صحيح ابن حبان
ابن حبان ج 5
[ 1 ]
صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان
[ 2 ]
جميع الحقوق محفوظة الطبعة الثانية 1414 ه - 1993 م طبعة جديدة مزيدة ومنقحة مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة هاتف . 603243 - 815112 - ص ب . 7460 برقيا بيوشران
[ 3 ]
صحيح ابن حيان بترتيب ابن بلبان تأليف الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفى سنة 739 ه المجلد الخامس حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط مؤسسة الرسالة
[ 4 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 5 ]
9 - باب فضل الصلوات الخمس ذكر فتح أبواب السماء عند دخول أوقات الصلوات المفروضات 1720 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر عن مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء عند حضور الصلاة وعند الصف في سبيل الله
[ 6 ]
ذكر إثبات الإيمان للمحافظ على الصلوات 1721 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان قال الله جل وعلا إنما مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر
[ 7 ]
قال أبو حاتم دراج هذا من أهل مصر اسمه عبد الرحمن بن السمح وكنيته أبو السمح وأبو الهيثم هذا اسمه سليمان بن عمرو العتواري من ثقات أهل فلسطين وقوله عليه بمعنى له
[ 8 ]
ذكر الخبر الدال على أن الصلاة الفريضة أفضل من الجهاد الفريضة 1722 - أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا أبو الظاهر بن السرح حدثنا بن وهب أخبرني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال قال فقال رسول الله صلى . . . الصلاة قال ثم مه قال ثم الصلاة قال ثم مه قال ثم الصلاة ثلاث مرات قال ثم مه قال ثم الجهاد في سبيل الله قال فإن لي والدين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرك بوالديك خيرا فقال والذي بعثك نبيا لأجاهدن ولأتركنهما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت أعلم
[ 9 ]
ذكر البيان بأن الصلاة قربان للعبيد يتقربون بها إلى بارئهم جل وعلا 1723 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء إنها ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفئ الخطية كما يطفئ الماء النار والناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتق رقبته وموبقها يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت ولمراد
[ 10 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم ليس مني ولست منه يريد ليس مثلي ولست مثله في ذلك الفعل والعمل وهذه لفظة مستعملة لأهل الحجاز وقوله لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت يريد به جنة دون جنة لأنها جنان كثيرة وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم
[ 11 ]
لا يدخل الجنة ولد الزنى ولا يدخل العاق الجنة ولا منان يريد جنة دون جنة وهذا باب طويل سنذكره فيما بعد من هذا الكتاب إن قضى الله ذلك وشاء ذكر إثبات الفلاح لمصلي الصلوات الخمس 1724 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام شهر رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول
[ 12 ]
والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق طبعك
[ 13 ]
ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم مصلي الصلوات الخمس بالمغتسل في نهر جار 1725 - أخبرنا محمد بن محمود بن عدي حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الصلوات المكتوبات كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات كالمجتهدين
[ 14 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم ان هذا الخبر تفرد به الأعمش 1726 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد بتستر حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ما تقولون هل يبقي من درنه شيئا قالوا لا يبقى من درنه شئ قال ذلك مثل الصوات الخمس يمحو الله به الخطايا البحاث
[ 15 ]
ذكر تكفير الصلوات الخمس الحد عن مرتكبه 1727 - أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني شداد أبو عمار حدثني واثلة بن الأسقع قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال فأعرض عنه ثم قال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي فأعرض عنه ثم أقيمت الصلاة فلما سلم قال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل توضأت
[ 16 ]
حين أقبلت قال نعم قال صليت معنا قال نعم قال فاذهب فإن الله قد ذكر البيان بأن الحد الذي أتى هذا السائل لم يكن بمعصية توجب الحد 1728 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن سماك عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود عن بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أخذت امرأة في البستان فأصبت منها كل شئ إلا أني لم أنكحها فافعل بي ما شئت فلم يقل له
[ 17 ]
شيئا ثم دعاه فقرأ عليه هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات
[ 18 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه العرب تذكر الشئ إذا احتوى اسمه على أجزاء وشعب فتذكر جزءا من تلك الأجزاء باسم ذلك الشئ نفسه فلما كانت المحظورات كلها مما نهي المرء عن ارتكابها واشتمل عليها اسم المعصية وكان الزنى منها يوجب الحد على مرتكبها غنم أسباب يتسلق منها إليه أطلق اسم كليته على سببه الذي هو القبلة واللمس دون الجماع ذكر خبر ثان يدل على أن هذا الفعل لم يكن بفعل يوجب الحد مع البيان بأن حكم هذا السائل وحكم غيره من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه سواء 1729 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان
[ 19 ]
عن ابن مسعود أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه أصاب من امرأة قبلة كأنه يسأل عن كفارتها فأنزل الله جل وعلا أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين [ هود : 114 ] قال فقال الرجل ألي هذه قال هي لمن عمل بها من أمتي تمولا
[ 20 ]
ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه 1730 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال قال رجل يا رسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وباشرتها وفعلت بها كل شئ إلا أني لم أجامعها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله جل وعلا أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه فقال عمر يا رسول الله أله خاصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل للناس كافة
[ 21 ]
ذكر نفي العذاب في القيامة عمن أتى الصلوات الخمس بحقوقها 1731 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا أبي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن المخدجي وهو أبو رفيع أنه قال لعبادة بن الصامت يا أبا الوليد إن أبا محمد رجل من الأنصار كانت له صحبة يزعم أن الوتر حق قال كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من جاء بالصلوات الخمس قد أكملهن لم ينقص من حقهن شيئا كان له عند الله عهد أن لا يعذبه ومن جاء بهن وقد انتقص من حقهن شيئا فليس له عند الله عهد إن شاء رحمه وإن شاء عذبه
[ 22 ]
قال أبو حاتم أبو محمد هذا اسمه مسعود بن زيد بن سبيع الأنصاري من بني دينار بن ماتت له صحبة سكن الشام
[ 23 ]
ذكر البيان بأن الحق الذي في هذا الخبر قصد به الإيجاب 1732 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن الاستثناء بفم الصلح حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري عن بن محيريز قال جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال يا أبا الوليد إني سمعت أبا محمد الأنصاري يقول الوتر واجب فقال عبادة كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن جاء بهن وقد أكملهن ولم ينتقصهن استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن جاء بهن وقد انتقصهن استخفافا بحقهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء رحمه قال أبو حاتم قول عبادة كذب أبو محمد يريد به أخطأ وكذلك قول عائشة حيث قالت لأبي هريرة وهذه لفظة مستعملة لأهل الحجاز إذا أخطأ أحدهم يقال له كذب
[ 24 ]
والله جل وعلا نزه أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إلزاق القدح بهم حيث قال يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم فمن أخبر الله جل وعز أنه لا يخزيه في القيامة فبالحري أن لا يجرح والرجل الذي سأل عبادة هذا هو أبو رفيع المخدجي ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر بالصلوات الخمس ذنوب مصليها إذا كان مجتنبا للكبائر دون من لم يجتنبها 1733 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
[ 25 ]
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم يغش الكبائر
[ 26 ]
ذكر تساقط الخطايا عن المصلي بركوعه وسجوده 1734 - أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب قال سمعت معاوية بن صالح يحدث عن العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير أن عبد الله بن عمر رأى فتى وهو يصلي قد أطال صلاته وأطنب فيها فقال من يعرف هذا فقال رجل أنا
[ 27 ]
فقال عبد الله لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه فوضعت على رأسه أو عاتقه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه بإنابته ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات لمن سجد في صلاته لله عزوجل 1735 - أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا الوليد بن هشام المعيطي حدثني معدان بن أبي طلحة اليعمري قال لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له حدثني بحديث عسى الله أن ينفعني به فقال عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 28 ]
يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ذلك أباؤهم ذكر تعاقب الملائكة عند صلاة العصر والفجر 1736 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
[ 29 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي قالوا تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون فالقضاة ذكر تعاقب الملائكة عند صلاة العصر والغداة 1727 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي الفقيه بمنبج حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة صارت وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم
[ 30 ]
وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون قال أبو حاتم في هذا الخبر بيان واضح بأن ملائكة الليل إنما تنزل والناس في صلاة العصر وحينئذ تصعد ملائكة النهار ضد قول من زعم أن ملائكة الليل تنزل بعد غروب الشمس ذكر نفي دخول النار عمن صلى العصر والغداة 1738 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا
[ 31 ]
عبد الرحمن بن خالد القطان حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مسعر بن كدام عن أبي بكر بن عمارة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
[ 32 ]
قال أبو حاتم أبو بكر هذا هو بن عمارة بن رويبة الثقفي لأبيه صحبة واسم أبي بكر كنيته ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وسلم العصر والغداة بردين 1739 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا أبو جمرة الضبعي عن أبي بكر بن عمارة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى البردين دخل الجنة
[ 33 ]
قال أبو حاتم أبو جمرة هذا من ثقات أهل البصرة اسمه نصر بن عمران الضبعي وأبو حمزة من متقني أهلها اسمه عمران بن
[ 34 ]
أبي عطاء سمعا جميعا بن عباس سمع شعبة منهما وكانا في زمن واحد ذكر وصف البردين اللذين يرجى دخول الجنة بالصلاة عندهما 1740 - أخبرنا عبد الله بن محمد السعدي حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة حدثنا إبراهيم بن يزيد بن مردانبة حدثنا رقبة عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فقال رجل من القوم أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم 1741 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى قال حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود عن فضالة بن عبد الله المؤذن قال أتيت رسول الله
[ 35 ]
صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني الصلوات الخمس في مواقيتها قال فقلت له إن هذه ساعات أشتغل فيها فمر لي بجوامع قال فقال إن شغلت فلا تشغل عن العصرين قال قلت وما العصران قال صلاة الغداة وصلاة العصر ذكر البيان بأن الأمر بالمحافظة على العصرين إنما هو أمر تأكيد عليهما من بين الصلوات لا أنهما يجزيان عن الكل 1742 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا إسحاق بن شاهين قال حدثنا بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن فضالة عن أبيه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما علمنا قال حافظوا على الصلوات وحافظوا على العصرين قلت يا رسول الله وما العصران قال صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها
[ 36 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع داود بن أبي هند هذا الخبر من أبي حرب بن أبي الأسود ومن عبد الله بن فضالة عن فضالة وأدى كل خبر بلفظه فالطريقان جميعا محفوظان والعرب تذكر في لغتها أشياء على القلة والكثرة وتطلق اسم القبل على الشئ اليسير وعلى المدة الطويلة وعلى المدة الكبيرة كقوله صلى الله عليه وسلم في أمارات الساعة يكون من الفتن قبل الساعة كذا وقد كان ذلك منذ سنين كثيرة وهذا يدل على أن اسم القبل يقع على ما ذكرنا لا أن القبل في اللغة يكون مقرونا بالشئ حتى لا يصلي الغداة الا قبل طلوع الشمس ولا العصر قبل غروبها إرادة إصابة القبل فيها ذكر إثبات ذمة الله جل وعلا للمصلي صلاة الغداة 1743 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن الحسن عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
[ 37 ]
من صلى الغداة فهو في ذمة الله فاتق الله يا بن آدم أن يطلبك الله بشئ من ذمته
[ 38 ]
ذكر تضعيف الأجر لمن صلى العصر من أهل الكتاب بعد إسلامهم 1744 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم الحضرمي عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فقال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فتوانوا فيها وتركوها فمن صلاها منهم ضعف له أجرها مرتين ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد والشاهد النجم
[ 39 ]
قال أبو حاتم العرب تسمي الثريا النجم ولم يرد صلى الله عليه وسلم بقوله هذا أن وقت صلاة المغرب لا الخطبة حتى ترى الثريا لأن الثريا لا تظهر إلا عند اسوداد الأفق وتغيير الأثير ولكن معناه عندي أن الشاهد هو أول ما يظهر من توابع الثريا لأن الثريا توابعها الكف الخضيب والكف الجذماء والمأبض والمعصم والمرفق وإبرة المرفق والعيوق ورجل العيوق والأعلام والضيقة والقلاص وليس هذه الكواكب بالأنجم الزهر إلا العيوق فإنه كوكب أحمر منير منفرد في شق الشمال على متن الثريا يظهر عند غيبوبة الشمس فإذا كان الإنسان في بصره أدنى حدة وغابت الشمس يرى العيوق وهو الشاهد الذي تحل صلاة المغرب عند ظهوره ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الوسطى صلاة الغداة 1745 - أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمري بالموصل حدثنا معلى بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي
[ 40 ]
صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق شغلونا عن صلاة الوسطى ملأ الله بيوتهم وبطونهم نارا وهي العصر
[ 41 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الوسطى صلاة الغداة 1746 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا الجراح بن مخلد قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الوسطى صلاة العصر
[ 42 ]
ذكر إيجاب الجنة لمن أقام الصلاة وصام رمضان 1747 أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس حيث ولدته أمه
[ 43 ]
ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يدخل الجنة صائم رمضان مع إقامة الصلاة إذا كان مجتنبا للكبائر 1748 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بن أبي هلال حدثه عن نعيم المجمر أن صهيبا مولى لتقبيح حدثه أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يخبران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جلس على المنبر ثم قال والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم سكت فأكب كل رجل منا يبكي حزنا ليمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما من عبد يؤدي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة حتى إنها لتصطفق ثم تلا إن تجتنبوا
[ 44 ]
كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم [ النساء : 31 ] ذكر تضعيف صلاة المصلي إذا صلاها بأرض قي بشرائطها على صلاته في المساجد 1749 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية حدثنا هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده
[ 45 ]
بخمس وعشرين درجة فإن صلاها بأرض قي فأتم وضوءها وركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة
[ 46 ]
ذكر تفضيل الله جل وعلا بكتبه الصلاة لمنتظريها 1750 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء حتى إذا كان شطر الليل ثم جاء فقال إن الناس قد صلوا وناموا وإنكم لن تزالوا في صلاة مذ انتظرتم قال أنس فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه وحظرها ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه 1751 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن عياش بن عقبة أن يحيى بن ميمون حدثه قال
[ 47 ]
سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في مسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فهو في الصلاة أراد به ما لم يحدث 1752 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب عن عياش بن عقبة أخبرني يحيى بن ميمون قاضي مصر حدثني سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انتظر الصلاة فهو في الصلاة ما لم يحدث للحمامي
[ 48 ]
ذكر دعاء الملائكة لمنتظري الصلاة بالغفران والرحمة 1753 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث اللهم اغفر له اللهم ارحمه
[ 49 ]
. . . . . . . . .
[ 50 ]
10 - باب صفة الصلاة ذكر الإخبار عما يجب على المرء من فراغ القلب لصلاته ودفع وساوس الشيطان إياه لها 1754 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نودي الولاء أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع النداء فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر لما لم يكن يذكر حتى يصلي الرجل لا يدري كم صلى
[ 51 ]
ذكر الأمر بالسكينة للقائم إلى الصلاة يريد قضاء فرضه 1755 - أخبرنا بن خزيمة حدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة لسقطوا
[ 52 ]
ذكر البيان بأن من كان في صلاته أسكن ولله أخشع كان من خير الناس 1756 - أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عاصم حدثنا جعفر بن يحيى حدثنا عمي عمارة بن ثوبان عن عطاء بن أبي رباح عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم ألينكم مناكب في الصلاة أسندا
[ 53 ]
ذكر نفي قبول الصلاة عن أقوام بأعيانهم من أجل أوصاف ارتكبوها 1757 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي عن عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة إمام قوم وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان وأخوان متصارمان
[ 54 ]
ذكر البيان بأن أفضل الصلاة ما طال قنوتها 1758 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصلاة أفضل قال المريض القنوت
[ 55 ]
ذكر ما يجب على المرء من إيجاز الصلاة مع الإكمال 1759 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني حميد عن أنس بن مالك أنه قال ما صليت مع أحد أوجز صلاة ولا أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 56 ]
ذكر الأمر للمرء إذا صلى وحده أن يطول ما شاء فيها 1760 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم والضعيف والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء
[ 57 ]
ذكر استحباب الحمد لله جل وعلا للمرء عند القيام إلى الصلاة 1761 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا قتادة وثابت وحميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيهم فجاء رجل وقد حفزه النفس فقال الحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بالكلمات فإنه لم يقل بأسا
[ 58 ]
فقال الرجل أنا يا رسول الله جئت وقد حفزني النفس فقلتهن فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا ابتدرها أيهم يرفعها ذكر وصف الفرجة التي يجب أن تكون بين المصلي وبين الجدار إذا صلى إليه 1762 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال أخبرنا
[ 59 ]
أحمد بن أبي بكر الزهري قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي قال كان بين مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة ذكر الإباحة للمرء أن يتحرى موضعا من المسجد بعينه فيجعل أكثر صلاته فيه 1763 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني وابن خزيمة قالا حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا اني بن عبد الرحمن الحزامي قال حدثني يزيد بن أبي عبيد أنه كان يأتي مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى
[ 60 ]
فيعمد إلى الإسطوانة دون المصحف فيصلي قريبا منها فأقول له ألا تصلي ها هنا وأشير له إلى بعض نواحي المسجد فيقول إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام ذكر استحباب الاجتهاد في الدعاء للمرء عند القيام إلى الصلاة 1764 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن بجرجان قال حدثنا
[ 61 ]
مؤمل بن إهاب قال حدثنا أيوب بن سويد قال حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف في سبيل الله ذكر عدد التكبيرات التي يكبر فيها المرء في صلاته 1765 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة عن عكرمة قال قلت لابن عباس عجبت من شيخ صلى بنا الظهر فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة قال تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم
[ 62 ]
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن على المصلي التكبير في كل خفض ورفع من صلاته 1766 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي سلمة أن أبا هريرة كان يصلي بهم كان يكبر في كل خفض ورفع فإذا انصرف قال إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 63 ]
ذكر البيان بأن على المرء التكبير في كل خفض ورفع من صلاته خلا رفعه رأسه من الركوع 1767 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة أن أبا هريرة حين استخلفه مروان على المدينة كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ثم يكبر حين يركع فإذا رفع رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يقوم بين الثنتين بعد التشهد ثم يفعل مثل ذلك حتى يقضي صلاته فإذا قضى صلاته وسلم أقبل على أهل المسجد فقال والذي نفسي
[ 64 ]
بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم قال سالم وكان بن عمر يفعل مثل ذلك غير أنه كان يخفض صوته بالتكبير ذكر وصف ما يفتتح به المرء صلاته 1768 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حسين المعلم عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء
[ 65 ]
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب (الحمد الله رب العالمين) وكان صلى الله عليه وسلم إذا ركع لم يشخص بصره ولم يصوبه ولكن بين ذلك فإذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما وإذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يوتر رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى وكان يقول بين كل ركعتين التحية وكان ينهى عن عقب الشيطان وكان ينهى أن يفرش أحدنا ذراعيه افتراش السبع وكان يختم الصلاة بالتسليم
[ 66 ]
ذكر ما يستحب للمرء نشر الأصابع عند التكبير لافتتاح الصلاة 1769 - أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج قال حدثنا يحيى بن وابنه عن بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرا
[ 67 ]
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من وضع اليمين على اليسار في صلاته 1770 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء بن أبي رباح يحدث عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر سحورنا ونعجل
[ 68 ]
فطرنا وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر بن وهب عن عمرو بن الحارث وطلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح ذكر ما يدعو المرء به بعد افتتاح الصلاة قبل القراءة 1771 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن مسلم قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
[ 69 ]
عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهديني لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدي من هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك
[ 70 ]
ذكر ما يدعو به المرء عند افتتاح الصلاة الفريضة ويقول بعد التكبيرة 1772 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
[ 71 ]
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير بيديك والمهدي من هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يدعو بما وصفنا بعد التكبير لا قبل 1773 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر ثم يقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا
[ 72 ]
من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك
[ 73 ]
قال حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم والشر ليس إليك أراد به والشر ليس مما يتقرب به إليك فأضمر فيه ما يتقرب به
[ 74 ]
1774 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير بيديك والمهدي من هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك تهاترا ذكر الإباحة للمرء أن يفتتح الصلاة بغير ما وصفنا من الدعاء 1775 - أخبرنا أحمد بن محمد بن المثنى البستاني بدمشق حدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
[ 75 ]
أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر سكت بين التكبير والقراءة فقلت معبد وأمي أرأيت سكتاتك بين التكبير والقراءة أخبرني ما تقول فيها قال اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد
[ 76 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يدعو عند افتتاح الصلاة بغير ما وصفنا 1776 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله معبد وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما هو قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ذكر ما يستحب للمصلي إذا كان إماما أن يسكت قبل ابتداء القراءة ليلحق من خلفه قراءة فاتحة الكتاب 1777 أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 77 ]
إبراهيم قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان مولى الزرقيين قال دخل علينا أبو هريرة المسجد فقال ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل بهن تركهن الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنيهة يسأل الله من فضله وكان يكبر في الصلاة كلما ركع وسجد
[ 78 ]
ذكر وصف الدعاء الذي كان يدعو به المصطفى صلى الله عليه وسلم في سكتته بين التكبير والقراءة 1778 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله معبد أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد ذكر ما يتعوذ المرء به قبل ابتداء القراءة في صلاته 1779 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
[ 79 ]
استفتح الصلاة قال اللهم إني أعوذ بك من الشيطان همزه ونفخه ونفثه
[ 80 ]
قال عمرو همزه الموتة ونفخه الكبر ونفثه الشعر ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه 1780 - أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا أبو خيثمة قال أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الصلاة قال الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا ثلاثا سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه وهمزه ونفثه قال عمرو نفخه الكبر وهمزه الموتة ونفثه الشعر ذكر الأخبار المفسرة لقوله جل وعلا فاقرؤوا ما تيسر منه 1781 - أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة أبو يزيد
[ 81 ]
العدل قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو عوانة عن رقبة بن مسقلة عن عطاء عن أبي هريرة قال كل الصلاة يقرأ فيها فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى منا أخفينا منكم ذكر البيان بأن قوله جل وعلا فاقرؤوا ما تيسر منه أراد به فاتحة الكتاب إذ الله جل وعلا ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ما أنزل في كتابه 1782 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع
[ 82 ]
عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب
[ 83 ]
ذكر الخبر الدال على أن الفرض على المأموم والمنفرد قراءة فاتحة الكتاب في صلاته 1783 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه لأنه يناجي ربه ما دام في صلاته ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا ولكن ليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح بأن على المأموم قراءة فاتحة الكتاب في صلاته إذ المصطفى
[ 84 ]
صلى الله عليه وسلم أخبر أن المصلي يناجي ربه والمناجاة لا تكون إلا بنطق الخطاب دون التسبيح والتكبير والسكوت ذكر وصف المناجاة التي يكون المرء في صلاته بها مناجيا لربه عزوجل 1784 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج غير تمام فقلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال فغمز ذراعي وقال اقرأ بها يا فارسي في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله جل وعلا قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ما سأل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا يقول العبد الحمد الله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن الرحيم يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين عبدي يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير
[ 85 ]
المغضوب عليهم ولا الضالين فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل
[ 86 ]
ذكر الخبر المصرح بأن الفرض على المأمومين قراءة فاتحة الكتاب كهو على المنفرد سواء 1785 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري حدثنا إسماعيل بن علية عن محمد بن إسحاق حدثني تثبت عن محمود بن الربيع وكان يسكن إيلياء عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم قال قلنا أجل يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها
[ 87 ]
ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب لم يرد به الزجر عن قراءة ما وراء فاتحة الكتاب 1786 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم في خبر مكحول فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب لفظة زجر مراد بها ابتداء أمر مستأنف وقوله فصاعدا تفرد به معمر عن الزهري دون أصحابه
[ 88 ]
ذكر البيان بأن فرض المرء في صلاته قراءة فاتحة الكتاب في كل ركعة من صلاته لا أن قراءته إياها في ركعة واحدة تجزئة عن باقي صلاته 1787 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط قال حدثنا أبي وبندار قال حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع وأخبرنا جعفر قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي أحسبه عن أبيه عن رفاعة بن رافع الزرقي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فصلى قريبا منه ثم انصرف إليه فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد صلاتك فإنك لم تصل قال فرجع فصلى نحوا مما صلى ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد صلاتك فإنك لم تصل فقال يا رسول الله كيف أصنع فقال إذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها
[ 89 ]
فإذا سجدت فمكن سجودك فإذا رفعت رأسك فاجلس على فخذك اليسرى ثم اصنع ذلك في كل ركعة قال جعفر لفظ الخبر لمحمد بن عمرو ذكر إيقاع النقص على الصلاة إذا لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب 1788 - أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم الحافظ قال حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا سعد بن سعيد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
[ 90 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج
[ 91 ]
ذكر البيان بأن الخداج الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر هو النقص الذي لا تجزئ الصلاة معه دون أن يكون نقصا تجوز الصلاة به 1789 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت وإن كنت خلف الإمام قال فأخذ بيدي وقال اقرأ في نفسك قال أبو حاتم رضي الله عنه لم يقل في خبر العلاء هذا لا تجزئ صلاة إلا شعبة ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير وقال هذه الأخبار مما ذكرنا في كتاب شرائط الأخبار
[ 92 ]
أن خطاب الكتاب قد يستقل بنفسه في حالة دون حالة حتى يستعمل على عموم ما ورد الخطاب فيه وقد لا يستقل في بعض الأحوال حتى يستعمل على كيفية اللفظ المجمل الذي هو مطلق الخطاب في الكتاب دون أن تبينها السنن وسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها مستقلة بأنفسها لا حاجة بها إلى الكتاب المبينة لمجمل الكتاب والمفسرة لمبهمه قال الله جل وعلا وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فأخبر جل وعلا أن المفسر لقوله أقيمو الصلاة وآتوا الزكاة وما أشبهها من مجمل الألفاظ في الكتاب رسوله صلى الله عليه وسلم ومحال أن يكون الشئ المفسر له الحاجة إلى الشئ المجمل وإنما الحاجة تكون للمجمل إلى المفسر ضد قول من زعم أن السنن يجب عرضها على الكتاب فأتى بما لا يوافقه الخبر ويدفع صحته النظر 1790 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر
[ 93 ]
قال أبو حاتم الأمر بقراءة فاتحة الكتاب في الصلاة أمر فرض قامت الدلالة من أخبار أخر على صحة فرضيته ذكرناها في غير موضع من كتبنا والأمر بقراءة ما تيسر غير فرض دل الإجماع على ذلك يسرقنها ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنداء الظاهر المكشوف بأن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب 1791 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا جعفر بن ميمون قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول
[ 94 ]
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرج فناد في الناس أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد الآدب
[ 95 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه الأخبار كانت للمصلي وحده 1792 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ويزيد بن هارون عن بن إسحاق عن تثبت عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فثقلت عليه القراءة فلما سلم قال تقرؤون خلفي قلنا نعم قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها للسلوك ذكر الزجر عن أن يصلي المرء إماما أو مأموما من غير أن يقرأ بفاتحة الكتاب في صلاته 1793 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
[ 96 ]
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا ذكر الزجر عن ترك قراءة فاتحة الكتاب للمصلي في صلاته مأموما كان أو إماما أو منفردا 1794 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت فإن كنت خلف الإمام قال فأخذ بيدي وقال اقرأ في نفسك للجام ذكر إطلاق اسم الصلاة على القراءة التي تكون في الصلاة إذا هي بعض أجزائها 1795 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
[ 97 ]
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن فهي خداج قلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال يا بن الفارسي اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما شاء يقوم عبدي فيقول الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي فيقول الرحمن الرحيم فيقول الله أثنى علي عبدي فيقول مالك يوم الدين فيقول مجدني عبدي فهذا بيني وبين عبدي إياك نعبد وإياك نستعين إلى آخر السورة فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل فأجرهما ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه 1796 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير
[ 98 ]
عن بن عباس في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختفي بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن وكان المشركون إذا سمعوا سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا
[ 99 ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ 100 ]
ذكر ما يستحب للإمام أن يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عند ابتداء قراءة فاتحة الكتاب 1797 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيوة قال أخبرني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال صليت وراء أبي هريرة فقال بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم الكتاب حتى إذا بلغ غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال آمين وقال الناس آمين فلما ركع قال الله أكبر فلما رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ثم قال الله أكبر ثم سجد فلما رفع قال الله أكبر فلما سجد قال الله أكبر فلما رفع قال الله أكبر ثم استقبل قائما مع التكبير فلما قام من الثنتين قال الله أكبر فلما سلم قال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 101 ]
ذكر الإباحة للمرء ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عند إرادته قراءة فاتحة الكتاب 1798 - أخبرنا محمد بن المعافي بصيدا قال حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة قال حدثنا بن أبي عدي قال حدثنا حميد وسعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين
[ 102 ]
. . . . . . . . . . . . . .
