الــصــحـيـــح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ج31
العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
المركز الإسلامي للدراسات
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثالث:
حج النبي ' برواية الإمام الصادق ×
دخول مكة والمسجد الحرام:
ثم نهض رسول الله "صلى الله عليه وآله" إلى أن نزل بذي طوى، وهي المعروفة اليوم بآبار الزاهر، فبات بها ليلة الأحد، لأربع خلون من ذي الحجة، وصلى بها الصبح، ثم اغتسل من يومه، ونهض إلى مكة من أعلاها من الثنية العليا، التي تشرف على الحجون.
وكان في العمرة يدخل من أسفلها، وفي الحج دخل من أعلاها وخرج من أسفلها.
ثم سار حتى دخل المسجد ضحى.
وعن ابن عمر قال: دخل رسول الله "صلى الله عليه وآله" ودخلنا معه من باب عبد مناف، وهو الذي تسميه الناس: "باب بني شيبة"([1]).
وخرج من باب بني مخزوم (إلى الصفا).
فلما نظر إلى البيت، واستقبله ورفع يديه وكبر، وقال: "اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفاً، وتعظيماً، وتكريماً، ومهابةً، وزد من عظَّمه، ممن حجه أو اعتمره، تكريماً وتشريفاً، وتعظيماً وبراً"([2]).
ونقول:
إن المروي بسند صحيح عن صادق أهل البيت "عليهم السلام": أنه "صلى الله عليه وآله": "فلما دخل مكة دخل من أعلاها من العقبة، وخرج حين خرج من ذي طوى"([3]).
وفي نص آخر: "دخل من أعلى مكة، من عقبة المدنيين، وخرج من أسفل مكة، من ذي طوى"([4]).
حج النبي برواية أهل البيت ^:
وحيث إنه قد وردت عن أهل بيت النبي "عليهم السلام" روايات صحيحة السند تصف لنا حج رسول الله "صلى الله عليه وآله".. نرى أن عرضها للقارئ الكريم ضروري جداً، ليأخذ الحقيقة من أهل الحقيقة، فإن أهل البيت أدرى بما فيه..
وقد رأينا تقديم ذكرها على التفاصيل التي يذكرها أتباع غير أهل البيت، لكي تكون رواياتهم "عليهم السلام" هي المعيار والميزان للصحيح من الفاسد، والحقيقي من المزيف..
وبما أن هذه الروايات قد تعددت، فقد رأينا أن نأتي بخلاصة جامعة لما تضمنته من جزئيات وخصوصيات، مقتصرين منها على ما أورده الكليني "قدس الله نفسه الزكية" في باب "حج النبي "صلى الله عليه وآله".." وخصوصاً الروايات التي جاءت مطولة ومفصلة، فنقول:
في صحيحة معاوية بن عمار عن الإمام الصادق "عليه السلام" قال: أنزل الله عز وجل عليه: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}([5])، فأمر المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم: بأن رسول الله "صلى الله عليه وآله" يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة، وأهل العوالي والأعراب، واجتمعوا لحج رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وإنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه، أو يصنع شيئاً فيصنعونه([6]).
وفي صحيح عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق "عليه السلام" قال: ذكر رسول الله "صلى الله عليه وآله" الحج، فكتب إلي([7]): من بلغه كتابه ممن دخل في الإسلام: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" يريد الحج، يؤذنهم بذلك، ليحج من أطاق الحج([8]).
وفي صحيح معاوية بن عمار: فخرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" في أربع بقين من ذي القعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس، فاغتسل ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة، فصلى فيه الظهر، وعزم بالحج مفرداً، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول، فصف له سماطان، فلبى بالحج مفرداً، وساق الهدي ستاً وستين، أو أربعاً وستين([9]) حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة([10]).
وفي صحيح الحلبي عن علي "عليه السلام": خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة، فصلى بها، ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء، فأحرم منها، وأهل بالحج، وساق مائة بدنة، وأحرم الناس كلهم بالحج لا ينوون عمرة، ولا يدرون ما المتعة([11]).
وفي صحيح ابن سنان: فأقبل الناس، فلما نزل الشجرة أمر الناس بنتف الإبط، وحلق العانة، والغسل، والتجرد في إزار ورداء، أو إزار وعمامة، يضعها على عاتقه لمن لم يكن له رداء.
وذكر أنه حيث لبى قال: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
وكان رسول الله "صلى الله عليه وآله" يكثر من ذي المعارج، وكان يلبى كلما لقي راكباً، أو علا أكمة، أو هبط وادياً، وفي آخر الليل، وفي إدبار الصلوات.
فلما دخل مكة دخل من أعلاها من العقبة، وخرج حين خرج من ذي طوى.
فلما انتهى إلى باب المسجد استقبل الكعبة.
وذكر ابن سنان: أنه باب شيبة، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على أبيه إبراهيم، ثم أتى الحجر فاستلمه، فلما طاف بالبيت (وطاف الناس معه) صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم "عليه السلام".
ودخل زمزم فشرب منها، ثم قال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاء من كل داء وسقم"، فجعل يقول ذلك وهو مستقبل الكعبة.
ثم قال لأصحابه: ليكن آخر عهدكم بالكعبة استلام الحجر، فاستلمه([12]).
وفي صحيح معاوية بن عمار: فطاف بالبيت سبعة أشواط، ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم "عليه السلام"، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه، وقد كان استلمه في أول طوافه، ثم قال: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَهِ}، فابدأ بما بدأ الله تعالى.
وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا..}([13]).
ثم أتى الصفا فصعد عليه، واستقبل الركن اليماني، فحمد الله وأثنى عليه، ودعا مقدار ما يقرء سورة البقرة مترسلاً.
ثم انحدر إلى المروة، فوقف عليها كما وقف على الصفا، ثم انحدر وعاد إلى الصفا فوقف عليها، ثم انحدر إلى المروة حتى فرغ من سعيه([14]).
وفي صحيح الحلبي عن الإمام الصادق "عليه السلام": وهو شيء أمر الله عز وجل به، فأحل الناس، وقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم"([15]).
ولم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه، إن الله عز وجل يقول: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الهَدْيُ مَحِلَّهُ}([16]).
وفي صحيح معاوية بن عمار، عن الإمام الصادق "عليه السلام"، وكذا في صحيح الحلبي باختصار: فلما فرغ من سعيه وهو على المروة، أقبل على الناس بوجهه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا جبرئيل، وأومأ بيده إلى خلفه، يأمرني أن آمر من لم يسق هدياً أن يحل، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم، ولكني سقت الهدي، ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله.
قال: فقال له رجل من القوم: لنخرجن حجاجاً ورؤوسنا وشعورنا تقطر؟
وفي بعض الروايات: "وذكرنا تقطر"؟ أي من ماء المني([17]).
فقال له رسول الله "صلى الله عليه وآله": أما إنك لن تؤمن بهذا أبداً.
فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني: يا رسول الله، علمنا ديننا كأنا خلقنا اليوم، فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟
فقال له رسول الله "صلى الله عليه وآله": بل هو للأبد، إلى يوم القيامة، ثم شبك أصابعه وقال: "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة"([18]).
قال: وقدم علي "عليه السلام" من اليمن على رسول الله "صلى الله عليه وآله" وهو بمكة، فدخل على فاطمة "سلام الله عليها" وهي قد أحلت، فوجد ريحاً طيبةً، ووجد عليها ثياباً مصبوغة، فقال: ما هذا يا فاطمة؟
فقالت: أمرنا بهذا رسول الله "صلى الله عليه وآله".
فخرج علي "عليه السلام" إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" مستفتياً، فقال: يا رسول الله، إني رأيت فاطمة قد أحلت وعليها ثياب مصبوغة؟
فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "أنا أمرت الناس بذلك، فأنت يا علي بما أهللت"؟
قال: يا رسول الله، إهلالاً كإهلال النبي.
فقال له رسول الله "صلى الله عليه وآله": "قرّ على إحرامك مثلي، وأنت شريكي في هديي".
قال: ونزل رسول الله "صلى الله عليه وآله" بمكة بالبطحاء هو وأصحابه، ولم ينزل الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله عز وجل، الذي أنزل على نبيه "صلى الله عليه وآله": {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ (أبيكم) إِبْرَاهِيمَ}([19]).
فخرج النبي "صلى الله عليه وآله" وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى، فصلى الظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة، والفجر.
ثم غدا والناس معه، وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع، ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله "صلى الله عليه وآله" وقريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى عليه: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَهَ..}([20])، يعني إبراهيم وإسماعيل، وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم.
فلما رأت قريش أن قبة رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد مضت، كأنه دخل في أنفسهم شيء، للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم، حتى انتهى إلى نمرة، وهي بطن عرنة بحيال الأراك، فضربت قبته، وضرب الناس أخبيتهم عندها.
فلما زالت الشمس خرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" ومعه قريش وقد اغتسل، وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد، فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم، ثم صلى الظهر والعصر بأذان وإقامتين.
ثم مضى إلى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها، فنحاها، ففعلوا مثل ذلك، فقال: "أيها الناس، ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف، ولكن هذا كله"، وأومأ بيده إلى الموقف، فتفرق الناس، وفعل مثل ذلك بالمزدلفة.
فوقف الناس حتى وقع القرص ـ قرص الشمس ـ ثم أفاض، وأمر الناس بالدعة حتى انتهى إلى المزدلفة، وهو المشعر الحرام، فصلى المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين.
ثم أقام حتى صلى فيها الفجر، وعجل ضعفاء بني هاشم بليل، وأمرهم أن لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس.
فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى، فرمى جمرة العقبة([21]).
وفي صحيح إسماعل بن همام، عن الإمام الحسن "عليه السلام" قال: أخذ رسول الله "صلى الله عليه وآله" حين غدا من منى في طريق ضب (جبل عند مسجد الخيف)، ورجع ما بين المأزمين. وكان إذا سلك طريقاً لم يرجع فيه([22]).
وكان الهدي الذي جاء به رسول الله "صلى الله عليه وآله" أربعة وستين أو ستة وستين.
وجاء علي "عليه السلام" بأربعة وثلاثين أو ستة وثلاثين، فنحر رسول الله "صلى الله عليه وآله" ستة وستين، ونحر علي "صلى الله عليه وآله" أربعة وثلاثين بدنة.
وفي الرواية الأخرى: نحر رسول الله "صلى الله عليه وآله" ثلاثاً وستين نحرها بيده، ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر الخ.. ([23]).
وأمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن يؤخذ من كل بدنة منها جذوة من لحم، ثم تطرح في برمة، ثم تطبخ، فأكل رسول الله "صلى الله عليه وآله" وعلي "عليه السلام"، وحسيا من مرقها([24]).
زاد في صحيح الحلبي قوله: "قد أكلنا منها الآن جميعاً، والمتعة خير من القارن السائق، وخير من الحاج المفرد"([25]).
وفي صحيح معاوية بن عمار: ولم يعطيا الجزارين جلودها، ولا جلالها، ولا قلائدها، وتصدق به، وحلق، وزار البيت ورجع إلى منى، وأقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق.
ثم رمى الجمار ونفر حتى انتهى إلى الأبطح، فقالت له عايشة: يا رسول الله، ترجع نساؤك بحجة وعمرة معاً، وأرجع بحجة؟
فأقام بالأبطح، وبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم.
فأهلت بعمرة، ثم جاءت، وطافت بالبيت وصلت ركعتين عند مقام إبراهيم "عليه السلام"، وسعت بين الصفا والمروة، ثم أتت النبي "صلى الله عليه وآله"، فارتحل من يومه، ولم يدخل المسجد الحرام، ولم يطف بالبيت.
ودخل من أعلى مكة من عقبة المدنيين، وخرج من أسفل مكة من ذي طوى([26]).
وفي صحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله "عليه السلام" قال: الذي كان على بُدن رسول الله "صلى الله عليه وآله" ناجية بن جندب الخزاعي الأسلمي، والذي حلق رأس النبي "صلى الله عليه وآله" في حجته معمر بن عبد الله بن حراثة بن نصر بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب.
قال: ولما كان في حجة رسول الله "صلى الله عليه وآله" وهو يحلقه، قالت قريش: أي معمر! أُذُنُ رسول الله "صلى الله عليه وآله" في يدك، وفي يدك الموسى؟!
فقال معمر: والله، إني لأعده من الله فضلاً عظيماً علي.
قال: وكان معمر هو الذي يرحل لرسول الله "صلى الله عليه وآله"، فقال رسول الله: "يا معمر، إن الرحل الليلة لمسترخى".
فقال معمر: بأبي أنت وأمي، لقد شددته كما كنت أشده، ولكن بعض من حسدني مكاني منك يا رسول الله أراد أن تستبدل بي.
فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "ما كنت لأفعل"([27]).
ونقول:
إن النصوص المتقدمة وإن كانت مأخوذة من روايات صحيحة السند، ولكنها تحتاج أيضاً إلى بعض التوضيح والبيان، فنقول:
إضافة فقرة وتصحيف أخرى:
جاء في رواية الصدوق للخبر الأخير عن الإمام الصادق "عليه السلام" فقرة أخرى لم يوردها الكليني، وهي قوله: "والذي حلق رأسه "عليه السلام" يوم الحديبية خراش بن امية الخزاعي".
وفيه أيضاً: "كان معمر بن عبد الله يرجل شعره "عليه السلام"..".
قال المجلسي "رحمه الله": لعل الأصل يرحل بعيره، فصحفوه بقولهم: يرجل شعره، لعله لكونه يناسب الحلق.
لا فضل لقرشي على غيره إلا بالتقوى:
قال البيضاوي ـ على ما نقله عنه المجلسي ـ: "وقوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}([28]). أي من عرفة، لا من المزدلفة، والخطاب مع قريش لما كانوا يقفون بالجمع، وساير الناس بعرفه، ويرون ذلك ترفعاً عليهم، فأمروا بأن يساووهم.
إلى أن قال: والمعنى أن الإفاضة من عرفة شرع قديم فلا تغيروه"([29]).
وبذلك يكون الله تعالى، ورسوله قد بينا بصورة عملية أن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
أحرم ' من المسجد:
تقدم في صحيح الحلبي: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قاد راحلته حتى أتى البيداء، فأحرم منها.
قال العلامة المجلسي: "لعل المراد بالإحرام هنا عقد الإحرام بالتلبية، أو إظهار الإحرام وإعلامه، لئلا ينافي الأخبار المستفيضة الدالة على أنه "صلى الله عليه وآله" أحرم من مسجد الشجرة"([30]).
ساق مائة بدنة:
وذكرت صحيحة الحلبي أيضاً: أنه "صلى الله عليه وآله" ساق مائة بدنة.
والمراد ـ كما ذكره العلامة المجلسي أيضاً ـ: أنه "صلى الله عليه وآله" ساق مائة، لكن ساق بضعاً وستين لنفسه، والباقي لأمير المؤمنين "عليه السلام"، لعلمه بأنه "عليه السلام" يحرم كإحرامه، ويهل كإهلاله الخ..([31]).
أو المراد: أنه "صلى الله عليه وآله" هو وعلي "عليه السلام" قد ساقا مائة بدنة، فنسب ما جاء به علي "عليه السلام" إلى النبي "صلى الله عليه وآله" لأنه أخوه، ولأنه أهلّ بما أهلَّ به رسول الله "صلى الله عليه وآله" واشتركا في مجموع المائة.
يتمنى القرشيون قتل رسول الله ':
قال الفيض الكاشاني "رحمه الله" تعليقاً على الرواية الأخيرة: "كأن قريشاً كنوا بما قالوا عن قدرة معمر على قتل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وتمنوا أن لو كانوا مكانه، فقتلوه. وربما يوجد في بعض نسخ الكافي: "أذى" بدل "أذن".
والمعنى حينئذ: أن ما يوجب الأذى من شعر الرأس وشعثه منه "صلى الله عليه وآله" في يدك، كأنه تعيير منهم إياه بهذا الفعل في حسبه ونسبه، وهذا أوفق للجواب من الأول" ([32]).
حج النبي ' قران!! أم تمتع؟!:
لقد كان حج النبي "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع حج قران لا حج تمتع ولا إفراد.. وقد تحير أتباع غير أهل البيت "عليهم السلام" في هذا الأمر، واختلفوا فيه..
ونحن نذكر ما قالوه مستفيدين من عبارة الصالحي الشامي أكثر من غيره، ثم نناقش أو نبين بعض ما قالوه وفق ما يتيسر لنا، فنقول:
قالوا: وساق هديه مع نفسه، و دعا ببدنته، وفي رواية: بناقته فأشعرها في صفحة سنامها من الشق الأيمن، ثم سلت الدم عنها، وقلدها نعلين، وتولى إشعار بقية الهدي وتقليده غيره، وكان معه "صلى الله عليه وآله" هدي كثير.
قال ابن سعد: وكان على هديه ناجية بن جندب الأسلمي، وكان جميع الهدي الذي ساقه من المدينة([33]).
"فلما صلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" الصبح أخذ في الإحرام، فاغتسل غسلاً ثانياً، غير الغسل الأول، وغسل رأسه بخطمي وأُشنان، ودهن رأسه بشيء من زيت غير كثير"([34]).
وعن ابن عمر قال: "كان رسول الله "صلى الله عليه وآله" يدّهن بالزيت ـ وهو محرم ـ غير المقتت"([35]).
وفي حديث أبي أيوب عند الشيخين: أنه "صلى الله عليه وآله" في غسله حزك رأسه (أي ضغطه) بيديه جميعاً، فأقبل بهما وأدبر، وطيبته بذريرة وطيب فيه مسك([36])، وبالغالية الجيدة ـ كما رواه الدارقطني، والبيهقي ـ في بدنه ورأسه حتى كان وَبِيص المسك يرى من مفارقه، ولحيته الشريفة "صلى الله عليه وآله"([37]). ثم استدامه، ولم يغسله.
وعن عائشة قالت: كأني أنظر إلى وَبِيص الطيب في مفرق رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعد أيام وهو محرم([38]).
وقالوا أيضاً:
ولما كان بسرف قال "صلى الله عليه وآله" لأصحابه: "من لم يكن معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل، ومن كان معه هدي فلا".
قال ابن القيم: وهذا رتبة أخرى فوق رتبة التخيير عند الميقات، فلما كان بمكة، أمر أمراً حتماً من لم يكن معه هدي أن يجعلها عمرة، ويحل من إحرامه، ومن معه هدي أن يقيم على إحرامه، ولم ينسخ ذلك شيء البتة.
وقد روي عنه "صلى الله عليه وآله" الأمر بفسخ الحج إلى العمرة أربعة عشر من الصحابة، وأحاديثهم صحاح، وسرد أسماءهم([39]).
ولم يحل هو "صلى الله عليه وآله" من أجل هديه، فحل الناس كلهم إلا النبي "صلى الله عليه وآله" ومن كان معه هدي، ومنهم أبو بكر وعمر، وطلحة والزبير، وقال: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي، ولجعلتها عمرة".
وهناك سأله سراقة بن مالك بن جشم، وهو في أسفل الوادي، لما أمرهم بفسخ الحج إلى العمرة والإحلال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم للأبد؟
فشبك رسول الله "صلى الله عليه وآله" أصابعه واحدة في الأخرى، فقال: "لا"، ثلاث مرات.
ثم قال: "دخلت العمرة في الحج ـ مرتين أو ثلاثاً ـ إلى الأبد"، فحل الناس كلهم إلا النبي "صلى الله عليه وآله" ومن كان معه هدي([40]).
وأمر "صلى الله عليه وآله" من لم يسق الهدي بفسخ الحج إلى العمرة، رواه عنه خلائق من الصحابة.
وقد اختلفوا في ذلك، فقال مالك، والشافعي: كان ذلك من خصائص الصحابة، ثم نسخ جواز الفسخ كغيرهم، وتمسكوا بما رواه مسلم، عن أبي ذر: لم يكن فسخ الحج إلى العمرة إلا إلى أصحاب محمد "صلى الله عليه وآله"([41]).
وأما أحمد فرد ذلك، وجوّز الفسخ لغير الصحابة.
وهناك دعا للمحلقين بالمغفرة ثلاثاً، وللمقصرين مرة.
فأما نساؤه فأحللن، وكن قارنات إلا عائشة، فإنها لم تحل من أجل تعذر الحل عليها بحيضتها، وفاطمة حلت، لأنها لم يكن معها هدي، وعلي لم يحل من أجل هديه.
وأمر من أهل بإهلال كإهلاله "صلى الله عليه وآله" أن يقيم على إحرامه، إن كان معه هدي، وأن يحل من لم يكن معه هدي([42]).
حج تمتع أو قران أو إفراد؟!:
قال الصالحي الشامي:
اختلف في ذلك على أربعة أقوال:
الأول: الإفراد بالحج.
روى الشافعي وأحمد، والشيخان، والنسائي عن عائشة.
وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، والبيهقي عن جابر بن عبد الله.
وأحمد، ومسلم، والبزار، عن عبد الله بن عمر.
ومسلم، والدارقطني، والبيهقي، عن ابن عباس: "أنه - "صلى الله عليه وآله" أهل بالحج مفرداً"([43]).
الثاني: القران.
روى أحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة والبيهقي عن عمر بن الخطاب.
وأحمد عن عثمان.
وأحمد والبخاري، وابن حبان، عن علي.
وأحمد، والنسائي، والشيخان، والبزار، والبيهقي، عن أنس.
والترمذي، وابن ماجة، والبزار، والدارقطني، والبيهقي، عن جابر بن عبد الله.
وأحمد، وابن ماجة، عن أبي طلحة، زيد بن سهل الأنصاري.
وأحمد، عن سراقة بن مالك.
ومالك، وأحمد، والترمذي وصححه، والنسائي عن سعد بن أبي وقاص.
والطبراني، عن عبد الله بن أبي أوفى.
وأحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، عن ابن عباس.
وأحمد ومسلم، والنسائي، والدارقطني، عن الهرماس بن زياد.
وأبو يعلى، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وأحمد، والشيخان، عن ابن عمرو.
وأحمد، عن عمران بن حصين.
والدارقطني، عن أبي قتادة.
والترمذي ـ وحسنه ـ عن جابر بن عبد الله.
وأحمد، عن حفصة.
والشيخان، والبيهقي، عن عائشة: "أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كان قارناً"([44]).
الثالث: التمتع.
عن ابن عمر قال: تمتع رسول الله "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع بالعمرة، إلى الحج، وأهدى، فساق الهدي من ذي الحليفة، وبدأ رسول الله "صلى الله عليه وآله" فأهل بالعمرة، ثم أهل بالحج. الحديث([45]).
وعن عائشة عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في تمتعه بالعمرة إلى الحج: وتمتع الناس معه([46]).
وعن ابن عباس قال: "قال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "هذه عمرة استمتعنا بها، فمن لم يكن عنده الهدي فليحل الحِلَّ كلَّه، فإن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة"([47]).
وعن حفصة أنها قالت: يا رسول الله، ما شأن الناس حلُّوا بعمرة؟ ولم تحلل أنت من عمرتك؟
قال: "إني لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر"([48]).
وعن ابن عباس قال: "تمتع رسول الله "صلى الله عليه وآله" وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وأول من نهى عنه معاوية"([49]).
وعن ابن عباس، عن معاوية قال: "قصرت عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" بمشقص"، زاد مسلم، فقلت: "لا أعلم هذه إلا حجة عليك"([50]).
وعن عطاء، عن معاوية قال: "أخذت من أطراف شعر رسول الله "صلى الله عليه وآله" بمشقص كان معي، بعد ما طاف بالبيت، وبالصفا والمروة، في أيام العشر"([51]).
قال قيس بن سعد الراوي، عن عطاء: "والناس ينكرون هذا على معاوية"([52]).
وروى البخاري عن ابن عمر قال: "اعتمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" قبل أن يحج"([53]).
الرابع: الإطلاق.
عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله" لا نذكر حجاً ولا عمرة، وفي لفظ: "نلبي لا نذكر حجاً ولا عمرة"، وفي لفظ: "خرجنا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله" لا نرى إلا الحج. حتى إذا دنونا من مكة، أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" من لم يكن معه هدي إذا طاف بين الصفا والمروة، أن يحل"([54]).
وفي نص آخر: "خرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" من المدينة لا يسمي حجاً ولا عمرة، ينتظر القضاء، فنزل عليه القضاء بين الصفا والمروة، فأمر أصحابه من كان منهم أهلَّ ولم يكن معه هدي أن يجعلها عمرة.."([55]) الحديث.
فهذه أربعة أقوال: الإفراد، والقران، والتمتع، والإطلاق، ورجحا أنه "صلى الله عليه وآله" كان قارناً، ورجحه المحب الطبري، والحافظ، وغيرهم.
قال: أهلَّ في مصلاه، ثم ركب ناقته، فأهل أيضاً، ثم أهلَّ لما استقلت به على البيداء، وكان يُهِلُّ بالحج والعمرة تارة، وبالعمرة تارة، وبالحج تارة، لأن العمرة جزء منه، فمن ثم قيل: قرن. وقيل: تمتع، وقيل: أفرد، وكل ذلك وقع بعد صلاة الظهر، خلافاً لابن حزم، وصاحب الاطلاع.
قال النووي، والحافظ: وطريق الجمع بين الأحاديث، وهو الصحيح: أنه "صلى الله عليه وآله" كان أولاً مفرداً بالحج، ثم أحرم بالعمرة بعد ذلك، وأدخلها على الحج فصار: قارناً، فمن روى الإفراد هو الأصل، ومن روى القران اعتمد آخر الأمر، ومن روى التمتع أراد التمتع اللغوي، وهو الانتفاع والإرتفاق([56]).
ترجيحات لحج القران:
وذكروا ترجيحات لقول من رأى أنه "صلى الله عليه وآله" كان قارناً:
وذلك من وجوه، كما قال في زاد الميعاد.
الأول: أنهم أكثر.
الثاني: أن طريق الإخبار بذلك تنوعت.
الثالث: أن فيهم من أخبر عن سماعه لفظه "صلى الله عليه وآله" صريحاً، وفيهم من أخبر عن نفسه بأنه فعل ذلك، ومنهم من أخبر عن أمر ربه بذلك، ولم يجئ شيء من ذلك في الإفراد.
الرابع: تصديق روايات من روى أنه اعتمر أربعاً، وأوضح ذلك ابن كثير بأنهم اتفقوا على أنه "صلى الله عليه وآله" اعتمر عام حجة الوداع، فلم يتحلل بين النسكين، ولا أنشأ إحراماً آخر للحج، ولا اعتمر بعد الحج، فلزم القران، قال: وهذا مما يفسر الجواب عنه انتهى([57]).
الخامس: أنها صريحة لا تحتمل التأويل، بخلاف روايات الإفراد، كما سيأتي.
السادس: أنها متضمنة زيادة سكت عنها من روى الإفراد، أو نفاها، والذاكر والزائد مقدم على الساكت، والمثبت مقدم على النافي.
السابع: روى الإفراد أربعة: عائشة، وابن عمر، وجابر، وابن عباس، وغيرهم رووا القران، فإن صرنا إلى تساقط رواياتهم سلمت رواية من عداهم للقران عن معارض، وإن صرنا إلى الترجيح وجب الأخذ برواية من لم تضطرب الرواية عنه ولا اختلفت، كعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وأنس، والبراء، وعمران بن حصين، وأبي طلحة، وسراقة بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن أبي أوفى، وهرماس بن زياد.
الثامن: أنه النسك الذي أُمِرَ به من ربه، كما تقدم فلم يكن ليعدل عنه.
التاسع: أنه النسك الذي أمر به كل من ساق الهدي، فلم يكن ليأمرهم به إذا ساقوا الهدي، ثم يسوق هو الهدي ويخالفه.
العاشر: أنه النسك الذي أمر به له ولأهل بيته، واختاره لهم، ولم يكن يختار لهم إلا ما اختار لنفسه.
الحادي عشر: قوله: "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة"، يقتضي أنها صارت جزءاً منه أو كالجزء الداخل فيه بحيث لا يفصل بينه وبينه، وإنما يكون كالداخل في الشيء معه.
الثاني عشر: قول عمر: للصبي بن معبد ـ وقد أهل بحج وعمرة ـ فأنكر عليه زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فقال له عمر: هديت لسنة نبيك "صلى الله عليه وآله" وهذا يوافق رواية عمر: أنه الوحي جاء من الله بالإهلال بهما جميعاً، فدلَّ على أن القران سنة التي فعلها، وامتثل أمر الله تعالى بها.
قال ابن كثير: والجمع بين رواية من روى أنه أفرد الحج، وبين رواية من روى القران، أنه أفرد أفعال الحج، ودخلت فيه العمرة نيةً وفعلاً وقولاً، واكتفى بطواف الحج وسعيه عنه وعنها، كما في مذهب الجمهور في القارن خلافاً لأبي حنيفة.
وأما من روى التمتع وصح عنه أنه روى القران، فالتمتع في كلام السلف أعم من التمتع الخاص، والأوائل يطلقونه على الإعتمار في أشهر الحج، وإن لم يكن معه حج.
قال سعد بن أبي وقاص: تمتعنا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وإنما يريد بهذا إحدى العمرتين المتقدمتين: إما الحديبية، وإما القضاء، فأما عمرة الجعرانة، فإنها كانت بعد الفتح، وحجة الوداع بعد ذلك سنة عشر.
وأما حديث ابن عمر وعائشة السابقان، فقد رويا التمتع، فهو مشكل على الأقوال، أما قول الإفراد ففي هذا إثبات عمرة إما قبل الحج أو معه، وأما على قول التمتع الخاص، فإنه ذكر أنه لم يحل من إحرامه بعدما طاف بالصفا والمروة، وليس هذا شأن المتمتع([58]).
الفصل الرابع:
قبل أن يسير ' إلى عرفات (بروايتهم)
طواف النبي ' واستلام الركن والحجر:
وكان طوافه "صلى الله عليه وآله" بالبيت في حجة الوداع ماشياً، فقد روي عن جابر بن عبد الله أنه قال: "دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى، فأتى النبي "صلى الله عليه وآله" باب المسجد، فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد، فبدأ بالحجر فاستلمه، وفاضت عيناه بالبكاء، ثم رمل ثلاثاً، ومشى أربعاً حتى فرغ، قبَّل الحجر، ووضع يديه عليه، ومسح بهما وجهه"([59]).
هل طاف ماشياً؟!:
ولكن وفي مقابل ما ذكرناه آنفاً هناك نصوص تقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد طاف راكباً لا ماشياً، فقد روي عن عائشة أنها قالت: "طاف رسول الله "صلى الله عليه وآله" على بعيره، يستلم الركن، كراهة أن يضرب عنه الناس"([60]).
وعن ابن عباس قال: "قدم رسول الله "صلى الله عليه وآله" مكة يشتكي، فطاف على راحلته، وكلما أتى الركن استلم بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين([61]).
وعن ابن عباس وأبي الطفيل وجابر وغيرهم: "طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن"([62]).
زاد في نص آخر قوله: "ويقبل المحجن"([63]).
قال: طاف رسول الله "صلى الله عليه وآله" في حجته بالبيت على ناقته الجدعاء، وعبد الله بن أم مكتوم آخذ بخطامها يرتجز
وقد أجابوا عن هذه الأحاديث: بأنه "صلى الله عليه وآله" كما يقول ابن كثير: كان له في حجة الوداع ثلاثة أطواف، هذا الأول.
والثاني: طواف الإفاضة، وهو طواف الفرض وكان يوم النحر.
والثالث: طواف الوداع.
فلعل ركوبه "صلى الله عليه وآله" كان في أحد الأخيرين، أو في كليهما.
فأما الأول: وهو طواف القدوم فكان ماشياً فيه، وقد نص على هذا الشافعي.
والدليل على ذلك: ما رواه البيهقي بإسناد جيد، عن جابر قال: "دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى، فأتى النبي "صلى الله عليه وآله" باب المسجد فأناخ راحلته، ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه، وفاضت عيناه بالبكاء، ثم رمل ثلاثاً، ومشى أربعاً، حتى فرغ، فلما فرغ قبَّل الحجر، ووضع يديه عليه ومسح بهما وجهه([64]).
قال ابن القيم: وحديث ابن عباس إن كان محفوظاً فهي في إحدى عمره، وإلا فقد صح عنه: الرمل في الثلاثة الأول من طواف القدوم، إلا أن يقول كما قال ابن حزم في السعي: إنه رمل على بعيره، فقد رمل لكن ليس في شيء من الأحاديث أنه كان راكباً في طواف القدوم. فلما حاذى "صلى الله عليه وآله" الحجر الأول استلمه، ولم يزاحم عليه قلت: وقال لعمر: "يا عمر، إنك رجل قوي لا تزاحم على الحجر، تؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله وهلل وكبر([65]).
وثبت عنه: أنه استلم الركن اليماني، ولم يثبت عنه أنه قبّله، ولا قبل يده حين استلامه.
وقول ابن عباس: كان رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقبل الركن اليماني، ويضع خده عليه([66]).
قال ابن القيم: "المراد بالركن اليماني ها هنا الحجر الأسود، فإنه يسمى الركن اليماني مع الركن الآخر يقال لهما: اليمانيان.
ويقال له مع الركن الذي يلي الحجر من ناحية الباب: العراقيان.
ويقال للركنين اللذين يليان الحجر: الشاميان.
ويقال للركن اليماني، والذي يلي الحجر من ظهر الكعبة: الغربيان.
ولكن ثبت عنه: أنه قبّل الحجر الأسود، وثبت عنه أنه استلمه بيده، فوضع يده عليه ثم قبلها.
وثبت عنه: أنه استلمه بمحجنه، فهذه ثلاث صفات.
وروي عنه: أنه وضع شفته عليه طويلاً يبكي([67]).
وعن عمر بن الخطاب: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قبل الركن، ثم سجد عليه، ثم قبله، ثم سجد عليه، ثلاث مرات، ولم يمس من الركنين إلا اليمانيين فقط([68]).
وعن جعفر بن عبد الله قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه، ثم قال: رأيت خالك ابن عباس يقبله ويسجد عليه، وقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب قبله وسجد عليه، ثم قال: رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" فعل هكذا، ففعلت([69]).
وعن ابن عباس: رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يسجد على الحجر([70]).
ونص آخر يقول: استقبل رسول الله "صلى الله عليه وآله" الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلاً([71]).
وعن نافع قال: رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده وقبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يفعله([72]).
وكان جابر وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس يفعلون ذلك أيضاً([73]).
وثمة مصادر أخرى ذكرت استلام أركان البيت، وتقبيل الحجر عن النبي "صلى الله عليه وآله"، وعن الصحابة، وعن أئمة أهل البيت "عليهم السلام"([74]).
قالوا: وروى الشيخان، عن ابن عباس قال: طاف رسول الله "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجنه.
قال ابن القيم: وهذا الطواف ليس بطواف الوداع، فإنه كان ليلاً، وليس بطواف القدوم، لوجهين:
أحدهما: أنه قد صح عنه: أن الرمل في طواف القدوم. ولم يقل أحد قط رملت به راحلته، وإنما قالوا رمل نفسه.
والثاني: قول عمرو بن الشريد: أفضت مع رسول الله "صلى الله عليه وآله" فما مست قدماه الأرض حتى أتى جمعاً، وهذا ظاهره: أنه من حين أفاض معه، ما مست قدماه الأرض إلى أن رجع([75]).
فلما فرغ من طوافه جاء إلى خلف المقام، فقرأ: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً}([76]). فصلى ركعتين، والمقام بينه وبين البيت([77]).
ونقول:
إننا نسجل حول النصوص المتقدمة بعض الإيضاحات، أو التحفظات على النحو التالي:
السعي والطواف راكباً:
وقد تقدم: أن النبي"صلى الله عليه وآله" قد طاف راكباً.
وعن الإمام الصادق "عليه السلام" أنه قال: طاف رسول الله "صلى الله عليه وآله" على ناقته العضباء، وجعل يستلم الأركان بمحجنه، ويقبل المحجن([78]).
وعن الإمام الباقر، عن أبيه "عليهما السلام": أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" طاف على راحلته، واستلم الحجر بمحجنه، وسعى عليها بين الصفا والمروة([79]).
وفي نص آخر: أنه كان يقبل الحجر بالمحجن([80]).
سؤال.. وجوابه:
غير أن من الواضح: أن الأفضل هو الطواف والسعي ماشياً.
فعن أبي عبد الله "عليه السلام": سألته عن الرجل يسعى بين الصفا والمروة راكباً؟!
قال: لا بأس، والمشي أفضل([81]).
ونحن نعلم: أنه "صلى الله عليه وآله" قال: ابن سمية (أو عمار) ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما (أو أرشدهما)([82]) فإن كان هذا حال عمار فكيف بالنبي الأعظم "صلى الله عليه وآله"؟!.
فركوبه "صلى الله عليه وآله" على الناقة مع كون المشي أفضل لا بد له من سبب موجب.
وقد وجدنا بعض النصوص المتقدمة عن ابن عباس تصرح: بأن السبب في ذلك هو: أنه "صلى الله عليه وآله" قدم مكة يشتكي.
ورواية عائشة المتقدمة تقول: إنه طاف راكباً كراهة أن يُضرب عنه الناس.
غير أننا نعلم: أن المقصود إن كان هو إضراب الناس عن استلام الركن لو لم يستلمه بالمحجن، فيكفي لتلافي هذه السلبية أن يصدر لهم أمره باستلامه، وأن يبادر هو إلى استلامه حين يطوف ماشياً بعد ذلك..
وإن كان المقصود هو أن الناس حين يطوفون مشاةً يزدحمون على النبي "صلى الله عليه وآله"، فيضربون ليتفرقوا عنه، فالجواب هو: أن أحداً لم يكن ليتجرأ على ضرب أحد بمحضر رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وكان يكفي أن يأمر الناس بأمره ليلتزموا به، خصوصاً إذا كان ذلك بمحضره..
فقول ابن عباس: إنه "صلى الله عليه وآله" كان يشتكي هو الأولى والأقرب، إن لم نقل: إنه الأصح والأصوب.
متى طاف راكباً؟!:
وملاحظة النصوص المختلفة تعطي: أنه "صلى الله عليه وآله" لم يطف راكباً، بل طاف ماشياً واستلم الحجر، وسجد عليه، ومسحه بيده ومسح بها وجهه إلى آخر ما تقدم ولكن ذلك لا يمنع من أن يكون قد طاف راكباً كما ورد في عمرة القضاء، وربما تكرر ذلك منه، في عمرة له في بعض طوافاته الأخرى التي طافها في حجة الوداع، ومنها: طواف الحج وطواف النساء، وربما العديد من الطوافات المستحبة.. حيث كان مرضه يمنعه من الطواف ماشياً.
إنك حجر لا تضر ولا تنفع:
وقد رووا: أن عمر بن الخطاب استند في تقبيله الحجر الأسود إلى فعل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فقالوا: لما دخل عمر المطاف قام عند الحجر، فقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" قبلك ما قبلتك.
فقال له علي "عليه السلام": بلى يا أمير المؤمنين هو يضر وينفع.
قال: ولم؟!
قلت: ذاك بكتاب الله.
قال: وأين من كتاب الله؟!
قلت: قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ..}([83]) الآية. وكتب ذلك في رق.. فألقمه ذلك الرق، وجعله في هذا الموضع.
فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن([84]).
وكلام عمر عن أنه يعلم أنه حجر لا يضر ولا ينفع، ولو لم ير رسول الله "صلى الله عليه وآله" يقبله لما قبله مذكور في مصادر كثيرة فراجع([85]).
ولعل هذا الموقف العُمري، بالإضافة إلى أمره بقطع الشجرة التي كانت بيعة الرضوان تحتها، وكان المسلمون يقصدونها للتبرك بها والصلاة عندها، وتوعد من يعود للصلاة عندها بالقتل([86])، هما الأصل في النزعة التي ظهرت في المسلمين، والتي تقضي بالمنع من التبرك بآثار الأنبياء والصالحين.
لماذا هذا الموقف من عمر؟!:
والذي نظنه: أن عمر بن الخطاب أراد أن يظهر شدة رفضه لعبادة الأصنام بهذه الطريقة وأنه يمتاز عن غيره بهذا التشدد في كل ما يشير إلى تقديس الأحجار، حتى لو كان هو الحجر الأسود. فهو مغرق في التوحيد، حتى إنه ليتجاوز فيه ويفوق رسول الله "صلى الله عليه وآله" نفسه.
عمر يخطِّئ رسول الله ':
ولكن إغراق عمر في التوحيد والإنقطاع إلى الله، يتضمن التعريض بغيره، والإتهام لهم بمن فيهم رسول الله "صلى الله عليه وآله"، بأنهم مقصرون في هذا الأمر، بل إن شائبة عبادة الأحجار والأوثان لا تزال تظهر فيهم..
نعم.. لقد تضمن كلام عمر عن الحجر الأسود، وأنه لا يضر ولا ينفع تسفيهاً لفعل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وإفراغاً له من محتواه، بل فيه اتهام للنبي "صلى الله عليه وآله" في دينه، وفي صحة توحيده، فإنه ومن معه لا يقدسون حجراً هو الحجر الأسود وحسب، بل يرونه معبوداً ولذلك قال له عمر: إني لأعلم أنك حجر ـ المشعر بأن غيره لا يراه حجراً.. لأنه يرى له من القدر ما يرفعه عن مستوى الحجرية، ويجعله وثناً يعبد.
بل إن قوله: إنه يعلم أنه حجر لا يضر ولا ينفع، ولولا التأسي برسول الله "صلى الله عليه وآله" لما قبله. يثير سؤالاً عن حكمة رسول الله "صلى الله عليه وآله" وسلامة عقله، وصحة تصرفاته، إذ لا جدوى من تقبيل النبي "صلى الله عليه وآله" لحجر لا يضر ولا ينفع.
على أنه إما قبَّله بأمر من الله، أو من عند نفسه، فإن كان بأمر من الله، فهل يأمر الله تعالى بشىء عبثي؟! وإن كان من عند نفسه فذلك يمثل طعناً في رسول الله "صلى الله عليه وآله". كما هو واضح..
التبرك في أجلى مظاهره:
إن تقبيل المحجن وتقبيل اليد بعد استلام الحجر أو الركن بهما، وكذلك وضع اليد على الحجر، ثم مسح الوجه بها، لهو من أجلى مظاهر التبرك، وأقواها دلالةً، إذ هو لا يتبرك بملامسة الشيء المبارك، بل يتبرك بما لامسه أيضاً، ولو كان محجناً.
سجود النبي ' على الحجر:
ويذكرَّنا سجود النبي "صلى الله عليه وآله" على الحجر بما يرمى به الشيعة من قبل أهل السنة، حين يرونهم يسجدون على التربة الحسينية ويقبلونها، فيتهمونهم بأنهم يعبدون الحجر.
وليت شعري هل يتهم هؤلاء رسول الله "صلى الله عليه وآله" أيضاً بأنه يعبد الحجر، لأنه يسجد على الحجر الأسود ويقبله؟!.
وهل يمكن أن يقال: إن أهل السنة قد أخذوا هذه التهمة من عمر بن الخطاب حين لمّح في كلامه إلى أن الذين يقبلون الحجر، ويسجدون عليه إنما يقبلون حجراً لا يضر ولا ينفع، فهو بمثابة الوثن الذي يعبد؟!
فإن كان النبي "صلى الله عليه وآله" والصحابة لا يعبدون الحجر الأسود حين يسجدون عليه ويقبلونه، فلماذا يعتبرون الشيعة عبَّاد أحجار، ولماذا لا يقلعون عن اتهامهم في دينهم، وعن مضايقتهم، وتوجيه أنواع الأذى والتجريح إليهم؟!.
الصلاة خلف مقام إبراهيم:
وقد صلى النبي "صلى الله عليه وآله" خلف مقام إبراهيم، وقد قال تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}([87])، ومقام إبراهيم هو الموضع الذي في الأصل حجر أو صخرة كان يقف عليها إبراهيم وإسماعيل لما بنيا البيت، وكان ملصقاً بالكعبة أعزها الله تعالى، ولكن العرب بعد إبراهيم وإسماعيل أخرجوه إلى مكانه اليوم.
ولما بعث الله محمداً "صلى الله عليه وآله"، وفتح الله له ألصقه بالبيت كما كان على عهد أبويه إبراهيم وإسماعيل..
فلما ولي عمر أخره إلى موضعه اليوم، وكان على عهد النبي "صلى الله عليه وآله"، وأبي بكر ملصقاً بالبيت([88]).
فما هذا الولع في العودة إلى رسوم الجاهلية، كما هي الحال هنا وفي رجوعهم في التاريخ الهجري إلى جعل شهر محرم هو أول السنة، كما كان في الجاهلية، بدلاً من شهر ربيع الأول، وكما في المنع من العمرة في أشهر الحج كما كانوا في الجاهلية.. وكما في منعهم من زواج المتعة، الذي لم يكن في الجاهلية.. و.. و..
ثم إنهم يرمون الناس كلهم بالشرك، ويكفرونهم لمجرد تقبيلهم قبر رسول الله "صلى الله عليه وآله" أو سجودهم على تربة الحسين "عليه السلام" مع مبالغتهم في إظهار شدة تعلقهم بالتوحيد، حتى ليخيل للناظر أنهم يكادون يرمون رسول الله "صلى الله عليه وآله" بالوثنية، لأنه قبَّل الحجر الأسود واستلم الأركان.. فما هذه المفارقات في تصرفاتهم وفي مواقفهم؟!
بكاء النبي ' حين استلام الحجر:
وعن بكاء النبي "صلى الله عليه وآله" حين استلام الحجر الأسود نقول:
إنه "صلى الله عليه وآله" لم يبك خوفاً من عقوبة على ذنب اقترفه، فإنه "صلى الله عليه وآله" نبي معصوم عن الخطأ، مبرأ من الزلل..
ولكنه بكاء الشوق إلى الله تعالى، والفرح بالوفاء بالميثاق، وبمصافحة أول ملك من الملائكة أقر بالميثاق. فأودعه الله تعالى مواثيق الخلائق([89])..
بل في بعض الروايات عن النبي "صلى الله عليه وآله" أنه قال: الحجر يمين الله، فمن شاء صافحه لها([90]).
قال المجلسي: "وهذا القول مجاز، والمراد: أن الحجر جهة من جهات القرب إلى الله تعالى، فمن استلمه وباشره قرب من طاعته تعالى، فكان كاللاصق بها، والمباشر لها.."([91]).
ابن أم مكتوم آخذ بزمام الناقة:
ولا نستطيع أن نؤيد صحة الخبر الذي يقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد طاف على ناقته، وابن أم مكتوم آخذ بخطامها يرتجز([92]).. لأن ابن أم مكتوم كان أعمى، وقد يرتبك الأعمى في طوافه حول البيت وحده، ومن دون مرشد ودليل، فكيف يتولى هداية ناقة غيره أيضاً في الطواف؟!.
طواف الوداع:
وقد مرت في النصوص المتقدمة الإشارة إلى طواف الوداع، الذي يكون بعد طواف الفرض.
ونقول:
إن طواف الوداع فيما يبدو لنا: هو في الأصل طواف النساء، ولكنهم بدلوا حقيقته، فلم يعد مجزياً عن طواف النساء الواجب، لعدم توفر النية الصحيحة فيه، فيا ليتهم تركوا هذا الحكم، وأراحوا أنفسهم من السؤال عنه، أو المحاسبة عليه يوم القيامة..
إنكار تقبيل الركن اليماني:
وقد أنكر ابن القيم تقبيل النبي "صلى الله عليه وآله" الركن اليماني، رغم صراحة الروايات في أنه قبَّله ووضع خده عليه.
وادَّعى: أن المراد بقول ابن عباس: كان "صلى الله عليه وآله" يقبل الركن اليماني ويضع خده عليه هو ركن الحجر الأسود، لأنه يماني أيضاًَ، ولذلك يقال له، وللركن اليماني: يمانيان.
وهو تأويل بارد، عار من القرينة والشاهد..
بل ربما يقال: إنه لا يصح إطلاق كلمة "الركن اليماني" على ركن الحجر الأسود، إذ لعل إطلاق اليماني على ركن الحجر الأسود قد جاء على سبيل التغليب كقولك: العمرين، والحسنين، والقمرين، ونحو ذلك.
ولكن لا يصح إطلاق هذا الوصف على الطرف الآخر مع إفراده، فأبو بكر لا يقال له: عمر، والشمس لا يقال لها: قمر، والحسين "عليه السلام" لا يقال له: حسن هكذا.
ولو سلمنا أنه كان يطلق عليهما ذلك، فإن إرادة الحجر من كلمة الركن اليماني، تحتاج إلى قرينة وشاهد، وأما مع الإطلاق، فالمتبادر هو خصوص الركن اليماني المقابل للحجر، دون سواه..
عمر رجل قوي لا يزاحم:
وعن قول رسول الله "صلى الله عليه وآله" لعمر: "إنك رجل قوي لا تزاحِم"، نقول:
إنه لا شك في حرمة أذى الناس، سواء جاء هذا الأذى من القوي، أو من الضعيف، ولا بد من تجنب أذى الناس وهو أمر ممكن وواقع من القوي ومن الضعيف على حد سواء..
ولم نسمع أن قوياً آذى أحداً في الزحام وعفي من المؤاخذة والعقوبة، إلا إذا صدر عنه بلا اختيار.. ولم نسمع أحداً اعتذر في مقام الدفاع عن نفسه أمام القاضي في المحاكم بأنه "قوي"، كما لم نسمع أن القاضي احتمل في حقه ذلك ليجعله سبباً في تخفيف العقوبة، أو شبهة توجب درء الحد عنه..
وكل ذلك يدلنا على أن عمر بن الخطاب حين كان يؤذي الناس في الزحام، لم يكن له عذر في ذلك، بل السبب في صدور هذا الأذى منه أنه لم يكن يهتم لراحة الناس، بل كان يستفيد من قوته وشدته للحصول على ما يريد.. ومن كان كذلك، هل يكون للرعية كالوالد الرحيم، ليصح أن يتولى أمرهم؟!.
الرمل في الطواف:
وعن الرمل في الطواف نقول:
إن ذلك لا يصح، وإنما كان الرمل في عمرة القضاء، فقد روي: أنه "صلى الله عليه وآله" مر في عمرة القضاء بنفر من أصحابه جلوس في فناء الكعبة فقال: "هو ذا قومكم على رؤوس الجبال، لا يرونكم، فيروا فيكم ضعفاً".
قال: فقاموا فشدوا أزرهم، وشدوا أيديهم على أوساطهم فرملوا([93]).
وفي نص آخر عن أبي جعفر "عليه السلام": "أمر الناس أن يتجلدوا، وقال: أخرجوا أعضادكم، وأخرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" عضده، ثم رمل بالبيت ليريهم أنه لم يصبهم جهد، فمن أجل ذلك يرمل الناس، وإني لأمشي مشياً، وقد كان علي بن الحسين "عليه السلام" يمشي مشياً"([94]).
زاد في نص آخر عن ابن عباس قوله: "ورملوا بالبيت ثلاثة أشواط، ورسول الله "صلى الله عليه وآله" على ناقته، وعبد الله بن رواحة آخذ بزمامها، والمشركون بحيال الميزاب، ينظرون إليهم، ثم خرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعد ذلك، فلم يرمل، ولم يأمرهم بذلك"([95]).
وقد تحدثنا عن هذا الأمر في عمرة القضاء، في هذا الكتاب، فراجع..
سعى راكباً:
عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" طاف في حجة الوداع على راحلته بالبيت، وبين الصفا والمروة ليراه الناس.
وبكونه سعى راكباً جزم ابن حزم([96]).
وظاهر الأحاديث عن جابر وغيره، يقتضي: أنه مشى، خصوصاً قوله: فلما انصبت قدماه في الوادي رمل حتى إذا صعد مشى.
وجزم ابن حزم: بأن الراكب إذا انصب به بعيره فقد انصب كله، وانصبت قدماه أيضاً مع سائر جسده.
قال ابن كثير: وهذا بعيد جداً([97]).
وفي الجمع بينهما وجه أحسن من هذا، وهو: أنه سعى ماشياً أولاً، ثم أتم سعيه راكباً، وقد جاء ذلك مصرحاً به، ففي صحيح مسلم، عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: أخبرني عن الطواف بين الصفا والمروة راكباً، أسنة هو؟ فإن قومك يزعمون أنه سنة.
قال: "صدقوا وكذبوا".
قال: قلت: ما قولك صدقوا وكذبوا؟!
قال: إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كثر عليه الناس يقولون: هذا محمد، حتى خرج عليه العواتق من البيوت، قال: وكان رسول الله "صلى الله عليه وآله" لا يضرب الناس بين يديه، قال: فلما كثر عليه الناس ركب، والمشي أفضل([98]).
وعن قدامة بن عمار قال: "رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" وهو يسعى بين الصفا والمروة على بعير، لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك"([99]).
قلت: "وفي حديث يعلى بن أمية: أنه رأى رسول الله "صلى الله عليه وآله" مضطجعاً بين الصفا والمروة بِبُرْدٍ له نَجْرَاني"([100]).
يرى بياض فخذ رسول الله ':
وعن حبيبة بنت أبي تجراة قالت: "رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يطوف بين الصفا والمروة، والناس بين يديه وهو وراءهم، وهو يسعى، حتى أرى ركبتيه من شدة السعي، يدور به إزاره وهو يقول: "اسمعوا فإن الله عز وجل كتب عليكم السعي".
وفي الكبير قال: "ولقد رأيته من شدة السعي يدور الإزار حول بطنه وفخذيه حتى رأيت بياض فخذيه"([101]).
ونقول:
إن لنا مع هذه الأقاويل وقفات عديدة، هي التالية:
الإضطباع:حكمه، ومعناه:
إضطبع الرجل: أبدى أحد ضبعيه، واضطبع المحرم بثوبه، أدخل الرداء تحت إبطه الأيمن، وغطى به الأيسر..
وروايات أهل البيت "عليهم السلام" لم تشر إلى الإضطباع بشيء، بل تكتفي بالأمر بلبس الإزار والرداء، ولا تشير إلى لزوم كيفية بعينها، فلا بد من حملها على لبسهما على النحو المتعارف، وهو أن يأتزر بأحد الثوبين، ويرتدي بالآخر بوضعه على الكتفين.
وأما حديث علي بن أمية أنه رأى النبي "صلى الله عليه وآله" مضطبعاً بأحد ثوبيه، فإن كان له نصيب من الصحة، فربما يكون رداء الرسول "صلى الله عليه وآله" قد اختل بسبب الهواء، أو الزحام، فرآه يعلى في تلك الحال، قبل أن يصلحه "صلى الله عليه وآله"..
رأى بياض فخذي رسول الله '!!:
وإذا كانوا يروون عن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن الفخذ من العورة التي لا يجوز إظهارها، فإن ذلك يقتضي عدم جواز تشريع ما يوجب انكشافها من الأساس..
واحتمال أن يكون التشريع لا يوجب ذلك، وإنما اتفق ذلك لرسول الله "صلى الله عليه وآله" لسبب ما.. لا مجال لقبوله، لأن ذلك لا بد أن يدخل في سياق التهاون والتقصير في رعاية الأحكام، وهذا ممنوع على النبي الكريم "صلى الله عليه وآله".. وبدون ذلك، فإن الله تعالى لا بد أن يسدد نبيه ويحفظه من أن يظهر منه ما يخل بمقامه، ولا سيما العورة التي يأنف كل أحد من أن يراها أي كان من الناس، حتى ولو بالرغم عنه..
وقد تقدم لنا كلام حول هذا الموضع حين الحديث عن نقل الحجارة لبناء الكعبة في الجزء الثاني من هذا الكتاب، فراجع..
قدوم علي × من اليمن:
قالوا: وسار رسول الله "صلى الله عليه وآله" قبل يوم التروية بيوم، فقلنا غداً إن شاء الله تعالى بالخيف، حيث استقسم المشركون، ثم سار رسول الله "صلى الله عليه وآله" ـ والناس معه ـ حتى نزل الأبطح شرقي مكة، في قبة حمراء من أدم، ضربت له هناك.
وهناك ـ كما قال ابن كثير ـ: قدم علي من اليمن ببدن رسول الله "صلى الله عليه وآله" محرشاً لفاطمة.
فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "صدقت" ثلاثاً، "أنا أمرتها يا علي بم أهللت"؟
قال: قلت: اللهم إني أهلّ بما أهلّ به رسولك. قال: ومعي هدي.
قال: "فلا تحل"، فكان جملة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي ساقه رسول الله "صلى الله عليه وآله" من المدينة مائة بدنة([102]).
ونقول:
لاحظ ما يلي:
تحريش علي لفاطمة ':
قد تقدم في روايات أهل البيت "عليهم السلام": أن علياً "عليه السلام" قدم من اليمن فوجد فاطمة "عليها السلام" قد أحلت، فذهب إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" مستفتياً.
فتغيرت كلمة مستفتياً عند مناوئي أهل البيت "عليهم السلام"، فصارت: "محرشاً" لتدل على: أن فاطمة "عليها السلام" لم تكن مأمونة في دينها بنظر علي "عليه السلام"، أو أن علياً "عليه السلام" نفسه كان ذا طبيعة عدوانية، واستفزازية..
الإجمال في النية:
لقد دلت نية علي "عليه السلام" وهي: أهللت بما أهل به النبي "صلى الله عليه وآله"، صحة الإجمال في النية، حين يكون المنوي محدداً في الواقع، وإن لم يعلم الناوي تفصيله، وحدوده وخصوصياته حين إنشائه للنية.
فنية النبي "صلى الله عليه وآله" كانت محددة واقعاً، فيكفي أن يقصد علي "عليه السلام" ما قصده النبي "صلى الله عليه وآله"، إذ لا ترديد في النية ولا في المنوي بحسب الواقع..
الكلب والحمار والمرأة:
وكان "صلى الله عليه وآله" يصلي مدة مقامه هنا إلى يوم التروية بمنزله الذي هو نازل فيه بالمسلمين بظاهر مكة، فأقام بظاهر مكة أربعة أيام يقصر الصلاة: الأحد، والإثنين، والثلاثاء، والأربعاء.
ولم يعد إلى الكعبة، كما في الصحيح عن ابن عباس.
وفي حديث أبي جحيفة: أنه أتى رسول الله "صلى الله عليه وآله" بالأبطح وهو في قبة له حمراء، فخرج بلال بفضل وضوئه، فمن ناضح ومن نائل.
قال: فأذن بلال، فكنت أتتبع فاه ها هنا وها هنا، يعني يميناً وشمالاً، ثم خرج بلال بالعنزة بين يديه، فخرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" وعليه حلة حمراء، فكأني أنظر إلى بريق ساقيه، فصلى بنا الظهر والعصر، ركعتين ركعتين، تمرّ المرأة، والكلب، والحمار من وراء العنزة.
فقام الناس، فجعلوا يأخذون بيده فيمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت يديه فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب ريحاً من المسك([103]).
ونقول:
1 ـ لقد تحدثنا فيما سبق عن عدم صحة قولهم: لا يقطع الصلاة إلا الكلب، والحمار، والمرأة.. وأن في هذا الكلام إساءة إلى الدين، وتكذيب لآياته، وإبطال لمناهجه، فإنه لا يصح مساواة المرأة بالكلب والحمار، وقد قال الله تعالى في كتابه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}([104])، بلا فرق في ذلك بين المرأة والرجل..
وقد كانت الزهراء "عليها السلام" بعد أبيها وبعلها أفضل الخلق. وأكرمهم على الله تبارك وتعالى.
2 ـ على أننا لا ندري لماذا انحصر قطع الصلاة بالكلب والحمار دون سائر البهائم، فلم يقطعها مرور الخنزير، أو الفرس، أو أي حيوان آخر؟!
3 ـ وقد تحدثنا عن تبرك الصحابة بآثار نبيهم الأكرم "صلى الله عليه وآله" أكثر من مرة فلا نعيد.
الفصل الخامس:
حج النبي ' برواية أهل السنة
النبي ' في عرفات:
قال ابن سعد: فوقف بالهضبات من عرفات وقال: "كل عرفة موقف إلا بطن عرنة"([105]). أي بالنون.
قال ابن تيمية: بطن عرنة واد من حدود عرفة.
فخطب الناس قبل الصلاة على راحلته خطبة عظيمة.
وهو قائم في الركابين ـ كما عند أبي داود ـ عن العداء بن خالد([106]).
ونص الخطبة بعد الحمد لله، والثناء عليه:
"أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلغت، فمن كانت عنده أمانة فليردها لمن ائتمنه عليها.
ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي، وإن أول دمائكم أضع. وفي رواية: وإن أول دم أضع من دمائنا دم ربيعة.
(وفي رواية: دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعاً في بني سعد بن بكر، فقتلته هذيل([107]).
وعند ابن إسحاق، والنسائي، في بني ليث، فقتلته هذيل). فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية، وإن كل ربا موضوع، {فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}([108])، قضى الله أنه لا ربا، وإن أول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله.
أما بعد أيها الناس، الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يطمع فيما سوى ذلك، فقد رضي بما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم.
أيها الناس، إنّ {النَّسِيءَ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ}([109]) ويحرموا ما أحل الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، وفي رواية: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}، {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}([110])، ثلاثة متوالية: ذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان.
"أما بعد.. أيها الناس، اتقوا الله، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهم شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله". وفي رواية: "بكتاب الله".
ولكم عليهن حق، ولهن عليكم حق، لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن ألا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين فلهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي أبداً ـ إن اعتصمتم به ـ أمرين، (وفي رواية: أمراً بيناً) كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه "صلى الله عليه وآله".
أيها الناس، اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمُنّ أن كل مسلم أخ لمسلم.
وفي رواية: أخو المسلم، وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس، فلا تظلمُن أنفسكم.
واعلموا أن القلوب لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله عز وجل، ومناصحة أولي الأمر، وعلى لزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم.
ومن تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه، ويشتت عليه ضيعته، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له، ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه، ويكفيه ضيعته، وتأتيه الدنيا وهي راغمة.
فرحم الله امرأً سمع مقالتي حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه وليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. أرقاءكم، أرقاءكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، فإن جاء بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله، ولا تعذبوهم، أوصيكم بالجار (حتى أكثر، فقلنا: إنه سيورثه).
أيها الناس، إن الله قد أدى لكل ذي حق حقه، وإنه لا يجوز وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، ومن ادّعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.
العارية مؤداة، والنحلة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم.
أما بعد.. فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب الشمس، حتى تكون الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها. هدْينا مخالف هدْيهم، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رؤوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها. ويقولون: أشرق ثبير، كيما نغير، فأخر الله هذه وقدم هذه. (يعني: قدم المزدلفة قبل طلوع الشمس، وأخر عرفة إلى أن تغيب الشمس)، وإنّا لا ندفع من عرفة حتى تغيب الشمس، وندفع من المزدلفة حتى تطلع الشمس، وهدينا مخالف لهدي الأوثان والشرك"([111]).
وفي حديث المسور بن مخرمة قال: خطبنا رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعرفات، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد.. أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هذا الموضع إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال، كأنها عمائم الرجال في وجوهها، وإنّا ندفع بعد أن تغيب، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام إذا كانت الشمس منبسطة"([112]).
"وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون"؟
قالوا: نشهد أنك بلغت، وأديت، ونصحت، فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها على الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد". ثلاث مرات.
وعن ابن عباس: "أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" خطب بعرفات، فلما قال: "لبيك اللهم لبيك، قال: إنما الخير خير الآخرة".
ونقول:
قد تضمنت هذه الخطبة العظيمة أموراً هامة لا مجال للإفاضة في الحديث عنها، فآثرنا أن نقتصر منها على ثلاثة أمور، نعرضها للقارئ الكريم باختصار هنا، وبتفصيل بعد انتهاء الحديث عن حج رسول الله "صلى الله عليه وآله". وهي التالية:
الأول: قريش في مواجهة الرسول ':
إنها تعرضت لموضوع الإمامة بشكل أساسي، فواجهت قريش وأعوانها رسول الله "صلى الله عليه وآله" بالسوء والأذى والإهانة والغوغائية.. وسنشرح ذلك بالتفصيل إن شاء الله حين نتعرض له، في باب "الغدير والإمامة".
الثاني: لبيك اللهم لبيك:
قد يقال: إنه "صلى الله عليه وآله" قد لبى في آخر الخطبة المذكورة آنفاً، مع أن الحاج يقطع التلبية في عرفة.
ويجاب: بأن قطع الحاج للتلبية في عرفة إنما هو عند زوال الشمس..
