صحيح ابن حبان
ابن حبان ج 15

[ 1 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة الطبعة الثانية 1414 ه‍ 1993 م طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
[ 3 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان تأليف الامير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفي سنة 739 المجلد الخامس عشر حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الارنؤوط مؤسسة الرسالة
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
باب إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون في أمته من الفتن والحوادث أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك شيئا يكون في مقامه إلى أن تقوم الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون الرجل منه الشئ قد نسيه فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه فإذا رآه عرفه
[ 6 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن حذيفة قال لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فحدثنا ما هو كائن بيننا وبين الساعة ما بي أقول لكم إني كنت وحدي لقد كان معي غيري حفظ ذاك من حفظه ونسيه من نسيه
[ 9 ]
ذكر الأخبار عن وصف قدر ذاك المقام الذي قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ما قال أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد قال حدثنا أبي قال حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا علباء بن أحمر اليشكري قال حدثنا أبو زيد اسمه عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت الظهر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا
[ 10 ]
ذكر الإخبار عن قدر ما بقي من هذه الدنيا في جنب ما خلا منها أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعلم لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط قال فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط قال فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ثم قال أنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين قال فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن كنا أكثر وأشار وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال فإنه فضلي أوتيه من أشاء
[ 11 ]
ذكر الإخبار عن قرب الساعة من النبوة بالإشارة المعلومة أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري حدثنا
[ 12 ]
محمد بن عصام بن يزيد حدثنا أبي قال شعبة يحدث عن أبي التياح وقتادة وحمزة الضبي قالوا سمعنا أنس بن مالك يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بأصبعيه قال وكان قتادة يقول كفضل إحداهما على الأخرى
[ 13 ]
قال أبو حاتم يشبه أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين أراد به أني بعثت أنا والساعة كالسبابة والوسطى من غير أن يكون بيننا نبي آخر لأني آخر الأنبياء وعلى أمتي تقوم الساعة ذكر وصف الأصبعين اللذين أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم بهما في هذا الخبر أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد
[ 14 ]
الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى ذكر خبر ثان يصرح بعموم هذا الخطاب الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن أبي حازم
[ 15 ]
أنه سمع سهل بن سعد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأصبعه التي تلي الإبهام والوسطى بعثت أنا والساعة هكذا ذكر نفي المصطفى صلى الله عليه وسلم كون النبوة بعده إلى قيام الساعة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا حسان بن إبراهيم عن محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن المنهال بن عمرو عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أما ترضى
[ 16 ]
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ذكر العلة التي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو ربيعة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح
[ 17 ]
أبي سعيد أو أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي رضي الله عنه فعرفه فأتاه فقال ما شأني قال خير إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثني ببراءة فلما رجعنا انطلق أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله مالي قال خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني يعني عليا
[ 19 ]
ذكر وصف قراءة علي رضي الله عنه سورة براءة على الناس أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة حدثنا علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو قرة موسى بن طارق عن ابن جريج قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أنهم حين رجعوا إلى المدينة من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر رضي الله عنه على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب الصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء فلعه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي
[ 20 ]
عليها فقال له أبو بكر أمير أنت أم رسول قال لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في موقف الحج فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس حتى إذا فرغ قام علي فقرأ ببراءة حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس يعلمهم مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ثم كان يوم النحر فأفضنا فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم النفر الأول قال أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون وكيف يرمون وعلمهم مناسكهم فلما فرغ قال علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها
[ 21 ]
ذكر الإخبار بأن أول حادثة في هذه الأمة من الحوادث قبض نبيها صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني ربيعة بن يزيد قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تزعمون أني من آخركم وفاة إني من أولكم وفاة وتتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض
[ 22 ]
ذكر البيان بأن ما وصفنا من أول الحوادث هو من أمارة إرادة الله جل وعلا الخير بهذه الأمة أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه
[ 23 ]
وعصوا أمره
[ 24 ]
ذكر الإخبار بأن أول حادثة في هذه الأمة تكون من البحرين أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق ويقول ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان
[ 25 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه مشرق المدينة هو البحرين ومسيلمة منها وخروجه كان أول حادث حدث في الإسلام ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق ويقول إن الفتنة هنا إن الفتنة هنا من حيث يطلع قرن الشيطان ذكر الإخبار عن وصف ما كان يتوقع صلى الله عليه وسلم من وقوع الفتن من ناحية البحرين أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال أخبرني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه
[ 26 ]
عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة كذابين منهم صاحب اليمامة ومنهم صاحب صنعاء العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال وهو أعظمهم فتنة قال وقال أصحابي قال هم قريب من ثلاثين كذابا
[ 27 ]
ذكر البيان بأن هذه اللفظة ثلاثين كذابا إنما هي من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
[ 28 ]
حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله حتى يفيض المال وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل
[ 29 ]
ذكر بيان بأن مسيلمة الكذاب كان أصحاب رسول الله يخوضون فيه في حياته صلى الله عليه وسلم أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني طلحة بن عبد الله بن عوف عن عياض بن مسافع قال قال أبو بكرة أكثر الناس في شأن مسيلمة الكذاب قبل أن يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد في شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم في شأنه فإنه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون قبل الدجال وإنه ليس بلد إلا يدخله رعب المسيح إلا المدينة على كل نقب من أنقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح
[ 30 ]
ذكر رؤيا المصطفى صلى الله عليه وسلم في مسيلمة والعنسي أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين مسيلمة والعنسي
[ 31 ]
ذكر البيان بأن مسيلمة طلب من المصطفى صلى الله عليه وسلم خلافته بعده أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة قال حدثنا ابن وهب قال سمعت عمرو بن الحارث قال قال بن أبي هلال فأخبرني سعيد بن زياد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ورجل آخر عن نافع بن جبير عن ابن عباس أن مسيلمة قدم في جيش عظيم حتى نزل في نخل فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول إن جعل لي محمد الأمر بعده تبعته قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا ثابت بن قيس بن شماس وفي يده جريدة حتى وقف عليه ثم قال لو أنك سألتني هذه ما أعطيتك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وهذا ثابت يجيبك عني وإني لأحسبك الذي رأيت فيما أريت قال ابن عباس فطلب رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثنا أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم أريت كأن في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي أن انفخهما
[ 32 ]
فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين يخرجان بعدي العنسي صاحب صنعاء ومسيلمة صاحب اليمامة
[ 33 ]
ذكر الإخبار بأن اللذي يلي أمر الناس إلى أن تقوم الساعة يكون من قريش لا من غيرها أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان
[ 34 ]
ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عن خلافة أبي بكر الصديق بعده أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرئ الخطيب بواسط قال حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته فأمرها أن ترجع قالت يارسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك يعني الموت قال إن لم تجديني فأتى أبا بكر ذكر الإخبار بأن أبا بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم عليا الخلفاء بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وقد فعل أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال
[ 35 ]
حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة ثلاثون سنة وسائرهم ملوك والخلفاء والملوك اثنا عشر
[ 36 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن آخره ينقض أوله إذا المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر أن الخلافة ثلاثون سنة ثم قال وسائرهم ملوك فجعل من تقلد أمور المسلمين بعد ثلاثين سنة ملوكا كلهم ثم قال والخلفاء والملوك اثنا عشر فجعل الخلفاء والملوك اثني عشر فقط فظاهر هذه اللفظة ينقض أول الخبر وليس بحمد الله ومنه كذلك ولا يجب أن يجعل حرمان توفيق الإصابة دليلا على بطلان الوارد من الأخبار بل يجب أن يطلب العلم من مظانه فيتفقه في السنن حتى يعلم أن أخبار من عصم ولم يكن ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صلى الله عليه وسلم لا تتضاد ولا تتهاتر ولكن معنى الخبر عندنا أن من بعد الثلاثين سنة يجوز أن يقال لهم خلفاء أيضا على سبيل الاضطرار وإن كانوا
[ 37 ]
ملوكا على الحقيقة وآخر الأثني عشر من الخلفاء كان عمر بن عبد العزيز فلما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلافة ثلاثين سنة وكان آخر الاثني عشر عمر بن عبد العزيز وكان من الخلفاء الراشدين المهديين أطلق على من بينه وبين الأربع الأول اسم الخلفاء وذاك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قبضه الله إلى جنته يوم الإثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة عشرة من الهجرة واستخلف أبو بكر الصديق يوم الثلاثاء ثاني وفاته صلى الله عليه وسلم وتوفي أبو بكر الصديق ليلة الإثنين لسبع عشرة ليلة مضين من جمادي الآخرة وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما ثم استخلف عمر بن الخطاب يوم الثاني من موت أبي بكر الصديق ثم قتل عمر رضي الله عنه وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال
[ 38 ]
ثم استخلف عثمان بن عفان رضوان الله عليه ثم قتل عثمان وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما ثم استخلف علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقتل وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوما فلما قتل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وذلك يوم السابع عشر من رمضان سنة أربعين بايع أهل الكوفة الحسن بن علي بكار وبايع أهل الشام معاوية بن أبي سفيان بإيلياء ثم سار معاوية يريد الكوفة وسار إليه الحسن بن علي فالتقوا بناحية الأنبار فاصطلحوا على كتاب بينهم بشروط فيه وسلم الحسن الأمر إلى معاوية وذلك يوم الإثنين لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وتسمي هذه السنة سنة الجماعة
[ 39 ]
توفي معاوية بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين وكانت ولايته تسع عشرة سنة وأربعة أشهر إلا ليال وكانت له يوم مات ثمان وسبعون سنة ثم ولي يزيد بن معاوية ابنه يوم الخميس في اليوم الذي مات فيه أبوه ضرر بحوارين قرية من قرى دمشق لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين وهو بن ثمان وثلاثين سنة وكانت ولايته ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا أياما ثم بويع ابنه معاوية بن يزيد يوم النصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومات يوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وكانت إمارته أربعين ليلة ومات وهو بن إحدى وعشرين سنة ثم بايع أهل الشام مروان بن الحكم وبايع أهل الحجاز عبد الله بن الزبير فاستوى الأمر لمروان يوم الأربعاء لثلاث ليال خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ومات مروان بن الحكم في شهر رمضان بدمشق سنة خمس وستين وله ثلاث وستون سنة وكانت إمارته عشرة أشهر إلا ليال ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان في اليوم الذي مات
[ 40 ]
فيه أبوه ومات عبد الملك بدمشق في شوال سنة ست وثمانين وله اثنان وستون سنة ثم بايع أهل الشام الوليد ابنه يوم توفي عبد الملك ثم توفي الوليد بدمشق في النصف من جمادي الآخرة سنة ست وتسعين وكان له يوم مات ثمان وأربعون سنة وكانت إمارته تسع سنين وثمانية أشهر ثم بويع سليمان بن عبد الملك أخوه لأمه وأبيه وتوفي سليمان يوم الجمعة لعشر ليلال بقين من صفر بدابق سنة تسع وتسعين وله خمس وأربعون سنة وكانت إمارته سنتين وثمانية أشهر وخمس ليال ثم بايع الناس عمر بن عبد العزيز في اليوم الذي مات فيه سليمان ضرر رحمه الله بدير سمعان من أرض حمص يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومئة وله يوم مات إحدى وأربعون سنة وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمس ليال
[ 41 ]
وهو آخر الخلفاء الاثني عشر الذين خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهم ذكر البيان بأن الملوك يطلق عليهم اسم الخلفاء في الضرورة أيضا على ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون من بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون مالا يعلمون ويفعلون مالا يؤمرون فمن أنكر برئ ومن أمسك سلم ولكن من رضي وتابع
[ 42 ]
أخبرناه بن سلم في عقبه قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر الأوزاعي عن الزهري وسمعه عن إبراهيم بن مرة عن الزهري فالطريقان جميعا محفوظان ذكر الخبر المصرح بأن الأوزاعي سمع هذا الخبر عن الزهري على ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد قال حدثني الأوزاعي قال حدثني الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون ثم يكون من
[ 43 ]
بعد خلفاء يعملون بما لا يعلمون وما لا يؤمرون فمن أنكر عليهم فقد برئ ولكن من رضي وتابع ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الخلفاء لا يكونون بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا اثنى أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن الجعد الجوهري قال أخبرنا زهير بن معاوية عن زياد بن خيثمة عن الأسود بن سعيد الهمداني قال سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش فلما رجع إلى منزله أتته قريش قالوا ثم يكون ماذا قال ثم يكون الهرج
[ 44 ]
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أراد بقوله يكون بعدي اثنا عشر خليفة أن الإسلام يكون عزيزا في أيامهم لا أنه أراد به نفي ما وراء هذا العدد من الخلفاء أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة قال فقال كلمة لم أفهمها قلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش
[ 45 ]
ذكر وصف عزة الإسلام التي ذكرناها في أيام الاثني أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال أخبرنا يزيد بن زريع عن بن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ينصرون على من ناوأهم عليه إلى اثني عشرة خليفة قال ثم تكلم بكلمة أصمتنيها الناس فقلت لأبي ما قال
[ 46 ]
قال كلهم من قريش ذكر خبر شنع به بعض المعطلة وأهل البدع على أصحاب الحديث حيث حرموا توفيق الإصابة لمعناه أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاثين فإن هلكوا فسبيل من هلك وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين سنة
[ 47 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر شنع به أهل البدع على أئمتنا وزعموا أن أصحاب الحديث حشوية يرون ما يدفعه العيان والحس ويصححونه فإن سئلوا عن وصف ذلك قالوا نؤمن به ولا نفسره
[ 48 ]
ولسنا بحمد الله ومنه مما رمينا به في شئ بل نقول إن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما خاطب أمته قط بشئ لم يعقل عنه ولا في سننه شئ لا يعلم معناه ومن زعم أن السنن إذا صحت يجب أن تروى ويؤمن بها من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة اللهم إلا أن تكون السنن من الأخبار التي فيها صفات الله جل وعلا التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الإيمان بها ومعنى هذا الخبر عندنا مما نقول في كتبنا إن العرب تطلق اسم الشئ بالكلية على بعض أجزائه وتطلق العرب في لغتها اسم النهاية على بدايتها واسم البداية على نهايتها أراد صلى الله عليه وسلم بقوله تدور رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاين زوال الأمر عن بني هاشم إلى بني أمية لأن الحكمين كان في آخر سنة ست وثلاثين فلما تلعثم الأمر على بني هاشم وشاركهم فيه بنو أمية أطلق صلى الله عليه وسلم اسم نهاية أمرهم على بدايته وقد ذكرنا استخلافهم واحدا واحدا إلى أن مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومئة وبايع الناس في ذلك يزيد بن عبد الملك ضرر يزيد بن عبد الملك ببلقاء من أرض الشام يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شعبان
[ 49 ]
سنة خمس ومئة وبايع الناس هشام بن عبد الملك أخاه في ذلك اليوم فولى هشام خالد بن عبد الله القسر ي العراق وعزل عمر بن هبيرة في أول سنة ست ومئة وظهرت الدعاة بخراسان لبني العباس وبايعوا سليمان بن كثير الهدي الداعي إلى بني هاشم فخرج في سنة ست ومئة إلى مكة وبايعه الناس لبني هاشم فكان ذلك تلعثم أمور بني أمية حيث شاركهم فيه بنو هاشم فأطلق صلى الله عليه وسلم نهاية أمرهم على بدايته وقال وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين سنة يريد على ما كانوا عليه
[ 50 ]
ذكر الإخبار عن أول نسائه لحوقا به بعده صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا الفضل بن موسى قال حدثنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيهن أطول قالت فكان أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين عند كون الصحابة فيهم أو التابعين أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا
[ 51 ]
سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم من صحب من صاحبهم فيقال نعم فيفتح لهم ذكر الإخبار عن وصف موت أم حرام بنت ملحان أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قالت
[ 52 ]
فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت ذكر الإخبار عن إخراج الناس أبا ذر الغفاري من المدينة أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عمه عن أبي ذر قال أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في مسجد المدينة فضربني برجله وقال ألا أراك نائما فيه قلت بلى يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجت منه قلت ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا
[ 53 ]
تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك ذكر خبر ثاني يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا كهمس بن الحسن القيسي عن أبي السليل ضريب بن نقير القيسي قال قال أبو ذر جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال فجعل يرددها علي حتى نعست فقال يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت من المدينة قلت إلى السعة والدعة أكون حماما من حمام مكة قال كيف تصنع إذا أخرجت من مكة قلت إلى السعة والدعة إلى أرض الشام والأرض المقدسة قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قلت إذا والذي بعثك بالحق آخذ سيفي
[ 54 ]
فأضعه على عاتقي فقال صلى الله عليه وسلم أو خير من ذلك تسمع وتطيع لعببد حبشي مجدع
[ 57 ]
ذكر الاخبار عن وصف موت ابي ذر الغفاري رحمة الله عليه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا يحيى بن سليم قال حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال ما يبكيك فقلت مالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسعك كفنا قال فلا تبكي وأبشري فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد هلك في قرية جماعة وأنا الذي أموت بفلاة والله
[ 58 ]
ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق قالت وأنى وقد ذهب الحاج وانقطعت الطرق قال اذهبي فتبصري قال فكنت أجئ إلى كثيب فأتبصر ثم أرجع إليه فأمرضه فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم فأقبلوا حتى وقفوا علي وقالوا ما لك أمة الله قلت لهم امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه قالوا من هو فقلت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قالت ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه فدخلوا عليه فرحب بهم وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا هلك في قرية وجماعة وأنا الذي أموت بفلاة أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكن إلا في ثوب لي أو لها أنتم تسمعون إني أشهدكم أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ذلك إلا فتى من الأنصار فقال يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئا
[ 59 ]
أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه منهم حجر بن الأدبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان
[ 60 ]
ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عن موت أبي ذر أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا يحيى بن سليم حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال ما يبكيك فقلت وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس عندي ثوب يسعك كفنا ولا يدان لي في تغييبك قال أبشري ولا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاث فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبدا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة فأنا ذلك الرجل والله ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق فقلت أنى وقد ذهبت الحاج وتقطعت الطرق فقال اذهبي فتبصري قالت فكنت
[ 61 ]
أشتد إلى الكثيب أتبصر ثم أرجع فأمرضه فبينما هو وأنا كذلك إذا أنا برجال على رحلهم كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم قالت فأسرعوا إلي حين وقفوا علي فقالوا يا أمة الله ما لك قلت امرؤ من المسلمين يموت فتكفنونه قالوا ومن هو قالت أبو ذر قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه فقال لهم أبشروا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد هلك في جماعة فوالله ما كذبت ولا كذبت إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها إني أنشدكم الله أن يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا فليس من أولئك النفر أحد وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال أنا أكفنك يا عم أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي قال أنت فكفني فكفنه الأنصاري في النفر الذين حضروا وقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان
[ 62 ]
ذكر البيان بأن أول فتح يكون للمسلمين بعده فتح جزيرة العرب أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال سألت نافع بن عتبة بن أبي وقاص قلت حدثني هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الدجال قال فقال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من أهل المغرب أتوه ليسلموا عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته يقول تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ثم تغزون فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الدجال فيفتحه الله عليكم
[ 63 ]
ذكر الإخبار عن فتح اليمن والشام والعراق بعده صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح الشام فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح العراق فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
[ 64 ]
قال الشيخ يبسون أي ينسلون
[ 65 ]
ذكر الإخبار عن فتح المسلمين الحيرة بعده أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله يقول مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال هب لي يا رسول الله ابنة بقيلة فقال هي لك فأعطوه إياها فجاء أبوها فقال أتبيعها قال نعم قال بكم احتكم ما شئت قال بألف درهم قال قد أخذتها فقيل له لو قلت ثلاثين ألفا قال وهل عدد أكثر من ألف
[ 66 ]
ذكر الإخبار عن فتح المسلمين بيت المقدس بعده أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع بسر بن عبيد الله يحدث عن أبي إدريس الخولاني عن عوف بن مالك الأشجعي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في خباء من أدم فجلست في فناء الخباء فسلمت فرد فقال ادخل يا عوف فقلت كلي فقال كلك فدخلت فوافقته يتوضأ وضوءا مكيثا ثم قال يا عوف احفظ خلالا ستا بين يدي الساعة إحداهن موتي قال عوف فوجمت عندها وجمة شديدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل إحدى فقلت إحدى ثم قال فتح بيت المقدس ثم يظهر فيكم داء ثم استفاضة المال فيكم حتى يعطى الرجل منكم مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة تكون بينكم حتى لا يبقى بيت مؤمن إلا دخلته ثم صلح يكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون بكم فيسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا
[ 67 ]
ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين أرض بربر أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
[ 68 ]
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حرملة بن عمران عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال سمعت أبا ذر يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما
[ 69 ]
قال حرملة يعني بالقيراط أن قبط مصر يسمون أعيادهم وكل مجمع لهم القيراط يقولون نشهد القيراط ذكر الإخبار عن تقوي المسلمين بأهل المغرب على أعداء الله الكفرة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حيوة قال حدثنا أبو هانئ حميد بن هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث يقولان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم فإنه قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني قبط مصر
[ 70 ]
ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا الأموال على المسلمين في هذه الأمة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الهدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تصدقوا فسيأتي عليكم يوم يمر أحدكم بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول فهلا قبل اليوم فأما اليوم فلا حاجة لي فيها
[ 71 ]
ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين كثرة الأموال أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد
[ 72 ]
عن أبي عبيدة بن حذيفة قال كنت أسأل عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا آتيه فأسأله فأتيته فسألته فقال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بعث فكرهته أشد ما كرهت شيئا قط فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم فقلت لو أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يخف علي وإن كان صادقا اتبعته فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرف لي الناس وقالوا جاء عدي بن حاتم جاء عدي بن حاتم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي يا عدي بن حاتم أسلم تسلم قال قلت إن لي دينا قال أنا أعلم بدينك منك مرتين أو ثلاثا ألست ترأس قومك قال قلت بلى قال ألست تأكل المرباع قال قلت بلى قال فإن ذلك لا يحل لك في دينك قال فتضعضعت لذلك ثم قال يا عدي بن حاتم أسلم تسلم فإني قد أظن أو قد أرى أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما يمعنك أن تسلم خصاصة تراها من حولي وتوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز وليفيضن المال أو ليفيض حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة قال عدي بن حاتم فقد رأيت الظعينة ترحل من الحيرة بغير
[ 73 ]
جوار حتى تطوف بالبيت وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز وأحلف بالله لتجيئن الثالثة إنه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ذكر الإخبار عن عرض الناس صدقة الأموال على الناس في آخر الزمان وعدم من يقبلها منهم أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا
[ 74 ]
محمد بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا أبو الزناد قال حدثنا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تكثر فيكم الأموال وتفيض حتى يهم رب المال من يقبل منه صدقته وحتى يعرضه ويقول الذي يعرض عليه لا أرب لي فيه ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم أراد به دون التطوع أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
[ 75 ]
حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه ذكر الإخبار عن وصف الوقت الذي يكون فيه ما وصفنا من سعة الأموال أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا الجريري عن أبي نضرة قال كنا عند جابر بن عبد الله قال يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أي شئ ذلك قال من قبل العجم يمنعون ذلك ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي قلنا من أي ذلك قال من قبل الروم ثم أسكت هنية ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عدا
[ 76 ]
ذكر الإخبار عن وصف بعض سعة الدنيا على المسلمين أخبرنا بن قتيبة حدثنا ثور بن عمرو القيسراني حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر
[ 77 ]
سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر أنكحت قلت نعم قال اتخذتم أنماطا قلت أنى لنا أنماط قال أما إنها ستكون ذكر الإخبار عن وصف البعض الآخر من سعة الدنيا على المسلمين أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن طلحة بن عمرو قال كان الرجل إذا قدم المدينة فكان له بها يعني عريف نزل على عريفه فإن لم يكن له بها عريف
[ 78 ]