[ 103 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قتادة لم يسمع هذا الخبر من أنس 1799 - أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي والصوفي وغيرهما قالوا حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة وشيبان عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان عليهم فلم أسمع أحدا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
[ 104 ]
ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ترك الفعل الذي ذكرناه 1800 - أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة ب الحمد لله رب العالمين للتجزي ذكر ما يستحب للمرء الجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم في الموضع الذي وصفناه وإن كان الجهر والمخافتة بهما جميعا طلقا مباحا 1801 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي وشعيب بن الليث قالا أخبرنا الليث حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال صليت وراء أبي هريرة فقرأ ب بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين قال
[ 105 ]
آمين وقال الناس آمين ويقول كلما سجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس قال الله أكبر ويقول إذا سلم والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم يجهر ب بسم الله الرحمن الرحيم في كل الصلوات 1802 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضوان الله عليهما لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم
[ 106 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة اللفظة التي ذكرها خالد الحذاء 1803 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضوان الله عليهما لم الريح يجهرون ب بسم الله الرحمن الرحيم وكانوا يجهرون ب الحمد لله رب العالمين ذكر البيان بأن قول المرء في صلاته آمين يغفر له ما تقدم من ذنبه إذا وافق ذلك تأمين الملائكة 1804 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين والإمام يقول آمين فمن
[ 107 ]
وافق تأمينه تأمين الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه
[ 108 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه معنى قوله صلى الله عليه وسلم فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة أن الملائكة تقول آمين من غير علة من رياء وسمعة أو إعجاب بل تأمينها يكون خالصا لله فإذا أمن القارئ لله من غير أن يكون فيه علة من إعجاب أو رياء أو سمعة كان موافقا تأمينه في الإخلاص تأمين الملائكة ورجاله له حينئذ ما تقدم من ذنبه
[ 109 ]
ذكر ما يستحب للمصلي أن يجهر بآمين عند فراغه من قراءة فاتحة الكتاب 1805 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير وعبد الصمد قالا حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس يقول حدثني علقمة بن وائل عن وائل بن حجر أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوضع اليد اليمنى على اليد اليسرى فلما قال ولا الضالين قال آمين وسلم عن يمينه وعن يساره
[ 111 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة ليست بصحيحة لمخالفة الثوري شعبة في اللفظة التي ذكرناها 1806 - أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
[ 112 ]
وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال آمين ذكر ما يستحب للمرء أن يسكت سكتة أخرى عند فراغه من قراءة فاتحة الكتاب 1897 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال سكتتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك لعمران بن حصين فقال حفظنا سكتة فكتبنا إلى أبي بن كعب بالمدينة فكتب إلي أن سمرة قد حفظ قال سعيد فقلنا لقتادة وما هاتان السكتتان قال إذا دخل في صلاته وإذا فرغ من القراءة
[ 113 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه الحسن لم يسمع من سمرة شيئا وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر واعتمادنا فيه
[ 114 ]
على عمران دون سمرة ذكر الإخبار عما يعمل المصلي في قيامه عند عدم قراءة فاتحة الكتاب 1808 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن مسعر بن كذام ويزيد أبي خالد عن إبراهيم بن إسماعيل السكسكي
[ 115 ]
عن بن أبي أوفى أن رجلا قال يا رسول الله علمني شيئا يجزئني عن القرآن قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال سفيان أراه قال ولا حول ولا قوة إلا بالله
[ 116 ]
قال أبو خاتم يزيد أبو خالد هو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني أبو خالد فيجره ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير في الصلاة لمن لا يحسن قراءة فاتحة الكتاب 109 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا عمر بن علي عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن بن أبي أوفى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لا أحسن من القرآن شيئا فعلمني شيئا يجزئني منه فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال هذا لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني معوضا ذكر الخبر المدحض قول من أمر لمن لم يحسن قراءة فاتحة الكتاب أن يقرأها بالفارسية 1810 - أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصفهاني بالكرخ قال
[ 117 ]
حدثنا أبو أمية قال حدثنا الفضل بن موفق قال حدثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن بن أبي أوفى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلمني ما يجزئني من القرآن قال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله قال هذا لله فما لي قال قل رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد ملأ يديه خيرا بضمن ذكر البيان بأن هذه الكلمات من أحب الكلام إلى الله جل وعلا 1811 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله
[ 118 ]
عليه وسلم إن أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ذكر البيان بأن هذه الكلمات من خير الكلمات لا يضر المرء بأيهن بدأ 1812 - أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ذكر إباحة جمع المرء بين السورتين في الركعة الواحدة 1813 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الدورقي قال حدثنا غندر عن شعبة قال حدثنا عمرو بن مرة أنه سمع أبا وائل يحدث
[ 119 ]
أن رجلا أتى بن مسعود فقال إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة فقال عبد الله هذا كهذا الشعر لقد عرفنا النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بهن فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين سورتين في ركعة
[ 120 ]
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن تقطيع السور في الصلاة من الأشياء المستحسنة - أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن زياد عن علاقة قال
[ 121 ]
سمعت عمي يقول إنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فسمعه يقرأ في إحدى الركعتين من الصبح والنخل باسقات لها طلع نضيد قال شعبة وسألته مرة أخرى فقال سمعته يقرأ ب ق رأيين ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ بعض السورة في الركعة الواحدة إذا كان ذلك من أولها لا من آخرها من علة تكون بحديث 1815 - أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا حجاج قال بن جريح أخبرنا قال سمعت
[ 122 ]
محمد بن عباد بن جعفر يقول أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي عن عبد الله بن السائب قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة الصبح واستفتح سورة المؤمنين حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى محمد بن عباد يشك أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فركع
[ 123 ]
قال وابن السائب حاضر ذلك
[ 124 ]
ذكر ما يقرأ المرء في صلاة الغداة من السور 1816 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصبح ب ق والقرآن المجيد قال وكانت صلاته بعد تخفيفا
[ 125 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة الفجر بغير ما وصفنا 1817 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا شبابة ويزيد بن هارون قالا حدثنا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤمنا في الفجر بالصافات ذكر الإباحة أن يقتصر في القراءة في صلاة الغداة على قصار المفصل 1818 - أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا قال حدثنا
[ 126 ]
هارون بن زيد بن أبي الزرقاء قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهم بالمعوذتين في صلاة الصبح ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة الغداة ما ذكرنا من السور 1819 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محرز بن عون قال حدثنا خلف بن خليفة عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الفجر فسمعته يقرأ فلا أقسم بالخنس
[ 127 ]
الجوار الكنس وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدا ذكر ما يستحب للإمام أن يقتصر على قراءة سورتين معلومتين يوم الجمعة في صلاة الصبح 1820 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال
[ 128 ]
حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ألم تنزيل وهل أتى على الإنسان
[ 129 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه 1821 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة ألم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان
[ 130 ]
ذكر الخبر الدال على القراءة في صلاة الفجر للمرء ليست محصورة لا يسعه تعديلها 1822 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثني أبو المنهال عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المئة
[ 131 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه 1823 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحوا من صلاتكم كان يخفف الصلاة وكان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور
[ 132 ]
ذكر ما يقرأ به في صلاة الظهر 1824 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسمعون منه في الظهر النغمة ب سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية
[ 133 ]
ذكر القدر الذي يقرأ به في صلاة الظهر والعصر 1825 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن منصور بن زادان عن الوليد أبي بشر عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين قدر قراءة ثلاثين آية في كل ركعة وفي الركعتين الآخرتين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وكان يقوم في العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة آية وفي الآخرتين في كل ركعة قدر نصف ذلك
[ 134 ]
ذكر العلة التي من أجلها حرز قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر 1826 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال قلنا لخباب هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر قال نعم قلنا بم كنتم تعرفون ذلك قال باضطراب لحيته
[ 135 ]
ذكر وصف القراءة للمرء في الظهر والعصر 1827 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو داود عن حماد بن سلمة عن سماك عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر ب السماء والطارق والسماء ذات البروج ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يزيد على ما وصفنا من القراءة 1828 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين
[ 136 ]
الأوليين قدر ثلاثين آية في كل ركعة قدر آلم تنزيل السجدة وفي الركعتين الأخريين على النصف من ذلك وحزرنا قراءته في الركعتين الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر وحرزنا قيامه في الركعتين الأخريين من العصر على قدر النصف من ذلك
[ 137 ]
ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أنه مضاد لخبر أبي سعيد الذي ذكرناه 1829 - أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع ويعقوب الدورقي قالا حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام وأبان جميعا عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب
[ 138 ]
ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر في صلاة الظهر والعصر بالقراءة كلها 1830 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال قلنا لخباب بأي شئ كنتم تعرفون قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر قال باضطراب لحيته أبو معمر اسمه عبد الله بن سخبرة
[ 139 ]
ذكر البيان بأن القراءة التي وصفناها في صلاة الظهر كانت تعقب فاتحة الكتاب 1831 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر والعصر ويسمعنا الآية أحيانا وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر بالخوان ذكر وصف القراءة للمرء في صلاة المغرب 1832 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس
[ 140 ]
أن أم الفضل بنت الحارث سمعته يقرأ والمرسلات عرفا فقالت يا عبد الله ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بها في المغرب اذهبتم ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة المغرب بغير ما وصفنا من السور 1833 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
[ 141 ]
موهب قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور
[ 142 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه 1834 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قدمت في فداء أهل بدر فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس المغرب وهو يقرأ والطور وكتاب مسطور
[ 143 ]
ذكر البيان بأن القراءة في صلاة المغرب ليس بشئ محصور لا تجوز الزيادة عليه 1835 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا الحسين بن حريث قال حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بهم في المغرب ب الذين كفروا عن سبيل الله (محمد : 1) ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في القراءة في صلاة المغرب على ما وصفنا على حسب رضاء المأمومين 1836 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
[ 144 ]
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن زيد بن ثابت أنه سمع مروان يقرأ ب قل هو الله أحد وإنا أعطيناك الكوثر فقال زيد فحلفت بالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بأطول الطويلتين المص
[ 145 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر على قصار المفصل في القراءة في صلاة المغرب 1837 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج قال حدثنا سليمان بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان أمير كان بالمدينة قال سليمان فصليت أنا وراءه فكان يطيل في الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ويخفف العصر ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل وفي العشاء بوسط
[ 146 ]
المفصل وفي الصبح بطوال المفصل ذكر وصف قراءة المرء في صلاة العشاء 1838 - أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين التين والزيتون
[ 147 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة العشاء الآخرة بغير ما وصفنا من السور 1839 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذا أن يقرأ في صلاة العشاء والشمس وضحاها والليل إذا
[ 148 ]
يغشي وسبح اسم ربك الأعلى والضحى ونحوها من السور ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به أبو الزبير 1840 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعا جابر بن عبد الله يزيد أحدهما على صاحبه قال كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم فأخر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ذات ليلة فرجع معاذ فأمهم فقرأ بسورة البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم انحرف إلى ناحية المسجد فصلى وحده فقالوا نافقت قال لا ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن معاذا يصلي معك ثم يرجع
[ 149 ]
فيؤمنا وإنك أخرت الصلاة البارحة فجاء فأمنا فقرأ بسورة البقرة وإني تأخرت عنه فصليت وحدي يا رسول الله وإنا نحن أصحاب نواضح وإنا نعمل بأيدينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ أفتان أنت اقرأ بهم سورة والليل إذا يغشى وسبح اسم ربك الأعلى والسماء ذات البروج ذكر ما يستحب أن يقرأ به من السور ليلة الجمعة في صلاة المغرب والعشاء 1841 - حدثنا يعقوب بن يوسف بن عاصم ببخارى حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي حدثني أبي حدثني سعيد بن سماك بن حرب حدثني أبي سماك بن حرب قال
[ 150 ]
ولا أعلم إلا جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ صلاة المغرب ليلة الجمعة ب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة والمنافقين ذكر البيان بأن قراءة قل أعوذ برب الفلق من أحب ما يقرأ العبد في صلاته إلى الله جل وعلا 1842 - أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم بن عمران أنه سمع عقبة بن عامر يقول تبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فجعلت يدي على قدمه فقلت يا رسول الله أقرئني إما من سورة هود وإما من سورة يوسف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عقبة بن عامر إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من أن
[ 151 ]
تقرأ قل أعوذ برب الفلق فإن استطعت أن لا تفوتك في صلاة فافعل قال أبو حاتم رضي الله عنه أسلم بن عمران كنيته أبو عمران من أهل مصر من جملة تابعيها ذكر الزجر عن رفع الصوت بالقراءة للمأموم خلف إمامه 1843 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثني الليث عن بن شهاب عن بن أكيمة عن أبي هريرة أنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فجهر فيها فلما انصرف استقبل الناس فقال هل قرأ آنفا منكم أحد قالوا نعم يا رسول الله فقال لأقول ما لي أنازع القرآن
[ 152 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما لي أنازع القرآن أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه 1844 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مخلد بن أبي زميل قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ فسكتوا فقالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون إنا لنفعل قال فلا
[ 153 ]
تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه قوله فلا تفعلوا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر
[ 154 ]
مستأنف إذ العرب تفعل ذلك في لغتها كثيرا 1845 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين أن رجلا قرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر فقال أيكم قرأ ب سبح اسم ربك العلى فقال رجل من القوم أنا فقال قد عرفت ان بعضكم خالجنيها
[ 155 ]
ذكر البيان بأن الشك في هذا الخبر في الظهر أو العصر إنما من أبي عوانة لا من عمران بن حصين 1846 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال قرأ رجل خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر شك أبو عوانة فقال أيكم قرأ سبح اسم ربك الأعلى فقال رجل من القوم أنا فقال قد عرفت أن بعضكم خالجنيها ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه قتادة من زرارة بن أوفى 1847 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فجعل رجل يقرأ خلفه ب سبح اسم
[ 156 ]
ربك الأعلى فلما انصرف قال أيكم الذي قرأ أو أيكم القارئ فقال رجل أنا يا رسول الله فقال قد عرفت أن بعضكم خالجنيها ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم قد عرفت أن بعضكم خالجنيها أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه 1848 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثني تثبت عن محمود بن الربيع وكان يسكن إيلياء عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله
[ 157 ]
صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم قال قلنا أجل والله يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها قال الشيخ أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر مستأنف إذ العرب في لغتها إذا أرادت الأمر بالشئ على سبيل التأكيد تقدمه لفظة زجر ثم تعقبه الأمر الذي تريد ذكر كراهية رفع الصوت لمأموم بالقراءة لئلا ينازع الإمام ما يقرؤه 1849 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن بن أكيمة المؤذن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال هل قرأ أحد منكم آنفا فقال رجل نعم أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أقول ما لي أنازع القرآن فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 158 ]
حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 159 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه اسم بن أكيمة عمرو بن مسلم بن عمار بن أكيمة وهما أخوان عمرو بن مسلم وعمر بن مسلم فأما عمرو بن مسلم فهو تابعي سمع أبا هريرة وسمع منه الزهري وأما عمر بن مسلم فهو من أتباع التابعين سمع سعيد بن المسيب وروى عنه مالك ومحمد بن عمرو وهما ثقتان ذكر البيان بأن القوم كانوا يقرؤون خلف النبي صلى الله عليه وسلم مع الصوت حيث قال لهم هذا القول لا أن رجلا واحدا كان هو الذي يقرأ وحده 1850 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يونس بن أبي معشر شيخ بكفر توثا من ديار ربيعة قال حدثنا إسحاق بن زريق الرسعني
[ 160 ]
قال حدثنا الفريابي عن الأوزاعي قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فجهر فيها فقرأ أناس معه فلما سلم قال قرأ منكم أحد قالوا نعم يا رسول الله قال إني لأقول ما لي أنازع القرآن قال فاتعظ المسلمون في ذلك فلم الريح يقرؤون
[ 161 ]
ذكر البيان بأن هذا الكلام الأخير فانتهى الناس عن القراءة واتعظ المسلمون بذلك إنما هو قول الزهري لا من كلام أبي هريرة 1851 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن من سمع أبا هريرة يقول صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فجهر فيها بالقراءة فلما سلم قال هل قرأ معي منكم أحد آنفا قالوا نعم يا رسول الله قال إني أقول ما لي أنازع القرآن قال الزهري فانتهى المسلون فلم الريح يقرؤون معه قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر مشهور للزهري من رواية أصحابه عن بن أكيمة عن أبي هريرة ووهم فيه الأوزاعي إذ الجواد يعثر فقال عن الزهري عن سعيد بن المسيب فعلم الوليد بن مسلم أنه وهم فقال عن من سمع أبا هريرة ولم يذكر سعيدا وأما قول الزهري فانتهى الناس عن القراءة أراد به رفع الصوت خلف رسول الله صلى الله
[ 162 ]
عليه وسلم اتباعا منهم لزجره صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت والإمام يجهر بالقراءة في قوله ما لي أنازع القرآن ذكر خبر ينفي الريب عن الخلد بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما لي أنازع القرآن أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه 1852 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا فرح بن رواحة قال حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل علهيم بوجهه فقال أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ فسكتوا قالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون إنا لنفعل قال فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن بعض أصحاب رسول الله
[ 163 ]
صلى الله عليه وسلم وسمعه من أنس بن مالك فالطريقان جميعا محفوظان ذكر خبر فيه كالدليل على إيجاب القراءة التي وصفناها على من ذكرنا نعتهم قبل 1853 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت أبا هريرة يقول في كل صلاة قراءة فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى علينا أخفينا عنكم
[ 164 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يطول الركعة الأولى من صلاته رجاء لحوق الناس صلاته إذا كان إماما 1854 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن قزعة قال سألت أبا سعيد الخدري عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس لك في ذلك خير كانت الصلاة تقام للنبي صلى الله عليه وسلم فيخرج أحدنا إلى البقيع ليقضى حاجته ثم يجئ فيتوضأ فيجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى من الظهر ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر أبي سعيد الذي ذكرناه قبل 1855 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو خالد الأحمر قال حدثنا سفيان عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
[ 165 ]
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل في أول الركعتين من الفجر والظهر وقال كنا نرى أنه يفعل ذلك ليتدارك الناس ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر أبي سعيد الذي ذكرناه 1856 - أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن بن جريج عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام
[ 166 ]
يريد أخف الناس صلاة فيما اعتادها الناس في ذلك الزمان على حسب عادة المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاته وأما خبر أبي سعيد الخدري أنه قال فيخرج أحدنا إلى البقيع ليقضي حاجته ثم يجئ فيتوضأ فيجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى من الظهر إنما كان يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم ليتلاحق الناس فيشهدون الصلاة ولا يفعل ذلك في كل ركعة إنما كان بالصلاة في الركعة الأولى فقط وفيه كالدليل على أن المدرك للركوع مدرك للتكبيرة الأولى ذكر الخبر المبين أن تطويل المصطفى صلى الله عليه وسلم الصلاة التي في خبر أبي سعيد الخدري إنما كان ذلك منه في الركعة الأولى دون ما يليها من سائر الركعات 1857 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بنا في الركعتين الأوليين من الظهر ويطيل في الأولى ويقصر في
[ 167 ]
الثانية ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين أنه مضاد لخبر أبي قتادة الذي ذكرناه 1858 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا هشيم قال حدثنا منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال كنا نحزر قيام النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين قدر ثلاثين آية وحزرنا قيامه في الركعتين الأخريين على النصف من ذلك وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي سعيد فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين قدر ثلاثين آية يضاد في الظاهر
[ 168 ]
قول أبي قتادة ويطيل في الأولى ويقصر في الثانية وليس بحمد الله ومنه وكذلك لأن الركعة الأولى كان يقرأ صلى الله عليه وسلم فيها ثلاثين آية بالترسيل والترتيل والترجيع والركعة الثانية كان يقرأ فيها مثل قراءته في الأولى بلا ترسيل ولا ترجيع فتكون القراءتان واحدة والأولى أطول من الثانية ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه 1859 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال كنت قاعدا عند عمر بن الخطاب إذ جاءه ناس من أهل الكوفة يشكون سعدا حتى قالوا له إنه لا يحسن الصلاة فقال عهدي به وهو حسن الصلاة فدعاه فأخبره فقال أما صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد صليت بهم أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين فقال ذاك الظن بك أبا إسحاق عروبة معه من يسأل عنه بالكوفة فطيف به في مساجد الكوفة فلم يقل له إلا خيرا حتى انتهى إلى مسجد بني عبس فإذا رجل يدعى أبا سعدة فقال اللهم إنه كان لا ينفر في السرية ولا يقسم بالسوية
[ 169 ]
ولا يعدل في القضية قال فغضب سعد وقال اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره وشدد فقره وأعرض عليه الفتن قال فزعم بن عمير أنه رآه قد سقط حاجباه على عينيه قد افتقر وافتتن فلم يجد شيئا يسأل كيف أنت أبا سعدة فيقول شيخ كبير مفتون أجيبت في دعوة سعد كالخاطئ
[ 170 ]
