صحيح ابن حبان
ابن حبان ج 13
[ 1 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 13
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة الطبعة الثانية 1414 ه - 1993 م طبعة جديدة مزيدة ومنقحة مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة هاتف : 603243 - 815112 - ص . ب : 7460 برقيا : بيوشران
[ 3 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان تأليف الامير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفى سنة 739 ه الجلد الثالث عشر حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الارنؤوط مؤسسة الرسالة
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
8 - باب ما يكره من الكلام وما لا يكره ذكر تخوف المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته قلة حفظهم السنتهم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن محمد بن أبي سويد أن جده سفيان بن عبد الله الثقفي قال يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ربي الله ثم استقم قال يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي قال هذا وأشار الى لسانه
[ 6 ]
ذكر البيان بأن لسان المرء من أخوف ما يخاف عليه منه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي قال فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا
[ 7 ]
قال أبو حاتم المعنى في أخذ النبي صلى الله عليه وسلم لسانه بيده وقال هذا وقد أمكنه ان يقول اللسان من غير ان يأخذ لسانه أنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالعلم الذي كان يعلم الناس فأراد ان يسبق نفسه الى العمل بالعلم الذي استعلم فعلم بأنه أخبر السائل بأن أخوف ما يخاف عليه ان يورد صاحبه الموارد وأمره ان يقبض عليه ولا يطلقه فعمل صلى الله عليه وسلم بما كان يعلمه أولا حتى يفصل مواضع العلم والتعليم ذكر البيان بأن اختلفوا المرء من اخوف ما يخاف عليه عصمنا الله وكل مسلم من شره أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا أحمد بن أبان القرشي حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم قال قلت يا رسول الله ما أشد ما تخاف علي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه
[ 8 ]
ذكر إيجاب دخول الجنة لمن حفظ لسانه عما لا يحل أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا عمر بن علي المقدمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتوكل لي ما بين لحييه أتوكل له الجنة
[ 9 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من حفظ لسانه لأن تعاهد اللسان أول مطية العباد أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان قال أخبرنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن ماعز بن عبد الرحمن العامري ان سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ربي الله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ثم قال هذا ماعز بن عبد الرحمن قاله الزبيدي وهو متقن ذكر البيان بأن من عصم من فتنة فمه وفرجه رجي له دخول الجنة أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقي شر ما بين لحييه
[ 10 ]
ورجليه دخل الجنة ذكر الزجر عن استعمال المرء البذاء في أسبابه إذ البذاء من الجفاء أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال أخبرنا إسماعيل بن موسى ها قال حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البذاء من الجفاء والجفاء في النار والحياء من الإيمان والإيمان في الجنة
[ 11 ]
ذكر الأمر بالصدقة لمن قال هجرا في كلامه أخبرنا ابن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن
[ 12 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق بشئ
[ 13 ]
ذكر البيان بأن المرء يهوي في النار نعوذ بالله منها بالشئ اليسير الذي يقوله وليس لله فيه رضا أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد ابن عثمان بن بحر العقيلي قال حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عيسى بن طلحة قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا
[ 14 ]
. . .
[ 15 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب
[ 16 ]
ذكر البيان بأن القائل ما وصفنا قد يهوي في النار به مثل ما بين المشرق والمغرب أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حيوة عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتثبت فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ذكر الاخبار عن نفي جواز التنابز بالألقاب أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن الضحاك بن أبي جبيرة قال كانت لهم ألقاب في الجاهلية فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا بلقبه فقيل يا رسول الله إنه يكرهه فأنزل الله ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان قال وكانت الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله حتى أصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب
[ 17 ]
المحسنين
[ 18 ]
ذكر الزجر عن قول المرء لأخيه قبح الله وجهك أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته
[ 19 ]
قال أبو حاتم يريد به على صورة الذي قيل له قبح الله وجهك من ولده والدليل على ان الخطاب لبني آدم دون غيرهم قوله صلى الله عليه وسلم ووجه من أشبه وجهك لأن وجه آدم في الصورة تشبه صورة ولده ذكر الخبر الدال على ان قول المرء لا يغفر الله لك مما قد يخاف عليه العقوبة به أخبرنا أبو يعلى حدثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله الأسماء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله تبارك وتعالى قد غفرت لفلان وأحبطت عملك
[ 20 ]
ذكر وصف هذين الرجلين اللذين قال أحدهما لصاحبه ما قال أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا ضمضم بن جوس قال دخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بشيخ مصفر رأسه براق الثنايا معه رجل أدعج جميل الوجه شاب فقال الشيخ يا يمامي تعال لا تقولن لرجل أبدا لا يغفر الله لك والله لا يدخلك الله الجنة ابدا قلت ومن أنت يرحمك الله قال أنا أبو هريرة قلت إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله أو لخادمه إذا غضب عليها قال فلا تقلها إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان رجلان من بني إسرائيل متواخيين أحدهما مجتهد في العبادة والآخر مذنب فأبصر المجتهد المذنب على ذنب فقال له اقصر فقال له خلني وربي قال وكان يعيد ذلك عليه ويقول خلني وربي حتى وجده يوما على ذنب فاستعظمه فقال ويحك أقصر قال خلني وربي أبعثت علي رقيبا فقال والله
[ 21 ]
لا يغفر الله لك أبدا أو قال لا يدخلك الله الجنة أبدا فبعث إليهما ملك فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده جل وعلا فقال ربنا للمجتهد أكنت عالما أم كنت قادرا على ما في يدي أم تحظر رحمتي على عبدي اذهب الى الجنة يريد المذنب وقال للآخر اذهبوا به الى النار فوالذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ذكر الاخبار عما يجب على المرء من إضافة الأمور إلى الباري جل وعلا دون التشكي من دهره أخبرنا الحسين بن عبد الله لقطان قال حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا معن بن عيسى عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم واخيبة الدهر فان الله هو الدهر
[ 22 ]
ذكر الاخبار عن السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم إن الله هو الدهر أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا ابن وهب
[ 23 ]
قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله يسب ابن آدم الدهر وانا الدهر بيدي الليل والنهار ذكر خبر ثان يصرح بأن الدهر ينسب إلى الله جل وعلا حسب الخلق دون ان يكون ذلك من صفاته جل ربنا وتعالى عنه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان بن عيينة قال كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار هو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا قال الله وما هي الا حياتنا الدنيا الآية قال الزهري عن سعيد بن المسيب
[ 24 ]
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل وعلا يؤذيني بن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما ذكر ما يجب على المرء من تحفظ اللسان عن ما يضحك به جلساؤه أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله العتكي عن عبد الله قال أخبرنا الزبير بن سعيد عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا
[ 25 ]
ذكر الزجر عن ان يقول المرء بلسانه ما عليه دون الذي يكون له أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزاز البغدادي بالبصرة قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي عن الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيمن امرئ وأشأمه ما بين لحييه قال وهب يعني لسانه ذكر الزجر عن تشقيق الكلام في الألفاظ إذا قصد به غير الدين أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 26 ]
إبراهيم قال أخبرنا أبو عامر العقدي قال حدثنا زهير بن محمد التميمي عن زيد بن اسلم قال سمعت بن عمر يقول قام رجلان من المشرق خطيبين فتكلما ثم قعدا فقام ثابت بن قيس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فعجبوا من كلامه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب فقال أيها الناس قولوا بقولكم فإنما تشقيق الكلام من الشيطان فإن من البيان سحرا
[ 27 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من مجانبة الكلام الكثير وتضييع المال أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا بن علية عن خالد الحذاء قال حدثني بن اشوع عن الشعبي قال حدثني غالبا المغيرة بن شعبة قال كتب معاوية إلى المغيرة ان اكتب الي بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه اني سمعته يقول إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال قال بن علية إضاعة المال إنفاقه في غير حقه
[ 28 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الشعبي أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بنسا حدثنا نصر بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ذكر الزجر عن ان يستعمل المرء في أسبابه اللو دون الانقياد بحكم الله جل وعلا فيها أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا سفيان بن عيينة عن بن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي أحب الى الله من المؤمن الضعيف وكل على خير احرص على ما ينفعك ولا تعجز فإن غلبك شئ فقل قدر الله وما شاء وإياك واللو فإن اللو تفتح عمل الشيطان
[ 29 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان خبر بن عجلان منقطع لم يسمعه من الأعرج أخبرنا محمد بن خالد الفارسي بدارا من ديار ربيعة حدثنا على بن حرب الطائي حدثنا بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير فاحرص على ما تنتفع به واستعن بالله ولا تعجز فان أصابك شئ فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان اللو تفتح عمل الشيطان
[ 30 ]
قال أبو حاتم يشبه ان يكون بن عجلان سمع هذا الخبر من الأعرج وسمعه من محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج فمرة كان يحدث به عن الأعرج مفردا وتارة يرويه عن رجل عن الأعرج مفردا ذكر الزجر عن قول المرء لما حرث زرعت أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مسلم بن أبى مسلم الجرمي قال حدثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن بن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم زرعت ولكن ليقل حرثت قال أبو هريرة ألم تسمع الى قول الله تبارك وتعالى أفرايتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون
[ 31 ]
ذكر الزجر عن ان يقول المرء خبثت نفسي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست
[ 32 ]
ذكر الزجر عن ان يقول المرء في أموره ما شاء الله وشاء محمد أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال حدثنا الحسن بن علي بن بحر بن البري قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن يوسف قال حدثنا معمر عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال رأى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في النوم انه لقي قوما من اليهود فاعجبته هيئتهم فقال انكم لقوم لولا انكم تقولون عزير بن الله فقالوا التجارة قوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد قال ولقي قوما من النصارى فاعجبته هيئتهم فقال انكم قوم لولا انكم تقولون المسيح بن الله فقالوا التجارة قوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فلما مطرف قص ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كنت اسمعها منكم فتؤذونني فلا تقولوا ما شاء الله
[ 33 ]
وشاء محمد
[ 34 ]
ذكر الاخبار عن وصف المستبين اللذين يكذبان في سبابهما أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار قال قلت يا نبي الله الرجل من قومي يشتمني وهو دوني أفأنتقم منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان
[ 35 ]
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله عن عياض بن حمار قال قلت يا رسول الله الرجل يشتمني من قومي وهو دوني أعلي من بأس أن أنتصر منه قال المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان قال أبو حاتم اطلق صلى الله عليه وسلم على المستب على سبيل المجاورة إذ الشيطان دله على ذلك الفعل حتى تهاتر وتكاذب لا أن المستبين يكونان شيطانين
[ 36 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من ترك مجاوبة أخيه عند سباب يكون بينهما أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم ذكر البيان بأن المستبين ما قالا كان على البادئ منهما أخبرنا أبو خليفة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المستبين ما قالا فهو على البادئ ما لم يعتد المظلوم
[ 37 ]
ذكر الزجر عن سب المحدودين إذا حدا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض قال حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشارب فقال اضربوه فمنا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله فقال بعض القوم اخزاك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا لا تعينوا الشيطان عليه ذكر الزجر عن سب المرء الديكة لأنها تحث المسلمين على الصلاة أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
[ 38 ]
قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة عن صالح بن جلس عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الديك فإنه يدعو الى الصلاة ذكر الزجر عن سب الرياح إذ الرياح ربما اتت بالرحمة أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري قال أخبرني ثابت الزرقي قال
[ 39 ]
سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الريح من روح الله تأتى بالرحمة وتأتى بالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها واستعيذوا بالله من شرها
[ 40 ]
9 - باب الكذب حدثنا أبو حاتم رضي الله عنه قال أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال حدثني أبى عن جدي عن يحيى بن أيوب عن مالك بن أنس عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه أم كلثوم بنت عقبة وثلاثمائة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيمنى خيرا أو يقول خيرا
[ 41 ]
. . .
[ 42 ]
. . .
[ 43 ]
ذكر الزجر عن تعود المرء الكذب في كلامه إذ الكذب من الفجور أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة قال حدثني يزيد بن خمير قال سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط بن إسماعيل قال سمعت أبا بكر الصديق يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار
[ 44 ]
ذكر البيان بأن الكذب يسود وجه صاحبه في الدارين أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث عن أبى برزة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا ان الكذب يسود الوجه والنميمة من عذاب القبر ذكر البيان بأن الكذب كان من أبغض الأخلاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن بن أبى مليكة
[ 45 ]
عن عائشة قالت ما كان خلق ابغض الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما تزال في نفسه حتى يعلم انه قد حالا منها توبة ذكر الخبر الدال على إباحة قول المرء الكذب في المعاريض يريد به صيانة دينه ودنياه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا هشام بن حسان عن محمد عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاثا اثنتين في ذات الله قوله اني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا قال ومر على جبار من الجبابرة ومعه امرأته سارة فقيل له ان
[ 46 ]
رجلا ها هنا معه امرأة من أحسن الناس قال فأرسل إليه فاتاه فدخل عليه فسأله فقال هذه أختى قال فأتاها فقال لها إن هذا قد سألني عنك وإني انباته انك أختي وانك أختي في كتاب الله فلا تكذبينى قال فلما راها ذهب لياتيها فدعت الله فأخذ فقال أدعي الله لي ولك على ان لا اعود فدعت له ثم ذهب لياتيها فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأولى فقال ادعى الله لي ولك على ان لا اعود فدعت له فذهب لياتيها فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأوليين فقال أدعي الله لي ولك على ان لا اعود فدعت له فأرسل فقال لأدني حجبته عنده انك لم تأتي بإنسان إنما أتيتني بشيطان وأخدمها هاجر فلما رآها إبراهيم قال مهيم قالت كفى الله كيد الكافر الفاجر وأخدمها هاجر قال فكان أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث قال تلك امكم يا بنى ماء السماء قال ومد النضر صوته
[ 47 ]
قال أبو حاتم كل من كان من ولد هاجر يقال له ولد ماء السماء لأن إسماعيل من هاجر وقد ربي بماء زمزم وهو ماء السماء الذي اكرم الله به إسماعيل حيث ولدته أمه هاجر فأولادها أولاد ماء من السماء
[ 48 ]
ذكر الاخبار عن وصف المتشبعة من زوجها ما لم يعطها أخبرنا محمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن خازم حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكر قالت أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت يا رسول الله أن لي ضمرة فهل علي جناح ان أتشبع من زوجي ما لم يعطنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
[ 49 ]
ذكر الاخبار عن نفي جواز تشبع المارة عند ضرتها بما لم يعطها زوجها أخبرنا عبد الله بن قحطبه قال حدثنا أحمد بن المقداد قال حدثنا الطفاوي قال حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكر قالت جاءت امرأة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان لي ضرة فهل علي جناح ان استكثرت من زوجي بما لم يعطنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب زور
[ 50 ]
10 - باب اللعن أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبى كثير قال حدثنا أبو قلابة عن عمه عن عمران بن حصين قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وامرأة على ناقة لها فضجرت فلعنتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا متاعكم عنها وأرسلوها فإنها ملعونة قال ففعلوا فكأني انظر إليها ناقة ورقاء قال أبو حاتم رضي الله عنه عم أبى قلابة هذا هو عمرو بن معاوية بن زيد الجرمي كنيته أبو المهلب وهم الأوزاعي في كنيته فقال أبو المهاجر إذ الجواد يعثر
[ 51 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به يحيى بن أبي كثير أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبى قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره إذ سمع لعنة فقال من هذا فقيل هذه فلانة لعنت راحلتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعوا عنها فإنها ملعونة قال فوضع عنها قال عمران فكأني انظر إليها ناقة ورقاء ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن زرارة قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطلب
[ 52 ]
نقيات بن عمرو الجهني وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة فدنا عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال شا لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيرة قال انا يا رسول الله قال انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الساعة فيستجيب لكم
[ 53 ]
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر عمران بن الحصين بأن لعنة هذه اللاعنة قد استجيب لها في ناقتها أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبى عثمان عن أبى برزة ان جارية بينا هي على بعير أو راحلة عليها متاع القوم بين جبلين فتضايق بها الجبل واتى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أبصرته جعلت تقول حل اللهم العنه اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصحبنا راحلة عليها لعنة من الله قال أبو حاتم رضي الله عنه أمر المصطفى بتسييب الراحلة التي لعنت أمر أضمر فيه سببه وهو حقيقة استجابة الدعاء للاعن فمتى عمل استجابة الدعاء من لاعن ما راحلة له أمرناه
[ 54 ]
بتسييبها ولا سبيل الى علم هذا لانقطاع الوحي فلا يجوز استعمال هذا الفعل لاحد ابدا ذكر الزجر للنساء عن اكثار اللعن واكفار العشير أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا بن أبى مريم حدثنا محمد بن جعفر بن أبى كثير أخبرني زيد بن اسلم عن عياض بن عبد الله عن أبى سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في اضحى أو فطر الى المصلى فصلى ثم انصرف فقام فوعظ الناس وامرهم بالصدقة قال أيها الناس تصدقوا ثم انصرف فمر علي النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أراكن أكثر أهل النار فقلن ولم ذلك يا رسول الله قال تكثرون اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء فقلن له ما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذاك نقصان عقلها أو ليست إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذاك نقصان دينها ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صار الى منزله جاءت زينت امرأة عبد الله بن مسعود تستأذن عليه فقيل يا رسول الله هذه زينت تستأذن عليك فقال أي الزيانب قيل امرأة
[ 55 ]
عبد الله بن مسعود قال نعم ائذنوا لها فأذن لها فقالت يا نبي الله انك امرتنا اليوم بالصدقة وكان عندي حلي فأردت أن أتصدق فزعم بن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق زوجك وولدك أحق من تصدقت به عليهم ذكر الزجر عن لعن المرء الرياح لأنها مأمورة تأتي بالخير والشر معا أخبرنا الحسين بن سفيان قال حدثنا أبو قدامة قال حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا أبان بن يزيد عن قتادة عن أبى العالية
[ 56 ]
عن بن عباس ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس له باهل الا رجعت عليه اللعنة ذكر الزجر عن ان يلعن المرء اخاه المسلم دون ان يأتي بمعصية تستوجب منه إياها أخبرنا الحسين بن محمد بن أبى معشر بحران قال حدثنا مخلد بن مالك قال حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن اسلم قال كان عبد الملك يرسل الى أم الدرداء قال وربما باتت عنده قال فدعا عبد الملك خادما فابطا عليه فقال اللهم العنه فقالت لا تلعنه فإني سمعت أبا الدرداء يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
[ 57 ]
ذكر ما يستحب للمرء ترك اللعن على المنافقين في قنوته إذا كان ممن يفعل ذلك أخبرنا قتيبة قال حدثنا بن أبى السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع ربنا ولك الحمد في الركعة الآخرة ثم قال اللهم العن فلانا وفلانا ودعا على أناس من المنافقين فأنزل الله جل وعلى ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون
[ 58 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان المرء بالمعصية لا يجب ان يلعن أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده
[ 59 ]
قال أبو حاتم يشبه أن يكون أراد به صلى الله عليه وسلم بخطابه هذا بيضة الحديد أو بيضة النعامة التي قيمتها تبلغ ربع دينار فصاعدا وكذلك الحبل أراد به الحبال الكبار التي تكون للآبار العميقة القعر أو للمراكب العمالة في البحر وذلك ان أهل الحجاز
[ 60 ]
الغالب عليهم الأبار العميقة القعر وعليها بكرات لهم بحبال الدلاء تدور فتترك صارت على حالها وهكذا حبال المراكب لان المركب إذ رسى ربما طرحت المراسى بحالها برا فتمر به السابلة فزجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب مس شئ منها على سبيل الاستحلال دون الانتفاع بها ذكر لعن المصطفى مع سائر الأنبياء أقواما من أجل أعمال ارتكبوها أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الرحمن بن أبى الموال عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن عمرة عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمسلط بالجبروت ليذل بذلك من عز الله وليعز به من أذل الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي
[ 61 ]
ذكر لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكرات والمخنثين معا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
[ 62 ]
عبد الرحمن العلاف قال حدثنا محمد بن سواء عن سعيد عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المذكرات من النساء والمخنثين من الرجال ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المتشبهين من النساء بالرجال أو الرجال بالنساء أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
[ 63 ]
أبو عامر العقدى عن سليمان بن بلال عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسه المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المتشبهين والمتشبهات أخبرنا الخليل بن أحمد بواسط قال حدثنا جابر بن الكردي قال حدثنا منصور بن سلمة الهدي وسأله أحمد بن حنبل قال حدثنا سليمان بن بلال عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسه المرأة والمرأة تلبس لبسه الرجل
[ 64 ]
ذكر الاخبار عن وصف النساء اللاتي يستحققن اللعن بأفعالهن أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا عبد الله بن عياش بن عباس قال سمعت أبى يقول سمعت عيسى بن هلال الصدفي وأبا عبد الرحمن الحبلي يقولان سمعنا عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في أخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف إلعنوهن فإنهن معلونات لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم
[ 65 ]
. . .
