صحيح ابن حبان
ابن حبان ج 8

[ 1 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 8
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة الطبعة الثانية 1414 ه‍ - 1993 م‍ طبعة جديدة مزيدة ومنقحة مؤسسة الرسول بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة هاتف 603243 - 815112 - ص . ب 7460 برقيا بيوشران
[ 3 ]
صحيح ابن حيان بترتيب ابن بلبان تأليف الامير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفي سنة 739 ه‍ المجلد الثامن حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه شرنوط الارنوط مؤسسة الرسالة
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
كتاب الزكاة باب جمع المال من حله وما يتعلق بذلك ذكر باب جمع المال ذكر الزجر عن أن يوعي المرء بعض ماله إذا الله جل وعلا يوعي على من جمع ماله فأوعى أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير وفاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر وكانت إذا أنفقت شيئا تحصي فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك
[ 6 ]
ذكر الإباحة للرجل الذي يجمع المال من حله إذا قام بحقوقه فيه أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن علي قال أخبرنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا موسى بن علي قال سمعت أبي أنه سمع عمرو بن العاص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو نعم المال الصالح مع الرجل الصالح
[ 7 ]
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر علي بن رباح عن عمرو بن العاص وسمعه من أبي القيس بدل عمرو عن عمرو فالطريقان جميعا محفوظان ذكر الإخبار عن إباحة جمع المال من حله إذا أدى حق الله منه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن موسى بن علي عن أبيه قال سمعت عمرو بن العاص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو اشدد عليك سلاحك وثيابك قال ففعلت ثم أتيته فوجدته يتوضأ فرفع رأسه فصعد في النظر وصوبه قال يا عمرو إني أريد أن أبعثك وجها فيسلمك الله ويغنمك وأزعب لك من المال زعبة صالحة قال قلت يا رسول الله لم أسلم رغبة في المال إنما أسلمت رغبة في الجهاد والكينونة معك قال يا عمرو نعما بالمال الصالح مع الرجل الصالح
[ 8 ]
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن جمع المال من حله غير جائز أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا محمد بن عمرو حدثني أبو سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه يا عائشة ما فعلت الذهب قالت قلت هي عندي قال فأتيني بها وهي بين السبعة والخمسة فجئت فوضعتها في كفه ثم قال ما ظن محمد بالله لو لقي الله وهذه عنده أنفقيها
[ 9 ]
ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أنه مضاد لخبر أبي سلمة الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة فقالت لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في مرض له وكانت له عندي ستة دنانير أو سبعة قالت فأمرني أن أفرقها فشغلني وجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله قالت ثم سألني عنها فقلت لا والله قد كان شغلني وجعك قالت فدعا بها فوضعها في كفه ثم قال ما ظن نبي الله لو لقي الله وهو عنده ذكر العلة التي من أجلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول أخبرنا سليمان بن الحسين بن المنهال الضرير حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة قال سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال ما يسرني أن أحدا لي ذهبا يأتي علي ثلاث وعندي منه دينار غير
[ 10 ]
شئ أرصده في دين علي ذكر الإخبار عن الشرائط التي إذا أخذ المرء المال بها بورك له أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا تميم بن المنتصر قال حدثنا إسحاق الأزرق عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا خضرة حلوة فمن أعطيناه منها شيئا بطيب نفس منا وحسن طعمة منه من غير شره نفس بورك له فيه ومن أعطيناه منها شيئا بغير طيب نفس منا وحسن طعمة منه وإشراف نفس كان غير مبارك له فيه
[ 11 ]
ذكر البيان بأن المرء إذا أخرج حق الله من ماله ليس عليه غير ذلك إلا أن يكون متطوعا به أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال سمعت عمرو بن الحارث يقول حدثني دراج أبو السمح عن بن حجيرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك فيه ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي هريرة الذي ذكرناه أخبرنا الفريابي قال حدثنا علي بن حجر السعدي قال حدثنا علي بن مسهر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص
[ 12 ]
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون والأولون يوم القيامة وإن الأكثرين هم الأسفلون إلا من قال هكذا وهكذا عن يمينه وعن يساره ومن خلفه وبين يديه ويحثي بثوبه ذكر الزجر عن أن يكون المرء عبد الدينار والدرهم أخبرنا أبو يعلى بالموصل حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن منع سخط
[ 13 ]
ذكر البيان بأن حب المرء المال والعمر مركب في البشر عصمنا الله من حبهما إلا لما يقربنا إليه منهما أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني فليح بن سليمان قال حدثني هلال بن علي بن أسامة عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلب بن آدم شاب على حب اثنتين المريض العمر والمال
[ 14 ]
ذكر البيان بأن الله جل وعلا جعل الأموال حلوة خضرة لأولاد آدم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب أن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب حدثاه أن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألت فأعطاني ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حكيم بن حزام إن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا قال عروة وسعيد فكان أبو بكر يدعو حكيما فيعطيه العطاء فيأبى ثم كان عمر بن الخطاب يعطيه فيأبى فيقول عمر إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم بن حزام أني أعرض عليه حقه الذي قسم له من هذا الفئ فيأبى يأخذه قال فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي
[ 15 ]
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من حفظ نفسه عن الدنيا وآفاتها عند انبساطه في الأموال أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة
[ 16 ]
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله سيخلفكم فيها لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت النساء ذكر تخوف المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته من التكاثر في الأموال والتعمد في الأفعال أخبرنا أبو عروبة حدثنا علي بن ميمون العطار حدثنا خالد بن حيان عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم بعدي
[ 17 ]
الفقر ولكني أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطأ ولكني أخشى عليكم العمد ذكر البيان بأن المال قد يكون فيه فتنة هذه الأمة أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا إبراهيم بن أبي داود البرلسي حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن كعب بن عياض قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال
[ 18 ]
ذكر الإخبار بأن التنافس في هذه الدنيا الفانية مما كان يتخوف المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته منه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير حدثه أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول آخر ما خطب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى على شهداء أحد ثم رقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني لكم فرط وأنا عليكم شهيد وأنا أنظر إلى حوضي الآن في مقامي هذا وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ولكني أريت أني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض فأخاف عليكم أن تنافسوا فيها
[ 19 ]
ذكر تخوف المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته زينة الدنيا وزهرتها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله من زينة الدنيا وزهرتها فقال له رجل يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأينا أنه ينزل عليه فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح عنه الرحضاء وقال أين السائل ورأينا أنه حمده فقال إن الخير لا يأتي بالشر وإن مما ينبت
[ 20 ]
الربيع يقتل أو يلم حبطا ألم تر إلى آكلة الخضر أكلت حتى امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن المال حلوة خضرة ونعم صاحب المسلم هو إن وصل الرحم وأنفق في سبيل الله ومثل الذي يأخذه بغير حقه كمثل الذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال أخبرنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن عياض بن عبد الله بن سعد أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل يا رسول الله صلى الله أيأتي الخير بالشر فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال كيف
[ 22 ]
قلت قال قلت يا رسول الله وهل يأتي الخير بالشر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الخير لا يأتي إلا بخير ولكن هو أن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكله الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن أخذ مالا بحقه يبارك له ومن أخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع ذكر وصف المال الذي يأخذه المرء بحقه أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال إن مما أتخوف عليكم ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقام رجل فقال يا رسول الله ويأتي الخير بالشر قال أبو سعيد فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه فلمنا
[ 23 ]
الرجل حين يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمه فلما جلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يمسح الرحضاء عن وجهه وهو يقول أين السائل فكأنه قد حمده فقال إن الخير لا يأتي بالشر وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا هي امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت وإن هذا المال نعم صاحب المسلم لمن أخذه بحقه فأعطى منه اليتيم والمسكين والسائل ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ثم يكون عليه شهيدا يوم القيامة
[ 24 ]
باب ما جاء في الحرص وما يتعلق به ذكر الإخبار عما يجب على المرء من مجانبة الحرص على المال والشرف إذ هما مفسدان لدينه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي قال حدثنا إسحاق الأزرق قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن بن كعب بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص الرجل على المال والشرف لدينه
[ 25 ]
ذكر البيان بأن المرء كلما كان سنه أكبر كان حرصه على الدنيا أكثر إلا من عصمهم الله منهم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن هشام البزار وسعيد بن الربيع ومحمد بن عبيد بن حساب وعبد الواحد بن الصالح قالوا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يهرم بن آدمءأنت فيه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر ذكر الإخبار عما ركب الله جل وعلا في ذوي الأسنان من كثرة الحرص على هذه الفانية الزائلة أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا بن إدريس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
[ 26 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلب الكبير شاب على حب اثنتين على حب الحياة وحب المال قال بن عرفة وأنا واحد منهم ذكر الإخبار عما ركب الله جل وعلا في أولاد آدم من الحرص في هذه الدنيا وإن كانت قذرة زائلة أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا الحجاج بن محمد عن بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت بن عباس يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو أن لابن آدم ملء وادي مال لأحب أن يكون له مثله ولا يملأ نفس بن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب
[ 27 ]
ذكر البيان بأن حكم النخل حكم المال في هذا الذي وصفناه أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا بن فضيل عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن لابن آدم واديين من نخل لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي شعيب الحراني قال حدثنا موسى بن أعين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو كان لابن آدم واد من نخل لتمنى إليه مثله ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب
[ 28 ]
لم يحدث عن أحمد بن أبي شعيب إلا عمر بن سعيد بن سنان تفرد الأعمش بقوله من نخل قاله الشيخ ذكر البيان أن أولاد آدم إلا من عصم الله منهم حكمهم في ما وصفناه في سائر الأموال كحكمهم في النخل الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو أن لابن آدم واديا مالا لأحب أن له مثله ولا يملأ نفس بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ذكر البيان بأن من أوتي الوادي من الذهب كان حكمه فيه حكم من وصفنا قبل أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لو أن
[ 29 ]
لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واد آخر ولا يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب ذكر البيان بأن حكم المرء فيما وصفنا وإن كان له واديان حكم واد واحد في الاستزادة عليهما أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عاصم بن النضر الأحول قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال حدثنا قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب
[ 30 ]
ذكر البيان بأن قوله لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما الثالث أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن يزيد بن الأصم عن بن عباس قال جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى لما يرى به من البؤس فقال له عمر كم مالك قال أربعون من الإبل قال فقال بن عباس فقلت صدق الله ورسوله لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما الثالث ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب قال فقال لي عمر ما تقول قال قلت هكذا أقرأنيها أبي بن كعب قال فقم بنا إليه قال فأتاه فقال ما يقول هذا قال أبي هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 31 ]
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة الجد في طلب رزقه بما لا يحل أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست والحسن بن سفيان الشيباني بنسا ومحمد بن العباس المزني بجرجان وعمر بن محمد بن بحر الهمداني بصغد ومحمد بن المعافى بن أبي حنظلة بصيدا ومحمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان وعبد الله بن سلم ببيت المقدس وعمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق في آخرين قالوا حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال حدثنا الوليد بن مسلم عن بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله
[ 32 ]
ذكر الزجر عن استبطاء المرء رزقه مع ترك الإجمال في طلبه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستبطئوا الرزق فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له فأجملوا في الطلب أخذ الحلال وترك الحرام
[ 33 ]
ذكر العلة التي من أجلها أمر بالإجمال في الطلب أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل عن بن عمر قال جاء سائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا تمرة عائرة فأعطاه إياها وقال النبي صلى الله عليه وسلم خذها لو لم تأتها لأتتك ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك استبطاء رزقه مع إجمال الطلب له بترك الحرام والإقبال على الحلال أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا الوليد بن شجاع السكوني قال حدثنا بن وهب قال حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستبطئوا الرزق فإنه
[ 34 ]
لم يكن عبد يموت حتى يبلغه آخر رزق هو له فأجملوا في الطلب في الحلال وترك الحرام ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك التنافس على طلب رزقه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سلام بن شرحبيل قال سمعت حبة وسواء مشهور خالد يقولان أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل وأشار يبني بناء فلما فرغ دعانا فقال لا تنافسا في الرزق ما هزت رؤوسكما فإن الإنسان تلده أمه وهو أحمر ليس عليه قشر ثم يعطيه الله ويرزقه ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد للخبر الذي تقدم ذكرنا له أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا
[ 35 ]
أبو معاوية الضرير قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال أتينا خبابا نعوده فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليؤجر في نفقته كلها إلا في هذا التراب قال أبو حاتم رضي الله عنه معنى هذا الخبر لا يؤجر إذا أنفق في التراب فضلا عما يحتاج إليه من البناء ذكر الإخبار عما يخلف المرء بعده من ماله أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه
[ 36 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد مالي وإنما له من ماله ثلاثة ما أكل فأفنى أو ما أعطى فأبقى أو لبس فأبلى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس
[ 37 ]
باب فضل الزكاة ذكر إيجاب الجنة لمن آتى الزكاة مع إقامة الصلاة وصلته الرحم أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا شعبة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حدثني بعمل يدخلني الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ذرها يعني الناقة ذكر البيان بأن شعبة سمع هذا الخبر من عثمان بن عبد الله بن موهب وأبيه جميعا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا حفص بن عمرو الربالي حدثنا بهز بن أسد حدثنا شعبة قال حدثني محمد بن
[ 38 ]
عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه عثمان أنهما سمعا موسى بن طلحة يحدث عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا قال يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال القوم ماله ماله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرب ماله قال رسول الله تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ذرها قال كأنه كان على راحلته
[ 39 ]
ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن آتى الزكاة مع سائر الفرائض وكان مجتنبا للكبائر أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي بالموصل حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا عبد الله بن سلمان الأغر عن أبيه عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يعبد الله لا يشرك به شيئا ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر إلا دخل الجنة
[ 40 ]
قال أبو حاتم لسلمان الأغر ابنان أحدهما عبد الله والآخر عبيد الله وجميعا حدثا عن أبيهما وهذا عبد الله ذكر نفي النقص عن المال بالصدقة مع إثبات نمائه بها أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال ولا زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ولا تواضع أحد لله إلا رفعه الله
[ 41 ]
ذكر استيفاء المرء النصارى الجزيل في العقبي بإعطائه صدقة ماشيته في الدنيا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال ويحك إن شأن الهجرة شديد فهل لك من إبل قال نعم قال فهل تؤدي صدقتها قال نعم قال فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا
[ 42 ]
باب الوعيد لمانع الزكاة ذكر الزجر عن استعمال الشح في فرائض الله والجبن في قتال أعداء الله جل وعلا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا المقرئ قال حدثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يحدث عن عبد العزيز بن مروان قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع
[ 43 ]
ذكر نفي اجتماع الإيمان والشح عن قلب المسلم أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري حدثنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن اللجلاج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا
[ 44 ]
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم الممتنع عن عطاء الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن الحارث بن عبد الله أن بن مسعود قال آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهداه إذا علموا به والواشمة والمستوشمة للحسن ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد هجرته ملعونون على اختلفوا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ذكر وصف عقوبة من لم يؤد زكاة ماله في القيامة أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا زياد بن
[ 45 ]
يحيى الحساني قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد له مال لا يؤدي زكاته إلا جمع الله له يوم القيامة يحمى عليه صفائح من نار جهنم يكوى بها جبينه وظهره حتى يقضي الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت تسير عليه كلما مضى عليه
[ 46 ]
أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت فتطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء كلما مضت عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار ذكر الإخبار عن وصف ما يعذب به في القيامة من لم يخرج حق الله من ماله أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
[ 47 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي المال الذي لم يعط الحق منها فتطأ الإبل سيدها بأخفافها ويأتي البقر والغنم فتطأ المؤلف بأظلافها وتنطحه بقرونها ويأتي الكنز شجاعا أقرع فيلقى صاحبه فيفر منه ثم يستقبله ويفر منه فيقول ما لي وما لك فيقول أنا كنزك أنا كنزك فيتلقاه صاحبه بيده فيلقم يده ذكر الإخبار عن وصف الذي تطأ به ذوات الأرواح أربابها في القيامة إذا لم يخرج حق الله منها أخبرنا عبد الله بن محمد المديني قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريج قال أخبرني أبو الزبير
[ 48 ]
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من صاحب إبل لا يفعل فيها خيرا إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقر تستن عليه بقوائمها يأفكه ولا صاحب بقر إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا مكسر قرنها ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاغرا فاه فإذا أتاه فر منه فيناديه ربه كنزك الذي خبأته فإذا رأى أن لا بد له منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل ذكر البيان بأن الخير والحق اللذين ذكرناهما في خبر أريد بهما الزكاة الفرضية دون التطوع أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا مصعب بن المقدام قال حدثنا داود الطائي عن الأعمش عن المعرور بن سويد
[ 49 ]
عن أبي ذر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يموت رجل فيدع إبلا أو بقرا أو غنما لم يؤد زكاتها إلا مثلت له يوم القيامة أعظم ما تكون وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأخفافها كلما ذهب أخراها رجع أولاها كذلك حتى يقضي الله بين الناس ذكر وصف عقوبة من خلف كنزا في القيامة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك بعده كنزا مثل له شجاعا أقرع يوم القيامة له زبيبتان يتبعه فيقول من أنت فيقول أنا كنزك الذي خلفت بعدك فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها ثم يتبعه سائر جسده
[ 50 ]
ذكر البيان بأن من خلف كنزا يتعوذ منه يوم القيامة أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه وهو يتعوذ منه فلا يزال يتبعه حتى يلقمه أصبعه
[ 51 ]
ذكر وصف عقوبة الكنازين في نار جهنم نعوذ بالله منها أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن الجريري عن أبي العلاء عن الأحنف بن قيس قال قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة وفيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال بشر الكنازين برضف يحمى عليهم في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه فوضعوا رؤوسهم فما رأيت أحدا منهم رجع إليه شيئا قال وأدبر فاتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم قال إن هؤلاء لا يعقلون إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فقال يا أبا ذر فأجبته قال أترى أحدا قال فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظنه يبعثني لحاجة له فقلت أراه فقال ما يسرني أن لي مثله ذهبا أنفقته كله غير ثلاثة دنانير ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا قال قلت ما لك يهددهم قريش قال لا وربك لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم في ديني حتى ألحق بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
[ 52 ]
ذكر البيان بأن قول أبي ذر هذا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقله من تلقاء نفسه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا أبو الأشهب قال حدثنا خليد العصري عن الأحنف بن قيس قال كنت في نفر من قريش فمر أبو ذر وهو يقول بشر الكنازين في ظهورهم بكي يخرج من جنوبهم وبكي من قبل قفاهم يخرج من جباههم ثم تنحى فقعد فقلت من هذا قالوا أبو ذر فقمت إليه فقلت ما شئ سمعتك تقوله معي قال ما قلت إلا شيئا سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم قال قلت فما تقول في هذا العطاء قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه
[ 53 ]
ذكر الخبر الدال على أن العقوبات التي تقدم ذكرنا لها هي على من لم يؤد زكاته من ماله دون من زكاها أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي المال الذي لا يعطي فيه الحق تطأ الإبل سيدها بأخفافها ويأتي البقر والغنم فتطأ المؤلف بأظلافها وتنطحه بقرونها ويأتي الكنز شجاعا أقرع فيلقى صاحبه فيفر منه صاحبه ثم يستقبله ويفر منه ويقول ما لي ولك فيقول أنا كنزك فيلقم يده ذكر الخبر المصرح بأن الكنز الذي يستوجب صاحبه المكتنز العقوبة من الله جل وعلا في أخراه هو المال الذي لم يؤد زكاته وإن كان ظاهرا دون ما أدى زكاته وإن كان مدفونا أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن طلحة بن عبد الله قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس
[ 54 ]
صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن النار تجب لمن مات وقد خلف الصفراء من هذه الدنيا الفانية الزائلة أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمري بالموصل حدثنا معلى بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال توفي رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كيتان ذكر خبر ثان يوهم مستمعيه أن لا يجب على المسلم أن يموت ويخلف شيئا من هذه الدنيا لمن بعده أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن يزيد بن أبي عبيد
[ 55 ]
عن سلمة بن الأكوع قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجنازة فقالوا صل عليها يا رسول الله قال هل ترك عليه دينا قالوا لا قال فهل ترك من شئ قالوا ثلاثة دنانير قال ثلاث كيات ثم أتي بالثانية فقالوا يا نبي الله صل عليها قال هل ترك من دين قالوا نعم قال فهل ترك من شئ قالوا لا فقال رجل من الأنصار يقال له أبو قتادة يا رسول الله علي دينه قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم كيتان وثلاث كيات أراد به أن المتوفى كان يسأل الناس إلحافا وتكثرا أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا
[ 56 ]
فضيل بن سليمان حدثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذهبا إذ أتاه رجل فقال يا رسول أعطني فأعطاه ثم قال زدني فزاده ثلاث مرات ثم ولى مدبرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني الرجل فيسألني فأعطيه ثم يسألني فأعطيه ثلاث مرات ثم ولى مدبرا وقد جعل في ثوبه نارا إذا انقلب إلى أهله
[ 57 ]
باب فرض الزكاة ذكر تفصيل الصدقة التي تجب في ذوات الأربع أخبرنا عمر بن محمد بن بجير البجيري وإسحاق بن إبراهيم ببست قالا حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة قال حدثني أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق لما استخلف كتب له حين وجهه إلى اليمن هذا الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم هذه فريضة الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين التي أمر الله بها رسوله فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها ومن سئل فوقها فلا يعطها في أربعة وعشرين من الإبل فما دونها الغنم في كل خمس شاة فإذا بلغت خمسا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها ابنة مخاض فإن لم يكن بنت مخاض فابن لبون ذكر فإذا بلغت ستا وثلاثين إلى خمس وأربعين ففيها ابنة لبون فإذا بلغت ستا وأربعين إلى ستين ففيها حقة طروقة الجمل فإذا