وقد صرح النص المتقدم: بأنه "صلى الله عليه وآله" قد خطب هذه الخطبة قبل الصلاة، وهذا معناه: أن تلبيته المشار إليها في آخر الخطبة قد حصلت مع الزوال أو قبله بلحظات..
الثالث: تحريف خطبة رسول الله ':
إن التدقيق في نصوص الخطبة المشار إليها، وفي النصوص التي وردت في سائر الآثار بالأسانيد الصحيحة والصريحة يفيد أن هذه الخطبة قد تعرضت ـ فيما يظهر ـ للتحريف من ناحيتين:
إحداهما: قوله "صلى الله عليه وآله": "قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي أبداً، إن اعتصمتم به"، أمرين: كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه.
فإن الرواية الصحيحة في حديث الثقلين هي قوله "صلى الله عليه وآله": "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي".
ولكنها بُدلت وغُيرت من قبل مناوئي العترة، ظناً منهم أن ذلك يجدي في تقوية موقفهم مقابل أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام.
على أننا نقول:
أولاً: قد ذكرنا في بعض فصول هذا الكتاب: أن حديث "وسنتي" لا يتنافى مع حديث "وعترتي"، بل منسجم معه تمام الإنسجام حيث يدلان معاً على أن السنة التي تركها "صلى الله عليه وآله"، لا بد أن تؤخذ من العترة دون غيرهم، لأن العترة هم المأمونون على سنته أكثر من كل أحد سواهم كما أظهرته الوقائع..
ثانياً: إن نفس هذا الذي اختار إيراد الخطبة المحرفة التي قالت: "وسنتي" بدل وعترتي.. ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى الروايات الصحيحة..
إنه هو نفسه قد عاد فذكر الرواية الصحيحة في موضع آخر من كتابه، فأوجب هذا الفصل بين الروايتين صعوبة التنبه والجمع بينهما على القارئ العادي، بل قد لا يخطر في باله: أن ثمة رواية أخرى على الإطلاق، والرواية الصحيحة أو الأصح هي التالية:
روى الترمذي وحسنه، عن جابر بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي([113]).
الثانية: إنه قد حذف من الخطبة حديث: "الأئمة بعدي إثنا عشر، كلهم من قريش"، الذي نص البخاري ومسلم، ومصادر كثيرة أخرى على أنه "صلى الله عليه وآله" قد قاله في يوم عرفة على رؤوس الأشهاد، فأقامت قريش، ومن يدور في فلكها الدنيا عليه ولم تقعدها..
وأساءت الأدب مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وفضحت نفسها، وضجت وعجت، ومنعت النبي "صلى الله عليه وآله" من إكمال كلامه، كما سنوضحه في باب: "الغدير.. والإمامة". إن شاء الله تعالى..
الذين أردفهم النبي ' خلفه:
ويلاحظ هنا: أنهم يذكرون: أنه "صلى الله عليه وآله" حين أفاض من عرفة أردف أسامة بن زيد خلفه([114])..
وقالوا: إنه "صلى الله عليه وآله" سار بمزدلفة مردفاً للفضل بن عباس، وانطلق أسامة بن زيد على رجليه في سباق قريش([115]).
وحين أفاض إلى مكة، زعموا: أنه أردف معاوية بن أبي سفيان من منى إلى مكة([116]).
الفضل بن عباس.. والنظر إلى الأجنبية:
وقالوا أيضاً: إنه حين كان مردفاً الفضل بن عباس في طريقه تلك عرضت له امرأة من خثعم جميلة، فسألته عن الحج عن أبيها. وكان شيخاً كبيراً لا يستمسك على الراحلة، فأمرها أن تحج عنه، وجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فوضع "صلى الله عليه وآله" يده على وجهه، فصرفه إلى الشق الآخر، لئلا تنظر إليه ولا ينظر إليها.
وقال جابر: وكان الفضل رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً، فقال العباس: لويت عنق ابن عمك.
فقال: "رأيت شاباً وشابة، فلم آمن الشيطان عليهما"([117]).
ليس هذا قياساً:
وسأله آخر هناك عن أمه، وقال: "إنها عجوز كبيرة، وإن حملتها لم تستمسك، وإن ربطتها خشيت أن أقتلها".
قال: "أرأيت إن كان على أمك دين أكنت قاضيه"؟
قال: نعم.
قال: "فحج عن أمك"([118]).
ونقول تعليقاً على ما تقدم:
حتى معاوية:
إننا لا ننكر أن يردف النبي "صلى الله عليه وآله" من يحتاج إلى الإرداف، لأجل حاجته إلى ما يركبه.. أو لأنه "صلى الله عليه وآله" كان يريد تكريمه وتشريفه.
ولكننا لا يمكن أن نصدق: أن هذا الأمر قد أصبح ظاهرة سلوكية، وكأنه مهنة له "صلى الله عليه وآله"..
ولا سيما إذا كان يردف أشخاصاً ليسوا ممن يحتاج إلى راحلة، ولا ينقصهم المال الذي يهيئون به ما يحتاجون إليه، كما أنهم ليسوا أهلاً للتكريم، بل قد يستفيدون من هذا التكريم لخداع الناس، والمكر بهم.
من أجل هذا وذاك، فنحن نشك كثيراً في صحة قولهم: إنه أردف معاوية أيضاً في مسيره من منى إلى مكة، أو إلى غيرها.. فإن معاوية لم يكن عاجزاً عن تهيئة الراحلة، كما أنه لم يكن ثمة موجب لتكريمه من قبل رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
تحويل وجه فضل بن عباس:
وقد رأينا: أنه "صلى الله عليه وآله" لم يزجر فضل بن عباس عن النظر إلى تلك المرأة، بل هو قد مارس الفعل عوضاً عن القول، فحول وجه فضل بن عباس إلى الجهة الأخرى بصورة عملية، فنستفيد من ذلك:
أولاً: إنه "صلى الله عليه وآله" لم يفسح المجال لممارسة التدليس، بمسارقة النظر، مع التظاهر بغض البصر، مع تعذر مراقبته ومراقبتها في لحظة واحدة، حسبما تجري به العادة..
ثانياً: إنه بفعله هذا قد سلب الشابين القدرة على النظر غير البريء إلى بعضهما البعض..
ثالثاً: إن فعله هذا قد لفت نظر الآخرين ودعاهم للتساؤل عن سببه، لكي يأتيهم التصريح بعد التلويح.. فيكون أوقع في النفس، وأكثر تعبيراً عن المطلوب.
رابعاً: إن ذلك يعطي درساً مفاده أن الحكمة تقضي بعدم السماح لأسباب الفساد بالوجود، لا أن يتركها توجد وتتنامى، ثم يحاول اقتلاعها، وهيهات أن يوفق لذلك..
خامساً: إنه لم يتهم فضل بن عباس، ولا تلك المرأة بشيء، بل صرح: بأنه أراد أن لا يقعا في خلاف ما يرضي الله تبارك وتعالى..
سادساً: إن هذا الأمر يعطي: أن على الحاكم أن يقدر الأمور، وأن يحتاط لأي طارئ قبل حدوثه، وأنَّ للإجراءات الإحتياطية قوتها في مجال التطبيق والعمل، كغيرها مما يكون لمعالجة واقع راهن..
تطبيق للقاعدة:
أما بالنسبة لحج الإنسان عن أمه، واعتبار الحج ديناً، فنقول:
إن هذا ليس من قبيل الإستدلال بالقياسات الظنية، التي منع عنها الشارع، وحاشا رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن يمارس أمراً نهى هو نفسه عنه.. بل هذا من قبيل تطبيق الكبرى على الصغرى، والقاعدة على موردها.
فإن الحج دين على تلك المرأة، سوف يطالبها الله تعالى به، وولدها مطالب بقضاء ديونها، فلا فرق بين ما كان ديناً لله، وما كان ديناً للناس، إذا كان الذي لله مما يمكن أداؤه وقضاؤه..
النبي ' ينشد الشعر:
وفي حديث ابن عمر: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أفاض من عرفات وهو يقول:
"إليـك تـغـدو قُلفـاً وَضِيـنُـهـا مخـالفـاً ديـن النـصـارى ديـنـهـا"
رواه الطبراني وقال: المشهور في الرواية أنه من فعل ابن عمر([119]).
يضاف إلى ذلك:
أولاً: لماذا خص النصارى بمقالته هنا، مع أن اليهود كانوا هم الأشر والأضر، وكان العرب والمشركون مبهورين بهم أكثر من كل أحد سواهم؟.
ثانياً: إنهم يزعمون، وإن كنا لم نرتض ذلك ـ: أنه "صلى الله عليه وآله" لم يكن يحسن حتى التفوه بالشعر، ولو على سبيل النقل والحكاية. فكيف استطاع أن يتفوه بهذا الشعر هنا؟!.
ثالثاً: إننا لا نظن أنه "صلى الله عليه وآله" ينشد الشعر في هذا الوقت وفي هذه الأمكنة بالذات، إذ إن الذي يعهد من رسول الله "صلى الله عليه وآله"، هو انشغاله بتسبيح الله وتقديسه، ولا سيما في المشاعر المقدسة، وحيث يريد لكل حركة من حركاته أن تحمل عبرة، وكل كلمة من كلماته أن تتضمن درساً وعظة..
الصلاة قبل الوقت:
قالوا: فلما برق الفجر، صلاها (يعني صلاة الصبح) في أول الوقت خلافاً لمن زعم أنه صلاها قبل الوقت بأذان وإقامة، يوم النحر، وهو يوم العيد، ويوم الحج الأكبر، ويوم الأذان ببراءة الله ورسوله من كل مشرك([120])..
ومن الواضح: أن دعوى أنه "صلى الله عليه وآله" قد صلى الصبح قبل وقتها، افتئات وافتراء على رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
ولا نرى حاجة إلى الإستدلال على كذب هذه الترهات التي ربما يكون وراءها أعداء الله وأعداء رسوله "صلى الله عليه وآله"، لإشغال الناس بأباطيل، وأضاليل وإثارة شبهات من شأنها أن تسقط محل النبي "صلى الله عليه وآله" من نفوسهم..
الغلو في الدين هو الأخطر:
وأمر الفضل بن عباس أن يلقط له حصى الجمار سبع حصيات، ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة، كما يفعل من لا علم عنده، ولا التقطها بالليل.
فالتقط له سبع حصيات من حصى الخذف، فجعل ينفضهن في كفه ويقول: "أمثال هؤلاء، فارموا، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"([121]).
ويلاحظ هنا:
1 ـ قوله: إنه لم يلتقط حصيات الجمار بالليل، لا يدل على كراهة التقاطها فيه، ما لم يرد نص صريح في كراهة ذلك..
2 ـ إنه "صلى الله عليه وآله" قد أخذ الحصيات وأراهم إياها، ولاحظوا نوعها، وألوانها، وأشكالها، وأحجامها، وأمرهم أن يرموا بأمثالها، فاستغنى بذلك عن وصفها بما ربما يلتبس المراد منه لدى بعض القاصرين لسبب أو لآخر..
3 ـ ثم نهاهم عن الغلو في الدين، وأخبرهم أن سبب هلاك من كان قبلهم، هو الغلو في الدين..
والغلو: هو الخروج عن حد الإعتدال فيه، وهو أخطر بكثير من التفريط في الإلتزام بأحكامه، لأن الغلو يؤدي إلى الإبتداع وإدخال ما ليس من الدين في الدين، حيث تتبدل حقائقه، بسبب تبدل حدوده، من الأدنى إلى الأعلى، ومن الأقل إلى الأكثر، فتدخل مساحات من الإعتقاد والممارسة لم تكن من قبل.. فإذا انتقل إلى الآخرين على هذه الحالة، فإن الخطر سيتضاعف ويزداد تبعاً لسعة انتشاره.. فتصبح الأولوية هي منع هذا الإتساع والإنتشار، ومحاربة الجهود التي تبذل في ذلك.
أما التفريط في الإلتزام فغاية ما يترتب عليه هو المخالفة العملية لأحكامه وشرائعه مع بقائها على ما هي عليه.. وذلك يبقى أثره محصوراً بالشخص، ولا يتعداه إلى غيره.. فيمكن أن يصل الدين إلى الغير سليماً وقويماً، ولا يكون هناك أي ضير من هذا الإنتقال.
خذوا عني مناسككم:
عن جابر قال: رأيت رسول الله "صلى الله عليه وآله" على راحلته يوم النحر، يقول لنا: "خذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"([122]).
ونقول:
1 ـ إن هناك روايات تقول: إنه "صلى الله عليه وآله" قد قال للناس ذلك حين كان يطوف([123])، وحين صلى خلف المقام([124])، وحين سعى، وحين رمى الجمار، وحين كان بعرفة، وغير ذلك.
ولا مانع من أن يتكرر هذا القول منه "صلى الله عليه وآله"، في المواضع المختلفة، ولا سيما في المناسك، حين وصوله إلى مكة، وشروعه بالأعمال، بل قبل ذلك أيضاً..
2 ـ وغني عن البيان: أن الرؤية التطبيقية للفعل هي أفضل أنواع التعليم وأدقه، حيث يبقى ما يراه الإنسان في وعيه وفي ذاكرته، أكثر من الذي يُلقى إليه كأوامر وزواجر يراد لها أن تحفظ في الذاكرة..
3 ـ وحين تهتز مشاعرهم بقوله: "لا أدري، لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"، فإن اندفاعهم إلى التأسي بأفعاله في هذه الحالة سيصاحبه شعور بالحنين والإشفاق، فتتحقق درجة من الإرتباط بين الفعل والفاعل، لتحتفظ به الذاكرة، كحدث مميز، تعرف حدوده، وتدرك دقة تطابقها مع الرمز الكبير، ويستمر ذلك إلى ما شاء الله..
التظليل:
وقالوا: "وكان "صلى الله عليه وآله" في مسيره ذلك يلبي حتى شرع في الرمي، وبلال وأسامة معه، أحدهما: آخذ بخطام ناقته، والآخر: يظله بثوب من الحر"([125]).
والذي كان يظله بلال كما في حديث أبي أمامة، عن بعض الصحابة([126])..
وحديث أم جندب: أنه كان راكباً يظلله الفضل بن العباس..
قال بعضهم: وهو غريب مخالف للروايات الصحيحة([127]).
ونقول:
1 ـ المفروض: أن يقطع التلبية بزوال الشمس من يوم عرفة، فلا معنى للعودة إليها في مسيره إلى منى، والإستمرار فيها إلى حين الشروع في الرمي..
2 ـ إن اختلافهم في تحديد الشخص الذي كان يظلل النبي "صلى الله عليه وآله"، يلقي بظلاله على مستوى الوثوق بصحة هذا النقل.
يضاف إلى ذلك: أنه كيف يصح حديث تظليل بلال، أو الفضل بن العباس على النبي "صلى الله عليه وآله" حين مسيره، وحين رميه، مع أنه لا يجوز التظليل؟!
إلا إذا فرض: أنه "صلى الله عليه وآله" كان مريضاً أو مضطراً، وليس لدينا ما يثبت ذلك أو يشير إليه، لا من قريب ولا من بعيد؟!
بطن مُحَسِّر:
قالوا: فلما أتى بطن محسَّر حرك ناقته، وأسرع السير، وهذه كانت عادته "صلى الله عليه وآله" في المواضع التي نزل فيها بأس الله بأعدائه، فهنالك أصاب الفيل ما قص الله علينا. ولذلك سمي الوادي وادي محسر، لأن الفيل حُسِر فيه. أي أَعْيَى وانقطع عن الذهاب([128]).
خطبة النبي ' في منى:
وبعد أن رمى النبي "صلى الله عليه وآله" جمرة العقبة.. رجع إلى منى، فخطب الناس خطبة بليغة.
قال بعض الصحابة: خطب رسول الله "صلى الله عليه وآله" الناس بمنى، وأنزلهم منازلهم، فقال: "لينزل المهاجرون ها هنا" وأشار إلى يمين القبلة، "والأنصار ها هنا" وأشار إلى ميسرة القبلة، "ثم لينزل الناس حولهم"، وعلمهم مناسكهم، ففتحت أسماع أهل منى، حتى سمعوه في منازلهم([129]).
وسئل رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن يُبنى له بناءٌ بمنى يظله من الحر، فقال: "لا، منى مناخ لمن سبق إليه"([130]).
و قال "صلى الله عليه وآله" وهو على ناقته العضباء، بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
"ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض، والسنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم. ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر،الذي بين جمادى وشعبان، أتدرون أي يوم هذا"؟
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: "أليس هذا يوم النحر"؟
قلنا: بلى.
قال: "أي شهر هذا"؟
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس ذو الحجة"؟
قلنا: بلى.
قال: "فأي بلد هذا"؟
قلنا: الله ورسوله أعلم.
فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس البلدة"؟
قلنا: بلى.
قال: فإن دماءكم وأموالكم ـ قال محمد: وأحسبه قال: وأعراضكم ـ عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه"، ثم قال: "ألا هل بلغت"؟
قلنا: نعم.
قال: "اللهم فاشهد"([131]).
وعن ابن عباس قال: خطب رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوم النحر، فقال: "أيها الناس، أي يوم هذا"؟
قالوا: يوم حرام.
قال: "فأي بلد هذا"؟
قالوا: بلد حرام.
قال: "فأي شهر هذا"؟
قالوا: شهر حرام.
قال: "فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا".
فأعادها مراراً، ثم رفع رأسه [إلى السماء] فقال: "اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت"؟([132]).
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع: "ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة"؟
قالوا: شهرنا هذا.
قال: "ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة"؟
قالوا: بلدنا هذا.
قال: "ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة"؟
قالوا: يومنا هذا.
قال: "فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت ثلاثاً"؟
كل ذلك يجيبونه: ألا نعم.
قال: "ويحكم ـ أو قال: ويلكم ـ لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"([133]).
النص الكامل لخطبة منى:
قالوا: وخطب "صلى الله عليه وآله" الناس بمنى خطبة عظيمة.
وكان عم أبي حُرَّة الرقاشي آخذاً بزمام ناقة رسول الله "صلى الله عليه وآله" يذود عنه الناس.
وسببها أنه "صلى الله عليه وآله" أنزلت عليه سورة النصر في هذا اليوم، فعرف أنه الوداع، فأمر براحلته القصواء فرُحِّلَت له، فوقف للناس بالعقبة، فاجتمع إليه الناس ـ وفي رواية: ما شاء الله من المسلمين ـ فحمد الله تعالى، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:
"أما بعد أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، ألا وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
ألا هل بلغت"؟
قالوا: بلَّغ رسول الله "صلى الله عليه وآله".
قال: "فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلَّغ أوعى من سامع"، ثم قال: "أي شهر هذا"؟
فسكتوا.
فقال: شهر حرام، أي بلد هذا؟
فسكتوا، فقال: بلد حرام، أي يوم هذا؟
فسكتوا.
قال: "يوم حرام".
ثم قال: "إن الله تعالى قد حرم دماءكم وأموالكم، وأعراضكم، كحرمة شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا، إلى أن تلقوا ربكم، ألا هل بلغت"؟
قالوا: نعم.
قال: "اللهم اشهد".
ثم قال: "إنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلغت"؟
قال الناس: نعم.
قال: "اللهم اشهد، ألا وإن من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع دم إياس بن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد بن ليث، فقتلته هذيل، ألا هل بلغت"؟
قالوا: نعم.
قال: "اللهم فاشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، ألا إن كل مسلم محرم على كل مسلم". ثم قال: "اسمعوا مني تعيشوا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا. إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه".
فقال عمرو بن يثربي: يار سول الله، أرأيت إن لقيت غنم ابن عمي فأخذت شاة فاحترزتها؟
فقال: "إن لقيتها تحمل شفرة وأزناداً بخبت الجميش فلا تهجها".
ثم قال: "أيها الناس، {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ}([134]). ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض"، ثم قرأ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}([135]) ثلاث متواليات: ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم، ورجب الذي يدعى شهر مضر، الذي بين جمادى وشعبان، والشهر تسعة وعشرون وثلاثون، ألا هل بلغت"؟
قال الناس: نعم.
فقال: "اللهم اشهد"
ثم قال: "أيها الناس، إن للنساء عليكم حقاً، وإن لكم عليهن حقاً، فعليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً، ولا يدخلن بيوتكم أحداً تكرهونه إلا بإذنكم، فإن فعلن فإن الله تعالى قد أذن لكم أن تهجروهن بالمضاجع، وأن تضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم، فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما النساء عندكم عوان، لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيراً، ألا هل بلغت"؟
قال الناس: نعم.
قال: "اللهم اشهد".
ثم قال: "أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرونه، فقد رضي به، إن المسلم أخو المسلم، إنما المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ مسلم دم أخيه ولا ماله إلا بطيب نفس منه، إنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله.
لا تظلموا أنفسكم، لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض.
إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا: كتاب الله تعالى، ألا هل بلغت"؟
قال الناس: نعم.
قال: "اللهم اشهد"([136]).
ونقول:
نكتفي هنا بالإشارة إلى أمور، نتوخى منها مجرد الإيضاح والبيان.
فنقول:
تنظيم المنازل في منى:
لقد ذكر النص المتقدم: أن النبي "صلى الله عليه وآله" هو الذي حدد مواضع نزول كل فريق من الحجاج الذين حضروا الموسم..
وقد لوحظ: أنه فصل بين المهاجرين والأنصار، وجعل كلاً على حدة، ثم جعلهم في وسط سائر الناس.
ونظن أنه فعل ذلك لكي يعرف الناس من الذي سيثير الشغب ضده، حين يخطب في منى، ويذكر أهل البيت، والأئمة الإثني عشر "عليهم السلام"، وأن المهاجرين القرشيين هم الذين سيتولون ذلك.. دون الأنصار.
وجعل الناس حولهم لكي يمكِّن أكبر عدد منهم ـ على اختلاف أقوامهم وانتماءاتهم ـ من الإشراف بأنفسهم على ما يجري، "فما راءٍ كمن سمعا".
وسيأتي بيان ذلك في باب: "الغدير والإمامة"، إن شاء الله تعالى..
ما المراد باستدارة الزمان؟!:
1 ـ وحول المراد من استدارة الزمان، كهيئة يوم خلق الله تعالى السماوات والأرض نقول:
إن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر، وهو النسيء، ليقاتلوا فيه، وفي السنة الثانية ينقلونه شهراً، فيصير في ربيع الأول، وهكذا.. فينتقل المحرم من شهر إلى شهر، وتنتقل سائر الشهور وراءه تبعاً له، حتى يمر في جميع شهور السنة..
فلما كانت تلك السنة، أعني سنة حجة الوداع كان قد عاد إلى زمنه الطبيعي المخصوص به قبل ذلك النقل المتكرر، ودارت السنة وعادت كهيئتها الأولى، فجاء في تلك السنة متوافقاً مع ذي الحجة الواقعي..
2 ـ وأما نسبة رجب إلى مضر، فلأن مضراً كانت تعظم هذا الشهر، بخلاف غيرهم، ثم حدد "صلى الله عليه وآله" للناس الأشهر الحرم، وذكر لهم: أن شهر رجب بين شعبان وجمادى، لمزيد التوضيح والبيان، لأنهم كانوا ينسئونه، ويحولونه من شهر إلى شهر، فكانت الأمور تختلط على الناس، فأحب "صلى الله عليه وآله" التأكيد على موقع الشهر الحرام منذ تلك السنة لكي تستقر الأمور، ولا يضيع الناس بسبب تأثيرات النسيء على ذهنيتهم، وليتم ضبط أمور الشهور لديهم..
ففتحت أسماع أهل منى:
وقد تقدم: أن الله تعالى فتح أسماع جميع أهل منى، حتى سمعوا النبي "صلى الله عليه وآله" في منازلهم. وقد حصلت هذه المعجزة له "صلى الله عليه وآله" بعد جرأتهم عليه، ومنعهم إياه من بلوغ مراده في عرفات، كما سيأتي بيانه بالتفصيل في فصل: "الغدير والإمامة"، ليفهم الناس أن الجرأة على النبي "صلى الله عليه وآله" لا تبطل نبوته، وأن عدم اتخاذ موقف صارم ضد المتجرئين لا يعني ضعف النبي "صلى الله عليه وآله" وتخلّي ربه عنه.
ولكنه حلم وتكرم، وإعطاء مهلة، وإمداد للمبطلين، الذين ظهرت حسيكة الطمع والحسد لأهل البيت "عليهم السلام" التي كانت تعتمل في نفوسهم..
وإذا تأكد لدينا أن ما جرى في عرفات قد تكرر أيضاً في منى، فإن جرأتهم هذه المرة قد جاءت في نفس اللحظات التي يعاينون فيها كرامة الله تعالى له، ولكنهم لا يبالون بها، ويعودون لارتكاب حماقتهم في نفس هذه الخطبة التي لا تزال المعجزة تتجلى فيها مع كل كلمة، وكل حرف..
تحريف حديث الثقلين:
وقد حرفت رواية ابن عمر حديث الثقلين في خطبته "صلى الله عليه وآله" في منى أيضاً.. كما حرفوا خطبة النبي "صلى الله عليه وآله" في عرفات، كما ألمحنا إليه فيما سبق فليلاحظ ذلك..
علي × لم يشارك النبي ' في نحر البدن:
قالوا: ثم انصرف "صلى الله عليه وآله" إلى النحر بمنى، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده الشريفة بالحربة، وكان ينحرها قائمة معقولة اليسرى، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سنيِّ عمره "صلى الله عليه وآله".
ثم أمسك، وأمر علياً "عليه السلام" أن ينحر ما بقي من المائة، ثم أمره أن يتصدق بجلالها، وجلودها، ولحومها، في المساكين، وأمره أن لا يعطي الجزار في جزارتها شيئاً منها، وقال: "نحن نعطيه من عندنا"([137])، وقال: "من شاء اقتطع"([138]).
وفي حديث ابن جريج، عن جعفر بن محمد، عن جابر: ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مرقها.
قال ابن جريج: قلت: من الذي أكل مع النبي "صلى الله عليه وآله" وشرب من المرق؟
قال جعفر: علي بن أبي طالب "عليه السلام" أكل مع النبي "صلى الله عليه وآله" وشرب من المرق.
وقول أنس: إن رسول الله "صلى الله عليه وآله" نحر بيده سبع بدن قياماً. حمله أبو محمد: على أنه "صلى الله عليه وآله" لم ينحر بيده أكثر من سبع بدن كما قال أنس، وأنه أمر من ينحر ما بعد ذلك إلى تمام ثلاث وستين، ثم زال عن ذلك المكان، وأمر علياً "عليه السلام" فنحر ما بقي، أو أنه لم يشاهد إلا نحره "صلى الله عليه وآله" سبعاً فقط بيده، وشاهد جابر تمام نحره "صلى الله عليه وآله" للباقي، فأخبر كل واحد منهما بما رأى وشاهد، أو أنه "صلى الله عليه وآله" نحر بيده مفرداً سبع بدن كما قال أنس، ثم أخذ هو وعلي الحربة معاً، فنحرا كذلك تمام ثلاث وستين.
وقد قال عروة بن الحارث الكندي: أنه شاهد رسول الله "صلى الله عليه وآله" يومئذ أخذ بأعلى الحربة، وأمر علياً "عليه السلام" فأخذ بأسفلها، ونحرا بها البدن، ثم انفرد علي "عليه السلام" ينحر الباقي من المائة كما قال جابر([139]).
ونقول:
لاحظ ما يلي:
لتخرس الألسنة:
لو أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد أشرك أبا بكر في الهدي كما أشرك علياً "عليه السلام"، أو أشركه بما هو أقل من هذا، لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها في التحليلات، والإستفادات، والإستدلالات على عظمة ومنزلة أبي بكر، وعلى إمامته وخلافته، وربما يترقى بهم الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير و.. و.. الخ..
بل إن إساءات وضعف وأخطاء أبي بكر وعمر، تعتبر فضائل وكرامات، وإشارات ودلالات، وقد تجلى ذلك في موقفهم من كلمة عمر: إن النبي ليهجر، فإنهم اعتبروا هذه الكلمة سبباً في إنقاذ الإسلام والأمة من أمر عظيم!! كما سنرى..
ولكن حين يتعلق الأمر بعلي "عليه السلام"، فإن الألسنة تخرس، والمحابر تجف، والأقلام تلتوي وتعيا عن أن تسجل عشر معشار ما حصل، فهل يتوقع منها أن تشير إلى شيء من الدلالات واللمحات؟!. بل تلهج ليل نهار بالتأويلات الهادفة إلى إفراغ مواقفه الرائدة والعظيمة من محتواها.
نحرا على عدد سني عمرهما:
إنه إذا كان "صلى الله عليه وآله" قد نحر ثلاثاً وستين بدنة على عدد سني عمره، فإن علياً "عليه السلام" أيضاً قد نحر الباقي، وكان على عدد سني عمره أيضاً. وليس لنا أن نقطع بأن ذلك قد جاء على سبيل الصدفة، للإحتمال القوي أن يكون مراداً له ومقصوداً..
المرجع هو أحاديث العترة:
بالنسبة للإختلاف في عدد الإبل التي نحرها الرسول "صلى الله عليه وآله"، وكيفيته، وفي استقلاله بذلك أو في مشاركته علياً "عليه السلام" لا سبيل إلى الجزم بذلك إلا إذا وجد أهل البيت "عليهم السلام" ضرورة للتحديد والبيان، فيتعين العودة إليهم، والأخذ منهم، فإن أهل البيت "عليهم السلام" أدرى بما فيه..
النبي ' يقسم شعره للتبرك به:
قالوا: لما أكمل رسول الله "صلى الله عليه وآله" نحره استدعى بالحلاق، فحلق رأسه، فقال للحلاق ـ وهو معمر بن عبد الله بن نضلة ـ وحضر المسلمون يطلبون من شعره ـ وهو قائم على رأسه بالموسى، ونظر في وجهه وقال: "يا معمر، أمكنك رسول الله "صلى الله عليه وآله" من شحمة أذنه، وفي يدك الموسى"!!.
قال معمر: فقلت: أما والله يا رسول الله، إن ذلك من نعم الله علي ومَنِّه.
قال للحلاق: "خذ"، وأشار إلى جانبه الأيمن، فلما فرغ منه قسم شعره على من يليه.
ثم أشار إلى الحلاق، فحلق جانبه الأيسر، ثم قال: "ها هنا أبو طلحة"، فدفعه إليه([140]).
قال ابن سعد: وحلق رأسه، وأخذ من شاربه وعارضيه، وقلم أظفاره، وأمر بشعره وأظفاره أن تدفن([141]).
وروى البخاري عن أنس: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" لما حلق رأسه كان أبو طلحة أول من أخذ شعره، قال: وهذا لا يناقض رواية مسلم.
وفي رواية: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أعطاه أم سليم، ولا يعارض هذا أنه دفعه لأبي طلحة لأنها امرأته.
وفي لفظ: فبدأ بالشق الأيمن، فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس، ثم قال: بالأيسر، فصنع به مثل ذلك، ثم قال: "ها هنا أبو طلحة" فدفعه إليه.
وفي لفظ ثالث: دفع إلى أبي طلحة شعر شق رأسه الأيسر، ثم أظفاره وقسمها بين الناس.
وكلمه خالد بن الوليد في ناصيته حين حلق، فدفعها إليه، فكان يجعلها في مقدم قلنسوته، فلا يلقى جمعاً إلا فضه.
وحلق أكثر أصحابه "صلى الله عليه وآله" وقصر بعضهم، فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "اللهم اغفر للمحلقين"، ثلاثاً، كل ذلك يقال: والمقصرين يا رسول الله، فقال: "والمقصرين في الرابعة"([142]).
ومما يدخل في هذا السياق يعني سياق دعوة الناس للتبرك قولهم: إنه مج في دلوِ، فأفرغ على سقايتهم في زمزم([143])..
ونقول:
إننا نشير هنا إلى بعض الأمور، فنقول:
قصة الحلاق:
إن روايتهم لقصة الحلاق هنا قد اختلفت عما روي عن أهل البيت "عليهم السلام"، فقد تقدم عن الإمام الصادق "عليه السلام": أن قريشاً قالت للحلاق: "أي معمر، أذن رسول الله "صلى الله عليه وآله" في يدك، وفي يدك الموسى"؟.
لكن روايتهم هنا تقول: إن النبي "صلى الله عليه وآله" هو الذي قال لمعمر ذلك..
وقد قلنا هناك: إن من القريب جداً أن يكون الذين قالوا ذلك لمعمر كانوا يريدون إغراءه بقتل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، بصورة مبطنة..
ولعل الرواية عن الإمام الصادق "عليه السلام" هي الأولى بالإعتبار، إذ لا يمكن أن يقول النبي "صلى الله عليه وآله" ذلك لمعمر، لأنه إن كان يقصد إغراءه بالقتل، فذلك لا يمكن صدوره عنه "صلى الله عليه وآله"، لأن الإغراء بالقتل من أعظم الجرائم، فكيف إذا كان المقصود هو أن يغريه بقتل نفسه، وكيف إذا كان أكرم الخلق، وأعظم الأنبياء، وسيد المرسلين؟!
وإن كان المقصود: هو اتهام معمر بأنه يقصد ذلك، أو يراد جعله في دائرة الإحتمال بنظر الناس، فذلك لا يصدر من النبي "صلى الله عليه وآله" أيضاً، إذ لا يحق له اتهام الناس بلا مبرر ودليل..
وإن كان المقصود هو المزاح والملاطفة، فالنبي "صلى الله عليه وآله" لا يمزح بما يثير الشبهة، ويعطي الإنطباع السلبي عن الأبرياء..
إصرار عائشة بلا مبرر:
ورغبت إليه عائشة تلك الليلة ـ أعني ليلة النفر من منى ـ: أن يعمرها عمرة منفردة.
فأخبرها أن طوافها بالبيت وبالصفا والمروة قد أجزأ عن حجها وعمرتها.
فأبت إلا أن تعتمر عمرة منفردة.
فأمر أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم.
ففرغت من عمرتها ليلاً، ثم وافت المحصب مع أخيها، فأتيا في جوف الليل، فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": فرغتما؟
قالت: نعم.
فلما كانت ليلة الحصبة قلت: يا رسول الله، يرجع الناس بحج وعمرة وأرجع أنا بحجة.
فقال: "أوما كنت طفت ليالي قدمنا مكة"؟
قلت: لا.
قال: "فاذهبي مع أخيك إلى التنعيم، فأهلي بعمرة، ثم موعدك مكان كذا وكذا"([144]).
قالت عائشة: فلقيني رسول الله "صلى الله عليه وآله" مُصعِداً على أهل مكة وأنا منهبطة، أو أنا مُصعِدة وهو مُنهبط منها.
وظاهر هذا: أنهما تقابلا في الطريق، وفي الأول: أنه انتظرها في منزله، فلما جاءت نادى بالرحيل في أصحابه.
وقولها: وهو مُصعد من مكة، وأنا منهبطة عليها للعمرة، ينافي انتظاره لها في المحصب.
قال: فإن كان حديث الأسود محفوظاً عنها، فصوابه: (لقيني رسول الله "صلى الله عليه وآله" وأنا مُصعدة من مكة، وهو منهبط إليها، فإنها طافت وقضت عمرتها ثم أصعدت لميعاده، فوافته وهو قد أخذ في الهبوط إلى مكة للوداع، فارتحل وأذن في الناس بالرحيل).
ولا وجه لحديث الأسود غير هذا([145]).
ونقول:
1 ـ إذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" قد أخبر عائشة: أنه لا داعي لتلك العمرة التي طلبتها، فلماذا تصر على فعل شيء يخبرها النبي "صلى الله عليه وآله" أنه لم يعد له مكان؟ وهل بقي ذلك مستحباً إذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" قد عرَّفها أنه لم يعد له مكان بعد حجها؟!
2 ـ ولو فرضنا: أن ذلك كان منها طمعاً في الثواب، فلماذا تحرج النبي "صلى الله عليه وآله" في أمر أظهر أنه يرغب بخلافه؟ أليس ذلك يوجب حبط عملها لو كان عملها مستحباً؟! وألا يسقط استحبابه، ويحبط أجره ـ لو سلمنا باستحبابه ـ حين تكون قيمته هي أذى النبي "صلى الله عليه وآله"، وإرباك حركته وتفويت ما يرغب النبي "صلى الله عليه وآله" بعدم تفويته؟!.
عائشة تعتمر رغم نهي النبي ':
عن عائشة قالت: أحرمت من التنعيم بعمرة فدخلت، فقضيت عمرتي، وانتظرني رسول الله "صلى الله عليه وآله" بالأبطح حتى فرغت، وأمر الناس بالرحيل([146])..
كما أن أم سلمة لم تكن قد طافت، وأرادت الخروج ـ وكانت قد اشتكت، فأمرها أن تطوف على بعيرها من وراء الناس، والناس يصلون ـ أي الصبح ـ فطافت كذلك([147])..
ونقول:
إنه لا كلام لنا على حديث طواف أم سلمة. ولكننا نريد أن نشير إلى بعض ما يرتبط بعمرة عائشة، فنقول:
أولاً: يفهم مما ذكرناه آنفاً: أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يكن راضياً باعتمار عائشة، حتى لقد قالت له: "أترجع نساؤك بحجة وعمرة معاً، وأرجع بحجة"؟([148]).
ثانياً: قال ابن عباس: والله، ما أعمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" عائشة في ذي الحجة إلا ليقطع بذلك أمر أهل الشرك.
وقال: كانوا يرون: أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض([149])..
ونلاحظ هنا على رواية ابن عباس: أنه لا شك في أنه قد كان لدى النبي "صلى الله عليه وآله" ما يدعوه إلى الإسراع بالخروج، ولكن إصرار عائشة قد منعه "صلى الله عليه وآله" من المضي لإنجاز ذلك الأمر الهام.
اللهم اغفر للمحلقين:
وقد تقدم في النص السابق: أن بعض أصحابه "صلى الله عليه وآله" أصر على التقصير، ولم يرض بالحلق. وقد مر نظير ذلك في الحديبية..
وهذا يعطي: أن عدم حلق الناس في الحديبية، لم يكن بسبب حنقهم لأجل عدم دخول مكة، بل كان لأمر آخر. قد يكون له ارتباط بعدم صحة اعتقادهم، أو بعدم الرغبة في التخلي عن الرسوم التي كانت لدى أهل الجاهلية، أو بعدم مبالاتهم بمراعات الأحكام الشرعية.. أو بغير ذلك..
كما أن هذا التصرف الذي ظهر منهم في حجة الوداع يمثل فضيحة أخرى لهم، ويبين أن ما يدعونه لأنفسهم من الطاعة لله ورسوله، أو ما يدّعى لهم من العدالة والإستقامة، هو مجرد ادِّعاءات، أو شعارات ترفع لتلافي الإحراج، في مواقع الإستدلال والإحتجاج..
تبرك الصحابة:
ورغم ظهور هذه الهنات في سلوك كثير من صحابة النبي "صلى الله عليه وآله"، فإن ذلك لم يمنع النبي "صلى الله عليه وآله" من أن يوزع شعره وأظفاره على الناس لأجل التبرك، لأن ذلك يدخل في دائرة التشريع، والتعليم لهم، ولا يختص أثره بأهل تلك الحقبة، بل يمتد إلى كل مسلم يأتي عبر الأجيال والأحقاب..
هذا بالإضافة إلى أنه يفيد خالصي الإيمان منهم، وكذلك الحال بالنسبة للتائبين والنادمين.
التبرك، في معناه ومغزاه:
وإذا أردنا أن نعرف مغزى تشريع التبرك بالأنبياء والأوصياء، وآثارهم، حسبما أكده النبي "صلى الله عليه وآله" للناس في مناسبات كثيرة، ومنها هذا المورد الذي نحن بصدد الحديث عنه، فعلينا أن نرجع أولاً إلى معنى البركة في اللغة، لنجد أنها تعني: النماء والزيادة، فالتبرك: هو طلب ذلك..
فإذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" يوجه الناس إلى التبرك، فهو يوجههم إلى طلب الفاقد للنماء والزيادة من الواجد، من خلال الإقتراب منه والإتصال به..
والله هو مصدر الفيض لكل هذا الوجود وما فيه، فالإتصال به ولو بمستوى الإتصال الشكلي أو الرمزي، أو الروحي بصفيِّه ونبيه، بإظهار الحب، وبالتعبير عن القناعة الوجدانية ـ إن هذا الإتصال من موجبات النماء والزيادة، ويهيء لهذا الفيض، الذي هو مرهون باستجلاب الرضا والمحبة والفوز بالعناية والرعاية، والمنح والألطاف..
وبذلك نعرف: أن التبرك معناه: الشعور بالحاجة والنقص والضعف، أو بالحاجة إلى الإنتقال من حسن إلى أحسن، ومن مرحلة إلى مرحلة أسمى منها..
كما أنه يعني: بلورة إرادة التكامل والتسامي، والخروج من هذا الواقع إلى ما هو أفضل منه وأمثل.
كما أن التبرك ينتهي بالإنسان إلى الدخول في آفاق الرحمة الإلهية، والإنطلاق في رحابها، بعد أن يكون الإنسان قد حرر نفسه من كل قيد يشده إلى الأرض، ومن كل عبودية وبعد أن يملك قراره، وحريته، واختياره..
ثم هو يعني: الشعور بالقوة، وبالغنى عن الخلق، والتخلي عن الأنا، والإبتعاد عن الغرور والعنجهية.
وهو أخيراً: يدفع الإنسان إلى مراقبة نفسه، وتهذيبها، ورسم ملامحها وفق ما يرضي من يسعى لنيل رضاه، ويرى في ذلك غاية الفوز بمبتغاه..
النفر من منى:
قالوا: وكان يوم الثلاثاء، فركب رسول الله "صلى الله عليه وآله"، والمسلمون معه، فنفر بهم من منى، فنزل المحصب ـ وهو واد بين مكة ومنى ـ فصلى بهم العصر، وهو بالأبطح، وهو خيف بني كنانة، حيث تقاسم المشركون على الكفر، ثم هجع هجعة بعد العشاء الآخرة، ثم دخل مكة فطاف بالبيت([150])..
وهذا يشير إلى: أنه "صلى الله عليه وآله" قصد أن ينزل بالمحصب، مراغمة لمشركي قريش لما كتبوا الصحيفة التي التزموا فيها بمصارمة بني هاشم وبني المطلب، حيث حصروهم في شعب أبي طالب "عليه السلام".
وهذا هو الموضع الذي نزل فيه عام الفتح أيضاً..
وقد حاول بعضهم أن يدَّعي: أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يتعمد ذلك([151])، ولعله لكي يخفف من حدة وقع هذا الإجراء على رؤوس الحاقدين على النبي "صلى الله عليه وآله" وعلى دينه..
لم يدخل ' إلى البيت ولم يطف:
وقد زعمت الروايات: أن النبي "صلى الله عليه وآله" بعد نفره من منى دخل مكة، وطاف بالبيت، وبقي إلى صباح اليوم التالي، فصلى الصبح، ثم ارتحل([152])..
ولكننا نقول:
أولاً: إن الروايات الصحيحة، الواردة عن أهل البيت "عليه السلام" تقول: إنه "صلى الله عليه وآله" نفر حتى انتهى إلى الأبطح، فطلبت عائشة العمرة، فأرسلها، فاعتمرت، ثم أتت النبي "صلى الله عليه وآله"، فارتحل من يومه، ولم يدخل المسجد الحرام، ولم يطف بالبيت([153])..
ثانياً: عن جابر قال: خرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" من مكة عند غروب الشمس، وصلى المغرب في سرف([154])، وهذا معناه: أنه لم يصلَّ المغرب والعشاء، ولا الصبح في مكة في اليوم التالي، كما زعموه..
فلا يصح قولهم: إنه "صلى الله عليه وآله": لما فرغ من صلاة الصبح، طاف بالبيت سبعاً، ووقف في الملتزم بين الركن الذي فيه الحجر الأسود، وبين باب الكعبة، فدعا الله عز وجل وألزق جسده بجدار الكعبة.
ولا يصح أيضاً ما روي عن بعضهم: أنه رأى رسول الله "صلى الله عليه وآله"، يلزق وجهه، وصدره بالملتزم([155])..
غير أن ذلك لا يعني أنه "صلى الله عليه وآله" لم يفعل ذلك كله، بل الظاهر: أنه "صلى الله عليه وآله" قد وقف في الملتزم، وألزق جسده به، وغير ذلك، لكن في الأيام التي سبقت على النفر من منى..
عمرة في رمضان تعدل حجة معه:
وقالوا: إنه بعد رجوع النبي "صلى الله عليه وآله" من حجة الوداع، أعلم أن عمرة في رمضان تعدل حجة معه([156])..
لكننا نقول:
قد يقال: إن السبب في ذلك هو: أن مرض الجدري أو الحصبة انتشر في الناس بعد إعلان النبي "صلى الله عليه وآله" عن عزمه على المسير إلى الحج، فمنعت من شاء الله أن تمنع من الحج.. فإن صح ذلك، فإن إعلان هذا الأمر بعد عودته، قد يسهم في جبر النفوس الكسيرة، التي آلمها حرمانها من نيل شرف المسير مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
غير أننا نقول عن الإعتمار في شهر رمضان:
إننا لم نجد فيما روي عن أهل بيت العصمة "عليهم السلام"، ما يدل على فضل العمرة في شهر رمضان على ما سواها، بل وجدنا ما روي عن الإمام الصادق "عليه السلام": "أفضل العمرة، عمرة رجب"([157])..
وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه سئل اي العمرة أفضل؟ عمرة في رجب أو عمرة في شهر رمضان؟ فقال: لابل عمرة في شهر رجب أفضل([158]).
وعنه "عليه السلام": "اعتمر في أي شهر شئت، وأفضل العمرة، عمرة رجب"([159])..
وعنهم "عليهم السلام": "لكل شهر عمرة"([160])..
ولعل الصحيح هنا ما روي عن الإمام الصادق "عليه السلام" عندما سأله الوليد بن صبيح:
"قال: قلت لأبي عبد الله "عليه السلام": بلغنا أن عمرة في شهر رمضان تعدل حجة.
فقال: إنما كان ذلك في امرأة وعدها رسول الله "صلى الله عليه وآله" فقال لها: اعتمري في شهر رمضان فهي لك حجة"([161]).
فالظاهر من هذه الرواية اختصاص هذا الفضل بتلك المرأة لوعد النبي صلى الله عليه وآله وضمانه "صلى الله عليه وآله" لها بقرينة "فهي لك حجة".
يويد ذلك ما روي من حديث أم معقل الذي أخرجه أيضاً النسائي من طريق معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن امرأة من بني أسد يقال لها أم معقل قالت: "أردت الحج فاعتل بعيري، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اعتمري في شهر رمضان فإن عمرة في شهر رمضان تعدل حجة"([162]).
وأما رواية علي بن حديد التي تقول: "كتبت إلى أبي جعفر "عليه السلام" أسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل، أو أقيم حتى ينقضي الشهر وأتم صومي ؟ فكتب إلي كتابا قرأته بخطه:
سألت يرحمك الله عن أي العمرة أفضل، عمرة شهر رمضان أفضل يرحمك الله"([163]).
فالمراد بها كما قال المحقق النراقي وغيره: أن العمرة في شهر رمضان أفضل من الإقامة والصوم، كما يدل عليه صدرها([164]).
إعتمار النبي ' بعد حجة الوداع:
وقد زعمت روايات غير أهل البيت "عليهم السلام": أنه "صلى الله عليه وآله" قد اعتمر في حجة الوداع، فقد روي عن ابن عباس: أنه "صلى الله عليه وآله" قد اعتمر أربع عمر، عمرة الحديبية، وعمرة القضاء، وعمرة الجعرانة، والعمرة التي مع حجة الوداع([165])..
ولكن المروي عن أئمة أهل البيت "عليهم السلام" ـ وهم أدرى بما فيه ـ: أنه "صلى الله عليه وآله" اعتمر ثلاث عمر متفرقات، هي: الحديبية، والقضاء، والجعرانة، بعد رجوعه من الطائف من غزوة حنين([166])..
وعن أبي عبد الله "عليه السلام"، قال: ذكر أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" اعتمر في ذي القعدة ثلاث عمر، كل ذلك يوافق عمرته ذا القعدة([167])..
في الطريق إلى المدينة:
وفي العودة إلى المدينة: خرج رسول الله "صلى الله عليه وآله" من أسفل مكة، عند غروب الشمس([168])، فصلى المغرب في سرف ـ على بعد تسعة أميال من مكة..
ثم واصل سيره ومعه مئات الألوف من الناس، حتى بلغ غدير خم، حيث أخذ "صلى الله عليه وآله" البيعة لعلي "عليه السلام" بالإمامة بعده، كما سنرى في الأبواب والفصول التالية.
الباب الحادي عشر:
الغدير في الحديث والتاريخ
الفصل الأول:
الغدير والمعارضون
توطئة وتمهيد:
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}([169]).
نزلت هذه الآية الشريفة في حجة الوداع، لتؤكد على لزوم تبليغ النبي "صلى الله عليه وآله" ما أمر به من أمر الإمامة. وولاية علي "عليه الصلاة والسلام" على الناس. كما ذكرته المصادر الكثيرة والروايات الموثوقة.. ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك.
وقد يرى البعض: أن هذه الآية قد تضمنت تهديداً للرسول نفسه، بالعذاب والعقاب إن لم يبلِّغ ما أنزل إليه من ربه، وفي بعض الروايات الآتية: أنه "صلى الله عليه وآله" قد ذكر ذلك في خطبته للناس يوم الغدير.
ولكننا نقول:
إن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس كان يخشاها الرسول، كما صرح به هو نفسه "صلى الله عليه وآله" ولم يكن النبي "صلى الله عليه وآله" ممتنعاً عن الإبلاغ، ولكنه كان ممنوعاً منه، فالتهديد له ـ إن كان ـ فإنما هو من باب: "إياك أعني، واسمعي يا جارة".
وهذا بالذات، ما نريد توضيحه في هذا البحث، بالمقدار الذي يسمح لنا به المجال، والوقت فنقول:
الغدير والإمامة:
إن من يراجع كتب الحديث والتاريخ، يجدها طافحة بالنصوص والآثار االثابتة، والصحيحة، الدالة على إمامة علي أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسلام"، ولسوف لا يبقى لديه أدنى شك في أن النبي "صلى الله عليه وآله" وسلم لم يأل جهداً، ولم يدخر وسعاً في تأكيد هذا الأمر، وتثبيته، وقطع دابر مختلف التعلُّلات والمعاذير فيه، في كل زمان ومكان، وفي مختلف الظروف والأحوال، على مر العصور والدهور.
وقد استخدم في سبيل تحقيق هذا الهدف مختلف الطرق والأساليب التعبيرية، وشتى المضامين البيانية: فعلاً وقولاً، تصريحاً، وتلويحاً، إثباتاً لجانب ونفياً لجانب آخر، وترغيباً وترهيباً، إلى غير ذلك مما يكاد لا يمكن حصره، في تنوعه، وفي مناسباته.
وقد توجت جميع تلك الجهود المضنية، والمتواصلة باحتفال جماهيري عام نصب فيه النبي "صلى الله عليه وآله" رسمياً علياً "عليه السلام" بعد انتهائه "صلى الله عليه وآله" من حجة الوداع في مكان يقال له: "غدير خم". وأخذ البيعة له فعلاً من عشرات الألوف من المسلمين، الذين يرون نبيهم للمرة الأخيرة.
وهدفنا هنا هو الإلماح إلى حدث حصل في نفس حجة الوداع التي هي حجته الوحيدة وذلك في يوم عرفة ومنى.
لأن التعرف على هذا الحدث الذي سبق قضية الغدير لسوف يمكننا من أن نستوضح جانباً من المغزى العميق الذي يكمن في قوله تعالى: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([170]). ولكننا قبل ذلك، لا بد لنا من إثارة بعض النقاط المفيدة في هذا المجال فنقول:
الحدث الخالد:
إن من طبيعة الزمن في حركته نحو المستقبل، وابتعاده عن قضايا الماضي، هو أن يؤثر في التقليل من أهمية الأحداث الكبيرة، التي يمر بها، وتمر به، ويساهم في أفولها شيئاً فشيئاً، حتى تصبح على حد الشبح البعيد البعيد، ثم قد ينتهي بها الأمر إلى أن تختفي عن مسرح الذكر والذاكرة، حتى كأن شيئاً لم يكن.
ولا تحتاج كبريات الحوادث في قطعها لشوط كبير في هذا الاتجاه إلى أكثر من بضعة عقود من الزمن، مشحونة بالتغيرات والمفاجآت.
وحتى لو احتفظت بعض معالمها ـ لسبب أو لآخر ـ بشيء من الوضوح، ونالت قسطاً من الاهتمام، فلا يرجع ذلك إلى أن لها دوراً يذكر في حياة الإنسان وفي حركته، وإنما قد يرجع إلى أنها أصبحت تاريخاً مجيداً، يبعث الزهو والخيلاء لدى بعض الناس، الذين يرون في ذلك شيئاً يشبه القيمة، أو يعطيهم بعضاً من الاعتبار والمجد بنظرهم، وربما يكون ثمة أسباب أخرى أيضاً.
ولكن قضية الغدير، رغم مرور الدهور والأحقاب، وبعد ألف وأربع مائة سنة زاخرة بالتقلبات العجيبة، وبالقضايا الغريبة، ومشحونة بالحروب والكوارث، وبالعجيب من القضايا والحوادث.
ورغم المحاولات الجادة، والمتتابعة للتعتيم عليها، وإرهاقها بالتعليلات والتعللات غير المعقولة، باردة كانت أو ساخنة، بهدف حرفها عن خطها القويم، وعن الاتجاه الصحيح والسليم.
وكذلك رغم ما عاناه ويعانيه المهتمون بها من اضطهاد وغربة، وتشريد ومحنة، وما يصب على رؤوسهم من بلايا ومصائب، وكوارث ونوائب.
نعم، رغم ذلك كله وسواه، فإن هذه الحادثة بما تمثله من قضية كبرى للإيمان وللإنسان، قد بقيت ولسوف تبقى القضية الأكثر حساسية وأهمية، لأنها الأكثر صلة بالإيمان وبالإنسان، والأعمق تأثيراً في حياة هذا الكائن، وفي بنية شخصيته من الداخل، وعلى علاقاته بكل من وما يحيط به، أو يمت إليه بأدنى صلة أو رابطة من الخارج.
وهي كذلك القضية الأكثر مساساً وارتباطاً بمستقبل هذا الإنسان، وبمصيره، إنْ في الدنيا، وإنْ في الآخرة.
وهذا بالذات هو السر في احتفاظ هذه القضية بكل حيويتها، وحساسيتها بالنسبة إليه، على مر الدهور، وتعاقب العصور، ولسوف تبقى كذلك كما سيتضح فيما يأتي.
مفتاح الحل:
وإذا كان الأمر كذلك فلا مجال للإصغاء لما قد يثيره البعض، من أنه: سواء أكان الحق في ذلك لعلي "عليه السلام"، وقد اغتُصِبَ منه، وأقصي عن منصب هو له، أم لم يكن الأمر كذلك، فإن هذه القضية قد تجاوزتها الأحداث، وأصبحت تاريخاً يحكيه البعض، وينساه آخرون، كأي حدث تاريخي آخر.
فلم يعد الوقوف عندها والاهتمام بها مجدياً، ولا مفيداً، إن لم نقل: إن فيه ما يوجب الفرقة، ويرسخ التباعد، بما يثيره من كوامن وضغائن.
نعم.. لا مجال لهذا القول؛ فإن قضية الغدير، لا تزال ولسوف تبقى هي القضية الأساسية والرئيسة بالنسبة للمسلمين بل للناس جميعاً، وهي المفتاح للباب الذي لا بد من الدخول منه لحل المشاكل المستعصية الكبرى، وبعث الإسلام العزيز من جديد، وبناء قوته، وبث الحياة والحيوية في أبنائه.
وبدون ذلك، فإن على الجميع أن يستعدوا لمواجهة المزيد من المصائب، وأن يقبلوا ـ شاؤوا أم أبوا ـ باستمرار حالة الضعف والتقهقر، بل وانهيار بناء الإسلام الشامخ.
خلافة أم إمامة:
وما ذلك إلا لأن القضية لا تقتصر على أن تكون مجرد قضية خلافة وحكم وسلطة في الحياة الدنيا، ولا هي قضية: أن يحكم هذا، أو يحكم ذاك، لسنوات معدودة، وينتهي الأمر.. وإن كان ربما يقال: إن الذين تصدوا للحكم، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك.
ولكننا نجد شواهد كثيرة قد لا تساعد على هذا الفهم الساذج للأمور.
وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر، وأدهى وأعظم، فقد عمل الحكام الأمويون على تكريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في كل شخصية تصدت للحكم. وذلك في نطاق تقديم العديد من الضوابط والمعايير، المستندة إلى مبررات ذات طابع عقائدي في ظاهر الأمر، يتم على أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخرى.
وقد سرت تلك المفاهيم المخترعة في الناس، وأصبحت أمراً واقعاً، لا مفر منه ولا مهرب، ولا ملجأ منه ولا منجى. وتفرقت الفرق، وتحزبت الأحزاب، رغم أن غير الشيعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامية يدَّعون شيئاً، ويمارسون شيئاً آخر، فهم يعتقدون بالخلفاء أكثر مما يعتقده الشيعة في أئمتهم، ويمارسون ذلك عملاً، ولكنهم ينكرون ذلك، ولا يعترفون به قولاً، بل هم ينكرون على الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأيسر.
دور الإمامة في بناء الإنسان والحياة:
وليس من الغريب القول بأن معرفة قضية الإمامة وتحديد الموقف منها هو الذي يحدد مسار الإنسان واتجاهه في هذه الحياة. وعلى أساس هذا التحديد، والمعرفة والاعتراف يتحدد مصيره، ويرسم مستقبله، وبذلك تقوم حياته، فيكون سعيداً أو شقياً، في خط الإسلام وهداه، أو في متاهات الجاهلية وظلماتها، كما أشير إليه في الحديث الشريف: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" أو ما بمعناه([171]).
فعلى أساس الإعتقاد بالإمامة وطريقة التعامل معها يجسد الإنسان على صعيد الواقع، والعمل، مفهوم الأسوة والقدوة، الذي هو حالة طبيعية، يقوم عليها ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ بناء وجوده وتكوين شخصيته، منذ طفولته.
كما أن لذلك تأثيره الكبير في تكوينه النفسي، والروحي، والتربوي، وفي حصوله على خصائصه الإنسانية، وفي حفاظه على ما لديه منها.
وعلى أساس هذا الإعتقاد، وذلك الموقف ـ أيضاً ـ يختار أهدافه، ويختار السبل التي يرى أنها توصله إليها.
والإمامة هي التي تبين له الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والضار من النافع.
وعلى أساس الإلتزام بخطها يرتبط بهذا الإنسان أو بذاك، ويتعاون معه، ويتكامل، أو لا يفعل ذلك.
كما أنها هي التي تقدم للإنسان المعايير والنظم، والمنطلقات التي لا بد أن يلتزم بها، وينطلق منها، ويتعامل ويتخذ المواقف ـ إحجاماً أو إقداماً ـ على أساسها.
أضف إلى ذلك: أنها تتدخل في حياته الخاصة، وفي ثقافته، وفي أسلوبه وفي كيفية تفكيره.
ومن الإمام يأخذ معالم الدين، وتفسير القرآن، وخصائص العقائد، ودقائق المعارف. وهذا بالذات هو السر في اختلاف الناس في ذلك كله، واختلفوا في تحديد من يأخذون عنه دينهم، وفي من يتخذونه أسوة وقدوة.
إذن.. فموضوع الغدير، ونصب الإمام للناس، وتعريفهم به، لا يمكن أن يكون على حد تنصيب خليفة، أو حاكم، أو ما إلى ذلك، بل الأمر أكبر وأخطر من ذلك.. كما أنه ليس حدثاً عابراً فرضته بعض الظروف، لا يلبث أن ينتهي ويتلاشى تبعاً لتلاشي وانتهاء الظروف التي فرضته أو أوجدته، وليصبح في جملة ما يحتضنه التاريخ من أحداث كبيرة، وصغيرة، لا يختلف عنها في شيء، ولا أثر له في الحياة الحاضرة إلا بمقدار ما يبعثه من زهو، واعتزاز، أو يتركه من مرارة وألم على مستوى المشاعر والانفعالات لا أكثر.
بل أمر الإمامة، يمس في الصميم حقيقة هذا الإنسان، ومصيره ومستقبله، ودنياه وآخرته، ويؤثر في مختلف جهات وجوده وحياته.
ومعنى ذلك: هو أنه لا بد من حسم الموقف في هذا الأمر، ليكون الإنسان على بصيرة من أمره، فلا يموت ميتة جاهلية. كما تقدم عن الرسول الأعظم "صلى الله عليه وآله".
واشتراط الحديث الشريف تحصيل معرفة الإمام في النجاة من الهلكة، وذلك في صيغة عامة تشمل كل إنسان، حتى ولو لم يكن يعتنق الإسلام، حيث قال: "من مات ولم يعرف إمام زمانه.."، ولم يقل: إذا مات المسلم ولم يعرف.. الخ..
إن هذا الإشتراط يوضح لنا: أن تجاهل قضية الإمامة، وعدم حسم الأمر في موضوع الأسوة والقدوة يساوي رفضها، وإبعادها عن محيط الحياة والإنسان في كونه يوجب الميتة الجاهلية، ويترك آثاره السلبية المهلكة والمبيدة، على مجمل حياة هذا الكائن وعلى مستقبله ومصيره، في الدنيا والآخرة.
ومما يدل على ذلك، ويثبته ويؤكده: أنه تعالى قد اعتبر عدم إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس، يساوي عدم إبلاغ الرسالة نفسها من الأساس، وذلك يعني: أنه لا يمكن التسامح فيها ولا المحاباة، كما أنه لا مجال لإبعادها وتعطيلها، لأن ذلك يعني إبعاد الدين وتعطيله، ومنعه من أن يكون هو سيد الموقف، وصاحب القرار في حياة الإنسان، وفي مجمل مواقفه وفي مستقبله.
الإمامة.. تعدل الرسالة كلها:
لا شك في أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد بلَّغ هذا الدين في عقائده وشرائعه، ومفاهيمه، وقيمه، وسياساته، وغير ذلك طيلة ثلاث وعشرين سنة، لكن ذلك كله لكي يكون مقبولاً عند الله سبحانه، ومحققاً للأهداف، وموصلاً للغايات المتوخاة منه ـ يحتاج ـ إلى ولاية أمير المؤمنين "عليه السلام"، ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}([172]) فقرر أن تبليغ أي حكم، أو اعتقاد، أو مفهوم يبقى ناقصاً، إذا لم يصاحبه الاعتقاد بالولاية والإمامة لأهلها، فالتوحيد الذي لا ولاية معه ليس هو التوحيد الذي أراد الله تعالى، والاعتقاد بالمعاد بدون الاعتقاد بالولاية ليس هو المطلوب له تعالى، والصلاة أيضاً، والحج، والجهاد، والتسبيح، والتوبة، و.. و.. الخ.. كل ذلك إذا لم تصاحبه ولاية علي "عليه السلام" فهو ناقص، ولا يحقق الأهداف، ولا يوصل إلى الغايات الإلهية، وليس هو ما يريده الله عز وجل..
فإذا كان النبي "صلى الله عليه وآله" قد بلَّغ جميع أحكام الدين، ولم يبلِّغ الولاية، فإنه يكون قد بلَّغ الرسالة، وإذا أردنا توضيح ذلك بالمثال، نقول: لو أن جسداً ملقى له عين وقلب، ويد، ورجل، ولسان، وأذن، و.. و.. الخ.. فإذا كان فاقداً للروح، فوجود اليد والرجل واللسان، وسائر الأعضاء يكون كعدمه، فإن العين لا ترى، واليد لا تتحرك، والأذن لا تسمع، واللسان لا يتكلم، وليس له عقل، ولا مشاعر، ولا قوة، ولا غريزة جنسية، ولا، ولا الخ..
فإذا نفخت فيه الروح، فإن ذلك كله يبدأ بالعمل، فالعين تبصر، والقلب ينبض، واليد تمتلئ قوة، ويصير يحب ويبغض، ويحس ويتألم، ويلتذ، وتبدأ سائر قواه بالتنامي الخ..
وولاية أمير المؤمنين "عليه السلام" بالنسبة للأعمال من هذا القبيل، ولذلك ورد أنها شرط لقبولها، والمثوبة عليها، وبدون هذه الولاية لا يكون لكل تلك الأعمال الجوارحية والجوانحية فائدة ولا أثر، بل يكون وجودها كعدمه..