[ 66 ]
11 - باب ذي الوجهين ذكر الزجر عن ان يأتي المرء في الأسباب أقواما بضد ما يأتي غيرهم فيها أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب عن عراك بن مالك عن أبى هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه
[ 67 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم إن شر الناس ذو الوجهين أراد به من شر الناس أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه
[ 68 ]
ذكر وصف عقوبة ذي الوجهين في النار نعوذ بالله منها أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة قال حدثنا شريك عن الركين بن الربيع عن نعيم بن حنظلة عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة
[ 69 ]
ذكر الاخبار بأن ذا الوجهين من الناس يكون من شرار الناس في يوم القيامة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل ان يقع فيه وتجدون من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه
[ 70 ]
. . .
[ 71 ]
12 - باب الغيبة ذكر الاخبار عن الفصل بين الغيبة والبهتان أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا بندار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله اعلم قال ان تذكر أخاك بما فيه قال أرأيت إن كان في أخي ما ذكرت قال إن كان فيه ما ذكرت فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما ذكرت فقد بهته
[ 72 ]
ذكر الاخبار عما يعجب على المرء من صيانة أخيه المسلم بتحفظ لسانه عن الوقيعة فيه أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله اعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قال أرأيت ان كان في أخي ما أقول قال فان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته ذكر الاخبار عن نفي جواز ذكر تتبع المرء عيوب أخيه المسلم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا إسحاق بن منصور ومحمد بن سهل عن عسكر قالا حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك ان اتبعت
[ 73 ]
عورات الناس أفسدتهم أو كدت ان تفسدهم قال يقول أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها ذكر الاخبار عما يجب على المرء من تفقد عيوب نفسه دون طلب معايب الناس أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حمير عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبصر أحدكم
[ 74 ]
القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه ذكر البيان بأن المزدري غيره من الناس كان هو الهالك دونهم أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو اهلكهم
[ 75 ]
ذكر الزجر عن طلب عثرات المسلمين وتعييرهم أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قالا حدثنا محمود بن آدم حدثنا الفضل بن موسى حدثنا الحسين بن حكى عن أوفى بن دلهم عن نافع عن بن عمر قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذ المنبر فنادى بصوت رفيع وقال يا معشر من اسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تطلبوا
[ 76 ]
عثراتهم فإنه من يطلب عورة المسلم يطلب الله عورته ومن يطلب الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته ونظر بن عمر يوما الى البيت فقال ما أعظمك واعظم حرمتك وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك ذكر الاخبار عما يجب على المرء من ترك الوقيعة في المسلمين وان كان تشميره في الطاعات كثيرا أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الأعمش قال حدثنا أبو يعلى مولى جعدة بن هبيرة
[ 77 ]
عن أبى هريرة ان رجلا قال يا رسول الله ان فلانة ذكر من كثرة صلاتها غير وثلاثمائة تؤذي بلسانها قال في النار قال يا رسول الله ان فلانة ذكر من قلة صلاتها وصيامها وانها تصدقت باثوار أقط غير وثلاثمائة لا تؤذى جيرانها قال هي في الجنة
[ 78 ]
13 - باب النميمة ذكر نفي دخول الجنة عن النمام من المسلمين أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال كان رجل ينقل الحديث الى السلطان فكنا جلوسا مع حذيفة فمر ذلك الرجل قيل هو هذا فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قتات
[ 79 ]
. . .
[ 80 ]
14 - باب المدح أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي بن المديني حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه قال مدح رجل رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويلك قطعت عنق صاحبك مرارا ثم قال إذا كان أحدكم مادحا اخاه فليقل احسب فلانا والله حسيبه ان كان يعلم ذلك كذا وكذا
[ 81 ]
ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه قال مدح رجل رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك مرارا ثم قال ان كان أحدكم مادحا اخاه لا محالة فليقل احسب فلانا ولا أزكي على الله أحدا
[ 82 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان مدح الناس المرء على الطاعة وسروره به ضرب من الرياء أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله الرجل يعمل من الخير يحمده الناس قال تلك عاجل بشرى المؤمن ذكر الأمر بترك الاغتراء عند المدح إذا مدح المرء به أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي قال حدثنا مروان بن محمد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن اسلم قال سمعت بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول احثوا في أفواه المداحين التراب
[ 83 ]
ذكر الأمر بترك اغترار المرء بما يمدح به أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن الحكم
[ 84 ]
عن عطاء بن أبى رباح ان رجلا مدح رجلا عند بن عمر فجعل بن عمر يرفع التراب نحوه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم المداحيين فاحثوا في وجوههم التراب ذكر الإباحة للمرء ان يمدح نفسه بشئ من الخير إذا أراد بذلك انتفاع الناس به وامن العجب على نفسه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول وجاءه رجل فقال يا أبا عمارة وليت يوم حنين فقال اما انا فاشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يول ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن وأبو سفيان بن الحارث أخذ برأس بغلته البيضاء وهو يقول
[ 85 ]
انا النبي لا كذب انا عبد المطلب ذكر البيان بأن المرء جائز له ان يمدح نفسه ببعض ما انعم الله عليه إذا أراد بذلك قصد الخير بالمستعين له دون إعطاء النفس شهواتها منه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه محمد بن جبير
[ 86 ]
ان أباه أخبره انه بينا هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقفلة من حنين علقت الأعراب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اضطروه الى سمرة وخطف رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدونى كذابا ولا جبانا ذكر الاخبار عما يستحب للمرء من قبول العذر والقيام عند المدح بحيث يوجب الحق ذلك أخبرنا محمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن وراد غالبا المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امراتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا تعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا اغير منه والله اغير مني ومن أجل غيره الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا شخص أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك
[ 87 ]
بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة
[ 88 ]
. . .
[ 89 ]
15 - باب التفاخر ذكر إطلاق اسم الفخر على أهل الوبر مع إطلاق السكينة على أهل الغنم أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإيمان يمان والكفر قبل المشرق والسكينة في أهل الغنم والفخر والرياء في الفدادين أهل الخير والوبر يأتي المسيح حتى إذا جاوز أحدا صرفت الملائكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك
[ 90 ]
. . .
[ 91 ]
ذكر الزجر عن افتخار المرء باهل الجاهلية وإن كانوا له أقرب القرابة أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا هشام عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تفتخروا بابائكم في الجاهلية فوالذي نفس محمد بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير من ابائكم الذين ماتوا في الجاهلية
[ 92 ]
ذكر الخبر الدال على ان افتخار المرء بالكرم يجب ان يكون بالدين لا بالدنيا أخبرنا أحمد بن على بن المثنى حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
[ 93 ]
16 - باب الشعر والسجع أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا
[ 94 ]
ذكر البيان بأن عموم هذا الخطاب في خبر أبى هريرة أريد به بعض ذلك العموم لا الكل أخبرنا هارون بن عيسى بن السكين ببلد الموصل حدثنا علي بن حرب الطائي حدثنا بن إدريس عن أبيه عن سماك عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من الشعر حكمة
[ 95 ]
ذكر الزجر عن ان يغلب على المرء الشعر حتى يقطعه عن الفرائض وبعض النوافل أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا
[ 96 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان الاشعار بكليتها لا يحب ان يشتغل بها أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة أبو الطيب قال حدثنا بن أبي الشوارب قال حدثنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة عن بن عباس ان أعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلام بين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا وان من الشعر حكما ذكر الإباحة للمرء ان ينشد الاشعار ما لم يكن فيها خنا ولا فحش أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا علي بن
[ 97 ]
حجر السعدي قال حدثنا شريك عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال جالست رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكن وربما تبسم معهم صلى الله عليه وسلم ذكر إباحة إنشاد المرء الشعر الذي لا يكون فيه هجاء مسلم ولا ماله يوجبه الدين أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن
[ 98 ]
مسرهد عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال اردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت فقلت نعم قال هيه فانشدته بيتا فقال هيه ثم انشدته فلم يزل يقول هيه وانشده حتى اتممت مائة بيت
[ 99 ]
ذكر الاخبار عن جواز انشاد المرء الاشعار التي تؤدي الى سلوك الآخرة أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الريانى قال حدثنا علي بن حجر السعدي قال حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشعر كلمة تكلمت بها العرب لبيد الا كل شئ ما خلا الله باطل
[ 100 ]
ذكر البيان بأن قوله أشعر كلمة أراد به أشعر بيت أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الملائي قال حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشعر بيت قالته العرب كلمة لبيد الا كل شئ ما خلا الله باطل وكاد أمية بن أبي الصلت ان يسلم
[ 101 ]
. . .
[ 102 ]
ذكر البيان بأن هجاء المرء القبيلة من أعظم الفرية أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبى شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعظم الناس فرية اثنان شاعر يهجو القبيلة بأسرها ورجل انتفى من أبيه ذكر البيان بأن وقيعة المسلم في المشركين من أهل دار الحرب من الإيمان أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبى السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال قلت يا رسول الله قد انزل في الشعر ما قد
[ 103 ]
انزل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكانما ترمونهم نضح النبل ذكر الأخبار عن إباحة هجاء المسلم المشركين إذا لم يطمع في إسلامهم أو طمع فيه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن إسحاق قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت استأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بنسبتي فقال حسان لأسلنك منهم كسل الشعرة من العجين
[ 104 ]
ذكر إباحة تحريض المشركين بالشعر الذي يشق عليهم انشاده أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن أبى بكر المقدمي أخو محمد قال حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة قام أهل مكة سماطين قال وعبد الله بن رواحة يمشي ويقول خلو بني الكفار عن سبيله اليوم نضر بكم على تنزيله ضربا يزل الهام عن مقيلة ويذهل الخليل عن خليله يا رب اني مؤمن بقيلة فقال له عمر يا بن رواحة أتقول الشعر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم مه يا عمر لهذا أشد عليهم من وقع النبل
[ 105 ]
ذكر الإباحة للمرء ان يسجع في كلامه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن حميد عن أنس بن مالك قال قالت الأنصار يوم الخندق نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا ابدا فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم لا عيش الا عيش الآخرة فاكرم الأنصار والمهاجرين
[ 106 ]
17 - باب المزاح والضحك ذكر الإباحة للمرء أن يمزح مع أخيه المسلم بما لا يحرمه الكتاب والسنة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت البناني
[ 107 ]
عن أنس بن مالك ان رجلا من أهل البادية يقال له زاهر بن حرام كان يهدي الى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان زاهرا بادينا ونحن حاضروه قال فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره فقال ارسلني من هذا فالتفت إليه فلما عرف انه النبي صلى الله عليه وسلم جعل يلزق ظهره بصدره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتري هذا العبد فقال زاهر تجدني يا رسول الله كاسدا قال لكنك عند الله لست بكاسد أو قال صلى الله عليه وسلم بل أنت عند الله غال
[ 108 ]
ذكر إباحة المزاح لمن وثق بدينه وان كان ظاهر قوله بشعا في الذكر أخبرنا بن قتيبة حدثنا مؤمل بن اهاب حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال أجرة نبي الله صلى الله عليه وسلم جارية يتيمة عند أم سليم وهي أم أنس بن مالك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لقد شبت لا أشب الله قرنك فقالت أم سليم لقد دعوت يا رسول الله على يتيمتي ان لا يشب الله قرنها فوالله لا تشب ابدا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم أو ما علمت أني اتخذت عند ربي عهدا أيما أحد من أمتي دعوت عليه ليس من أهلها ان يجعلها له طهورا أو قربه يقربه بها يوم القيامة
[ 109 ]
ذكر الأمر بقله الضحك وكثرة البكاء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا يحيى القطان عن شعبة عن قتادة وموسى بن أنس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
[ 110 ]
ذكر الزجر عن افراط المرء في الضحك إذ كثرته لا تحمد عاقبته أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام قال حدثنا يوسف بن سعيد قال حدثنا حجاج بن محمد قال حدثنا ليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعملون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ذكر الزجر عن ضحك المرء عند خروج الصوت من أخيه المسلم أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا يعقوب بن حميد قال حدثنا بن أبي حازم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته
[ 111 ]
وهو يذكر الناقة ومن عقرها فقال إذ انبعث اشقاها انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبى زمعة ثم ذكر النساء فقال ألا لم يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ولعله يضاجعها في أخر يومه ثم وعظهم في الضحك من الضرطة فقال ألا لم يضحك أحدكم مما يفعل
[ 112 ]
18 - فصل ذكر الاخبار عما يستحب للمرء لزوم البيان في كلامه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن زيد بن اسلم عن بن عمر قال قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا أو ان بعض البيان سحر
[ 113 ]
ذكر وصف البيان في الكلام الذي هو محمود أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا موسى بن سهل الرملي قال حدثنا عتبة بن السكن قال حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول البيان من الله والعي من الشيطان وليس البيان كثرة الكلام ولكن البيان الفصل في الحق وليس العي قلة الكلام ولكن من سفه الحق ذكر الإباحة للمرء التمثيل للاشياء بالأشياء في كلامه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله
[ 114 ]
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الناس كالإبل المئة ولا يكاد أن يوجد فيها راحلة
[ 115 ]
ذكر الإباحة للمرء استعمال الكنايات في الألفاظ على سبيل التشبيه وإن لم تكن تلك الأشياء في الحقيقة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان بالمدينة فزع فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة يقال له مندوب فركبه فرجع وقال ما رأينا من فزع وان وجدناه لبحرا
[ 116 ]
ذكر الخبر الدال على إباحة استعمال المرء الكنايات في كلامه وان لم يكن بقاصد لحقائقها أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا كثير بن عبيد المذحجي قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت استأذن علي افلح أخو أبي قعيس بعدما نزل الحجاب فقلت والله لا اذن له حتى استأذن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان افلح أخا أبي قعيس استأذن علي فأبيت ان اذن له حتى استأذنك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يمنعك ان تأذني لعمك قالت قلت يا رسول الله إن الرجل ليس هو الذي أرضعني إنما ارضعتني امرأته قال صلى الله عليه وسلم هو عمك ائذني له تربت يمينك
[ 117 ]
قال عروة فلذلك كانت عائشة تقول حرموا من الرضاع ما تحرمون من النسب
[ 118 ]
ذكر الإباحة للمرء استعمال الكناية في كلامه إذا لم يكن فيه سخط الله أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن أبى عدي عن سليمان التيمى عن أنس بن مالك قال كانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وسائق يسوق فاتي عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا انجشة رويدا سوقك بالقوارير
[ 119 ]
ذكر البيان بأن انجشه السائق كان هو الذي يحدو بهن في السير أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له انجشه وكان حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم رويدك يا انجشة لا تكسر القوارير قال قتادة يعنى ضعفه النساء ذكر البيان بأن انشجة كان يسوق نساء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك السفر أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق قال حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس بن مالك قال كانت أم سليم مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في مسير وكان سائق يسوق بهن فقال صلى الله عليه وسلم رويدا سوقك بالقوارير
[ 120 ]
ذكر البيان بأن انشجة كان غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس وأيوب عن أبى قلابة عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مسير له ومعه غلام له اسود يقال له انجشة وهو يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا انجشة رويدا سوقك القوارير يعني النساء ذكر الإباحة للمرء استعمال التكرار في الكلام إذا قصد بذلك التأكيد أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حبان بن موسى
[ 121 ]
قال أخبرنا عبد الله عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بين كل اذانين صلاة لمن شاء وكان بن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذكرنا ان العرب إذا أرادت وصف شيئين وان كان بينهما تباين تصفهما بلفظ أحدهما أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن داود بن فراهيج قال سمعت أبا هريرة يقول ما كان لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الا الاسودين التمر والماء
[ 122 ]
19 - باب الاستئذان أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزاز قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن أبى سلمة ان أبا موسى استأذن على عمر ثلاث مرات فلم يؤذن له فرجع فبلغ ذلك عمر فقال ما ردك فقال اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات فلم يؤذن له فليرجع فقال لتجئني على هذا ببينه والا قال حماد توعده قال فانصرف فدخل المسجد فاتي مجلس الأنصار فقص عليهم القصة ما قال لعمر وما قال له عمر فقالوا لا يقوم معك الا اصغرنا فقام معه أبو سعيد الخدري فشهد فقال له عمر انا لا نتهمك ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد قال أبو حاتم رضي الله عنه الأمر بالرجوع للمستأذن إذا كان الشرط موجودا وهو عدم يأمر واجب ومتى وجد الشرط وهو يأمر بطل الأمر بالرجوع
[ 123 ]
ذكر البيان بأن بعض السنن قد تخفى على العالم وقد يحفظها من هو دونه في العلم والدين أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا بن جريج قال أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير ان أبا موسى استأذن على عمر ثلاثا فلم يؤذن له وكأنه كان مشغولا فرجع أبو موسى ففرغ عمر فقال ألم اسمع صوت عبد الله بن قيس ائذنوا له قيل انه قد رجع فدعا به فقال كنا نؤمر بذلك فقال لتأتينى على ذلك بالبينة فانطلق الى مجلس الأنصار فسألهم فقالوا لا يشهد لك على ذلك إلا أصغرنا أبو سعيد الخدري فانطلق معبد سعيد فشهد له فقال خفي على هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاني الصفق بالأسواق ولكن سلم ما شئت
[ 124 ]
. . .