[ 58 ]
بلغت واحدة وستين إلى خمس وسبعين ففيها جذعة فإذا بلغت ستا وسبعين إلى تسعين ففيها ابنتا لبون فإذا بلغت أحدى وتسعين إلى عشرين ومئة ففيها حقتان طروقتا الجمل فإذا زادت على عشرين ومئة ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة وإن من بلغت عنده من الإبل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه الحقة ويجعل معها شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده حقة وعنده جذعة فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته الحقة وليست عنده إلا ابنة لبون فإنها تقبل منه ويعطي شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده إلا حقه فإنها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده فإنها تقبل منه ابنة مخاض ويعطي معها عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته ابنة مخاض وليست عنده وعنده ابنة لبون فإنها تقبل منه ابنة لبون ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن لم يكن عنده ابنة مخاض وعنده بن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شئ ومن لم يكن معه إلا أربعة من الإبل فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها فإذا بلغت خمسا من الإبل ففيها شاة
[ 59 ]
وصدقة الغنم في كل سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومئة شاة فإذا زادت على عشرين ومئة إلى أن تبلغ مئتين ففيها شاتان فإن زادت على المئتين إلى ثلاث مائة ففيها ثلاث شياه فإذا زادت على ثلاث مائة ففي كل مائة شاة ولا يخرج في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية وإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة شاة واحدة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها وفي الرقة ربع العشر فإذا لم يكن مال إلا تسعين ومئة فليس فيها صدقة إلا أن يشاء ربها
[ 61 ]
ذكر الزجر عن أن يجلب المصدق ماشية أهلها عن مياههم إلى الموضع الذي يريد عنده أخذ الصدقة فيها منهم أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن
[ 62 ]
عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا جلب ولا جنب ولا شغار ومن انتهت نهبة فليس منا ذكر الإخبار المفسرة لقوله جل وعلا خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع والحسن بن سفيان قالا حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر وأيوب عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمس أواق صدقة
[ 63 ]
ولا فيما دون خمسة أوسق صدقة قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر يبين بأن المراد من قوله خذ من أموالهم صدقة تطهرهم أراد به بعض المال إذا اسم المال واقع على ما دون الخمس من الذود والخمس من الأواق والخمس من الأوسق وقد نفى صلى الله عليه وسلم إيجاب الصدقة عن ما دون الذي حد ذكر الإباحة للإمام أن يأخذ في الصدقة فوق السن الواجب إذا طابت أنفس أربابها بها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال حدثني يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمارة بن عمرو بن حزم
[ 64 ]
عن أبي بن كعب قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم على صدقة بلي وعذرة فمررت برجل من بلي له ثلاثون بعيرا فقلت له إن عليك في إبلك هذه بنت مخاض قال ذاك ما ليس فيه ظهر ولا لبن وإني لأكره أن أقرض الله شر مالكا فتخيره فقال له أبي ما كنت لآخذ فوق ما عليك وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأته فأتاه فقال نحوا مما قال لأبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ما عليك فإن جئت بفوقه قبلناه منك قال يا رسول الله هذه ناقة عظيمة سمينة فمن يقبضها فأمر صلى الله عليه وسلم من يقبضها ودعا له في ماله بالبركة قال عمارة فضرب الدهر ضربة فولاني مروان صدقة بلي وعذرة في زمن معاوية فمررت بهذا الرجل فصدقت ماله ثلاثين حقة فيها فحلها على ألف وخمس مائة بعير قال بن إسحاق قلت لعبد الله بن أبي بكر ما فحلها قال في السنة إذا بلغ صدقة الرجل ثلاثون حقة أخذ معها فحلها ذكر الزجر عن أن يكون المرء مصدقا للأمراء أخبرنا أبو يعلى حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع
[ 65 ]
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن عبادة مصدقا وقال إياك يا سعد أن تجئ يوم القيامة ببعير له رغاء فقال لا أجده ولا أجئ به فأعفاه ذكر نفي إيجاب الصدقة على المرء في رقيقه ودوابه أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة وعبد العزيز بن الماجشون عن عبد الله بن دينار أنه سمع سليمان بن يسار يحدث عن عراك بن مالك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس على المسلم في فرسه ولا عبده صدقة ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ولا عبده صدقة لم يرد به كل الصدقات أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي حدثنا
[ 66 ]
محمد بن إدريس حدثنا بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد حدثنا جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صدقة على الرجل في فرسه وعبده إلا زكاة الفطر قال أبو حاتم في هذا الخبر دليل على أن العبد لا يملك إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم أوجب زكاة الفطر التي تجب على العبد على مالكه عنه دونه
[ 67 ]
ذكر الإباحة للإمام ضمانه عن بعض رعيته صدقة ماله أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا أبو الزناد قال حدثنا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب على الصدقة فمنع بن جميل وخالد بن الوليد والعباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينقم بن جميل إلا أن كان فقيرا فأغناه الله وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا لقد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله وأما العباس فعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو علي ومثلها ثم قال أما شعرت أن عم الرجل صنو الرجل أو صنو أبيه
[ 68 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم واما خالد فإنكم تظلمون خالدا قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله يريد إنكم تظلمونه أنه حبس ماله من الأدراع والأعتاد حتى لم يبق له مال تجب عليه الصدقة وقوله في شأن العباس هو علي ومثلها يريد أن صدقته علي أني ضامن عنه ومثلها معها من صدقة ثانية من العام المقبل
[ 69 ]
وقد روى شعيب بن أبي حمزة هذا الخبر عن أبي الزناد وقال في شأن العباس فهي عليه صدقة ومثلها معها ويشبه أن يكون معناه فهي له صدقة لأن العرب في لغتها تقول عليه بمعنى له قال الله أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار يريد عليهم اللعنة والعباس لم يحل له أخذ الصدقة من وجهين أحدهما أنه كان غنيا لا يحل له أخذ الصدقة الفريضة والأخرى أنه كان من صبية بني هاشم فكيف يترك المصطفى صلى الله عليه وسلم صدقته عليه وهو لا يحل له أخذها ويمنعها من أهلها من الفقراء وقد روى موسى بن عقبة عن أبي الزناد هذا الخبر وقال في شأن العباس فهي له ومثلها معها يريد فهي له علي كما قال ورقاء بن عمر في خبره ذكر ما يستحب للإمام أن يدعو للمخرج صدقة ماله بالخير أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا وكيع قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة
[ 70 ]
قال سمعت بن أبي أوفى يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل بصدقة ماله صلى عليه فأتيت بصدقة مالكا فقال صلى الله عليه وسلم اللهم صل على آل أبي أوفى
[ 71 ]
باب العشر ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن فيما يخرج من الأرض العشر ذلك أو كثر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة وسفيان ومالك عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس فيما دون خمسة أواق صدقة ولا فيما دون خمسة أوسق صدقة ولا فيما دون خمس ذود صدقة
[ 72 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن في قليل ما أخرجت الأرض العشر كما في كثيرها أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا زياد بن يحيى الحساني قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم قال حدثنا عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل في البر والتمر زكاة حتى يبلغ خمسة أوسق ولا يحل في الورق زكاة حتى يبلغ خمس أواق ولا يحل في الإبل زكاة حتى يبلغ خمس ذود ذكر ما يجب فيه الصدقة إذا بلغ الأوساق الخمسة التي وصفناها أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن يحيى بن حبان عن يحيى بن عمارة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس في
[ 73 ]
حب ولا تمر دون خمسة أوسق صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس فيما خمس أواق صدقة ذكر ما يستحب للإمام بعث الخارص إلى الأموال ليخرص على الناس نخلهم وعنبهم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن نافع عن محمد بن صالح التمار عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص كرومهم وثمارهم
[ 74 ]
ذكر الإخبار عما يعمل الخارص في العنب كما يعمله في النخل أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن نافع عن محمد بن صالح التمار عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الكرم يخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا
[ 75 ]
ذكر الأمر للخارص أن يدع ثلث التمر أو ربعه ليأكله أهله رطبا غير انظر فيما يأخذ منه العشر أو نصف العشر أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة أخبرنا خبيب بن عبد الرحمن قال سمعت عبد الرحمن بن مسعود بن نيار يحدث قال جاءنا سهل بن أبي حثمة إلى مسجدنا فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع قال أبو حاتم لهذا الخبر معنيان أحدهما أن يترك الثلث أو الربع من العشر والثاني أن يترك ذلك من نفس التمر قبل أن يعشر إذا كان ذلك حائطا كبيرا يحتمله ذكر الإخبار عن قدر ما تخرج الأرض من الأشياء التي يجب فيها الزكاة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن منهال الضرير
[ 76 ]
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم وسعيد جميعا عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في الفضة شئ حتى يبلغ خمس أواق وليس في التمر شئ حتى يبلغ خمسة أوسق وليس في الإبل شئ حتى يبلغ خمسة من الذود ذكر الإخبار عن قدر الوسق الذي تجب الزكاة في خمسة أمثاله إذا أخرجته الأرض أخبرنا أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي حدثنا هشيم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن يحيى الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس فيما دون خمس أوسق صدقة والوسق ستون صاعا
[ 77 ]
ذكر الإخبار بأن الصاع صاع أهل المدينة دون ما حالا من الصيعان بعده أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن حنظلة بن أبي سفيان عن طاوس عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوزن وزن مكة والمكيال مكيال أهل المدينة
[ 78 ]
ذكر الخبر الدال على أن الصاع خمسة أرطال وثلث على ما قال أئمتنا من الحجازيين والمصريين أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن
[ 79 ]
يحيى الذهلي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال بن خزيمة وحدثنا محمد بن عبد الله الهاشمي حدثنا أبو مروان العثماني حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له يا رسول الله صاعنا أصغر الصيعان ومدنا أصغر الأمداد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في صاعنا وبارك لنا في قليلنا وكثيرنا واجعل لنا مع البركة بركتين قال أبو حاتم رضي الله عنه في ترك إنكار المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قالوا صاعنا أصغر الصيعان بيان واضح أن صاع أهل المدينة أصغر الصيعان ولم يختلف أهل العلم من لدن الصحابة إلى يومنا هذا في الصاع وقدره إلا ما قاله الحجازيون والعراقيون فزعم الحجازيون أن الصاع خمسة أرطال وثلث وقال العراقيون الصاع ثمانية أرطال فلما لم نجد بين أهل العلم خلافا في قدر الصاع إلا ما وصفنا صح أن صاع النبي صلى الله عليه وسلم
[ 80 ]
كان خمسة أرطال وثلثا إذ هو أصغر الصيعان وبطل قول من زعم أن الصاع ثمانية أرطال من غير دليل ثبت له على صحته ذكر الحكم للمرء فيما أخرجت أرضه مما سقتها السماء وما يشبهها أو سقي منها بالنضح أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو ما كان عثريا العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر
[ 81 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به يونس عن الزهري أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان بعلا أو يسقى بنهر أو عثريا يؤخذ من كل عشرة واحد ذكر البيان بأن الصدقة إنما تجب في الحبوب والتمر العشر إذا كان سقيها بعد النضح والسانية ونصف العشر إذا كان بهما أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض فيما سقت السماء والنهار والعيون العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر
[ 82 ]
ذكر الأمر للمرء أن يعلق من كل حائط من حوائطه قنوا في المسجد للمساكين أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي بغداد حدثنا يحيى بن معين حدثنا بن أبي مريم عن الدراوردي عن عبيد الله وعبد الله أخيه كلاهما عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر للمسجد من كل حائط بقنا قال أبو حاتم عبد الله هذا هو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب من عباد أهل المدينة قد غلب عليه التقشف والعبادة حتى كان يقلب الأخبار ولا يعلم فلما كثر ذلك منه في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره واعتمادنا في هذا الخبر على أخيه عبيد الله دونه ذكر البيان بأن المرء إنما أمر أن يعلق القنو في المسجد من الحائط الذي يكون جداده عشرة أوسق أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هارون بن معروف
[ 83 ]
حدثنا محمد بن سلمة عن بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن جابر بن عبد الله قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جداد عشرة أوسق من التمر بقنو يعلق في المسجد للمساكين
[ 84 ]
باب مصارف الزكاة أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا أبو حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي
[ 85 ]
ذكر الخبر الدال على نفي التوقيت في الغنى أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن هارون بن رئاب عن كنانة العدوي قال كنت عند قبيصة بن المخارق فاستعان به نفر من قومه في نكاح رجل من قومه فأبى أن
[ 86 ]
يعطيهم شيئا فانطلقوا من عنده قال كنانة فقلت له أنت سيد قومك وأتوك يسألونك فلم تعطهم شيئا قال أما في هذا فلا أعطي شيئا وسأخبرك عن ذلك تحملت بحمالة في قومي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته وسألته أن يعينني فقال بل نحملها عنك يا قبيصة ونؤديها إليهم من إبل الصدقة ثم قال إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة رجل تحمل بحمالة فقد حلت له حتى يؤديها أو رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فقد حلت له حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش أو رجل أصابته فاقة فشهد له ثلاثة من ذوي الحجا من قومه أن حلت له المسألة فقد حلت له حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش فالمسألة فيما سوى ذلك سحت
[ 87 ]
ذكر الزجر عن أكل الصدقة المفروضة لآل محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إني أنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة ثم أرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها
[ 88 ]
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يحيى القطان عن شعبة عن الحكم عن بن أبي رافع عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنا لا تحل لنا الصدقة ومولى القوم من أنفسهم
[ 89 ]
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بتمر من تمر الصدقة فتناول الحسن بن علي تمرة فلاكها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم كخ كخ إنا لا تحل لنا الصدقة ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أدخل إصبعه في في الحسن فأخرج التمرة منه بعدما لاكها سمعت أبا خليفة يقول سمعت عبد الرحمن بن بكر بن
[ 90 ]
الربيع بن مسلم يقول سمعت الربيع بن مسلم يقول سمعت محمد بن زياد يقول سمعت أبا هريرة يقول أتى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم تمر من تمر الصدقة فأخذ الحسن بن علي تمرة فلاكها فأدخل النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه في فيه فأخرجها وقال كخ أي بني أما علمت أنا لا تحل لنا الصدقة أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح حدثنا عبد الله بن معاوية حدثنا حماد بن سلمة حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالتمرة ساقطة فلا يمنعه من أخذها إلا مخافة الصدقة
[ 91 ]
ذكر الخبر الدال على أن أولاد المطلب وأولاد هاشم يستوون في تحريم الصدقة عليهم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره أنه جاء هو وعثمان بن عفان رسول الله يكلمانه فيما قسم من خمس خيبر لبني هاشم وبني المطلب مشهور عبد مناف وقرابتهم مثل قرابتهم فقالا يا رسول الله قسمت لإخواننا بني المطلب وبني هاشم مشهور عبد مناف ولم تعطنا شيئا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إن هاشما والمطلب شئ واحد قال جبير بن مطعم ولم يقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس شيئا كما قسم لبني هاشم وبني المطلب
[ 92 ]
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تحري صدقة المستورين ومن لا يسأل دون السؤال منهم أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين بالطواف من ترده الأكلة والأكلتان واللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى فيغنيه ولا يسأل الناس إلحافا ويستحيي أن يسأل الناس إلحافا
[ 93 ]
باب صدقة الفطر ذكر الأمر بإعطاء صدقة الفطر قبل خروج الناس إلى المصلى أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس الدلال حدثنا محمد بن رافع حدثنا بن أبي فديك حدثنا الضحاك بن عثمان عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج زكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس وأن عبد الله كان يؤديها قبل ذلك بيوم أو يومين
[ 94 ]
قال أبو حاتم كان بن عمر يعجل الزكاة قبل الفطر بيوم أو يومين ويستقبل رمضان بصيام يوم أو يومين ذكر الأمر بصدقة الفطر صاع تمر أو صاع شعير أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصدقة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير قال عبد الله بن عمر فجعل الناس عدله مدين من حنطة ذكر الخبر المقتصي للفظة المختصرة التي تقدم ذكرنا لها بأن صدقة الفطر إنما تجب عن المسلمين دون غيرهم أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع
[ 95 ]
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر وعبد ذكر وأنثى من المسلمين ذكر البيان بأن هذه اللفظة من المسلمين لم يكن مالك بن أنس بالمنفرد بها دون غيره أخبرنا محمد بن سلمان بن فارس النيسابوري قال حدثنا محمد بن رافع قال حدثنا بن أبي فديك قال حدثنا الضحاك بن عثمان عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كل نفس من المسلمين حر أو عبد رجل أو امرأة صغير أو كبير صاعا من تمر أو صاعا من شعير
[ 96 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه قبل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا يحيى بن محمد بن السكن قال حدثنا محمد بن جهضم قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمر بن نافع عن أبيه عن بن عمر قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على الحر والعبد والذكر والأنثى من المسلمين وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة ذكر خبر ثالث يبين صحة ما أومأنا إليه أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا بدمشق وعمر بن محمد بن يوسف بن بجير الهمداني قالا حدثنا كثير بن عبيد
[ 97 ]
قال حدثنا أبو حيوة شريح بن يزيد قال حدثنا أرطأة بن المنذر عن المعلى بن إسماعيل المدني عن نافع عن بن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير عن كل صغير أو كبير حر أو عبد قال بن عمر ثم إن الناس جعلوا عدل ذلك مدين من قمح ذكر الإباحة للمرء أن يخرج في زكاة الفطر صاع أقط أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
[ 98 ]
شيبة قال حدثنا وكيع عن داود بن قيس عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال كنا نخرج في صدقة الفطر إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو صاعا من أقط ولم نزل كذلك حتى قدم علينا معاوية من الشام إلى المدينة قدمة فكان فيما كلم به الناس ما أرى مدين من سمراء الشام إلا تعدل صاعا من هذه فأخذ الناس بذلك ذكر البيان بأن قول أبي سعيد صاعا من طعام أراد به صاع حنطة أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة فيما اتخبت عليه من كتاب الكبير قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا بن علية عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح قال
[ 99 ]
قال أبو سعيد الخدري وذكروا عنده صدقة رمضان فقال لا أخرج إلا ما كنت أخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع تمر أو صاع حنطة أو صاع شعير أو صاع أقط فقال له رجل من القوم أو مدين من قمح فقال لا تلك قيمة معاوية لا أقبلها ولا أعمل بها ذكر الإباحة للمرء أن يخرج في صدقة الفطر صاع زبيب أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا المقدمي قال حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان قال حدثني عياض عن أبي سعيد الخدري قال لا أخرج أبدا إلا صاعا إنا
[ 100 ]
كنا نخرج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاع تمر أو صاع شعير أو صاع زبيب أو صاع أقط يعني في صدقة الفطر
[ 101 ]
باب صدقة التطوع أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة قال سمعت المنذر بن جرير يحدث عن أبيه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم من صدر النهار فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار عليهم سيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير لما رأى منهم من الفاقه قال فدخل فأمر بلالا فأذن ثم أقام فخرج فصلى ثم قال يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا . . . اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد يتصدق امرؤ من ديناره ومن درهمه ومن ثوبه ومن صاع بره ومن صاع شعيره حتى ذكر شق تمرة فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت تعجز كفاه بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كومين من الثياب والطعام فلقد رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تهلل حتى كأنه مذهبة ثم قال من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها من بعده كان له
[ 102 ]
أجرها وأجر من يعمل بها من بعده ومن سن سنة سيئة فعمل بها من بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده
[ 103 ]
قال أبو حاتم هذا الخبر دال على أن قول الله جل وعلا لا تزر وازرة وزر أخرى أراد به بعض الأوزار لا الكل إذ أخبر المبين عن مراد الله جل وعلا في كتابه أن من سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها من بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده فكأن الله جل وعلا قال لا تزر وازرة وزر أخرى إلآ ما أخبركم رسولي صلى الله عليه وسلم أنها تزر والمصطفى صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك ولا خص عموم الخطاب بهذا القول إلا من الله شهد الله له بذلك حيث قال وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صلى الله عليه وسلم ونظير هذا قوله جل وعلا واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه فهذا خطاب على العموم كقوله تعالى لا تزر وازرة أخرى ثم قال صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله سلبه فأخبر صلى الله عليه وسلم أن السلب لا يخمس وأن القليل يكون منفردا به فهذا تخصيص بيان لذلك العموم المطلق ذكر إطفاء الصدقة غضب الرب جل وعلا أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قالا حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا عبد الله بن عيسى حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن
[ 104 ]
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء ذكر البيان بأن ظل كل امرئ في القيامة يكون صدقته أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا حرملة بن عمران أنه سمع يزيد بن أبي حبيب أن أبا الخير حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس أو قال حتى يحكم بين الناس قال يزيد فكان أبو الخير لا يخطئه يوم لا يتصدق فيه بشئ ولو كعكة ولو بصلة
[ 105 ]
ذكر استحباب الاتقاء من النار نعوذ بالله منها بالصدقة وإن قلت أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل ذكر البيان بأن صدقة الصحيح الشحيح الخائف الفقر المؤمل المريض العمر أفضل من صدقة من لم يكن كذلك أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
[ 106 ]
عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم قال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المتصدق بالمتجنن للقتال أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر حدثنا عيسى بن
[ 107 ]
حماد حدثنا الليث بن سعد عن بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المنفق والبخيل كمثل رجلين عليهما جنتان من لدن تراقيهما إلى ثدييهما فأما المنفق فإذا أراد أن ينفق مادت عليه واتسعت حتى تبلغ قدميه وتعفو أثره وأما البخيل فإذا أراد أن ينفق أخذت كل حلقة موضعها ولزمت فهو يريد أن يوسعها ولا تتسع فهو يريد أن يوسعها ولا تتسع
[ 108 ]
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المتصدق بطول اليد أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى حدثنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن بي لحوقا أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيهن أطول يدا قالت فكان أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المتصدق الكثير بطول اليد أخبرنا عمر بن محمد الهمداني أخبرنا الحسن بن مدرك السدوسي حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال
[ 109 ]
حدثتني عائشة أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم اجتمعن عنده لم تغادر منهن واحدة قالت فقلت يا رسول الله أيتنا أسرع بك لحوقا فقال أطولكن يدا قال فأخذن قصبة يتذارعنها فماتت سودة بنت زمعة وكانت كثيرة الصدقة فظننا أنه قال أطولكن يدا بالصدقة ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الصدقة في التربية كتربية الإنسان الفلو أو الفصيل أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي الحباب
[ 111 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يتصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا كان الله يأخذها بيمينه فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تبلغ التمرة مثل أحد ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو الحباب أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليربي لأحدكم
[ 112 ]
التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل أحد ذكر الإخبار عن تضعيف الله جل وعلا صدقة المرء المسلم ليوفر ثوابها عليه في القيامة أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن سعيد عن أبي سعيد مولى المهري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحدكم ليتصدق بالتمرة إذا كانت من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فيجعلها الله في كفه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون في يده جل وعلا مثل جبل
