروق: على القصار شروى الثوب إذا أخذه - أي عليه ما يشترى به مثل الثوب) في الفائق 1 / 655 (حديث شريح: انه كان يضمن القصار شرواه). (5) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (6) في ر: لا أدري. (7) ليس في ر. (8) في ر: مأخوذ. (9) من مص وحدها. (10 - 10) ليس في ر. (*)
[ 365 ]
شريح (1) هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (2) فيه تقوية له (2): أنه كان عند امرأة من نسائه فأهدت إليه امرأة من أزواجه (3) قصعة فيها ثريد فكسرتها، قال (4) فقال رسول الله صلى الله (5) عليه وسلم (5): غارت أمكم، ثم انتظر حتى جاءت قصعة صحيحة فبعث بها إلى صاحبة (6) القصعة المكسورة - قال سمعت يزيد يحدثه عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم - (7) ]. حديث الربيع (*) بن خثيم [ رحمه الله - (8) ] وقال أبو عبيد: في حديث الربيع بن خثيم أنه كان يقول (1) زاد في ر ومص: في. (2 - 2) ليس في ر وفي ل (لحديث شريح) بدل (له). (3) في ر: نسائه. (4) ليس في ر. (5 - 5) ليس في ل. (6) في ل: صاحب. (7) الحديث في (دي) بيوع: 58. (*) الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله بن موهب بن منقذ الثوري أبو يزيد الكوفي تابعي ثقة كان ورعا صدوقا شهد صفين مع علي رضى الله عنه مات بعد قتل الحسين رضى الله عنه سنة 63 ه (انظر تهذيب التهذيب 3 / 242 تذكرة الحفاظ ص 57). (8) من مص. (*)
[ 366 ]
لمؤذنه (1) يوم الغيم: أغسق أغسق (2). [ قال أبو عبيد: قوله: أغسق - (3) ] يقول: أخر المغرب حتى يغسق (4) الليل، وهو إظلامه - يعني أنه يستحب تأخير المغرب في اليوم (5) المتغيم. (6) [ وكذلك يروى عن الحسن قال (7) حدثنا عباد بن عباد عن هشام عن الحسن أنه كان يستحب تأخير الظهر وتعجيل العصر وتأخير المغرب في يوم الغيم. (8) ويقال: يغسق وأغسق - (8) ]. حديث مسروق (*) (9) بن الأجدع (9) رحمه الله (10) وقال أبو عبيد: في حديث مسروق [ بن الأجدع - (11) ] ما شبهت (1) زاد في ل: في. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن بكر بن ماعز عن الربيع بن خثيم - الحديث في الفائق 2 / 227. (3) من ر ومص. (4) بهامش الاصل: غسق - بفتح السين يغسق - بكسرها: إذا أظلم - تمت. (5) في ل: يوم. (6) العبارة الآتية المجحجوزة من ل ور ومص. (7) من مص وحدها. (8 - 8) من ر وحدها. (*) مسروق بن الاجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله الهمداني الوداعي الكوفي العابد أبو عائشة تابعي ثقة من أهل اليمن قدم المدينة في أيام أبي بكر رضى الله عنه سكن الكوفة وشهد حروب علي رضى اله عنه كان أعلم بالفتوى من شريح رضى الله عنه وشريح أعلم منه بالقضاء مات سنة 63 ه (انطر تهذيب التهذيب 10 / 109). (9 - 9) ليس في ل. (10 - 10) ليس في ل ور. (11) من ل ور ومص. (*)
[ 367 ]
بأصحاب (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) إلا الإخاذ تكفي الإخاذة الراكب وتكفي الإخاذة الراكبين وتكفي الإخاذة الفئام من الناس (2). قال أبو عبيدة (3): هو الإخاذ (4) بغير هاء، وهو مجتمع الماء شبيه بالغدير وجمع الإخاذ أخذ قال الأخطل: [ البيسط ] فظل مرتبئا والأخذ قد حميت * وظن أن سبيل الأخذ مثمود (5) (6) [ وقال عدي بن زيد يصف مطرا: (الخفيف) فاض فيه مثل العهون من الرو * ض وما ضن بالإخاذ غدر (7) (8) قال أبو عمرو مثله وزاد فيه: وأما الإخاذة - بالهاء - فإنها الأرض يأخذها الرجل فيحوزها لنفسه ويتخذها ويحييها (8). (1 - 1) في ل ور ومص: محمد. (2) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مسروق - الحديث في الفائق 1 / 17 وفيه (أصحاب) مكان (بأصحاب) وشمس العلوم باب الهمزة والخاء. (3) في ر: أبو عبيد. (4) بهامش الاصل (بالخاء معجمة والذال معجمة ليجتمع فيه الماء كالغدير - تمت ش (باب الهمزة والخاء)). (5) البيت في ديوانه ص 149 وشمس العلوم باب الهمزة والخاء والبيت محرف في اللسان (أخذ) وبهامش الاصل (المثمود الماء كثرت عليه الشفاة - تمت ش (باب الثاء والميم). (6) ما بين الحاجزين من ل ور ومص. (7) أنشده في اللسان (أخذ) والفائق 1 / 17. (8 - 8) ليس في ر. (*)
[ 368 ]
(1) والفئام: الجماعة من الناس - (1) ]. أحاديث (2) أبي وائل (*) رحمه الله - (3) ] (4) [ وقال أبو عبيد: في حديث أبي وائل حين دعاه الحجاج فأتاه (5) فقال له: أحسبنا قد روعناك، فقال أبو وائل: أما إني بت أقحز البارحة - ثم ذكر كلاما فيه طول - قال حدثناه محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون كلاهما عن العوام عن إبراهيم مولى صخير (6) عن أبي وائل (7). (1 - 1) من مص وحدها وفي المغيث ص 442: (في الحديث: يكون الرجل على الفئام من الناس - أي الجماعات قال الفرزدق: (الوافر) فئام ينهضون إلى فئام والفئام الجمل العظيم ووطاء مشاجر وبنيقة تزاد في الدلوا والجمع فئوم). (2) في ل ور: حديث. (*) هو شقيق بن سلمة الاسدي أبو وائل الكوفي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره مولده سنة إحدى من الهجرة. كان ثقة كثير الحديث سكن الكوفة وكان من عبادها. مات بعد الجماجم سنة 82 ه (انطر تهذيب التهذيب 4 / 361). (3) من مص. (4) ما بين الحاجزين من ل ور ومص. (5) ليس في ل. (6) في ر: سخير - محرفا. (7) الحديث في الفائق 2 / 319 وقال فيهخ الزمخشري (أي انزى من الخوف من قولهم: ضربه فقحز - أي قفز ثم سقط ومنه قيل للفخ القفاذة والقحازة = (*)
[ 369 ]
قوله: أقحز - يعني أنزى، يقال: قد قحز الرجل فهو يقحز - إذا قلق، (1) وهو رجل قاحز (1) وقال رؤبة: (الرجز) إذا تنزى قاحزات القحز (2) وقال أبو كبير يصف الطعنة: (الكامل) مستنة سنن الغلو مرشة * تنفي التراب بقاحز معرورف (3) يعني خروج الدم باستنان (4) وأنها تدفع التراب لشدة الدم والمعروف الذي له عرف من ارتفاعه ]. وقال أبو عبيد: في حديث أبي وائل أنه صلى على امرأة كانت ترهق (5). قوله: ترهق - يعني تتهم (6) وتؤبن بشر (6)، يقال منه: رجل (7) = لانه يقفز ويقال للقوس التي تنزو: ما هذه القحزى وقحز الظبي قحزا وقحوزا إذا نزا). (1 - 1) من ل وحدها. (2) كذا في اللسان (قحز). (3) البيت في ديوان الهذليين ق 2 ص 110 واللسان (قحز). (4) من مص في ل: بالاستنان في ر: بالستان - كذا. (5) زاد في ل ور ومص قال حدثناه مروان بن معاوية (الفزاري) عن الزبرقان الاسدي عن أبي وائل - الحديث في الفائق 1 / 515 وفيه: أي تنسب إلى الرهق - يعني غشيان المحارم). (6 - 6) ليس في ل ور. (7) ليس في ر. (*)
[ 370 ]
مرهق، وفيه رهق - إذا كان يظن به السوء (1) (2) [ قال معن بن أوس يمدح رجلا: (البسيط) كالكوكب الأزهر انشقت دجنته * في الناس لا رهق فيه ولا بخل (3) والمرهق في غير هذا الذي يغشاه الناس وينزل به الضيفان، قال زهير يمدح رجلا: (الكامل) ومرهق النيران يحمد في - لأواء غير ملعن القدر (4) وأصل الرهق أن يأتي الشئ ويدنو منه، يقال: رهقت القوم - غشيتهم ودنوت منهم قال الله (5) تبارك و (5) تعالى: " ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة (6) ". وقال أبو عبيد: فحديث أبي وائل (7) في قول الله عز وجل (7) " أقم الصلوة لدلوك الشمس (8) " قال: دلوكها غروبها، قال: وهو في (1) من ل ور ومص في الاصل: الشر. (2) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (3) البيت في اللسان (رهق) وفيه (قال ابن أحمر يمدح النعمان بن بشير الانصاري). (4) البيت في ديوانه ص 91 واللسان (رهق). (5 - 5) من ل وحدها. (6) سورة 10 آية 26. (7 - 7) ليس في ر وفي ل: قوله. (8) سورة 17 آية 78. (*)
[ 371 ]
كلام العرب: دلكت براح (1) - قال: حدثناه شريك عن عاصم عن أبي وائل. (2) قال أبو عبيد (2): قوله: دلكت براح (3)، يقول: غابت وهو ينظر إليها وقد وضع كفه على حاجبه، ومنه قول العجاج: (الرجز) أدفعها بالراح كي تزحلفا وقال غيره: (الرجز) هذا مقام قدمي رباح * غدوة حتى دلكت براح (4) قال: وفيه لغة أخرى يقال (3): دلكت براح - مثل قطام (5) ونزال غير منونة. (2) قال أبو عبيد: وقال الكسائي يقال هذا يوم راح - إذا كان شديد الريح، قال (2): ومن قال: دلوكها زيغها ودلوكها دحضها، (6) فهما أيضا (6) ميلها. وقال غير أبي وائل: الدلوك (7) ميلها بعد نصف النهار: قال حدثنيه يحيى بن سعيد عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر. قال أبو عبيد: (1) في ر: برائح - خطأ والحديث في الفائق 1 / 409. (2 - 2) ليس في ل. (3) ليس في ر. (4) في اللسان (برح دلك) والفائق 1 / 409 (ذبب) مكان (غدوة). (5) في مص: حزام. (6 - 6) في ر: فهذا جميعا. (7) في ر: دلوكها. (*)
[ 372 ]
وأصل الدلوك أن تزول عن موضعها فقد يكون هذا في (1) قول ابن عمر وقول أبي وائل جميعا (2). وفي هذا الحديث حجة لمن ذهب بالقرآن إلى كلام العرب إذا لم يكن فيه حكم ولا حلال ولا حرام، ألا تراه يقول: وهو في (3) كلام (1) زاد في ل: معنى. (2) قال الزمخشري في الفائق 1 / 409 (قوله: براح فيه قولان: أحدهما أنه جمع راحة - يعني أنهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينطرون هل غربت قال: الرجز) هذا مقام قدمي رباح * ذبب حتى دلكت براح والثاني: أن براح - بوزن قطام - اسم للشمس وهي معدولة عن بارحة سميت بذلك لظهورها وانكشافها من البراح البراز وبارحة: كاشفة وعلة بنائها شبهها بفعال في الامر). وفي المغيث ص 58: (في الحديث: حتى دلكت براح ذكره صاحب الغريبين في كتاب الراء على أن تكون الباء مكسورة زائدة وقال: يعني أن الشمس إذا مالت فالناظر إليها يضع راحته على عينه يتوقى شعاعها وهذا قول بعيد لان صاحب العين والمجمل ذكرا أن براح - بفتح الباء وكسر الحاء على وزن فعال وحذام وقطام - اسم الشمس والباء على هذا أصلية غير ملصقة قال الشاعر: هذا مقام قدمي رباح * غدوة حتى دلكت براح وهذا القول أولى لان الشمس لم يجر لها ذكر يرجع الضمير إليه وقيل سميت به لانها تستقر من قولهم: ما برح - أي ما زال وغدوة غير منون أي من غدوة هذا اليوم معرفة مؤنث). (3) من ل وحدها. (*)
[ 373 ]
العرب دلكت براح. وقد روي مثل هذا عن (1) ابن عباس - قال: حدثنيه يحيى عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات (2) والأرض (2) حتى أتاني أعرابيان يختصمان (2) في بئر (2) فقال أحدهما: أنا فطرتها (3). أي (4) أنا ابتدأتها (5). قال: وحدثنا هشيم عن حصين عن عبيدالله (6) بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه كان يسئل عن القرآن فينشد فيه الشعر (7) ]. (8) وقال [ أبو عبيد - (8) ]: في حديث أبي وائل مثل قراء هذا الزمان كمثل غنم ضوائن ذات صوف عجاف أكلت من الحمض وشربت من الماء حتى انتفجت أو انتفخت خواصرها - الشك من أبي عبيد - فمرت برجل فأعجبته فقام إليها فغبط منها شاة فإذا هي لا تنقي ثم غبط منها (1) ليس في ل. (2 - 2) ليس في ر. (3) الحديث في الفائق 2 / 285 وفيه (أي ابتدأت حفرها). (4) من مص وحدها. (5) في ر: بدأتها. (6) في ر: عبد الله - خطأ انظر تهذيب التهذيب 7 / 23. (7) زاد في ل: (يتلوه...) موضع النقاط مطموس. (8) زاد في ل: (الجزؤ الوافي عشرين من غريب الحديث عن أبي عبيد القاسم ابن سلام البغدادي رحمة الله عليه - بسم الله الرحمن الرحيم). (9) من ل ور ومص. (*)
[ 374 ]
أخرى فإذا هي لا تنقي فقال: أف لك سائر اليوم (1). قوله: غبط (2)، يقول (3): جسها [ يقال: غبطت الشاة أغبطها غبطا - إذا أضجعتها ثم لمست منها الموضع الذي يعرف به سمنها من الهزال - (4) ]. وقال بعضهم: فعبط - بالعين، فمن قال (5) بالعين فإنه أراد الذبح، / يقال: اعتبطت الغنم والإبل إذا ذبحت أو نحرت من غير داء ولهذا قيل للدم الخالص: عبيط. (6) [ والعبيط الذي ذبح من غير علة. حديث مرة (*) بن شراحيل الهمداني (7) (8) رحمه الله (8) وقال أبو عبيد: في حديث مرة (9) بن شراحيل الهمداني (9) أنه عوتب (1) زاد في ل ور ومص: قال حدثت به عن ابن المبارك عن معمر عن سليمان الاعمش عن أبي وائل - الحديث في الفائق 2 / 49 وفيه (ذوات) مكان (ذات) و (الحمضي) بدل (الحمض). وقال الزمخشري فيه ((ضوائن) جمع ضائنة. الانتفاج والانتفاخ بمعنى. تنقى من النقي وهو المخ أي فإذا هي مهزولة). (2) بهامش الاصل (الغبط - بغين معجمة: الجس وبالمهملة الذبح - تمت). (3) في ل: يعنى. (4) من ل ور ومص. (5) في ل: قالها. (6) العبارة من هنا إلى علامة ()) من ل ور ومص. (*) مرة بن شراحيل الهمداني السكسكي أبو إسماعيل الكوفي المعروف بمرة الطيب ومرة الخير لقب بذلك لعبادته أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره تابعي ثقة وكان يصلى في اليوم والليلة خمسمائة ركعة توفى سنة 76 ه (انظر تهذيب التهذيب 10 / 88). (7) من ل وحدها. (8 - 8) من مص وحدها. (9 - 9) ليس في ل. (*)