[ 125 ]
ذكر الزجر عن قول المستأذن عند استئذانه انا دون السلام على القوم أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدققت الباب فقال من ذا فقلت انا فقال انا انا مرتين كأنه كرهه
[ 126 ]
ذكر الزجر عن ان ينظر المرء في دار أخيه المسلم بغير اذنه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سهل بن سعد قال اطلع رجل من حجر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم وبيده مدرى يحك به رأسه فراه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو اعلم انك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل يأمر من أجل البصر
[ 127 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من وصف الاستئذان إذا أراد ذلك على أقوام أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا أبو وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بكيرا حدثه ان بسر بن سعيد حدثه انه سمع أبا سعيد الخدري يقول كنا في مجلس عند أبى بن كعب فاتى أبو موسى الأشعري بعصا حتى وقف فقال أنشدكم بالله هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الاستئذان ثلاث فان اذن لك والا فارجع قال أبى وما ذاك قال استأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات فلم يؤذن لي فرجعت ثم جئته فدخلت عليه فأخبرته إني جئته أمس فسلمت ثلاثا ثم انصرفت فقال قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل فلو استأذنت حتى يؤذن لك قال استأذنت كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوالله لاوجعن ظهرك أو لتأتينى بمن يشهد لك على هذا قال فقال أبي والله لا يقوم معك الا احدثنا سنا قم يا أبا سعيد فقمت حتى أتيت عمر فقلت قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا
[ 128 ]
ذكر الإباحة للمرء دخول بيت الداعي بغير اذنه إذا كان معه رسوله أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وحبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الرجل الى الرجل اذنه
[ 129 ]
20 - باب الأسماء والكني حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة بن شريح قال حدثني أبو يونس عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسموا باسمي
[ 130 ]
ولا تكنوا بكنيتي ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل حدثنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال
[ 131 ]
حدثنا زهير بن معاوية عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان قائما بالبقيع فنادى رجل آخر يا أبا القاسم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لم أعنك يا رسول الله إنما دعوت فلانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تسموا باسمى ولا تكنوا بكنيتي
[ 132 ]
ذكر البيان بأن القصد في هذا الزجر إنما هو الجمع بينهما أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن بن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي
[ 133 ]
ذكر البيان بأن هذا الفعل إنما زجر عنه إذا جمع بينهما في انسان لا انفراد كل واحد منهما فيه أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهي أن يجمع أحد اسمه وكنيته فيسمى محمدا وأبا القاسم ذكر خبر ثان يصرح بأن هذا الزجر وقع على الجمع بينهما في شخص واحد لا انفراد كل واحد منهما فيه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى عون قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن حكى عن أبى الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنيتم فلا تسموا بي وإذا سميتم بي فلا تكنوا بي
[ 134 ]
ذكر خبر ثالث يصرح ما ذكرناه أخبرنا الخليل بن محمد البزاز بواسط قال حدثنا جدي تميم بن المنتصر قال حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن بن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي انا أبو القاسم الله يعطي وانا اقسم قال أبو حاتم سمع هذا الخبر بن عجلان عن المقبري وأبيه وهما ثقتان والطريقان جميعا محفوظان
[ 135 ]
ذكر الأمر للمرء أن يحسن أسامي أولاده لنداء الملائكة في القيامة إياهم بها أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا هشيم قال حدثنا داود بن عمرو عن عبد الله بن أبى زكريا عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد ابن حنبل قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية وقال أنت جميلة
[ 136 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعاصية أنت جميلة قال أبو حاتم رضي الله عنه استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الفعل لم يكن تطيرا بعاصية ولكن تفاؤلا بجميلة وكذلك ما يشبه هذا الجنس من الأسماء لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الطيرة في غير خبر ذكر خبر ثان يصرح باستعمال هذا الفعل الذي ذكرناه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا عبدة بن سليمان بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض تسمى غدرة فسماها خضرة
[ 137 ]
ذكر خبر ثالث يصرح بإباحة استعمال هذا الفعل الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا ابن أبى السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجده ما اسمك قال حزن فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أنت سهل قال لا اغير اسما سمانيه أبي قال سعيد فما زالت فينا حزونة بعد
[ 138 ]
ذكر خبر رابع يدل على إباحة استعمال ما وصفنا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو داود حدثنا عمران القطان عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول يا شهاب قال أنت هشام
[ 139 ]
ذكر العلة التي من أجلها كان يغير صلى الله عليه وسلم الأسماء التي ذكرناها أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن مسروق عن يوسف بن أبى بردة عن أبى بردة قال أتيت عائشة فقلت يا أماه حدثينى بشئ سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطير يجري بقدر وكان يعجبه الفال الحسن ذكر خبر ثان يصرح بذكر العلة التي ذكرناها قبل أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة
[ 140 ]
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ويعجبه الاسم الحسن
[ 141 ]
ذكر البيان بأن قصد المصطفى صلى الله عليه وسلم في تغيير الأسماء التي ذكرناها لم يكن التطير بتلك الأسماء أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا جرير عن هشام بن حسان عن بن سيرين عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة وأحب الفال الصالح
[ 142 ]
ذكر خبر ثان يصرح بأن استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه كان على سبيل التفاؤل لا التطير أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبى إسرائيل قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام بن أبى عبد الله عن قتادة عن بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير من شئ غير انه كان إذا أراد أن يأتي أرضا سأل عن اسمها فان كان حسنا رؤي البشر في وجهه وان كان قبيحا رؤي ذلك في وجهه ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم انه مضاد في القصد لما ذكرنا من الاخبار قبل أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن أبى إسحاق
[ 143 ]
عن خيثمة قال كان اسم أبي عزيزا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ذكر خبر ثان قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم انه مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو عبيدة بن أبى السفر حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن قال سمعت كريبا يحدث عن بن عباس قال كان اسم جويريه بنت الحارث برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية
[ 144 ]
ذكر العلة التي من أجلها كان يغير صلى الله عليه وسلم هذا الجنس من الأسماء أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة قال أخبرنا عطاء بن أبى ميمونة قال سمعت أبا رافع يحدث عن أبى هريرة قال كان اسم زينب برة فقالوا تزكى نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ذكر الزجر عن ان يسمى المرء العنب الكرم أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبى قال حدثنا شعبة عن سماك سمع علقمة بن وائل
[ 145 ]
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا الكرم ولكن قولوا الحبلة أو العنب ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبى هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا العنب الكرم إنما الكرم الرجل المسلم
[ 146 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم الكرم الرجل المسلم أراد به قلبه أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب
[ 147 ]
عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقولون والكرم وانما الكرم قلب المؤمن ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذه اللفظة تفرد بها سفيان أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم الكرم فإن الكرم قلب الؤمن ذكر الزجر عن ان يسمى المرء نفسه إذا كان في شئ من أمور الدنيا ملك الاملاك أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج
[ 148 ]
عن أبى هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك يعني شاهان شاها ذكر الزجر عن ان يسمى الرقيق بأسامي معلومة أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت الركين بن الربيع يحدث عن أبيه
[ 149 ]
عن سمرة بن جندب قال نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم أن نسمي رقيقنا بأربعة أسماء أفلح ورباح ويسار ونافع ذكر الزجر عن أن يسمى المرء مماليكه أسامي معلومة أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يساف عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسم عبدك افلح ولا نجيحا ولا رباحا ولا يسارا وانظروا ان لا تزيدوا عليه
[ 150 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وانظروا ان لا تزيدوا عليه أراد به أن لا تزيدوا على هذا العدد الذي هو الأربع أخبرنا تثبت قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن جحادة عن منصور عن عمارة بن عمير عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسمين غلامك رباحا ولا نجيحا ولا يسارا ولا أفلح إنما هي أربع فلا تزيدوا عليه
[ 151 ]
قال الشيخ أبو حاتم يشبه ان تكون العلة في الزجر عن تسمية الغلمان بالأسامي الأربع التي ذكرت في الخبر هي ان القوم كان عهدهم بالشرك قريبا وكانوا يسمون الرقيق بهذه الأسامي ويرون الربح من رباح والنجح من نجاح واليسر من يسار وفلاحا من افلح لا من الله تعالى جل وعلا فمن أجل هذا نهى عما نهى عنه ذكر الأخبار عن إرادته صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن يسمى المرء بأسامى معلومة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن الصباح البزاز حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه أخبرني جابر بن عبد الله انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان عشت ان شاء الله زجرت ان يسمى بركة ونافعا وافلح فلا أدري قال افلح أم لا فقبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزجر عن ذلك فأراد عمر ان يزجر عن ذلك ثم تركه
[ 152 ]
ذكر إرادته صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن يسمى المرء يسارا أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم حدثنا محمد بن معمر حدثنا أبو عاصم عن بن جريج أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن يسمى ببركة وأفلح ويسار ونافع ونحو ذلك ثم رايته سكت عنها بعد فلم يقل شيئا وقبض صلى الله عليه وسلم ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك فتركه ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن يسمى أحد برباح ونجيح أخبرنا أبو عروبة حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبى الزبير عن جابر قال قال عمر أداء عشت لاخرجن اليهود من جزيرة العرب قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئت عشت لأنهين ان
[ 153 ]
يسمى برباح ونجيح وافلح ويسار ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن يسمى أحد أحدا ممشقة أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا المفضل بن فضالة عن بن جريج عن أبى الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يزجر ان يسمى ميمون وبركة وافلح وهذا النحو ثم تركه
[ 154 ]
21 - باب الصور والمصورين أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني أسامة بن زيد المؤذن عن عبد الرحمن بن القاسم عن أمه أسماء بنت عبد الرحمن وكانت في حجر عائشة عن عائشة قالت قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر وعندي نمط فيه صورة فوضعته على سهوتي قال فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتبذه وقال أتسترين الجدار فجعلته وسادتين فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتفق عليهما
[ 155 ]
ذكر الزجر عن اتخاذ الصور على الأرض والجدر أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصور في البيت ذكر العلة التي من اجلها زجر عن الصور في البيوت أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن نافع عن القاسم بن محمد
[ 156 ]
عن عائشة وثلاثمائة اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما راها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية فقالت يا رسول الله اتوب الى الله والى رسوله فماذا أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بال هذه النمرقة فقالت اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها فقال ان أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم احيوا ما خلقتم ثم قال ان البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة قال أبو حاتم يشبه ان يكون هذا البيت الذي يوحى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم إذ محال ان يكون رجل في بيت وفيه صورة من غير ان يكون حافظاه معه وهما من الملائكة وكذلك معنى قوله
[ 157 ]
لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس يريد به رفقة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ محال أن يخرج الحاج والعمار من أقاصي المدن والاقطار يؤمون البيت العتيق على نعم وعيس بأجراس وكلاب ثم لا تصحبها الملائكة وهم وفد الله ذكر تعذيب الله جل وعلا المصورين الذين يصورون الصور أخبرنا بن مكرم قال حدثنا محمد بن الحسين بن إشكاب قال حدثنا قراد أبو نوح قال حدثنا شعبة عن عوف عن سعيد بن أبي الحسن عن بن عباس قال جاءه رجل فقال اني عملت هذه التصاوير قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يعذب المصورين لما صوروا قال فذهب الرجل وزعم ان له عيالا قال بن عباس لا تصور شيئا فيه روح
[ 158 ]
ذكر البيان بأن المصورين يكونون في القيامة من أشد خلق الله عذابا أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد ان عائشة أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي مستترة بقرام فيه تماثيل فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهوى إلى القرام فهتكه بيده ثم قال إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله
[ 159 ]
ذكر وصف العذاب الذي يعذب به المصورون أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا يحيى عن عوف قال حدثني سعيد بن أبي الحسن قال كنت عند بن عباس فأتاه رجل فقال إني رجل معيشتي من هذه التصاوير فقال بن عباس سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة فإن الله يعذبه حتى ينفخ فيه الروح وليس نافخ فاصفر لونه فقال إن كنت لا بد فعليك بالشجر وما ليس فيه روح
[ 160 ]
ذكر نفي دخول الملائكة البيت الذي فيه الصور أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ان رافع بن إسحاق مولى آل الشفاء أخبره قال دخلت انا وعبد الله بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده قال فقال لنا أبو سعيد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل أو صورة يشك إسحاق أيهما قال أبو سعيد ذكر البيان بأن الملائكة قد تدخل البيت الذي فيه الشئ اليسير من الصور أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن
[ 161 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة قال بسر ثم اشتكى فعدناه فإذا على بابه ستر وإذا فيه صورة فقلت لعبيد الله الخولاني ألم يخبرنا ويدع الثوب قال عبيد الله ألم تسمعه قال إلا رقما في ثوب
[ 162 ]
ذكر البيان بأن هذه اللفظة إلا رقما في ثوب من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من كلام زيد بن خالد أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة انه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده قال فوجدنا عنده سهل بن حنيف قال فدعا أبو طلحة إنسانا فنزع نمطا تحته فقال له سهل بن حنيف لم تنزعه فقال إن فيه تصاوير وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت فقال سهل ألم يقل إلا ما كان رقما في ثوب قال بلى ولكنه أطيب لنفسي ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين يصورون الأشياء أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا شعبة قال حدثنا عون بن أبي جحيفة قال رأيت أبي اشترى حجاما فأتى بمحاجمه فكسرت فسألته
[ 163 ]
عن ذلك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ولعن الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ولعن المصور
[ 164 ]
ذكر الاخبار بأن الملائكة لا تدخل البيوت التي فيها التماثيل أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن وهب بن أبى كريمة حدثنا محمد بن سلمة عن أبى عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبى إسحاق السبيعي عن مجاهد عن أبى هريرة ان جبريل عليه السلام اتي النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وفي بيت نبي الله صلى الله عليه وسلم ستر مصور فيه تماثيل فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ادخل فقال انا لا ندخل بيتا فيه تماثيل فان كنت لا بد جاعلا في بيتك فاقطع رؤوسها أو اقطعها وسائد واجعلها بسطا
[ 165 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان مجاهدا لم يسمع من أبي هريرة شيئا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا النضر بن شميل حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال سمعت مجاهدا يقول حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فقال اني كنت اتيتك البارحة فلم يمنعني ان ادخل البيت الذي كنت فيه الا انه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب فأمر براس التمثال ان يقطع وامر بالستر الذي فيه التمثال ان يقطع راس التمثال وجعل منه وسادتان وامر بالكلب فاخرج وكان الكلب جروا للحسن والحسين تحت نضد لهم قال ثم أتاني جبريل فما زال يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ذكر نفي دخول الملائكة المواضع التي فيها الصور والكلاب أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب
[ 166 ]
حدثنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله انه سمع بن عباس يقول سمعت أبا طلحة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ذكر الخبر الدال على ان قوله صلى الله عليه وسلم لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب أراد به بيتا يوحى فيه لا كل البيوت أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن بن السباق ان عبد الله بن عباس قال
[ 167 ]
أخبرتني ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرف يوما واجما قالت ميمونة يا رسول الله استنكرت هيئتك منذ اليوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جبريل كان وعدني ان يلقاني الليلة فلم يلقني اما والله ما اخلفني قال فظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومه ذلك على ذلك ثم وقع في نفسه جرو كلب تحت فسطاط له فأمر به فاخرج ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه فلما أمسى لقيه جبريل فقال قد كنت وعدتني ان تلقاني البارحة قال أجل ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة
[ 168 ]
قال أبو حاتم هذا هو عبيد بن السباق ذكر خبر ثان يدل على أن هذه الاخبار التي ذكرناها قصد بها المواضع التي فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم دون غيرها من المواضع أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم أخبرني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه حدثنا جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه زمن الفتح وهو بالبطحاء ان يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة فيها ذكر الاخبار عن نفي دخول الملائكة البيوت التي فيها الصور أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بكيرا حدثه عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت وجد فيه
[ 169 ]
صورة إبراهيم وصورة مريم قال اما هم لقد سمعوا ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما باله يستقسم ذكر الاخبار عما يجب على المرء من ترك التصوير في هذه الدنيا على شئ من الأشياء أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة قال دخلت انا وأبو هريرة دارا لسعيد أو لمروان فرأى مصور يصور في الجدار فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى من أظلم
[ 170 ]
ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة أو ليخلقوا ذرة قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم فليخلقوا حبة أو ليخلقوا ذرة من ألفاظ الأوامر التي مرادها التعجيز ذكر ما يستحب للمرء ترك الدخول في البيوت التي فيها ستور عليها تماثيل أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بكيرا حدثه ان عبد الرحمن بن القاسم حدثه ان أباه حدثه عن عائشة وثلاثمائة نصبت سترا فيه تصاوير فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فنزعه قالت فقطعته وسادتين فقال رجل في المجلس يقال له ربيعة بن عطاء مولى بنى زهرة اما سمعت أبا محمد يذكر ان
[ 171 ]
عائشة قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتفق عليهما قال بن القاسم لا قال لكني قد سمعته يريد القاسم بن محمد ذكر ما يستحب للمرء ان لا يدخل بيتا فيه صورة وان كان ذلك البيت مما يتقرب به الى الله جل وعلا أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا على بن المديني قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت يعنى
[ 172 ]
الكعبة لم يدخل وامر بها فمحيت وراي إبراهيم وإسماعيل باديهم الازلام فقال قاتلهم الله والله ما استقسما بالأزلام قط ذكر وصف عدد الأصنام التي كانت حول الكعبة ذلك اليوم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان عن بن أبى نجيح عن مجاهد عن أبى معمر عن عبد الله قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد وحوله ثلاث مائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود كان معه ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
[ 173 ]
22 - باب اللعب واللهو ذكر جواز لعب المرأة إذا كان لها زوج وهي غير مدركة باللعب أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه
[ 174 ]
عن عائشة قالت كنت ألعب بالبنات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فكن يأتيني صواحبي فكن إذا راين رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقمعن فكان صلى الله عليه وسلم يسربهن إلي يلعبن معي ذكر الإباحة لصغار النساء اللعب باللعب وان كان لها صور أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن أبى النضر عن عروة عن عائشة وثلاثمائة قالت دخل علي صلى الله عليه وسلم وانا العب باللعب
[ 175 ]
فرفع الستر وقال ما هذا يا عائشة فقلت لعب يا رسول الله قال ما هذا الذي أري بينهن قلت فرس يا رسول الله قال فرس من رقاع له جناح قالت فقلت ألم يكن لسليمان بن داود خيل لها أجنحة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر البيان بأن عائشة كانت تسمى لعبها البنات أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حمير عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علي وانا العب بالبنات
[ 176 ]
ذكر الإباحة أن تجتمع مع أمثالها للعب الذي وصفناه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد الله بن نمير قال حدثنا أبى قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت العب بالبنات وتجئ صواحبي فيلعبن معي فإذا راين النبي صلى الله عليه وسلم قمن منه فكان يدخلهن الى فيلعبن معي ذكر الإباحة للمرء النظر إلى لعب الحبشة الذي لا يشوبه شئ مما يكره الله جل وعلا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال بينما الحبشة يلعبون بحرابهم إذ دخل عمر فاهوى الى الحصا فحصبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهم
[ 177 ]
يا عمر ذكر الإباحة للحرة ألى لعب الحبشة الذي وصفناه وان كان لها زوج أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بن شهاب حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة ان أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد قالت ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائة وانا انظر الى الحبشة وهم يلعبون وانا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثه السن
[ 178 ]
ذكر البيان بأن أبا بكر خرق دفوفها في ذلك اليوم أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفى حدثنا محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة
[ 179 ]
عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها في أيام التشريق وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف فسبهما وخرق دفيهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهما فإنها أيام ذكر بعض ما كانت الحبشة تقول في لعبهم ذلك أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتكلمون بكلام لا يفهمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقولون قالوا محمد عبد صالح
[ 180 ]
ذكر إباحة القول إذا لم يكن بغزل في أيام العيد وكذلك اللعب في المسجد أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها في أيام عيد وعندها جاريتان تغنيان وتدففان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وقال دعهن يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك أيام منى قالت عائشة ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وانا انظر الى الحبشة وهم يلعبون في المجسد وانا جارية قال أبو حاتم فهذا آخر جوامع الإباحات عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمليناها بفصولها وقد بقي في هذا القسم أحاديث بددناها في سائر الأقسام كما بددنا منها في هذا القسم على ما أصلنا الكتاب عليه وانما نملي بعد هذا القسم القسم الخامس من أقسام السنن
[ 181 ]
التي هي افعال المصطفى صلى الله عليه وسلم بفصولها وانواعها ان الله قضى ذلك وشاءه جعلنا الله ممن هدي السبيل الرشاد ووفق لسلوك السداد وشمر في جمع السنن والأخبار وتفقه في صحيح الآثار وأثر ما يقرب إلى الباري جل وعلا من الأعمال على ما يباعد منه في الأصول انه خير مسؤول ذكر اثبات اسم العصيان لله ورسوله صلى الله عليه وسلم باللاعب بالنرد في الدنيا أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن موسى بن ميسرة عن سعيد بن أبي هند عن أبى موسى الأشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله
[ 182 ]
ذكر الاخبار عن وصف اللاعب بالنرد في التمثيل أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني حدثنا أبو الطاهر حدثنا
[ 183 ]
ابن وهب قال سمعت الثوري يحدث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لعب بالنرد فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه ذكر الزجر عن اشتغال المرء بالحمام وسائر الطيور عبثا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه
[ 184 ]
قال أبو حاتم اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبة من ان يتعقبه بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاص وأنبيائك يجوز ان يقال له شيطان وإن كان من أولاد آدم قال الله تعالى شياطين الإنس والجن فسمي العصاة منهما شياطين واطلاقه صلى الله عليه وسلم اسم الشيطان على الحمامة للمجاورة ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعداه إليها
[ 185 ]
23 - فصل في السماع ذكر خبر قد يوهم في الاجتماع به من لم يتفقه في صحيح الآثار ولا أبلغ المجهود في طرق الأخبار أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبيد الله بن سعيد الزهري قال حدثنا عمي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن إسحاق بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه عن عائشة قالت كان في حجري جارية من الأنصار فزوجتها قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسها فلم يسمع غناء ولا لعبا فقال يا عائشة هل غنيتم عليها أو لا تغنون عليها ثم قال ان هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء
[ 186 ]
ذكر خبر ثان تعلق به غير المتبحر في صناعة العلم فاباح الغناء الذي يبعد عن الله جل وعلا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة ان أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان بدفين وتغنيان في أيامهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستتر بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه وقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد قالت عائشة ولما قدم وفد الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قاموا يلعبون في المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترنى بردائه وانا انظر إليهم وهم يلعبون في المسجد حتى اكون انا الذي
[ 187 ]
أسام فاقدروا قدر الجارية الحديثه السن الحريصة على اللهو قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال دخل عمر والحبشة يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهم يا عمر فإنهم هم بنوا أرفدة ذكر البيان بأن الغناء الذي وصفناه إنما كان ذلك أشعارا قيلت في أيام الجاهلية فكانوا ينشدونها ويذكرون تلك الأيام دون الغناء الذي يكون بغزل يقرب سخط الله جل وعلا من قائله أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من
[ 188 ]
جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
[ 189 ]
ذكر البيان بأن الغناء الذي كان الأنصار يغنون به لم يكن بغزل لا يحل ذكره أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بشر بن معاذ العقدى قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على صبيحة عرسي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بدف لهن ويندبن من قتل من ابائي يوم بدر الى ان قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعي هذا وقولى ما كنت تقولين
[ 190 ]
45 - كتاب الصيد ذكر الأخبار عن أكل ما يجوز استعماله مما حبس الكلاب على اربابها أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة بن شريح قال سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول سمعت أبا إدريس الخولاني انه سمع أبا ثعلبة الخشني يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انا بأرض من أهل كتاب ناكل في انيتهم وان أرضنا أرض صيد أصيد بقوسي وبالكلب المكلب وبالكلب الذي ليس بمكلب فأخبرني ماذا يحل لنا مما يحرم علي من ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ما ذكرت انكم بأرض أهل كتاب تأكلون في نيتهم فان وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها وان لم تجدوا غير انيتهم فاغسلوها وكلوا فيها واما ما ذكرت من الصيد فما صدت بقوسك فكل منه واذكر اسم الله عليه واما ما أصاب كلبك المكلب فكل مما أمسك عليك واذكر اسم الله عليه واما ما أصاب كلبك الذي ليس
[ 191 ]
بمكلب فان أدركت ذكاته فكل وما لم تدرك ذكاته فلا تأكل
[ 192 ]
ذكر الإخبار عما لا يجوز أكله من الصيد الذي صيد بالقسي والكلاب المعلمة أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى قال حدثنا عباد بن عباد قال حدثنا عاصم عن الشعبي ان عدي بن حاتم سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارمي بسهمى فأصيب فلا اقدر عليه الا بعد يوم أو اثنين قال إن قدرت عليه وليس به أثر ولا خدش الا رميتك فكل وان وجدت به اثرا غير رميتك فلا تأكل وان أرسلت كلبك وذكرت اسم الله عليه فأدركته قبل ان يقتله فذكه وان أدركته قد قتله ولم يأكل
[ 193 ]
منه شيئا فكله وإن أدركته وقد أكل منه فلا تأكل فإنه إنما أمسك على نفسه قال عدي فإني أرسل كلابي وأذكر اسم الله فتختلط بكلاب غيري فيأخذ فيأخذن الصيد فيقتلنه قال فلا تأكل فإنك لا تدري كلابك قتلته أم كلاب غيرك
[ 194 ]
ذكر الإباحة للمرء أكل ما حبس عليه كلبه المعلم إذا ذكر اسم الله عليه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 195 ]
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إني أرسل الكلاب المعلمة فيمسكن علي وأذكر اسم الله عليه قال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله عليه فكل قلت وإن قتلن قال وإن قتلن ما لم يشركها كلب ليس معها قلت له فإني ارمي بالمعراض الصيد فأصيب قال إذا رميت بالمعراض فخزق فكله وإن أصابه بعرضه فلا تأكله
[ 196 ]
ذكر ما يحكم لمن اصطاد الصيد فانفلت منه بشبكته فظفر به آخر غيره أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول قال سمعت القاسم بن مخول البهزي ثم السلمي قال سمعت أبي وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام يقول نصبت حبائل لي بالأبواء فوقع في حبلي منها ظبي فأفلت به فخرجت في إثره فوجدت رجلا قد أخذه فتنازعنا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه نازلا بالأبواء تحت شجرة يستظل بنطع فاختصمنا عليه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا شطرين قلت يا رسول نلقي الإبل وبها لبون وهي مصراة وهم محتاجون قال فناد صاحب الإبل ثلاثا فإن جاء وإلا فاحلل صرارها ثم
[ 197 ]
اشرب ثم صر وابق للبن دواعيه قلت يا رسول الله الضوال ترد علينا هل لنا أجر أن نسقيها قال نعم في كل ذات كبد حري أجر ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا قال سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين تأكل من الشجر وترد الماء يأكل المؤلف من رسلها ويشرب من لبانها ويلبس من أصوافها أو قال من اشعارها والفتن ترتكس بين جراثيم العرب والله قلت يا رسول الله أوصني قال أقم الصلاة وآت الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك واقر الضيف ومر بالمعروف وانه عن المنكر وزل مع الحق حيث زال
[ 198 ]
. . .