نزل الصفة قال فكنت فيمن نزل الصفة قال فرافقت رجلا فكان يجري علينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم الفساد من تمر بين رجلين فسلم ذات يوم من الصلاة فناداه رجل منا فقال يا رسول الله قد أحرق التمر بطوننا قال فمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى منبره فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه قال حتى مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا البرير والبرير ثمر الأراك فقدمنا على إخواننا من الأنصار وعظم طعامهم التمر فواسونا فيه والله لو أجد لكم الخبز واللحم لاطعمتكموه ولكن لعلكم تدركون زمانا أو من أدركه منكم يلبسون فيه مثل أستار الكعبة ويغدي عليهم ويراح بالجفان ذكر البيان بأن فتح الله جل وعلا الدنيا على المسلمين إنما يكون ذلك بعقب جدب يلحقهم أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم
[ 79 ]
قال أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني خلفه ثم قال يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد حتى لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم قال تعفف قال يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس موت شديد حتى يكون البيت بالعبد كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم قال اصبر يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت موضع بالمدينة من الدماء كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم قال اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك قال أرأيت إن لم أترك قال فائت من أنت منه فكن فيهم قال فآخذ سلاحي قال إذا تشاركهم فيه ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه ذكر الإخبار عن أداء العجم الجزية إلى العرب أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان قال حدثني الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير
[ 80 ]
عن بن عباس قال مرض أبو طالب فأتته قريش وأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وعند رأسه مقعد رجل فقال أبو جهل فقعد فيه فشكوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب فقالوا إن بن أخيك يقع في آلهتنا قال ما شأن قومك يشكونك يا بن أخي قال يا عم إنما أردتهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية فقال وما هي قال لا إله إلا الله فقاموا فقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا قال ونزلت ص والقرآن ذي الذكر إلى قوله إن هذا لشئ عجاب
[ 81 ]
ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا كنوز آل كسرى على المسلمين أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة حدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليفتحن كنز آل كسرى الأبيض أو قال في الأبيض عصابة من المسلمين
[ 82 ]
ذكر الإخبار عما تكون أحوال الناس عند فتح خزائن فارس عليهم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح حدثه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم قال عبد الرحمن بن عوف نكون كما أمرنا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتغاضون ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض
[ 83 ]
ذكر الإخبار بأن كسرى إذا هلك يهلك ملكه به إلى قيام الساعة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا ابن أبي السري قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عزوجل
[ 84 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده أراد به بأرضه وهي العراق وقوله صلى الله عليه وسلم وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده يريد به بأرضه وهي الشام لا أنه لا يكون كسرى بعده ولا قيصر
[ 85 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا عبدة بن عبد الله الهدي قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثني سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده أبدا وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده أبدا وأيم الله لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ذكر الإخبار عن حسر الفرات عن كنز الذهب الذي يقتتل الناس عليه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي عليكم زمان يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من
[ 86 ]
كل مائة تسعة وتسعون قال يا بني إن أدركته فلا تكونن ممن يقاتل عليه ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سهيل بن أبي صالح أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى السيناني قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل عشرة تسعة
[ 87 ]
ذكر الزجر عن أخذ المرء من كنز الذهب الذي يحسر الفرات عنه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به خبيب بن عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبدان قال
[ 88 ]
حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا حدثناه أحمد بن حمدان في عقبه قال حدثنا الأشج حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال يحسر عن جبل من ذهب ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو هريرة أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا عمرو بن الحارث قال
[ 89 ]
حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم قال أخبرني إسحاق مولى المغيرة بن نوفل أن المغيرة بن نوفل أخبره عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن تل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل تسعة أعشارهم
[ 90 ]
ذكر البيان بأن القوم يقتتلون على ما وصفنا من غير أن يتمكنوا مما يقتتلون عليه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا واصل بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقئ الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة قال فيجئ السارق فيقول في هذا قطعت وجئ القاتل فيقول في هذا قتلت وجئ القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويدعونه لا يأخذون منه شيئا
[ 91 ]
ذكر الإخبار عن أمن الناس عند ظهور الإسلام في جزائر العرب أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس عن خباب قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل بنصفين ويمشط بأمشاط الحديد فيما دون عظمه ولحمه فما يصرفه ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ذكر الإخبار عن إظهار الله الإسلام في أرض العرب وجزائرها أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق قال
[ 92 ]
حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد بن الأسود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل
[ 93 ]
ذكر الإخبار عن كون العمران وكثرة الأنهار في أراضي العرب أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ذكر البيان بأن المراد من هذا الخبر إدخال الله كلمة الإسلام بيوت المدر والوبر لا الإسلام كله أخبرنا عبد الله بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثني الوليد بن مسلم قال حدثنا بن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت المقداد بن الأسود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل عليهم
[ 94 ]
كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل ذكر الإخبار عن اتباع هذه الأمة سنن من قبلهم من الأمم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن سنان بن أبي سنان الدؤلي وهم حلفاء بني الديل أخبره أنه سمع أبا حكى المؤذن يقول وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قبل هوازن حتى مررنا على سدرة الكفار سدرة يعكفون حولها ويدعونها ذات أنواط قلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لتركبن سنن من قبلكم
[ 95 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم سنن من قبلكم أراد به أهل الكتابين أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن الذين قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول اليهود والنصارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن
[ 96 ]
ذكر الإخبار عن وقوع الفتن نسأل الله السلامة منها أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافر ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا
[ 97 ]
ذكر البيان بأن الفتن التي ذكرناها قصد العرب بتوقعها دون غيرهم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن أبي الغيث
[ 98 ]
عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ويل للعرب من شر قد اقترب من فتنة عمياء صماء بكماء القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ويل للساعي فيها من الله يوم القيامة
[ 99 ]
ذكر الإخبار عن الأمارات التي تظهر قبل وقوع الفتن أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن خالد بن عبد الله الزبادي حدثه عن أبي عثمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا يظهر النفاق وترفع الأمانة وتقبض الرحمة ويتهم الأمين ويؤتمن غير الأمين أناخ بكم الشرف الجون قالوا وما الشرف الجون يا رسول الله قال فتن كقطع الليل المظلم
[ 100 ]
ذكر الإخبار عن تمني المسلمين حلول المنايا بهم عند وقوع الفتن أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ياليتني مكانه
[ 101 ]
ذكر الإخبار عن وصف مصالحة المسلمين الروم أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي ابن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسن بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا
[ 102 ]
ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين أن حسان بن عطية سمع هذا الخبر من مكحول أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال
[ 103 ]
حدثني حسان بن عطية قال مال تثبت إلى خالد بن معدان وملنا معه فحدثنا عن جبير بن نفير أن ذا مخبر بن أخي النجاشي حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم فتنصرون وتسلمون وتغنمون حتى تنزلوا بمرج فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب ويتداولونها وصليبهم من المسلمين غير بعيد فيثور إليه رجل من المسلمين فيدقه ويثورون إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة فيأتون ملكهم فيقولون كفيناك جزيرة العرب فيجتمعون للملحمة فيأتون تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ذكر البيان بأن الله جل وعلا ينزع صحة عقول الناس عند وقوع الفتن أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا حماد بن سلمة عن يونس وثابت وحميد وحبيب عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي
[ 104 ]
عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون بين يدي الساعة الهرج قالوا يا رسول الله وما الهرج قال القتل قالوا أكثر مما نقتل قال إنه ليس من قتلكم المشركين ولكن قتل بعضكم بعضا قال ومعنا عقولنا قال إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان
[ 105 ]
ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من الشح عند وقوع الفتن بهم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني حميد أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل
[ 107 ]
ذكر الإخبار عمن يكون هلاك أكثر هذه الأمة على أيديهم أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يدي غلمان سفهاء من قريش قال فقال مروان والغلمان هؤلاء
[ 108 ]
ذكر الإخبار عن وصف أقوام يكون فساد هذه الأمة على أيديهم أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني قال حدثنا محمد بن عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن سماك بن حرب عن مالك بن ظالم قال سمعت أبا هريرة يقول لمروان بن الحكم حدثني حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق إن فساد أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش
[ 109 ]
ذكر البيان بأن حدوث وقع السيف في هذه الأمة بين المسلمين يبقى إلى قيام الساعة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها واعطاني الكنزين الاحمر والابيض وان ملك امتي سيبلغ ما زوي لي وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكهم بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيهلكهم ولا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فقال يا محمد إني إذا أعطيت عطاء فلا مرد له إني أعطيتك لأمتك أن لا يهلكوا بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم
[ 110 ]
فيستبيحهم ولكن ألبسهم شيعا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يفني بعضا وبعضهم يسبي بعضا وإنه سيرجع قبائل من أمتي إلى الترك وعبادة الأوثان وإن من أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإنهم إذا وضع السيف فيهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإنه سيخرج من أمتي كذابون دجالون قريبا من ثلاثين وإني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله قال أبو حاتم رضي الله عنه الصواب الشرك
[ 111 ]
ذكر الإخبار بأن أول ما يظهر من نقض عرى الإسلام من جهة الأمراء فساد الحكم والحكام أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال حدثني سليمان بن حبيب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة
[ 112 ]
ذكر الإخبار عن الأمارة التي إذا ظهرت في هذه الأمة سلط البعض منها على بعض أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا عثمان بن يحيى القرقساني قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض
[ 113 ]
ذكر الإخبار عن نقص العلم الذي كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم عند ظهور الفتن في أمته أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا عنبسة عن يونس عن ابن شهاب قال حدثني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله أي هو قال القتل ذكر الإخبار عن تقارب الأسود وظهور كثرة الكذب عند رفع العلم الذي وصفناه قبل أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 114 ]
إبراهيم قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة عن رسول الله قال يوشك أن لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الزمان وتتقارب الأسواق ويكثر الهرج قيل وما الهرج قال القتل ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم حتى يقبض العلم أراد به ذهاب من يحسن علمه صلى الله عليه وسلم لا أن علمه يرفع قبل قيام الساعة أخبرنا أبو يعلى من كتابه قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلماء بعلمهم حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
[ 115 ]
ذكر خبر ثان يصرح بوصف رفع العلم الذي ذكرناه قبل أخبرا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق قال حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا بن وهب قال سمعت الليث بن سعد يقول حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال حدثني عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له لبيد بن زياد يا رسول الله يرفع العلم وقد أثبت ووعته القلوب فقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال صدق عوف ألا أدلك بأول ذلك يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا
[ 116 ]
ذكر الإخبار بأن الدنيا يملكها من لاحظ له في الآخرة أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بحران قال حدثنا عمي الوليد بن عبد الملك قال حدثنا مخلد بن يزيد عن حفص بن ميسرة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع
[ 117 ]
ذكر الإخبار عن خوض الناس في الأغلوطات من المسائل التي أغضي لهم عنها أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالون يستفتون حتى يقول أحدهم هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله
[ 118 ]
ذكر الإخبار عما يظهر في آخر الزمان من المنتحلين للعلم والمفتين فيه من غير علم ولا استحقاق له نعوذ بالله من فتنهم أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بمرو قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعا ينتزعه منهم بعد إذا أعطاهموه ولكن بقبض العلماء فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا يستفتونهم فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون ذكر الإخبار عن الأمارة التي إذا ظهرت في العلماء زال أمر الناس عن سننه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يزيد بن صالح اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا حدثنا جرير بن حازم قال سمعت أبا رجاء العطاردي قال سمعت ابن عباس وهو يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال أمر هذه الأمة موائما أو مقاربا ما لم يتكلموا في
[ 119 ]
الولدان والقدر قال أبو حاتم الولدان أراد به أطفال المشركين
[ 120 ]
ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من حسن قراءة القرآن من غير عمل به حدثنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح عن سهل بن سعد قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقترئ فقال الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأحمر والأبيض والأسود اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقومونه كما يقوم السهم ذكر ما يظهر في آخر الزمان من قلة النظر في جمع المال من حيث كان أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي حدثا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال بحلال أو حرام
[ 121 ]
ذكر الإخبار عن مبادرة المرء في آخر الزمان باليمين والشهادة أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عاصم عن خيثمة بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يسبق أيمانهم شهادتهم وشهادتهم أيمانهم
[ 122 ]
ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من المسابقة في الشهادات والأيمان الكاذبة أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يزيد بن البراء الغنوي قال حدثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم اليوم فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على اليمين لا يسألها فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ولا يخلون أحدكم بالمرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن
[ 123 ]
ذكر الإخبار بظهور السمن في هذا الأمة عند ظهور الكذب وعدم الوفاء فيهم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار وعبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو عوانه عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الله أعلم أذكر الثالث أم لا ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم السمن
[ 124 ]
ذكر البيان بأن على المرء عند ظهور ما وصفنا لزوم نفسه والإقبال على شأنه دون الخوض فيما فيه الناس أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال
[ 125 ]
حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عبد الله بن عمرو لو بقيت في حثالة من الناس قال وذاك ما هم يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف بي يا رسول الله قال تعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع عوام الناس ذكر الإخبار عن فرق البدع وأهلها في هذه الأمة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة أو ثنتين وسبعين فرقة والنصارى على مثل ذلك وتتفرق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة
[ 126 ]
ذكر الإخبار عن خروج عائشة أم المؤمنين إلى العراق أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع وعلي بن مسهر عن إسماعيل عن قيس قال لما أقبلت عائشة مرت ببعض مياه بني عامر طرقتهم ليلا فسمعت نباح الكلاب فقالت أي ماء هذا قالوا ماء الحوأب قالت ما أظنني إلا راجعة قالوا مهلا يرحمك الله تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله بك قالت ما أظنني إلا راجعة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب
[ 127 ]
ذكر الإخبار عن خروج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه إلى العراق أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الملك بن أعين عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال لي عبد الله بن سلام وقد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق لا تأت أهل العراق فإنك إن أتيتهم أصابك ذباب السيف بها قال علي وايم الله لقد قالها لي رسول الله قال أبو الأسود فقلت في نفسي ما رأيت كاليوم رجلا محاربا يحدث الناس بمثل هذا
[ 128 ]
ذكر الإخبار عن قاضي الله جل وعلا وقعة الجمل بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة
[ 129 ]
ذكر الإخبار عن قضاء الله جل وعلا وقعة صفين بين المسلمين أخبرنا أحمد بن محمد أبو عمرو الحيري قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن عوف قال حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي فرقتان تمرق بينهما مارقة تقتلها أولى الطائفتين بالحق
[ 130 ]
ذكر الخبر الدال على أن علي بن أبي طالب كان في تلك الوقعة على الحق أخبرنا سهل بن عبد الله بن أبي سهل بواسط قال حدثنا الفضل بن داود الطرازي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا شعبة عن عوف عن الحسن عن أمه
[ 131 ]
عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية
[ 132 ]
ذكر الإخبار عن خروج الحرورية التي خرجت في أول الإسلام أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج قوم فيكم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تنظر في النصل فلا ترى شيئا وتنظر في القدح فلا ترى شيئا وتنظر في الريش فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق
[ 135 ]
ذكر الإخبار بأن الحرورية هم من شرار الخلق عند الله جل وعلا أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حلاقمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة
[ 136 ]
ذكر الأمر بقتل الحرورية إذا خرجت تريد شق عصا المسلمين أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلأن أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي في آخر الزمان قوم حديثوا الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة
[ 138 ]
ذكر الإخبار عن خروج أهل النهروان على الإمام وشق عصا المسلمين أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا الحارث بن سريج النقال قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ذكر ناسا يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق هم من شرار الناس أو هم من شر الخلق تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق
[ 140 ]
ذكر الإخبار عن وصف الشئ الذي يستدل به على مروق أهل النهروان من الإسلام أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن والضحاك المشرقي أن أبا سعيد الخدري قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما إذا جاءه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال رسول الله ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن
[ 141 ]
لا يجاوز تراقيهم يمروقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شئ وهو القدح ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت
[ 142 ]
ذكر الإخبار عن قتل هذه الأمة ابن ابنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا عمارة بن زاذان قال قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك أتحبه قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه قال نعم فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها قال ثابت كنا نقول إنها كربلاء
[ 144 ]
الإخبار عن قتال المسلمين العجم من أهل خوز وكرمان أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان قوما من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة
[ 145 ]
ذكر الإخبار عن قتال المسلمين أعداء الله الترك أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقتلوا قوما صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة
[ 146 ]
ذكر الإخبار عن وصف لباس القوم الذين وصفنا نعتهم أخبرنا محمد بن إسحاق إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر
[ 147 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم يمشون في الشعر يريد به أنهم ينتعلونه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر وجوههم مثل المجان المطرقة وهي الترسة ذكر الإخبار عن وصف الموضع الذي يكون ابتداء قتال المسلمين إياهم فيه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين كأن أعينهم حدق الجراد عراض
[ 148 ]
الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة يجيئون حتى يربطوا خيولهم بالنخل ذكر الإخبار عن وصف قتال المسلمين الترك بارض النخل اخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان قال حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ناسا من أمتي ينزلون بحائط يسمونه البصرة عندها نهر يقال له دجلة يكون لهم عليها جسر ويكثر أهلها ويكون من أمصار المهاجرين فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء أقوام عراض الوجوه حتى ينزلوا على شاطئ النهر فيفترق أهلها على ثلاث فرق فأما فرقة
[ 149 ]
فتأخذ أذناب الإبل والبرية فيهلكون وأما فرقة فيأخذون لأنفسهم ويكفرون وأما فرقة فيجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء ذكر الإخبار عن ظهور أمارات أهل الجاهلية في المسلمين أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا ابن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب
[ 150 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة قال معمر إن عليه الآن بيتا مبنيا مغلقا
[ 151 ]
ذكر الإخبار عن انقطاع الحج إلى البيت العتيق في آخر الزمان أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ذكر الإخبار بأن الكعبة تخرب في آخر الزمان أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس وعمر بن سعيد بمنبج قالا حدثنا حماد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان قال حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
[ 152 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة السويقتين الكسائين ذكر الإخبار عن وصف تخريب الحبشة الكعبة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن الأخنس قال حدثني بن أبي مليكة
[ 153 ]
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا يعني الكعبة ذكر الإخبار عن وصف العدد الذي تخرب الكعبة به أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا الحسن بن قزعة قال حدثنا سفيان بن حبيب عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استمتعوا من هذا البيت فإنه قد هدم مرتين ويرفع في الثالثة
[ 154 ]
ذكر الإخبار عن استحلال المسلمين الخمر والمعازف في آخر الزمان أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا بن جابر قال حدثنا عطية بن قيس قال حدثنا عبد الرحمن بن غنم قال حدثنا أبو عامر وأبو مالك الأشعريان سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف
[ 155 ]
ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون الخسف في هذه الأمة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن بكار بن الريان قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن سوقة قال سمعت نافع بن جبير بن مطعم يقول حدثتني عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو جيش الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم
[ 156 ]
وآخرهم قالت عائشة يا رسول الله وفيهم سواهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به نافع بن جبير بن مطعم أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
[ 157 ]
حدثنا زهير بن معاوية عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن القبطية قال انطلقت أنا وعبد الله بن صفوان والحارث بن ربيعة حتى دخلنا على أم سلمة فقالوا يا أم سلمة ألا تحدثينا عن الخسف الذي يخسف بالقوم قالت بلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم قالت قلت يا نبي الله من كان كارها قال يخسف معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على ما كان في نفسه قال عبد العزيز فقلت لأبي جعفر إنها قالت ببيداء من الأرض قال أبو جعفر والله إنها لبيداء المدينة
[ 158 ]
ذكر الخبر المصرح بأن القوم الذين يخسف بهم إنما هم القاصدون إلى المهدي في زوال الأمر عنه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن مجاهد عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة إلى مكة
[ 159 ]
فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيبعثون إليه جيشا من أهل الشام فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام وعصابة أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من قريش أخواله من كلب فيبعث إليهم جيشا فيهزمونهم ويظهرون عليهم فيقسم بين الناس تتنصر ويعمل فيهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث سبع سنين
[ 160 ]
ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون المسخ في هذه الأمة أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني معاوية بن صالح قال حدثني حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم قال تذاكرنا الطلاء فدخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا فقال حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض
[ 161 ]
ويجعل منهم القردة والخنازير قال أبو حاتم اسم أبي مالك الأشعري الحارث بن مالك وقد قيل إن أبا مالك الأشعري اسمه كعب بن عاصم
[ 162 ]
ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون القذف في هذه الأمة أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف ذكر الإخبار بأن من أمارة آخر الزمان مباهاة الناس بزخرفة المساجد أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن معاوية قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ذكر الإخبار بأن من أمارة آخر الزمان اشتغال الناس بحديث الدنيا في مساجدهم أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد حدثنا عبد الصمد بن
[ 163 ]
عبد الوهاب النصري قال حدثنا أبو التقي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة
[ 164 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو التقي هذا هو أبو التقي الكبير اسمه عبد الحميد بن إبراهيم من أهل حمص وأبو التقي الصغير هو هشام بن عبد الملك اليزني وهما جميعا حمصيان ثقتان ذكر الإخبار عما ينقص الخير في آخر الزمان أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين فرأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ونزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفعها قال ينام الرجال نومة فتقبض الأمانة من قلبه فيبقى أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام الرجل نومة فتقبض الأمانة من قلبه فيبقى أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فتراه منتبرا وليس فيه شئ فيصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا وحتى يقال للرجل ما أجلده وأطرفه وأعقله وليس في قلبه مثقال حبة خردل من خير ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعته أداء كان مؤمنا ليردنه علي دينه ولئن
[ 165 ]
كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه علي ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا
[ 166 ]
ذكر الإخبار عن اعتداء الناس في الدعاء والطهور في آخر الزمان أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء قال سمع عبد الله بن المغفل ابنا له وهو يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة قال يا بني إذا سألت فاسأل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون في آخر الزمان قوم يعتدون في الدعاء والطهور ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن إحدى الكلب اللتين تقدم ذكرنا لها وهم أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نعامة أن عبد الله بن المغفل سمع ابنا له يقول في دعائه اللهم