[ 375 ]
في ترك الجمعة فذكر أن به وجعا يقري ويجتمع وربما ارفض في إزاره - قال حدثناه معاذ عن المسعودي عن حمزة العبدي عن مرة (1). قال الأصمعي (2) وغيره (2): قوله ارفض - يعني أن (3) يسيل ويتفرق وكذلك الدمع يرفض من العين. وقوله: يقري - يعني يجمع المدة، وكذلك كل شئ جمعته في شئ مثل الماء تحوله من موضع إلى موضع يقال منه (4): قد قريته أقريه. ومنه حديث هاجرة أم إسماعيل (5) عليه السلام (5) حين فجر الله لها زمزم قال: فقرت في سقاء أو شنة كانت معها - قال: سمعت يحيى بن سعيد يحدثه عن ابن حرملة (6) عن سعيد بن المسيب في حديث طويل (2). وقوله: قرت - يعني أنها حولت الماء في الشنة وجمعته فيها، وكذلك نقول: قريت الماء في الحوض - إذا جمعته فيه، أقريه قريا ويقال للحوض: المقراة، لأنه يجمع فيه الماء. (1) الحديث في الفائق 2 / 339 وفيه (عوقب) مكان (عوتب). (2 - 2) ليس في ل. (3) ليس في مص. (4) من مص وحدها. (5 - 5) من مص وحدها. (6) في ر: أبو جرملة. هو عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو بن سنة الاسلمي أبو حرملة - انظر تهذيب التهذيب 6 / 161. (7) في ل: فيه طول. (*)
[ 376 ]
حديث عمرو (*) بن ميمون (1) رحمه الله (1) وقال أبو عبيد: في حديث عمرو بن ميمون لو أن رجلا أخذ شاة عزوزا فحلبها ما فرغ من حلبها حتى أصلي الصلوات الخمس (2). قال أبو عبيد: وإنما أراد التجوز في الصلاة. وقوله: شاة عزوزا (3)، هي الضيقة الإحليل يقال منه: قد (4) عزت الشاة و (5) تعززت - إذا صارت كذلك وأما الواسعة الإحليل فإنها الثرور، وقد ثرت تثر وتثر ثرا ]. (7) [ حديث أبي ميسرة (* *) (1) رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث أبي ميسرة لو رأيت رجلا يرضع (*) عمرو بن ميمون الاودي إبو عبد الله ويقال أبو يحيى الكوفي أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم تابعي ثقة ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصدق إليه وكان مسما في حياته وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضون به مات سنة 74 أو 75 ه (انظر تهذيب التهذيب 8 / 109). (1 - 1) من مص وحدها. (2) الحديث في الفائق 2 / 147. (3) في ل ور: شاة عزوز. (4) ليس في ل. (5) من مص وحدها. (6) ليس في مص. (7) العبارة الآتية المحجوزة من ر ومص. (* *) هو عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة الكوفي تابعي ثقة. = (*)
[ 377 ]
فسخرت منه خشيت أن أكون مثله - قال: حدثنيه ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة (1). قوله: يرضع - يعني أن يرضع الغنم من ضروعها ولا يحلب اللبن في الإناء وكانت العرب تعير بهذا الفعل، ولهذا قيل للرجل: لئيم راضع - أي (2) أنه يرضع الغنم من لؤمه، وإنما يفعل ذلك لأن لا يسمع صوت الحلب فيطلب منه اللبن. حديث زيد (*) بن صوحان (3) رحمه الله (3) وقال أبو عبيد: في حديث زيد بن صوحان حين ارتث يوم الجمل فقال: ادفنوني في ثيابي ولا تحسوا عني ترابا - قال: حدثناه أبو معاوية عن الشيباني عن المثنى بن بلال عن أشياخه عن زيد (4). = ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة كان من العباد وكانت ركبته كركبة البعير من كثرة الصلاة مات في الطاعون سنة 63 ه (تهذيب التهذيب 8 / 47). (1) الحديث في كتاب الطبقات الكبير 6 / 72 والفائق 1 / 486 وقال فيه الزمخشري (وفي أمثالهم: الام من راضع وهو مثبت في كتاب المستقصى بشرحه) انظر المستقصى 1 / 300. (2) من مص وحدها. (*) زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجاس العبدي أبو سليمان ويقال: أبو عائشة كان فاضلا دينا سيدا في قومه قيل: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه شهد الجمل مع علي رضى الله عنه كان من الامراء يوم الجمل وقتل في هذه الوقعة (انظر الاصابة 3 / 45). (3 - 3) من مص وحدها. (4) الحديث في الفائق 1 / 459. (*)
[ 378 ]
قوله: ارتث، هو أن يحمل من المعركة وبه رمق، فإن حمل (1) ميتا فليس بارتثاث، ولهذا قالت الخنساء حين خطبها دريد بن الصمة فقالت: أترونني تاركة بني عمي كأنهم عوالي الرماح ومرتثة شيخ بني جشم ؟ أي: إن كنت أريد حمله مثل المرتث من المعركة - تعني كبر سنه. وقوله: ولا تحسوا، يقول: لا تنفضوه، ومن هذا قيل: حسست الدابة أحسها (2) - إنما هو نفضك عنها التراب والحس في غير هذا القتل، قال الله (3) تبارك وتعالى (3): " إذ تحسونهم بإذنه (4) " ومنه الحديث الذي يروى عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (5) أو عن (6) بعض أصحابه أنه (6) أتي بجراد محسوس فأكله (7) - يعني الذي قد مسته النار - أي قتلته. وأما (8) الحس فهو بالألف، يقال منه: ما أحسست فلانا إحساسا. حديث عبد الرحمن (*) بن يزيد (5) رحمه الله (5) وقال أبو عبيد: في حديث عبد الرحمن بن يزيد أخي الأسود (* *) (1) في مص: احتمل. (2) من ر وحدها. (3 - 3) في ر: عزوجل. (4) سورة 3 آية 152 (5 - 5) من مص وحدها. (6) من مص وحدها. (7) الحديث في الفائق 1 / 259. (8) زاد في ر: من. (*) عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي أخو الاسود ابن يزيد تابعي ثقة وله أحاديث كثيرة توفى بالكوفة في ولاية الحجاج = (*)
[ 379 ]
ابن يزيد النخعي وسئل: كيف يسلم على أهل الذمة (1) ؟ (2) فقال: قل (2): أندر آيم - حدثناه فضل بن عياض عن منصور عن إبراهيم قال سألت عبد الرحمن بن يزيد - ثم ذكر ذلك (3). قال أبو عبيد: هذه كلمة فارسية معناها: أدخل، ولم يرد أن يخصهم بالاستئذان بالفارسية، ولكنهم كانوا قوما من المجوس من الفرس فأمره أن يسلم عليهم بلسانهم. وهو الذي يراد من الحديث أنه لم يذكر السلام قبل الاستئذان، ألا ترى أنه لم يقل: السلام عليكم اندرآيم وفي الحديث أيضا أنه رأى أن لا يدخل عليهم إلا بإذن ]. حديث الأحنف (*) بن قيس (4) رحمه الله (4) وقال أبو عبيد: في حديث الأحنف بن قيس حين قدم على عمر = قبل الجماجم وقيل: في الجماجم سنة 83 ه (انظر تهذيب التهذيب 6 / 299). (* *) الاسود بن يزيد بن قيس النخعي تابعي فقيه من الحفاظ كان عالم الكوفة في عصره (انظر تذكرة الحفاظ ص 50). (1) في ر: الكتاب. (2 - 2) في ر: قال. (3) ليس الحديث في الفائق. (*) الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين المري السعدي المنقري التميمي أبو بحر سيد تميم وأحد العظماء الدهاة الفصحاء الشجعان الفاتحين يضرب به المثل في الحلم ولد في البصرة وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره شهد الفتوح في خراسان واعتزل الفتنة يوم الجمل ثم شهد صفين مع علي رضى الله عنه كان صديقا لمصعب بن الزبير رضى الله عنه أمير العراق فوقد عليه بالكوفة = (*)
[ 380 ]
في وفد من (1) أهل البصرة فقضى حوائجهم فقال الأحنف: يا أمير المؤمنين إن أهل هذه الأمصار نزلوا في مثل حدقة البعير من العيون العذاب تأتيهم فواكههم لم (1) تخضد، وإنا نزلنا سبخة نشاشة طرف لها بالفلاة وطرف لها بالبحر الأجاج، يأتينا ما يأتينا في مثل مرئ النعامة فإن لم ترفع خسيتنا (2) بعطاء تفضلنا به على سائر الأمصار نهلك (3). قوله: [ مثل - (4) ] حدقة البعير من العيون العذاب - يعني كثرة مياههم وخصبهم، وأن ذلك عندهم كثير دائم، وإنما شبهه بحدقة البعير لأنه يقال: إن المخ ليس يبقى في (6) جسد البعير بقاءه في السلامى والعين، وهو في العين أبقى منه في السلامى أيضا، (7) ولذلك قال (7) الشاعر: [ الرجز ] = فتوفى فيها سنة 72 ه (تهذيب التهذيب 1 / 191 كتاب الطبقات الكبير ج 7 ق 1. ص 66). (4 - 4). ليس في ل ور. (1) ليس في ر. (2) بهامش الاصل (الخسيس: الشئ الدنى). (3) زاد في ل ور مص: قال حدثناه أبو النضر عن أبي سعيد المؤدب عن حمزة من ولد أنس بن مالك عن عمرو الاحنف - الحديث في الفائق 1 / 245. (4) من ل ور ومص. (5) ليس في ل. (6) زاد في ل: شئ من. (7 - 7) في ل: ومنه قول. (*)
[ 381 ]
لا يشتكين عملا ما أنقين * ما دام مخ في سلامى أو عين (1) والسلامى [ كل عظم مجوف مما صغر من العظام، ويقال: السلامى - (2) ] عظام صغار تكون في فراسن الإبل وقد تكون في الإنسان: (3) [ ومنه الحديث الآخر: على كل إنسان في كل سلامى صدقة ويجزئ من ذلك ركعتا الضحى (4). ولا يقال لمثل الظنبوب والزند وأشباه ذلك: سلامى، و (5) إنما يقال لمثل هذا: قصب، والسلاميات تكون في الناس في الأيدي والأرجل ]. وأما قوله: تأتيهم فواكههم لم تخضد - (6) يعني لقربها منهم فهي تأتيهم غضة لم تذهب طراءتها قتينا (7) وتنخضد، يقال للعود إذا تثنى (8) وهو رطب من غير أن ينكسر فتبين: قد انخضد، وقد خضدته [ أنا - (2) ] [ قال أبو عبيد: هكذا سمعتها في الحديث: تخضد، ويروى: تخضد - وهو عندي أجود - (9) ]. وقوله: سبخة نشاشة - يعني ما يظهر من ماء السباخ فينش فيها (1) قد سبق الرجز وما فيه في 3 / 10. (2) من ل. (3) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (4) سبق الحديث في 3 / 10. (5) من ر ومص. (6) من هنا إلى كلمة (وتنخضد) ليس في ل. (7) بهامش الاصل (الفتين: قليل الطعم). (8) من مص وفي الاصل ول ور: انثني. (9) من ور ومص. (*)
[ 382 ]
حتى يعود ملحا (1). وقوله: في مثل مرئ النعامة - يعني مجرى الطعام والشراب، وليس بالحلقوم، هو غيره أدق (2) منه وأضيق، وإنما هذا مثل ضربه يقول: ليس يأتينا شئ إلا ضيقا نزرا على نحو ما يدخل في مرئ النعامة. حديث صلة (*) بن أشيم [ رحمه الله - (3) ] وقال أبو عبيد: في حديث صلة بن أشيم طلبت الدنيا مظان حلالها فجعلت لا أصيب منها إلا قوتا، أما أنا فلا أعيل فيها، وأما هي فلا تجاوزني، فلما رأيت ذلك قلت أي نفس جعل رزقك كفافا فاربعي (4)، فربعت ولم (5) تكد (6). (1) وفي المغيث ص 571: (في حديث الاحنف: نزلنا سبخة نشاشة - يعني البصرة يقال: نش الغدير نضب ماؤه. وسبخة نشاشة تنش مث البز والقدر تنش - إذا أخذت في الغليان يعني ما ظهر من ماء السباخ فينش فيها ويعود ملحا. وقال أبو مهدية: الارض النشاشة التي يجف ثراها ولا ينبت مرعاها والنشاشة كذلك). (2) كذا في النسخ والمغيث ص 544 وفي ر: أرق. (*) صلة بن أشيم العبدي أبو الصهباء تابعي مشهور ثقة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره قتل في أول ولاية الحجاج بن يوسف على العراق سنة 75 ه (انظر الاصابة 3 / 260). (3) من مص. (4) زاد في ل: قال. (5) في ل: لما - خطأ. (6) زاد في ل ور ومص: قال حدثناه ابن علية عن يونس عن الحسن عن = (*)
[ 383 ]
قوله: مظان حلالها - يعين مواضع الحلال منها (1)، يقال: موضع كذا وكذا مظنة [ من - (2) ] فلان، أي معلم منه (3) (4) وقال (4) النابغة: [ الوافر ] فإن مظنة الجهل الشباب (5) ويروى: السباب (6) - أي موضعه ومعدنه (7). وأما قوله: فلا أعيل فيها - يقول: لا أفتقر وقال الكسائي: = أبي الصهباء صلة بن أشيم - الحديث في كتاب الطبقات الكبير ج 7 ق 1 ص 99 والفائق 2 / 103 وفيه (المظنة المعلم من ظن بمعنى علم - أي المواضع التي علمت فيه الحلال. لا أعيل: لا أفتقر من العيلة. فاربعي - أي اقيمي واستقرى وارضى بالقوت من ربع بالمكان حذف خبر كاد أي ولم تكد تربع). (1) ليس في ل ور ومص. (2) من ل ور ومص. (3) في: له. (4 - 4) في ل: ومنه قول. (5) بهامش الاصل (صدره: (الوافر) فان يك عامر قد قال جهلا) كذا في ديوانه ص 14 واللسان (ظئن). (6) بهامش الاصل (أي اشتم). (7) وفي المغيث ص 381: (والقياس فتح الظاء وكأن الهاء جوزت فيها الكسر أي طلبتها حيث يظن أنها حلال... وهي أيضا الوقت الذي يظن كون الشئ فيه). (*)
[ 384 ]
يقال: قد عال الرجل يعيل [ عيلة - (1) ] - إذا احتاج وافتقر (2) [ قال الله تبارك وتعالى: " وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله (3) " قال: وإذا أراد أنه كثر عياله قيل: قد (4) أعال يعيل، فهو رجل معيل. وأما (5) قول الله عز وجل (5): " وذلك أدنى أن لا تعولوا (6) " فليس من (7) الأول ولا الثاني (7)، يقال: معناه لا تميلوا ولا تجوروا - قال (8) حدثنيه يحيى بن سعيد عن يونس بن (9) أبي إسحاق عن مجاهد. والعول أيضا عول الفريضة، وهو (10) أن تزيد سهامها (11) فيدخل النقصان على أهل الفرائض (12) قال أبو عبيد: وأظنه مأخوذا من الميل، وذلك أن الفريضة إذا عالت فهي تميل على أهل الفريضة (12) جميعا (13) فتنقصهم ]. (1) من ل ور ومص. (2) العبارة الآتية المحجوزة من ل ور ومص. (3) سورة 9 آية 28. (4) من ر وحدها. (5 - 5) في ل ومص: قوله. (6) سورة 4 آية 3. (7 - 7) في ل: الاولى ولا الثانية. (8) من ل وحدها. (9) في ل: عن - كلاهما صحيح لان يونس وأباه أبا إسحاق هما يرويان عن مجاهد. (10) في ل ومص: هي. (11) في ل: سهاما. (12 - 12) ليس في ر. (13) ليس في ل. (*)