[ 113 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سعيد المقبري أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا علي بن شعيب قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا ورقاء عن بن عجلان عن سعيد بن يسار أبي الحباب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها ما يربي أحدكم فلوه حتى يكون مثل الجبل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد بن جناد الحلبي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن زيد بن رفيع عن حزام بن حكيم بن حزام عن حكيم بن حزام قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء ذات يوم فوعظهن وأمرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وقال إن منكن من الخطبة الجنة وجمع بين أصابعه ومنكن حطب جهنم وفرق بين أصابعه فقالت الماردة أو المرادية يا رسول الله
[ 114 ]
ولم ذلك قال تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير ذكر الأمر للرجال بالإكثار من الصدقة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هارون بن معروف حدثنا أنس بن عياض حدثنا داود بن قيس أنه سمع عياض بن عبد الله بن أبي سرح أن أبا سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى فيصلي ركعتين ثم يسلم فينصرف إلى الناس قائما في مصلاه ثم يجلس فيقبل عليهم ويقول للناس تصدقوا فكان أكثر من يتصدق النساء بالقرط والتبر فإن كان له حاجة يبعث على الناس وإلا انصرف
[ 115 ]
ذكر الأمر للنساء بالإكثار من الصدقة أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا محمد بن الوليد البسري حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أيوب عن عطاء قال أشهد على بن عباس أن بن عباس شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صلى في يوم عيد ثم خطب ثم أتى النساء فأمرهن بالصدقة ذكر العلة التي من أجلها حث النساء على الإكثار من الصدقة أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد عن شعبة عن الحكم قال سمعت ذرا يحدث عن وائل بن مهانة عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء تصدقن
[ 116 ]
فإنكن أكثر أهل النار قالت امرأة ليست من علية النساء بم أو لم قال إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير قال عبد الله ما من ناقصات العقل والدين أغلب على الرجال ذوي الأمر على أمرهم من النساء قيل وما نقصان عقلهما ودينها قال أما نقصان عقلها فإن شهادة امرأتين بشهادة رجل وأما نقصان دينها فإنه يأتي على إحداهن كذا وكذا من يوم لا تصلي فيه صلاة واحدة ذكر الأمر للمرء بإطعام الجياع وفك الأسارى من أيدي أعداء الله الكفرة أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سفيان الثوري عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني قال سفيان العاني الأسير
[ 117 ]
ذكر ما يستحب للإمام سؤال رعيته الصدقة على الفقراء إذا علم الحاجة بهم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال خرجت أنا والحسن والحسين وأسامة بن زيد يوم فطر وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فصلى بنا ثم خطب صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إن هذا يوم صدقة فتصدقوا قال فجعل الرجل ينزع خاتمه والرجل ينزع ثوبه وبلال يقبض حتى إذا لم ير أحدا يعطي شيئا تقدم إلى النساء فقال يا معشر النساء إن هذا يوم صدقة فتصدقن فجعلت المرأة تنزع خرصها وخاتمها وجعلت المرأة تنزع خلخالها وبلال يقبض حتى إذا لم ير أحدا يعطي شيئا أقبل بلال وأقبلنا
[ 118 ]
ذكر الخبر الدال على أن المتصدقين في الدنيا هم الأفضلون في العقبي أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير وعيسى بن يونس قالا حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال أشهد بالله لسمعت أبا ذر بالربذة يقول كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرة المدينة ممسيا فاستقبلنا أحد فقال يا أبا ذر ما أحب أن لي أحدا ذهبا أمسي ثالثة وعندي منه دينار إلا دينار أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا يعني من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ثم قال يا أبا ذر إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة ثم قال لي لا تبرح حتى آتيك فانطلق ثم جاء في سواد الليل فسمعت صوتا فخشيت أن يكون ضرار رسول الله صلى الله عليه وسلم فهممت أن انطلق ثم ذكرت قوله فجلست حتى جاء فقلت له إني أردت أن آتيك يا رسول الله ثم ذكرت قولك لي وسمعت صوتا قال ذاك جبريل جاءني فأخبرني أن من مات
[ 119 ]
من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت وإن زنى وإن سرق فقال وإن زنى وإن سرق قال جرير قال الأعمش عن أبي صالح عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك قال أبو حاتم رضي الله عنه أضمر في هذا الخبر شرطان أحدهما أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة إن تفضل الله جل وعلا عليه بالعفو عن جناياته التي له في دار الدنيا لأن المرء لا غلام من ارتكاب بعض ما حظر عليه في الدنيا أضمر في الخبر هذا الشرط والشرط الثاني من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة يريد بعد تعذيبه إياه في النار نعوذ بالله منها إن لم يتفضل عليه
[ 120 ]
بالعفو قبل ذلك لئلا يبقى في النار مع من أشرك به في الدنيا فهذان الشرطان مضمران في هذا الخبر لا أن كل من مات ولا يشرك بالله شيئا دخل الجنة لا محالة ذكر البيان بأن المرء لا بقاء له من ماله إلا ما قدم لنفسه لينتفع به يوم فقره وفاقته بارك الله لنا في ذلك اليوم أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
[ 121 ]
عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر قال يقول بن آدم مالكا مالكا وهل لك من مال إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست أو تصدقت فأمضيت ذكر الإخبار عما يكون للمرء من ماله في أولاده وعقباه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العبد مالي وإنما له من ماله ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأمضى وما سواه فهو ذاهب وتاركه للناس ذكر الإخبار عما يجب على المرء من توقع الخلاف فيما قدم لنفسه وتوقع ضده إذا أمسك أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا سلام بن مسكين قال حدثنا قتادة عن خليد بن عبد الله العصري عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما طلعت شمس قط إلا بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان من على الأرض غير الثقلين أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا
[ 122 ]
غربت إلا بجنبتيها ملكان يناديان اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا ذكر الإخبار عما يستحب للمسلم من نظرة لآخرته وتقديم ما قدر من هذه الدنيا لنفسه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال قال عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال اعلموا ما تقولون قالوا ما نعلم إلا ذاك يا رسول الله قال ما منكم رجل إلا مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا كيف يا رسول الله قال إنما مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر
[ 123 ]
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تقديم ما يمكن من هذه الدنيا الفانية للآخرة الباقية أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا عبد الله بن الرومي قال حدثنا النضر بن محمد قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الأكثرين هم الأسفلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وكسبه من ذكر الخبر الدال على أن من لم يتصدق هو البخيل أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل
[ 124 ]
والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان أو جنتان من حديد من لدن ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق فكلما تصدق وحدث نفسه ذهبت عن جلده حتى تعفو أثره وتجوز بنانة والبخيل كلما أنفق شيئا وحدث به نفسه لزمته وعضت كل حلقة منها مكانها فهو يوسعها ولا تتسع ذكر دعاء الملك للمنفق بالخلف وللممسك بالتلف أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا حماد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ملكا بباب من أبواب الجنة يقول من يقرض اليوم يجز غدا وملك بباب آخر يقول اللهم أعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا
[ 125 ]
ذكر الاستحباب للمرء أن يتصدق في حياته بما قدر عليه من ماله أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا بن أبي فديك حدثنا بن أبي ذئب عن شرحبيل عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأن يتصدق المرء في حياته وصحته بدرهم خير له من أن يتصدق بمئة درهم عند موته ذكر الإخبار بأن صدقة المرء ماله في حال صحته تكون أفضل من صدقته عند نزول المنية به أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم قال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان
[ 126 ]
ذكر الإخبار عن وصف المتصدق عند موته إذا كان مقصرا عن حالة مثله في حياته أخبرنا محمد بن الحسين بن مرداس بالأبلة حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا بن إدريس عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي حبيبة الطائي عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يتصدق عند الموت مثل الذي يهدي بعدما يشبع ذكر البيان بأن الصدقة على الأقرب فالأقرب أفضل منها على الأبعد فالأبعد أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان البزاز بالفسطاط حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري
[ 127 ]
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوما لأصحابه تصدقوا فقال رجل يا رسول عندي دينار قال انفقه على نفسك قال إن عندي آخر قال أنفقه على زوجتك قال إن عندي آخر قال أنفقه على ولدك قال إن عندي آخر قال أنفقه على خادمك قال إن عندي آخر قال أنت أبصر ذكر الإباحة للمتصدق أن يخرج اليسير من الصدقة على حسب جهده وطاقته أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني بالصغد قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا سعيد بن الربيع قال حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت أبا وائل عن أبي مسعود قال كنا نتحامل على ظهورنا فيجئ الرجل بالشئ فيتصدق به فجاء رجل بنصف صاع وجاء إنسان بشئ كثير فقالوا إن الله غني عن صدقة هذا وقالوا هذا مراء فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في
[ 128 ]
الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ذكر الاستحباب للمرء أن يؤثر بصدقته على أبويه ثم على قرابته ثم الأقرب فالأقرب أخبرنا زيد بن عبد العزيز بن حبان أبو جابر بالموصل قال حدثنا محمد بن يحيى بن فياض الزماني قال حدثنا الأنصاري عن عزرة بن ثابت قال حدثنا أبو الزبير عن جابر أن رجلا من بني عذرة أعتق مملوكا له عن دبر منه عروبة إليه النبي صلى الله عليه وسلم فباعه ودفع إليه العجلي وقال ابدأ بنفسك فتصدق عليها ثم على أبويك ثم على قرابتك ثم هكذا ثم هكذا
[ 129 ]
ذكر الأمر للمتصدق أن يؤثر بصدقته قرابته دون غيرهم أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء فإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذاك مال رابح بخ ذاك مال رابح وقد سمعت ما قلت فيها وإني أرى
[ 130 ]
أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمهما أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ذكر البيان بأن على المرء إذا أراد الصدقة بأنه يبدأ بالأدنى فالأدنى منه دون الأبعد فالأبعد عنه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو عمار قال حدثنا الفضل بن موسى عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن جامع بن شداد
[ 131 ]
عن طارق المحاربي قال قدمت المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب الناس وهو يقول يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك ذكر الأمر لمن أراد الصدقة أو النفقة أن يبدأ بها بالأقرب فالأقرب أخبرنا أحمد بن علان بأذنة قال حدثنا محمد بن يحيى الزماني قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا يقال له أبو مذكور دبر غلاما له ولم يكن له مال غيره وكان يقال للغلام يعقوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمي هذا فاشتراه رجل من بني عدي بن كعب بثمن مائة درهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم محتاجا فليبدأ
[ 132 ]
بنفسه فإن كان له فضل فبأهله فإن كان له فضل فبأقربائه فإن كان له فضل فها هنا وها هنا وها هنا ذكر البيان بأن الصدقة على الأقارب أفضل من العتاقة أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عن كريب عن ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت وليدة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك ذكر البيان بأن الصدقة على ذي الرحم تشتمل على الصلة والصدقة أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا
[ 133 ]
بشر بن المفضل حدثنا بن عون عن حفصة بنت سيرين عن أم الرائح بنت صليع عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنان صدقة وصلة
[ 134 ]
ذكر البيان بأن من أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى المرء أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان بعسكر مكرم حدثنا محمد بن معمر البحراني حدثنا أبو عاصم عن بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول ذكر البيان بأن من أفضل الصدقة إخراج المقل بعض ما عنده أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن خالد بن موهب حدثني الليث بن سعد عن أبي الزبير عن يحيى بن جعدة عن أبي هريرة أنه قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن تعول
[ 135 ]
ذكر البيان بأن صدقة القليل من المال اليسير أفضل من صدقة الكثير من المال الوافر أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا صفوان بن عيسى عن بن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق درهم مائة ألف فقال رجل وكيف ذاك يا رسول الله قال رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به ذكر البيان بأن من أفضل الصدقة للمرء المسلم سقي الماء أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الحسين بن
[ 136 ]
حريث قال حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن عبادة قال قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال صلى الله عليه وسلم سقي الماء ذكر محبة الله جلا وعلا للمتصدق إذا تصدق لله سرا أو تهجد لله سرا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
[ 137 ]
حدثنا محمد حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي ظبيان عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله أما الذين يحبهم الله فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم وبينه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم وقام يتملقني ويتلو آياتي ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا وأقبل بصدره يقتل أو يفتح له وثلاثة يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم
[ 138 ]
ذكر البيان بأن صدقة المرء سرا إذا سئل بالله مما يحب الله فاعلها أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله يحب رجلا كان في قوم فأتاهم سائل فسألهم بوجه الله لا يسألهم لقرابة بينهم وبينه فبخلوا فخلفهم بأعقابهم حيث لا يراه إلا الله ومن أعطاه ورجل كان في كتيبة فانكشفوا فكبر فقاتل حتى يفتح الله عليه أو يقتل ورجل كان في قوم فأدلجوا فطالت دلجتهم فنزلوا والنوم أحب إليهم مما يعدل به فناموا وقام يتلو آياتي ويتملقني ويبغض الشيخ الزاني والبخيل المتكبر وذكر الثالث ذكر استحباب الإيثار بالصدقة من لا يعلم بحاجته ولا غناه عنها أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة
[ 139 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ولكن المسكين الذي ليس له ما يستغني به ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه فذلك المحروم ذكر استحباب الإيثار بالصدقة من لا يسأل دون من يسأل أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان قالوا فمن المسكين يا رسول الله قال الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس
[ 140 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يتصدق عن حميمه وقرابته إذا مات أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت أفأتصدق عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ما ذكرناه أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده قال خرج سعد بن عبادة مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه وحضرت أمه الوفاة بالمدينة فقيل لها أوصي فقالت فبم أوصي إنما المال مال سعد فتوفيت قبل أن يقدم سعد فلما
[ 141 ]
قدم سعد ذكر ذلك له فقال سعد يا رسول الله هل ينفعها أن أتصدق عنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فقال سعد حائط كذا وكذا صدقة عليها لحائط سماه
[ 142 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يتصدق بثلث ما يستفضل في كل سنة من أملاكه أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن وهب بن جلس عن عبيد بن عمير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل بفلاة من الأرض إذ رأى سحابة فسمع فيها صوتا اسق حديقة فلان فجاء ذلك السحاب فأفرغ ما فيه في حرة قال فانتهيت فيها أذناب شراج وإذا شرجة من تلك الشرج قد استوعبت الماء فسقته فانتهيت إلى رجل قائم يحول الماء بمسحاته في حديقة فقلت له يا عبد الله ما اسمك فقال فلان الاسم الذي سمع في السحابة قال كيف تسألني يا عبد الله عن اسمي قال إني سمعت في السحابة الذي هذا ماؤها يقول اسق حديقة فلان باسمك فأخبرني ما تصنع فيها قال أما إذا قلت هذا فإني أنظر إلى ما خرج منها فأصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأعيد فيها ثلثه
[ 143 ]
ذكر الخبر الدال على إباحة إعطاء المرء صدقته من أخذها وإن كان الآخذ أنفقها في غير طاعة الله جل وعلا ما لم يعلم المعطي ذلك منه في البداية أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي حدثنا محمد بن مشكان حدثنا شبابة حدثنا ورقاء حدثنا أبو الزناد حدثنا الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على زانية فقال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبح الناس يتحدثون تصدق الليلة على غني فقال اللهم لك الحمد على غني فأتى فقيل أما صدقتك فقد قبلت أما الزانية فلعلها تستعف بها
[ 144 ]
عن زناها وأما السارق فلعله يستعف عن سرقته ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله تعالى ذكر الإباحة للمرأة أن تتصدق من مال زوجها ما لم يجحف ذلك به أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني بن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ليس لي شئ إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي من جناح أن أرضخ مما يدخل علي قال أرضخي ما استطعت ولا توعي فيوعي الله عليك
[ 145 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا على المرأة إذا تصدقت من بيت زوجها غير مفسدة فلها أجر كما لزوجها أجر ما اكتسب غنم أجر ما نوت وللخازن كذلك أخبرنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن أبي شيبة حدثنا جرير بن حازم حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة فلها أجرها ولزوجها أجر ما اكتسب غنم أجر ما نوت وللخازن مثل ذلك
[ 146 ]
ذكر صفة الخازن الذي يشارك المتصدق في الأجر أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا أبو أسامة حدثني بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخازن المسلم الأمين الذي ينفق وربما قال يعطي ما أمر فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين
[ 147 ]
ذكر الأمر للعبد أن يتصدق من مال السيد على أن الأجر بينهما نصفان أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا حفص بن الصالح حدثنا محمد بن زيد عن عمير مولى أبي اللحم قال كنت مملوكا فكنت أتصدق بلحم من لحم مولاي فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال تصدق والأجر بينكما نصفان قال أبو حاتم أضمر في هذا الخبر تصدق بإذنه فذكر يأمر فيه مضمر وعمير مولى أبي اللحم إنما قيل أبي اللحم لأنه في الجاهلية حرم على نفسه اللحم وأبى أن يأكل فقيل أبي اللحم
[ 148 ]
ومحمد بن زيد هذا محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ الجدعاني القرشي سمع بن عمر ومعاوية بن أبي سفيان روى عنه مالك وأهل المدينة ذكر البيان بأن المعطي في بعض الأحايين قد يكون خيرا من الآخذ أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن دينار عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى ذكر الإخبار بأن اليد السفلى هي السائلة دون الآخذة بغير سؤال أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا عبيدة بن حميد قال حدثني أبو الزعراء عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نضلة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السفلى السائلة فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك
[ 149 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح بأن الأخبار التي ذكرناها قبل في كتابنا هذا أن اليد العليا خير من اليد السفلى أراد به أن يد المعطي خير من يد الآخذ وإن لم يسأل وأبو الزعراء هذا هو الصغير واسمه عمرو بن عمرو بن مالك بن أخي أبي الأحوص وأبو الزعراء الكبير اسمه عبد الله بن هانئ يروي عن بن مسعود ذكر البيان بأن اليد المعطية أفضل من اليد السائلة أخبرنا زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي بالبصرة حدثنا عبد الواحد بن الصالح حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وليبدأ أحدكم بمن يعول تقول امرأته أنفق علي وتقول أم ولده إلى من تكلني ويقول له عبده اطعمني واستعملني
[ 150 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى عندي أن اليد المتصدقة أفضل من اليد السائلة لا الآخذة دون السؤال إذ محال أن تكون اليد التي أبيح لها استعمال فعل باستعماله أحسن من آخر فرض عليه إتيان شئ فأتى به أو تقرب إلى بارئه متنفلا فيه وربما كان المعطي في إتيانه ذلك أقل تحصيلا في الأسباب من الذي أتى بما أبيح له وربما كان هذا الأخذ بما أبيح له أفضل وأروع من الذي يعطي فلما
[ 151 ]
استحال هذا على الإطلاق دون التحصيل بالتفضيل صح أن معناه أن المتصدق أفضل من الذي يسألها ذكر الخبر المصرح بصحة ما تأولنا الخبر الذي تقدم ذكرنا له أخبرنا جعفر بن أحمد بن صليح العابد بواسط حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة واليد السفلى السائلة ذكر الزجر عن إحصاء المرء صدقته إذا تصدق بها أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال
[ 152 ]
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا بن إدريس عن الأعمش عن الحكم عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت جاءها سائل فأمرت له عائشة بشئ فلما خرجت الخادم دعتها فنظرت إليه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تخرجين شيئا إلا بعلمك قالت إني لأعلم فقال لها لا تحصي فيحصي الله عليك ذكر نفي قبول الصدقة عن المرء إذا كانت من الغلول أخبرنا بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن سماك عن مصعب بن سعد قال دخل بن عمر على بن عامر يعوده فقال يا بن عمر ألا تدعو لي فقال بن عمر
[ 153 ]
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقبل صلاة إلا بطهور ولا صدقة من غلول وقد كنت على البصرة ذكر البيان بأن المال إذا لم يكن بطيب أخذ من حله لم يؤجر المتصدق به عليه أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب قال سمعت عمرو بن الحارث يقول حدثني دراج أبو السمح عن بن حجيرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه
[ 154 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا على الغارس الغراس بكتبه الصدقة عند أكل كل شئ من ثمرته أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن خالد بن موهب حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم من غرس هذا النخل أمسلم أم كافر فقالت بل مسلم فقال صلى الله عليه وسلم لا يغرس المسلم غرسا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شئ إلا كانت له صدقة ذكر البيان بأن ما يأكل السباع والطيور من ثمر غراس المسلم يكون له فيه أجر أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي بعسكر مكرم حدثنا عمرو بن علي بن بحر حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير قال سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 155 ]
يقول لا يغرس مسلم غرسا فيأكل منه سبع وطير وشئ إلا كان له فيه أجر ذكر الأمر للمرء بترك صدقة ماله كله والاقتصار على البعض منه إذ هو خير أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا محمد بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال لم أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدر ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا تخلف عن بدر إنما خرج النبي صلى الله عليه وسلم يريد العير وخرجت قريش مغيثين لعيرهم فالتقوا على غير موعد كما قال الله ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس لبدر وما أحب أني
[ 156 ]
كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حين توثقنا على الإسلام ولم أتخلف بعد عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها آذن النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم وذلك حين طاب الظلال وطابت الثمار وكان قلما أراد غزوة إلا ورى غيرها وكان يقول الحرب خدعة فأراد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبته وأنا أيسر ما كنت قد جمعت راحلتين لي فلم أزل كذلك حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم غاديا بالغداة وذلك يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس فأصبح غاديا فقلت أنطلق إلى السوق وأشترى جهازي ثم ألحق بها فانطلقت إلى السوق من الغد فعسر علي بعض شأني فرجعت فقلت أرجع غدا إن شاء الله فألحق بهم فعسر علي بعض شأني أيضا فلم أزل كذلك حتى لبس بي الذنب وتخلفت عن النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت أمشي في الأسواق وأطراف المدينة فيحزنني أن لا أرى أحدا تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
[ 157 ]
رجلا مغموصا عليه في النفاق وكان ليس أحد تخلف إلا أرى ذلك سيخفى له وكان الناس كثيرا لا يجمعهم ديوان وكان جميع من تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم بضعة وثمانين رجلا ولم يذكرني النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوكا فلما بلغ تبوكا قال ما فعل كعب بن مالك فقال رجل من قومي خلفه يا رسول الله برداه والنظر في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا نبي الله ما نعلم إلا خيرا قال فبينا هم كذلك إذا رجل يزول به السراب فقال النبي صلى الله عليه وسلم كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك
[ 158 ]
وقفل ودنا من المدينة جعلت أتذكر ماذا أخرج به من سخط النبي صلى الله عليه وسلم وأستعين على ذلك بكل ذي أجرة من أهل بيتي حتى إذا قيل النبي صلى الله عليه وسلم مصبحكم بالغداة راح عني الباطل وعرفت أني لا أنجو إلا بالصدق فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ضحى فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا قدم من سفر فعل ذلك دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون إليه فيستغفر لهم ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله فدخلت المسجد فإذا هو جالس فلما رآني تبسم تبسم المغضب فجئت فجلست بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تكن ابتعت ظهرا قلت بلى يا نبي الله فقال ما خلفك عني فقلت والله لو بين يدي أحد من الناس غيرك جلست لخرجت من سخطه علي بعذر ولقد أوتيت جدلا ولكني قد علمت يا نبي الله إني إن حدثتك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو فيه عقبى الله وإن حدثتك اليوم بحديث ترضى عني فيه وهو كذب أوشك أن يطلعك الله علي والله يا نبي الله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حيث تخلفت عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما هذا فقد صدقكم الحديث قم حتى يقضي الله فيك فقمت فثار على أثري ناس من قومي يؤنبونني فقالوا والله ما نعلمك أذنبت ذنبا قط قبل هذا فهلا اعتذرت إلى
[ 159 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذر يرضاه عنك فيه وكان استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي من وراء ذلك ولم تقف موقفا لا ندري ماذا يقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنبونني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي فقلت هل قال هذا القول أحد غيري قالوا نعم قاله هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة فذكروا رجلين صالحين شهد بدرا لي فيهما أسوة فقلت والله لا أرجع إليه في هذا أبدا ولا أكذب نفسي