[ 167 ]
إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها قال أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي نعامة فالطريقان جميعا محفوظان
[ 168 ]
ذكر الإخبار عن تمني المسلمين رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليأتين على أحدكم يوم لا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله ذكر الإخبار عما يظهر في آخر الزمان من الكذب في الروايات والأخبار أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ الخولاني عن مسلم بن يسار
[ 169 ]
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وأياهم ذكر الإخبار عن ظهور الزنى وكثرة الجهر به في آخر الزمان أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
[ 170 ]
الحجاج السامي قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عثمان بن حكيم قال حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تتسافدوا في الطريق تسافد الحمير قلت إن ذاك لكائن قال نعم ليكونن
[ 171 ]
ذكر الإخبار عن قلة الرجال وكثرة النساء في آخر الزمان أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أنه قال يوما ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكم به أحد بعدي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة أو من شرائط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنى ويقل
[ 172 ]
الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد
[ 173 ]
ذكر الإخبار عن كثرة ما يتبع الرجال من النساء في آخر الزمان أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين زمان يطوف الرجل بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل تتبعه أربعون امرأة من قلة الرجال وكثرة النساء ذكر الإخبار عن المطر الشديد الذي يكون في آخر الزمان الذي يتعذر الكن منه في البيوت أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا بسام بن يزيد النقال قال
[ 174 ]
حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرا لا يكن منه بيوت المدر ولا يكن منه إلا بيوت الشعر ذكر الإخبار بأن المدينة تحاصر في آخر الزمان على أهلها وقاطنيها أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا بن وهب قال حدثنا جرير بن حازم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك المسلمون أن يحصروا بالمدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح
[ 175 ]
ذكر الإخبار عن انجلاء أهل المدينة عنها عند وقوع الفتن أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي السباع والطير
[ 176 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يوسف بن يونس بن حماس عن عمه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب فيغذي على
[ 177 ]
بعض سواري المسجد أو على المنبر قالوا يا رسول الله فلمن تكون الثمار ذلك الزمان قال للعوافي الطير والسباع ذكر البيان بأن مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم يتخلى عنها الناس في آخر الزمان حتى تبقى للعوافي أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل
[ 178 ]
قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عصا وأقناء معلقة في المسجد قنو منها حشف فطعن بذلك العصا في ذلك القنو ثم قال لو شاء رب هذه الصدقة فتصدق بأطيب منها إن صاحب هذه الصدقة ليأكل الحشف يوم القيامة ثم أقبل علينا فقال أما والله يا أهل المدينة لتذرنها للعوافي هل تدرون ما العوافي قلنا الله ورسوله أعلم قال الطير والسباع
[ 179 ]
ذكر البيان بأن ستكون المدينة خيرا لأهلها من الإنجلاء عنها لو علموه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد قال ويأتي على الناس زمان يدعو الرجل قريبه وحميمه إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ذكر الخبر الدال على أن المدينة تعمر ثانيا بعد ما وصفناه أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قرية في الإسلام خرابا المدينة
[ 180 ]
ذكر الإخبار عن وجود كثرة الزلازل في آخر الزمان أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثني أرطاة بن المنذر قال حدثني ضمرة بن حبيب قال سمعت سلمة بن نفيل السكوني قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فقال إني غير لابث فيكم ولستم لابثين بعدي إلا قليلا وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بضعا وبين يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل
[ 181 ]
ذكر الإخبار عن نفي تغيير قلوب المؤمنين في آخر الزمان عند خروج الدجال أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه قال فوصفه لنا وقال لعله أن يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي قالوا يا رسول الله قلوبنا يومئذ مثلها اليوم فقال أو خير
[ 182 ]
ذكر الإخبار عن عزة الدين وإظهاره في آخر الزمان أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن صالح بن جلس عن الزهري عن سعيد بن المسيب
[ 183 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ذكر إنذار الأنبياء أممهم الدجال نعوذ بالله من فتنته أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محاضر عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال وإني سأبين لكم شيئا تعلمون أنه
[ 184 ]
كذلك إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإنه بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل مؤمن غالبا وغير غالبا ذكر الإخبار عن تحذير الأنبياء أممهم فتنة المسيح نعوذ بالله منه أخبرنا علي بن أحمد بن بسطام بالبصرة قال حدثنا عمرو بن العباس الأهوازي قال حدثنا محمد بن مروان العقيلي قال حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لم يكن نبي إلا حذر أمته الدجال وإني أنذركموه وإنه كائن فيكم ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدجال إذا خرج يكون معه المياه والطعام أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال حدثني المغيرة بن شعبة قال ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن
[ 185 ]
الدجال أكثر ما سألته فقال إنه لن يضرك قلت يا نبي الله يزعمون أن معه الأنهار والطعام قال هو أهون على الله من ذلك ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم بن صياد بالمدينة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال كنت أمشي مع رسول الله فمر بابن صياد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني قد خبأت لك خبأ فقال
[ 186 ]
هو الدخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك قال فقال عمر رضي الله عنه دعني فأضرب عنقه قال لا إن يكن الذي تخاف فلن تستطيع قتله
[ 187 ]
ذكر وصف العرش الذي كان يراه ابن صياد في تلك الأيام أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال لقي نبي الله صلى الله عليه وسلم ابن صائد ومعه أبو بكر وعمر قال وابن صائد مع الغلمان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله قال أتشهد أني رسول الله فقال نبي الله آمنت بالله وبرسوله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى قال أرى عرشا على الماء فقال صلى الله عليه وسلم ترى عرش إبليس على البحر قال انظر ما ترى قال أرى صادقين وكاذبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس علي نفسه فدعاه ذكر الإخبار عن الوقت الذي ولد فيه الدجال أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن ابن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره
[ 188 ]
أن بن عمر أخبره أن عمر انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل بن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب بن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله لابن صياد أتشهد أني رسول الله فقال بن صياد أتشهد أني رسول الله فرفصه رسول الله وقال آمنت بالله وبرسوله ثم قال له رسول الله ماذا ترى قال بن صياد يأتيني صادق وكاذب قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خلط عليك الأمر ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خبأت لك خبأ فقال بن صياد هو الدخ فقال له رسول الله اخسأ فلن تعدو قدرك فقال له عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقال له رسول الله إن أدركته فلن تسلط عليه وإن لم تدركه فلا خير لك في قتله قال بن شهاب قال سالم وسمعت بن عمر يقول انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله النخل طفق يتقي بجذوع النخل وهو يحب أن يسمع من بن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه رسول الله وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم بن صياد رسول الله وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد فقال رسول الله لو تركتيه
[ 189 ]
قال ابن عمر فقام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني أنذركموه ما من نبي إلا قد أنذر قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلموا أنه أعور وأن الله ليس بأعور
[ 191 ]
ذكر الإخبار عن وصف الملحمة التي تكون للمسلمين مع بني الأصفر قبل خروج المسيح الدجال أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن حميد بن هلال عن أبي قتادة
[ 192 ]
عن أسير بن جابر قال هاجت ريح ونحن عند عبد الله فغضب ابن مسعود حتى عرفنا الغضب في وجهه فقال ويحك إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم ضرب بيده إلى الشام وقال عدو يجتمع للمسلمين من ها هنا فيلتقون فتشترط شرطة الموت لا ترجع إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفئ هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب وتفنى الشرطة ثم تشترط الغد شرطة الموت لا ترجع إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفئ هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب وتفنى الشرطة ثم تشترط الغد شرطة الموت في اليوم الثالث لا ترجع إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفئ هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يلتقون في اليوم الرابع فيقاتلونهم ويهزمونهم حتى تبلغ الدماء نحر الخيل ويقتتلون حتى إن بني الأب كانوا يتعادون على مائة فيقتلون حتى لا يبقي منهم رجل واحد فأي ميراث يقسم بعد هذا وأي غنيمة يفرح بها ثم يستفتحون القسطنطينية فبينما هم يقسمون الدنانير بالترسة إذ أتاهم فزع أكبر من ذلك إن الدجال قد خرج في ذراريكم
[ 193 ]
فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ويبعثون طليعة فوارس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم يومئذ خير فوارس الأرض إني لأعلم أسماءهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وألوان خيولهم ذكر الإخبار عن وصف العلامتين اللتين تظهران عند خروج المسيح الدجال من وثاقه أخبرنا هارون بن عيسى بن السكين ببلد الموصل قال
[ 194 ]
حدثنا الفضل بن موسى مولى بني هاشم قال حدثنا عون بن كهمس قال حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر أنه قال لفاطمة بنت قيس حدثيني بشئ سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثيني بشئ لم تسمعيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم نودي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس وفزعوا قالت فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال إني لم تولا لرغبة ولا لرهبة ولكن حديث حدثنيه تميم الداري زعم أنه ركب البحر في ثلاثين رجلا من لخم وجذام قال فلعب بنا البحر وربما قال لعب بنا الموج شهرا ثم قذف بنا السفية إلى جزيرة في البحر قال فخرجنا إليها فلقيتنا جارية تجر شعرها لا ندري مقبلة هي أم مدبرة قلنا ما أنت قالت أنا الجساسة قلنا أخبرينا قالت عليكم بصاحب الدير وهو يخبركم ويستخبركم قال فدخلنا عليه فإذا رجل ذكر من عظمه ما شاء الله وهو موثق إلى حبل بالحديد فقلنا من أنت قال أخبروني عما أسألكم عنه قالوا سلنا قال ما فعل نخل بيسان يطعم قلنا نعم قال يوشك أن لا يطعم ثم قال أخبروني عن عين زغر بها ماء قلنا نعم قال يوشك أن لا يكون بها ماء ثم قال أخبروني عن هذا الرجل هل خرج قالوا نعم قال إنه صادق فاتبعوه فقلنا من أنت قال أنا الدجال قال كهمس فذكر بن بريدة شيئا لم أحفظه إلا أنه قال
[ 195 ]
تطوي له الأرض ويأتي على جميعهن في أربعين صباحا ذكر العلامة الثالثة التي تظهر في العرب عند خروج الدجال من وثاقه كفانا الله وكل مسلم شره وفتنته أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن سليمان القرقساني قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا عمران بن سليمان القمي عن الشعبي قال سمعت فاطمة بنت قيس تقول صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر
[ 196 ]
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أنذركم الدجال فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذره أمته وهو كائن فيكم أيتها الأمة إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم ألا إن تميما الداري أخبرني أن ابن عم له وأصحابه ركبوا بحر الشام فانتهوا إلى جزيرة من جزائره فإذا هم بدهماء تجر شعرها قالوا ما أنت قالت الجساسة أو الجاسسة قالوا أخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم عن شئ ولا سائلتكم عنه ولكن ائتوا الدير فإن فيه رجلا بالأشواق إلى لقائكم فأتوا الدير فإذا هم برجل ممسوح العين موثق في الحديد إلى سارية فقال من أين أنتم ومن أنت قالوا من أهل الشام قال فمن أنتم قالوا نحن العرب قال فما فعلت العرب قالوا خرج فيهم نبي بأرض تيماء قال فما فعل الناس قالوا فيهم من صدقة وفيهم من كذبه قال أما إنهم إن يصدقوه ويتبعوه خير لهم لو كانوا يعلمون ثم قال ما بيوتكم قالوا من شعر وصوف تغزله نساؤنا قال فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعلت بحيرة طبرية قالوا تدفق جوانبها يصدر من أتاها فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعلت عين زغر قالوا تدفق
[ 197 ]
جوانبها يصدر من أتاها قال فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعل نخل بيسان قالوا يؤتي جناه في كل عام قال فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال أما إني لو قد حللت من وثاقي هذا لم يبق منهل إلا وطئته إلا مكة وطيبة فإنه ليس لي عليهما سبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه طيبة حرمتها كما حرم إبراهيم مكة والذي نفسي بيده ما فيها نقب في سهل ولا جبل إلا وعليه ملكان شاهرا السيف يمنعان الدجال إلى يوما القيامة
[ 198 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أحمد بن يحيى بن حميد الطويل عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم مسرعا فصعد المنبر فنودي في الناس الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال أيها الناس إني لم أدعكم لرغبة ولا لرهبة نزلت ولكن تميما الداري أخبرني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا البحر فقذفتهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لا يدري أذكر هو أم أنثى من كثرة الشعر فقالوا من أنت قالت أنا الجساسة قالوا أخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم ولا مستخبرتكم ولكن ها هنا من هو فقير إلى أن يخبركم وإلى أن يستخبركم فأتوا الدير فإذا برجل مرير مصفد بالحديد فقال من أنتم قالوا نحن العرب قال هل بعث النبي قالوا نعم قال فهل تبعته
[ 199 ]
العرب قالوا نعم قال ذلك خير لهم قال ما فعلت فارس قالوا لم يظهر عليها قال أما إنه سيظهر عليها ثم قال ما فعلت عين زغر قالوا تدفق ملأى قال فما فعل نخل بيسان قالوا قد أطعم أوائله فوثب عليه وثبة حتى خشينا أن والجمود فقلنا من أنت قال أنا الدجال أما إني سأطأ الأرض كلها إلا مكة وطيبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا معشر المسلمين هذه طيبة لا يدخلها ذكر الإخبار عما يجب على المرء من المبادرة بالأعمال الصالحة قبل خروج المسيح نعوذ بالله منه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن زياد بن رياح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالعمل ستا الدجال والدخان ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها
[ 200 ]
وأمر فضالة وخويصة أحدكم ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور للأشياء المتوقعة قبل خروج المسيح ليس بعدد لم يرد به النفي عما وراءه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 201 ]
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة قال حدثنا الفرات القزاز قال سمعت أبا الطفيل يحدث عن حذيفة بن أسيد قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن تحتها إذا أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تتذاكرون قلنا نذكر الساعة قال فإنها لا تكون حتى يكون بين يديها عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخال وعيسى ابن مريم والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من موضع كذا قال أحسبه قال نقيل معهم حيث قالوا وتنزل معهم حيث ينزلون
[ 202 ]
قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد مثله ولم يرفعه ذكر الإخبار عن الموضع الذي يخرج من ناحية الدجال أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا محمد بن مسلم بن وارة قال حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال حدثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن الشعبي عن بلال بن أبي هريرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج الدجال من هاهنا وأشار نحو المشرق
[ 203 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي هريرة وأشار نحو المشرق أراد به البحرين لأن البحرين مشرق المدينة وخروج الدجال يكون من جزيرة من جزائرها لا من خراسان والدليل على صحة هذا أنه موثق في جزيرة من جزائر البحر على ما أخبر تميم الداري وليس بخراسان بحر ولا جزيرة ذكر الإخبار عن السبب الذي يكون خروج المسيح به أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا روح بن أسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وعبيد الله بن عمر عن نافع
[ 204 ]
أن ابن عمر رأى بن صائد في سكة من سكك المدينة فسبه ابن عمر ووقع فيه فانتفخ حتى سد الطريق فضربه ابن عمر بعصا فسكن حتى عاد فانتفخ حتى سد الطريق فضربه ابن عمر بعصا معه حتى كسرها عليه فقالت له حفصة ما شأنك وشأنه ما يولعك به أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها قال أبو حاتم رضي الله عنه رؤية حفصة ابن عمر وضربه
[ 205 ]
حيث كان يضرب المسيح بالعصا كان ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الإخبار عن العلامة التي يعرف بها الدجال عنه خروجه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن بين عينيه مكتوب ك ف ر يقرؤه كل مؤمن من أمي وكاتب يعني الدجال
[ 206 ]
ذكر الإخبار عن وصف عين الدجال التي هي العوراء من عينيه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن حبيب بن الزبير عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الله بن خباب عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الدجال عينه خضراء كزجاجة وتعوذوا بالله من عذاب القبر
[ 207 ]
ذكر الإخبار عن وصف خلقة الدجال ومن كان يشبه من هذه الأمة أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن فإن هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور
[ 208 ]
ذكر الإخبار عن فرار الناس من المسيح عند ظهوره أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي قال حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا بن جريج عن أبي الزبير قال سمعت جابرا يقول حدثتني أم شريك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل
[ 209 ]
ذكر الإخبار عن تبع الدجال نعوذ بالله من شرهم أخبرنا محمد بن الحسين بن الخليل قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة ذكر الإخبار عن بعض الفتن التي يبتلي الله جل وعلا البشر بكونه مع المسيح أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن اني عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة أنا أعلم بما مع الدجال منه إن معه نهرا من نار ونهرا من ماء فالذي يرون أنه نار ماء والذي يرون أنه ماء نار فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يرى أنه نار فإنه سيجده ماء
[ 210 ]
قال أبو مسعود هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
[ 211 ]
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر أبي مسعود الذي ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال قلت يا رسول الله بلغني أن مع الدجال جبال الخبز وأنهار الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أهون على الله من ذلك قال المغيرة فكنت من أكثر الناس سؤالا عنه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالذي يضرك قال أبو حاتم رضي الله عنه إنكار المصطفى صلى الله عليه وسلم على المغيرة بأن مع الدجال أنهار الماء ليس يضاد خبر أبي مسعود والذي ذكرناه لأنه أهون على الله من أن يكون معه نهر الماء يجري والذي معه يرى أنه ماء ولا ماء من غير أن يكون بينهما تضاد ذكر الإخبار عن البعض الآخر من الفتن التي تكون مع الدجال أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا
[ 212 ]
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن أبا سعيد الخدري حدثه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال فيما حدثنا يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل أنقاب المدينة فيخرج إليه رجل وهو خير الناس يومئذ أو من خيرهم فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا فيسلط عليه فيقتله ثم يحيه فيقول حين يحيى والله ما كنت بأشد بصيرة فيك مني الآن فيريد قتله الثانية فلا يسلط عليه
[ 213 ]
قال معمر يرون أن أهل الرجل الذي يقتله الدجال ثم يحييه الخضر ذكر الخبر الدال على أن الدجال لا يفتتن به كل الناس ولا يزيل الإمامة عمن كانت له إلى نزول عيسى ابن مريم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن ابن شهاب أن نافع بن أبي نافع مولى أبي قتادة أخبره أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم
[ 214 ]
ذكر الإخبار عن نفي دخول الدجال حرم الله جل وعلا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها فينزل السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه كل كافر ومنافق
[ 215 ]
ذكر الإخبار عن نفي دخول الدجال مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي قال حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة يأتيها الدجال فيجد
[ 216 ]
الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله تعالى ذكر الإخبار عن وصف عدد الملائكة التي تحرس حرم المصطفى صلى الله عليه وسلم عن دخول الدجال إياها أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال حدثنا مسروق بن المرزبان قال حدثنا أبي عن مسعر بن كدام عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان
[ 217 ]
ذكر الإخبار عن ظهور أهل المدينة على من يكون مع الدجال في ذلك الزمان أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلكم اليهود فتنظرون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي وارائي فاقتله
[ 218 ]
ذكر الإخبار عن العلامة التي بها يعرف نجاة المرء من فتنة الدجال أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن حذيفة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الدجال فقال لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال إنها ليست من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال فمن نجا من فتنة ما قبلها نجا منها وإنه لا يضر مسلما مكتوب بين عينيه كافر مهجاة ك ف ر
[ 219 ]
ذكر البيان بأن تميم هم أشد هذه الأمة على الدجال نعوذ بالله من شر الدجال أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم منهم سبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان على بعضهم رقبة من بني إسماعيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها فإنها من ولد إسماعيل وجاءته صدقات بني تميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا وسمعته يقول هم أشد أمتي على الدجال
[ 220 ]
ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين عند قتالهم الدجال أخبرنا علي بن حمدون بن هشام قال حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلون جزيرة العرب فيفتحه الله عليكم وتقاتلون فارس فيفتحه الله عليكم ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله عليكم
[ 221 ]
ذكر الإخبار عن البلد الذي يهلك الله جل وعلا الدجال به أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى ينزل عند أحد ثم يغدو قبل الشام وهناك يهلك ذكر الإخبار عن قاتل المسيح ووصف الموضع الذي يقتله فيه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد ابن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن ابن شهاب أنه سمع عبد الله بن
[ 222 ]
ثعلبة الأنصاري يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف قال سمعت عمي مجمع بن جارية يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقتل بن مريم الدجال بباب لد
[ 223 ]
ذكر قدر مكث الدجال في الأرض عند خروجه من وثاقه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا صالح بن عمر قال حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق حدثنا رسول الله أبو القاسم الصادق المصدوق إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها الله أعلم ما مقدارها مرتين وينزل الله عيسى ابن مريم فيؤمهم فإذا رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قتل الله الدجال وأظهر المؤمنين
[ 224 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر فيؤمهم أراد به فيأمرهم بالإمامة إذا العرب تنسب الفعل إلى الآمر كما تنسبه إلى الفاعل كما ذكرنا في غير موضع من كتبنا ذكر ذوبان الدجال عند رؤيته عيسى ابن مريم قبل قتله إياه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو ثور قال حدثنا معلى بن منصور قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعمال أو بدابق فيخرج إليهم جيش من أهل المدينة هم خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلو بيننا وبين الذي سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لانخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ثم يقتل ثلثهم وهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح ثلث وعزائمه القسطنطينية فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهاليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام
[ 225 ]
خرج يعني الدجال فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فإذا رآه عدو الله يذوب كما يذوب الملح ولو تركوه لذاب حتى يهلك ولكنه يقتله الله بيده فيريهم دمه بحربته ذكر الإخبار عن وصف الأمن الذي يكون في الناس بعد قتل بن مريم الدجال أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هاشم قال حدثني أبي عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء إخوة لعلات وأمهاتهم شتى وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم وإنه نازل فاعرفوه فإنه رجل ينزع إلى الحمرة والبياض كأن رأسه
[ 226 ]
يقطر وإن لم يصبه بلة وإنه يدق الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال ويضع الجزية وإن الله يهلك في زمانه الملل كلها غير الإسلام ويهلك الله المسيح الضال الأعور الكذاب ويلقي الله الأمنة حتى يرعى الأسد مع الإبل والنمر مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان مع الحيات لا يضر بعضهم بعضا ذكر الإخبار عما يفعل عيسى ابن مريم بمن نجاه الله من فتنة المسيح أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال حدثنا الوليد بن عتبة قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيسى ابن مريم يأتي قوما قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم بدرجاتهم في الجنة
[ 227 ]
ذكر الإخبار عن رفع التباغض والتحاسد والشحناء عند نزول عيسى ابن مريم صلوات الله عليه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا ليث بن سعد عن المقبري عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينزلن ابن مريم حكما عادلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد
[ 228 ]
ذكر البيان بأن نزول عيسى بن مريم من أعلام الساعة أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى ابن عفراء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وإنه لعلم للساعة قال نزول عيسى بن مريم من قبل يوم القيامة
[ 230 ]
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن خبر عمرو بن محمد الذي ذكرناه وهم أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد
[ 231 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر ليث بن سعد عن سعيد المقبري عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة وسمعه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة فالطريقان جميعا محفوظان ذكر البيان بأن إمام هذه الأمة عند نزول عيسى بن مريم يكون منهم دون أن يكون عيسى إمامهم في ذلك الزمان أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء لتكرمة الله هذه
[ 232 ]
الامة ذكر الإخبار بأن عيسى بن مريم يحج البيت العتيق بعد قتله الدجال أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن الزهري عن حنظلة بن علي الأسلمي عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليهلن بن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما
[ 233 ]
ذكر البيان بأن عيسى بن مريم إذا نزل يقاتل الناس على الإسلام أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن عبد الرحمن ابن آدم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء كلهم إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم إنه ليس بيني وبينه نبي وإنه نازل إذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل ومصرا مع البقر والذئاب
[ 234 ]
مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون صلوات الله عليه ذكر الإخبار عن قدر مكث عيسى ابن مريم في الناس بعد قتله الدجال أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال حدثنا
[ 235 ]
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن أبي صالح عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك قالت يا رسول الله ذكرت الدجال قال فلا تبكين فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه وإن مت فإن ربكم ليس بأعور وإنه يخرج معه اليهود فيسير حتى ينزل بناحية المدينة وهي يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج إليه شرار أهلها فينطلق حتى يأتي لد فينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يلبث عيسى في الأرض أربعين سنة أو قريبا من أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا
[ 236 ]
ذكر البيان بأن خروج المهدي إنما يكون بعد ظهور الظلم والجور في الدنيا وغلبهما على الحق والجد أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عوف قال حدثنا أبو الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ثم يخرج رجل من أهل بيتي أو عترتي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ذكر الإخبار عن وصف اسم المهدي واسم أبيه ضد قول من زعم أن المهدي عيسى ابن مريم أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن زر
[ 237 ]
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملؤها قسطا وعدلا ذكر البيان بأن المهدي يشبه خلقه خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا
