شرح سنن النسائي
جلال الدين السيوطي ج 2
[ 1 ]
سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشيته الامام السندي الجزء الثاني دار إحياء التراث العربي بيروت . لبنان
[ 2 ]
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الاذان فيتحينون الصلاة قال عياض معناه يقدرون حينها ليأتوا إليها والحين الوقت من الزمان
[ 5 ]
ونحن عنه متنكبون يقال نكب عن الطريق إذا عدل عنه وتنكب أي تنحى وأعرض
[ 6 ]
ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شئ من فضة استدل به بن حبان على الرخصة في أخذ الاجرة وعارض به الحديث الوارد في النهى عن ذلك قال بن سيد الناس ولا دليل فيه لوجهين الاول حديث أبي محذورة هذا متقدم قبل إسلام عثمان بن أبي العاص الراوي لحديث النهى
[ 7 ]
فحديث عثمان متأخر بيقين الثاني أنها واقعة يتطرق إليها الاحتمال بل أقرب الاحتمالات فيها أن يكون من باب التأليف لحداثة عهده بالاسلام كما أعطى حينئذ غيره من المؤلفة قلوبهم ووقائع الاحوال إذا تطرق إليها الاحتمال سلبها الاستدلال لما يبقى فيها من الاجمال فعلمني كما
[ 8 ]
تؤذنون الآن بها الله أكبر الله أكبر الخ قال بن العربي فائدة الاذان متعددة منها الاعلام بالصلاة بذكر الله تعالى وتوحيده وتصديق رسوله وتجديد التوحيد فإنها ترجمة عظيمة من تراجم لا يؤلفها الا الله وطرد الشيطان وقال القاضي عياض اعلم أن الاذان كلمات جامعة لعقيدة الايمان ومشتملة على نوعيه من العقليات والسمعيات فابتدأ بإثبات الذات بقوله الله وما يستحقه من الكمال والتنزيه عن اضدادها المضمنة تحت قوله الله أكبر فإن هذه اللفظة على قلة كلمها واختصار صيغتها مشعرة بما قلناه لمتأمله ثم صرح بإثبات الربانية والالهية ونفى ضدها من الشركة المستحيلة في حقه وهذه هي عمدة الايمان والتوحيد المقدمة على سائر وظائفه ثم صرح بإثبات النبوة والشهادة بالرسالة لنبينا عليه الصلاة والسلام ورسالته لهداية الخلق ودعائهم إلى الله تعالى وهي قاعدة عظيمة بعد الشهادة بالوحدانية وموضعها بعد التوحيد لانها من باب الافعال الجائزة الوقوع وتلك المقدمات من باب الواجبات وهنا كمل تراجم العقائد العقليات فيما يجب ويستحيل ويجوز في حقه تعالى ثم دعا إلى ما دعاهم إليه من العبادات فصرح بالصلاة ورتبتها بعد اثبات النبوة إذ معرفة وجوبها من جهته عليه الصلاة والسلام لا من جهة العقل ثم دعا إلى الفلاح وهو الفوز والبقاء في التنعيم المقيم وفيه أشعار بأمور الآخرة من البعث والجزاء وهي آخر تراجم العقائد الاسلامية ثم كرر ذلك عند
[ 9 ]
إقامة الصلاة للاعلام بالشروع فيها وهو متضمن لتأكيد الايمان وتكرار ذكره عند الشروع في العبادة بالقلب واللسان وليدخل المصلى فيها على بينة من أمره وبصيرة من ايمانه ويستشعر عظم ما دخل
[ 10 ]
فيه وعظمة حق من يعبده وجزيل ثوابه على عبادته أهل حوائنا الحواء بالكسر والمد بيوت
[ 11 ]
مجتمعة من الناس على ماء وليرجع قائمكم بفتح الياء وكسر الجيم المخففة يستعمل هكذا لازما ومتعديا تقول رجع زيد ورجعت زيدا قال الحافظ بن حجر ومن رواه بالضم والتثقيل فقد أخطأ والمعنى ليرد القائم المجتهد إلى راحلته ليقوم إلى صلاة الصبح نشيطا أو يكون له نية في الصيام
[ 13 ]
فيتسحر المؤذن يغفر له بمد صوته قال أبو البقاء الجيد عند أهل اللغة مدى صوته وهو ظرف مكان وأما مد صوته فله وجه وهو يحتمل شيئين أحدهما أن يكون تقديره مسافة صوته والثاني أن يكون المصدر بمعنى المكان أي ممتد صوته وفي المعنى على هذا وجهان أحدهما معناه أو كانت ذنوبه تملا هذا المكان لغفرت له وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم إخبارا عن الله تعالى لو جئتني بقراب الارض خطايا أي بملئها من الذنوب والثاني يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه
[ 15 ]
المسافة في ليلة مطيرة قال الكرماني فعيلة بمعنى الماطرة وإسناد المطر إلى الليلة مجاز إذ الليل ظرف له لا فاعل وللعلماء في أنبت الربيع البقل أقوال أربعة مجاز في الاسناد أو في أنبت أو في الربيع
[ 16 ]
وسماه السكاكي استعارة بالكناية أو المجموع مجاز عن المقصود وذكر الامام الرازي أنه المجاز
[ 17 ]
العقلي فإن قلت لم لا تجعلها فعيلة بمعنى المفعول أي ممطور فيها وحذف الجار والمجرور قلت لانه يستوي فيها المذكر والمؤنث ولا تدخل تاء التأنيث فيها عند ذكر موصوفها معها قال عبد الله ان المشركين شغلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أربع صلوات يوم الخندق قال بن سيد
[ 18 ]
الناس اختلف الروايات في الصلاة المنسية يوم الخندق ففي حديث جابر أنها العصر وفي حديث
[ 19 ]
بن مسعود أنها أربع قال القاضي أبو بكر بن العربي والصحيح ان شاء الله تعالى أن الصلاة التي شغل عنها واحدة هي العصر ومنهم من جمع بين الاحاديث في ذلك بأن الخندق كانت وقعته أياما فكان ذلك كله في أوقات مختلفة في تلك الايام قال بن سيد الناس وهذا أولى من الاول لان حديث أبي سعيد رواه الطحاوي عن المزني عن الشافعي حدثنا بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه وهذا إسناد صحيح جليل أو عازب عن أهله أي بعيد
[ 20 ]
يعجب ربك قال في النهاية أي يعظم ذلك عنده ويكبر لديه علم الله تعالى أنه انما يتعجب الآدمي من الشئ إذا عظم موقعه عنده وخفي عليه سببه فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الاشياء عنده وقيل معنى عجب ربك رضى وأثاب فسماه عجبا مجازا وليس بعجب في الحقيقة والاول أوجه في رأس شظية الجبل بفتح الشين وكسر
[ 21 ]
الظاء المعجمتين وتشديد المثناة التحتية قطعة مرتفعة في رأس الجبل إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين قال عياض يمكن حمله على ظاهره لانه جسم متغذ يصح منه خروج الريح ويحتمل أنه عبارة عن شدة نفاره فإذا قضي النداء بالبناء
[ 22 ]
للمفعول ويروى بالبناء للفاعل على إضمار المنادي أقبل زاد في رواية مسلم فوسوس حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر بضم المثلثة وتشديد الواو المكسور قيل هو من ثاب إذا رجع وقيل من ثوب إذا أشار بثوبه عند الفزع لا علام غيره والمراد بالتثويب هنا الاقامة عند الجمهور حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه قال القاضي عياض سمعناه من أكثر الرواة بضم الطاء وضبطناه عن المتقنين بالكسر وهو الوجه ومعناه يوسوس وأما الضم فمن المرور أي يدنو منه فيمر بينه وبين قلبه فيشغله لما لم يكن يذكر زاد مسلم من قبل إن يدري بالكسر نافية بمعنى لا وروى بالفتح ووهاه القرطبي فإن قيل ما الحكمة في هرب الشيطان عند سماع الاذان والاقامة دون سماع القرآن والذكر في الصلاة أجيب بأوجه منها أنه يهرب حتى لا يسمع المؤذن فيشهد له يوم القيامة فإنه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا أنس الاشهد له وقيل لاتفاق الجميع على الاعلان بشهادة الحق وقال بن الجوزي على الاذان هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها لانه لا يكاد يقع في الاذان رياء ولا غفلة عند النطق به بخلاف الصلاة فإن النفس تحضر فيها فيفتح لها الشيطان أبواب الوسوسة وقال بن بطال يشبه أن يكون الزجر عن خروج المؤمن من المسجد بعد أن يؤذن المؤذن من هذا المعنى لئلا يكون متشبها بالشيطان