[ 199 ]
46 - كتاب الذبائح ذكر الأمر بحد الشفار والإحسان في الذبح لمن أراده أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن خالد بن عبد الله عن خالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته
[ 200 ]
ذكر الأمر بإحداد الشفرة لمن أراد الذبح وإحسان الذبح بالرفق أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة حدثنا الفضيل بن الحسين الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته قال أبو حاتم رحمه الله أراد بقوله أحسنوا القتلة في القصاص ذكر الأمر بأكل ما ذبح بالمروة من ذوات الأرواح أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس السامي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت
[ 201 ]
حاضر بن المهاجر أبا عيسى الباهلي قال سمعت سليمان بن يسار يحدث عن زيد بن ثابت أن ذئبا نيب في شاة فذبحوها بمروة فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بأكلها فأكلوا ذكر البيان بأن أكل ما ذبح بغير الحديد وذكر اسم الله عليه جائز أكله خلا السن والظفر أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا
[ 202 ]
أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع بن خديج قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا إبلا وغنما وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا فذبحوا ونصبوا القدور فرجع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرا من الغنم ببعير فند منها بعير وكان في القوم خيل يسيرة فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحوش فما ند عليكم منها فاصنعوا به هكذا وقال جدي إنا نرجو ان نلقى غدا عدوا وليس معنا مدى فنذبح بالقضب فقال صلى الله عليه وسلم ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة
[ 203 ]
. . .
[ 204 ]
في هذا الخبر كالدليل على ان البدنة تقوم عن عشرة عند النحر قاله الشيخ ذكر الإخبار عن جواز أكل الذبيح بغير حديد أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن الشعبي عن محمد بن صفوان الأنصاري انه صاد أرنبين فذبحهما بمروة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بأكلهما
[ 205 ]
ذكر الزجر عن ترك قطع الودج عند الذبح أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 206 ]
إبراهيم قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا بن المبارك عن معمر عن عمرو بن عبد الله عن عكرمة عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شريطة الشيطان قال عكرمة كانوا يقطعون منها الشئ اليسير ثم يدعونها حتى تموت ولا يقطعون الودج نهى عن ذلك ذكر البيان بأن الجنين إذا ذكيت أمه حل أكله أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
[ 207 ]
علي بن أنس العسكري حدثنا أبو عبيدة الحداد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذكاة الجنين ذكاة أمه
[ 208 ]
ذكر الزجر عن استعمال المسلم ذبائح الرجبية وأول النتاج الذي كان يذبحهما أهل الجاهلية أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا فرع ولا عتيرة
[ 209 ]
. . .
[ 210 ]
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا أبو عوانة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنا كنا
[ 211 ]
نذبح ذبائح فنأكل منها ونطعم من جاءنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بذلك قال أبو حاتم هذه الذبائح التي أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان بالصلاة أهل الجاهلية إنما هي غير الفرع والعتيرة المنهي عنهما في الإسلام ذكر الإباحة للمرء أكل ما ذبح بالمروة دون الحديد أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا صخر بن جويريه عن نافع عن بن عمر أن خادما لكعب بن مالك كانت ترعى غنمه بسلع فأرادت شاة منها أن تموت فلم تجد حديدة تذكيها فذكتها بمروة فسئل عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بأكلها
[ 212 ]
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث ان الخبر الذي ذكرناه موهوم أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن نافع انه سمع بن كعب بن مالك يخبر عبد الله بن عمر ان أباه أخبره ان جاريه لهم كات ترعى بسلع فرات بشاة من غنمها موتا فكسرت حجرا فذبحتها به فقال لأهله لا تأكلوا منه حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن ذلك فقال يا رسول الله إن جارية لنا كات ترعى بسلع فأبصرت بشاة من غنمها موتا فكسرت حجرا فذبحتها به فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها
[ 213 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه الخبر عن نافع عن بن عمر وعن نافع عن بن كعب بن مالك عن أبيه جميعا محفوظان
[ 214 ]
ذكر الزجر عن ذبح المرء شيئا من الطيور عبثا دون القصد في الانتفاع به أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا أبو عبيدة الحداد عن خلف بن مهران قال حدثنا عامر الأحول عن صالح بن دينار عن عمرو بن الشريد قال سمعت الشريد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل عصفورا عبثا عج الى الله يوم القيامة يقول يا رب ان فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني منفعة
[ 215 ]
ذكر البيان بأن ذبح المرء الذبيحة باسم الله وملة الإسلام من الإيمان أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فإذا شهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا واكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم
[ 216 ]
ما روى هذا الحديث عن حميد الطويل الا ثلاثة نفر من الغرباء عبد الله بن المبارك ويحيى بن أيوب الأسماء ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المهل لغير الله أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي بواسط قال حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا فطر بن خليفة قال حدثنا القاسم بن أبى بزة عن أبي الطفيل قال قلت لعلي بن أبي طالب عندكم شئ سوي كتاب الله قال لا الا ما في قراب هذا السيف صحيفة صغيرة قال فوجدنا فيها لعن الله من أهل لغير لأهل ولعن الله من تولى لغير مواليه
[ 217 ]
. . .
[ 218 ]
47 - كتاب الأضحية أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حيوة قال أخبرني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن مسلم الخولاني ان بن المسيب أخبره ان أم سلمة أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أراد أن يضحى فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئا من شعره في العشر من ذي الحجة
[ 219 ]
ذكر ما يستحب للامام إعطاء الرعية غنما ليضحوا منها في اعيادهم أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر قال أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم غنما اقسمها على اصحابه فقسمتها فبقي منها عتود فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضح به أنت
[ 220 ]
ذكر البيان بأن قسم الغنم الذي وصفناه كان للضحايا التي ذكرناها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني عمارة بن عبد الله بن طعمة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن خالد الجهني قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في اصحابه غنما للضحايا فاعطاني عتودا من المعز فجئته به
[ 221 ]
فقلت يا رسول الله انه جذع فقال ضح به ذكر إباحة ذبح المرء نسيكته بيده أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا هشيم عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين وأطولت يسمي ويكبر ولقد رايته يذبح بيده واضعا قدمه على صفاحهما
[ 222 ]
. . .
[ 223 ]
ذكر وصف ذبح المرء نسيكته إذا أراد ذلك أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال أخبرنا هشيم عن شعبة عن قتادة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحى بكبشين املحين وأطولت وكان يسمى ويكبر فلقد راتيه يذبحهما بيده واضعا على صفاحهما قدمه ذكر البيان بأن ذبح الكبشين ليس بعدد لا يجوز استعمال ما هو أقل منه أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا حفص بن الصالح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش
[ 224 ]
أقرن فحيل يأكل في سواد وينظر في سواد ويشرب في سواد ذكر البيان بأن البدن يجب ان تنحر قياما معقولة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا يونس بن عبيد عن زياد بن جبير قال رأيت بن عمر أتي على رجل قد أناخ بدنته ينحرها
[ 225 ]
قال ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم ذكر الإباحة للمرء بأن يذبح الجذع من الضأن في نسيكته أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج حدثه أن معاذ بن عبد الله الجهني حدثه عن عقبة بن عامر قال ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجذع من الضأن
[ 226 ]
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بن يسار ان أبا بردة بن نيار قبل ان يذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يعيد أضحية أخري قال أبو بردة لا أجد إلا جذعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم تجد إلا جذعا فاذبحه قال أبو حاتم أمره صلى الله عليه وسلم بإعادة الأضحية أمر ندب قصد به التعليم إذ النسيكة لا يكون فضلها الا لمن ذبحها بعد الصلاة فما كان منها قبل الصلاة ففيه الفضل لا فضل النسيكة لأن الشئ إذا جعل لفضل الوقت ثم ندب إليه لو قدمه الإنسان عن وقته
[ 227 ]
لم يجد ذلك الفضل الذي وعد على ذلك الفضل من أجل ذلك الوقت وإن لم يعدم الفضل في ذلك الفعل المقدم عن وقته ونظير هذا ان صلاة الضحى ندب إليها لوقت الضحى فلو صلى انسان في بعض الليل يريد به صلاة الضحى لم يؤجر عليه أجر صلاة الضحى وان كان الفضل موجودا في صلاته تلك ذكر لفظة جهل في تأويلها من لم يحكم صناعة الحديث أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن زبيد عن الشعبي عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في يوم عيد أول ما نبدا يومنا هذا ان نصلي ثم ننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن تعجل فانما هو لحم قدمه لأهله قال وكان أبو بردة بن نيار ذبح قبل الصلاة فقال يا رسول الله ان عندي جذعة خير من مسنة قال اجعلها مكانها ولن تجزئ أو توفي عن أحد بعدك
[ 228 ]
ذكر الخبر الدال عن ان هذا الأمر أمر تعليم في أول ما خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم بالناس الى الصحراء ليعيد بهم فعلهم كيف يضحون لا ان هذا الأمر أمر حتم وإيجاب أخبرنا على بن إبراهيم بن الهيثم ببلد حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا عفان حدثنا شعبة حدثنا منصور وزبيد وداود وابن عون ومجالد عن الشعبي وهذا حديث زبيد قال سمعت الشعبي يحدث عن البراء قال كنا عند ساريه المسجد فلو كنت ثم لاخبرتكم بموضعها قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان أول
[ 229 ]
ما نبدا به في يومنا هذا ان نصلى ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل ذلك فانما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شئ قال وذبح خالي أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله أي ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة قال اجعلها مكانها ولا تجزئ عن أحد بعدك ذكر البيان بأن ذبح أبى بردة الاضحية قبل الصلاة كان ذلك عن ابنه لا عن نفسه أخبرنا النضر بن محمد حدثنا محمد بن عثمان العجلي
[ 230 ]
حدثنا عبيد الله بن موسى عن زكريا بن أبى زائدة حدثني فراس عن الشعبي عن البراء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من وجه قبلتنا وصلى صلاتنا ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يصلى فقال خالي أبو بردة يا رسول الله اني نسكت عن بن لي قال ذاك شئ عجلته لاهلك قال فان عندي جذعة قال ضح بها عنه فإنها خير نسكه ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أجاز لأبي بردة أضحية قبل الصلاة ونفي جواز مثله لاحد بعده ان ياتي به الا في موضعه الذي أمر به وإن كان القصد فيه الندب والإرشاد أخبرنا أحمد بن علي بن المثني بالموصل حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر ان رجلا ذبح قبل ان يصلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
[ 231 ]
النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزئ عن أحد بعدك أن يذبح حتى يصلي ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن الشعبي عن البراء قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة ثم قال من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم قال أبو بردة بن نيار يا رسول الله لقد نسكت قبل ان اخرج الى الصلاة وعرفت ان اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت فأكلت وأطعمت أهلي وجيراني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم قال فان عندي عناقا جذعة خير من شاتي لحم فهل تجزئ عني قال نعم تجزئ عنك ولن تجزئ عن أحد بعدك
[ 232 ]
ذكر البيان بأن أبا بردة إنما خص لجواز أضحيته قبل الصلاة مع الأمر بإعادة الأضحية بعد الصلاة ثانيا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا جحيفة وهبا السوائي يحدث عن البراء بن عازب ان خالي ذبح قبل ان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم شاتك شاه لحم وليس من النسك في شئ فقال يا رسول الله فعندي عناق جذعة هي خير من مسنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي عنك ولا توفي عن أحد بعدك
[ 233 ]
ذكر البيان بأن هذا الأمر قد أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم أيضا غير أبي بردة بن نيار أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عبادة بن تميم عن عويمر بن اشقر الأنصاري ثم المازني أنه ذبح أضحية قبل أن يغدوا يوم الأضحى وأنه ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد أضحية أخرى
[ 234 ]
ذكر البيان بأن هذا الأمر أمر به غير هذين أيضا في أول ابتداء إنشاء العيد حيث جهلوا في كيفية الأضحية في ذلك اليوم أخبرنا الجنيدي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان الأسماء قال ضحينا مع رسول
[ 235 ]
الله صلى الله عليه وسلم فإذا ناس ذبحوا ضحاياهم قبل الصلاة فلما انصرف راهم النبي صلى الله عليه وسلم قد ذبحوا قبل الصلاة فقال من ذبح قبل الصلاة فليذبح مكانها أخرى ومن لم يذبح حتى صلينا فليذبح على اسم الله ذكر الخبر الدال على ان الاضحية والأمر بها ليس بواجب أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب حدثنا سعيد بن أيوب عن عياش بن عباس عن عيسى بن هلال الصدفي
[ 236 ]
عن عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة فقال الرجل افرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها قال لا ولكن تأخذ من شعرك وتقلم اظفارك وتحلق عانتك وتقص شاربك فذلك تمام أضحيتك عند الله ذكر الخبر الدال على أن الأضحية استعمالها ليس بفرض أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثني أبو صخر عن بن قسيط عن عروة
[ 237 ]
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتي بكبش اقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فاتي به ليضحى به قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة هلمي المدية ثم قال حديها بحجر ففعلت فاخذها وأخذ الكبش فاضجعه ثم ذبحه وقال بسم الله اللهم باسمك من محمد وال محمد ومن امة محمد ثم ضحى به صلى الله عليه وسلم ذكر الخبر الدال على ان الاضحية استعمالها غير فرض أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني قال حدثنا محمد بن معمر البحراني قال حدثنا يحيى بن كثير العنبري قال حدثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رآى أحدكم هلال ذي الحجة وأراد أن يضحى فليمسك عن شعره وأظفاره
[ 238 ]
قال أبو حاتم وهم فيه مالك حيث قال عمرو بن مسلم وإنما هو عمر بن مسلم بن عمار بن أكيمة وأخوه عمرو بن مسلم لم يدركه مالك وهو تابعي روى عنه الزهري
[ 239 ]
ذكر البيان بأن هذا الفعل إنما زجر عنه لمن عنده أضحية يريد ذبحها وأهل عليه هلال ذي الحجة وهي عنده دون من اشتراها بعد هلاله عليه أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال أخبرنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن عمرو عن عمر بن مسلم بن عمار بن أكيمة قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت أم سلمة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحى ذكر خبر ثان يصرح بالشرط الذي تقدم ذكرنا له أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو قال
[ 240 ]
حدثني عمر بن مسلم بن عمار قال كنا في الحمام معي الأضحى فإذا أناس قد أطلوا فقال بعض من في الحمام ان سعيد بن المسيب يكره هذا وينهى عنه قال فلقيت سعيد بن المسيب فذكرت ذلك له فقال بن أخي ان هذا حديث قد نسي حدثتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر وعند أحدكم ذبح يريد أن يذبحه فليمسك عن شعره وأظفاره ذكر الزجر عن ان يضحى المرء بأربعة يجري من الضحايا أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن عبيد بن فيروز عن البراء بن عازب أنه ذكر الأضاحى فقال أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ويدى اقصر من يده فقال أربع لا يضحى
[ 241 ]
بهن العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تنقي فقالوا للبراء فانما نكره النقص في السن والاذن والذنب قال فاكرهوا ما شئتم ولا تحرموا على الناس
[ 242 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي بن أبي طالب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستشرف العين والاذن
[ 243 ]
ذكر الخصال التي إذا كانت في الأضحية لا يجوز ان يضحى بها أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز
[ 244 ]
عن البراء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجوز من الضحايا أربع العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي قال أبو حاتم رضي الله عنه يروى هذا الخبر عن مالك عن عمرو بن الحارث وأخطا فيه لأنه اسقط سليمان بن عبد الرحمن من الإسناد
[ 245 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان عبيد بن فيروز لم يسمع هذا الخبر من البراء أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز قال سألت البراء بن عازب ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأضحية فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع لا تجوز في الأضحى العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والكسير التي لا تنقي
[ 246 ]
ذكر الزجر عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول لا يأكلن أحدكم من لحم أضحيته فوق ثلاث أيام
[ 247 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريج قال أخبرنا نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاث ذكر أمر المصطفي صلى الله عليه وسلم بأكل لحوم الضحايا بعد ثلاث نسخا لما تقدم من نهيه صلى الله عليه وسلم عنه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن أبي الزبير المكى عن جابر بن عبد الله انه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث ثم قال بعد ذلك كلوا وتزودوا وادخروا
[ 248 ]
ذكر خبر ثان يصرح بإباحة الانتفاع بلحوم الأضحية بعد ثلاث أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سعد بن إسحاق عن زينب عن أبى سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث أيام ثم رخص ان ناكل وندخر فقدم قتادة بن النعمان أخو أبي سعيد الخدري فقدموا إليه من قديد الأضحى فقال أليس قد نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سعيد انه قد حدث فيه بعدك أمر كان نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نحبسه فوق ثلاثة أيام ثم رخص ان ناكل وندخر
[ 249 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه زينب هي بنت كعب بن عجرة
[ 250 ]
ذكر العلة التي من أجلها نهى عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن عبد الله بن أبى بكر عن عبد الله بن حكى بن عبد الله بن عمر انه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث قال عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة بنت عبد الرحمن فقالت سمعت عائشة تقول دف ناس من أهل البادية حضره الأضحى في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخروا الثلث وتصدقوا بما بقي قالت عمرة قالت عائشة فلما كان بعد ذلك قيل يا رسول الله لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم ويحملون منها الودك ويتخذون منها الاسقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قالوا يا رسول الله نهيت عن امساك لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت عليكم فكلوا وتصدقوا وادخروا
[ 251 ]
. . .