[ 385 ]
وقوله: كفافا فاربعي - يقول (1): اقتصري (2) على هذا (3) وارضي به يقال للرجل: قد ربع على المنزل - إذا أقام عليه، وفلان لا يربع عليه (4) - إذا لم يقم عليه. أحاديث (5) مطرف (*) بن (6) عبد الله بن (6) الشخير [ رحمه الله - (7) ] (8) [ وقال أبو عبيد: في حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير (9) رحمه الله (9) قال (10): وجدت هذا العبد بين الله وبين الشيطان، فإن (1) في: يعني. (2) في مص: اقصري. (3) زاد في ر: الوجه. (4) في ل ور ومص: على فلان. (5) في ل ور: حديث. (*) مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي العامري أبو عبد الله زاهد من كبار التابعين ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان ثقة ذا فضل وورع وأدب له كلمات في الحكمة مأثورة كانت إقامته ووفاته في البصرة مات في الطاعون سنة 87 ه (انظر تهذيب التهذيب 10 / 173). (6 - 6) ليس في ل. (7) من مص. (8) الحديث الآتي مع شرحه من ل ور ومص. (9 - 9) من مص وحدها. (10) من ل وحدها. (*)
[ 386 ]
استشلاه ربه نجا وإن خلاه والشيطان هلك (1). قوله: استشلاه - أي (2) استنقذه وأصل الإستشلاء الدعاء، ومنه قيل: استشليت (3) الكلب وغيره - إذا دعوته قال حاتم طيئ (4) يذكر ناقة له اسمها المراح أنه دعاها باسمها فقال (5): (الكامل) أشليتها باسم المراح فأقبلت * رتكا وكانت قبل ذلك ترسف (6) فأراد مطرف إن أغاثه الله فدعاه فأنقذه من هلكته فقد نجا، فذلك الاستشلاء قال القطامي يمدح رجلا: (البسيط) قتلت كلبا وبكرا واشتليت بنا * فقد أردت بأن يستجمع الوادي (7) قوله: اشتليت، واستشليت سواء في المعنى، وكل من دعوته حتى تخرجه وتنجيه من مكان أو موضع فقد استشليته ]. * حيص * وقال أبو عبيد وقال أبو عبيد: في حديث مطرف بن عبد الله أنه خرج من
[ 387 ]
الطاعون فقيل له في ذلك فقال: هو الموت نحايصه ولا بد منه. قوله: نحايصه - يقول: نروغ عنه يقال منه: قد حاص يحيص حيصا [ ومنه قول الله جل ثناؤه: " مالهم من محيص "، ومنه حديث ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم في سرية قال: فحاص المسلمون حيصة - وبعضهم يرويه: فجاض المسلمون جيضة، وهما في المعنى سواء وقال القطامي يذكر الإبل عند
[ 388 ]
رحيلها فقال: (الكامل) * وترى لجيضتهن عند رحيلنا * وهلا كأن بهن جنة أولق - ] * 135 / الف * حقق * بن * / وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث مطرف حين قال لابنه لما اجتهد في العبادة: خير الأمور أوساطها، والحسنة بين السيئتين، وشر السير الحقحقة. [ قال الأصمعي - ] قوله: الحسنة بين السيئتين - يعني أن الغلو في العبادة سيئة والتقصير سيئة، والاقتصاد بينهما حسنة. وقوله: شر السير الحقحقة، وهو أن يلح في شدة السير حتى تقوم عليه راحلته أو تعطب فيبقى منقطعا به. وهذا مثل ضربه للمجتهد في العبادة حتى يحسر.
[ 389 ]
[ حديث صفوان محرز رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث صفوان بن محرز إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفا وشربت عليه من الماء فعلى الدنيا العفاء. * عفا * قال أبو عبيد: قوله: العفاء - ممدود، وهو الدروس والهلاك وقال زهير يذكر دارا: (الوافر) * تحمل أهلها منها فبانوا * على آثار من ذهب العفاء وهذا كقولهم: عليه الدبار - إذا دعا عليهم أن يدبر فلا يرجع.
[ 390 ]
حديث أبي العالية * رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث أبي العالية اشرب النبيذ ولا تمزر. - من حديث جرير عن عاصم عن أبي العالية. قوله: ولا تمزر، هو أن يشرب قليلا قليلا ليسكن، يقول: فإنما ينبغي له أن يشربه بمرة حتى يروى كما يشرب الماء، وقال الأموي: التمزر هو التذوق والشرب القليل قال: وأنشدنا الراجز يصف الخمر: (الرجز) * تكون بعد الحسو والتمزر * في فمه مثل عصير السكر قال أبو عبيد: والتمزز شبيه المعنى بالتمزر، يقال: تمززت الشئ - إذا تمصصته قليلا قليلا ومنه حديث طاؤس * بن * قال أبو عبيد: حدثناه ابن عيينة عن ابن طاؤس عن أبيه قال: المزة الواحدة تحرم. يعني
[ 391 ]
المصة من الرضاع أن يمص منه اليسير وقال الأعشى (المتقارب) * تمززتها غير مستدبر * على الشرب أو منكر ما علم يريد ما علمت أي ما علم المستدبر، رد علم على المستدبر، واسم المصة منها المزة. حديث أبي المنهال سيار سلامة رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث أبي المنهال سيار بن سلامة قال: بلغني أن في النار أودية في ضحضاح، في تلك الأودية حيات أمثال أجواز الإبل وعقارب أمثال البغال الخنس، إذا سقط إليهن بعض أهل النار أنشأن به نشطا ولسبا - هذا يروى عن عوف عن أبي المنهال.
[ 392 ]
قوله: ضحضاح، اصل الضحضاح في الماء إذا كان قليلا رقيقا، فشبه قلة النار به ومنه الحديث الذي يروى في أبي طالب أنه في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. وقوله: أجواز الإبل - يعني أوساطها، وجوز كل شئ وسطه: قال الأعشى: (المتقارب) * فقد أقطع الجوز جوز الفلا * ة بالحرة البازل العنسل يعني وسط الفلاة. وقوله: أنشأن به نشطا ولسبا، النشط للحيات، واللسب للعقارب قال الأصمعي: النشط هو اللسع بسرعة واختلاس، يقال منه: قد نشطته الحية وانتشطته وكذلك كل شئ اختلسته فقد انتشطته، ومنه قيل للإبل التي يمر بها القوم في سفرهم من غير أن يكونوا قصدوا إليها فيستاقونها: النشيطة، قال الشاعر يمدح رجلا: (الوافر) * لك المرباع منها والصفايا * وحكمك والنشيطة والفضول الربعي * قال أبو عبيد: وأما اللسب فيقال منه: لسبته العقرب تلسبه لسبا - إذا
[ 393 ]
لدغته كذلك قال الكسائي، قال: ويقال أيضا أبرته تأبره أبرا، وإنما نرى أنه أخذها من الأبرة ووكعت تكع كله واحد. وأما الخنس فالقصار الأنف. حديث خالد رحمه الله * أسيا * فلذ * وقال أبو عبيد: في حديث خالد الربعي أن رجلا من عباد بني إسرائيل أذنب ذنبا ثم تاب فثقب ترقوته فجعل فيها سلسلة ثم أوثقها إلى آسية من أواسي المسجد - يروى هذا عن عوف عن خالد الربعي. قوله: آسية، الآسية السارية، وجمعها أواسي، وهي الأساطين وقال النابغة الذبياني في الآسية: (الطويل)
[ 394 ]
فإن تك قد ودعت غير مذمم * أواسي ملك أثبتتها الأوائل وهكذا يروى عن عبد الله بن مسعود رحمه الله حين ذكر أشراط الساعة فقال: وترمي الأرض بأفلاذ كبدها، قيل: وما أفلاذ كبدها قال: أمثال هذه الأواسي من الذهب والفضة - هكذا هو في حديث عوف عن رجل عن عبد الله بن مسعود، وهو في حديث مجالد عن الشعبي عن ثابت بن قطبة عن عبد الله: أمثال هذه السواري، وهما سواء. وأما أفلاذ كبدها، فواحدها فلذ، وهي الحزة من الكبد ومنه قول أعشى باهلة: (البسيط) * تكفيه حزة فلذ إن ألم بها * من الشواء ويروي شربه الغمر
[ 395 ]
قال أبو عبيد: فأراد عبد الله بأفلاذ كبدها كنوز الذهب والفضة، جعلها كأنها أكباد الأرض والحزة والفلذة القطعة. حديث عبد الله خباب رحمه الله * مذقر * [ رحمه * وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن خباب حين قتلته الخوارج على شاطئ نهر فسال دمه في الماء، قال: فما امذقر - قال حدثنيه أبو النضر عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال. قال الأصمعي: الامذقرار أن يجتمع الدم ثم ينقطع قطعا ولا يختلط بالماء يقول: فلم يك كذلك ولكنه سال وامتزج بالماء - ].
[ 396 ]
حديث يحيى بن يعمر الله - ] وقال أبو عبيد: في حديث يحيى بن يعمر أي مال أديت زكاته وبل فقد ذهبت أبلته - ويروى: وبلته. فأبدل بالواو الألف، هذا كقولهم: أحد، [ و - ] إنما هو وحد والوبلة هي شره ومضرته، وأصلها في الطعام وهي وخامته وأذاؤه ومضرته، وهي ههنا في المآثم، يقول: فإذا أديت زكاته فليس هو حينئذ بكنز يخاف فيه التبعة. حديث وهب بن منبه وقال أبو عبيد: في حديث وهب [ بن منبه - ] لقد تأبل آدم
[ 397 ]
عليه السلام على ابنه المقتول كذا وكذا عاما لا يصيب حواء. قوله: تأبل، هو تفعل من الأبول، وهو أن تجزأ الوحش عن الماء فلا تقربه يقال منه: قد أبلت تأبل (تأبل) أبولا وجزأت تجزأ جزءا سواء. قال أبو عبيد: فشبه امتناع آدم عليه السلام من غشيان حواء بامتناع الوحش من ورود الماء إذا أبلت. [ أحاديث سعيد المسيب رحمه الله ] * بدأ * وقال أبو عبيد: في حديث سعيد بن المسيب قال: في حريم
[ 398 ]
البئر البدئ خمس وعشرون ذراعا وفي القليب خمسون ذراعا - قال حدثنيه أبو النضر عن ليث بن سعد عن ابن شهاب عن ابن المسيب. قال الأصمعي: البدئ التي ابتدئت فحفرت، * قلب * قال أبو عبيد: يعني أنها حفرت في الإسلام وليست بعادية، وذلك أن يحتفر الرجل البئر في الأرض الموات التي لا رب لها، يقول: فله خمس وعشرون ذراعا حواليها حريما لها، ليس لأحد من الناس أن يحتفر في تلك الخمس والعشرين الذراع بئرا وإنما شبهت هذه البئر بالأرض التي يحييها الرجل فيكون مالكا لها بحديث النبي عليه السلام: من أحيى أرضا ميتة فهي له. وأما قوله: في القليب خمسون ذراعا، فإن القليب البئر العادية
[ 399 ]
القديمة التي لا يعلم لها رب ولا حافر، تكون بالبراري فيقول: ليس لأحد أن ينزل على خمسين ذراعا منها، وذلك لأنها عامة للناس، فإذا نزلها نازل منع غيره وهذا كحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلأ. وإنما معنى النزول أن لا يتخذها أحد دارا ويقيم بها. فأما أن يكون عابر سبيل فلا. * شرى * وقال أبو عبيد: في حديث سعيد بن المسيب أنه قال لرجل: انزل أشراء الحرم. قال: الأشراء النواحي، والواحد شرى - مقصور، وهي الناحية قال القطامي: (الكامل) * لعن الكواعب بعد يوم وصلتني * بشرى الفرات وبعد يوم الجوسق * حنظب * بن * وقال أبو عبيد: في حديث سعيد بن المسيب أن ابن حرملة سأله فقال: قتلت قرادا أو حنظبا، فقال: تصدق بتمرة - قال: حدثنيه يحيى
[ 400 ]
عن ابن حرملة أنه سأل ابن المسيب عن ذلك. قوله: حنظب - يعني الذكر من الخنافس قال حسان: (المتقارب) * وأمك سوداء مودونة * كأن أناملها الحنظب ] أحاديث عروة الزبير رحمه الله * لبب * [ وقال أبو عبيد: في حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في
[ 401 ]
تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك - قال: حدثناه أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه. قوله: حنانيك، يريد: رحمتك والعرب تقول: حنانك يا رب، وحنانيك يا رب بمعنى واحد قال امرؤ القيس: (الوافر) * ويمنحها بنو شمجى بن جرم * معيزهم حنانك ذا الحنان يريد: رحمتك يا رب وقال طرفة: (الطويل) * حنانيك بعض الشر أهون من بعض * وقد روي عن عكرمة أنه قال في قوله عز وجل " وحنانا من لدنا " قال: الرحمة وروي عن ابن عباس أنه قال: لا أدري ما الحنان. قال: وحدثني حجاج عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى " أصحب الكهف
[ 402 ]
والرقيم " قال: ما أدري ما الرقيم، أكتاب أم بنيان وفي قوله عز وجل " وحنانا من لدنا " قال: والله ما أدري ما الحنان. وأما قوله: لبيك، فإن تفسير التلبية عند النحويين فيما يحكى عن الخليل أنه كان يقول: أصلها من: ألببت بالمكان، فإذا دعا الرجل صاحبه فقال " لبيك " فكأنه قال: أنا مقيم عندك، أنا معك ثم وكد ذلك فقال: لبيك، يعني إقامة بعد إقامة - هذا تفسير الخليل ]. * جبجب * وقال أبو عبيد: في حديث عروة أنه كانت تموت له البقرة فيأمر أن يتخذ من جلدها جباجب. قال أبو عبيد: الجباجب هي الزبيل من الجلود، واحدتها: جبجبة ولا أعلم أبا عمرو إلا [ و - ] قد قال مثل ذلك، [ ثم بلغني عنه أنه قال: وأما الجبجبة فالكرش يجعل فيها اللحم المقطع،
[ 403 ]
ولا أرى هذا من حديث عروة لأن الميتة لا ينتفع بكرشها، إنما المعنى عندي: على الجلد قال الشاعر: (الطويل) * إذا عرضت منها كهاة سمينة * فلا تهد منها واتشق وتجبجب يقول: اتخذ منها وشائق وجباجب والكهاة من الإبل العظيمة السمينة وقوله: إذا عرضت - من العارضة، وهي التي يصيبها الداء فتنحر، قال الأصمعي: يقال: بنو فلان يأكلون العوارض - يعني أنهم لا ينحرون إلا من داء يصيب الإبل، يعيبهم بذلك والعبيط التي تنحر من غير علة. قال أبو عبيد: والوشيقة أن تقطع الشاة أعضاء ثم تغلى إغلاءة ولا يبلغ بها النضج كله، ثم ترفع في الأكراش والأوعية في الأسفار وغيرها، وهو الذي يقاله: الخلع ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عروة حين ذكر أحيحة بن الجلاح وقول أخواله فيه: كنا أهل ثمه ورمه حتى استوى على عممه.