ذكر ما يستحب للمصلي رفع اليدين عند إرادته الركوع وعند رفع رأسه منه 1860 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا عاصم بن كليب قال حدثني أبي أن وائل بن حجر الحضرمي أخبره قال قلت لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فنظرت إليه حين قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ثم لما أراد أن يركع رفع يديه مثلها ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه ثم رفع رأسه فرفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء اذنيه ثم جلس فافترش فخذه اليسرى وجعل يده اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وعقد ثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ثم جئت بعد
[ 171 ]
ذلك في زمان فيه برد فرأيت الناس عليهم جل الثياب تتحرك أيديهم تحت الثياب يغيثه
[ 172 ]
1861 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك عن مالك عن بن شهاب عن سالم عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا كبر للركوع وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وكان لا يفعل ذلك في السجود
[ 173 ]
ذكر ما يستحب للمصلي إخراج اليدين من كميه عند رفعه إياهما في الموضع الذي وصفناه 1862 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا محمد بن جحادة قال حدثنا عبد الجبار بن وائل بن حجر قال كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي فحدثني وائل بن علقمة عن وائل بن حجر قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا دخل في الصف رفع يديه وكبر ثم التحف فأدخل يده في ثوبه فأخذ شماله بيمينه فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ورفعهما وكبر ثم ركع فإذا رفع
[ 174 ]
رأسه من الركوع رفع يديه فكبر فسجد ثم وضع وجهه بين كفيه قال بن جحادة فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله من فعله وتركه من تركه
[ 175 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه محمد بن جحادة من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين إلا أنه وهم في اسم هذا الرجل إذ الجواد يعثر فقال وائل بن علقمة
[ 176 ]
وإنما هو علقمة بن وائل والملائمة ذكر إباحة رفع المرء يديه في الموضع الذي وصفناه إلى حد أذنيه 1863 - أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه إذا دخل في الصلاة حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع والمشاجرة
[ 177 ]
ذكر ما يستحب للمصلي أن يكون رفعه يديه في الموضع الذي وصفناه إلى المنكبين 1864 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وأبو الربيع الزهراني قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعد ما يرفع رأسه من الركوع ولا يرفع بين السجدتين كالنداء
[ 178 ]
1865 - أخبرنا إبراهيم بن علي الهزاري بسارية قال حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبد الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد قال سمعته في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له تبعة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام
[ 179 ]
إلى الصلاة استقبل القبلة ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله أكبر وإذا ركع كبر ورفع يديه حين ركع ثم يعتدل في صلبه ولم ينصب رأسه ولم يقنعه ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم اعتدل ثم سجد واستقبل بأطراف رجليه القبلة ثم رفع رأسه فقال الله أكبر فثنى رجله اليسرى وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم قال الله أكبر وإذا قام من الركعتين كبر ثم قام حتى إذا كانت الركعة التي
[ 180 ]
تنقضي فيها آخر رجله اليسرى وقعد على رجله متوركا ثم سلم ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن خبر أبي حميد الذي ذكرناه معلول 1866 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا الوليد بن شجاع السكوني قال حدثنا أبي قال حدثنا
[ 181 ]
أبو خيثمة قال حدثنا الحسن بن الحر قال حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنه كان في مجلس كان فيه أبوه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفي المجلس أبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد الساعدي من الأنصار وأنهم تذاكروا الصلاة فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فأرنا قال فقام يصلي وهم ينظرون فبدأ يكبر ورفع يديه حذاء المنكبين ثم كبر للركوع فرفع يديه أيضا ثم أمكن يديه من ركبته غير مقنع ولا مصوب ثم رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ثم رفع يديه ثم قال الله أكبر فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد ثم كبر فجلس وتورك إحدى رجليه ونصب قدمه الأخرى ثم كبر فسجد الأخرى فكبر فقام ولم يتورك ثم عاد فركع الركعة الأخرى وكبر كذلك ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام كبر ثم ركع الركعتين الأخيرتين فلما سلم سلم عن يمينه سلام عليكم ورحمة الله وسلم عن شماله سلام عليكم ورحمة الله
[ 182 ]
قال الحسن بن الحر وحدثني عيسى أن مما حدثه أيضا في المجلس في التشهد أن يضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ثم يشير في الدعاء بإصبع واحدة قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي وسمعه من عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه فالطريقان جميعا محفوظان ذكر وصف بعض صلاة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه واتباع ما جاء به أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر وكان أسود من رأيت قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا محمد بن
[ 183 ]
عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو قتادة فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لم فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ثم رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ويقيم كل عظم في موضعه ثم يقرأ ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه معتدلا لا يصوب رأسه ولا يقنع به يقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه حتى يقر كل عظم إلى موضعه ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه ثم يرفع رأسه ويثني رجله فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ثم يسجد ثم يكبر ويجلس على رجله اليسرى حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم يقوم فيصنع في الأخرى مثل ذلك ثم إذا قام من الركعتين رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع عند افتتاح الصلاة ثم يصلي بقية صلاته هكذا حتى إذا كان في السجدة التي فيها
[ 184 ]
التسليم أخرج رجليه وجلس على شقة الأيسر متوركا فقالوا صدقت هكذا كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم رضي الله عنه في أربع ركعات يصليها الإنسان ست مائة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب قال أبو حاتم رضي الله عنه عبد الحميد رضي الله عنه أحد الثقات المتقنين قد سبرت أخباره فلم أره انفرد بحديث منكر لم يشارك فيه وقد وافق فليح بن سليمان وعيسى بن
[ 185 ]
عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد عبد المجيد بن جعفر في هذا الخبر ذكر البيان بأن خبر مالك الذي ذكرناه خبر مختصر ذكر بقصته في خير عبيد الله بن عمر أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه وإذا ركع وإذا قال سمع الله لمن حمده وإذا قام من الركعتين رفعهما إلى منكبيه معتبرات ذكر خبر احتج به من لم يحكم صناعة الحديث ونفى رفع اليدين في الصلاة في المواضع التي وصفناها أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن يزيد بن محمد القرش وعن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن حلحلة
[ 186 ]
عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد الساعدي أنا أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابض واستقبل بأطراف رجليه إلى القبلة وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته
[ 187 ]
ذكر البيان بأن خبر محمد بن عمرو بن حلحلة الذي ذكرناه خبر مختصر ذكر بقصته في خبر عبد الحميد بن جعفر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثنا أبو أسامة حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل ورفع يديه
[ 188 ]
حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله أكبر وإذا ركع كبر ورفع يديه حين ركع ثم عدل صلبه ولم يصوب رأسه ولم يقنعه ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم اعتدل حتى رجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى إلى الأرض فقال الله أكبر وسجد وجافى عضديه عن جنبيه واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة ثم رفع رأسه وقال الله أكبر وثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل حتى رجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم قال الله أكبر ثم عاد فسجد ثم رفع رأسه وقال الله أكبر ثم ثنى رجله اليسرى ثم قعد عليها حتى رجع كل عظم إلى موضعه ثم قام فصنع في الأخرى مثل ذلك حتى إذا قام من الركعتين كبر وصنع كما صنع في ابتداء الصلاة حتى إذا كانت السجدة التي تكون خاتمة الصلاة رفع رأسه منهما وأخر رجله وقعد متوركا على رجله صلى الله عليه وسلم ذكر البيان بأن على المصلي رفع اليدين عند إرادته الركوع وبعد رفعه رأسه منه كما يرفعهما عند ابتداء الصلاة أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا فليح بن سليمان قال
[ 189 ]
حدثني عباس بن سهل بن سعد الساعدي قال اجتمع أبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد انا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فكبر ورفع يديه ثم رفع يديه حين كبر للركوع ثم ركع فوضع يديه على ركبته كالقابض عليهما فوتر يديه فنحاهما عن جنبيه ولم يصوب رأسه ولم يقنعه ثم قام فرفع يديه فاستوى حتى رجع كل عضو إلى موضعه ثم سجد أمكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه ثم رفع رأسه حتى رجع كل عضو في موضعه حتى فرغ ثم جلس فافترش رجله اليسرى وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى وكفه اليسرى على ركبته اليسرى وأشار بأصبعه السبابة
[ 190 ]
ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر أمته برفع اليدين في الصلاة عند إرادتهم الركوع وعند رفعهم رؤوسهم منه أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن عليه عن أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا قد اشتقنا أهلينا سألنا عمن تركنا من أهلينا فأخبرناه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فقال
[ 191 ]
ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم ذكر استعمال مالك بن الحويرث ما أمره النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه وإذا أراد أن يركع رفع يديه وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل هكذا
[ 192 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عبد الله بن مسعود غير جائز في فضله وعلمه أن لا يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الموضع الذي وصفنا إذ كان من أولي الأحلام والنهى رحمة الله عليه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال دخلت أنا وعلقمة على بن مسعود فقال لنا أصلى هؤلاء فقلنا لا قال فقوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع شبك بين أصبعه في الصلاة فجعلها بين ركبتيه فلما صلى قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وقال يا أيها الناس إنها ستكون عليكم أمراء يميتون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته معهم سبحة
[ 193 ]
. . . . . . . . . . . . .
[ 194 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه كان بن مسعود رحمه الله ممن يشبك يديه في الركوع وزعم أنه كذلك رأى النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة وأجمع المسلمون قاطبة من لدن المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على أن الفعل كان في أول الإسلام ثم نسخه الأمر بوضع اليدين للمصلي في ركوعه فإن جاز لابن مسعود في فضله وورعه وكثرة تعاهده أحكام الدين وتفقده أسباب الصلاة خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو في الصف الأول إذ كان من أولي الأحلام والنهى أن يخفى عليه مثل هذا الشئ المستفيض الذي هو منسوخ بإجماع المسلمين أو رآه فنسيه جاز أن يكون رفع المصطفى صلى الله عليه وسلم يديه عند الركوع وعند رفع الرأس من الركوع مثل التشبيك في الركوع أن يخفى عليه ذلك أو ينساه بعد أن رآه وأخلفت
[ 195 ]
ذكر البيان بأن الخير الفاضل من أهل العلم قد يخفى عليه من السنن المشهورة ما يحفظه من هو دونه أو مثله وإن كثر مواظبته عليها وعنايته بها أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال دخلت أنا وعلقمة على بن مسعود فقال لنا قوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فأقام أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بنا بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع طبق بين أصابعه وجعلها بين ركبتيه فلما صلى قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذكر الاستحباب للمصلي أن يرفع يديه إلى منكبيه عند قيامه من الركعتين في صلاته أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله
[ 196 ]
عليه وسلم قالوا له ولم فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا له صحبة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ويقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يقرأ ثم يكبر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ويركع ويضع راحتيه على ركبتيه ثم يعتدل فلا يصوب رأسه ولا يرفعه ثم يرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا ثم يقول الله أكبر ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ثم يعود فيسجد ويرفع رأسه ويقول الله أكبر ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يعود كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم يصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك وإذا قام من الثنتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع عند افتتاح الصلاة ثم صنع مثل ذلك في بقية صلاته حتى إذا كانت قعدة السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر قالوا جميعا هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
[ 197 ]
ذكر ما يستحب للمصلي رفع اليدين عند قيامه من الركعتين من صلاته أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن إسحاق الثقفي قالوا حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن بن شهاب عن سالم عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا أراد أن يركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا قام من الركعتين رفع يديه في ذلك كله حذو المنكبين والتوصية أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود بحران قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأسماء قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الناس رافعوا أيديهم في الصلاة
[ 198 ]
فقال ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة ويعطونه ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر لم يسمعه الأعمش من المسيب بن رافع أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال سمعت المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
[ 199 ]
دخل المسجد فأبصر قوما قد رفعوا أيديهم فقال قد رفعوها كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة الوية ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة التي تقدم ذكرنا لها بأن القوم إنما أمروا بالسكون في الصلاة عند الإشارة بالتسليم دون رفع اليدين عند الركوع أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قالا حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا بأيدينا السلام عليكم يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي أرى أيديكم كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أن يضع يديه على فخذه ثم يسلم عن يمينه وعن شماله
[ 200 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر بن كدام قال حدثني عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال كنا إذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع أحدنا يده يمنة ويسرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالكا أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس أولا يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على من عن يمينه ومن عن يساره ذكر الأمر بوضع اليدين على الركبتين في الركوع بعد أن كان التطبيق مباحا لهم استعماله أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
[ 201 ]
أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن أبي يعفور قال سمعت مصعب بن سعد بن أبي وقاص يقول صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما بين فخذي فنهاني عن ذلك وقال كنا نفعل هذا فنهينا عنه وأمرنا أن نضع على الركب ذكر البيان بأن التطبيق في الركوع كان في أول الإسلام ثم نسخ ذلك بالأمر بوضع الأيدي على الركب أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال كنت إذا صليت طبقت ووضعت يدي بين ركبتي
[ 202 ]
فرآني أبي سعد فقال كنا نفعل هذا فنهينا عنه وأمرنا بالركب ذكر وصف قدر الركوع والسجود للمصلي في صلاته أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب كان ركوع رسول الله
[ 203 ]
صلى الله عليه وسلم ورفعه رأسه بعد الركوع وسجوده وجلوسه بين السجدتين قريبا من السواء ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه يضاد خبر البراء الذي ذكرناه أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال
[ 204 ]
حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال قال لنا أنس بن مالك إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا قال ثابت رأيت أنس بن مالك يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل لقد نسي وإذا رفع رأسه من السجدة الأولى قعد حتى يقول القائل لقد نسي
[ 205 ]
ذكر خبر ثان قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر أنه سمع أنس بن مالك يقول ما صليت وراء أحد قط أخف صلاة من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أتم وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي وراءه فيخفف مخافة أن تفتن أمه ذكر وصف بعض السجود والركوع للمصلي في صلاته أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي حدثنا
[ 206 ]
محمد بن عمر بن الهياج حدثن يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي حدثني عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد عن بن عمر قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كلمات أسأل عنهن قال اجلس وجاء رجل من ثقيف فقال يارسول الله كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه وسلم سبقك الأنصاري فقال الأنصاري إنه رجل غريب وإن للغريب حقا فابدأ به فأقبل على الثقفي فقال إن شئت أجبتك عما كنت تسأل وإن شئت سألتني وأخبرك فقال يا رسول الله بل أجبني عما كنت أسألك قال جئت تسألني عن الركوع والسجود والصلاة والصوم فقال لا والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم أمكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا وصل أول النهار وآخره فقال يا نبي
[ 207 ]
الله فإن أنا صليت بينهما قال فأنت إذا مصلي وصم من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة فقام الثقفي ثم أقبل على الأنصاري فقال إن شئت أخبرتك عما جئت تسأل وإن شئت سألتني فأخبرك فقال لا يا نبي الله أخبرني عما جئت أسألك قال جئت تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته وما له حين يقوم بعرفات وما له حين يرمي الجمار وما له حين يحلق رأسه وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت فقال يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة فإذا وقف بعرفة فإن الله عزوجل ينزل إلى السماء الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كان عدد قطر السماء ورمل عالج وإذا رمى الجمار لا يدري أحد له ما له حتى يوفاه يوم القيامة وإذا حلق رأسه فله بكل شعرة سقطت من رأسه نور يوم القيامة وإذا قضى آخر طوافه بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
[ 208 ]
. . . . . . . . . .
[ 209 ]
ذكر إثبات اسم السارق على الناقص الركوع والسجود في صلاته أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قال وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها
[ 210 ]
ذكر البيان بأن المرء يكتب له بعض صلاته إذا قصر في البعض الآخر أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر قال حدثني سعيد المقبري عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن عمار بن ياسر صلى ركعتين فخففهما فقال له عبد الرحمن بن الحارث يا أبا اليقظان أراك قد خففتهما قال إني بادرت بهما الوسواس وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليصلي الصلاة ولعله
[ 211 ]
لا يكون له منها إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها أو سدسها حتى أتى على العدد قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا إسناد يوهم من
[ 212 ]
لم يحكم صناعة العلم أنه منفصل غير متصل وليس كذلك لأن عمر بن أبي بكر سمع هذا الخبر عن جده عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عمار بن ياسر على ما ذكره عبيد الله بن عمر لأن عمر بن أبي بكر لم يسمعه من عمار على ظاهره أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فجلس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فإنك لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أعرف غير هذا فعلمني قال إذا قمت إلى الصلاة فكبر واقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن
[ 213 ]
ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك كلها
[ 214 ]
قال أبو خاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم واقرأ ما تيسر معك من القرآن يريد فاتحة الكتاب وقوله
[ 215 ]
. . . . . . . . . .
[ 216 ]
ارجع فصل فإنك لم تصل نفى الصلاة عن هذا المصلي لنقصه عن حقيقة إتيان ما كان عليه من فرضها لا أنه لم يصل فلما كان فعله ناقصا عن حالة دابة نفى عنه الاسم بالكلية
[ 217 ]
ذكر الزجر عن أن لا يقيم المرء صلبه في ركوعه وسجوده أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان الحنفي عن أبيه وكان أحد الوفد الستة قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا معه فلمح بمؤخر عينيه رجلا لا يقر صلبه في الركوع والسجود فقال إنه لا صلاة لمن لم يقم صلبه ذكر الإخبار عن نفي جواز صلاة المرء إذا لم يقم أعضاءه في ركوعه وسجوده أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر
[ 218 ]
عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة قال سمعت سليمان قال سمعت عمارة بن عمير عن أبي معمر
[ 219 ]
عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة لأحد لا يقيم صلبه في الركوع والسجود ذكر نفي الفطرة عن من لم يقم صلبه في الركوع والسجود أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب قال رأى حذيفة رجلا عند أبواب كندة ينقر فقال مذ كم صليت هذه الصلاة قال منذ أربعين سنة قال لو مت مت على غير الفطرة التي فطر عليها محمد صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليخفف ويتم الركوع والسجود
[ 220 ]
ذكر الزجر عن قراءة القرآن في الركوع والسجود أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حنين أن أباه حدثه أنه سمع علي بن أبي طالب يقول نهاني رسول الله
[ 221 ]
صلى الله عليه وسلم أن أقرأ راكعا وساجدا
[ 222 ]
ذكر الزجر عن القراءة في الركوع والسجود للمصلي في صلاته أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أقرأ راكعا وساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم
[ 223 ]
ذكر ما يقول المرء في ركوعه من صلاته أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا بن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن أحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ركع جعل يقول سبحان ربي العظيم ثم
[ 224 ]
سجد فقال سبحان ربي الأعلى
[ 225 ]
ذكر المرء بالتسبيح لله جل وعلا في الركوع والسجود للمصلي في صلاته أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال حدثنا عبد الله قال أخبرنا موسى بن أيوب الغافقي عن عمه عن عقبة بن عامر قال لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال اجعلوها في سجودكم
[ 226 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه عم موسى بن أيوب اسمه إياس بن عامر من ثقات المصريين ذكر إباحة نوع ثالث من التسبيح إذا سبح المرء به في ركوعه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سعيد عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أن عائشة أنبأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وفي سجوده سبوح قدوس رب الملائكة والروح
[ 227 ]
ذكر الأمر بتعظيم الرب جل وعلا في الركوع والسجود للمصلي أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه
[ 228 ]
وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ذكر الإباحة للمرء أن يفوض الأشياء كلها إلى بارئه جل وعلا في دعائه في ركوعه في صلاته أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين
[ 229 ]
ذكر طمأنينة المصطفى صلى الله عليه وسلم عند رفع رأسه من الركوع أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن ثابت البناني قال سمعت أنس بن مالك ينعت لنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيصلي فإذا رفع رأسه من الركوع قلنا قد نسي من المريض القيام ذكر ما يحمد العبد ربه جل وعلا عند رفعه رأسه من الركوع في صلاته أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله
[ 230 ]
صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يقول ما وصفنا في الصلاة الفريضة أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع في الصلاة
[ 231 ]
قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد ذكر ما يستحب للمصلي أن يفوض الأشياء إلى بارئه عند تحميد ربه جل وعلا في الموضع الذي وصفنا من صلاته أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قال سمع الله لمن حمده قال ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
[ 232 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به سعيد بن عبد العزيز أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والمجد ولا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
[ 233 ]
ذكر ما يقول المرء عند رفعه رأسه من الركوع أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه
[ 234 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يقول في الموضع الذي ذكرناه بدون ما وصفنا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد
[ 235 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يقول ما وصفنا بحذف الواو منه أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد ذكر استحباب الاجتهاد للمرء في الحمد لله بعد رفع رأسه من الركوع أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نعيم المجمر عن علي بن يحيى الزرقي عن أبيه عن رفاعة بن رافع الزرقي قال كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة
[ 236 ]
وقال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من المتكلم آنفا فقال رجل أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول
[ 237 ]
ذكر مغفرة الله جل وعلا ما تقدم من ذنوب العبد بقوله اللهم ربنا ولك الحمد في صلاته إذا وافق ذلك قول الملائكة أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد فمن وافق قوله قول الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه ذكر ما يستحب للمصلي وضع الركبتين على الأرض عند السجود قبل الكفين أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه
[ 238 ]
. . . .
[ 239 ]
. . . . .
[ 240 ]
. . . . . .