[ 252 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه الدافة الجماعة يقدمون مجدين في السؤال ذكر خبر رابع يصرح بالانتفاع بلحوم الضحايا بعد ثلاث أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن الجريري عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أهل المدينة لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام قال فشكوا إليه ان لهم عيالا وخدما فقال كلوا واطعموا واحبسوا
[ 253 ]
ذكر الإباحة للمضحى أن يدخر من أضحيته بعد أكله وإطعامه منها أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا الضحاك بن مخلد عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الأضحى من ضحى منكم فلا يصبح بعد ثالثه في بيته شئ من أضحيته فلما كان العام المقبل يوم الأضحى قالوا يا رسول الله نفعل في هذا كما فعلنا في العام الماضي قال لا كان الناس بجهد فأردت ان تعينوا فيها كلوا واطعموا وادخروا ذكر إباحة اتخاذ المرء القديد من لحم أضحيته لسفره أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا أبي قال أخبرنا الحسين بن حكى عن أبى الزبير
[ 254 ]
عن جابر قال أكلنا القديد مع نبي الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ذكر الخبر المصرح بصحة ما ذكرنا ان القديد الذي وصفناه كان من لحم الأضحية أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزود لحم الأضحى إلى المدينة
[ 255 ]
ذكر إباحة الانتفاع بالقديد من لحوم الضحايا في الأسفار أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثنا الزبيدي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال حدثنا أبي قال حدثني ثوبان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلح لحم هذه الأضحية فأصلحته فلم يزل يأكل منه حتى بلغ المدينة
[ 256 ]
ذكر إباحة الانتفاع بلحوم الضحايا من السنة إلى السنة أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبيه عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع أو امرأته أم سليم سألت عائشة عن لحوم الأضاحي فقالت قدم علي بن أبي طالب من غزوت فدخل على أهله فقربت له لحما من لحوم الأضاحي فأبى أن يأكله حتى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم كله من ذي الحجة إلى ذي الحجة
[ 257 ]
. . .
[ 258 ]
48 - كتاب الرهن ذكر ما يحكم للراهن والمرتهن في الرهن إذا كان حيوانا أخبرنا آدم بن موسى بخوار الري حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي حدثنا إسحاق بن الطباع عن بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغلق الرهن له غنمة وعليه غرمة
[ 259 ]
. . .
[ 260 ]
. . .
[ 261 ]
ذكر البيان بأن المرتهن له ركوب الظهر إذا كان مرهونا وشرب لبن الدر إذا كانت النفقة من ناحيته أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا وكيع حدثنا زكريا بن أبى زائدة عن الشعبي عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرهن يركب بنفقته ولبن الدر يشرب إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب ويشرب نفقته
[ 262 ]
ذكر الخبر قد شنع به بعض المعطلة على أهل الحديث حيث حرموا التوفيق لادراك معناه أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند
[ 263 ]
يهودي بثلاثين صاعا من شعير ذكر ثمن الشعير الذي كان لليهودي على المصطفى صلى الله عليه وسلم عند رهنه إياه درعه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا العباس بن الوليد بن صبح حدثنا آدم حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس قال رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له عند يهودي
[ 264 ]
بدينار فما وجد ما يفتكها به حتى مات ذكر البيان بأن الدرع الذي كان عند اليهودي للمصطفى صلى الله عليه وسلم كان ذلك لأجل سبب معلوم فمن أجله لم يسترد درعه منه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش قال ذكر عند إبراهيم الرهن في السلم فقال أخبرني الأسود عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاما الى سنة
[ 265 ]
ورهنه درعا له من حديد
[ 266 ]
1 - باب ما جاء في الفتن أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن زبيد ومنصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
[ 267 ]
. . .
[ 268 ]
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال حدثنا على بن مدرك قال سمعت أبا زرعة يحدث عن جده جرير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استنصت الناس في حجه الوداع ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
[ 269 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا لم يرد به الكفر الذي يخرج عن الملة ولكن معني هذا الخبر ان الشئ إذا كان له أجزاء يطلق اسم الكل على بعض تلك الاجزاء فكما ان الإسلام له شعب ويطلق اسم الإسلام على مرتكب شعبة منها لا بالكلية كذلك يطلق اسم الكفر على تارك شعبة من شعب الإسلام لا الكفر كله وللاسلام والكفر مقدمتان لا تقبل أجزاء الإسلام الا ممن اتي بمقدمته ولا يخرج من حكم الإسلام من اتي بجزء من أجزاء الكفر الا من اتي بمقدمة الكفر وهو الإقرار والمعرفة والانكار والجحد ذكر الاخبار عن تحريش الشياطين بين المسلمين عند إياسها منهم عن الإشراك بالله جل وعلا أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا
[ 270 ]
بن مهدي قال حدثنا سفيان عن أبى الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن إبليس قد يئس أن يعبده المصلون ولكنه في التحريش بينهم
[ 271 ]
ذكر الزجر عن ان يعين المرء أحدا على ما ليس لله فيه رضا أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا المؤمل قال حدثنا سفيان عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعين قومه على غير حق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه
[ 272 ]
ذكر الزجر عن ان يناول المرء اخاه السيف وهو مسلول أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير قال سمعت جابرا يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يتعاطون سيفا بينهم مسلولا فقال ألم أزجركم عن هذا ليغمده ثم يناوله أخاه ذكر لعن الملائكة من أشار بالحديد إلى أخيه أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر قال حدثنا هشام عن محمد
[ 273 ]
عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة وإن كان أخاه لابيه وأمه ذكر العلة التي من اجلها تلعن الملائكة هذا الفاعل أخبرنا بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقي المسلمان مولاه أحدهما صاحبه فهما في النار
[ 274 ]
. . .
[ 275 ]
وقال أحمد بن عبدة ووجدته في موضع أخر والمعلى بن زياد ذكر الزجر عن ان يشير المسلم الى أخيه بالسلاح أخبرنا عبد الله بن قحطبه قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبى الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهي عن ان يتعاطي السيف مسلولا
[ 276 ]
ذكر بعض العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا على بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن محمد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة ويتدارك أحدكم إذ أشار إلى أخيه بحديدة وإن كان أخاه لأبيه وأمه ذكر البعض الآخر من العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبى السري حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشير أحدكم إلى
[ 277 ]
أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع من يده فيقع فيمن يناول
[ 278 ]
ذكر الزجر عن الخذف بالحصي إرادة الأذي بالناس أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن المغفل انه أجرة رجلا يخذف قال لا تخذف فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن الخذف أو قال كره الخذف وقال انه لا يصاد به صيد ولا ينكا به عدو ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين ثم رآه يخذف فقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنت تخذف لا أكلمك كذا وكذا
[ 279 ]
ذكر ما يجب على المرء من لزوم خاصة نفسه وإصلاح عمله عند تغيير الأمر ووقوع الفتن أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عبد الله إذا بقيت في حثالة من الناس قال وذاك ما هم يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم وصاورا هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف بي يا رسول الله قال تعمل ما تعرف ودع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع
[ 280 ]
عوام الناس
[ 281 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء أن يكون عليه في آخر الزمان أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة من الناس قال وذاك ما هم يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم وصاورا هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف ترى يا رسول الله قال تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك
[ 282 ]
وتدع عوام الناس ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث ان آخر الزمان على العموم يكون شرا من أوله أخبرنا على بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري قال حدثنا محمد بن عصام بن يزيد جبر قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه الحجاج فقال اصبروا فإنه لا يأتي عليكم يوم أو زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم
[ 283 ]
ذكر الخبر المصرح بأن خبر أنس بن مالك لم يرد بعموم خطابه على الأحوال كلها أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا محمد بن إبراهيم أبو شهاب عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا الا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
[ 284 ]
وحدثنا الفضل بن الحباب في عقبة حدثنا مسدد حدثنا محمد بن إبراهيم أبو شهاب حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من الدنيا الا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي اسمه اسمي
[ 285 ]
ذكر الأمر بالانفراد بالدين عند وقوع الفتن أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبى سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أوشك أن يكون خير مال المسلم غنيمة يتبع بها سعف الجبال ومواضع القطر يفر بدينه من الفتن
[ 286 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه هكذا أخبرنا أبو خليفة سعف وانما هي بالشين
[ 287 ]
ذكر البيان بأن الفار من الفتن عند وقوعها يكون من خير الناس في ذلك الزمان أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني عبد الواحد بن قيس قال حدثني عروة بن الزبير قال حدثني كرز الهدي قال قال أعرابي يا رسول الله هل لهذا الإسلام من منتهى قال نعم من يرد به خيرا من عرب أو عجم ادخل عليهم قال ثم ماذا يا رسول الله قال ثم أنكر فتن كالظلم قال كلا والله يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صبا يضرب بعضكم رقاب بعض فخير الناس يومئذ مؤمن معتزل في شعب من الشعاب يتقي الله ويذر الناس من شره
[ 288 ]
. . .
[ 289 ]
ذكر إعطاء الله جل وعلا المتعبد عند وقوع الفتن ثواب الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن يحيى بن بسام بالبصرة قال حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مستلم بن سعيد عن منصور بن زاذان عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبادة في الهرج كالهجرة الي
[ 290 ]
ذكر الاخبار بأن الاعتزال في الفتن يجب ان يلزمه المرء دون الوثبة الى كل هيعة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم يتبع شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن
[ 291 ]
ذكر البيان بأن اختلاط الفتن بالمرء يكون على حسب استشرافه لها أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن كرياح الصيف القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي من استشرف لها استشرفته
[ 292 ]
ذكر البيان بأن على المرء عند وقوع الفتن العزلة والسكون وان اتت الفتنة عليه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبى عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبى ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر كيف تفعل
[ 293 ]
إذا جاع الناس حتى لا تستطيع ان تقوم من فراشك الى مسجدك فقلت الله ورسوله اعلم قال تعفف ثم قال كيف تصنع إذا مات الناس حتى تكون البيت بالوصيف قلت الله ورسوله اعلم قال تصبر ثم قال كيف تصنع إذا اقتتل الناس حتى يغرق حجر الزيت قلت الله ورسوله اعلم قال تأتي من أنت فيه فقلت أرأيت إن أتى علي قال تدخل بيتك قلت أرأيت إن أتى علي قال إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فالق طائفة ردائك على وجهك يبوء بإثمك واثمه فقلت أفلا احمل السلاح قال إذا تشركه
[ 294 ]
ذكر البيان بأن عند وقوع الفتن على المرء محبة غيره ما يحبه لنفسه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب
[ 295 ]
عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال سمعت عبد الله بن عمرو يحدث في ظل الكعبة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمنا من ينتضل ومنا من هو في مجشرة ومنا من يصلح خباءه إذ نودي بالصلاة جامعة فاجتمعنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول لم يكن قبلي نبي الا كان حقا على الله ان يدل أمته على ما هو خير لهم وينذرهم ما يعلم انه شر لهم وان هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء فتجئ فتنة المؤمن فيقول هذه مهلكتي ثم تجئ فيقول هذه مهلكتي ثم تنكشف فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الأخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتي إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع قال قلت هذا بن عمك معاوية يأمرنا ان ناكل اموالنا بيننا بالباطل ونهريق دماءنا وقال الله يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وقال ولا تقتلوا أنفسكم قال ثم سكت ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله
[ 296 ]
. . .
[ 297 ]
ذكر البيان بأن على المرء عند الفتن ان يكون مقتولا لا قاتلا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا جعفر بن مهران السباك قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل عن أبى موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة لفتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيما مؤمنا ويمسى كافرا ويسمى مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي كسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارة فإن دخل على أحد بيته فليكن كخير مشهور آدم
[ 298 ]
ذكر البيان بأن الدعاة الى الفتن عند وقوعها إنما هم الدعاة الى النار نعوذ بالله منها أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا شيبان بن أبى شيبة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال قال حدثنا نصر بن عاصم المؤذن قال أتينا اليشكري في رهط من بنى ليث فقال ممن القوم فقلنا بنو ليث فسألناه وسألنا وقالوا إنا أتيناك نسألك عن حديث حذيفة فقال أقبلنا مع أبى موسى قافلين من بعض مغازية قال وغلت الدواب بكار قال فاستأذنت انا وصاحبي أبا موسى فأذن لنا فقدمنا الكوفة باكرا من النهار فقلت لصحابي اني انظر المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك فدخلت المسجد فإذا انا بحلقة كانما قطعت رؤوسهم يستمعون الى حديث رجل قال فجئت فقمت عليهم فجاء رجل فقام الى جنبي فقلت للرجل من هذا فقال أبصري أنت قلت نعم قال قد عرفت انك لو كنت كوفيا لم تسأل عن هذا هذا حذيفة بن وابنه فدنوت منه فسمعته يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن
[ 299 ]
الشر وعرفت ان الخير لم يسبقني فقلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير من شر فقال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه يقولها لي ثلاث مرات قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير من شر قال فتنة وشر قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الشر خير قال هدنة على دخن قال قلت يا رسول الله هدنة على دخن ما هي قال لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فهي ثلاث مرات قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار فان مت يا حذيفة وأنت عاض على جذر خشبة يابسة خير لك من ان تتبع أحدا منهم
[ 300 ]
. . .