[ 160 ]
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة فجعلت أخرج إلى السوق ولا يكلمني أحد وتنكر لنا الناس حتى ما هم بالذين نعرف وتنكر لنا الحيطان حتى ما هي بالحيطان التي نعرف وتنكرت لنا الأرض حتى ما هي بالأرض التي نعرف وكنت أقوى أصحابي فكنت أخرج فأطوف في الأسواق فآتي المسجد وآتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وأقول هل حرك شفتيه بالسلام فإذا قمت أصلي إلى سارية وأقبلت على صلاتي نظر إلي النبي صلى الله عليه وسلم بمؤخر عينيه وإذا نظرت إليه أعرض عني واشتكى صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار ولا يطلعان رؤوسهما قال فبينا أنا أطوف في الأسواق إذا رجل نصراني قد جاء بطعام له يبيعه يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له إلي فأتاني بصحيفة من ملك غسان فإذا فيها أما بعد فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ولست بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت هذا أيضا من البلاء فسجرت لها التنور فأحرقتها فيه
[ 161 ]
فلما مضت أربعون ليلة إذا رسول من النبي صلى الله عليه وسلم قد أتاني فقال اعتزل امرأتك فقلت أطلقها قال لا ولكن لا تقربها فجاءت امرأة هلال بن أمية فقالت يا نبي الله إن هلال بن أمية شيخ ضعيف فهل تأذن لي أن أخدمه قال نعم ولكن لا يقربنك قالت يا نبي الله ما به حركة لشئ ما زال متكئا يبكي الليل والنهار مذ كان من أمره ما كان قال كعب فلما طال علي البلاء اقتحمت على أبي قتادة حائطه وهو بن عمي فسلمت عليه فلم يرد علي فقلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله فسكت فقلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله فسكت فقلت أنشدك الله يا أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله فقال الله ورسوله أعلم قال فلم أملك نفسي أن بكيت ثم اقتحمت الحائط خارجا حتى إذا مضت خمسون ليلة من حين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا صليت على ظهر بيت لنا
[ 162 ]
صلاة الفجر وأنا في المنزلة التي قال الله قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا إذ سمعت نداء من ذروة سلع أن أبشر يا كعب بن مالك فخررت ساجدا وعرفت أن الله قد جاءنا بالفرج ثم جاء رجل يركض على فرس يبشرني فكان الصوت أسرع من فرسه فأعطيته ثوبي بشارة ولبست ثوبين آخرين وكانت توبتنا نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ثلث الليل فقالت أم سلمة يا نبي الله ألا نبشر كعب بن مالك فقال إذا يحطمكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليلة قال وكانت أم سلمة محسنة في شأني تخبرني بأمري فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستنير كاستنار القمر وكان إذا سر بالأمر استنار فجئت فجلست بين يديه فقال يا كعب بن مالك أبشر بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك قال فقلت يا نبي الله أمن عند الله أم من عندك قال بل من عند الله ثم تلا عليهم لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار حتى بلغ هو التواب الرحيم قال وفينا نزلت اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال فقلت
[ 163 ]
يا نبي الله إن من توبتي أني لا حالا إلا صدقا وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال امسك عليك بعض مالك فهو خير لك قال فقلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر قال فما أنعم الله علي من نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدقته أنا وصاحباي أن لا نكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا وما تعمدت بعد وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من حديث كعب بن مالك
[ 164 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من الاقتصار عن ثلث ماله إذا أراد التقرب به إلى الله دون إخراج ماله كله أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي
[ 165 ]
بحمص قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن حسين بن السائب بن أبي لبابة أن جده أبا لبابة حين تاب الله عليه في تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما كان سلف قبل ذلك في أمور وجد عليه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله إني أهجر داري التي أصبت فيها الذنب وأنتقل إليك وأساكنك وإني أنخلع من مالكا كله صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يجزئك من ذلك الثلث ذكر الزجر عن أن يتصدق المرء بماله كله ثم يبقى كلا على غيره أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا
[ 166 ]
يزيد بن موهب قال حدثنا بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظفري عن محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله قال إني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل بمثل البيضة من ذهب قد أصابها من بعض المغازي فقال يا رسول الله خذ هذه مني صدقة فوالله ما مطرف لي مال غيرها قال فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه من شقة الآخر فقال له مثل ذلك فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءه من قبل وجهه فأخذها منه فحذفه بها حذفة لو أصابه عقره أو أوجعه ثم قال يأتي أحدكم إلى جميع ما يملك فيتصدق به ثم يقعد يتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غنى خذ عنا مالك لا حاجة لنا به ذكر الأمر للمتصدق أن يضع صدقته في يد السائل بيده أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
[ 167 ]
الليث عن سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد وكانت ممن بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئا أعطيه إياه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم تجدي له شيئا نعطينه إياه إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده ذكر الأمر للمرء بأن لا يرد السائل إذا سأله بأي شئ حضره أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي
[ 168 ]
بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن بن بجيد الأنصاري ثم الحارثي عن جدته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ردوا السائل ولو بظلف محرق قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم ردوا السائل قصد زجر بلفظ الأمر يريد به لا تردوا السائل إلا بشئ ولو بظلف محرق أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا علي بن مسلم الطوسي حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن مجاهد
[ 169 ]
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل بالله فأعطوه ومن استعاذ بالله فأعيذوه ومن دعاكم فأجيبوه ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم ترك استقلال الصدقة وسوء الظن بمخرجها أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة قال أخبرنا الأعمش قال سمعت أبا وائل يحدث عن أبي مسعود البدري قال كنا نتحامل فكان الرجل يجئ بالصدقة فيقال هذا مراء ويجئ الرجل بنصف الصاع
[ 170 ]
فيقال إن الله لغني عن هذا فنزلت هذه الآية الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات
[ 171 ]
فصل ذكر الخصال التي تقوم لمعدم المال مقام الصدقة لباذلها أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن أبي سعيد المهري عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من نفس بن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس قيل يا رسول الله ومن أين لنا صدقة نتصدق بها فقال إن أبواب الخير لكثيرة التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن النكر وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصم وتهدي الأعمى وتدل المستدل على حاجته وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف فهذا كله صدقة منك على نفسك
[ 172 ]
ذكر كتبة الله الصدقة للمسلم بالخصال المعروفة وإن لم ينفق من ماله أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة قال قال نبيكم صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة بكل معروف بالصلاة قولا وفعلا أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبي حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة
[ 173 ]
ذكر تفاصيل المعروف الذي يكون صدقة المسلم أخبرنا بن قتيبة حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا محمد بن شعيب حدثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن جده أبي سلام حدثنا عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خلق الله كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل فمن كبر الله وحمده وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل عظما عن طريق الناس وعزل حجرا عن طريقهم وأمر بمعروف ونهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مائة فإنه يمسي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار
[ 174 ]
ذكر الأشياء التي يكتب لمستعملها بها الصدقة أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع عليه الشمس يعدل بين اثنين ويعين الرجل في دابته ويحمله عليها ويرفع له عليها متاعه ويميط الأذى عن الطريق صدقة
[ 175 ]
باب ذكر الإخبار عن إباحة تعداد النعم للمنعم على المنعم عليه في الدنيا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل فقال إن ربي وربك يقول لك كيف رفعت ذكرك قال الله أعلم قال إذا ذكرت ذكرت معي ذكر الإخبار عن نفي دخول الجنة عن المنان بما أعطى في ذات الله أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابان
[ 176 ]
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة ولد زنية ولا منان ولا عاق ولا مدمن خمر
[ 177 ]
قال أبو حاتم معنى نفي المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ولد الزنية دخول الجنة وولد الزنية ليس عليهم من أوزار آبائهم وأمهاتهم شئ أن ولد الزنية على الأغلب يكون أجسر على ارتكاب المزجورات أراد صلى الله عليه وسلم أن ولد الزنية لا يدخل الجنة جنة يدخلها غير ذي الزنية ممن لم تكثر جسارته على ارتكاب المزجورات
[ 178 ]
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن هذا الإسناد منقطع أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا بن مهدي حدثنا شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط بن شريط عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر
[ 179 ]
قال أبو حاتم اختلف شعبة والثوري في إسناد هذا الخبر فقال الثوري عن سالم عن جابان وهما ثقتان حافظان إلا أن الثوري كان أعلم بحديث أهل بلده من شعبة وأحفظ لها منه ولا سيما حديث الأعمش وأبي إسحاق ومنصور فالخبر متصل عن سالم عن جابان فمرة روي كما قال شعبة وأخرى كما قال سفيان
[ 180 ]
باب المسألة والأخذ وما يتعلق به من المكافأة والثناء والشكر أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ألا تبايعوني قالوا يا رسول الله قد بايعناك مرة فعلى ماذا نبايعك قال تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا وأن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة ثم أتبع ذلك كلمة خفيفة على أن لا تسألوا الناس شيئا قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم على أن لا تشركوا
[ 181 ]
بالله شيئا أراد به الأمر بترك الشرك وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم على أن لا تسألوا الناس شيئا أراد به الأمر بترك المسألة ذكر البيان بأن الأمر بترك المسألة بلفظ العموم الذي تقدم ذكرنا له إنما هو أمر ندب لا حتم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أحمد بن المقدام قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا داود الطائي عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن عقبة قال قال له الحجاج ما منعك أن تسألني فقال قال سمرة بن جندب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه المسألة كد يكد بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل ذا سلطان أو ينزل به أمر لا يجد منه بدا
[ 182 ]
ذكر الزجر عن فتح المرء على نفسه باب المسألة بعد أن أغناه الله جل وعلا عنها أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يفتح إنسان على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر لأن يعمد الرجل حبلا إلى جبل فيحتطب على ظهره ويأكل منه خير من أن يسأل الناس معطى أو ممنوعا ذكر الإخبار عما يجب على المرء من مجانبة الإكثار من السؤال أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم
[ 183 ]
ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال ذكر الزجر عن الإلحاف في المسألة وإن كان المرء مضطرا أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن أبان القرشي قال حدثنا بن عيينة قال سمعت عمرو بن دينار عن وهب بن منبه عن أخيه سمعه من معاوية يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا في
[ 184 ]
المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيه ذكر السبب الذي به يصير السائل ملحفا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري
[ 185 ]
عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سأل وله أوقية فهو ملحف قال قلت الياقوتة ناقتي خير من أوقية قال والأوقية أربعون درهما ذكر الزجر عن سؤال المرء يريد التكثير دون الاستغناء والتقوت أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحراني قال حدثنا يحيى بن السكن قال حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال
[ 186 ]
قال عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الناس ليثري ماله فإنما هو رضف من النار يتلهبه من شاء فليقل ومن شاء فليكثر ذكر الزجر عن أن يسأل المستغني أحد شيئا من حطام هذه الدنيا الفانية أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل يأتيني منكم ليسألني فأعطيه فينطلق وما يحمل في حضنه إلا النار ذكر الخبر المصرح بصحة ما تأولنا الخبر الذي تقدم ذكرنا له أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
[ 187 ]
حدثنا بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سأل الناس من أموالهم فإنما يسأل جمرا فليستقل منهم أو ليستكثر ذكر البيان بأن مسألة المستغني بما عنده إنما هي الاستكثار من جمر جهنم نعوذ بالله منها أخبرنا أحمد بن مكرم البرتي ببغداد قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني ربيعة بن يزيد قال حدثني أبو كبشة السلولي أنه سمع سهل بن الحنظلية صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأقرع وعيينة سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأمر معاوية أن يكتب به لهما وختمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بدفعه إليهما فأما عيينة فقال ما فيه فقال فيه الذي أمرت به فقبله وعقده في عمامته وكان أحلم الرجلين وأما الأقرع فقال أحمل صحيفة
[ 188 ]
لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهما وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجته فمر ببعير مناخ على باب المسجد في أول النهار ثم مر به في آخر النهار وهو في مكانه فقال أين صاحب هذا البعير فابتغي فلم يوجد فقال اتقوا الله في هذه البهائم اركبوها صحاحا وكلوها سمانا كالمتسخط آنفا إنه من سأل شيئا وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم ما يغديه أو يعشيه أراد به على دائم الأوقات حتى يكون مستغنيا بما عنده ألا تراه صلى الله عليه وسلم قال في خبر أبي هريرة لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي فجعل الحد الذي تحرم الصدقة عليه به هو الغنى عن الناس وبيقين نعلم أن واجد الغداء أو العشاء ليس ممن استغنى عن غيره حتى تحرم عليه الصدقة على أن الخطاب ورد في هذه الأخبار بلفظ العموم والمراد منه صدقة الفريضة دون التطوع ذكر الخصال المعدودة التي أبيح للمرء المسألة من أجلها أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 189 ]
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن هارون بن رئاب عن كنانة العدوي قال كنت عند قبيصة بن المخارق فاستعان به نفر من قومه في نكاح رجل من قومه فأبى أن يعطيهم شيئا فانطلقوا من عنده قال كنانة فقلت له أنت سيد قومك وأتوك يسألونك فلم تعطهم شيئا قال أما في هذا فلا أعطي شيئا وسأخبرك عن ذلك تحملت بحمالة في قومي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته وسألته أن يعينني فقال بل نحملها عنك يا قبيصة ونؤديها إليهم من إبل الصدقة ثم قال إن المسألة لا تحل إلا لثلاث رجل تحمل حمالة فقد حلت له حتى يؤديها أو رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله حتى يصيب قواما من عيش أو سداد من عيش ورجل أصابته فاقة فشهد له ثلاثة من ذوي الحجا من قومه أن قد حلت له المسألة فقد حلت له حتى يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش والمسألة فيما سوى ذلك سحت قال أبو حاتم قوله والمسألة فيما سوى ذلك سحت أراد به أن المسألة في سوى هذه الأشياء الثلاثة من السلطان عن فضل حصته من بيت المال سحت لأن المسألة في غير هذه الخصال الثلاثة من غير السلطان عن غير بيت مال المسلمين تكون سحتا إذا كان الإنسان غير مستغن بما عنده
[ 190 ]
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا حوثرة بن أشرس العدوي حدثنا حماد بن زيد عن هارون بن رئاب عن كنانة بن نعيم العدوي عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله منها فقال صلى الله عليه وسلم أقم يا قبيصة حتى تجيئنا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لإحدى ثلاث رجل تحمل بحمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو سداد من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش وما سواهن من المسألة سحت يأكلها المؤلف سحتا ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد لخبر قبيصة بن مخارق الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
[ 191 ]
علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا ذكر الأمر للمرء بالاستغناء بالله جل وعلا عن خلقه إذ فاعله يغنيه الله جل وعلا بتفضله أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن أسأله فسمعته يخطب وهو يقول من يستغن يغنه الله ومن
[ 192 ]
يستعفف يعفه الله ومن سألنا أعطيناه قال فرجعت ولم أسأله فأنا اليوم أكثر الأنصار مالا ذكر البيان بأن من استغنى بالله جل وعلا عن خلقه أغناه الله عنهم بفضله أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري أن أهله شكوا إليه الحاجة فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأله لهم شيئا فوافقه على المنبر وهو يقول أيها الناس قد آن لكم أن تستغنوا عن المسألة فإنه من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله والذي نفس محمد بيده ما رزق عبد شيئا أوسع من الصبر ولئن أبيتم إلا أن تسألوني لأعطينكم ما وجدت
[ 193 ]
ذكر الإخبار بأن من استغنى بالله عن خلقه جل وعلا يغنه عنهم بفضله أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عطاء بن يزيد المؤذن عن أبي سعيد الخدري أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفذ ما عنده قال ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر ذكر الزجر عن أن يأخذ المرء شيئا من حطام هذه الدنيا وهو سائل أو شره أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا معاوية بن صالح
[ 194 ]
قال حدثنا ربيعة بن يزيد الدمشقي عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال سمعت معاوية يقول على منبر دمشق إياكم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا كان في عهد عمر فإن عمر كان يخيف الناس في الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس يبارك له فيه ومن أعطيته عن مسألة وعن شره كان كالذي يأكل ولا يشبع ذكر الزجر عن أخذ ما أعطي المرء من حطام هذه الدنيا وهو مشرف النفس إليه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا فليح عن الزهري عن عروة وسعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثلاث مرات ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حكيم إن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان
[ 195 ]
كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا أخير من اليد السفلى قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا ذكر البيان بأن لا حرج على المرء في أخذ ما أعطي من غير مسألة ولا إشراف نفس أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه أن عبد الله بن يزيد المعافري حدثه عن قبيصة بن ذؤيب أن عمر بن الخطاب أعطى بن السعدي ألف دينار فأبى أن يقبلها وقال أنا عنها غني فقال له عمر إني قائل لك ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ساق الله إليك رزقا من غير مسألة ولا إشراف نفس فخذه فإن الله أعطاكه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا المقرئ قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثني أبو الأسود عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد
[ 196 ]
عن خالد بن عدي الجهني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله إليه قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الأمر الذي أمرنا باستعماله هو أخذ ما أعطي المرء والشيئان المعلومان الذي أبيح له ذلك عند عدمهما هو المسألة وإشراف النفس فإن وجد أحدهما في الغني المستقل بما عنده زجر عن أخذ ما أعطي دون الفقراء المضطرين والتارة التي يباح فيها أخذ ما أعطي المرء وإن وجد فيه المسألة وإشراف النفس هي حالة الاضطرار والاضطرار على ضربين اضطرار بجدة واضطرار بعدم والاضطرار الذي يكون بجدة هو أن يملك المرء الشئ الكثير من حطام هذه الدنيا سوى المأكول والمشروب وهو في موضع لا يباع فيه الطعام والشراب أصلا فهو وإن كان واجد حكمه حكم المضطر له أخذ ما أعطي وإن كان سائلا أو مشرف النفس إليه واضطرار العدم هو واضح لا يحتاج إلى الكشف عنه
[ 197 ]
ذكر الأمر بأخذ ما أعطي المرء من حطام هذه الدنيا الفانية الزائلة ما لم تتقدمه لها مسألة أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن بن الساعدي المالكي قال استعملني عمر بن الخطاب على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت له إنما عملت لله وأجري على الله قال خذ ما أعطيت فإني قد قلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعملي مثل قولك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق ذكر إثبات البركة لآخذ ما أعطي بغير إشراف نفس منه أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير
[ 198 ]
أنهما سمعا حكيم بن حزام يقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال إن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس له لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى ذكر ما يجب على المرء من الشكر لأخيه المسلم عند الإحسان إليه سمعت أبا خليفة يقول سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول سمعت الربيع بن مسلم يقول سمعت محمد بن زياد يقول
[ 199 ]
سمعت أبا هريرة يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول لا يشكر الله من لا يشكر الناس ذكر الأمر بالمكافأة لمن صنع إليه معروف أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استعاذكم بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتى تروا أن قد كافأتموه
[ 200 ]
قال أبو حاتم قصر جرير في إسناده لأنه لم يحفظ إبراهيم التيمي فيه أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا علي بن مسلم الطوسي حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل بالله فأعطوه ومن استعاذ بالله فأعيذوه ومن دعاكم فأجيبوه ذكر ما يجب على المرء من مجازاة الخير لأخيه المسلم على أعماله الصالحة والسيئة أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا سفيان الثوري عن أبي الأحوص عن أبيه قال قلت يا رسول الله مررت برجل فلم يضيفني ولم يقرني أفأحتكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل اقره
[ 201 ]
ذكر البيان بأن على المرء ترك الإغضاء على الشكر للرجل على نعمة قلت أو كثرت أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن جابر بن عبد الله قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطبا وسقيناهم من الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه ذكر الزجر عن ترك ثناء المرء على أخيه المسلم إذا أولاه شيئا من المعروف أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة قال حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري
[ 202 ]
عن عمر بن الخطاب قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إني رأيت فلانا يدعو ويذكر خيرا ويذكر أنك أعطيته دينارين قال لكن فلان أعطيته ما بين كذا إلى كذا فما أثنى ولا قال خيرا ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء للمسدي إليه المعروف عند عدم القدرة على الجزاء يكون مبالغا في ثوابه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قالا حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا الأحوص بن جواب قال حدثنا سعير بن الخمس قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
[ 203 ]
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من الشكر لمن أسدى إليه نعمة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن طريف البجلي قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن عمر بن الخطاب أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت فلانا يشكر ذكر أنك أعطيته دينارين فقال صلى الله عليه وسلم لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرة إلى المئة فما يشكره ولا يقوله إن أحدكم ليخرج من عندي لحاجته متأبطها وما هي إلا النار قال قلت يا رسول الله لم تعطهم قال يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل ذكر الإخبار بأن الحمد للمسدي المعروف يكون جزاء المعروف أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا
[ 204 ]
محمد بن وهب بن أبي كريمة حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل الأنصاري عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من أولى معروفا فلم يجد له خيرا إلا الثناء فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ومن تحلى بباطل فهو كلابس ثوبي زور
[ 205 ]
كتاب الصوم باب فضل الصوم ذكر الإخبار عن إعطاء الله جل وعلا ثواب الصائمين في القيامة بغير حساب أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى كل حسنة عملها بن آدم جزيته بها عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به الصيام جنة فمن كان صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ شتمه أو آذاه فليقل إني صائم إني صائم ذكر تباعد المرء عن النار سبعين خريفا بصومه يوما واحدا في سبيل الله أخبرنا أحمد بن عمر بن يزيد المحمد أباذي حدثنا
[ 206 ]
سوار بن عبد الله العنبري حدثنا معتمر عن أبيه عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ذكر إفراد الله جل وعلا للصائمين باب الريان من الجنة أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي الراهب بحمص حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبي حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن
[ 207 ]
أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق زوجين من شئ من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان قال فقال أبو بكر يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة هل يدعى منها كل أحد يا رسول الله قال نعم وأرجو أن تكون منهم ذكر البيان بأن كل طاعة لها من الجنة أبواب يدعى أهلها منها إلا الصيام فإن له بابا واحدا أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق
[ 208 ]
زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب عمن كان من أهل الصلاة دعي من أبواب الصلاة ومن كان من أهل الصدقة دعي من أبواب الصدقة ومن كان من أهل الجهاد دعي من أبواب الجهاد ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان فقال أبو بكر يا رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي فهل يدعى أحد منها كلها يا رسول الله قال نعم وأرجو أن تكون منهم قال أبو حاتم عسى من الله واجب وأرجو من النبي حق ذكر البيان بأن الصائمين إذا دخلوا من باب الريان أغلق بابهم ولم يدخل منه أحد غيرهم أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد
[ 209 ]