سر السعادة ورمز البقاء:
نعود لنقول:
إن تبليغ وحفظ دين الله تعالى هو أهم قضية بالنسبة للبشر؛ فهو سر سعادتهم ونجاتهم، وهو رمز بقائهم، وبه تتبلور حقيقتهم الإنسانية، وعلى أساسه لا بد أن يكون تعاملهم. ومن خلال تعاليمه، ومفاهيمه، لابد أن يتم بناء شخصيتهم الإنسانية
.
كما أن كل حكم، وكل حقيقة في هذا الدين على ارتباط وثيق بأمر الولاية والإمامة، حتى إنه إذا لم يتم تبليغها فإن الدين نفسه يصبح كأن لم يكن أصلاً..
ونتيجة ذلك كله هو: أن تصبح هذه الولاية ضرورة للبشرية، وليس فوقها ضرورة على الإطلاق.
فعدم تبليغها يجعل الدين والرسالة بلا مضمون وبلا فائدة، ويكون وجوده كعدمه تماماً كما صرحت به الآية الكريمة: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.
المعارضون:
ثم إننا إذا رجعنا إلى القرآن الكريم، فسنجد أنه قد أفصح لنا عن وجود فئات من الناس، كانت تقف في وجه الرسول "صلى الله عليه وآله" مباشرة، وتسعى لعرقلة حركته، وتمنعه من بيان أمر الإمامة، وإقامة الحجة فيها، حتى احتاج "صلى الله عليه وآله" إلى طلب العصمة من الله سبحانه، ليتمكن من مواجهة هؤلاء، وكبح جماحهم.
فمن هم هؤلاء الأشرار الأفَّاكون، والعتاة المجرمون؟!. الذين يجترئون على مقام النبوة الأقدس، ويقفون في وجه إبلاغ أوامر الله، وأحكامه؟!.
الجواب:
إن كتب التاريخ والحديث، والسيرة زاخرة بالشواهد والدلائل القاطعة، والبراهين الساطعة، التي تكشف لنا القناع عن وجه هؤلاء، وتظهر مدى تصميمهم على رفض هذا الأمر، ومحاربته، وطمسه ومنابذته، بكل ما أوتوا من حول وقوة..
ونحن في مقام التعريف بهم، والدلالـة عليهم نبادر إلى الـقـول: إنهـم ـ للأسف ـ قوم رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وقريش، بالذات.. قريش، التي حاربت الإسلام في بدء ظهوره، وحاربته وهو غضّ طري العود، ثم حاربته بعد أن ضرب بجرانه، وعملت على زعزعة أركانه، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري والأهم للحياة وللإستمرار، والبقاء.. وأعني به عنصر الإمامة والقيادة. والنصوص التالية خير شاهد على سياسات قريش هذه. فلنقرأها بتمعن، وصبر، وأناة.
النصوص الصريحة:
قال عثمان بن عفان لابن عباس: "لقد علمت: أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه".
ثم تذكر الرواية له كلاماً آخر، وجواب ابن عباس له، فكان مما قال:
"فأما صرف قومنا عنا الأمر، فعن حسد ـ قد والله ـ عرفته، وبغي ـ والله ـ علمته بيننا وبين قومنا"([173]).
وحين ظهرت نتائج الشورى التي عينها عمر بن الخطاب، قال رجل من بني مخزوم لعمار ـ هشام بن الوليد بن المغيرة ـ: "ما أنت وتأمير قريش لأنفسها"؟!([174]).
ثم تستمر الرواية إلى أن تذكر:
أن المقداد قال: "تالله، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت. وا عجبا لقريش، لقد تركت رجلاً، ما أقول، ولا أعلم أحداً أقضى بالعدل.. الخ.."([175]).
وخطب أبو الهيثم بن التيهان بين يدي أمير المؤمنين علي "عليه السلام"، فقال:
"إن حسد قريش إياك على وجهين:
أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ، وارتفاع الدرجة.
وأما شرارهم فحسدوك حسداً أنغَل القلوب، وأحبط الأعمال.
وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدَّمك إليها الحظ، وأخَّرهم عنها الحرمان، فلم يرضوا أن يلحقوك حتى طلبوا أن يسبقوك. فبعدت ـ والله ـ عليهم الغاية، وأسقط المضمار.
فلما تقدمتهم بالسبق، وعجزوا عن اللحاق بك بلغوا منك ما رأيت، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش"([176]).
وعمرو بن عثمان بن عفان أيضاً قال: "ما سمعت كاليوم إن بقي من بني عبد المطلب على وجه الأرض أحد بعد قتل الخليفة عثمان".
إلى أن قال: "فيا ذلاه، أن يكون حسن وسائر بني عبد المطلب ـ قتلة عثمان ـ أحياء يمشون على مناكب الأرض.."([177]).
إنهم يقولون هذا مع أنهم يعلمون: أن الحسن "عليه السلام" كان يدافع عن عثمان وهو محاصر في داره.
وعن علي بن الحسين "عليه السلام"، أنه قال: "ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا"([178]).
ودخل العباس على رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فقال: "يا رسول الله. إنا لنخرج فنرى قريشاً تُحَدِّث؛ فإذا رأونا سكتوا".
فغضب رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ودرّ عرق بين عينيه([179]).
وقال "صلى الله عليه وآله" لعلي "عليه السلام": " يا علي، إنك ستلقى بعدي من قريش شدة، من تظاهرهم عليك، وظلمهم لك"([180]).
وسئل الإمام السجاد "عليه السلام" ـ وابن عباس أيضاً: ما أشد بغض قريش لأبيك؟!.
قال: "لأنه أورد أولهم النار، وألزم آخرهم العار"([181]).
وعن ابن عباس: قال عثمان لعلي "عليه السلام":
"ما ذنبي إذا لم تحبك قريش، وقد قتلت منهم سبعين رجلاً، كأن وجوههم سيوف الذهب"([182]).
وقريب منه ما روي أن ابن عمر، قد قاله لعلي أمير المؤمنين "عليه السلام" أيضاً([183]).
وروي أن العباس قال لرسول الله "صلى الله عليه وآله": "إن قريشاً، جلسوا، فتذاكروا أحسابهم، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض، فقال "صلى الله عليه وآله": "إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم الخ.."([184]).
وحسب نص آخر: أن ناساً من الأنصار جاؤوا إلى النبي "صلى الله عليه وآله" فقالوا: إنا لنسمع من قومك، حتى يقول القائل منهم:
"إنما مثل محمد مثل نخلة في كباة"([185]).
أي أن النبي فقط هو الإنسان المقبول في بني هاشم، وهو كنخلة. وهم بمثابة المزبلة التي نبتت تلك النخلة فيها.
وقال أبو سفيان: مثل محمد في بني هاشم مثل ريحانة وسط النتن([186]).
ويقولون أيضاً: قد كان هوى قريش كافة ما عدا بني هاشم في عثمان([187]).
وقال المقداد: وا عجباً لقريش، ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم([188]).
وقال الثقفي: كانت قريش كلها على خلافه مع بني أمية([189]).
وبعد بيعة عثمان تكلم عمار، فذكر: أن قريشاً هي التي صرفت هذا الأمر عن أهل البيت "عليهم السلام"، ثم قال المقداد لعبد الرحمن بن عوف:
"يا عبد الرحمن، اعجب من قريش، إنما تطوُّلهم على الناس بفضل أهل هذا البيت، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعده من أيديهم. أما وأيم الله يا عبد الرحمن، لو أجد على قريش أنصاراً لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي "عليه الصلاة والسلام" يوم بدر"([190]).
"وبعد أن بايع الناس علياً "عليه السلام" قام أبو الهيثم، وعمار، وأبو أيوب، وسهل بن حنيف، وجماعة معهم، فدخلوا على علي "عليه السلام"، فقالوا: يا أمير المؤمنين، انظر في أمرك، وعاتب قومك هذا الحي من قريش، فإنهم قد نقضوا عهدك، وأخلفوا وعدك، ودعونا في السر إلى رفضك"([191]).
كما أن البراء بن عازب قد ذكر: أنه حين توفي رسول الله "صلى الله عليه وآله" تخوف أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عن بني هاشم ([192]).
وروي: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قد قال لعلي "عليه السلام":
"إن الأمة ستغدر بك بعدي"([193]).
كما أنه "صلى الله عليه وآله" قد أخبر أمير المؤمنين، بأن في صدور أقوام ضغائن، لا يبدونها له إلا بعده.
وفي بعض المصادر: أن ذلك كان منه "صلى الله عليه وآله" حين حضرته الوفاة([194]).
الخليفة الثاني يتحدث أيضاً:
قال عمر لابن عباس، وهو يتحدث عن سبب صرف الأمر عن علي "عليه السلام":
"والله، ما فعلنا الذي فعلنا معه عن عداوة، ولكن استصغرناه، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب، وقريش؛ لما قد وترها"([195]).
وقال لابن عباس أيضاً: "كرهت قريش أن تجمع لكم النبوة والخلافة، فتجفخوا الناس جفخاً([196])، فنظرت قريش لأنفسها، فاختارت، ووفقت، فأصابت"([197]).
وفي موقف آخر قال الخليفة له: "فاستصغرت العرب سنه"([198]).
وقال لابن عباس أيضاً: ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه([199]).
وفي مناسبة أخرى قال له: "لا، ورب هذه البنية، لا تجتمع عليه قريش أبداً"([200]).
وفي نص آخر: "إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم النبوة والخلافة"([201]).
وفي آخر: "لولا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه.
قلت: وما هن يا أمير المؤمنين؟
قال: كثرة دعابة، وبغض قريش له، وصغر سنه"([202]).
وقال أيضاً لابن عباس: "إن علياً لأحق الناس بها، ولكن قريشاً لا تحتمله.."([203]).
قريش في كلمات علي ×:
وإذا رجعنا إلى كلمات أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسلام" نفسه، فإننا نجده يحمل قريشاً مسؤولية كل المصائب والرزايا والبلايا التي واجهها هو وكل المخلصين بعد وفاة النبي "صلى الله عليه وآله" ولا سيما فيما يرتبط بأمر الخلافة، وما نشأ عن ذلك من تمزق، في جسم الأمة، وتوزع في أهوائها. ثم ما كان من تقاتل وتناحر، وانحراف عن خط الإسلام وعن مفاهيمه وأحكامه، وإلى يوم يبعثون.
ونذكر من كلماته "عليه السلام" هنا، ما يلي:
قال "عليه السلام": "اللهم اخز (اجز) قريشاً، فإنها منعتني حقي، وغصبتني أمري"([204]).
وعنه "عليه السلام": "فجزى قريشاً عني الجوازي، فإنهم ظلموني حقي، واغتصبوني سلطان ابن أمي"([205]).
وقال "عليه السلام": "اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسول الله ضروباً من الشر والغدر، ففجروا عنها وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي، والدائرة علي"([206]).
وفي نهج البلاغة وغيره قال "عليه السلام": "اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي، ثم قالوا: ألا في الحق أن تأخذه، وفي الحق أن تتركه".
وزاد في نص آخر: "فاصبر كمداً، أو فمت متأسفاً حنقاً، وأيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي ـ كما قطعوا سنتي ـ لفعلوا، ولكن لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً"([207]).
وفي خطبة له "عليه السلام"، يذكر فيها فتنة بني أمية، ثم ما يفعله المهدي "عليه السلام" بهم، يقول: "فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها، لو يرونني مقاماً واحداً، ولو قدر جزر جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه، فلا يعطونيه"([208]).
وعنه "عليه السلام": "حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب"([209]).
وقال "عليه السلام": "إني لأعلم ما في أنفسهم، إن الناس ينظرون إلى قريش، وقريش تنظر في صلاح شأنها، فتقول: إن وُليَّ الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبداً. وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش"([210]).
وقال "عليه السلام": "إن العرب كرهت أمر محمد "صلى الله عليه وآله"، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه، حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته.
ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسُلّماً إلى العز والإمرة، لما عَبَدَت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعاً، وبازلها بكراً ([211]).
ثم فتح الله عليها الفتوح؛ فأثرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً، وقالت: لولا أنه حق لما كان كذا.
ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم، وخمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتى أكل الدهر علينا وشرب.."([212]).
وفي نص آخر عنه "عليه السلام" أنه قال: "فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا"([213]).
وعنه "عليه السلام": "يا بني عبد المطلب، إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي، كعداوتهم النبي في حياته، وإن يطع قومكم لا تؤمرَّوا أبداً"([214]).
وعنه صلوات الله وسلامه عليه: "ما رأيت منذ بعث الله محمداً رخاء، لقد أخافتني قريش صغيراً، وأنصبتني كبيراً، (لقد خفت صغيراً وجاهدت كبيراً) حتى قبض الله رسوله، فكانت الطامة الكبرى"([215]).
وقال له رجل يوم صفين: "لم دفعكم قومكم عن هذا الأمر، وكنتم أعلم الناس بالكتاب والسنة"؟!.
فقال "عليه السلام": "فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين"([216]).
وعنه "عليه السلام": "ما لي ولقريش، ولقد قاتلتهم كافرين، ولأقاتلنهم مفتونين"([217]).
كما أنه "عليه السلام" قد أجاب على رسالة من أخيه عقيل: "فإن قريشاً قد اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب رسول الله "صلى الله عليه وآله" قبل اليوم، وجهلوا حقي، وجحدوا فضلي، ونصبوا لي الحرب، وجدّوا في إطفاء نور الله، اللهم فاجزِ قريشاً عني بفعالها، فقد قطعت رحمي، وظاهرت علي.." ([218]).
وفي بعض المصادر ذكر (العرب) بدل قريش([219]).
وأما بالنسبة لمعاوية الخليفة الأموي، فقد أخبر "عليه السلام": أنه لو استطاع لم يترك من بني هاشم نافخ ضرمة([220]).
وبعد.. فإن الامام الحسن "عليه السلام" أيضاً قد ذكر في خطبة له: أن قريشاً هي المسؤولة عن موضوع إبعاد أهل البيت "عليهم السلام" عن الخلافة، فراجع([221]).
بعض ما قاله المعتزلي هنا:
هذا.. وقد أكد المعتزلي هذه الحقيقة في مواضع من شرحه لنهج البلاغة. ونحن نذكر هنا فقرات من كلامه، ونحيل من أراد المزيد على ذلك الكتاب، فنقول:
قال المعتزلي: "إن قريشاً اجتمعت على حربه منذ بويع، بغضاً له وحسداً، وحقداً عليه؛ فأصفقوا كلهم يداً واحدة على شقاقه وحربه، كما كانت في ابتداء الإسلام مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"، لم تخرم حاله من حاله أبداً"([222]).
وقال: "إنه رأى من بغض الناس له، وانحرافهم عنه، وميلهم عليه، وثوران الأحقاد التي كانت في أنفسهم، واحتدام النيران التي كانت في قلوبهم، وتذكروا الترات التي وترهم فيما قبل بها، والدماء التي سفكها منهم، وأراقها.
إلى أن قال: وانحراف قوم آخرين عنه للحسد الذي كان عندهم له في حياة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، لشدة اختصاصه له، وتعظيمه إياه، وما قال فيه فأكثر من النصوص الدالة على رفعة شأنه، وعلو مكانه، وما اختص به من مصاهرته وأخوّته، ونحو ذلك من أحواله.
وتنكّر قوم آخرين له، لنسبتهم إليه العجب والتيه ـ كما زعموا ـ واحتقاره العرب، واستصغاره الناس، كما عددوه عليه، وإن كانوا عندنا كاذبين، ولكنه قول قيل، وأمر ذكر.."([223]).
وقال: "فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها، حين بويع بالخلافة، بعد وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله" بخمس وعشرين سنة، وفي دون هذه المدة تُنسى الأحقاد، وتموت الترات، وتبرد الأكباد الحامية، وتسلو القلوب الواجدة، ويعدم قرن من الناس، ويوجد قرن، ولا يبقى من أرباب تلك الشحناء والبغضاء إلا الأقل".
"فكانت حاله بعد هذه المدة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمه "صلى الله عليه وآله" من إظهار ما في النفوس، وهيجان ما في القلوب، حتى إن الأخلاف من قريش، والأحداث والفتيان، الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم، فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله، وتقاعست من بلوغ شأوه"([224]).
وقال: "اجتهدت قريش كلها، من مبدأ الأمر في إخمال ذكره، وستر فضائله، وتغطية خصائصه، حتى مُحي فضله ومرتبته من صدور الإسلام"([225]).
وقال: "إن قريشاً كلها كانت تبغضه أشد البغض..
إلى أن قال: "ولست ألوم العرب، ولا سيما قريشاً في بغضها له، وانحرافها عنه، فإنه وترها، وسفك دماءها، وكشف القناع في منابذته. ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم"!([226]).
وقال: "واتفق له من بغض قريش وانحرافها، ما لم يتفق لأحد"([227]).
هذا وقد أشار إلى بغض قريش ومنابذتها له في مواضع عديدة أخرى من كتابه، فليراجعها من أراد([228]).
واستقصاء النصوص الدالة على هذا الأمر غير متيسر، بل هو متعذر، بسبب كثرته وتنوعه، وتفرقه في المصادر التي تعد بالمئات.
وبعد ما تقدم: فإن الوقت قد حان للوقوف على حقيقة موقف قريش، ومن تابعها، مما جرى في قضية "الغدير"، والظرف الذي كان يواجهه الرسول الأعظم "صلى الله عليه وآله" مع هؤلاء، في هذه المناسبة بالذات، فإلى الفصل التالي.
الفصل الثاني:
الموقف ـ الفضيحة
الصخب والغضب:
لقد ذكرت الروايات الصحيحة: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، قد خطب الناس في حجة الوداع؛ في عرفة، فلما أراد أن يتحدث في أمر الإمامة وذكر حديث الثقلين([229])، ثم ذكر عدد الأئمة، وأنهم اثنا عشر، واجهته فئات من الناس بالضجيج والفوضى، إلى حد أنه لم يتمكن من إيصال كلامه إلى الناس.
وقد صرح بعدم التمكن من سماع كلامه كل من: أنس، وعبدالملك بن عمير، وعمر بن الخطاب، وأبي جحيفة، وجابر بن سمرة([230])، ولكن رواية هذا الأخير، كانت أكثر صراحة ووضوحاً.
ويبدو أنه قد حدّث بما جرى مرات عديدة، فرويت عنه بأكثر من طريق. وحيث إننا لسنا بصدد التتبع والإستقصاء، فإننا نختار بعض نصوصها ـ ولا سيما ما ورد منها في الصحاح والكتب المعتبرة، فنقول:
1 ـ في مسند أحمد؛ حدّثنا عبد الله، حدثني أبو الربيع الزهراني، سليمان بن داود، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، قالوا: حدثنا حماد بن زيد، حدثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: خطبنا رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعرفات ـ وقال المقدمي في حديثه: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وآله" يخطب بمنى.
وهذا لفظ حديث أبي الربيع: فسمعته يقول:
"لن يزال هذا الأمر عزيزاً ظاهراً، حتى يملك اثنا عشر كلهم ـ ثم لغط القوم، وتكلموا ـ فلم أفهم قوله بعد (كلّهم)؛ فقلت لأبي: يا أبتاه، ما بعد كلّهم؟.
قال: "كلّهم من قريش"([231]).
وحسب نص النعماني: "وتكلم الناس، فلم أفهم، فقلت لأبي.."([232]).
2 ـ عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً، يُنصرون على من ناواهم عليه إلى اثني عشر خليفة.
قال: "فجعل الناس يقومون ويقعدون"([233]).
زاد الطوسي: "وتكلم بكلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، أو لأخي:.."([234]).
وفي حديث آخر عن جابر بن سمرة صرّح فيه: "أن ذلك قد كان في حجة الوداع"([235]).
ومن المعلوم: أن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يحج إلا هذه الحجَّة..([236]).
3 ـ عن جابر بن سمرة، قال: "خطبنا رسول الله "صلى الله عليه وآله" بعرفات؛ فقال: لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً، ظاهراً على من ناواه حتى يملك اثنا عشر، كلهم ـ قال: فلم أفهم ما بعد ـ قال: فقلت لأبي: ما قال بعد كلّهم؟
قال: "كلّهم من قريش"([237]).
وعن أبي داود وغيره: ـ وإن لم يصرّح بأن ذلك كان في عرفات ـ زاد قوله: كلّهم تجتمع عليه الأمة، فسمعت كلاماً من النبي "صلى الله عليه وآله" لم أفهمه، فقلت لأبي.. ([238]).
وفي لفظ آخر: "كلهم يعمل بالهدى ودين الحق"([239]).
وفي بعض الروايات: ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفى صوته؟
قال: قال: "كلهم من بني هاشم"([240]).
4 ـ وذكر في نص آخر: أن ذلك كان في حجة الوداع، وقال:
ثم خفي عليّ قول رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وكان أبي أقرب إلى راحلة رسول الله "صلى الله عليه وآله" مني؛ فقلت: يا أبتاه، ما الذي خفي عليّ من قول رسول الله "صلى الله عليه وآله" ؟!
قال: يقول "كلهم من قريش".
قال: فأشهد على إفهام أبي إيّاي: قال: "كلهم من قريش"([241]).
5 ـ وبعد أن ذكرت رواية أخرى عنه حديث أن الأئمة اثنا عشر قال: ثم تكلم بكلمة لم أفهمها، وضج الناس؛ فقلت لأبي: ما قال؟ ([242]).
6 ـ ولفظ مسلم عن جابر بن سمرة، قال: انطلقت إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ومعي أبي؛ فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة؛ فقال كلمة صمّنيها الناس.
فقلت لأبي: ما قال؟
قال: "كلهم من قريش"([243]).
وعند أحمد وغيره: فقلت لأبي ـ أو لابني ـ: ما الكلمة التي أصمّنيها الناس؟!.
قال: "كلهم من قريش"([244]).
7 ـ وعن جابر بن سمرة قال: كنت عند النبي "صلى الله عليه وآله"، فقال: يلي هذا الأمر اثنا عشر، فصرخ الناس؛ فلم أسمع ما قال، فقلت لأبي ـ وكان أقرب إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله" مني ـ فقلت: ما قال رسول الله؟
فقال: قال: "كلّهم من قريش، وكلهم لا يُرى مثله"([245]).
8 ـ ولفظ أبي داود: فكبر الناس، وضجوا، ثم قال كلمة خفية..([246]).
ولفظ أبي عوانة: فضج الناس.
وقد قال النبي "صلى الله عليه وآله" كلمة خفيت عليّ.. ([247]).
وعلى كل حال.. فإن حديث الاثني عشر خليفة بعده "صلى الله عليه وآله"، والذي قال فيه "صلى الله عليه وآله" كلمة لم يسمعها جابر، وغيره ـ ممن كان حاضراً، وروى الحديث.. أو لم يفهمها، أو خفض بها صوته، أو خفيت عليه، أو نحو ذلك ـ إن هذا الحديث ـ مذكور في كثير من المصادر والمراجع، فليراجعها طالبها([248]).
الرسول ' والمتآمرون:
قد عرفنا فيما تقدم: أن قريشاً قد صدت النبي "صلى الله عليه وآله" عن إبلاغ أمر الإمامة في عرفات وفي منى في مسجد الخيف..
وتقدم في فصول أخرى: أن النبي "صلى الله عليه وآله" بمجرد انتهائه من المناسك، بادر إلى ترك مكة من دون أن يذهب إلى البيت، ولو لإلقاء نظرة الوداع عليه من قرب..
وقد تأكد لنا مما أسلفناه: أن تأخيره "صلى الله عليه وآله" إبلاغ ما أنزل إليه في شأن الإمامة والولاية، قد كان بسبب المعارضة الكبيرة التي يجدها لدى قريش، التي كانت لا تتورع عن مواجهة النبي "صلى الله عليه وآله" ليس فقط بالضجيج والصخب، وإنما باتهام شخصه "صلى الله عليه وآله"، والطعن والتشكيك في نزاهته، وفي خلوص عمله ونيته. بل سيأتي أنها قد اتهمته حتى في عقله بعد إظهارها الإسلام، كما اتهمته بالجنون قبل ذلك، وهذا هو ما عبرت عنه كلمة عمر الشهيرة: إن النبي ليهجر. أو غلبه الوجع. أو كلمة معناها ذلك.
وقد صرحت طائفة من النصوص المتقدمة: بأن قريشاً كانت هي التي تتصدى وتتحدى رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وإليك نموذجاً آخر من تصريحات الرسول "صلى الله عليه وآله"، مع التذكير بأن الله تعالى لم يكن أمر النبي "صلى الله عليه وآله" بأن يبلغ أمر الولاية على كل حال، بل وفقاً لظروف ومقتضيات النجاح. أي أنه أمره بإبلاغ منتج، لا بإبلاغ عقيم.
وكان "صلى الله عليه وآله" يحتاج إلى ما يطمئنه إلى جدوى تبليغ أمر الإمامة، وعدم إثارة قريش للشبهات التي تضيع جهده "صلى الله عليه وآله"، ولو باتهامه "صلى الله عليه وآله" في عقله، أو في عصمته..
فحين جاءته العصمة بادر إلى ما أمره الله تعالى به.
أمثلة وشواهد:
فمن الشواهد التي تدل على أن المطلوب هو إسكات قومه وخصوصاً عشيرته، وأن يكون تبليغ أمر الإمامة مجدياً، في إقامة الحجة، نذكر ما يلي:
1 ـ قال الطبرسي: "قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبد الله "عليهما السلام": أن الله أوحى إلى نبيه "صلى الله عليه وآله": أن يستخلف علياً "عليه السلام"؛ فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه؛ فأنزل الله هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره الله بأدائه.."([249]).
والمراد بـ "هذه الآية" قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}([250]).
2 ـ عنه "صلى الله عليه وآله": أنه لما أُمر بإبلاغ أمر الإمامة قال: "إن قومي قريبو عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليّهم، وإني أخاف، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ..}"([251]).
3 ـ عن ابن عباس إنّه "صلى الله عليه وآله" قال في غدير خم: "إن الله أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعاً، مخافة أن تتهموني، وتكذبوني، حتى عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد.."([252]).
4 ـ عن الحسن قال في غدير خم أيضاً: "إن الله بعثني برسالة؛ فضقت بها ذرعاً، وعرفت: أن الناس مكذبي، فوعدني لأبلغنّ أوليعذبني، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}"([253]).
5 ـ عن ابن عباس، وجابر الأنصاري، قالا: أمر الله تعالى محمداً "صلى الله عليه وآله": أن ينصب علياً للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف النبي "صلى الله عليه وآله" أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك فأوحى الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}"([254]).
6 ـ عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" نزل بخم، فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب؛ فشقّ على النبي تأخر الناس؛ فأمر علياً فجمعهم؛ فلمّا اجتمعوا قام فيهم، متوسداً (يد) علي بن أبي طالب، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، إنه قد كرهت تخلفكم عني حتى خُيّل إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني.."([255]).
7 ـ ويقول نص آخر: إنه لما أمر "صلى الله عليه وآله" بنصب علي "عليه السلام": "خشي رسول الله "صلى الله عليه وآله" من قومه، وأهل النفاق، والشقاق: أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية، لِما عرف من عداوتهم، ولِما تنطوي عليه أنفسهم لعلي "عليه السلام" من العدواة والبغضاء، وسأل جبرائيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس".
ثم تذكر الرواية:
"أنه انتظر ذلك حتى بلغ مسجد الخيف. فجاءه جبرئيل، فأمره بذلك مرة أخرى، ولم يأته بالعصمة، ثم جاء مرة أخرى في كراع الغميم ـ موضع بين مكة والمدينة ـ وأمره بذلك، ولكنه لم يأته بالعصمة. ثم لما بلغ غدير خم جاءه بالعصمة".
فخطب "صلى الله عليه وآله" الناس، فأخبرهم: "أن جبرئيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالى، بنصب علي "عليه السلام" إماماً ووليّاً للناس"..
إلى أن قال:
"وسألت جبرائيل: أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم ـ أيها الناس ـ لعلمي بقلة المتقين، وكثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وختل المستهزئين بالإسلام، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}([256])، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ}([257])، وكثرة أذاهم لي في غير مرّة، حتى سمّوني أُذناً، وزعموا: أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي، وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك قرآناً: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}([258]).
إلى أن قال:
ولو شئت أن أسميهم بأسمائهم لسميت، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لفعلت. ولكني والله في أمورهم تكرّمت"([259]).
8 ـ عن مجاهد، قال: "لما نزلت: {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..}. قال: "يا رب، إنما أنا واحد كيف أصنع، يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}"([260]).
9 ـ قال ابن رستم الطبري: "فلما قضى حجّه، وصار بغدير خم، وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة، أمره الله عز وجل بإظهار أمر علي؛ فكأنه أمسك لما عرف من كراهة الناس لذلك، إشفاقاً على الدين، وخوفاً من ارتداد القوم؛ فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ..}"([261]).
10 ـ وفي حديث مناشدة علي "عليه السلام" للناس بحديث الغدير، أيّام عثمان، شهد ابن أرقم، والبراء بن عازب، وأبو ذر، والمقداد، أن النبي "صلى الله عليه وآله" وسلم قال، وهو قائم على المنبر، وعلي "عليه السلام" إلى جنبه:
"أيها الناس، إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم، والقائم فيكم بعدي، ووصيي، وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرب([262]) بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق، وتكذيبهم، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذبني"([263]).
وعند سليم بن قيس:
"إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت الناس تكذبني، فأوعدني.."([264]).
11 ـ وعن ابن عباس: لما أمر النبي "صلى الله عليه وآله" أن يقوم بعلي بن أبي طالب المقام الذي قام به؛ فانطلق النبي "صلى الله عليه وآله" إلى مكة، فقال:
"رأيت الناس حديثي عهد بكفر (بجاهلية) ومتى أفعل هذا به، يقولوا، صنع هذا بابن عمّه. ثم مضى حتى قضى حجة الوداع"([265]).
وعن زيد بن علي، قال: لما جاء جبرائيل بأمر الولاية ضاق النبي "صلى الله عليه وآله" بذلك ذرعاً، وقال: "قومي حديثو عهد بجاهليّة، فنزلت الآية"([266]).
12 ـ وروي: أنه "صلى الله عليه وآله" لما انتهى إلى غدير خم: "نزل عليه جبرائيل، وأمره أن يقيم علياً، وينصبه إماماً للناس.
فقال: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية.
فنزل عليه: إنها عزيمة لا رخصة فيها، ونزلت الآية: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ..}"([267]).
13 ـ وجاء في رواية عن الإمام الباقر "عليه السلام": أنه حين نزلت آية إكمال الدين بولاية علي "عليه السلام":
"قال عند ذلك رسول الله: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي، يقول قائل، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطلق لساني، فأتتني عزيمة من الله بتلةً أوعدني: إن لم أبلغِّ أن يعذبني. فنزلت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ}"([268]).
وفي بعض الروايات: أنه "صلى الله عليه وآله" إنما أخر نصبه "عليه السلام" فَرَقاً من الناس، أو لمكان الناس([269]).
ولما انتهى النبي "صلى الله عليه وآله" من نصب علي "عليه السلام" لقي عمر علياً فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة([270]).
أو قال له: بخ بخ يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة([271]).
ممن الخوف يا ترى؟!:
وتقدم: أنه "صلى الله عليه وآله" خاف أن يتهموه، ويكذبوه، وأن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك، وخشي أهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا، وأن يرجعوا جاهلية، وأنه أمسك إشفاقاً على الدين، وخوفاً من ارتداد القوم.
وعن الحسن: "ضاق بها ذرعاً، وكان يهاب قريشاً. فأزال الله بهذه الآية تلك الهيبة"([272]).
يريد: أن الرسول "صلى الله عليه وآله" ضاق ذرعاً وخاف قريشاً بالنسبة لبلاغ أمر الإمامة، فأزال الله خوفه بآية: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
المتآمرون:
هذا غيض من فيض مما يدل على سبب خوف النبي "صلى الله عليه وآله"، وعلى دور المتآمرين من قريش، ومن يدور في فلكها في صرف الأمر عن أمير المؤمنين علي "عليه السلام"، وتصميمهم على ذلك، لأسباب أشير إلى بعضها في ما نقلناه سابقاً من كلمات ونصوص.
وفي مقدمة هذه الأسباب حرص قريش على الوصول إلى السلطة، وحقدها على أمير المؤمنين "عليه السلام" لما قد وترها في سبيل الله والدين.
وكل ما تقدم يوضح لنا السر فيما صدر من هؤلاء الحاقدين من صخب وضجيج، حينما أراد الرسول "صلى الله عليه وآله" في منى وعرفات: أن يبلغ الناس أمر الإمامة، ودورها، وأهميتها، وعدد الأئمة، وأنهم اثنا عشر إماماً، وغير ذلك.
فإنهم تخوفوا من أن يكون قد أراد تنصيب علي "عليه السلام" إماماً للناس بعده. فكان التصدي منهم. الذي انتهى بالتهديد الإلهي. فاضطر المتآمرون إلى السكوت في الظاهر على مضض، ولكنهم ظلوا في الباطن يمكرون، ويتآمرون، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ}([273]).
فإلى توضيح ذلك فيما يلي من صفحات، وما تحويه من مطالب.
ظهور الأحقاد والمصارحة المرة:
وقد تقدمت كلمات أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسلام" التي صرح فيها بأن العرب كرهت أمر محمد "صلى الله عليه وآله"، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه، حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته.
ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة للرياسة، وسلماً إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً.
وعلى هذا، فإن من الطبيعي جداً: بعد أن جرى ما جرى منهم معه "صلى الله عليه وآله" في منى وعرفات وبعد أن تأكد لديهم إصرار النبي "صلى الله عليه وآله" على جعل الأمر في أهل بيته، ولعلي "عليه السلام" على وجه الخصوص، أن يظهر الحقد والبغض على وجوههم، وفي حركاتهم وتصرفاتهم، وعلى مجمل مواقفهم. وصاروا يعاملون رسول الله "صلى الله عليه وآله" معاملة غريبة، وبصورة بعيدة حتى عن روح المجاملة الظاهرية.
وقد واجههم رسول الله "صلى الله عليه وآله" بهذه الحقيقة، وصارحهم بها، في تلك اللحظات بالذات. ويتضح ذلك من النص المتقدم في الفصل السابق والذي يقول:
عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" نزل بخم فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي تأخر الناس، فأمر علياً، فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم متوسداً (يد) علي بن أبي طالب، فحمد الله، وأثنى عليه.. ثم قال:
"أيها الناس، إنه قد كَرِهْتُ تخلفكم عني، حتى خُيِّلَ إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني"([274]).
وروى ابن حبان بسند صحيح على شرط البخاري ـ كما رواه آخرون بأسانيد بعضها صحيح أيضاً:
أنه حين رجوع رسول الله "صلى الله عليه وآله" من مكة، حتى إذا بلغ الكديد أو (قدير)، جعل ناس من أصحابه يستأذنون، فجعل "صلى الله عليه وآله" يأذن لهم.
فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله":
"ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر؟".
قال: فلم نر من القوم إلا باكياً.
قال: يقول أبو بكر: "إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه في نفسي الخ.."([275]).
الفصل الثالث:
في حدود الزمان والمكان
إلفات النظر إلى أمرين:
وقبل أن نواصل الحديث، فيما نريد التأكيد عليه، نلفت النظر إلى أمرين:
الأول: المكان..
فقد اختلفت الروايات حول المكان الذي أورد فيه النبي "صلى الله عليه وآله" خطبته هذه في حجة الوداع. فذكرت طائفة منها: أن ذلك كان في عرفات.
وفي إحدى الروايات تردد فيها الرواي بين عرفات ومنى.
وهناك طائفة من الروايات عبّرت بـ "المسجد"([276]).
وسكتت روايات أخرى عن التحديد. مع أنها جميعاً قد تحدثت عن حدوث فوضى وضجيج، لم يستطع معه الراوي أن يسمع بقية كلام الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله"؛ وتوجد روايات أشارت إلى عدم فهم الراوي، ولكنها لم تشر إلى الضجيج.
فهل كرر النبي "صلى الله عليه وآله" ذلك في عدة خطب، في المواضع المختلفة؟! فكان يواجه بالضجيج والفوضى!! ويكون المقصود بالمسجد، هو: المسجد الموجود في منى، أو عرفة؟! إن لم يكن ذِكْرُ مِنى اشتباهاً من الراوي. أم أنه موقف واحد، اشتبه أمره على الرواة والمؤرخين؟!
أم أن ثمة يداً تحاول التلاعب والتشويش بهدف طمس الحقيقة، وإثارة الشبهات حول هذا الموضوع الهام والحساس جداً. ألا وهو موضوع الإمامة بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!
قد يمكن ترجيح احتمال تعدد المواقف، التي أظهرت إصرار فئات الناس على موقف التحدي، والخلاف. وذلك بسبب تعدد الناقلين، وتعدد الخصوصيات والحالات المنقولة.
وقد صرحوا بأنه "صلى الله عليه وآله" قد خطب في حجته تلك: خمس خطب. واحدة في مكة، وأخرى في عرفات، والثالثة يوم النحر بمنى، ثم يوم النفر بمنى، ثم يوم النفر الأول.
وحتى إن كان ذلك قد جصل في موقف واحد، فإن الذي نرجحه هو أن يكون ذلك في عرفات..
وستأتي بعض الروايات التي صرحت: بأن الله تعالى أمر نبيه "صلى الله عليه وآله" بإبلاغ أمر الإمامة في عرفات، ولم تنزل العصمة، ثم في مسجد الخيف ولم تنزل العصمة، ثم في كراع الغميم ولم تنزل، ثم نزلت في غدير خم، ثم نزلت وهو في طريقه إلى المدينة..
فلعل النبي "صلى الله عليه وآله" كان يبادر إلى خطبة الناس في كل مرة، فإذا أحس الناس انه يريد أن يصرح بالأمر واجهوه بالضجيج المانع له من أداء مهمته، فلما نزلت العصمة: {واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([277]) لم يجرؤ أحد على شيء من ذلك.
الثاني: كلهم من قريش..
قد ذكرت الروايات أنه "صلى الله عليه وآله" قال: "كلهم من قريش"..
والسؤال هو:
هل قال رسول الله "صلى الله عليه وآله" ذلك حقاً؟!
وإذا كان قد قاله، فما هو السبب في ذلك؟
ألا يمكن أن يعتبر بعض قاصري النظر أن ذلك نوع من التخفيف من لهجة رفض المنطق القبلي؟
أضف إلى ذلك: أن ما تقدم من حقيقة الموقف الظالم لقريش، ومن هم على رأيها، وخططهم التي تستهدف تقويض حاكمية خط الإمامة، قد يشجع على استبعاد صدور كلمة "كلهم من قريش" منه "صلى الله عليه وآله".. وترجيح أن تكون العبارة التي لم يسمعها جابر بن سمرة، وأنس، وعمر بن الخطاب، وعبد الملك بن عمير، وأبو جحيفة، بسبب ما أثاره المغرضون من ضجيج، هي عبارة: "كلهم من بني هاشم". كما ورد في بعض النصوص([278]).
وهي الرواية التي استقر بها القندوزي الحنفي، على أساس: أنهم "لا يحسّنون خلافة بني هاشم"([279]).
غير أننا نقول:
إننا نرجح أن يكون "صلى الله عليه وآله" قد قال الكلمتين معاً، أي أنه "صلى الله عليه وآله" قال: "كلهم من قريش، كلهم من بني هاشم". ويكون ذكر الفقرة الأولى توطئة وتمهيداً لذكر الثانية.
ولكن قريشاً قد عرفت ما يرمي إليه "صلى الله عليه وآله"، خصوصاً بعد أن ذكر لهم حديث الثقلين، فثارت ثائرتها هي وأنصارها، وعجوا وضجوا، وقاموا وقعدوا!!
وإلا.. فإن قريشاً، ومن يدور في فلكها لم يكن يغضبهم قوله "صلى الله عليه وآله": "كلهم من قريش" بل ذلك يسرهم، ويفرحهم، لأنه هو الأمر الذي ما فتئوا يسعون إليه بكل ما أوتوا من قوة وحول، ويخططون ويتآمرون، ويعادون، ويحالفون من أجله، وعلى أساسه، فلماذا الهياج والضجيج؟! ولماذا الصخب والعجيج، لو كان الأمر هو ذلك؟!.
الموقف، الفضيحة:
ولا نشك في أن طائفة الأخيار، والمتقين الأبرار من صحابة النبي "صلى الله عليه وآله" كانت تلتزم بأوامره "صلى الله عليه وآله"، وتنتهي بنواهيه، وتسلم له "صلى الله عليه وآله" في كل ما يحكم ويقضي به.
ولكن هؤلاء كانوا فئة قليلة إذا قيست بالفئة الأخرى، المتمثلة بأصحاب الأهواء، وطلاب اللبانات، وذوي الطموحات، ممن لم يسلموا، ولكنهم غلبوا على أمرهم، فاستسلموا، وأصبح كثير منهم يتظاهر بالورع، والدين والتقوى، والطاعة والتسليم لله، ولرسوله، متخذاً ذلك ذريعة للوصول إلى مآربه، وتحقيق أهدافه.
أما هؤلاء، الذين كانوا يظهرون خلاف ما يبطنون، ويسرون غير ما يعلنون، فقد كان لا بد من كشف زيفهم وإظهار خداعهم بصورة أو بأخرى.
وقد رأينا: كيف أن هؤلاء الذين كانوا يتبركون بفضل وضوء رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وحتى ببصاقه، ونخامته، ويدّعون الحرص على امتثال أوامر الله سبحانه بتوقيره، وبعدم رفع أصواتهم فوق صوته([280])، وبالتأدّب معه، وبأن لا يقدموا بين يدي الله ورسوله و.. و..
لقد رأينا أن هؤلاء بمجرد إحساسهم بأنه "صلى الله عليه وآله" يريد الحديث عن الأئمة الاثني عشر، وبيان مواصفاتهم ـ ويتجه نحو تحديدهم بصورة أدق، وأوفى وأتم ـ كيف ثارت ثائرتهم. وأن خشيتهم من إعلان إمامة من لا يرضون إمامته، وخلافة من يرون أنه قد وترهم، وأباد خضراءهم في مواقفه المشهورة، دفاعاً عن الحق والدين ـ ألا وهو علي أمير المؤمنين "عليه السلام" ـ إن ذلك ـ قد أظهر حقدهم، فعلا ضجيجهم، وزاد صخبهم، والتعبيرات التي وردت في الروايات واصفة حالهم، هي مثل:
"ثم لغط القوم وتكلموا"([281]). فلم أفهم قوله بعد "كلهم"، فقلت لأبي: ماذا قال؟! الخ..
أو: "وتكلم الناس فلم أفهم"([282]).
أو: "وضج الناس"([283]).
أو: "فقال كلمة أصمّنيها الناس"([284]).
أو: "صمّنيها الناس"([285]).
وفي نسخة: "صمّتنيها الناس"([286]).
أو: "فصرخ الناس، فلم أسمع ما قال"([287]).
أو: "فكبر الناس، وضجوا"([288]).
أو: "فجعل الناس يقومون، ويقعدون"([289]).
نعم، لقد كان هذا هو موقفهم من الرسول، وهم الذين يدعي البعض لهم مقام العصمة عن كل ذنب، ويمنحهم وسام الاجتهاد في الشريعة والدين (!!).
التدبير النبوي:
وتوضيحاً لما جرى نقول:
لقد أعلن النبي "صلى الله عليه وآله" في سنة عشر من الهجرة: أنه يريد الحج، وأرسل إلى الآفاق يخبرهم ويدعوهم إلى ذلك.
ونفر إليه الناس سراعاً من كل حدب وصوب واجتمعت في ذلك الموسم عشرات الألوف من كل بلد وحي وقبيلة، ليحجوا مع أكرم مخلوق، وأفضل نبي، ثم يرجعون إلى بلادهم من سفر محفوف بالأخطار، وبعد طول انتظار، ويحدثونهم بما جرى لهم وصار.
وسيصغي الناس إليهم بشغف وبتلذذ، فإن للحجاج أحاديثهم وذكرياتهم، التي يرغب الناس في سماعها حتى لو كانت لا تعني لهم شيئاً في الظروف العادية، فكيف إذا كانت هذه الأحاديث لها علاقة بأفضل وأكمل، وأقدس، وأعزِّ، وأغلى، وأشرف إنسان في الوجود؟ وسيحدثونهم عن كل لفتة وبسمة، وعن كل كلمة وحركة، وغير ذلك مما لا بد أن يبقى محفوراً في قلوبهم.. طيلة حياتهم..
أما إذا حدث أمام أعينهم ما لم يكن في الحسبان، وكان الحدث قد صنعه أناس يدَّعون القرب منه "صلى الله عليه وآله"، والإثرة لديه، فإن ذلك سوف يكون له وقع الصاعقة عليهم، خصوصاً إذا وجدوا فيه مساساً بقداسته، وتقويضاً لهيبته، وإبطالاً لتدبيره "صلى الله عليه وآله"..
نعم.. لقد حج النبي "صلى الله عليه وآله"، في تلك السنة، فاجتمع إليه مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، أو مائة وعشرون ألفاً، أو تسعون ألفاً، أو سبعون ألفاً.. ليحجوا معه، وقيل غير ذلك..([290]).
وأما قول بعضهم: "إنهم كانوا أربعون ألفاً"([291])، فلعله نظر إلى من سار مع النبي "صلى الله عليه وآله" من المدينة، لا من اجتمع معه في مكة وفي المشاعر ممن جاء من مختلف البلاد. كما يشير إليه قولهم: وقد كان هناك من أصحابه نحو من أربعين([292])ألفا.
وكان معظم الناس بمن فيهم سكان مكة وما والاها قد أسلموا، أو أرسلوا وفوداً إلى المدينة ليعلموه بإسلامهم بعد فتح مكة، وبالتحديد في سنة تسع ـ سنة الوفود ـ وسنة عشر.
وأما المسلمون عدا هؤلاء، ومنهم أهل المدينة أنفسهم، وشراذم قليلة موزعة في محيط المدينة، أو في غيرها فكانوا قلة قليلة جداً، حتى إن النبي "صلى الله عليه وآله"، قال لهم في سنة ست: "اكتبوا لي كل من تلفظ بالإسلام" فكتب له حذيفة ألفاً وخمس مئة رجل..([293]).
وفي رواية أخرى: "ونحن ما بين الست مئة إلى السبع مئة"([294]).
ولا شك أن فيهم من كان صحيح الإيمان، ومنهم من لا يبالي بأمر الدين، بل يهتم بمصالحه الشخصية، وفيهم الهمج الرعاع الذين يميلون مع كل داع، وينقادون لكل راع، وفيهم المدخول والمنافق قال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}([295]).
ومن الواضح: أن الذين تلفظوا بالإسلام آنئذٍ كانوا منتشرين في المدينة وحولها، وفي الحبشة أيضاً، وفي غير ذلك من المناطق.
وقد فرض الإسلام وجوده، وهيبته في تلك السنين التي كانت زاخرة بالتحديات، وسمع به القاصي والداني..
وكان المسلمون في المدينة، فريقين:
أحدهما: الأنصار، وهم أهل المدينة أنفسهم.
والآخر: القرشيون المهاجرون من مكة ـ بصورة عامة ـ.
ومن البديهي: أن جميع الناس لم يحجوا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله"، إذ لا يعقل أن يتركوا جميعهم مواشيهم، وزراعاتهم، وبيوتهم، وديارهم خاوية من كل أحد، فإن ذلك يجعلها عرضة للمتربصين للسلب والغارة في ذلك المجتمع الذي يرى أن ذلك من وسائل عيشه.
المحبون والمناوئون:
كما أن من الواضح: أن الناس كانوا بين محبين عرفوا الحق، والتزموا به، وبين مناوئين اختاروا طريق النفاق والتآمر الخفي، وما أكثر هؤلاء، أي أن أفاضل الصحابة وأماثلهم من أمثال سلمان، وعمار، والمقداد، وأبي ذر، وأبي الهيثم بن التيهان، وبني هاشم، وسواهم، كانوا من محبي علي، ومن أنصاره.
وكان المهاجرون هم الذين يناوئون علياً "عليه السلام"، ويسعون في إبطال أمره، ويدبرون لإبعاد الخلافة عنه بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وقد تعاهدوا وتعاقدوا على ذلك..
وكان المراقب لتصرفاتهم في مختلف الموارد يدرك مدى انحرافهم عن الإمام علي "عليه السلام"، وأنهم تكتل واضح المرامي والأهداف، ظاهر التباين والاختلاف، لا مجال لأن يفكر بالإنصياع للتوجيهات النبوية، ولا حتى للقرارات الإلهية فيما يرتبط بأمر الإمامة والخلافة في أي من الظروف والأحوال..
وقد حج مع رسول الله "صلى الله عليه وآله" من المهاجرين الذين هم في هذا الإتجاه بضع عشرات، قد لا يصلون إلى المئات.. ولكن كان فيهم رجال مجربون، كانوا على درجة كبيرة من الحنكة والدهاء، وكان ثقلهم الحقيقي في مكة، التي أظهرت في السنة الثامنة من الهجرة، الإستسلام للإسلام، بالإضافة إلى ما حولها من البلاد والعباد، الذين يخضعون لنفوذها، ويلتقون في مصالحهم معها..
ولأجل ذلك وجد المهاجرون الطامحون، في قريش، وفي مكة وما والاها، عضداً قوياً، وسنداً لهم، شجعهم على مواجهة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، بهذه الحدة والشدة التي سلفت الإشارة إليها..
وبعد أن فعلوا فعلتهم الشنيعة تلك، وظنوا أنهم قد ربحوا معركتهم ضد رسول الله "صلى الله عليه وآله"، بمنعهم إياه من الإعلان على الحجيج تنصيب علي في مقام الإمامة، بما أثاروه من صخب وضجيج، كان لا بد لهم من التوجه نحو محاولة غسل هذا العار عنهم، ولو بادعاء أنها مجرد غلطة صدرت، وقد ندم مرتكبوها على ما فرط منهم، وقد يدَّعون: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قد عفا عنهم وسامحهم. ثم قرَّبهم إليه حتى جعلهم موضع سره، وأوقفهم على ما دبره وقرره..
وقد يدَّعون أيضاً: أنه أعلمهم بأن ما أراد النبي "صلى الله عليه وآله" بيانه في عرفات وسواها لم يكن هو ولاية وإمامة علي "عليه السلام". إلى غير ذلك مما قد يكون سبباً في بلبلة الأفكار، الذي قد يسهم في تضييع الحق..
فجاء التخطيط النبوي الحكيم ليقضي، بأن يخرج النبي "صلى الله عليه وآله" من مكة فور انتهاء مراسم الحج مباشرة، ومن دون إبطاء أو تفريط ولو بساعة، بل دقيقة واحدة من الوقت، فنفر في اليوم الثالث عشر من منى بعد الزوال([296]). ولم يطف بالبيت، ولا زاره كما أسلفناه([297]). وإن كانت بعض المصادر قد زعمت خلاف ذلك([298]).
وذلك، لأن أي تأخير، سوف يكون معناه أن يخرج أشتات من الناس إلى بلادهم، ولا يتمكن النبي "صلى الله عليه وآله"، من إيصال ما يريد إيصاله إليهم..
وحين يخرج النبي "صلى الله عليه وآله" معهم فمن الطبيعي أن يتقيد الناس في مسيرهم بمسير رسول الله، والكون في ركبه، إما حياءً، أو طلباً لليسر والأمن، والبركة، والفوز بسماع توجيهاته.
هذا.. وقد قطع "صلى الله عليه وآله" المسافة ما بين مكة والجحفة، حيث غدير خم، وهي عشرات الأميال، في أربعة أيام فقط، ثم يأتي التهديد الإلهي للمتجرئين بالعودة إلى نقطة الصفر، وخوض حروب طاحنة معهم تشبه حرب بدر وحنين، {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([299]). فجمعهم "صلى الله عليه وآله" في غدير خم، ونصب علياً "عليه السلام" هناك إماماً للأمة، وبايعه حتى أشد الناس اعتراضاً على رسول الله "صلى الله عليه وآله" في عرفات وغيرها. ولم يجرؤا على التفوه ببنت شفة إلا همساً..
لأنهم وجدوا أنفسهم أفراداً قليلين، لا يتجاوز عددهم بضع عشرات من الناس بين عشرات الألوف، فقد خلفوا حماتهم، وهم أهل مكة وما والاها، وراء ظهورهم، وأما اليمن، فقد أسلمت طائفة من أهلها قبل أيام يسيرة على يد الإمام علي "عليه السلام"، الذي لحق برسول الله "صلى الله عليه وآله" في مكة مع بعض من أسلم على يديه..
سبب جرأتهم:
وربما كان السبب في هذه الجرأة الظاهرة، والوقاحة السافرة التي تجلت في حجة الوداع؛ هو شعور هذا الفريق من مهاجري قريش بالقوة وهم في بلدهم، وبين أنصارهم ومحبيهم ـ أي في محيط مكة وما والاها ـ وقد لاحظنا أن هذا التعاطف معهم كان يظهر منهم بين الفينة والفينة حتى حين كانوا يحاربون الإسلام وأهله وهي حروب لم تخبُ نارها إلا في فتح مكة قبل مدة يسيرة، حيث اضطرت قريش إلى الإنكفاء عن الصراع السافر إلى التدبير التآمري الماكر.
لقد أدركت قريش: أن النبي "صلى الله عليه وآله" بصدد الإعداد لأمر عظيم، لا تريد أن ترى نفسها راضية به. ألا وهو إبلاغ الأمة بأسرها بإمامة علي "عليه السلام"، وخلافته لرسول الله "صلى الله عليه وآله"..
وأن هذا الإبلاغ يتم بصورة لا تترك لها أية فرصة للتخلص والتملص، والمناورة، وتصبح مقهورة على تجرع الغصة وتفوت منها الفرصة..
ولعل قريشاً حين تجرأت على النبي "صلى الله عليه وآله" في عرفات، أو في منى، أو فيهما معاً ظنت أنها قد أفلحت في درء خطر عظيم، وتلافي خطب جسيم، كان قد أوشك أن يلم بها..
ولكن الله خيب فألها، وأبار كيدها، وأبطل مكرها.. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين..
ظروف فرضت نفسها:
إنه "صلى الله عليه وآله" كان يعرف: أن معظم الناس قد أعلنوا الإسلام بعد فتح مكة، أي في السنتين الأخيرتين من حياته "صلى الله عليه وآله"، وأن إسلام الأكثرين منهم كان سطحياً، بل صورياً، فرضته الظروف التي نشأت في المنطقة بعد فتح مكة، حيث لم يكونوا يعرفون عن هذا الدين الشيء الكثير، لأنهم كانوا يعيشون في بواديهم، ووفق مناهجهم الجاهلية، وعاداتهم القبلية، ولم يكن زعماؤهم يسمحون للمبلغين المسلمين بأن يصلوا إليهم، أو أن يحدثوهم بشيء عن هذا الدين وأحكامه، ومفاهيمه، وتفاصيله، و.. و..
وحتى الذين أسلموا منهم، فإنهم قد عاشوا حياتهم بمفاهيم الجاهيلة أيضاً. ولم يفارقوا عاداتها، ولم يتربَّوا بعد على معاني الإيمان والإسلام. بل كان زعماؤهم هم الذين يتحكمون بهم، ويسيَّرون أمورهم، ويهيمنون على حركتهم..
ومن جهة أخرى: فقد كان هناك طامعون وطامحون قد أذكى طموحهم هذا التوسع السريع والهائل، الذي كان من نصيب أهل الإسلام في فترة وجيزة جداً.. وهو توسع قد هيأ لهم المال الوفير والجاه العريض، والنفوذ، والقوة.. وما إلى ذلك من أمور لم يكونوا يحلمون بها..
ومن جهة ثالثة: فقد كان في المدينة وحولها، من لم يرق لهم الانصهار في المجتمع الإسلامي والذوبان فيه، والانطلاق به في الحياة.. فكانوا يكيدون في الخفاء، ويشاركون في كل ما يلحق بالإسلام ضرراً مهما كان حجمه ونوعه.. وقد وجد هؤلاء في كثير من مسلمة الفتح سنداً وعضداً في هذا الإتجاه أيضاً..
هذا.. عدا عن غيرهم من الفئات التي ما أسلمت ولكنها استسلمت، فلما وجدت الفرصة لإظهار أمرها لم تتوانَ في ذلك..
وكل هذا الذي ذكرناه من شأنه أن يصعِّد من درجة الخطورة التي يواجهها الإسلام، والمخلصون من أهله بعد وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"..
وكان الهدف الأعظم والأهم هو حفظ تعاليم هذا الدين، وصيانة عقائده ومفاهيمه، وتمكينها من اختراق هذه السدود، واجتياز هذه الجدود، وتذليل كل العقبات التي تواجهها، وتمنع من حصول الأجيال الآتية عليها.
وهذا بالذات هو ما فعله رسول الله "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع، وفي العديد من المفاصل الحساسة بعدها..
وهذا ما يفسر لنا جمعه لهذه الجموع العظيمة والهائلة، التي جاء بها إلى أقدس مكان، في أقدس زمان، مع أقدس إنسان خلقه الله تعالى، لأداء شعيرة عبادية هي من أعظم الشعائر.
وجاء معه أولئك الذين يدبرون في الخفاء ما يدبرون. وكان "صلى الله عليه وآله" يعلم أن مكة وما والاها؛ من حزبهم، وإلى جانبهم، بالإضافة إلى أن طائفة من أهل المدينة وما حولها كانت تتعاطف معهم، وتميل إليهم.. فكان ما كان مما تقدم بيانه.
دراسة الحدث في حدود الزمان والمكان:
ونحن في نطاق فهمنا لموقف النبي "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع في منى وعرفات، ومنع قريش له من نصب علي "عليه السلام" إماماً للأمة، نسجل النقاط التالية:
1 ـ يوم عبادة:
إن يوم عرفة هو يوم عبادة ودعاء وابتهال، وتوبة وانقطاع إلى الله، سبحانه، ويكون فيه كل واحد من الناس منشغلاً بنفسه، وبمناجاة ربه، لا يتوقع في موقفه ذاك أي نشاط سياسي عام، ولا يخطر ذلك له على بال.
وهو يوم لا نظير له في تاريخ حياتهم، لأنهم يحجون مع أكرم وأعظم نبي في فرصة وحيدة ونادرة في تاريخ البشرية.
وهو أفضل الأيام، وأكثرها انسجاماً مع أجواء التقوى والإنضباط مع القرارات الإلهية، والخضوع لمشيئته، وتنفيذ أوامره تعالى، وقد لفت النبي "صلى الله عليه وآله" نظرهم إلى هذا الأمر حين قررهم "صلى الله عليه وآله" في خطبته، فأقروا بفضل هذا اليوم عند الله([300]).
فإذا رأى الإنسان المؤمن أن النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" يبادر إلى عمل من هذا القبيل، فلا بد وأن يشعر: أن هناك أمراً بالغ الخطورة، وفائق الأهمية، فينشدّ لسماع ذلك الأمر، والتعرف عليه، ويلاحق جزئياته بدقة ووعي، وبانتباه فائق. فإذا رأى تمرد أصحابه عليه، وعاين إساءة الأدب معه، من قبل المدَّعين للإخلاص في الإيمان، والمظهرين للإستعداد للجهاد والتضحية، فإن ذلك سيشكل مفاجأة له إلى حد الصدمة.
وسيتمكن كل من حضر الحج من مشاهدة ومعرفة ما يجري، فإن الجميع يكونون في هذا اليوم مجتمعين في صعيد واحد.
أما في منى، أو في سواها، فالحجاج يكونون منصرفين إلى أعمال، وموزعين في جهات مختلفة: هذا يرجم الجمرات، وذلك يحلق أو يقصر، وآخر يريد أن يذبح أضحيته، وقد يكون هناك من لا يزال في الطريق، كما أن هناك من فرغ من ذلك كله، وذهب إلى خيمته للإستراحة، أو ذهب إلى الحرم ليطوف، أو ما إلى ذلك.
2 ـ الإحرام:
ثم إن جميع الحجاج في موقف عرفة على حالة الإحرام، الذي بدأوه بتلبية داعي الله تعالى، وأعلنوا براءتهم من الشرك ورفضهم له، وأقروا بأن كل شيء مملوك له تبارك وتعالى، وصادر منه وعنه، وهو وحده له الحمد، والنعمة، والملك..
وفي الإحرام يمارسون الإمتناع عن الملذات، وعن كثير مما يحل لهم، وهم يخوضون تجربة السيطرة على دوافعهم الغريزية، ومن ذلك امتناعهم عن النساء وما إلى ذلك، وهم يمتنعون حتى عن إيذاء النملة والقملة، فهل يمكن أن يؤذوا رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟! أو هل يقدمون على مخالفة أوامره ونواهيه؟!
كما أنهم يشعرون بمساواة غنيهم لفقيرهم، وعالمهم بجاهلهم، وكبيرهم بصغيرهم، وملكهم وسوقتهم، وحرهم ومملوكهم أمام المحكمة الإلهية العادلة إلى غير ذلك مما لا يخفى.
3 ـ لماذا في موسم الحج؟!:
وإذا كان موسم الحج هو المناسبة التي يجتمع فيها الناس من مختلف البلاد، على اختلاف طبقاتهم، وأجناسهم، وأهوائهم، فإن أي حدث متميز يرونه ويشاهدونه فيه لسوف تنتشر أخباره بواسطتهم على أوسع نطاق، فكيف إذا كان هذا الحدث يحمل في طياته الكثير من المفاجآت، والعديد من عناصر الإثارة، وفيه من الأهمية ما يرتقي به إلى مستوى الأحداث المصيرية للدعوة الإسلامية بأسرها.
4 ـ وجود الرسول ' أيضاً:
كما أن نفس وجود الرسول "صلى الله عليه وآله" في موسم الحج، لا بد أن يضفي على هذه المناسبة المزيد من البهجة، والارتياح، ولسوف يعطي لها معنى روحياً أكثر عمقاً، وأكثر شفافية. وسيشعر الحاضرون بحساسية زائدة تجاه أي قول وفعل يصدر من جهته "صلى الله عليه وآله"، وسيكون الدافع لديهم قوياَ لينقلوا للناس مشاهداتهم، وذكرياتهم في سفرهم الفريد ذاك.
فكيف إذا رافق ذلك إعلام النبي "صلى الله عليه وآله" لهم أن لقاءهم به سيكون يتيماً، إذ إنه يوشك أن يفارقهم فراقاً أبدياً، لا لقاء بعده، فإن مشاعرهم سوف تتوهج، وقلوبهم ستمتلئ شغفاً بكل حركة، أو لفتة، أو كلمة ينطق بها، وسيعودون إلى بلادهم بأغلى الذكريات واعزها، وأجملها، وأفضلها.
كما أن الناس الذين يعيشون في مناطق بعيدة عنه "صلى الله عليه وآله"، ويشتاقون إليه، لسوف يلذ لهم سماع تلك الأخبار، وسيجهدون في تتبعها بشغف، وبدقة وبانتباه زائد؛ ليعرفوا كل ما صدر من نبيهم، من: قول، وفعل، وتوجيه، وسلوك، وأمرٍ، ونهي وتحذير، وترغيب وما إلى ذلك.
ثم إن الحدث الذي سمعه هؤلاء الناس من نبيهم وسينقلونه إلى من وراءهم، هو حدث مثير وخطير في حد ذاته، ويمثل صدمة كبيرة وخطيرة لمشاعرهم، وخيبة لكل أمل كان يراود خواطرهم.
وحدث كهذا لا بد ان ينتشر في البلاد وبين العباد، وسينتقل في الأجيال اللاحقة جيلاً بعد جيل، وستتداوله الفرق، وتهتم له المذاهب، وسيثور الجدل حوله بين أربابها، لأنه الحدث الذي تقوم به الحجة على كل عاقل لبيب، وأريحي أريب، وألمعي أديب، فلله الحجة البالغة على البشر كلهم، والناس هم الذين يختارون مع أي فريق يكونون، وأي طريق يسلكون.
5 ـ ظهور المعجزة:
وقد لوحظ هنا أيضاً: أن الله تعالى قد أظهر لهم المعجزة في منى، حيث كان "صلى الله عليه وآله" يخطبهم، ويصل صوته إلى كل من كان في منى كما تقدم.