[ 238 ]
علي بن المنذر قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عثمان بن شبرمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ذكر الإخبار عن وصف المدة التي تكون للمهدي في آخر الزمان أخبرنا محمد بن علي بن العباس المروزي بالبصرة قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن مطر الوراق عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يملك سبع سنين
[ 239 ]
أبو الصديق اسمه بكر بن قيس الناجي ذكر الموضع الذي يبايع فيه المهدي أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال سمعت بن أبي ذئب يذكر عن سعيد بن سمعان أنه سمع أبا هريرة يحدث أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فإذا استحلوه فلا تسل عن هلكة العرب ثم تظهر الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه
[ 240 ]
ذكر الإخبار عن كثرة خلق الله جل وعلا النسل من أولاد يأجوج ومأجوج أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي
[ 241 ]
عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية وإن من ورائهم أمما ثلاثة منسك وتأويل وتاريس لا يعلم عددهم إلا الله
[ 242 ]
ذكر الإخبار بأن يأجوج ومأجوج محاصرون إلى وقت يأذن الله جل وعلا بخروجهم أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا أحمد بن
[ 243 ]
المقدام العجلي قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن قتادة أن أبا رافع حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحفرون في كل يوم حتى يكادوا أن يروا شعاع الشمس فيقولون نرجع إليه غدا فيرجعون وهو أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قالوا نرجع إليه غدا إن شاء الله فيرجعون إليه كهيئة ما تركوه فيحفرونه فيخرجون على الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفر الناس منهم إلى حصونهم
[ 244 ]
ذكر الإخبار عن وصف الفتنة التي يبتلي الله عباده بها عند خروج يأجوج ومأجوج أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ثم الظفري عن محمود بن لبيد أحد بني عبد الأشهل
[ 245 ]
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تفتح يأجوج ومأجوج ويخرجون على الناس كما قال الله وهم من كل حدب ينسلون وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه الأرض حتى إن بعضهم ليمر بذلك النهر فيقول قد كان هاهنا ماء مرة حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا في حصن أو مدينة قال قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء قال ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع إليهم خضبة دما للبلاء والفتنة فبينما هم على ذلك يبعث الله دودا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم فيصبحون موتى حتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون ألا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا لنفسه على أن مقتول فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي يا معشر المسلمين ألا أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم فيخرجون عن مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم
[ 246 ]
ذكر الإخبار بأن ردم يأجوج ومأجوج قد فتح منه الآن الشئ اليسير أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيب قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج وحلق بيده عشرة قال قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
[ 247 ]
ذكر الإخبار عن نفي انقطاع الحج بعد خروج يأجوج ومأجوج أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خرج يأجوج ومأجوج
[ 248 ]
ذكر الإخبار عن تتابع الآيات وتواترها إذا ظهرت في الأرض أوائلها أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج الآيات بعضها على بعض تتابعن كما تتتابع الخرز ذكر البيان بأن الفتن إذا وقعت والآيات إذا ظهرت كان في خللها طائفة على الحق ابدا أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصفهاني قال حدثنا
[ 249 ]
محمد بن عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة بن الحجاج عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بت سعد عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال على هذا الأمر عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك
[ 250 ]
ذكر الإخبار عن وصف الطائفة المنصورة التي تكون على الحق إلى أن تأتي الساعة أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه أنه كان عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو فقال عبد الله لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشئ إلا رده عليهم فبينا هم كذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة هو أعلم وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله ثم يبعث الله ريحا ريحها ريح المسك ومسها مس الخز فلا تترك نفسا في قلبه مثقال
[ 251 ]
حبة من إيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا شعبة عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الدين يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة
[ 252 ]
ذكر الإخبار عن نفي قبول الإيمان في الابتداء بعد طلوع الشمس من مغربها أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت آمن الناس كلهم أجمعون فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ذكر الإخبار عن خروج النار التي تخرج قبل قيام الساعة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
[ 253 ]
يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار أعناق الإبل ببصرى
[ 254 ]
ذكر الإخبار عن وصف سير النار التي تخرج في آخر الزمان أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مجاهد بن موسى قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبي جعفر عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن تخرج نار من حبس تسير سير بطيئة الإبل تسير بالنهار وتكمن صارت يقال غدت النار أيها الناس فاغدوا قالت النار أيها الناس فقيلوا راحت النار أيها الناس فروحوا من أدركته أكلته
[ 255 ]
ذكر الإخبار عن الموضع الذي يكون منتهى سير النار التي ذكرناها إليه أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك ببغداد قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن حبيب بن حماز عن أبي ذر قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا ذا الحليفة يتناولان رجال إلى المدينة فباتوا بها فلما اصبح سأل عنهم فقيل تعجلوا إلى المدينة فقال تعجلوا إلى المدينة
[ 256 ]
والنساء أما إنهم سيتركونها أحسن ما كانت وقال للذين تخلفوا معه معروفا ثم قال ليت شعري متى تخرج نار من اليمن من جبل الوراق تضئ لها أعناق الإبل وهي تنزل ببصرى كضوء النهار قال علي بصري بالشام ذكر الإخبار عن تقارب الزمان قبل قيام الساعة أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال حدثنا زهير بن حرب بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح
[ 257 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة أو الخوصة ذكر الخصال التي يتوقع كونها قبل قيام الساعة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سفيان بن عيينة عن فرات القزاز أنه سمع أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال ماذا كنتم تتذاكرون قلنا كنا نتذاكر الساعة فقال إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات الدجال والدخال وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف
[ 258 ]
بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر ذكر أمارة يستدل بها على قيام الساعة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني زفر بن عبد الرحمن بن أردك عن محمد بن سليمان بن والبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن ويهلك الوعول وتظهر التحوت قالوا يا رسول الله وما الوعول والتحوت قال الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم
[ 259 ]
قال أبو حاتم سمع سعيد بن جبير أبا هريرة وهو ابن عشر سنين إذا ذاك ذكر البيان بأن الساعة تقوم والناس في أسواقهم وأشغالهم أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا أبو الزناد قال حدثنا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقومن الساعة وثوبهما بينهما لا يطويانه ولا يتبايعانه ولتقومن الساعة وقد انصرف بلبن لقحته لا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يلوط حوضه لا يسقيه ولتقومن الساعة ورفع لقمته إلى فيه لا يطعمها
[ 260 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب والبجيري بصغد قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثني ميسور عن أبي الحارث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقوم الساعة على رجلين بينهما ثوب يتبايعانه فلا هما ينشرانه ولا هما يطويانه وتقوم الساعة على رجل وفي فيه لقمة فلا هو يسيغها ولا هو يلفظها قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو الحارث هذا هو محمد بن زياد فاعظم هو بن عبد الرحمن ذكر البيان بأن من أدرك الساعة وهو حي كان من شرار الناس أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
[ 261 ]
أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد
[ 262 ]
ذكر الإخبار عن وصف الناس الذين يكون قيام الساعة على رؤوسهم أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله
[ 263 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبد الرزاق أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله
[ 264 ]
ذكر الإخبار عن وصف من يكون قيام الساعة عليهم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا شعبة عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ذكر العلة التي من أجلها تقوم الساعة على شرار الناس أخبرنا عبد الملك بن محمد بن إبراهيم أبو الوليد بصيدا حدثنا إسحاق حدثنا جنادة بن محمد المري حدثنا
[ 265 ]
ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستنتقون كما ينقى التمر من حثالته ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم من يبقى في آخر الزمان بحثالة التمر أخبرنا الخليل بن محمد بن بنت تميم بن المنتصر قال حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري قال حدثنا خالد بن عبد الله عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الصالحون أسلافا وفنى الصالحون الأول فالأول حتى
[ 266 ]
لا يبقى إلا مثل حثالة التمر والشعير لا يبالي الله بهم ذكر الإخبار عن وصف الريح التي تجئ تقبض أرواح الناس في آخر الزمان أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله قال حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تبعث ريح حمراء من قبل اليمن فيكفت الله بها كل نفس تؤمن بالله واليوم الآخر وما ينكرها الناس من قلة من يموت فيها مات
[ 267 ]
شيخ في بني فلان وماتت عجوز في بني فلان ويسرى على كتاب الله فيرفع إلى السماء فلا يبقى في الأرض منه آية وتقئ الأرض أفلاذ كبدها من الذهب والفضة ولا ينتفع بها بعد ذلك اليوم يمر بها الرجل فيضربها برجله ويقول في هذه كان يقتتل من كان قبلنا وأصبحت اليوم لا ينتفع بها قال أبو هريرة وإن أول قبائل العرب فناء قريش والذي نفسي بيده أوشك أن يمر الرجل على النعل وهي ملقاة في الكناسة فيأخذها بيده ثم يقول كانت هذه من نعال قريش في الناس
[ 269 ]
كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم أجمعين ذكر أبي بكر بن أبي قحافة الصديق رضوان الله عليه ورحمته وقد فعل أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثنا عبد الله بن الصباح العطار حدثنا معتمر بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت منه حتى تملأت فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت منها فضلة فأعطيتها أبا بكر قالوا يا رسول الله هذا علم أعطاكه الله حتى إذا تملأت منه فضلت فضلة فأعطيتها أبا بكر فقال صلى الله عليه وسلم قد أصبتم
[ 270 ]
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتخذ الصديق خليلا أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبرأ إلى كل خليل من خله ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن ود إخاء وإيمان وإن صاحبكم خليل الله
[ 271 ]
قال سفيان يعني نفسه
[ 272 ]
ذكر إثبات المصطفى صلى الله عليه وسلم الأخوة والصحبة لأبي بكر رضوان الله عليه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب من مسجده خلا باب أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا أبو سفيان المعمري عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب الشوارع في
[ 273 ]
المسجد إلا باب أبي بكر رضي الله عنه ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما انتفع بمال أحد ما انتفع بمال أبي بكر رضوان الله عليه أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال قط
[ 274 ]
ما نفعني مال أبي بكر فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال ما أنا ومالي إلا لك ذكر عدد ما أنفق أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أنفق أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 275 ]
أربعين ألفا ذكر البيان بأن أبا بكر رضي الله عنه كان من أمن الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذي مات في عاصبا رأسه فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه ليس من الناس أحد أمن علي بنفسه وماله من ابن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر
[ 276 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر فيه دليل على أن ناحية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر إذا المصطفى صلى الله عليه وسلم حسم عن الناس كلهم أطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر رضي الله عنه ذكر البيان بأن أبا بكر رضي الله عنه كان من أمن الناس على المصطفى صلى الله عليه وسلم بصحبته أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي بن المديني حدثنا معن بن عيسى حدثنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن
[ 277 ]
عبيد الله عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر
[ 278 ]
ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن عمر بن الخطاب قال كان أبو بكر أحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان خيرنا وسيدنا
[ 279 ]
ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال أبو بكر الصديق ألست أحق الناس بهذا الأمر ألست أول من أسلم ألست صاحب كذا ألست صاحب كذا ذكر السبب الذي من أجله سمي أبو بكر رضي الله عنه عتيقا أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وعمر بن سعيد بن
[ 280 ]
سنان قالا حدثنا حامد بن يحيى حدثنا سفيان عن زياد بن سعد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كان اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت عتيق الله من النار فسمي عتيقا ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ابن أبي قحافة رضي الله عنه صديقا أخبرنا أبو خليفة حدثا علي بن المديني حدثنا يزيد بن زريع حدثني سعيد بن أبي عروبة حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فرجف بهم فضربه نبي الله صلى الله عليه وسلم
[ 281 ]
برجله وقال اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ذكر البيان بأن أبا بكر رضي الله عنه يدعى يوم القيامة من جميع أبواب الجنة إلى الجنة لأخذه الحظ الوافر من كل طاعة في الدنيا أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن
[ 282 ]
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان فقال أبو بكر يا رسول الله معبد أنت وأمي هل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وأرجو أن تكون منهم ذكر ترحيب أهل الجنة بابي بكر الصديق رضي الله عنه ودعوة كل واحد منهم عند دخوله الجنة أخبرنا الوليد بن بنان بواسط حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي حدثنا بن أبي فديك عن رباح بن أبي معروف عن قيس بن سعد عن مجاهد
[ 283 ]
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة رجل فلا يبقى أهل دار ولا أهل غرفة إلا قالوا مرحبا مرحبا إلينا إلينا فقال أبو بكر يا رسول الله ما توى على هذا الرجل في ذلك اليوم قال أجل وأنت هو يا أبا بكر ذكر صحبة أبي بكر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير
[ 284 ]
أن عائشة رضي الله عنها قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال بن الدغنة إن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلدك فارتحل بن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف بن الدغنة في كفار قريش وقال إن أبا بكر لا يخرج مثله وتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار بن الدغنة وأمنوا أبا بكر رضي الله عنه وقالت لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ما شاء
[ 285 ]
وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره ففعل ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه وتقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا قد أجرنا لك أبا بكر على أن يعبد الله في داره وإنه جاوز ذلك وابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن بالصلاة والقراءة وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد الله في داره فعل وإن أبي إلا أن يعلن ذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر بالاستعلان فأتى بن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له قال أبو بكر فإني أرد إليه جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لا بتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك
[ 286 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي قال أبو بكر وترجو ذلك معبد أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبته وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر قالت عائشة فبنا نحن جلوس بوما في بيتنا في نحر الظهيرة إذ قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مقنع في ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر فداه أبي وأمي إن جاء به في هذه الساعة لأمر قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل لأبي بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك معبد أنت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أذن لي في الخروج قال أبو بكر فالصحبة بابي انت يا رسول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال أبو بكر بابي أنت يا رسول الله فخذ إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثمن قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز ووضعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها واوكت به الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاق ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 287 ]
وأبو بكر في غار في جبل يقال له ثور فمكثا فيه ثلاث ليال ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حيث صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار لم يكن معهما من البشر ثالث أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عفان حدثنا همام عن ثابت عن أنس بن مالك عن أبي بكر قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم لو أن أحدهم نظر تحت قدمه لأبصرنا من تحت قدمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه في هجرته لا تحزن إن الله معنا أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال
[ 288 ]
سمعت البراء يقول اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر رضي الله عنه لعازب مر البراء فليحمله إلى أهلي فقال له عازب لا حتى تحدثني كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم فقال ارتحلنا من مكة فأحيينا ليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة رميت ببصري هل نرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فانتهيت إليها فإذا بقية ظلها فسويته ثم فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم ذهب أنظر هل أرى من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أريد يعني الظل فسألته فقلت لمن أنت يا غلام قال الغلام لفلان رجل من قريش فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم فقلت هل أنت حالب لي قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه وأمرته أن ينفض عنها من الغبار ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا فضرب إحدى يديه على الأخرى فحلب في كثبة من لبن وقد رويت معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت
[ 289 ]
اشرب يا رسول الله فشرب فقلت قد آن الرحيل يا رسول الله فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله قال فبكيت فقال صلى الله عليه وسلم لا تحزن إن الله معنا فلما دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة قلت هذا الطلب يا رسول الله قد لحقنا فبكيت له قال ما يبكيك قلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم اكفناه بما شئت قال فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر على إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا في إبلك ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق راجعا إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا المدينة ليلا فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أنزل الليلة على بني ماتت أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك فخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت من الغلمان والخدم يقولون جاء محمد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اصبح انطلق فنزل حيث أمر
[ 290 ]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء فنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام قال فقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم قال وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فخرج بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه نحو الكعبة فانحرف القوم حتى توجهوا إلى الكعبة قال البراء وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر فقلنا ما فعل من ورائك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال هم الآن على أثري ثم أتانا بعد عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين ركابا ثم أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدهم وأبو بكر معه قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من
[ 291 ]
المفصل ثم خرجنا نلقى العير فوجدناهم قد حذروا ذكر الخبر الدال على أن ناحية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله شيئا فقال لها ارجعي إلي فقالت له يا رسول الله فإن رجعت فلم أجدك تعرض بالموت قال صلى الله عليه وسلم إن لم تجديني فالقي أبا بكر ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو مروان
[ 292 ]
العثماني محمد بن عثمان حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شئ فأمرها أن ترجع إليه فقالت يا رسول الله أرأيت إن رجعت فلم أجدك كأنها تعني الموت قال فإن لم تجديني فائت أبا بكرة ذكر خبر فيه كالدليل على أن ناحية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر رضي الله عنه دون غيره من أصحابه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف متى يقوم مقامك لا يمسع الناس لو أمرت عمر قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت لحفصة قولي له فقالت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف متى يقوم مقامك
[ 293 ]
لا يسمع الناس قال إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة من نفسه فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخط في الأرض حتى دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب ليتأخر فأومأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنت حتى جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يسار أبي بكر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائم يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يقتدون بصلاة أبي بكر
[ 294 ]
قال أبو حاتم الصواب صواحب يوسف إلا أن السماع صواحبات ذكر العلة التي من أجلها عاودت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه حدثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت له عائشة يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فعاودته مثل مقالتها فقال إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس قال ابن شهاب وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
[ 295 ]
عائشة أنها قالت لقد عاودت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وما حملني علي معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بابي بكر وعلمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به فأحببت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر
[ 296 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد أمره بالصلاة أبا بكر في علته أمر عليا بذلك رضي الله عنهما أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك قال لما كان يوم الإثنين كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم سترة الحجرة فرأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يصلي بالناس قال فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف
[ 297 ]
وهو يتبسم فكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحا برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن ينكص حين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم كما أنت ثم وإبلهم الستر ضرر من يومه ذلك فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت ولكنه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى فمكث في قومه أربعين ليلة والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات قال الزهري فأخبرني أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الآخرة حين جلس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فتشهد عمر وأبو بكر صامت لا يتكلم ثم قال أما بعد فإني قلت أمس مقالة وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدت المقالة التي قلت في كتاب أنزله الله ولا في عهد عهده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا يريد بذلك أن يكون آخرهم فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإن الله جعل بين أظهركم نورا تهتدون به فاعتصموا به تهتدوا لما هدي الله
[ 298 ]
محمدا صلى الله عليه وسلم ثم إن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة فضالة على المنبر أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا هشيم قال حدثنا حصين عن أبي سفيان وسالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق منهم إلا اثنا عشر رجلا منهم أبو بكر وعمر ونزلت الآية
[ 299 ]
ذكر وصف الآية التي نزلت عند ما ذكرنا قبل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا زكريا بن يحيى
[ 300 ]
زحمويه قال حدثنا هشيم عن حصين عن سالم بن أبي الجعد وأبي سفيان عن جابر قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة وقدمت عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق معه صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو يضعانه حتى لا يبقى منكم أحد لسال لكم الوادي نارا فنزلت هذه الآية وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما وقال في الأثني عشر الذي ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر ذكر عمر بن الخطاب العدوي رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة ابن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن حمزة بن عبد الله
[ 301 ]
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بينا أنا نائم إذ رأيت قدحا أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال العلم
[ 302 ]
ذكر وصف إسلام عمر رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثنا نافع عن بن عمر قال لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم تعلم قريش بإسلامه فقال أي أهل مكة أنشأ للحديث فقالوا جميل بن معمر الجمحي فخرج إليه وأنا معه أتبع أثره أعقل ما أرى وأسمع فأتاه فقال يا جميل إني قد أسلمت قال فوالله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد فنادى أندية قريش فقال يا معشر قريش إن بن الخطاب قد صبأ فقال عمر كذب ولكني أسلمت وآمنت بالله وصدقت رسوله فثاوروه فقاتلهم حتى ركدت الشمس على رؤوسهم حتى فتر عمر وجلس فقاموا على رأسه فقال عمر افعلوا ما بدا لكم فوالله لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم فبينما هم كذلك قيام عليه إذ جاء رجل عليه حلة حرير وقميص قومسي فقال ما بالكم فقالوا إن بن الخطاب قد صبأ قال
[ 303 ]
فمه امرؤ اختار دينا لنفسه أفتظنون أن بني عدي تسلم إليكم صاحبهم قال فكأنما كانوا ثوبا انكشف عنه فقلت له بعد بالمدينة يا أبت من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ فقال يا بني ذاك العاص بن وائل
[ 304 ]
ذكر البيان بأن المسلمين كانوا في عزة لم الريح في مثلها عند إسلام عمر رضي الله عنه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا عثمان بن كرامة حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر
[ 305 ]
ذكر البيان بأن عز المسلمين بإسلام عمر كان ذلك بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن معرف حدثنا زيد بن الحباب حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت قال سمعت نافعا يذكر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الدين بأحب هذين الرجلين إليك معبد جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب
[ 306 ]
ذكر خبر قد يوهم بعض الناس أنه مضاد لخبر بن عمر الذي ذكرناه أخبرنا عمرو بن عمر بن عبد العزيز بنصيبين حدثنا عبد الله بن عيسى الفروي حدثنا عبد الملك بن الماجشون حدثني مسلم بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة
[ 307 ]
ذكر استبشار أهل السماء بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه حدثنا محمد بن عقبة السدوسي حدثنا عبد الله بن خراش حدثنا العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس قال لما أسلم عمر أتى جبريل صلوات الله عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر
[ 308 ]
ذكر إثبات الجنة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا محمد بن الصباح أخبرنا يحيى بن وابنه عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب من أهل الجنة ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعد أبي بكر أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي حدثني عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أي
[ 309 ]
الناس أحب إليك قال عائشة قلت يا رسول الله من الرجال قال أبوها أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب ثم عد رجالا ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم قصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجنة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت عبيد الله بن عمر يحدث عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب أو لؤلؤ فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب فما منعني أن أدخله إلا
[ 310 ]