ذكر البيان بأن باب الريان يغلق عند آخر دخول الصوام منه حتى لا يدخل منه أحد غيرهم أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرافقة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم البالسي قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة باب يقال له الريان أعد للصائمين فإذا دخل أخراهم أغلق
[ 210 ]
ذكر البيان بأن خلوف الصائم يكون أطيب عند الله من ريح المسك أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كل عمل بن آدم له إلا الصيام والصيام لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ذكر البيان بأن فم الصائم يكون أطيب عند الله من ريح المسك يوم القيامة أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم كوفي ثبت حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا بن جريج أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى كل عمل بن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك للصائم فرحتان إذ أفطر فرح بفطره وإذا لقي الله فرح بصومه
[ 211 ]
قال أبو حاتم شعار المؤمنين في القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقا بينهم وبين سائر الأمم وشعارهم في القيامة بصومهم طيب خلوفهم أطيب من ريح المسك ليعرفوا بين ذلك الجمع بذلك العمل نسأل الله بركة ذلك اليوم ذكر البيان بأن خلوف فم الصائم قد يكون أيضا أطيب من ريح المسك في الدنيا أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بحران حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل حسنة يعملها بن آدم بعشر حسنات إلى سبع مائة ضعف يقول الله إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به يدع الطعام من أجلي والشراب من أجلي وشهوته من أجلي وأنا أجزي به وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك ذكر البيان بأن الصوم لا يعدله شئ من الطاعات أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا
[ 212 ]
يزيد بن هارون أخبرنا مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة قال أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فأتيته فقلت يا رسول الله أدع الله لي بالشهادة قال اللهم سلمهم وغنمهم فغزونا فسلمنا وغنمنا حتى ذكر ذلك ثلاث مرات قال ثم أتيته فقلت يا رسول الله إني أتيتك تترى ثلاث مرات أسألك أن تدعو لي بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فسلمنا وغنمنا يا رسول الله فمرني بعمل أدخل به الجنة فقال عليك بالصوم فإنه لا مثل له قال فكان أبو أمامة لا يرى في بيته الدخان نهارا إلا إذا نزل بهم
[ 213 ]
ضيف فإذا رأوا الدخان نهارا عرفوا أنه قد اعتراهم ضيف قال أبو حاتم روى هذا الخبر مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن رجاء بن حيوة ورواه شعبة عن محمد بن أبي يعقوب عن حميد بن هلال عن رجاء بن حيوة أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا بندار حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت أبا نصر الهلالي عن رجاء بن حيوة عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله دلني على عمل قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له
[ 214 ]
قال أبو حاتم أبو نصر هذا هو حميد بن هلال ولست أنكر أن يكون محمد بن أبي يعقوب سمع هذا الخبر بطوله عن رجاء بن حيوة وسمع بعضه عن حميد بن هلال فالطريقان جميعا محفوظان ذكر البيان بأن الصوم جنة من النار للعبد يجتن به من النار أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال هذا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام جنة ذكر رجاء استجابة دعاء الصائم عند إفطاره أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا فرج بن رواحة
[ 215 ]
المنبجي حدثنا زهير بن معاوية عن سعد الطائي عن أبي المدلة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم
[ 216 ]
قال أبو حاتم أبو المدلة اسمه عبيد الله بن عبد الله مدني ثقة ذكر تفضل الله جل وعلا بإعطاء المفطر مسلما مثل أجره أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن عبد الملك بن أبي سليمان حدثني عطاء عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من فطر صائما كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شئ ذكر استغفار الملائكة للصائم إذا أكل عنده حتى يفرغوا أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن
[ 217 ]
حبيب بن زيد الأنصاري قال سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن أم عمارة بنت كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعت له بطعام فقال تعالي فكلي فقالت إني صائمة فقال إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة
[ 218 ]
باب فضل رمضان ذكر الإخبار بأن عشر ذي الحجة وشهر رمضان في الفضل يكونان سيين أخبرنا شباب بن صالح قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة ذكر إثبات مغفرة الله جل وعلا لصائم رمضان إيمانا واحتسابا أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي حدثنا بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة
[ 219 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم من ذنبه قال أبو حاتم إيمانا يريد به إيمانا بفرضه واحتسابا يريد به مخلصا فيه ذكر تفضل الله جل وعلا بمغفرة ما تقدم من ذنوب العبد بصيامه رمضان إذا عرف حدوده أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن قرط عن عطاء بن يسار
[ 220 ]
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ ما ينبغي أن يتحفظ كفر ما قبله ذكر فتح أبواب الجنان وغلق أبواب النيران وتصفيد الشياطين في شهر رمضان أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن أنس بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان رمضان فتحت له أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين قال أبو حاتم أنس بن أبي أنس هذا والد مالك بن أنس
[ 221 ]
واسم أبي أنس مالك بن أبي عامر من ثقات أهل المدينة وهو مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو من ذي مطرف من أقيال اليمن ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يصفد الشياطين في شهر رمضان مردتهم دون غيرهم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح
[ 222 ]
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين مردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ومناد ينادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ذكر استحباب الاجتهاد في الطاعات في العشر الأواخر من رمضان أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا سفيان عن أبي يعفور عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر
[ 223 ]
الأواخر من رمضان أيقظ أهله وشد المئزر وأحيا الليل ذكر استحباب الاجتهاد في العشر الأواخر اقتداء بالمصطفى صلوات الله عليه وسلامه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن بن عبيد بن نسطاس عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وشد المئزر وأيقظ أهله ذكر كتبة الله جل وعلا صائم رمضان وقائمه مع إقامته الصلاة والزكاة من الصديقين والشهداء أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عيسى بن طلحة قال سمعت عمرو بن مرة الجهني قال جاء رجل إلى
[ 224 ]
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وأديت الزكاة وصمت رمضان وقمته فممن أنا قال من الصديقين والشهداء ذكر الزجر عن قول المرء صمت رمضان كله حذر تقصير لو كان وقع في صومه أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي ببغداد قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا المهلب بن أبي حبيبة قال حدثنا الحسن عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم إني صمت رمضان كله وقمته قال فلا أدري أكره التزكية أم قال لا بد من رقدة أو غفلة
[ 225 ]
ذكر استحباب الجود والإفضال على المسلمين بالعطايا في رمضان استنانا بالمصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرئ بواسط حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الطحان حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إن جبريل كان يلقاه في كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه القرآن فإذا لقية جبريل كان صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة
[ 226 ]
باب رؤية الهلال ذكر الأمر بالقدر لشهر شعبان إذا غم على الناس رؤية هلال رمضان أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله أن بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فاقدروا له أراد بن أعداد الثلاثين أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد
[ 227 ]
المقرئ قال حدثنا أبي عن ورقاء عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم اقدروا أراد به أعداد الثلاثين أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة
[ 228 ]
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ذكر البيان بأن المرء عليه إحصاء شعبان ثلاثين يوما ثم الصوم لرمضان بعده أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال سمعت عائشة تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يوما ثم صام
[ 229 ]
ذكر الزجر عن أن يصام من رمضان إلا بعد رؤية الهلال له أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له ذكر إجازة شهادة الشاهد الواحد إذا كان عدلا على رؤية هلال رمضان أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الحسين بن علي عن زائدة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس قال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال
[ 230 ]
أبصرت الهلال الليلة فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله قال نعم قال قم يا فلان فناد في الناس فليصوموا غدا وأخبرناه أبو يعلى مرة أخرى وقال قم يا بلال
[ 231 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سماك بن حرب وأن رفعه غير محفوظ فيما زعم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال حدثنا مروان بن محمد عن بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن أبي بكر بن نافع عن أبيه عن بن عمر قال تراءى الناس الهلال فرأيته فأخبرت رسول لله صلى الله عليه وسلم فصام وأمر الناس بصيامه ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم أن شهر رمضان لا ينقص عن تمام ثلاثين في العدد أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا معتمر بن سليمان عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكر
[ 232 ]
عن أبي بكرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة قال أبو حاتم لهذا الخبر معنيان أحدهما أن شهرا عيد لا ينقصان في الحقيقة وإن نقصا عندنا في أجرة العين عند الحائل بيننا وبين رؤية الهلال لغبرة أو ضباب والمعنى الثاني أن شهرا عيد لا ينقصان في الفضل يريد أن عشر ذي الحجة في الفضل كشهر رمضان والدليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل فيها أفضل من عشر ذي الحجة قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهر تسع قرة
[ 233 ]
ذكر خبر ثان يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن تمام الشهر تسع قرة دون أن يكون ثلاثين أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من الشهر يعني رمضان قلنا ثنتان قرة وبقي ثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مضت ثنتان قرة وبقي سبع فاطلبوها الليلة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا ثلاث مرات عشرة عشرة مرتين وواحدة تسعة
[ 234 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم تسع قرة أراد بعض الشهر لا الكل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسين بن علي العجلي قال حدثنا بن نمير عن أبيه عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر ثلاثون والشهر تسع قرة فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم تسع قرة أراد به بعض الشهور لا الكل أخبرنا بن خزيمة فاتموا قالا حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني أبو الزبير
[ 235 ]
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول عزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا فخرج النبي صلى الله عليه وسلم صباح تسع قرة فقال بعض القوم يا رسول الله إنا أصبحنا من تسعة وعشرين فقال صلى الله عليه وسلم إن الشهر يكون تسعا وعشرين ثم صفق النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا مرتين بأصابع يديه كلها والثالث بتسع منها ذكر خبر ثان يصرح بأن الشهر يكون تسعا وعشرين بعض الشهور لا الكل أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثنا بن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضوان الله عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين
[ 236 ]
ذكر الاخبار بأن الشهر قد يكون في بعض الأحوال تسعا وعشرين أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد والحوضي قالا حدثنا شعبة أخبرني جبلة بن سحيم قال رأيت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشهر هكذا وهكذا وخنس الإبهام في الثالثة ذكر الإخبار بأن الشهر قد يكون على التمام ثلاثين في بعض الأحوال أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه قال قال بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا الشهر هكذا يثبت الثلاثة الأول بكل أصابع يديه والثلاث الأواخر بكل أصابع يديه إلا الآخر
[ 237 ]
ذكر قبول شهادة جماعة على رؤية الهلال للعيد أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن عمومة له شهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم على رؤية الهلال فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا لعيدهم من الغد
[ 238 ]
ذكر البيان بأن رؤية هلال شوال إذ غم على الناس كان عليهم إتمام رمضان ثلاثين يوما أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة أو أحدهما شك إسحاق عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فصوموا ثلاثين أراد به إن لم تروا الهلال أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة
[ 239 ]
ذكر خبر ثان يصرح بأن على الناس أن يتموا صوم رمضان ثلاثين يوما عند عدم رؤية هلال شوال أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما ثم أفطروا
[ 240 ]
باب السحور أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك بهراة قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضره الإفطار فنام قبل يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال هل عندك طعام قالت لا ولكن انطلق فأطلب وكان يومه يعمل فغلبته عينه فجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فأصبح فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم ففرحوا بها فرحا وعطاء وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
[ 241 ]
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال حدثنا عمي عبيد بن سعيد قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدهم صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال أعندك طعام قالت لا ولكن أطلب فطلبت له وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءت امرأته فقالت خيبة لك فأصبح فلما انتصف النهار غشي فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ففرحوا بها فرحا وعطاء فقال وكلوا
[ 242 ]
واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ذكر الإخبار بأن الخيط الأبيض هو الفجر المعترض في أفق السماء أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي أخبرني عدي بن حاتم قال لما نزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل ذكر البيان بأن العرب تتباين لغاتها في أحيائها أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن حصين بن نمير قال حدثنا حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي
[ 243 ]
عن عدي بن حاتم قال لما نزلت هذه الآية حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود أخذت عقالا أبيض وعقالا أسود فوضعتها تحت وسادتي فنظرت فلم بالأسدية فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك وقال إن وسادك إذا لعريض طويل إنما هو الليل ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وسلم السحور بالغداء المبارك أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي أخبرنا عمرو بن الحارث حدثني عبد الله بن سالم عن الزبيدي حدثنا راشد بن سعد عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الغداء المبارك يعني السحور
[ 244 ]
ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم السحور الغداء المبارك أخبرنا أبو يعلى حدثنا القواريري قال حدثنا بن مهدي قال أخبرني معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان فقال هلموا إلى الغداء المبارك
[ 245 ]
ذكر الأمر بالسحور لمن أراد الصيام أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فإن في السحور بركة ذكر مغفرة جل وعلا واستغفار الملائكة للمتسحرين أخبرنا أحمد بن الحسن بن أبي الصغير حدثنا إبراهيم بن منقذ حدثنا إدريس بن يحيى عن عبد الله بن عياش بن عباس عن عبد الله بن سليمان الطويل عن نافع
[ 246 ]
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ذكر الأمر بأكل السحور لمن يسمع الأذان للصبح صارت أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان
[ 247 ]
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال أو قال نداء بلال من سحوره فإنه يؤذن أو قال ينادي بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم وقال أليس الفجر أن يقول هكذا وهكذا وضرب يده ورفعها حتى يقول هكذا وفرج بين أصابعه
[ 248 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي عن مالك عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم قال بن شهاب وكان بن أم مكتوم رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له قد أصبحت قد أصبحت
[ 249 ]
قال أبو حاتم لم يرو هذا الحديث مسندا عن مالك إلا القعنبي وجويرية بن أسماء وقال أصحاب مالك كلهم عن الزهري عن سالم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان بن أم مكتوم ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بلالا
[ 250 ]
يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم ذكر العلة التي من أجلها كان يؤذن بلال بليل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل لينبه نائمكم ويرجع قائمكم وليس الفجر أن يقول هكذا وأشار بالسبابتين ولكن الفجر أن يقول هكذا وأشار بكفه
[ 251 ]
قال أبو حاتم قول بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل لينبه نائمكم ويرجع قائمكم فيه أبين البيان على أن بلالا كان يؤذن صارت لانتباه النوام ورجوع الهجد عن القيام لا لصلاة الفجر فإذا كان المسجد له مؤذنان وأذن أحدهما بليل لما وصفنا والآخر عند انفجار الصبح لصلاة الفجر كان ذلك جائزا فأما من أذن بليل قبل طلوع الفجر لصلاة الصبح كان عليه الإعادة لصلاة الصبح فإنه لم يصح أنه أذن له صلى الله عليه وسلم بليل إلا مؤذنان لا مؤذن واحد ذكر حظر هذا الفعل الذي أبيح عند الشرط الذي ذكرناه إذا كان معه شرط ثان أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن وكان بلال يؤذن حين يرى الفجر
[ 252 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا هشيم قال حدثنا منصور بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة بنت حبيب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اذن بن أم مكتوم فكلوا واشربوا وإذا أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا فإن كانت الواحدة منا ليبقى عليها الشئ من سحورها فتقول لبلال أمهل حتى أفرغ من سحوري قال أبو حاتم رضي الله عنه هذان خبران قد يوهمان من لم يحكم صناعة العلم أنهما متضادان وليس كذلك لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان جعل الليل بين بلال وبين بن أم مكتوم نوبا فكان بلال يؤذن صارت ليالي معلومة لينبه النائم ويرجع
[ 253 ]
القائم لا لصلاة الفجر ويؤذن بن أم مكتوم في تلك الليالي بعد انفجار الصبح لصلاة الغداة فإذا جاءت نوبة بن أم مكتوم كان يؤذن صارت ليالي معلومة كما وصفنا قبل ويؤذن بلال في تلك الليالي بعد انفجار الصبح لصلاة الغداة من غير أن يكون بين الخبرين تضاد أو تهاتر ذكر الاستحباب لمن أراد الصيام أن يجعل سحوره تمرا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال حدثنا محمد بن موسى المدني عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم سحور المؤمن التمر ذكر الأمر بالاقتصار على شرب الماء لمن أراد السحور أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
[ 254 ]
إبراهيم بن راشد الأدمي قال حدثنا محمد بن بلال قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن عقبة بن وساج عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا ولو بجرعة من ماء ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثني حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن موسى بن علي قال سمعت أبي عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور
[ 255 ]
باب آداب الصوم أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع قال لما نزلت وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من أراد منا أن يفطر أفطر وافتدى حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها ذكر البيان بأن أقل ما يجب على المرء اجتنابه في صومه الأكل والشرب أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن
[ 256 ]
عمار حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عمه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الصيام ليس من الأكل والشرب فقط إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إني صائم قال أبو حاتم اسم عمه عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب الدوسي وهو الحارث بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذباب الدوسي وهو الحارث بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذباب ذكر الخبر الدال على أن الصوم إنما يتم باجتناب المحظورات لا بمجانبة الطعام والشراب والجماع فقط أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا
[ 257 ]
سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا بن المبارك عن بن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ذكر الزجر عن أن يخرق المرء صومه بما ليس لله فيه طاعة من القول والفعل معا أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن أبان
[ 258 ]
القرشي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم حظه من صيامه الجوع ذكر الأمر للصائم إذا جهل عليه أن يقول إني صائم أخبرنا عمران بن موسى حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن جهل عليه أحد فليقل إني امرؤ صائم
[ 259 ]
ذكر الخبر الدال على أن قول الصائم لمن جهل عليه إني صائم إنما أمر أن يقول بقلبه دون النطق به أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تساب وأنت صائم وإن سابك أحد فقل إني صائم وإن كنت قائما فاجلس ذكر خبر ثان يدل على صحة ما أومأنا إليه أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر حدثني الزهري أخبرني سعيد بن المسيب
[ 260 ]
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن سب أحدكم وهو صائم فليقل إني صائم ينهى بذلك عن مراجعة الصائم
[ 261 ]
باب صوم الجنب أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نودي بالصلاة صلاة الصبح وأحدكم جنب فلا يصوم يومئذ ذكر البيان بأن أبا هريرة س مع هذا الخبر من الفضل بن العباس أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بندار
[ 262 ]
قال حدثنا يحيى عن بن جريج قال حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول من مطرف جنبا فلا يصوم قال فانطلق أبو بكر وأبوه حتى دخلا على أم سلمة وعائشة فكلاهما قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا ثم يصوم فانطلق أبو بكر وأبوه حتى أتيا مروان فحدثاه فقال عزمت عليكما لما انطلقتما إلى أبي هريرة فحدثتماه فانطلقا إلى أبي هريرة فحدثاه فقال هما أعلم أخبرنا به الفضل بن العباس ذكر البيان بأن قوله يصبح جنبا ثم يصوم أراد به بعد الاغتسال أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث
[ 263 ]
عن بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنه قال أخبرتني عائشة وأم سلمة زوجتا النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم ذكر فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا الشئ المزجور عنه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال إسماعيل بن أبي خالد أخبرنا عن عامر قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنه أتى عائشة فقال إن أبا هريرة يفتينا أنه من مطرف جنبا فلا صيام له فما تقولين له في ذلك فقالت لقد كان بلال يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيؤذنه الولاء وإنه لجنب فيقوم ويغتسل وإني لأرى جري الماء بين كتفيه ثم يظل صائما
[ 264 ]
ذكر البيان بأن هذا الفعل قد أبيح استعماله ف ي رمضان وغيره سواء كان السبب إيقاعا أو احتلاما أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد ربه بن سعيد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم قالتا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير احتلام في رمضان ثم يصوم ذكر خبر ثان يصرح بإباحة هذا الفعل المزجور عنه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا أبو عوانة عن مطرف عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليبيت جنبا فيأتيه بلال لصلاة الغداة فيقوم فيغتسل فأنظر إلى الماء ينحدر من
[ 265 ]
جلده ورأسه ثم أسمع قراءته في صلاة الغداة ثم يظل صائما قال مطرف فقلت له أفي رمضان قال سواء عليه ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا أسباط عن مطرف عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليبيت جنبا فيأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة فيقوم فيغتسل فرأيت تحدر الماء من شعره ثم يظل يومه صائما قال مطرف قلت للشعبى في شهر رمضان قال شهر رمضان وغيره سواء ذكر الخبر الدال على أن إباحة هذا الفعل المزجور عنه لم يكن المصطفى صلى الله عليه وسلم مخصوصا به دون أمته وإنما هي إباحة له ولهم أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا
[ 266 ]
محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله يدركني الصبح وأنا جنب أفأصوم يومي ذلك فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ربما أدركني الصبح وأنا جنب فأقوم وأغتسل وأصلي الصبح وأصوم يومي ذلك فقال الرجل إنك لست مثلنا إنك قد ورجاله الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني أرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي قال أبو حاتم في قوله إني أرجو دليل على إباحة رجاء الإنسان في الشئ الذي لا يشك فيه بالقول وفيه دليل على إباحة الاستثناء في الإيمان على السبيل الذي وصفناه في أول الكتاب
[ 267 ]
ذكر إباحة صوم المرء إذا مطرف وهو جنب أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا عن طروقة ثم يصوم قال أبو حاتم عبد الله بن عبد الرحمن هذا هو بن معمر بن حزم أبو طوالة من أهل المدينة ثقة ذكر الإباحة للجنب إذا مطرف أن يصوم ذلك اليوم أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من طروقة ثم يصوم
[ 268 ]
ذكر إباحة صوم المرء إذا مطرف وهو جنب ذلك اليوم أخبرنا عبد الله بن محمد بن هاجك العابد بهراة قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال لست مثلنا يا رسول الله ورجاله الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يكون اغتساله من جنابته بعد طلوع الفجر ومن نيته أن يصوم يومئذ أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث عن بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أنه قال أخبرتني عائشة وأم سلمة زوجا النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 269 ]
كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عراك بن مالك عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم ذلك اليوم ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن أبا بكر بن عبد الرحمن لم يسمع هذا الخبر من أم سلمة أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عائشة وأم سلمة أنهما حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم
[ 270 ]
ذكر البيان بأن أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام سمع هذا الخبر عن أم سلمة وعائشة وسمعه عن أبيه عنهما أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدركه الصبح جنبا فلا صوم له فانطلقت أنا وأبى فدخلنا على أم سلمة وعائشة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم فسألناهما فأخبرتا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم فدخلنا على مروان بن الحكم فأخبرناه بقولهما وبقول أبي هريرة فقال مروان عزمت عليكما إلا ذهبتما إلى أبي هريرة فأخبرتماه فلقينا أبا هريرة وهو عند باب المسجد فقلنا له إن الأمير عزم علينا في أمر نذكره لك قال وما هو فحدثه أبي فتلون وجه أبي هريرة وقال هكذا حدثني الفضل بن العباس وهو أعلم قال الزهري فجعل الحديث إلى غيره ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حبان بن موسى
[ 271 ]
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عامر بن أبي أمية أخي أم سلمة أن أم سلمة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا ثم يصوم فرد أبو هريرة فتياه ذكر البيان بأن إباحة هذا الفعل الذي ذكرناه لم يكن للمصطفى صلى الله عليه وسلم وحده دون أمته أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري عن أبي يونس مولى عائشة عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فليخبرنا الصبح وأنا جنب فأصوم يومي ذلك فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ربما أدركني الصبح وأنا جنب فأقوم
[ 272 ]
وأغتسل وأصلي الصبح وأصوم يومي ذلك فقال الرجل إنك لست مثلنا إنك قد ورجاله الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال النبي إني أرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي
[ 273 ]
باب الإفطار وتعجيله أخبرنا محمد بن سعيد بن سنان الطائي أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ذكر العلة التي من أجلها يستحب للصوام تعجيل الإفطار أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي حدثنا المحاربي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
[ 274 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر إن اليهود والنصارى يؤخرون ذكر الاستحباب للصوام تعجيل الإفطار قبل صلاة المغرب أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن حميد عن أنس قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر ولو على شربة من ماء
[ 275 ]
ذكر ما يستحب للمرء لزوم التعجيل للإفطار ولو قبل صلاة المغرب أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن حميد عن أنس قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط صلى المغرب حتى يفطر ولو على شربة من ماء ذكر إثبات الخير بالناس ما داموا يعجلون الفطر أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل حدثنا هشام بن عمار حدثني بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ذكر البيان بأن من أحب العباد الى الله من كان أعجل إفطارا أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
[ 276 ]
إبراهيم حدثنا الوليد عن الأوزاعي حدثني قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى أحب عبادي الي أعجلهم فطرا قال أبو حاتم قرة بن عبد الرحمن هذا هو قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل اسمه يحيى وقرة لقب من ثقات أهل مصر ذكر ما يستحب للصائم التعجيل للإفطار ضد قول من أمر بتأخيره أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة
[ 277 ]
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الغنى جل وعلا أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ذكر العلة التي من اجلها كان يحب صلى الله عليه وسلم تعجيل الإفطار أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال حدثنا المحاربي عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر إن اليهود والنصارى يؤخرون ذكر الخبر المدحض قول من أبطل مراعاة الأوقات لأداء الطاعات بالحيل والاسباب أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفى
[ 278 ]
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتى على سنتى ما لم تنتظر بفطرها النجوم قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شئ فإذا قال غابت الشمس أفطر ذكر الإباحة للمرء التكلف لإفطاره إذا كان صائما أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا جرير عن الشيباني
[ 279 ]
عن عبد الله بن أبي أوفى قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وهو صائم إذ قال لبعض اصحابه انزل فاجدح فقال يا رسول لو أمسيت قال انزل فاجدح لي قال فنزل فجدح له فشرب ثم قال إذا رأيتم الليل قد أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم يعنى من قبل المشرق ذكر الوقت الذي يحل فيه الإفطار للصوام أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا أبو إسحاق الشيباني سمع عبد الله بن أبي أوفى يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
[ 280 ]
سفر فقال لرجل انزل فاجدح لنا قال الشمس يا رسول الله قال انزل فاجدح لنا قال الشمس يا رسول الله قال انزل فاجدح لنا فنزل فجدح فشرب فقال إذا رأيتم الليل قد اقبل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم اجدح خوض السويق قاله أبو حاتم ذكر الإخبار بأن عين الشمس إذا سقطت حل للصائم الإفطار أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا سريج بن يونس حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم
[ 281 ]
ذكر الإخبار عما يستحب للصائم الإفطار عليه أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن خالد الحذاء عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لا يجد فليفطر على الماء فإنه طهور ذكر الاستحباب للمرء أن يكون إفطار على التمر أو على الماء عند عدمه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا سلمة بن
[ 282 ]
شبيب حدثنا عبد الرزاق حدثنا هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليحس حسوة من ماء
[ 283 ]
باب قضاء الصوم ذكر الإباحة للمرأة أن تؤخر قضاء صومها الفرض الى أن يأتي شعبان أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا يعقوب بن حميد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمى عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تقدر أن تقضيه مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى يأتي شعبان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في شهر ما كان يصومه في شعبان كان يصومه الا قليلا بل كان يصومه كله
[ 284 ]
ذكر الأمر بالقضاء لمن نوى صيام التطوع ثم أفطر أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أملاه علينا حدثني جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت أصبحت أنا وحفصة صائمتين متطوعين فأهدى لنا طعام فأفطرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوما مكانه يوما آخر ذكر إيجاب القضاء على المستقئ عامدا مع نفى إيجابه على من ذرعه ذلك بغير قصده أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بحران حدثنا عمى
[ 285 ]
أبو وهب الوليد بن عبد الملك حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام بن حسان عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذرعه القئ وهو صائم فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقض
[ 286 ]
ذكر نفي إيجاب القضاء عن الآكل والشارب في صومه غير ذاكر لما يأتي منه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أكل الصائم ناسيا وشرب ناسيا فليتم صومه فإنما اطعمه الله وسقاه
[ 287 ]
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل الصائم ناسيا فليتم صومه فإنما الله وسقاه ذكر نفي القضاء والكفارة على الآكل الصائم في شهر رمضان ناسيا أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا إبراهيم بن
[ 288 ]
محمد بن الاستثناء الباهلى بالبصرة حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة ذكر الإباحة للصائم إذا أكل أو شرب ناسيا ان يتم صومه من غير حرج يلزمه فيه أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وهشام عن بن سيرين عن أبي هريرة وقتادة عن بن سيرين عن أبي هريرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني كنت صائما فأكلت وشربت ناسيا فقال
[ 289 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمك الله وسقاك أتم صومك
[ 290 ]
باب الكفارة أخبرنا الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رجلا أفطر في رمضان فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان يكفر بعتق رقبة أو صيام شهرين أو اطعام ستين مسكينا قال لا أجد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق تمر فقال خذ هذا فتصدق به فقال يا رسول الله ما أجد أحدا أحوج منى فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال كله
[ 292 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه لم يقل أحد في هذا الخبر عن الزهري أو صيام شهرين أو اطعام ستين مسكينا الا مالك وابن جريج
[ 293 ]
وقول الرجل افطرت أي واقعت ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر المجامع في شهر الصوم بصيام شهرين عند عدم القدرة على الرقبة وبإطعام ستين مسكينا عند عدم القدرة على الصوم لا أنه يخير بين هذه الأشياء الثلاثة أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن انه سمع أبا هريرة يقول جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت فقال وما شأنك قال وقعت على امرأتي قال فهل تجد ما تعتق به رقبة قال لا قال أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال أتستطيع ان تطعم ستين مسكينا قال لا قال اجلس فأتى بعرق فيه تمر وهو المكتل الضخم قال خذ هذا فتصدق به على ستين مسكينا قال ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا قال فضحك
[ 294 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه قال خذه واطعمه عيالك ذكر البيان بأن قول السائل الذي وصفناه وقعت على امرأتي أراد به في شهر رمضان أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر عن أبيه عن جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه
[ 295 ]
وقع بامراته في رمضان فقال هل تجد رقبة قال لا قال هل تستطيع صيام شهرين قال لا قال تطعم ستين مسكينا قال لا أجد فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا وأمره ان يتصدق به قال فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فأمره ان يأخذه هو ذكر البيان بأن المجامع في شهر رمضان إذا أراد الإطعام له ان يعطى ستين مسكينا لكل مسكين ربع الصاع وهو المد أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله هلكت قال ويحك وما ذاك قال وقعت على امرأتي في يوم من شهر رمضان قال أعتق رقبة قال ما أجد قال فصم شهرين متتابعين قال ما أستطيع قال أطعم ستين مسكينا
[ 296 ]
قال ما أجد قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه خمسة عشر صاعا من تمر فقال له فتصدق به قال على أفقر من أهلي ما بين لابتى المدينة أحوج من أهلي فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه وقال خذه واستغفر الله واطعمه أهلك ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر المواقع أهله في رمضان بالكفارة مع الاستغفار أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله هلكت قال وما ذاك قال وقعت على امرأتي في يوم من شهر رمضان قال أعتق رقبة قال ما أجدها قال صم شهرين متتابعين قال لا أستطيع قال فأطعم ستين مسكينا قال لا أجد قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فقال خذه فتصدق به
[ 297 ]
فقال يا رسول الله على غير أهلي فوالذي نفسي بيده ما بين طنبى المدينة أحد أفقر منى فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه ثم قال خذه واستغفر ربك ذكر إيجاب الكفارة على المواقع أهله متعمدا في شهر رمضان أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر انه احترق فسأله عن امره فذكر انه وقع على امرأته في رمضان فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكتل يدعى العرق فيه تمر فقال أين المحترق فقام الرجل فقال تصدق بهذا
[ 298 ]
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر هذا بالإطعام بعد ان عجز عن العتق وعن صيام شهرين متتابعين أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال وما لك قال وقعت على امرأتي وانا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها قال لا قال فهل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين قال لا والله يا رسول الله قال هل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا يا رسول الله قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة بينا نحن على ذلك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر والعرق المكتل فقال أين
[ 299 ]
السائل آنفا خذ هذا التمر فتصدق به فقال الرجل على افقر من أهلي يا رسول الله والله ما بين لا بتيها يريد الحرتين أهل بيت افقر من أهل بيتي قال فضحك رسول صلى الله عليه وسلم حتى بدت انيابه ثم قال أطعمه أهلك ذكر الخبر الدال على أن المواقع أهله في رمضان إذا وجب عليه صيام شهرين متتابعين ففرط فيه الى ان نزلت المنية به قضى الصوم عنه بعد موته أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء عن بن عباس قال جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن اختى ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال أرأيت لو كان على أختك دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فحق الله أحق
[ 300 ]
باب حجامة الصائم أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو المنقري قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم
[ 301 ]
ذكر الزجر عن الشئ الذي يخالف الفعل الذي ذكرناه في الظاهر أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو قلابة أن أبا أسماء الرحبي حدثه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لثمان عشر خلت من شهر رمضان الى البقيع فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى رجل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم
[ 302 ]
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن خبر أبي قلابة الذي ذكرناه معلول أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا عاصم عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي عن شداد بن أوس قال بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة خلت من رمضان إذ حانت منه التفاته فأبصر رجلا يحتجم فقال صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم
[ 303 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر أبو قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان وسمعه عن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد بن أوس وهما طريقان محفوظان وقد جمع شيبان بن عبد الرحمن بين الإسنادين عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان وعن أبي الأشعث عن أبي أسماء عن شداد بن أوس ذكر مخالفة خالد الحذاء عاصما في روايته التي ذكرناها أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا بندار حدثنا عبد
[ 304 ]
الوهاب حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى البقيع زمان الفتح فنظر الى رجل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم
[ 306 ]
ذكر خبر ثان يصرح بالزجر عن الفعل الذي ذكرناه قبل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم قال أبو حاتم رضي الله عنه هذان خبران قد أوهما عالما من الناس أنهما متضادان وليسا كذلك لأنه صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم محرم ولم يرو عنه صلى الله عليه وسلم في خبر صحيح أنه احتجم وهو صائم دون الإحرام ولم يكن صلى الله عليه وسلم محرما قط الا وهو مسافر والمسافر قد ابيح له الإفطار إن شاء بالحجامة وان شاء بالشربة من الماء وإن شاء بالشربة من اللبن أو بما شاء من الأشياء
[ 307 ]
وقوله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم لفظة إخبار عن فعل مرادها الزجر عن استعمال ذلك الفعل نفسه ذكر وصف ما يحتجم المرء به إذا كان صائما أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار حدثنا سعيد بن يحيى حدثنا جعفر بن برقان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا طيبة ان يأتيه مع غيبوبة الشمس فأمره أن يضع المحاجم مع افطار الصائم فحجمه ثم سأله كم خراجك قال صاعين فوضع النبي صلى الله عليه وسلم عنه صاعا
[ 308 ]
قال أبو حاتم سعيد بن يحيى يعرف بسعدان من أهل دمشق ثقة مأمون مستقيم الأمر في الحديث
[ 309 ]
باب قبلة الصائم ذكر جواز تقبيل المرء امرأته إذا كان صائما أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تقول إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض نسائه وهو صائم ثم ضحكت ذكر الإخبار عن جواز تقبيل المرء أهله وهو صائم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
[ 310 ]
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل هذه أم سلمة فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك فقال يا رسول الله قد ورجاله الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له رسول الله والله إني أتقاكم لله واخشاكم له ذكر الإباحة للرجل الصائم أن يقبل امرأته أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى بن أبي
[ 311 ]
كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عمر بن عبد العزيز أخبره أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه وهو صائم ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عروة بن الزبير أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا قال حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عمرة
[ 312 ]
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل لم يكن من المصطفى صلى الله عليه وسلم لعائشة وحدها دون سائر أزواجه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن مسلم بن صبيح عن شتير بن شكل عن حفصة بنت عمر قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم
[ 313 ]
ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل مباح لمن ملك إربه وأمن ما يكره من متعقبه أخبرنا أحمد بن عبد الله الفندورى بحران قال حدثنا النفيلي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم وتقول أيكم املك لاربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الإباحة للرجل الصائم تقبيل امرأته ما لم يكن وراءه شئ يكرهه أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله
[ 314 ]
أن عمر بن الخطاب قال هششت فقبلت وأنا صائم فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لقد صنعت اليوم أمرا عظيما قال وما هو قلت قبلت وانا صائم فقال صلى الله عليه وسلم أرأيت لو مضمضت من الماء قلت إذا لا يضر قال ففيم ذكر البيان بأن هذا الفعل مباح للمرء في صوم الفرض والتطوع معا أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه وهو صائم قلت لعائشة في الفريضة والتطوع قالت عائشة في كل ذلك في الفريضة والتطوع
[ 315 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عمر بن عبد العزيز عن عروة عن عائشة وسمعه من عائشة نفسها والدليل على صحته أن معمرا قال عن الزهري عن أبى سلمة قال قلت لعائشة في الفريضة والتطوع فمرة أدى الخبر عن عمر بن عبد العزيز عن عروة عن عائشة وأخرى أدى الخبر عنها نفسها ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن تقبيل الصائم امرأته غير جائز أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن زكريا بن أبى زائدة عن العباس بن ذريح عن الشعبي عن محمد بن الأشعث عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يلمس من وجهي من شئ وانا صائمة
[ 316 ]
ذكر الخبر الذي يضاد خبر محمد بن الأشعث الذي ذكرناه في الظاهر أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها كانت تقول إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض نسائه وهو صائم ثم تضحك قال أبو حاتم رضي الله عنه كان المصطفى صلى الله عليه وسلم املك الناس لاربه وكان يقبل نساءه إذا كان صائما أراد به التعليم أن مثل هذا الفعل ممن يملك اربه وهو صائم جائز وكان يتنكب صلى الله عليه وسلم استعمال مثله إذا كانت هي صائمة علما منه بما ركب في النساء من الضعف عند الأسباب التي ترد عليهن فكان يبقى عليهن صلى الله عليه وسلم بترك ذلك الفعل إذا كن بتلك الحالة من غير أن يكون بين هذين الخبرين تضاد أو تهاتر
[ 317 ]
باب صوم المسافر أخبرنا الحسن بن سفيان بن عامر الشيباني بنسا وعمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج والحسين بن عبد الله بن يزيد الرافقى بالرقة ومحمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان وعبد الله بن محمد بن سلم الفريابي ببيت المقدس ومحمد بن عبيد الله الكلاعي بحمص ومحمد بن المعافى بن أبى حنظلة لقطاع بصيدا في آخرين قالوا حدثنا محمد بن المصفى وهذا حديثه وقال حدثنا محمد بن حرب عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من البر الصيام في السفر
[ 318 ]
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الصوم في السفر غير جائز أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح الى مكة حتى بلغ كراع الغميم وصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة أولئك العصاة قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم أولئك العصاة إنما أطلق عليهم هذه اللفظة بتركهم الأمر الذي أمرهم به وهو الإفطار لا أنهم صاروا عصاة بصومهم في السفر
[ 319 ]
ذكر السبب الذي من أجله أمرهم صلى الله عليه وسلم بالإفطار أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نهر من ماء السماء وهو على بغلة له والناس صيام فقال اشربوا فجعلوا ينظرون إليه فقال اشربوا فإني راكب وإنى أيسركم التجارة مشاة فجعلوا ينظرون إليه فحول وركه فشرب وشرب الناس ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن الصائم في السفر يكون عاصيا أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح وأنه صام حتى بلغ كراع الغميم وصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك ان بعض الناس قد صام قال أولئك العصاة
[ 320 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العصاة بتركهم الأمر الذي أمرهم باالإفطار في السفر ليقووا به لا أنهم عصاة بصومهم في السفر إذ الصوم والافطار في السفر جميعا طلق مباح ذكر العلة التي من اجلها كره صلى الله عليه وسلم الصوم في السفر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدى ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن اسعد بن زرارة الأنصاري عن محمد بن عمرو بن الحسن عن جابر بن عبد الله قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد اجتمع الناس وقد ظلل عليه فقال ما هذا قالوا رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس البر أن تصوموا في السفر
[ 321 ]
ذكر الخبر الدال على أن الصوم في السفر إنما كره مخافة أن يضعف المرء دون أن يكون استعماله ضدا للبر أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن على الجهضمي قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة عن جابر بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة تبوك وكانت تدعى غزوة العسرة فبينما نسير بعدما اضحى النهار فإذا هو بجماعة تحت ظل شجرة فقالوا يا رسول الله
[ 322 ]
رجل صام فجهده الصوم فقال صلى الله عليه وسلم ليس البر أن تصوموا في السفر ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بعض أسفاره ورأى ناسا مجتمعين على رجل فسأل فقالوا رجل جهده الصوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس البر الصيام في السفر ذكر الإباحة للمسافر أن يفطر لعلة تعتريه أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في شهر
[ 323 ]
رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر قال فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الا حدث فالاحدث من امره ذكر الأمر للمسافر الماشي أو الضعيف بالإفطار أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن الجريري عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدري قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على نهر من ماء وهو على بغلته والناس صيام والمشاة كثير فقال اشربوا فجعلوا ينظرون إليه فقال اشربوا فإني آمركم فجعلوا ينظرون فحول وركه فشرب وشرب الناس
[ 324 ]
ذكر الزجر عن صوم المرء في السفر إذا علم أنه يضعفه حتى يصير كلا على اصحابه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو داود الحفري قال حدثنا سفيان الثوري عن الأوزاعي عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام بمر الظهران فقال لأبي بكر وعمر كلا فقالا إنا صائمان فقال ارحلوا لصاحبيكما اعملوا لصاحبيكما ادنوا فكلا قال أبو حاتم رضي الله عنه يريد به كأني بكما وقد احتجتما الى الناس من الضعف الى أن تقولوا ارحلوا لصاحبيكما اعملوا لصاحبيكما ذكر إسقاط الحرج عن الصائم المسافر إذا وجد قوة المفطر المسافر إذا ضعف عنه أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن
[ 325 ]
علي قال أخبرنا يزيد بن زريع عن الجريري عن أبي نضرة عن أبى سعيد قال كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر على الصائم يرون ان من وجد قوة فصام فهو حسن ومن وجد ضعفا فافطر فهو حسن ذكر البيان بأن بعض المسافرين إذا افطروا قد يكونون أفضل من بعض الصوام في بعض الأحوال أخبرنا محمد بن أحمد بن أبى عون الريانى قال حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا عاصم الأحول عن مورق العجلي
[ 326 ]
عن أنس بن مالك قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر ونزلنا منزلا يوما حارا شديد الحر فمنا من يتقى الشمس بيده واكثرنا ظلا صاحب كساء يستظل به الصائمون وقام المفطرون يضربون الأبنية ويصلحون الركائب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر ذكر البيان بأن المرء مخير إذا كان مسافرا في الصوم والافطار معا أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان حمزة الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
[ 327 ]
الصوم في السفر فقال أنت بالخيار إن شئت فصم وإن شئت فافطر
[ 328 ]
ذكر البيان بأن الصوم والافطار جميعا في السفر طلق مباح أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك انه قال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان وصام صائمنا وأفطر مفطرنا فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم ذكر البيان بأن الصوم والافطار في السفر جميعا طلق مباح أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أبى نضرة
[ 329 ]
عن أبى سعيد الخدري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع عشرة حين فتح مكة فصام صائمون وافطر مفطرون فلم يعب هؤلاء على هؤلاء ولا هؤلاء على هؤلاء ذكر جواز افطار المرء في شهر رمضان في السفر أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن بن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر وافطر الناس معه وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 330 ]
ذكر الإباحة للمسافر ان يفطر في سفره صيام الفريضة عليه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في شهر رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر قال وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الا حدث فالاحدث من امره ذكر العلة التي من اجلها أفطر صلى الله عليه وسلم في ذلك السفر أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبى الزبير عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر في رمضان فاشتد الصوم على رجل من اصحابه فجعلت ناقته تهيم به تحت ظلال الشجر فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمره فافطر ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء فوضعه على يده فلما رآه الناس شرب شربوا
[ 331 ]