[ 241 ]
ذكر الأمر أن يقصد المرء في سجوده التراب إذا استعماله يؤدي إلى التواضع لله جل وعلا أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى الشحام بالري حدثنا محمد بن مسلم بن وارة حدثنا الربيع بن روح حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن عدي بن عبد الرحمن عن داود بن أبي هند عن أبي صالح مولى آل طلحة بن عبيد الله قال كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأتاها ذو قرابتها غلام شاب ذو جمة فقام يصلي فلما ذهب ليسجد نفخ فقالت لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لغلام لنا أسود يا رباح ترب وجهك
[ 242 ]
ذكر الأمر بالادعام على الراحتين عند السجود للمصلي إذ الأعضاء تسجد كما يسجد الوجه أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري حدثنا أبي وعمي قالا حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني مسعر بن كدام عن آدم بن علي البكري عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبسط ذراعيك إذا صليت كبسط السبع وأدعم على راحتيك وجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك
[ 243 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يكون اتكاؤه في السجود على أليتي كفيه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا علي بن حسين بن حكى قال حدثني أبي قال حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يسجد على أليتي كفيه
[ 244 ]
ذكر الأمر برفع المرفقين عن الأرض عند الانتصاب في السجود أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن إياد بن لقيط عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك وانتصب ذكر الأمر بضم الفخذين عند السجود للمصلي أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبي عن الليث بن سعد عن دراج عن بن حجيرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 245 ]
قال إذا سجد أحدكم فلا يفترش افتراش الكلب وليضم فخذيه قال أبو حاتم لم يسمع الليث من دراج غير هذا الحديث
[ 246 ]
ذكر إباحة استعانة المصلي فضية في سجوده عند وجود ضعف أو كبر سن أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال شكى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم فقال استعينوا بالركب
[ 247 ]
ذكر ما يستحب للمصلي أن يجافي في سجوده حتى يرى بياض إبطيه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار قال حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن بن بحينة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه بيمناه ذكر ما يستحب للمصلي ضم الأصابع في السجود أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحارث بن
[ 248 ]
عبد الله الهمداني قال حدثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه لذهوله ذكر البيان بأن المرء إذا سجد سجد معه والحطيم السبع أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
[ 249 ]
عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه وركبتاه وكفاه وقدماه بالخمار ذكر الإخبار عن الأعضاء التي تسجد لسجود المصلي في صلاته أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا حيوة عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله
[ 250 ]
عليه وسلم قال إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه ذكر الأمر للمرء إذا أراد السجود أن يسجد على الأعضاء السبعة أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا عبد الله بن الصباح العطار حدثنا محمد بن سواء حدثنا شعبة وروح بن القاسم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعرا ولا ثوبا
[ 251 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا عمرو بن دينار أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف شعرا
[ 252 ]
ولا ثوبا ذكر الأعضاء السبعة التي أمر المصلي أن يسجد عليها أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة وأشار بيده إلى أنفه واليدين والركبتين والقدمين ولا أكف الثياب ولا الشعر
[ 253 ]
ذكر الأمر بالاعتدال في السجود للمصلي أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتدلوا في السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب
[ 254 ]
أخبرنا أبو يعلى حدثنا كامل بن طلحة الجحدري قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعتدلوا في السجود ولا يكون أحدكم باسط ذراعيه كالكلب ذكر الرغبة في الدعاء والسجود لقرب العبد من مولاة في ذلك الوقت أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 255 ]
قال إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ذكر الإباحة للمرء أن يسبح في سجوده ويقرن إليه السؤال أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمود السعدي قال حدثنا موسى بن بحر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي إسحاق عن مسروق
[ 256 ]
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن ذكر وصف التسبيح الذي يسبح المرء ربه جل وعلا في سجوده من صلاته أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في سجوده سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي قالت فكان يتأول القرآن
[ 257 ]
ذكر الإباحة للمصلي أن يسأل الله جل وعلا مغفرة ذنوبه في سجوده أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 258 ]
كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره يتحرم ذكر ما يستحب للمصلي أن يتعوذ برضاء الله جل وعلا من سخطه في سجوده أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك
[ 259 ]
منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
[ 260 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عبيد الله بن عمر أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإسماعيل بن إسحاق الكوفي سكن الفسطاط قالا حدثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني عمارة بن غزية قال سمعت أبا النضر يقول سمعت عروة بن الزبير يقول قالت عائشة فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا راصا عقبيه مستقبلا بأطراف أصابعه للقبلة فسمعته يقول اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك أثني عليك لا أبلغ كل ما فيك فلما انصرف قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة أحر بك شيطانك فقلت ما لي من شيطان فقال ما من آدمي إلا له شيطان فقلت وأنت يا رسول الله قال وأنا ولكني دعوت الله عليه فأسلم
[ 261 ]
ذكر ما يستحب للمصلي أن يقعد في الركعة الأولى والثالثة بعد رفعه رأسه من السجود قبل أن يقوم قائما أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا علي بن حجر قال حدثنا هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي جالسا
[ 262 ]
ذكر ما يستحب للمرء الاعتماد على الأرض عند القيام من القعود الذي وصفناه أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء عن أبي قلابة أنه حدث عن مالك بن الحويرث قال دخل علينا مسجدنا قال إني لأصلي وما أريد الصلاة ولكني أريد أن أعلمكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قال فذكر الله حيث رفع رأسه من السجود في الركعة الأولى استوى قاعدا ثم قام فاعتمد على الأرض
[ 263 ]
ذكر ما يستحب للمصلي أن لا يسكت في ابتداء الركعة الثانية من صلاته كما يفعل ذلك في الركعة الأولى منها أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا محمد بن أسلم الطوسي قال حدثنا يونس بن محمد عن عبد الواحد بن زياد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة ولم يسكت
[ 264 ]
ذكر البيان بأن على المرء تطويل الركعتين الأوليين من صلاته وحذف الأخيرتين منها أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا شعبة عن أبي عون الثقفي عن جابر بن سمرة قال قال عمر لسعد قد شكاك أهل الكوفة في كل شئ حتى في الصلاة فقال أطيل الأوليين وأحذف في الأخريين وما آلو من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك الظن بك تثقيلا ذكر البيان بأن جلوس المرء في الصلاة للتشهد الأول غير فرض عليه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
[ 265 ]
عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس
[ 266 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في قيام الناس خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قيامه من موضع جلسته الأولى وتركه الإنكار عليهم ذلك أبين البيان على أن القعدة الأولى في الصلاة غير فرض ذكر البيان بأن المنكدر الأول في الصلاة ليس بفرض على المصلي أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
[ 267 ]
أخبرنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس مكان ما نسي من الجلوس ذكر الخبر الدال على أن المنكدر الأول في الصلاة غير فرض على المصلين أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة قال صلى بنا عقبة بن عامر فقام وعليه جلوس فقال الناس وراءه سبحان الله فلم يجلس فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين وهو جالس فقال إني سمعتكم تقولون سبحان الله كيما أجلس وليس تلك سنة إنما السنة التي صنعته
[ 268 ]
ذكر البيان بأن المنكدر الأول في الصلاة ليس بفرض على المصلي أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس ذكر وضع اليدين على الفخذين في المنكدر للمصلي أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال
[ 269 ]
رآني بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة فلما انصرف نهاني وقال اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى
[ 270 ]
ذكر البيان بأن المصلي في المنكدر يجب أن يضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وركبته واليمنى على اليمنى منها أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعتين افترش اليسرى ونصب اليمنى ووضع إبهامه على الوسطى وأشار بالسبابة ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى وألقم كفه اليسرى ركبته
[ 271 ]
ذكر وصف ما يجعل المرء أصابعه عند الإشارة في المنكدر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه السبابة لا يجاوز بصره إشارته بالاستهلال ذكر العلة التي من أجلها كان يشير المصطفى صلى الله عليه وسلم بالسبابة في الموضع الذي وصفناه أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه
[ 272 ]
عن وائل بن حجر قال قدمنا المدينة وهم ينفضون أيديهم من تحت الثياب فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكبر حتى افتتح الصلاة ورفع يديه حتى رأيت إبهاميه قريبا من أذنيه قال ثم أخذ شماله بيمينه فلما ركع رفع يديه فلما رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ثم كبر ورفع يديه ثم سجد فوضع رأسه بين يديه في الموضع من وجهه فلما جلس افترش قدميه ووضع مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وقبض خنصره والتي تليها وجمع بين إبهامه والوسطى ورفع التي تليها يدعو بها ذكر ما يستحب للمصلي عند الإشارة التي وصفناها أن يحني سبابته قليلا أخبرنا أبو يعلى حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي
[ 273 ]
حدثنا شعيب بن حرب المدائني حدثنا عصام بن قدامة الجدلي أخبرنا مالك بن نمير الهدي أن أباه حدثه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة واضعا اليمنى على فخذه اليمنى رافعا أصبعه السبابة قد حناها شيئا وهو يدعو لصرفها ذكر البيان بأن الإشارة بالسبابة يجب أن تكون إلى القبلة أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر قال
[ 274 ]
حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي عن بن عمر أنه رأى رجلا يحرك الحصى بيده وهو في الصلاة فلما انصرف قال له عبد الله لا تحرك الحصى وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال فوضع يده اليمنى على فخذه وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ورمى ببصره إليها أم نحوها ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذكر وصف المنكدر الذي يتشهد المرء في صلاته أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين بن عبد الرحمن والمغيرة والأعمش عن أبي وائل
[ 275 ]
عن عبد الله قال كنا إذا جلسنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة نقول السلام على الله السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان السلام على فلان فالتفت إلينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله هو السلام فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
[ 276 ]
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماوات والأرض
[ 277 ]
. . . . . . . . . . .
[ 278 ]
ذكر الأمر بالتشهد عند القعدة من صلاته أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن حماد عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا نقول السلام على الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام وأمرهم بالتشهد التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
[ 279 ]
ذكر وصف ما يتشهد المرء به في جلوسه من صلاته أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن منصور والأعمش وأبي هاشم عن أبي وائل وعن أبي إسحاق عن الأسود وأبي الأحوص عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في الصلاة نقول السلام على جبريل السلام على ميكائيل فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن الله هو السلام فإذا جلستم في الركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال أبو وائل في حديثه عن عبد الله إذا قلتها أصابت كل ملك مقرب ونبي مرسل وعبد صالح أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
[ 280 ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ 281 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد ومحمد بن كثير قالا أخبرنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق قال أخبرنا أبو الأحوص عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين إلا أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا وإن محمدا صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وخواتمه أو قال جوامعه وإنه قال لنا إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه فليدع به ربه
[ 282 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه الأمر بالجلوس في كل ركعتين أمر فرض دل فعله مع ترك الإنكار على من خلفه على أن الجلوس الأول ندب وبقي الآخر على حالته فرضا كنصفي ذكر الإباحة للمرء أن يتشهد في صلاته بغير ما وصفنا أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا كامل بن طلحة حدثنا الليث بن سعد قال حدثني أبو الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا المنكدر كما يعلمنا السورة من القرآن التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
[ 283 ]
ذكر الأمر بنوع ثان من المنكدر إذ هما من اختلاف المباح أخبرنا بن قتيبة من كتابه قال حدثنا يزيد بن موهب قال أخبرني الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا المنكدر كما يعلمنا السورة من القرآن كان يقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال أبو حاتم رضي الله عنه تفرد به أبو الزبير
[ 284 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يتشهد في صلاته بغير ما وصفنا أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا المنكدر كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لقتالنا ذكر ما كان القوم يقولون في الجلسة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل تعليمه إياهم المنكدر أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة
[ 285 ]
عن عبد الله بن مسعود قال كنا إذا جلسنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله قبل عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان وفلان فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليكن من أول قوله التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإذا قالها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير من الدعاء ما أحب ذكر وصف السلام الذي يتقدم الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أحمد بن الحسين الجرادي بالموصل قال حدثنا إسحاق بن زريق الرسعني قال حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال حدثنا الثوري عن الأعمش ومنصور وحصين وأبي هاشم وحماد بن أبي سليمان عن أبي وائل وأبي إسحاق عن أبي الأحوص والأسود عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في الصلاة نقول السلام على الله السلام على جبريل السلام على ميكائيل
[ 286 ]
فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله هو السلام فإذا جلستم في ركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال أبو وائل في حديثه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض وقال أبو إسحاق في حديثه عن عبد الله إذا قلتها أصابت كل عبد مقرب ونبي مرسل أو عبد صالح أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المنفك ذكر وصف الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يتعقب السلام الذي وصفنا أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن مسعر عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال قلنا يا رسول الله قد علمنا
[ 287 ]
السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد والحمالين ذكر البيان بأن القوم إنما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف الصلاة التي أمرهم الله جل وعلا أن يصلوا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله يا رسول الله أن نصلي عليك فكيف
[ 288 ]
نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم
[ 289 ]
ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سئل عن الصلاة عليه في الصلاة عند ذكرهم إياه في المنكدر أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وكتبته من أصله قال حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال وحدثني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه عن أبي مسعود قال أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك قال فصمت حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله قال إذا صليتم علي فقولوا اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
[ 290 ]
ذكر البيان بأن المرء مأمور بالصلاة على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاته عند ذكره إياه بعد المنكدر 1960 أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف قال حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا المقرئ قال حدثنا حيوة بن شريح قال حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ أن أبا علي عمرو بن مالك الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء
[ 291 ]
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنكدر ليس بفرض 1961 أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثني الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عبد الله فعلمه المنكدر في الصلاة
[ 292 ]
التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال زهير عقلت حين كتبته من الحسن فحدثني من حفظه من الحسن ببقيته أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال زهير ثم رجعت إلى حفظي قال فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد
[ 293 ]
ذكر البيان بأن قوله فإذا قلت هذا فقد قضيت ما عليك إنما هو قول بن مسعود ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أدرجه زهير في الخبر أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا غسان بن الربيع قال حدثنا بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي وأخذ بن مسعود بيد علقمة وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد بن مسعود فعلمه المنكدر التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال عبد الله بن مسعود فإذا فرغت من هذا فقد فرغت
[ 294 ]
من صلاتك فإن شئت فاثبت وإن شئت فانصرف لملكة ذكر خبر ثان يصرح بأن اللفظة التي ذكرناها غير محفوظة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال أخذ بيدي علقمة بن قيس قال أخذ بيدي عبد الله بن مسعود قال أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمني المنكدر التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام
[ 295 ]
علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال الحسن بن الحر وزادني فيه محمد بن أبان بهذا الإسناد قال فإذا قلت هذا فإن شئت فقم قال أبو حاتم رضي الله عنه محمد بن أبان ضعيف قد تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين والجبلي ذكر الأمر بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكر كيفيتها أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر وشعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال ألا أهدي لك هدية قلنا بلى قال قلت يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف
[ 296 ]
الصلاة عليك فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وغارة ذكر الأمر بنوع ثان من الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ هما من اختلاف المباح أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال بشير بن سعد أمرنا الله يا رسول الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم
[ 297 ]
ذكر ما يدعو المرء في عقيب المنكدر قبل السلام أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بحر بن نصر بن سابق قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون عن أبيه عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول آخر ما يقول بين المنكدر والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ترعه
[ 298 ]
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من أربعة أشياء معلومة لمن فرغ من تشهده قبل السلام أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال حدثني محمد بن أبي عائشة قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسوالله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ أحدكم من المنكدر الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال
[ 299 ]
ذكر وصف ما يتعوذ المرء به بعد تشهده في صلاته أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من قتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم
[ 300 ]
والمغرم قالت فقال قائل يا رسول الله ما أكثر ما تستعيد من المغرم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف المستبقى
[ 301 ]
ذكر الإباحة للمصلي أن يسمي من شاء في دعائه في صلاته أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الركعة الآخرة من صلاة الصبقال اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف أعرتكه
[ 302 ]
. . . . . . . . . . . . . .
[ 303 ]
ذكر الدعاء الذي يعطى سائل الله ما سأل في موضع من صلاته أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش أن بن مسعود كان قائما يصلي فلما بلغ رأس المئة من النساء أخذ يدعو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سل تعطه ثلاثا فقال اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد يثقوا
[ 304 ]
ذكر جواز دعاء المرء في الصلاة بما ليس في كتاب الله أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبدة قال
[ 305 ]
حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبيه قال كنا جلوسا في المسجد فدخل عمار بن ياسر فصلى صلاة خففها فمر بنا فقيل له يا أبا اليقظان خففت الصلاة قال أو خفيفة رأيتموها قلنا نعم قال أما إني قد دعوت فيها بدعاء قد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى فأتبعه رجل من القوم قال عطاء اتبعه أبي ولكنه كره أن يقول اتبعته فسأله عن الدعاء ثم رجع فأخبرهم بالدعاء اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة العدل والحق في الغضب والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنا وأسألك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ابفتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين للاستضاءة
[ 306 ]
ذكر جواز دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله وإن كان فيه ذكر أسماء الناس أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر
[ 307 ]
ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد يقول وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون لمستولدته
[ 308 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن دعاء المرء في الصلاة بما ليس في القرآن يفسد عليه صلاته أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار قال حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع ويحيى القطان قالا حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على حي من أحياء العرب رعل وذكوان وقال عصية عصت الله ورسوله أبو مجلز اسمه لاحق بن حميد المبذور
[ 309 ]
. . . . . . . . . . . . . .
[ 310 ]
ذكر جواز دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله جل وعلا أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وعزيمة الرشد وشكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك
[ 311 ]
قلبا سليما وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم والعوضان
[ 312 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدعاء بما ليس في كتاب الله يبطل صلاة الداعي فيها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم همس شيئا لا نفهمه فقال أفطنتم لي قلنا نعم قال إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث إما أن أسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت فاستشار قومه في ذلك فقالوا أنت نبي الله نكل ذلك إليك خر لنا فقام إلى صلاته وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فصلى
[ 313 ]
ما شاء الله فقال أي رب أما عدوهم من غيرهم والجوع فلا ولكن الموت فسلط عليهم الموت ثلاثة أيام فمات منهم سبعون ألفا فهمسي الذي ترون أن أقول اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بالله قال أبو حاتم مات صهيب سنة ثمان وثلاثين في رجب في خلافة علي رضي الله عنه وولد عبد الرحمن بن أبي ليلى لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه فاصله ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله جل وعلا يفسد عليه صلاته أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
[ 314 ]
حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم
[ 315 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدعاء في الصلوات بما ليس في كتاب الله يبطل صلاة المصلي أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضوان الله عليه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصورة فأحسن صوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين ذكر البيان بأن ما وصفنا كان يقوله صلى الله عليه وسلم في الصلاة الفريضة أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا
[ 316 ]
يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريح قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد في الصلاة المكتوبة قال اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين وتعينها ذكر الإخبار عن إباحة دعاء المرء في صلاته بما ليس في كتاب الله تعالى أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعته يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا ثم بسط يده كأنه يتناول شيئا فلما
[ 317 ]
فرغ من الصلاة قال يا رسول الله قد سمعناك تقول في صلاتك شيئا لم نسمعك تقول مثل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك فلم يستأخر ثم قلت ذلك فلم يستأخر ثم قلت فلم يستأخر فأردت أن أخنقه فلولا دعوت أخي سليمان لأصبح موثقا يلعب به صبيان أهل المدينة للأمراض
[ 318 ]
فصل في القنوت أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال حدثنا عبيد الله بن محمد الحارثي أبو الربيع قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان وشعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر والمغرب لتساويها
[ 319 ]
ذكر الموضع الذي يقنت المصلي فيه من صلاته أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال والله إني لأقربكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو هريرة يقنت في صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول سمع الله لمن حمده فيدعو للمؤمنين ويلعن الكافرين
[ 320 ]
ذكر قنوت المصطفى صلى الله عليه وسلم في الصلوات أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد عن يحيى القطان عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم تركه
[ 321 ]
ذكر البيان بأن المرء جائز له في قنوته أن يسمي من يقنت عليه باسمه ومن يدعو له باسمه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا الأزرق بن علي أبو الجهم قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب وأبو سلمة أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين رفع رأسه من الركوع في صلاة الفجر في الركعة الثانية بعد سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة تفرد بها أبو هريرة أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن الحارث بن خفاف بن رحضة الغفاري
[ 322 ]
عن أبيه خفاف قال ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ثم رفع رأسه فقال غفار ورجاله الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله اللهم العن بني لحيان اللهم العن رعلا وذكوان ثم كبر ووقع ساجد قال فجعل لعنة الكفرة من أجل ذلك
[ 323 ]
ذكر ترك المصطفى صلى الله عليه وسلم القنوت الذي وصفناه في صلاته أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى عن هشام عن قتادة عن أنس بن مالك قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا بعد الركوع ويدعو على أحياء من أحياء العرب ثم تركه ذكر الخبر الدال على أن الحادثة إذا زالت لا يجب على المرء القنوت حينئذ 1986 أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العتمة شهرا يقول في قنوته اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
[ 324 ]
يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال صلى الله عليه وسلم أما تراهم قد قدموا قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن القنوت إنما يقنت في الصلوات عند حدوث حادثة مثل ظهور أعداء الله على المسلمين أو ظلم ظالم المرء به أو تعدى عليه أو أقوام أحب أن يدعو لهم أو أسرى من
[ 325 ]
المسلمين في أيدي المشركين وأحب الدعاء لهم بالخلاص من أيديهم أو ما يشبه هذه الأحوال فإذا كان بعض ما وصفنا موجودا قنت المرء في صلاة واحدة أو الصلوات كلها أو بعضها دون بعض بعد رفعه رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من صلاته يدعو على من شاء باسمه ويدعو لمن أحب باسمه فإذا عدم مثل هذه الأحوال لم يقنت حينئذ في شئ من صلاته إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقنت على المشركين ويدعو للمسلمين بالنجاة فلما مطرف يوما من الأيام ترك القنوت فذكر ذلك أبو هريرة فقال صلى الله عليه وسلم أما تراهم قد قدموا ففي هذا أبين البيان على صحة ما أصلناه ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن القنوت عند حدوث الحادثة غير جائز لأحد أصلا أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع ربنا ولك الحمد في الركعة الآخرة ثم قال اللهم العن فلانا وفلانا دعا على أناس من المنافقين فأنزل الله ليس لك من الأمر
[ 326 ]
شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون وعه ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الزهري عن سالم 1988 أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال : حدثنا خالد بن الحارث عن ابن عجلان عن نافع
[ 327 ]
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أقوام في قنوته فأنزل الله ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر قد يوهم من لم يمعن النظر في متون الأخبار ولا يفقه في صحيح الآثار أن القنوت في الصلوات منسوخ وليس كذلك لأن خبر بن عمر الذي ذكرناه أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يلعن فلان وفلان فأنزل الله ليس لك من الأمر شئ فيه البيان الواضح لمن وفقه الله للسداد وهداه لسلوك الصواب أن اللعن على الكفار والمنافقين في الصلاة غير منسوخ ولا الدعاء للمسلمين والدليل على صحة هذا قوله صلى الله عليه وسلم في خبر أبي هريرة أما تراهم وقد قدموا تبين لك هذه اللفظة أنهم لولا أنهم قدموا ونجاهم الله من أيدي الكفار
[ 328 ]
لأثبت القنوت صلى الله عليه وسلم وداوم عليه على أن في قول الله جل وعلا ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ليس فيه البيان بأن اللعن على الكفار أيضا منسوخ وإنما هذه آية فيها الإعلام بأن القنوت على الكفار ليس مما يغنيهم عما قضى عليهم أو يعذبهم يريد بالإسلام يتوب عليهم أو بدوامهم على الشرك يعذبهم لا أن القنوت منسوخ بالآية التي ذكرناها ذكر نفي القنوت عنه صلى الله عليه وسلم في الصلوات أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقنت وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت وصليت خلف عمر فلم يقنت وصليت خلف عثمان فلم يقنت وصليت خلف علي فلم يقنت ثم قال يا بني إنها بدعة
[ 329 ]
ذكر وصف انصراف المصلي عن صلاته بالتسليم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عمر بن عبيد عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يبدو بياض خده السلام عليكم ورحمة الله وعن يساره مثل ذلك
[ 330 ]
. . . . . . . . . .