[ 404 ]
هكذا يحدثونه: أهل ثمه ورمه - بالضم، ووجهه عندي ثمه ورمه - بالفتح والثم: إصلاح الشئ وإحكامه يقال منه: ثممت أثم ثما. والرم من المطعم، يقال: رممت أرم رما ومنه سميت مرمة الشاة، لأنها تأكل بها [ قال هميان بن قحافة يذكر الإبل وألبانها: (الرجز) * حتى إذا ما قضت الحوائجا * وملأت حلابها الخلانجا منها وثموا الأوطب النواشجا الخلانج هي آنية الخلنج. وقوله: وثموا، أراد أنهم شدوها وأحكموها ]. وقوله: استوى على عممه، أراد [ على - ] طوله واعتدال
[ 405 ]
شبابه ومنه يقال للنبات إذا طال: قد اعتم، وبه سميت المرأة التامة القوام والخلق: عميمة. [ وقال أبو عبيد: في حديث عروة بن الزبير أنه قال: ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت ولئن كنت أخذت لقد أبقيت -
[ 406 ]
قال حدثناه أبو معاوية عن هشام بن عروة عن ابيه. قوله: ليمنك وأيمنك، إنما هي يمين، وهي كقولهم: يمين الله، كانوا يحلفون بها قال امرؤ القيس: (الطويل) * فقلت يمين الله أبرح قاعدا * ولو ضربوا رأسي لديك وأوصالي فحلف بيمين الله، ثم تجمع اليمين أيمن كما قال زهير: (الوافر) * فتجمع أيمن منا ومنكم بمقسمة تمور بها الدماء ثم يحلفون بأيمن الله، فيقولون: أيمن الله لا أفعل ذلك، وأيمنك يا رب - إذا خاطب ربه، فعلى هذا قال عروة: ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت، فهذا هو الأصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا في قولهم: لم يكن، فقالوا: لم يك وكذلك قالوا أيمن الله لأفعلن ذاك، وأيم الله لأفعلن ذاك قال وفيها لغات سوى هذه كثيرة.
[ 407 ]
حديث القاسم محمد بن أبي بكر رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث القاسم بن محمد لا حد إلا في القفو البين - قال حدثناه هشيم قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن القاسم بن محمد. قوله: القفو - يعنى القذف يقال منه: قفوت الرجل أقفوه ومنه حديث حسان بن عطية - قال حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن حسان، قال: من قفا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله في ردغة الخبال حتى يجئ بالمخرج منه ومنه الحديث المرفوع: نحن بنو النضر بن كنانة لا ننتفي من أبينا ولا نقفو أمنا ويروى عن امرأة من العرب أنه قيل لها: إن فلانا قد هجاك، فقالت: ما قفا ولا لصا تقول: لم يقذفني، وقولها: لصا، هو مثل قفا، يقال منه: رجل لاص قال العجاج: (الرجز) *
[ 408 ]
إني امرؤ عن جارتي غبي * عف فلا لاص ولا ملصي يقول: لا قاذف ولا مقذوف. فالذي أراد القاسم أنه لا حد على قاذف حتى يصرح بالزنا، وهذا قول يقوله أهل العراق، وأما أهل الحجاز فيرون الحد في التعريض، وكذلك يروى عن عمر رضي الله عنه، قال حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر: أنه كان يضرب في التعريض الحد وقول عمر أولى بالاتباع. حديث سالم عبد الله بن عمر بن الخطاب رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث سالم بن عبد الله قال: كنا نقول في الحامل المتوفى عنها زوجها إنه ينفق عليها من جميع المال حتى تبنتم
[ 409 ]
ما تبنتم - قال حدثناه ابن مهدي عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت أنه سمع سالم بن عبد الله يقول ذلك. قال عبد الرحمن: أراها خلطتم وقال أبو عبيد: هذا من التبانة والطبانة، ومعناهما جميعا شدة الفطنة والدقة في النظر يقال منه: رجل تبن وطبن - إذا كان فطنا دقيق النظر في الأمور وقال أبو عمرو مثل ذلك. وقال أبو عبيد: ومنه الحديث المرفوع: إن الرجل ليتكلم الكلمة يتبن فيها يهوي بها في النار وهو عندي إغماض الكلام في الجدل والخصومات في الدين ومنه حديث معاذ بن جبل: إياك ومغمضات الأمور. فالذي أراد سالم أنه كان يقول: كنا نقول كذا وكذا حتى أدققتم النظر فقلتم غير ذلك.
[ 410 ]
وقال أبو عبيد: في حديث سالم حين دخل على هشام بن عبد الملك فقال له: إنك لحسن الكدنة، (فخرج من عنده فحم فقال: لقعني الأحول بعينه. قوله: حسن الكدنة) فإن الكدنة اللحم، يقال: امرأة ذات كدنة قال وأخبرني الأحمر عن أبي الجراح قال: رأيت مية فإذا امرأة ذات كدنة، فقلت: أأنت التي كان يشبب بك ذو الرمة فقالت: إنه والله كان خيرا منك. وأما قوله: لقعني الحول بعينه - يعني هشاما،
[ 411 ]
يقول: أصابني ما منها يقال: لقعت الرجل بالبعرة - إذا رميته بها، ويقال: لقعت الرجل بعيني - إذا أصبته بعين. حديث عبد الله عبد الله بن عمر بن الخطاب رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث عبد الله بن عبد الله بن عمر أنه كان عند الحجاج فقال: ماندمت على شئ ندمي على أن لا أكون قتلت ابن عمر، فقال عبد الله بن عبد الله أما والله لو فعلت ذاك
[ 412 ]
لكوسك الله في النار رأسك أسفلك - قال: حدثناه معاذ عن ابن عون قال سمعت رجلا يحدث محمد بن سيرين بذلك في حديث طويل. قوله: لكوسك الله - يعني لكبك الله على رأسك، يقال: كوسته على رأسه تكويسا - إذا قلبته، وقد كاس هو يكوس إذا فعل ذلك قالت عمرة أخت العباس بن مرداس وأمها الخنساء ترثي أخاها وتذكر أنه كان يعرقب الإبل حتى تركب رؤوسها، فقالت: (المتقارب) * فظلت تكوس على أكرع * ثلاث وغادرت أخرى خضيبا * تعني القائمة التي عرقب وهي مخضبة بالدم. حديث أبي سلمة عبد الرحمن بن عوف رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
[ 413 ]
كنت أرى الرؤيا أعرى منها غير أني لا أزمل حتى لقيت أبا قتادة فذكرت ذلك له. قوله: أعرى منها، هو من العرواء، وهي الرعدة عند الحمى يقال منه: قد عري الرجل فهو معرو - إذا وجد ذلك، فإذا تثاءب عليها فهي الثؤباء، فإذا تمطى عليها فهي المطواء، فإذا عرق فهي الرحضاء ومنه الحديث المرفوع أنه جعل يمسح الرحضاء عن وجهه في مرضه الذي مات فيه - صلى الله عليه وسلم. فإذا أصابته الحمى الشديدة قيل: أصابته البرحاء ]. أحاديث عمر بن عبد العزيز بن مروان رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث عمر بن عبد العزيز بن مروان رحمه الله
[ 414 ]
أنه سئل عن السنة في قص الشارب فقال: أن تقصه حتى يبدو الإطار. قوله: الإطار - يعني الحيد الشاخص ما بين مقص الشارب وطرف الشفة المحيط بالفم وكذلك كل شئ محيط بشئ فهو إطار له [ قال بشر بن أبي خازم الأسدي: (الوافر) * وحل الحي حي بني سبيع * قراضبة ونحن لهم إطار
[ 415 ]
أي محدقون بهم، وقراضبة أرض ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عمر [ بن عبد العزيز - ] أنه خطب بعرفات فقال: إنكم [ قد - ] أنضيتم الظهر وأرملتم، وليس السابق من سبق بعيره ولا فرسه، ولكن السابق من غفر له. قوله: أنضيتم الظهر - يقول: هزلتم ظهركم، وهي الدواب، ويقال للناقة المهزولة: نضوة ونضو، وجمعها: أنضاء، [ وقد أنضيتها إنضاء: قال الأعشى: (البسيط) * أنضيتها بعد ما طال الهباب بها * تؤم هوذة لا نكسا ولا ورعا - ] والإرمال: إنفاد الزاد، [ ومنه حديث إبراهيم: إذا ساق الرجل هديا فأرمل فلا بأس أن يشرب من لبن هديه. والإنفاض مثل
[ 416 ]
الإرمال، يقال: قد أنفض القوم ومنه حديث أبي هريرة: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأرملنا وأنفضنا. ويقال: قد أقوى الرجل وأقفر وأوحش، كل هذا من نفاد الزاد مثل الإرمال ويقال في ذهاب المال: أصرم وأعدم ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عمر [ بن عبد العزيز - ] أنه رفع إليه رجل قال لرجل: إنك تبوكها - يعني امرأة ذكرها، فأمر بضربه، فجعل الرجل يقول: أأضرب فلاطا. * 135 / ب قوله: تبوكها، كلمة أصلها / في ضراب البهائم، فرأى عمر ذلك قذفا وإن لم يكن صرح بالزنا وهذا حجة لمن رأى الحد في التعريض. وقوله: أأضرب فلاطا، فإن الفلاط الفجأة، وهذه لغة هذيل، تقول: لقيت فلانا فلاطا، قال [ أبو عبيد - ]: وأظن
[ 417 ]
[ أن - ] الرجل كان منهم. [ وإنما نرى الرجل قال ذلك لأنه لم يدر أن الكلمة كانت قذفا، فجعل يتعجب لم يضرب بغير ذنب، أي أنه أمر نزل به فجأة - ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث ث عمر [ بن عبد العزيز - ] أنه كتب إلى ميمون بن مهران في مظالم كانت في بيت المال أن يردها إلى أربابها ويأخذ منها زكاة عامها، فإنه كان مالا ضمارا. [ قوله: ضمارا - ] الضمار هو الغائب الذي لا يرجى، فإذا رجي فليس بضمار [ قال الراعي: (الوافر)
[ 418 ]
طلبن مزاره فأصبن منه * عطاء لم يكن عدة ضمارا - ] وفي هذا الحديث من الفقه أنه لم ير على المال زكاة إذا كان لا يرجى وإن مرت عليه السنون، ألا تراه [ إنما - ] قال [ له - ]: خذ منها زكاة عامها. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عمر [ بن عبد العزيز - ] أنه كتب إليه في امرأة خلقاء تزوجها رجل فكتب إليه: إن كانوا علموا بذلك فأغرمهم صداقها لزوجها - يعني الذين زوجوها، وإن كانوا لم يعلموا فليس عليهم إلا أن يحلفوا ما علموا بذلك. قال أبو عبيد: الخلقاء، [ هي - ] مثل الرتقاء، وإنما سميت
[ 419 ]
خلقاء لأنه مصمت، ولهذا قيل للصخرة الملساء: خلقاء، أي ليس فيها وصم ولا كسر، قال الأعشى: [ البسيط ] قد يترك الدهر في خلقاء راسية * وهيا وينزل منها الأعصم الصدعا وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عمر [ بن عبد العزيز - ] أنه ذكر الموت فقال: غنظ ليس كالغنظ وكظ ليس كالكظ. قوله: غنظ، هو أشد الكرب، وكان أبو عبيدة يقول: هو أن يشرف الرجل على الموت من الكرب ثم يفلت منه يقال: غنظت الرجل أغنظه غنظا - إذا بلغت به ذلك قال الشاعر: [ الكامل ] ولقد لقيت فوارسا من رهطنا * غنظوك غنظ جرادة العيار
[ 420 ]
[ أحاديث مجاهد * رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث مجاهد أنه كان يكره أن يتزوج الرجل امرأة رابه، وإن عطاء وطاؤسا كانا لا يريان بذلك بأسا - قال حدثناه يحيى بن سعيد عن سيف بن سليمان عن مجاهد وعطاء وطاوس. قوله: امرأة رابه - يعني امرأة زوج أمه، وهو الذي تسميه العامة الربيب، وإنما الربيب ابن امرأة الرجل، فهو ربيب لزوجها وزوجها المربوب له وإنما قيل له راب لأنه يربه ويربيه، وهو الغذاء والتربية، وابن المرأة هو المربوب، فلهذا قيل: ربيب، كما يقال للمقتول: قتيل، وللمجروح: جريح وكان عمر بن أبي سلمة يسمى ربيب النبي صلى الله عليه
[ 421 ]
لأنه ابن أم سلمة وقال معن بن أوس المزني وذكر ضيعة له كان جاراه فيها عمر بن أبي سلمة وعاصم بن عمر بن الخطاب فقال: (الطويل) * وإن لها جارين لن يغدرا بها * ربيب النبي وابن خير الخلائف يعني عمر بن أبي سلمة وعاصم بن عمر بن الخطاب. وقال أبو عبيد في حديث مجاهد ما أصاب الصائم شوى إلا الغيبة والكذب - قال حدثنيه يحيى بن سعيد عن الأعمش عن مجاهد. قال يحيى: الشوى هو الشئ الهين اليسير قال أبو عبيد: وهذا وجهه، وإياه أراد مجاهد، ولكن لهذا أصل، وأصل ذلك أن الشوى نفسه من الإنسان والبهيمة إنما هو الأطراف قال الله تبارك وتعالى: " كلا إنها لظى للشوى - " إنما أراد بهذا إذا أن الشوى ليس بالمقتل لأنه الأطراف. فالذي أراد مجاهد أن كل شئ أصابه الصائم فهو شوى ليس يبطل صومه فيكون كالمقتل له، إلا الغيبة والكذب فإنهما يبطلان الصوم مثل الذي أصاب المقتل فقتل.