[ 23 ]
الذي يفر عند سماع الاذان إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن قال بن سيد الناس ظاهره أنه يقول مثله عقب فراغه لكن الاحاديث التي تضمنت إجابة كل كلمة عقبها دلت على
[ 24 ]
أن المراد المساواة
[ 26 ]
عن الحكيم بن عبد الله بضم الحاء وفتح الكاف حدثنا علي بن عياش بالياء التحتية والشين المعجمة وهو الحمصي من كبار شيوخ البخاري ولم يلقه من الائمة الستة غيره وقد حدث عنه القدماء بهذا الحديث أخرجه أحمد في مسنده عنه ورواه علي بن المديني شيخ
[ 27 ]
البخاري مع تقدمه عن أحمد عنه أخرجه الاسمعيلي من طريقه حدثنا شعيب هو بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر ذكر الترمذي أن شعيبا تفرد به عن بن المنكدر فهو غريب مع صحته قال الحافظ بن حجر وقد توبع بن المنكدر عليه عن جابر أخرجه الطبراني في الاوسط من طريق أبي الزبير عن جابر من قال حين يسمع النداء يحتمل أن لا يتقيد بفراغه وأن يتقيد به وهو الاظهر اللهم رب هذه الدعوة التامة بفتح الدال هي الاذان وسميت تامة لكمالها وعظم موقعها وقال بن التين لان فيها أتم القول وهو لا إله إلا الله ورب منادى ثان أو بدل لاصفة لان مذهب سيبويه أن اللهم لا يجوز وصفه والصلاة القائمة أي التي ستقوم أي تقام وتحضر وقال الحافظ بن حجر إن المراد بالصلاة المعهودة المدعو إليها حينئذ وقال الطيبي من أوله إلى قوله محمد رسول الله هي الدعوة التامة والحيعلة هي الصلاة القائمة ويحتمل أن يكون المراد بالصلاة الدعاء وبالقائمة الدائمة من قام على الشئ إذا دام عليه وعلى هذا فقوله والصلاة القائمة بيان للدعوة التامة آت محمدا الوسيلة فسرت في حديث عبد الله بن عمرو بأنها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عبيد الله والفضيلة قال بن حجر أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيرا للوسيلة وابعثه المقام المحمود كذا ورد هنا معرفا ورواه البخاري والترمذي منكرا الذي وعدته زاد في رواية البيهقي انك لا تخلف الميعاد قال الطيبي المراد بذلك قوله تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وأطلق عليه الوعد لان عسى من الله واقع كما صح عن بن عيينة وغيره وقال بن الجوزي والاكثر على أن المراد به الشفاعة الا حلت له شفاعتي أي وجبت كما في رواية الطحاوي أو
[ 28 ]
نزلت عليه واللام بمعنى على ويؤيده رواية مسلم حلت عليه وقوله هنا وفي رواية الترمذي إلا يحتاج إلى تأويل وفي رواية البخاري حلت بدونها وهي أوضح لان أول الكلام من قال وهو شرطية وحلت جوابها ولا يقترن جزاء الشرط بالا وتأويلها أنه حمله على معنى لا يقول ذلك أحد الا حلت وقد استشكل بعضهم جعل ذلك ثوابا لقائل ذلك مع ما ثبت أن الشفاعة للمذنبين وأجيب بأن له صلى الله عليه وسلم شفاعات أخرى كادخال الجنة بغير حساب وكرفع الدرجات فيعطى كل واحد ما يناسبه ونقل عياض عن بعض شيوخه أنه كان يرى اختصاص ذلك بمن قاله مخلصا مستحضرا اجلال النبي صلى الله عليه وسلم لا من قصد بذلك مجرد الثواب ونحوه قال الحافظ بن حجر وهو تحكم غير مرضي بين كل أذانين صلاة قال في النهاية يريد بها السنن الرواتب
[ 29 ]
التي تصلى بين الاذان والاقامة خرج رجل من المسجد بعد ما نودي بالصلاة فقال أبو هريرة أما هذا فقد عصى أبا القاسم قال القرطبي هذا محمول على أنه حديث مرفوع إلى رسول الله
[ 30 ]
صلى الله عليه وسلم بدليل ظاهر نسبته إليه في معرض الاحتجاج به وكأنه سمع ما يقتضي تحريم الخروج من المسجد بعد الاذان فاطلق لفظ المعصية
[ 31 ]
كتاب المساجد من بنى لله مسجدا يذكر الله تعالى فيه زاد البخاري في روايته يبتغي فيه وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة إسناد البناء إلى الله تعالى مجاز قال بن الجوزي مكتب اسمه على المسجد الذي
[ 32 ]
يبنيه كان بعيدا من الاخلاص من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد أي يتفاخروا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مسجد وضع أولا قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال المسجد الاقصى قلت وكم بينهما قال أربعون عاما قال القرطبي فيه اشكال وذلك أن المسجد الحرام بناه إبراهيم عليه السلام بنص القرآن والمسجد الاقصى بناه سليمان عليه السلام كما أخرجه
[ 33 ]
النسائي من حديث بن عمر وسنده صحيح وبين إبراهيم وسليمان أيام طويلة قال أهل التاريخ أكثر من ألف سنة قال ويرتفع الاشكال بأن يقال الآية والحديث لا يدلان على بناء إبراهيم وسليمان لما بينا ابتداء وضعهما لهما بل ذاك تجديد لما كان أسسه غيرهما وبدأه وقد روى أن أول من بنى البيت آدم وعلى هذا فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاما انتهى قلت بل آدم نفسه هو الذي وضعه أيضا قال الحافظ بن حجر في كتاب التيجان لابن هشام ان آدم لما بنى الكعبة امره الله تعالى بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه فبناه ونسك فيه الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا مسجد الكعبة
[ 34 ]
قال النووي اختلف العلماء في المراد بهذا الاستثناء على حسب اختلافهم في مكة والمدينة أيهما أفضل فعند الشافعي رحمه الله معناه الا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في مسجدي وعند مالك الا المسجد الحرام فإن الصلاة في مسجدي تفضله بدون الالف رضي الله تعالى عنه لا ينهزه أي لا يحركه
[ 35 ]
ما بين بيتي ومنبري المراد أحد بيوته لا كلها وهو بيت عائشة الذي صار فيه
[ 36 ]
قبره وقد رواه الطبراني في الاوسط ما بين المنبر وبيت عائشة ورواه البزار بلفظ ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة قيل هو على ظاهره وأنه روضة حقيقة بأن ينقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة وقيل هو تشبيه محذوف الاداة أي كروضة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر لا سيما في عده صلى الله عليه وسلم وقيل هو مجاز والمعنى أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة ونقل بن زيالة أن ذرع ما بين المنبر والبيت الذي فيه القبر الآن ثلاثة وخمسون ذراعا وقيل أربع وخمسون وسدس وقيل خمسون الا ثلثي ذراع تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال رجل هو مسجد قباء وقال آخر هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 37 ]