علمي بغيرتك قال عليك أغار معبد أنت وأمي عليك أغار ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني حميد الطويل عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر فقالوا لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت ومن هو قالوا عمر بن
[ 311 ]
الخطاب ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر جابر الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا فقالت لعمر بن الخطاب فذكرت غيرة عمر فوليت مدبرا قال أبو هريرة فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس ثم قال بابي أنت يا رسول الله أعليك أغار
[ 312 ]
قال أبو حاتم في هذا الخبر بينا أنا نائم وفي خبر جابر أدخلت الجنة أدخل صلى الله عليه وسلم الجنة ليلة أسري به فرأى قصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأل عن القصر فأخبروه أنه لعمر وبينما النبي صلى الله عليه وسلم نائم مرة أخرى إذ رأى كأنه أدخل الجنة وإذا امرأة إلى جانب قصر تتوضأ فسأل عن القصر فقالت لعمر بن الخطاب لفظ خبر أبي هريرة بخلاف لفظ خبر جابر فدلك ذلك على أنهما خبران في وقتين متابينين من غير أن يكون تضاد ولا تهاتر ذكر إثبات الله جل وعلا الحق على قلب عمر ولسانه أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه
[ 313 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته بدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن جلس عن الزهري عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثديين ومنها ما هو أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره
[ 314 ]
فقال من حوله ما أولت يا نبي الله ذلك قال الدين ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند فراقه الدنيا أخبرنا أبو يعلى حدثنا غسان بن الربيع حدثنا ثابت ابن يزيد عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن عباس أنه دخل على عمر حين طعن فقال أبشر يا أمير المؤمنين أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس
[ 315 ]
وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ضرر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ولم يختلف في خلافتك رجلان وقتلت شهيدا فقال أعد فأعاد فقال المغرور من غررتموه لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع ذكر البيان بأن الشيطان قد كان يفر من عمر بن الخطاب في بعض الأحايين أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن حكى حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لأحسب الشيطان يفر منك يا عمر
[ 316 ]
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم ما وصفناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي بخبر غريب غريب حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يزيد بن هارون حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن جلس عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسلنه ويستكثرنه رافعات أصواتهن فلما سمعن صوت عمر انقمعن وسكتن فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا عديات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك
[ 317 ]
ذكر الخبر الدال على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من المحدثين في هذه الأمة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان عن بن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر بن الخطاب
[ 318 ]
ذكر إجزاء الله الحق على قلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولسانه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا سوار بن عبد الله العنبري حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا خارجة بن عبد الله الأنصاري عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وقال ابن عمر ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال عمر بن الخطاب إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر
[ 319 ]
ذكر بعض ما أنزل الله جل وعلا من الآي وفاقا لما يقوله عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبرنا بدل بن الحسين بن بحر الخضراني الحافظ الإسفراييني حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حميد عن أنس قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وقلت يدخل عليك البر والفاجر فلو حججت أمهات المؤمنين فأنزلت آية الحجاب وبلغني شئ من معاملة أمهات المؤمنين فقلت لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن حتى انتهيت إلى إحدى أمهات المؤمنين فقالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فكففت فأنزل الله عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزوجا خيرا منكن
[ 320 ]
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشهادة أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوبا أبيض فقال أجديد قميصك أم غسيل فقال بل جديد فقال النبي صلى الله عليه وسلم البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا
[ 321 ]
قال عبد الرزاق وزاد فيه الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد ويعطيك الله قرة العين في الدنيا والآخرة
[ 322 ]
ذكر الخبر الدال على أن ناحية بعد أبي بكر كان عمر رضي الله عنهما أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمر بن عثمان بن سعيد حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري أن بن المسيب أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها مني بن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحال الدلو غربا ثم أخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع ابن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن
[ 323 ]
قال أبو حاتم رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وحي فأرى الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم في منامه كأنه على قليب والقليب في انتفاع المسلمين
[ 324 ]
به كأمر المسلمين ثم قال صلى الله عليه وسلم فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذ مني ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين يريد أمر المسلمين فالذنوبان كانا خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين وأياما ثم قال صلى الله عليه وسلم ثم أخذها عمر بن الخطاب فصح بما ذكرت استخلاف عمر بعد أبي بكر رضي الله عنهما بدليل السنة المصرحة التي ذكرناها ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول ما تنشق عنه الأرض بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم أنتظر أهل مكة حتى يحشروا بين الحرمين
[ 326 ]
ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر رضي الله عنه أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن أبي عثمان النهدي حدثني عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب
[ 327 ]
ذكر إثبات الرشد للمسلمين في طاعة أبي بكر وعمر أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عمر الضرير حفص بن عمر عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يطع الناس أبا بكر وعمر فقد أرشدوا ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاقتداء بابي بكر وعمر بعده أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سالم المرادي عن عمرو بن هرم عن ربعي بن حراش
[ 328 ]
عن حذيفة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أرى بقائي فيكم إلا قليلا فاقتدوا بالذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه
[ 329 ]
ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم للصديق والفاروق بكل شئ كان يقوله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا سعيد بن عامر الضبعي حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
[ 330 ]
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يسوق بقرة إذ أعيا فركبها فالتفتت إليه فقلت إن لم نخلق لهذا إنما خلقنا لحراثة الأرض فقال الناس سبحان الله سبحان الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وليسا في القوم قال فقال الناس آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر البيان بأن الصديق والفاروق يكونان في الجنة سيدي كهول الأمم فيها أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن عقيل بن خويلد حدثنا خنيس بن بكر بن خنيس حدثنا مالك بن مغول عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين
[ 331 ]
ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صحبته إياه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا قطن بن نسير الغبري حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا ثابت البناني عن أبي رافع قال كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة وكان يصنع الأرحاء وكان المغيرة يستغله كل يوم بأربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي غلتي فكلمه يخفف عني فقال له عمر اتق الله وأحسن إلى مولاك فغضب العبد وقال وسع الناس كلهم عدلك غيري فأضمر على قتله فاصطنع
[ 332 ]
خنجرا له رأسان وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال كيف ترى هذا فقال إنك لا تضرب بهذا أحدا إلا قتلته قال وتحين أبو لؤلؤة عمر فجاءه في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة يقول أقيمو صفوفكم فقال كما كان يقول فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا فهلك منهم سبعة وحمل عمر فذهب به إلى منزله وصاح الناس حتى كادت تطلع الشمس فنادى الناس عبد الرحمن بن عوف يا أيها الناس الصلاة الصلاة قال ففزعوا إلى الصلاة فتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن فلما قضى صلاته توجهوا إلى عمر فدعا عمر بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين قال إن يكن القتل بأسا فقد قتلت فجعل الناس يثنون عليه يقولون جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين كنت وكنت ثم ينصرفون ويجئ قوم آخرون فيثنون عليه فقال عمر أما والله على ما تقولون وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي
[ 333 ]
فتكلم عبد الله بن عباس وكان عند رأسه وكان خليطه كأنه من أهله وكان بن عباس يقرئه القرآن فتكلم ابن عباس فقال لا والله لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته وهو عنك راض بخير ما صحبه صاحب كنت له وكنت له وكنت له حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ثم صحبت خليفة رسول الله فكنت تنفذ أمره وكنت له وكنت له ثم وليتها يا امير المؤمنين أنت فوليتها بخير ما وليها وال وكنت تفعل وكنت تفعل فكان عمر يستريح إلى حديث بن عباس فقال له عمر كرر علي حديثك فكرر عليه فقال عمر أما والله على ما تقول لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع قد جعلتها شورى في ستة عثمان وعلي بن أبي طالب وطلحة ابن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرا وليس منهم وأجلهم ثلاثا وأمر صهيبا أن يصلي بالناس رحمة الله عليه ورضوانه
[ 334 ]
ذكر عثمان بن عفان الأموي رضي الله عنه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن سعيد بن العاص عن عائشة قالت استأذن أبو بكر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه في مرط واحد فأذن له فقضى إليه حاجته وهو على تلك الحال في المرط ثم خرج ثم استأذن عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأذن له فقضى إليه حاجته وأنا على تلك الحال في المرط ثم خرج ثم استأذن عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه فأصلح عليه ثيابه وجلس فقضى إليه حاجته ثم خرج قالت عائشة فقلت يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته وأنت على حالك تلك ثم استأذن عليك عمر فقضى إليك حاجته وأنت على ذلك الحال ثم استأذن عليك عثمان فأصلحت ثيابك واحتفظت فقال يا عائشة إن عثمان
[ 335 ]
رجل حيي ولو أذنت له على تلك الحال خشيت أن لا يقضي إلي حاجته
[ 336 ]
ذكر تعظيم المصطفى صلى الله عليه وسلم عثمان إذا الملائكة كانت تعظمه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا الوليد بن شجاع السكوني حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة عن عطاء وسليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة يا رسول الله دخل أبو بكر فلم انسيت له ولم تبال به ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تبال به ثم دخل عثمان فجلست فسويت ثيابك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ذكر إثبات الشهادة لعثمان بن عفان رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي ابن
[ 337 ]
المديني حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سعيد حدثنا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحد فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال اثبت نبي وصديق وشهيدان ذكر بيعة المصطفى صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان في بيعة الرضوان بضربه صلى الله عليه وسلم إحدى يديه على الأخرى عنه أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن كليب بن وائل عن حبيب ابن أبي مليكة قال سأل رجل بن عمر عن عثمان أشهد بدرا فقال لا فقال
[ 338 ]
أشهد بيعة الرضوان فقال لا قال كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان قال نعم قال الرجل الله أكبر ثم انصرف فقيل لابن عمر ما صنعت ينطلق هذا فيخبر الناس أنك تنقصت عثمان قال ردوه علي فلما جاء قال تحفظ ما سألتني عنه فقال سألتك عن عثمان أشهد بدرا فقلت لا قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه يوم بدر في حاجة له وضرب له بسهم وقال وسألتك أشهد بيعة الرضوان فقلت لا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في حاجة له ثم ضرب بيده لي يده أيتهما خير يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يد عثمان قال وسألتك هل كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان فقلت نعم قال فإن الله يقول إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم اذهب فاجهد على جهدك
[ 339 ]
ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يبشر عثمان بن عفان بالجنة أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن الحكم عن أبي عثمان عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط وأنا معه
[ 340 ]
فجاء رجل فاستفتح فقال افتح له وبشره بالجنة فإذا هو أبو بكر ثم جاء آخر فاستفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر بن الخطاب ثم جاء آخر فاستفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عثمان بن عفان ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بشرى عثمان ابن عفان بالجنة كان ذلك في الوقت الذي قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يلي الخلافة وكان منه ما كان أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي ابن المديني حدثنا حماد بن زيد حدثني أيوب عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي احفظ
[ 341 ]
الباب فجاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر ثم جاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر ثم جاء رجل يستأذن قال فسكت صلى الله عليه وسلم ثم قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى شديدة تصيبه فإذا عثمان ذكر سؤال عثمان بن عفان الصبر على ما أوعد من البلوى التي تصيبه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عثمان بن الصالح الراسبي حدثنا أبو عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان متكئا في حائط من حيطان المدينة وهو يقول بعود في الماء والطين ينكت به فجاء رجل فاستفتح فقال صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو أبو بكر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح آخر فقال افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم
[ 342 ]
استفتح آخر فجلس ساعة ثم قال افتح له وبشره بالجنة على بلوى قال ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة وقلت له الذي قال فقال اللهم صبرا أو قال الله المستعان
[ 343 ]
ذكر الخبر الدال على أن الخليفة بعد عمر بن الخطاب عثمان بن عفان رضي الله عنهما أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد ومحمد بن المصفى قالا حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان عن جابر بن عبد الله أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني أريت الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ونيط عمر معبد بكر ونيط عثمان بعمر قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم
[ 344 ]
ذكر الخبر الدال على أن عثمان بن عفان عند وقوع الفتن كان على الحق أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو أسامة عن كهمش عن عبد الله بن شقيق حدثني هرمي بن الحارث وأسامة بن خريم قال كانا يغازيان فحدثاني ولا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثنيه عن مرة البهزي قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة قال كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي البقر قالوا نصنع ماذا يا نبي الله قال عليكم بهذا وأصحابه قال فأسرعت حتى عطفت إلى الرجل قلت هذا يا نبي الله قال هذا فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه
[ 346 ]
ذكر الخبر الدال على أن عثمان بن عفان عند وقوع الفتن لم يخلع نفسه لزجر المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه عنه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثني معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي حدثني عبد الله بن قيس انه سمع النعمان بن بشير أنه أرسله معاوية بن أبي سفيان بكتاب إلى عائشة فدفعه إليها فقالت ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قالت إني عنده ذات يوم أنا وحفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عندنا رجل يحدثنا فقلت يا رسول الله أبعث إلى أبي بكر يجئ فيحدثنا قالت فسكت فقالت حفصة يا رسول الله أبعث إلى عمر فيجئ فيحدثنا قالت فسكت صلى الله عليه وسلم فدعا رجلا فأسر إليه بشئ دوننا فذهب فجاء عثمان فأقبل عليه بوجهه فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول يا عثمان إن الله لعله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ثلاثا قلت يا أم المؤمنين فأين كنت عن هذا الحديث قالت يا بني أنسيته كأني لم أسمعه قط
[ 347 ]
قال أبو حاتم هذا عبد الله بن قيس اللخمي مات سنة أربع وعشرين ومئة وليس هذا بعبد الله بن أبي قيس صاحب عائشة
[ 348 ]
ذكر نفقة عثمان بن عفان في جيش العسرة أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أبو نصر التمار حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي قال لما حصر عثمان وأحيط بداره أشرف على الناس فقال نشدتكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتفض بنا حراء قال اثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد قالوا اللهم نعم قال نشدتكم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة العسرة من ينفق نفقة متقبلة والناس يومئذ معسرون فجئناهم فجهزت ثلث ذلك الجيش من مالي فقالوا اللهم نعم ثم قال نشدتكم بالله هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها إلا بثمن فابتعتها بمالي فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل فقالوا اللهم نعم في أشياء عددها
[ 350 ]
ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عند خروجه من الدنيا أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن ميمون أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن وابنه وعثمان بن حنيف فقال واعتكفنا أن تكونا حملتما الأرض مالا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة وما فيها كثير فضل فقال انظرا أن لا تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق فقالا لا فقال لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي قال فما أتت عليه إلى رابعة حتى أصيب قال عمرو بن ميمون وإني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قام بينهما فإذا رأى خللا قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر قال وربما قرأ سورة يوسف أو النحل في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس قال فما كان إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني الكلب أو أكلني الكلب حين طعنه وطار العلج بسكين ذي طرفين
[ 351 ]
لا يمر على أحد يمينا وشمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا فمات منهم تسعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وأخذ عمر بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فأما من يلي عمر فقد رأى الذي رأيت وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر غير أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى عبد الرحمن بالناس صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال يا ابن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم قال غلام المغيرة بن شعبة فقال قاتله الله لقد كنت أمرته بمعروف ثم قال الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعي الإسلام كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فاحتمل إلى بيته فكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول نخاف عليه وقائل يقول لا بأس فأتي بنبيذ فشرب منه فخرج من جرحه ثم أتي بلبن فشرب منه فخرج من جرحه فعرفوا أنه ميت
[ 352 ]
وولجنا عليه وجاء الناس يثنون عليه وجاء رجل شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله قد كان لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ربع الإسلام ما قد عملت ثم استخلفت فعدلت ثم شهادة قال يا بن أخي وددت أن ذلك كفاف لاعلي ولا لي فلما أدبر الرجل إذا إزاره يمس الأرض فقال ردوا علي الغلام فقال يا بن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله انظر ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا فقال إن وفى مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم يف بأموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل لها يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست للمؤمنين بأمير فقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم عبد الله ثم استأذن فوجدها تبكي فقال لها يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فقالت والله كنت أردته لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي فجاء فلما أقبل قيل هذا عبد الله قد جاء فقال ارفعاني فأسنده إليه رجل فقال ما قالت قال الذي تحب يا أمير المؤمنين قد أذنت لك قال الحمد لله
[ 353 ]
ما كان شئ أهم إلي من ذلك المضطجع فإذا أنا قبضت فسلم وقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين ثم جاءت أم المؤمنين حفصة والنساء يسترنها فلما رأيناها قمنا فمكثت عنده ساعة ثم استأذن الرجال فولجت داخلا ثم سمعنا بكاءها من الداخل فقيل له أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أرى أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وطلحة وعثمان والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعدا رضي الله عنهم قال وليشهد عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شئ كهيئة التعزية له فإن أصاب الأمر سعدا فهو ذلك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة ثم قال أوصي ناحية بعدي بتقوى الله وأوصيه بالمهاجرين الأولين أن يعلم لهم فيئهم ويحفظ لهم حرمتهم
[ 354 ]
وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم ويعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضا وأوصيه بالأعراب خيرا إنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ منهم من حواشي أموالهم فيرد في فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم فلما توفي رضوان الله عليه خرجنا به نمشي فسلم عبد الله بن عمر فقال يستأذن عمر فقالت أدخلوه فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن بن عوف اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير قد جعلت أمري إلى علي وقال سعد قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن وقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان فجاء هؤلاء الثلاثة علي وعثمان وعبد الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن للآخرين أيكما يتبرأ من هذا الأمر ويجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على صلاح الأمة قال فأسكت الشيخان علي وعثمان فقال عبد الرحمن اجعلوه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم قالا نعم فجاء بعلي فقال لك من القدم والإسلام والقرابة ما قد
[ 355 ]
علمت آلله عليك أداء أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن ولتطيعن ثم جاء بعثمان فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال لعثمان ارفع يدك فبايعه ثم بايعه علي ثم ولج أهل الدار فبايعوه
[ 356 ]
ذكر عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان ما يحل به من أمته بعده أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وددت أن عندي بعض أصحابي قالت فقلنا يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر فسكت قلنا عمر فسكت قلنا علي فسكت قلنا عثمان قال نعم قالت فأرسلنا إلى عثمان قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ووجهه يتغير قال قيس فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار إن
[ 357 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا وأنا صابر عليه قال قيس كانوا يرون أنه ذلك اليوم ذكر تسبيل عثمان بن عفان رومة على المسلمين أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن المقدام قالا حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا أبي حدثنا أبو نضرة
[ 358 ]
عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه فقالوا له ادع المصحف فدعا بالمصحف فقال له افتح السابعة قال وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأها حتى أتى على هذه الآية قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون قالوا له قف أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك به أم على الله تفتري فقال أمضه نزلت في كذا وكذا وأما الحمى لإبل الصدقة فلما ولدت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد في إبل الصدقة أمضه قالوا فجعلوا يأخذونه بآية آية فيقول أمضه نزلت في كذا وكذا فقال لهم ما تريدون قال ميثاقك قال فكتبوا عليه شرطا فأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم وقال لهم ما تريدون قالوا نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء قال لا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين قال فقام فخطب فقال ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما
[ 359 ]
هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فغضب الناس وقالوا هذا مكر بني أمية قال ثم رجع المصريون فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم قالوا مالك إن لك الأمان ما شأنك قال أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر قال ففتشوه فإذا هم بالكتاب على اختلفوا عثمان عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا فقالوا ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا وإن الله قد أحل دمه قم معنا إليه قال والله لا أقوم معكم قالوا فلم كتبت إلينا قال والله ما كتبت إليكم كتابا قط فنظر بعضهم إلى بعض ثم قال بعضهم إلى بعض ألهذا تقاتلون أو لهذا تغضبون فانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان فقالوا كتبت بكذا وكذا فقال إنما هما اثنتان أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني بالله الذي لا إله إلا الله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على اختلفوا الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم فقالوا والله أحل الله دمك ونقضوا العهد والميثاق فحاصروه فأشرف عليهم ذات يوم فقال السلام عليكم فما أسمع
[ 360 ]
أحدا من الناس رد عليه السلام إلا أن يرد رجل في نفسه فقال أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين قيل نعم قال فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد قيل نعم قال فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا أشياء في شأنه عددها قال ورأيته أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم فلم تأخذ منهم الموعظة وكان الناس تأخذ منهم الموعظة في أول ما يسمعونها فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ منهم فقال لامرأته افتحي الباب ووضع المصحف بين يديه وذلك أنه رأى من الليل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول له أفطر عندنا الليلة فدخل عليه رجل فقال بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر فقال بيني وبينك كتاب الله والمصحف بين يديه قال فأهوى له بالسيف فاتقاه بيده فقطعها فلا أدري أقطعها ولم يبنها أم أبانها قال عثمان أما والله إنها لأول كف خطت المفصل وفي غير حديث أبي سعيد فدخل عليه التجيبي فضربه مشقصا فنضح الدم
[ 361 ]
على هذه الآية فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم قال وإنها في المصحف ما حكت قال وأخذت بنت الفرافصة في حديث أبي سعيد حليها ووضعته في حجرها وذلك قبل أن يقتل فلما قتل تفاجت عليه قال بعضهم قاتلها الله ما أعظم عجيزتها فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا
[ 362 ]
ذكر مغفرة الله جل وعلا لعثمان بن عفان رضي الله عنه بتسبيله رومة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس قال قدمنا المدينة فجاء عثمان فقيل هذا عثمان وعليه ملية له صفراء قد قنع بها رأسه قال ها هنا علي قالوا نعم قال ها هنا طلحة قالوا نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع مربد بني فلان ورجاله الله له فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له قد ابتعته فقال اجعله في مسجدنا وأجره لك قال فقالوا اللهم نعم قال فقال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتاع رومة ورجاله الله له فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت قد ابتعتها فقال اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قال فقالوا اللهم نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال من جهز هؤلاء غفر الله له يعني جيش العسرة فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد ثلاثا
[ 363 ]
ذكر علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت بن أبي ليلى حدثنا علي بن أبي طالب أن فاطمة شكت مما تلقى من أثر الرحى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجئ فاطمة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم
[ 364 ]
ذكر ما كان يلبس علي وفاطمة حينئذ بالليل أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا زياد بن يحيى الحساني حدثنا أزهر السمان عن بن عون عن بن سيرين عن عبيدة عن علي قال شكت لي فاطمة من الطحين فقلت لو أتيت أباك فسألتيه خادما قال فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تصادفه فرجعت مكانها فلما جاء أخبر فأتانا وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا خرجت منها جنوبنا وإذا لبسناها عرضا خرجت منها أقدامنا ورؤوسنا قال يا فاطمة أخبرت أنك جئت فهل كانت لك حاجة قالت لا قلت بلى شكت إلي من الطحين فقلت لو أتيت أباك فسألتيه خادما فقال أفلا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم إذا أخذتما مضاجعكما تقولان ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا وثلاثين تسبيحة وتحميدة وتكبيرة
[ 365 ]