[ 422 ]
وقال أبو عبيد: في حديث مجاهد يغدو الشيطان بقيروانه إلى السوق فيفعل كذا وكذا - من حديث ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قوله: قيروانه - يعني أصحابه، وكل قافلة أو جيش فهو قيروان قال امرؤ القيس: (المنسرح) * وغارة ذات قيروان * كأن أسرابها الرعال قال أبو عبيد: وأظن الكلمة في الأصل فارسية، لأن فارس تسمي القافلة كاروان فعربت.
[ 423 ]
وقال أبو عبيد: في حديث مجاهد أن الحرم حرم مناه من السماوات السبع والأرضين السبع وأنه رابع أربعة عشر بيتا، في كل سماء بيت وفي كل أرض بيت، لو سقطت لسقط بعضها على بعض - قال سمعت يزيد بن هارون يحدثه عن جرير بن حازم عن حميد الأعرج عن مجاهد. قوله: مناه - يعني قصده وحذاءه يقال: داري منى دار فلان - مقابلتها أي وهو حرف مقصور. وقال أبو عبيد: في حديث مجاهد أنه كان لا يرى بأسا أن يتورك الرجل على رجله اليمنى في الأرض المستحيلة في الصلاة - قال سمعت محمد ابن كثير يحدثه عن الأوزاعي عن واصل بن أبي جميل عن مجاهد. قال ابن كثير: المستحيلة التي ليست بمستوية قال أبو عبيد: وإنما سماها مستحيلة لأنها استحالت عن الاستواء إلى العوج. وأما التورك على اليمنى، فإنه وضع الورك عليها ومنه حديث إبراهيم: أنه كان يكره التورك في الصلاة. يعني وضع الأليتين أو إحداهما
[ 424 ]
على الأرض ]. حديث عكرمة * مولى ابن عباس رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث عكرمة [ مولى ابن عباس - ] أنه كره الكرع في النهر. قال أبو زيد وغيره: الكرع أن يشرب [ الرجل - ] بفيه من النهر من غير أن يشرب بكفيه ولا بإناء، وكل شئ شربت منه من إناء أو غيره فقد كرعت فيه. [ وبعضهم يجعل الكرع أن يدخل
[ 425 ]
النهر دخولا ثم يشرب، يذهب به إلى الأكارع، يقول: حتى يصير أكارعه فيه وقال ابن الرقاع يذكر راعيا ويصفه بالرفق برعاية الإبل، فقال: (البسيط) * يسنها آبل ما إن يجزئها * جزءا شديدا وما إن ترتوي كرعا وقال أبو عبيد: في حديث عكرمة أنه سئل عن أذاهب من بر وأذاهب من شعير فقال: يضم بعضها إلى بعض ثم تزكى - من حديث ابن المبارك عن معمر. قوله: الأذاهب، واحدها ذهب، وهو مكيال لأهل اليمن، * ذهب معروف عندهم، وجمعه أذهاب، ثم يجمع الأذهاب أذاهب وهو جمع الجمع ].
[ 426 ]
أحاديث إبراهيم [ رحمه الله - ] [ وقال أبو عبيد: في حديث إبراهيم النخعي قال: إن كانت الليلة لتطول علي حتى ألقاهم وإن كنت لأرسه في نفسي وأحدث به الخادم - قال حدثنيه عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قال الأصمعي: قوله: أرسه، الرس ابتداء الشئ، ومنه قيل للرجل هو يجد رس الحمى ورسيسها، وذلك حين تبدأ فأراد إبراهيم بقوله: أرسه في نفسي - يعني أبتدئ بذكر الحديث ودرسه في نفسي
[ 427 ]
ويحدث به خادمه يستذكر بذلك الحديث قال ذو الرمة: (الطويل) * إذا غير النأي المحبين لم أجد * رسيس الهوى من ذكر مية يبرح وقال أبو عبيد: في حديث إبراهيم حكم اليتيم كما تحكم ولدك - قال حدثنيه ابن مهدي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم. قوله: حكمه يقول: امنعه من الفساد وأصلحه كما تصلح ولدك وكما تمنعه من الفساد، وكل من منعته من شئ فقد حكمته وأحكمته - لغتان وقال جرير: (الكامل) * أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم * إني أخاف عليكم أن أغضبا يقول: امنعوهم من التعرض لي. ونرى أن حكمة الدابة سميت بهذا المعنى لأنها تمنع الدابة من كثير من الجهل. وقال أبو عبيد: في حديث إبراهيم قال: يكره الشرب من ثلمة الإناء ومن عروته [ قال - ] ويقال إنها كفل الشيطان.
[ 428 ]
[ قال أبو عمرو والكسائي - ] الكفل أصله المركب وهو أن يدار الكساء حول سنام البعير ثم يركب يقال منه: اكتفلت البعير. فأراد إبراهيم أن العروة والثلمة مركب الشيطان كما أن الكفل مركب للناس. [ ومن هذا حديث يروى مرفوعا في العاقد شعره في الصلاة: أنه كفل الشيطان - حدثنيه الواقدي عن ابن جريج عن المقبري عن أبيه عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم. والكفل أيضا في غير هذا الموضع هو الذي لا يقدر على ركوب الدواب، ولا أرى قول عبد الله إلا من هذا ليس من الأول، قال حدثنا محمد بن يزيد عن العوام ابن حوشب قال: بلغني عن ابن مسعود وذكر فتنة فقال: إني كائن فيها كالكفل آخذ ما أعرف وتارك ما أنكر. يقول: كالرجل الذي لا يقدر على الركوب ولا النهوض في شئ فهو لازم بيته. ويجمع الكفل أكفالا، قال الأعشى يمدح قوما: (الخفيف)
[ 429 ]
غير ميل ولا عواوير في الهيجا * ولا عزل ولا أكفال والكفل أيضا ضعف الشئ، قال الله تبارك وتعالى: " يؤتكم كفلين من رحمته - "، ويقال إنه النصيب وذو الكفل من الكفالة ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم إذا تطيبت المرأة ثم خرجت كان ذلك شنارا فيه نار. قوله: شنار، هو العيب والعار ونحوه [ وقال القطامي يمدح الأمراء: (الوافر) * ونحن رعية وهم رعاة * ولولا رعيهم شنع الشنار
[ 430 ]
وقال أبو عبيد: في حديث إبراهيم قال: كانوا يكرهون الطلب في أكارع الأرض - يرويه بعضهم عن مغيرة عن إبراهيم. قوله: الطلب في أكارع الأرض - يعني طلب الرزق في التجارة أو غيرها وأكارع الأرض أطرافها، وكذلك أكارع كل شئ أطرافه، ولهذا سميت أكارع الشاة. والذي يراد من هذا الحديث أنهم كرهوا شدة الحرص في طلب الدنيا، كما روي عن مجاهد أنه كان يكره ركوب البحر إلا في غزو أو حج أو عمرة، يذهب إلى كراهة ركوب البحر لشئ من طلب الدنيا من تجارة أو غيرها. وقال أبو عبيد: في حديث إبراهيم في المحرم يعدو عليه السبع أو اللص قال: أحل بمن أحل بك - قال حدثناه هشيم عن مغيرة عن إبراهيم، وقد 3 روي عن الشعبي مثله. يقول: من ترك الإحرام وأحل بك فقاتلك فأحلل أنت أيضا به وقاتله ولا تجعل نفسك محرما عنه. ويدخل في هذا السبع واللص وكل من عرض لك ].
[ 431 ]
وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم فيمن ذبح فأبان الرأس قال: تلك القفينة لا بأس بها. [ قوله - ] القفينة، كان بعض الناس يرى أنها [ التي - ] تذبح من القفا، وليست بتلك، ولكن القفينة التي يبان رأسها بالذبح وإن كان من الحلق [ قال أبو عبيد: ولعل المعنى أن يرجع إلى القفا لأنه إذا أبان لم يكن له بد من أن يقطع القفا، وقد قالوا: القفن - في موضع القفا، فزادوا النون، وقال الراجز لابنه: (الرجز)
[ 432 ]
أحب منك موضع الوشحن * وموضع الإزار والقفن ] وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم المعتقب ضامن لما اعتقب. [ قوله - ] المعتقب هو الرجل يبيع [ الرجل - ] شيئا فلا ينقذه المشتري بالثمن فيأبى البائع أن يسلم إليه السلعة حتى ينقده، فتضيع السلعة عند البائع، يقول: فالضمان على البائع، إنما ماتت السلعة من ماله وليس على المشتري من الثمن شئ. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم أنه كان لا يرى بأسا بالصلاة في دمة الغنم - هكذا يروى الحديث.
[ 433 ]
قال أبو عبيد: وإنما هو دمنة الغنم - بالنون في الكلام، والدمنة ما دمنت الإبل والغنم وما سودت من آثار البعر والأبوال، وجمعها دمن. [ والدمنة في غير هذا الذحل، وكلاهما كثير في الشعر والكلام ويقال لها المباءة أيضا، ومنه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل: أأصلي في مباءة الغنم قال: نعم ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم في الرجل / يقول إنه
[ 434 ]
لم يجد امرأته عذراء، قال: لا شئ [ عليه - ] لأن العذرة قد تذهبها الحيضة والوثبة وطول التعنيس. قال الأصمعي: التعنيس أن تمكث الجارية في بيت أبويها لا تزوج حتى تسن [ يقال منه: قد عنست فهي تعنس تعنيسا قال أبو عبيد: وقال غيره: عنست تعنس، فإن تزوجت مرة فلا يقال عنست، إنما يقال ذلك قبل التزويج، فهي معنسة وعانس ]. والذي يراد من هذا الحديث أنه ليس بينهما لعان، لأنه ليس بقاذف. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم في الوضوء بالطرق [ قال - ] هو أحب إلي من التيمم.
[ 435 ]
[ قوله - ] الطرق، هو الماء الذي يكون في الأرض فتبول فيه الإبل وهو مستنقع، يقال له طرق ومطروق [ قال الشاعر: (الخفيف) * ثم كان المزاج ماء سحاب * لا جو آجن ولا مطروق والجوى: المنتن المتغير ومنه حديث يأجوج ومأجوج: إنهم يموتون فتجوى الأرض منهم، أي تنتن. والآجن المتغير أيضا، وهو دون الجوي في النتن وهو الذي يروى فيه الحديث عن الحسن وابن سيرين أنه رخص فيه الحسن وكرهه ابن سيرين قال زهير في الجوى: (الوافر) * بسأت بنيئها وجويت عنها * وعندي لو أردت لها دواء ]
[ 436 ]
وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم ليس في الربائب صدقة. [ قوله - ] الربائب - هي الغنم التي يربيها الناس في البيوت لألبانها وليست بسائمة واحدتها ربيبة. [ ومنه حديث عائشة رحمها الله: ما كان لنا طعام إلا الأسودان التمر والماء، وكان لنا جيران من الأنصار لهم ربائب فكانوا يبعثون إلينا من ألبانها ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث إبراهيم في الرجل يبيع الرجل ويشترط الخلاص قال: له الشروى.
[ 437 ]
قوله: الشروى يعني المثل، وشروى كل شئ مثله. أحاديث سعيد جبير رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث سعيد بن جبير رحمه الله ليس في جمل ظعينة صدقة. الظعينة كل جمل يركب ويعتمل عليه، وهذا هو الأصل، وإنما سميت المرأة ظعينة لأنها تركبه فيقال: ذهبت الظعينة، وأقبلت الظعينة - وهي راكبة، وكان إقبالها وإدبارها به، فسميت به كما سميت المزادة
[ 438 ]
راوية، وإنما الراوية البعير [ ومما يبين أن الظعينة البعير قول الشاعر: (الطويل) * تبين خليلي هل ترى من ظعائن لمية أمثال النخيل المخارف مية امرأة، فقد علمنا أن النساء لا يشبهن بالنخيل، وإنما يشبه بالنخيل الإبل التي عليها الأحمال. والذي يراد من هذا الحديث أنه يقول: ليس في الإبل العوامل صدقة. إنما الصدقة في السائمة، وهذا قول يقوله أهل العراق، وأما أهل الحجاز فيرون عليها ما يرون على السائمة ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث سعيد [ بن جبير - ] ما ازلحف ناكح الأمة عن الزنا إلا قليلا لأن الله [ تبارك و - ] تعالى يقول: " وأن تصبروا خير لكم - ".
[ 439 ]
قوله: ما ازلحف: يقول: ما تنحى عن ذلك وما تزحزح عنه إلا قليلا [ وفيه لغتان: ازلحف وازحلف مثل جذب وجبذ قال العجاج: (الرجز) * والشمس قد كادت تكون دنفا * أدفعها بالراح كي تزحلفا فبدأ بالحاء قبل اللام. وقال أبو عبيد: في حديث سعيد بن جبير أنه سئل عن مكاتب اشترط عليه أهله أن لا يخرج من المصر فقال: أثقلتم ظهره وجعلتم الأرض عليه حيص بيص - قال أبو عبيد حدثت به عن شريك.