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث انه مضاد لخبر جابر الذي ذكرناه أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي أبو زيد بالبصرة قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو عوانة عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن بن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة الى مكة فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بماء فرفعه الى يده ليراه الناس فافطر حتى قدم مكة وذلك في رمضان وكان بن عباس يقول قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وافطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر
[ 332 ]
ذكر البيان بأن الأمر بالإفطار في السفر أمر إباحة لا أمر حتم متعر عنها أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبى الأسود عن عروة بن الزبير عن أبى عن أبى مراوح عن ن حمزة بن عمرو الأسلمي انه قال يا رسول الله أجد لي قوة على الصيام في السفر فهل على جناح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب ان يصوم فلا جناح عليه
[ 333 ]
قال أبو حاتم رحمة الله عليه سمع هذا الخبر عروة بن الزبير عن عائشة وأبى مراوح عن حمزة بن عمرو ولفظاهما مختلفان ذكر الخبر الدال على ان الإفطار في السفر أفضل من الصوم أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن حرب بن قيس عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه
[ 334 ]
باب الصيام عن الغير ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الصوم لا يجوز من أحد عن أحد أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبى جعفر عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام صام عنه وليه
[ 335 ]
ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز صوم أحد عن أحد أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرخ قال حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا أبو خالد الأحمر قال حدثنا الأعمش عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان اختى ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كان على اختك دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فحق الله أحق
[ 337 ]
باب الصوم المنهى عنه ذكر الزجر عن حمل المرء على نفسه من الصيام ما عسى يضعف عنه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبى كثير قال حدثنا أبو سلمة عن عبد الله بن عمرو قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر انك تصوم النهار وتقوم الليل قلت بلى يا رسول الله قال فلا تفعل نم وقم وصم وافطر فإن لجسدك عليك حقا وان لزورك عليك حقا وان لزوجتك عليك حقا وانى مخيرك ان تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فان بكل حسنة عشرة امثالها فإذا ذلك صيام الدهر كله فقلت يا رسول الله إني أجد قوة قال صم من كل جمعة ثلاثة أيام قال فشددت فشدد على قلت يا رسول الله انى أجد قوة قال صم صيام نبي الله
[ 338 ]
داود ولا تزد عليه قلت فما صيام نبي الله داود قال نصف الدهر قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم وان لزورك عليك حقا ليس في خبر الا في هذا الخبر وفيه دليل على ان إباحة إفطار المرء لضيف ينزل به وزائر يزوره
[ 339 ]
ذكر الزجر عن ان تصوم المرأة إلا بإذن زوجها إن كان شاهدا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبى هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه ذكر البيان بأن هذا الزجر إنما زجرت المرأة عن ان تصوم سوى شهر رمضان أخبرنا إبراهيم بن أبى أمية بطرطوس قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان عن أبى الزناد عنه موسى بن أبى عثمان عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصومن امرأة
[ 340 ]
يوما سوى شهر رمضان وزوجها شاهد إلا بإذنه
[ 341 ]
فصل ف ي صوم الوصال أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تواصلوا قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال انى لست كأحدكم ان ربي يطعمني تصدية أخبرنا عبد الله محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 342 ]
إبراهيم قال عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تواصلوا قالوا يا رسول الله انك تواصل فقال انى لست مثلكم انى أبيت يطعمني ربي تصدية فلن ينتهوا عن الوصال فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين وليلتين ثم رأوا الهلال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم ذكر العلة التي من اجلها نهى عن الوصال أخبرنا لنظنك حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبى عن شعيب بن أبى حمزة عن أبى الزناد عن الأعرج
[ 343 ]
عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال إياكم والوصال قالوا فإنك تواصل يا رسول الله فقال انى لست في ذلك مثلكم انى أبيت يطعمني ربي تصدية فاكفلوا من العمل ما لكم به طاقة ذكر البيان بأن الوصال المنهى عنه يباح للمرء استعماله من السحر الى السحر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة وعمر بن مالك وذكر عمر آخر معهما عن بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبى سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه نهى عن الوصال فقيل له فإنك تواصل قال لستم كهيئتي انى أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقينى فايكم واصل فمن السحر الى سحر
[ 344 ]
ذكر الزجر عن استعمال الوصال في الصيام أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل وعبد الله بن الوليد عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن قزعة عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا وصال في الصيام ذكر الزجر عن الوصال في الصيام أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى القطان عن شعبة عن قتادة
[ 345 ]
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تواصلوا قالوا إنك تواصل قال إني لست كأحدكم إني أطعم وأسقى قال أبو حاتم هذا الخبر دليل على ان الاخبار التي فيها ذكر وضع النبي صلى الله عليه وسلم الحجر على بطنه هي كلها أباطيل وانما معناها الحجز لا الحجر والحجز طرف الإزار إذ الله جل وعلا كان يطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسقيه إذا واصل فكيف يتركه جائعا مع عدم الوصال حتى يحتاج الى شد حجر على بطنه وما يغنى الحجر عن الجوع
[ 346 ]
فصل في صوم الدهر ذكر الإباحة للمرء ترك صوم الدهر وان كان قويا عليه أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا قط كاملا الا رمضان ولا أفطر شهرا كاملا قط وما كان يصوم شهرا أكثر مما كان يصوم في شعبان
[ 347 ]
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني عطاء بن أبى رباح عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام الأبد فلا صام ولا أفطر
[ 348 ]
ذكر الخبر الدال على ان هذا الزجر إنما قصد به بعض الدهر لا الكل أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن الجريري عن أبى العلاء عن مطرف عن عمران بن حصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له ان فلانا لا يفطر نهارا الدهر الا ليلا فقال صلى الله عليه وسلم لا صام ولا أفطر قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر كالدليل على ان اللفظة التي في خبر عبد الله بن عمرو من صام الأبد فلا صام ولا أفطر أراد به الأبد وفيه الأيام التي نهى عنها عن صيامها مثل أيام التشريق والعيدين ذكر الاخبار عن نفى جواز سرد المسلم صوم الدهر أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبى
[ 349 ]
شيبة حدثنا عبيد بن سعيد قال سمعت شعبة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام الأبد فلا صام ولا أفطر قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم من صام الأبد فلا صام ولا أفطر يريد به من صام الأبد وفيه الأيام التي عن صيامها مثل أيام التشريق من العيدين فلا صام ولا أفطر يريد به فلا صام الدهر كله فيؤجر عليه من غير مفارقته الإثم الذي ارتكبه بصوم الأيام التي نهى عن صيامها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من صام الدهر ضيق عليه جهنم هكذا وعقد عليه تسعين يريد به ضيق عليه جهنم بصومه الأيام التي نهى عن صيامها في دهره أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا حفص بن عمر الحوضى قال حدثنا الضحاك بن يسار عن أبى تميمة الهجيمي عن أبى موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا وعقد تسعين
[ 350 ]
أخبرناه الفضل بن الحباب مرة أخرى قال وضم على تسعين قال أبو حاتم القصد في هذا الخبر صوم الدهر الذي فيه أيام التشريق والعيدين واوقع التغليظ على من صام الدهر من أجل صومه الأيام التي نهى عن صيامها لا انه إذا صام الدهر وقوى عليه من غير الأيام التي نهى عن صيامها يعذب في القيامة وأبو تميمة الهجيمي اسمه طريف بن مجالد بصرى مات سنة خمس وتسعين
[ 351 ]
فصل في صوم يوم الشك أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبى إسحاق عن صلة بن زفر قال كنا عند عمار بن ياسر فاتى بشاة مصلية فقال كلوا فتنحى بعض القوم وقال انى صائم فقال عمار بن ياسر من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
[ 352 ]
ذكر الصفة التي ابيح بها استعمال هذا الفعل المزجور عنه أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي قال حدثنا يحيى بن أبى كثير قال حدثنا أبو سلمة
[ 353 ]
عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا صيام شهر رمضان بصيام يوم أو يومين الا رجل كان يصوم صياما فليصمه ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث انه مضاد هذا الفعل المزجور أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا مهدى بن ميمون عن ثابت عن مطرف
[ 354 ]
عن عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له أو لرجل اصمت من سرر هذا الشهر شيئا قال لا قال فإذا افطرت فصم يوما أو يومين ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم اصمت من سرر هذا الشهر أراد به سرار شعبان أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف عن عمران بن حصين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولرجل اصمت من سرر شعبان شيئا قال لا فإذا افطرت فصم يومين
[ 355 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اصمت من سرر هذا الشهر يسير استخبار عن فعل مرادها الاعلام بنفى جواز استعمال ذلك الفعل المستخبر عنه كالمنكر عليه لو فعله وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة أتسترين الجدار لأراد به الإنكار عليها بلفظ الاستخبار وأمره صلى الله عليه وسلم بصوم يومين من شوال أراد به وثلاثمائة السرار وذلك ان الشهر إذا كان تسعا وعشرين يستتر القمر يوما واحدا وإذا كان الشهر ثلاثين يستتر القمر يومين والوقت الذي خاطب صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب يشبه ان يكون عدد شعبان كان ثلاثين من أجله أمر بصوم يومين من شوال ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا
[ 356 ]
يحيى بن حكيم قال حدثنا الحسن بن حبيب بن ندبة قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان النصف من شعبان فأفطروا حتى يجئ رمضان ذكر العلة التي من اجلها زجر عن الصوم في نصف الأخير من شعبان أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يحيى بن محمد بن السكن قال حدثنا يحيى بن كثير قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال دخلت على عكرمة في اليوم الذي يشك فيه من رمضان وهو يأكل فقال ادن فكل قلت انى صائم فقال والله لتدنون قلت فحدثني قال حدثني بن عباس ان
[ 357 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تستقبلوا الشهر استقبالا صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان حال بينكم وبينه غبرة سحاب أو قترة فأكملوا العدة ثلاثين
[ 358 ]
ذكر الزجر عن إنشاء الصوم بعد النصف الأول من شعبان أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو عامر العقدى قال حدثنا زهير بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صوم بعد النصف من شعبان حتى يجئ شهر رمضان ذكر الزجر عن ان يتقدم المرء صيام رمضان بصوم يوم أو يومين مبتداين أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن أبى العشرين قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبى كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا بين يدي رمضان بيوم أو يومين الا رجل كان يصوم صياما فليصمه
[ 359 ]
ذكر الزجر عن ان يصوم المرء اليوم الذي يشك فيه امن شعبان أم من رمضان أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما الشهر تسع قرة فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فان اغمى عليكم فاقدروا له
[ 360 ]
ذكر خبر ثان يصرح بالزجر عن صوم يوم الشك أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد املاء قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا قبل رمضان صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان حالت دونه غياية فأكملوا ثلاثين ذكر البيان بأن من صام اليوم الذي يشك فيه أمن شعبان هو أم من رمضان كان آثما عاصيا إذا كان عالما بنهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عنه أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي قال حدثنا
[ 361 ]
عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبى إسحاق عن صلة بن زفر قال كنا عند عمار بن ياسر فاتى بشاة مصلية فقال كلوا فتنحى بعض القوم وقال انى صائم فقال عمار بن ياسر من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ذكر الزجر عن صوم اليوم الذي يشك فيه امن شعبان هو أم من رمضان أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبى إسحاق عن صلة بن زفر قال كنا عند عمار بن ياسر في اليوم الذي يشك فيه من رمضان فاتى بشاة فتنحى بعض القوم فقال عمار بن ياسر من صام هذا اليوم فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ذكر إباحة صوم المرء اليوم الذي يشك فيه امن شعبان هو أمن رمضان إذا غم على الناس الرؤية أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
[ 362 ]
يحيى بن أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار انه سمع بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه الا ان يغم عليكم فان غم عليكم فاقدروا له
[ 363 ]
فصل في صوم يوم العيد ذكر الزجر عن صوم اليومين اللذين يعيد فيهما أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين يوم الفطر ويوم الأضحى ذكر الزجر عن صيام يوم العيد للمسلمين أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة
[ 364 ]
عن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صوم في يوم عيد ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم لا صوم في يوم عيد أراد به الفطر والاضحى أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن بن شهاب
[ 365 ]
عن أبى عبيد مولى بن ازهر قال شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فجاء فصلى فخطب الناس فقال ان هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما يوم فطركم من صيامكم والأخر يوم تأكلون فيه من نسككم قال أبو عبيد ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان فجاء فصلى ثم انصرف فخطب فقال انه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية ان ينتظر الجمعة فلينتظرها ومن أحب ان يرجع فليرجع فقد أذنت له قال أبو عبيد ثم شهدت العيد مع علي بن أبي طالب وعثمان فأمكنهم فجاء فصلى ثم انصرف فخطب الناس
[ 366 ]
فصل في صوم أيام التشريق أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام منى أيام أكل وشرب
[ 367 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم أيام منى أيام أكل وشرب لفظة أخبار عن استعمال هذا الفعل مرادها الزجر عن ضده وهو صوم أيام منى فقيد بالزجر عن صوم هذه الأيام بلفظ الأمر بالأكل والشرب فيهما أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا هشيم قال حدثنا عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام التشريق أيام طعم وذكر
[ 368 ]
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم أيام طعم لفظة أخبار مرادها الزجر عن صيام أيام التشريق فزجر عن صيام هذه الأيام بلفظ إباحة الأكل فيها فقال أيام طعم وقوله صلى الله عليه وسلم وذكر قصد به الندب والارشاد ذكر العلة التي من اجلها نهى صلى الله عليه وسلم عن صيام هذه الأيام أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سعد بن يزيد الفراء قال حدثنا موسى بن على بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق هن عيدنا أهل الإسلام هن أيام أكل وشرب
[ 369 ]
فصل في صوم يوم عرفة ذكر ما يستحب للمرء مجانبة الصوم يوم عرفة إذا كان بعرفات ليكون أقوى على الدعاء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا عبد الله بن أبى نجيح عن أبيه قال سئل بن عمر عن صوم يوم عرفة قال حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصمه وحججت مع أبى بكر فلم يصمه وحججت مع عمر فلم يصمه وحججت مع عثمان فلم يصمه وانا لا اصومه ولا آمر به ولا انهى عنه
[ 370 ]
ذكر الإباحة للمرء ان يفطر يوم عرفة بعرفات حتى يكون أقوى على الدعاء في ذلك اليوم أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو بالبصرة قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى برمان يوم عرفة فاكل قال وحدثتني أم الفضل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى يوم عرفة بلبن فشرب منه
[ 371 ]
ذكر ما يستحب للواقف بعرفة الإفطار ليتقوى به على دعائه وابتهاله أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عمير مولى بن عباس عن أم الفضل بنت الحارث ان ناسا تماروا عندها يوم عرفة في رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشرب ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به عمير مولى بن عباس أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن كريب مولى بن عباس
[ 372 ]
عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وثلاثمائة قالت ان الناس شكوا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه ميمونة بحلاب وهو واقف في الموقف فشرب والناس ينظرون قال أبو حاتم في حجة الوداع كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم معه وكذلك جماعة من قرابته فيشبه ان تكون أم الفضل وميمونة كانتا بعرفات في موضع واحد حيث حمل القدح من اللبن من عندهما الى النبي صلى الله عليه وسلم فنسب القدح وبعثته الى أم الفضل في خبر والى ميمونة في آخر ذكر الإباحة للمرء ترك صوم العشر من ذي الحجة وان امن الضعف لذلك أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الريانى قال حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
[ 373 ]
عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام العشر قط
[ 374 ]
فصل في صوم يوم الجمعة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال أخبرني عبد الله بن عمرو القارى قال سمعت أبا هريرة يقول ما انا نهيت عن صيام يوم الجمعة محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة نهى عنه
[ 375 ]
ذكر العلة التي من اجلها نهى عنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن رجل من بنى الحارث بن كعب يقال له أبو الأوبر قال كنت قاعدا عند أبي هريرة إذ جاءه رجل فقال انك نهيت الناس عن صيام يوم الجمعة قال ما نهيت الناس ان يصوموا يوم الجمعة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصوموا يوم الجمعة فإنه يوم عيد إلا أن تصلوه بأيام قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم بأيام يريد به بعض الأيام أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيبب عن عبد الله بن عمرو قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على جويرية
[ 376 ]
بنت الحارث يوم الجمعة وهي صائمة فقال أصمت أمس قالت لا قال أفتريد ان تصومي غدا قالت لا قال فأفطرى ذكر الزجر عن ان يخص المرء ليلة الجمعة ويومها بشئ من العبادة دون سائر الأيام والليالي أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن
[ 377 ]
المسروقى قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ذكر الزجر عن تخصيص يوم الجمعة حذفتها بالصيام والقيام أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقى قال حدثنا الحسين بن علي عن زائدة عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ولا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي
[ 378 ]
ذكر البيان بأن صوم يوم الجمعة مباح إذا صام المرء معه الخميس أو السبت أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصوم أحدكم يوم الجمعة الا ان يصوم قبله أو بعده
[ 379 ]
فصل في صوم يوم السبت ذكر الزجر عن صوم يوم السبت مفردا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن حسان بن نوح قال سمعت عبد الله بن بسر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ترون يدي هذه بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول لا تصوموا يوم السبت الا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليفطر عليه
[ 381 ]
ذكر العلة التي من اجلها نهى عن صيام يوم السبت مع البيان بأنه إذا قرن بيوم آخر جاز صومه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن منصور المروزي زاج قال حدثنا سلمة بن سليمان قال أخبرنا بن المبارك قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه ان كريبا مولى بن عباس أخبره ان بن عباس وناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمفتي الى أم سلمة أسائلها عن أي الأيام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لصيامها فقالت يوم السبت والأحد فرجعت إليهم فأخبرتهم فكأنهم أنكروا ذلك فقاموا بأجمعهم إليها فقالوا إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر انك قلت كذا فقالت صدق ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والاحد وكان يقول انهما عيدان للمشركين وانا أريد أن أخالفهم
[ 382 ]
باب صوم التطوع ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان بعض النهار لا يكون صوما أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير عن سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن محمد بن صيفي الأنصاري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فقال هل منكم أحد طعم اليوم قالوا منا من طعم ومنا من لم يطعم فقال من كان لم يطعم منكم فليصم ومن طعم فليتم بقية يومه وآذنوا أهل العروض فليتموا بقية يومهم
[ 383 ]
ذكر البيان بأن بعض النهار قد يكون صياما أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا سهل بن بكار قال حدثنا وهيب عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أسماء بن حارثة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه الى قومه قال مر قومك فليصوموا هذا اليوم قلت فإن وجدتهم قد طعموا قال فليتموا آخر يومهم
[ 384 ]
ذكر الأمر بصوم بعض اليوم من عاشوراء لمن غفل عن إنشاء الصوم له أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا الدورقي حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من أسلم يؤذن في الناس ان اليوم يوم عاشوراء فمن أكل فلا يأكل شيئا بقية يومه ومن لم يكن أكل أو شرب فليصم
[ 385 ]
ذكر استحباب صوم يوم عاشوراء أو بعض ذلك اليوم لمن عجز عن صوم اليوم بكماله أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء الى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان مطرف صائما فليتم صومه ومن كان مطرف مفطرا فليصم بقية يومه ذلك قالت فكنا نصومه ونصوم صبياننا الصغار ونذهب بهم الى المسجد ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار ذكر البيان بأن الفرض على المسلمين قبل رمضان كان صوم عاشوراء أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
[ 386 ]
عن عائشة وثلاثمائة قالت كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان كان هو الفريضة وترك يوم عاشوراء فمن شاء صام ومن شاء تركه ذكر البيان بأن المرء مخير ف ي صيامه يوم عاشوراء بعد صومه رمضان أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل حدثنا عبد الله بن معاوية قال حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع
[ 387 ]
عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في صوم يوم عاشوراء بعدما نزل صوم رمضان من شاء صامه ومن شاء افطره صمتهما أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء يوم
[ 388 ]
كانت تصومه أهل الجاهلية فمن أحب منكم ان يصومه فليصمه ومن كرهه فليدعه تتوسع ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الافتداء والتخيير كان في صوم عاشوراء لا في رمضان أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن يزيد مولى سلمة عن سلمة بن الأكوع انه قال كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى بإطعام مسكين حتى نزلت هذه الآية فمن شهد منكم الشهر فليصمه وأعبدا
[ 389 ]
ذكر الأمر بصيام يوم عاشوراء إذا الله جل وعلا نجى فيه كليمه صلى الله عليه وسلم واهلك من ضاده وعاداه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن بن سعيد بن جبير عن أبيه عن بن عباس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال لهم ما هذا قالوا يوم عظيم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكرا لله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أولى بموسى واحق بصيامه منكم فصامه وامر بصيامه
[ 390 ]
ذكر البيان أن الأمر بصيام يوم عاشوراء أمر ندب لا حتم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ان معاوية خطب بالمدينة في قدمة قدمها يوم عاشوراء فقال أين علماؤكم يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه وانا صائم فمن أحب ان يصوم فليصم
[ 391 ]
ذكر الأمر بصيام يوم عاشوراء إذ اليهود كانت تتخذه عيدا فلا تصومه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن أشكاب قال حدثنا عمر بن حفص بن الصالح قال حدثنا أبي عن أبي عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى قال كانت يهود تتخذ يوم عاشوراء عيدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوهم صوموا أنتم ذكر الإباحة للمرء إن ينشئ الصوم التطوع بالنهار وان لم يكن تقدم العزم له من الليل منه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
[ 392 ]
أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل عندك شئ قلت لا قال فإني صائم قالت ثم أتانا يوما آخر فقلت يا رسول الله أهدى لنا حيس فخبأناه لك فقال ادنيه فأصبح صائما ثم أفطر ذكر إباحة إنشاء المرء الصوم التطوع من غير نية تتقدمه من الليل أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
[ 393 ]
الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب طعامنا فجاءنا يوما فقال هل عندكم من ذلك فقلت لا فقال انى صائم ذكر ما يستحب للمرء إذا عدم غداءه ان ينشئ الصوم يومئذ أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علينا فيقول مطرف عندكم شئ فنقول لا فيقول
[ 394 ]
انى صائم قالت ودخل علينا ذات يوم فقال هل عندكم من شئ قلت نعم حيس أهدى لنا فقال صلى الله عليه وسلم لقد أصبحت وأنا صائم ثم دعا به فطعم نغلس ذكر مغفرة الله جل وعلا للمسلم ذنوب سنة بصيام يوم عاشوراء وتفضله جل وعلا عليه بمغفرة ذنوب سنتين بصيام يوم عرفة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد حدثنا قتادة عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت رجلا يصوم يوم عاشوراء قال ذاك صوم سنة قال أرأيت رجلا يصوم يوم عرفة قال يكفر السنة وما قبلها
[ 395 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم يكفر السنة وما قبلها يريد ما قبلها سنة واحدة فقط أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صيام يوم عرفة انى احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء انى احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله ذكر الاستحباب للمرء ان يصوم يوما قبل يوم عاشوراء ليكون آخذا بالوثيقة في صومه يوم عاشوراء أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا حاجب بن عمر حدثنا الحكم بن الأعرج قال
[ 396 ]
انتهيت الى بن عباس وهو متوسد رداءه عند زمزم فجلست إليه ونعم الجليس كان فسألته عن عاشوراء فاستوى جالسا ثم قال عن أي بابه تسأل قال قلت عن صيامه أي يوم نصومه قال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد ثم مطرف من تاسعه صائما قلت أكذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم ذكر كتبة الله صيام الدهر لمعقب رمضان بست من شوال أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
[ 397 ]