ولكنه حين خطبهم في عرفات لم يظهر لهم هذه المعجزة، فقد ذكرت النصوص: أنه "صلى الله عليه وآله" كان يخطبهم وكان علي "عليه السلام" يقف في مكان آخر، ويوصل كلامه إلى من هم في الجهة الأخرى، وقد تحدثنا عن ذلك في ما سبق([301]).
ويمكن أن نستفيد من هذا: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" كان في المواضع المشابهة من حيث كثرة الحاضرين، يمارس هذه الطريقة لإبلاغ كلامه للآخرين، ولعل هذا هو ما جرى في غدير خم أيضاً.
6 ـ الذكريات الغالية:
وقد قلنا آنفاً: إن كل من رافق النبي "صلى الله عليه وآله" في هذا السفر العبادي، لسوف يحتفظ في ذاكرته بأدق الذكريات، لأنها ستكون ذكريات عزيزة وغالية على قلبه، تبقى حية غضة في روحه وفي وجدانه، على مدى الأيام والشهور، والأعوام والدهور، ما دام أن هذه هي آخر مرة يرى فيها رسول الله "صلى الله عليه وآله"، أعظم وأكرم، وأغلى رجل وجد ويوجد على وجه الأرض.
والذي نريد أن نضيفه هنا هو: أن العلاقة بالحدث حين تتخذ بعداً عاطفياً، يلامس مشاعر الإنسان، وأحاسسيه، فإنها تصبح أكثر رسوخاً وحيوية، وأبعد أثراً في مجال الإلتزام والموقف، ولا شك في أن هذا كان من أهم الأهداف التي كان النبي "صلى الله عليه وآله" يرمي إلى تحقيقها من خلال اختياره لخصوصية الزمان والمكان.. وغير ذلك من حالات وأوضاع.
7 ـ الناس أمام مسؤولياتهم:
وقد عرفنا: أنه "صلى الله عليه وآله" قد اختار الزمان ـ يوم عرفة ـ لأنه يوم العبادة والإنقطاع إلى الله سبحانه.
واختار المكان، وهو نفس جبل عرفات، لأن الكل يجتمعون في صعيد واحد، وعلى حالة واحدة، بالإضافة إلى خصوصيات أخرى ذكرناها فيما سبق.
ثم اختار أسلوب الخطاب الجماهيري، لا خطاب الأفراد والأشخاص كما هو الحال في المناسبات العادية ـ لقد اختار "صلى الله عليه وآله" ذلك كله ـ لأنه أراد أن يضع الأمة أمام مسؤولياتها، ليفهمها: أن تنفيذ هذا الأمر يقع على عاتقها؛ فليس للأفراد أن يعتذروا بأن هذا أمر لا يعنيهم، ولا يقع في دائرة واجباتهم، كما أنهم لا يمكنهم دعوى الجهل بأبعاده وملابساته، أي أن الجميع أصبحوا مطالبين بإنجاز هذا الواجب، ومسؤولين عنه، وليس خاصاً بفئة من الناس، لا يتعداها إلى غيرها، كفئة المهاجرين أو الأنصار، أو بني هاشم، أو أهل المدينة، أو ما إلى ذلك..
وبذلك تكون الحجة قد قامت على الجميع، ولم يبق عذر لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة.
8 ـ إحتكار القرار:
وهذه الطريقة في العمل قد أخرجت القضية عن احتكار جماعة بعينها، قد يروق لها أن تدَّعي: أنها وحدها صاحبة الحل والعقد في هذه المسألة، لتصبح قضية الأمة بأسرها، من مسؤولياتها التي لا بد وأن تطالِب، وتطالَب بها، فليس لقريش بعد هذا، ولا لغيرها: أن تحتكر القرار في أمر الإمامة والخلافة، كما قد حصل ذلك بالفعل.
ولنا أن نعتبر هذا الأمر من أهم إنجازات هذا الموقف، وهو ضربة موفقة في مجال التخطيط لمستقبل الرسالة، وتركيز الفهم الصحيح لمفهوم الإمامة لدى جميع الأجيال، وعلى مر العصور.
حيث كان لا بد لهذه القضية من أن تخرج من يد أناس يريدون أن يمارسوا الإقطاعية السياسية والدينية، على أسس ومفاهيم جاهلية، دونما أثارة من علم، ولا دليل من هدى، وإنما من منطلق الأهواء الشيطانية، والأطماع الرخيصة، والأحقاد المقيتة والبغيضة.
9 ـ تساقط الأقنعة:
ولعل الإنجاز الأهم هنا، هو: أنه "صلى الله عليه وآله" قد استطاع أن يكشف زيف المزيفين، وخداع الماكرين، ويعريهم أمام الناس، حتى عرفهم كل أحد، وبأسلوب يستطيع الناس جميعاً أن يدركوه ويفهموه على اختلاف مستوياتهم، وحالاتهم، ودرجاتهم في الفكر، وفي الوعي، وفي السن، وفي الموقع، وفي غير ذلك من أمور..
فقد رأى الجميع: أن هؤلاء الذين يدَّعون: أنهم يوقرون رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ويتبركون بفضل وضوئه، وببصاقه، وحتى بنخامته، وأنهم يعملون بالتوجيهات الإلهية التي تقول:
{لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ}([302]).
{لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ}([303]).
{مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}([304]).
{أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}([305]).
وغير ذلك من آيات تنظم تعاملهم، وتضع الحدود، وترسم معالم السلوك معه "صلى الله عليه وآله"، مما يكون الفسق والخروج عن الدين، في تجاهله، وفي تعديه.
هذا إلى جانب اعترافهم بما له "صلى الله عليه وآله" من فضل عليهم، وأياد لديهم، فإنه هو الذي أخرجهم ـ بفضل الله ـ من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، وأبدلهم الذل بالعز، والشقاء بالسعادة، والنار بالجنان.
يضاف إلى ذلك كله: ادِّعاء هؤلاء أنهم قد جاؤوا مع هذا الرسول الأكرم والأعظم، في هذا الزمان الشريف، إلى هذا المكان المقدس ـ عرفات ـ لِعبادة الله سبحانه، وطلب رضاه، معلنين بالتوبة، وبالندم على ما فرطوا به في جنب الله، منيبين إليه سبحانه، ليس لهم في حطام الدنيا مطلب، ولا في زخارفها مأرب.
وهم يظهرون أنفسهم بمظهر من يسعى لإنجاز عمل صالح يوجب غفران ذنوبهم، ورفعة درجاتهم.
نعم، رغم ذلك كله: فإنه "صلى الله عليه وآله" استطاع أن يري الجميع بأم أعينهم: كيف أن حركة بسيطة منه "صلى الله عليه وآله" قد أظهرتهم على حقيقتهم، وكشفت خفيّ مكرهم، وخادع زيفهم، وقد رأى كل أحد كيف أنهم: قد تحولوا إلى وحوش كاسرة، ضد نبيهم بالذات، وظهر كيف أنهم لا يوقرون رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ويرفعون أصواتهم فوق صوته، ويجهرون له بالقول أكثر من جهر بعضهم لبعضهم، ويعصون أوامره.. و.. و.. كل ذلك رغبة في الدنيا، وزهداً في الآخرة، وطلباً لحظ الشيطان، وعزوفاً عن الكرامة الإلهية، وعن طلب رضى الرحمن.
10 ـ وعلى هذه فقس ما سواها:
ولا بد لكل من عاين هذه الأحداث أن يطرح على نفسه السؤال التالي: إذا كان هؤلاء لا يتورعون عن معاملة نبيهم بهذا الأسلوب الوقح والقبيح، فهل تراهم يوقرون من هو دونه، في ظروف وحالات هي أقل بكثير من حالاتهم معه "صلى الله عليه وآله"؟!.
وماذا عسى أن يكون موقفهم ممن طفحت قلوبهم بالحقد عليه، ولهم قِبَلَهُ ترات وثارات أسلافهم الذين قتلهم على الشرك، وهو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه..
وسيجدون أن الإجابة لن تكون في صالح هؤلاء المتجرئين على نبيهم "صلى الله عليه وآله".
وهكذا.. فإنه يكون "صلى الله عليه وآله" قد أفقدهم، وأفقد مؤيديهم كل حجة، وحرمهم من كل عذر، سوى البغي والإصرار على الباطل، والجحود للحق؛ فقد ظهر ما كان خفياً، وأسفر الصبح لذي عينين، ولم يعد يمكن الإحالة، على المجهول، بدعوى: أنه يمكن أن يكون قد ظهر لهم ما خفي علينا.
أو أنهم ـ وهم الأتقياء الأبرار ـ لا يمكن أن يخالفوا أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله"، ولا أن يبطلوا تدبيره، ويخونوا عهده، وهو لماّ يُدفن.
أو أن من غير المعقول: أن تصدر الخيانة من أكثر الصحابة؟! أو أن يسكتوا عنها بأجمعهم.
وما إلى ذلك من أساليب تضليلية، يمارسها البعض لخداع السذج والبسطاء، ومن لا علم لهم بواقع أولئك الناس، ولا بمواقفهم.
فإن كل هذه الدعاوى قد سقطت، وجميع تلكم الأعذار قد ظهر زيفها وبطلانها، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر.
11 ـ القرار الإلهي الثابت:
والذي ساهم في قطع كل عذر، وبوار كل حجة: أن النبي "صلى الله عليه وآله"، قد تابع طريقته الحكيمة في فضح أمر هؤلاء المتجرئين، بما ستأتي الإشارة إليه، في أمور فاجأهم بها، مثل قضية تجهيز جيش أسامة،
وعزل أبي بكر عن الصلاة، وطلب كتابة الكتاب، فيما عُرف برزية يوم الخميس.
وكل ذلك قد كان منه في الأيام الأخيرة من حياته "صلى الله عليه وآله"، بحيث لم يبق مجال لدعوى الإنابة والتوبة، أو الندم على ما صدر منهم، ولا لدعوى تبدل الأوضاع والأحوال، والظروف والمقتضيات، ولا لدعوى تبدل القرار الإلهي النبوي الثابت.
12 ـ التهديد والتآمر:
هذا.. وقد تقدم: أن هؤلاء أنفسهم حينما رأوا جدية التهديد الإلهي، قد سكتوا في غدير خم حين أعلن النبي "صلى الله عليه وآله" إمامة علي "عليه السلام"؛ فلم نجد منهم أية بادرة، إلا فيما ندر من همسات عابرة، لا تكاد تسمع.
وقد بادر هؤلاء أنفسهم إلى البيعة له "عليه السلام".. وإن كانوا قد أسروا وبيتوا ما لا يرضاه الله ورسوله، من القول والفعل، والنية والتخطيط. الذي ظهرت نتائجه بعد وفاة النبي "صلى الله عليه وآله"، وهو "صلى الله عليه وآله" لما يدفن، بل وقبل ذلك، حينما تصدى بعضهم لمنع النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" من كتابة الكتاب بالوصية لعلي "عليه السلام"، حينما كان النبي "صلى الله عليه وآله" على فراش المرض، في ما عرف برزية يوم الخميس! وقال قائلهم: إن النبي ليهجر!
أو: غلبه الوجع!
أو فقالوا: هجر رسول الله!
أو: ما شأنه أهجر؟
قال سفيان: يعنى هذى، استفهموه!([306]).
وسيأتي إن شاء الله أنهم أخذوا هذا الأمر من صاحبه الشرعي بقوة السلاح، بعد أن ارتكبوا جرائم وعظائم، وانتهكوا لله حرمات.. فإنا لله وإنا إليه راجعون..
الخير في ما وقع:
وأخيراً.. فإن ما جرى في عرفة، ومنى، وإظهار هؤلاء الناس على حقيقتهم، وما تبع ذلك من فوائد وعوائد أشير إليها، قد كان ضرورياً ولازماً، للحفاظ على مستقبل الدعوة، وبقائها، فقد عرفت الأمة الوفي والتقي، من المتآمر والغادر، والمؤمن الخالص، من غير الخالص، وفي ذلك النفع الكثير والخير العميم. {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}([307]). وصدق الله ورسوله، وخاب من افترى.. {فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}([308]).
الفصل الرابع:
حديث الغدير وأسانيده
غدير خم لتبرئة علي ×:
قال ابن كثير: "فصل في إيراد الحديث الدال على أنه "عليه السلام" خطب بمكان بين مكة والمدينة، مرجعه من حجة الوداع، قريب من الجحفة ـ يقال له غدير خم ـ فبين فيها فضل علي بن أبي طالب، وبراءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن، بسبب ما كان صدر منه إليهم من المعدلة التي ظنها بعضهم جوراً، وتضييقاً وبخلاً، والصواب كان معه في ذلك.
ولهذا لما تفرغ "عليه السلام" من بيان المناسك، ورجع إلى المدينة بين ذلك في أثناء الطريق. فخطب خطبة عظيمة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عامئذٍ، وكان يوم الأحد بغدير خم، تحت شجرة هناك، فبين فيها أشياء. وذكر من فضل علي وأمانته وعدله وقربه إليه ما أزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه"([309]).
إلى أن قال: "قال محمد بن إسحاق ـ في سياق حجة الوداع ـ: حدثني يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، قال: لما أقبل علي من اليمن، ليلقى رسول الله "صلى الله عليه وآله" بمكة، تعجل إلى رسول الله، واستخلف على جنده الذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلك الرجل، فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي.
فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم، فإذا عليهم الحلل، قال: ويلك! ما هذا؟
قال: كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس.
قال: ويلك! انزع قبل أن تنتهي به إلى رسول الله "صلى الله عليه وآله".
قال: فانتزع الحلل من الناس، فردها في البز.
قال: وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم([310]).
ثم روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال: اشتكى الناس علياً، فقام رسول الله "صلى الله عليه وآله" فينا خطيباً، فسمعته يقول: "أيها الناس لا تشكوا علياً، فوالله إنه لأخشن في ذات الله أو في سبيل الله من أن يُشكى"([311]).
ونقول:
إن ما زعمه ابن كثير، ليس له أية قيمة علمية، فإنه مجرد اجتهاد منه في مقابل النصوص التي صرحت: بأن ما فعله رسول الله "صلى الله عليه وآله" إنما هو نصب منه، بل من الله لعلي "عليه السلام" لمقام بعينه، وكلمات رسول الله "صلى الله عليه وآله" في يوم الغدير صريحة في ذلك..
ونزول آية كمال الدين في مناسبة الغدير كما ورد في النصوص، يبطل هذا الإجتهاد الذي أتحفنا به ابن كثير..
وحتى لو كانت آية الإكمال قد نزلت يوم عرفة، فإنها قد دلت على أنه لم يكن إكمال الدين بإضافة أمر جديد، إذ لم نجد في الآية الشريفة المذكورة إلا التأكيد على أحكام سبق تشريعها في آيات أخرى.
فالجديد إذن هو ولاية علي "عليه السلام"، وقد حاول أن يبلغها يوم عرفة، فمنعته قريش، والطامعون في الأمر بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله". فأنزل الله عليه العصمة من الناس، وأمره بالتبليغ مرة أخرى في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}([312]).
فجمع الناس في غدير خم، وأبلغهم ولاية علي "عليه السلام"، ثم نزل جبرئيل عليه يأمره بقراءة آية إكمال الدين وإتمام النعمة عليهم، ففعل "صلى الله عليه وآله".
وإن نفس اعتبار هذا الأمر الذي أمر بإبلاغه موازياً للرسالة كلها، يكفي لدحض ما زعمه ابن كثير..
وسيأتي إن شاء الله المزيد مما يدل على سقوط اجتهاد هذا الرجل..
بل ما رواه ابن إسحاق أخيراً من خطبة للنبي "صلى الله عليه وآله" في حق علي "عليه السلام" يشير إلى أنها خطبة أخرى لا ربط لها بما جرى في الغدير. ولكن ابن كثير اجتهد في تطبيق هذه على تلك.. ولم يكن موفقاً في ذلك أبداً.. كما سنرى.
يوم الغدير يوم الله الأكبر:
إن ما جرى في يوم الغدير قد جعل هذا اليوم من أكثر الأيام حساسية وأهمية للإسلام ولأهله. وقد أصبح هذا اليوم عيداً لدى طائفة كبيرة من المسلمين المؤمنين. واعتبرته طائفة أخرى يوم بلاء وعناء، تتعامل مع كل ما يجري فيه بالحقد والضغينة، والشنآن.
بل قد يبلغ الأمر ببعض هؤلاء حد استحلال دماء من يظهر الفرح في هذا اليوم، فكانوا وما زالوا يرتكبون أعظم المجازر في حقهم. وأحداث التاريخ تشهد على ما نقول كما ربما يمر معنا.
ومن جهة أخرى، فإن هذا اليوم قد حظي بعناية بالغة، من حيث البحث والتقصي لما قيل فيه وجرى، ومن نقل وروى.. فألفت الكتب الكثيرة، وكتبت البحوث الغزيرة منذ عهود الإسلام الأولى، وإلى يومنا هذا.
ونحن لا نريد استقصاء ذلك كله، بل نريد عرض ما جرى، مع مراعاة الإختصار الشديد، وتوخي الوضوح الأكيد، وربما نتناول بعض الجوانب التي نرى أن تناولها راجح ومفيد.
غير أننا نود أن نعلم القارئ بأننا سوف نكثر من الإحالة على كتاب الغدير للعلامة الأميني، فإنه من أجلِّ الكتب وأكثرها استيفاءً للنصوص والمصادر.
خلاصة ما جرى يوم الغدير:
ونبدأ بذكر ملخص لما جرى وفق ما أورده صاحب كتاب الغدير في أول كتابه كما يلي:
قال "رحمه الله":
"فلما قضى مناسكه، وانصرف راجعاً إلى المدينة، ومعه من كان من الجموع المذكورات، وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة، نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}([313]). وأمره أن يقيم علياً علماً للناس، ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية، وفرض الطاعة على كل أحد.
وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة، فأمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سمرات خمس متقاربات، دوحات عظام، أن لا ينزل تحتهن أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم، فَقُمَّ ما تحتهن.
حتى إذا نودي بالصلاة ـ صلاة الظهر ـ عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه على رأسه، وبعضه تحت قدميه، من شدة الرمضاء، وظلّل لرسول الله "صلى الله عليه وآله" بثوب على شجرة سمرة من الشمس.
فلما انصرف "صلى الله عليه وآله" من صلاته، قام خطيباً وسط القوم([314]) على أقتاب الإبل، وأسمع الجميع رافعاً عقيرته([315])، فقال:
"الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد.. أيها الناس، قد نبأني اللطيف الخبير: أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟
قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيراً.
قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، و أن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وناره حق، وأن الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟
قالوا: بلى نشهد بذلك.
قال: اللهم اشهد.
ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟
قالوا: نعم.
قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبُصرى([316])، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين([317]).
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال: الثقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله عز وجل، وطرف بأيديكم، فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربي، فلا تَقَدَّموهما فتهلكوا، ولا تُقَصِّروا عنهما فتهلكوا.
ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي بياض آباطهما، وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات ـ وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ـ ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب.
ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} الآية([318])"([319]).
فقال رسول الله "صلى الله عليه وآله": الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي.
ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
وممن هنأه في مقدم الصحابة: الشيخان أبو بكر وعمر، كلٌّ يقول: بَخٍ بَخٍ لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولايَ ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وقال ابن عباس: وجبت والله في أعناق القوم([320]).
الخطبة برواية الطبري:
وعن زيد بن أرقم: أنه "صلى الله عليه وآله" خطب في يوم الغدير خطبة بالغة، ثم قال: إن الله تعالى أنزل إليَّ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([321])، وقد أمرني جبرئيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد، وأُعلم كل أبيض وأسود: أن علي بن أبي طالب أخي، ووصيي، وخليفتي، والإمام بعدي.
فسألت جبرئيل أن يستعفي لي ربي، لعلمي بقلة المتقين، وكثرة المؤذين لي، واللائمين لكثرة ملازمتي لعلي، وشدة إقبالي عليه، حتى سموني أذناً، فقال تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ}([322]). ولو شئت أن أسميهم وأدل عليهم لفعلت، ولكني بسترهم قد تكرمت.
فلم يرض الله إلا بتبليغي فيه. فاعلموا معاشر الناس ذلك، فإن الله قد نصبه لكم ولياً وإماماً، وفرض طاعته على كل أحد، ماض حكمه، جائز قوله، ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه، اسمعوا وأطيعوا، فإن الله مولاكم، وعلي إمامكم.
ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى القيامة، لا حلال إلا ما أحله الله ورسوله، ولا حرام إلا ما حرم الله ورسوله وهم.
فما من علم إلا وقد أحصاه الله فيَّ، ونقلته إليه؛ فلا تضلوا عنه، ولا تستنكفوا منه، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، لن يتوب الله على أحد أنكره، ولن يغفر له، حتماً على الله أن يفعل ذلك، أن يعذبه عذاباً نكراً أبد الآبدين.
فهو أفضل الناس بعدي، ما نزل الرزق، وبقي الخلق، ملعون من خالفه، قولي عن جبرئيل عن الله، فلتنظر نفس ما قدمت لغد.
إفهموا محكم القرآن، ولا تتبعوا متشابهه، ولن يفسر ذلك لكم إلا من أنا آخذ بيده، وشائل بعضده، ومُعْلِمُكم: أن من كنت مولاه فهذا (فعلي) مولاه، وموالاته من الله عز وجل أنزلها عليَّ.
ألا وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، لا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره.
ثم رفعه إلى السماء حتى صارت رجله مع ركبة النبي "صلى الله عليه وآله" وقال:
معاشر الناس! هذا أخي، ووصيي، وواعي علمي، وخليفتي على من آمن بي، وعلى تفسير كتاب ربي.
وفي رواية: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره، وأغضب على من جحد حقه.
اللهم إنك أنزلت عند تبيين ذلك في علي: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}([323]) بإمامته، فمن لم يأتم به، وبمن كان من ولدي من صلبه إلى القيامة، فأولئك حبطت أعمالهم، وفي النار هم خالدون.
إن إبليس أخرج آدم "عليه السلام" من الجنة، مع كونه صفوة الله، بالحسد([324])، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم، وتزل أقدامكم.
في علي نزلت سورة {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر}([325]).
معاشر الناس! آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ}([326]). النور من الله فيَّ، ثم في عليٍّ، ثم في النسل منه إلى القائم المهدي.
معاشر الناس! سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار، ويوم القيامة لا ينصرون، وإن الله وأنا بريئان منهم، إنهم وأنصارهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار. وسيجعلونها ملكاً اغتصاباً، فعندها يفرغ لكم أيها الثقلان و {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ}([327])"([328]).
النبي ' يعلمهم التهنئة والبيعة:
وتذكر الروايات أيضاً: أنه قال "صلى الله عليه وآله":
"معاشر الناس! قولوا أعطيناك على ذلك عهداً من أنفسنا، وميثاقاً بألسنتنا، وصفقة بأيدينا، نؤديه إلى من رأينا من أولادنا وأهالينا، لا نبغي بذلك بدلاً، وأنت شهيد علينا، و كفى بالله شهيداً.
قولوا ما قلت لكم، وسلموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: {الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ}([329])، فإن الله يعلم كل صوت، وخائنة كل عين، {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}([330]). قولوا ما يرضي الله عنكم، فـ {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ}([331])"([332]).
قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم، سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله، بقلوبنا، وأنفسنا، وألسنتنا، وجميع جوارحنا.
ثم انكبوا على رسول الله، وعلى عليٍّ بأيديهم
وكان أول من صافق رسول الله أبو بكر وعمر، وطلحة والزبير، ثم باقي المهاجرين [والأنصار وباقي] الناس على طبقاتهم، ومقدار منازلهم، إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلما بايعه فوج بعد فوج يقول: "الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين".
وصارت المصافقة سنة ورسماً، واستعملها من ليس له حق فيها([333]).
ثم جلس رسول الله "صلى الله عليه وآله" في خيمة تختص به، وأمر أمير المؤمنين علياً "عليه السلام" أن يجلس في خيمة أخرى، وأمر أطباق الناس بأن يهنئوا علياً في خيمته.
ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" أمهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه، ففعلن.
وممن هنأه من الصحابة: عمر بن الخطاب، فقال: هنيئاً لك (أو بَخٍ بَخٍ لك) يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات([334]).
وفي نص آخر: قال أبو بكر وعمر: أمسيت يابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة([335]).
فقال حسان: إئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليٍّ أبياتاً تسمعهن.
فقال: قل على بركة الله.
فقام حسان، فقال: يا معشر مشيخة قريش، أتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية، ثم قال([336]):
ينـاديهم يوم الغـديـر نـبـيـهم بـخـم فاسمـع بالرسـول منـادي
يقول: فمن مولاكم ووليكم؟ فـقـالـوا ولم يبـدوا هنـاك التعامي
إلهـك مـولانـا وأنـت ولـينـا ولم تـر مـنـا في الـولايـة عـاصـي
فقـال لـه: قـم يـا عـلي فإنني رضـيـتك من بعدي إماماً وهاديا
فمن كـنـت مـولاه فهذا وليه فكـونـوا لـه أنصـار صـدق موالي
هنـاك دعـا: اللهم وال ولـيـه وكـن للـذي عـادا عـليـاً معـادي
وحسب رواية سليم بن قيس:
ألم تعـلـمـوا أن الـنـبـي محمـــداً لـدى دوح خـم حـين قـام منادي
وقد جاءه جبريل من عند ربــــه بـأنـك مـعـصـوم فـلا تـك وانيـا
وبـلـغـهم مـا أنـزل الله ربهـــم وإن أنت لم تفعل وحاذرت باغيا
عـلـيـك فـما بلغتهم عن إلههــم رسالته إن كنت تخشى الأعاديا
فـقـام بـه إذ ذاك رافـع كــفـــه بيمنى يديه معلن الصوت عاليا
فقال لهم: من كنت مولاه منكـم وكان لقولي حافظاً ليس ناسي
فـمـولاه مـن بعدي علي وإننـي به لكم دون البرية راضيا
فيـا رب من والى عليـاً فـوالـــه وكن للذي عادى علياً معادي
ويا رب فانصر ناصريه لنصرهم إمام الهدى كالبدر يجلو الدياجي
ويا رب فاخذل خاذليه وكن لهم إذا وقفوا يوم الحساب مكافيا([337])
وعن عمر بن الخطاب قال:
نصب رسول الله "صلى الله عليه وآله" علياً علماً، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، اللهم أنت شهيدي عليهم.
قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله عقداً لا يحله إلا منافق.
فأخذ رسول الله بيدي فقال: يا عمر، إنه ليس من ولد آدم، لكنه جبرائيل أراد أن يؤكد عليكم ما قلته في علي([338]).
قضية الغدير ليست واقعة حرب معروفة:
كانت تلك خلاصة لواقعة الغدير. وقد ظهر أنها ليست واقعة حرب معروفة، كما زعمه الدكتور ملحم إبراهيم الأسود في تعليقته على ديوان أبي تمام([339])، إذ ليس في غزوات النبي "صلى الله عليه وآله" ولا في سراياه أية واقعة حرب أخرى معروفة بهذا الاسم.
وما عرف في الجاهلية بهذا الاسم([340]) لم يكن للنبي "صلى الله عليه وآله" ولا لعلي "عليه السلام" أي ارتباط به..
كما أنها لم تكن لأجل تبرئة علي "عليه السلام" مما نسب إليه من الجور على من كان معه في اليمن، كما زعمه ابن كثير، ومن هم على شاكلته..
عيد الغدير عبر القرون والأحقاب:
هذا.. ولا حاجة بنا إلى إثبات أن عيد الغدير عيد إسلامي أصيل، وأنه لم يزل معروفاً بهذه الصفة منذ القرون الثلاثة الأولى.
وبذلك يظهر عدم صحة قول المقريزي عن عيد الغدير: "أول ما عرف في الإسلام بالعراق، أيام معز الدولة علي بن بويه، فإنه أحدثه في سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة، فاتخذه الشيعة من حينئذٍ عيداً"([341]).
فإن هذا القول لا يصح، ولا مجال لقبوله، فقد قال المسعودي: "وولْدُ علي رضي الله عنه، وشيعته يعظمون هذا اليوم"([342]).
والمسعودي قد توفي قبل التاريخ المذكور، أي في سنة 346 هـ.
وروى فرات بن إبراهيم، وهو من علماء القرن الثالث عن الصادق، عن أبيه، عن آبائهم "عليهم السلام"، قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وآله": "يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي الخ.."([343]).
وقد اعتبره أمير المؤمنين علي "عليه السلام" عيداً أيضاً، حيث إنه "عليه السلام" خطب في سنة اتفق فيها الجمعة والغدير، فقال: "إن الله عز وجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين..".
والخطبة طويلة يأمرهم فيها تفصيلاً بفعل ما ينبغي فعله في الأعياد، وبإظهار البشر والسرور، فمن أراد فليراجع([344]).
وقد روى فرات بسنده عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قلت: جعلت فداك، للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى، ويوم الجمعة، ويوم عرفة؟!
قال: فقال لي: "نعم، أفضلها، وأعظمها، وأشرفها عند الله منزلة، هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} الآية([345])"([346]).
وفي الكافي: عن الحسن بن راشد، عن الإمام الصادق "عليه السلام" أيضاً: أنه اعتبر يوم الغدير عيداً.
وفي آخره قوله: "فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيداً".
قال: قلت: فما لمن صامه؟
قال: "صيام ستين شهراً"([347]).
ويؤيده: ما رواه الخطيب البغدادي، بسند رجاله كلهم ثقات، عن أبي هريرة: من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم الخ.." ([348]).
وفي رواية أخرى: أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" أوصى علياً "عليه السلام" أن يتخذوا ذلك اليوم عيداً([349]).
وليراجع ما رواه المفضل بن عمر، عن الصادق "عليه السلام"([350]).
وما روي عن عمار بن حريز العبدي عنه "عليه السلام"([351]).
وعن أبي الحسن الليثي عنه "عليه السلام"([352]).
وعن زياد بن محمد عن الصادق "عليه السلام"([353]).
وعن سالم عن الإمام الصادق "عليه السلام"([354]).
وقال الفياض بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومائتين، وقد بلغ التسعين: إنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا "عليه السلام" في يوم الغدير، وبحضرته جماعة من خاصته، قد احتبسهم للإفطار، وقد قدم إلى منازلهم الطعام، والبر والصلات، والكسوة حتى الخواتيم والنعال، وقد غير من أحوالهم، وأحوال حاشيته، وجددت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقدمه([355]).
وفي المحتضر، بالإسناد، عن محمد بن علاء الهمداني الواسطي، ويحيى بن جريح البغدادي، قالا في حديث: قصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمي، صاحب الإمام أبي محمد العسكري "عليه السلام"، بمدينة قم، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبية عراقية، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغول بعيده، فإنه يوم عيد.
فقلنا: سبحان الله، أعياد الشيعة أربعة: الأضحى، والفطر، والغدير، والجمعة الخ.."([356]).
وبعد.. فقد حشد العلامة الأميني، في كتابه القيم: "الغدير" عشرات النصوص عن عشرات المصادر الموثوقة عند أهل السنة، والتي تؤكد على عيدية يوم الغدير في القرون الأولى، وأنه قد كان شائعاً ومعروفاً في العصور الإسلامية الأولى..
وتكفي مراجعة الفصل الذي يذكر فيه تهنئة الشيخين أبي بكر وعمر لأمير المؤمنين "عليه السلام" بهذه المناسبة، فقد ذكر ذلك عن ستين مصدراً..
هذا.. عدا المصادر الكثيرة التي ذكرت تهنئة الصحابة له "عليه السلام" بهذه المناسبة، وعدا المصادر التي نصت على عيدية يوم الغدير، فإنها كثيرة أيضاً([357]).
ومن ذلك كله يعلم: عدم صحة ما ذكره ابن تيمية عن عيد الغدير: "إن اتخاذ هذا اليوم عيداً لا أصل له، فلم يكن في السلف، لا من أهل البيت، ولا من غيرهم، من اتخذ ذلك عيداً"([358]).
فإنه كلام ساقط عن الإعتبار، لأنه لا يستند إلى دليل علمي، ولا تاريخي على الإطلاق.. وإنما الأدلة كلها على خلافه.
ماذا يقول شانئو علي ×؟!:
ذكرت بعض النصوص المتقدمة: أن صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة يعدل صيام ستين شهراً، ولكن نفوس شانئي علي "عليه السلام"، والمتحاملين عليه لم تحتمل سماع هذه الفضيلة له، فبادرت إلى تكذيبها بصورة قاطعة معززة بالأيمان المغلظة، وكان مستندهم في ذلك غريباً وعجيباً، فاستمع إلى ابن كثير وهو ينقل لنا ذلك عن الذهبي، فيقول عن هذا الحديث:
"إنه حديث منكر جداً، بل كذب، لمخالفته لما ثبت في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: أن هذه الآية نزلت في يوم الجمعة، يوم عرفة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بها كما قدمنا.
وكذا قوله: إن صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وهو يوم غدير خم، يعدل صيام ستين شهراً، لا يصح، لأنه قد ثبت ما معناه في الصحيح: أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهراً ـ هذا باطل.
وقد قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي بعد إيراده هذا الحديث: هذا حديث منكر جداً. ورواه حبشون الخلال، وأحمد بن عبد الله بن أحمد النيري، وهما صدوقان، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة.
قال: ويروى هذا الحديث من حديث عمر بن الخطاب، ومالك بن الحويرث، وأنس بن مالك، وأبي سعيد وغيرهم بأسانيد واهية.
قال: وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله "صلى الله عليه وآله" قاله، وأما: اللهم وال من والاه، فزيادة قوية الإسناد. وأما هذا الصوم فليس بصحيح، ولا والله، ما نزلت هذه الآية إلا يوم عرفة، قبل غدير خم بأيام، والله تعالى أعلم"([359]).
ونقول:
إن كلام الذهبي مرفوض جملة وتفصيلاً، وذلك لما يلي:
1 ـ قد ذكرنا: أن نزول الآية في يوم عرفة في ضمن سورة المائدة لا يعني عدم نزولها مرة أخرى بعد ثمانية أيام في غدير خم..
بل قد ذكرنا: أن ثمة آيات وسوراً قد نزلت أكثر من مرة لمناسبات اقتضت نزولها..
2 ـ إن هؤلاء قد رووا أيضاً: أن من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر([360]).
3 ـ عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه، عن رسول الله "صلى الله عليه وآله"، أنه كان يأمر بصيام البيض. ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. ويقول: "هو كصوم الدهر، أو كهيئة صوم الدهر"([361]).
4 ـ وعن علي "عليه السلام": "في رجب يوم وليلة، من صام ذلك اليوم، وقام تلك الليلة، كان له من الأجر كمن صام مائة سنة، وقام مائة سنة، وهي لثلاث ليال بقين من رجب، في ذلك اليوم بعث الله محمداً نبياً"([362]).
5 ـ وروي: من صام يوماً من رجب كان كصيام سنة([363]).
6 ـ عن ابن عمر عنه "صلى الله عليه وآله": صوم يوم عرفة صوم سنة([364]).
وفي نص آخر: يعدله بصوم سنتين([365]).
7 ـ عن أبي قتادة قال: صيام يوم عرفة يعدل السنة والتي تليها، وصيام عاشوراء يعدل سنة([366]).
8 ـ وروي مرسلاً: صيام كل يوم من أيام العشر كصيام شهر، وصيام عرفة كصيام أربعة عشر شهراً([367]).
9 ـ وعن ابن عباس، عنه "صلى الله عليه وآله": من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين، ومن صام يوماً من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوماً([368]).
10 ـ وروى البخاري، ومسلم، وأحمد، وابن ماجة وغيرهم: أن النبي "صلى الله عليه وآله" قال لعبد الله بن عمرو: صم ثلاثة أيام من الشهر صوم الدهر كله([369]).
فهل يستطيع العجلوني والذهبي، ومن ينسج على منوالهما أن يحكم بكذب هذه الروايات كلها وسواها مما يدخل في هذا السياق، مع أن بعضها وارد في صحاحهم، ولا يكاد يخلو منه كتاب حديث لهم يتعرض لثواب صيام الأيام..
أم أن وراء الأكمة ما وراءها من التحامل على علي "عليه السلام"، والتشكيك في كل ما يؤيد إمامته، ويدين ما جرى عليه وعلى زوجته فاطمة الزهراء "عليهما السلام" بعد وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟!
الإبتداع الغبي:
وقالوا عن سنة 389 هـ: "وفيها أرادت الشيعة أن يصنعوا ما كانوا يصنعونه من الزينة يوم غدير خم، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، فيما يزعمونه، فقاتلهم جهلة آخرون من المنتسبين إلى السنّة؛ فادعوا: أنّ في مثل هذا اليوم حصر النبي "صلى الله عليه وآله" وأبو بكر في الغار، فامتنعوا من ذلك"([370]).
واستمر أهل السنّة يعملون هذا العيد المزعوم دهراً طويلاً. وقد أظهروا فيه الزينة، ونصب القباب، وإيقاد النيران الخ.. ([371]).
ونقول:
لا ندري لماذا قاتل جهلة السنّة الشيعة الذين يريدون إقامة شعائرهم؟ ولماذا لا يردعهم عقلاؤهم عن أعمال كهذه، فيها تعدٍّ وظلم وبغي على الآخرين؟.
والأغرب من ذلك أن يبتدعوا عيداً جديداً لا يعترف لهم به علماؤهم، وهم من الحنابلة المتشدّدين في أُمور كهذه، ويرونها بدعة، وخروجاً على حدود الشرع والدين!!.
ثمّ نجد هذا العيد يستمر إلى عشرات السنين، دونما مانع أو رادع!!.
والذي يلفت النظر هو: أنّ المؤرّخين الذين هم على مذهب هؤلاء، ينسبون ذلك إلى العوام، ويتحاشون التعبير بكلمة (عيد) قدر الإمكان؛ فيقولون مثلاً: عمل عوام السنّة يوم سرور، وكأنّ الأسماء تغيّر الواقع وتلغيه!!
ولكن الذي يضحك الثكلى هو: أن التاريخ الذي ألزم هؤلاء أنفسهم به، وهو أن تكون هجرة النبي "صلى الله عليه وآله" وحصره بالغار، قد حصل في الثامن عشر من ذي الحجّة!!
فإن الأُمة بأسرها مجمعة على أنّ الهجرة قد كانت في شهر ربيع الأوّل، بلا شك ولا ريب في ذلك.
فكيف استمروا على ذلك عشرات السنين، ولم يتنبّه علماؤهم إلى خطأ ذلك وفساده؟!.
وإن كانوا قد تنّبهوا إليه، فلماذا سكتوا على ذلك، ولم يردعوهم عنه؟ أخوف الفضيحة والعار؟!.
مصادر حديث الغدير:
أما مصادر هذا الحديث الشريف، وهو نصب علي "عليه السلام" إماماً، وأخذ البيعة له من الناس في يوم الغدير، فقد كفانا العلامة الأميني في كتابه "الغدير" مؤونة جمع مصادره، فإنه قد أورد في كتابه هذا طائفة كبيرة من ذلك، ولكنه لم يستطع أن يستوعب أكثرها، ويمكن الإستدراك عليه بأكثر مما جمعه، خصوصاً إذا استفيد من الأجهزة الآلية الحديثة التي جمعت قسماً كبيراً من المؤلفات، وستبقى مصادر هذا الحديث تتنامى وتزداد تبعاً لتنامي رصيد هذا الجهاز، بما يضاف إليه من الكتب على امتداد الأيام..
ولذلك فنحن نكتفي بإرجاع القارئ إلى كتاب الغدير، ومن أراد المزيد فليراجع ما عداه من المصادر التي تعد بالمئات والآلاف بما في ذلك كتب الحديث، واللغة، والتاريخ، والأدب وما إلى ذلك..
حديث الغدير متواتر:
ولا شك في أن هذا الحديث متواتر أيضاً عن النبي "صلى الله عليه وآله"، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير. والروايات الصحاح والحسان كثيرة فيه، رغم أن تواتر الحديث يغني عن النظر في الأسانيد، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطِّلاع ولا بصيرة له في هذا العلم، فقد ورد مرفوعاً ـ كما قالوا ـ عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والعباس بن عبد المطلب، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وبريدة بن الحصيب، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وحبشي بن جنادة، وعبد الله بن مسعود، وعمران بن حصين، وعبد الله بن عمر، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وأسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسمرة بن جندب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم. وصحح عن جماعة منهم ممن يحصل القطع بخبرهم([372]).
وقد أحصى العلامة الأميني رواية مائة وعشرة من الصحابة لهذا الحديث، وربما يمكن إضافة عدد وافر منهم بالإستفادة من الجهاز الآلي (الكمبيوتر)، تبعاً لازدياد المصادر التي تضاف إلى ذاكرته.
وقال جمال الدين الحسيني الشيرازي: أصل هذا الحديث ـ سوى قصة الحارث([373]) ـ تواتر عن أمير المؤمنين "عليه السلام"، وهو متواتر عن النبي "صلى الله عليه وآله" أيضاً، ورواه جمع كثير، وجم غفير من الصحابة([374]).
وعن السيوطي أيضاً: إنه حديث متواتر([375]).
وعده المقبلي أيضاً في جملة الأحاديث المتواترة والمفيدة للعلم([376]).
وقال محمد الصنعاني: حديث الغدير متواتر عند أكثر أئمة الحديث([377]).
وعده العمادي الحنفي من المتواترات([378]).
وراجع كتاب تشنيف الآذان ص77، فإنه حكم بتواتره وذكر طائفة من طرقه أيضاً.
وقد أشار العلامة الأميني إلى طائفة من المؤلفات في حديث الغدير بلغت ستة وعشرين مؤلفاً.
كما أن للعلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي"رحمه الله" كتاباً بعنوان: "الغدير في التراث الإسلامي" صدر عن دار المؤرخ العربي في بيروت سنة 1414 هـ. أشار فيه إلى ما لم يذكره العلامة الأميني "رحمه الله".
وقد حكي عن الجويني الملقب بإمام الحرمين، أستاذ الغزالي: أنه كان يتعجب ويقول: "رأيت مجلداً في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم، مكتوباً عليه: المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله "صلى الله عليه وآله": "من كنت مولاه فعلي مولاه"، ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون" ([379]).
وقال الذهبي: رأيت مجلداً من طرق الحديث لابن جرير، فاندهشت له، ولكثرة تلك الطرق([380]).
أغرب وأعجب ما قرأت!!:
ومن غرائب الأمور ما نقرأه عن الفخر الرازي، الذي يعترف له كل أحد بالفضل ينساق وراء أهوائه، وينقاد لعصبيته وأحقاده، فيقول: "ظفرت بأربعمائة طريق إلى حديث الغدير، ومع ذلك لم يؤثر صحته في قلبي"([381]).
ونحن لا نريد التعليق على هذا الإعتراف البالغ الخطورة، بل نكل ذلك إلى ضمير القارئ ووجدانه الحي، ليعرف مع من نتعامل، وبمن ابتلي علي أمير المؤمنين "عليه السلام"، وإذا كان هذا حال الخلف، فليت شعري كيف كان حال السلف معه صلوات الله وسلامه عليه. علماً بأن الرازي يتهم بالتشيع أيضاً!!!
المنكرون والمشككون:
ولأجل ما قدمناه فلا يلتفت إلى من حاول الطعن العشوائي، والأهوائي في حديث الغدير، حتى لقد زعم التفتازاني: أن أكثر الذين تنسب إليهم رواية حديث الغدير لم يرووه على الحقيقة([382]).
وهو كلام تحكمي ليس له ما يبرره من الناحية العلمية.
وزعم ابن تيمية([383]): أنه لا ريب في كذب هذا الحديث.
وآخر طعن في حديث الغدير واعترف بصحة الدعاء، وقال: لم يخرِّج غير أحمد إلا الجزء الأخير من قوله: "اللهم وال من والاه الخ.."([384]).
مع أن أدنى مراجعة للمصادر تظهر زيف هذا الإدعاء..
وثمة من يقول: "لم يروه علماؤنا"([385]).
أو: لا يصح من طريق الثقات([386]).
أو قال: لم يذكره الثقات من المحدثين([387]).
وآخر يزعم: أنه لم يخرجه إلا أحمد في مسنده([388]).
وكل ذلك تحكم جائر، وتمحل غبي، يظهر عواره للعيان، حتى للعميان من الصبيان، فضلاً عن العوران والحولان..
وقد شحن العلامة الأميني "رحمه الله" كتابه الغدير بالنصوص المتضمنة لكثير من تأكيدات كبار علماء أهل السنة على صحة أو تواتر حديث الغدير بجميع فصوله ونصوصه. فراجع الجزء الأول منه..
نظرة في تواتر حديث الغدير:
نعود إلى التذكير والتأكيد على أن العلامة الأميني "رحمه الله" قد أحصى في كتابه النفيس "الغدير" مائة وعشرة من الصحابة رووا حديث الغدير، ورواه من التابعين أكثر من هذا العدد،
كما أن السيد عبد العزيز الطباطبائي قد أضاف بعضاً آخر إلى من روى حديث الغدير من الصحابة. فراجع كتابه: "على ضفاف الغدير".
ورواية هذا الجم الغفير قد جاءت على الرغم من محاربة الحكام الشرسة لكل من يتفوه بكلمة حول هذا الموضوع، الذي يرون أن روايته من أخطر الأمور عليهم وعلى مستقبلهم، وكل وجودهم.
ولذلك فهم لا يتورعون عن إلحاق أيٍ من أنواع الأذى إلى من يرويه، وبتشويه سمعته، واضطهاده وملاحقته بشراسة وقسوة للتخلص منه، بأي نحو كان.
على أن هناك طائفة كبيرة من الناس قد صدتها الأحقاد والضغائن عن رواية هذا الحديث.
قال ابن قتيبة الدينوري عن تعصب أهل السنة على علي "عليه السلام":
"وتحامى كثير من المحدثين أن يحدثوا بفضائله "كرم الله وجهه"، أو يظهروا ما يجب له.. وأهملوا من ذَكَرَه، أو روى حديثاً من فضائله، حتى تحامى كثير من المحدثين ثوابها، وعنوا بجمع فضائل عمرو بن العاص، ومعاوية!! كأنهم لا يريدونهما بذلك. بل يريدونه.
فإن قال قائل: أخو رسول الله "صلى الله عليه وآله" علي، وأبو سبطيه الحسن والحسين، وأصحاب الكساء: علي، وفاطمة، والحسن والحسين، تمعَّرت الوجوه، وتنكرت العيون، وطرَّت حسائك الصدور.
وإن ذكر ذاكر قول النبي "صلى الله عليه وآله": "من كنت مولاه فعلي مولاه"، و "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" واشباه هذا التمسوا لتلك الأحاديث المخارج ليتنقصوه ويبخسوه حقه". انتهى([389]).
ثم إن أكثر من حضر يوم الغدير كان من أعراب البوادي، الذين ذهبوا وذهب ما عندهم، ولم ينقل شيء عنهم إلى غيرهم إلا ما شذ.
ولنا أن نقول:
إن تواتر هذا الأمر الذي يحاربه الأكثرون، ويعاقَبُ من يرويه بأشد ما يكون. لا يحتاج إلى كل هذا العدد الهائل، بل يكفي لإثباته، وظهور تواتره خمس هذا العدد، أو أقل من ذلك، ما دام أن الراوي له إنما يحمل دمه على كفه، ويخاطر بروحه ونفسه، ويسير إلى حتفه بظلفه..
طرق حديث الغدير:
قال العلامة الأميني "رحمه الله": "رواه أحمد بن حنبل من أربعين طريقاً، وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقاً، والجزري المقري من ثمانين طريقاً، وابن عقدة من مائة وخمس طرق، وأبو سعيد السجستاني من مائة وعشرين طريقاً، وأبو بكر الجعابي من مائة وخمس وعشرين طريقاً، وفي تعليق هداية العقول ج2 ص30 عن الأمير محمد اليمني (أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر): إن له مائة وخمسين طريقاً"([390]). وكذا في طبق الحلوى، عن السيد محمد إبراهيم.
وأنهاها أبو العلاء العطار إلى مائتين وخمسين طريقاً([391]).
وجمع الدارقطني الحافظ طرقه في جزء([392]).
وجمع الحافظ ابن عقدة الكوفي كتاباً مفرداً فيه الخ.. ([393]). عن سبعين صحابياً وأكثر([394]).
وقال العسقلاني في فتح الباري: "وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي، وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان"([395]).
وقال العاصمي: "هذا حديث تلقته الأمة بالقبول، وهو موافق بالأصول"([396]).
وقال ابن عبد البر عن حديث المؤاخاة، وحديثي الراية والغدير: "وهذه كلها آثار ثابتة"([397]).
وقال ابن المغازلي عن هذا الحديث: "وقد رواه نحو مائة نفس، منهم العشرة المبشرة، وهو حديث ثابت، لا أعرف له علة"([398]).
وفي سر العالمين: "أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم، باتفاق الجميع"([399]).
وفي المناقب لابن الجوزي: "اتفق علماء السير"([400]).
وقال السمناني: "هذا حديث متفق على صحته"([401]).
وقال الذهبي: "صدر الحديث متواتر، أتيقن أن رسول الله قاله "صلى الله عليه وآله"، وأما "اللهم وال من والاه.." فزيادة قوية الإسناد"([402]).
كما أن شمس الدين الجزري روى حديث الغدير من ثمانين طريقاً، وأفرد في إثبات تواتره رسالته أسنى المطالب. وقال بعد ذكر مناشدة أمير المؤمنين "عليه السلام" يوم الرحبة: "هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي "عليه السلام".."([403]).
لماذا ينكرون التواتر؟!:
والذين حاولوا أن ينكروا تواتر حديث الغدير إنما أرادوا أن يعتبروه من أخبار الآحاد، ربما لكي يلزموا الشيعة بذلك، وليسقطوا احتجاجهم به، لأن الشيعة متفقون على لزوم التواتر فيما يستدل به على الإمامة([404]).
وقد غفلوا عن أن المتواتر عند بعض طائفة من علماء أهل نحلتهم هو: ما يرويه ثمانية من الصحابة([405])، أو أربعة منهم([406])، أو خمسة([407])، بل إن هذا المدعي نفسه يجزم بتواتر حديث الأئمة من قريش، وقد رواه عندهم ثلاثة أشخاص هم: أنس، وابن عمر، ومعاوية، وروى معناه ثلاثة آخرون هم: جابر بن سمرة، وجابر بن عبد الله، وعبادة بن الصامت([408]).
ومنهم من يحكم بتواتر حديث روي باثنتي عشرة طريقاً([409])، وجوَّد السيوطي قول من حدد التواتر بعشرة([410]).
فكيف إذا كان الحديث مروياً بمئات الطرق ذكر منها بعضهم مائة وخمسين، وبعضهم الآخر مائتين وخمسين طريقاً عن أكثر من مائة وعشرة من الصحابة؟!
أما أحمد أمين، فقد فضح نفسه، حين اكتفى بالقول: إن الشيعة يروون حديث الغدير عن البراء بن عازب.. فاقرأ واعجب، فما عشت أراك الدهر عجباً!!
الغدير لم يخرِّجه الشيخان:
وطعن بعضهم في حديث الغدير: بأن البخاري ومسلم لم يخرِجاه([411])، بل قال بعضهم: إن أحداً من أصحاب الصحاح لم يخرجه([412]). مع أن الترمذي قد أخرجه في صحيحه، وكذلك ابن ماجة في سننه، فضلاً عمن عداهم، مثل الضياء في المختارة وغيره.
وعدم إخراج الشيخين له إنما يوجب الطعن بهما، من حيث إنه يشير إلى تعصبهما، ومجانبتهما سبيل الإنصاف، واتباعهما طريق الإعتساف..
على أن هناك آلافاً من الأحاديث التي لم يخرجها الشيخان، فراجع المستدرك للحاكم، وتلخيصه للذهبي، فضلاً عن مستدركات أخرى ذكرها آخرون، فهل يرضى هؤلاء بإهمالهما، أو بطمسهما؟!
الفصل الخامس:
في ظلال حديث الغدير
بـدايـة:
كان حديثنا في الفصل يهدف إلى إعطاء لمحة عن الحدث الخالد الذي جرى في غدير خم، ولمحة أخرى عن تواتر أسانيده، وثبوته بصورة قاطعة لكل عذر، بعيدة عن أي ريب.
ونريد هنا أن نعمق فهمنا لمرامي الأقوال والتوجيهات، والتحركات، والإجراءات في المواقف المختلفة، لنستفيد الفكرة الهادية، والعبرة الصادقة، والوعي الصحيح، والعميق لسياسة الإسلام، القائمة على الحق والعدل، والهدى الإلهي، فنقول:
الخروج السريع من مكة:
إن من جملة ما لا بد أن يثير انتباه الناس، ليتبلور لديهم أكثر من سؤال هو إسراعه "صلى الله عليه وآله" في الخروج من مكة، حتى إنه "صلى الله عليه وآله" لم يطف بالبيت، بل هو لم يدخل إلى المسجد الحرام أصلاً، ولو لإلقاء نظرة الوداع على بيت الله تبارك وتعالى..
ولا أحد من الناس يجهل مدى علاقة النبي "صلى الله عليه وآله" ببيت الله، وحبه له، فلا بد أن يتساءلوا عن أسباب هذه السرعة في المغادرة، وأن يربطوا بين الخروج على هذا النحو وبين ما جرى في مكة وفي منى، حيث واجهته قريش، ومن يدور في فلكها بالأذى والخذلان.. وبين ما يجري في غدير خم.
إرجاع المتقدم وحبس المتأخر:
وإذا اتصل بهذا الإجراء إجراء آخر يتمثل في أنه "صلى الله عليه وآله"، حين وصل إلى غدير خم، وقف حتى لحقه من تأخر بعده، وأمر برد من كان تقدم، فإنهم سيعرفون أن ثمة أمراً سيحدث، وأنه سيكون بالغ الأهمية أيضاً، وسيتوقعون أن يكون اتصاله بما جرى في منى وعرفات قوياً، وسيفتحون آذانهم، وتتعلق قلوبهم بكل حركة تصدر عنه، أو كلمة يتفوه بها..
الدوحات الخمس منطقة محظورة:
ويتأكد هذا الأمر لديهم حين منعهم من النزول تحت الشجرات، الخمس دوحات المتقاربات العظام، اللواتي أمر بإزالة الشوك، وتمهيد المكان عندها، حتى إذا نودي بالصلاة عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، ثم نصَّب لهم علياً "عليه السلام"([413]).
دقة وبلاغة في أسلوب الإبلاغ:
ثم إن النبي "صلى الله عليه وآله" قد اتبع أساليب بالغة الدقة في واقعة الغدير، بهدف رفع مستوى الإطمينان إلى دقة وشمولية المعرفة بما يجري، واتساع نطاقها إلى أبعد مدى، حتى ليكاد الباحث يجزم بأن كل فرد فرد من المسلمين قد وقف على ما يراد إيقافه عليه، وعرف حدوده وتفاصيله، ودقائقه، وحقائقه، بل لقد صرحت بعض الروايات بهذه الشمولية، بالقول:
"وأخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون، ثم قال: اللهم وال من والاه الخ.."([414]).
وفي نص آخر عن زيد بن أرقم: فقلت لزيد: سمعته من رسول الله "صلى الله عليه وآله"؟
فقال: وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه، وسمعه بأذنيه([415]).
ويؤكد ذلك سائر الإجراءات التي اتخذت، والبيانات التي قيلت، كما ربما يتضح جانب منه إن شاء الله تعالى.
رفع مستوى اليقظة والتنبه:
إن حبس المتقدمين وإرجاعهم، وانتظار وصول واجتماع المتأخرين منهم، سيثير لدى أولئك الناس أكثر من سؤال، وسيجعلهم أشد انتباهاً ويقظة، وسعياً لفهم مغزى هذا الإجراء النبوي، ولن تؤثر سائر الصوارف على تشويش الفكرة التي يراد إيصالها إليهم..
حر الرمضاء:
وزاد من شعورهم بخطورة ما يريد "صلى الله عليه وآله" أن ينتهي بهم إليه أن هذه الإجراءات كلها إنما تتم في حر الهاجرة الذي يصرح بعض هؤلاء بأنه كان بالغ الشدة إلى حد أن زيد بن أرقم يقول: ما أتى علينا يوم كان أشد حراً منه([416]). فخطب خطبته هناك، وبدأت إجراءات البيعة والتهنئة لعلي "عليه السلام".
أكثر من خطبة:
ويبدو أنه "صلى الله عليه وآله" قد خطب في ذلك المكان أكثر من مرة، فإن النصوص تشير تارة إلى أن ذلك قد كان ظهراً في حر الهاجرة، وبعضها قال: إنه فعل ذلك عشية بعد الصلاة([417]).
فإذا لاحظنا اختلاف نص الخطب المنقولة، فسوف يترجح لدينا احتمال تعدد الخطبة في أيام الثلاثة..
وبعض نصوص الغدير تقول: "ينادي رسول الله بأعلى صوته"([418]).
الحديث عن الضلال والهدى:
وقد استهل "صلى الله عليه وآله" خطبته يوم الغدير بالحديث عن الضلال والهدى، وكل الناس يحبون ويعتزُّون بأن يعدوا أو أن يوصفوا بالهداية، ويربأون بأنفسهم عن الاتصاف بالضلال والغواية.
وهذا مغروس في طبائعهم، ومستقر في نفوسهم، وكل منهم يحب أن يعرف موقعه بالنسبة لطريقي الهدى والضلال.. ولا سيما إذا جاء هذا من قبل نبي يبلغهم عن الله، ومتصل بالغيب، ومطَّلع عليه.
وقد أظهرت بداية كلامه "صلى الله عليه وآله" أنه يريد أن يبين لهم أمراً يرتبط بهذا الأمر بالذات، الذي يعني كل شخص مباشرة، ولا يستطيع أن يتجاهله، ويمضي عنه.
يوشك أن أدعى فأجيب:
ثم ساق "صلى الله عليه وآله" الكلام في اتجاه مثير لمشاعر الخوف من المجهول، والرهبة من فقدان ما يرون فيه الضمان، ويشعرون معه بالسكينة والأمان، حين قال: يوشك أن أدعى فأجيب، موضحاً لهم: أن هذا الأمر الذي يريد بيانه، يفيد في هدايتهم وحفظهم في خصوص تلك المرحلة المخيفة، وهي مرحلة ما بعد موته "صلى الله عليه وآله".
إني مسؤول، وأنتم مسؤولون:
ثم قد أكد "صلى الله عليه وآله" حساسية هذا الأمر الذي يريد أن يثيره أمامهم حين قال لهم: إني مسؤول، وأنتم مسؤولون.. فما أنتم قائلون؟!
مما يعني: أن تملصهم من المسؤولية في الدنيا لا يجديهم، لأن الحساب سيكون أمامهم في الآخرة، فلا منجا ولا مهرب منه، ولا مفر ولا محيص عنه.
بل قرر أنه هو "صلى الله عليه وآله" أيضاً مسؤول ومحاسب. وسيرى الخلائق في الآخرة كما هو الحال في الدنيا أنه قد أبلغهم ما أمره الله بإبلاغه إياهم على أتم وجه.
ولذلك قالوا: نشهد أنك قد بلغت، ونصحت، وجهدت..
التذكير بالركائز العقائدية:
ثم ذكرهم "صلى الله عليه وآله" بالركائز العقائدية الصحيحة، التي تضع كل إنسان أمام مسؤولياته.. كما أنها تمثل الحافز القوي للالتزام بأوامر الله الواحد الأحد، والإنتهاء بنواهيه المتمثلة بالشريعة والأحكام، والإلتزام بالحقائق الإيمانية، وكل ما جاءهم به رسول الله "صلى الله عليه وآله" عن الله تبارك وتعالى..
ثم بين لهم سبل الرشاد والهداية إلى ذلك كله وهو الالتزام بالثقلين، وهما كتاب الله والعترة.
الأسئلة التقريرية هي الأهم:
ثم تأتي بعد ذلك الأسئلة التقريرية، التي واجههم بها التي فرضت عليهم التنبه التام، وأن تنشد القلوب والعقول إلى النتيجة التي يريد أن ينتهي إليها. وليكون الجميع قد استنفروا كل قواهم لتلقي كل كلمة، واستنطاق كل حرف يتفوه به، لتقوم بذلك الحجة عليهم، وليأخذوا الأمر بجدية تامة، من دون أن يفسح المجال لأي تأويل أو اجتهاد يرمي إلى تمييع القضية، والإنتقاص من حيويتها، ومن الشعور بخطورتها وأهميتها.
أما مضمون الأسئلة فكان هو الأهم، والأجدر بالتأثير، حيث إنه بعد سؤاله عن أولويته بالمؤمنين ـ بما هم جماعة([419]) ـ من أنفسهم، سألهم عن أولويته بكل فرد فرد من نفسه.. فأعطاهم الإنطباع بأن الأمر يعني كل فردٍ فردٍ منهم، بشخصه، وبلحمه ودمه، وكل وجوده.
ثم هو يسألهم عن حدود سلطتهم على أنفسهم، ويريد أن يسمع إقرارهم له بأن سلطته وولايته عليهم، وموقعه منهم فوق سلطة وموقعية وولاية أمهاتهم وآبائهم، وحتى أنفسهم على أنفسهم.
وهذا يؤكد لهم: أن القرار الذي يريد أن يتخذه يعنيهم في صميم وجودهم، وينالهم في أخص شؤونهم وحالاتهم، ولا بد أن يزيد هذا الأمر من اهتمامهم بمعرفة هذا الأمر الخطير، والتعامل معه بإيجابية متناهية.
ثم إنه "صلى الله عليه وآله" لم يكتف بسؤالهم عن ذلك لمرة واحدة، بل كرر السؤال عن نفس الأمور الأساسية والحساسة عليهم ثلاث مرات على سبيل التعميم أولاً، ثم على سبيل التحديد والتشخيص بفرد بعينه أخرى، فقد روي أنه "صلى الله عليه وآله" قال: أيها الناس، من أولى الناس بالمؤمنين.
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: أولى الناس بالمؤمنين أهل بيتي. يقول ذلك ثلاث مرات.
ثم قال في الرابعة، وأخذ بيد علي: اللهم من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ـ يقولها ثلاث مرات ـ ألا فليبلغ الشاهد الغائب([420]).
وفي نص آخر: كرر ذلك أربع مرات([421]).
وعن البراء بن عازب: أن النبي "صلى الله عليه وآله" نزل بعد حجته في بعض الطريق، وأمر بالصلاة جامعه، فأخذ بيد علي، فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!
قالوا: بلى.
قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟!
قالوا: بلى.
قال: فهذا ولي من أنا مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه([422]).
وفي نص آخر عن البراء: خرجنا مع رسول الله "صلى الله عليه وآله" حتى نزلنا غدير خم، بعث منادياً ينادي. فلما اجتمعنا قال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: ألست أولى بكم من أمهاتكم؟
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: ألست أولى بكم من آبائكم؟
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: ألست؟ ألست؟ ألست؟
قلنا: بلى يا رسول الله.
قال: >من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه<.
فقال عمر بن الخطاب: هنيئاً لك يا بن أبي طالب، أصبحت اليوم ولي كل مؤمن([423]).
فليبلغ الشاهد الغائب:
ثم إنه "صلى الله عليه وآله" لم يتكل على ما يعرفه من رغبة الناس بنقل ما يصادفونه في أسفارهم، إلى زوارهم بعد عودتهم، فلعل أحداً يكتفي بذكر ذلك فور عودته، ثم لا يعود لديه دافع إلى ذكره في الفترات اللاحقة، فجاء أمر رسول الله "صلى الله عليه وآله" لهم ليلزمهم بإبلاغ كل من غاب عن هذا المشهد، مهما تطاول الزمن، وجعل ذلك مسؤولية شرعية في أعناقهم.
وبذلك يكون قد سد باب التعلل من أي كان من الناس بادعاء أن أحداً لم يبلغه هذا الأمر، وأنه إنما كان قضية في واقعة، وقد لا ينشط الكثيرون لذكرها، إن لم يكن ثمة ما يلزمهم بذلك.. ولعلهم قد كانت لديهم اهتمامات أخرى شغلتهم عنها..
العمائم تيجان العرب:
قال الزبيدي: "ومن المجاز: عُمِّمَ ـ بالضم ـ أي سُوِّد، لأن تيجان العرب العمائم، فكلما قيل في العجم: توج، من التاج قيل في العرب: عمم.. وكانوا إذا سودوا رجلاً عمموه عمامة حمراء، وكانت الفُرْسُ تتوج ملوكها، فيقال له: المتوج.." ([424]).