ذكر البيان بأن أذى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مقرون بأذى المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا مسعود بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق عن الفضل بن معقل عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شاس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آذيتني قلت يا رسول الله ما أحب أن أوذيك قال من آذى عليا فقد آذاني
[ 366 ]
قال أبو حاتم هذا هو الفضل بن عبد الله بن معقل بن سنان الأشجعي نسبه بن إسحاق إلى جده ومسعود بن سعد الجعفي كوفي كنيته أبو سعد
[ 367 ]
ذكر الخبر الدال على أن محبة المرء علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الإيمان أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال والذي فلق الحبة وذرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق
[ 368 ]
ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم عليا أبا تراب أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد أن رجلا جاءه فقال هذا فلان أمير من أمراء المدينة يدعوك لتسب عليا على المنبر قال أقول ماذا قال تقول له أبو تراب فضحك سهل فقال والله ما سماه إياه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لعلي اسم أحب إليه منه دخل علي على فاطمة ثم خرج فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال أين ابن عمك قالت هو ذا مضطجع في المسجد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فوجد رداءه قد سقط عن ظهره فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح التراب عن ظهره ويقول اجلس أبا تراب والله ما كان اسم أحب إليه منه ما سماه إياه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 369 ]
ذكر خبر أوهم في تأويله جماعة لم يحكموا صناعة العلم أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا يوسف ابن الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى قال فأحببت أن أسأله سعدا فقلت له أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم
[ 370 ]
ذكر الوقت الذي خاطب المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا القول أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد
[ 371 ]
عن سعد بن أبي وقاص قال خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ذكر مغفرة الله جل وعلا ذنوب علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا عبد الرحيم بن سليمان أخبرني علي بن صالح الهمداني عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة
[ 372 ]
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن ورجاله لك مع أنه مغفور لك لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين
[ 373 ]
ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ناصر لمن انتصر به من المسلمين بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا قال فمضى علي في السرية فأصاب جارية فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي قال عمران وكان المسلمون
[ 374 ]
إذا قدموا من سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قال آخر فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام آخر فقال يا رسول الله ألم تر أن علينا صنع كذا وكذا فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال ما تريدون من علي ثلاثا إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ناصر كل ما ناصره رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك حدثنا إبراهيم بن
[ 375 ]
زياد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت وليه فعلي وليه ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالولاية لمن ولي عليا والمعادة لمن عاداه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو نعيم ويحيى بن آدم قالا حدثنا فطر بن خليفة
[ 376 ]
عن أبي الطفيل قال قال علي أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فإن هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فخرجت وفي نفسي من ذلك شئ فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له فقال قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له قال أبو نعيم فقلت لفطر كم بين هذا القوم وبين موته قال مائة يوم
[ 377 ]
قال أبو حاتم يريد به موت علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر فتح الله جل وعلا خيبر على يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس ليلتهم أيهم يعطاها فلما مطرف الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن
[ 378 ]
يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب قالوا تشتكي عيناه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى الريح مثلنا قال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
[ 379 ]
ذكر إثبات محبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورسوله أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي منين يزيد بن جلس عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله فتطاول القوم فقال أين علي فقالوا يشتكي عينه فدعاه فبزق في كفيه ومسح بهما عين علي ثم دفع إليه الراية ففتح الله عليه ذكر وصف ما كان يقاتل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قدام المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأدفعن اليوم
[ 380 ]
اللواء إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه قال عمر فما أحببت الإمارة إلا يومئذ فتطاولت لها فقال لعلي قم فدفع اللواء إليه ثم قال له اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فمشى هنيهة ثم قام ولم يلتفت للعزمة فقال على ما أقاتل الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ذكر إثبات محبة الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد فعل أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع
[ 381 ]
عن أبيه قال خرجنا إلى خيبر وكان عمي عامر يرتجز بالقوم وهو يقول والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا قالوا عامر قال غفر لك ربك يا عامر وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل خصة إلا استشهد قال عمر يا رسول الله لو متعتنا بعامر فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم وهو يقول قد علمت خيبر أني مرحب % شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فنزل عامر فقال قد علمت خيبر أني عامر % شاكي السلاح بطل مغامر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في فرس عامر فذهب ليسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت منها نفسه وإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال هذا قال قلت ناس من أصحابك فقال صلى الله عليه وسلم بل له أجره مرتين ثم
[ 382 ]
أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب فأتيته وهو أرمد فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فبصق في عينه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي بن أبي طالب أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره أوفيهم بالصاع كيل السندره قال فضربه ففلق رأس مرحب فقتله وكان الفتح على يدي علي بن أبي طالب
[ 383 ]
قال أبو حاتم هكذا أخبرنا أبو خليفة في فرس عامر وإنما هو في ترس عامر ذكر وصف خروج علي بن أبي طالب رضي الله عنه برايته إلى أعداء الله أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال سمعت الحسن بن علي قام فخطب الناس فقال يا أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه ولا يدركه الآخرون لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ما ترك
[ 384 ]
بيضاء ولا صفراء إلا سبع مائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما
[ 385 ]
ذكر قتال علي بن أبي طالب رضي الله عنه على تأويل القرآن كقتال المصطفى صلى الله عليه وسلم على تنزيله أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن خاصف النعل قال وكان أعطى عليا نعله يخصفه
[ 386 ]
ذكر وصف القوم الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه علي تأويل القرآن أخبرنا محمد بن سعيد المروزي بالبصرة حدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن جرير بن حازم وأبي عمرو بن العلاء عن محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال ذكر علي رضوان الله عليه الخوارج فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد لولا أن تبطروا لأخبرتكم بما وعد الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم قال فقلت لعلي أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة
[ 387 ]
ذكر البيان بأن الخوارج من أبغض خلق الله جل وعلا إليه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد أن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي فقالوا لا حكم إلا لله فقال علي رضي الله عنه كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف أناسا إني
[ 388 ]
لأعرف وصفهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم وأشار إلى حلقة من أبغض خلق الله إليه فيهم أسود إحدى يديه حلمة ثدي فلما قتلهم علي رضي الله عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشفاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من علته أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا يحيى ومحمد قالا حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت فأعاد عليه قال فضربه برجله وقال اللهم عافه أو اشفه شعبة الشاك قال فما اشتكيت
[ 389 ]
وجعي ذلك بعد
[ 390 ]
ذكر تخفيف الله جل وعلا عن هذه الأمة بعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه الصدقة بين يدي نجواهم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى دينارا قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية قال فبي خفف الله عن هذه الأمة
[ 391 ]
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو صخرة ببغداد بين الصورين قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا قاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان الثوري عن عثمان الثقفي عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية يا أيها الذي آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي مرهم أن يتصدقوا قال يا رسول الله بكم قال بدينار قال لا يطيقونه قال فبنصف دينار قال لا يطيقونه قال فبكم قال بشعيرة قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي إنك لزهيد قال فأنزل أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة قال فكان علي يقول بي خفف عن
[ 392 ]
هذه الأمة ذكر الخبر الدال على أن ناحية بعد عثمان بن عفان كان علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما ورحمته وقد فعل أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد الجوهري أخبرنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا قال أمسك خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين وعمر رضي الله عنه عشرا وعثمان رضي الله عنه اثنتي عشرة وعلي رضي الله عنه ستا قال علي بن الجعد قلت لحماد بن سلمة سفينة القائل
[ 393 ]
أمسك قال نعم ذكر وصف تزويج علي بن أبي طالب فاطمة رضي الله عنها وقد فعل أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد البغدادي بالفسطاط حدثنا الحسن بن حماد حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة قال فسكت عنه فرجع أبو بكر إلى عمر فقال له قد هلكت وأهلكت قال وما ذاك قال خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني قال مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأطلب مثل الذي طلبت فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال يا رسول الله
[ 394 ]
قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة فسكت عنه فرجع إلى أبي بكر فقال له إنه ينتطر أمر الله فيها قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا قال علي فأتياني وأنا أعالج فسيلا لي فقالا إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة قال علي فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإني وإني قال وما ذاك قلت تزوجني فاطمة قال وعندك شئ قلت فرسي وبدني قال أما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها قال فبعتها بأربع مائة وثمانين فجئت بها حتى وضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال أي بلال ابتغنا بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها فجعل لها سريرا مشرطا بالشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وقال لعلي إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ها هنا أخي قالت أم أيمن أخوك وقد زوجته ابنتك قال نعم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فقال لفاطمة إيتيني بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء فأخذه صلى الله عليه وسلم ومج فيه ثم قال لها تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من
[ 395 ]
الشيطان الرجيم ثم قال صلى الله عليه وسلم لها أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال صلى الله عليه وسلم إيتوني بماء قال علي فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لي تقدم فصب على رأسي وبين ثديي ثم قال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال أدبر فأدبرت فصبه بين كتفي وقال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال لعلي ادخل بأهلك بسم الله والبركة
[ 396 ]
ذكر ما أعطى علي رضي الله عنه في صداق فاطمة حدثنا أبو يعلى قال حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما تزوج علي فاطمة قال النبي صلى الله عليه وسلم أعطها شيئا قال ما عندي شئ قال فأين درعك الحطمية
[ 397 ]
ذكر وصف الدرع الحطمية التي ذكرناها أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقي حدثنا أحمد بن منصور زاج حدثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أنه سمعه يقول ما استحل علي فاطمة إلا ببدن من حديد
[ 398 ]
ذكر وصف ما جهزت به فاطمة حين زفت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أخبرنا الحسن بن إبراهيم أسمع بواسط حدثنا شعيب ابن أيوب الصريفيني حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميلة ووسادة أدم حشوها ليف
[ 399 ]
قال أبو حاتم الخميلة قطيفة بيضاء من الصوف وصريفين قرية بواسط ذكر الإخبار عما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر عند خطبتهما إليه ابنته فاطمة عند إعراضه عنهما فيه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون بنسا حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه قال خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة فخطبها علي فزوجها منه
[ 400 ]
ذكر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي وحفص بن عمر الحوضي قالا حدثنا شعبة أخبرني عدي بن ثابت قال سمعت البراء يقول لما توفي إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة ذكر محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم لابنه إبراهيم أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي والأشج قالا حدثنا بن علية عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك قال ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من
[ 401 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم ابنه مسترضعا في عوالي المدينة فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وكان ظئره قينا فيأخذه فيقبله ويرجع قال عمرو فلما مات إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابني إبراهيم كان في الثدي وإن له ظئرين تكملان رضاعه في الجنة ذكر فاطمة الزهراء ابنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ورضي عنها وقد فعل أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة
[ 402 ]
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون ذكر البيان بأن فاطمة تكون في الجنة سيدة النساء فيها خلا مريم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت قلت لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتك أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت عليه الثانية فضحكت قالت أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت ثم أكببت عليه الثانية فاخبرني اني اول اهله لحوقا به وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت
[ 403 ]
ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم فاطمة أنها أول لاحق به من أهله بعد وفاته أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام إليها وقبلها ورحب بها وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه وكانت هي إذا دخل عليها قامت إليه فقبلته وأخذت بيده فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت فقالت كنت أحسب أن لهذه المرأة فضلا على الناس فإذا هي امرأة منهن بينا هي تبكي إذا هي تضحك فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن ذلك فقال أسر إلي أنه ميت فبكيت ثم أسر إلي فأخبرني أني أول أهله لحوقا به
[ 404 ]
فضحكت ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في
[ 405 ]
وجعه الذي قبض فيه فسارها بشئ فبكت ثم دعاها فسارها بشئ فضحكت قالت عائشة فسألتها عن ذلك بعده فقالت سارني النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة فأخبرني أنه يقبض في مرضه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت ذكر زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ينكح علي على فاطمة ابنته أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد حدثنا ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليا على ابنتي فلا آذن ثم لا آذن إلا أن يحب علي أن يطلق ابنتي
[ 406 ]
وينكح ابنتهم فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها
[ 407 ]
ذكر البيان بأن هذا الفعل لو فعله علي كان ذلك جائزا وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم تعظيما لفاطمة لا تحريما لهذا الفعل أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا يحيى بن معين حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن الوليد بن كثير حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه عن المسور بن مخرمة أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل على فاطمة قال فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب في ذلك على منبره وأنا يومئذ كالمحتلم فقال إن فاطمة مني وإني أخاف أن تفتن في دينها وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا
[ 408 ]
ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بلغه هذا القول عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمسك عن خطبته تلك أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا الحجاج بن أبي منيع حدثني عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري أن علي بن حسين أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن عليا خطب بنت أبي جهل فبلغ ذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن الناس يزعمون أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل قال المسور فشهدته صلى الله عليه وسلم حين تشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أنكحت أبا العاص ابنتي فحدثني فصدقني وإنما فاطمة بضعة مني وإنه والله لا تجتمع عند رجل مسلم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله فأمسك علي عن الخطبة
[ 409 ]
ذكر الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
[ 410 ]
حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال لما ولد الحسن سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني مشهور ما سميتموه قلنا حربا قال لا بل هو حسن فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلنا حربا قال بل هو حسين فلما ولد لي الثالث سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه فقلنا سميناه حربا قال بل هو محسن ثم قال إنما سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبر
[ 411 ]
ذكر البيان بأن سبطي المصطفى صلى الله عليه وسلم يكونان في الجنة سيدا شباب أهل الجنة ما خلا مشهور الخالة أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا زياد
[ 412 ]
ابن أيوب حدثنا الفضل بن دكين حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا مشهور الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا
[ 413 ]
ذكر البيان بأن الملك بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الذي وصفنا أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ثم قال يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فاتبعته فقال عرض لي ملك استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
[ 415 ]
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي بالرحمة أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا الحارث بن سريج النقال حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا أبي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يقول اللهم إني أرحمهما فارحمهما
[ 416 ]
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي بالمحبة أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حاملا الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه
[ 417 ]
ذكر إثبات محبة الله جل وعلا لمحبي الحسن بن علي رضوان الله عليهما أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا ورقاء بن عمر عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه فقال ادع الحسن بن علي فجاء الحسن يمشي وفي عنقه الشحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا فقال الحسن بيده هكذا فأخذه وقال اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه قال أبو هريرة فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال
[ 418 ]
قال أبو حاتم هكذا حدثناه عبد الله بن محمد بالشين والحاء وإنما هو السخاب بالسين والخاء ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي إنه ريحانته من الدنيا أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن أخبرني أبو بكرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وكان الحسن يجئ وهو صغير فكان كلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وثب على رقبته وظهره فيرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه رفعا رقيقا حتى يضعه فقالوا يا رسول الله إنك تصنع بهذا الغلام شيئا ما رأيناك تصنعه
[ 419 ]
بأحد فقال إنه ريحانتي من الدنيا إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
[ 420 ]
ذكر تقبيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي على سرته أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال كنت أمشي مع الحسن بن علي في طرق المدينة فلقينا أبا هريرة فقال للحسن اكشف لي عن بطنك جعلت فداك حتى أقبل حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله قال فكشف عن بطنه فقبل سرته
[ 421 ]
ولو كانت من العورة ما كشفها ذكر إثبات الجنة للحسين بن علي رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الربيع بن سعيد الجعفي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أنه قال من سره أن ينظر إلى رجل من
[ 422 ]
أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ذكر دعاء المصطفى الله صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي بالمحبة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد
[ 423 ]
أخبرني أبي أسامة بن زيد قال طرقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لبعض الحاجة وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو فلما فرغت من حاجتي قلت من هذا الذي أنت مشتمل عليه فكشف صلى الله عليه وسلم فإذا هو حسن وحسين على فخذيه فقال هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما
[ 424 ]
ذكر العلة التي من أجلها حرم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا شبابة بن سوار حدثنا يحيى بن إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال بلغ بن عمر وهو بمال له أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة يومين أو ثلاثة فقال إلى أين فقال هذه كتب أهل العراق وبيعتهم فقال لا تفعل فأبى فقال له بن عمر إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يريد منكم فأبى فاعتنقه ابن عمر وقال أستودعك الله والسلام
[ 425 ]
ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي إنه ريحانته من الدنيا أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت ابن أبي نعم قال سمعت ابن عمر وسأله رجل عن شئ قال شعبة سأله عن
[ 426 ]
المحرم يقتل الذباب فقال عبد الله بن عمر يسألوني عن قتل الذباب وقد قتلوا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هما ريحانتي من الدنيا ابن أبي نعم هو عبد الرحمن ذكر البيان بأن محبة الحسن والحسين مقرونة بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر
[ 427 ]
عن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين يثبان على ظهره فيباعدهما الناس فقال صلى الله عليه وسلم دعوهما بابي هما وأمي من أحبني فليحب هذين ذكر إثبات محبة الله جل وعلا لمحبي الحسين بن علي أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب بن خالد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له فإذا حسين مع الصبيان يلعب فاستقبل أمام القوم
[ 428 ]
ثم بسط يده فجعل الصبي يفرها هنا مرة وها هنا مرة وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه ثم قنع رأسه فوضع فاه على فيه فقبله وقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط
[ 429 ]
ذكر البيان بأن حسين بن علي كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا النضر بن شميل حدثنا هشام بن حسان عن حفصة قالت حدثني أنس بن مالك قال كنت عند بن زياد إذ جئ برأس الحسين قال فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول ما رأيت مثل هذا حسنا فقلت أما إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 430 ]
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه مضاد للخبر الذي تقدم ذكرنا له أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني أنس بن مالك قال لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي ذكر الخبر الفاصل بين هذين الخبرين اللذين تضادا في الظاهر أخبرنا محمد بن إسماعيل الثقفي حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا شبابة حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ
[ 431 ]
عن علي قال الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك ذكر ملاعبة المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد ابن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه فقال له عيينة بن بدر ألا أراه يصنع هذا بهذا فوالله إنه ليكون لي الولد قد خرج وجهه وما قبلته قط فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم
[ 432 ]
ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم ذكرنا لهم أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال سألت عن علي في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن
[ 433 ]
يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهلي قاله واثلة فقلت من ناحية البيت وأنا يا رسول الله من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة إنها لمن أرجى ما أرتجي ذكر البيان بأن محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقرونة بمحبة فاطمة والحسن والحسين وكذلك بغضه ببغضهم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
[ 434 ]
حدثنا مالك بن إسماعيل عن أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة والحسن والحسين أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم
[ 435 ]
ذكر إيجاب الخلود في النار لمبغض أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا سليم بن حيان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار
[ 436 ]
ذكر طلحة بن عبيد الله التيمي رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعدين في أحد فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى جلس على الصخرة قال الزبير فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأتى المهراس وأتاه بماء في درقته فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشرب منه فوجد له ريحا فعافه فغسل به الدم الذي في وجهه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 437 ]
ذكر وصف الجراحات التي أصيب طلحة يوم أحد مع المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا شبابة بن سوار عن إسحاق بن يحيى بن طلحة حدثنا عيسى بن طلحة عن
[ 438 ]
عائشة قالت قال أبو بكر رضي الله عنه لما صرف الناس يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أول من جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فجعلت أنظر إلى رجل بين يديه يقاتل عنه ويحميه فجعلت أقول كن طلحة فداك أبي وأمي مرتين قال ثم نظرت إلى رجل خلفي كأنه طائر فلم أنشب أن أدركني فإذا أبو عبيدة بن الجراح فدفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا طلحة بين يديه صريع فقال صلى الله عليه وسلم دونكم أخوكم فقد أوجب قال وقد رمي في جبهته ووجنته فأهويت إلى السهم الذي في جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني قال فتركته فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه فجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله بفيه ثم أهويت إلى السهم الذي في وجنته لأنزعه فقال أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله وكان طلحة أشد نهكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم أشد منه وكان من أصحاب طلحة بضعة وثلاثون بين طعنة وضربة ورمية
[ 439 ]
ذكر السبب الذي من أجله شلت يد طلحة رضوان الله عليه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد
[ 440 ]
ذكر الزبير بن العوام بن خويلد رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا عتيق بن يعقوب حدثني أبي حدثني الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عبد الله بن الزبير لأبيه يا أبت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حالا عنك فإن كل أبناء الصحابة يحدث عن أبيه قال يا بني ما من أحد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة إلا وقد صحبته مثلها أو أفضل ولقد علمت يا بني أن أمك أسماء بنت أبي بكر كانت تحتي ولقد عملت أن عائشة بنت أبي بكر خالتك ولقد علمت أن أمي صفية بنت عبد المطلب وأن أخوالي حمزة بن عبد المطلب وأبو طالب والعباس وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خالي ولقد علمت أن عمتي خديجة بنت خويلد وكانت تحته وأن ابنتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد علمت أن أمه صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة وأن أم صفية وحمزة هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ولقد صحبته بأحسن صحبة والحمد لله ولقد سمعته صلى الله عليه وسلم يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ
[ 441 ]
مقعده من النار ذكر إثبات الشهادة للزبير بن العوام أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحرك بهم الجبل فقال رسول الله
[ 442 ]
صلى الله عليه وسلم اسكن حراء فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد ذكر جمع المصطفى صلى الله عليه وسلم أبويه للزبير بن العوام أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير عن الزبير بن العوام قال جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم قريظة فقال معبد وأمي