إبراهيم أخبرنا عبد العزيز بن محمد حدثني صفوان بن سليم وسعد بن سعيد عن عمر بن ثابت الأنصاري عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فذلك صوم الدهر
[ 398 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به عمر بن ثابت عن أبي أيوب أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا يحيى بن الحارث الذماري عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة ذكر الرغبة في صيام شهر المحرم إذ هو من أفضل الصيام أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام
[ 399 ]
بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ذكر الاستحباب للمرء ان يصوم مرة ويفطر مرة أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا بن كاسب حدثنا بن عيينة عن عبد الله بن أبي لبيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال أتيت عائشة أسألها عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول قد صام ثم يفطر حتى نقول قد أفطر وما رأيته بعد شهر رمضان أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه كله الا قليلا
[ 400 ]
ذكر الأمر بصيام نصف الدهر لمن قوى على أكثر من صيام أيام البيض أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أحمد بن الوليد الكرخي حدثنا عفان حدثنا سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن عمرو بلغني انك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل فان لجسدك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا صم وأفطر من كل شهر ثلاثة أيام الصوم الدهر قال قلت يا رسول الله إني أجد قوة قال صم صوم داود صم يوما وأفطر يوما قال وكان عبد الله بن عمرو يقول يا ليتني كنت أخذت الرخصة
[ 401 ]
ذكر استحباب صوم يوم وافطار يوم إذ هو صوم داود عليه السلام أو صوم يوم وافطار يومين لمن عجز عن ذلك أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله كيف تصوم قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى ذلك عمر قال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وجعل يرددها حتى سكن من غضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله كيف من يصوم يومين ويفطر يوما قال ويطيق ذلك أحد قال فكيف من يصوم يوما ويفطر يوما قال ذاك صوم أخي داود قال فكيف بمن يصوم يوما ويفطر يومين قال وددت انى طوقت ذاك قال أبو حاتم لم يكن غضب النبي صلى الله عليه وسلم من أجل مسألة هذا السائل عن كيفية الصوم وإنما كان غضبه صلى الله عليه وسلم لأن السائل
[ 402 ]
سأله قال يا نبي الله كيف تصوم قال فكره النبي صلى الله عليه وسلم استخباره عن كيفية صومه مخافة ان لو أخبره يعجز عن اتيان مثله أو خشي صلى الله عليه وسلم على السائل وأمته جميعا ان يفرض عليهم ذلك فيعجزوا عنه ذكر الإخبار عن اقتصار المرء على صيام نبي الله داود عليه السلام أخبرنا شباب بن صالح قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المليح قال دخلت على عبد الله بن عمرو فحدثنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي فدخل علي وألقيت وسادة من آدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة فيما بيني وبينه فقال أما يكفيك من كل شهر ثلاث قلت يا رسول الله قال خمس قلت يا رسول الله قال سبع قلت يا رسول الله قال تسع قلت يا رسول الله قال إحدى عشرة قلت يا رسول الله قال لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر صيام يوم وإفطار يوم
[ 403 ]
ذكر ما يستحب للمرء ان يصوم من كل شهر أياما معلومة أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الريانى حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو داود حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام ذكر استحباب صوم يوم الإثنين لأن فيه ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه انزل عليه ابتداء الوحي أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة حدثنا قتادة عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد
[ 404 ]
عن أبي قتادة أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام ولا أفطر أو قال لا أفطر ولا صام فقام غيره فقال يا رسول الله أرأيت رجلا يصوم من كل شهر ثلاثة أيام قال ذاك صوم الدهر قال أرأيت رجلا يصوم يوم الإثنين قال ذاك يوم ولدت فيه ويوم انزل علي قال أرأيت رجلا يصوم يوما ويفطر يوما قال ذاك صوم أخي داود ذكر تحرى المصطفى صلى الله عليه وسلم صوم الإثنين والخميس أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان حدثنا ربيعة بن الغاز
[ 405 ]
أنه سأل عائشة عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان وكان يتحرى صيام الإثنين والخميس والمخاضرة ذكر فتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس وعرض أعمال العباد على بارئهم جل وعلا فيهما أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى التميمي بالموصل حدثنا إبراهيم بن محمد عن عرعرة حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
[ 406 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس وتعرض الأعمال في كل اثنين وخميس ذكر استحباب صوم يوم الجمعة على الدوام مقرونا بمثله أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر الخلقاني بمرو حدثنا
[ 407 ]
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا أبو حمزة عن عاصم عن زر عن بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام وقلما يفطر يوم الجمعة ذكر ما يستحب للمرء ان يصوم يوم السبت والأحد إذ هما عيدان لأهل الكتاب أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال حدثني أبي عن كريب مولى بن عباس قال أرسلني بن عباس وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان أسألها أي الأيام كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها صوما فقالت يوم السبت ويوم الأحد فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك علي فظنوا أنى لم أحفظ
[ 408 ]
فردوني فقالت مثل ذلك فأخبرتهم فقاموا بأجمعهم فقالوا إنا أرسلنا إليك في كذا وكذا فزعم أنك قلت كذا وكذا فقالت صدق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما كان يصوم من الأيام ويقول انهما عيدان للمشركين فأحب ان أخالفهم ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس انه مضاد لخبر عائشة وابن مسعود اللذين ذكرناهما أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني بجرجان حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال سألت أم المؤمنين عائشة قلت يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخص شيئا من الأيام قالت لا كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع
[ 409 ]
ذكر خبر ثان يصرح بالإيماء الذي اشرنا إليه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط الا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان ذكر استحباب صوم ثلاثة أيام من كل شهر أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن رمح حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند ان مطرفا من بنى عامر بن صعصعة حدثه
[ 410 ]
ان عثمان بن أبي العاص دعا بلبن ليسقيه فقال مطرف انى صائم فقال عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صيام حسن ثلاثة أيام من كل شهر ذكر الاستحباب للمرء ان يجعل هذه الأيام الثلاث أيام البيض أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة
[ 411 ]
عن أبي هريرة قال جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها وجاء معها بأدمها فوضعها بين يديه فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأكل وأمر أصحابه ان يأكلوا وأمسك الغلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمنعك ان تأكل قال انى أصوم ثلاثة أيام من الشهر قال ان كنت صائما فصم أيام الغر قال أبو حاتم سمع هذا الخبر موسى بن طلحة عن أبي هريرة وسمعه من بن الحوتكية عن أبي ذر والطريقان جميعان محفوظان ذكر تفضل الله بكتبة صائمي البيض لهم أجر صوم الدهر أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة حدثني أنس بن سيرين سمعت عبد الملك بن المنهال
[ 412 ]
عن أبيه انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بصيام البيض ويقول هي صيام الدهر قال أبو حاتم المنهال هو بن ملحان القيسي له صحبة وليس في الصحابة منهال غيره
[ 413 ]
ذكر تفضل الله بكتبة صيام الدهر وقيامه لمن صام الأيام الثلاثة من الشهر أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صوم ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وقيامه ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا فياض بن زهير حدثنا وكيع عن شعبة عن معاوية بن قرة المزني عن أبيه كان النبي صلى الله عليه وسلم مسح على رأسه قال قال
[ 414 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وافطاره قال أبو حاتم قال وكيع عن شعبة في هذا الخبر وافطاره وقال يحيى القطان عن شعبة وقيامه وهما جميعا حافظان متقنان ذكر البيان بأن المرء مباح له ان يصوم هذه الأيام الثلاث من أي الشهر شاء أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي عن شعبة عن يزيد الرشك عن معاذة قالت قلت لعائشة أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر ثلاثة أيام قالت نعم قلت من أية قالت لم يبال من ايه صام ذكر الأمر بصيام أيام البيض أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد عن يحيى
[ 415 ]
القطان عن فطر عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم ثلاثة عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال أبو حاتم يحيى هذا يقال له يحيى بن سام ويقال يحيى بن سالم والصواب سام ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة حدثنا الفضل بن موسى عن فطر عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نصوم من الشهر
[ 416 ]
ثلاثة أيام البيض ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة ذكر البيان بأن المرء مخير في صوم الأيام الثلاثة من الشهر أي يوم من أيامه صام أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة عن يزيد الرشك عن معاذة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر قلت من أيه قالت لم يكن يبالي من أيه كان ذكر كتبة الله جل وعلا للمرء بصوم ثلاثة أيام من الشهر أجر ما بقى أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا شعبة عن زياد بن فياض عن أبي عياض
[ 417 ]
عن عبد الله بن عمرو قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الصوم فقال صم يوما من كل شهر ولك أجر ما بقي قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال صم يومين من كل شهر ولك أجر ما بقي قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال صم ثلاثة أيام من كل شهر ولك أجر ما بقي قلت انى أطيق أكثر من ذلك قال إن أحب الصيام الى الله صوم داود وكان يصوم يوما ويفطر يوما قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم صم يوما من كل شهر ولك أجر ما بقى يريد أجر ما بقي من العشرين وكذلك في الثلاث إذ محال ان كده كلما كثر كان انقص لأجره ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولت خبر شعبة الذي تقدم ذكرنا له أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان ان أبا هريرة كان في سفر فلما نزلوا ووضعت السفرة بعثوا إليه وهو يصلى فقال انى صائم فلما كادوا ان يفرغوا جاء فجعل يأكل فنظر القوم الى رسولهم فقال ما تنظرون الي قد
[ 418 ]
والله أخبرني انه صائم فقال أبو هريرة صدق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الشهر كله وقد صمت ثلاثة أيام من كل شهر وانى الشهر كله صائم ووجدت تصديق ذلك في كتاب الله جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما تأولت خبر شعبة الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ان عبد الله بن عمرو بن العاص قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته يا رسول الله قال فإنك لا تستطيع ذلك صم
[ 419 ]
وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فان الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر
[ 420 ]
باب الإعتكاف وليلة القدر أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا وهب بن بقية حدثنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر ثم أمر بالبناء فنقض ثم ابنيت له في العشر الأواخر فأمر به فأعيد فخرج إلينا فقال وثلاثمائة ابينت لي ليلة القدر وانى خرجت لأبينها لكم فتلاحى رجلان فنسيتها فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قلت يا أبا سعيد انكم اعلم بالعدد منا فأي ليلة التاسعة والسابعة والخامسة قال إذا كان ليلة واحد وعشرين ثم دع ليلة ثم التي تليها هي السابعة ثم دع ليلة والتي تليها هي الخامسة قال الجريري وحدثني أبو العلاء عن مطرف انه سمع معاوية يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والثالثة
[ 421 ]
قال أبو حاتم الأمر بالتماس ليلة القدر في الليالي المعلومة المذكورة في الخبر أمر نفل أمر من أجل سبب وهو مصادفة ليلة القدر فمتى صودفت في إحدى الليالي المذكورة سقط عنه طلبها في سائر الليالي ذكر الاستحباب للمرء لزوم الإعتكاف في شهر رمضان أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا بن عدى عن حميد عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان مقيما يعتكف
[ 422 ]
في العشر الأواخر من رمضان فإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به حميد الطويل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فسافر ولم يعتكف فلما كان من العام المقبل اعتكف عشرين يوما
[ 423 ]
ذكر إباحة ترك المرء الاعتكاف في شهر رمضان لعذر يقع أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن أبي عدى عن حميد عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان مقيما يعتكف العشر الأواخر من رمضان فإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين ذكر مداومة المصطفى صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر وابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة وعن بن المسيب عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله
[ 424 ]
ذكر الوقت الذي يدخل فيه المرء في اعتكافه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية ويعلى عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يعتكف صلى الفجر ثم دخل فيه
[ 425 ]
ذكر جواز اعتكاف المرأة مع زوجها في مساجد الجماعات أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الاعتكاف فاستأذنته عائشة لتعتكف معه فأذن لها فضربت خباءها فسألتها حفصة ان تستأذن لها لتعتكف معها فلما رأت ذلك زينب ضربت معها وكانت امرأة غيورا فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبيتهن فقال صلى الله عليه وسلم ما هذا البر تردن بهذا فترك الاعتكاف حتى أفطر من رمضان ثم انه اعتكف في عشرين من شوال
[ 426 ]
ذكر الإباحة للمعتكف غسل رأسه والاستعانة عليه بغيره أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي قال حدثنا عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رأسه وهو يعتكف فأغسله ذكر الإباحة للمعتكف ان يرجل شعره إذا كان له وأن يستعين عليه بغيره أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال حدثنا ليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة قالت ان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل الي رأسه وهو في المسجد معتكف فأرجله وكان لا يدخل البيت الا لحاجته
[ 427 ]
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يخرج رأسه الى حجرة عائشة في اعتكافه لترجله وتغسله دون ان يخرج من المسجد لهما أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن الزهري قال أخبرني عروة
[ 428 ]
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني وهو معتكف في المسجد حتى يتكئ على عتبة معبد وأنا في حجرتي وسائره في المسجد ذكر جواز زيارة المرأة زوجها المعتكف صارت الى الموضع الذي اعتكف فيه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السرى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم جئت لأنقلب فقام معي يقلبنى وكان منزلها في دار أسامة بن زيد ورأنا رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم قنعا رؤوسهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال ان
[ 429 ]
الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم وإني خفت ان يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا ذكر السبب الذي من أجله يدخل المعتكف بيته في اعتكافه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة وعمرة
[ 430 ]
عن عائشة وثلاثمائة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أدنى الى رأسه فأرجله فكان لا يدخل البيت الا لحاجة الإنسان ذكر الخبر الدال على ان المعتكف يخرج من اعتكافه صبيحة لا مساء أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الوسطى من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج صبيحتها من اعتكافه قال من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر وقد رأيت
[ 431 ]
هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر قال أبو سعيد الخدري فأمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد قال أبو سعيد فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف علينا وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين ذكر ما يستحب للمرء ان يطلب ليلة القدر في اعتكافه في الوتر في العشر الأواخر أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في
[ 432 ]
العشر الذي في وسط الشهر فإذا كان من حين يمضى عشرون ليلة ويستقبل إحدى وعشرين لم يرجع الى مسكنه ورجع من كان يجاور معه ثم انه أقام في شهر جاور فيه حتى كان تلك الليلة التي يرجع فيها فخطب الناس وأمرهم بما شاء الله ثم قال انى كنت أجاور هذه العشر ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر ومن كان اعتكف معي فليلبث في معتكفه وقد أريت هذه الليلة فأنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر وقد رأيتني اسجد في ماء وطين قال أبو سعيد الخدري فنظرنا ليلة إحدى وعشرين فوكف المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء ذكر الأمر بطلب ليلة القدر لمن أرادها في السبع الأواخر أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر ان رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة
[ 433 ]
القدر في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى أرى رؤياكم قد تواطأت على السبع فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ذكر البيان بأن الأمر بطلب ليلة القدر في السبع الأواخر إنما هو لمن عجز عن طلبها في العشر الغوابر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عقبة بن حريث قال سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر
[ 434 ]
التمسوها في العشر الأواخر وإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن عن السبع البواقى ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رأى ليلة القدر في النوم لا في اليقظة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال تذاكرنا ليلة القدر فأتيت أبا سعيد الخدري فقلت هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر فقال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من شهر رمضان واعتكفنا معه فلما كان صبيحة عشرين رجع فرجعنا معه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ليلة القدر في المنام ثم أنسيها
[ 435 ]
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت ليلة القدر ثم أيقظني أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر ذكر السبب الذي من أجله نسي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد قال حدثنا أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت انه قال خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال خرجت
[ 436 ]
لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى ان يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ذكر استحباب احياء المرء ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان رجاء مصادفة ليلة القدر فيها أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي عن شعبة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله
[ 437 ]
عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ذكر إباحة تحرى المرء مصادفة ليلة القدر في رمضان أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن دينار انه سمع بن عمر يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال تحروها في السبع الأواخر من رمضان ذكر مغفرة الله جل وعلا السالف من ذنوب العبد بقيامه ليلة القدر ايمانا واحتسابا فيه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا غسان بن الربيع حدثنا ثابت بن يزيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
[ 438 ]
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام رمضان وصامه ايمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم من ذنبه ذكر البيان بأن ليلة القدر تكون في رمضان في العشر الأواخر كل سنة الى ان تقوم الساعة أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني مرثد بن أبي مرثد عن أبيه قال جلست عند أبي ذر عند الجمرة الوسطى فدنوت منه حتى
[ 439 ]
كادت ركبتي تمس ركبتيه فقلت أخبرني عن ليلة القدر فقال انا كنت اسأل الناس عنها رسول الله فقلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر تكون في زمان الأنبياء ينزل عليهم الوحي فإذا قبضوا رفعت فقال بل هي الى يوم القيامة فقلت يا رسول الله فاخبرني في أي الشهر هي فقال ان الله لو اذن لأخبرتكم بها فالتمسوها في العشر الأواخر في إحدى السبعين ولا تسألني عنها بعد مرتك هذه قال وأقبل على اصحابه يحدثهم فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استطلق به الحديث فقلت أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرنى في أي السبعين هي قال فغضب علي غضبا لم يغضب علي مثله وقال لا أم لك هي تكون في السبع الأواخر ذكر اثبات ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان أخبرنا أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
[ 440 ]
محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثني عمارة بن غزية قال سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها قطعة حصير قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم اطلع رأسه يكلم الناس فدنوا منه فقال انى اعتكفت في العشر الأول التمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي وثلاثمائة في العشر الأواخر فمن أحب منكم ان يعتكف فليعتكف فاعتكف الناس معه قال وانى اريتها وانى اسجد في صبيحتها في طين وماء فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام الى صلاة الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وأنفه في الماء والطين فإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر
[ 441 ]
ذكر البيان بأن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من رمضان في الوتر منها لا في الشفع أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال أتيت أبا سعيد الخدري فقلت يا أبا سعيد اخرج بنا الى النخل نتحدث قال نعم فدعا بخميصة يلبسها ثم خرج فقلت يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر قال نعم اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر من رمضان فلما كان صبيحة عشرين قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من كان خرج فليرجع فإني أريت ليلة القدر وانى أنسيتها وانى رأيت انى اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر من شهر رمضان في وتر قال أبو سعيد وما نرى في السماء قزعة فلما كان الليل إذا السحاب أمثال الجبال فمطرنا حتى سأل سقف المسجد قال وسقفه يومئذ من جريد النخل حتى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في ماء وطين حتى رأيت الطين في أرنبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 442 ]
ذكر البيان بأن ليلة القدر إنما هي في شهر رمضان في العشر الأواخر من الوتر مما بقى من العشر لا في الوتر مما يمضى منها أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال ما انا بطالبها الا في العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول التمسوها في العشر الأواخر في سبع يبقين أو خمس يبقين أو ثلاث يبقين أو في آخر ليلة فكان لا يصلى في العشرين الا كصلاته في سائر السنة فإذا دخل العشر اجتهد
[ 443 ]
ذكر الخبر الدال على ان ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في كل سنة دون ان يكون كونها في السنين كلها في ليلة واحدة أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا يزيد بن زريع وبشر بن المفضل قالا حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر فلما انقضى أمر بالبناء فنقض فأبينت له أنها في العشر الأواخر من رمضان فخرج إلى الناس فقال أيها الناس انى قد ابينت لي ليلة القدر فخرجت أحدثكم بها فجاء رجلان يختصمان ومعهما الشيطان فنسيتها فالتمسوها في السابعة والتمسوها في الخامسة ذكر وصف ليلة القدر باعتدال هوائها وشدة ضوئها أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن
[ 444 ]
زياد بن عبد الله الزيادي قال حدثنا الفضيل بن سليمان قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى كنت اريت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمرا يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها ذكر صفة الشمس عند طلوعها صبيحة ليلة القدر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن
[ 445 ]
العلاء قال حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة وعاصم عن زر قال قلت لأبي بن كعب يا أبا المنذر ان أخاك بن مسعود يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر فقال يرحمه الله لقد أراد ان لا تتكلوا والله اعلم وثلاثمائة في شهر رمضان وانها في العشر الأواخر وانها ليلة سبع وعشرين قال قلنا يا أبا المنذر بأي شئ تعرف ذلك قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشمس تطلع من ذلك اليوم لا شعاع لها ذكر علامة القدر بوصف ضوء الشمس صبيحتها بلا شعاع أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
[ 446 ]
إبراهيم الدمشقي حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني عبدة بن أبي لبابة حدثني زر بن حبيش انه قال لأبى بن كعب ان بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبى والله الذي لا اله الا هو وثلاثمائة لفى شهر رمضان يحلف ما يستثنى والله انى لأعلم ان ليلة القدر هي هذه الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نقومها صبيحة سبع وعشرين وأمارتها ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست ذكر البيان بأن ضوء الشمس في ذلك اليوم إنما يكون بلا شعاع الى ان ترتفع لا النهار كله أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار الحافظ بالبصرة حدثنا داود بن رشيد حدثنا أبو حفص الأبار عن منصور عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال
[ 447 ]
لقيت أبي بن كعب فقلت حدثني فإنه كان يعجبني لقيك وما قدمت الا للقائك فاخبرني عن ليلة القدر فإن بن مسعود يقول من يقوم السنة يصبها أو يدركها قال لقد علم وعشرين وأمارتها ان تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست ذكر البيان بأن ضوء الشمس في ذلك اليوم إنما يكون بلا شعاع الى ان ترتفع لا النهار كله أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار الحافظ بالبصرة حدثنا داود بن رشيد حدثنا أبو حفص الأبار عن منصور عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال
[ 447 ]
لقيت أبي بن كعب فقلت حدثني فإنه كان يعجبني لقيك وما قدمت الا للقائك فاخبرني عن ليلة القدر فإن بن مسعود يقول من يقوم السنة يصبها أو يدركها قال لقد علم أنها في شهر رمضان ولكنه أحب أن يعمى عليكم وانها ليلة سابعة وعشرين بالآية التي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحفظناها وعرفناها فكان زر يواصل الى السحر فإذا كان قبلها بيوم أو بعدها صعد المنارة فنظر الى مطلع الشمس ويقول وثلاثمائة تطلع لا شعاع لها حتى ترتفع بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الثامن من الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان ويليه الجزء التاسع وأوله كتاب الحج