[ 301 ]
اليشكري اسمه سليمان ذكر البيان بأن على المرء عند وقوع الفتن السمع والطاعة لمن ولي عليه ما لم يأمره بمعصية أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة حدثنا أبو عمران الجوني سمع عبد الله بن الصامت يقول
[ 302 ]
قدم أبو ذر على عثمان من الشام فقال يا أمير المؤمنين افتح الباب حتى يدخل الناس أتحسبني من قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون فهي حتى يعود السهم على فوقه هم شر الخلق والخليقة والذي نفسي بيده لو امرتي ان اقعد لما قمت ولو امرتني ان اكون قائما لقمت ما أمكنتني رجلاي ولو ربطتني على بعير لم اطلق نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني ثم استاذنه ان يأتي الربذة فأذن له فأتاها فإذا عبد يؤمهم فقالوا أبو ذر فنكص العبد فقيل له تقدم فقال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث ان اسمع وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر جيرانك فأنلهم منها بمعروف وصل الصلاة لوقتها فان أتيت الامام وقد صلى كنت قد احرزت صلاتك والا فهي لك نافلة
[ 303 ]
ذكر الاخبار بأن على المرء عند وقوع الفتن كسر سيفة ثم الاعتزال عنها أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا عثمان الشحام قال حدثني مسلم بن أبى بكرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاثمائة ستكون فتن يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس والجالس خيرا من القائم والقائم خيرا من الماشي والماشي خيرا من الساعي قال رجل يا رسول الله ما تأمرني قال من كانت له إبل فليحلق بابله ومن كان له غنم فليحلق بغنمه ومن كانت له أرض فليحلق بأرضه ومن لم يكن له شئ من ذلك فليعمد الى
[ 304 ]
سيفة فليضرب بحدة على صخرة ثم لينج ان استطاع النجاة ذكر البيان بأن الصلاة والصيام والصدقة تكفر أثام الفتن عمن وصفنا نعته فيها أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا يحيى عن الأعمش قال حدثني شقيق قال سمعت حذيفة قال كنا جلوسا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال قلت انا قال انك لجدير أو لجرئ فكيف قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتنة الرجل في نفسه وأهله وماله وولده وجاره يكفرها الصيام والصدقة والصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا
[ 305 ]
أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر فقلت وما لك غنم يا أمير المؤمنين ان بينك وبينها بابا مغلقا قال فيكسر الباب أم يفتح قال قلت بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا قال قلنا لحذيفة هل كان يعلم من الباب قال نعم كما يعلم ان دون غد الليلة ان حذيفة حدثنا حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سله فسأله فقال عمر
[ 306 ]
ذكر البيان بأن النساء من اخوف ما كان يتخوف صلى الله عليه وسلم اياهن على أمته أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن سليمان التيمى عن أبى عثمان عن أسامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
[ 307 ]
ذكر بعض السبب الذي من أجله يكون عامة فتنة النساء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا عباد بن عباد عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ويل للنساء من الأحمرين الذهب والمعصفر
[ 308 ]
ذكر البيان بأن فتنة النساء من أعظم ما كان يخافها صلى الله عليه وسلم على أمته أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي أبو سعيد قال حدثنا أبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي قال حدثنا أبو قرة عن سفيان الثوري عن سليمان التيمى عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ذكر الاخبار بأن فتنة النساء من اخوف ما يخاف من الفتن على الرجال أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن سليمان التيمى عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة اخوف على الرجال من النساء
[ 309 ]
49 - كتاب الجنايات أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا محمد بن حماد الطهراني قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ان عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه ان النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس بين ظهراني الناس إذ جاءه رجل يستاذنه ان يساره فساره في قتل رجل من المنافقين فهجر النبي صلى الله عليه وسلم بكلامه وقال أليس يشهد أن لا اله الا الله قال بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال أليس يشهد اني رسول الله قال بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال أليس يصلى قال بلى ولا صلاة له فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين نهيت عنهم
[ 310 ]
ذكر الاخبار عن تحريم الله جل وعلا دماء المؤمنين أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا شيبان بن أبى شيبة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال قال أتاني أبو العالية المنكر لي فقال هلما فإنكما أشب شبابا وأوعى للحديث مني فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم المؤذن قال أبو العالية حدث هذين قال بشر حدثنا عقبة بن مالك وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت على قوم فشذ من القوم رجل واتبعه رجل من السرية ومعه السيف شاهره فقال اني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله
[ 311 ]
قال فنمي الحديث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا وعطاء فبلغ القاتل قال فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل يا رسول الله والله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته قال ثم عاد فقال يا رسول الله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس فلم يصبر ان قال الثالثة فاقبل عليه تعرف المساءة في وجهه فقال ان الله حرم على ان اقتل مؤمنا ثلاث مرات
[ 312 ]
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا بشر بن مفضل قال حدثنا بن عون عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبى بكرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال وقف على بعيره وامسك انسان بخطامه أو قال بزمامه فقال أي يوم هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه فقال أليس بيوم النحر قلنا بلى قال فاي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه فقال أليس بذي الحجة قلنا بلى قال فاي بلد هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه فقال أليس البلد الحرام قلنا بلى قال فان دماءكم واموالكم قدماؤهم بينكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا ليبلغ الشاهد منكم الغائب فان الشاهد عسى يبلغ من هو اوعي له منه ذكر البيان بأن تحريم الله جلا وعلا أموال المسلمين ودماؤهم واعراضهم كان ذلك في حجة الوداع قبل ان يقبض الله جلا وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم الى جنته بثلاثة اشهر ويومين أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا عبد الله بن
[ 313 ]
هانئ حدثنا عبد الوهاب الثقفى حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن بن أبى بكرة عن أبى بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشرة شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ثم قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا نعم قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا البلدة قلنا نعم قال أي يوم هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فان دماءكم واموالكم قال محمد وأحسبه قال قدماؤهم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم الا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض الا ليبلغ الشاهد منكم الغائب فلعل بعض من يبلغه يكون اوعي له من بعض من سمعه قال فكان محمد إذا ذكره يقول صدق الله ورسوله قد كان ذاك ثم قال صلى الله عليه وسلم الا هل بلغت
[ 314 ]
ألا هل بلغت ذكر الاخبار عن استدارة الزمان في ذلك الوقت أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا عبد الوهاب الثقفى عن أيوب عن بن سيرين عن بن أبى بكرة عن أبى بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض والسنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ثم قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال فاي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه
[ 315 ]
بغير اسمه قال أليس البلد الحرام قلنا بلى قال فاي يوم هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فان دماءكم واموالكم قال محمد وأحسبه قال قدماؤهم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض الا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه ألا هل بلغت ذكر البيان بان قوله صلى الله عليه وسلم ان دماءكم حرام عليكم لفظة عام مرادها خاص أراد به بعض الدماء لا الكل أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن بن مسعود قال قام مقامي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي لا اله غيره لا يحل دم رجل يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الا في إحدى ثلاث التارك الإسلام المفارق للجماعة
[ 316 ]
والثيب الزاني والنفس بالنفس ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر لم يسمعه الأعمش عن عبد الله بن مرة أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يحل دم مسلم إلا بإحدي ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة ذكر الخبر الدال على ان قوله صلى الله عليه وسلم ان أموالكم حرام عليكم أراد به بعض الأموال لا الكل أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا أبو عامر العقدي عن سليمان بن بلال عن سهيل بن أبى صالح عن عبد الرحمن بن سعد عن أبى حميد الساعدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرئ
[ 317 ]
أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه قال ذلك لشدة ما حرم الله من مال المسلم على المسلم
[ 318 ]
ذكر نفي اسم الإيمان عن القاتل مسلما بغير حقه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن والذي نفس محمد بيده ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليها المؤمنون اعينهم وهو حين ينتهبها مؤمن ولا يقتل أحدكم حين يقتل وهو مؤمن فاياكم إياكم ذكر إيجاب دخول النار للقاتل أخاه المسلم متعمدا أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا خالد بن دهقان قال حدثنا عبد الله بن أبى زكريا قال سمعت أم الدرداء تقول سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ذنب عسي الله ان يغفره الا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا
[ 319 ]
ذكر التغليظ على من قاتل اخاه المسلم حتى قتل أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس والمعلي عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما مولاه أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار
[ 320 ]
ذكر الزجر عن قتل المرء من امنه على دمه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبى شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن زائدة قال حدثني إسماعيل السدي عن رفاعة الفتياني عن عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل امن رجلا على دمه ثم قتله فانا من القاتل برئ وان كان المقتول كافرا
[ 321 ]
قال الشيخ أبو حاتم فتيان بطن من بجيلة يتسر سكنه بمصر ذكر ما يلزم بن آدم من إثم من قتل بعده مسلما لاستنانة ذلك الفعل لمن بعده أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الهمداني عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نفس تقتل ظلما الا كان على بن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من
[ 322 ]
سن القتل ذكر الزجر عن قتل المرء ولده سرا أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبى غنية عن محمد بن المهاجر عن أبيه عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت سمعت رسول الله
[ 323 ]
صلى الله عليه وسلم يقول لا تقتلوا أولادكم سرا فان قتل الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه
[ 324 ]
ذكر العلة التي من اجلها نهي عن قتل المسلمين أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن الصنابح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اني فرطكم على الحوض واني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلن بعدي
[ 325 ]
قال أبو حاتم الصنابح من الصحابة والصنابحى من التابعين ذكر تعذيب الله جلا وعلا في النار من قتل نفسه في الدنيا أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه يهوي في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تردى من جبل متعمدا مولاه نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا
[ 326 ]
. . .
[ 327 ]
ذكر تعذيب الله جل وعلا في النار القاتل نفسه بما قتل به أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من خنق نفسه في الدنيا فقتلها خنق نفسه في النار ومن طعن نفسه طعنها في النار ومن اقتحم مولاه نفسه اقتحم في النار
[ 328 ]
ذكر تحريم الله جلا وعلا الجنة على القاتل نفسه في حالة من الأحوال أخبرنا أحمد بن علي بن المثني حدثنا محمد بن المثني الزمن حدثنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت الحسن يقول حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد فما نسينا منه حدثنا ولا نخشى ان يكون كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج برجل خراج ممن كان قبلكم فأخذ سكينا فوجا بها فما رقا الدم عنه حتى مات فقال الله تبارك وتعالى عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة
[ 329 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به جرير بن حازم أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا شيبان بن عبد الرحمن قال سمعت الحسن يقول ان رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكاها فلم يرقا دمه حتى مات فقال ربكم قد حرمت عليه الجنة ثم الفساد بيده الى المسجد فقال أي والله لقد حدثني بهذا جندب بن عبد الله الأسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد
[ 330 ]
1 - باب القصاص أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للانصار وقال المهاجري يا للمهاجرين قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذاك فقال ما بال دعوي الجاهلية فقالوا يا رسول الله رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنه فقال عبد الله بن أبى بن
[ 331 ]
سلول قد فعلوها أداء رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق فقال دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فإنها منتنه يريد أنه لا قصاص في هذا وكذلك قولهم فإنها ذميمة وما يشبهها
[ 332 ]
ذكر الحكم في القود عن المسلمين وأهل الذمة أو بعضهم مع بعض أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سابور حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس ان يهوديا قتل جارية على اوضاح فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان القود لا يكون الا بالسيف أو الحديد أخبرنا زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي قال حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثني قالا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن هشام بن زيد بن أنس عن أنس بن مالك ان يهوديا قتل جارية على اوضاح لها
[ 333 ]
قتلها بحجر فجئ قال بها وبها رمق قال لها اقتلك فلان فأشارت براسها ان لا ثم قال لها الثانية فاشارت براسها ان لا ثم سألها الثالثة فقالت نعم واشارت براسها فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حجرين ذكر البيان بأن المصطفى قتل قاتل المرأة التي وصفناها بإقراره على نفسه بقتله إياها لا باقرارها عليه به أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد
[ 334 ]
القيسي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك ان جارية وجد رأسها قد رض بين حجرين فقالوا لها من فعل هذا بك فلان وفلان حتى ذكر رجل يهودي فأومات برأسها فأخذ اليهودي فأقر فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرض رأسه بالحجارة
[ 335 ]
ذكر البيان بأن المرء يجب ان يحسن القتلة في القصاص إذ هو من أخلاق المؤمنين أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا جرير بن عبد الحميد عن اني عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اعف الناس قتله أهل الإيمان
[ 336 ]
. . .
[ 337 ]
ذكر الاخبار عن نفي جناية الأب عن ابنه والابن عن أبيه أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عبيد الله بن اياد بن لقيط قال حدثني اياد بن لقيط عن أبى رمثة قال انطلقت مع أبى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رايته قال أبي من هذا قلت لا أدري قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقشعررت حين قال ذلك وكنت اظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشبه الناس فإذا له وفرة بها ردع من حناء وعليه بردان اخضران فسلم عليه أبي ثم أخذ يحدثنا ساعة قال ابنك هذا قال أي ورب الكعبة اشهد به قال اما ان ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه ثم قرا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزر وازرة وزر أخري ثم نظر إلى السلعة التي بين كتفيه فقال يا رسول الله إني كأطب الرجال ألا أعالجها قال طبيبها الذي خلقها
[ 338 ]
. . .
[ 339 ]
قال أبو حاتم اسم أبى رمثة رفاعة بن يثربي التيمى تيم الرباب ومن قال ان أبا رمثة هو الخشخاش العنبري فقد وهم
[ 340 ]
ذكر نفي القصاص في القتل واثبات التوارث بين أهل ملتين أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بمرو وبقرية سنج حدثنا محمد بن عمرو بن الهياج حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الارحبي حدثني عبيدة بن الأسود حدثنا القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن بن عمر قال كانت خزاعة حلفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت بنو بكر رهط من بني كنانة حلفاء لأبي سفيان قال وكانت بينهم موادعة أيام الحديبية فأغارت بنو بكر على خزاعة في تلك المدة فبعثوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمدونه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ممدا لهم في شهر رمضان فصام حتى بلغ قديدا ثم أفطر وقال ليصم الناس في السفر ويفطروا فمن صام اجزأ عنه صومه ومن أفطر وجب عليه القضاء ففتح الله مكة فلما دخلها اسند ظهره الى الكعبة فقال كفوا السلاح إلا خزاعة عن بكر حتى جاءه رجل فقال يا رسول الله انه قتل رجل بالمزدلفة فقال ان هذا الحرم حرام عن أمر الله لم يحل لمن كان قبلي ولا يحل لمن بعدي وانه لم يحل لي إلا ساعة واحدة وانه لا يحل لمسلم ان يشهر فيه سلاحا وانه لا يختلي خلاه ولا يعضد شجرة ولا ينفر صيده فقال رجل يا
[ 341 ]
رسول الله إلا الأذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الأذخر وإن أعتى الناس على الله ثلاثة من قتل في حرم الله أو قتل غير قاتله أو قتل لذحل الجاهلية فقال رجل فقال يا نبي الله إني وقعت على جاريه بني فلان وإنها ولدت لي فأمر بولدي فليرد إلي فقال صلى الله عليه وسلم ليس بولدك لا يجوز هذا في الإسلام والمدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم بينه الولد لصحاب الفراش وبفي العاهر الاثلب فقال رجل يا نبي الله وما الاثلب قال الحجر فمن عهر بامرأة لا يملكها أو بامرأة قوم أخرين فولدت فليس بولده لا يرث ولا يورث والمؤمنون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم يجير عليهم أولهم ويرد عليهم اقصاهم ولا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا تسافر ثلاثا مع غير ذي محرم ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا تصلوا بعد العصر حتى تغرب الشمس
[ 342 ]
. . .
[ 343 ]
ذكر إسقاط القود عن الثنايا العاض أسنان آخر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني بن جريج عن عطاء ان صفوان بن يعلى بن أمية حدثه عن يعلي بن أمية قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة العسرة وكانت أوثق أعمالي في نفسي وكان لي اجير فقاتل انسانا فعض أحدهما صحابه فانتزع أصبعه فسقطت ثنيتاه فجاء
[ 344 ]
الى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته قال وحسبت ان صفوان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدع يده في فيك فتقضهما كقضم الفحل
[ 345 ]
ذكر ابطال القصاص في ثنية العاض يد أخيه إذا انقلعت بجذب المعضوض يده منه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين ان رجلا قاتل رجلا فعض يده فندرت ثنيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعض أحدكم كما يعض الفحل وأبطلها
[ 346 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان شعبة لم يسمع هذا الخبر عن قتادة أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين ان رجلا عض يد رجل فقال بيده هكذا فنزعها من فيه فوقعت ثنيتاه فاختصموا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية لك
[ 347 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به قتادة عن زرارة بن أوفى أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا عطاء بن أبى رباح عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد عض يد رجل فانتزع يده منه فسقطت ثنيتا الذي عضه قال فابطلها النبي صلى الله عليه وسلم وقال أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل ذكر الإخبار عن إسقاط الحرج عمن فقأ عين الناظر في بيته بغير اذنه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث بن سعد وسفيان بن عيينة عن بن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن رجلا اطلع من جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله مدري يحك بها رأسه
[ 348 ]
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو اعلم انك تنظرني لطعنت به في عينك إنما جعل يأمر من أجل البصر
[ 349 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر إنما هو أخبار دون الحكم أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن انسانا اطلع عليك فحذفت عينه ففقأتها لما كان عليك جناح أخبرناه إسماعيل في عقبة حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك
[ 350 ]
ذكر نفي الجناح عمن فقأ عين الناظر في بيته بغير اذنه أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبى حدثنا شعيب بن أبى حمزة عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اطلع أحد في بيتك ولم تأذن له فخذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح
[ 351 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما كان عليك جناح أراد به نفي القصاص والدية أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهري بتستر حدثنا زيد بن أخزم حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع الى دار قوم بغير اذنهم ففقؤوا عنيه فلا دية ولا قصاص ذكر الاخبار عن إسقاط الحرج عن مستأجر المرء في المعدن إذ انهار عليه أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العجماء جرحها جبار والبئر والمعدن جبار وفي الركاز الخمس
[ 352 ]
. . .
[ 353 ]
ذكر اثبات الجبار ما كان من العجماء والبئر والمعدن أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث بن
[ 354 ]
سعد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العجماء جرحها جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس ذكر الاخبار عن نفي لزوم الحرج عن مالك العجماء إذا لم يكن معها سائق أو قائد أو راكب بما اتت عليه أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العجماء جرحها جبار والبئر جبار وفي الركاز الخمس ذكر ما يحكم فيما افسدت المواشى أموال غير اربابها ليلا أو نهارا أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبى السري قال حدثنا عبد الرزاق قال معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة
[ 355 ]
عن أبيه ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا فافسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأرض حفظها بالنهار وعلى أهل المواشى حفظهما صارت
[ 356 ]
. . .
[ 357 ]
. . .
[ 358 ]
2 - باب القسامة ذكر وصف الحكم في القتيل إذا وجد بين القريتين عند عدم البينة على قتله أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا خلف بن هشام البزاز قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن سهل بن أبى حثمة ورافع بن خديج حدثاه ان عبد الله بن سهل ومحصية بن مسعود أتيا خيبر في حاجة لهما فتفرقا مولاه عبد الله بن سهل فاتى النبي صلى الله عليه وسلم اخوه عبد الرحمن بن سهل وابن عمه حويصة قال فتكلم عبد الرحمن فقال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر قال فتكلما بأمر صاحبهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم تستحقون صاحبكم أو قال قتيلكم بايمان خمسين منكم قالوا يا رسول الله لم نشهده كيف نحلف عليه قال فتبرئكم يهود بايمان خمسين منهم قالوا يا رسول الله
[ 359 ]
قوم كفار قال فواده النبي صلى الله عليه وسلم من قبله قال سهل فدخلت مربدا لهم يوما فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة
[ 360 ]
. . .
[ 361 ]
. . .
[ 362 ]
50 - كتب الديات ذكر تفضل الله جل وعلا على هذه الأمة عند القتل بإعطاء الدية عنه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال أخبرنا عبد الله عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن مجاهد عن بن عباس قال كان من قبلكم يقتلون القاتل بالقتيل
[ 363 ]
لا تقبل منه الدية فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الى أخر الآية ذلك تخفيف من ربكم ورحمة يقول فخفف عنكم ما كان على من قبلكم أي الدية لم تكن تقبل فالذي يقبل الدية فذلك عفو فاتباع بالمعروف ويؤدى إليه الذي عفى من أخيه بإحسان
[ 364 ]
ذكر وصف الدية في قتل الخطا الذي يشبه العمد أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا وهيب بن خالد عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح مكة قال لا إله إلا الله صدق عده ونصر عبدة وهزم الأحزاب وحده ألا إن كل مأثرة تحت قدمي هاتين إلا السدانة والسقاية إلا إن قتيل الخطأ العطار العمد قتيل السوط والعصا دية مغلطة منها أربعون في بطونها أولادها
[ 365 ]
. . .
[ 366 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من الدية في قطع أصابع أخيه المسلم أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى عون حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن حكى عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دية اليدين والرجلين سواء عشرة من الإبل لكل أصبع
[ 367 ]
ذكر الإخبار باستواء الأصباع عند قطعها في الحكم بأن فيكل واحدة منها عشرا من الإبل أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن غالب التمار قال سمعت مسروق بن أوس يحدث أنه سمع أبا موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأصابع سواء قلت عشر عشر قال نعم
[ 368 ]
. . .
[ 369 ]
ذكر الإخبار باستواء الأسنان عند قلعها في الحكم بأن في كل واحدة منها خمسة من الإبل أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا الحسن بن ناصح أسمع حدثنا علي بن الحسن بن شقيق عن أبى حمزة عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسنان سواء والأصابع سواء
[ 370 ]
ذكر استواء الخنصر والبنصر في أخذ الأرش بها أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا بن أبى عدي عن شعبة عن قتادة عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأصابع سواء هذه وهذه
[ 371 ]
1 - باب الغرة ذكر وصف الحكم فيمن ضرب بطن امرأة فألقت جنينا ميتا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضلة عن المغيرة بن شعبة قال كانت عند رجل من هذيل امرأتان فغارت إحداهما على الأخرى فرمتها بفهر أو عمود فسطاط فأسقطت فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى فيه بغرة فقال وليها اندي من لا صاح ولا استهل ولا شرب ولا أكل فقال صلى الله عليه وسلم أسجع كسجع الجاهلية وجعلها على أولياء أولياء المرأة
[ 372 ]
. . .
[ 373 ]
ذكر وصف الغرة التي تجب في الجنين الساقط من بطن المرأة المضروبة على ضاربها أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبى سلمة عن أبى هريرة ان امراتين من هذيل رمت إحداهما الأخرى فطرحت جنينها فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة عبد أو وليدة
[ 374 ]
ذكر لفظة اوهمت عالما من الناس أن المرأة الضاربة التي ذكرناها ماتت قبل أخذ العقل من عصبتها أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا بن شهاب عن بن المسيب عن أبى هريرة أن امرأة من بني لحيان ضربت أخرى كانت حاملا فأملصت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في املاص المرأة بغرة عبد أو امة قال فتوفيت المرأة التي عليها العقل فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العقل على عصبتها وأن ميراثها لزوجها وابنها
[ 375 ]
ذكر البيان بأن المرأة التي توفيت كانت المضروبة دون الضاربة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الاعين قال حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة قال حدثنا أسباط عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال كانت امرأتان ضرتان فرمت إحداهما الأخرى بحجر فماتت المرأة فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على العاقلة الدية فقالت عمتها إنها قد اسقطت يا رسول الله غلاما قد نبت شعره فقال أبو القاتلة إنها كاذبة إنه والله ما تسهل ولا شرب ولا أكل فمثله يطل فقال النبي صلى الله عليه وسلم سجع الجاهلية غرة
[ 376 ]
قال بن عباس اسم إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف ذكر الخبر المصرح بأن المتوفاة من المرأتين اللتين ذكرناهما كانت المضروبة دون الضاربة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
[ 377 ]
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن بن المسيب وأبى سلمة عن أبى هريرة قال اقتتلت امراتان من هذيل فرمت إحداهما الأخرى بحجر فقتلها وما في بطنها فاختمصوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دية جنينها غرة عبد أو وليد وقضى بدية المرأة على عاقلتها ويرثها ولدها ومن تبعهم فقال حمل بن النابغة اندي يا رسول الله كيف أغرم من لا أكل ولا شرب ولا نطق ولا استهل فمثل هذا يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذا من احداث الكهان من أجل سجعه الذي سجع
[ 378 ]
ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أنه مضاد لاخبار أبى هريرة التي ذكرناها أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا الحسن بن يحيى الأزدي قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس أن عمر رضوان الله عليه ناشد الناس في الجنين فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال كنت بين امراتين فضربت إحداهما الأخرى فقتلتها وجنينها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بغرة عبد أو امة وأن تقتل بها
[ 379 ]
. . .