[ 443 ]
ذكر البيان بأن الزبير بن العوام كان حواري المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا أخبرنا عيسى بن حماد ابن زغبة أخبرنا الليث بن سعد عن هاشم بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق من رجل يأتينا بخبر بني قريظة فقال الزبير أنا فذهب على فرسه فجاء بخبرهم ثم قال الثانية فقال الزبير أنا ثم قال الثالثة
[ 444 ]
فقال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواري الزبير بن العوام
[ 445 ]
ذكر سعد بن أبي وقاص الزهري رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد أن عبد الله بن عامر بن ربيعة أخبره أن عائشة كانت تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قال فقلت ما شأنك يا رسول الله قال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة قال فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال سعد بن مالك قال ما جاء بك قال جئت لأحرسك يا رسول الله قال فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه
[ 446 ]
ذكر رؤية سعد جبريل ومكائيل يوم أحد أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين علهيما ثياب بيض ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل ومكائيل ذكر جمع المصطفى صلى الله عليه وسلم أبويه لسعد بن أبي وقاص أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب
[ 447 ]
رضي الله عنه وسفيان عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا لسعد فإنه قال له يوم أحد ارم فداك أبي وأمي
[ 448 ]
ذكر البيان بأن سعدا أول من رمى من العرب بالسهم في سبيل الله أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر قال سمعت إسماعيل عن قيس عن سعد قال والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم
[ 449 ]
في سبيل الله وإن كنا لنغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين لقد خبت إذا وضل عملي
[ 450 ]
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لسعد باستجابة دعائه أي وقت دعاه أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا جعفر بن عون حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال سمعت سعدا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم استجب له إذا دعاك يعني سعدا
[ 451 ]
ذكر إثبات الجنة لسعد بن أبي وقاص أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الله بن عيسى الرقاشي حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال كنا قودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة قال وليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته فإذا سعد بن أبي وقاص قد طلع
[ 452 ]
ذكر الآي التي أنزل الله جل وعلا وكان سببهما سعد بن أبي وقاص أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مصعب بن سعد عن أبيه قال أنزلت في أربع آيات أصبت سيفا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله نفلنيه قال ضعه ثم قلت يا رسول الله نفلنيه واجعلني كمن لا غناء له قال ضعه من حيث أخذت فنزلت هذه الآية يسألونك عن الأنفال وصنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا الخمر حتى انتشينا فتفاخرت الأنصار وقريش فقالت الأنصار نحن أفضل منكم وقالت قريش نحن أفضل فأخذ رجل من الأنصار لحي جزور فضرب أنف سعد ففزره فكان أنف سعد مفزورا قال فنزلت هذه الآية إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون وقالت أم سعد ألي قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما
[ 453 ]
ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية ووصينا الإنسان بوالديه حسنا الآية قال ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض يعودني قلت يا رسول الله أوصي بمالي كله قال لا قلت فبثلثيه قال لا قلت فبنصفه قال لا قلت فبثلثه قال فسكت
[ 454 ]
ذكر سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا أبو خليفة حدثنا الحوضي عن شعبة عن الحر بن الصياح عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد فذكر المغيرة عليا فنال منه فقام سعيد بن زيد فقال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته يقول عشرة في الجنة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة بن عبيد الله في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ولو شئت لسميت العاشر قالوا من هو فسكت فقالوا من هو فقال سعيد بن زيد
[ 455 ]
ذكر عبد الرحمن بن عوف الزهري رضوان الله عليه وقد فعل أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن الصباح حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال كان بين عبد الرحمن وخالد بن الوليد شئ فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
[ 456 ]
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف والجندي قالا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن صخر بن عبد الله عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن أمركن لمما يهمني بعدي ولن يصبر عليكن بعدي إلا الصابر قال ثم تقول فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة تريد عبد الرحمن بن عوف وكان قد وصل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال بيع بأربعين ألفا
[ 457 ]
ذكر إثبات الجنة لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي بن المديني حدثنا ابن إدريس قال سمعت حصينا يذكر عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم المازني قال قام خطباء يتناولون عليا رضي الله عنه وفي الدار سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فأخذ بيدي وقال ألا ترى هذا الرجل الذي أرى يلعن رجلا من
[ 458 ]
أهل الجنة وأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم فقلت من التسعة فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فقال اثبت حراء فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدا قلت من هم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف قلت من العاشر فتفكر ساعة ثم قال أنا
[ 459 ]
ذكر أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وقد فعل أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن عبيد المحاربي حدثنا عبد العزيز أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس شماس نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح بئس الرجل فلان وفلان سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمهم لنا سهيل ذكر البيان بأن أبا عبيدة بن الجراح كان من أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر وعمر أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق
[ 460 ]
عن عمرو بن العاص قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبو بكر قيل ثم من قال عمر قيل ثم من قال أبو عبيدة ابن الجراح ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي عبيدة بن الجراح بالأمانة أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران لأبعثن عليكم أمينا حق أمين فاستشرف لها الناس عروبة أبا عبيدة بن الجراح
[ 461 ]
ذكر البيان بأن هذا الخطاب كان من المصطفى لأسقفي نجران أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقفا نجران العاقب والسيد فقالوا ابعث معنا رجل أمينا حق أمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 462 ]
لأبعثن معكم أمينا فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا أبا عبيدة بن الجراح فأرسله معهم ذكر البيان بأن العرب تنسب المرء إلى فضيلة تغلب على سائر فضائله بلفظ الانفراد بها أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
[ 463 ]
ذكر إثبات الجنة لأبي عبيدة بن الجراح أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة والزبير في الجنة وطلحة في الجنة وابن عوف في الجنة وسعد في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة
[ 464 ]
قال أبو حاتم ليس ذكر أبي عبيدة أنه في الجنة مضموما إلى العشرة إلا في هذا الخبر وهؤلاء الذين ذكرناهم من أول هذا النوع إلى هذا الموضع هم أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أذكر بعد هؤلاء من رويت له فضيلة صحيحة وكان موته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جنته إن يسر الله ذلك وشاءه ذكر خديجة بنت خويلد بن أسد زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها أخبرنا الحسين بن سفيان حدثنا أحمد بن سفيان أبو سفيان وعبيد الله بن فضالة أبو قديد قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون
[ 465 ]
ذكر بشرى المصطفى صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت ابن أبي أوفى يقول بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب
[ 466 ]
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بهذا الفعل الذي وصفناها أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت بن إسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب
[ 467 ]
ذكر تعاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم أصدقاء خديجة بالبر بعد وفاتها أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا سهل بن عثمان العسكري حدثنا حفص بن الصالح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول اذهبوا بذي إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوما فقال صلى الله عليه وسلم إني رزقت حبها ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن عمار حدثنا أسد بن موسى حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشئ قال اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة
[ 468 ]
ذكر إكثار المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكر خديجة بعد وفاتها أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ذكر خديجة قلت لقد أخلفك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين فتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم تمعرا ما كنت أراه منه إلا عند نزول الوحي وإذا رأى المخيلة حتى يعلم أرحمة أو عذاب
[ 469 ]
ذكر البيان بأن جبريل صلى الله عليه أقرأ خديحة من ربها السلام أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال أتى جبريل صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليه من ربها السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب
[ 470 ]
ابن فضيل هو محمد بن فضيل بن غزان قاله الشيخ ذكر البيان بأن خديحة من أفضل نساء أهل الجنة في الجنة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبان الواسطي حدثنا داود بن أبي فرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا أربعة قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون
[ 471 ]
قال أبو حاتم ماتت خديجة بمكة قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين ذكر البراء بن معرور بن صخر بن خنساء رضوان الله عليه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني حدثنا عمار بن الحسن الهمداني حدثنا سلمة بن الفضل عن بن إسحاق حدثني معبد بن كعب بن مالك عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه وغيره أنهم واعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقوه من العام القابل بمكة فيمن تبعهم من قومهم فخرجوا من العام القابل سبعون رجلا فيمن خرج من أرض الشرك من قومهم قال كعب بن مالك حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال البراء بن معرور بن صخر بن خنساء وكان كبيرنا وسيدنا قد رأيت رأيا والله ما أدري أتوافقوني عليه
[ 472 ]
أم لا إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر يريد الكعبة وإني أصلي إليها فقلنا لا تفعل وما بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلا إلى الشام وما كنا نصلي إلى غير قبلته فأبينا عليه ذلك وأبى علينا وخرجنا في وجهنا ذلك فإذا حانت الصلاة صلى إلى الكعبة وصلينا إلى الشام حتى قدمنا مكة قال كعب بن مالك قال لي البراء بن معرور والله يا ابن أخي قد وقع في نفسي ما صنعت في سفري هذا قال وكنا لا نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نعرف العباس بن عبد المطلب كان يختلف إلينا بالتجارة ونراه فخرجنا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حتى إذا كنا بالبطحاء لقينا رجلا فسألناه عنه فقال هل تعرفانه قلنا لا والله قال فإذا دخلتم فانظروا الرجل الذي مع العباس جالسا فهو هو تركته معه الآن جالسا قال فخرجنا حتى جئناه صلى الله عليه وسلم فإذا هو مع العباس فسلمنا عليهما وجلسنا إليهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تعرف هذين الرجلين يا عباس قال نعم هذان الرجلان من الخزرج وكانت الأنصار إنما تدعى في ذلك الزمان أوسها وخزرجها هذا البراء بن معرور وهو رجل من رجال قومه وهذا كعب بن مالك
[ 473 ]
فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر قال نعم قال البراء بن معرور يا رسول الله إني قد صنعت في سفري هذا شيئا أحببت أن تخبرني عنه فإنه قد وقع في نفسي منه شئ إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر وصليت إليها فعنفني أصحابي وخالفوني حتى وقع في نفسي من ذلك ما وقع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك قد كنت على قبلة لو صبرت عليها ولم يزده على ذلك قال ثم خرجنا إلى منى فقضينا الحج حتى إذا كان وسط أيام التشريق اتعدنا نحن ورسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة فخرجنا من جوف الليل نتسلل من رحالنا ونخفي ذلك ممن معنا من مشركي قومنا حتى إذا اجتمعنا عند العقبة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس بن عبد المطلب فتلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فأجبناه وصدقناه وآمنا به ورضينا بما قال ثم إن العباس بن عبد المطلب تكلم فقال يا معشر الخزرج إن محمدا منا حيث قد علمتم وإنا قد منعناه ممن هو على مثل ما نحن عليه وهو في عشيرته وقومه ممنوع فتكلم البراء بن معرور وأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بايعنا قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم ونساءكم وأبناءكم قال نعم والذي بعثك بالحق فنحن والله أهل الحرب ورثناها كابرا عن كابر
[ 474 ]
قال أبو حاتم مات البراء بن معرور بالمدينة قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إياها بشهر وأوصى أن يوجه في حفرته نحو الكعبة ففعل به ذلك وأما ترك أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم اياه باعادة الصلاة التي صلاها نحو الكعبة حيث كان الفرض عليهم استقبال بيت المقدس كان ذلك لأن البراء أسلم لما شاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن أجله لم يأمره بإعادة تلك الصلاة ذكر أسعد بن زرارة بن عدس رضوان الله عليه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني حدثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن أبي الزبير
[ 475 ]
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتتبع الناس في منازلهم في الموسم ومجنة وعكاظ وفي منازلهم بمنى يقول من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة فلا يجد صلى الله عليه وسلم أحدا ينصره ولا يؤويه حتى إن الرجل ليرحل من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون له احذر غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله فيشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله له من يثرب فيأتيه الرجل فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام فائتمرنا واجتمعنا فقلنا حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فقال عمه العباس يا أهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين فلما نظر في وجوهنا قال هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا يأخذكم في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت
[ 476 ]
عليكم وتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم فلكم الجنة فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلا أنا قال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم وعلى قتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله قالوا يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها قال فقمنا إليه رجل رجل فأخذ علينا شريطة العباس وضمن على ذلك الجنة قال أبو حاتم مات أسعد بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة
[ 477 ]
بأيام والمسلمون يبنون المسجد ذكر البيان بأن أسعد بن زرارة هو الذي جمع أول جمعة بالمدينة قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم إياها أخبرنا محمد بن أبي عون الرياني حدثنا عمار بن الحسن الهمداني حدثنا سلمة بن الفضل عن بن إسحاق قال فحدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه أن عبد الله بن كعب بن مالك أخبره قال كنت قائد أبي بعدما ذهب بصره وكان لا يسمع الأذان بالجمعة إلا قال رحمة الله على أسعد بن زرارة قال قلت يا أبت إنه لتعجبني صلاتك على أبي أمامة كلما سمعت بالأذان بالجمعة فقال أي بني كان أول من جمع الجمعة بالمدينة في حرة بني بياضة في نقيع يقال له الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال أربعون رجلا
[ 478 ]
ذكر حارثة بن النعمان رضوان الله عليه حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عمرة عن عائشة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت من هذا قيل هذا حارثة بن النعمان كذاكم البر كذاكم البر
[ 479 ]
ذكر السبب الذي من أجله مدح حارثة بن النعمان بالبر أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا أدور في الجنة سمعت صوت قارئ فقلت من هذا فقالوا حارثة بن النعمان كذلك البر قال وكان أبر الناس بأمه ذكر حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث عن سليمان بن يسار
[ 480 ]
عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن نوفل بن عبد مناف في زمن معاوية فأدربنا مع الناس فلما قفلنا ودنا حمص فكان وحشي مولى جبير بن مطعم قد سكنها وأقام بها فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن حمزة كيف كان قتله له قال فخرجنا حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة وإذا هو شيخ كبير فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي قال بن لعدي بن الخيار قال نعم قال أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذوي طوى فإني ناولتها إياك وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فرأيتها فعرفتها فجلسنا إليه فقلنا جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته قال أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك كنت غلاما لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير بن مطعم إن قتلت حمزة عم محمد صلى الله عليه وسلم بعمي طعيمة فأنت عتيق قال فخرجت وكنت حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر
[ 481 ]
حمزة حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهز الناس بسيفه هزا ما يقوم له شئ فوالله إني لأتهيأ له أريده وأتاني عجزا إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال هلم يا بن مقطعة البظور قال ثم ضربه فوالله لكأنما أخطأ رأسه قال وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت بين رجليه فذهب لينوء نحوي فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ولم يكن لي بعده حاجة إنما قتلته لأعتق فلما قدمت مكة عتقت ذكر البيان بأن وحشيا لما أسلم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيب عن وجهه لما كان منه في حمزة ما كان أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي وكان واحد زمانه حدثنا محمد بن مشكان السرخسي حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر
[ 482 ]
البغدادي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن أخي الماجشون عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار غلى الشام فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة قلت نعم قال وكان وحشي يسكن حمص قال فسألناه عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت قال فجئنا حتى وقفنا عليه فسلمنا فرد السلام قال وعبيد الله معتجر بعمامة ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه قال فقال له عبيد الله يا وحشي أتعرفني فنظر إليه وقال لا والله إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم القتال بنت أبي العيص فولدت له غلاما بمكة فاسترضعه فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني نظرت إلى قدميك قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال ألا تخبرنا بقتل حمزة قال نعم إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر قال فقال لي مولاي جبير بن معطم إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر قال فما أن خرج الناس عام عينين قال وعينين جبل تحت أحد بينه وبين واد قال فخرجت مع الناس إلى
[ 483 ]
القتال فلما اصطفوا للقتال خرج سباع أبو نيار قال فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال يا سباع يا بن أم أنمار يا بن مقطعة البظور تحاد الله ورسوله قام ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب قال وانكمنت لحمزة مر علي فلما أن دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه قال فكان ذلك العهد به فلما رجع الناس رجعت مهم فأقمت بمكة حتى نشأ فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف قال وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا قال وقيل له إنه لا يهيج الرسل قال فجئت فيهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت وحشي قلت نعم قال أنت قتلت حمزة قال قلت قد كان من الأمر ما بلغك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما تستطيع أن تغيب عني وجهك قال فخرجت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مسيلمة الكذاب قال قلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة قال فخرجت مع الناس فكان من أمرهم ما كان قال وإذا رجيل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ما نرى رأسه قال فأرميه بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال ودب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته
[ 484 ]
قال عبد الله بن الفضل وأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول قالت جارية على ظهر البيت إن أمير المؤمنين قتله العبد الأسود
[ 485 ]
ذكر الإخبار بما كفن فيه حمزة بن عبد المطلب يومئذ أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبي يقول أتي عبد الرحمن بن عوف وكان صائما بطعام فجعل يبكي فقال قتل حمزة فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوب واحد وقتل مصعب بن عمير فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوب واحد ولقد خشيت أن تكون قد عجلت طيباتنا في حياتنا الدنيا قال وجعل يبكي
[ 486 ]
ذكر مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار ابن قصي رضي الله عنه أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال أتينا خبابا نعوده فقال إنا هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله فوقع أجورنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من حسناته شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد وترك بردة فكنا إذا جعلناها على رجليه بدا رأسه وإذا جعلناها على رأسه بدت رجلاه ومنا من أينعت ثمرته فهو يهدبها فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلها على رأسه ثم نجعل على رجليه شيئا من إذخر
[ 487 ]
ذكر عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر رضوان الله عليه أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا أبي حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال أمر أبي بخزيرة فصنعت ثم أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو في منزله فقال ما هذا يا جابر ألحم ذا قلت لا ولكنها خزيرة فأمر بها
[ 488 ]
فقبضت فلما رجعت إلى أبي قال هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نعم فقال هل قال شيئا فقلت نعم قال ما هذا يا جابر ألحم ذا فقال أبي عسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى اللحم فقام إلى داجن له فذبحها ثم أمر بها فشويت ثم أمرني فحملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إليه وهو في مجلسه ذلك فقال ما هذا يا جابر فقلت يا رسول الله رجعت إلى أبي فقال هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نعم فقال هل قال شيئا قلت نعم قال ما هذا ألحم ذا فقال أبي عسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى اللحم فقام إلى داجن عنده فذبحها ثم أمر بها شويت ثم أمرني فحملتها إليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزى الله الأنصار عنا خيرا ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة
[ 489 ]
ذكر إظلال الملائكة بأجنحتها عبد الله بن عمرو بن حرام إلى أن دفن أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا يقول لما قتل أبي يوم أحد جعلت أبكي وأكشف الثوب عن وجهه وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوني فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تبكه ما زالت الملائكة بأجنحتها تظله حتى دفنتموه
[ 490 ]
ذكر البيان بأن الله جل وعلا كلم عبد الله بن عمرو بن حرام بعد أن أحياه كفاحا أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابرا يقول لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا جابر ما لي أراك منكسرا فقلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا ودينا فقال ألا أبشرك بما لقي الله به أباك قلت بلى يا رسول
[ 491 ]
الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وإن الله أحيى أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن أعطك قال تحييني فأقتل قتلة ثانية قال الله إني قضيت أنهم لا يرجعون ونزلت هذه الآية ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ذكر أنس بن النضر الانصاري رضوان الله عليه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت
[ 492 ]
عن أنس بن مالك قال قال عمي أنس بن النضر سميت به ولم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليه فقال أول مشهدة شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه أما والله أداء أراني مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع قال فهاب أن يقول غيرها فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام المقبل فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو أين قال واها لريح الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون بين ضربة وطعنة ورمية فقالت عمتي أخته فما عرفت أخي إلا ببنانه قال ونزلت هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
[ 493 ]
ذكر عمرو بن الجموح رضوان الله عليه أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي بن المديني حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن فاكه السلمي قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابرا يقول جاء عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال يا رسول الله من قتل اليوم دخل الجنة قال نعم قال فوالذي نفسي بيده لا أرجع إلى أهلي حتى أدخل الجنة فقال له عمر بن الخطاب يا عمرو لاتأل على الله فقال
[ 494 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عمر فإن منهم من لو أقسم على الله لأبره منهم عمرو بن الجموح يخوض في الجنة بعرجته
[ 495 ]
ذكر حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة رضوان الله عليه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد كان الناس انهزموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم إلى دون الأعراض على جبل بناحية المدينة ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان حنظلة بن أبي عامر التقى هو وأبو سفيان بن حرب
[ 496 ]
فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود فعلاه شداد بالسيف حتى قتله وقد كاد يقتل أبا سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم حنظلة تغسله الملائكة فسلوا صاحبته فقالت خرج وهو جنب لما سمع الهائعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك قد غسلته الملائكة ذكر سعد بن معاذ الأنصاري رضوان الله عليه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
[ 497 ]
عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل يحدث عن أبي سعيد الخدري أن بني قريظة نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فجاء على حمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى خيركم أو إلى سيدكم قال إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذريتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله وقال مرة لقد حكمت بحكم الملك ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ بالكون معه في المسجد تلك الأيام قصدا لعيادته أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن المتوكل
[ 498 ]
القارئ حدثنا يحيى بن أبي زائدة أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على سعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب ذكر وصف دعاء سعد بن معاذ لما فرغ من قتل بني قريظة أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو أثر الناس فسمعت وئيد الأرض من ورائي فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه فجلست إلى
[ 499 ]
الأرض فمر سعد وعليه درع قد خرجت منها أطرافه فأنا أتخوف على أطراف سعد وكان من أعظم الناس وأطولهم قالت فمر وهو يرتجز ويقول لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال عمر ويحك ما جاء بك لعمري والله إنك لجريئة ما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض قد انشقت فدخلت فيها وفيهم رجل عليه نصيفة له فرفع الرجل النصيف عن وجهه فإذا طلحة بن عبيد الله فقال ويحك يا عمر إنك قد أكثرت منذ اليوم وأين الفرار إلا إلى الله قالت ورمى سعدا رجل من المشركين يقال له ابن العرقة بسهم قال خذها وأنا بن العرقة فأصاب أكحله فقطعها فقال اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية فبرأ كلمه وبعث الله الريح على المشركين فكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان بتهامة ولحق عيينة ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا
[ 500 ]
بصياصيهم فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من أدم فضربت على سعد في المسجد ووضع السلاح قالت فأتاه جبريل فقال أو قد وضعت السلاح فوالله ما وضعت الملائكة السلاح اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل ولبس لأمته فخرج فمر على بني غنم وكانوا جيران المسجد فقال من مر بكم قال مر بنا دحية الكلبي فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين يوما فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم انزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة فأشار إليهم أنه الذبح فقالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا على حكم سعد وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار وعليه إكاف من ليف وحف به قومه فجعلوا يقولون يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن قد علمت فلا يرجع إليهم قولا حتى إذا دنا من ذراريهم التفت إلى قومه فقال قد آن لسعد أن لا يبالي في الله لومة لائم فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى سيدكم فأنزلوه قال عمر سيدنا الله قال أنزلوه فأنزلوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال إني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله
[ 501 ]
ثم دعا الله سعد فقال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت بينهم وبينهم فاقبضني إليك فانفجر كلمه وكان قد برأ منه حتى ما بقي منه إلا مثل الحمص قالت فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع سعد إلى بيته الذي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر قالت فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله رحماء بينهم قال علقمة فقلت أي أمه فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قالت كان عيناه لا تدمع على أحد ولكنه إذا وجد إنما هو آخذ بلحيته ذكر استبشار العرش وارتياحه لوفاة سعد بن معاذ أخبرنا عمران بن موسى السختياني حدثنا محفوظ بن أبي توبة ومحمد بن عبد الله العصار قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير
[ 502 ]
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة سعد بن معاذ بين أيديهم اهتز لها عرش الرحمن قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اهتز له عرش الرحمن يريد به استبشر وارتاح كقوله الله جل وعلا فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت يريد به ارتاحت واخضرت
[ 503 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم اهتز لها أراد به وفاته دون الجنازة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا محمد بن قدامة حدثنا عبيدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة قالت سمعت أسيد بن حضير يقول سمعت
[ 504 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن العرش في هذا الخبر هو السرير أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن الأعمش عن أبي صالح وأبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
[ 505 ]
ذكر طعن المنافقين في جنازة سعد لخفتها أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف حدثنا محمد بن سواء حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة اهتز لها عرش الرحمن فطفق المنافقون في جنازته وقالوا ما أخفها فبلغ لك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما كانت تحمله الملائكة معهم ذكر فتح أبواب السماء لوفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا محمد بن خالد الوهبي حدثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن
[ 506 ]
سعيد ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد هذا الرجل الصالح الذي فتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم فرج عنه ذكر البيان بأن سعد بن معاذ فرج الله عنه عما شدد عليه من عذاب القر بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا بن فضيل عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره يعني سعد بن
[ 507 ]
معاذ فاحتبس فلما خرج قيل يا رسول الله ما حبسك قال ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله فكشف عنه ذكر وصف مناديل سعد بن معاذ في الجنة أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
[ 508 ]
عن البراء قال لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا من حرير فجعل الناس يلمسونه ويعجبون منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعجبون منه مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منه ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا إسحاق لم يسمع هذا الخبر من البراء أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
[ 509 ]
يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب حرير فجعلوا يلمسونه ويتعجبون من لينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا أو خير من هذا قال شعبة وحدثني قتادة حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا ذكر البيان بأن ذلك الثوب الذي لبسه المصطفى صلى الله عليه وسلم كان منسوجا بالذهب أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو حدثنا حكى بن عمرو بن سعد بن معاذ قال دخلت على أنس
[ 510 ]
بن مالك فقال لي من أنس قلت أنا حكى بن عمرو بن سعد بن معاذ قال إنك بسعد لشبيه ثم بكى فأكثر البكاء قال رحمة الله على سعد كان من أعظم الناس وأطولهم ثم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبة ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر أو جلس فلم يتكلم ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة وينظرون إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون منها قالوا ما رأينا ثوبا قط أحسن منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون
[ 511 ]
ذكر البيان بأن لبس المصطفى صلى الله عليه وسلم الجبة المنسوجة بالذهب كان ذلك قبل تحريم الله جل وعلا لبسها على الرجال من أمته أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن ثعلبة بن سواء حدثني عمي محمد بن سواء حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة سندس فلبسها وذلك قبل أن يحرم الحرير فتعجب الناس من حسنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ أحسن منها في الجنة
[ 512 ]
ذكر خبيب بن عدي رضي الله عنه أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر عليها عاصم بن ثابت فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة نزولا فذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فاتبعوهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى نزلوا منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر من تمر المدينة فقيل هذا من تمر أهل يثرب فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما آنسهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا فقال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة قوم كافرين اللهم أخبر عنا رسولك فقاتلوهم في بيوتهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر وبقي خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ورجل آخر فأعطوهم العهد والميثاق أن ينزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فنادى الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم وقال لي في هؤلاء أسوة فضربوا عنقه
[ 513 ]
وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر وكان الحارث قتل يوم بدر فمكث عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث يستحد به فأعارته قالت فغفلت عن صبي لي حتى أتاه فأخذه فأضجعه على فخذه والموسى في يده فلما رأيته فزعت فزعا وعطاء فقال خشيت أن أقتله ما كنت لأفعل إن شاء الله قال فكانت تقول ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقا رزقه الله إياه ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال دعوني أصلي ركعتين فصلى ركعتين ثم قال لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سن الركعتين عند القتل ثم قال ولست أبالي حين أقتل مسلما % على أي شق كان لله مصرعي ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله وبعثت قريش إلى موضع عاصم تريد الشئ من جسده ليعرفوه وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر عروبة الله عليه مثل الظلة فلم يقدروا على شئ منه
[ 514 ]
هكذا حدثنا بن قتيبة من كتابه فقاتلوهم في بيوتهم وإنما هو فقاتلوهم من ثبوتهم أخبرناه عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
[ 515 ]
الحنظلي أخبرنا عبد الرزاق شوال نحوه وقال في آخره عروبة الله عليهم مثل الظلة من الدبر فلم يقدروا على شئ والدبر الزنابير ذكر أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي رضي الله عنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق ها عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه وقال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فصاح ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المقربين واخلفه في عقبه في الغابرين
[ 516 ]
واغفر له ولنا يا رب العالمين اللهم افسح له في قبره ونور له فيه ذكر زيد بن حارثة بن شراحيل رضوان الله عليه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة حدثني سالم بن عبد الله بن عمر أن بن عمر قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل
[ 517 ]
القرآن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ذكر محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة أخبرنا أبو يعلى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال فرض عمر لأسامة بن زيد أكثر مما فرض لي فقلت إنما هجرتي وهجرة أسامة واحدة قال إن أباه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وإنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وإنما هاجر بك أبواك
[ 518 ]
ذكر البيان بأن زيد بن حارثة كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامه بن زيد فطعن بعض الناس في إمرته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل وايم الله إن كان خليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده
[ 519 ]
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك أهلك فنزلت وتخفي في نفسك ما الله مبديه
[ 520 ]
ذكر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم وهانئ بن هانئ عن علي رضوان الله عليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر أشبهت خلقي وخلقي
[ 521 ]
ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم جعفرا يطير في الجنة أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا أحمد ابن منصور المروزي زاج حدثني يحيى بن نصر بن حاجب القرشي حدثني أبي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت جعفرا ملكا يطير بجناحيه في الجنة
[ 522 ]
ذكر عبد الله بن رواحة رضوان الله عليه أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير قال قدم علنيا عبد الله بن رباح الأنصاري وكانت الأنصار تفقهه فأتيته وقد اجتمع إليه ناس من الناس فقال حدثنا أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء قال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فوثب جعفر فقال بابي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرغب أن تستعمل علي زيدا فقال امض فإنك لا تدري في أي ذلك خير فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة فقال ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا استغفروا له فاستغفر له الناس ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا
[ 523 ]
إستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبتت قدماه حتى قتل شهيدا استغفروا له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعيه ثم قال اللهم هو سيف من سيوفك انتصر به فمن يومئذ سمي خالد بن الوليد سيف الله قال أبو حاتم من ذكر أبي عبيدة بن الجراح إلى هاهنا هم الذين ماتوا أو قتلوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن قبض الله جل وعلا رسوله الله صلى الله عليه وسلم إلى جنته ثم إنا ذاكرون بعده هؤلاء المهاجرين من قريش من صحت له الفضيلة مروية ثم نعقبهم الأنصار إن يسر الله ذلك وسهله ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
[ 524 ]
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري حدثني كثير بن العباس بن عبد المطلب عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء وربما قال بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض على بغلته قبل الكفار قال العباس وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها وهو لا يألو يسرع نحو المشركين وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عباس ناد يا أصحاب السمرة وكنت رجلا صيتا وقلت بأعلى صوت يا أصحاب السمرة فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها يقولون يا لبيك يا لبيك فأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار فنادت الأنصار يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنادوا يا بين الحارث الخزرج قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حين حمي الوطيس ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار
[ 525 ]
ثم قال انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة قال فذهب أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى فوالله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته فما أرى حدهم إلا كليلا وأمرهم إلا مدبرا حتى هزمهم الله قال وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته
[ 526 ]
ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للعباس إنه صنو أبيه أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عم الرجل صنو أبيه
[ 527 ]
ذكر نقل العباس بن عبد المطلب الحجارة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بناء الكعبة أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن عمرو بن دينار قال سمعت جابرا يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك على رقبتك ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء
[ 528 ]
ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم عمه العباس بالجود والوصل أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري عن محمد بن طلحة التيمي عن أبي سهيل بن مالك عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثا في موضع سوق النخاسين اليوم إذ طلع العباس بن عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها
[ 529 ]
ذكر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا ورقاء بن عمر قال سمعت عبيد الله بن أبي يزيد يحدث عن بن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء فوضعت له وضوءا فلما خرج قال من وضع هذا قالوا بن عباس قال اللهم فقهه
[ 530 ]
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس بالحكمة أخبرنا شباب بن صالح حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن عكرمة عن بن عباس قال ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فقال اللهم علمه الحكمة
[ 531 ]
ذكر وصف الفقه والحكمة اللذين دعا المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس بهما أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهورا فقال من وضع هذا قالت ميمونة عبد الله فقال صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه إستشهاد
[ 532 ]
ذكر أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي عن عائشة قالت عثر أسامة بن زيد بعتبة الباب فشج وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة اميطي عنه الاذى فقذرته قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمجها ويقول لو كان أسامة جارية لحليته وكسوته حتى أنفقه
[ 533 ]
ذكر سرور المصطفى صلى الله عليه وسلم بقول مجزز في أسامة ما قال أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا سريج بن يونس حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال يا عائشة ألم تري إلى مجزز المدلجي دخل علي فرأى أسامة وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض
[ 534 ]
ذكر الأمر بمحبة أسامة بن زيد إذ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا الحسن بن حريث أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسح مخاط أسامة بن زيد فقالت عائشة دعني حتى أكون أنا الذي أفعله قال يا عائشة أحبيه فإني أحبه
[ 535 ]
ذكر البيان بأن أسامة بن زيد كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبيه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن خلاد الباهلي حدثنا يحيى القطان حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على قوم فطعنوا في إمارته فقال صلى الله عليه وسلم إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله وأيم الله لقد كان خليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي من بعده ذكر أبي العاص بن الربيع رضي الله عنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا المقدمي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري عن علي بن حسين عن المسور بن مخرمة أن عليا خطب ابنة أبي جهل فوعد
[ 536 ]
النكاح فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وإن عليا خطب بنت أبي جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها وذكر أبا العاص بن الربيع فأحسن عليه الثناء وقال لا يجمع بين بنت نبي الله وبين بنت عدو الله ذكر عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقال لي يا غلام هل من لبن قلت نعم ولكن مؤتمن قال فهل من شاة لم ينز عليها الفحل قال فأتيته فمسح صلى الله عليه وسلم ضرعها فنزل اللبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع انقلصي فانقلصت فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله إنك
[ 537 ]
غلام معلم ذكر البيان بأن عبد الله بن مسعود كان سدس الإسلام أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد ابن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال قال عبد الله بن مسعود لقد رأيتني سادس ستة ما على الأرض مسلم غيرنا
[ 538 ]
ذكر البيان بأن بن مسعود كان يشبه في هديه وسمته برسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد ومحمد بن كثير عن شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال قلنا لحذيفة بن وابنه أنبئنا برجل قريب الهدي والسمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه فقال ما أعرف أقرب سمتا وهديا ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم عبد حتى يواريه جدار بيته ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن بن أم عبد من اقربهم إلى الله وسيلة
[ 539 ]
ذكر عناية عبد الله بن مسعود لحفظ القرآن في أول الإسلام أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن بن مسعود قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة وسبعين سورة وإن زيدا له ذؤابتان يلعب مع الصبيان
[ 541 ]
ذكر استماع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقراءة ابن مسعود أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا حفص بن الصالح حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي سورة النساء فقرأت حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال إما غمزني وإما التفت فإذا عيناه تسيلان صلى الله عليه وسلم
[ 542 ]
ذكر الأمر بقراءة القرآن على ما كان يقرؤه عبد الله بن مسعود أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله أن أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يقرا القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة بن أم عبد
[ 543 ]
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو كريب حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعبد الله يصلي فافتتح بسورة النساء فسحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ثم قعد ثم سأل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سل تعطه سل تعطه فقال فيما يقول الهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبينا محمد في أعلى جنة الخلد فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه قال إنك إن
[ 544 ]
فعلت إنك لسابق بالخير ذكر وصف استئذان ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد
[ 545 ]
عن عبد الله بن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك علي أن يرفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك
[ 546 ]
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم طاعات ابن مسعود التي كان بسبيلها من قدميه بأحد في ثقل الميزان يوم القيامة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش أن عبد الله بن مسعود كان يحتز لرسول الله صلى الله عليه وسلم سوكا من أراك وكان في ساقيه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما يضحككم من دقة ساقيه والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد
[ 547 ]
ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي رضوان الله عليه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا عزبا وكنت أنام في المسجد فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار مرتين فلقيهما ملك
[ 548 ]
آخر فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله بن عمر غير أنه لا يصلي من الليل إلا قليلا قال سالم فكان بن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر بالصلاح أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر
[ 549 ]
عن حفصة أخته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إن عبد الله بن عمر رجل صالح ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال رأيت في المنام سرقة من حرير لا أهوي بها إلى مكان في الجنة إلا طافت بي إليه فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم إن أخاك رجل صالح أو قال إن عبد الله رجل صالح
[ 550 ]
ذكر هبة المصطفى صلى الله عليه وسلم البعير لعبد الله بن عمر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بخبر غريب حدثنا أبي حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار عن ابن عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنت على بكر صعب لعمر فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم فيزجره عمر ويرده ثم يتقدم فيزجره وعمر ويرده فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بعنيه قال هو لك يا رسول الله قال بعنيه فباعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد الله ابن عمر فاصنع به ما شئت
[ 551 ]
ذكر تتبع ابن عمر آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعماله سنته بعده أخبرنا بن سلم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني بمكة حدثنا شبابة عن عبد العزيز بن الماجشون عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال كان ابن عمر يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل فيه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فكان ابن عمر يجئ بالماء فيصبه في أصل السمرة كي لا تيبس ذكر عمار بن ياسر رضوان الله عليه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمار يستأذن فقال صلى الله عليه وسلم ائذنوا له مرحبا بالطيب المطيب
[ 552 ]
ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر بأخذه الحظ من جميع شعب الإيمان أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا عثام بن علي حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال استأذن عمار على علي رضوان الله عليه فقال مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه أي مثانته
[ 553 ]
ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم قتلة عمار بن ياسر أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب والحسين بن محمد بن أبي معشر بحران وعمر بن محمد قالوا حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود عن شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية ذكر الخبر الدال على أن عمار بن ياسر ومن كان معه كانوا على الحق في تلك الأيام أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويح
[ 554 ]
ابن سمية تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال بن المنهال فحدثت به أبا داود فدلسه عني ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عكرمة لم يسمع هذا الخبر من أبي سعيد الخدري أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد عن خالد عن عكرمة أن ابن عباس قال لي ولعلي بن عبد الله بن عباس انطلقنا إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه فأتيناه فإذا هو في حائط له فلما رآنا جاء فأخذ رداءه ثم قعد فأنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد قال كنا نحمل لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول يا عمار ألا تحمل ما يحمل أصحابك قال إني أريد الأجر من الله
[ 555 ]
فجعل ينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فقال عمار أعوذ بالله من الفتن ذكر البيان بأن قتال عمار كان بالراية التي قاتل بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة يقول رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخ آدم طوال أخذ الحربة بيده ويده ترعد فقال والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
[ 556 ]
مرات وهذه الرابعة والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر عرفنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل ذكر إثبات بغض الله جل وعلا من أبغض عمار بن ياسر رضي الله عنه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام فانطلق عمار يشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعل خالد لا يزيده إلا غلظة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت قال فبكى عمار وقال يا رسول الله ألا تسمعه قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي رأسه وقال من
[ 557 ]
عادى عمارا عاداه الله ومن أبغضه أبغضه الله قال فخرجت فما كان شئ أحب إلي من رضا عمار فلقيته فرضي ذكر صهيب بن سنان رضي الله عنه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر وروح وأبو أسامة قالوا حدثنا عوف بن أبي جميلة عن أبي عثمان النهدي أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له كفار قريش أتيتنا صعلوكا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تريد أن
[ 558 ]
تخرج بنفسك ومالك والله لا يكون ذلك فقال لهم أرأيتم إن أعطيتكم مالي أتخلون سبيلي فقالوا نعم فقال أشهدكم أني قد جعلت لهم مالي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب ربح صهيب ذكر بلال بن رباح المؤذن رضي الله عنه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوا أدراع الحديد
[ 559 ]
وصهروهم في الشمس فما منهم أحد إلا واتاهم على ما أرادوا إلى بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد ذكر إيجاب الجنة لبلال رضي الله عنه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا أبو كريب حدثنا قبيصة حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت الجنة فسمعت خشفة أمامي فقلت من هذا قال جبريل عليه السلام هذا بلال
[ 560 ]
ذكر السبب الذي من أجله وقعت هذه المسابقة لبلال أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام فإني سمعت الليلة خشفة نعليك بن يدي الجنة فقال ما عمل عملته أرجى عندي أني لم أطهر طهورا تاما في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت لربي ما قدر لي أن أصلي فأقر به أبو أسامة وقال نعم
[ 561 ]
ذكر البيان بأن بلال كان لا تصيبه حالة حدث إلا توضأ بعقبها وصلى أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا أبو كريب حدثنا زيد بن الحباب أخبرني حسين بن حكى حدثني بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دخلت الجنة إلا سمعت خشخشة فقلت من هذا فقالوا بلال ثم مررت بقصر مشيد بديع فقلت لمن هذا قالوا لرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقلت أنا محمد لمن هذا القصر قالوا لرجل من العرب فقلت أنا عربي لمن هذا القصر قلوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال لبلال بم سبقتني إلى الجنة قال ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا صليت وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لولا غيرتك لدخلت القصر فقال يا رسول الله لم أكن لأغار عليك
[ 562 ]
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لبلال لما قال له ذلك بها وصوب قوله أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثني زيد بن الحباب حدثني حسين بن حكى حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خشخشة أمامه فقال من هذا قالوا بلال فأخبره وقال بم سبقتني إلى الجنة فقال يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت ولا توضأت إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما قال صلى الله عليه وسلم بها ذكر أبي حذيفة بن عبتة بن ربيعة رضوان الله عليه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثنا يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر فسحبوا إلى القليب فطرحوا فيه ثم جاء حتى وقف عليهم فقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإن وجدت ما وعدني
[ 563 ]
ربي حقا قالوا يا رسول الله تكلم قوما موتى قال لقد علموا أن ما وعدتهم حقا فلما رأى أبو حذيفة بن عتبة أباه يسحب إلى القليب عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجهه فقال كأنك كاره لما ترى فقال يا رسول الله إن أبي كان رجلا سيدا حليما فرجوت أن يهديه الله إلى الإسلام فلما وقع بالموقع الذي وقع به أحزنني ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بخير ذكر خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس قال قال خالد بن الوليد لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة
[ 564 ]
أسياف ما بقيت في يدي إلا صفيحة لي يمانية ذكر البيان بأن خالد بن الوليد كان على خيل المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم حنين أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث أن خالد بن الوليد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فكان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن الأزهر فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول من يدل على رحل خالد بن الوليد قال بن الأزهر فمشيت أو قال سعيت بين يديه وأنا محتلم أقول من يدل على رحل خالد بن الوليد حتى دللنا
[ 565 ]
على رحله فإذا هو قاعد مستند إلى مؤخر رحله فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى جرحه قال الزهري وحسبت أنه قال ونفث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد سيف الله أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الله بن عون الخرار حدثنا أبو إسماعيل المؤدب حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن أبي أوفى قال شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك
[ 566 ]
عمله فقال يا رسول الله يقعون في فأرد عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار
[ 567 ]
ذكر عمر بن العاص السهمي رضي الله عنه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يقول فزع الناس بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فرأيت سالما مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه وجلس في المسجد فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني وسالما وأتى الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الخامس عشر من الا حسان في تقريب صحيح ابن حبان ويليه الجزء السادس عشر واوله ذكر عائشة ام المؤمنين
[ 566 ]
عمله فقال يا رسول الله يقعون في فأرد عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار
[ 567 ]
ذكر عمر بن العاص السهمي رضي الله عنه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يقول فزع الناس بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فرأيت سالما مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه وجلس في المسجد فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني وسالما وأتى الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الخامس عشر من الا حسان في تقريب صحيح ابن حبان ويليه الجزء السادس عشر واوله ذكر عائشة ام المؤمنين بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الخامس عشر من الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان ويليه الجزء السادس عشر وأوله ذكر عائشة أم المؤمنين