[ 440 ]
قال الكسائي والأصمعي: أحدهما حيص بيص بكسر الحاء والباء، والآخر حيص بيص بفتحهما، والمعنى ههنا جميعا التضييق عليه يقال للرجل إذا وقع في الأمر لا يطيقه ولا مخرج له منه: وقع في حيص بيص وحيص بيص وحيص بيص ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث سعيد [ بن جبير - ] في الشيخ الكبير والمرأة اللهثى وصاحب العطاش أنهم يفطرون في شهر رمضان ويطعمون. قوله: اللهثى، يعني المرأة التي لا تصبر على العطش، والرجل منه لهثان، والاسم من ذلك اللهث واللهاث [ قال الراعي:
[ 441 ]
(الكامل) * حتى إذا برد السجال لهاثها * وجعلن خلف غروضهن ثميلا يصف الإبل، ويقال منه لهث الرجل يلهث (يلهث) لهثا إذا عطش. وإنما أجزأهم الإطعام لأنهم لا يزدادون إلا شدة حال، وأما المريض الذي يبرأ فلا يجزيه إلا القضاء ]. أحاديث عامر رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث عامر الشعبي حين سئل عن رجل
[ 442 ]
قبل أم امرأته فقال: أعن صبوح ترقق حرمت عليه امرأته. قوله: أعن صبوح ترقق، هذا مثل يضرب للرجل يظهر شيئا وهو يعرض بغيره قال وأخبرني [ أبو - ] زياد الكلابي بأصل هذا أن رجلا نزل بقوم فأضافوه وأكرموه ليلته فجعل يقول: إذا كان غد وأصبحنا من الصبوح مضيت لحاجتي وفعلت كذا وكذا، وإنما يريد بذلك أن يوجب الصبوح عليهم، ففطنوا له فقالوا أعن صبوح ترقق، فذهبت مثلا لكل من قال شيئا وهو يريد غيره. وقوله: ترقق - أي ترقق كلامه فتحسنه. فوجه الحديث أن الشعبي [ كان - ] اتهم الرجل الذي سأله عن تقبيل أم امرأته وهو يريد أن يهونه عليه فغلظه الشعبي عليه وظن أنه يريد ما وراء ذلك. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عامر [ الشعبي - ] أنه قال:
[ 443 ]
ما جاءك عن أصحاب محمد صلى الله عليه [ وسلم - ] فخذه ودع ما يقول هؤلاء الصعافقة. قال الأصمعي: الصعافقة قوم يحضرون السوق للتجارة ولا نقد معهم وليست لهم رؤس أموال، فإذا اشترى التجار شيئا دخلوا معهم فيه / والواحد منهم: صعفقي، وقال غير الأصمعي: صعفق وكذلك * 136 / ب كل من لم يكن له رأس مال في شئ، وجمعه صعافقة وصعافيق [ قال أبو النجم: (الرجز) * يوم قدرنا والعزيز من قدر * وآبت الخيل وقضين الوطر من الصعافيق وأدركنا المئر أراد بالصعافيق أنهم ضعفاء ليست لهم شجاعة ولا قوة على قتالنا
[ 444 ]
وكذلك أراد الشعبي أن هؤلاء ليس عندهم فقه ولا علم، بمنزلة أولئك التجار الذين ليست لهم رؤوس أموال. * وقال أبو عبيد: في حديث الشعبي أنه سئل عن رجل لطم عين رجل فشرقت بالدم ولما يذهب ضوؤها فقال الشعبي: (الطويل) * لها أمرها حتى إذا ما تبوأت * بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا بلغني هذا الحديث عن ابن عيينة. قال أبو عبيد: لم يزد الشعبي على هذا البيت، وهذا شعر للراعي يصف فيه الإبل وراعيها فقال: لها أمرها، يقول: للإبل أمرها في المرعى - يعني ان الراعي يهملها فيه ولا يحبسها عن شئ تريده فهي تتبع ما تشتهي، حتى إذا صارت إلى الموضع الذي يعجبها أقامت فيه، فإذا فعلت ذلك ألقى حينئذ عصاه واضطجع وهذا مثل ضربه الشعبي للعين المضروبة، يقول: إنها تهمل كما أهملت هذه الإبل ولا يحكم فيها بشئ حتى تأتي على آخر أمرها إما برء وإما ذهاب،
[ 445 ]
فإذا فعلت ذلك حكم حينئذ فيها بقدر ما حدث كما فعل هذا الراعي حتى أقامت الإبل قضى أمره وأقام معها واضطجع. * عقل * وقال أبو عبيد: في حديث الشعبي لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا ولا صلحا ولا اعترافا - قال حدثناه عبد الله بن إدريس عن مطرف عن الشعبي. قوله: عمدا، يعني أن كل جناية عمد ليست بخطأ فإنها في مال الجاني خاصة، وكذلك الصلح ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطأ فهو أيضا في مال الجاني، وكذلك الاعتراف إذا اعترف الرجل بالجناية من غير بينة تقوم عليه فإنها في ماله، وإن ادعى أنها خطأ لا يصدق الرجل على العاقلة. وأما قوله: ولا عبدا، فإن الناس قد اختلفوا في تأويل هذا فقال لي محمد بن الحسن: إنما معناه أن يقتل العبد حرا يقول: فليس على عاقلة مولاه شئ من جناية عبده، إنما جنايته في رقبته أن يدفعه مولاه إلى المجني عليه أو يفديه واحتج في ذلك بشئ رواه عن ابن عباس قال محمد بن الحسن حدثني عبد الرحمن بن
[ 446 ]
أبي الزناد عن عبيدالله بن عبد الله عن ابن عباس قال: لا تعقل العاقلة عمدا ولا صلحا ولا اعترافا ولا ما جنى المملوك، قال محمد: أفلا ترى أنه قد جعل الجناية جناية المملوك وهذا قول أبي حنيفة وقال ابن أبي ليلى: إنما معناه أن يكون العبد يجنى عليه يقتله حرا ويجرحه، يقول: فليس على عاقلة الجاني شئ، إنما ثمنه في ماله خاصة. قال: فذاكرت الأصمعي ذلك فإذا هو يرى القول فيه قول ابن أبي ليلى على كلام العرب ولا يرى قول أبي حنيفة جائزا، يذهب إلى أنه لو كان المعنى على ما قال لكان الكلام لا تعقل العاقلة عن عبد، ولم يكن: لا تعقل عبدا قال أبو عبيد: وهو عندي كما قال ابن أبي ليلى، وعليه كلام العرب. وقال أبو عبيد: في حديث الشعبي يعتصر الوالد على ولده في ماله - يحدثه ابن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي.
[ 447 ]
قوله: يعتصر، يقول: له أن يحبسه عنه ويمنعه إياه، وكل شئ حبسته ومنعته قد اعتصرته وقال ابن أحمر: (السريع) * وإنما العيش بربانه * وأنت من أفنانه معتصر ويروى: مقتفر ويقال من هذا: عصرت الشئ أعصره قال طرفة: (الرجز) * يعصر فينا كالذي تعصر ] وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عامر [ الشعبي - ] أنه كره أن يسف الرجل النظر إلى أمه وابنته وأخته. قال: الإسفاف شدة النظر وحدته وكل شئ لزم شيئا ولصق
[ 448 ]
به فهو مسف قال عبيد يذكر سحابا قد تدلى حتى لصق بالأرض أو قرب منها: [ البسيط ] دان مسف فويق الأرض هيدبه * يكاد يدفعه من قام بالراح أحاديث الحسن * بن [ أبي ] الحسن البصري رحمه الله [ قال أبو عبيد: في حديث الحسن في إطعام المساكين لكفارة
[ 449 ]
اليمين، قال يطعمهم وجبة واحدة - قال حدثناه هشيم عن يونس ومنصور عن الحسن. قال الكسائي: الوجبة الأكلة الواحدة، يقال: فلان يأكل في اليوم وجبة - إذا كانت له أكلة قال الكسائي: وكذلك يقال هو يأكل وزمة. قال الأصمعي: يقال من الوجبة: قد وجب الرجل على نفسه الطعام - إذا جعل لنفسه أكلة في اليوم. وقال أبو عبيد: في حديث الحسن لأن أعلم أني برئ من النفاق أحب إلي من طلاع الأرض ذهبا. قال الأصمعي: طلاع الأرض ملؤها يقال: قوس طلاع الكف - إذا كان عجسها يملأ الكف، قال أوس بن حجر يصف قوسا: (الطويل) * كتوم طلاع الكف لا دون ملئها * ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا قال أبو عبيد: وأحسب الطلاع إنما هو أن يطالع الشئ بالشئ حتى يساويه، فجعل ملأ الأرض يساوي أعلاها وكذلك ما أشبهه.
[ 450 ]
وقال أبو عبيد: في حديث الحسن لا بأس أن يسطوا الرجل على المرأة - قال حدثناه عباد بن عباد عن هشام عن الحسن، قال عباد وقال هشام: وذلك إذا خيف عليها ولم توجد امرأة تعالج ذلك منها، هذا وما أشبهه من الكلام. وقال أبو عبيدة: السطو أن يدخل يده في رحمها فيستخرج الولد إذا نشب في بطنها ميتا وقد يفعلون ذلك بالناقة، وربما أخرجوا الجنين مقطعا يقال منه: سطوت أسطو سطوا. قال أبو عبيد: والسطو في غير هذا أن يسطو الرجل على غيره بالضرب والشتم والإساءة، يقال: سطوت عليه وبه، قال الله تعالى ] " يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آيتنا - ". وقال أبو عبيد: في حديث الحسن إذا استغر ب الرجل ضحكا في الصلاة أعاد الصلاة. كان أبو عمرو والأصمعي يقول أحدهما: الاستغراب هو القهقهة،
[ 451 ]
وقال الآخر: هو الإكثار من الضحك وكان أبو عبيدة يقول: أغرب الرجل ضحكا، وأنشد بيت ذي الرمة: (الطويل) * فما يغربون الضحك إلا تبسما * ولا ينسبون القول إلا تخافيا ] وقال أبو عبيد: في حديث الحسن بن [ أبي ] الحسن البصري ما من أحد عمل لله عز وجل عملا إلا سار في قلبه سورتان، فإذا كانت الأولى منهما لله تعالى فلا تهيدنه الآخرة. [ قوله: لا تهيدنه - ] يقول: لا تصرفنه عن ذلك ولا تزيلنه، يقال منه: هدت الرجل أهيده هيدا وهادا - إذا زجرته عن الشئ وصرفته عنه [ قال أنشدني الأحمر: (البسيط) * حتى استقامت له الأعناق طائعة * فما يقال له هيد ولا هاد قوله: هيد ولا هاد - خفض في موضع رفع، وهذا على الحكاية كقولك
[ 452 ]
صه صه وغاق وغاق ونحوه، وقد يروى بالرفع وهو جائز، ومعناه لا يمنع من شئ. ونرى أن حديث النبي عليه السلام من هذا حين قيل له في المسجد: يا رسول الله هده، فقال: بل عرش كعرش موسى كان سفيان بن عيينة فيما بلغني عنه يقول: معنى هده أصلحه، وهذا معنى الحديث الآخر كما قال سفيان، ولكنه إصلاح بعد هدم الأول، إنما هده أي أزل هذا عن موضعه وابن غيره والذي أراد الحسن بقوله: فلا تهيدنه الآخرة، يقول: إذا صحت نيته في أول ما يريد الأمر من البر فعرض له الشيطان فقال: إنك تريد بهذا الرياء فلا يمنعنه ذلك من الأمر الذي تقدمت فيه نيته. وهذا شبيه بالحديث الآخر: إذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال: إنك ترائي فزدها طولا. وقال أبو عبيد: في حديث الحسن وعبد الله بن شقيق العقيلي حين ذكرا حديث إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه فقالا: يأتيه أبوه يوم
[ 453 ]
القيامة فيسأله أن يشفع له فيقول: خذ بحجزتي، فيأخذ بحجزته فتحين من إبراهيم التفاتة إليه فإذا هو بضبعان أمدر، فينتزع حجزته من يده ويقول: ما أنت بأبي. قوله: ضبعان، هو الذكر من الضباع، وهو الذيخ أيضا ولا يقال للذكر ضبع، إنما الضبع الأنثى خاصة. وقوله: أمدر، يقول: هو المنتفخ الجنبين العظيم البطن قال الراعي يصف إبلا لها قيم: (البسيط) * وقيم أمدر الجنبين منخرق * عنه العباءة قوام على الهمل قوله: أمدر الجنبين - يعني عظيمهما. ويقال إن الأمدر الذي قد تترب جنباه من المدر، يذهب به إلى التراب، أي أصاب جسده التراب وقال بعضهم: الأمدر الكثير الرجيع الذي لا يقدر على حبسه وقد يستقيم أن يكون المعنيان جميعا في ذلك الضبعان.
[ 454 ]
وقال أبو عبيد: في حديث الحسن ما تشاء أن ترى أحدهم أبيض بضا، يملخ في الباطل ملخا ينفض مذرويه، يقول: هأنذا فاعرفوني - يروى ذلك فيما أعلم عن أبي بكر الهذلي عن الحسن. قال الأصمعي: البض الرخص الجسد، وليس هذا من البياض خاصة ولكنه من الرخوصة والرخاصة - مصدرين، إن كان أدم أو أبيض، وكذلك المرأة بضة. وأما قوله: يملخ، فإن الملخ والملخ لغتان التثني والتكسر، يقال: ملخ الفرس وغيره - إذا لعب قال رؤبة يصف الحمار: (الرجز) * معتزم التجليح ملاخ الملق الملق أن ينتزع الشئ من موضعه انتزاعا سهلا وقال الأصمعي: يقال امتلخت اللجام من رأس الدابة - إذا نزعته منه نزعا سهلا. وأما المذروان فإنهما كأنهما فرعا الأليتين قال عنترة:
[ 455 ]
(الوافر) * أنحوي تنفض أستك مذرويها * لتقتلني فهأنذا عمارا ] وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث الحسن المجالس ثلاثة: فسالم وغانم وشاجب: فسالم
[ 456 ]
وغانم وشاجب. فالسالم الذي لم يغنم شيئا ولم يأثم. والغانم الذي قد غنم من الأجر. والشاجب الآثم الهالك يقال منه: قد شجب [ الرجل - ] يشجب شجبا وشجوبا إذا عطب وهلك في دين أو دنيا، وفيه لغة أخرى: شجب يشجب شجبا، وهو أجود اللغتين [ وأكثرهما، ومنه قلت قلتا ووتغ وتغا وتغب تغبا، هذا كله إذا هلك، قاله الكسائي وقال الكميت: (المنسرح) * ليلك ذا ليلك الطويل كما * عالج تبريح غله الشجب
[ 457 ]
وقد روي في هذا الحديث عن غير الحسن سمعت أبا النضر يحدثه عن شيبان عن آدم بن علي قال سمعت أخا بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الناس ثلاثة أثلاث: فسالم وغانم وشاجب فالسالم الساكت، والغانم الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر، والشاجب الناطق بالخنا والمعين على الظلم - هكذا يروى في الحديث والتفسير، الأول يرجع إلى هذا. وقال أبو عبيد: في حديث الحسن إذا كان الرجل أعزل فلا بأس أن يأخذ من سلاح الغنيمة فيقاتل به، فإذا فرغ منه رده - قال حدثناه هشيم عن أبي الأشهب عن الحسن. قوله: أعزل، هو الذي لا سلاح معه ومنه الحديث الذي يروى عن الشعبي أن زينب لما أجارت أبا العاص خرج الناس إليه عزلا. وفي هذا الحديث من الفقه أنه رخص في الانتفاع بالغنيمة عند موضع الضرورة إلى ذلك، وقد روي عن عبد الله أنه لما انتهى إلى أبي جهل وهو مثبت قال: فضربته بسيفي فلم يعمل فأخذت سيفه فأجهزت عليه ].