هو مسجدي هذا قال النووي هذا نص بأنه المسجد الذي أسس على التقوى المذكور في القرآن ورد لما يقوله بعض المفسرين أنه مسجد قباء وقال العراقي في شرح الترمذي قد وردت أحاديث تدل على أنه مسجد قباء وهذا الحديث أرجح وأصح وأصرح وقال بن عطية في تفسيره الذي يليق بالقصة أنه مسجد قباء قال الا أنه لا نظر مع الحديث لا تشد قال الحافظ بن حجر بضم
[ 38 ]
أوله بلفظ النفي والمراد النهي عن السفر إلى غيرها الرحال بالمهملة جمع رحل وهو البعير كالسرج للفرس وكني بشد الرحال عن السفر لانه لازمة الا إلى ثلاثة مساجد استنثناء مفرغ والتقدير لا تشد إلى موضع مسجد الحرام بالجر على البدلية ويجوز الرفع على الاستئناف وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة أي المسجد الحرام كما في رواية أخرى أي المحرم والمراد به جميع الحرم على الصحيح ومسجدي هذا المراد به مسجد الصلاة خاصة لا كل الحرم ومسجد الاقصى هو أيضا من إضافة الموصوف إلى الصفة والمراد به بيت المقدس وسمي الاقصى لبعده عن المسجد الحرام في المسافة قال الشيخ تقي الدين السبكي ليس في الارض بقعة لها فضل لذاتها حتى تشد الرحال إليها لذلك الفضل غير البلاد الثلاثة وأما غيرها من البلاد فلا تشد إليها لذاتها بل لزيارة أو جهاد أو علم أو نحو ذلك بيعتكم بكسر الباء
[ 39 ]
في عرض المدينة بضم العين المهملة لجانب والناحية من كل شئ ثامنوني بالمثلثة أي اذكروا لي
[ 40 ]
ثمنه لاشتريه منكم وكانت فيه خرب قال بن الجوزي المعروف فيه فتح الخاء المعجمة وكسر الراء بعدها موحدة جمع خربة ككلم وكلمة وحكى الخطابي أيضا كسر أوله وفتح ثانيه جمع خربة كعنب وعنبة عضادتيه بكسر المهملة وضاد معجمة خشبتان من جانبيه لما نزل
[ 41 ]
برسول الله صلى الله عليه وسلم بضم أوله وكسر الزاي نزل به الموت فطفق أي جعل يطرح خميصة هي كساء له أعلام قال وهو كذلك أي في تلك الحال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد استشكل ذكر النصارى فيه إذ نبيهم عيسى عليه السلام وهو لم يمت وأجيب بأنه كان فيهم أنبياء أيضا لكنهم غير مرسلين كالحواريين ومريم في قول أو ضمير الجمع في قوله أنبيائهم للمجموع من اليهود والنصارى أو المراد الانبياء وكبار أتباعهم فاكتفى بذكر الانبياء يؤيده رواية مسلم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد أو المراد بالاتخاذ أعم من أن يكون ابتداعا أو اتباعا فاليهود ابتدعت والنصارى اتبعت ولا ريب أن النصارى تعظم قبور جمع من الانبياء الذين يعظمهم اليهود ان أم حبيبة اسمها رملة بنت أبي سفيان وأم سلمة اسمها هند بنت أبي أمية المخزومي
[ 42 ]
إن أولئك بكسر الكاف إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنو على قبره مسجدا قال البيضاوي لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيما لشأنهم ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة
[ 43 ]
نحوها واتخذوها أوثانا لعنهم ومنع المسلمين من مثل ذلك فأما من اتخذ مسجدا في جوار صالح وقصد التبرك بالقرب منه لا التعظيم له ولا التوجه نحوه فلا يدخل في ذلك الوعيد
[ 45 ]
البر تردن بهمزة الاستفهام ممدودة أي الطاعة والعبادة يحمل أمامة بنت أبي العاص أسمه لقيط وقيل المقسم وقيل القاسم وقيل مهشم وقيل هشيم وقيل ماسر أسلم قبل الفتح وهاجر ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته زينب وماتت معه وأثنى عليه في مصاهرته وكانت وفاته في خلافة الصديق بن الربيع بن عبد العزى بن عبد
[ 46 ]
شمس صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها إذا قام قال النووي رحمه الله ادعى بعض المالكية أن هذا الحديث منسوخ وبعضهم أنه من الخصائص وبعضهم أنه كان لضرورة وكل ذلك دعاوى باطلة مردودة لا دليل عليها وليس في الحديث ما يخالف قواعد الشرع لان الآدمي طاهر وما في جوفه معفو عنه وثياب الاطفال وأجسادهم محمولة على الطهارة حتى تتيقن النجاسة والاعمال في الصلاة لا تبطلها إذا قلت أو تفرقت ودلائل الشرع متظاهرة على ذلك وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لبيان الجواز ثمامة بضم
[ 47 ]
المثلثة بن أثال بضم الهمزة بعدها مثلثة آخره لام طاف في حجة الوداع على بعير قال الحافظ بن حجر انما فعل ذلك للحاجة إلى أخذ المناسك عنه ولذلك عده بعضهم من خصائصه واحتمل أيضا أن يكون راحلته عصمت من التلويث حينئذ كرامة له فلا يقاس عليه غيره يستلم الركن بمحجن زاد مسلم ويقبل المحجن وهو بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم ونون
[ 48 ]
عصا محنية الرأس ينشد ضالة بفتح أوله وضم الشين يقال نشدت الضالة فانا ناشد إذا
[ 49 ]
طلبتها وأنشدتها فأنا منشد إذا عرفتها من النشيد وهو رفع الصوت مر رجل بسهام في المسجد زاد البخاري في رواية قد أبدى نصولها ولمسلم أن المار المذكور كان يتصدق بالنبل في المسجد قال الحافظ بن حجر ولم أقف على اسمه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ بنصالها زاد البخاري كيلا
[ 50 ]
تخدش مسلما
[ 51 ]
البصاق في المسجد خطيئة قال الحافظ بن حجر في المسجد ظرف الفعل ولا يشترط كون الفاعل فيه حتى لو بصق من هو خارجه فيه تناوله النهي وقال القاضي عياض أنما يكون خطيئة إذا لم يدفنه وأما من أراد دفنه فلا ورده النووي فقال هو خلاف صريح الحديث وكفارتها دفنها قال النووي قال الجمهور يدفنها في تراب المسجد رمله وحصبائه وحكى الروياني أن المراد بدفنها إخراجها من المسجد أصلا فإن الله قبل وجهه إذا صلى قال بن عبد البر هو كلام خرج
[ 52 ]
على التعظيم لشأن القبلة نخامة قيل هي ما يخرج من الصدر وقيل النخاعة بالعين من الصدر
[ 53 ]
وبالميم من الرأس خلوقا بفتح الخاء المعجمة طيب معروف
[ 55 ]
ان الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث قيل المراد بالحدث الريح ونحوه وقيل أعم من ذلك أي ما لم يحدث سوأ ويؤيده رواية مسلم ما لم يحدث فيه ما لم يؤذ فيه على أن الثانية تفسير للاولى
[ 56 ]
نهى عن الصلاة في أعطان الابل جمع عطن وهو مبرك الابل حول الماء قال في النهاية لم ينه عن الصلاة فيها من جهة النجاسة فانها موجودة في مرابض الغنم وقد أمر بالصلاة فيها وإنما أراد أن الابل تزدحم في المنهل فإذا شربت رفعت رؤوسها ولا يؤمن من تقاربها وتفرقها في ذلك الموضع
[ 57 ]