وقال: "والعرب تسمي العمائم التاج، وفي الحديث: "العمائم تيجان العرب" جمع تاج، وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر، أراد أن العمائم للعرب بمنزلة التيجان للملوك؛ لأنهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس، والعمائم فيهم قليلة.. والأكاليل: تيجان ملوك العجم. وتوّجه: أي سوّده، وعممه"([425]).
وعن رسول الله "صلى الله عليه وآله": "العمائم تيجان العرب"([426]).
وعن علي "عليه السلام" قوله: عممني رسول الله "صلى الله عليه وآله" يوم غدير خم بعمامة، فسدلها خلفي (أو فسدل طرفها على منكبي)، ثم قال: "إن الله أمدَّني (أيدني) يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمة".
وقال: "إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان"([427]).
وعن ابن شاذان في مشيخته عن علي "عليه السلام": أن النبي "صلى الله عليه وآله" عممه بيده، فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه، ثم قال له النبي "صلى الله عليه وآله": أدبر.
فأدبر.
ثم قال له: أقبل.
فأقبل.
وأقبل على أصحابه، فقال النبي "صلى الله عليه وآله": هكذا تكون تيجان الملائكة([428]).
والعمامة التي عممه بها تسمى السحاب([429]).
وقد قال ابن الأثير: "كان اسم عمامة النبي "صلى الله عليه وآله" السحاب"([430]).
قال الملطي: "قولهم ـ يعني الروافض ـ: علي في السحاب. فإنما ذلك قول النبي "صلى الله عليه وآله" لعلي: أقبل، وهو معتم بعمامة للنبي "صلى الله عليه وآله" كانت تدعى "السحاب"، فقال "صلى الله عليه وآله": قد أقبل علي في السحاب، يعني في تلك العمامة التي تسمى "السحاب"، فتأولوه هؤلاء على غير تأويله"([431]).
وقال الغزالي والحلبي والشعراني: "وكانت له عمامة تسمى السحاب، فوهبها من علي، فربما طلع علي فيها، فيقول "صلى الله عليه وآله": طلع علي في السحاب"([432]).
ونقول:
إن لنا مع النصوص المتقدمة وقفات هي التالية:
الرمز والشعار:
إننا نلاحظ: أنه "صلى الله عليه وآله" قد مازج بين واقع ما يجري، وبين الرمز المشير، الذي يجعل الإنسان يعيش الشعور التمثلي الرابط بين الرمز وبين حركة الواقع.
1 ـ فيرى كيف يسبغ النبي "صلى الله عليه وآله" على علي "عليه السلام" مقام الرئاسة والسيادة، وذلك حين يعممه بيده. ولا يأمره بلبس العمامة، وكأنه يريد أن يحسس الناس بأنه يريد أن يجعل من هذه الحركة الرمزية وسيلة لإنشاء مقام الحاكمية له..
2 ـ ثم إنه "صلى الله عليه وآله" يختار أن تكون العمامة التي يتوِّجه بها هي نفس العمامة التي عرف الناس أنها له، حتى بما لها من اسم ومن خصوصية مميزة.. ليشير بذلك إلى أنه إنما يعطيه الموقع الذي هو له، أو انه يريده أن يكون امتداداً له فيما يمثله، وفيما يوكل إليه من مهام..
3 ـ ثم هو يتجاوز الفعل إلى القول، فيعلن: أنه يقصد بفعله هذا تكريس معنى السيادة والحاكمية فيه من خلال هذا التتويج، ما دام أن العمائم تيجان العرب.
4 ـ ثم تجاوز ذلك إلى إعطاء هذا التصرف المقصود مضموناً دينياً عميقاً، ومثيراً، حين أعلن أن ما فعله بعلي "عليه السلام" لا يشبه لبس الآخرين من الأسياد والحاكمين لعمائم سيادتهم، بل هي سيادة خاصة تمتد قداستها، بعمقها الروحي، وبمضمونها الإيماني المرتبط بالسماء، ما دام أن الملائكة فقط هم الذين يعتمون هذه العمة.
5 ـ ولم يكن فعل الملائكة هذا مجرد ممارسة لأمر يخصهم، ولا كان يريد لعلي "عليه السلام" أن يتشبه بهم فيه، أو أن يكون له شبه بهم.. بل هو فعل له ارتباطاته الواقعية والعملية، بنفس حركة علي "عليه السلام" الجهادية والإيمانية، حيث قرر: أن الملائكة إنما تعتم بهذه العمامة في خصوص بدر وحنين.. وهما الواقعتان المتشابهتان جداً في كثير من خصوصياتهما، والمتميزتان بأن علياً "عليه السلام" جاء بالنصر فيهما، ولم يكن لأي من مناوئي علي "عليه السلام" أي دور أو أثر إلا الفرار من الزحف، وربما الممالأة لأهل الشرك على أهل الإيمان..
في حين أن الإسلام كله كان رهن النصر الذي أحرزه سيف علي "عليه السلام" دون سواه.
6 ـ ثم جاء التصريح بعد التلميح ليؤكد على أن هذه العمامة بما لها من دلالات وخصوصيات ترمز إلى أمر أهم من ذلك كله، وهو: أنها الحد الفاصل بين الإيمان الخالص وبين دنس الشرك، بمختلف مظاهره وحالاته وحتى لو بمستوى أن يراود خاطر أي من الطامحين والطامعين، أو تلوث وجدانه استجابة لأي طمع بالحياة الدنيا.
7 ـ أما ما نسبه الملطي للروافض، من أنهم قد تأولوا قول النبي "صلى الله عليه وآله": "طلع علي في السحاب"، فلعله لا يقصد بالروافض الإمامية الاثني عشرية أعزهم الله تعالى.. فإننا لا نشعر أن لديهم أي تأويل يعاني من أية شائبة تذكر..
أما غيرهم، فإن كان الملطي صادقاً فيما يقول، فلسنا مسؤولين عن أفعال وأقوال أهل الزيغ، بل سنكون مع من يناوئهم، ويدفع كيدهم، ويسقط أباطيلهم.
نعوذ بالله من شرور أنفسنا:
ثم إن الإنسان قد لا يجد في نفسه دافعاً نحو ارتكاب بعض الأمور إلا إذا كان هناك تزيين شيطاني، ووسوسة، وسعي لقلب الحقائق، وجعل القبيح حسناً، والحسن قبيحاً، ولو بربطه بأمور أخرى تكون ظاهرة الحسن أو القبح، أو الإيهام بأن هذا مصداق لها، وفي جملة منطبقاتها، ولو عن طريق الإدعاء والتخييل.
وهذا ما يعبر عنه بالتزيين الشيطاني الذي يظهر القبح بصورة الحسن، قال تعالى: {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ}([433]). {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ}([434]). {زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ}([435]). {وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ}([436]). {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ}([437]) وآيات كثيرة أخرى.
وهناك أمور لا يحتاج الإنسان للاندفاع إليها إلى تزيين شيطاني، بل تكون هي بنفسها تملك زينة ظاهرة، تلائم نوازع النفس الأمارة، فيتلهى الإنسان بزينتها تلك عن التدبر في واقعها السيء، الذي قد يكون بمثابة السم المهلك.
وربما يكون الأمر من قبيل الدواء الذي يشفي المريض، لكن النفس الأمارة حين تتلاءم مع بعض حالات ذلك الدواء، كما لو كان له طعم العسل مثلاً، تخرج فيه عن المقدار المفيد، وتتناوله على غير الوصف الذي حُدِّد له، فيفقد تأثيره من أجل ذلك، أو يصبح مضراً، وربما يؤدي إلى الهلاك في بعض الأحيان..
والإمارة والسلطان هي من الأمور التي تتلاءم في بعض جوانبها مع نوازع النفس الأمارة، فتندفع إليها، ولا تهتم بواقعها السيء، المتمثل في كونها ظلماً وعدواناً على الناس، واغتصاباً لحق الغير.. بل هي حين تفقد شرعيتها تمرد على الله، وتعدٍ على حاكميته المطلقة، وتجاوز لحدوده..
ولأجل ذلك نلاحظ: أنه "صلى الله عليه وآله" قد بدأ خطبته بالإستعاذة بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، التي هي الأكثر فعالية، والأشد تأثيراً في الإندفاع إلى التعدي على حدود الله، وغصب الحاكمية من صاحبها الشرعي، والتعدي على حقوق الناس وظلمهم.
لا هادي لمن أضل الله:
ثم إنه "صلى الله عليه وآله" بعد أن استعاذ بالله من شرور الأنفس، وسيئات الأعمال، لكي لا يستسلم الناس لدواعي الغفلة، عرفهم أن الله الذي يعيذهم هو المالك الحقيقي للتصرف، وأن لجوءهم إليه، إذا كانوا صادقين فيه، سوف يجعلهم في حصنٍ حصين، وسيعني هذا اللجوء أنهم يستحقون أن يعود عليهم بالفضل، ويفتح أمامهم أبواب الرحمة.
ولن تستطيع أية قوة أن توصد تلك الأبواب، بل لا بد أن يبقوا في ذلك الحصن الحصين، والمكان الأمين ما شاؤوا.. وما استقاموا على طريق الحق.
وحين يتسبب العبد بأن توصد أمامه أبواب الرحمة والهداية، فلن يستطيع أحد أن يفتح تلك الأبواب أمامه، إلا إذا أصلح ذلك العبد ما أفسده، واستحق أن يعود الله عليه بالرحمة، فإن الله تعالى وحده دون سواه هو الذي يفتح أمامه تلك الأبواب من جديد، على قاعدة: {مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحَكِيمُ}([438]). وهذا البيان يفسر لنا قوله "صلى الله عليه وآله": لا هادي لمن أضل الخ..
الإقرار بالإعتقادات:
ثم إنه "صلى الله عليه وآله" بادر إلى الشهادة لله بالوحدانية، والإقرار على نفسه بالعبودية لله، ولها بالرسولية، توطئة لتقرير ذلك الحشد بمثل ذلك، وتسهيلاً للإقرار به عليهم، ورفعاً لاستهجانهم، وإبعاداً لأي ظن أو احتمال قد يراود أذهانهم فيما يرتبط بمستوى الثقة، واليقين بصدق إيمانهم. فإن ذلك أدعى لإلزامهم فيما يلزمون به أنفسهم، وأقوى في تعظيم أمر النكث وتهجينه، واستقباح صدوره منهم، إن لم يكن تديناً وخوفاً من العقوبة في الآخرة، فالتزاماً بالإعتبارات التي ألزموا بها أنفسهم في الحياة الدنيا.
فهو يستعين بكل ما لا مانع شرعاً من الإستعانة به لدفع الفساد، والإفساد، وتضييق الخناق على الباطل، وتأكيد وضوح الحق، فهو نظير قول أمير المؤمنين "عليه السلام" لأصحابه: أما تستحيون؟! أما تغارون؟! نساؤكم يزاحمن العلوج في الأسواق؟!([439]).
فإنه "عليه السلام" يريد أن يحرك فيهم معنى الحياء والغيرة، لكي يبادروا إلى منع ما قد ينشأ عنه الفساد، ولو في أدنى مستوياته.
وهكذا فعل رسول الله "صلى الله عليه وآله" فإنه ذكرهم بأصل التوحيد، فشهدوا لله تعالى بالوحدانية، وبأصل النبوة، فشهدوا له "صلى الله عليه وآله" بأنه رسول من الله إليهم، مما يعني أن ما يأتيهم به هو من عند الله.
وذكَّرهم بالنار التي يعاقب بها المتمردون على الله، المخالفون لرسوله، وبالجنة التي يثاب بها المطيعون لهما، وبأن الموت حق، والبعث والحساب حق، فلماذا يتعلقون بالدنيا، ويفسدون آخرتهم من أجلها..
ثم ذكَّرهم بالإمامة، وبما يحفظ من الهداية والضلال، وبميزان الأعمال من خلال التأكيد على حديث الثقلين.
كل ذلك توطئة لنصب أمير المؤمنين "عليه الصلاة السلام" ولياً وهادياً، ومرجعاً وإماماً.
الحساب على الحب والبغض:
وربما يسعى بعض الناس إلى إشاعة المفهوم القائل: إن أمر الحب والبغض ليس اختيارياً، وذلك ليتسنى لهم التملص من تبعات حبهم لمن يبغضهم الله، وبغضهم لمن يحبهم الله تبارك وتعالى.
باعتبار أن الإنسان لا يحاسب على الحب والبغض إلا إذا ظهرت آثارهما في مقام العمل، فالحساب إنما يكون عليه، لا عليهما.
ولكن ما ورد في كلام الرسول "صلى الله عليه وآله" يوم غدير خم يدل على خلاف ذلك، حيث دعى "صلى الله عليه وآله" لمحب علي "عليه السلام"، ودعا على مبغضه، فقال: "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه".
ولأجل ذلك، أوجب تعالى حب أهل الإيمان وبغض أهل الضلال والكفر والطغيان. وعاتب وعاقب من يخالف ذلك.. وتجد في الآيات والروايات ما يؤكد هذا الأمر، فراجع.
وأدر الحق معه حيث دار:
وقد ضمَّن النبي "صلى الله عليه وآله" دعاءه لعلي "عليه السلام" يوم الغدير قوله: "وأدر الحق معه حيث دار"، فدل ذلك على أن المولوية التي جعلها له "عليه السلام" تختزن معنى الحق والمسؤولية عنه، علماً أو عملاً، أو كلاهما. إذ لولا ذلك لم يحتج إلى هذا الدعاء.
حديث الثقلين:
وهذه المسؤولية عن الحق هي التي فرضت أن يقرن "صلى الله عليه وآله" بين القرآن والعترة لحفظ الأمة من الضلال، وجعل استمرار هذا الاقتران بينهما من مسؤولية الأمة أيضاً.
ولا بد أن يكون اقتراناً متناسباً مع شمولية القرآن، ومع ما تضمنه من حقائق، وما يتوخى من موقف للأمة تجاهه.. ومع مسؤولية العترة تجاه القرآن في مجال العلم والعمل، والتربية، وما يترتب على ذلك من لزوم الطاعة والنصرة، وما إلى ذلك.. ولا يكون ذلك إلا بالتمسك به، وبالعترة في العلم وفي العمل والممارسة.. سواء في الأحكام أو في القضاء بين الناس، أو في السياسات، أو في الإعتقادات، أو في الأخلاق، و في كل ما عدا ذلك من حقائق، لهج وصرح بها القرآن الكريم، وهذا يختزن معنى الإمامة بكل أبعادها وشؤونها..
وانصر من نصره:
ويؤكد هذا المعنى، ويزيده رسوخاً قوله "صلى الله عليه وآله": "وانصر من نصره، واخذل من خذله.."، فإن إيجاب النصر له على الناس، وتحريم الخذلان إنما هو في صورة التعرض للتحدي، والمواجهة بالمكروه، من أي نوع كان، ومن أي جهة صدرت.
وذلك يشير إلى: أنه "عليه السلام" هو المحق في كل نزاع يحاول الآخرون أن يفرضوه عليه، وأن على الأمة نصره، بردع المعتدي، فإن لم تستطع، فلا أقل من أن لا تنصر أعداءه، وأن تعتقد بأن غيره ظالم له، معتد عليه، مبطل في ما يدَّعيه.
وقد جاءت هذه الإشارات اللائحة، والدلالات الواضحة قبل وفاته "صلى الله عليه وآله" بيسير، وقد واجه علي "عليه السلام" المحنة التي فرضها عليه نفس هؤلاء الذين خاطبهم رسول الله "صلى الله عليه وآله" بهذا الخطاب!! واستنطقهم، وقررهم، وردوا عليه الجواب. وهم الذين هنأوا علياً "عليه السلام"، وبخبخوا له، وبايعوه، حتى قال ابن عباس: وجبت ـ والله ـ في أعناق القوم.
أمهات المؤمنين يهنئن علياً ×:
وقد تقدم: أنه "صلى الله عليه وآله" قد أمر أمهات المؤمنين بأن يسرن إلى علي "عليه السلام" ويهنئنه، ففعلن، وما ذلك إلا لأنه يريد أن يقطع العذر لمن تريد منهن أن تشن عليه حرباً ضروساً، يقتل فيها المئات والألوف، فلا تدَّعي أنها لم تعرف شيئاً مما جرى في يوم الغدير، لأنها كانت معزولة في خدرها عن الحدث، رهينة الحجاب المفروض عليها.
أو أن تدّعي: أن ما عرفته من أفواه الناس من أقاربها كان لا يقيم حجة، ولا يقطع عذراً، أما النساء فإنهن وإن أبلغنها بشيء مما كان يجري، لكن حالهن حالها، وربما يبلغها ما لا يبلغهن، أو أن ما يبلغها قد يكون أكثر دقة مما يتناهى إلى مسامعهن، بعد أن تعبث به الأهواء، ويختلط مع التفسيرات والتأويلات، والإجتهادات وما إلى ذلك..
وإن نفس الطلب إلى نساء النبي "صلى الله عليه وآله" بأن يقمن بهذا الأمر، لا بد أن يفسح المجال لسؤالهن عن سبب هذه التهنئة، وعن حقيقة ما جرى. لا سيما إذا كانت هذه أول مرة يطلب فيها من أمهات المؤمنين أن يشاركن في تهنئة أحد، فإن هذا أمر له ارتباط بالرجال غير رسول الله "صلى الله عليه وآله".. وقد جاء الأمر بذلك عاماً وشاملاً لهن من دون استثناء، فلا مجال للتأويل والتحليل، أو لاحتمال أن ذلك كان لخصوصية اقتضت طلب ذلك من امرأة بعينها..
معنى الولاية في حديث الغدير:
قال السيد المرتضى "رحمه الله": إن أولى بمعنى مولى، كما قاله أئمة اللغة في تفسير الآية([440]).
أما سائر معاني كلمة مولى فهي إما بديهية الثبوت لعلي، فيكون ذكرها في يوم الغدير عبثاً.. مثل: "ابن العم، والناصر" التي ذكر أنها من معاني "المولى".
وإما واضحة الإنتفاء، ولا يصح إرادتها. مثل: "معنى المعتِق والمعتَق، فلا يصح إرادتهما في مناسبة الغدير، لأن ذلك يستلزم الكذب فيهما.. وذلك لا يصدر من رسول الله "صلى الله عليه وآله"..".
فأجاب الرازي بما ملخصه: إنه لو كان مولى وأولى بمعنى واحد لصح استعمال كل منهما مكان الآخر، فكان يجب أن يصح أن يقال: هذا مولى من فلان.. ويصح أن يقال: هذا أولى من فلان([441]).
وقد أجاب علماؤنا على كلام الرازي بما يلي:
أولاً: إن الترادف إنما يكون في حاصل المعنى، دون الخصوصيات التي تنشأ من اختلاف الصيغ، والإشتقاقات، أو أنحاء الإستعمال.. فكلمة "أفضل" تضاف إلى صيغة التثنيه بدون كلمة "من"، فيقال: زيد أفضل الرجلين، لكن حين تضاف إلى المفرد، فلا بد من كلمة من، فلا يقال: زيد أفضل عمرو، بل يقال: زيد أفضل من عمرو.
ثانياً: لنأخذ معنى الناصر في كلمة "مولى".. فإنه يصح أن يقال: فلان ناصر دين الله، ولكن لا يصح أن يقال: فلان مولى دين الله.
وقال عيسى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ}([442]). ولا يقال: من مواليّ إلى الله..
ويقال: الله ولي المؤمنين ومولاهم.. ويقال: فلان ولي الله، ولا يقال: مولى الله، كما ذكره الراغب([443]).
ويقال: إنك عالم. ولا يقال: إنَّ أنت عالم.
فالمولى اسم للمتولي، والمالك للأمر، والأولى بالتصرف. وليس صفة ولا هو من صيغ أفعل التفضيل بمنزلة الأولى، لكي يقال: إنه لا يأخذ أحكام كلمة "أولى" التي هي صفة..
ثالثاً: لو كان المراد بالمولى المحب والناصر، فقوله "صلى الله عليه وآله": "من كنت مولاه فعلي مولاه". إن كان المراد به: الإخبار بوجوب حبه "عليه السلام" على المؤمنين، أو إنشاء وجوب حبه عليهم، فذلك يكون من باب تحصيل الحاصل، لأن كل مؤمن يجب حبه على أخيه المؤمن، فما معنى أن يجمع عشرات الألوف في ذلك المكان؟! ليقول لهم: يجب أن تحبوا أخاكم علياً؟!
ولماذا يكون ذلك موازياً لتبليغ الرسالة {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}؟!([444]). ولماذا يكمل به الدين، وتتم به النعمة؟!.
ولماذا يهنئه عمر وأبو بكر بهذا الأمر، ويقولان له: أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وكأنه لم يكن كذلك. قبل هذا الوقت باعتقادهما.
ألم يكن الله تعالى قد أوجب على المؤمنين أن يحب بعضهم بعضاً؟!
ألم يكن الله قد اعتبر المؤمنين بمثابة الإخوة؟!
يضاف إلى ما تقدم: أن وجوب النصرة والمحبة لا يختص بعلي "عليه السلام"، بل يشمل جميع المؤمنين.
وإن كان المقصود هو إيجاب نصرة مخصوصة تزيد على ما أوجبه الله على المؤمنين تجاه بعضهم، فهو المطلوب، لأن هذا هو معنى الإمامة، ولا سيما مع الإستدلال على هذه النصرة الخاصة بمولوية النبي "صلى الله عليه وآله" لهم..
وإن كان المراد الإخبار بأنه يجب على علي "عليه السلام" أن يحبهم وأن ينصرهم.. فلا يحتاج هذا إلى جمع الناس يوم الغدير، ولا إلى نزول الآيات، وما إلى ذلك.. إذ كان يكفي أن يخبر علياً بأنه يجب عليه ذلك..
وعلى كل حال، فإن قوله "صلى الله عليه وآله": "ألست أولى بكم من أنفسكم" يفيد أنها ولاية نصرة ومحبة ناشئة عن هذه الأولوية منهم بأنفسهم.. كما أن جعل وجوب نصرة علي "عليه السلام" كوجوب نصرة النبي "صلى الله عليه وآله" لهم يؤكد ذلك..
فإن نصرة النبي "صلى الله عليه وآله" لهم إنما هي من حيث نبوته، وملكه لأمورهم، وزعامته عليهم.. وليست كوجوب نصرتهم أو محبتهم لبعضهم بعضاً.
وأما القول بأن المراد بالمولى المالك والمعتق، فيرد عليه: أنه لم يكن هناك مالكية حقيقية، ولا عتق، ولا انعتاق.
وإن كان المراد بكلمة مولى: السيد، فهو يقترب من معنى الأولى، لأن السيد هو المتقدم على غيره. وهذا التقدم ليس بالقهر والظلم، لأن النبي "صلى الله عليه وآله" قرن سيادة علي "عليه السلام" بسيادة نفسه، فلا بد أن يكون التقدم بالإستحقاق، من خلال ما يملك من مزايا ترجحه عليهم، وبديهي: أن أية مزية شخصية لا توجب تقدماً، ولا تجعل له حقاً عليهم، يجعله أولى بهم من أنفسهم، إلا إذا كانت هذه المزية قد أوجبت أن يجعل من بيده منح الحق ومنعه لصاحب هذه المزية مقام الأولوية بهذا المستوى الذي هو من شؤون النبوة والإمامة. وليس لأحد الحق في منح هذا المقام إلا لله تبارك وتعالى..
وكذلك الحال لو كان المراد بكلمة المولى، المتصرف والمتولي للأمر، فإن حق التصرف إنما يثبت له بجعل من له الحق في الجعل، وهو الله سبحانه وفق ما ذكرنا آنفاً..
الجمع بين المعاني:
وقد ذكر العلامة الأميني وغيره: أن الذي يجمع تلك المعاني كلها هو الأولى بالشيء، فإنه مأخوذ من جميع تلك المعاني بنوع من العناية، فـ "المعتِق" أولى. لأن له حقاً على "المعتَق"، وهو أولى به لتفضله عليه.
والمالك أولى بالمملوك، والسيد أولى بمن هم تحت سيادته، والابن أولى بالأب، والأخ أولى بأخيه، والتابع أولى بمتبوعه، والصاحب أولى بصاحبه الخ..
فالمعاني التي تذكر لكلمة مولى ليست معاني لها على سبيل الإشتراك اللفظي، بل هي خصوصيات في موارد استعمال كلمة مولى، وليس لها دخل في معناها وهو "الأولى". وقد اشتبه عندهم المفهوم بخصوصية المصداق.
وقوله "صلى الله عليه وآله": "ألست أولى بكم من أنفسكم" يدل على ما نقول..
ويدل عليه أيضاً: ما ورد في بعض نصوص الحديث، من أنه "صلى الله عليه وآله" سأل الناس، فقال: فمن وليكم؟!
قالوا: الله ورسوله مولانا.
وقوله "صلى الله عليه وآله" في نص آخر: "تمام نبوتي، وتمام دين الله في ولاية علي بعدي.." فإن ما يتم به الدين هو الولاية بمعنى الإمامة.
وفي بعض النصوص أنه "صلى الله عليه وآله" قال في تلك المناسبة: هنئوني، هنئوني، إن الله تعالى خصني بالنبوة، وخص أهل بيتي بالإمامة..
يضاف إلى ذلك قوله "صلى الله عليه وآله": الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي.
ويؤيد ذلك أيضاً، بل يدل عليه: بيعتهم لعلي "عليه السلام" في تلك المناسبة، وقد استمرت ثلاثة أيام.
وكذلك قوله "صلى الله عليه وآله": "إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق ومكذبيهم، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني" أو ما هو قريب من هذه المعاني، فإن طعن أهل النفاق، وخوف النبي "صلى الله عليه وآله" من الإبلاغ إنما هو لأمر جليل كأمر الإمامة، ولا ينسجم ذلك مع إرادة المحب أو الناصر من كلمة المولى.
يضاف إلى ذلك، التعبير بكلمة: "نصب علياً"، أو "أمر الله تعالى نبيه أن ينصبني"، أو "نصبني" أو نحو ذلك.
وعبارة ابن عباس: وجبت والله في رقاب (أو في أعناق) القوم.
ونزول قوله تعالى: {وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([445]).
وثمة مؤيدات وقرائن أخرى ذكرها كلها العلامة الأميني في كتابه الغدير، فراجع الجزء الأول منه، فصل "القرائن المعيّنة لمعنى الحديث". وراجع الأحاديث الأخرى المفسرة لمعناه أيضاً في كتاب الغدير ج1 ص385 ـ 390.
الفصل السادس:
في ظلال آيات الغدير
بـدايـة:
قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالمُنْخَنِقَةُ وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}([446]).
إننا من أجل توضيح المراد نحتاج إلى البحث في جهات عدة، نجعلها ضمن العناوين التالية:
قد عرفنا: أن هناك آيتين قد نزلتا في مناسبة الغدير، وهما قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}([447]).
والأخرى قوله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً}([448]).
وثمة أمور تحتاج إلى توضيح وبيان، نذكر منها هنا ما يلي:
تأكيد التحريم لا تأسيس!:
بالنسبة لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} نقول:
قد ذكرت الآية المباركة بعض ما حرمه الله تعالى من الأطعمة، فيما يرتبط باللحوم. فذكرت حرمة أربعة منها، هي: الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به. وهي أمور قد ورد تحريمها في آيات أخرى، في سور أخرى نزلت قبل سورة المائدة، وهي: سورة الأنعام الآية 145، وسورة النحل الآية 114 و 115وهما مكيتان، وسورة البقرة الآية 173وهي مدنية قد نزلت في أوائل الهجرة.
فتكون آية سورة المائدة قد جاءت لتأكيد التحريم لا للتأسيس.
ثم أضاف تعالى بعض مصاديق الميتة إما واقعاً، أو ما اعتبره الشارع بحكم الميتة، من حيث كونه من مصاديق الفسق المشار إليه بقوله: {ذَلِكُمْ فِسْقٌ}([449])، الذي حرمته الآية 145 من سورة الأنعام المكية.
فذكر من مصاديق الميتة الواقعية: المنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع، فإن موتها قد استند لغير التذكية.
وذكر أيضاً من مصاديق ما هو بحكم الميتة لكونه من الفسق: ما ذبح على النصب، وهي الأحجار التي كانت تنصب حول الكعبة للذبح عليها، وتقديسها. وكذلك ما أخذ على سبيل المقامرة والإستقسام بالأزلام، حيث كانوا يقسمون السهام إلى عشرة، فيكون لسبعة منها حظوظ، وثلاثة لا حظوظ لها، فمن أصابتهم هذه الثلاثة يغرمون قيمة الجزور، الذي يقسم على خصوص أصحاب السهام السبعة الأخرى.
وما أهل لغير الله به، وهو الذبح باسم أحد المعبودات.
وقد حكم تعالى بأن هذا العمل يوجب حرمة تلك الذبيحة، ويجعلها من مصاديق الفسق، وبحكم الميتة..
ثم ذكر سبحانه: أن من اضطر في مخمصة ـ وهي شدة الجوع ـ للتناول من هذه المحرمات، لأجل حفظ نفسه، ولم يتجاوز الحد، فإن الله غفور رحيم..
وبملاحظة هذا الإستدراك في الآية: رجحنا تخصيص الإستقسام بالأزلام، والإهلال لغير الله به بخصوص الذبائح. ولم نحكم بشموله لكل استقسام بالأزلام، ولو في غير هذا المورد..
الجملة اعتراضية:
ثم إنه لا ريب في أن قوله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً}([450]). جملة اعتراضية وردت في ضمن بيان حرمة الميتة ومحرمات أخرى من اللحوم والذبائح على المختار أولاً.. ثم جواز ذلك للمضطر ثانياً..
وقلنا: إن جميع هذه الأحكام قد سبق أن بينها الله تعالى في آيات نزلت قبل سنوات من نزول سورة المائدة. إما بنحو التنصيص والصراحة، أو ببيان حكم العنوان العام الشامل لها. كعنوان الميتة، وعنوان الفسق.
لماذا الجملة الإعتراضية؟!:
ويلاحظ: أن الإتيان بالجملة الإعتراضية بين أمرين ظاهري التلازم، يشير بوضوح إلى أهمية الأمر الذي يراد بيانه في الجملة الإعتراضية، لدلالته على أن هذا الأمر لا مجال لتأجيله، بل هو من الأهمية بحيث جعل المتكلم يبادر إلى قطع كلامه المترابط، ليشير إليه، ثم يعود لإكمال كلامه من حيث قطعه.
فإن أحداً لا يقطع كلامه لأجل بيان أمر تافه، أو عادي، كأن يقول لأحدهم مثلاً: يا فلان، انفض الغبار عن كم قميصك. ثم يعود لمتابعة كلامه الأول. بل هو يقطع كلامه ليقول: احذر من أن يقع ولدك عن السطح، أو في البئر، أو إحذر من الأفعى لا تلدغك، أو نحو ذلك.
لماذا جعلت بين أحكام سبق بيانها؟!:
وإنما أورد تبارك وتعالى هذا الأمر الخطير في ضمن جملة إعتراضية، بين أحكام سبق بيانها أكثر من مرة، وليس فيها ولو حكم تأسيسي واحد، لكي لا يتوهم أحد أن الدين قد كمل بإبلاغ هذا الحكم أو هذه الأحكام الواردة في هذه الآية في هذا اليوم.
كما أنه قد اختار أن يجعل الحديث عن إكمال الدين في سياق التأكيد على أحكام سبق بيانها لأنه يريد أن يقول: إن التأكيد على الأحكام إنما هو بهدف حفظ الأحكام، والإهتمام بإلزام الناس، والتزامهم بها..
كما أن من جملة وظائف الإمام، ومن دواعي نصبه للناس عَلَماً، هو أيضاً الحفاظ على أحكام الدين، وسلامتها من الإهمال، ومن التحريف، وضمان وصحة تطبيقها في حياة الأمة.
فالجملة الإعتراضية جاءت لتأكيد المضمون العام للبيان التأكيدي للأحكام.
لماذا الأحكام الإلزامية تحريمية؟!:
ويلاحظ هنا أيضاً: أن هذا الإعتراض إنما جاء في سياق التأكيد على أحكام إلزامية، تحريمية، لا وجوبية، فهي إلزامية بحيث يكون أي إخلال بها من موجبات الوقوع في الهلكة، والابتلاء بالمأزق الذي يلامس مصير الإنسان نفسه.
وهي تحريمية إذ لو كانت إلزاميّة وجوبية، فقد يتوهم أن المقصود هو جلب المصلحة، وهي قد يتخلى الإنسان عنها لسبب أو لآخر، أما الأحكام التحريمية، فإن مخالفتها تعني الوقوع في الهلكة مباشرة، ولا مجال للتخلي عنها لأي سبب.. إلا إذا كان ذلك رافعاً لحكم التحريم..
وكذا الحال لو جاء بها في سياق بيان بعض المستحبات، أو بعض الضوابط الأخلاقية، أو في سياق بعض السياسات التدبيرية، فسوف لن يكون لها هذا الأثر، ولأمكن التأويل والتهرب من مضمونها الإلزامي.
بل قد نجد من يدَّعي: أن الأمر لا ينحصر بعلي "عليه السلام" ولا بغيره، بل قد يكون غيره قادراً على القيام بنفس الدور، ولا خصوصية لعلي ولا للأئمة من أهل البيت "عليهم السلام"، بل ولا حتى للنبي الأعظم "صلى الله عليه وآله" في ذلك.
متى يئس الذين كفروا.. وكمل الدين؟!:
وقد اقترن قوله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ}. بقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}([451])، فدل على: أن اليوم الذي يئس فيه الذين كفروا من الدين هو نفس اليوم الذي أكمل الله تعالى فيه دينه، لكنهم اختلفوا في تحديد هذا اليوم.. فقيل: المراد به: فتح مكة([452]).
ويرد عليه: أنه إذا كان كمال الدين لبيان تمام الأحكام، فذلك يعني: أن الدين لم يكمل آنئذٍ، ولم تتم النعمة.. إذ قد استمر تشريع الأحكام بعد يوم الفتح أيضاً، وسورة المائدة نفسها، قد تضمنت شيئاً من ذلك.
وقيل: المراد به: ما بعد تبوك، حيث نزلت سورة براءة، وقد انبسط الإسلام على جزيرة العرب كلها، وعفيت آثار الشرك، وذهبت سنن الجاهلية وزالت([453]).
ويرد عليه: نفس ما قلناه آنفاً، فإنه قد نزلت فرائض وأحكام، وأبلغت تشريعات كثيرة بعدئذٍ، كما أن في نفس سورة المائدة أحكاماً كثيرة، وهي قد نزلت بعد سورة براءة.
وقيل: المراد به: يوم عرفة، حيث رووا: أن آية إكمال الدين قد نزلت في يوم عرفة، فراجع البخاري ومسلم وسواهما([454]).
ويرد عليه: أن يأس الذين كفروا يوم عرفة لا بد له من مبرر، فإن كان المبرر هو: فتح مكة، أو غزوة تبوك، أو نزول سورة براءة، فقد حدث ذلك قبل يوم عرفة في السنة العاشرة بزمان طويل.
وإن كان المبرر هو تمام نزول الأحكام، فيرد عليه: أن بعض الأحكام قد نزل بعد يوم عرفة، مثل آية الكلالة التي في آخر سورة النساء، وآيات الربا، كما قاله عمر بن الخطاب في خطبة له([455]).
وروي أيضاً ذلك عن ابن عباس([456]).
وإن كان الموجب ليأس الذين كفروا، ولإكمال الدين هو نزول أحكام: الميتة، والدم، ولحم الخنزير في آية سورة المائدة، فهي لا توجب هذا اليأس أيضاً، إذ لا خصوصية لها على ما عداها..
وقد ذكرنا: أن ذكر هذه الأحكام لم يكن للتأسيس، بل هي للتأكيد، لأنها كانت قد نزلت قبل عدة سنوات، حسبما أوضحناه..
وإن كان المبرر هو حضور النبي "صلى الله عليه وآله" في موسم الحج، وتشريع بعض أحكامه، فيرد عليه: أن ذلك لا يوجب يأس الكفار من الدين أيضاً.. إذ لا فرق في التشريع بين ما يرتبط بالحج، وبين غيره..
وبعد ظهور عدم صحة ذلك كله، نقول:
العلة المحدثة والمبقية:
إن إكمال الدين إنما هو بإيجاد علته المبقية، بنصب الحافظ له، والمبين لحقائقه، والعالم بمعاني قرآنه، والعارف بناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وبذلك ييأس الذين كفروا من تحريف الدين، والتلاعب بشريعة رب العالمين، فإن الإمام هو الذي يصونه من عبث أهل النفاق، ويحفظ الناس من الوقوع فريسة للشكوك والشبهات..
فإذا كان الذين كفروا يفكرون في أن بإمكانهم النيل من دين الله بعد وفاة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، فإن نصب الولي، والإمام الحافظ سوف يبعث اليأس في نفوسهم من أن يتمكنوا من تحريفه، ومن التلاعب بمفاهيمه، وقيمه، والعبث بتعاليمه، وأحكامه..
فظهر أن الدين قد كمل بنصب الإمام، وتكريس مفهوم الإمامة في الإسلام، وسدت بهذا التشريع الرباني الثغرة التي قد يحاول المبطلون النفوذ منها، وأنيط حفظ الدين بهذا القرار الديني والشرعي الملزم للناس، وأصبح هو المعيار الذي يرجعون إليه، بعد أن ثبت وتعزز في وجدان الأمة على النحو الذي سعى إليه رسول الله "صلى الله عليه وآله" طيلة ثلاث وعشرين سنة، توجتها مناسبة يوم الغدير.
وكما أن الكافرين سوف ييأسون، فإن المؤمنين سوف يشعرون بكمال دينهم، وبتمام النعمة عليهم، بعد أن وضعت الضمانات المؤثرة في رد كيد الأعداء، ووضح السبيل لفضح خدعهم، وبوار أباطيلهم.
وبذلك رضي الله تعالى الإسلام ديناً باقياً، وأبدياً للبشرية كلها..
فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي:
وقد زالت بذلك موجبات خشية المؤمنين من كيد الذين كفروا، وأصبح الأمر مرهوناً بالمسلمين أنفسهم، بمدى التزامهم بما أخذ عليهم من عهد وميثاق منه تعالى، وخضوعهم للتدبير الرباني، واستجابتهم لما يحييهم، وطاعتهم لمن نصبه الله ورسوله ولياً وحافظاً لهم، ولدينهم.. ولذلك قال تعالى: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي}([457]).
فالآية تريد أن تحدد المسؤوليات، وتسد أبواب التملصات المقيتة، من قبل من يظهرون الطاعة والإنقياد، ويبطنون الصدود والعناد، ويدبرون في الخفاء للإستئثار بالأمر، وإقصاء صاحبه الشرعي عنه، ولا شيء يدفعهم إلى ذلك سوى حب الدنيا وزينتها، وعدم الإعتداد بشيء آخر سواها..
فعلى الناس أن يحفظوا نعمة الله عليهم، وأن لا يفرطوا فيما حباهم الله به، ولا يخضعوا لأهواء أهل الكفر، ولا يخشوا كيدهم ومؤامراتهم، وإلا فإنهم سيذوقون وبال أمرهم، وستكون أعمالهم هي السبب في سلب هذه النعمة منهم وعنهم.
أكملت.. أتممت:
ويلاحظ: أن الآية قد عبرت بالإكمال بالنسبة للدين، وبالإتمام بالنسبة للنعمة، وربما يكون الفرق بينهما: أن الإكمال هو تتميم خاص، فإنه يستعمل حيث يكون للشيء أجزاء لها أغراض وآثار مستقلة، فكلما حصل جزء، تحقق معه أثره وغرضه، فهو من قبيل العموم الأفرادي، ويمكن أن يمثل له بصيام شهر رمضان، فإن صيام أي يوم منه يوجب تحقيق أثره، ويسقط وجوبه، وتبقى سائر الأيام على حالها..
أما الإتمام، فيستعمل فيما يكون له أجزاء لا يتحقق لها أثر حتى تكتمل، فيكون الأثر لمجموعها، فلو فقد واحد منها لانتفى الأثر المترتب على المجموع. فهو نظير ساعات اليوم الذي يصام فيه، فإنها لا يترتب الأثر على صيامها إلا بعد انضمام أجزائها إلى بعضها، بحيث لا يتخلف جزء منها، فإنه يوصف بالتمام في هذه الحال، ولذلك قال: {أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}([458])، وكذلك الحال في الصلاة بالنسبة لأجزائها، فإن بطلان أو إسقاط أي جزء منها يوجب سقوط الصلاة نفسها، وبطلانها.
والدين هو مجموعة قضايا ومفاهيم وأحكام، لها آثارها الخاصة بها، ولكل واحد منها طاعته ومعصيته على حدة.. فيصح التعبير عنه بالإكمال.
أما النعمة التي أتمها الله فهي هنا تشريع ما يكون موجباً لحفظ الدين، وهو ولاية أولياء الله تبارك وتعالى، لتقام بهم أركان الدين، وتنشر بهم أعلامه. وبذلك يأمن المؤمنون من أي فتنة أو افتتان.
ويتحقق بذلك شرط قبول أعمال العباد، فإذا نقض المسلمون عهدهم، ولم يلتزموا بطاعة الإمام، حرموا من بركات وجوده، وعاشوا في المصائب والبلايا في حياتهم الدنيا، ويكونون عرضة للفتن والمحن بما كسبت أيديهم.
الإسلام مرضي لله دائماً:
وقد يتوهم: أن قوله: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً}([459])، يدل على أن الإسلام لم يكن مرضياً قبل ذلك اليوم أيضاً.
وهو توهم باطل، فإن الإسلام مرضي لله دائماً. والمراد بهذه الكلمة هنا: أن الله تعالى قد رضي لهم الإسلام ديناً مطلقاً وفي كل حين، فلكونه رضيه لهم، قد شرعه، وبلَّغه على لسان أنبيائه ورسله، ووضع الضمانات لبيان حدوده وقواعده، وهيأ الظروف لبقائه واستمراره، من خلال تشريع الولاية، وحمايته بها. ووضع أركانها، وتعريف الناس بالأئمة الذين اختارهم الله لحمل هذه الأمانة.
فالآية ليس لها مفهوم. أي أنها لا تريد أن تقول: إنني في هذا اليوم فقط رضيت لكم الإسلام ديناً، بل تريد أن تقول: إن يأس الكفار، وإكمال الدين وإتمام النعمة كان في هذا اليوم، وأن الله سبحانه كان دائماً راضياً بالإسلام التام والشامل ديناً للبشرية..
آية الإكمال نزلت مرتين:
وبعد.. فإنه يبدولنا أن سورة المائدة قد نزلت يوم عرفة دفعة واحدة، فقرأها النبي "صلى الله عليه وآله" على الناس، وسمعوا آية الإكمال، وحاول أن يبلغ أمر الإمامة في عرفة، فمنعته قريش وأعوانها، ثم بدأت الأحداث تتوالى، وتنزل الآيات المرتبطة بكل حدث على حدة. فنزلت بعد ذلك آية: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}([460]). وجاءته بالعصمة من ربه، فبادر إلى إعلان إمامة علي "عليه السلام" يوم الغدير، ثم تلا عليهم، أو نزلت عليه آية الإكمال بعد نصبه "صلى الله عليه وآله" علياً "عليه السلام" في ذلك اليوم الأغر، وقبل أن يشرع الناس بالتفرق.
فيكون الحديثان في نزول هذه الآية صحيحين معاً، لكن نزولها يوم عرفة كان في ضمن السورة، التي نزلت دفعة واحدة، ونزولها يوم الغدير كان بصورة منفردة عن بقية آيات السورة، بل ومنفردة عن سائر فقرات الآية التي هي في ضمنها أيضاً، حسبما بيناه..
وقد نقل الرواية بذلك الطبرسي في الإحتجاج ونقله به غيره أيضاً([461])، وفيها: أنه "صلى الله عليه وآله" قرأ عليهم آية إكمال الدين يوم عرفة، حيث أمره الله تعالى بتبليغ ولاية علي "عليه السلام"، ولم تنزل العصمة.
وقد قلنا: إنه "صلى الله عليه وآله" حاول تنفيذ ما طلب منه، فمنع، فنزل قوله تعالى: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، ففعل ذلك في يوم الغدير، ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة بصورة علنية.
ويؤيد هذ المعنى: ما ذكر في بعض الروايات، من أن يوم الغدير كان يوم الخميس([462]).
وقد روي عن عمر([463])، ومعاوية، وسمرة بن جندب، ونسب إلى علي "عليه السلام" أيضاً أن آية الإكمال نزلت في يوم عرفة([464])، وإنما كان يوم عرفة يوم الإثنين، ويؤيد ذلك أن نزول آية الإكمال يوم الإثنين.
ويدل على ذلك: ما روي عن ابن عباس، من أنه قال: "ولد نبيكم يوم الإثنين، ونبئ يوم الإثنين، ونزلت سورة المائدة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}([465]) يوم الإثنين، وتوفي يوم الإثنين"([466]).
فظهر أن نزول سورة المائدة يوم الإثنين بما فيها آية الإكمال ـ كما قاله ابن عباس ـ يؤيد ما قلناه. وذلك كان يوم عرفة.
أما ما زعموه: من أن يوم عرفة كان الخميس أو الجمعة، فلا يتلائم مع قولهم: إن يوم الغدير كان في الثامن عشر من ذي الحجة في يوم الخميس أيضاً، حسبما نبه إليه العلامة الأميني في كتابه "الغدير" كما تقدم..
وإلا.. فلو أردنا الحكم بأن الآية لم تنزل يوم الغدير، بل نزلت يوم عرفة فقط، لم يمكن أن تجد لمضمون الآية مورداً، ومنطبقاً حسبما أوضحناه.
متى نزلت آية الإكمال:
وقد روى البخاري ومسلم وغيرهما: أن آية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} قد نزلت يوم عرفة([467]).
ولكن العلامة الأميني ردّ ذلك استناداً إلى ما يلي:
أولاً: إنهم يقولون: إن وفاة النبي "صلى الله عليه وآله" كانت في الثاني من شهر ربيع الأول([468]).
ثم يقولون: إن النبي "صلى الله عليه وآله" لم يعمَّر بعد نزول هذه الآية إلا أحداً وثمانين يوماً، أو اثنين وثمانين يوماً([469]).
قال العلامة الأميني: وكأن فيه تسامحاً بزيادة يوم واحد على الإثنين وثمانين يوماً، بعد إخراج يومي الغدير والوفاة([470]).
ثانياً: إنه لا مجال لتجاهل النصوص التي رويت عن أبي سعيد الخدري، وغيره، كأبي هريرة، وابن عباس، وجابر، وعن الإمامين الباقر والصادق "عليهما السلام"، وعن مجاهد، الدالة على أن هذه الآية نزلت في غدير خم، ورواية أبي هريرة صحيحة الإسناد عند هؤلاء.
ثالثاً: إننا حتى لو سلمنا بصحة روايتي البخاري ومسلم فمن الممكن أن تكون هذه الآية قد نزلت مرتين..
رابعاً: إن آية {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} إن كانت نزلت في غدير خم لم يجز أن تكون آية الإكمال قد نزلت قبلها في عرفة، لأن مفاد آية التبليغ أنه قد بقي شيء من الدين يوازي الدين كله، وبذلك تنضم الروايات التي صرحت بنزول آية البلاغ في مناسبة الغدير إلى روايات نزول آية الإكمال فيها أيضاً، وتصبح أقوى في معارضة رواية البخاري ومسلم.
خامساً: إنه "صلى الله عليه وآله" لم يبلِّغ شيئاً من الدين في يوم عرفة، لكي تنزل آية الإكمال، وإنما بلَّغ يوم الغدير أمراً عظيماً وهاماً، فنزول آية الإكمال في يوم الغدير يصير هو المتعين، لكي يتوافق مع الوقائع..
أبو طالب × وحراسة النبي ':
وقد رووا عن ابن عباس: أن أبا طالب "عليه السلام" كان يرسل كل يوم رجالاً من بني هاشم، يحرسون النبي "صلى الله عليه وآله"، حتى نزلت هذه الآية {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، فأراد أن يرسل معه من يحرسه، فقال: يا عم: إن الله عصمني من الجن والإنس([471]).
ونقول:
أولاً: إن ما ذكرناه آنفاً من الإجماع على نزول سورة المائدة في المدينة، وأنها آخر ما نزل، أو من آخر ما نزل.. ومن الصحابة من يقول: إنها نزلت في حجة الوداع ـ إن ذلك ـ يكفي للرد على هذه المزعمة. فإن أبا طالب قد توفي قبل الهجرة إجماعاً..
ثانياً: لقد كانت هناك حراسات للنبي "صلى الله عليه وآله" تجري في المدينة، وفي المسجد أسطوانة يقال لها: أسطوانة المحرس.. وكان علي "عليه السلام" يبيت عندها يحرس رسول الله "صلى الله عليه وآله".. فإذا كانت الآية المشار إليها قد نزلت في مكة، فترك الحرس منذئذٍ، فلا معنى لتجديد الحراسات عليه في المدينة.
ثالثاً: قد تقدم في هذا الكتاب: أن أبا طالب "عليه السلام" كان في الشعب إذا حلَّ الظلام، وهدأت الأصوات يقيم النبي "صلى الله عليه وآله" من موضعه، وينيم علياً "عليه السلام" مكانه. حتى إذا حدث أمر، فإن علياً يكون هو الفداء للنبي "صلى الله عليه وآله".
فلو صح: أن أبا طالب كان يرسل رجالاً لحراسته "صلى الله عليه وآله" كل يوم، فلا تبقى حاجة لهذا الإجراء، فإن الحرس موجودون، وأي أمر يحدث، فإنهم هم الذين يتصدون له..
آية البلاغ في اليهود:
لقد حاولوا: أن يكثروا من الأقاويل حول آية {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}، حتى زعموا: أن الأقوال فيها قد بلغت العشرة.. وقد ذكرها العلامة الأميني فراجع([472]).
وذكر: أن الرازي رجَّح أنها تريد أن تؤمِّن النبي "صلى الله عليه وآله" وتعصمه من مكر اليهود والنصارى، فأمره الله تعالى بإظهار التبليغ من غير مبالاة منه بهم، لأن ما قبل الآية وما بعدها كان كلاماً مع اليهود والنصارى([473]).
ونقول:
أولاً: إن السياق ليس بحجة، ولا سيما بعد ورود الروايات الموضحة للمقصود عن النبي "صلى الله عليه وآله".
ثانياً: إن أمر اليهود كان قد حسم قبل ذلك بعدة سنوات، ولم يعد النبي يخشاهم. ولم يكن للنصارى نفوذ يذكر في الجزيرة العربية، وكان "صلى الله عليه وآله" حين نزول سورة المائدة قد بلغ جميع الأحكام، فلم يبق أي شيء يتوهم أنه "صلى الله عليه وآله" يكتمه مما كان لدى اليهود والنصارى حساسية تجاهه..
ولم يبق مما يخشى أهل النفاق فيه سوى أخذ البيعة للإمام علي "عليه السلام" بالخلافة بعده "صلى الله عليه وآله"، لا سيما إذا كانت سورة المائدة قد نزلت ـ كما يقول محمد بن كعب ـ في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة([474]). وقد كانت سائر الأمور الحساسة قد حسم الأمر فيها في ذلك الوقت.
وروي عن النبي "صلى الله عليه وآله" قوله في حجة الوداع: "إن سورة المائدة من آخر القرآن نزولاً"([475]).
وصرحت عدة روايات بنزولها في حجة الوداع. فراجع ما روي عن محمد بن كعب القرظي، والربيع بن أنس([476]).
وعن عائشة: إن المائدة آخر سورة نزلت([477]).
وعن عبد الله بن عمر: إن آخر سورة أنزلت، سورة المائدة، والفتح([478])، يعني سورة النصر، كما يقول الأميني.
وعن أبي ميسرة: آخر سورة أنزلت سورة المائدة، وإن فيها لسبع عشرة فريضة([479]).
ثالثاً: إن الآية قد صرحت: بأن هذا الذي أمر النبي "صلى الله عليه وآله" بإبلاغه يعدل الدين كله، حيث قالت: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}.. مع أنه "صلى الله عليه وآله" قد أبلغ الرسالة كلها، فهذا التعبير يشير إلى أن هذا الأمر له مساس بجميع أحكام الدين وشرائعه وحقائقه..
ولو كان المقصود: أنه لم يبلغ حكماً ما، فقد كان الأولى أن يقول: وإن لم تفعل فالدين يبقى ناقصاً.. لا أن يقول: إنك لم تبلغ شيئاً من الرسالة أصلاً..
موقع آية البلاغ بين الآيات:
وقد حاول البعض أن يقول: إن الآيات التي سبقت آية الإبلاغ ولحقتها تتحدث عن أهل الكتاب. فينبغي أن تكون آية {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}([480]). ناظرة إلى تبليغ ما أنزله الله تبارك وتعالى في أهل الكتاب، مثل قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}([481])"([482]).
وأجيب أولاً: بأن قوله تعالى في الآية: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([483]) يدل على أن ثمة خطراً يتهدد النبي "صلى الله عليه وآله"، أو الدين نتيجة لإبلاغ هذا الحكم.. ولم يكن اليهود والنصارى يشكلون أي خطر على النبي "صلى الله عليه وآله" آنئذ، بل كان خطرهم قد انحسر بدرجة كبيرة جداً، ولم يعد هناك ما يبرر إحجامه "صلى الله عليه وآله" عن تبليغ أمر يرتبط بهم، بانتظار أن يمنحه الله العصمة منهم.
ثانياً: ليس في الآية حدة توجب خوفه "صلى الله عليه وآله" من أهل الكتاب، وقد أبلغ "صلى الله عليه وآله" اليهود ما هو أشد منها.. علماً بأن شوكة اليهود وكذلك النصارى كانت قد كسرت حين نزول سورة المائدة، وقبلوا هم والنصارى بإعطاء الجزية([484]).
ثالثاً: إن هذا مجرد اجتهاد من الرازي في مقابل النص الذي يقول: إنها نزلت في مناسبة الغدير.
رابعاً: لو كانت الآية ناظرة لأهل الكتاب، فالمناسب هو أن يقول: "والله يعصمك منهم"، فالتصريح بكلمة "الناس" إنما يشير إلى الناس الذين لم يسبق الحديث عنهم، وهم الذين معه، حيث كان كثير منهم من أهل النفاق. وقد ذكرت هذه الآية بين الآيات التي تتحدث عن أهل الكتاب ربما لتشير إلى أن المنافقين مثلهم في الكفر.
على أي شيء يخاف النبي ':
إنه لا شك في أن خوف النبي "صلى الله عليه وآله" لم يكن على نفسه، لأنه "صلى الله عليه وآله" لا يضنّ بنفسه ولا بأي شيء يعود إليه، عن أن يبذله في سبيل الله سبحانه وتعالى..
فالأقرب إلى الإعتبار هو: أنه "صلى الله عليه وآله" كان يخاف من الناس أن يتهموه فيما يبلِّغه بما يبطل أثر تبليغه، ويوجب فساد دعوته، أي أنه يخاف على الرسالة، فهو بصدد تحصينها من أن ينالها المبطلون بسوء.
وبذلك تبطل الروايات التي تدَّعي: أن النبي "صلى الله عليه وآله" كان يحرس فلما نزل قوله تعالى {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([485]) أوقف الحرس([486])، أو أن الله أرسله برسالته فضاق بها ذرعاً، وعرف أن الناس سيكذبونه، وإن كان يخشى من العذاب، لو لم يفعل، فنزلت الآية([487]). فإن النبي "صلى الله عليه وآله" لا يفعل فعلاً يخاف معه من عذاب الله. إلا إن كان المقصود بهذه الكلمات وأشباهها ما ينسجم مع المعنى الذي أشرنا إليه.
أما ما ورد في رواية أخرى: "أنه لما أمر بتبليغ ما أمر به قال: يا رب إنما أنا واحد، كيف أصنع؟ يجتمع عليَّ الناس، فنزلت: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}([488])"([489]) فهو مما لا مجال لقبوله بما له من معنى ظاهر..
أهمية الحكم المعني بالآية:
وقد أظهر قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} أن الحكم الذي يراد تبليغه للناس، لم يكن كسائر الأحكام، بل هو يوازي في خطورته وأهميتة الرسالة كلها، بحيث لولاه فإن الشريعة كلها تصبح كالجسد بلا روح، وسيترتب على إهماله أثر حقيقي يطال جميع الأحكام، وليس هو إلا أمر الولاية الذي به يكون قبول الأعمال كلها، وبه يكون قوامها..
وقد كان هذا الحكم بالغ الحساسية، شديد الخطورة، عظيم الأثر، لا يتورعون عن فعل أي شيء من أجل إبطاله واستبداله، حتى لو كلفهم ذلك قتل علي والزهراء "عليهما السلام"، وإسقاط جنينها، وإبادة بني هاشم..
وكان "صلى الله عليه وآله" يترقب الفرصة المناسبة لإبلاغ هذا الحكم الخطير.. فوعده الله بالإمداد الغيبي، وبالعصمة من كيد أهل الباطل.
الله يبرئ رسوله ':
وقد عبرت الآية المباركة عنه "صلى الله عليه وآله" بكلمة "الرسول" لا بكلمة "النبي"، ربما لتشير إلى أن ما يأتيهم به ليس من الأمور التدبيرية التي يكون للنبي "صلى الله عليه وآله" أي دور فيها، كما قد يتوهمون أو قد يشيعون، وإنما هو مجرد رسول، يأتيهم بالقرار الرباني المحض، الذي لا خيار له ولهم فيه.
كما أنه لم يطلب منه أن يبين لهم أمر الولاية مثلاً، بل هو قد أمره بمجرد التبليغ فقال {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}([490]).
ثم بين لهم الأمر الصادر بصورة صريحة وواضحة، فقال لهم: إنه قد أنزل إليه من ربه..
ثم بين: أن عدم إبلاغ ذلك يساوق عدم تبليغ الرسالة من أساسها، وهذا ليس له فيه أي دور.
العصمة من الناس:
ثم يأتي قوله تعالى: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}([491]) ليكون تأكيداً على صحة فعل رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وسلامة وصدق توقعاته، وأن ما فعله قد كان في محله.. ولا لوم عليه فيه، إذ لولا العصمة الإلهية لم يصح التبليغ، لأنه سيكون بمثابة التفريط بالمهمة، والتقصير في اتخاذ الإحتياطات اللازمة، وعدم توخي الظرف الملائم. والإستعجال وعدم انتظار توفر الشرائط.
فما بلغت رسالته:
وبعد أن عرفنا: أن القضية ليست قضية شخص، وإنما هي قضية الرسالة، أن تكون، أو لا تكون، وهو يساوق القول: بأنها قضية أن يكون هناك إنسان وحياة أو لا يكون. فقد أصبح واضحاً أن المنع من إبلاغ الرسالة والإمامة معناه حرمان الإنسان من الهداية الإلهية، ومن الرعاية الربانية، وليس هناك جريمة أعظم ولا أخطر من ذلك.
ومن هنا، كان لا بد من إلقاء نظرة على ما كانت عليه الحال في زمن الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله"، فيما يرتبط بهذه النقطة بالذات، لنتعرف على أولئك الناس الذين حاولوا منع الرسول الأكرم "صلى الله عليه وآله" من إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس، وسعوا لزعزعة أركان هذا الأمر الخطير، والعبث بمستقبل الإنسان، وبكل حياته، ووجوده.. وتلك هي الجريمة الأكبر والأضر، والأخطر والأشر.. فكان أن عقدنا فصلاً لنتعرف فيه على بعض ما جرى في هذا الإتجاه.. وهو الذي سيأتي إن شاء الله بعد تمام حديثنا عن الآيات الشريفة، فانتظر..
سورة المعارج مكية:
ثم إنهم قد زعموا: أن سورة المعارج مكية، وهو ما ذكرته الرواية عن ابن عباس ([492])، وابن الزبير([493])، فتكون قد نزلت قبل بيعة الغدير بسنوات.
والصحيح: أنها نزلت في المدينة، بعد حادثة الغدير، حيث طار خبر ما جرى في غدير خم في البلاد، فأتى الحارث بن النعمان الفهري أو (جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري).
"قال الأميني: لا يبعد صحة ما في هذه الرواية من كونه جابر بن النضر، حيث إن جابراً قتل أمير المؤمنين "عليه السلام" والده النضر صبراً، بأمر من رسول الله "صلى الله عليه وآله" لما أسر يوم بدر"([494]).
فقال: يا محمد، أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وبالصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك، ففضلته علينا، وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله؟!
فقال رسول الله"صلى الله عليه وآله": والذي لا إله إلا هو، إن هذا من الله.
فولى جابر، يريد راحلته، وهو يقول: اللهم، إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.
فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته، وخرج من دبره، وقتله. وأنزل الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} الآية"([495]).
وقد رد ابن تيمية هذا الحديث، لعدة أدلة أوردها، وتبعه فيها غيره([496]).
وأدلته هي التالية:
1 ـ إن قصة الغدير إنما كانت بعد حجة الوداع بالإجماع ـ والروايات تقول: إنه لما شاعت قصة الغدير جاء الحارث وهو بالأبطح، والأبطح بمكة. مع أن اللازم أن يكون مجيئه إلى رسول "صلى الله عليه وآله" في المدينة.
2 ـ إن سورة المعارج مكية باتفاق أهل العلم..
3 ـ إن قوله: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء، نزلت عقيب بدر بالاتفاق. وقصة الغدير كانت بعد ذلك بسنين.
4 ـ إن هذه الآية ـ أعني آية: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}([497]) ـ نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكة، ولم ينزل عليهم العذاب هناك لوجود النبي "صلى الله عليه وآله" لقوله تعالى: {مَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}.
5 ـ لو صح ذلك لكانت آية كآية أصحاب الفيل، ومثلها تتوفر الدواعي على نقله، مع أن أكثر المصنفين في العلم وأرباب المسانيد والصحاح، والفضايل والتفسير والسير قد أهملوا هذه القضية، فلا تروى إلا بهذا الإسناد المنكر.
6 ـ إن الحارث المذكور في الرواية كان مسلماً حسبما ظهر في خطابه المذكور مع النبي"صلى الله عليه وآله"، ومن المعلوم بالضرورة أن أحداً لم يصبه عذاب على عهد النبي"صلى الله عليه وآله".
7 ـ إن الحارث بن النعمان غير معروف في الصحابة، ولم يذكر في الإستيعاب، ولا ذكره ابن منده، وأبو نعيم وأبو موسى في تآليفهم في أسماء الصحابة.
ونقول:
إن جميع ذلك لا يمكن قبوله.. وسوف نكتفي هنا بتلخيص ما ذكره العلامة الأميني "رحمه الله"، فنقول:
بالنسبة للدليل الأول نقول:
ألف: إن كلمة الأبطح إنما وردت في بعض الروايات دون بعض، فإطلاق الكلام بحيث يظهر منه أن الإشكال يرد على جميعها في غير محله..
وورد في بعض نصوص الرواية: أن مجيء السائل كان إلى المسجد([498]).
وقد نص في السيرة الحلبية: على أن ذلك كان في مسجد المدينة([499]).
ب ـ إن كلمة الأبطح لا تختص ببطحاء مكة، بل هي تطلق على كل مسيل فيه دقائق الحصى([500]).
وقد ورد في البخاري في صحيحه([501])، أحاديث ترتبط بالبطحاء بذي الحليفة.
وكان "صلى الله عليه وآله" إذا رجع إلى المدينة دخل من معرس الأبطح، فكان في معرسه ببطن الوادي، فقيل له: إنك ببطحاء مباركة([502]).
وورد التعبير بذلك أيضاً في كلام عائشة عن موضع قبر النبي "صلى الله عليه وآله"([503]).
وثمة أحاديث عن حذيفة بن أسيد، وعامر بن ليلى، تذكر في أحاديث الغدير: أنه حين رجوع النبي "صلى الله عليه وآله" من حجة الوداع، لما كان بالجحفة نهى عن سمرات متقاربات بالبطحاء أن لا ينزل تحتهن أحد([504]).
وثمة حديث عن بطحاء واسط، وبطحاء ذي الحليفة، وبطحاء ابن ازهر، وبطحاء المدينة، وهو أجل من بطحاء مكة([505])، وقد نسب البطحاوي العلوي إلى جده قوله:
وبـطـحـا المـديـنـة لي مـنـــزل فـيــا حـبــذا ذاك مـن مـنــزل..
وفي قول حيص بيص المتوفي سنة 574 هـ.
مـلـكنـا فكان العفو منا سجيـة فلـما ملـكـتـم سـال بالدم أبطح([506])
ويوم البطحاء (منسوب إلى بطحاء ذي قار) من أيام العرب المعروفة.