[ 458 ]
وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث الحسن في الرجل يجامع المرأة والأخرى تسمع، قال: كانوا يكرهون الوجس. الوجس هو الصوت الخفي. [ وقد روي في مثل هذا من الكراهة ما هو أشد منه هو في بعض الحديث حتى الصبي في مهده وأما حديث ابن عباس أنه كان ينام بين جاريتين - سمعت عباد بن العوام يحدث عن أبي شيبة قال سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس أنه كان ينام بين جاريتين - فإن هذا عندي إنما هو على النوم ليس على الجماع. وقال أبو عبيد: في حديث الحسن حين سئل عن القئ يدرع الصائم، فقال: هل راع منه شئ فقال له السائل: ما أدري ما تقول، فقال: هل عاد منه شئ. قال أبو عبيد: وكذلك القول عندنا فيه يقال راع الشئ يريع ريعا.
[ 459 ]
وقال أبو عبيد: في حديث الحسن أنه سئل: أيدالك الرجل امرأته فقال: نعم إذا كان ملفجا. قوله: يدالك، يعني المطل بالمهر، وكل مماطل فهو مدالك. والملفج: المعدم الذي لا شئ له، يقال قد ألفج إلفاجا قال رؤبة يمدح قوما: (الرجز) * أحسابكم في العسر والإلفاج * شيبت بعذب طيب المزاج * والإصرام مثل الإلفاج إلا أنه يقال منه مصرم، وكذلك المزهد والمحوج والمعدم ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث الحسن حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدثور واقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة.
[ 460 ]
قوله: سريعة الدثور، يعني روس ذكر الله [ تبارك وتعالى - ] منها، يقال للمنزل وغيره إذا عفا ودرس: قد دثر، فهو داثر [ قال ذو الرمة: (الطويل) * أشاقتك أخلاق الرسوم الدواثر وهو كثير في الشعر ]. [ والدثور في غير هذا كثرة الأموال، واحدها دثر، يقال: هم أهل دثر ودثور ومنه الحديث الآخر حين قيل: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور. واحد الدثور دثر، وفيه لغة أخرى: دبر بالباء ]. وقوله: اقدعوها، يعني كفوها وامنعوها كما تقدع الدابة باللجام إذ كبحتها - قاله الكسائي.
[ 461 ]
وقوله: فإنها طلعة، هكذا يروى الحديث، وقال الأصمعي: طلعة وحكي عن بعض الماضين أحسبه الزبرقان بن بدر أنه قال: إن أبغض كنائني إلي الطلعة الخبأة، يعني التي تكثر الاطلاع والاختباء. والذي أراد الحسن أن النفوس تطلع إلى هواها وتشتهيه حتى تردي صاحبها، يقول: فامنعوها عن ذلك. أحاديث محمد سيرين رحمه الله [ وقال أبو عبيد: في حديث محمد بن سيرين كانوا لا يرصدون
[ 462 ]
الثمار في الدين وينبغي أن يرصدوا العين في الدين - من حديث ابن المبارك بلغني عنه عن طلحة بن النضر قال سمعت ابن سيرين يقول ذلك. قال: فسره ابن المبارك أنه أراد إذا كان على الرجل الدين وعنده من العين مثله لم تجب الزكاة، لأن ذلك الدين يكون قصاصا بالعين، وإن كان عليه دين وله ثمار مما يخرج الأرض التي عليها العشر فإن ذلك الدين الذي عليه لا يكون قصاصا بالدين ولكن يؤخذ منه عشر أرضه، لأن حكم الأرضين غير حكم الأموال - فهذا الذي أراد ابن سيرين وقد كان غيره يفتي بغير هذا، يقول: لا تكون عليه زكاة في أرضه أيضا إذا كان عليه دين بقدر ذلك ]. وقال أبو عبيد: في حديث محمد بن سيرين رحمه الله أنه قال:
[ 463 ]
النقاب محدث. [ قال أبو عبيد - ] وهذا حديث قد تأوله بعض الناس على غير وجهه، يقول: إن النقاب لم يكن النساء يفعلنه، كن يبرزن وجوههن وليس هذا وجه الحديث، ولكن النقاب عند العرب هو الذي يبدو منه المحجر، فإذا كان على طرف الأنف فهو اللفام، وإذا كان على الفم * 137 / ب فهو اللثام، ولهذا قيل فلان يلثم فلانا - إذا قبله على فمه. / والذي أراد محمد فيما نرى - والله أعلم - أن يقول إن إبداءهن المحاجر محدث، وإنما كان النقاب لاحقا بالعين أو أن يبدوا إحدى العينين والأخرى مستورة. [ عرفنا ذلك بحديث يحدثه هو عن عبيدة أنه
[ 464 ]
سأله عن قوله عز وعلا " يدنين عليهن من جلابيبهن - "، قال: فقنع رأسه وغطى وجهه وأخرج إحدى عينيه وقال: هكذا. فإذا كان النقاب لا يبدو منه إلا العينان قط فذلك الوصوصة، واسم ذلك الشئ الوصواص، وهو الثوب الذي يغطى به الوجه وقال الشاعر: (الرجز) * يا ليتها قد لبست وصواصا قال: وإنما قال هذا محمد لأن الوصاوص والبراقع كانت لباس النساء ثم أحدثن النقاب بعد ذلك. قال أبو زيد: تقول تميم تلثمت على الفم وغيرهم يقولون: تلفمت ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث محمد [ بن سيرين - ] أنه قال: لم يكن علي [ رضي الله عنه - ] يظن في قتل عثمان رضي الله عنه
[ 465 ]
وكان الذي يظن في قتله غيره، قال فقيل له: من هو قال: عمدا أسكت عنه. قوله: يظن يقول يتهم، وأصله من الظن، إنما هو يفتعل منه [ وكان ينبغي أن يكون - ] يظتن، فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء، [ قال الشاعر: (الطويل) وما كل من يظنني أنا معتب * ولا كل ما يروى علي أقول ومنه قول زهير: (البسيط) * هو الجواد الذي يعطيك نائله * عفوا ويظلم أحيانا فيظلم إنما هو يظتلم وأبو عبيدة يرويها: فينظلم - بالنون ]. وقال [ أبو عبيد - ] في حديث محمد [ بن سيرين - ] لما ركب
[ 466 ]
نوح عليه السلام في السفينة حمل فيها من كل زوجين اثنين فلما أرفأت السفينة فقد حبلتين كانتا معه، فقال له الملك: ذهب بهما الشيطان. قوله: حبلتين، يعني قضيبين من قضبان الكرم، [ يقال له الحبلة والجفنة، وجمع الجفنة جفن - ]. وقوله: أرفأت، هكذا يروى [ في - ] الحديث، وإعرابها عندنا أرفيت يقال: قد أرفأت السفينة أر فيها إرفاء. وقال [ أبو عبيد - ] في حديث محمد [ بن سيرين - ] أن بني إسرائيل كانوا يجدون محمدا صلى الله عليه وسلم منعوتا عندهم وأنه يخرج من بعض هذه القرى العربية فكانوا يقتفرون الأثر في كل قرية حتى أتوا يثرب فنزل بها طائفة منهم. قوله يقتفرون الأثر، يتتبعون الآثار ويطلبونها، وكل طالب
[ 467 ]
أثرا فهو مقتفر ومنها يقال للقائف: هو يقتفر الأثر، قال ابن أحمر: [ السريع ] وإنما الدهر بربانه * وأنت من أفنانه مقتفر ويروى: معتصر. [ أحاديث أبي قلابة رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث أبي قلابة عن رجل من أصحاب
[ 468 ]
النبي صلى الله عليه وسلم كنا نتوضأ مما غيرت النار ونمصمص من اللبن ولا نمصمص من الثمرة - قال حدثنيه حجاج عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من الصحابة. قوله: نمصمص، المصمصة بطرف اللسان وهو دون المضمضة، والمضمضة بالفم كله وفرق ما بينهما شبيه بفرق ما بين القبصة والقبضة، فإن القبضة بالكف كلها، والقبصة بأطراف الأصابع، وكان الحسن يقرأ " فقبصت قبصة - ". وقال أبو عبيد: في حديث أبي قلابة حين قال لخالد الحذاء وقدم من مكة: بر العمل - قال حدثناه ابن علية عن خالد الحذاء قال: قدمت من مكة فلقيني أبو قلابة، فقال لي: بر العمل.
[ 469 ]
قوله: بر العمل، إنما دعا له بالبر، يقول بر الله عملك، أي جعل حجك مبرورا، والمبرور إنما هو مأخوذ من البر، يعني ألا يخالطه غيره من الأعمال التي فيها المآثم. وكذلك غير الحج أيضا ومنه الحديث المرفوع قال حدثناه أبو معاوية ومروان بن معاوية كلاهما عن وائل ابن داود عن سعيد بن عمير قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الكسب أفضل فقال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور. ابن قال أبو عبيد: فجعل النبي عليه السلام البر في البيع ألا يخالطه كذب ولا شئمن الإثم ]. أحاديث عطاء أبي رباح رحمه الله وقال أبو عبيد: فحديث عطاء في الوطواط يصيبه المحرم قال: ثلثا درهم.
[ 470 ]
[ قال الأصمعي قوله - ] الوطواط ههنا هو الخفاش، ويقال إنه الخطاف وهذا أشبه القولين عندي بالصواب [ لحديث عائشة رحمها الله - قال سمعت إسحاق الرازي يحدثه عن حنظلة بن أبي سفيان عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: لما أحرق بيت المقدس كانت الأوزاغ تنفخه بأفواهها وكانت الوطاوط تطفئه بأجنحتها. قال أبو عبيد: فهي هذه الخطاطيف، وقد يقال للرجل الضعيف: الوطواط، ولا أراه سمي بذلك إلا تشبيها بالطائر. وأما الأوزاغ فهي التي أمر بقتلها، وواحدها وزغ، وهو الذي يقال له سام أبرص، وفي الأنثى من الوزغ وزغة ]. وقال [ أبو عبيد - ] في حديث عطاء أنه سئل عن رجل أصاب صيدا غهبا، قال: عليه الجزاء.
[ 471 ]
قوله: غهبا، الغهب أن يصيبه غفلة من غير تعمد له. [ يقال غهبت عن الشئ أغهبها غهبا - إذا غفلت عنه ونسيته - ]. وفي هذا الحديث [ من الفقه - ] أنه رأى الجزاء في الخطأ كما يراه في العمد. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عطاء خفوا على الأرض. قال أبو عبيد: وجهه عندي أنه يريد بذلك في السجود، يقول: لا ترسل نفسك على الأرض إرسالا ثقيلا فيؤثر في جبهتك أثر السجود [ ويبين ذلك حديث مجاهد أن حبيب بن أبي ثابت سأله فقال: إني أخاف
[ 472 ]
أن يؤثر السجود في جبهتي، فقال: إذا سجدت فتخاف. يعني خفف نفسك وجبهتك على الأرض. وبعض الناس يقول: فتجاف والمحفوظ عندي بالخاء من التخفيف ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عطاء إنه سئل عن الرجل يذبح الشاة ثم يأخذ منها يدا أو رجلا قبل أن تسبطر، فقال: ما أخذ منها فهو ميتة. قوله: تسبطر، يعني [ أن - ] تمتد بعد الموت، وكل ممتد فهو مسبطر. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث عطاء إنه كره من الجراد ما قتله الصر. قال أبو عبيد: الصر البرد الشديد ويروى في تفسير قوله تعالى
[ 473 ]
" كمثل ريح فيها صر - " قال: برد. [ حديث ميمون مهران رحمه الله وقال أبو عبيد: في حديث ميمون بن مهران حين كتب إلى يونس ابن عبيد: عليك بكتاب الله عز وجل فإن الناس قد بهوا به واستخفوا أو استحبوا عليه الأحاديث أحاديث الرجال - سمعت إسماعيل بن علية يحدثه عن يونس بن عبيد أن ميمونا كتب بذلك إليه في حديث فيه طول. قوله: بهوا به - هكذا قال إسماعيل، وهو في الكلام: بهؤا به - مهموز، ومعناه أنسوا به يقال: بهأت الشئ فأنا أبهأ به، وكذلك بسأت به وبسيت به - إذا أنست به. وإنما أراد ميمون أنهم قد أنسوا به وحين ذهبت هيبته من قلوبهم وخرج إعظامه منها وكذلك كل شئ أنست به فإن هيبته تنقص من القلب ].
[ 474 ]
أحاديث الزهري * رحمه الله تعالى * [ وقال أبو عبيد: في حديث الزهري الأذن مجاجة وللنفس حمضة. المجاجة التي تمج ما تسمع، يعني أنها تلقيه فلا تقبله إذا وعظت بشئ أو نهيت عنه. وقوله: وللنفس حمضة، الحمضة الشهوة للشئ، وإنما أخذت من شهوة الإبل للحمض وذلك إذا ملت الخلة اشتهت الحمضة، وهو كل نبت فيه ملوحة، والخلة ما لم تكن فيه ملوحة. قال الأصمعي: والعرب تقول: الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها.
[ 475 ]
وقال أبو عبيد: في حديث الزهري لا تناظر بكتاب الله ولا بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: لا تناظر، لم يرد لا تتبعه ولا تنظر فيه، وليس ينبغي أن تكون المناظرة إلا بالكتاب والسنة، ولكن الذي أراد عندي أنه جعله من النظير وهو المثل، يقول: لا تجعل نظيرا لكتاب الله ولا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي لا تتبع قول أحد وتدعهما. ويكون أيضا في وجه آخر أن يجعلهما مثلا للشئ يعرض مثل قول إبراهيم: كانوا يكرهون أن يذكروا الآية عند الشئ يعرض من أمر الدنيا، كقول القائل للرجل إذا جاء في الوقت الذي يريد صاحبه: " جئت على قدر يموسى - "، هذا وما أشبهه من الكلام ]. وقال أبو عبيد: في حديث الزهري أنه سئل عن الزهد في الدنيا فقال: هو أن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره.
[ 476 ]
قال أبو عبيد: مذهبه عندي أنه أراد إذا أنعمت عيه نعمة من الحلال * 137 / ب / كان عنده من الشكر لله ما يقوم بتلك النعمة حتى لا يعجز شكره عنها، وإذا عرضت له فتنة من الحرام كان عنده من الصبر ما يمنع نفسه منها فلا يركبها فهذا عند الزهري من الزهد في الدنيا الشكر على النعمة في الحلال والصبر على ترك الحرام. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث الزهري أنه كان يستوشي الحديث. أي يستخرجه بالبحث والمسألة كما يستوشي الرجل جري الفرس، وهو ضربه إياه بعقبه وتحريكه ليجري.