فتؤذى المصلى عندها أو تلهيه عن صلاته أو تنجسه برشاش أبوالها على الخمرة بضم الخاء المعجمة حصير ونسيجة خوص ونحوه سميت خمرة لان خيوطها مستورة بسعفها وفي النهاية هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده ولا يكون خمرة الا في هذا المقدار قد امتروا في المنبر قال الكرماني من الامتراء وهو الشك وقال الحافظ بن حجر من المماراة وهي المجادلة إلى فلانة امرأة قد سماها سهل قال الحافظ بن حجر لا يعرف اسمها قال ووقع في الذيل
[ 58 ]
لابي موسى المديني نقلا عن جعفر المستغفري أن اسمها علاثة بالعين المهملة والمثلثة قال أبو موسى وصحف فيه جعفر أو شيخه وإنما هو فلانة ووقع عند الكرماني قيل اسمها عائشة قال الحافظ بن حجر وأظنه صحف المصحف أن مرى غلامك النجار قال الحافظ بن حجر اختلف في اسمه على أقوال وأقربها ما رواه قاسم بن أصبغ وابن سعد في شرف المصطفى بسند فيه بن لهيعة عن سهل بن سعد قال كان بالمدينة نجار واحد يقال له ميمون فذكر قصة المنبر وقيل اسمه إبراهيم رواه الطبراني في الاوسط عن جابر بسند فيه متروك وقيل باقول رواه عبد الرزاق بسند ضعيف منقطع وقيل بأقوم رواه أبو نعيم في المعرفة بسند ضعيف وقيل صباح بضم المهملة وموحدة خفيفة وآخره مهملة ذكره بن بشكوال بسند شديد الانقطاع وقيل قبيصة أو قبيصة المخزومي مولاهم ذكره عمر بن شبه في الصحابة بسند مرسل وقيل كلاب مولى العباس رواه بن سعد في الطبقات عن أبي هريرة ورجاله ثقات الا الواقدي وقيل مينا ذكره بن بشكوال بسند معضل وقيل تميم الداري رواه البيهقي عن بن عمر بسند جيد لكن ليس فيه التصريح بأنه باشر عمله بل تبين من رواية بن سعد أنه لم يعمله وإنما عمله كلاب مولى العباس قال الحافظ بن حجر وأشبه الاقوال بالصواب قول من قال ميمون لكون الاسناد من طريق سهل بن سعد راوي الحديث وأما الاقوال الاخر فلا اعتداد بها لوهائها ويبعد جدا أن يجمع بينها بأن النجار كانت له أسماء متعددة وأما احتمال كون الجميع اشتركوا في عمله فمنع منه قوله كان بالمدينة نجار واحد الا أن يحمل على أن المراد بالواحد الماهر في صناعته والبقية أعوانه فعملها من طرفاء الغابة بالمعجمة وتخفيف الموحدة موضع من عوالي المدينة من جهة الشام وجزم بن سعد بأن عمل المنبر كان في السنة السابعة وفيه نظر لذكر العباس وكان قدوم العباس بعد الفتح في آخر سنة ثمان وقدوم تميم سنة تسع وجزم بن
[ 59 ]
النجار بأن عمله كان سنة ثمان ولم يزل المنبر على حاله ثلاث درجات حتى زاده مروان في خلافة معاوية ست درجات روى الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال بعث معاوية إلى مروان وهو عامله عي المدينة أن يحمل المنبر إليه فقلع فأظلمت المدينة وفي رواية فكسفت الشمس حتى رأينا النجوم فخرج مروان فخطب فقال إنما أمرني أمير المؤمنين أن أرفعه فدعا نجارا وكان ثلاث درجات فزاد ست درجات وقال إنما زدت فيه حين كثر الناس قال بن النجار وغيره استمر على ذلك الا ما أصلح منه إلى أن احترق مسجد المدينة سنة أربع وخمسين وستمائة فاحترق فجدد المظفر صاحب اليمن سنة ست وخمسين مبرا ثم أرسل الظاهر بيبرس بعد عشر سنين منبرا فأزيل منبر المظفر فلم يزل ذلك إلى سنة عشرين وثمانمائة فأرسل الملك المؤيد شيخو منبرا جديدا ذكر ذلك الحافظ بن حجر وقد احترق مسجد المدينة أيضا بعد ثمانين وثمانمائة فجدده الملك الاشرف قايتباي وعمل منبر جديد فأمر بها فوضعت الضمير للاعواد ورقى بكسر القاف نزل القهقري بالقصر المشي إلى خلف فسجد في أصل المنبر أي على الارض إلى جنب الدرجة السفلى منه ولتعلموا بكسر اللام وفتح المثناة الفوقية والعين المهملة وتشديد اللام الثانية أي لتتعلموا
[ 61 ]
كتاب القبلة وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها قال القرطبي روى بفتح الباء على الخبر وبكسرها
[ 62 ]
على الامر مثل مؤخرة الرحل قال في النهاية هي بالهمزة والسكون لغة قليلة في آخرته وقد
[ 63 ]
منع منها بعضهم ولا تشدد رضي الله تعالى عنها مثل آخرة الرحل بالمد الخشبة التي يستند إليها الراكب من كور البعير يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب الاسود قال القرطبي هذا مبالغة في الخوف على
[ 64 ]
قطعها بالشغل بهذه المذكورات فإن المرأة تفتن والحمار ينهق والكلب يروع فيتشوش المتفكر في ذلك حتى تنقطع عليه الصلاة فلما كانت هذه الامور آيلة إلى القطع جعلها قاطعة الكلب الاسود شيطان حمله بعضهم على ظاهره وقال ان الشيطان يتصور بصورة الكلاب السود وقيل لما كان الاسود أشد ضررا من غيره وأشد ترويعا كان المصلى إذا رآه أشغل عن صلاته فانقطعت عليه لذلك أتان بالمثناة أنثى الحمار ترتع أي ترعى
[ 65 ]
وحمارة هي لغة قليلة والاصح حمار بغير تاء للمذكر والانثى ففرع بينهما بفاء وراء مخففة
[ 66 ]
وعين مهملة أي حجز بينهما وفرق
[ 68 ]
سهوة بمهملة بيت صغير منحدر في الارض قليلا شبيه بالمخدع والخزانة وقيل هو الصفة تكون بين يدي البيت وقيل شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشئ اكلفوا من العمل ما تطيقون بفتح اللام يقال كلفت بهذا الامر أكلف به إذا أولعت به وأحببته فإن الله لا يمل حتى تملوا بفتح الميم في الفعلين والملال استثقال الشئ ونفور النفس عنه بعد محبته وهو محال على الله تعالى باتفاق قال الاسماعيلي وجماعة من المحققين انما اطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازا كما قال تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها وأنظارها قال القرطبي وجه مجازه أنه تعالى
[ 69 ]
لما قطع ثوابه عمن قطع العمل ملالا عبر عن ذلك بالملال من باب تسمية الشئ باسم سببه وقال الهروي معناه لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله فتزهدوا في الرغبة إليه وهذا كله بناء على أن حتى على بابها في انتهاء الغاية وما يترتب عليها من المفهوم وجنح بعضهم إلى تأويلها فقيل معناه لا يمل الله إذا مللتم وهو مستعمل في كلام العرب يقولون لا يفعل كذا حتى يبيض القار أو حتى يشيب الغراب ومنه قولهم في البليغ لا ينقطع حتى ينقطع خصومه لانه لو انقطع حين ينقطعون لم يكن له عليهم مزية وهذا المثال أشبه من الذي قبله لان شيب الغراب ليس ممكنا عادة بخلاف الملال من العابد وقال المازري قيل ان حتى هنا بمعنى الواو فيكون التقدير لا يمل وتملون فنفى عنه الملال وأثبته لهم قال وقيل حتى بمعنى حين والاول أليق وأحرى على القواعد وأنه من باب المقابلة اللفظية وقال بن حبان في صحيحه هذا من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ للمخاطب أن يعرف القصد مما يخاطب به الا بها وهذا رأيه في جميع المتشابه وإن أحب الاعمال إلى الله أدومه قال بن العربي معنى المحبة من الله تعالى تعلق الارادة بالثواب أي أكثر الاعمال ثوابا أدومها وان قل قال النووي لان بدوام القليل يستمر الطاعة بالذكر والمراقبة والاخلاص والاقبال على الله بخلاف الكثير الشاق حتى ينمو القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة وقال بن الجوزي انما أحب الدائم لمعنيين أحدهما أن التارك للعمل بعد الدخول فيه كالمعرض بعد الوصول فهو متعرض لهذا ولهذا أورد الوعيد في حق من حفظ آية ثم نسيها وان كان قبل حفظها لا تتعين عليه والثاني أن مداوم الخير ملازم الخدمة وليس من لازم