[ 331 ]
ذكر وصف السلام إذا أراد الانفتال من صلاته أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خذه ذكر وصف التسليم الذي يخرج المرء به من صلاته أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 332 ]
يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خذه فقال الزهري لم يسمع هذا الخبر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل كل حديث
[ 333 ]
النبي صلى الله عليه وسلم سمعته قال لا قال ولعاصم قال لا قال فالنصف قال لا قال فهو من النصف الذي لم تسمع ذكر كيف التسليم الذي ينفتل المرء به من صلاته أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خذه السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مواريثكم ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا
[ 334 ]
منصور بن أبي مزاحم قال حدثنا محمد بن مسلم بن وضاح عن زكريا عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله قال ما نسيت من الأشياء فإني لم أنس تسليم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ثم قال كأني أنظر إلى بياض خديه صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم ويقال محمد بن مسلم بن أبي وضاح والوارثون ذكر وصف التسليمة الواحدة إذا اقتصر المرء عليها عند انفتاله من صلاته أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بن أبي السري
[ 335 ]
قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم تسليمة واحدة عن يمينه يميل بها وجهه إلى القبلة
[ 336 ]
ذكر وصف انصراف المرء عن صلاته أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال حدثنا سفيان عن السدي قال سمعت أنس بن دوروا يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينصرف عن يمينه
[ 337 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يكون انصرافه من صلاته عن يساره أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن أبي عدي قال حدثنا شعبة عن سليمان عن عمارة بن عمير عن الأسود يزيد قال قال عبد الله لا يجعل أحدكم للشيطان جزءا من نفسه يرى أن حقا أن لا ينصرف إلا عن يمينه فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر انصرافه عن يساره
[ 338 ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ 339 ]
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان ينصرف من صلاته من جانبيه جميعا معا أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة قال أنبأني سماك عن قبيضة بن هلب رجل من طيئ عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف عن شقيه
[ 340 ]
ذكر العلة التي من أجلها كان ينصرف صلى الله عليه وسلم عن يساره أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عيسى بن حماد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن بن إسحاق أن عبد الرحمن بن الأسود حدثه أن أباه الأسود حدثه أن بن مسعود حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامة ما ينصرف عن يساره إلى الحجرات نشاب ذكر ما يقول المرء إذا سلم من صلاته أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث الأنصاري عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقعد بعد التسليم إلا قدر ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام بالحفاظ
[ 341 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عاصم الأحول أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام غنتم
[ 342 ]
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث أن خبر عاصم الأحول معلول أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس بعد التسليم إلا قدر ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
[ 343 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن عائشة وسمعه عن عوسجة بن الرماح عن أبي الهذيل عن بن مسعود الطريقان جميعا محفوظان بخرجه ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقول ما وصفنا بعد التسليم في عقب الاستغفار بعدد معلوم أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد وعمر هو بن عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني شداد أبو عمار قال حدثني أبو أسماء الرحبي قال
[ 344 ]
حدثني ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من الصلاة استغفر ثلاث مرات ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام مخطر ذكر الأمر بقراءة المعوذتين في عقب الصلاة للمصلي أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن أبيه عن الليث بن سعد عن حنين بن أبي حكيم عن علي بن رباح
[ 345 ]
عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة تتقاضى ذكر وصف التهليل الذي يهلل به المرء ربه جل وعلا في عقيب صلاته أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن وراد قال كتب معاوية إلى المغيرة أي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من الصلاة قال كان يقول في دبر كل صلاته لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع
[ 346 ]
لما ينحصرون أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
[ 347 ]
ذكر خبر ثان يصرح باستعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفنا أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير الكرماني قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا هشيم قال أخبرنا داود بن أبي هند وغيره عن الشعبي قال أخبرني وراد أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاته لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
[ 348 ]
الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال أبو حاتم رضي الله عنه قال لنا أحمد بن يحيى بن زهير داود بن أبي هند ومجالد عن الشعبي وأنا قلت وغيره لأن مجالدا تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين مغالاة
[ 349 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه عن وراد إلا الشعبي والمسيب بن رافع أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير قال سمعت ورادا غالبا المغيرة يحدث أن المغيرة بن شعبة كتب إلى معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قضى صلاته فسلم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد أخبرنا الحسن في عقبه قال حدثنا عبيد الله بن معاذ
[ 350 ]
قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن وراد عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك نصححها ذكر وصف التهليل آخر كان يهلل صلى الله عليه وسلم به ربه جل وعلا في عقب صلاته أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبي الزبير المكي أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير كان يقول في دبر كل صلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا نعبد إلا إياه له المن وله النعمة وله الفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات دبر كل صلاة أصررن
[ 351 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هشام ابن عروة لم يسمع من أبي الزبير شيئا أخبرنا أحمد بن الحسن المدائني بمصر قال حدثنا محمد بن أصبغ بن الفرج قال حدثنا أبي قال حدثنا المنذر بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبي الزبير المكي أنه حدثه أن عبد الله بن الزبير كان يقول في دبر كل صلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا نعبد إلا إياه له المن وله النعمة وله الفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ويقول كان رسول الله صلى الله
[ 352 ]
عليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات دبر كل صلاة ينتظرن ذكر البيان بأن هذا الخبر سمعه أبو الزبير من بن الزبير أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يعقوب الدورقي قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا حجاج بن أبي عثمان قال أخبرنا أبو الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير يخطب على هذا المنبر وهو يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في دبر الصلاة يقول لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه أهل النعمة والفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
[ 353 ]
ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير للمرء بعدد معلوم في عقب صلاته أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن أبان قال حدثنا وكيع قال حدثنا عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي فقال سبحي الله عشرا واحمديه عشرا وكبريه عشرا ثم سليه حاجتك
[ 354 ]
ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتكبير إنما أمر باستعماله في عقب الصلاة لا في الصلاة نفسها أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا جرير وابن علية عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبر عشرا قال فأنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده قال فقال خمسون ومئة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم يعمل في اليوم الواحد ألفين وخمس مائة سيئة قال كيف لا يحصيهما قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاة فيقول اذكر كذا اذكر كذا حتى شغله ولعله أن لا يعقل ويأتيه في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام مخايله
[ 355 ]
ذكر ما يغفر الله جل وعلا ذنوب العبد به من التسبيح والتحميد والتكبير إذا قالها المرء في عقب الصلاة بعدد معلوم أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال حدثنا عمران بن بكار ومحمد بن المصفى قالا حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال حدثنا مالك عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد المؤذن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله ثلاثا وثلاثين دبر صلاته وحمده ثلاثا وثلاثين وكبره ثلاثا وثلاثين وختم المئة بلا إله إلا الله وحده
[ 356 ]
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر قال أبو حاتم رضي الله عنه رفعه يحيى بن صالح عن مالك وحده ثيبين ذكر الشئ الذي يسبق المرء بقوله في عقيب الصلوات المفروضات من تقدمه ولا يلحقه أحد بعده إلا من أتى بمثله أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر قال سمعت عبيد الله بن عمر عن سمي عن أبي صالح
[ 357 ]
عن أبي هريرة قال جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون قال أفلا أدلكم على أمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهريه إلا أحد عمل بمثل أعمالكم تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين فإبطال
[ 358 ]
ذكر البيان بأن التسبيح والتحميد والتكبير الذي وصفنا هو أن يختم آخرها بالشهادة لله بالوحدانية ليكون تمام المئة أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية حدثني محمد بن أبي عائشة قال حدثني أبو هريرة قال قال أبو ذر يا رسول الله ذهب أصحاب الدثور بالأخر يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموال يتصدقون بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك قال بلى يا رسول الله قال تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتسبحه ثلاثا وثلاثين وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير وكسرته
[ 359 ]
ذكر مغفرة الله جل وعلا ما سلف من ذنوب المسلم بقوله ما وصفنا في عقيب الصلوات المفروضات أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبي عبيد عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمده ثلاثا وثلاثين وكبره ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
[ 360 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو عبيد هذا حاجب سليمان بن عبد الملك روى عنه مالك بن أنس ذكر استحباب زيادة التهليل مع التسبيح والتحميد والتكبير ليكون كل واحد منها خمسا وعشرين أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت أنه قال أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فأتي رجل في منامه فقيل له إنه أمركم محمد صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمدوا ثلاثا وثلاثين وتكبروا أربعا وثلاثين قال نعم قال اجعلوها خمسا وعشرين واجعلوا فيه التهليل فلما مطرف أتي
[ 361 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فافعلوه فناشزة ذكر كتبة الله جل وعلا لمن اقتصر من التسبيح والتحميد والتكبير في عقيب الصلوات المفروضات على عشر عشر بألف وخمس مائة حسنة أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان لا يحصيهما عبد إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله أحدكم في دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا فتلك خمسون ومئة باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى إلى فراشه
[ 362 ]
يسبح ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمس مائة سيئة قال عبد الله بن عمرو ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدهن بيده قال فقيل يا رسول الله وكيف لا يحصيها قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول اذكر كذا اذكر كذا ويأتيه عند منامه فينومه قال حماد بن زيد كان أيوب حدثنا عن عطاء بن السائب بهذا الحديث فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب قد قدم صاحب حديث التسبيح فاذهبوا أجحفها منه للتوافق ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتكبير من المعقبات الذي لا يخيب قائلهن أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال حدثنا شعيب بن حرب قال حدثنا شعبة وحمزة الزيات ومالك بن مغول عن الحكم عن بن أبي ليلى
[ 363 ]
عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال معقبات لا يخيب قائلهن تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتكبره أربعا وثلاثين الجيمع
[ 364 ]
ذكر الاستحباب للمرء أن يستعين بالله جل وعلا على ذكره وشكره وحسن عبادته عقيب الصلوات المفروضات أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا المقرئ حدثنا حيوة بن شريح سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد معاذ فقال يا معاذ والله إني لأحبك فقال معاذ معبد بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك فقال يا معاذ أوصيك أن لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم حنث على ذكرك
[ 365 ]
وشكرك وحسن عبادتك قال وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى بذلك الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى بذلك أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم تقعان ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا أن يعينه على ذكره وشكره وعبادته في عقب صلاته أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
[ 366 ]
إبراهيم قال أخبرنا المقرئ قال حدثنا حيوة قال سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما فقال يا معاذ إني والله لأحبك فقال معاذ بأبي معبد وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأوصى بذلك معاذ بن جبل الصنابحي وأوصى بذلك الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم ذكر كتبة الله عزوجل جوازا من النار لمن استجار منها في عقب صلاة الغداة والمغرب سبع مرات نعوذ بالله منها أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي شاركتها
[ 367 ]
فتلقاني الحي بالرنين فقلت قولوا لا إله إلا الله تحرزوا فقالوا فلامني أصحابي وقالوا حرمنا الغنيمة بعد أن ردت بأيدينا فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه بما صنعت فدعاني فحسن لي ما صنعت وقال أما إن الله قد كتب لك بكل إنسان منهم كذا وكذا قال عبد الرحمن فأنا نسيت النصارى قال ثم قال لي إني سأكتب لك كتابا وأوصي بك من يكون بعدي من كثرة المسلمين قال فكتب لي كتابا وختم عليه ودفعه إلي وقال إذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب الله لك جوازا من النار وإذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوازا من النار قال فلما قبض الله رسوله أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه فقرأه وأمر لي بعطاء أتيت به عمر فقرأه وأمر لي وختم عليه ثم أتيت به عثمان ففعل مثل ذلك قال مسلم بن الحارث توفى الحارث بن مسلم في خلافة عثمان وترك الكتاب عندنا فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوالي ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه والكتاب فقدمت عليه ففضه وأمر لي وختم عليه وقال أما إني
[ 368 ]
لو شئت أن يأتيك ذلك وأنت في منزلك فعلت ولكن أحببت أن تحدثني بالحديث على وجهه قال فحدثته
[ 369 ]
ذكر الشئ الذي يعدل لمن قاله بعد صلاة الغداة والمغرب عتاقة أربع رقاب مع احتراسه من الشيطان به أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال إذا مطرف لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات كتب له بهن عشر حسنات ومحي بهن عنه عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عدل عتاقة أربع رقاب وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح
[ 370 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب في عقبه حدثنا علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن تثبت عن عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال دبر صلاته إذا صلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع له بهن عشر درجات وكن له عتق عشر رقاب وكن له حرسا من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي كان له مثل ذلك حتى يصبح
[ 371 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر يزيد بن يزيد بن جابر عن تثبت والقاسم بن مخيمرة جميعا وهما طريقان محفوظان ذكر ما يتعوذ المرء بالله جل وعلا منه في عقيب الصلوات أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون الأودي قالا كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المكتب الغلمان يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن بعد كل صلاة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر تقارنها
[ 372 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا في عقيب الصلاة التفضل عليه بمغفرة ما تقدم من ذنبه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الصلاة وسلم قال اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت واما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت وتقذف
[ 373 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا صلاح دينه ودنياه في عقيب صلاته أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال قرئ على حفص بن ميسرة قال وأنا أسمع قال حدثني موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى أنا نجد في الكتاب أن داود النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من الصلاة قال اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي اللهم إني أعوذ بك برضاك من سخطك وبعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد وحدثني كعب أن صهيبا حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقولهن عند انصرافه من صلاته وكاملا
[ 374 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يستعين بالله جل وعلا في دعائه في عقيب الصلاة على قتال أعدائه أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أيام خيبر يحرك شفتيه بشئ بعد صلاة الفجر فقيل له يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشئ ما كنت تفعله فما هذا الذي تقول قال صلى الله عليه وسلم أقول اللهم بك أحاول وبك أقاتل وبك أصاول والتخطيط
[ 375 ]
ذكر ما يستحب للمرء إذا صلى الغداة أن يترقب طلوع الشمس بالعقود في موضعه الذي صلى فيه أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر جلس في مجلسه حتى تطلع الشمس والاوجه
[ 376 ]
ذكر ما يستحب للمرء أن يقعد بعد صلاة الغداة في مصلاه إلى طلوع الشمس أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس كالمستبعد ذكر الخبر الدال عن الزجر عن السمر بعد العشاء الآخر الذي يكون في غير أسباب الآخرة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس بن مالك أن أسيد بن حضير ورجلا آخر من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة ثم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصاه فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت بالآخر عصاه فمشى كل واحد منهما في ضوئها حتى بلغ أهله
[ 377 ]
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا همام عن عطاء بن السائب عن أبي وائل عن بن مسعود قال جدب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم السمر بعد صلاة العتمة
[ 378 ]
ذكر اسم الأنصاري الذي كان مع أسيد بن حضير حيث أضاءت عصاهما لهما أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس فكان مع كل واحد منهما عصا فأضاءت عصا أحدهما كأشد شئ فلما تفرقا أضاءت عصا كل واحد منهما والإستبراء ذكر خبر ثان يدل على أن الزجر عن السمر بعد عشاء الآخرة لم يردبه السمر الذي يكون في العلم أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الله بن الصباح العطار قال حدثنا أبو علي الحنفي قال حدثنا قرة بن خالد
[ 379 ]
قال انتظرنا الحسن وراث علينا حتى قربنا من وقت قيامه جاء فقال دعانا جيراننا هؤلاء ثم قال قال أنس بن مالك انتظرنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى كان شطر الليل فجاء فصلى لنا ثم خطبنا فقال إن الناس قد صلوا ورقدوا وإنكم لن تزالوا في صلاة مذ انتظرتم الصلاة قال أنس بن مالك إن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا الخير مستولدتك ذكر الخبر المصرح بإباحة السمر بعد عشاء الآخرة إذا كان ذلك مما يجدي نفعه على المسلمين أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر بن الخطاب قال كان رسول الله صلى الله
[ 380 ]
عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمور المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ليناله ذكر الإباحة للمرء أن يتحدث قبل العشاء الآخرة بما يجدي عليه نفعه في العقبي وأن تؤخر الصلاة من أجله أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا هشيم قال حدثنا حميد عن أنس بن مالك قال أقيمت الصلاة ذات يوم فعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه في حاجة له هويا من الليل حتى نعس بعض القوم
[ 381 ]
. . . . . . . . . . . . . . .
[ 382 ]
باب الإمامة والجماعة فصل في فضل الجماعة ذكر كتبة الله جل وعلا الصلاة للخارج إلى المسجد يريد أداء فرضه ما دام يمشي في طريقه إلى المسجد أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا داود بن قيس عن سعد بن إسحاق قال حدثني أبو ثمامة الحناط أن كعب بن عجرة أدركه وهو يريد المسجد قال فوجدني وأنا مشبك يدي إحداهما بالأخرى قال ففتق يدي ونهاني عن ذلك وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج
[ 383 ]
عامدا إلى المسجد فلا يشبكن يده فإنه في صلاة نسائكا
[ 384 ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ 385 ]
ذكر إعداد الله المنزل في الجنة للغادي والرائح إلى الصلاة أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح
[ 386 ]
ذكر كتبة الله جل وعلا الخارج من بيته يريد الصلاة من المصلين إلى أن يرجع إلى بيته أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القاعد على الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إلى بيته
[ 387 ]
قال أبو حاتم أبو عشانة اسمه حي بن يؤمن المعافري من ثقات أهل مصر فيوافقها ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات بالخطى من أتى الصلاة حتى يرجع إلى بيته أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب حدثني حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من راح إلى مسجد جماعة فخطوتاه خطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب حسنة ذاهبا وراجعا قال أبو حاتم العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيف إلى الفاعل وربما أضافت الفعل إلى الفعل نفسه كما تضيفه إلى الأمر فإخبار بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم
[ 388 ]
حلق رأسه في حجة الوداع أراد به أن الحالق فعل ذلك به لا نفس النبي صلى الله عليه وسلم فأضيف الفعل إلى الأمر كما يضاف ذلك إلى الفاعل وفي خبر عبد الله بن عمرو الذي ذكرناه خطوة تمحو سيئة أضاف الفعل إلى الفعل لا أن الخطوة تمحو السيئة نفسها ولكن الله جل وعلا هو الذي يتفضل على عبده بذلك الإكتحال ذكر إعطاء الله جل وعلا من بعد داره عن المسجد من الفضل ما لا يعطي من قرب داره منه أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم أحدا من أهل المدينة ممن يصلي القبلة يشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم أبعد جوارا من المسجد منه فقيل لو ابتعت حمارا تركبه في الرمضاء أو الظلماء فقال ما يسرني أن منزلي بلزق المسجد فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنطاك الله ذلك كله أو أعطاك الله ما احتسبت بالإستبراء
[ 389 ]
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم أنطاك الله ذلك أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خثيمة حدثنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم رجلا من الناس من أهل المدينة ممن يصلي القبلة أبعد جوارا من المسجد من ذلك الرجل قال قلت لو أنك اشتريت حمارا
[ 390 ]
تركبه في الظلماء أو الرمضاء فقال فنما الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا نبي الله أردت أن يكتب لي إقبالي إذا أقبلت إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطاك الله ذلك أجمع أنطاك الله ما احتسبت أجمع بلبانه ذكر البيان بأن الأبعد فالأبعد في إيتان المساجد أعظم أجرا من الأقرب فالأقرب لكتبة الله جل وعلا آثار من أتى المسجد للصلوات أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال أردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حول المسجد خالية فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتانا في دارنا فقال يا بني سلمة بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد فقالوا يا رسول الله بعد علينا المسجد والبقاع حوله خالية فقال يا بني سلمة دياركم دياركم تكتب آثاركم قال فما وددنا أنا بحضرة المسجد
[ 391 ]
لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أدمها ذكر البيان بأن كتبة الآثار لمن أتى الصلوات إنما هي رفع الدرجات وحط الخطايا أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة
[ 392 ]
حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه ذكر البيان بأن أحد خطوتي الجائي إلى المسجد تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الجبار بن عاصم حدثنا عبيدالله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم
[ 393 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كان خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة بطاعتها ذكر تفضل الله على الجائي إلى المسجد بكتبة الحسنات له بكل خطوة يخطوها أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات
[ 394 ]
قال أبو حاتم أبو عشانة اسمه حي بن يؤمن من ثقات أهل فسطاط مصر كالنشوز ذكر تفضل الله جل وعلا على الماشي في الظلم إلى المساجد بنور يوم القيامة يمشي به في ذلك الجمع نسأل الله بركة ذلك الجمع أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر أبو عروبة بحران حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي وأيوب بن محمد الوزان قالا حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي أمية عن تثبت عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة
[ 395 ]
قال أبو حاتم هكذا حدثنا عروبة فقال جنادة بن أبي أمية وإنما هو جنادة بن أبي خالد وجنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من تثبت وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين وهما شاميان ثقتان ترتجع ذكر ما يقول المرء عند دخول المسجد يريد الصلاة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي
[ 396 ]
صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم أجرني من الشيطان الرجيم فالقريب
[ 397 ]
ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا فتح أبواب رحمته للداخل المسجد أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد عن بشر بن المفضل قال حدثنا عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال حدثنا عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك رافقته
[ 398 ]
ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا من فضله للخارج من المسجد أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة عن عبد الملك بن سعيد بن سويد قال سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء أحدكم إلى المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك الإجلاس
[ 399 ]
ذكر الأمر بالاستجارة من الشيطان الرجيم لمن خرج من المسجد أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم أجرني من الشيطان الرجيم
[ 400 ]
ذكر فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة
[ 401 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر مما نقول في كتبنا بأن العرب تذكر الشئ بعدد محصور معلوم ولا تريد بذكرها ذلك العدد نفيا عما وراءه ولم يرد بقوله هذا أنه لا يكون للمصلي من الأجر بصلاته أكثر مما وصف في خبر أبي هريرة فليحكم ذكر البيان بأن الفضل للمصلي الجماعة يكون أكثر مما ذكر في خبر أبي هريرة الذي ذكرناه أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
[ 402 ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ 403 ]
ذكر ما فضل صلاة الجماعة على صلاة المرء منفردا أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة
[ 404 ]
ذكر البيان بأن هذا العدد لم يرد به صلى الله عليه وسلم نفيا عما وراءه أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن دوروا عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة على المذهب ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الفذ في الخبرين اللذين ذكرناهما لفظة أطلقت على العموم مرادها الخصوص دون استعمالها على عموم ما وردت فيه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن
[ 405 ]
أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة فإن صلاه بأرض قي فأتم ركوعها وسجودها بلغت صلاته بخمسين درجة بالتشطير ذكر البيان بأن المأمومين كلما كثروا كان ذلك أحب إلى الله عزوجل أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير عن أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا فقال أشاهد فلان قالوا لا قال إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ولو يعلمون فضل ما فيهما لأتوهما ولو حبوا وإن الصف الأول لعلي مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع رجل وكلما كثر فهو أحب إلى الله
[ 406 ]
أخبرنا أبو خليفة في عقبه حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن خالد بن الحارث عن شعبة عن أبي إسحاق أنه أخبرهم عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال شعبة وقد قال أبو إسحاق سمعته منه ومن أبيه ثم ساقه
[ 407 ]
ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه قيام الليل كله للمصلي صلاة العشاء والغداة في جماعة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى العشاء والغداة في جماعة فكأنما قام الليل
[ 408 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به مؤمل بن إسماعيل أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة غشك ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر تفرد به سفيان الثوري وحده أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة قال
[ 409 ]
دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده وقعدت إليه فقال يا بن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله بتناقض ذكر استغفار الملائكة لمصلي صلاة العصر والغداة في الجماعة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خثيمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم إذا كانت صلاة الفجر نزلت ملائكة النهار فشهدت معكم الصلاة جميعا وصعدت ملائكة الليل ومكثت معكم ملائكة النهار فيسألهم ربهم وهو أعلم ما تركتم عبادي يصنعون فيقولون جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم
[ 410 ]
يصلون فإذا كان صلاة العصر نزلت ملائكة الليل فشهدوا معكم الصلاة جميعا ثم صعدت ملائكة النهار ومكثت معكم ملائكة الليل قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم فيقول ما تركتم عبادي يصنعون قال فيقولون جئنا وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون قال فحسبت أنهم يقولون فاغفر لهم يوم الدين