[ 477 ]
[ وقال أبو عبيد: في حديث الزهري أنه قال: من امتحن في حد فأمه ثم تبرأ فليست عليه عقوبة، فإن عوقب فأمه فليس عليه حد إلا أن يأمه من غير عقوبة. قوله: أمه هو ههنا الإقرار ولم أسمعه إلا في هذا الحديث، والأمه في غير هذا الموضع النسيان ومنه حديث ابن عباس وعكرمة أنهما يقرءان: " وادكر بعد أمه - "، أي بعد نسيان ]. حديث عبد الملك مروان وقال أبو عبيد: في حديث عبد الملك بن مروان أنه قال في خطبته:
[ 478 ]
وقد وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلا استجراحا. قال الأصمعي: [ قوله استجراحا - ] الاستجراح النقصان قال وقال ابن عون: استجرحت هذه الأحاديث وكثرت، يعني أنها كثيرة وصحيحها قليل. أحاديث الحجاج يوسف [ وقال أبو عبيد: في حديث الحجاج حين سأل الشعبي عن فريضة
[ 479 ]
من الجد فأخبره بقول الصحابة فيها حتى ذكر ابن عباس فقال إن كان لنقابا فما قال فيها - يروى عن عيسى بن يونس عن عباد بن موسى عن الشعبي. قال أبو عبيد: النقاب هو الرجل العالم بالأشياء المبحث عنها، الفطن الشديد الدخول فيها قال أوس بن حجر يمدح فضالة أو يرثيه: (المتقارب) * نجيح جواد أخو مأقط * نقاب يحدث بالغائب وبعضهم يحدثه: إن كان لمثقبا، ولا نرى المحفوظ إلا الأول، وهو
[ 480 ]
في المعنى نحو منه ]. وقال أبو عبيد: في حديث الحجاج حين قتل ابن الزبير فأرسل إلى أمه أسماء يدعوها فأبت أن تأتيه، فقام يتوذف حتى دخل عليها. قال أبو عمرو: التوذف التبختر، وكان أبو عبيدة يقول: التوذف الإسراع، لقول بشر بن أبي خازم يمدح رجلا بأنه يهب النجائب فقال: [ الكامل ] يعطي النجائب بالرحال كأنها * بقر الصرائم والجياد توذف
[ 481 ]
أي يعطي الجياد. [ وقال أبو عبيد: في حديث الحجاج أنه خطب فقال: إياي وهذه السقفاء والزرافات - قال بلغني عن ابن علية عن ابن عون عن الحجاج. قال أبو عبيد: أما السقفاء، فلا أعرفها.
[ 482 ]
وأما الزرافات فإنها المواكب والجماعات. وكل جماعة زرافة قال عدي بن زيد: (المنسرح) * وبدل الفيح بالزرافة والا - يام خون جم عجائبها الخون جمع الخائن ]. وقال [ أبو عبيد - ]: في حديث الحجاج أنه أتي بسمكة فقال للذي عملها: سمنها، فلم يدر ما يقول، فقال له عنبسة بن سعيد: أنه يقول لك بردها. وهذه كلمة أراها طائفية، يسمون التبريد التسمين. أمد * [ وقال أبو عبيد: في حديث الحجاج حين سأل الحسن رحمه الله: ما أمدك يا حسن قال: سنتان من خلافة عمر رضي الله عنه، فقالك والله لعينك أكبر من أمدك - حدثناه ابن علية عن يونس عن الحسن.
[ 483 ]
قوله: أمدك، يعني منتهى عمره وأمد كل شئ منتهاه. وإنما أراد المولد. وقوله: والله لعينك، يقول: شاهدك ومنظرك أكبر من أمدك وعين كل شئ شاهده وحاضره ومنه قول الشاعر: [ الرجز ] وعينه كالكالئ الضمار يقول: ما أراد أن يعطيك حاضرا، فهو مثل الغائب الذي لا يرجى. قال أبو عبيد: لم يرد الحسن بقوله سنتان مضتا، إنما أراد بقيتا ]. أحاديث عبيدالله زياد وقال أبو عبيد: في حديث عبيدالله [ بن زياد - ] حين كتب
[ 484 ]
إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص أن جعجع بحسين رحمه الله. قال الأصمعي: الجعجعة الحبس، إنما أراد احبسه [ قال منتجع ابن نبهان في قول الشاعر: (الطويل) * وباتوا بجعجاع جديب المعرج
[ 485 ]
قال: أراد مكانا احتبسوا فيه. قال: ومنه قول أوس بن حجر أيضا: (الطويل) * إذا جعجعوا بين الإناخة والحبس وقال أبو عمرو: الجعجاع الأرض، وكل أرض جعجاع. وقال غيره: هي الأرض الغليظة، ومنه قول أبي قيس بن الأسلت: (السريع) * من يذق الحرب يجد طعمها * مرا وتتركه بجعجاع وقال أبو عبيد: في حديث عبيدالله بن زياد حين قال لأبي برزة الأسلمي: إن محمديكم هذا الدحداح - قال حدثنيه داود بن الزبرقان بإسناد له. قال أبو عمرو مرة: إنما هو ذحذاح - بالذال، ثم رجع عنه وقال هو بالدال وكذلك الرواية بالدال، وهو الصواب، وهو
[ 486 ]
الرجل القصير السمين ]. حديث عاصم أبي النجود [ رحمه الله - ] وقال أبو عبيد: في حديث عاصم بن أبي النجود لقد أدركت أقواما يتخذون هذا الليل جملا يشربون النبيد ويلبسون المعصفر منهم زر وأبو وائل. قال الأصمعي: يقال للرجل إذا أحيا ليلة بالصلاة أو سواها حتى أصبح: قد اتخذ الليل جملا. [ حديث عبيدالله بن جحش وقال أبو عبيد: في حديث عبيدالله بن جحش حين تنصر بالحبشة فلقيه بعض الصحابة فكلمه في ذلك فقال عبيدالله: إنا فقحنا وصأصأتم.
[ 487 ]
قال أبو عمرو وأبو زيد والفراء - أو بعضهم: يقال قد فقح الجرو إذا فتح عينيه. وقال غيرهم في قوله: صأصأتم، يقال: صأصأ الجرو - إذا لم يفتح عينيه في أوان فتحه. فأراد عبيدالله أني أبصرت ديني ولم تبصروا دينكم. قال أبو عبيد: عبيدالله بن جحش هذا زوج أم حبيبة بنت أبي سفيان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: كان تنصر بالحبشة ومات على النصرانية ].
[ 488 ]
أحاديث لا يعرف أصحابها [ وقال أبو عبيد: سمعت محمد بن الحسن بإسناد له لا أحفظه عن رجل سماه - أو كناه، أحسبه أبا الرباب، قال: كنا بموضع كذا وكذا فأتانا رجل فيه لخلخانية. قال أبو عبيد: اللخلخانية العجمة، يقال رجل لخلخاني وامرأة لخلخانية - إذا كانا لا يفصحان قال البعيث بن بشر: (الطويل) * سيتركها إن سلم الله جارها * بنو اللخلخانيات وهي رتوع أراد بني العجميات ]. قال أبو عبيد: في حديث آخر يحشر الناس على ثكنهم.
[ 489 ]
[ قال - ] الثكن الجماعات، واحدتها ثكنة [ قال في ذلك الأعشى: (المتقارب) * يطارد ورقاء جونية * ليدركها في حمام ثكن يعني جماعات. فالذي أراد في الحديث فيما نرى أنهم يحشرون على ما ماتوا عليه. ويروى في حديث آخر: إن فلانا كتب إن العدو بعرعرة الجبل ونحن بحضيضه. قال الأصمعي: العرعرة أعلى الجبل، والحضيض أسفله عند
[ 490 ]
منقطعه حيث يفضي إلى الأرض قال امرؤ القيس يذكر مرقبة كان عليها: (الطويل) * فلما أجن الشمس عني غوارها * نزلت إليه قائما بالحضيض ويروى: فلما أجن الشمس مني غوارها. وإنما يصف الفرس. وقوله: غوارها، يعني مغيب الشمس حين غارت تغور وقد يروى عوارها بالعين، والمحفوظ بالغين والهاء راجعة على الفرس. ويروى في حديث آخر: قال: إنما مثل العالم كالحمة تكون بالأرض يأتيها البعداء ويتركها القرباء، فبينما هم كذلك إذ غار ماؤها فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكنون. قال: معناه يتندمون. التفكن التندم.
[ 491 ]
وفي حديث آخر يروى عن حسان بن ثابت أو غيره: أنه كان إذا دعي إلى طعام قال: أفي عرس أم خرس أم إعذار فإن كان في واحد من ذلك أجاب وإلا لم يجب. قوله: عرس، يعني طعام الوليمة. وأما الخرس فالطعام الذي على الولادة يقال خرست على المرأة إذا أطعم في ولادتها، واسم طعامها الذي تأكله هي الخرسة قال الشاعر يذكر أزمة: (الطويل) * إذا النفساء لم تخرس ببكرها * غلاما ولم يسكت بحتر فطيمها الحتر الشئ الحقير القليل، أي ليس لهم شئ يطعمون الصبي من شدة الأزمة. والإعذار: الختان، وفيه لغتان يقال: عذرت الغلام وأعذرته قال الشاعر في ذلك: (الرجز) * تلوية الخاتن فعل المعذور وقال آخر: (الرجز)
[ 492 ]
كل الطعام تشتهي ربيعه * الخرس والإعذار والنقيعه فأما الخرس والإعذار فقد تقدم لك تفسيرهما، وأما النقيعة فالطعام يصنعه الرجل عند قدومه من سفره قال الشاعر: (الكامل) * إنا لنضرب بالسيوف رؤسهم * ضرب القدار نقيعة القدام القدار: الجزار والقدام: القادمون من سفر، واحدهم قادم، وقد يقال: القدام الملك ههنا وهو أجود ]. [ وفي حديث آخر: إذا وجد أحدكم طخاء على قلبه فليأكل السفرجل. الطخاء: الثقل والغشى وكل شئ ألبس شيئا فهو طخاء له، يقال: ما في السماء طخاء، أي سحاب. والطخية الظلمة قال الشاعر: (الوافر) * فلا تذهب بعقلك طاخيات * من الخيلاء ليس لهن باب
[ 493 ]
وبعضهم يرويه: طافيات، والخاء أجود في المعنى ]. قال أبو عبيد: في حديث آخر أن للشيطان نشوقا ولعوقا ودساما. فالدسام ما سد به الأذن، يقال منه: دسمت الشئ دسما - إذا سددته. واللعوق في الفم، والنشوق في الأنف. وفي حديث آخر: في خلايا النحل أن فيها العشر. قال: هي المواضع التي تعسل فيها النحل، وهي مثل الراقود أو نحوه يعمل لها من طين / أو غير ذلك واحدتها خلية. * 138 / الف وفي حديث آخر: ما تعدون فيكم الصرعة. فالصرعة الذي يصرع الرجال.
[ 494 ]
وفي حديث آخر: صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى. يقول: إذا وجد الفصيل حر الشمس على الرمضاء، يقول: فصلاة الضحى تلك الساعة. [ وفي حديث آخر: فوردنا على جدجد متدمن. قال: قوله: جدجد، وإنما المعروف في كلامهم الجد قال الأعشى: (السريع) * ما جعل الجد الظنون الذي * جنب صوب اللجب الماطر * وكان الأصمعي يقول: الجد البئر الجيدة الوضع من الكلأ. قال أبو عبيد: وأما الجدجد فإنه عندنا دويبة، وجمعها جداجد. وأما المتدمن فالماء الذي سقطت فيه دمن الإبل والغنم، وهي أبعارها ]. وفي حديث آخر: اللهم إنا نعوذ بك من الألس والألق
[ 495 ]
والكبر والسخيمة. قوله: الألس، هو اختلاط العقل، يقال [ منه - ] قد ألس الرجل فهو مألوس. وأما الألق، فإني لا أحسبه أراد إلا الأولق، والأولق الجنون قال الأعشى: (الطويل) * وتصبح من غب السرى وكأنما * ألم بها من طائف الجن أولق * [ يصف ناقته يقول: هي من سرعتها كأنها مجنونة - ] فإن كان أراد الكذب فهو الولق [ ويروى عن عائشة رحمها الله أنها كانت تقرأ
[ 496 ]
" إذ تلقونه بألسنتكم - " يقال من هذا قد ولقت ألق ولقا ]. وأما السخيمة فهي الضغينة والعداوة. [ وفي حديث آخر قال: قاموا صتيتين.
[ 497 ]
أي جماعتين، يقال: قد صات القوم - مشددة ]. وفي حديث آخر في الوعثاء. قال: الوعثاء الأرض ذات الوعث، وقد أوعث القوم، إذا صاروا في الوعث. [ وفي حديث آخر: اللهم غبطا لا هبطا.
[ 498 ]
قال يعني نسألك الغبطة ونعوذ بك أن نهبط عن حالنا هو مثل قوله الحور بعد الكور ]. وفي حديث آخر: اللهم المم شعثنا. أي اجمع ما تشتت من أمورنا يقال: لممت الشئ ألمه لما، إذا جمعته. وفي حديث آخر: قال يسلط عليهم موت طاعون ذفيف [ يحرف القلوب - ]. قال: الذفيف هو المجهز الذي يذفف عليهم فيقتلهم كما يذفف على الجريح. وفي حديث آخر: الرثع.
[ 499 ]
الرثع: الحرص الشديد. وقوله: الخريف. [ وإنما سمي الخريف - ] خريفا لأنه تخترف فيه الثمار، يقال: أرض مخروفة، أي أصابها مطر الخريف. وفي حديث آخر: أما سمعته من معاذ يذبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: يذبره، يعني يحدثه.
[ 500 ]
الرثع: الحرص الشديد. وقوله: الخريف. [ وإنما سمي الخريف - ] خريفا لأنه تخترف فيه الثمار، يقال: أرض مخروفة، أي أصابها مطر الخريف. وفي حديث آخر: أما سمعته من معاذ يذبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: يذبره، يعني يحدثه.
[ 500 ]
[ وقال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قطع لنسائه خططهن. أي جعله لهن في حياته، أي منازلهن، وقال الله عز وجل " وقرن في بيوتكن - " أي لئلا يخرجن بعد موته. وهذا مما يدل أن النبي صلى الله عليه وسلم..... وفي حديث آخر: وسئل عن قوله كأنه جمع فيه خيلان. قال: شبهه بالكف إن.... كما تقول: ضربه بجمع كفه، أي ضربه بها مضمومة. وسئل..... أيضا عن قوله الناخلة من الدعاء. قال: المنتخلة ].
[ 501 ]
تم كتاب غريب الحديث والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. تم الفراغ من نساخة هذا الكتاب المبارك في شهر رجب من شهور اثنين وتسعين وسبعمائة.