[ 72 ]
الباب في كل يوم وقتا ما كمن لازم يوما كاملا ثم انقطع فروج حرير بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وآخره جيم وحكى أبو زكريا التبريزي عن أبي العلاء المعري جواز ضم أوله وتخفيف الراء قال في النهاية هو القباء الذي فيه شق من خلفه اذهبوا بها إلى أبي جهم اسمه عامر وقيل عبيد بن حذيفة بن غانم وائتوني بأنبجانيه قال في النهاية المحفوظ بكسر الباء ويروى بفتحها يقال كساء أنبجاني منسوب إلى منبج المدينة المعروفة وهي مكسورة الباء ففتحت في النسب
[ 73 ]
وأبدلت الميم همزة وقيل أنها منسوبة إلى موضع اسمه أنبجان وهو أشبه والاول فيه تعسف وهو كساء يتخذ من الصوف وله خمل ولا علم له وهو من أدون الثياب الغليظة قال وإنما بعث الخميصة إلى أبي جهم لانه الذي أهداها له وإنما طلب منه الانبجاني لئلا يؤثر رد الهدية في قلبه والهمزة فيه زائدة في قول وقال القاضي عياض يروى بفتح الهمزة وكسرها وبفتح الباء وكسرها وبتشديد الباء وتخفيفها
[ 75 ]
كتاب الامامة عن أبي العالية البراء بالتشديد والمد كان يبرى النبل واسمه زياد بن فيروز وقيل
[ 76 ]
كلثوم واجعلوها معهم سبحة بضم السين واسكان الموحدة أي نافلة تكرمته هي الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعد لا كرامه وهي تفعلة من الكرامة
[ 79 ]
إنما التصفيق للنساء قال القرطبي ويروى التصفيح وهما بمعنى واحد قاله أبو علي البغدادي وهو أن تضرب بأصبعين من اليد اليمنى في باطن الكف اليسرى وهو صفحها وصفح كل شئ جانبه وقيل التصفيح الضرب بظاهر إحداهما على الاخرى وبالتصفيق الضرب بباطن إحداهما على باطن الاخرى وقيل التصفيح بأصبعين للتنبيه وبالقاف بالجميع للهو واللعب
[ 81 ]
إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني قال العلماء النهي عن القيام قبل أن يروه لئلا يطول عليهم القيام ولانه قد يعرض له عارض فيستأخر بسببه نجى فعيل من المناجاة أي مناج
[ 82 ]
مكانكم بالنصب أي الزموا ينطف رأسه بضم الطاء المهملة وكسرها أي يقطر
[ 87 ]
لا تختلفوا فتختلف قلوبكم قال في النهاية أي إذا تقدم بعضهم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبهم وفشا بينهم الخلف ليليني منكم قال النووي هو بكسر اللامين وتخفيف النون من غير ياء قبل النون ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون على التوكيد أولو الاحلام والنهى أي ذوو الالباب والعقول واحدها حلم بالكسر فكأنه من الحلم الاناة والتثبت في الامور وذلك من شعائر العقلاء وواحد
[ 88 ]
النهي نهية بالضم سمي العقل بذلك لانه ينهى صاحبه عن القبيح وقال النووي أولو الاحلام هم العقلاء وقيل البالغون والنهى بضم النون العقول فعلى قول من يقول أولو الاحلام العقلاء يكون اللفظان بمعنى فلما اختلف اللفظ عطف أحدهما على الآخر تأكيدا وعلى الثاني معناه البالغون العقلاء وقال أبو علي الفارسي يجوز أن يكون النهى مصدرا كالهدى وأن يكون جمعا كالظلم ثم الذين يلونهم قال النووي معناه الذين يقربون منهم في هذا الوصف أهل العقد بضم العين وفتح القاف قال في النهاية يعني أصحاب الولايات على الامصار من عقد الالوية للامراء وروى العقدة يريد البيعة المعقودة للولاة
[ 89 ]
كما تقوم القداح جمع قدح وهو السهم لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم أي ان لم تقيموا المراد بذلك اعتدال القائمين لها على سمت واحد ويراد به أيضا
[ 90 ]
سد الخلل الذي في الصفوف واختلف في الوعيد المذكور فقيل هو على حقيقته والمراد به تشويه الوجه بتحويل خلقه عن وضعه بجعله موضع القفا أو نحو ذلك وقيل مجاز ومعناه يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب كما تقول تغير وجه فلانا على أي ظهر لي من وجهه كراهية لان مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن ويؤيده رواية أبي داود ليخالفن الله بين قلوبكم
[ 91 ]
فوالذي نفسي بيده اني لاراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي قال المحققون الصواب المختار أنه محمول على ظاهره وأن هذا الابصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له فيه العادة قال بن المنير لا حاجة إلى تأويله لانه في معنى تعطيل لفظ الشارع من غير ضرورة وقال القرطبي حمله على ظاهره أولى لان فيه زيادة كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم وكذا نقل عن الامام أحمد وغيره ثم ان ذلك الادراك يجوز أن يكون برؤية عينه انخرقت له العادة فيه أيضا وكان يرى بها من غير مقابلة لان الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص ولا مقابلة ولا قرب وإنما تلك الامور عادية ويجوز حصول الادراك مع عدمها عقلا وقيل كانت له عين خلف ظهره يرى بها من وراءه دائما وقيل كانت بين كتفيه عينان مثل سم الخياط يبصر بهما ولا يحجبهما ثوب ولا غيره وقيل بل كانت صورهم تنطبع في حائط
[ 93 ]
قبلته كما تنطبع في المرآة فيرى أمثلتهم فيها فيشاهد أفعالهم خير صفوف الرجال أولها
[ 94 ]
يعني أكثرها أجرا وشرها آخرها يعني أجرا
[ 96 ]
ألا يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام زاد أبو داود والامام ساجد أن يحول الله رأسه رأس حمار واختلف في معنى هذا الوعيد فالارجح أنه على ظاهره
[ 97 ]
وقيل هو مجاز عن البلادة وقال بن بزيزة يحتمل أن يراد بالتحويل المسخ أو تحويل الهيئة الحسنة أو المعنوية أو هما معا فأرم القوم قال في النهاية الرواية المشهورة بالراء وتشديد الميم أي سكتوا ولم يجيبوه يقال أرم فهو مرم ويروى بالزاي وتخفيف الميم وهو بمعناه لكن الازم الامساك عن الطعام والكلام خشيت أن تبكعني بها
[ 98 ]
يقال بكعت الرجل بكعا إذا استقبلته بما يكره
[ 99 ]
أسيف أي سريع البكاء والحزن وقيل هو الرقيق
[ 100 ]
يهادي بين الرجلين أي يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله
[ 101 ]
لينوء أي لينهض
[ 103 ]
الفذ أي الواحد الفرد
[ 106 ]
استحوذ عليهم الشيطان أي استولى عليهم وحولهم إليه
[ 107 ]
فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية قال في النهاية هي المنفردة عن القطيع البعيدة منه يريد أن الشيطان يتسلط على الخارج من الجماعة وأهل السنة ثم أخالف إلى رجال قال في النهاية أي آتيهم من خلفهم أو أخالف ما أظهرت من إقامة الصلاة وأرجع إليهم فآخذهم على غفلة أو يكون بمعنى أتخلف عن الصلاة بمعاقبتهم فأحرق عليهم بيوتهم قال بن سيد الناس اختلف العلماء في الصلاة التي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم احراق بيوت المتخلفين عنها ما هي فقيل هي صلاة العشاء وقيل العشاء أو الفجر وقيل الجمعة وقيل كل صلاة والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء قال في النهاية المرماة ظلف الشاة وقيل ما بين ظلفيها وتكسر ميمه وتفتح وقيل
[ 108 ]
المرماة بالكسر السهم الصغير الذي يتعلم به الرمي وهو أحقر السهام وأرذلها أي لو دعى إلى أن يعطى سهمين من هذه السهام لاسرع الاجابة قال الزمخشري وهذا ليس بوجيه ويرفعه قوله في الرواية الاخرى لو دعى إلى مرماتين أو عرق وقال أبو عبيد وهذا حرف لا أدري ما وجهه الا أنه هكذا يفسر بما بين ظلفي الشاة يريد به حقارته وقال بن سيد الناس قال الاخفش المرماة لعبة كانوا يعلبونها بنصال محددة يرمونها في كوم من تراب فأيهم أثبتها في الكوم غلب قال وهو ضربه عليه الصلاة والسلام مثلا أن أحد هؤلاء المتخلفين عن الجماعة لو علم أنه يدرك الشئ الحقير والنزر اليسير من متاع الدنيا أو لهوها لبادر إلى حضور الجماعة ايثارا لذلك على ما أعده الله تعالى له من الثواب على شهود الجماعة وهو صفة لا يليق بغير المنافقين وقال في النهاية ذكره بعض المتأخرين فقال مرماتين خشبتين وقال الخشب الغليظ والخشب اليابس من الخشب والمرمات ظلف الشاة لانه يرمى به هذا كلامه قال والذي قرأناه وسمعناه وهو المتداول بين أهل الحديث مرماتين حسنتين من الحسن والجودة لانه عطفهما على العرق السمين وقد
[ 109 ]
فسره أبو عبيد ومن بعده من العلماء ولم يتعرضوا إلى تفسير الخشب في هذا الحديث قال وقد حكيت ما رأيت والعمدة عليه عن أبي هريرة قال جاء أعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي وهو بن أم مكتوم فقال أنه ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته فأذن له فلما ولى دعاه فقال له أتسمع النداء بالصلاة قال نعم قال فأجب
[ 110 ]
قال النووي في هذا الحديث دلالة لمن قال الجماعة فرض عين وأجاب الجمهور عنه بأنه سأل هل له رخصة في أن يصلي في بيته وتحصل له فضيلة الجماعة بسبب عذره قيل لا ويؤيد هذا أن حضور الجماعة يسقط بالعذر بإجماع المسلمين وأما ترخيصه له ثم رده وقوله فأجب فيحتمل أنه بوحي نزل في الحال ويحتمل أنه تغير اجتهاده صلى الله عليه وسلم إذا قلنا بالصحيح وقول الاكثرين أنه يجوز له الاجتهاد ويحتمل أنه رخص له أولا وأراد أنه لا يجب عليك الحضور إما للعذر وإما لان فرض الكفاية حاصل بحضور غيره وأما للامرين ثم ندبه إلى الافضل فقال الافضل لك والاعظم لاجرك أن تجيب وتحضر فأجب عن بن أم مكتوم اسمه عمرو وقيل عبد الله قال فحى هلا قال في النهاية هي كلمتان جعلتا كلمة واحدة فحي بمعنى أقبل وهلا
[ 111 ]
بمعنى أسرع
[ 113 ]
ترعد فرائصهما جمع فريصة وهي اللحمة التي بين الجنب والكتف قاله في النهاية وقال بن سيده الفريصة لحمة عند نغض الكتف في وسط الجنب عند منبض القلب وهما فريصتان ترعدان عند الفزع فإنها لكما نافلة قال بن سيد الناس قال بن سيده النافلة الغنيمة والنافلة
[ 115 ]
العظيمة والنافلة ما يفعله الانسان مما لا يجب عليه وهو من ذلك فدرع الآن مثلها من نار
[ 116 ]
بضم الدال المهملة وكسر الراء المهملة المشددة أي البس عوضها درعا من نار
[ 118 ]
وزادك الله حرصا ولا تعد بفتح أوله وضم العين من العود أي إلى أن تركع دون الصف
[ 119 ]
حتى تقوم في الصف وقيل معناه لا تعد إلى أن تسعى إلى الصلاة سعيا بحيث يضيق عليك النفس وقيل لا تعد إلى الابطاء وقال البيضاوي يحتمل أن يكون عائدا إلى المشي إلى الصف في الصلاة فإن الخطوة والخطوتين وان لم تفسد الصلاة لكن الاولى التحرز عنها
[ 123 ]
كتاب الافتتاح حيال أذنيه أي تلقاءهما فروع أذنيه أعاليهما وفروع كل شئ أعلاه
[ 126 ]
والرسغ وهو مفصل بين الكف والساعد
[ 127 ]
نهى أن يصلي الرجل مختصرا أي وهو واضع يده على خصره ان هذا الصلب قال في النهاية أي شبه الصلب لان المصلوب يمد يده على الجزع وهيئة الصلب في الصلاة أن يضع يديه على خاصرتيه ويجافي بين عضديه في القيام
[ 128 ]
ولو راوح بينهما قال في النهاية هو أن يعتمد على إحداهما مرة وعلى الاخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل
[ 129 ]
منهما اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد استعارة للمبالغة في التنظيف من الذنوب
[ 130 ]
والشر ليس إليك قال النووي هذا مما يجب تأويله لان مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله وخلقه سواء خيرها وشرها وفيه خمسة أقوال أحدها معناه لا يتقرب به إليك قاله الخليل بن أحمد والنضر بن شميل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأبو بكر بن خزيمة والازهري وغيرهم والثاني حكاه الشيخ أبو حامد عن المزني معناه لا يضاف إليك على انفراده لا يقال يا خالق القردة والخنازير ويا رب الشر ونحو هذا وان كان خالق كل شئ ورب كل شئ وحينئذ يدخل الشر في العموم والثالث معناه والشر لا يصعد إليك وانما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح والرابع معناه والشر ليس شرا بالنسبة إليك فإنك خلقته لحكمة بالغة وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين والخامس حكاه الخطابي أنه كقولك فلان إلى بني فلان إذا كان
[ 131 ]
عداده فيهم أو ضموه إليهم وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام هذا إشارة إلى عظم جلاله وعزة سلطانه من جهة أن الملوك بأسرهم غالب التقرب لهم بالشرور وإيثار أغراضهم على سائر الاغراض والله سبحانه وتعالى لسعة رحمته ونفوذ مشيئته لا يتقرب إليه بشر بل هو سبب ابعاد فالتقدير في الحديث والشر ليس مقربا إليك ولا بد من حذف لاجل خبر ليس فيقدر هنا خاصة أنابك وإليك قال النووي أي توفيقي بك والتجائي وانتمائي إليك تباركت أي استحققت الثناء وقيل ثبت الخير عندك وقال بن الانباري تبارك العباد بتوحيدك استغفرك وأتوب إليك قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام فإن قيل هذا وعد بطلب المغفرة لان معنى أستغفرك أطلب من الله تعالى المغفرة لان استفعل لطلب الفعل فهذا وعد بأنا سنطلب منه ولا يلزم من الوعد بالطلب حصول المطلوب الذي هو الطلب وكذا أتوب إليك وعد بالتوبة لا أنه توبة في نفسه فالجواب أن هذا ليس وعدا ولا خبرا بل هو إنشاء والفرق بين الخبر والانشاء أن الخبر هو الدال على أن مدلوله قد وقع قبل صدروه أو يقع بعد صدروه والانشاء هو اللفظ الدال على أن مدلوله حصل مع آخر حرف منه أو عقب آخر حرف منه على الخلاف بين العلماء في ذلك