ومن الشعر المنسوب إلى أمير المؤمنين"عليه السلام":
أنـا ابـن المـبـجـل بالأبطـحـين وبالـبـيـت مـن سـلـفـي غـالـب
قال الميبذي في شرحه: يريد أبطح مكة والمدينة([507]).
وأما الجواب عن الدليل الثاني، وهو أن سورة المعارج مكية بالإجماع لا مدنية، فنقول:
أولاً: إن الإجماع إنما هو على أن مجموع السورة كان مكياً، لا جميع آياتها. فلعل هذه الآية بالخصوص كانت مدنية..
وقد يعترض على ذلك: بأن المتيقن في اعتبار السورة مكية أو مدنية هو تلك التي تكون بداياتها كذلك، أو تكون تلك الآيات التي انتزع اسم السورة منها كذلك..
والجواب عن ذلك..
ألف: إن هناك سوراً كثيرة يقال عنها إنها مكية مثلاً مع أن أوائلها تكون مدنية، وكذلك العكس، وذلك مثل:
سورة العنكبوت.. فإنها مكية إلا عشر آيات من أولها([508]).
سورة الكهف.. مكية إلا سبع آيات من أولها ([509]).
سورة المطففين، مكية إلا الآية الأولى، (وفيها اسم السورة)([510]).
سورة الليل، مكية إلا أولها، (وفيها اسم السورة أيضاً)([511]).
وهناك سور أخرى كثيرة مكية، وفيها آيات مدنية.. مثل سورة هود، ومريم، والرعد، وإبراهيم، والإسراء، والحج، والفرقان، والنحل، والقصص، والمدثر، والقمر، والواقعة، والليل، ويونس([512]).
ب ـ وهناك سور مدنية، وفيها آيات مكية، مثل:
سورة المجادلة، فإنها مدنية إلا العشر الأول، (وفيها تسمية السورة)([513]).
سورة البلد، وهي مدنية إلا الآية الأولى، (وفيها اسم السورة). وحتى الرابعة([514])، وغير ذلك.
ثانياً: لو سلمنا أن هذه السورة مكية، فإن ذلك لا يبطل الرواية التي تنص على نزولها في مناسبة الغدير، لإمكان أن تكون قد نزلت مرتين، فهناك آيات كثيرة نص العلماء على نزولها مرة بعد أخرى، عظة وتذكيراً، أو اهتماماً بشأنها، أو اقتضاء موردين لنزولها، نظير: البسملة، وأول سورة الروم، وآية الروح.
وقوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ..}.
وقوله: {أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}.
وقوله: {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
وسورة الفاتحة، فإنها نزلت مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حولت القبلة، ولتثنية نزولها سميت بالمثاني([515]).
وعن الدليل الثالث أجاب:
أن نزول آية سورة الأنفال قبل سنوات، لا يمنع من أن يتفوه بها هذا المعترض على الله ورسوله، ويظهر كفره بها. ولعله قد سمعها من قبل، فآثر أن يستخدمها في دعائه، لإظهار شدة عناده وجحوده أخزاه الله.
وعن الدليل الرابع أجاب:
ألف: إنه قد لا ينزل العذاب على المشركين لبعض الأسباب المانعة من نزوله، مثل إسلام جماعة منهم، أو ممن هم في أصلابهم، ولكنه ينزل على هذا الرجل الواحد المعاند في المدينة لارتفاع المانع من نزوله.. ولا سيما مع طلبه من الله أن ينزل عليه العذاب.
ب: قد يقال: إن المنفي في آية {مَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} هو عذاب الاستئصال للجميع، ولا يريد أن ينفي نزول العذاب على بعض الأفراد..
ج: قد دلت الروايات على نزول العذاب على قريش، وذلك حين دعا رسول الله "صلى الله عليه وآله" عليهم بأن يجعل سنيهم كسني يوسف "عليه السلام" فارتفع المطر، وأجدبت الأرض، وأصابتهم المجاعة حتى أكلوا العظام والكلاب والجيف([516])..
د ـ إنه قد نزل العذاب أيضاً على بعض الأفراد بدعاء رسول الله "صلى الله عليه وآله"، كما جرى لأبي زمعة، الأسود بن المطلب، حيث كان هو وأصحابه يتغامزون بالنبي "صلى الله عليه وآله"، فدعا عليه النبي "صلى الله عليه وآله" أن يعمى، ويثكل ولده، فأصابه ذلك([517]).
ودعا على مالك بن الطلاطله، فأشار جبريل إلى رأسه، فامتلأ قيحاً فمات([518]).
ثم ما جرى للحكم بن أبي العاص حيث كان يحكي مشية النبي "صلى الله عليه وآله"، فرآه "صلى الله عليه وآله"، فقال: كن كذلك، فكان الحكم مختلجاً يرتعش منذئذٍ([519]).
وما جرى لجمرة بنت الحارث، فقد خطبها النبي "صلى الله عليه وآله"، فقال أبوها: إن بها سوءاً، ولم تكن كذلك، فرجع إليها، فوجدها قد برصت([520]).
وما جرى لذلك الرجل الذي كذب على رسول الله "صلى الله عليه وآله"([521]).
وما جرى لابن بن أبي لهب، فإنه سب النبي "صلى الله عليه وآله"، فدعا الله أن يسلط عليه كلبه، فافترسه الأسد([522]).
هـ ـ قد هدد الله قريشاً بقوله: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}([523]).. فإن كان مناط الحكم في هذه الآية هو إعراض الجميع، فإن الصاعقة لم تأتهم لأن بعضهم قد آمن. ولو أنهم استمروا جميعاً على الضلال لأتاهم ما هددهم به. ولو كان وجود النبي "صلى الله عليه وآله" مانعاً من جميع أقسام العذاب، لم يصح هذا التهديد.. ولم يصح أن يصيب الحكم بن أبي العاص، وغيره ممن تقدمت أسماؤهم شيء من الأذى..
وعن الدليل الخامس أجاب "رحمه الله":
إن حادثة الفيل استهدفت تدمير أعظم رمز مقدس لأمة بأسرها، فالدواعي متوفرة على نقلها.. أما قصة هذا الرجل الذي واجه رسول الله "صلى الله عليه وآله" في قضية الغدير، فالدواعي لنقلها أقل بكثير، وهي ككثير من معجزات الرسول "صلى الله عليه وآله" التي نقلت عن طريق الآحاد، وبعضها قد قبله المسلمون من دون نظر في سنده..
بل الدواعي متوفرة على طمس هذه القضية، وذلك إمعاناً في إضعاف واقعة الغدير، وإبعادها عن أذهان الناس، وإنساء الناس لها، لأنها تمثل إدانة خطيرة لفريق تقدسه طائفة كبيرة من الناس..
وأما دعواهم: أن المصنفين قد أهملوا هذه القضية، فهي مجازفة ظاهرة، إذ قد تقدم أن كثيرين منهم قد رووها..
وعن الدليل السادس أجاب "رحمه الله":
بأن الحديث كما أثبت إسلام الحارث، فإنه قد أثبت ردته.. والعذاب نزل عليه، بعد ردته لا حين إسلامه، فلا يصح قوله: إنه لم يصب العذاب أحداً من المسلمين في عهد النبي "صلى الله عليه وآله".
ثم ذكر شواهد عن عذاب لحق بعض المسلمين في عهد رسول الله "صلى الله عليه وآله" كقصة جمرة بنت الحارث، وغيرها.
وقصة ذلك الذي أكل عند النبي "صلى الله عليه وآله" بشماله، فقال له النبي "صلى الله عليه وآله": كل بيمينك.
فقال: لا أستطيع.
قال: لا استطعت. فما رفعها إلى فيه بعد([524]). وقد رواها مسلم في صحيحه.
وقصة الأعرابي الذي عاده رسول الله "صلى الله عليه وآله".. وأنه حين قال له رسول الله "صلى الله عليه وآله": لا بأس، طهور إن شاء الله.
قال: قلت طهور؟ كلا بل حمى تفور (أو تثور)، على شيخ كبير، تزيره القبور.
قال له النبي "صلى الله عليه وآله": فنعم إذا.
فما أمسى من الغد إلا ميتاً([525]).
وكذا بالنسبة لمن نقى شعره في الصلاة، فقال له "صلى الله عليه وآله": قبح الله شعرك، فصلع مكانه ([526]).
وأجاب عن الوجه السابع:
بأن معاجم الصحابة لم تستوف ذكر جميعهم، وقد استدرك المؤلفون على من سبقهم أسماء لم يذكروها.
وقد أوضح العسقلاني ذلك في مستهل كتابه "الإصابة" فراجع..
وقد ذكروا: أن النبي "صلى الله عليه وآله" توفي وكان عدد من رآه وسمع منه زيادة على مئة ألف إنسان..
أضف إلى ذلك: أنه قد يكون إهمال ذكر هذا الرجل في معاجم الصحابة لأجل ردته..
سورة والعصر نزلت في علي ×:
وقد يتساءل البعض عن المقصود بقوله "صلى الله عليه وآله" في خطبة يوم الغدير: "في علي نزلت سورة {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر}.
ويمكن أن يجاب: بأن الأحاديث الشريفة قد صرحت: بأن المراد بالإنسان الذي في خسر، هم أعداؤهم "عليهم السلام"، ثم استثنى أهل صفوته من خلقه، حيث قال: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْر إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}([527]) يقول: آمنوا بولاية أمير المؤمنين {وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ} ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا بها، وصبروا عليها" ([528]).
وفي نص: {وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ} يعني الإمامة و {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} يعني بالعترة([529]).
الفهارس:
1 ـ الفهرس الإجمالي
2 ـ الفهرس التفصيلي
1 ـ الفهرس الإجمالي
الفصل الثالث: حج النبي ' برواية الإمام الصادق ×.......... PAGEREF _Toc149354128 \h 5 ـ 38
الفصل الرابع: قبل أن يسير ' إلى عرفات (بروايتهم)...... PAGEREF _Toc149354141 \h 39 ـ 68
الفصل الخامس: حج النبي ' برواية أهل السنة........... PAGEREF _Toc149354168 \h 69 ـ 118
الباب الحادي عشر: الغدير في الحديث والتاريخ
الفصل الأول: الغدير والمعارضون........................... PAGEREF _Toc149377772 \h 121 ـ 158
الفصل الثاني: الموقف ـ الفضيحة............................ PAGEREF _Toc149377787 \h 159 ـ 184
الفصل الثالث: في حدود الزمان والمكان................... PAGEREF _Toc149377795 \h 185 ـ 218
الفصل الرابع: حديث الغدير وأسانيده....................... PAGEREF _Toc149377819 \h 219 ـ 264
الفصل الخامس: في ظلال حديث الغدير..................... PAGEREF _Toc149377838 \h 265 ـ 296
الفصل السادس: في ظلال آيات الغدير....................... PAGEREF _Toc149377866 \h 297 ـ 342
الفهارس:........................................................... 343 ـ 356
2 ـ الفهرس التفصيلي
TOC \o "1-1" \t "عنوان 2,1,عنوان 3,1,عنوان 4,1,عنوان 5,1,عنوان 6,1"
الفصل الثالث: حج النبي ' برواية الإمام الصادق ×
دخول مكة والمسجد الحرام:.................................................... PAGEREF _Toc150522389 \h 7
حج النبي برواية أهل البيت ^:................................................. PAGEREF _Toc150522390 \h 8
إضافة فقرة وتصحيف أخرى:............................................... PAGEREF _Toc150522391 \h 19
لا فضل لقرشي على غيره إلا بالتقوى:.................................... PAGEREF _Toc150522392 \h 20
أحرم ' من المسجد:........................................................... PAGEREF _Toc150522393 \h 20
ساق مائة بدنة:.................................................................. PAGEREF _Toc150522394 \h 21
يتمنى القرشيون قتل رسول الله ':......................................... PAGEREF _Toc150522395 \h 21
حج النبي ' قران!! أم تمتع؟!:.............................................. PAGEREF _Toc150522396 \h 22
وقالوا أيضاً:..................................................................... PAGEREF _Toc150522397 \h 24
حج تمتع أو قران أو إفراد؟!:................................................. PAGEREF _Toc150522398 \h 26
ترجيحات لحج القران:......................................................... PAGEREF _Toc150522399 \h 35
الفصل الرابع: قبل أن يسير ' إلى عرفات (بروايتهم)
طواف النبي ' واستلام الركن والحجر:................................... PAGEREF _Toc150522402 \h 41
هل طاف ماشياً؟!:............................................................. PAGEREF _Toc150522403 \h 41
السعي والطواف راكباً:........................................................ PAGEREF _Toc150522404 \h 49
سؤال.. وجوابه:................................................................. PAGEREF _Toc150522405 \h 50
متى طاف راكباً؟!:............................................................. PAGEREF _Toc150522406 \h 51
إنك حجر لا تضر ولا تنفع:.................................................. PAGEREF _Toc150522407 \h 51
لماذا هذا الموقف من عمر؟!:................................................ PAGEREF _Toc150522408 \h 53
عمر يخطِّئ رسول الله ':.................................................... PAGEREF _Toc150522409 \h 54
التبرك في أجلى مظاهره:..................................................... PAGEREF _Toc150522410 \h 55
سجود النبي ' على الحجر:.................................................. PAGEREF _Toc150522411 \h 55
الصلاة خلف مقام إبراهيم:.................................................... PAGEREF _Toc150522412 \h 56
بكاء النبي ' حين استلام الحجر:............................................ PAGEREF _Toc150522413 \h 57
ابن أم مكتوم آخذ بزمام الناقة:................................................ PAGEREF _Toc150522414 \h 58
طواف الوداع:................................................................... PAGEREF _Toc150522415 \h 58
إنكار تقبيل الركن اليماني:.................................................... PAGEREF _Toc150522416 \h 59
عمر رجل قوي لا يزاحم:..................................................... PAGEREF _Toc150522417 \h 59
الرمل في الطواف:............................................................. PAGEREF _Toc150522418 \h 60
سعى راكباً:...................................................................... PAGEREF _Toc150522419 \h 61
يرى بياض فخذ رسول الله ':............................................... PAGEREF _Toc150522420 \h 64
الإضطباع:حكمه، ومعناه:.................................................... PAGEREF _Toc150522421 \h 64
رأى بياض فخذي رسول الله '!!:.......................................... PAGEREF _Toc150522422 \h 65
قدوم علي × من اليمن:........................................................ PAGEREF _Toc150522423 \h 65
تحريش علي لفاطمة ':....................................................... PAGEREF _Toc150522424 \h 66
الإجمال في النية:............................................................... PAGEREF _Toc150522425 \h 67
الكلب والحمار والمرأة:........................................................ PAGEREF _Toc150522426 \h 67
الفصل الخامس: حج النبي ' برواية أهل السنة
النبي ' في عرفات:........................................................... PAGEREF _Toc150522429 \h 71
الأول: قريش في مواجهة الرسول ':............................ PAGEREF _Toc150522430 \h 75
الثاني: لبيك اللهم لبيك:............................................... PAGEREF _Toc150522431 \h 76
الثالث: تحريف خطبة رسول الله ':............................. PAGEREF _Toc150522432 \h 76
الذين أردفهم النبي ' خلفه:................................................... PAGEREF _Toc150522433 \h 78
الفضل بن عباس.. والنظر إلى الأجنبية:................................... PAGEREF _Toc150522434 \h 79
ليس هذا قياساً:.................................................................. PAGEREF _Toc150522435 \h 80
حتى معاوية:..................................................................... PAGEREF _Toc150522436 \h 80
تحويل وجه فضل بن عباس:................................................ PAGEREF _Toc150522437 \h 81
تطبيق للقاعدة:................................................................... PAGEREF _Toc150522438 \h 82
النبي ' ينشد الشعر:........................................................... PAGEREF _Toc150522439 \h 82
الصلاة قبل الوقت:............................................................. PAGEREF _Toc150522440 \h 84
الغلو في الدين هو الأخطر:................................................... PAGEREF _Toc150522441 \h 85
خذوا عني مناسككم:............................................................ PAGEREF _Toc150522442 \h 86
التظليل:........................................................................... PAGEREF _Toc150522443 \h 88
بطن مُحَسِّر:..................................................................... PAGEREF _Toc150522444 \h 89
خطبة النبي ' في منى:...................................................... PAGEREF _Toc150522445 \h 90
النص الكامل لخطبة منى:..................................................... PAGEREF _Toc150522446 \h 93
تنظيم المنازل في منى:........................................................ PAGEREF _Toc150522447 \h 97
ما المراد باستدارة الزمان؟!:................................................. PAGEREF _Toc150522448 \h 98
ففتحت أسماع أهل منى:....................................................... PAGEREF _Toc150522449 \h 98
تحريف حديث الثقلين:......................................................... PAGEREF _Toc150522450 \h 99
علي × لم يشارك النبي ' في نحر البدن:................................. PAGEREF _Toc150522451 \h 99
لتخرس الألسنة:............................................................... PAGEREF _Toc150522452 \h 101
نحرا على عدد سني عمرهما:.............................................. PAGEREF _Toc150522453 \h 102
المرجع هو أحاديث العترة:................................................. PAGEREF _Toc150522454 \h 102
النبي ' يقسم شعره للتبرك به:............................................. PAGEREF _Toc150522455 \h 102
قصة الحلاق:.................................................................. PAGEREF _Toc150522456 \h 104
إصرار عائشة بلا مبرر:................................................... PAGEREF _Toc150522457 \h 105
عائشة تعتمر رغم نهي النبي ':.......................................... PAGEREF _Toc150522458 \h 108
اللهم اغفر للمحلقين:.......................................................... PAGEREF _Toc150522459 \h 109
تبرك الصحابة:............................................................... PAGEREF _Toc150522460 \h 110
التبرك، في معناه ومغزاه:.................................................. PAGEREF _Toc150522461 \h 110
النفر من منى:................................................................. PAGEREF _Toc150522462 \h 112
لم يدخل ' إلى البيت ولم يطف:........................................... PAGEREF _Toc150522463 \h 112
عمرة في رمضان تعدل حجة معه:....................................... PAGEREF _Toc150522464 \h 114
إعتمار النبي ' بعد حجة الوداع:.......................................... PAGEREF _Toc150522465 \h 117
في الطريق إلى المدينة:...................................................... PAGEREF _Toc150522466 \h 118
الباب الحادي عشر: الغدير في الحديث والتاريخ
الفصل الأول: الغدير والمعارضون
توطئة وتمهيد:................................................................. PAGEREF _Toc150522471 \h 123
الغدير والإمامة:............................................................... PAGEREF _Toc150522472 \h 124
الحدث الخالد:.................................................................. PAGEREF _Toc150522473 \h 125
مفتاح الحل:.................................................................... PAGEREF _Toc150522474 \h 127
خلافة أم إمامة:............................................................... PAGEREF _Toc150522475 \h 127
دور الإمامة في بناء الإنسان والحياة:.................................... PAGEREF _Toc150522476 \h 128
الإمامة.. تعدل الرسالة كلها:................................................ PAGEREF _Toc150522477 \h 131
سر السعادة ورمز البقاء:.................................................... PAGEREF _Toc150522478 \h 133
المعارضون:.................................................................. PAGEREF _Toc150522479 \h 134
النصوص الصريحة:........................................................ PAGEREF _Toc150522480 \h 135
الخليفة الثاني يتحدث أيضاً:................................................ PAGEREF _Toc150522481 \h 145
قريش في كلمات علي ×:................................................... PAGEREF _Toc150522482 \h 148
بعض ما قاله المعتزلي هنا:................................................. PAGEREF _Toc150522483 \h 155
الفصل الثاني: الموقف ـ الفضيحة
الصخب والغضب:........................................................... PAGEREF _Toc150522486 \h 161
الرسول ' والمتآمرون:..................................................... PAGEREF _Toc150522487 \h 169
أمثلة وشواهد:................................................................. PAGEREF _Toc150522488 \h 170
ممن الخوف يا ترى؟!:...................................................... PAGEREF _Toc150522489 \h 181
المتآمرون:..................................................................... PAGEREF _Toc150522490 \h 181
ظهور الأحقاد والمصارحة المرة:........................................ PAGEREF _Toc150522491 \h 182
الفصل الثالث: في حدود الزمان والمكان
إلفات النظر إلى أمرين:..................................................... PAGEREF _Toc150522494 \h 187
الأول: المكان........................................................ PAGEREF _Toc150522495 \h 187
الثاني: كلهم من قريش............................................. PAGEREF _Toc150522496 \h 189
الموقف، الفضيحة:........................................................... PAGEREF _Toc150522497 \h 190
التدبير النبوي:................................................................. PAGEREF _Toc150522498 \h 195
المحبون والمناوئون:......................................................... PAGEREF _Toc150522499 \h 198
سبب جرأتهم:.................................................................. PAGEREF _Toc150522500 \h 202
ظروف فرضت نفسها:..................................................... PAGEREF _Toc150522501 \h 203
دراسة الحدث في حدود الزمان والمكان:................................ PAGEREF _Toc150522502 \h 205
1 ـ يوم عبادة:....................................................... PAGEREF _Toc150522503 \h 205
2 ـ الإحرام:......................................................... PAGEREF _Toc150522504 \h 206
3 ـ لماذا في موسم الحج؟!:....................................... PAGEREF _Toc150522505 \h 207
4 ـ وجود الرسول ' أيضاً:...................................... PAGEREF _Toc150522506 \h 207
5 ـ ظهور المعجزة:................................................ PAGEREF _Toc150522507 \h 208
6 ـ الذكريات الغالية:............................................... PAGEREF _Toc150522508 \h 209
7 ـ الناس أمام مسؤولياتهم:....................................... PAGEREF _Toc150522509 \h 210
8 ـ إحتكار القرار:.................................................. PAGEREF _Toc150522510 \h 211
9 ـ تساقط الأقنعة:.................................................. PAGEREF _Toc150522511 \h 211
10 ـ وعلى هذه فقس ما سواها:................................. PAGEREF _Toc150522512 \h 213
11 ـ القرار الإلهي الثابت:........................................ PAGEREF _Toc150522513 \h 214
12 ـ التهديد والتآمر:............................................... PAGEREF _Toc150522514 \h 215
الخير في ما وقع:............................................................. PAGEREF _Toc150522515 \h 217
الفصل الرابع: حديث الغدير وأسانيده
غدير خم لتبرئة علي ×:.................................................... PAGEREF _Toc150522518 \h 221
يوم الغدير يوم الله الأكبر:................................................... PAGEREF _Toc150522519 \h 224
خلاصة ما جرى يوم الغدير:............................................... PAGEREF _Toc150522520 \h 225
الخطبة برواية الطبري:..................................................... PAGEREF _Toc150522521 \h 230
النبي ' يعلمهم التهنئة والبيعة:............................................. PAGEREF _Toc150522522 \h 233
قضية الغدير ليست واقعة حرب معروفة:............................... PAGEREF _Toc150522523 \h 239
عيد الغدير عبر القرون والأحقاب:....................................... PAGEREF _Toc150522524 \h 239
ماذا يقول شانئو علي ×؟!:................................................. PAGEREF _Toc150522525 \h 247
الإبتداع الغبي:................................................................. PAGEREF _Toc150522526 \h 251
مصادر حديث الغدير:....................................................... PAGEREF _Toc150522527 \h 252
حديث الغدير متواتر:........................................................ PAGEREF _Toc150522528 \h 253
أغرب وأعجب ما قرأت!!:................................................ PAGEREF _Toc150522529 \h 256
المنكرون والمشككون:....................................................... PAGEREF _Toc150522530 \h 256
نظرة في تواتر حديث الغدير:.............................................. PAGEREF _Toc150522531 \h 258
طرق حديث الغدير:.......................................................... PAGEREF _Toc150522532 \h 259
لماذا ينكرون التواتر؟!:..................................................... PAGEREF _Toc150522533 \h 263
الغدير لم يخرِّجه الشيخان:.................................................. PAGEREF _Toc150522534 \h 264
الفصل الخامس: في ظلال حديث الغدير
بـدايـة:.......................................................................... PAGEREF _Toc150522537 \h 267
الخروج السريع من مكة:.................................................... PAGEREF _Toc150522538 \h 267
إرجاع المتقدم وحبس المتأخر:............................................. PAGEREF _Toc150522539 \h 268
الدوحات الخمس منطقة محظورة:........................................ PAGEREF _Toc150522540 \h 268
دقة وبلاغة في أسلوب الإبلاغ:........................................... PAGEREF _Toc150522541 \h 269
رفع مستوى اليقظة والتنبه:................................................. PAGEREF _Toc150522542 \h 270
حر الرمضاء:................................................................. PAGEREF _Toc150522543 \h 270
أكثر من خطبة:............................................................... PAGEREF _Toc150522544 \h 271
الحديث عن الضلال والهدى:.............................................. PAGEREF _Toc150522545 \h 271
يوشك أن أدعى فأجيب:..................................................... PAGEREF _Toc150522546 \h 272
إني مسؤول، وأنتم مسؤولون:............................................. PAGEREF _Toc150522547 \h 272
التذكير بالركائز العقائدية:.................................................. PAGEREF _Toc150522548 \h 273
الأسئلة التقريرية هي الأهم:................................................ PAGEREF _Toc150522549 \h 273
فليبلغ الشاهد الغائب:......................................................... PAGEREF _Toc150522550 \h 277
العمائم تيجان العرب:........................................................ PAGEREF _Toc150522551 \h 277
الرمز والشعار:............................................................... PAGEREF _Toc150522552 \h 281
نعوذ بالله من شرور أنفسنا:................................................ PAGEREF _Toc150522553 \h 283
لا هادي لمن أضل الله:...................................................... PAGEREF _Toc150522554 \h 284
الإقرار بالإعتقادات:......................................................... PAGEREF _Toc150522555 \h 285
الحساب على الحب والبغض:.............................................. PAGEREF _Toc150522556 \h 287
وأدر الحق معه حيث دار:.................................................. PAGEREF _Toc150522557 \h 287
حديث الثقلين:................................................................. PAGEREF _Toc150522558 \h 288
وانصر من نصره:........................................................... PAGEREF _Toc150522559 \h 288
أمهات المؤمنين يهنئن علياً ×:............................................. PAGEREF _Toc150522560 \h 289
معنى الولاية في حديث الغدير:............................................ PAGEREF _Toc150522561 \h 290
الجمع بين المعاني:........................................................... PAGEREF _Toc150522562 \h 294
الفصل السادس: في ظلال آيات الغدير
بـدايـة:.......................................................................... PAGEREF _Toc150522565 \h 299
تأكيد التحريم لا تأسيس!:................................................... PAGEREF _Toc150522566 \h 300
الجملة اعتراضية:............................................................ PAGEREF _Toc150522567 \h 301
لماذا الجملة الإعتراضية؟!:................................................ PAGEREF _Toc150522568 \h 302
لماذا جعلت بين أحكام سبق بيانها؟!:..................................... PAGEREF _Toc150522569 \h 302
لماذا الأحكام الإلزامية تحريمية؟!:........................................ PAGEREF _Toc150522570 \h 303
متى يئس الذين كفروا.. وكمل الدين؟!:.................................. PAGEREF _Toc150522571 \h 304
العلة المحدثة والمبقية:....................................................... PAGEREF _Toc150522572 \h 306
فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي:...................................................... PAGEREF _Toc150522573 \h 307
أكملت.. أتممت:............................................................... PAGEREF _Toc150522574 \h 308
الإسلام مرضي لله دائماً:.................................................... PAGEREF _Toc150522575 \h 309
آية الإكمال نزلت مرتين:................................................... PAGEREF _Toc150522576 \h 310
متى نزلت آية الإكمال:...................................................... PAGEREF _Toc150522577 \h 313
أبو طالب × وحراسة النبي ':............................................ PAGEREF _Toc150522578 \h 315
آية البلاغ في اليهود:......................................................... PAGEREF _Toc150522579 \h 317
موقع آية البلاغ بين الآيات:................................................ PAGEREF _Toc150522580 \h 320
على أي شيء يخاف النبي ':............................................. PAGEREF _Toc150522581 \h 321
أهمية الحكم المعني بالآية:.................................................. PAGEREF _Toc150522582 \h 322
الله يبرئ رسوله ':.......................................................... PAGEREF _Toc150522583 \h 323
العصمة من الناس:........................................................... PAGEREF _Toc150522584 \h 324
فما بلغت رسالته:............................................................. PAGEREF _Toc150522585 \h 324
سورة المعارج مكية:......................................................... PAGEREF _Toc150522586 \h 325
سورة والعصر نزلت في علي ×:......................................... PAGEREF _Toc150522587 \h 341
الفهارس:
1 ـ الفهرس الإجمالي.............................................. PAGEREF _Toc150522591 \h 345
2 ـ الفهرس التفصيلي.............................................. PAGEREF _Toc150522593 \h 347
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص461و462 عن الطبراني، وراجع: المعجم الأوسط للطبراني ج3 ص238.
([2]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص462 وفي هامشه عن: البيهقي ج5 ص73.
([3]) الكافي (الفروع) ج4 ص250 والبحار ج21 ص 296 و397 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص224و (ط دار الإسلامية) ج8 ص158 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق 3 ص579.
([4]) الكافي (الفروع) ج4 ص248 والبحار ج21 ص393 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص355.
([5]) الآية 77 من سورة الحج.
([6]) الكافي (الفروع) ج4 ص245 والحدائق الناضرة ج 14 ص316 والفصول المهمة ج1 ص649 والبحار ج21 ص390 والتفسير الصافي ج3 ص374 وتفسير نور الثقلين ج1 ص146 وتفسير كنز الدقائق ج1 ص386.
([7]) كذا في الأصل، ولعل الصحيح "إلى" بالمقصورة، وقد وقع فيها تصحيف، فلاحظ.
([8]) الكافي (الفروع) ج4 ص249 والحدائق الناضرة ج15 ص58 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص224 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص158 والبحار ج21 ص396 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص359 ومكاتيب الرسول ج1 ص282 ومنتقى الجمان ج3 ص163.
([9]) الترديد من الراوي.
([10]) الكافي (الفروع) ج4 ص245 والبحار ج21 ص390 و جامع أحاديث الشيعة ج10 ص454 وتفسير نور الثقلين ج3 ص487 وتفسير كنز الدقائق ج1 ص387.
([11]) الكافي (الفروع) ج4 ص248و249 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص551 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص222 و (ط دار الإسلامية) ج8 = = ص157 ومستدرك الوسائل ج8 ص76 والبحار ج21 ص395 وج96 ص88 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص356 وج10 ص455 و 499.
([12]) الكافي (الفروع) ج4 ص249و250 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص579 والحـدائـق النـاضرة ج15 ص58 ومستنـد الشيعـة ج11 ص175 وج11 = = ص290 ودعائم الإسلام ج1 ص298 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص224 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص158 والبحار ج21 ص396 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص359 و 499 وج11 ص14 وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص17 ومنتقى الجمان ج3 ص163.
([13]) الآية 158 من سورة البقرة.
([14]) الكافي (الفروع) ج4 ص245 و 246 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص632 وج1 ق3 ص644 وكشف اللثام (ط.ق) ج1 ص341 والحدائق الناضرة ج14 ص316 ومستند الشيعة ج12 ص159.
([15]) الكافي ج4 ص249 وعلل الشرائع ج2 ص413 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص222 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص157 والبحار ج21 ص395 وج96 ص89 وتفسير نور الثقلين ج1 ص185 وتفسير كنز الدقائق ج1 ص466.
([16]) الآية 196 من سورة البقرة.
([17]) راجع المصادر في الهوامش السابقة.
([18]) مرآة العقول ج17 ص113 وجواهر الكلام ج18 ص3 والكافي ج4 ص246 و ومنتهى المطلب (ط.ق) ج2 ص886 والحدائق الناضرة ج14 ص316 ومستند الشيعة ج11 ص217 وجامع المدارك ج2 ص568 وتهذيب الأحكام ج5 ص455 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص215 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص151 والبحار ج21 ص391 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص352 وفقه القرآن للراوندي ج1 ص266 ومنتقى الجمان ج3 ص123.
([19]) الآية 95 من سورة آل عمران.
([20]) الآية 95 من سورة آل عمران.
([21]) الكافي (الفروع) ج4 ص245 ـ 247 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص350 ـ 354.
([22]) الكافي (الفروع) ج4 ص248 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص237 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص458 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص336 والبحار ج21 ص395 وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص463 وسنن النبي "عليه السلام" للسيد الطباطبائي ص62 ومنتقى الجمان ج3 ص346.
([23]) الكافي (الفروع) ج4 ص249 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص551 وعلل الشرائع ج2 ص413 والبحار ج96 ص89.
([24]) الكافي (الفروع) ج4 ص246 ـ 248 ومجمع الفائدة ج7 ص286 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص670 وج1 ق3 ص670 والحدائق الناضرة ج14 ص318 وجواهر الكلام ج19 ص159 وجامع المدارك ج2 ص462 وتهذيب الأحكام ج5 ص457 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص217 وج14 ص163 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص153 وج10 ص144 والبحار ج21 ص393 و 395 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص354 وج12 ص101 وج12 ص104 ومنتقى الجمان ج3 ص125 وج3 ص373 وج3 ص401 وراجع المغني لابن قدامة ج11 ص109 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص579 وج3 ص582 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص111 وتفسير البغوي ج3 ص284.
([25]) الكـافي (الفـروع) ج4 ص249 وذخـيرة المعـاد (ط.ق) ج1 ق3 ص551 = = والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص223 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص158 والبحار ج21 ص396 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص343 و 357 وتفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج2 ص84 ومنتقى الجمان ج3 ص122.
([26]) الكافي (الفروع) ج4 ص248 والحدائق الناضرة ج14 ص319 وجامع المدارك ج2 ص491 وتهذيب الأحكام ج5 ص457 والبحار ج21 ص389 و 393 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص355 وج11 ص271 و 272 وج12 ص207 وتفسير مجمع البيان ج2 ص42 ومنتقى الجمان ج3 ص254.
([27]) الكافي (الفروع) ج4 ص250 و 251 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص339 وتهذيب الأحكام ج5 ص458 والبحار ج21 ص400 وجامع الرواة ج2 ص253 ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج19 ص 288.
([28]) الآية 95 من سورة آل عمران.
([29]) راجع: مرآة العقول ج17 ص114 وتفسير البيضاوي (ط دار الفكر) ج1 ص487 وتفسير أبي السعود ج1 ص209.
([30]) راجع: مرآة العقول ج17 ص116.
([31]) راجع: مرآة العقول ج17 ص116.
([32]) راجع: مرآة العقول ج17 ص119 وهامش كتاب الكافي ج4 ص251.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص451 و 452 وراجع: الطبقات الكبرى ج2 ص124.
([34]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص452 عن أحمد، والبزار، والطبراني، والدراقطني عن عائشة، وفي هامشه عن: مسند أحمد ج6 ص78 والبزار كما في الكشف ج2 ص11 (1085) والدارقطني ج2 ص226.
([35]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص452 عن الترمذي، وابن ماجة وفي هامشه عن: الترمذي ج3 ص294 (962) وابن ماجة ج2 ص1030 (3083) وضعفه البوصيري في الزوائد، وراجع: مسند أحمد ج2 ص25 و 59 وعمدة القاري ج9 ص154 والمصنف لابن أبي شيبة ج4 ص439.
([36]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص452 عن البخاري، ومسلم وفي هامشه عن: البخاري ج10 ص384 (5930) ومسلم ج2 ص147 (35/1189) والدارقطني ج2 ص222 والبيهقي ج5 ص35.
([37]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص452 وفي هامشه عن: البيهقي ج5 ص34.
([38]) سبل الهـدى والرشـاد ج8 ص452 و 453 عن الحميدي، وأحمـد، وأشـار في = = هامشه إلى: مسند أحمد ج6 ص124 (و 109 و 128 و 130 و 175 و 186 و 212 و 245 و 250 و 254 و 256 و280 ) وهو عند البخاري ج3 ص463 (1538) ومسلم (39/119) وراجع: المجموع للنووي وج7 ص215 وإعانة الطالبين ج2 ص350 ومغني المحتاج ج1 ص479 والبحر الرائق ج2 ص562 والمحلى لابن حزم ج7 ص86 وتلخيص الحبير ج1 ص193 ونيل الأوطار ج5 ص 33 و 76 وفقه السنة ج1 ص655 وصحيح البخاري ج1 ص72 وصحيح مسلم ج4 ص11وسنن ابن ماجة ج2 ص977 وسنن النسائي ج5 ص140 و 141 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص34 و 35 وعمدة القاري ج3 ص221 مسند أبي داود الطيالسي ص197 و 198 و 199 ومسند ابن الجعد ص47 وغير ذلك من مصارد فراجع.
([39]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص461 وراجع: زاد المعاد ج1 ص246.
([40]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص466 و 467.
([41]) البداية والنهاية ج5 ص184 وج5 ص184 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص331 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص467.
([42]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص467 عن الطبراني برجال ثقات، وراجع: عيون الأثر ج2 ص344 ومسند أحمد ج6 ص274.
([43]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص455 وقال في هامشه: حديث عائشة عند الشافعي في المسند ج6 ص104 والبخاري ج3 ص492 (1562) ومسلم ج2 ص875 (122/1211) ومالك ج1 ص335 (37) والنسائي ج5 ص112 وأخرجه ابن ماجة ج2 ص988 (2966) وحـديـث جـابر أخرجه مسلم (2/881) = = حديث (136/1213). وراجع: المجموع للنووي ج7 ص153 ونيل الأوطار ج5 ص44 وصحيح مسلم ج4 ص52 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص4 وشرح مسلم للنووي ج8 ص216 وفتح الباري ج3 ص342 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص345 وتاريخ بغداد ج10 ص297 والبداية والنهاية ج5 ص140 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص240.
([44]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص455 و 456 وقال في هامشه: من حديث عمر: أحمد في المسند ج1 ص174 والبخاري من حديث عبد الله بن عمر ج3 ص640 (1691). ومن حديث عثمان: أحمد في المسند ج1 ص57. ومن حديث علي: أحمد ج1 ص57. ومن حديث جابر: الترمذي ج3 ص170 وابن ماجة ج2 ص990. ومن حديث أبي طلحة: أحمد ج4 ص28. ومن حديث سراقة: أخرجه أحمد ج4 ص75. ومن حديث سعد: أحمد ج1 ص174 والنسائي ج5 ص118. ومن حديث ابن أبي أوفى البزار كما في الكشف ج2 ص27. ومن حديث ابن عباس أبو داود ج2 ص159. ومن حديث الهرماس: أحمد ج3 ص485 ومن حديث عمران بن حصين: أحمد ج4 ص427. ومن حديث أبي قتادة: الدارقطني ج2 ص261. ومن حديث حفصة: أحمد ج6 ص285. ومن حديث عائشة: البخاري ج3 ص630 حديث (1692).
([45]) سبل الهـدى والرشـاد ج8 ص456 عن والبخـاري، ومسـلـم، وأبي داود، = = والنسائي، وقال في هامشه: هو عند أبي داود (1805) والنسائي ج5 ص179 وراجع: المجموع للنووي ج7 ص154 والمغني لابن قدامة ج3 ص565 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص580 والمحلى لابن حزم ج7 ص162 وتلخيص الحبير ج7 ص113 و 165 ونيل الأوطار ج5 ص42 ومسند أحمد ج2 ص139 وصحيح البخاري ج2 ص181 وصحيح مسلم ج4 ص49 وسنن أبي داود ج1 ص405 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص17 وشرح مسلم للنووي ج8 ص208 وعمدة القاري ج10 ص31 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص348 وشرح معاني الآثار ج2 ص142 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج2 ص16 ونصب الراية للزيلعي ج3 ص199 و 214 و 218 و 219 تفسير البغوي ج1 ص167 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص241 و الدر المنثور ج1 ص216 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص365.
([46]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص456 عن أحمد، والبخاري، ومسلم، وفي هامشه عن: البخاري ج3 ص630 (1692) وراجع: المجموع للنووي ج7 ص155 و 157 وتلخيص الحبير ج7 ص165 ومسند أحمد ج2 ص140 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص18 و 20 وفتح الباري ج3 ص433 وعمدة القاري ج10 ص34 وشرح معاني الآثار ج2 ص142 و 199 ونصب الراية للزيلعي ج3 ص218 والبداية والنهاية ج5 ص141 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص243.
([47]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص456 عن مسلم، وفي هامشه قال: أخرجه مسلم في الحج (303) وأبو داود (1790) وابن أبي شيبة ج4 ص102 والدارمي ج2 ص51 وأحمد ج1 ص236 وراجع: البداية والنهاية ج5 ص144 و 145 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص249 ومسند أحمد ج1 ص236 و 341 وسنن الدارمي ج2 ص51 وسنن أبي داود ج1 ص402 وسنن النسائي ج5 ص181 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص18 ومسند أبي داود الطيالسي ص344 والمصنف لابن أبي شيبة ج4 ص544 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص368 و نصب الراية للزيلعي ج3 ص205 والدراية لابن حجر ج2 ص34.
([48]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص456 عن البخاري، وفي هامشه قال: أخرجه البخاري ج3 ص635 (1697) و كتاب الأم للإمام الشافعي ج 7 ص 226 والمجموع لمحيي الدين النووي ج7 ص180 و 221 وموطأ مالك ج1 ص394 والجوهر النقي للمارديني ج5 ص14 والبحر الرائق ج2 ص638 وج3 ص7 والمغني لابن قدامة ج3 ص235 و 303 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص235 و 248 و 410 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص568 والمحلى لابن حزم ج7 ص102 ونيل الأوطار للشوكاني ج5 ص130 واختلاف الحديث للشافعي ص568 والمسند للشافعي ص196 ومسند أحمد ج6 ص284 و 285 وصحيح البخـاري ج2 ص152 و 182 و 188 وج5 = = ص125 وج7 ص59 وصحيح مسلم ج4 ص50 وسنن ابن ماجة ج2 ص1013 وسنن أبي داود ج1 ص406 سنن النسائي ج5 ص136 و 172 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص12 و 13و 134 وشرح مسلم للنووي ج8 ص211 و 212 و 232 وفتح الباري ج3 ص451 وج10 ص304 وعمدة القاري ج9 ص201 وج10 ص38 و 66 وج18 ص37 وج22 ص55 وعون المعبود للعظيم آبادي ج5 ص168 السنن الكبرى للنسائي ج2 ص337 و 361 ومسند أبي يعلى ج12 ص477 و 481 وشرح معاني الآثار ج2 ص144 و 196 والمعجم الكبير للطبراني ج 23 ص 190 و 191 و 211 و215 ومسند الشاميين للطبراني ج1 ص413 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج3 ص514 و 517 والإستذكار لابن عبد البر ج4 ص301 و 303 و 364 والتمهيد لابن عبد البر ج8 ص208 وج15 ص297 و 302 و 303 وأحكام القرآن لابن العربي ج1 ص181 و 183 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص239 وأضواء البيان الشنقيطي ج4 ص367 و 369 و 370 و 371 وج5 ص149 و 151 و 171 و 173 والبداية والنهاية ج5 ص155 وإمتاع الأسماع ج9 ص32 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص227 و 243 و 271 و 272 وسبل الهدى والرشاد ج 8 ص 456.
([49]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص457 عن أحمد، والترمذي، وفي هامشه عن: أحمد ج1 ص313 والترمذي ج3 ص85 (822)، وراجع: شرح الأخبار ج2 ص532 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص224 وسنن الترمذي ج2 ص160 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص339 وكنز العمال ج5 ص169 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص457 والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص122.
([50]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص457 عن البخاري، ومسلم، وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج3 ص656 (1730) ومسلم في الحج باب (209) وأبو داود (1802) والنسائي ج5 ص244 وراجع: المجموع للنووي ج8 ص196 ومسند أحمد ج4 ص96 و 98 وصحيح البخاري ج2 ص189 وصحيح مسلم ج4 ص58 وسنن أبي داود ج1 ص405 وسنن النسائي ج5 ص245 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص102 وشرح مسلم للنووي ج8 ص231 وفتح الباري ج3 ص450 و 452 وعمدة القاري ج10 ص66 و 67 ومسند الحميدي ج2 ص275 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص416 والمعجم الكبير ج19 ص309 ونصب الراية ج3 ص216 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص369 و 371 وج5 ص183 وعلل الدارقطني ج7 ص51 و 52 والإصابة ج6 ص120 والبداية والنهاية ج4 ص422 و السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص696.
([51]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص457 وفي هامشه عن: النسائي ج5 ص197 وراجع: سنن النسائي ج5 ص245 و السنن الكبرى للنسائي ج2 ص416.
([52]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص457 ونيل الأوطار ج5 ص131وسنن النسائي ج5 ص245 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص416.
([53]) كتاب موطأ لمالك ج1 ص343 ومسند أحمد ج2 ص47 وج4 297 وصحيح البخاري ج2 198 وسنن أبي داود ج1 ص442 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 354 ومجمع الزوائد ج3 ص279 وفتح الباري ج3 ص477 وعمدة القاري ج10 ص110 وعون المعبود ج5 ص319 ومسند الشاميين للطبراني ج4 ص136 والإستذكار لابن عبد البر ج4 ص90 و 91 والتمهيد لابن عبد البر ج20 ص13 وج24 ص411 والكافي لابن عبد البر ص134.
([54]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص457 عن البخاري، ومسلم، وفي هامشه عن: البخاري ج3 ص492 (1561) وراجع: البحار ج30 ص610 وسنن النسائي ج5 ص245 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص5 و عمدة القاري ج10 ص46 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص327 والإستذكار لابن عبد البر ج4 ص302 و أضواء البيان للشنقيطي ج5 ص149.
([55]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص457 عن الشافعي، وقال في هامشه: عن مسند الشافعي ج1 ص372 (960). وراجع: تذكرة الفقهاء (ط.ج) ج7 ص233 ومنتهى المطلب (ط.ق) الحلي 2 ص675 وكشف اللثام (ط.ج) ج5 ص256 و (ط.ق) ج1 ص313 وجواهر الكلام ج18 ص203 وكتاب الأم للشافعي ج2 ص139 والمجموع للنووي ج7 ص166 وتلخيص الحبير ج7 ص111 واختلاف الحديث للشافعي ص567 و 568 وكتاب المسند للشافعي ص111 و 196 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص339 وج5 ص6 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج3 ص488 و 513 و 516 و 556 والبداية والنهاية ج5 ص160 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص280 والسيرة الحلبية ج3 ص311.
([56]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص457و458 وتنوير الحوالك ص317 وشرح مسلم للنووي ج8 ص135 والديباج على مسلم ج3 ص300.
([57]) البداية والنهاية ج5 ص157 و 171 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص275.
([58]) البداية والنهاية لابن كثير ج5 ص157و 158 و السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص276وسبل الهدى والرشاد ج8 ص486 و 487 عنه.
([59]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص462 عن البيهقي، وابن كثير، وفي هامشه عن: البيهقي ج5 ص74 والمستدرك للحاكم ج1 ص455 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص74 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص212 و 229 والدرر لابن عبد البر ص261 والبداية والنهاية ج5 ص177 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص317 والسيرة الحلبية ج3 ص314.
([60]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص462 عن مسلم والمجموع للنووي ج8 ص26.
([61]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص462 عن أبي داود، وفي هامشه عن: أبي داود ج2 ص177 (1881).
([62]) راجع: المجموع للنووي ج8 ص26 وبدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج2 ص146 والمغني لابن قدامة ج3 ص415 والشرح الكبير لابن قدامة ج1 ص422 وج3 ص394 والمحلى لابن حزم ج7 ص180 ونيل الأوطار للشوكاني ج5 ص114 وصحيح البخاري ج2 ص162 وصحيح مسلم ج4 ص67 وسنن ابن ماجة ج2 ص983 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص462 عن البيهقي ج5 ص100 وسنن أبي داود ج1 ص419 وسنن النسائي ج2 ص47 وج5 ص233 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص99 و شرح مسلم للنووي ج9 ص18 وعمدة القاري ج9 ص252 وج20 ص156 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص262 وج2 ص401 والمنتقى من السنن المسندة ص121 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج4 ص86 و نصب الراية ج3 ص118 و 119 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2 ص14 وتغليق التعليق ج3 ص70 وكنز العمال ج5 ص179 وأضواء البيان للشنقيطي 4 ص409 وتاريخ مدينة دمشق ج28 ص97 وج31 ص51 وتهذيب الكمال للمزي ج19 ص70.
([63]) التبرك للأحمدي ص384 عن المصادر التالية: صحيح مسلم ج2 ص893 و 924 و 927 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص242 والسيرة الحلبية ج3 ص294 وسنن ابن ماجة ج2 ص983 ومسند الإمام الشافعي (هامش كتاب الأم) ج6 ص272/149 والبداية والنهاية ج6 ص12 وسنن أبي داود ج2 ص176 والمصنف للصنعاني ج15 ص41 بسندين.
([64]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص462و463 عن البيهقي، والمستدرك للحاكم ج1 = = ص455 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص74 والسيرة الحلبية ج3 ص315 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص213 والبداية والنهاية ج5 ص177 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص317.
([65]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص463 وفي هامشه عن: أحمد ج1 ص28، وسبل السلام ج2 ص206 ونيل الأوطار ج5 ص114 ومسند أحمد ج1 ص28 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص80 ومجمع الزوائد للهيثمي ج3 ص241 وتحفة الأحوذي ج4 ص28 وعون المعبود ج5 ص234 وشرح معاني الآثار ج2 ص178 ونصب الراية ج3 ص115 و 117والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2 ص13 وكنز العمال ج5 ص58 والبداية والنهاية ج5 ص177 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص318 والسيرة الحلبية ج3 ص316.
([66]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص464 عن الدراقطني، والوفاء لابن الجوزي ج2 ص526 وتاريخ الخميس ج1 ص126 وراجع: نيل الأوطار ج5 ص115 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص215 وسنن الدارقطني ج2 ص254 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج2 ص38 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص464.
([67]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص464 عن ابن القيم.
([68]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص464 عن الطيالسي والبيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص521 والبيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص521.
([69]) راجع: التبرك للأحمدي ص383 عن المصادر التالية: السنن الكبرى للبيهقي ج5 ص74 وسنن الدارمي ج2 ص53 والمستدرك للحاكم ج1 ص455 والنسائي ج5 ص227 والبداية والنهاية ج5 ص154 ومنحة المعبود ج1 ص215 والبيان لآية الله الخوئي قسم التعليقات ص558 المرقم 13 وراجع: المصنف للصنعاني ج5 ص37 والبيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي ص521.
([70]) السنن الكبرى ج5 ص75 وراجع: المجموع للنووي ج8 ص33.
([71]) سنن ابن ماجة ج2 ص982 ومستدرك الحاكم ج1 ص454 والمغني لابن قدامة ج3 ص384 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص384 وسنن ابن ماجة ج2 ص982 والمستدرك للحاكم ج1 ص454 ومنتخب مسند عبد بن حميد ص 24 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص212 والعهود المحمدية للشعراني ص224 وفيض القدير ج6 ص456 وكشف الخفاء للعجلوني ج2 ص334 والدر المنثور ج1 ص135 وكتاب المجروحين لابن حبان ج2 ص272 و تهذيب الكمال ج26 ص242 وميزان الاعتدال للذهبي ج3 ص676 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص73 و لسان العرب ج12 ص298.
([72]) السنن الكبرى ج5 ص75 ومسند أحمد ج2 ص108 وعن صحيح مسلم ج2 ص924 وعن فتح الباري ج3 ص378 و 380 و 381.
([73]) راجع: التبرك للأحمدي ص384 عن المصادر التالية: السنن الكبرى للبيهقي ج5 ص75 وكتاب الأم للشافعي ج2 ص146 وفتح الباري ج3 ص378 والترمذي ج3 ص215 ومسند أحمد ج1 ص338 وفيه: "أنه ـ يعني ابن عباس ـ كان عند الحجر وعنده محجن يضرب به الحجر فيقبله".
([74]) راجع: كتاب التبرك للأحمدي ص385 عن المصادر التالية: البداية والنهاية ج5 ص153 ـ 155 والوفاء لابن الجوزي ج2 ص526 ودلائل النبوة للبيهقي ج1 ص153 والوسائل ج9 ص402 ـ 413 ومستدرك الوسائل ج2 ص148و149 ومستدرك الحاكم ج1 ص456 وتاريخ الخميس ج2 ص126 ومسلم ج2 ص924 وما بعدها، وسنن ابن ماجة ج2 ص987 ـ 983 والبخاري ج2 ص183 وما بعدها، وفتح الباري عن شرحه للأحاديث، ومسند الشافعي (هامش كتاب الأم) ج6 ص146 والترغيب والترهيب ج2 ص152 وكتاب الأم للشافعي ج2 ص145 وما بعدها، والنسائي ج5 ص266 و 431 و 262 و 233 و 228 والترمذي ج3 ص292 و 214 وما = = بعدها، وأبي داود ج2 ص175 و 176 و 181 والدارمي ج2 ص42 و 46 ومسند أحمد ج1 ص213 و 217 و 237 و 267 و 291 وج3 ص430 والبيان للسيد الخوئي ص558 وكنز العمال ج5 ص91 و 95 والغدير ج6 ص103 والمصنف للصنعاني ج5 ص29 و 40 و 41 و 43 و 71.
([75]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص480.
([76]) الآية 81 من سورة مريم.
([77]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص464.
([78]) الكافي ج4ص430 وراجع: مجمع الفائدة ج7 ص100 والحدائق الناضرة ج16 ص129 ومستند الشيعة ج12 ص83 والكافي ج4 ص429 والوسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص441 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص492 والبحار ج21 ص402 وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص315 ومستدرك سفينة البحار ج2 ص197 وج6 ص596 وج8 ص394 ومنتقى الجمان ج3 ص313.
([79]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص442 وج13 ص497 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص492 و 533 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص402 والحدائق الناضرة 16 ص129 و 270 ومستند الشيعة ج12 ص70 وجواهر الكلام ج19 ص289 ومستدرك الوسائل ج9 ص420 و 450 وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص315 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص76.
([80]) وسائل الشيعة ج9 ص492 عن من لا يحضره الفقيه ج2 ص402 والحدائق الناضرة ج16 ص129وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص307.
([81]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص496 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص532 عن التهذيب ج5 ص155 والكافي ج4 ص437 وراجع: المقنعة ص71 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص416 ومستند الشيعة ج12 ص171.
([82]) راجع المصادر في الهوامش المتقدمة.
([83]) الآية 172 من سورة الأعراف.
([84]) راجع: الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان ج9 ص130 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص100 وكنز العمال ج5 ص177 والتبرك ص382 عن المصادر التالية: السيرة الحلبية ج1 ص188 والوسائل ج9 ص406 ومستدرك الوسائل ج2 ص148 والمستدرك للحاكم ج1 ص457 وتلخيص الذهبي (بهامش المستدرك)، والبحار ج99 ص216 وما بعدها، وص228 وفتح الباري ج3 ص370 والدر المنثور ج3 ص144 عن فضائل مكة، والمطولات، والحاكم، والبيهقي، وشعب الإيمان، وابن الجوزي في سيرة عمر ص106 والأزرقي في تاريخ مكة، وإرشاد الساري للقسطلاني ج3 ص195 وعمدة القاري ج4 ص606 والجامع الكبير للسيوطي كما في ترتيبه ج3 ص35 وابن أبي الحديد ج3 ص122 والفتوحات الإسلامية لدحلان ج2 ص486 وشرح السيوطي للنسائي (في هامشه) ج5 ص228 وكنز العمال ج5 ص93 والغدير ج6 ص103 عن الحاكم، وعن مصادر جمة.
([85]) التبرك للعلامة الأحمدي "رحمه الله" ص382و381 عن المصادر التالية: السنن الكبرى للبيهقي ج5 ص74 وصحيح مسلم ج2 ص925 و 926 والنسائي ج5 ص227 والترمذي ج3 ص214 ومسند أحمد ج1 ص16 و 21 و 26 و 34 و 35 و 36 و 39 و 46 و 51 و 53 و 54 والبخاري ج2 ص183 و 185 و 186 والبداية والنهاية ج5 ص153 و 154 بأسانيد متعددة، وفتح الباري ج3 ص369 بأسانيد متعددة عن عابس وغيره، وكنز العمال ج5 ص91 و 92 والموطأ ج1 ص334 وأبي داود ج2 ص175 وابن ماجة ج2 ص981 والدارمي ج2 ص53 ومنحة المعبود ج1 ص215 و 216.
([86]) شرح النهج للمعتزلي ج12 ص101 وج1 ص178 وراجع: الطبقات الكبرى ج2 ص100 وتاريخ عمر بن الخطاب لابن الحوزي ص115 وعمدة القاري ج17 ص220 والدر المنثور ج6 ص73 وفتح القدير ج5 ص52 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص50 وعن فتح الباري ج7 ص448 وعن إرشاد الساري ج9 ص231 وعن السيرة الحلبية ج3 ص25 والمصنف لابن أبي شيبة ج2 ص269.
([87]) الآية 125 من سورة البقرة.
([88]) راجع: النص والإجتهاد ص278 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص284 وتاريخ الخلفاء ص137 والوسائل ج9 ص479 وعن شرح النهج للمعتزلي ج3 ص113 وعن تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص60 وعن حياة الحيوان مادة: الديك. والكافي ج8 ص58 ـ 63 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص55 باب 9 حديث7 و 8 و 9 و 10 ومقدمة مرآة العقول ج2 ص128.
([89]) البحار ج96 صباب فضل الحجر، وعلة استلامه وراجع: من لا يحضره الفقيه ج2 ص192 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص318 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص404 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص31 وج11 ص305 و 306.
([90]) المجازات النبوية ص44 والبحار ج96 ص228.
([91]) البحار ج96 ص228.
([92]) البحار ج96 ص228 والمستدرك للحاكم ج3 ص634 ومجمع الزوائد ج3 ص244 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص462.
([93]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص352 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص428 عن علل الشرائع ص143 و (ط أخرى) ج2 ص412 والحدائق الناضرة ج16 ص127 وجواهر الكلام ج19 ص351 والبحار ج96 ص195 وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص316.
([94]) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص352 و (ط دار الإسلامية) ج9 ص428 وعلل الشرايع ج2 ص412 وكشف اللثام (ط.ج) ج5 ص466 و (ط.ق) ج1 ص342 و رياض المسائل ج7 ص40 و جواهر الكلام ج19 ص351.
([95]) الوسائل (ط دار الإسلامية) ج9 ص429 و (ط مؤسسة آل البيت) ج13 ص353 عن نوادر أحمد، وراجع فقه الرضا (ط حجرية) ص73 والحدائق الناضرة ج16 ص128 ورياض المسائل ج7 ص41 وجواهر الكلام ج19 ص351 ومستدرك الوسائل ج9 ص395 والبحار ج96 ص353 وجامع أحاديث الشيعة ج11 ص317.
([96]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص465 عن أحمد، ومسلم، والنسائي، وابن كثير، وابن القيم، وابن حزم وغيرها من المصادر التي مرت.
([97]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص465.
([98]) سبل الهدى الرشاد ج8 ص465 عن ابن كثير، وابن حزم، وراجع: بداية المجتهد لابن رشد الحفيد ج1 ص273 ونيل الأوطار ج5 ص122 و 123 ومسند أحمد ج1 ص229 و 297 و 311 و 312 و 369 و 373 وصحيح مسلم ج4 ص64 و 65 وسنن أبي داود ج1 ص421 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص82 و 100 و 154 و شرح مسلم للنووي ج 9 ص 11 و الديباج على مسلم ج3 ص348 ومسند أبي داود الطيالسي ص351 و مسند الحميدي ج1 ص237 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص215 و 240 وشرح معاني الآثار ج2 ص180 وأمالي المحاملي ص82 وصحيح ابن حبان ج9 ص119 و 154 والمعجم الكبير ج10 ص267 و 268 والإستذكار لابن عبد البر ج4 ص193 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص70 و نصب الراية للزيلعي ج3 ص119 و 125 وفيض القدير ج1 ص74 و أحكام القرآن للجصاص ج1 ص95 و 120 و تهذيب الكمال ج34 ص9 و 10 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص 463 والبداية والنهاية ج4 ص264 وج 5 ص180 و 181.
([99]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص466 والبيهقي ج5 ص101 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص330 و البداية والنهاية ج5 ص183.
([100]) مسند أحمد ج4 ص223وسبل الهدى والرشاد ج8 ص465 عنه، والبداية والنهاية ج5 ص178 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص319.
([101]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص466 عن أحمد والطبراني، وفي هامشه عن أحمد ج6 ص421 ومجمع الزوائد ج3 ص147 وراجع: المعجم الكبير للطبراني ج24 ص227.
([102]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص467.
([103]) سبل الهدى والرشاد ج8ص467 و468 عن أحمد، والبخاري ومسلم، وراجع: مسند أحمد ج4 ص308 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص326 وتنقيح التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي ج1 ص119 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص450 والبداية والنهاية ج5 ص186 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص336.
([104]) الآية 6 من سورة الحجرات.
([105]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص468 عن أبي داود ج2 ص189 (1917) وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص173 وإمتاع الأسماع ج2 ص113.
([106]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص468 عن أبي داود ج2 ص189 (1917).
([107]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص468و469 وفي هامشه عن: مسلم ج2 ص886 ـ 892 (147/1218) وأبي داود ج2 ص185 (1905) وابن ماجة ج2 ص1025 (3074).
([108]) الآية 36 من سورة التوبة.
([109]) الآية 279 من سورة البقرة.
([110]) الآية 36 من سورة التوبة.
([111]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص468و469و470 عن ابن إسحاق والنسائي.
([112]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص470 عن الطبراني في الكبير ج20 ص24.
([113]) راجع: ينابيع المودة ج1 ص99و109و125 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص6 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص327 وامتاع الأسماع ج6 ص4 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص123 والمعجم الأوسط ج5 ص89 والمعجم الكبير ج3 ص66 ونظم درر السمطين ص232 والغيبة للنعماني ص50 والمحتضر ص199 والبحار ج23 ص129 وج89 ص102 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص196 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص232 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص105 و 124 و 198 و 234 و 251 و 255 وكنز العمال ج1 ص48 (ط = = أولى) ونوادر الأصول ص68 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج10 ص51 وتحفة الأشراف ج2 ص278 وجامع الأصول ج1 ص277 ومشكاة المصابيح ج3 ص258.
([114]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص472 ومسند أحمد ج1 ص75 و 157و 213 و 214 وسنن أبي داود ج1 431 و كنز العمال ج5 ص151 والتاريخ الصغير للبخاري ج1 ص330 والثقات لابن حبان ج2 ص128 وعلل الدارقطني ج4 ص16 وعيون الأثر ج2 ص346.
([115]) سبل الهدى والرشـاد ج8 ص473 وراجع: مسند أحمـد ج5 ص200 وسنن = = الدارمي ج2 ص57 وصحيح مسلم ج4 ص74 وسنن أبي داود ج1 ص431 وسنن النسائي ج5 ص261 و السنن الكبرى للبيهقي ج5 ص122 وفتح الباري ج3 ص417 و 425 وعمدة القاري ج10 ص24 وكنز العمال ج5 ص201 و عيون الأثر ج2 ص347.
([116]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص479 وإمتاع الأسماع ج2 ص117.
([117]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص473 و 474 وراجع: كتاب الأم للشافعي ج2 ص124 وكتاب الموطأ لمالك ج1 ص359 والمغني لابن قدامة ج7 ص460 وسبل السلام ج2 ص181 وكتاب المسند للشافعي ص108 ومسند أحمد ج1 ص359 وصحيح البخاري ج2 ص140 و 218 وصحيح مسلم ج4 ص101 و سنـن أبي داود ج1 ص407 وسنن النسـائي ج5 ص118 وج8 = = ص228 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص328 و شرح مسلم للنووي ج9 ص97 وعمدة القاري ج9 ص123 وج10 ص215 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص325 وج3 ص472 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص342 و 343 و 344 و صحيح ابن حبان ج9 ص301 و 309 والمعجم الكبير ج18 ص282 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص473 والاستذكار لابن عبد البر ج4 ص163 والتمهيد لابن عبد البر ج9 ص122 وتفسير البغوي ج1 ص330 والسيرة الحلبية ج3 ص326.
([118]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص474 وسنن الدارمي ج2 ص41 وسنن النسائي ج5 ص119 وج8 ص229 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص325 وج3 ص470 والمعجم الكبير ج18 ص296 وكنز العمال ج5 ص273.