[ 380 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الغرة في الجنين الساقط لا يجب على الضارب إلا عبد أو امة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة عبد أو امة أو فرس أو بغل فقال الذي قضى عليه أنعقل من لا أكل ولا شرب ولا صاح ولا استهل مثل ذلك يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا ليقول بقول شاعر فيه غرة عبد أو امة أو فرس أو بغل
[ 381 ]
. . .
[ 382 ]
51 - كتب الوصية أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا يوصى فيه قلت فكيف يأمر الناس بالوصية قال أوصى بكتاب الله
[ 383 ]
ذكر ما يجب على المرء من اعداد الوصية لنفسه في حياته وترك الاتكال على غيره فيها أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبه عنده
[ 384 ]
ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في خبر نافع لم يرد به النفي عما وراءه أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبى السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم تمر عليه ثلاث ليال إلا ووصيته عنده أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن بن شهاب عن عامر بن سعد بن أبى وقاص
[ 385 ]
عن أبيه أنه قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت يا رسول الله بلغ بي من الوجع ما تري وانا ذو مال ولا يرثني الا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي قال لا قلت فبشطره قال لا ثم قال الثلث والثلث كثير أو كبير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن الريح عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك فقلت يا رسول الله أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل وأشار صالحا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على اعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة ذكر إباحة وصية المرء وهو في بلد ناء الى الموصي إليه في بلد آخر أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي
[ 386 ]
قال حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال حدثنا الليث عن بن مسافر عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبى سفيان وهي امرأته إلى أرض الحبشة فلما قدم أرض الحبشة مرض فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة وبعث معها النجاشي شرحبيل بن حسنة
[ 387 ]
52 - كتاب الفرائض ذكر الأمر لأصحاب السهام فريضتهم وإعطاء العصبة باقي المال بعده أخبرنا أحمد بن علي بن المثني حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن بن طاووس عن أبيه عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحقوا المال بالفرائض فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر
[ 388 ]
. . .
[ 389 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به روح بن القاسم ووهيب بن خالد أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقوا المال بالفرائض فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر
[ 390 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر تفرد به عبد الرزاق عن معمر أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو معمر القطيعي إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن حميد المعمري عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألحقوا المال بالفرائض فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر ذكر وصف ما تعطى الجدة من يفرق أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة
[ 391 ]
عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال جاءت الجدة الى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها فقال ما لك في كتاب الله من شئ وما اعلم لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس فقال هل معك غيرك فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذ لها أبو بكر السدس ثم جاءت الجدة الأخرى الى عمر بن الخطاب تسأله ميراثها فقال مالك في كتاب الله من شئ وما كان القضاء الذي قضى به إلا لغيرك وما أنا بزائد في الفرائض شيئا ولكن هو ذلك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما وأيتكما خلت به فهو لها
[ 392 ]
ذكر الاخبار بأن من استهل من الصبيان عند الولادة ورثوا وورثوا واستحقوا الصلاة عليهم أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف القطيعي حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استهل الصبي صلي
[ 393 ]
عليه وورث
[ 394 ]
ذكر البيان بأن الله جل وعلا نفى أخذ المرء المسلم ميراثه من النسب ممن ليس على دين الإسلام أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا بن عيينة عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم
[ 395 ]
. . .
[ 396 ]
ذكر البيان بأن الاخوات مع البنات يكن عصبة أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا إسحاق الأزرق عن مسعر بن كدام عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في ابنة وابنة بن وأخت قال للأبنة النصف ولابنة الابن السدس وما بقي فللأخت
[ 397 ]
1 - باب ذوي الأرحام ذكر الخبر المدحض قول من أبطل توريث ذوي الأرحام أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا حفص بن عمر الحوضي عن شعبة عن بديل بن ميسرة عن علي بن أبي طلحة عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني عن المقدام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك كلا فإلينا ومن ترك مالا فلورثته وأنا وارث من لا وارث له أعقل عنه وأرثه والخال وارث من لا وارث له يعقل عنه ويرثه
[ 398 ]
. . .
[ 399 ]
. . .
[ 400 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بمصر قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال حدثنا راشد بن سعد أن بن عائذ حدثه أن المقدام حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك دينا أو ضيعة فإلي ومن ترك مالا فلورثته وأنا مولى من لا مولى له أفك عنه وأرث ماله والخال مولى من لا مولى له يفك عنه ويرث ماله قال أبو حاتم سمع هذا الخبر راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني عن المقدام وسمعه عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن المقدام بن معدي كرب فالطريقان جميعا محفوظان ومتناهما متباينان ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا القواريري قال حدثنا
[ 401 ]
محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبى ربيعة عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف عن أبى امامة بن سهل بن حنيف قال كتب عمر رضي الله عنه الى أبى عبيدة أن علموا صبيانكم العوم ومقاتلتكم الرمي قال فكانوا يختلفون بين الاغراض قال فجاء سهم غرب فأصاب غلاما فقتله ولم يعلم للغلام أهل إلا خاله فكتب أبو عبيدة الى عمر فذكر له شأن الغلام الى من يدفع عقله فكتب إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله ورسوله مولى من لا مولى له والخال وارث من لا وارث له
[ 402 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بن البنت لا يكون ولد لأبي البنت أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرافقة حدثنا مؤمل بن اهاب حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن حكى حدثنا عبد الله بن بريدة حدثني أبى قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ اقبل الحسن والحسين وعليهما قميصان احمران يقومان ويعثران فنزل إليهما النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما وقال إنما أموالكم واولادكم فتنة
[ 403 ]
ذكر السبب الذي من أجله فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى عون حدثنا أبو عمار حدثنا على بن الحسين بن حكى حدثني أبى حدثني عبد الله بن بريدة قال سمعت أبى بريدة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان احمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال صدق الله إنما أموالكم واولادكم فتنة نظرت الى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم اصبر حتى قطعت حديثي فرفعتهما
[ 404 ]
53 - كتاب الرؤيا ذكر البيان بأن اصدق الناس رؤيا من كان اصدق حديثا في اليقظة أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار المرادي قال حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب واصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا والرؤيا جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة قال أبو هريرة أحب القيد في النوم وأكره الغل القيد في النوم ثبات في الدين
[ 405 ]
. . .
[ 406 ]
. . .
[ 407 ]
ذكر الوقت الذي تكون الرؤيا فيه اصدق الرؤيا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه عن أبى الهيثم عن أبى سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اصدق الرؤيا بالأسحار ذكر الفصل بين الرؤيا التي هي من أجزاء النبوة وبين الرؤيا التي لا تكون كذلك أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا الحكم بن موسى السمسار قال حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثنا يزيد بن عبيدة قال حدثني أبو عبيد الله مسلم بن مشكم عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا ثلاثة منها تهويل من الشيطان ليحزن بن آدم ومنها ما يهم به الرجل في
[ 408 ]
يقظته فرآه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة فقلت له أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر البيان بأن الرؤيا الصالحة هي جزء من أجزاء النبوة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
[ 409 ]
ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في خبر أنس بن مالك وعوف بن ملك لم يرد به النفي عما وراءه أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبدان قال حدثنا على بن سعيد المسروقى قال حدثنا بن إدريس عن أبيه عن جده عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا جزء من سبعين جزءا من النبوة
[ 410 ]
ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عما يبقى من مبشرات النبوة بعده أخبرنا أحمد بن محمود بن مقاتل الشيخ الصالح حدثنا بن أبى عمر العدني حدثنا سفيان عن سليمان بن سحيم مولى آل عباس عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبى بكر فقال إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ألا وإني نهيت أن أقر راكعا أو ساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ذكر أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم في علته أن الرؤيا الصالحة من مبشرات النبوة بعده صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
[ 411 ]
الوليد بن شجاع حدثنا إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال اللهم هل بلغت ثلاثا انه لم يبق من مبشرات النبوة الا الرؤيا يراها العبد الصالح أو ترى له ذكر البيان بأن الرؤيا المبشرة تبقى في هذه الامة عند انقطاع النبوة أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبى يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز الكعبية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذهبت النبوة وبقيت المبشرات
[ 412 ]
ذكر البيان بأن المبشرات التي تقدم ذكرنا لها هي الرؤيا الصالحة أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن زفر بن صعصعة بن مالك عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ويقول إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة
[ 413 ]
ذكر وصل الرؤيا التي يحدث بها والتي لم يحدث بها أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت وكيع بن عدس يحدث أنه سمع عمه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول رؤيا المسلم جزء من أربعين جزءا من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث فإذا حدث بها وقعت
[ 414 ]
. . .
[ 415 ]
ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا هشيم حدثنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبى رزين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا على رجل طائر ما لم يعبر عليه فإذا عبرت وقعت قال وأحسبه قال لا يقصها إلا على واد أو ذي أجرة
[ 416 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه الصحيح بالحاء كما قاله هشيم وشعبة واهم في قوله عدس فتبعه الناس ذكر اثبات رؤية الحق لمن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا أنس بن عياض قال حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد أجرة الحق
[ 417 ]
ذكر السبب الذي من أجله اطلق رؤية الحق على من رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم في منامه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من راني في المنام فقد أجرة الحق إن الشيطان لا يتشبه بي ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فقد أجرة الحق أراد به فكأنما رآه في اليقظة أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبى كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبى عبد الرحيم عن زيد بن أبى أنيسة عن عون بن أبى جحيفة
[ 418 ]
عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من راني في المنام فكأنما راني في اليقظة فإن الشيطان لا يتشبه بي ذكر اعجاب المصطفى صلى الله عليه وسلم الرؤيا إذا قصت عليه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فورخ قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت قال قال أنس بن مالك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا فربما أجرة الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه فإذا أثنى عليه معروفا كان أعجب لرؤياه إليه فأتته امرأة فقالت يا رسول الله رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة فأدخلت الجنة فمسعت وجبة انتحت لها الجنة فنظرت
[ 419 ]
فإذا فلان وفلان وفلان فسمعت اثنى عشر رجلا كان رسول اله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل ذلك فجئ بهم عليهم ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل اذهبوا بهم الى نهر البيذخ قال فغمسوا فيه قال فخرجوا ووجوهم كالقمر ليلة البرد فاتوا بصحفة من ذهب فيها بسرة فاكلوا من بسرة ما شاؤوا ما يقلبونها من وجه الا اكلوا من الفاكهة ما أرادوا وأكلت معهم فجاء البشير من تلك السرية فقال كان من أمرنا كذا وكذا فاصيب فلان وفلان وفلان حتى عد اثنى عشرة رجلا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة فقال قصي رؤياك فقصتها وجعلت تقول جئ بفلان وفلان كما قال الرجل
[ 420 ]
ذكر الزجر عن أن يقص المرء رؤياه الا على العالم أو الناصح له أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبى رزين العقيلي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا جزء من سبعين جزءا من النبوة والرؤيا معلقة برجل طير ما لم يحدث بها المؤلف فإذا حدث بها وقعت فلا تحدث بها الا عالما أو ناصحا أو حبيبا ذكر الزجر عن أن يخبر المرء أحدا إذا أجرة في نومه بتلعب الشيطان به أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث عن أبى الزبير
[ 421 ]
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعرابيا جاءه فقال إني حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام ذكر ما يعاقب به في القيامة من أرى عينيه في المنام ما لم تريا أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو الجوزاء أحمد بن عثمان قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا بن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يري عينيه
[ 422 ]
في المنام ما لم ير يكلف يوم القيامة ان يعقد بين شعيرتين والذي يستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في اذنه الانك يوم القيامة ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان لمن رأى منامه ما يكره أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة قال حدثنا حفص بن عمر الحوضى عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال كنت أرى الرؤيا فتمضرنى حتى سمعت أبا قتادة يقول كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فليقصه على من حب وإذا رأى أحدكم
[ 423 ]
ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وليتفل عن يساره ثلاثا ذكر البيان بأن من تعوذ بالله من الشيطان عند رؤيته ما يكره في منامه لم يضره ذلك أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبى سلمة عن عبد الرحمن قال سمعت أبا قتادة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا من
[ 424 ]
الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم الشئ يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره إن شاء الله قال أبو سلمة إن كنت لأرى الرؤيا هي اثقل على من الجبل فلما سمعت هذا الحديث ما كنت أباليها ذكر الأمر لمن رأى في منامه ما يكره أن يتحول من شقة الى شقة الآخر بعد النفث والتعوذ اللذين ذكرناهما أخبرنا محمد بن الحسين بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن أبى الزبير
[ 425 ]
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا ويتحول عن جنبه الذي كان عليه
[ 426 ]
54 - كتاب الطب ذكر الأمر بالتداوي إذ الله جل وعلا لم يخلق داء الا خلق له دواء خلا شيئين أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا زياد بن علاقة سمع أسامة بن شريك يقول شهدت النبي صلى الله عليه وسلم والاعراب يسألونه يا رسول الله هل علينا جناح في كذا مرتين فقال عباد الله وضع الله الحرج إلا امرؤ اقترض من عرض أخيه شيئا فذلك الذي حرج قالوا يا رسول الله فهل علينا جناح أن نتداوي فقال تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء الا وضع له دواء قالوا يا رسول لله فما خير ما أعطي العبد قال خلق حسن
[ 427 ]
قال سفيان ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا ذكر الاخبار عن إنزال الله لكل داء دواء يتداوي به أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبى عبد الرحمن السلمي قال أخبرنا بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لم ينزل داء إلا نزل معه دواء جهله من جهله وعلمه من علمه
[ 428 ]
ذكر الاخبار بأن العلة التي خلقها الله جل وعلا إذا عولجت بدواء غير دوائها لم تبرأ حتى تعالج به أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله ذكر وصف الشيئين اللذين لا دواء لهما أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا بن إدريس عن مسعر وسفيان هو الثوري عن زياد بن علاقة
[ 429 ]
عن أسامة بن شريك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وقد انزل له شفاء إلا السام والهرم ذكر الزجر عن تدواي المرء بما لا يحل استعماله من الأشياء كلها أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبى قال حدثنا شعبة عن سماك سمع علقمة بن وائل يحدث
[ 430 ]
عن أبيه انهم اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه رجل من خثعم يقال له سويد بن طارق فقال إنا نصنع الخمر فنهاه عنها فقال إنما تداوي بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست بدواء إنها داء ذكر الأمر بإبراد الحمى بالماء بذكر يسير مجملة غير مفسرة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن شدة الحمي من فيح جهنم فأبردوها بالماء
[ 431 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمي من فور جهنم فاطفئوها بالماء ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرناها بأن شدة الحمى إنما تبرد بماء زمزم دون غيره من المياه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
[ 432 ]
أبى شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا أبو جمرة قال كنت ادفع الناس عن بن عباس فاحتبست أياما فقال ما حبسك قلت الحمى قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الحمي من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز اتخاذ النشرة للأعلاء أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب فقال أخبرني داود بن عبد الرحمن المكى عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن الشماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه دخل عليه فقال اكشف
[ 433 ]
الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن الشماس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في قدح فيه ماء فصبه عليه ذكر الأمر بالتداوي بالقسط من ذات الجنب أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
[ 434 ]
بن وهب قال أخبرنا يونس أن بن شهاب أخبره قال حدثني عبيد الله بن عتبة أن أم قيس بنت محصن وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة بن محصن أخبرتني وثلاثمائة اتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها لم يأكل الطعام وقد أعلقت عليه من العذرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تدغرن أولادكن بهذا الإعلاق عليكن بهذا العود الهندي يعنى به الكست فإن فيه سبعة اشفية منها ذات الجنب الكست يعنى القسط قاله الشيخ
[ 435 ]
ذكر الأمر بالتداوي بالحبة السوداء لمن كان ذلك ملائما لطبعه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل شئ إلا السام يريد الموت
[ 436 ]
ذكر الأمر بالاكتحال بالأثمد صارت إذ استعماله يجلو البصر أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير
[ 437 ]
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير اكحالكم الاثمد عند النوم ينبت الشعر ويجلو البصر ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم خير اكحالكم يريد به من خير اكحالكم أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا العباس بن الوليد قال حدثنا وهيب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من خير اكحالكم الاثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر
[ 438 ]
ذكر البيان بأن في الكمأة شفاء من علل العين أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده اكمؤ فقال هؤلاء من المن وماؤها شفاء للعين
[ 439 ]
ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن ألبان البقر نافعة لكل من به علة من العلل أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى عون قال حدثنا حميد بن زنجويه قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انزل
[ 440 ]
الله داء إلا انزل له دواء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر ذكر الاخبار عن استعمال المرء الحجم عند تبيغ الدم به أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
[ 441 ]
بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أن جابر بن عبد الله عاد المقنع فقال لا أبرح حتى تحتجم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء ذكر إباحة الاحتجام للمرء على الكاهل ضد قول من كرهه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبى قال سمعت قتادة
[ 442 ]
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على الاخدعين والكاهل ذكر الإباحة للمرء أن يحتجم على غير الاخدعين من بدنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار انكحوا أبا هند وانكحوا إليه فقال إن كان في شئ مما تداوون به خير فالحجامة
[ 443 ]
ذكر الأمر بالاكتواء لمن به علة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عباد المكي قال حدثنا بن أبى فديك عن بن أبى ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بابن زرارة أن يكوى ذكر العلة التي من أجلها أمر أسعد بالاكتواء أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا معمر عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كوي أسعد بن زرارة من الشوكة
[ 444 ]
. . .
[ 445 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه تفرد بهذا الحديث يزيد بن زريع ذكر الزجر عن أن يكوي المرء شيئا من بدنه لعلة تحدث أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن الحسن عن عمران بن حصين قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي فاكتوينا فما افلحنا ولا أنجحنا
[ 446 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله قال جاء ناس فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صاحب لهم أن يكووه فسكت ثم سألوه ثلاثا فسكت وكره ذلك ذكر الخبر الذي يعارض في الظاهر هذا الزجر المطلق أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا أبو الزبير
[ 447 ]
عن جابر قال رمي يوم الأحزاب سعد فقطع اكحله فنزفه فانتفخت يده فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار فنزفه فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار أخرى قال أبو حاتم الزجر عن الكي في خبر عمران بن حصين إنما هو الابتداء به من غير علة توجبه كما كانت العرب تفعله تريد به الوسم وخبر جابر فيه إباحة استعماله لعلة تحدث من غير الاتكال عليه في برئها ضد قول من زعم أن أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم تتضاد
[ 448 ]
55 - كتاب الرقى والتمائم أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم بالموسم فرأيت أمتي فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم قد ملؤوا السهل والجبل فقال يا محمد أرضيت قلت نعم أي رب قال ومع هؤلاء سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقال عكاشة ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قال رجل آخر ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكاشة
[ 449 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل حلقة فقال ما هذا قال من الواهنة قال ما تزيدك إلا وهنا انبذها عنك فإنك إن تمت وهي عليك وكلت عليها
[ 450 ]
ذكر الزجر عن تعليق التمائم التي فيها الشرك بالله جل وعلا أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة بن شريح أن خالد بن عبيد المعافري حدثه عن مشرح بن هاعان انه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له
[ 451 ]
. . .