[ 132 ]
سبحانك اللهم وبحمدك قال الخطابي أخبرني بن خلاد قال سألت الزجاج عن دخول الواو في وبحمدك فقال معناه وبحمدك سبحانك وتعالى جدك أي علا جلالك وعظمتك إذ جاء رجل فدخل المسجد وقد حفزه النفس قال النووي بفتح حروفه وتخفيفها أي ضغطه
[ 133 ]
لسرعته فأرم القوم بفتح الراء وتشديد الميم أي سكتوا
[ 134 ]
نزلت علي آنفا بالمد أي قريبا فيختلج العبد يجتذب ويقتطع
[ 135 ]
فهي خداج تفسيره قوله غير تمام قال في النهاية الخداج النقصان وإنما قال فهي
[ 136 ]
خداج والخداج مصدر على حذف المضاف أي ذات خداج أو يكون قد وصفها بالمصدر نفسه مبالغة كقوله فإنما هي إقبال وادبار قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الحديث قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام يدل على أمور منها أن نستعين منها طلب بلفظ الخبر والثاني أنه ما قدم إياك نعبد على إياك نستعين الا لكونه مما لله فيتقدم على
[ 137 ]
ما للعبد لانه أشرف وليقع في قسم الله وان كان قد قيل الاستعانة هي خلق القدرة على الفعل وهو متقدم على الفعل فكان ينبغي أن يتقدم في اللفظ الا أن ما ذكرناه أولى لان تقديم الاشرف قاعدة مشهورة وأنه يقع ما لله في النصف الذي لله أيضا فيناسبه والثالث أن البسملة ليست من الفاتحة لانها لو كانت منها لكانت آية بانفرادها لوجود الفاصلة فيها وإذا كانت آية يكون حد القسمة بين العبد وبين الله مالك يوم الدين لكن النص على خلاف ذلك وقيل هذا ظاهر النص ليس مرادا لان الصلاة ليست مقسومة بالاجماع بل قراءتها والقراءة أيضا ليست مقسومة بالاجماع بدليل السورة التي مع الفاتحة بل بعض القراءة فيكون التقدير قسمت بعض قراءة الصلاة وبعض قراءة الصلاة لا يستلزم الفاتحة فالمقسوم عندنا بعض الفاتحة ونحن نقول به اه
[ 138 ]
فصاعدا نصب على الحال بفعل واجب الاضمار نقيضا هو الصوت
[ 140 ]
السبع الطول بضم الطاء وفتح الواو جمع الطولى كالكبرى والكبر والفضلي والفضل خالجنيها
[ 141 ]
أي نازعنيها
[ 146 ]
فما نهنهها أي ما منعها وكفها عن الوصول إليه كيف يأتيك الوحي يحتمل أن يكون المسئول عنه صفة للوحي نفسه ويحتمل أن يكون صفة حامله أو ما هو أعم من ذلك قال أحيانا نصب على الظرف وعامله ياتيني مؤخر عنه في مثل صلصلة الجرس بصادين مهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة وهي في الاصل صوت وقوع الحديد بعضه على
[ 147 ]
بعض ثم أطلق على كل صوت له طنين وقيل هو صوت متدارك لا يدرك في أول وهلة والجرس الجلجل الذي يعلق في رءوس الدواب فإن قيل كيف شبه المحمود بالمذموم فإن صوت الجرس مذموم لصحة النهي عنه والاعلام بأن الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس فالجواب أنه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في كل صفاته بل يكفي اشتراكهما في صفة ما والمقصود هنا بيان الحس فذكر ما ألف السامعون سماعه تقريبا لافهمامهم وأخذ من هذا جواز تشبيه الشعراء ريق المحبوبة ونحوه بالخمر واستدل عليه بقول كعب كأنه منهل بالراح معلول وقد أنشده في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وأقره والصلصلة المذكورة صوت الملك بالوحي قال الخطابي يريد أنه صوت متدار يسمعه ولا يثبته أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد وقيل بل هو صوت حفيف أجنحة الملك والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره وهو أشده علي قال البلقيني سبب ذلك أن الكلام العظيم له مقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به وقال بعضهم انما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعى لما سمع وقيل انما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادة الزلفى والدرجات فيفصم عني بفتح أوله وسكون الفاء وكسر المهملة أي يقطع وينجلي ما يغشاني ويروى بضم أوله من الرباعي وأصل الفصم القطع وقيل الفصم بالفاء القطع بلا إبانة وبالقاف القطع بابانه
[ 148 ]
وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا التمثل مشتق من المثل أي يتصور واللام في الملك للعهد أي جبريل وصرح به رواية بن سعد ورجلا منصوب نصب المصدر أي مثل رجل أو الحال أي هيئة رجل أو التمييز قال المتكلمون الملائكة أجسام علوية لطيفة تتشكل أي شكل أرادوا وقد سأل عبد الحق الصقلي امام الحرمين حين اجتمع به بمكة عن هذه وكيف كان جبريل يجئ مرة في صورة دحية وجاء مرة في هيئة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر وصورته الاصلية وله ستمائة جناح وكل جناح منها يسد الافق فقال من قائل انه سبحانه يفنى الزائد من خلقه ثم يعيده ومن قائل ان ذلك انما هو تمثيل في عين الرائي لا في جسم جبريل وهو الذي يعطيه قوله يتمثل قال وتحقيقه أن جبريل عبارة عن الحقيقة الملكية الخاصة وملك لا يتغير بالصور والقوالب كما أن حقيقتنا لا تتغير بها ألا ترى ان الجسم يتغير ويفنى مع أن الارواح لا تتغير كما أنها في الجنة تركب على أجسام لطيفة نورانية ملكية تنعكس الابدان الآدمية الكثيفة هناك إلى عالم الكمال الجسماني على نحو الاجسام الملكية الآن فحقيقة جبريل كانت معلومة عند النبي صلى الله عليه وسلم مجعولة في أي قالب كان قلت ولهذا ورد في حديث مجيئه وسؤاله عن الايمان ما جاني قط إلا وأنا أعرفه إلا أن يكون هذه المرة ثم قال ومن هذا فهم السر المودع في عصا موسى كيف كانت تارة ثعبانا فاتحا فاه وأخرى شمعة ومرة شجرة صورتها مثمرة وأخرى سميرا يحادثه إذا استوحش فتارة عود وأخرى ذو روح وانحطت مرة على فرعون وجعلت تقول يا موسى مرني بما شئت ويقول فرعون أسألك بالذي أرسلك إلا أخذتها فيأخذها فتعود عصا وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ سراج الدين البلقيني ما ذكره إمام الحرمين لا ينحصر الحال فيه بل يجوز أن يكون الآتي هو جبريل بشكله الاصلي إلا أنه انضم فصار على قدر هيئة الرجل وإذا ترك ذلك عاد إلى هيئته ومثل ذلك القطن إذا
[ 149 ]