[ 411 ]
باب فرض الجماعة والأعذار التي تبيح تركها أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا أبو حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن أبي صالح قال رأى أبو هريرة رجلا قد خرج من المسجد وقد أذن المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
[ 412 ]
قال أبو حاتم أضمر في هذا الخبر شيئان أحدهما وقد أذن المؤذن وهو متوضئ والثاني وهو غير مؤد لفرضه أبو صالح هذا من أهل البصرة اسمه ميزان ثقة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي قال حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله قال جاء بن أم مكتوم إلى
[ 413 ]
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني مكفوف البصر شاسع الدار فكلمه في الصلاة أن يرخص له أن يصلي في منزله قال أتسمع الأذان قال نعم قال فأتها ولو حبوا
[ 414 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في سؤال بن أم مكتوم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخص له في ترك إيتان الجماعات وقوله صلى الله عليه وسلم ائتها ولو حبوا أعظم الدليل على أن هذا أمر حتم لا ندب إذ لو كان إتيان
[ 415 ]
الجماعات على من يسمع النداء لها غير فرض لأخبره صلى الله عليه وسلم بالرخصة فيه لأن هذا جواب خرج على سؤال بعينه ومحال أن لا يوجد لغير الفريضة رخصة ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر حتم لا ندب أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى وعبد الحميد بن بيان السكري قالا حدثنا هشيم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر
[ 416 ]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
[ 417 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتيان الجماعات أمر حتم لا ندب إذ لو كان القصد في قوله فلا صلاة له إلا من عذر يريد به في الفضل لكان المعذور إذا صلى وحده كان له فضل الجماعة فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأمر بإتيان الجماعة أمر إيجاب لا ندب وأما العذر الذي يكون المتخلف عن إيتان الجماعات به معذورا فقد تتبعته في السنن كلها فوجدتها أخذت على أن العذر عشرة أشياء ذكر العذر الأول وهو المرض الذي لا يقدر المرء معه أن يأتي الجماعات أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا جعفر بن مهران السباك قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب فرفعه فلما وضح لنا بياض وجه النبي صلى الله عليه وسلم ما نظرنا منظرا قط أعجب إلينا من وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم حين وضح لنا قال فأومأ نبي الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى أبي بكر أن تقدم قال وأرخي رسول الله صلى الله عليه
[ 418 ]
وسلم الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات صلى الله عليه وسلم ذكر العذر الثاني وهو حضور الطعام عند صلاة المغرب أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
[ 419 ]
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم بالأعين
[ 420 ]
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم لا تعجلوا عن عشائكم أراد به إذا قدم ذلك على المرء أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريح قال أخبرني نافع قال كان بن عمر إذا غربت الشمس وتبين له الليل فكان أحيانا يقدم عشاءه وهو صائم والمؤذن يؤذن ثم يقيم وهو يسمع فلا يترك عشاءه ولا يعجل حتى يقضي عشاءه ثم يخرج فيصلي ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجلوا عن عشائكم إذا قدم إليكم منقدحا
[ 421 ]
ذكر البيان بأن التخلف عن إتيان الجماعات عند حضور العشاء إنما يجب ذلك إذا كان المرء صائما أو تاقت نفسه إلى الطعام فأذته أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا العباس بن أبي طالب قال حدثنا أحمد بن عبد الملك بن حكى قال حدثنا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث عن بن شهاب
[ 422 ]
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة وأحدكم صائم فليبدأ بالعشاء قبل صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم رمحت ذكر العذر الثالث وهو النسيان الذي يعرض في بعض الأحوال أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة والحسن بن سفيان قالا حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة حنين سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس وقال لبلال اكلأ لنا الليل فصلى بلال ما قدر له ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما تقارب الصبح استسند بلال إلى راحلته يواجه الفجر فغلبت بلال عيناه وهو مستسند إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى
[ 423 ]
ضربتهم الشمس فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظا ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أي بلال فقال بلال أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت يا رسول الله قال اقتادوا رواحلكم ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بلال فأقام الصلاة وقال من نسي الصلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله تبارك وتعالى قال أقم الصلاة لذكري
[ 424 ]
وقال يونس وكان بن شهاب يقرؤها للذكرى قال أبو حاتم رضي الله عنه أخبرنا بن قتيبة بهذا الخبر وقال فيه خيبر وأبو هريرة لم يشهد خيبر إنما أسلم ربع ومبصر
[ 425 ]
المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وعلى المدينة سباع بن عرفطة فإن صح ذكر خيبر في الخبر فقد سمعه أبو هريرة من صحابي غيره فأرسله كما يفعل ذلك الصحابة كثيرا وإن كان ذلك حنين لا خيبر وأبو هريرة شهدها وشهوده القصة التي حكاها شهود صحيح والنفس إلى أنه حنين أميل
[ 426 ]
ذكر العذر الرابع وهو السمن المفرط الذي يمنع المرء من حضور الجماعات أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أنس بن سيرين قال سمعت أنس بن مالك قال قال رجل من الأنصار وكان ضخما للنبي صلى الله عليه وسلم إني لا أستطيع الصلاة معك فلو أتيت منزلي فصليت فيه فأقتدي بك فصنع الرجل له طعاما ودعاه إلى بيته فبسط له طرف حصير لهم فصلى عليه ركعتين قال فقال فلان بن الجارود لأنس أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قال ما رأيته صلاها غير ذلك اليوم بالامتحان
[ 427 ]
ذكر العذر الخامس وهو وجود المرء حاجة الإنسان في نفسه أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن دوروا عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن الأرقم كان يؤم أصحابه فحضرت الصلاة يوما فذهب لحاجته ثم رجع فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا وجد أحد الغائط فليبدأ به قبل الصلاة تخذيل
[ 428 ]
ذكر البيان بأن المقصد فيما وصفنا من حاجة الإنسان هو أن يشغله عن الصلاة دون ما لا يتأذى بها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع عن إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصل أحدكم وهو يدافعه الأخبثان يغتالهم
[ 429 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يحيى بن أيوب عن يعقوب بن مجاهد عن القاسم بن محمد وعبد الله بن محمد حدثاه أن عائشة حدثتهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وهو بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان الغائط والبول فأمانه
[ 430 ]
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حد ثنا الحسن بن سهل الجعفري قال حدثنا حسين بن علي عن أبي حزرة المديني عن القاسم بن محمد قال كان بين عائشة وبين بعض بني أخيها شئ فدخل عليها فلما جلس جئ بالطعام فقام إلى المسجد فقالت له اجلس غدر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان قال أبو حاتم المرء مزجور عن الصلاة عند وجود
[ 431 ]
البول والغائط والعلة المضمرة في هذا الزجر هي أن يستعجله أحدهما حتى لا يتهيأ له أداء الصلاة على حسب ما يجب من أجله والدليل على هذا تصريح الخطاب ولا هو يدافعه الأخبثان ولم يقل ولا هو يجد الأخبثين والجمع بين الأخبثين قصد به وجودهما معا وانفراد كل واحد منهما لا اجتماعهما دون الانفراد أبو حزرة يعقوب بن مجاهد يناكحون ذكر العذر السادس وهو خوف الإنسان على نفسه وماله في طريقه إلى المسجد أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه أن عتبان بن مالك ممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كان الأمطار سأل الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم وددت أنك يارسول الله تأتي فتصلي في بيتي حتى أتخذه مصلى قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل
[ 432 ]
قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار فاستاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حين دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك قال فأشرت إلى ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم قال وحبسناه على خزيرة صنعناها له ذكر العذر السابع وهو وجود البرد الشديد المؤلم أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى السلمي قال أخبرنا عبد الله هو بن المبارك قال أخبرنا موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أنه وجد ذات ليلة بردا وعطاء فأذن من معه فصلوا في رحالهم وقال إني رأيت رسول الله صلى الله
[ 433 ]
عليه وسلم إذا كان مثل هذا أمر الناس أن يصلوا في رحالهم نقومها ذكر الأمر بالصلاة في الرحال عند وجود البرد الشديد أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن بن عمر نزل بضجنان ليلة باردة فأمرهم أن يصلوا في الرحال وحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل في موضع في الليلة الباردة أمرهم أن يصلوا في الرحال
[ 434 ]
ذكر العذر الثامن وهو وجود المطر المؤذي أخبرنا الحسين بن إدريس قال حدثنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن نافع عن بن عمر أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح وقال ألا صلوا في الرحال ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر يقول ألا صلوا في الرحال الأحبولة
[ 435 ]
ذكر الأمر بالصلاة في الرحال عند وجود المطر وإن لم يكن مؤديا أخبرنا شباب بن صالح حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المليح عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأصابنا مطر لم يبل أسافل نعالنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم تستدير
[ 436 ]
ذكر البيان بأن المطر والبرد لا حرج على المرء في التخلف عن إتيان الجماعات عند انفراد كل واحد منهما وإن لم يجتمعا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أنه أذن بضجنان في ليلة باردة وقال لأصحابه صلوا في رحالكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن يؤذن في الليلة المطيرة أو الباردة ويأمر أصحابه أن صلوا في رحالكم يقتطعه ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز قبول خبر الواحد أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي المليح
[ 437 ]
عن أبيه قال أصابنا مطر بحنين فنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في الرحال كالخصاء ذكر البيان بأن الأمر بالصلاة في الرحال لمن وصفنا أمر إباحة لا أمر عزم أخبرنا أبو خليفة في عقبه قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال ليصل من شاء منكم في رحله
[ 438 ]
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زهير بن معاوية واستسمانها ذكر البيان بأن حكم المطر القليل وإن لم يكن مؤذيا فيما وصفنا حكم الكثير المؤذي منه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن شعبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فأصابنا سماء لم تبل أسافل نعالنا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديه أن صلوا في رحالكم بمخامرة
[ 439 ]
ذكر العذر التاسع وهو وجود العلة التي يخاف المرء على نفسه العثر منها أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن بن عمر قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكانت ليلة ظلماء أو ليلة مطيرة أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نادى مناديه أن صلوا في رحالكم والمزاريق ذكر العذر العاشر وهو أكل الإنسان الثوم والبصل إلى أن يذهب ريحها أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أن أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل وقيل يا رسول الله وأشد ذلك كله الثوم أفنحرمه فقال رسول الله صلى الله عليه
[ 440 ]
وسلم كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى تذهب ريحه كإبدال ذكر البيان بأن حكم أكل الكراث حكم أكل الثوم والبصل فيما وصفنا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال كنا لا نأكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
[ 441 ]
أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقرب مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى به الناس يناضلهم ذكر زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أكل هاتين الشجرتين للعلة التي وصفناها أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة بخبر غريب قال حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني قال حدثنا يزيد بن هارون عن داود بن أبي هند عن أبي الزبير
[ 442 ]
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن أكل الكراث والبصل ذكر البيان بأن حكم مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومسجد غيره فيما وصفنا سواء أخبرنا أبو يعلى والحسن بن سفيان قالا حدثنا عباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة فلا يأتين المسجد المسابق
[ 443 ]
ذكر خبر ثان يصرح بأن الزجر وقع عن إتيان المساجد كلها دون مسجد المدينة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا بن جريح قال أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة فلا يغشنا في مساجدنا منسدة ذكر العلة التي من أجلها نهي عن إتيان الجماعة آكل الشجرة الخبيثة أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس
[ 444 ]
ذكر إخراج المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى البقيع من وجد منه رائحة البصل والثوم أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم النكري هو الدورقي قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال خطب عمر بن الخطاب فقال رأيت كأديكا أحمر نقرني نقرة أو نقرتين ولا أرى ذلك إلا لحضور أجلي فإن عجل بي أمر فإن الشورى إلى هؤلاء الرهط الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وإني أعلم أن ناسا سيطعنون في هذا الأمر أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفار الضلال وإني أشهد على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويقسموا فيهم تتنصر وما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ أو ما نازلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ مثل آية الكلالة حتى ضرب صدري وقال يكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء يستفتونك قل الله
[ 445 ]
يفتيكم في الكلالة وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ هو ما خلا الأب وكذا احسب ألا إنكم أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين البصل والثوم وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالرجل يوجد منه ريحها فيخرج إلى البقيع فمن كان لا بد آكلهما فليمتهما طبخا وحليتهما ذكر البيان بأن آكل هذه الأشياء إذا كانت مطبوخة لا حرج عليه في إتيان الجماعة وإن أكلها أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أن سفيان بن وهب حدثه
[ 446 ]
عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه بطعام مع خضر فيه بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبي أن يأكله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تأكل قال لم أر أثرك فيه يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أستحيي من ملائكة الله وليس بمحرم كالشطرنج
[ 447 ]
ذكر ما خص الله جل وعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرق بينه وبين أمته في أكل ما وصفناه مطبوخا أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن أم أيوب قالت نزل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلفنا له طعام فيه بعض البقول فقال لأصحابه كلوا فإني لست كأحد منكم إني أخاف أن أوذي صاحبي فالمرة
[ 448 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة من ثريد فيها ثوم فلم يأكل منها وأرسل إلى أبي أيوب وكان أبو أيوب يضع يده حيث يرى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده فلما لم ير أثر يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إني لم أر أثر يدك فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ريح الثوم ومعي ملك والفوراني
[ 449 ]
ذكر إسقاط الحرج عن آكل ما وصفنا نيئا مع شهوده الجماعة إذا كان معذورا من علة يداوى بها أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي عن أبي بردة عن المغيرة بن شعبة قال أكلت ثوما ثم أتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة فلما قمت أقضي وجد ريح الثوم فقال من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها قال المغيرة فلما قضيت الصلاة أتيته فقلت يا رسول الله إن لي عذرا فناولني يدك فناولني فوجدته والله سهلا
[ 450 ]
فأدخلتها في كمي إلى صدري فوجده معصوبا فقال إن لك عذرا قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه الأشياء التي وصفناها هي العذر الذي في خبر بن عباس الذي لا حرج على من به حالة منها في تخلفه عن أداء فرضه جماعة وعليه إثم ترك إتيان الجماعة لأنهما فرضان اثنان الجماعة وأداء الفرض فمن أدى الفرض وهو يسمع النداء فقد سقط عنه فرض أداء الصلاة وعليه إثم ترك إتيان الجماعة وقوله صلى الله عليه
[ 451 ]
وسلم من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر أراد به فلا صلاة له من غير إثم يرتكبه في تخلفه عن إتيان الجماعة إذا كان القصد فيه ارتكاب النهي لا أن صلاته غير مجزئة وإن لم يكن بمعذور إذا لم يجب داعي الله وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم من لغا فلا جمعة له يريد به فلا جمعة له من غير إثم يرتكبه بلغوه فنعرض ذكر الإخبار عما أراد صلى الله عليه وسلم استعمال التغليظ على من تخلف عن حضوره صلاة العشاء والغداة في جماعة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 452 ]
قال والتعليقات والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء
[ 453 ]
. . . . . . . . . . .
[ 454 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن العلة في هؤلاء الذين أراد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يفعل بهم ما وصفنا لم يكن للتخلف عن حضور العشاء أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم آتي أقواما يخلفون عنها فأحرق عليهم يعني الصلاتين العشاء والغداة بالمعاقدة ذكر البيان بأن هاتين الصلاتين أثقل الصلاة على المنافقين أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح
[ 455 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار بعناه ذكر ما كان يتخوف على من تخلف عن الجماعة في أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثني نافع
[ 456 ]
عن بن عمر قال كنا إذا فقدنا الإنسان في صلاة الصبح والعشاء أسأنا به الظن عسرت ذكر وصف الشئ الذي من أجله كانوا يسيئون الظن بمن وصفنا نعته أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص قال قال عبد الله لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض وإن كان المريض ليمر بين الرجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله صلى الله عليه
[ 457 ]
وسلم علمنا سنن الهدى ومن سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه يهدينى ذكر استحواذ الشيطان على الثلاثة إذا كانوا في بدو أو قرية ولم يجمعوا الصلاة أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن بكار بن الريان
[ 458 ]
البغدادي حدثنا مروان بن معاوية عن زائدة بن قدامة عن السائب بن حبيش عن معدان بن أبي طلحة قال سألني أبو الدرداء أين مسكنك قلت في قرية دون حمص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مامن ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية
[ 459 ]
قال السائب إنما يعني بالجماعة جماعة الصلاة
[ 460 ]
باب فرض متابعة الإمام أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس قال سقط النبي صلى الله عليه وسلم من فرس فجحش شقه الأيمن فحضرت صلاة فصلى بنا قاعدا فلما قضى صلاته قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين بالاستيقاظ
[ 461 ]
ذكر البيان بأن القوم صلوا خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة قعودا اتباعا له أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال حدثنا جويرية بن أسماء عن مالك عن بن شهاب
[ 462 ]
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع يعني فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون بالهيثم ذكر البيان بأن القوم إنما صلوا خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة قعودا بأمره حيث أمرهم به أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت صلى الله عليه
[ 463 ]
وسلم في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه السنة رواها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك وعائشة
[ 464 ]
وأبو هريرة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبو أمامة الباهلي وهو قول أسيد بن حضير وقيس بن قهد وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وبه قال جابر بن زيد والأوزاعي
[ 465 ]
ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وأبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي وأبو خثيمة وابن أبي شيبة ومحمد بن إسماعيل ومن تبعهم من أصحاب الحديث مثل محمد بن نصر ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر من المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر فريضة وإيجاب لا أمر فضيلة وإرشاد أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروني ما تركتكم فإنما هلك من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بالأمر فأتوا منه ما استطعتم والعذرات ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما أومأنا إليه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال حدثني أبي عن جدي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 466 ]
قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتم فأتوا منه ما استطعتم وما نهيت عنه فانتهوا قال بن عجلان حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد فيه وما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن النواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها على الحتم والإيجاب حتى تقوم الدلالة على ندبيتها وأن أوامره صلى الله عليه وسلم بحسب الطاقة والوسع على الإيجاب حتى تقوم الدلالة على ندبيتها قال الله جل وعلا وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ثم نفى الإيمان عن من لم يحكم رسوله فيما شجر بينهم من حيث لا يجدوا في أنفسهم مما قضى وحكم حرجا ويسلموا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم تسليما بترك الآراء المعكوسة والمقايسات المنكوسة فقال فلا وربك لا يؤمنون حتى
[ 467 ]
يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ذكر خبر ثالث يدل على أن هذا الأمر هو أمر حتم لا ندب أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون
[ 468 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قد زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر المأمومين عن الاختلاف على إمامهم إذا صلى قاعدا وهو من ضرب الذي ذكرت في غير موضع من كتبنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يزجر عن الشئ بلفظ العموم ثم يستثني بعض ذلك الشئ المزجور عنه فيبيحه لعلة معلومة كما نهى صلى الله عليه وسلم عن المزابنة بلفظ مطلق ثم استثنى بعضها وهو العرية
[ 469 ]
فأباحها بشرط معلوم لعلة معلومة وكذلك يأمر صلى الله عليه وسلم الأمر بلفظ العموم ثم يستثني بعض ذلك العموم فيحظره لعلة معلومة كما أمر صلى الله عليه وسلم المأمومين والأئمة جميعا أن يصلوا قياما إلا عند العجز عنه ثم استثنى بعض هذا العموم وهو إذا صلى إمامهم قاعدا فزجرهم عن استعماله مستثنى من جملة الأمر المطلق ولهذا نظائر كثيرة من السنن سنذكرها في مواضعها من هذا الكتاب إن قضى الله ذلك وشاءه ذكر خبر رابع يدل على أن هذا الأمر أمر فريضة وإيجاب على ما ذكرناه قبل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن قال أنس فصلى لنا يومئذ صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا ثم قال حين سلم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قال سمع الله لمن حمده
[ 470 ]
فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون ذكر خبر خامس يدل على أن هذا الأمر أمر فريضة لا فضيلة أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا حوثرة بن أشرس العدوي قال حدثنا عقبة بن أبي الصهباء عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من أصحابه فقال ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم قالوا بلى نشهد أنك رسول الله قال ألستم تعلمون أنه من أطاعني فقد أطاع الله ومن طاعة الله طاعتي قالوا بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله ومن طاعة الله طاعتك قال فإن من طاعة الله أن تطيعوني ومن طاعتي أن تطيعوا
[ 471 ]
أمراءكم وإن صلوا قعودا فصلوا قعودا مخالطه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حوثرة شوال نحوه إلا أنه قال ومن طاعتي أن تطيعوا أئمتكم أخبرناه أبو يعلى الآتي قال سألت يحيى بن معين عن عقبة بن أبي الصهباء فقال ثقة قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن صلاة المأمومين قعودا إذا صلى إمامهم قاعدا من طاعة الله جل وعلا التي أمر عباده وهو عندي ضرب من الإجماع الذي أجمعوا على إجازته لأن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أفتوا به جابر بن عبد الله وأبو هريرة وأسيد بن حضير وقيس بن قهد والإجماع عندنا إجماع الصحابة الذين شهدوا هبوط الوحي والتنزيل وأعيذوا من التحريف والتبديل
[ 472 ]
حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين وصانه عن ثلم القادحين ولم يرو عن أحد من الصحابة خلاف لهؤلاء الأربعة لا بإسناد متصل ولا منقطع فكأن الصحابة أجمعوا على أن الإمام إذا صلى قاعدا كان على المأمومين أن يصلوا قعودا وقد أفتى به من التابعين جابر بن زيد أبو الشعثاء ولم يرو عن أحد من التابعين أصلا بخلافه لا بإسناد صحيح ولا واه فكأن التابعين أجمعوا على إجازته وأول من أبطل في هذه الأمة صلاة المأموم قاعدا إذا صلى إمامه جالسا المغيرة بن مقسم صاحب النخعي وأخذ
[ 473 ]
عنه حماد بن أبي سليمان ثم أخذ عن حماد أبو حنيفة وتبعه عليه من بعده من أصحابه وأعلى شئ احتجوا به فيه شئ رواه جابر الجعفي عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحد بعدي جالسا وهذا
[ 474 ]
لو صح إسناده لكان مرسلا والمرسل من الخبر وما لم يرو سيان في الحكم عندنا لأنا لو قبلنا إرسال تابعي وإن كان كان ثقة فاضلا على حسن الظن لزمنا قبول مثله عن أتباع التابعين ومتى قبلنا ذلك لزمنا قبول مثله عن تبع الأتباع ومتى قبلنا ذلك لزمنا قبول مثل ذلك عن تباع التبع ومتى قبلنا ذلك لزمنا أن نقبل من كل إنسان إذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا نقض خالف والعجب ممن يحتج بمثل هذا المرسل وقد قدح في روايته زعيمهم فيما أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا يحيى الحماني قال سمعت أبا حنيفة يقول ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشئ قط من أجرة إلا جاءني فيه بحديث وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها فهذا أبو حنيفة يجرح جابرا الجعفي ويكذبه ضد قول من انتحل من أصحابه مذهبه وزعم أن قول أئمتنا في كتبهم فلان ضعيف غيبة ثم لما اضطره الأمر جعل يحتج بمن كذبه شيخه في شئ يدفع به سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 475 ]
فأما جابر الجعفي فقد ذكرنا قصته في كتاب المجروحين من المحدثين بالبراهين الواضحة التي لا يخفى على ذي لب صحتها فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن هذا الأمر الذي ذكرناه أمر فضيلة لا فريضة أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه القوم وحضرت الصلاة فصلى بهم قاعدا وهم قيام فلما حضرت الصلاة الأخرى ذهبوا يقومون فقال ائتموا بإمامكم وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا وإن صلى قائما فصلوا قياما
[ 476 ]
ذكر الخبر المدحض تأويل هذا المتأول لهذه اللفظة التي في خبر حميد الطويل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على جذع نخلة فانفكت قدمه فأتيناه نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا فقمنا خلفه فتنكب عنا ثم أتيناه مرة أخرى فوجدناه يصلي المكتوبة فقمنا خلفه فأشار إلينا فقعدنا فلما قضى الصلاة قال إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى قائما فصلوا قياما ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها
[ 477 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن اللفظة التي في خبر حميد حيث صلى صلى الله عليه وسلم بهم قاعدا وهم قيام إنما كانت تلك سبحة فلما حضرت الصلاة الفريضة أمرهم أن يصلوا قعودا كما صلى هو ففي هذا أوكد الأشياء أن الأمر منه صلى الله عليه وسلم لما وصفنا أمر فريضة لا فضيلة لنتكلم ذكر خبر تأويله بعض الناس بما ينطق عموم الخبر بضده أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن أنس بن مالك قال خر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فجحش فصلى لنا قاعدا فصلينا معه قعودا ثم انصرف فقال إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون
[ 478 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه زعم بعض العراقيين ممن كان ينتحل مذهب الكوفيين أن قوله صلى الله عليه وسلم وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أراد به وإذا تشهد قاعدا فتشهدوا قعودا أجمعون فحرف الخبر عن عموم ما ورد الخبر فيه بغير دليل يثبت له على تأويله لسريان ذكر الخبر المدحض تأويل هذا المتأول لهذا الأمر المطلق أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال صرع النبي صلى الله عليه وسلم عن فرس له فوقع على جذع نخلة فانفكت قدمه فدخلنا عليه نعوده وهو يصلي في مشربة لعائشة جالسا فصلينا بصلاته ونحن قيام ثم دخلنا عليه مرة أخرى وهو يصلي جالسا فصلينا بصلاته ونحن قيام فأومأ إلينا أن اجلسوا فلما صلى قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى جالسا فصلوا جلوسا ولا تقوموا وهو جالس كما يصنع
[ 479 ]
أهل فارس بعظمائها قال أبو حاتم رضي الله عنه في قول جابر فصلينا بصلاته ونحن قيام بيان واضح على دحض قول هذا المتأول إذ القوم لم يتشهدوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم قيام وكذلك قوله في الصلاة الأخرى فصلينا بصلاته ونحن قيام فأومأ إلينا أن اجلسوا أراد به القيام الذي هو فرض الصلاة لا المنكدر نقيضة ذكر خبر ثان يدل على فساد تأويل هذا المتأول لهذا الخبر أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا
[ 480 ]
اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون قال أبو حاتم رضي الله عنه في تقرير النبي صلى الله عليه وسلم الأمر للمأمومين أن يصلوا قياما إذا صلى إمامهم قائما بالأمر بالصلاة قعودا إذا صلى إمامهم جالسا أعظم البيان أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد به المنكدر في الأمرين جميعا وإنما أراد القيام الذي هو فرض الصلاة أن يؤتى به كما يأتي الإمام ويمضى ذكر خبر أوهم بعض أئمتنا أنه ناسخ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم المأمومين بالصلاة قعودا إذا صلى إمامهم جالسا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال دخلت على عائشة فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوي فأغمي عليه ثم أفاق
[ 481 ]
فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق أن صل بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك قال فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام قالت ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين لصلاة الظهر وأبو بكر يصلي بالناس قالت فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر وقال لهما أجلساني إلى جنبه فأجلساه إلى جنب أبي بكر فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هات فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه شيئا قينه
[ 482 ]
. . . . . . . . . . . . . . . .