([119]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص472 عن الطبراني في الكبير والأوسط، ومجمع الزوائد ج3 ص256 وراجع: كتاب الأم للشافعي ج2 ص234 والمجموع للنووي ج8 ص144 ومغني المحتاج ج1 ص501 و إعانة الطالبين ج2 ص349 والمبسوط للسرخسي ج4 ص18 والمغني لابن قدامة ج3 ص444 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص444 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص579 وتلخيص الحبير ج7 ص370 والبحار ج21 ص336 و 339 ومكاتيب الرسول ج2 ص494 وكتاب المسند للشافعي ص373 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص126 ومجمع الزوائد ج3 ص256 والمصنف لابن أبي شيبة ج4 ص529 وج 6 ص176 والمعجم الأوسط ج1 ص282 والمعجم الكبير ج12 ص238 ومعرفة السنن والآثار ج4 ص120 والإستيعاب لابن عبد البر ج3 ص890 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص423 والفايق في غريب الحديث ج3 ص367 وجزء أحاديث الشعر 85 وكنز العمال ج5 ص195 و كنز العمال ج5 ص207 و 215 وتفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص382 وتفسير السمعاني ج5 ص345 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج5 ص241 و تفسير البحر المحيط ج8 ص201 والدر المنثور ج1 ص223 و 224 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص165 و 357 والكامل لابن عدي ج1 ص378 وميزان الإعتدال للذهبي ج1 ص263 والإصابة 1 ص446 وج5 ص438 وغير ذلك من المصادر.
([120]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص473.
([121]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص473 والمجموع للنووي ج8 ص171 والمبسوط للسرخسي ج4 ص69 والمحلى لابن حزم ج7 ص133 وتلخيص الحبير 7 ص397 وعوالي اللآلي ج1 ص185 ومسند أحمد ج1 ص215 وسنن النسائي ج5 ص268 والمستدرك للحاكم ج1 ص466 و فتح الباري ج13 ص234 وعمدة القاري ج25 ص37 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص435 ومسند أبي يعلى ج4 ص316 و 357 و المنتقى من السنن المسندة ص127 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص274 و 276 وأمالي المحاملي ص84 وصحيح ابن حبان ج9 ص183 والإستذكار لابن عبد البر ج4 ص350 و نصب الراية ج3 ص165 وموارد الظمآن 3 ص330 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2 ص25 وفيض القدير ج1 ص613 والجامع لأحكام القرآن ج3 ص12 والدر المنثور ج1 ص235.
([122]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص475 عن مسلم، وابن سعد، والبيهقي، وقال في هامشه: أخرجه مسلم ج2 ص943 (310/1297) وأبو داود ج2 ص201 (1970) والنسائي ج5 ص219 والبيهقي ج5 ص125 وأحمد ج3 ص301 وراجع: المجموع للنووي ج8 ص21 والمبسوط للسرخسي ج4 ص24 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص125 وتفسير الرازي ج4 ص69 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص418 والإحكام لابن حزم ج3 ص300 والبداية والنهاية ج5 ص203.
([123]) راجع: المجموع ج8 ص30 ومغني المحتاج ج1 ص486 ومواهب الجليل ج4 ص97 و101.
([124]) مغني المحتاج ج1 ص491.
([125]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص474 وفتح العزيز ج7 ص434 ومواهب الجليل ج4 ص206 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص493 والإحتجاج ج1 ص65 ومعرفة السنن والآثار ج4 ص43 وتفسير الإمام العسكري "عليه السلام" ص389 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص474.
([126]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص474 عن ابن سعد، وفي هامشه عن: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص127.
([127]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص474 وفي هامشه: عن أبي داود ج2 ص200 (1966) وابن ماجة ج2 ص1008 (3031) عن أحمد، والبيهقي.
([128]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص474 وراجع: عون المعبود ج5 ص266 وتحفة الأحوذي ج3 ص534.
([129]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص475 وفي هامشه عن أحمد ج4 ص61 وراجع: مسند أحمد ج5 ص374 والبداية والنهاية ج5 ص206 وعيون الأثر ج2 ص347 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص375.
([130]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص477 وفي هامشه عن أحمد ج6 ص207 والحاكم ج1 ص467 وابن ماجة (3006، 3007) وانظر صحيح مسلم (1218) وأبو داود (1907) وراجع: المغني لابن قدامة ج4 ص306 ونيل الأوطار ج8 ص172 ومسند أحمد ج6 ص207 ومسند أبي يعلى ج8 ص16 وتهذيب الكمال ج35 ص308.
([131]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص475 لاو476 عن أحمد، والبخاري، ومسلم، وقال في الهامش: أنظر مسند أحمد ج5 ص37 وراجع: المعجم الأوسط ج1 ص293 وفضائل الأوقات للبيهقي ص428 والبداية والنهاية ج5 ص213.
([132]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص476 عن أحمد والبخاري، وقال في هامشه: مسند أحمد ج1 ص230 والبخاري ج3 ص670 حديث (1739) (7079).
([133]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص476 عن البخاري ومسلم، وفي هامشه قال: البخاري ج3 ص671 (1742 و 4403 و 6043 و 2166 و 6785 و 6868 و 7077).
([134]) الآية 37 من سورة التوبة.
([135]) الآية 36 من سورة التوبة.
([136]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص482 و 483 وراجع: البحار ج21 ص380 و 381 عن الخصال ج2 ص84 وفيه تقديم وتأخير وزيادة ونقص، وراجع: السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص275.
([137]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص476 و 477 والمجموع للنووي ج8 ص361 وقد تقدمت مصادره فراجع.
([138]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص476 و 477 والمغني لابن قدامة ج3 ص558 وقد تقدمت مصادره فراجع.
([139]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص476 و 477.
([140]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص477 و478 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج19 ص413 و 414 ومسند أبي يعلى ج5 ص211 وصحيح ابن حبان ج4 ص206.
([141]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص478 وقال في هامشه: البخاري ج1 ص273 (171) ومسلم ج2 ص947 (323/1305)، (326/1305)، وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص174 وإمتاع الأسماع ج2 ص116 وج10 ص50.
([142]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص478 ومستدرك الوسائل ج10 ص7 و 135 والبحار ج 96 ص 302 ومسند أحمد ج6 ص402 وإمتاع الأسماع ج2 ص116 و السيرة الحلبية ج2 ص713.
([143]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص479.
([144]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص484 وراجع: نيل الأوطار ج5 ص59 ومسند أحمد ج6 ص122 وصحيح البخاري ج2 ص151و 196 وصحيح مسلم ج4 ص33 وسنن النسائي ج5 ص178 وعمدة القاري ج9 ص195 وعمدة القاري ج10 ص98 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص366 وشرح معاني الآثار ج2 ص203 وتغليق التعليق ج3 ص114.
([145]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص484 وراجع: مسند إسحاق بن راهويه ج3 ص862 والبداية والنهاية ج5 ص227 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص413.
([146]) السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص410 عن البخاري ومسلم، وأبي داود، وراجع: سنن أبي داود ج1 ص445 والبداية والنهاية ج5 ص225 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص 41.
([147]) السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص411 عن البخاري، وراجع: كتاب الموطأ لمالك ج1 ص371 والمغني لابن قدامة ج3 ص388 و 415 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص391 والشرح الكبير لابن قدامة ج3 ص394 و 395 وكشاف القناع للبهوتي ج2 ص559 والمحلى لابن حزم ج4 242 ونيل الأوطار ج5 ص122 ومسند أحمد ج6 ص290 وصحيح البخاري ج1 ص119 وج2 ص164 و 167 وج6 ص49 وصحيح مسلم ج4 ص68 وسنن أبي داود ج1 ص420 وسنن النسائي ج5 ص223 وغير ذلك من مصادر فراجع.
([148]) الكافي ج4 ص248 والبحار ج21 ص393 وتهذيب الأحكام ج5 ص457 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص217 و 218 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص153 و 154 ومسند أحمد ج6 ص165 و 266 ومسند إسحاق بن راهويه ج3 ص643 وتفسير مجمع البيان ج2 ص42 ومنتقى الجمان ج3 ص125.
([149]) الغدير ج6 ص217 عن صحيح البخاري ج3 ص69 وعن صحيح مسلم ج1 ص355 وسنن البيهقي ج4 ص345 وسنن النسائي ج5 ص180.
([150]) راجع: السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص405 ـ 408 والمبسوط للسرخسي ج4 ص8 ونيل الأوطار ج5 ص165 ومسند أحمد ج2 ص110 و 124 والبداية والنهاية ج5 ص224.
([151]) راجع: السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص408 و 409.
([152]) السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص406 و 407 و 410 و 411 والمغازي ج3 ص1114 وراجع: مغني المحتاج ج1 ص472.
([153]) الكافي ج4 ص248 والبحار ج21 ص393 وراجع: تهذيب الأحكام ج5 ص275 و 457 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص217 و 218 وج14 ص284 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص153 وج8 ص154 وج10 ص229 ومستطرفات السرائر لابن إدريس ص553 والبحار ج21 ص393 وج96 ص327 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص355 وج10 ص355.
([154]) راجع: مسند أحمد ج3 ص305 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص412.
([155]) راجع: السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص411و412 وتلخيص الحبير ج7 ص420 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص164 وسنن الدارقطني ج2 ص254 ونصب الراية للزيلعي ج3 ص185 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج2 ص30 وكنز العمال ج7 ص93 والكامل لابن عدي ج6 ص424 والبداية والنهاية ج5 ص226 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص412.
([156]) راجع سبل الهدى والرشاد ج8 ص450 عن ابن سعيد.
([157]) تفسير العياشي ج1 ص88 والبحار ج96 ص332 و 331 وعن علل الشرائع ص408.
([158]) ذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص697 والحدائق الناضرة ج16 ص330 ورياض المسائل ج7 ص176 ومستند الشيعة ج13 ص121 وراجع جواهر الكلام ج20 ص458 وجامع المدارك ج2 ص558 والإحصار والصد ص172 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص454 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص301 و (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص301.
([159]) دعائم الإسلام ج1 ص334 والبحار ج96 ص333 ومستدرك الوسائل ج10 ص176.
([160]) قرب الإسناد ص162 والبحار ج96 ص331 ومختلف الشيعة ج4 ص360 والحدائق الناضرة ج16 ص320 ورياض المسائل ج7 ص179 ومستند الشيعة ج11 ص163 وج13 ص121 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص458 والإستبصار= = ج2 ص156 و 326 و تهذيب الأحكام ج5 ص32 و 164 و 435 والبحار ج96 ص331 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص340 وغير ذلك من المصادر فراجع.
([161]) الكافي ج4 ص536 وكشف اللثام (ط.ج) ج6 ص295 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص462 وجواهر الكلام ج20 ص459 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص304 و (ط دار الإسلامية) ج10 ص241.
([162]) مسند أحمد ج6 ص406 ونيل الأوطار ج5 ص30 وفتح الباري ج3 ص480 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص472 والمعجم الكبير للطبراني ج25 ص155 والإستذكار لابن عبد البر ج4 ص106 والتمهيد لابن عبد البر ج22 ص56.
([163]) مستند الشيعة ج13 ص121وجواهر الكلام ج20 ص459 والكافي ج4 ص536 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج14 ص304 وخاتمة المستدرك ج5 ص336 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص463.
([164]) مستند الشيعة ج13 ص121 وراجع جواهر الكلام ج20 ص459 والإحصار والصد ص173.
([165]) البحار ج21 ص397 و 398 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص152 وعن الطبري، وعن الخصال ج1 ص93 وتقدم ذكر المصادر فراجع.
([166]) البحار ج21 ص398 و 400 و 401 عن مناقب آل أبي طالب ج1 ص152 وعن الكافي (الفروع) ج1 ص 235 وتقدم ذكر المصادر فراجع.
([167]) الكافي ج4 ص252.
([168]) راجع: السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص412 ومسند أحمد بن حنبل ج3 ص305 والبداية والنهاية ج5 ص226 والمعجم الأوسط ج2 ص134 وكنز العمال ج8 ص247 والجامع لأحكام القرآن ج10 ص305 والسيرة الحلبية ج3 ص335.
([169]) الآية 67 من سورة المائدة.
([170]) الآية 67 من سورة المائدة.
([171]) راجع: الغدير ج1 ص390 عن التفتازاني في شرح المقاصد ج2 ص275 وكنز الكراجكي ص151 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص217 ومجمع الزوائد ج5 ص224 و 225 و 219 و 218 ومسند أحمد ج4 ص96 والبحار ج23 ص92 و 88 و 89 وج29 ص38 وج32 ص331 وفي هوامشه عن: الإختصاص ص269 وعن إكمال الدين ص230 و 231 وعن عيون أخبار الرضا "عليه السلام" ص219 ومنتخب الأثر ص15 عن الجمع بين الصحيحين والحاكم. وراجع: الرسائل العشر للشيخ الطوسي ص317 والصراط المستقيم ج1 ص111 والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص495.
([172]) الآية 67 من سورة المائدة.
([173]) قاموس الرجال ج6 ص37 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص9 والبحار ج31 ص455 والموفقيات ص606 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص131.
([174]) تاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص930 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص297 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص71 والبحار ج31 ص402 والغدير ج9 ص115 والدرجات الرفيعة ص261 وقاموس الرجال ج10 ص488 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص194 وج9 ص58 وج12 ص265 والسقيفة وفدك للجوهري ص92 وكتاب الأربعين للشيرازي ص220 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص109.
([175]) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص71 وقاموس الرجال ج6 ص384 ـ 385 والبحار ج31 ص403 وخلاصة عبقات الأنوار ج3 ص348 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص110 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص194 وج9 ص57 و 58 وج12 ص266 والأمالي للشيخ الطوسي ص191 وفي كلمات المقداد "رحمه الله" عبارات أخرى صريحة في ذلك، فلتراجع.
([176]) الأمالي للشيخ المفيد ص155 وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج2 ص253 والبحار ج29 ص492 و 580 والأوائل ج1 ص316 ـ 317 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص74 ج5 ص35 وج8 ص300 والشيعة في الميزان للشيخ محمد جواد مغنية ص23.
([177]) الإحتجاج ج1 ص403 والبحار ج44 ص71.
([178]) شرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 والبحار ج34 ص297 وج46 ص143 و (ط حجرية) ج8 ص676 و 730 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص579 وراجع: الغارات ج2 ص573 وكتاب الأربعين للشيرازي ص298.
([179]) مسند أحمد ج1 ص207 وج4 ص165 وراجع ص210 وسنن ابن ماجة ج1 ص50 وحياة الصحابة ج2 ص487 و 488 و 431 وج3 ص333 والإصابة ج2 ص271 ونزل الأبرار: ص34 ـ 35 وراجع: تاريخ المدينة ج2 ص639 و 640 ومستدرك الحاكم ج3 ص333 وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة، ومنحة المعبود ج2 ص147 ومجمع الزوائد ج9 ص269 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص652 وصححه، وأسد الغـابـة ج3 ص110 و 331 وكنز = = العمال ج13 ص90 و 88 ـ 89 و 83 وج16 ص254 و 135 و 128 وج4 ص165 عن عدد من المصادر ونقله بعض الأعلام عن الكامل لابن عدي ج6 ص1885 وعن المصنف لابن أبي شيبة ج12 ص108 وعن المعرفة والتاريخ ج1 ص497 و 499. والبحار (ط حجرية) ج8 ص151. وراجع: تفسير القرآن العظيم ج4 ص122 والدر المنثور ج6 ص7 وتفسير الآلوسي ج25 ص32 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج2 ص110 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص4 وتاريخ مدينة دمشق ج26 ص300 وذخائر العقبى للطبري ص9 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج24 ص304 وج33 ص111.
([180]) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص134 والبحار ج28 ص54 و 55 و 71 عن إكمال الدين، وكتاب سليم، والغيبة للنعماني. وراجع: موسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج11 ص82 وتفسير نور الثقلين ج1 ص180 وج2 ص74 وتفسير كنز الدقائق للمشهدي ج1 ص458 ونفس الرحمن في فضائل سلمان للميرزا حسين النوري الطبرسي ص428 وإكمال الدين ص264.
([181]) نثر الدر للآبي ج1 ص304 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص220 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص290 وكشف الغمة ج2 ص319 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص129 والبحـار ج29 ص143 وج75 ص159 و (ط الحجريـة) ج8 = = ص151 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص499 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص245 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج28 ص129 وج33 ص780.
([182]) معرفة الصحابة لأبي نعيم (مخطوط في مكتبة طوب قپوسراي) الورق 22 رقم 1 ص497 ـ أ، والجمل ص99 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص23 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص246.
([183]) المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص21 والبحار ج29 ص482 وراجع: المسترشد للطبري ص384.
([184]) مكاتيب الرسول ج1 ص582 وقال في هامشه: الترمذي ج5 ص584 [و (ط دار الفكر) ج5 ص244] ولسان العرب في "كبا" وراجع: مجمع الزوائد ج8 ص216 وراجع النهاية لابن الأثير، والفائق للزمخشري في "كبا". وراجع: الكامل لابن عدي ج2 ص665 وج6 ص2207 ودلائل النبوة ج1 ص131 و 133 وفي الكامل: أن القائل هو أبو سفيان.
وراجع: تحفة الأحوذي ج10 ص54 والفـايـق في غريـب الحـديـث ج3 ص138 = = والبداية والنهاية ج2 ص315 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج4 ص146 ولسان العرب ج15 ص213.
([185]) راجع مسند أحمد ج4 ص166 ولسان العرب ج15 ص213 والنهاية في اللغة ج4 ص146 وفي الكامل لابن عدي ج2 ص665 وج6 ص2207 وكذا في ذكر أخبار إصبهان ج2 ص133: أن القائل هو أبو سفيان، وفي البحار ج36 ص278 و 294 وج30 ص310 ـ 314: أن القائل هو عمر بن الخطاب. والكبا: الكناسة، والتراب الذي يكنس، وراجع: ذخائر العقبى ص14 وينابيع المودة ص189 ومجمع الزوائد ج8 ص216 و 215 وراجع: دلائل النبوة ج1 ص131 و 133 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص584. وراجع: كتاب الغيبة للنعماني ص85.
([186]) الكامل لابن عدي ج2 ص665 و (ط دار الفكر) ج2 ص248 وراجع: البحار ج36 ص98 و 278 و 294 وكنوز الحقائق (مطبوع بهامش الجامع الصغير) ج2 ص88 وراجع: ذكر أخبار إصبهان ج2 ص134.
([187]) شرح النهج للمعتزلي ج9 ص52 وكتاب الأربعين للشيرازي ص214 والسقيفة وفدك للجوهري ص86.
([188]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص163 وقاموس الرجال ج10 ص229 وشرح أصول الكافي ج12 ص468 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج12 ص314.
([189]) الغارات ج2 ص569 وراجع 554.
([190]) مروج الذهب ج2 ص343 والغدير ج9 ص116 وراجع: إختيار معرفة الرجال ج1 ص127 وشرح أصول الكافي ج12 ص468.
([191]) شرح النهج لابن للمعتزلي ج7 ص39 ـ 40 والبحار ج32 ص19 والمعيار والموازنة ص109 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج2 ص277 والجمل لضامن بن شدقم المدني ص68 وموسوعـة الإمـام علي بن = = أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج4 ص109.
([192]) شرح النهج للمعتزلي ج1 ص219 وج2 ص51 وكتاب الأربعين للشيرازي ص146 والبحار ج28 ص293 والدرجات الرفيعة ص87 و 454 والسقيفة وفدك للجوهري ص48.
([193]) نزل الأبرار ص261 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص448 والبداية والنهاية ج6 ص244 وج7 ص360 وتاريخ بغداد ج11 ص216 وتذكرة الحفاظ للذهبي ج3 ص995 والجمل للمفيد ص92 وإعلام الورى ج1 ص92 والدر النظيم ص442 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص150 ومستدرك الحاكم ج3 ص142 وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة، وكنز العمال ج15 ص56 و (ط مكتبة الرسالة) ج11 ص297 و 617 والبحار ج18 ص124 وج28 ص45 و 50 و 65 و 76 و 191 و 210 وج29 ص453 وج34 ص338 و (طبعة حجرية) ج8 ص629 وفي هوامشه عن: أمالي الطوسي، وعيون أخبار الرضا "عليه السلام"، والإرشاد للمفيد، والإيضاح لابن شاذان، وعن المعتزلي، وعن التاريخ الكبير للبخاري، والطرائف، والمطالب العالية ج4 ص56 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص107 وج20 ص326 وراجع: كشف الغطاء (ط.ق) ج1 ص10 والإيضاح لابن شاذان ص452 وشرح الأخبار ج1 ص436 والأمالي للطوسي ص476 وكتاب الأربعين للشيرازي ص265 والمراجعات ص251 ونهج السعادة للمحمودي ج2 ص607 والإكمال في أسماء الرجال للخطيب = = التبريزي ص68 ومستدركات علم رجال الحديث ج6 ص204 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج9 ص409 ونهج الحق وكشف الصدق ص330 وإحقاق الحق (الأصل) ص279 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص326 و 327 وج17 ص257 وج21 ص436 و 437 وج22 ص454 وج23 ص294 و 295 وج23 ص313 و 319 و 320 و 388 وج31 ص244 والخصال ص462 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص533 و 545 والإرشاد ج1 ص285 والإحتجاج ج1 ص98 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص17 والطرائف ص427 واليقين ص337 ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68 والغدير ج7 ص173 وبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص296.
([194]) راجع المصادر التالية: تذكرة الخواص ص45 ـ 46 وكفاية الطالب ص272 وفرائد السمطين ج1 ص152 والبحارج28 ص45 و 52 و 53 و 54 و 66 و 75 و 78 و 129 وج26 ص350 و 54 و 55 و 66 و 35 وج44 ص75 وج36 ص337 و 328 و 218 وج37 ص192 وج22 ص536 وج51 ص108 وكتاب سليم بن قيس ص22.
وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص118 و 269 وج1 ص88 عن البزار والطبراني وأبي يعـلى، والمنـاقب للخـوارزمي ص37 وتاريـخ بغـداد ج12 ص398 ومقتل = = الحسين للخوارزمي ج1 ص36 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج2 ص322 ـ 325 ونور الأبصار ص79 وميزان الإعتدال ج3 ص355 وشرح النهج للمعتزلي ج10 ص107 وكنز العمال ج15 ص156 عن ابن النجار، وأبي الشيخ، والمستدرك، والبزار، وابن الجوزي، والخطيب، وأبي يعلى، وكفاية الأثر ص124 و 158 و 102 ونثر الدر للآبي ج1 ص241 والمستدرك للحاكم ج3 ص139 و 333 والملاحم والفتن لابن طاووس ص112 والمسترشد للطـبري (الشيعي) ص340 و 341.
وراجع: مكاتيب الرسول ج1 ص578 وفي هامشه عن: المعجم الكبير للطبراني ج17 ص185 والضعفاء الكبير للعقيلي ج4 ص148 والكامل لابن عدي ج5 ص1885 وج2 ص665 وتأريخ المدينة لابن شبه ج2 ص639 و 640 والنهاية لابن الأثير ج3 ص91 في "ضغن" وج4 ص75 في "قطب".
وراجع: لسان العرب، وأسد الغابة ج3 ص110 و 331 والإصابة ج2 ص271 وكنز العمال ج13 ص83 و 88 و 89 وج4 ص165 وج16 ص128 و 135 و 254 ومسند أحمد ج4 ص165 بسندين، والمعرفة والتأريخ ج1 ص295 و 297 و 499 ومنحة المعبود ج4 ص147.
وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج12 ص108 وفي هامشه عن: الترمذي ج2 ص217 وحياة الصحابة ج2 ص431 و 432 وج3 ص333 والعمدة لابن بطريق ص54 والفردوس للديلمي ج4 ص113 ومسند علي ص1005 والمعجم الصغير للطبراني ج1 ص239 ومشكل الآثار للطحاوي ج2 ص26 وينابيع المودة ص12 و 135 و 190 و 191 و 271 و 272 و 303 و 309 والصواعق المحرقة ص172 و 187 و 230 و 231 والمعجم الأوسط للطبراني ج3 ص460.
([195]) اليقين لابن طاووس ص523 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج 3 ص 70 والغدير ج1 ص389 وج7 ص80 عن محاضرات الراغب، والبحار ج30 ص212 و (ط حجرية) ج8 ص209.
([196]) الجفخ: التكبر.
([197]) قاموس الرجال ج6 ص33 و 403 وج7 ص199 وقال: رواه الطبري في أحوال عمر، والمسترشد في إمامة علي "عليه السلام" ص167 و (مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص684 وشرح النهج للمعتزلي ج12 ص53 وراجع ص9 وعبرفيه بـ "قومكم" وفيه: "إنهم ينظرون إليه نظر الثور إلى جازره"، وراجع ج2 ص58 والإيضاح ص199 وعن شرح ديوان زهير لثعلب، والبحار ج8 ص209 وج31 ص71 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص145 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص452 والمراجعات ص394 ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص151 وج2 ص237 عن الأغاني.
([198]) راجع: البحار ج29 ص637 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص448 ومكاتيب الرسول ج3 ص733 عن: شرح النهج للمعتزلي ج12 ص80 وقاموس الرجال ج6 ص34 و 380 وبهج الصباغة ج4 ص361 وراجع: التحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص147 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص23.
([199]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج6 ص45 وج12 ص46 وراجع ج2 ص58 و 81 وفي هامشه عن الرياض النضرة ج2 ص173 وراجع: بهج الصباغة ج4 ص361 وقاموس الرجال ج7 ص201 وج6 ص35 عن الموفقيات، والبحار ج40 ص125 وكتاب الأربعين للشيرازي ص226 والسقيفة وفدك للجوهري ص72 والدرجات الرفيعة ص105 وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص122 وكشف الغمة ج2 ص47 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص175 و 470.
([200]) شرح النهج ج12 ص20 و 21 عن كتاب بغداد لأحمد بن أبي طاهر، وراجع ج12 ص79 و 85 و 86 و 84 و 80 و 82 وقاموس الرجال ج6 ص398 وج7 ص188 وبهج الصباغة ج6 ص244 وج4 ص381 وعن ناسخ التواريخ (الجزء المتعلق بالخلفاء) ص72 و 80. وراجع: البحار ج30 ص244 و 556 وج31 ص75 وج38 ص157 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص450 ومكـاتيـب الرسـول ج3 ص707 والدرجـات الرفيعـة = = ص106 وكشف الغمة لابن أبي الفتح ج2 ص47 وكشف اليقين ص472 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص91 و 391 والتحفة العسجدية ليحيى بن الحسين بن القاسم ص144 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص226.
([201]) البحار ج31 ص75 ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص147 و 148 ومناقب الإمام علي من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1 ص6 وشرح نهج البلاغة ج1 ص189 وج2 ص58 وج20 ص155 والتحفة العسجدية ص144 وبناء المقالة الفاطمية للسيد ابن طاووس ص157.
([202]) نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص132 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص73 عن فرائد السمطين، ومواقف الشيعة مع خصومهم ج1 ص404 و 396 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص467.
([203]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص158 وقاموس الرجال ج6 ص36 عنه. ومكاتيب الرسول ج3 ص733 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج3 ص102.
([204]) الغارات للثقفي ج2 ص768 وكتاب الأربعين للشيرازي ص191 والبحار ج29 ص629 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص306 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص446 وميزان الحكمة ج1 ص146 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج9 ص418 والتحفة العسجدية ص142.
([205]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج3 ص61 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص119 وج9 ص306 وج16 ص148 و 151 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج4 ص129 والغارات ج2 ص431 و 768 وكتاب الأربعين للشيرازي ص191 والبحـار ج29 ص621 وج34 ص23 و 24 = = و 25 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص446 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج5 ص393 والمعيار والموازنة ص180 ونهج السعادة ج5 ص302 والدرجات الرفيعة ص156 والجمل للمفيد ص61 و 92 وميزان الحكمة ج1 ص146 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج9 ص418 وج11 ص334 و 335 و 336 والتحفة العسجدية ص142.
([206]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص202 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج1 ص147 وج4 ص79 والإقتصاد للشيخ الطوسي ص210 والجمل للشيخ المفيد ص92 والغارات ج1 ص308 وج2 ص570 و 767 والتعجب للكراجكي ص69 والبحار ج29 ص607 و 629 وج30 ص15 وج33 ص569 والنص والإجتهاد ص444 وكشف المحجة لثمرة المهجة للسيد ابن طاووس ص180 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص48 ومسألتان في النص على علي "عليه السلام" للشيخ المفيد ج2 ص28 والرسائل العشر للشيخ الطوسي ص125 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 وج6 ص96 وج9 ص305 وج11 ص109 وج20 ص298 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص416 ومكاتيب الرسول ج1 ص579.
([207]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج2 ص227 الخطبة 217 والمسترشد في إمامة علي "عليه السلام" ص80 و (ط مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص416 وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص104 و ج6 ص96 راجع: البحار ج29 ص497 ج33 ص569 و (ط الحجرية) ج8 ص730 و 672 وبهجة المجالس ج1 ص406 والصراط المستقيم ج1 ص41 ـ 43 والغارات ج2 ص308 و 570 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج1 ص148 و 276 وكتاب الأربعين للشيرازي ص186 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج7 ص101.
([208]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص184 وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص258 والغارات ج2 ص677 والبحار ج34 ص117 و 262 وج41 ص349 وشرح النهج للمعتزلي ج7 ص45.
([209]) الأغاني ج15 ص45 ونهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص70 والمهذب لابن البراج ج1 ص324 ودعائم الإسلام ج1 ص390 والغارات ج2 ص477 = = ومقاتل الطالبيين ص15 وشرح الأخبار ج2 ص75 والبحار ج34 ص65 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص10 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج5 ص285 ونهج السعادة ج2 ص564 وج5 ص317 والمعيار والموازنة ص99 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص75 والأخبار الطوال للدينوري ص212 والعثمانية للجاحظ ص96 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج4 ص43 ج7 ص122.
([210]) راجع: قاموس الرجال ج6 ص384 و 385 وشرح النهج للمعتزلي ج1 ص194 وج12 ص266 ج9 ص57 و 58 والبحار ج31 ص403.
([211]) البازل من الإبل: الذي فطر نابه.
([212]) شرح النهج للمعتزلي ج20 ص298 و 299 والإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" للرحماني ص728 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج11 ص244 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص37.
([213]) الأمالي للشيخ المفيد ص324 والبحار ج29 ص582 ونهج السعادة ج1 ص486 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص322 وج3 ص64 وشرح الأخبار ج2 ص261 والأمالي للشيخ الطوسي ص9 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص242 وكشف الغمة ج2 ص4.
([214]) شرح النهج للمعتزلي ج9 ص54 ونقل ذلك أيضاً عن مروج الذهب ج3 ص12 وكتاب الأربعين للشيرازي ص215 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص408 والسقيفة وفدك للجوهري ص88.
([215]) شرح النهج للمعتزلي ج4 ص108 وكتاب الأربعين للشيرازي ص172 والبحار ج29 ص626 وج34 ص339 وج41 ص5 وراجع: الإرشاد ج1 ص284 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص387 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج1 ص314.
([216]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص81 الخطبة رقم 32 وراجع ج2 ص64 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص372 وكتاب الأربعين للشيرازي ص177 والبحار ج29 ص485 وج38 ص159 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص456 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص548 والمراجعات للسيد شرف الدين ص391 وشرح النهج للمعتزلي ج9 ص241 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج7 ص86 ومكاتيب الرسول ج1 ص579 وج3 ص732 وميزان الحكمة ج3 ص2360.
([217]) نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص81 والإرشاد ج1 ص248 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص185 و 187 والجمل لابن شدقم ص112 والبحار ج32 ص76 وج32 ص114 ونهج السعادة ج1 ص250 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج5 ص36 و 141 و 190 وج11 ص249.
([218]) جواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه السلام" لابن الدمشقي ج1 ص365 والإمامة والسياسة (بتحقيق الزيني) ج1 ص54 و (بتحقيق الشيري) ج1 ص75 وراجع: المعيار والموازنة ص180 وراجع: أنساب الأشراف للبلاذري (بتحقيق المحمودي) ص75.
([219]) راجع: الغارات ج2 ص431 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص119 وراجع ج16 ص148 ـ 152 والأغاني ج15 ص46 والدرجات الرفيعة ص156 والبحار ج29 ص621 ج34 ص23 و (ط حجرية) ج8 ص621 و 673 وراجع أيضاً: نهج السعادة ج5 ص302 وراجع: جمهرة رسائل العرب ج1 ص595. ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج4 ص129 ومكاتيب الرسول ج1 ص580 موسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج5 ص42 وج11 ص250 والعبارات في المصادر متفاوتة فليلاحظ ذلك.
([220]) تفسير العياشي ج2 ص81 والبحار ج21 ص349 وج32 ص592 و 594 والغدير ج10 ص173 والفايق في غريب الحديث للزمخشري ج2 ص282 = = وشرح النهج للمعتزلي ج5 ص221 وج19 ص129 والدرجات الرفيعة ص191 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج3 ص144 وعيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص181 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج5 ص301 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج3 ص86 و 128 وج5 ص90 و 141 وغريب الحديث لابن قتيبة ج1 ص367 والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص112 واللمعة البيضاء للتبريزي ص340 ولسان العرب ج3 ص63وج7 ص421 وج12 ص355وج13 ص267 ومجمع البحرين ج4 ص343 و 399 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص120.
([221]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج16 ص24 و 33 وكتاب الأربعين للشيرازي ص180 والبحار ج44 ص55 و 64 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج4 ص285 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج11 ص228 وج33 ص526 وكشف الغمة ج2 ص192 ومطالب السؤول في مناقب آل الرسول لابن طلحة الشافعي ص356.
([222]) شرح النهج ج16 ص151.
([223]) شرح النهج ج11 ص112 و 113.
([224]) شرح النهج ج11 ص114.
([225]) شرح النهج ج18 ص18.
([226]) شرح النهج ج14 ص299 وراجع: نثر الآبي ج1 ص340.
([227]) شرح النهج ج9 ص28 و 29.
([228]) راجع شرح النهج ج9 ص28 و 29 و 52 وج4 ص74 ـ 104.
([229]) راجع: حديث الثقلين للوشنوي ص13 وما ذكره من مصادر..
([230]) راجع: كشف الغطاء (ط.ق) ج1 ص7 والسنة في الشريعة الإسلامية لمحمد تقي الحكيم ص63 والأمالي للصدوق ص387 و 469 والخصال ص470 و 471 و 472 وإكمال الدين ص68 و 272 و 273 وكفاية الأثر ص51 و 76 و 77 و 78 وشرح أصول الكافي ج2 ص240 وج5 ص230 وج7 ص374 وكتاب الغيبة للنعماني ص104 و 105 و 120 و 121 و 122 و 123 و 124 والغيبة للطوسي ص128 و 129 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص248 و 249 و 254 والعمدة لابن البطريق ص416 و 417 و 418 و 420 و 421 والطرائف لابن طاووس = = ص170 والبحار ج36 ص231 و 234 و 235 و 236 و 237 و 266 و 267 و 269 و 298 و 362 و 363 و 364 و 365 وكتاب الأربعين للماحوزي ص381 و 386 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص385 والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص193 والملاحم والفتن لابن طاووس ص345 والمسلك في أصول الدين للمحقق الحلي ص274 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص418 وإعلام الورى ج2 ص159 و 162 وكشف الغمة ج1 ص57 و 58 ومسند أحمد ج5 ص87 و 88 و 90 و 92 و 93 و 94 و 95 و 96 و97 و 98 و 99 و 100 و 101 و 106 و 107 و 108 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج8 ص127 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج6 ص3 و 4 وسنن أبي داود ج2 ص309 وسنن الترمذي ج3 ص340 والمستدرك للحاكم ج3 ص617 و 618 وشرح مسلم للنووي ج12 ص201 ومجمع الزوائد ج5 ص190 وفتح الباري ج13 ص181 وعمدة القاري ج24 ص281 ومسند أبي داود الطيالسي ص105 و 180 ومسند ابن الجعد ص390 والآحاد والمثاني ج3 ص126 و 127 وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص518 وصحيح ابن حبان ج15 ص43 و 44 و 46 والمعجم الأوسط ج3 ص201 وج6 ص209 والمعجم الكبير ج2 ص195 و 196 و 197 و 214 و 218 و 223 و 226 و 232 و 241 و 249 و 253 و 254 و 255 والمعجم الكبير ج22 ص120 والرواة عن سعيد بن منصور لأبي نعيم الأصبهاني ص44 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص95 والكامل لابن عدي ج2 ص386 وطبقات المحدثين بأصبهان ج2 ص90 وتاريخ بغداد ج2 ص124 وج14 ص354 وتاريخ مدينة دمشق ج5 ص191 وسير أعلام النبلاء ج8 ص184 وج14 ص444 وذكر أخبار إصبهان ج2 ص176 والبداية والنهاية ج1 ص177 وج6 ص278 و 279 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج12 ص302 و 203 وينابيع المودة ج3 ص289.
([231]) مسند أحمد ج5 ص99.
([232]) الغيبة للنعماني ص121 و 122.
([233]) مسند أحمد ج5 ص99 الغيبة للنعماني ص105 والغيبة للطوسي ص129 وإعلام الورى ص384 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص162والبحار ج36 ص237 و 299 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص418 ومنتخب الأثر ص20.
([234]) الغيبة للطوسي ص88 و 89 و (مؤسسة المعارف الإسلامية) ص129 وكتاب الغيبة للنعماني ص105 وإعلام الورى ص384 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص162 والبحار ج36 ص237 و 299 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص418 ومنتخب الأثر ص20.
([235]) مسند أحمد ج5 ص87.
([236]) راجع: السيرة الحلبية (مطبعة مصطفى محمد بمصر سنة 1391 هـ) ج3 ص289 والسيرة النبوية لدحلان (بهامش السيرة الحلبية أيضاً) ج3 ص2. وراجع: صحيح ابن خزيمة ج4 ص352 ومسند زيد بن علي ص220 وعمدة القاري ج4 ص271 وج18 ص41 وج25 ص62 وشرح مسلم للنووي ج8 ص236 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص331 والبداية والنهاية ج4 ص205 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص342.
([237]) مسند أحمد ج5 ص93 وفي ص96 في موضعين وص98 و 101، وكتاب الغيبة للنعماني ص123 والإكمال في أسماء الرجال ص34 و 183.
([238]) سنن أبي داود السجستاني ج4 ص106 و (ط دار الفكر) ج2 ص309 ومسند أبي عوانة ج4 ص400 وتاريخ الخلفاء ص10 و 11 وراجع: فتح الباري ج13 ص181 وكرر عبارة "كلهم تجتمع عليه الأمة" في ص182 و 183 و 184 وذكرها أيضاً في الصواعق المحرقة ص18 وفي إرشاد الساري ج10 ص273 وينابيع المودة ص444 و(ط دار الأسوة) ج3 ص289 وراجع: الغيبة للطوسي ص88 و الغيبة للنعماني ص121 و 122 و 123 و 124 والبحار ج36 ص365 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص386 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص18 وج19 ص629.
([239]) الخصال ج2 ص474 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص474 وعيون أخبار الرضا "عليه السلام" للصدوق ج2 ص55 والبحار36 ص240 عنه وعن عيون أخبار الرضا "عليه السلام" وفتح الباري ج13 ص184 وعمدة القاري ج24 ص282 وتاريخ بغداد ج4 ص258 وتاريخ مدينة دمشق ج45 ص189 والبداية والنهاية ج6 ص280 وإمتاع الأسماع ج12 ص306 وشرح إحقاق الحق ج13 ص47 وج19 ص629.
([240]) ينابيع المودة ص445 و (ط دار الأسوة) ج2 ص315 وج3 ص290 عن كتاب: مودة القربى للسيد علي الهمداني (المودة العاشرة) وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص30 عن مودة القربى (ط لاهور) ص445.
([241]) مسند أحمد ج5 ص90 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص32.
([242]) مسند أحمد ج5 ص93 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص35.
([243]) صحيح مسلم ج6 ص4 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص1 عنه، والعمدة لابن البطريق ص421 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص418 الإكمال في أسماء الرجال ص34.
([244]) مسند أحمد ج5 ص101 والخصال ج2 ص470 و 472 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص39 والبحار ج36 ص235 وراجع: النهاية في اللغة ج3 ص54 ولسان العرب ج12 ص343 ونقل عن كتاب: القرب في محبة العرب ص129.
([245]) إكمال الدين ج1 ص272 ـ 273 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص68 و 273 والخصال ج2 ص473 وراجع: البحار ج36 ص239.
([246]) سنن أبي داود ج4 ص106 و (ط دار الفكر) ج2 ص309 ومسند أحمد ج5 ص98 وفتح الباري ج13 ص181 والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص95 وإرشاد الساري ج10 ص237 والبحار ج36 ص365 تاريخ بغداد ج2 ص124 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج29 ص94.
([247]) مسند أبي عوانة ج4 ص394 والخصال ج2 ص471 والبحار ج36 ص236 والمستدرك للحاكم ج3 ص617 والمعجم الكبير ج2 ص196 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص29 و 41.
([248]) راجع المصادر التالية: صحيح مسلم ج6 ص3 بعدة طرق، ومسند أحمد ج5 ص93 و 92 و 94 و 90 و 95 و 96 و 97 و 98 و 89 و 99 و 100 و 101 و 106 و 107 و 108 ومسند أبي عوانة ج4 ص394 وحلية الأولياء ج4 ص333 وإعلام الورى ص382 والعمدة لابن البطريق ص416 ـ 422 وإكمال الدين ج1 ص272 و 273 والخصال ج2 ص469 و 475 وفتح الباري ج13 ص181 ـ 185 والغيبة للنعماني ص119 ـ 125 وصحيح البخاري ج4 ص159 وينابيع المودة ص444 ـ 446 وتاريخ بغداد ج2 ص126 وج14 ص353 ومستدرك الحاكم ج3 ص 618 وتلخيصه للذهبي (مطبوع بهامش المستدرك) نفس الصفحة، ومنتخب الأثر ص10 ـ 23 عن مصادر كثيرة، والجامع الصحيح ج4 ص501 وسنن أبي داود ج4 ص116 وكفاية الأثر ص49 إلى آخر الكتاب، والبحار ج36 ص231 إلى آخر الفصل، وإحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص1 ـ 50 عن مصادر كثيرة..
([249]) مجمع البيان ج3 ص223 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص383 وسعد السعود للسيد ابن طاووس ص69 والبحار ج37 ص250 وكتاب الأربعين للماحوزي ص153 والتبيان ج3 ص588 ومجمع البحرين ج1 ص242.
([250]) الآية 67 من سورة المائدة.
([251]) شواهد التنزيل ج1 ص191 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص261 وشرح إحقـاق الحق ج14 ص39 = = وراجع: مكاتيب الرسول ج1 ص597 وقال في هامشه: راجع البرهان ج2 ص146 وكنز الدقائق ج3 ص137 و 140 و 158 ومجمع البيان ج3 ص223 والدر المنثور ج2 ص298 و ج3 ص259 و 260 ونور الثقلين ج2 وراجع إثبات الهداة ج1.
([252]) شواهد التنزيل ج1 ص193 و (مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ـ ايران ) ج1 ص258 والأمالي للصدوق ص436 والتحصين لابن طاووس ص633 والبحار ج37 ص111 وتفسير نور الثقلين ج1 ص654 وتأويل الآيات لشرف الدين الحسيني ج1 ص159 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج14 ص34.
([253]) شواهد التنزيل ج1 ص193 والدر المنثور ج2 ص298 عن ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد وابن جرير وأبي الشيخ وراجع: إكمال الدين ص276 والإحتجاج ج1 ص213 وفتح القدير ج2 ص60 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص351 والتحصين لابن طاووس ص633 والبحار ج33 ص147 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص129 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص255 و 270 ولباب النقول (دار إحياء العلوم) للسيوطي ص94 و (دار الكتب العلمية) ص82 والغـديـر ج1 ص165 و 196 و 221 ومسنـد ابن = = راهويه ج1 ص402 ومسند الشاميين ج3 ص314 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص413 والدر المنثور ج2 ص298.
([254]) الدر المنثور ج2 ص193 وص298 عن أبي الشيخ، وراجع: البرهان ج2 ص146 وكنز الدقائق ج3 ص137 و 140 و 158 ومجمع البيان ج3 ص344 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص382 وتفسير الآلوسي ج6 ص193 ومكاتيب الرسول ج1 ص597 وروح المعاني ج2 ص348 وكتاب الأربعين للماحوزي ص152 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص227 ومجمع البيان ج3 ص382 والغدير ج1 ص219 و 223 و 377 والبحار ج37 ص250 وإثبات الهداة، ونور الثقلين ج2 ص والدر المنثور ج2 ص298 وج3 ص259 و 260.
([255]) راجع: مجمع البيان ج3 ص223 وتفسير العياشي ج1 ص331 وتفسير البرهان ج1 ص489 وشواهد التنزيل ج1 ص192 وإقبال الأعمال للسيد ابن طاووس ج2 ص248 والغدير ج1 ص22 و 219 و 223 و 377 عن المجمع، وعن روح المعـاني ج2 ص348 وعن الثعلبي في تفسيره، وعن ابن المغـازلي كـما في = = ضياء العالمين، وراجع: البحار ج37 ص133 والطرائف ص145 والعمدة لابن البطريق ص107 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص25 وكتاب الأربعين للشيرازي ص115 و 231 وج9 ص169 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص89 وج6 ص253 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص138 وكتاب الأربعين للماحوزي ص143.
([256]) الآية 11 من سورة الفتح.
([257]) الآية 15 من سورة النور.
([258]) الآية 61 من سورة التوبة.
([259]) راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص25 والعمدة لابن البطريق ص107 والإحتجاج ج1 ص73 واليقين ص349 والبحار ج37 ص206 وتفسير نور الثقلين ج2 ص236 والغدير ج1 ص22 عنه وعن الثعلبي في تفسيره، كما في ضياء العالمين. وراجع: موسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج8 ص53 والتفسير الصافي ج2 ص58
([260]) الإحتجاج ج1 ص69 و 70 و 73 و 74 وراجع: روضة الواعظين ص90 و 92 والبرهان ج1 ص437 ـ 438 والغدير ج1 ص221 وفتح القـدير ج2 = = ص60 والدر المنثور ج2 ص298 عن عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. وراجع: مناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص130.
([261]) المسترشد في إمامة علي "عليه السلام" (ط مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص465.
([262]) لعل الصحيح: فقَرَنَ.
([263]) الإحتجاج ج1 ص214 وإكمال الدين للصدوق ص277 والغدير ج1 ص166 والتحصين للسيد ابن طاووس ص634 والبحار ج31 ص412 وكتاب الأربعين للماحوزي ص442 ومصباح الهداية في إثبات الولاية للسيد علي البهبهاني ص354 والمناشدة والإحتجاج بحديث الغدير للشيخ الأميني ص14 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص79 وج5 ص36 وج13 ص52.
([264]) فرائد السمطين ج1 ص315 و 316 والغدير ج1 ص165 ـ 166 و 196 و 377 عنه، وإكمال الدين ج1 ص277 وراجع البرهان ج1 ص445 و 444 والبحار ج31 ص411 وج33 ص147 وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص198 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص347 وكتاب الأربعين للماحوزي ص441 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص28 وسليم بن قيس ص149 و (بتحقيق الأنصاري) ص199 والإحتجاج ج1 ص213 وكتاب الغيبة للنعماني ص75 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص35 وج20 ص96 و 361 وج21 ص78 وج22 ص285 وثمة بعض الإختلاف في التعبير.
([265]) كتاب سليم بن قيس ص148 والبرهان ج1 ص444 و 445 والغدير ج1 ص52 و 377 عن سليم بن قيس، وراجع ص217 عن ابن مردويه. وراجع: خلاصة عبقات الأنوار ج7 ص198 وج8 ص262.
([266]) الغدير ج1 ص51 ـ 52 و 217 و 378 عن كنز العمال ج6 ص153 عن المحاملي في أماليه، وعن شمس الأخبار ص38 عن أمالي المرشد بالله، وراجع: كشف الغمة ج1 ص318 والبحار ج37 ص177 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص269 و 308 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص349 والغدير ج1 ص217 و 378 ومناقب علي بن أبي طالب "عليه السلام" وما نزل من القرآن في علي "عليه السلام" لابن مردويه ص240 وكشف الغمة ج1 ص324 و 325.
([267]) إعلام الورى ص132 و (نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث) ج1 ص261.
([268]) البرهان في تفسير القرآن ج1 ص488 والكافي ج1 ص290 والتفسير الأصفى ج1 ص285 وتفسير نور الثقلين ج1 ص588 والتفسير الصافي ج2 ص52 وشرح أصول الكافي ج6 ص122 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص287.
([269]) تفسير العياشي ج1 ص332 والبرهان (تفسير) ج1 ص489 والبحار ج37 ص139 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص262 وتفسير الميزان ج6 ص53 وغاية المرام ج3 ص325.
([270]) مسند أحمد ج4 ص281 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص503 وكنز العمال ج13 ص134 والتفسير الكبير للرازي (ط الثالثة) ج12 ص2 و 49 وتفسير الآلوسي ج6 ص194 وتفسير الثعلبي ج4 ص92 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص220 و 221 و 222 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص632 والبداية والنهاية ج5 ص229 وج7 ص386 والمناقب للخوارزمي ص156 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص417 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه السلام" لابن الدمشقي ج1 ص84 ونهج الإيمان لابن جبر ص113 و 116 و 120 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص64 و 65 وبشارة المصطفـى ص284 وذخـائـر العقبى للطـبري ص67 ونظـم درر السمطين = = للزرندي الحنفي ص109 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص98 و 101 و 158 وج2 ص285 ومودة القربى (المودة الخامسة)، وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص294 و 297 وتفسير غرائب القرآن للنيسابوري ج6 ص170 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص90 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص236 و 237 والعمدة لابن البطريق ص92 و 96 و 100 والمراجعات ص263 وشرح أصول الكافي ج5 ص196وج6 ص120 والعدد القوية للحلي ص185 والطرائف ص146 و 150 والبحار ج37 ص149 و 159 و 179 و 198 و 249 وكتاب الأربعين للماحوزي ص144 و 148 والإكمال في أسماء الرجال ص25 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص305 وج7 ص29 و 54 و 61 و 69 و 86 و 92 و 115 و 119 و 122 و 124 و 127 و 146 و 148 و 149 و 167 و 170 و 180 و 182 و 192 و 196 و 208 و 218 و 253 و 285 و 295 و 301 و 321 و 326 وج8 ص218 و 234 و 241 و 247 و 259 و 272 وج9 ص93 والغدير ج1 ص19 و 143 و 144 و 219 و 220 و 221 و 271 و 272 و 273 و 274 و 275 و 277 و 279 و 280 و 281 و 306 و 355 وج2 ص37 وج6 ص56 وكتاب الأربعين للشيرازي ص116 و 118 و 120 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص264 و 272 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص231 و 235 و 236 و 238 و 239 و 240 و 290 و 362 و 363 و 364 و 366 وج14 ص34 و 561 و 569 و 583 وج20 ص173 و 174 و 358 و 603 وج21 ص31 و 32 و 34 و 35 و 37 و 38 و 39 و 40 و 66 و 86 و 88 وج22 ص113 و 115 و 121 وج23 ص4 و 9 و 325 و 554 و 635 و 637 وج30 ص23 و 418 و 419 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص368 و 370.
([271]) ما نزل من القرآن في علي "عليه السلام" لأبي نعيم ص86 وثمار القلوب للثعالبي ص636 وراجع: تاريخ بغداد ج8 ص290 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص284 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص233 و 234 وسير أعلام النبلاء ج19 ص328 والبداية والنهاية ج7 ص386 والمناقب للخوارزمي ص156 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص430 و 516 وينابيع المودة ج2 ص249 وكشف الغمة ج1 ص238 و 335 وكشف اليقين ص208 و 250 ونهج الإيمان لابن جبر ص427 والإرشاد ج1 ص177 وكنز الفوائد ص232 والعمدة لابن البطريق ص106 و 170 و 195 و 344 والطرائف ص147 والمحتضر للحلي ص114 وبشارة المصطفى ص158 و 402 وإعلام الورى ج1 ص262 و 329 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص64 والبحار ج21 ص388 وج37 ص108 و 142 و 251 وج38 ص344 وج94 ص110 وج95 ص321 ومسار الشيعة للمفيد ص39 والأمالي للصدوق ص50 والمحتضر للحلي ص114 ورسائل المرتضى للشريف المرتضى ج4 ص131 وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص 356 وروضة الواعظين للنيسابوري ص350 وشرح أصول الكافي ج5 ص196 وج6 ص120 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص134 و 246 و 277 و 344 و 354 وج8 ص261 و 278 و 279 و 302 و 303 وج9 ص186 والغدير ج1 ص11 و 222 و 233 و 272 و 275 و 276 و 392 و 402 والمعيار والموازنة ص212 وتفسير الإمام العسكري "عليه السلام" ص112 وتفسير فرات الكوفي ص516 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص97 و 153 وتفسير كنز الدقائق ج1 ص114 وشواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص203 وج2 ص391.
([272]) مجمع البيان ج3 ص223.
([273]) الآية 30 من سورة الأنفال.
([274]) راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص226 و 227 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص25 والعمدة لابن البطريق ص107 وإقبال الأعمال ج2 ص248 والطرائف ص145 وكتاب الأربعين للشيرازي ص115 ومكاتيب الرسول ج1 ص597 والبحار ج37 ص134 وشرح إحقاق الحق ج5 ص89 وج6 ص253 وج30 ص408 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص138 و 231 ج9 ص169 والغدير ج1 ص22 عنه، وعن الثعلبي في تفسيره، كما في ضياء العالمين.
([275]) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج1 ص444 ومسند أحمد ج4 ص16 ومسند الطيالسي ص182 ومجمع الزوائد ج1 ص20 وج10 ص408 وقال: رواه الطبراني، والبزاز بأسانيد رجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح، وكشف الأستار عن مسند البزار ج4 ص206 وقال في هامش (الإحسان): إنه في الطبراني برقم: 4556 و 4559 و 4557 و 4558 و 4560. وراجع: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص212 والآحاد والمثاني ج5 ص24 وصحيح ابن حبان ج1 ص444 والمعجم الكبير للطبراني ج5 ص50 و 51 وموارد الظمآن للهيثمي ج1 ص103 وكنز العمال ج10 ص477 وتهذيب الكمال للمزي ج9 ص208. وراجع: مسند الحارث ج3 ص103 والمسند الجامع ج12 ص221 وحلية الأولياء ج3 ص93.
([276]) راجع بالنسبة لخصوص هذه الطائفة من الروايات الخصال ج2 ص469 و 472 كفاية الأثر ص50 ومسند أبي عوانة ج4 ص398 وإكمال الدين ج1 ص272 وحلية الأولياء ج4 ص333 والبحار ج36 ص234 ومنتخب الأثر ص19.
([277]) الآية 67 من سورة المائدة.
([278]) ينابيع المودة ص445 عن مودة القربى، وراجع: منتخب الأثر ص14 وهامش ص15 عنه.
([279]) ينابيع المودة ص446.
([280]) راجع الآيتان 1 و 2 من سورة الحجرات.
وقد ورد أنّ هذه الأيات نزلت حينما حصل اختلاف فيما بين أبي بكر وبين عمر حول تأمير بعض الأشخاص من قبل النبي "صلى الله عليه وآله"، فأصر أحدهما على شخص وأصر الآخر على آخر، حتى ارتفعت أصواتهما. فقد روي أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: أنه قدم ركب من بني تميم على النبي "صلى الله عليه وآله"، فقال أبو بكر: أمر القعقاع معبد بن زرارة.
وقال عمر: بل أمر الأقرع بن حابس.
قال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي.
قال عمر: ما أردت خلافك.
فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزلت في ذلك: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَهِ وَرَسُولِهِ? إلى قوله تعالى: ?..أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُون? [الآيتان 1 و 2 من سورة الحجرات].
ويلاحظ: أن المراد من الإيمان قوله تعالى في الآية: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا? هو الإيمان = = بمعناه العام ـ أي إعلان الإسلام ـ لا الخاص. ويدل على ذلك قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ? [الآية 136 من سورة النساء].
راجع في الحديث الذي ذكرناه: الدر المنثور ج6 ص83 ـ 84 عن البخاري، وابن المنذر، وابن مردويه، وأسباب النزول ص218 وصحيح البخاري ج3 ص122 و (ط دار الفكر) ج5 ص116 وج6 ص47 والجامع الصحيح ج5 ص387 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص205 ـ 206 ولباب التأويل ج4 ص164 وفتح القدير ج5 ص61 والجامع لأحكام القرآن ج16 ص300 ـ 301 وغرائب القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج26 ص72. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص50 وتاريخ مدينة دمشق ج9 ص191 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص78 وسنن النسائي ج8 ص226 وعمدة القاري ج18 ص19 وج19 ص181 و 184 وتحفة الأحوذي ج9 ص108 والسنن الكبرى للنسائي ج3 ص465 وج6 ص466 ومسند أبي يعلى ج12 ص193 وشرح معاني الآثار ج4 ص172 وزاد المسير ج7 ص177 وتفسير الثعلبي ج9 ص70 وتفسير البغوي ج4 ص209 وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص257 وأضواء البيان للشنقيطي ج7 ص401 والإحكام لابن حزم ج6 ص804 وتفسير الآلوسي ج26 ص133 وفتح القدير ج5 ص61 ولباب النقول ص178 وتفسير الثعالبي ج5 ص267 والبحار ج30 ص278 والطرائف ص403 وعين العبرة في غبن العترة ص4 والغدير ج7 ص223.
([281]) مسند أحمد ج5 ص99 والمعجم الكبير ج2 ص196 وكتاب الغيبة للنعماني ص123 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص34.
([282]) الغيبة للنعماني ص121عن عوالم العلوم: 153 / 106 ح16.
([283]) مسند أحمد ج5 ص93 ومسند أبي عوانة ج4 ص394 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص35.
([284]) راجع: مسند أحمد ج5 ص98 و 101 وصحيح مسلم ج6 ص4 والخصال ج2 ص470 و 472 والبحار ج36 ص235 و 266 و 362 والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ج3 ص54 ولسان العرب ج12 ص343 وإثبات الهداة ج1 ص535 وإحقاق الحق (ملحقات) ج13 ص39 وسفينة النجاة للسرابي التنكابني ص386 والعمدة لابن بطريق ص421.
([285]) راجع: العمدة لابن البطريق ص418 و 421 وصحيح مسلم ج6 ص4 والديباج على مسلم ج4 ص440 والإكمال في أسماء الرجال ص34 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص1.
([286]) راجع: شرح مسلم للنووي ج12 ص203 والديباج على مسلم ج 4 ص 440 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج29 ص93.
([287]) والخصال ص473 وإكمال الدين ج1 ص272 و (مؤسسة النشر الإسلامي) ص68 و 273 وإثبات الهداة ج1 ص494 و 507 والبحار ج36 ص239 عن الخصال.
([288]) مسند أحمد ج5 ص98 وسنن أبي داود ج4 ص106 و (ط دار الفكر) ج2 ص309 وفتح الباري ج13 ص181 والبحار ج36 ص365 وإرشاد الساري ج1 ص273 والكفاية للخطيب البغدادي ص95 وتاريخ بغداد ج2 ص124 وإحقاق الحق (الملحقات) ج13 ص20 وج29 ص94.
([289]) مسند أحمد ج5 ص99 وإثبات الهداة ج1 ص546 والخصال ج2 ص75 والبحار ج36 ص237 و 299 وكتاب الغيبة للنعماني ص105 وإعلام الورى ص384 و (ط مؤسسة آل البيت) ج2 ص162 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص418 والغيبة للطوسي ص88 و 89 و (ط مؤسسة المعارف الإسلامية) ص129 وغاية المرام ص194 ومنتخب الأثر ص20.
([290]) راجع: السيرة النبوية لأحمد زيني دحلان، باب حجة الوداع. وراجع: سبل الهدى والرشاد ج3 ص130 والمجموع للنووي ج7 ص104 والبحار ج37 ص150 وج109 ص19 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص350 وج9 ص196 والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص577 والغدير ج1 ص296 و 392 والعدد القوية للحلي ص183 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص300.
([291]) راجع: تفسير القرآن العظيم ج2 ص80 والبداية والنهاية ج5 ص154 وج4 ص270 ومقدمة ابن الصلاح لعثمان بن عبد الرحمن ص177.
([292]) راجع: تفسير القرآن العظيم ج2 ص80 والبداية والنهاية ج5 ص154 السيرة النبوية لابن كثير ج4 ص270.
([293]) الإحتجاج ج1 ص200 والبحار ج28 ص202 والصراط المستقيم ج2 ص82 عن كتاب إبطال الاختيار، بسنده عن أبان بن عثمان، عن الإمام الصادق "عليه السلام". وعمدة القاري ج14 ص305 وتغليق التعليق ج3 ص459 وإمتاع الأسماع ج9 ص344 وسير أعلام النبلاء ج2 ص367 ومكاتيب الرسول ج1 ص110 وقال في هامشه: راجع البخاري ج5 ص4 و [(ط دار الفكر) ج4 ص34] ومسلم ج4 ص2121 والمعجم الكبير للطبراني ج19 ص47 وفتح الباري ج8 ص28 و 87 والسيرة النبوية لدحلان (بهامش الحلبية) ج2 ص377 وراجع أيضاً: الدر المنثور ج3 ص287 عن عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي، والمنار ج11 ص67 والقرطبي ج8 ص282.
([294]) راجع: صحيح البخاري (ط سنة 1309 هـ) ج2 ص116 وصحيح مسلم (مشكول) ج1 ص91 ومسند أحمد ج5 ص384 وسنن ابن ماجة ج2 ص1337 والتراتيب الإدارية ج2 ص251 و 252 وج1 ص220 ـ 223 والمصنف لابن أبي شيبة ج8 ص619 وشرح مسلم للنووي ج2 ص179 وعمدة القاري ج14 ص306 وصحيح ابن حبان ج14 ص171 وكنز العمال ج11 ص228 وإمتاع الأسماع ج9 ص346.
([295]) الآية 101 من سورة التوبة.
([296]) السيرة الحلبية (ط سنة 1391 هـ) ج3 ص306 و (ط دار المعرفة) ج3 ص333 والمجموع ج4 ص363 وج8 ص249 وتحفة الأحوذي ج3 ص90 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص149.
([297]) راجع: البحار ج21 ص393 والحدائق الناضرة ج14 ص319 والكافي ج4 ص248 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج11 ص217 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص153 وجامع أحاديث الشيعة ج10 ص355 و 455 وج12 ص207 وتهذيب الأحكام ج5 ص457 ومنتقى الجمان ج3 ص125.
([298]) السيرة الحلبية (ط سنة 1391 هـ) ج3 ص307 و (ط دار المعرفة) ج3 ص334 والمجموع ج4 ص363 وج8 ص249 وتحفة الأحوذي ج3 ص90 ومصادر كثيرة من كتب أهل السنة.
([299]) الآية 67 من سورة المائدة.
([300]) راجع: خطبة النبي "صلى الله عليه وآله" في حجة الوداع.
([301]) راجع: مسند أحمد ج3 ص477 والبداية والنهاية ج5 ص217 وتاريخ مدينة دمشق ج18 ص4 و 5 وأسد الغابة ج2 ص155 وج5 ص11 وتهذيب الكمال ج9 ص33 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص396 وأدب الإملاء والإستملاء ص101 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص343 و (ط دار الفكر) ج3 ص247 وج5 ص140 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص443 والمعجم الكبير ج5 ص19 وإمتاع الأسماع ج6 ص389 والمغني لابن قدامة ج1 ص624 وتحفة الأحوذي ج5 ص319 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص312 و 314 زج8 ص212 وج9 ص138 وتلخيص الحبير لابن حجر ج4 ص621 وسنن أبي داود ج1 ص437 وج2 ص263 ونيل الأوطار ج2 ص90 وكشف اللثام (ط.ج) ج6 ص78 و (ط.ق) ج1 ص356 والمجموع للنووي ج8 ص90.