[ 452 ]
ذكر الزجر عن الاسترقاء بلفظة مطلقة اضمرت كيفيتها فيها أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد عن عقار بن المغيرة بن شعبة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل
[ 453 ]
ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا موسى بن محمد بن حيان قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن الحسن عن عمران بن حصين أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
[ 454 ]
عضده حلقة من صفر فقال ما هذه قال من الواهنة قال ايسرك أن توكل إليها انبذها عنك ذكر الخبر الدال على صحة تلك العلة التي هي مضمرة في نفس الخطاب أخبرنا الحسين بن محمد بن أبى معشر قال حدثنا محمد بن وهب بن أبى كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبى عبد الرحيم عن زيد بن أبى أنيسة عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أبى الصهباء عن عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عرض علي الليلة الأنبياء فكان الرجل يجئ معه الرجل ويجئ معه الرجلان ويجئ معه النفر كذلك حتى رأيت سوادا كثيرا فظننت انهم أمتي فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء قوم موسى ثم رأيت
[ 455 ]
سوادا كثيرا قد سد أفق السماء فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء من أمتك ففرحت بذلك وسررت به ثم قيل إنه يدخل بعد هؤلاء من أمتك الجنة سبعون الفا لا حساب عليهم ولا عذاب ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال القوم من هؤلاء فتراجعوا ثم اجمع رأيهم انهم من ولد في الإسلام وثبت فيه ولم يدرك شيئا من الشرك فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عنهم فقال الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون قال الشيخ أبو حاتم رضي الله عنه العلة في الزجر عن
[ 456 ]
الاكتواء والاسترقاء هي أن أهل الجاهلية كانوا يستعملونها ويرون البرء منهما من غير صنع الباري جل وعلا فيه فإذا كانت هذه العلة موجودة كان الزجر عنهما قائما وإذا استعملهما المرء وجعلهما سببين للبرء الذي يكون من قضاء الله دون أن يرى ذلك منهما كان ذلك جائزا ذكر التغليظ على من قال بالرقى والتمائم متكلا عليها حدثنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا واصل بن عبد الأعلى قال حدثنا بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن يحيى بن الجزار قال دخل عبد الله على امرأة وفي عنقها شئ معوذ فجذبه فقطعه ثم قال لقد مطرف آل عبد الله أغنياء أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرقى والتمائم والتولة شرك قالوا يا أبا عبد الرحمن هذه الرقى والتمائم قد عرفناها فما التولة قال شئ يصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن
[ 457 ]
أخبرنا أبو يعلى بالموصل قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا عبيدة بن حميد قال حدثنا الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ولى خال يرقي من العقرب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل
[ 458 ]
ذكر الخبر الدال على أن الرقى المنهي عنها إنما هي الرقى التي يخالطها الشرك بالله جل وعلا دون الرقى التي لا يشوبها شرك أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثني إسحاق بن سليمان عن الجراح بن الضحاك عن كريب الكندي قال أخذ بيدي على بن الحسين فانطلقنا الى شيخ من قريش يقال له بن أبى حثمة يصلى الى إسطوانة فجلسنا إليه فلما رأى عليا انصرف إليه فقال له علي حدثنا حديث أمك في الرقية قال حدثتني أمي أنها كانت ترقي في الجاهلية فلما جاء الإسلام قالت لا أرقي حتى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته فاستأذنته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقي ما لم يكن فيها شرك
[ 459 ]
. . .
[ 460 ]
ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الرقية التي أباح استعمال مثلها لأمته صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال لدغتني عقرب عند النبي صلى الله عليه وسلم فرقاني
[ 461 ]
ومسحها ذكر إباحة استرقاء المرء للعل التي تحدث بهما يبيحه الكتاب والسنة أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله ما تقول في ذلك قال اعرضوا علي رقاكم ولا بأس بالرقي ما لم يكن شرك
[ 462 ]
ذكر الخبر المدحض قول من نفي جواز استعمال الرقي للمسلمين أخبرنا السختياني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا معاوية بن صالح عن ازهر بن سعيد الحرازي عن عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة أن ميمونة قالت لي يا بن أخي الا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قالت باسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت
[ 463 ]
قال أبو حاتم الصواب ازهر بن سعد لا سعيد ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا على بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وثلاثمائة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقى امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف إلا أنت ذكر الخبر المصرح بإباحة الرقية للعليل بغير كتاب الله ما لم يكن شركا أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي فقيل
[ 464 ]
يا رسول الله انك نهيت عن الرقي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم ان ينفع اخاه فليفعل أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال عالجيها بكتاب الله قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم عالجيها بكتاب الله أراد عالجيها بما يبيحه كتاب الله لأن القوم كانوا يرقون في الجاهلية بأشياء فيها شرك فزجرهم بهذه اللفظة عن الرقي إلا بما يبيحه كتاب الله دون ما يكون شركا
[ 465 ]
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا تلك الصفة المعبر عنها في الباب المتقدم أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالمريض يدعو ويقول اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ذكر البيان بأن استرقاء المرء عند وجود العلل من قدر الله أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا عمرو بن الحارث حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي محمد بن الوليد حدثني محمد بن مسلم حدثني عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال يا رسول الله أرأيت دواء نتداوي به ورقي نسترقى بها وأشياء نفعلها هل ترد من قدر الله قال يا كعب بل هي من قدر الله
[ 466 ]
عمرو بن الحارث حمصي ثقة وليس عمرو بن الحارث المصري ذكر إباحة الاسترقاء للمرء من لدغ العقارب أخبرنا محمد بن غيلان بأذنة قال حدثنا محمد بن سليمان لوين قال حدثنا أبو الأحوص عن اني عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحية والعقرب
[ 467 ]
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال حدثني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنى عمرو بن عوف في رقية الحية ذكر الأمر والناض من العين لمن أصابته أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
[ 468 ]
أبى شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر بن كدام حدثنا معبد بن خالد عن عبد الله بن شداد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها ان تسترقى من العين ذكر الإباحة للمرء أن وتواصلت إذا عانه أخوه المسلم أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا موسى بن السندي قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان عن يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أنس بن مالك قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والنملة والحمة
[ 469 ]
ذكر الأمر لمن رأى بأخيه شيئا حسنا أن يبرك له فيه فان عانه توضأ له أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن محمد بن أبى امامة بن سهل بن حنيف انه سمع أباه أبا امامة يقول اغتسل أبى سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر قال وكان
[ 470 ]
سهل رجلا أبيض حسن الجلد قال فقال عامر بن ربيعة ما اريت كاليوم ولا جلد عذراء فوعك سهل مكانه فاشتد وعكه فاتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن سهلا وعك وأنه غير رائح معك يا رسول الله فاتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره سهل الذي كان من شان عامر بن ربيعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق توضأ له فتوضأ له عامر بن ربيعة فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس ذكر وصف الوضوء الذي ذكرناه لمن وصفناه أخبرنا عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب بحمص حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا إسحاق بن يحيى الكلبي حدثنا محمد بن مسلم بن شهاب
[ 471 ]
حدثني أبو امامة بن سهل بن حنيف أن عامر بن ربيعة أخا بنى عدي بن كعب أجرة سهل بن حنيف وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخرار يغتسل فقال والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة قال فلبط سهل فاتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف لا يرفع رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تتهمون من أحد قالوا نعم عامر بن ربيعة رآه يغتسل فقال والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة فتغيظ عليه وقال علام يقتل أحدكم أخاه ألا تبرك اغتسل له فغسل له عامر فراح سهل مع الركب ليس به بأس
[ 472 ]
قال والغسل أن يؤتى بالقدح فيدخل الغاسل كفيه جميعا فيه ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيغسل صدره في القدح ثم يدخل يده فيغسل ظهره ثم يأخذ بيده اليسرى يفعل مثل ذلك ثم يغسل ركبتيه واطراف أصابعه من ظهر القدم ويفعل ذلك بالرجل اليسرى ثم يعطى ذلك الإناء
[ 473 ]
قبل أن يضعه بالأرض الذي أصابه العين ثم يمج فيه ويتمضمض ويهريق على وجهه ويصب على رأسه ويكفئ القدح من وراء ظهره ذكر الأمر بالاغتسال لمن عانه أخوه المسلم أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفى حدثنا محمد بن عبد الرحيم صاعقة حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا وهيب عن بن طاووس عن أبيه عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق ولو كان شئ سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا حدثنا الثقفى حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب مثله
[ 474 ]
ذكر الخبر المدحض قول من كره استعمال الرقى عند الحوادث تحدث أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا عثمان بن أبى شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر بن كدام قال حدثنا معبد بن خالد عن عبد الله بن شداد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها أن تسترقى من العين ذكر إباحة أخذ الراقي الأجرة على رقيته التي وصفناها أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد قال أخبرنا زكريا بن أبى زائدة عن الشعبي عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه انه مر بقوم عندهم مجنون موثق في الحديد فقال له بعضهم عندك شئ تداوي هذا به فإن صاحبكم قد جاء بخير قال فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام كل يوم مرتين فبرأ فأعطاه مائة شاه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له صلى الله عليه وسلم كل فمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق
[ 475 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن زكريا عن عامر عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه انه اتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم اقبل راجعا من عنده فمر على قوم عندهم رجل موثق بالحديد فقال أهله إنه قد حدثنا أن ملككم هذا قد جاء بخير فهل عندك شئ ترقيه فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ فأعطوني مائة شاة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق
[ 476 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم خذها أراد به جواز ذلك الشئ المأخوذ مع جواز استعماله في المستقبل لأن الشاء أخذها الراقي قبل أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم سأل بعد ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خذها أراد به جواز فعل الماضي والمستقبل معا وعم خارجة بن الصلت علاقة بن صحار السليطى وسليط من بنى تميم ذكر الإباحة للمرء أخذ الأجرة المشترطة في البداية على الرقي أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال حدثنا عثمان بن أبى شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدري قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فمررنا على أهل أبيات فاستضفناهم فأبوا ان يضيفونا فنزلوا بالعراء فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا هل فيكم أحد يرقى قال قلت نعم انا الخركوشي قالوا أرق صاحبنا قلت لا قد استضفناكم فأبيتم ان تضيفونا قالوا فانا نجعل لكم جعلا قال فجعلوا لي ثلاثين شاة قال فأتيه فجعلت امسحه واقرا بفاتحة الكتاب حتى برا فاخذنا الشاء فقلنا نأخذها ونحن لا نحسن
[ 477 ]
نرقى فما نحن بالذي نأكلها حتى نسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتيناه فذكرنا ذلك له قال فجعل يقول وما يديك وثلاثمائة رقية قال قلت يا رسول الله ما دريت وثلاثمائة رقية شئ ألقاه الله في نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا واضربوا لي معكم بسهم
[ 478 ]
. . .
[ 479 ]
. . .
[ 480 ]
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبى شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أخيه بن سيرين عن أبى سعيد الخدري قال نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت إن سيد الحي سليم لدغ فهل فيكم من راق قال فقام معها رجل منا كنا نظنه يحسن رقية فرقى بفاتحة الكتاب فبرا فاعطوه غنما وسقوه لبنا قال فقلت لا تحركوه حتى ناتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال ما كان يدريه وثلاثمائة رقية اقسموا واضربوا إلى بسهم معكم
[ 481 ]
56 - كتاب العدوي والطيرة والفال أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثني يحيى بن عتيق عن بن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي ولا طيرة ويعجبنى الفال
[ 482 ]
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث انه مضاد لقوله صلى الله عليه وسلم لا عدوي أو ناسخ له أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوي وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يورد ممرض على مصح قال أبو سلمة فكان أبو هريرة يحدث بهما كليهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله لا عدوي واقام على أن لا يورد ممرض على مصح فقال الحارث بن أبى ذئاب وهو بن عم أبى هريرة كنت اسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثا أخر قد سكت عنه كنت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك وقال لا يورد ممرض على مصح قال أبو سلمة ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوي ولا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر
[ 483 ]
. . .
[ 484 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه ليس بين الخبرين تضاد ولا أحدهما ناسخ للأخر ولكن قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوي سنة تستعمل على العموم وقوله صلى الله عليه وسلم لا يورد ممرض على مصح أراد به أن لا يورد الممرض على المصح ويراد به الاعتقاد في استعمال العدوي أن تضر بأخيه في القصد وإن لم تضر العدوي ذكر الزجر عن قول المرء بالعدوي والصفر الذي كان يقول به أهل الجاهلية أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي ولا صفر ولا هامة فقال الغلام يا رسول الله فما بال الإبل تكون في
[ 485 ]
الرمل كأنها الظباء فيجئ البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها قال فمن أعدي الأول
[ 486 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة اختلف على أبى هريرة فيها ونفى صحتها أصلا أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال أخبرنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طيرة ولا هامة ولا عدوي ولا صفر فقال رجل يا رسول الله إنا لنأخذ الشاة الجرباء فنطرحها في الغنم فتجرب الغنم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول
[ 487 ]
ذكر الاخبار عن نفي جواز قول المرء بالعدوي أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوي ولا طيرة جرب بعير واجرب مائة فمن أعدى الأول ذكر الزجر عن استعمال المرء العدوي في ذوات الأربع أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا شجاع بن الوليد عن عبد الله بن شبرمة عن أبى زرعة عن أبى هريرة قال جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله النقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشتمل الإبل كلها جربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أعدي الأول حياتها ومصيبتها ورزقها يريد بيد الله
[ 488 ]
قال الشيخ الصواب مماتها ولكن كذا مصيبتها قاله الشيخ ذكر الإباحة للمرء مؤاكلة ذوي العاهات ضد قول من كرهه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا مفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة وقال كل باسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه
[ 489 ]
. . .
[ 490 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه مفضل بن فضالة هذا هو أخو مبارك بن فضالة ليس بالمفضل بن فضالة القتباني وهما جميعا ثقتان ذكر الزجر عن تطير المرء في الأشياء أخبرنا أحمد بن على بن المثني قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفال ويكره الطيرة
[ 491 ]
ذكر التغليظ على من تطير في أسبابه متعريا عن التوكل فيها أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم الأسدي عن زر بن حبيش عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك وما منا الا ولكن يذهبه الله بالتوكل
[ 492 ]
ذكر الخبر الدال على أن الطيرة تؤذى المتطير خلاف ما تؤذى غير المتطير أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير بن معاوية عن عتبة بن حميد قال حدثني عبيد الله بن أبى بكر أنه سمع عن أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طيرة والطيرة على من تطير وإن تك في شئ ففي الدار والفرس والمرأة
[ 493 ]
ذكر ما يجب على المرء من لزوم التفاؤل وترك التطير اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا على بن المديني قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طيرة وخيرها الفال قيل يا رسول الله وما الفأل قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
[ 494 ]
ذكر وصف الفال الذي كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم وكان عسرا نكدا قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طيرة وخير الفال الكلمة الصالحة يسمعها غيركم
[ 495 ]
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اقروا الطير على مكناتها
[ 496 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم اقروا الطير على مكناتها لفظة أمر مقرونة بترك ضده وهو أن لا ينفروا الطيور عن مكناتها والقصد من هذا الزجر عن شئ ثالث وهو أن العرب كانت إذا أرادت أمرا جاءت إلى وكر الطير فنفرته فإن تيامن مضت للأمر الذي عزمت عليه وإن تياسر أغضت عنه وتشاءمت به فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن استعمال هذا الفعل بقوله اقروا الطير على مكناتها
[ 497 ]
1 - باب الهام والغول ذكر الزجر عن قول المرء بالهام الذي كان يقول به أهل الجاهلية أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن مهران الجمال الرازي قال حدثنا عيسى بن يونس عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبى كثير قال حدثني الحضرمي بن الحق عن سعيد بن المسيب قال سألت سعد بن أبى وقاص عن الطيرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوي ولا طيرة ولا هام فان تك الطيرة في شئ ففي المرأة والفرس والدار
[ 498 ]
ذكر الزجر عن قول المرء باغتيال الغول إياه أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى حدثنا عمرو بن على بن بحر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوي ولا صفر ولا غول
[ 499 ]
57 - كتاب النجوم والانواء ذكر الاخبار عما يجب على المرء من مجانبه القضايا والاحكام بالنجوم أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري قال أخبرني على بن حسين أن بن عباس قال أخبرني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار انهم بينما هم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رمي بنجم فاستنار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا قالوا كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم ومات الليلة رجل عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرا سبح العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى
[ 500 ]
يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم فيخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا ويخطف الجن فيلقونه الى أوليائهم ويرمون فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقرفون فيه أو يزيدون الشك من مبشر ذكر التغليظ على من قال بالاختيارات والاحكام بالتنجيم أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال أخبرني عتاب بن حنين قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو امسك الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله لأصبحت
[ 501 ]
طائفة منهم بها كافرين يقولون مطرنا بنوء المجدح
[ 502 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه المجدح هو الدبران وهو المنزل الرابع من منازل القمر ذكر الزجر عن قول المرء بعيافة الطيور واستعمال الطرق أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن زيد عن عوف عن حيان بن مخارق أبى العلاء عن قطن بن قبيصة بن المخارق عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العيافة والطيرة والطرق من الجبت
[ 503 ]
قال أبو حاتم الطرق التنجيم والطرق اللعب بالحجارة للاصنام ذكر إطلاق اسم الكفر على من رأى الامطار من الأنواء أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن صالح بن جلس عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد الجهني قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبيه في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال قال مطرف من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ذكر الزجر عن قول المسلم في الحوادث ينسبها الى الأنواء أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حدثنا العلاء عن أبيه
[ 504 ]
عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي ولا هامة ولا صفر ولا نوء ذكر البيان بأن من حكم بمجئ المطر في وقت بعينه كذبه فجره إذ الله جل وعلا أستأثر بعلمه دون خلقه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي قال أخبرنا عبد الله بن دينار عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفاتح العلم خمس لا يعلمها الا الله لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد
[ 505 ]
إلا الله ذكر ما يستحب للمرء الاستمطار في أول مطر يجئ في السنة أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال مطرنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر عن ثوبه للمطر قلنا لم صنعت هذا يا رسول الله قال إنه حديث عهد بربه
[ 506 ]
كتاب 58 - الكهانة والسحر أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد وعبدان الحراني قالا حدثنا الحسن بن محمد بن اعين حدثنا معقل بن عبيد الله عن الزهري أخبرني يحيى بن عروة انه سمع عروة يقول قالت عائشة سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بشئ قالوا يا رسول الله انهم يحدثون أحيانا بالشئ يكون حقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الجن يحفظها فيقذفها في اذن وليه فيخلطون فيها أكثر عهد بربه
[ 506 ]
كتاب 58 - الكهانة والسحر أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد وعبدان الحراني قالا حدثنا الحسن بن محمد بن اعين حدثنا معقل بن عبيد الله عن الزهري أخبرني يحيى بن عروة انه سمع عروة يقول قالت عائشة سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بشئ قالوا يا رسول الله انهم يحدثون أحيانا بالشئ يكون حقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الجن يحفظها فيقذفها في اذن وليه فيخلطون فيها أكثر
[ 507 ]
من مائة كذبة ذكر الاخبار عن نفي دخول الجنة للمؤمن بالسحر أخبرنا أحمد بن على بن المثني قال حدثنا محمد بن
[ 508 ]
إسماعيل بن أبى سمينة حدثنا المعتمر قال قرأت على الفضيل عن أبى حريز عن أبى بردة عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع هو الفضيل بن ميسرة بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الثالث عشر من الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان ، ويليه الجزء الرابع عشر ، وأوله : كتاب التاريخ