[ 483 ]
ذكر خبر يعارض الخبر الذي تقدم ذكرنا له في الظاهر أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بدل بن المحبر قال حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه قال أبو حاتم رضي الله عنه خالف شعبة بن الحجاج زائدة بن قدامة في متن هذا الخبر عن موسى بن أبي عائشة فجعل شعبة النبي صلى الله عليه وسلم مأموما حيث صلى قاعدا والقوم قيام وجعل زائدة النبي صلى الله عليه وسلم إماما حيث صلى قاعدا والقوم قيام وهما متقنان حافظان فكيف يجوز أن تجعل إحدى الكلب اللتين تضادتا في الظاهر في فعل واحد ناسخا لأمر مطلق متقدم فمن جعل أحد الخبرين
[ 484 ]
ناسخا لما تقدم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وترك الآخر من غير دليل يثبت له على صحته سوغ لخصمه أخذ ما ترك من الخبرين وترك ما أخذ منهما ونظير هذا النوع من السنن خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح ميمونة وهو محرم وخبر أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم نكحها وهما حلالان فتضاد الخبران في فعل واحد في الظاهر من غير أن يكون بينهما تضاد عندنا فجعل جماعة من أصحاب الحديث الخبرين اللذين رويا في نكاح ميمونة متعارضين وذهبوا إلى خبر عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينكح المحرم ولا ينكح فأخذوا به إذ هو يوافق إحدى الكلب اللتين رويتا في نكاح ميمونة وتركوا خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نكحها وهو محرم
[ 485 ]
فمن فعل هذا لزمه أن يقول تضاد الخبران في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في علته على حسب ما ذكرناه قبل فيجب أن نجئ إلى الخبر الذي فيه الأمر بصلاة المأمومين قعودا إذا صلى إمامهم قاعدا فنأخذ به إذ هو يوافق إحدى الكلب اللتين رويتا في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في علته ونترك الخبر المنفرد عنهما كما فعل ذلك في نكاح ميمونة وليس عندنا بين هذه الأخبار تضاد ولا تهاتر ولا ناسخ ولا منسوخ بل منها مختصر ومتقصى ومجمل ومفسر إذا ضم بعضها إلى بعض بطل التضاد بينهما واستعمل كل خبر في موضعه على ما سنبينه إن قضى الله ذلك وشاءه ذكر طريق آخر بخبر عائشة أوهم جماعة من أصحاب الحديث أنه ناسخ للأمر المتقدم الذي ذكرناه أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أفاق فقال أصلى الناس قلنا لا قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قال عاصم والأسيف الرقيق الرحيم قال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أرد عليه قالت
[ 486 ]
فصلى أبو بكر بالناس ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد خفة من نفسه فخرج بين بريرة ونوبة إني لأنظر إلى نعليه تخطان في الحصا وأنظر إلى بطون قدميه فقال لهما أجلساني إلى جنب أبي بكر فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه أن اثبت مكانك فأجلساه إلى جنب أبي بكر قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو جالس وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر
[ 487 ]
ذكر خبر يعارض في الظاهر خبر أبي وائل الذي ذكرناه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا قال أبو حاتم رضي الله عنه خالف نعيم بن أبي هند عاصم بن أبي النجود في متن هذا الخبر فجعل عاصم أبا بكر مأموما وجعل نعيم بن أبي هند أبا بكر إماما وهما ثقتان حافظان متقنان فكيف يجوز أن يجعل خبر أحدهما ناسخا لأمر
[ 488 ]
متقدم وقد عارضه في الظاهر مثله ونحن نقول بمشيئة الله وتوفيقه إن هذه الأخبار كلها صحاح وليس شئ منها يعارض الآخر ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في علته صلاتين في المسجد جماعة لا صلاة واحدة في إحداهما كان مأموما وفي الأخرى كان إماما والدليل على أنهما كانا صلاتين لا صلاة واحدة أن في خبر عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين رجلين يريد أحدهما العباس والآخر عليا وفي خبر مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين بريرة ونوبة فهذا يدلك على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة
[ 489 ]
ذكر الصلاة التي رويت فيها الأخبار المختصرة المجملة الذي تقدم ذكرنا لها أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن بجير قالا حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه جاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يقم مقامك يبك فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس قال مروا أبا بكر ليصلي بالناس ثلاث مرات فإنكن صواحبات يوسف قالت فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما حس به أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجلس إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون معبد بكر
[ 490 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر مختصر مجمل فأما اختصاره فليس فيه ذكر الموضع الذي جلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى يمين أبي بكر أو عن يساره مواجهتهم ذكر الخبر المقتصي للفظة المختصرة التي ذكرناها أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة جاء حتى جلس عن يسار أبي بكر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائما
[ 491 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه وأما إجمال الخبر فإن عائشة حكت هذه الصلاة إلى هذا الموضع وآخر القصة عند جابر بن عبد الله إذ النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالقعود أيضا في هذه الصلاة كما أمرهم به عند سقوطه عن فرسه على حسب ما ذكرناه قبل ذكر الخبر المفسر للألفاظ المجملة التي تقدم ذكرنا لها في خبر عائشة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يكبر يسمع الناس تكبيره قال فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعودا فلما سلم قال كدتم أن تفعلوا فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا
[ 492 ]
ائتموا بإمامكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر المفسر بيان واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قعد عن يسار أبي بكر وتحول أبو بكر مأموما يقتدي بصلاته ويكبر يسمع الناس التكبير ليقتدوا بصلاته أمرهم صلى الله عليه وسلم حينئذ بالقعود حين رآهم قياما ولما فرغ من صلاته أمرهم أيضا بالقعود إذا صلى إمامهم قاعدا وقد شهد جابر بن عبد الله صلاته صلى الله عليه وسلم حيث سقط عن فرسه فجحش شقه الأيمن وكان سقوطه صلى الله عليه وسلم عن الفرس في شهر ذي الحجة آخر سنة خمس من الهجرة وشهد هذه الصلاة في علته صلى الله عليه وسلم فأدى كل خبر بلفظه ألا تراه يذكر في هذه الصلاة رفع أبي بكر صوته بالتكبير ليقتدي الناس به وتلك الصلاة التي صلاها صلى الله
[ 493 ]
عليه وسلم في بيته عند سقوطه عن فرسه لم يحتج أبو بكر إلى أن يرفع صوته بالتكبير ليسمع الناس تكبيره على صغر حجرة عائشة وإنما رفعه بالصوت بالتكبير في المسجد الأعظم الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في علته فلما صح ما وصفنا لم يجز أن يجعل بعض هذه الأخبار ناسخا لما تقدم على حسب ما وصفناه ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذكرناه قبل أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن سهل الجعفري قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن بن حميد أبو عوف الرؤاسي عن أبيه عن أبي الزبير عن جابر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر وهو جالس وأبو بكر خلفه فإذا كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر أبو بكر يسمعنا قال فنظرنا قياما فقال اجلسوا أومأ بذلك إليهم قال فجلسنا فلما قضى الصلاة قال كدتم تفعلوا فعل فارس والروم بعظمائهم ائتموا بأئمتكم فإن صلوا جلوسا فصلوا جلوسا وإن صلوا قياما فصلوا قياما
[ 494 ]
ذكر الصلاة الأخرى التي توهم أكثر الناس أنها معارضة الأخبار الأخر التي ذكرناها أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا نعيم بن أبي هند عن أبي وائل أحسبه عن مسروق عن عائشة أنها قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق قال هل نودي بالصلاة فقلنا لا فقال مري بلالا فليبادر بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف لا يستطيع أن يقوم مقامك قالت فنظر إلي حين فرغ من كلامه ثم أغمي عليه فلما أفاق قال هل نودي بالصلاة قالت فقلت لا قال مري بلالا فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر قالت فأومأت إلى حفصة فقالت يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق
[ 495 ]
لايستطيع أن يقرأ إلا يبكي قال فنظر إليها حين فرغت من كلامها ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق قال هل نودي بالصلاة قالت فقلت لا فقال مري بلالا فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحبات يوسف ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فأقام بلال الصلاة وصلى بالناس أبو بكر ثم أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بنوبة وبريرة فاحتملاه قالت عائشة فكأني أنظر إلى أصابع قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم تخط في الأرض قالت فلما أحس أبو بكر بمجئ النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستأخر فأومأ إليه أن يثبت قالت وجئ بنبي الله صلى الله عليه وسلم فوضع بحذاء أبي بكر في الصف قال أبو حاتم رضى الله عنه هذا خبر يوهم من لم يحكم صناعة الأخبار ولا يفقه في صحيح الآثار أنه يضاد سائر الأخبار التي تقدم ذكرنا لها وليس بين أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم تضاد ولا تهاتر ولا يكذب بعضها بعضا
[ 496 ]
ولا ينسخ بشئ منها القرآن بل يفسر عن مجمل الكتاب ومبهمه ويبين عن مختصره ومشكله وقد دللنا بحمد الله ومنه على أن هذه الأخبار التي رويت كانت في صلاتين لا في صلاة واحدة على حسب ما وصفناه فأما الصلاة الأولى فكان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها بين رجلين وكان فيها إماما وصلى بهم قاعدا وأمرهم بالقعود في تلك الصلاة وهذه الصلاة كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها بين بريرة ونوبة وكان فيها مأموما وصلى قاعدا في الصف خلف أبي بكر ذكر البيان بأن هذه الصلاة كانت آخر الصلاتين اللتين وصفناهما قبل أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سويد الرملي قال حدثنا أيوب بن سليمان قال حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن حميد الطويل عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع القوم في ثوب واحد متوشحا به يريد قاعدا خلف أبي بكر
[ 497 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر ينفي الارتياب عن القلوب أن شيئا من هذه الأخبار يضاد ما عارضها في الظاهر ولا يتوهمن متوهم أن الجمع بين الأخبار على حسب ما جمعنا بينها في هذا النوع من يجري السنن يضاد قول الشافعي رحمة الله ورضوانه عليه وذلك أن كل أصل تكلمنا عليه في كتبنا أو فرع استنبطاه من السنن في مصنفاتنا هي كلها قول الشافعي وهو راجع عما في كتبه وإن كان ذلك المشهور من قوله وذاك أني سمعت بن خزيمة يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي يقول إذا صح لكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا به ودعوا قولي
[ 498 ]
وللشافعي رحمة الله عليه في كثرة عنايته بالسنن وجمعه لها وتفقهه فيها وذبه عن حريمها وقمعه من خالفها زعم أن الخبر إذا صح فهو قائل به راجع عما تقدم من قوله في كتبه وهذا مما ذكرناه في كتاب المبين أن للشافعي رحمه الله ثلاث كلمات ما تكلم بها أحد في الإسلام قبله ولا تفوه بها أحد بعده إلا والمأخذ فيها كان عنه إحداها ما وصفت والثانية أخبرني محمد بن المنذر بن سعيد عن الحسن بن
[ 499 ]
محمد الصباح الزعفراني قال سمعت الشافعي يقول ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ والثالثة سمعت موسى بن محمد الديلمي بأنطاكية يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول وددت أن الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها إلي وبالطعام ذكر استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن على القوم وإن كان فيهم من هو أحسب وأشرف منه أخبرنا بن خزيمة حدثنا أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا معكم كم القرآن فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم هو من أحدثهم سنا فقال ماذا معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال معك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرفهم والذي كذا وكذا يا رسول الله ما يمنعني أن أتعلم القرآن إلا خشية أن لا أقوم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن واقرأه وارقد فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأ وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه
[ 500 ]
على كل مكان ومن تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك ذكر البيان بأن القوم إذا استووا في القراءة يجب أن يؤمهم من كان أعلم بالسنة أخبرنا محمد بن عبد الله الهاشمي قال حدثنا عبد الله بن عمر بن ميمون بن الرماح قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج
[ 501 ]
عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ولا يؤم الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته فبيته حتى يأذن له
[ 502 ]
أخبرنا شباب بن صالح المعدل بواسط قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا المنكر لي فقال إذ صليتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما قال وكانا متقاربين قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم فأذنا وأقيما أراد به أحدهما لا كليهما فالضعيف ذكر البيان بأن قوله وكانا متقاربين إنما هو كلام أبي قلابة أدرجه خالد الطحان في الخبر أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
[ 503 ]
مسرهد عن إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولصاحب له إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما أكبركما قال خالد فقلت لأبي قلابة فأين القراءة قال إنهما كانا متقاربين ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فأذنا وأقيما أراد به أحدهما أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لي ولصاحب لي إذا خرجتما فليؤذن أحدكما وليقم وليؤمكما أكبركما كانتهاء أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة
[ 504 ]
عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلينا سألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فقال ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي لفظة أمر تشتمل على كل شئ كان يستعمله صلى الله عليه وسلم في صلاته فما كان من تلك الأشياء خصه الإجماع أو الخبر بالنقل فهو لا حرج على تاركه في صلاته وما لم يخصه الإجماع أو الخبر بالنقل فهو أمر حتم على المخاطبين كافة لا يجوز تركه بحال ذكر البيان بأن حكم الثلاثة وأكثر في الإمامة حكم الإثنين سواء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة وهشام عن قتادة عن أبي نضرة
[ 505 ]
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنتم ثلاثة في سفر فليؤمكم أحدكم وأحقكم بالإمامة أقرؤكم ذكر الإخبار عمن يستحق الإمامة للناس أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم
[ 506 ]
هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه ذكر جواز إمامة الأعمى بالمأمومين إذا لم الريح عماة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حبيب المعلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس
[ 507 ]
ذكر الإباحة للإمام أن يؤم بالناس وهو أعمى إذا كان له من يتعاهده أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حبيب المعلم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس
[ 508 ]
ذكر الأمر لمن أم الناس بالتخفيف لوجود أصحاب العلل خلفه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن في الناس الضعيف والسقيم وذا الحاجة ذكر السبب الذي من أجله أمر صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
[ 509 ]
عن أبي مسعود قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة مما يطيل بنا فلان فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيته في موعظة أشد غضبا منه يومئذ فقال أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة
[ 510 ]
ذكر ما يستحب للإمام أن تكون صلاته بالقوم خفيفة في تمام أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول ما صليت خلف إمام قط أخف صلاة ولا أتم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لابتناء ذكر الإباحة للمرء أن يخفف صلاته إذا علم أن خلفه من له شغل يحتاج أن يرجع إليه أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأدخل في الصلاة أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأخفف مما أعلم من شدة وجد أمه به
[ 511 ]
ذكر ما يستحب للإمام أن يطول الأوليين من صلاته ويقصر في الأخريين منها أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا شعبة عن أبي عون عن جابر بن سمرة قال قال عمر لسعد قد شكاك أهل الكوفة في كل شئ حتى في الصلاة فقال أطيل الأوليين وأحذم في الأخريين وما آلو من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك الظن بك أبو عون اسمه محمد بن عبيد الله
[ 512 ]
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي بغيره ويطول صلاته أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء قال قيل وما هممت به قال هممت أن أجلس وأدعه ذكر جواز صلاة الإمام على مكان أرفع من المأمومين إذا أراد تعليم القوم الصلاة أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال حدثني أبو حازم أن رجالا أتوا سهل بن سعد وقد امتروا في المنبر مم
[ 513 ]
عوده فسألوه عن ذلك فقال والله لأعرف مم هو ولقد رأيت أول يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة سماها سهل أن مري غلامك ماتت أن يعمل لي أعوادا أجلس عليها إذا كلمت الناس فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فوضعت ها هنا ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليها وكبر وهو عليها وركع وهو عليها ورفع وهو عليها وتولى القهقري فسجد ورقى على المنبر ثم عاد فلما فرغ أقبل على الناس فقال يا أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا ولتعلموا صلاتي
[ 514 ]
ذكر خبر قيوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن صلاة الإمام على موضع أرفع من المأمومين غير جائزة أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الربيع بن سليمان عن الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام قال صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع فسجد عليه فجبذه أبو مسعود فتابعه حذيفة فلما قضى الصلاة قال
[ 515 ]
أبو مسعود أليس قد نهي عن هذا فقال له حذيفة ألم ترني قد تابعتك
[ 516 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه إذا كان المرءء إماما وأراد أن يصلي بقوم حديث عهدهم بالإسلام ثم قام على موضع مرتفع من المأمومين ليعلمهم أحكام الصلاة عيانا كان ذلك جائزا على ما في خبر سهل بن سعد وإذا كانت هذه العلة معدومة لم يصل على مقام أرفع من مقام المأمومين على ما في خبر أبي مسعود حتى لا يكون بين الخبرين تضاد وابن $ ولا تهاتر ذكر الزجر عن أن يؤم الزائر المزور في بيته إلا بإذنه أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد وابن كثير والحوضي قالوا حدثنا شعبة قال أخبرنا إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود البدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا ولا يؤم الرجل الرجل في بيته ولا في
[ 517 ]
فسطاطه ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه قال شعبة فقلت لإسماعيل بن رجاء ما تكرمته قال فراشه ولم يذكره الحوضي فقلت لإسماعيل ذكر الأمر بالسكينة لمن أتى المسجد الولاء وقضاء ما فاته منها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ 518 ]
إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها تسعون وائتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وما فاتكم فاقضوا أراد به فاقضوا على الإتمام لا على التعكيس أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
[ 519 ]
إبراهيم أخبرنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلاة فائتوها وعليكم السكينة فصلوا ما أدركتم وما سبقتم فأتموا
[ 520 ]
. . . . . . . . . . . .
[ 521 ]
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول أخبرنا أبو يعلحدثنا أبو خيثمة حدثنا حسين بن محمد حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال فلما صلى دعاهم فقال ما شأنكم قالوا يا رسول الله استعجلنا إلى الصلاة قال لا تستعجلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما سبقتم فأتموا
[ 522 ]
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وإسحاق أبي عبد الله أنهما أخبراه أنهما سمعا أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها التجارة تسعون وائتوها وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فإن أحدكم في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة قال أبو حاتم رضي الله عنه قال الله جل وعلا إذا
[ 523 ]
نودي الولاء من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله الجمعة : 9 وقال صلى الله عليه وسلم فلا تأتوها تسعون فالسعي الذي أمر ا لله جل وعلا به هو المشي إلى الصلاة على هينة الإنسان والسعي الذي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه هو الاستعجال في المشي لأن المرء تكتب له بكل خطوة يخطوها إلى الصلاة حسنة فذلك ما وصفت يعني في ترجمة نوع هذا الحديث على أن العرب توقع في لغتها الاسم الواحد على الشيئين المختلفي المعنى فيكون أحدهما مأمورا به والآخر مزجورا عنه إسحاق أبو عبد الله مولى زائدة من التابعين قاله أبو حاتم رضي الله عنه أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان قال حدثنا سعيد
[ 524 ]
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة إذا توضأت ثم دخلت المسجد فلا تشبكن بين أصابعك ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا سعيد المقبري وقد اختلف عليه فيه فيما زعم أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن معدان الحراني قال حدثنا سليمان بن عبيد الله عن عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا كعب بن عجرة إذا توضأت فأحسنت الوضوء ثم خرجت إلى المسجد فلا المنصوصتين بين أصابعك فإنك في صلاة
[ 525 ]
ذكر الإباحة الإمام أن يصلي بالناس جماعة في فضاء إلى غير جدار أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس أنه قال أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف ولم فقلنا ذلك علي
[ 526 ]
ذكر استحباب الصلاة للمصلي إلى الإسطوانة في مساجد الجماعات أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالا حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال حدثني يزيد بن أبي عبيد أنه كان يأتي مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى فيعمد إلى الإسطوانة فيصلي قريبا منها فأقول له لا تصل
[ 527 ]
هاهنا وأشير له إلى بعض نواحي المسجد فيقول إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام ذكر الأمر بالمبادرة في اللحوق بالصف الأول في الصلاة والتهجير والمواظبة على الصبح والعشاء الآخرة أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ذكر الأمر بإتمام الصف الأول ثم الذي يليه إذا استعمال ذلك استعمال الملائكة مثله أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
[ 528 ]
إبراهيم المروزي قال حدثنا جرير عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم قالوا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربهم قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف ذكر الأمر بإتمام الصف المقدم ثم الوقوف في الذي يليه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن
[ 529 ]
المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتموا الصف المقدم فإن كان نقصان فليكن في المؤخرة ذكر الزجر عن تخلف المرء عن الصف الأول في الصلاة أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا حسين بن مهدي قال
[ 530 ]
حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال قوم يتخلفون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في النار ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة للمصلي في الصف الأول أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم سمعت زبيد الإيامي يحدث عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف صفوفكم
[ 531 ]
فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة ثلاثا للمصلي في الصف الأول أخبرنا حاجب بن أركين الحافظ الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار حدثنا الوليد بن مسلم عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن العرباض بن سارية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على الصف الأول المقدم ثلاثا وعلى الثاني مرة
[ 532 ]
. . . . . . . . .