([302]) الآية 1 من سورة الحجرات.
([303]) الآية 2 من سورة الحجرات.
([304]) الآية 7 من سورة الحشر.
([305]) الآية 59 من سورة النساء.
([306]) راجع: مسند أحمد ج1 ص222 و 324 و 325 و 355 والإيضاح ص359 وتذكرة الخواص ص62 وسر العالمين ص21 وصحيح البخاري ج3 ص60 وج4 ص5 و 173 وج1 ص21 ـ 22 وج2 ص115 و (ط دار الفكر) ج4 ص31 و 66 وج5 ص137 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص202 والسنن الكبرى للنسائي ج3 ص434 والمصنف للصنعاني ج6 ص57 وج10 ص361 وراجع ج5 ص438 والإرشاد للمفيد ص107 والبحار ج22 ص472 و 498 وج30 ص530 و 538 وراجع: الغيبة للنعماني ص81 ـ 82 وعمدة القاري ج14 ص298 وج15 ص90 وج18 ص61 و 62 وفتح الباري ج8 ص101 و 102 والبداية والنهاية ج5 ص227 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص247 والبدء والتاريخ ج5 ص59 والملل والنحل ج1 ص22 والطبقات الكبرى ج2 ص244 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص192 ـ 193 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص436 والكامل في التاريخ ج2 ص320 وأنساب الأشراف ج1 ص562 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص55 وج6 ص51 وج13 ص31 ونصب الراية ج4 ص343 وتاريخ الخميس ج2 ص164 وصحيح مسلم ج5 ص75 و 76 والسيرة الحلبية ج3 ص344 ونهج الحق ص273 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص247 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص450 والشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض ج2 ص192 وإمتاع الأسماع ج14 ص447 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 قسم2 ص62. وراجع: حق اليقين ج1 ص181ـ 182 ودلائل الصدق ج3 قسم1 ص63 ـ 70 والصراط المستقيم ج3 ص3 و 6 والمراجعات ص322 و 353 و 354 والنص والاجتهاد ص149 ـ 163 ومسند الحميدي ج1 ص242.
([307]) الآية 19 من سورة النساء.
([308]) الآية 10 من سورة الفتح.
([309]) البداية والنهاية ج5 ص227 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص414.
([310]) والبداية والنهاية ج5 ص228 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص415 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص603 و (ونشر مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص1021 والبحار ج41 ص115 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص402 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص377 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص304 وتفسير الآلوسي ج6 ص194.
([311]) والبداية والنهاية ج5 ص228 وج7 ص381 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص415 وتفسير الآلوسي ج6 ص194 ومسند أحمد ج3 ص86 ومجمع الزوائد ج9 ص129 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص603 و (ونشر مكتبة= = محمد علي صبيح) ج4 ص1022 وينابيع المودة ج2 ص398 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج4 ص1857 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص199 وتهذيب الكمال ج35 ص187 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص240 و 234 و 440 و 441 و 442 وج20 ص300 و 302 وج23 ص606 وج31 ص48.
([312]) الآية 67 من سورة المائدة.
([313]) الآية 67 من سورة المائدة.
([314]) راجع: الغدير ج1 ص210 ـ 223 وقد صرح بنزول الآية في هذه المناسبة كثيرون، فراجع ما عن المصادر التالية: ابن جرير الطبري في كتاب الولاية في طرق حديث الغدير كما في ضياء العالمين، والدر المنثور ج2 ص298 وفتح القدير ج2 ص57 و 60 عن ابن أبي حاتم، وكنز العمال ج11 ص603 وعن أبي بكر الشيرازي وابن مردويه، وكشف الغمة للأربلي ص324 و 325 وعن تفسير الثعلبي، والعمدة لابن البطريق ص100 والطرائف لابن طاووس ج1 ص152 و 121 ومجمع البيان ج3 ص344 والمناقب لابن شهرآشوب ج3 ص29 وأبي نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في علي "عليه السلام" ص86 وخصائص الوحي المبين ص53 وأسباب النزول ص135 وشواهد التنزيل ج1 ص255 وتاريخ مدينة دمشق ج12 ص237 والتفسير الكبير للرازي ج12 ص49 ومفتاح النجا في مناقب آل العبا ص34 ومودة القربى (المودة الخامسة) وفرائد السمطين ج1 ص158 والفصول المهمة لابن الصباغ ص42 وعمدة القاري ج18 ص206 وغرائب القرآن للنيسابوري ج6 ص170 وشرح ديوان أمير المؤمنين للميبـذي ص406 وعن أبي الشيـخ، وابن أبي حاتـم، وعبد بن = = حميد، وابن مردويه، وثمار القلوب للثعالبي ص636 وراجع: روح المعاني ج6 ص192 وينابيع المودة ج1 ص119 وراجع: تفسير المنار ج6 ص463 والبحار ج37 ص115 وتفسير نور الثقلين ج1 ص657 وإعلام الورى ج1 ص261 وقصص الأنبياء للراوندي ص353 وكشف اليقين ص240 وتفسير القمي ج1 ص173 والتفسير الصافي ج2 ص69.
([315]) راجع: الغدير ج1 ص10 وراجع: البحار ج37 ص166 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص544.
([316]) صنعاء: عاصمة اليمن اليوم. وبُصرى: قصبة كورة حوران من أعمال دمشق.
([317]) الثقل، بفتح المثلثة والمثناة: كل شيء خطير نفيس.
([318]) الآية 3 من سورة المائدة.
([319]) وقد روي نزول الآية في يوم الغدير في المصادر التالية: الغدير ج1 ص11 و 230 ـ 237 و 296 وروى ذلك الطبري في كتاب الولاية في طرق حديث الغدير، كما في ضياء العالمين. وتفسير القرآن العظيم ج2 ص14 عن ابن مردويه، والدر المنثور ج2 ص259 وتاريخ مدينة دمشق ج12 ص237 والإتقان ج1 ص31 وكشف الغمة ج1 ص330 وعن مفتاح النجا، وعن الفرقة الناجية وما نزل من القرآن في علي "عليه السلام" لأبي نعيم ص56 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص828 وتاريخ بغداد ج8 ص290 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص18 والعمدة لابن البطريق ص106 وشواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص201 والمناقب للخوارزمي ص135 و156 وفرائد السمطين ج1 ص74 و72 وعن النطنزي في كتابه الخصائص العلوية، وتوضيح الدلائل للصالحاني، وتذكرة الخواص ص30 والبداية والنهاية ج5 ص210. وراجع: البحار ج21 ص390 وج37 ص134 و 166 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص301 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص544 وإعلام الورى ج1 ص261 ـ 363 قصص الأنبياء للراوندي ص353 ـ 354 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص20 وكشف اليقين ص253.
([320]) الغدير ج1 ص10 و 11. وراجع: العمدة لابن البطريق ص104 ـ 106 والبحار ج37 ص184 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص132 وج8 ص122 عن المناقب لابن المغازلي 16 ـ 18 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص255 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص341 و 342 عن ابن المغازلي.
([321]) الآية 67 من سورة المائدة.
([322]) الآية 67 من سورة المائدة.
([323]) الآية 3 من سورة المائدة.
([324]) لنا كتاب مستقل حول هذا الموضوع أسميناه "براءة آدم"، فلا بأس بالرجوع إليه في هذا الموضوع.
([325]) الآيتان 1 و 2 من سورة العصر.
([326]) الآية 47 من سورة النساء.
([327]) الآية 35 من سورة الرحمن.
([328]) الغدير للعلامة الأميني ج1 ص215 و 216 عن ضياء العالمين للفتوني عن كتاب الولاية للطبري.
وراجع: كتاب الإحتجاج ج1 ص133 ـ 162 والتحصين لابن طاووس ص579 = = ـ 590 ونهج الإيمان لابن جبر ص91 ـ 112 والعدد القوية للحلي ص169 ـ 183 و والتفسير الصافي ج2 ص56 ـ 67 وفيها زيادات هامة، والبحار ج37 ص201 ـ 219 وروضة الواعظين ص100 ـ 113 و (ط منشورات الشريف المرتضى) ص91 ـ 99 وغاية المرام ج1 ص402 ـ 419 وراجع: الصراط المستقيم ج1 ص301 ـ 304.
([329]) الآية 43 من سورة الأعراف.
([330]) الآية 10 من سورة الفتح.
([331]) الآية 7 من سورة الزمر.
([332]) الغدير للعلامة الأميني ج1 ص508 و 509 و (ط دار الكتاب العربي) ص270 عن الطبري في كتاب الولاية، وعن الخليلي في مناقب علي بن أبي طالب. وعن كتاب النشر والطي. وراجع: الصراط المستقيم ج1 ص303 والبحار ج37 ص217.
([333]) الغدير للعلامة الأميني ج1 ص508 و 509 و (ط دار الكتاب العربي) ص270 وعن الطبري في كتاب الولاية، وعن الخليلي في مناقب علي بن أبي طالب. وعن كتاب النشر والطي. وراجع: الصراط المستقيم ج1 ص303 والإحتجاج ج1 ص84 واليقين لابن طاووس ص360 والبحار ج37 ص217 والتفسير الصافي ج2 ص67 ونهج الإيمان لابن جبر ص112 والعدد القوية للحلي ص1183.
([334]) راجع: تاريخ روضة الصفا لابن خاوند شاه ج2 ص541 وحبيب السير ج1 ص411.
وحول تهنئة عمر له راجع: المصنف لابن أبي شيبة ج12 ص78 ومسند أحمد ج4 ص281 وجامع البيان ج3 ص428 والغدير ج1 ص273 و 274 عن الحسن بن سفيان الشيباني النسوي وعن شرف المصطفى للخركوشي، وابن مردويه، وعن الكشف والبيان، وعن العاصمي في زين الفتى، وعن فضائل الصحابة للسمعاني، والمناقب لابن الجوزي والخصائص العلوية للنطنزي، وعن مودة القربى، وعن الصراط السوي للقادري، وعن السهارنپوري، وعن ولي الله الدلهوي، وعن مفتاح النجا ومعارج العلى، وعن تفسير شاهي والرياض النضرة ج3 ص113 وعن حياة علي بن أبي طالب للشنقيطي ص28 ونظم درر السمطين ص109 والفصول المهمة لابن الصباغ ص40 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص18 وسر العالمين ص21 والملل والنحل ج1 ص145 والمناقب للخوارزمي ص94 والتفسير الكبير ج12 ص49 والنهاية في اللغة ج5 ص228 وعن أسد الغابة ج4 ص108 وتذكرة الخواص ص29 ووسيلة المتعبدين ج5 ق2 ص162 وفرائد السمطين ج1 ص77 ومشكاة المصابيح ج3 ص360 وبديع المعاني ص75 والبداية والنهاية ج5 ص209 و 210 والخطط للمقريزي ج1 ص388 وكنز العمال ج13 ص133 وشرح ديوان أمير المؤمنين للميبذي ص406 ووفاء الوفاء ج3 ص1018 والمواهب اللدنية ج3 ص365 ووسيلة المآل ص117 ونزل الأبرار ص52 والروضة الندية ص155 ووسيلة النجاة ص102 ومرآة المؤمنين ص41 وتاريخ بغداد ج8 ص290 ومصادر أخرى تقدمت.
([335]) راجع: الغدير ج1 ص273 عن كتاب الولاية لابن عقدة، وعن المرزباني في كتابه سرقات الشعر، وعن الدارقطني، وعن الإبانة لابن بطة، وعن التمهيد للباقلاني، وعن العاصمي في زين الفتى، والصواعق المحرقة ص44 وكفاية الطالب ص62 ـ 64 وفيض القدير للمناوي ج6 ص218 و (دار الكتب العلمية) ج6 ص292 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج7 ص13 والفتوحات الإسلامية ج2 ص306. والفضائل لابن شاذان ص133 وكتاب الولاية لابن عقدة ص155 والبحار ج104 ص117 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص211 و 263 و364 و 405 و 412 وج8 ص82 وج9 ص97 و 143 و المراجعات للسيد شرف الدين ص282 والغدير ج1 ص11 و 273 و 281 و 282 و 303 و 309 و 354 وشرح إحقاق الحق ج6 ص366 وج20 ص581 و 599 وج21 ص50 و 52 و 56 وج31 ص500 وراجع: نهج الإيمان لابن جبر ص127.
([336]) الغدير للعلامة الأميني ج1 ص11 و 232 ورسائل المرتضى ج4 ص131 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج1 ص119 و 363 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص469 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص94 والطرائف ص146 وتنبيه الغافلين لابن كرامة ص64 والجمل للمفيد ص117 ومناقب علي بن أبي طالب "عليه السلام" وما نزل من القرآن في علي = = "عليه السلام" لابن مردويه ص233 والمناقب للخوارزمي ص136 والبحار ج21 ص388 وج37 ص112 و 166 و 178 و 179 وكتاب الأربعين للماحوزي ص147 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص309 و 310 و 316 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص356 وج20 ص199 والأمالي للصدوق ص670 ونهج الإيمان لابن جبر ص116 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص42 وروضة الواعظين ص103 وشرح أصول الكافي ج6 ص120 ونظم درر السمطين ص112 والفصول المختارة للشريف المرتضى ص290 والإرشاد ج1 ص177 وأقسام المولى للشيخ المفيد ص35 والصراط المستقيم ج1 ص305 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص230 وكنز الفوائد ص123 ومسار الشيعة للشيخ المفيد ص39 وإعلام الورى ج1 ص262 والدر النظيم ص253 و 396 وكشف الغمة ج1 ص325.
([337]) كتاب سليم بن قيس ج2 ص828 و 829 و (بتحقيق الأنصاري) ص356 والبحار الأنوار ج37 ص195.
([338]) الغدير للعلامة الأميني ج1 ص57 عن مودة القربى لشهاب الدين الهمداني، المودة الخامسة، وينابيع المودة ج2 ص73 و (ط دار الأسوة) ص284 عنه. = = وراجع: خلاصة عبقات الأنوار ج7 ص187 وج9 ص273 والعقد النضيد والدر الفريد للقمي ص178 وشرح إحقاق الحق ج6 ص252 عن أرجح المطالب (ط لاهور) ص565، وج21 ص65 عن آل محمد (نسخة مكتبة السيد الأشكوري) ص453 وراجع: الدر النظيم ص253.
([339]) الغدير للعلامة الأميني ج2 ص331 عن شرح ديوان أبي تمام ص381.
([340]) راجع: الأغاني ج10 ص14 و 15 والعقد الفريد لابن عبد ربه ج5 ص99.
([341]) الخطط للمقريزي ج1 ص288.
([342]) التنبيه والإشراف ص221 و 222.
([343]) راجع: الغدير ج1 ص283 والأمالي للصدوق ص188 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج2 ص264 والبحار ج37 ص109 وج94 ص110 وتفسير نور الثقلين ج1 ص589 وبشارة المصطفى للطبري ص49 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص339 وروضة الواعظين ص102.
([344]) مصباح المتهجد ص698 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص754 والغدير ج1 ص284 عنه، والوسـائـل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص445 و (ط دار = = الإسلامية) ج7 ص327 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج2 ص256 والمصباح للكفعمي ص697 والبحار ج94 ص114 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص421 والغدير ج1 ص284 ومسند الإمام الرضا "عليه السلام" للعطاردي ج2 ص23 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج8 ص72.
([345]) الآية 3 من سورة المائدة.
([346]) الغدير ج1 ص284 و 285 وتفسير فرات ص117 حديث 123 ومستدرك الوسائل ج6 ص278 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص473 والبحار ج37 ص169 وجامع أحاديث الشيعة ج6 ص180 و 313 و 413.
([347]) الكافي ج4 ص148 و 149 والغدير ج1 ص285 عنه، ومصباح المتهجد ص680 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص737 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص519 ومشارق الشموس (ط.ق) ج2 ص451 والحدائق الناضرة ج13 ص361 وجامع المدارك ج2 ص224 وثواب الأعمال للصدوق ص74 ومن لا يحضره الفقيه ج2 ص90 وتهذيب الأحكام ج4 ص305 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص441 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص324 والبحار ج37 ص172 وج94 ص111 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص420 وبشارة المصطفى للطبري ص364.
([348]) تاريخ بغداد ج8 ص290 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص284 وأشير إليه في تذكرة الخواص ص30 والمناقب للخوارزمي ص94 و (ط مؤسسة النشر الإسلامي) ص156وفيه ستين سنة بدل ستين شهراً، ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص19 وفي فرائد السمطين الباب13 ج1 ص77 كما في مناقب الخوارزمي، والغدير ج1 ص232 و 401 و 402 عنهم، وعن زين الفتى للعاصمي. وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص114 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص425 والأمالي للصدوق ص50 وشرح أصول الكافي ج5 ص196 وج6 ص120 وينابيع المودة ج2 ص283 والطرائف ص147 وروضة الواعظين ص350 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص134 و 187 و 246 و 277 و 344 و 348 و 354 وج8 ص277 و 281 و 292 و 293 = = و 301 و 302 والعمدة لابن البطريق ص106 والبحار ج37 ص108 وج94 ص110 وج95 ص321 وتفسير الآلوسي ج6 ص194 وشواهد التنزيل ج1 ص200 و 203 وكتاب الأربعين للماحوزي ص148 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص233 و 234 وبشارة المصطفى للطبري ص158 و 402 وكشف الخفاء للعجلوني ج2 ص258 وشرح إحقاق الحق ج6 ص234 و 255 و 353 وج14 ص289 و 290 و 291 وج20 ص197 وج21 ص61 و 64 وج30 ص77 و و 78 و 79 والبداية والنهاية ج5 ص233 و 386.
([349]) الكافي ج4 ص149 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص440 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص323 والبحار ج37 ص172 والغدير ج1 ص285 و 286 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص519 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص419 والحدائق الناضرة ج13 ص362 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص342.
([350]) الخصال ج1 ص264 والغدير ج1 ص286 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص443 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص325 والبحار ج94 ص11 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص421 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص342.
([351]) مصباح المتهجـد ص680 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص737 والغـدير ج1 = = ص286 والبحار ج95 ص298 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص444 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص 326 وراجع: مستدركات علم رجال الحديث ج8 ص470 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص344 والحدائق الناضرة ج10 ص535 وجامع أحاديث الشيعة ج7 ص411 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج8 ص33.
([352]) الغدير ج1 ص287 عن الحميري، ومستدرك الوسائل ج6 ص276 وإقبال الأعمال ج2 ص279 والبحار ج95 ص300 وجامع أحاديث الشيعة ج7 ص411 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص343.
([353]) مصباح المتهجد ص679 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص736 والمصباح للكفعمي ص688 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص419 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص443 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص326 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج8 ص38.
([354]) الكافي ج4 ص149 والغدير ج1 ص285 وذخيرة المعاد (ط.ق) ج1 ق3 ص519 والحدائق الناضرة ج13 ص362 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص440 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص323 وإقبال الأعمال ج2 ص263 والبحار ج37 ص172 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص419 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج6 ص192 وج7 ص392 وج8 ص36 .
([355]) الغدير ج1 ص287 ومصباح المتهجد ص696 و (ط مؤسسة فقه الشيعة) ص752 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج10 ص444 و (ط دار الإسلامية) ج7 ص326 والبحار ج94 ص112 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص421 ومسند الإمام الرضا "عليه السلام" عطاردي ج2 ص21 وموسوعة أحاديث أهل البيت "عليه السلام" ج8 ص70 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص346.
([356]) الغدير ج1 ص287 والبحار ج31 ص120 وج95 ص351 والمحتضر ص93.
([357]) الغدير ج1 ص267 ـ 289 و 508 و 509 و (ط دار الكتاب العربي) ص270 عن الطبري في كتاب الولاية، وعن الخليلي في مناقب علي بن أبي طالب. وعن كتاب النشر والطي. وراجع: الصراط المستقيم ج1 ص303 والبحار ج37 ص217. وراجع: التنبيه والإشراف للمسعودي ص222 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص367.
([358]) إقتضاء الصراط المستقيم ص294 و (ط سنة 1419هـ ـ 1999م) ج2 ص83.
([359]) البداية والنهاية ج5 ص233 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص425.
([360]) سنن أبي داود للسجستاني ج1 ص544 ومجمع الزوائد ج3 ص183 وفتح الباري ج4 ص194 ومسند الحميدي ج1 ص188 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص163 وصحيح ابن خزيمة ج3 ص298 والمعجم الأوسط ج5 ص171 والمعجم الكبير ج4 ص136 وأمالي الحافظ الأصبهاني ص21 و 34 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص450 والإستذكار ج3 ص379 والإنصاف للمرداوي ج3 ص343 وأحكام القرآن لابن العربي ج1 ص109 وج 321 والبرهان للزركشي ج2 ص136 الدر المنثور ج3 ص66 وتاريخ مدينة دمشق ج36 ص35.
([361]) مسند أحمد ج5 ص27 و 28 وسنن ابن ماجة ج1 ص544 وعمدة القاري ج11 ص96 والآحاد والمثاني ج3 ص268 وج4 ص289 والمعجم الكبير ج10 ص137 وج19 ص17 وراجع: مسند أبي داود الطيالسي ص170 وأسد الغابة ج4 ص195 و 414 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص294 وفتح الباري ج4 ص197 وشرح معاني الآثار ج2 ص81.
([362]) تذكرة الموضوعات للفتني ص116 وفضائل الأوقات للبيهقي ص96 والدر المنثور ج3 ص235.
([363]) فضائل الأوقات للبيهقي ص93 وكنز العمال ج8 ص578 وج12 ص311 والدر المنثور ج3 ص235.
([364]) مسند أبي يعلى ج10 ص17 وكنز العمال ج5 ص75 و 193 وشرح معاني الآثار ج2 ص72.
([365]) مسند أحمد ج5 ص307 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص152.
([366]) كنز العمال ج5 ص75 و 76.
([367]) كنز العمال ج5 ص76.
([368]) مجمع الزوائد ج3 ص190 والمعجم الصغير ج2 ص71 والجامع الصغير ج2 ص614 والعهود المحمدية ص191 وكنز العمال ج8 ص572 وفيض القدير ج6 ص210.
([369]) مسند أحمد ج2 ص189 وسنن النسائي ج4 ص214 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص299 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص131.
([370]) راجع: البداية والنهاية ج11 ص325 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج11 ص373 وراجع: المنتظم ج7 ص206، وشذرات الذهب ج3 ص130، والخطط المقريزية ج1 ص389، والكامل في التاريخ ج9 ص155، وذيل تجارب الأمم لأبي شجاع ج3 ص339 ـ 340، ونهاية الإرب ج1 ص185.
([371]) راجع: البداية والنهاية ج11 ص325 ـ 326، وشذرات الذهب ج3 ص130، والمنتظم ج7 ص206، والكامل في التاريخ ج9 ص155، وتاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة 380 ـ 400هـ) ص25، وعن تاريخ كزيده ص148، وذيل تجارب الأمم للوزير أبي شجاع ج3 ص339 ـ 340.
([372]) الغدير ج1 ص298 و 299 وأسنى المطالب ص47 و 48 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص190 وشرح إحقاق الحق ج21 ص103.
([373]) أي التي نزلت آيات سورة المعارج بسببها.
([374]) الغدير ج1 ص301 و 302 عن الأربعين للشيرازي، وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص198 وج8 ص261 وشرح إحقاق الحق ج6 ص294.
([375]) فيض القدير ج6 ص218 وقطف الزهار ص277 والبيان والتعريف ج3 ص75 و 233 والغدير ج1 ص300 و 308 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص291.
([376]) الغدير ج1 ص306 عن كتاب الأبحاث المسددة في الفنون المتعددة، وعن هداية العقول إلى غاية السؤول ج2 ص30 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص213.
([377]) الروضة الندية ص154 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص218 والغدير ج1 ص307 وشرح إحقاق الحق ج6 ص296.
([378]) الصلات الفاخرة ص49 والغدير ج1 ص310.
([379]) البحار ج37 ص236 والغدير ج1 ص158ومستدرك سفينة البحار ج7 ص545 وقاموس الرجال ج11 ص517 ونهج الإيمان لابن جبر ص134 وينابيع المودة ج1 ص113 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص292.
([380]) تذكرة الحفاظ ج2 ص713 ومشكل الآثار ج2 ص308 والصواعق المحرقة ص42 و 43 والمعتصر من المختصر ج2 ص301 والمرقاة في شرح المشكاة ج10 ص476 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص43 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص219 والغدير ج1 ص152 و 307 والإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" لأحمد الرحماني ص808 وفتح الملك العلي لابن الصديق المغربي ص15.
([381]) رسالة في الإمامة للشيخ عباس ـ نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ـ ص98.
([382]) شرح المقاصد ج5 ص274.
([383]) منهاج السنة ج4 ص85.
([384]) الغدير ج1 ص315 عن نجاة المؤمنين لمحمد محسن الكشميري.
([385]) الغدير ج1 ص315 عن ابن حزم في المفاضلة بين الصحابة.
([386])الغدير ج1 ص315 والفصل في الملل والهواء والنحل ج4 ص148 وعنه في منهاج السنة ج4 ص86.
([387]) الغدير ج1 ص316 عن السهام الثاقبة لسبط ميرزا مخدوم بن عبد الباقي.
([388]) الغدير ج1 ص315 عن نجاة المؤمنين لمحمد محسن الكشميري.
([389]) الإختلاف في اللفظ (ط دار القدسي بمصر سنة 1349 هـ) ص47 وفتح الملك العلي لأحمد بن الصديق المغربي ص154 ودفع الإرتياب عن حديث الباب لعلي بن محمد العلوي ص33.
([390]) الغدير ج1 هامش ص14 وذكر تفاصيل ذلك ص152 ـ 158.
([391]) الغدير ج1 هامش ص302 و 158 عن القول الفصل ج1 ص445 للعلوي الهدار الحداد، ونهج الإيمان لابن جبر ص133 وشرح إحقاق الحق ج9 ص678.
([392]) الغدير ج1 ص154 و 297 والفصول المهمة في معرفة الأئمة لابن الصباغ ج1 ص50 عن كفاية الطالب ص60.
([393]) كفاية الطالب ص59 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص102 والغدير ج1 ص297 وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص139.
([394]) تهذيب التهذيب ج7 ص339 و (ط دار الفكر للطباعة) ج7 ص298 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص193 والغدير ج1 ص153 و 299 وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص140 وشرح إحقاق الحق ج6 ص289.
([395]) الغدير ج1 ص153 و 399 و 304 و 310 وفتح الباري ج7 ص61 والمواهب اللدنية ج3 ص365 والصواعق المحرقة ص42 و 43 ووسيلة المآل ص117 و 118 ونزل الأبرار ص54 والبحار ج37 ص199 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص211 و 216 وينابيع المودة ج2 ص369 وراجع: شرح إحقاق الحق ج6 ص291 و 292 و 295.
([396]) الغدير ج1 ص295 عن زين الفتى.
([397]) الإستيعاب (بهامش الإصابة) ج2 ص373 و (ط دار الجيل) ج3 ص1099 والغدير ج1 ص295 ومناقب أهل البيت "عليهم السلام" ص44.
([398]) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص27 والعمدة لابن البطريق ص108 والطرائف ص142 والصراط المستقيم ج1 ص300 وكتاب الأربعين للشيرازي ص121 والبحار ج37 ص183 وكتاب الأربعين للماحوزي ص141 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص139 وج9 ص16 والغدير ج1 ص295 و 315 ونهج الإيمان لابن جبر ص122.
([399]) سر العالمين ص21 وكتاب الأربعين للشيرازي ص284 والبحار ج37 ص251 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص186 والغدير ج1 ص276 و 296 و 392.
([400]) البحار ج37 ص150 وج109 ص19 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص350 وج9 ص195 والغدير ج1 ص296 و 392 والعدد القوية ص183.
([401]) العروة لأهل الخلوة ص422 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص314 و 315 والغدير ج1 ص297 و 396.
([402]) البداية والنهاية ج5 ص228 و (دار إحياء التراث العربي) ج5 ص333 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص426 وراجع: الغدير ج1 ص 297 و 298 و (ط مركز الغدير للدراسات) ج1 ص132 و 133 وراجع: روح المعاني ج6 ص195 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص282.
([403]) الغدير ج1 ص298 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص186 و 190 وشرح إحقاق الحق ج21 ص102.
([404]) شرح المقاصد للتفتازاني ج5 ص272 والصواعق المحرقة ص42.
([405]) الصواعق المحرقة ص23 والغدير ج1 ص321 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص دراسات 35.
([406]) المحلى لابن حزم ج2 ص135 وج7 ص512 وج8 ص453 وج9 ص7 والغدير ج1 ص321 والفصول في الأصول للجصاص ج3 ص51 وفيض القدير ج1 ص649.
([407]) المنخول للغزالي ص329.
([408]) الفصل لابن حزم ج4 ص89.
([409]) البداية والنهاية ج7 ص289 ونظم المتناثر من الخديث المتواتر ص16.
([410]) ألفية السيوطي في علم الحـديـث ص44 والمجمـوع للنـووي ج19 ص232 = = ونظم المتناثر من الحديث المتواتر ص 8.
([411]) شرح المقاصد للتفتازاني ج5 ص274 والمواقف لعضد الدين الأيجي ص405 والغدير ج1 ص316.
([412]) الغدير ج1 ص317 عن مرافض الروافض للسهارنپوري.
([413]) الفصول المهمة لابن الصباغ ص241 والغدير ج1 ص10 و 26 و 27 عن مصادر كثيرة أخرى، والبداية والنهاية ج5 ص209 وج7 ص348 وتاريخ مدينة دمشق ج12 ص226 والصواعق المحرقة ص43. وراجع: كتاب الأربعين للماحوزي ص139 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص155 و 156 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص342.
([414]) جامع أحاديث الشيعة ج1 ص33 وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص233 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج 6 ص 344 وج21 ص79 والغدير ج1 ص25 و 47 عن جواهر العقدين للسمهودي، وينابيع المودة ص38 و 39 و (دار الأسوة للطباعة) ج1 ص120.
([415]) الخصائص للنسائي ص21 والغدير ج1 ص30 و 34 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص130 وإكمال الدين ص235 و 238 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص435 والبحار ج37 ص137 ومجمع الزوائد ج9 ص164 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص130 و (مكتبة نينوى الحديثة) ص93 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص416 والمناقب للخوارزمي ص154 والبداية والنهاية ج5 ص228 وأنساب الأشراف للبلاذري ص111 وتفسير = = الآلوسي ج6 ص194 وكنز العمال ج13 ص104 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص134 و 138 و 145 و 174 و 193 و 231 وج7 ص11 و 256 و 292 وج8 ص116 و 118 و 120 و 126 والمراجعات للسيد شرف الدين ص262 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص440 وج6 ص374 وج15 ص648 وج16 ص566 وج20 ص354 وج21 ص46 وج22 ص119 و 127 و 129 وج24 ص217 وج30 ص403.
([416]) المستدرك للحاكم ج3 ص533 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص248 وج9 ص83 والغدير ج1 ص32 والمعجم الكبير ج5 ص171 وشرح إحقاق الحق= = ج4 ص438 وج18 ص271 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص440.
([417]) المستدرك على الصحيحين ج3 ص109 وشرح إحقاق الحق ج4 ص437 وج9 ص321 وج18 ص272 وج21 ص41 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص153 وج7 ص105 و 261 و 339 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص24 والغدير ج1 ص31 والإكمال في أسماء الرجال ص119.
([418]) المناقب للخوارزمي ص94 والغدير ج1 ص277 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص235.
([419]) وقد قال تعالى: ?النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ? الآية 6 من سورة الأحزاب.
([420]) الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص238 وكتاب الأربعين للماحوزي ص144 وكشف الغمة ج1 ص49 ـ 50 عن الزهري، وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص258 وج7 ص229 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص234 و 301 وج21 ص93 والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص118 وسعد السعود لابن= = طاووس ص71 والبحار ج42 ص156 والغدير ج1 ص11 و 33 و 176 وراجع: الإصابة لابن حجر (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص34
([421]) مشكاة المصابيح ج3 ص360 وتذكرة الخواص ص29 وفضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج2 ص586 وعن مسند أحمد ج5 ص494 وكفاية الطالب ص285 وعن ابن عقدة، والغدير ج1 ص11.
([422]) الطرائف ص149 وكتاب الأربعين للشيرازي ص116 والعمدة لابن البطريق ص96 و 100 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص236 والبحار ج37 ص159 ومسند أحمد ج4 ص281 وسنن ابن ماجة ج1 ص43 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج1 ص442 وج2 ص370 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص80 و 86 و 115 و 122 و 147 و 294 و 301 و 335 وج8 ص117 و 218 و 247 وج9 ص261 والغدير ج1 ص220 و 272 و 274 و 277 و 279 ونظم درر السمطين ص109 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص89 وتفسير الثعلبي ج4 ص92 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص221 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص632 وبشارة المصطفى لطبري ص284 والمنـاقب للخوارزمي = = ص155 ونهج الإيمان لابن جبر ص120 وينابيع المودة ج1 ص102 وج2 ص284 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص235 و 238 وج14 ص34 وج20 ص173 و 357 وج21 ص34 و 38 و 39 وج23 ص325 و 554 وج30 ص418 و 419.
([423]) مناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص368 و 441 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص29 و 146 وج9 ص93 والبداية والنهاية ج7 ص386 وتـاريـخ مدينـة دمشق ج42 ص220 وشرح إحقـاق الحق (الملحقات) ج6 = = ص361 و 376 والغدير (ط مركز الغدير للدراسات الإسلامية) ج1 ص50 ـ 53 و (ط دار الكتاب العربي) ج1 ص19 و 20 متناً وهامشاً عن مصادر كثيرة جداً.
([424]) تاج العروس ج8 ص410 و (ط دار الفكر) ج17 ص506 والغدير ج1 ص290 وراجع: لسان العرب ج17 ص506.
([425]) تاج العروس ج2 ص12 و (ط دار الفكر) ج3 ص305 والغدير ج1 ص290 ولسان العرب ج2 ص219.
([426]) راجع بالإضافة إلى تاج العروس ج2 ص12: الجامع الصغير ج2 ص193 والنهاية في غريب الحديث ج1 ص199 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج5 ص56 و 57 و (ط دار الإسلامية) ج3 ص378 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص119 وأدب الإملاء والإستملاء للسمعاني ص39 ومسند الشهاب لابن سلامة ج1 ص75 والغدير ج1 ص290 وجامع أحاديث الشيعة ج16 ص746 ونور الأبصار ص58 والفردوس للديلمي ج3 ص87 حديث رقم 4246.
([427]) مسند أبي داود الطيالسي ص23 وكنز العمال ج15 ص306 و 482 و 483 والسمط المجيد ص99 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج2 ص42 وفرائد السمطين ج1 ص75 و 76 وعن ابن أبي شيبة، ومعرفة الصحـابـة لأبي نعيـم ج1 ص301 والسنن الكـبرى للبيهقي ج10 ص14 = = والرياض النضرة ج3 ص170 والغدير ج1 ص291 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص234 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص10 والفصول المهمة لابن الصباغ ص41 وعن الصراط السوي.
([428]) الغدير ج1 ص291 وفرائد السمطين ج1 ص76 ونظم درر السمطين ص112 وكنز العمال ج15 ص484 وراجع: الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج5 ص56 و (ط دار الإسلامية) ج3 ص377 وكشف اللثام (ط.ج) ج3 ص263 والحدائق الناضرة ج7 ص127 والكافي ج6 ص461 وجواهر الكلام ج8 ص247 وغنائم الأيام ج2 ص353 والبحار ج42 ص69 وج80 ص198 وجامع أحاديث الشيعة ج16 ص747 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص120 ورياض المسائل ج3 ص213.
([429]) الفردوس ج3 ص87 وفرائد السمطين ج1 ص76 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص236 والغدير ج1 ص290 و 291.
([430]) النهاية في اللغة ج2 ص345 وراجع: البحار ج10 ص5 وج16 ص97 و 121 و 126 وج30 ص94 وشرح السير الكبير للسرخسي ج1 ص71 ونهج الإيمان لابن جبر ص497 وسبل الهدى والرشاد ج7 ص271 ولسان العرب ج1 ص461 وتاج العروس ج2 ص68.
([431]) التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ص19 والغدير ج1 ص292.
([432]) إحياء علوم الدين ج2 ص345 والبحر الزخار ج1 ص215 وعن السيرة الحلبية ج3 ص341 والغدير ج1 ص292 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص563 والإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" ص 283.
([433]) الآية 37 من سورة التوبة.
([434]) الآية 14 من سورة محمد.
([435]) الآية 8 من سورة فاطر
([436]) الآية 37 من سورة غافر.
([437]) الآية 137 من سورة الأنعام.
([438]) الآية 2 من سورة فاطر.
([439]) الكافي ج5 ص537 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص236 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص174 والشرح الكبير لابن قدامه ج8 ص144 وكنز العمال ج3 ص780 ومسند أحمد ج1 ص133 ومشكاة الأنوار ص417 وراجع: البحار ج76 ص115 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص271 ومستدرك سفينة البحار ج8 ص96 موسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم السلام" ج8 ص243 والمغني لابن قدامه ج8 ص137 والحدائق الناضرة ج23 ص153 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص271 وجامع السعادات ج1 ص239.
([440]) راجع: رسائل المرتضى ج3 ص253 وج4 ص131 والشافي في الإمامة للشريف المرتضى ج2 ص261 وراجع: العمدة لابن البطريق ص116 والبحار ج37 ص238 وج37 ص240 وتفسير مجمع البيان ج8 ص125 ونهج الإيمان لابن جبر ص124 والصراط المستقيم ج1 ص308 والرسائل العشر للشيخ الطوسي ص135 وراجع: كنز الفوائد ص229 وقد ذكر العلامة الأميني طائفة كبيرة من أقوال العرب وأهل اللغة، فراجع كتاب الغدير ج1 ص345 ـ 348.
([441]) راجع: التفسير الكبير ج29 ص227 والغدير ج1 ص350 و 351 عنه، وعن نهاية العقول، تفسير الآلوسي ج27 ص178.
([442]) الآية 52 من سورة آل عمران.
([443]) مفردات الراغب ص533.
([444]) الآية 67 من سورة المائدة.
([445]) الآية 67 من سورة المائدة.
([446]) الآية 3 من سورة المائدة.
([447]) الآية 67 سورة المائدة.
([448]) الآية 3 من سورة المائدة.
([449]) الآية 3 من سورة المائدة.
([450]) الآية 3 من سورة المائدة.
([451]) الآية 3 من سورة المائدة.
([452]) تفسير السمرقندي ج1 ص393 والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج6 ص60 وفتح القدير ج2 ص10 وتفسير السمعاني ج2 ص10 وراجع: تفسير الجلالين ص135.
([453]) تفسير الميزان ج5 ص169.
([454]) تفسير مقاتل بن سليمان ج1 ص280 وجامع البيان للطبري ج6 ص105 وأحكام القرآن للجصاص ج2 ص392 و 405 وتفسير الثعلبي ج4 ص16 وتفسير ابن زمنين ج2 ص8 وتفسير الواحدي ج1 ص308 وزاد المسير لابن الجوزي ج2 ص238 عن مجاهد وابن زيد، والتفسير الكبير تفسير للرازي ج5 ص191 وتفسير العز بن عبد السلام ج1 ص370 والتسهيل لعلوم التنزيل ج1 ص168 وتيسير الكريم الرحمن في كلام المنان ص220 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص58.
([455]) صحيح مسلم ج2 ص81 وج5 ص8 والغدير ج6 ص127 ونهج السعادة ج8 ص422 ومسند أحمد ج1 ص26 و 28 و 48 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص150 وشرح مسلم للنووي ج5 ص53 وج11 ص57 ومسند أبي يعلى ج1 ص166 وجامع البيان للطبري ج6 ص59 وتفسير البغوي ج1 ص404 وتفسير القرآن العظيم ج1 ص606 والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص69 و 168 والدر المنثور ج2 ص249 وفتح القدير ج1 ص544 وتفسير الآلوسي ج6 ص44 وأضواء البيان للشنقيطي ج4 ص195 وراجع: مسند أبي يعلى ج5 ص75.
([456]) راجع: أسباب نزول الآيات ص9 وأحكام القرآن للجصاص ج1 ص563 وعمدة القاري ج18 ص195 والبرهان للزركشي ج1 ص209.
([457]) الآية 150 من سورة البقرة.
([458]) الآية 187 من سورة البقرة.
([459]) الآية 3 من سورة المائدة.
([460]) الآية 67 من سورة المائدة.
([461]) راجع: الإحتجاج (ط النعمان ـ النجف الأشرف) ج1 ص67 فما بعدها، واليقين لابن طاووس ص343 والتفسير الصافي ج2 ص53.
([462]) المناقب للخوارزمي ص135 وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص355 والمناقب لابن شهرآشوب ـ ج2 ص227 والبحار ج37 ص156 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص310 وشرح أصول الكافي ج5 ص195 وشرح أصول الكافي ج6 ص120 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" للكوفي ج1 ص118 و 137 و 362 و 434 والمسترشد للطبري (الشيعي) ص468 وكتاب الأربعين للماحوزي ص147 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص303 وج8 ص278 و 280 و 310 و 311 و 314 و 315 والغدير ج1 ص42 و 43 و 232 و 233 و 234 ونهج الإيمان لابن جبر ص115 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص93 وبشارة المصطفى للطبري ص328 وشرح إحقاق الحق ج6 ص355 وج20 ص198.
([463]) راجع: الدر المنثور ج2 ص258 عن الحميدي، وعبد بن حميد، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن حبان، والبيهقي في سننه، وراجع: صحيح البخاري ج5 ص186 وج8 ص137 و (ط دار المعرفة) ج1 ص16 وصحيح مسلم ج8 ص238 و 239 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص181 وج5 ص118 وسنن النسائي ج8 ص114 ومسند أحمد ج1 ص28 وسنن الترمذي ج4 ص316 وعمدة القاري ج18 ص199 وج25 ص23 ومسند الحميدي ج1 ص19 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص420 والمعجم الأوسط للطبراني ج1 ص253 وج4 ص174 ومسند الشاميين ج2 ص60 وفضائل الأوقات للبيهقي ص351 وكنز العمال ج2 ص399 وجامع البيان ج6 ص109 و 111 ومعاني القرآن للنحاس ج2 ص261 وتفسير السمعاني ج2 ص10 وشرح أصول الكافي ج6 ص121 وج11 ص278 والمحلى لابن حزم ج 7 ص 272.
([464]) راجع: مجمع الزوائد ج7 ص13 والمعجم الكبير ج7 ص220 وج12 ص198 وج19 ص392 ومسند الشاميين ج3 ص396 والجامع لأحكام القرآن ج2 ص15 والدر المنثور ج2 ص258 وتاريخ مدينة دمشق ج46 ص318 وسير أعلام النبلاء ج5 ص323 وتاريخ الإسلام للذهبي ج8 ص508 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص15 والكامل لابن عدي ج5 ص11 وكنز العمال ج2 ص400 وجامع البيان ج6 ص106.
([465]) الآية 3 من سورة المائدة.
([466]) الدر المنثور ج2 ص258 و259 عن ابن جرير وجامع البيان ج6 ص54 والبداية والنهاية ج3 ص218 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص232.
([467]) الغدير ج1 ص230 وراجع المصادر المتقدمة في الهوامش السابقة.
([468]) أشار في هامش كتـاب الغديـر ج1 ص230 إلى المصـادر التاليـة: الكامل لابن = = الأثير ج2 ص9 وإمتاع الأسماع ص548 والبداية والنهاية ج6 ص332 وعن السيرة الحلبية ج3 ص382. وراجع:تلخيص الحبير لابن حجر ج7 ص3 وتفسير السمعاني ج2 ص11.
([469]) الدر المنثور ج2 ص257 والتفسير الكبير ج7 ص112 وج11 ص139 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص14 و 416 وتفسير الثعالبي ج1 ص51 وتفسير البحر المحيط ج2 ص356 وفتح القدير ج2 ص12 وتفسير البيضاوي ج1 ص577 والبداية والنهاية ج5 ص117 وج6 ص23 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص194 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص58 وإرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم لأبي السعود ج3 ص7 والغدير ج1 ص230 و 237 وتفسير الرازي ج11 ص139والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص201 وج2 ص226 والبحار ج22 ص471 وج37 ص156 وفتح الباري ج8 ص564 وعمدة القاري ج18 ص132 و 199 وتفسير مجمع البيان ج2 ص214 وتفسير الثعلبي ج2 ص290 وتفسير البغوي ج1 ص504 وج2 ص10 وتفسير الآلوسي ج3 ص55 وج6 ص60 وزاد المسير ج1 ص289 وج2 ص239.
([470]) الغدير ج1 ص230.
([471]) الجامع لأحكام القرآن ج6 ص158 ولباب النقول في أسباب النزول ص83 عن ابن مردويه، والطبراني، وتفسير القرآن العظيم ج2 ص81 والغدير ج1 ص228 ولباب النقـول للسيوطي (ط دار إحياء العلـوم) ص95 و (ط دار = = الكتب العلمية) ص83 ومجمع الزوائد ج7 ص17 وأسباب نزول الآيات ص135 والمعجم الكبير ج11 ص205 والدر المنثور ج2 ص298.
([472]) راجع: الغدير ج1 ص225 و 226.
([473]) التفسير الكبير ج12 ص 50.
([474]) الإتقان في تفسير القرآن ج1 ص20 والدر المنثور ج2 ص252 عن أبي عبيد.
([475]) الغدير ج1 ص227 وتفسير الثعلبي ج4 ص5 وتفسير الآلوسي ج6 ص47 وتفسير أبي السعود ج3 ص4 وتفسير الخازن ج1 ص429 والجامع لأحكام القرآن، والدر المنثور ج2 ص252 عن أبي عبيد، عن ضمرة بن حبيب، وعطية بن قيس.
([476]) الدر المنثور ج2 ص252 عن أبي عبيد وابن جرير، وعمدة القاري ج18 ص195 و 196 وتفسير الآلوسي ج6 ص47 والغدير ج6 ص256 وراجع: جامع البيان للطبري ج6 ص112.
([477]) الغدير ج1 ص429 عن تفسير القرآن العظيم ج2 ص3 عن أحمد، والحاكم، والنسائي، والدر المنثور ج2 ص252 عن أحمد، وأبي عبيد في فضائله، والنحاس في ناسخه، والنسائي، وابن المنذر، والحاكم وصحح، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، والمحلى لابن حزم ج7 ص390 وج9 ص407 والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص84 ونيل الأوطار ج9 ص204 ومسند أحمد ج6 ص188 ومسند الشاميين ج3 ص144 والجامع لأحكام القرآن ج6 ص31 وتفسير السمرقندي ج1 ص388 وأحكام القرآن للجصـاص ج2 ص615 والفتح = = السماوي ج2 ص552 وتفسير الآلوسي ج6 ص47 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص377 وفتح القدير ج2 ص3 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج5 ص302 والسنن الكبرى للنسائي ج6 ص333 ومسند ابن راهويه ج3 ص956 وعون المعبود ج10 ص13 والسنن الكبرى للبيهقي ج7 ص172 والمستدرك للحاكم ج2 ص311.
([478]) الغدير ج2 ص228 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص257 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص377 وسنن الترمذي ج4 ص326 وتفسير الآلوسي ج6 ص47 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص3 عن الترمذي، والدر المنثور ج2 ص252 عن أحمد، والترمذي وحسّنه، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في سننه.
([479]) الدر المنثور ج2 ص252 عن سعيد بن منصور، وابن المنذر، وراجع: الجامع لأحكام القرآن ج6 ص30.
([480]) الآية 67 من سورة المائدة.
([481]) الآية 68 من سورة المائدة.
([482]) تفسير الميزان ج6 ص42 ودلائل الصدق ج2 ص51 و 52 عن الرازي.
([483]) الآية 67 من سورة المائدة.
([484]) الميزان (تفسير) ج6 ص42.
([485]) الآية 67 من سورة المائدة.
([486]) الميزان ج6 ص61 عن تفسير المنار عن أهـل التفسير المأثـور، وعن الترمذي، = = وابي الشيخ والحاكم،، وأبي نعيم، والبيهقي، والطبراني، وفتح القدير، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وراجع المصادر في الهوامش السابقة.
([487]) الميزان ج6 ص61 عن الدر المنثور وفتح القدير..
([488]) الآية 67 من سورة المائدة.
([489]) الميزان ج6 ص61 عن الدر المنثور وفتح القدير، عن عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأابي الشيخ. وراجع: مناقب أهل البيت "عليهم السلام" للشيرواني ص130 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص255 و 270 وج9 ص226 والغدير ج1 ص221 والدر المنثور ج2 ص298 وفتح القدير ج2 ص60.
([490]) الآية 67 من سورة المائدة.
([491]) الآية 67 من سورة المائدة.
([492]) الدر المنثور ج6 ص263 عن ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي، وسعد السعود لابن طاووس ص291 وراجع: فتح القدير ج5 ص287 وتفسير الميزان ج6 ص56 وج20 ص11 ولباب النقول (ط دار إحياء العلوم) و (ط دار الكتب العلمية) ص202 وتفسير ابن أبي حاتم ج10 ص3372 عن السدي.
([493]) الدر المنثور ج6 ص263 عن ابن مردويه، وتفسير الميزان ج6 ص56.
([494]) الغدير ج1 ص239 هامش.
([495]) الغدير ج1 ص239 عن غريب القرآن لأبي عبيد ونقله أيضاً عن كثير من المصادر التالية: شفاء الصدور لأبي بكر النقاش، والكشف والبيان للثعلبي، وتفسير فرات ص190 و (1410هـ ـ 1990م) ص505 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص88 وكنز الفوائد للكراجكي، وشواهد التنزيل ج2 ص383 و 381 ودعاة الهداة للحاكم الحسكاني. والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص278 وتذكرة الخواص ص30 والإكتفاء للوصابي الشافعي، وفرائد السمطين ج1 ص82 وإقبال الأعمال لابن طاووس ج2 ص251 والمناقب لابن شهرآشوب ج2 ص240 والبحار ج37 ص136 و 162 و 176 وكتاب الأربعين لماحوزي ص154 و 161 وكتاب الأربعين للشيرازي ص115 ومعارج الوصول للزرندي الحنفي، ونظم درر السمطين ص93 والفصول المهمة لابن الصباغ ص41 وجواهر العقدين للسمهودي الشافعي، وتفسير أبي السعود العمادي ج9 ص29 والسراج المنير (تفسير) ج4 ص364 = = للشربيني الشافعي، والأربعين في مناقب أمير المؤمنين لجمال الدين الشيرازي ص40 وينابيع المودة ج2 ص370 وفيض القدير ج6 ص218 ومنهاج الكرامة للعلامة الحلي ص117 والعقد النبوي والسر المصطفوي لابن العيدروس، ووسيلة المآل لأحمد بن باكثير الشافعي ص119 و 120 ونزهة المجالس ج2 ص209 للصفوري الشافعي، والسيرة الحلبية ج3 ص302 و (ط دار المعرفة) ج3 ص337 والصراط السوي في مناقب النبي للقادري المدني، وشرح الجامع الصغير ج2 ص387 للحفني الشافعي، ومعارج العلى في مناقب المرتضى لمحمد صدر العالم، وتفسير شاهي لمحمد محبوب العالم، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج7 ص13 وذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآلي لعبد القادر الحفظي الشافعي، والروضة الندية لمحمد بن إسماعيل اليماني ص156 ونور الأبصار ص159 للشبلنجي الشافعي والمنار (تفسير) لرشيد رضا ج6 ص464 والأربعون حديثاً لابن بابويه ص83 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص342 و 357 و 362 و 368 و 370 والمراجعات للسيد شرف الدين ص274 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص52.
([496]) راجع: منهاج السنة ج4 ص13 وتفسير المنار لرشيد رضا ج6 ص464 فما بعدها.
([497]) الغدير ج1 ص239 عن غريب القرآن لأبي عبيد ونقله أيضاً عن كثير من المصادر التالية: شفاء الصدور لأبي بكر النقاش، والكشف والبيان للثعلبي، وتفسير فرات ص190 وكنز الفوائد للكراجكي وشواهد التنزيل ج2 ص383 و 381 ودعاة الهداة للحاكم الحسكاني. والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج18 ص278 وتذكرة الخواص ص30 والإكتفاء للوصابي الشافعي وفرائد السمطين ج1 ص82 ومعارج الوصول للزرندي الحنفي، ونظم درر السمطين ص93 والفصول المهمة لابن الصباغ ص41 وجواهر العقدين للسمهودي الشافعي وتفسير أبي السعود العمادي ج9 ص29 والسراج المنير (تفسير) ج4 ص364 للشربيني الشافعي، والأربعين في مناقب أمير المؤمنين لجمال الدين الشيرازي ص40 وفيض القدير ج6 ص218 والعقد النبوي والسر المصطفوي لابن العيدروس ووسيلة المآل لأحمد بن باكثير الشافعي ص119 و 120 ونزهة المجالس ج2 ص209 للصفوري الشافعي وعن السيرة الحلبية ج3 ص302 والصراط السوي في مناقب النبي للقادري المدني وشرح الجامع الصغير ج2 ص387 للحفني الشافعي ومعارج العلى في مناقب المرتضى لمحمد صدر العالم وتفسير شاهي لمحمد محبوب العالم، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج7 ص13 وذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآلي لعبد القادر الحفظي الشافعي والروضة الندية لمحمد بن إسماعيل اليماني ص156 ونور الأبصار ص159 للشبلنجي الشافعي والمنار (تفسير) لرشيد رضا ج6 ص464.
([498]) تذكرة الخواص ص30 والغدير ج1 ص248 عنه، وعن معارج العلى للشيخ = = محمد صدر والعالم، العدد القوية للحلي ص185 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص368.
([499]) الغدير ج1 ص248 والسيرة الحلبية ج3 ص274 و (ط دار المعرفة) ج3 ص337 وشرح إحقاق الحق ج4 ص442.
([500]) راجع: معجم البلدان ج2 ص213 و215 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج1 ص446 والغدير ج1 ص250 وراجع: عمدة القاري ج10 ص101.
([501]) عن صحيح البخاري ج2 ص556 حديث 1459 وج1 ص183 حديث 470 و (ط دار الفكر) ج2 ص143 و 197 وراجع: صحيح مسلم (كتاب الحج) ج3 ص154 و 155 و (ط دار الفكر) ج4 ص106 والتمهيد لابن عبد البر ج15 ص243 وج24 ص429 وتاريخ مدينة دمشق ج22 ص226 وسنن النسائي ج5 ص127 وسنن أبي داود ج1 ص453 وعمدة القاري ج9 ص146 وج10 ص102 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص244 و 245 والتمهيد لابن عبد البر ج24 ص429 و 477 والإستذكار لابن عبد البر ج4 ص339 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج3 ص540 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص330 وكتاب الموطأ لمالك ج1 ص405 والغدير ج1 ص248 ومسند أحمد ج2 ص28 و 87 و 112 و 119 و 138.
([502]) إمتاع الأسماع للمقريزي ج2 ص122 والغدير ج1 ص248 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص485 وراجع: مسند أحمد ج2 ص90 و 136 وصحيح البخاري ج2 ص144وج3 ص71 وج8 ص155 وصحيح مسلم ج4 ص106 وسنن النسائي ج5 ص127 وشرح مسلم للنووي ج9 ص115 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص245
([503]) كما في مصابيح السنة للبغوي ج1 ص83 وإعانة الطالبين للدمياطي ج2 ص135 والمحلى لابن حزم ج5 ص134 والجوهر النقي ج4 ص3 ومسند أبي يعلى ج8 ص53 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص614 وتاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص945 والبداية والنهاية ج5 ص293 والتنبيه والإشراف ص251 وتهذيب الكمال ج22 ص158 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص209 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص242 ونصب الراية ج2 ص358 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص342 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص541 وتحفة الأحوذي ج4 ص130 وعمدة القاري ج8 ص224 وفتح الباري ج3 ص204 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص3 والمستدرك للحاكم ج1 ص369 وسنن أبي داود ج2 ص84 ونيل الأوطار ج4 ص129 وسبل السلام ج2 ص110 وتلخيص الحبير ج5 ص225 وفيض القدير ج4 ص153.
([504]) راجع: الغدير ج1 ص10 و 26 و 249 وفي معجم البلدان ص213 ـ 222 والبلدان لليعقوبي ص84 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص241 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص155 و 249 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص342 وكتاب الأربعين للماحوزي ص139.
([505]) معجم البلدان ج1 ص444.
([506]) راجع: ديوان حيص بيص ج3 ص404 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص391 والغدير ج1 ص255.
([507]) راجع: شرح ديوان أمير المؤمنين "عليه السلام" ص197 والبحار ج34 ص397 و الغدير ج1 ص252.
([508]) راجع: جامع البيان ج20 ص86 والجامع لأحكام القرآن ج13 ص323 والسراج المنير للشربيني ج3 ص123 وسعد السعود لابن طاووس ص289 والغدير ج1 ص255 والبيان في عد آي القرآن للداني ص203 وزاد المسير ج6 ص119 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للأندلسي ج4 ص305 وتفسير السمعاني ج4 ص165 وتفسير ابن زمنين ج3 ص339 والتفسير الكبير للرازي ج25 ص25 وفتح القدير ج4 ص191 وتفسير الثعالبي ج4 ص288 والجامع لأحكام القرآن ج 13 ص 323 وتفسير العز بن عبد السلام ج2 ص504 والتفسير الصافي ج4 ص110 والتبيان ج8 ص185 وعمدة القاري ج19 ص108.
([509]) راجع: الجامع لأحكام القرآن ج10 ص346 والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص16و (ط دار الفكـر) ج2 ص185 والغـديـر ج1 ص256 وتفسـير = = الثعالبي ج3 ص505 وراجع: عمدة القاري ج19 ص36 والتبيان ج7 ص3 وتفسير شبر ص289 وتفسير مقاتل بن سليمان ج2 ص278 وتفسير العز بن عبد السلام ج2 ص237 وتفسير أبي السعود ج5 ص202 وفتح القدير ج3 ص268 وج9 ص37 وتفسير الآلوسي ج15 ص199.
([510]) راجع: جامع البيان ج30 ص58 والغدير ج1 ص257 وراجع: التفسير الصافي ج5 ص298 وج7 ص421 وتفسير العز بن عبد السلام ج3 ص429 والإتقان في علوم القرآن ج1 ص17 و (ط دار الفكر) ص55 وفتح القدير ج5 ص397 وتفسير مجمع البيان ج10 ص289 والبحار ج66 ص116.
([511]) راجع: الإتقان في علوم القرآن (ط دار الفكر) ص54 والغدير ج1 ص257.
([512]) راجع في ذلك كله: الغدير ج1 ص256 ـ 257.
([513]) راجع: إرشاد العقل السليم لأبي السعود ج8 ص215 والسراج المنير ج4 ص219 والغدير ج1 ص257 وراجع: تفسير مجمع البيان ج9 ص407 والتفسير الصافي ج5 ص142 والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج5 ص272 وتفسير الآلوسي ج28 ص2 والجامع لأحكام القرآن ج17 ص269 وتفسير العز بن عبد السلام ج3 ص291.
([514]) راجع: الإتقان ج1 ص17 و (ط دار الفكر) ص55 وتفسير الآلوسي ج30 ص133 والغدير ج1 ص257.
([515]) راجع: الغدير ج1 ص257 وتفسير مجمع البيان ج1 ص47 والتفسير الصافي ج1 ص80 والبحار ج84 ص79 والتفسير الكبير للرازي ج19 ص207 والبرهان للزركشي ج1 ص29 وتفسير الآلوسي ج14 ص79 وتفسير الميزان ج12 ص191 والسيرة الحلبية ج1 ص396 والإتقان ج1 ص60 و (ط دار الفكر) ص105 وفيه موارد أخرى أيضاً.
([516]) راجع: صحيح مسلم ج5 ص342 ح39 (كتاب صفة القيامة والجنة والنار) و (ط دار الفكر) ج8 ص131 وسنن الترمذي ج5 ص56 والبخاري ج2 ص125 و (ط دار الفكر) ج2 ص15 وج5 ص217وج6 ص19 و 32 و 40 و 41 ومسند أحمد ج1 ص431 و 441 والتفسير الكبير للرازي ج27 ص242 والنهاية في اللغة ج3 ص293 و ج5 ص200 والخصائص الكبرى للسيوطي ج1 ص246 وعمدة القاري ج7 ص27 و 28 وج19 ص140 ودلائل النبوة ج2 ص324 والسنن الكـبرى لبيهقي ج3 ص353 ودلائـل = = النبوة لأبي نعيم ص575 ح369 والغدير ج1 ص259 والغدير ج1 ص259 والبحار ج16 ص411 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص189 والبداية والنهاية ج6 ص101 وراجع: تفسير السمعاني ج2 ص359.
([517]) راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص27 و (ط دار صادر) ج2 ص74 وإمتاع الأسماع ج14 ص332 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص220 وسبل الهدى والرشاد ج2 ص461 والغدير ج1 ص259 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج1 ص513 والجامع لأحكام القرآن ج10 ص62 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص580.
([518]) راجع: الكامل في التاريخ ج2 ص27 و (ط دار صادر) ج2 ص75 والغدير ج1 ص259 وراجع: البحار ج18 ص49 وتخريج الأحاديث والآثار ج2 ص220 وتفسير مجمع البيان ج6 ص133 وجامع البيان ج14 ص95 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص580 وسيرة ابن إسحاق ج5 ص254 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص278.
([519]) راجع الاستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص218 و (ط دار الجيل) ج1 ص359 والنهاية في اللغة ج2 ص60 وإمتاع الأسماع ج12 ص101 وشرح = = النهج للمعتزلي ج6 ص150 والإصابة ج1 ص345 و 346 والبحار ج31 ص173 والخصائص الكبرى ج2 ص132 والمعجم الكبير للطبراني ج3 ص214 ودلائل النبوة للبيهقي ج6 ص239 و 240 والغدير ج1 ص260 وج8 ص244.
([520]) راجع الإصابة ج1 ص276 و (ط دار الكتب العلمية) ج1 ص663 والخصائص الكبرى ج1 ص133 وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص392 والكامل في التاريخ ج2 ص310 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص418 والغدير ج1 ص260 الجامع لأحكام القرآن ج14 ص169.
([521]) راجع: الخصائص الكبرى ج1 ص244 ودلائل النبوة للبيهقي ج6 ص245 والغدير ج1 ص260 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص84.
([522]) الغدير ج1 ص261 وجامع البيان للطبري ج27 ص55 وتفسير القرآن للصنعاني ج3 ص250 والبداية والنهاية ج6 ص294 والدر المنثور ج6 ص121 والخصائص الكبرى ج1 ص147 و 244 والنهاية في اللغة ج3 ص91. ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص338 و 339 ودلائل النبوة لأبي نعيم ص588 و 585 و 586 حديث رقم 383 و 381 و 380 وتاريخ مدينة دمشق ج11 ص65.
([523]) الآية 13 من سورة فصلت.
([524]) صحيح مسلم ج4 ص259 ح107 والغدير ج1 ص264 وفتح الباري ج9 ص456 وعمدة القاري ج21 ص29 وتحفة الأحوذي ج5 ص422 وعون المعبود ج10 ص179 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص215 وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص367.
([525]) راجع: صحيح البخاري ج3 ص1324 ح3420 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص383 والمصنف للصنعاني ج11 ص197 وكنز العمال ج9 ص211 وصحيح ابن حبان ج7 ص225 وراجع: الجوهر النقي للمارديني ج3 ص382.
([526]) راجع: أعلام النبوة للماوردي ص134 والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص72 والغدير ج1 ص264.
([527]) الآيتان 2 و 3 من سورة العصر.
([528]) البرهان (تفسير) ج4 ص504 و 505 ونور الثقلين ج5 ص666 و 667 والبحار ج24 ص215 و ج36 ص183 وج64 ص59 وتفسير القمي ج2 ص441 والتفسير الصافي ج5 ص372.
([529]) البرهان (تفسير) ج4 ص504 و 505 ونور الثقلين ج5 ص666 و 667 إكمال الدين ص656 والبحار ج64 ص59 وج66 ص270 والتفسير الأصفى ج2 ص1474.