[ 533 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن محمد بن إبراهيم لم يسمع هذا الخبر عن خالد بن معدان أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث أن خالد بن معدان حدثه أن جبير بن نفير حدثه أن العرباض بن سارية حدثه وكان العرباض من أهل الصفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة ذكر مغفرة الله جل وعلا واستغفار الملائكة للمصلي على ميامن الصفوف أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
[ 534 ]
أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة على الصفوف المبترة إذا كانت مقدمة حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد إملاء حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن طلحة الإيامي عن عبد الرحمن بن عوسجة
[ 535 ]
عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا وصدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المقدمة ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من إتمام الصفوف في الصلوات أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأسماء قال حدثنا زهير بن معاوية قال سألت الأعمش عن حديث جابر بن سمرة في الصفوف المقدمة فحدثنا عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قال قلنا
[ 536 ]
يارسول الله وكيف يصفون الملائكة عند ربهم قال يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة لمن يصل الصفوف المبترة أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف
[ 537 ]
قال أبو حاتم أسامة بن زيد هذا هو المؤذن مولى لهم من أهل المدينة مستقيم الأمر صحيح الكتاب وأسامة بن زيد بن أسلم مدني واه وكانا في زمن واحد إلا أن المؤذن أقدم ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه إلا أسامة بن زيد حدثنا العباس بن الفضل بن شاذان المقرئ أبو القاسم بالري حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته حدثنا حسين بن حفص عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف
[ 538 ]
ذكر الأمر بتسوية الصفوف حذر مخالفة الوجوه عند تركه أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد حدثنا شعبة عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يجعله مثل القدح أو الرمح فرأى صدر رجل ناتئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد الله سووا صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم
[ 539 ]
ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن الأزهر السجزي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان وشعبة قالا حدثنا قتادة
[ 540 ]
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأكتاف فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف ذكر الأمر بتسوية الصفوف وإقامتها عند القيام إلى الصلاة أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن
[ 541 ]
مسرهد حدثنا يحيى حدثنا هشام عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي أن الأشعري صلى بأصحابه فلما جلس في صلاته قال رجل من القوم أقرت الصلاة بالبر والزكاة فلما قضى الأشعري صلاته أقبل على القوم فقال أيكم القائل كلمة كذا كذا فأرم القوم فقال لعلك يا حطان قلتها قال والله ما قلتها ولقد خفت أن تبكعني بها فقال رجل من القوم أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير فقال الأشعر أما تعلمون ما تقولون في صلاتكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلمنا سنتنا وبين لنا صلاتنا فقال إذا أقيمت الصلاة فأقيموا صفوفكم وليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله ثم إذا كبر فركع فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإن الله جل وعلا قال على اختلفوا نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده ثم إذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك فإذا كان عند القعدة فليكن من قول أحدكم التحيات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن
[ 542 ]
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ذكر ما يستحب للإمام أن يأمر المأمومين بتسوية الصفوف عند قيامهم إلى الصلاة أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
[ 543 ]
مسرهد وعلي بن المديني قالا حدثنا حميد بن الأسود قال حدثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال جئت فقعدت فقال محمد بن مسلم بن خباب جاء أنس بن مالك فقعد مكانك هذا فقال تدرون ما هذا العود قلنا لا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بيمينه ثم التفت فقال اعتدلوا سووا صفوفكم ثم أخذ بيساره ثم قال اعتدلوا سووا صفوفكم فلما هدم المسجد فقد فالتمسه عمر رضوان الله عليه فوجده قد أخذه بنو عمرو بن عوف فجعلوه في مسجدهم فانتزعه فأعاده
[ 544 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط قال حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر بن كدام عن سماك عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف كأنما بها القداح ذكر الاستحباب للإمام أن يأمر المأمومين بتسوية الصفوف واعتدالها عند قيامه إلى الصلاة أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمود بن غيلان حدثنا بشر بن السري حدثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير حدثنا محمد بن مسلم بن حباب عن أنس بن مالك أن عمر لما زاد في المسجد غفلوا عن العود الذي كان في القبلة قال أنس أتدرون لأي شئ جعل ذلك العود فقالوا لا فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أقيمت الصلاة أخذ العود بيده اليمنى ثم التفت فقال اعدلوا صفوفكم واستووا ثم أخذ بيده اليسرى ثم التفت فقال اعدلوا صفوفكم
[ 545 ]
ذكر العلة التي من أجلها أمر بتسوية الصفوف أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتموا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ذكر الاستحباب للإمام بمسح مناكب المؤمنين قبل إقامة الصلاة أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
[ 546 ]
أبو عمار قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن عمارة بن عمير المؤذن عن أبي معمر عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو مسعود التجارة اليوم أشد اختلافا
[ 547 ]
ذكر ما يأمر الإمام المأمومين بإقامة الصفوف قبل ابتداء الصلاة أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه حين قام إلى الصلاة قبل أن يكبر فقال أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري
[ 548 ]
ذكر الأمر بتسوية الصفوف للمأمومين إذا استعماله من تمام الصلاة أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة
[ 549 ]
ذكر ما يتوقع في المأمومين عند تركهم لتسوية الصفوف في الصلاة أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال بن أخي الحجاج العطار بالبصرة قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة قال حدثنا سماك قال سمعت النعمان بن بشير وهو يخطب ويقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يدعه مثل القدح أو الرمح فرأى صدر رجل ناتئا من الصف فقال عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم بين وجوهكم أراد به بين قلوبكم أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا هارون بن إسحاق قال حدثنا بن أبي غنية عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي القاسم الجدلي قال سمعت النعمان بن بشير يقول أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ثلاثا
[ 550 ]
والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه ومنكبه بمنكب صاحبه أبو القاسم الجدلي هذا اسمه حسين بن الحارث من جديلة قيس من ثقات الكوفيين
[ 551 ]
ذكر البيان بأن إقامة الصفوف الولاء من حسن الصلاة أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة ذكر الزجر عن اختلاف المأموم في صلاته على إمامه أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول لا تختلفوا فتختلف
[ 552 ]
قلوبكم وليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ذكر وصف خير صفوف الرجال والنساء وشرها أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة وخير صفوف القوم في الصلاة أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء في الصلاة آخرها وشرها أولها
[ 553 ]
. . . . . . . . .
[ 554 ]
ذكر الأمر للمأمومين أن يقف منهم وراء الإمام أولو الأحلام والنهى أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وإياكم وهيشات الأسواق
[ 555 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو معشر هذا زياد بن كليب كوفي ثقة وليس هذا معبد معشر السندي فإنه من ضعفاء البغداديين ذكر إباحة تأخير الأحداث عن الصف الأول عند حضور أولي الأحلام والنهى أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم قال حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي قال
[ 556 ]
حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي فجذبني رجل من خلفي جذبة فنحاني وقام مقامي فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب قال يا بن أخي لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة وقال هلك أهل العهد ورب الكعبة ثلاثا ثم قال والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا قال قلت من يعني بهذا قال الأمراء
[ 557 ]
ذكر الأمر بالصلاة في النعلين أو خلعهما ووضعهما بين رجلي المصلي إذا صلى أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا وليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما
[ 558 ]
ذكر البيان بأن المرء مخير بين الصلاة في نعليه وبين خلعهما ووضعهما بين رجليه أخبرنا بن خزيمة حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله القرشي وغيره عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه ولا يؤذ بهما غيره ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلاة في نعليه ما لم يعلم فيهما أذى أخبرنا محمد بن علي الصيرفي قال حدثنا عثمان بن
[ 559 ]
طالوت بن عباد الجحدري قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا كهمس بن الحسن عن أبي العلاء عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه نعل مخصوفة
[ 560 ]
ذكر الأمر لمن أتي المسجد الولاء أن ينظر في نعليه ويمسح الأذى عنهما إن كان بهما أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالسي عن حماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى خلع نعليه فوضعهما عن يساره فخلع القوم نعالهم فلما قضى صلاته قال ما لكم خلعتم نعالكم قالوا رأيناك خلعت فخلعنا قال إني لم أخلعهما من بأس ولكن جبريل أخبرني أن فيهما قذرا فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه فإن كان فيهما أذى فليمسحه
[ 561 ]
ذكر الأمر بالصلاة في الخفاف والنعال إذا أهل الكتاب لا يفعلونه أخبرنا بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن أبان القرشي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا هلال بن ميمون قال حدثنا أبو ثابت يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم
[ 562 ]
ذكر الأمر للمأموم عند خلعه نعليه بوضعهما بين رجليه أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا عياض بن عبد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم وخلع نعليه فليجعلهما بين رجليه ولا يؤذ بهما غيره ذكر الزجر عن وضع المأموم نعله عن يمينه في صلاته أو عن يساره أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم فلا يضع نعله عن يمينه ولا عن يساره
[ 563 ]
فيكون عن يمين غيره إلا أن يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه ذكر وضع المصلي نعليه إذا أراد الصلاة أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا بن جريج قال حدثني محمد بن عباد بن جعفر حديثا يرفعه إلى أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو عن عبد الله بن السائب قال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وصلى في الكعبة فخلع
[ 564 ]
نعليه فوضعهما عن يساره ثم افتتح سورة المؤمنين فلما بلغ ذكر عيسى أو موسى أخذته سعلة فركع ذكر الزجر عن إنشاء المرء الصلاة عند ابتداء المؤذن في اشتراط أخبرنا بن خزيمة وعمر بن محمد الهمداني وغيرهما قالوا حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا زياد بن عبد الله عن محمد بن جحادة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار
[ 565 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ المؤذن في اشتراط فلا صلاة إلا المكتوبة أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا ثابت بن يزيد عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس أن رجلا دخل المسجد بعدما أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي فصلى ركعتين ثم دخل الصف فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال بأيتهما اعتددت أو بأيتهما احتسبت التي صليت معنا أو التي صليت وحدك
[ 566 ]
ذكر وصف هذه الصلاة التي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فجاء رجل فصلى خلفه ركعتي الفجر ثم دخل مع القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال للرجل أيهما جعلت صلاتك التي صليت وحدك أو التي صليت معنا ذكر البيان بأن حكم صلاة الفجر وحكم غيرها من الصلوات في هذا الزجر سواء أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار
[ 567 ]
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
[ 568 ]
ذكر الرخصة للداخل المسجد والإمام راكع أن يبتدئ صلاته منفردا ثم يلحق بالصف عند الركوع فيتصل به أخبرنا محمد بن علي بن الأحمر الصيرفي بالبصرة قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد عن عنبسة الأعور عن الحسن أن أبا بكرة دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فركع ثم مشى حتى لحق بالصف فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد
[ 569 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به عنبسة عن الحسن أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكر أنه دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم راكع قال فركعت دون الصف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد
[ 570 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر من الضرب الذي ذكرت في كتاب فصول السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ينهى عن شئ في فعل معلوم ويكون مرتكب ذلك الشئ المنهي عنه مأثوما بفعله ذلك إذا كان عالما بنهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عنه والفعل جائز على ما فعله كنهيه صلى الله عليه وسلم عن أن يخطب الرجل على خطبة أخيه أو يستام على سوم أخيه فإن خطب امرؤ على خطبة أخيه بعد علمه بالنهي عنه كان مأثوم والنكاح صحيح فكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكرة زادك الله حرصا ولا تعد فإن عاد رجل في هذا الفعل المنهي عنه وكان عالما بذلك النهي كان مأثوما في ارتكابه المنهي وصلاته جائزة ولأنه صلى الله عليه وسلم أباح هذا القدر لأبي بكرة مستثنى من جملة ما نهاه عنه في خبر وابصة كالمزابنة والعرية ولو لم تجز الصلاة بهذا الوصف لأبي بكرة لأمره صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة وقوله ولا تعد أراد به لا تعد في
[ 571 ]
إبطاء المجئ إلى الصلاة لا أنه أراد به أن لا تعود بعد تكبيرك في اللحوق بالصف ذكر الموضع الذي يقف فيه المأموم إذا كان وحده من الإمام في صلاته أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن
[ 572 ]
عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه قال قال بن عباس بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقمت أصلي فقمت عن يساره فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه ذكر وصف قيام المأموم من الإمام إذا أراد الصلاة جماعة أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن زرارة
[ 573 ]
قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا عشية ودنونا من مياه العرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يتقدمنا فيرد الحوض فيشرب ويسقينا قال جابر فقمت فقلت هذا رجل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل مع جابر فقام جبار بن صخر فانطلقنا إلى البئر فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين ثم مدرناه ثم نزعنا فيه حتى أفهقناه فكان أول طالع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتأذنان قلنا نعم يا رسول الله فأشرع ناقته فشربت ثم شنق لها فبالت ثم عدل بها فأناخها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحوض فتوضأ منه ثم قمت فتوضأت من متوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب جبار بن صخر يقضي حاجته وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وكانت علي بردة وكنت أخالف بين طرفيها فلم تبلغ لي وكانت لها ذباذب
[ 574 ]
فنكستها ثم خالفت بين طرفيها فجئت حتى قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه وجاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذنا بيديه جميعا فدفعنا حتى أقامنا من خلفه وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وأنا لا أشعر ثم فطنت فقال هكذا وأشار بيده شد فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا جابر قلت لبيك يا رسول الله قال إذا كان ثوبك واسعا فخالف بين طرفيه وإن كان ضيقا فاشدده على حقوك
[ 575 ]
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة والرافقة جميعا قال حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف الأشجعي عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد بن الحارث الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وحده خلف الصفوف فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة
[ 576 ]
ذكر البيان بأن هذا المصلي المنفرد خلف الصفوف أعاد صلاته بأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه بذلك أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو قديد عبيد الله بن فضالة قال حدثنا الحجاج بن محمد قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره فأعاد الصلاة
[ 577 ]
ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر هذا الرجل بإعادة الصلاة لأنه لم يتصل بمصل مثله حيث كان مأموما أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى قال حدثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف قال أخذ بيدي زياد بن أبي الجعد ونحن بالرقة فأقامني على شيخ من بني أسد يقال له وابصة بن معبد قال حدثني هذا الشيخ أن رجلا صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وحده لم يتصل بأحد فأمره أن يعيد الصلاة
[ 578 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة والطريقان جميعا محفوظان
[ 579 ]
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به هلال بن يساف أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن أبيه زياد بن أبي الجعد عن وابصة بن معبد أن رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة ذكر الخبر المدحض تأويل من حرف هذا الخبر عن جهته وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر هذا المصلي بإعادة الصلاة لشئ علمه منه ما لا نعلمه نحن أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
[ 580 ]
مسرهد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه وكان أحد الوفد قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته إذا رجل فرد فوقف عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى الرجل صلاته ثم قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم استقبل صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف ذكر التأكيد في الأمر الذي وصفناه أخبرنا بن قتيبة قال أخبرنا محمد بن أبي السري قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر قال حدثني عبد الرحمن بن علي بن شيبان الحنفي قال حدثنا أبي علي بن شيبان وكان أحد الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني حنيفة قال
[ 581 ]
صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته نظر إلى رجل خلف الصف وحده فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا صليت قال نعم قال فأعد صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف وحده ذكر وصف مقام المرأة خلف الصف أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا الحجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني زياد بن سعد أن قزعة مولى لعبد القيس أخبره أنه سمع عكرمة يقول قال بن عباس صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة خلفنا تصلي معنا وأنا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم أصلي معه
[ 582 ]
ذكر البيان بأن المرأة إذا كانت وحدها لها أن تنفرد بالصلاة خلف صفوف الرجال تقتدي بإمامها لا تقدم لها من ذلك الموضع أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه ثم قال قوموا فلأصلي لكم قال أنس فقمت إلى حصير لي قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف
[ 583 ]
ذكر خبر أوهم بعض أئمتنا أن العجوز في هذه الصلاة لم تكن منفردة وكان معها امرأة أخرى أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت عبد الله بن المختار يحدث عن موسى بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك أنه كان هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه وخالته فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أنسا عن يمينه وأمه وخالته خلفهما
[ 584 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه قد جعل بعض أئمتنا رحمة الله عليهم خبر إسحاق بن أبي طلحة عن أنس خبرا مختصرا وخبر موسى بن أنس هذا متقصى له وزعم أن أم سليم كان معها مثلها خالة أنس بن مالك وليس عندنا كذلك لأنهما صلاتان في موضعين متباينين لا صلاة واحدة ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي كانت أم أنس وخالته اصطفتا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة أخرى غير تلك الصلاة التي كانت أم سليم وحدها تصلي أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمر بن موسى الحادي قال حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بساط فأقامني عن يمينه وقامت أم سليم وأم حرام خلفنا
[ 585 ]
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن هذه الصلاة خلاف الصلاة التي حكاها إسحاق بن أبي طلحة عن أنس لأن في تلك الصلاة قام أنس واليتيم معه خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم والعجوز وحدها وراءهم وكانت صلاتهم تلك على حصير وهذه الصلاة قام أنس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وأم سليم وأم حرام خلفهما وكانت صلاتهم على بساط فدل ذلك على أنهما صلاتان لا صلاة واحدة أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا أبي عن شعبة عن أيوب عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استأذنكم النساء إلى المساجد فأذنوا لهن
[ 586 ]
. . . . . . . . . . . . . . . .
[ 587 ]
ذكر الزجر عن منع النساء عن إتيان المساجد الولاء أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ذكر أحد الشرطين الذي أبيح هذا الفعل بهما أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير وعيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذنوا للنساء إلى المساجد صارت فقال بعض بنيه لا تأذن
[ 588 ]
لهن فيتخذنه دغلا قال فعل الله بك وفعل أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا تأذن
[ 589 ]
ذكر الشرط الثاني الذي أبيح هذا الفعل به أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد عن بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات
[ 590 ]
ذكر الشرط الثالث الذي أبيح مجئ النساء إلى المساجد صارت به أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب الثقفية امرأة بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إذا خرجت إلى العشاء فلا تمسين طيبا
[ 591 ]
قال أبو حاتم الإسنادان جميعا محفوظان وهما طريقان اثنان متناهما مختلفان ذكر الزجر عن منع المرء امرأته عن شهود العشاء الآخر في المساجد أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن بن نمير قال سمعت الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخبره أنه سمع أباه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قال بلال بن عبد الله بن عمر والله لنمنعهن قال فسبه عبد الله بن عمر أسوأ ما سمعته سبه قط وقال سمعتني قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنت أحدكم
[ 592 ]
امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قلت والله لنمنعهن ذكر وصف خروج المرأة التي أبيح لها شهود العشاء في الجماعة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات
[ 593 ]
ذكر الزجر عن مس المرأة الطيب إذا أرادت شهود العشاء الآخرة في الجماعة أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن عجلان قال حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا
[ 594 ]
ذكر الزجر لمن شهدت العشاء الآخرة في الجماعة أن ترفع رأسها قبل أخذ الرجال مقاعدهم إذا كان في ثيابهم قلة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا القواريري قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال كن النساء يؤمرن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة أن لا يرفعن رؤوسهن حتى يأخذ الرجال مقاعدهم من الأرض من ضيق الثياب قال بشر وقد سمعته من أبي حازم
[ 595 ]
ذكر البيان بأن صلاة المرأة كلما كانت أستر كان أعظم لأجرها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هارون بن معروف حدثنا بن وهب حدثنا داود بن قيس عن عبد الله بن سويد الأنصاري
[ 596 ]
عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي قال فأمر ت فبني لها مسجد في أقصى شئ من بيتها وأظلمه وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله جل وعلا ذكر الزجر عن الصلاة بين السواري جماعة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال
[ 597 ]
حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن يحيى بن هانئ عن عبد الحميد بن محمود قال صليت إلى جنب أنس بن مالك بين السواري فقال كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر خبر ثان يصرح بهذا الزجر المطلق أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال حدثنا أبو قتيبة ويحيى بن حماد عن هارون أبي مسلم عن قتادة عن معاوية بن قرة
[ 598 ]
عن أبيه قال كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الفعل المضاد له في الظاهر أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال سألت بلالا أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة قال بين العمودين المتقدمين قال ونسيت أن أسأله كم صلى
[ 599 ]
قال أبو حاتم هذا الفعل ينهى عنه بين السواري جماعة وأما استعمال المرء مثله منفردا فجائز ذكر وصف الإمامة التي يكون للمأموم والإمام معا أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن أبي علي الهمداني قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله
[ 600 ]
صلى الله عليه وسلم يقول من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم ذكر الزجر عن قيام المأمومين إلى الصلاة حتى يروا إمامهم أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
[ 601 ]
يحيى عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني ذكر الخبر المستقصي للفظة المختصرة التي ذكرناها أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
[ 602 ]
أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت إليكم ذكر ما يستحب للمرء إذا لم ينتظره المؤذن والقوم عند إتيانه الصلاة أن لا يجد في نفسه عليهم وإن كان أفضلهم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره أنه سمع أباه يقول عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 603 ]
وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر فعدلت معه فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرز ثم جاءني فسكبت على يديه من الإداوة فغسل كفيه ثم غسل وجهه ثم حسر عن ذراعيه فضاق كم جبته فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما إلى المرفق ومسح برأسه ثم توضأ على خفيه ثم ركب فأقبلنا نسير حتى نجد الناس في الصلاة قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم حين كان وقت الصلاة ووجدنا عبد الرحمن قد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين وراء عبد الرحمن بن عوف فصلى الركعة الثانية من صلاة الفجر ثم سلم عبد الرحمن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته ففرغ المسلمون وأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم أحسنتم أو قد أصبتم
[ 604 ]
ذكر الأمر للقوم إذا احتبس عنهم إمامهم أن يتقدموا رجلا يصلي بهم أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عقبة بن مكرم أخبرنا يونس بن بكير حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري عن حمزة وعروة مشهور المغيرة بن شعبة عن أبيهما المغيرة قال تبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة فغسل وجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صوف رومية فأدخل يده في فروج كان في خصرها فغسلهما إلى المرفقين ومسح برأسه ومسح على خفيه ثم أقبل وأنا معه فوجد الناس في الصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم فأدركناه وقد صلى ركعة فصلينا مع عبد الرحمن الثانية فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم صلاته ففرغ الناس لذلك فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال قد أصبتم وأحسنتم إذا احتبس إمامكم وحضرت الصلاة فقدموا رجلا يؤمكم
[ 605 ]
قصر جعفر بن برقان في سند هذا الخبر ولم يذكر عباد بن زياد فيه لأن الزهري سمع هذا الخبر من عباد بن زياد عن عروة بن المغيرة بن شعبة وسمعه عن حمزة بن المغيرة عن أبيه قاله أبو حاتم ذكر ما يجب على المأموم وهو قائم انتظار سجود إمامه ثم يتبعه بالسجود بعده أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير العبدي وحفص بن عمر الحوضي قالوا حدثنا شعبة قال أبو إسحاق أخبرني قال سمعت عبد الله بن يزيد يقول حدثنا البراء وكان غير كذوب أنهم كانوا إذا صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قاموا قياما حتى يروه قد سجد ثم يسجدون
[ 606 ]
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي وكامل بن طلحة الجحدري قالا حدثنا حماد بن سلمة عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد قال حدثنا البراء وهو غير كذوب قاكنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نزل قياما حتى نراه قد سجد ثم نسجد
[ 607 ]
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الاقتداء بصلاة إمامه وإن كان مقصرا في بعض حقائقها أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي أيوب الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيأتي أقوام أو يكون أقوام يصلون الصلاة فإن أتموا فلكم ولهم وإن نقصوا فعليهم ولكم قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو أيوب الإفريقي اسمه عبد الله بن علي من ثقات أهل الكوفة ذكر الزجر عن أن يبادر المأموم الإمام في الركوع والسجود حدثنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد
[ 608 ]
القطان قال حدثني أبي قال حدثنا بن عجلان قال حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبادروني بالركوع والسجود فإني مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا سجدت ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت إني قد بدنت
[ 609 ]
ذكر الزجر عن مبادرة المأموم بالركوع والسجود أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد عن بن عجلان عن محمد بن يحيى عن بن محيريز سمع معاوية على المنبر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني قد بدنت وإني مهما أسبقكم به حين أركع تدركوني به حين أرفع وما سبقتكم به حين أسجد تدركوني به حين أرفع ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به بن محيريز عن معاوية أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن أبي الزناد عن الأعرج
[ 610 ]
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيها الناس إني قد بدنت أو بدنت فلا تسبقوني بالركوع والسجود ولكني أسبقكم إنكم تدركون ما فاتكم ذكر إباحة تكبير المأمومين عند فراغ الإمام من الصلاة أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني أبو معبد عن بن عباس قال كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير
[ 611 ]
. . . . . . . . . . . . . .
[ 612 ]
ذكر ما يستحب للإمام إذا فرغ من الصلاة وخلفه الرجال والنساء أن يلبث في مقامه لينصرف النساء قبل الرجال إلى بيوتهن أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرتني هند بنت الحارث الفراسية أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من الصلاة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى معه من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال
[ 613 ]
الرجال والنساء أن يلبث في مقامه لينصرف النساء قبل الرجال إلى بيوتهن أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرتني هند بنت الحارث الفراسية أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من الصلاة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى معه من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال
[ 613 ]
ذكر ما يجب على الرجال إذا سلم إمامهم التربص لانصراف النساء ثم يقومون لحوائجهم أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة قالت كن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى خلفه من الرجال فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال تم الجزء الخامس ويليه الجزء السادس ، بعون الله