جمع بعد أن كان منتفشا فإنه بالنفش يحصل له صورة كبيرة وذاته لم تتغير وهذا على سبيل التقريب والحق أن تمثل الملك رجلا ليس معناه أن ذاته انقلبت رجلا بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيسا لمن يخاطبه والظاهر أيضا أن القدر لا يزول ولا يفنى بل يخفى على الرائي فقط فيكلمني قال الحافظ بن حجر وقع في رواية البيهقي من طريق القعنبي عن مالك فيعلمني بالعين بدل الكاف والظاهر أنه تصحيف فقد وقع في الموطأ رواية القعنبي بالكاف وكذا للدارقطني في حديث مالك من طريق القعنبي وغيره فأعى ما يقول زاد أبو عوانة في صحيحه وهو أهون على وإن جبينه ليتفصد عرقا بالفاء وتشديد المهملة مأخوذ من الفصد وهو قطع العرق لاسالة الدم شبه جبينه بالعرق المقصود مبالغة في كثرة العرق وعرقا تمييز وحكى العسكري بالتصحيف عن بعض شيوخه أنه قرأه ليتقصد بالقاف قال العسكري فإن ثبت فهو من قولهم تقصد الشئ إذا تكسر وتقطع ولا يخفى بعده قال الحافظ بن حجر وقد وقع في هذا التصحيف أبو الفضل بن طاهر فرده عليه المؤتمن الساجي بالفاء قال فأصر على القاف
[ 151 ]
لببته بردائه قال في النهاية يقال لببت الرجل إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به وأخذت بتلبيب فلان إذا جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه وقبضت على نحره والتلبيب مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل فكدت أساوره أي أواثبه أقاتله
[ 152 ]
إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف والمراد به أكثر من ثلاثين قولا حكيتها في الاتفاق والمختار عندي أنه من المتشابه الذي لا يدري تأويله اضاة بني غفار قال في النهاية
[ 153 ]
الاضاة بوزن الحصاة الغدير وجمعها أضى وأضاء كأكم وآكام
[ 154 ]
ما حاك في صدري أي ما أثر الابل المعقلة قال في النهاية أي المشدودة بالعقال والتشديد فيه للتكثير بئسما لاحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي قال القرطبي اختلف في متعلق هذا
[ 155 ]
الذم فقيل هو على نسبة الانسان لنفسه النسيان إذ لا صنع له فيه فالذي ينبغي له أن يقول أنسيت مبنيا للمفعول وهو مردود بقوله انما أنا بشر أنسى كما تنسون وقبل كان هذا الذم خاصا بزمنه صلى الله عليه وسلم لانه كان من ضروب النسخ نسيان الآية كما قال تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها تفصيا بالفاء
[ 156 ]
والصاد المهملة أي خروجا يقال تفصيت من الامر تفصيا إذا أخرجت منه وتخلصت
[ 170 ]
بأطول الطوليين قال في النهاية بأطول السورتين الطويلتين وبعضهم يقول بطول وهو خطأ فاحش
[ 171 ]
فإن الطول الحبل ولا مدخل له ولا معنى له هنا انها لتعدل ثلث القرآن المختار في هذا أيضا
[ 172 ]
أنه من المتشابه وعليه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وكذا حديث الفاتحة تعدل ثلثي القرآن وآية الكرسي ربع القرآن ونحو ذلك وحديث الفرائض نصف العلم ومنهم من خاض في تأويل ذلك أخبرنا محمد بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن بن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قل هو الله أحد ثلث القرآن قال أبو عبد الرحمن ما أعرف إسنادا أطول من هذا
[ 173 ]
فيه ستة من التابعين أولهم منصور والمراة هي امرأة أبي أيوب
[ 174 ]
أتئد قال في النهاية اتأد في فعله وقوله إذا تأنى وتثبت ولم يعجل وأصل التاء فيها واو أحذف أي أخفف ولا أطيل) لا أخرم أي لا أترك اركد أي أسكن وأطيل القيام
[ 175 ]
قال رجل عند بن مسعود هو مهيك بن سنان البجلي سماه مسلم في رواية قرأت المفصل في ركعة هو من ق إلى آخر القرآن على الصحيح وسمي مفصلا لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة قال هذا بفتح الهاء وتشديد الذال المعجمة أي سردا وإفراطا في السرعة وهو منصوب على المصدر وهو استفهام إنكار بحذف الاداة وهي ثابتة في رواية مسلم كهذا الشعر قال ذلك لان تلك الصفة كانت عادتهم في إنشاد الشعر لقد عرفت النظائر قال الحافظ بن حجر أي السور المتماثلة في المعاني كالمواعظ والحكم والقصص لا المتماثلة في عدد الآي لما سيظهر عند تعيينها قال قال المحب الطبري كنت أظن أنها متساوية في العدد حتى اعتبرتها فلم أجد فيها شيئا متساويا يقرن بضم الراء وبكسرها فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين سورتين في ركعة زاد في رواية أبي داود على تأليف بن مسعود الرحمن والنجم في ركعة واقتربت والحاقة في ركعة والذاريات والطور في ركعة والواقعة ون في ركعة وسأل والنازعات في ركعة وعبس وويل للمطففين في ركعة والمدثر والمزمل في ركعة وهل أتى ولا أقسم في ركعة وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة
[ 177 ]
وإذا الشمس كورت والدخان في ركعة جسرة بفتح الجيم وسكون السين المهملة بنت
[ 178 ]
دجاجة بفتح الدال وجيمين
[ 180 ]
ما أذن الله أي ما استمع أذنه بفتح الهمزة والذال المعجمة أي استماعه لقد أوتي هذا من مزامير آل داود عليه السلام قال في النهاية شبه حسن صوته وحلاوة نغمته بصوت المزمار وداود هو النبي واليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة وآل مقحمة قيل معناه
[ 181 ]
هذا الشخص قراءة مفسرة حرفا حرفا قال أبو البقاء نصبهما على الحال أي مرتلة نحو
[ 184 ]
أدخلتهم رجلا رجلا أي مفردين
[ 185 ]
طبق يديه الخ قال بن العربي كان الناس في صدر الاسلام يطبقون أيديهم ويشبكون أصابعهم ويضعونها بين أفخاذهم ثم نسخ ذلك وأمروا برفعها إلى الركب
[ 187 ]
فلم ينصب رأسه ولم يقنعه أي لم يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره قال في النهاية والمشهور في
[ 188 ]
الرواية فلم يصوب رأسه أي لم يخفضه عن علي قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقول نهاكم قال بن العربي هذا دليل على منع نقل الحديث بالمعنى واتباع اللفظ قال ولا شك في أن نهيه لعلي نهى لسواه لانه صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الواحد ويريد الجماعة في بيان الشرع وقال القرطبي هذا لا يدل على خصوصيته بهذا الحكم وإنما أخبر بكيفية ترجمة صيغة النهي الذي سمعه وكان صيغة النهي الذي سمعه لا تقرأ القرآن في الركوع فحافظ حالة التبليغ على كيفية ما سمع حالة التحمل وهذا من باب نقل الحديث بلفظه كما سمع ولا شك أن مثل هذا اللفظ مقصور على المخاطب من حيث اللغة ولا يتعدى إلى غيره إلا بدليل من خارج إما عام كقوله عليه الصلاة والسلام حكمي على الواحد كحكمي على الجميع أو خاص في ذلك كقوله نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا وعن
[ 189 ]
لبس القسي بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة نسبة إلى موضع ينسب إليه الثياب القسية وهي ثياب مضلعة بالحرير تعمل بالقس من بلاد مصر مما يلي الفرماء وعن لبس المقدم بالفاء والدال المهملة قال في النهاية هو الثوب المشبع حمرة كأنه الذي لا يقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ مبشرات النبوة ما يبدو منها
[ 190 ]
قمن بفتح الميم وكسرها أي خليق وجدير قال في النهاية من فتح الميم لم يثن ولم يجمع لانه
[ 191 ]
مصدر ومن كسر ثنى وجمع وأنث لانه وصف سبوح قدوس قال في النهاية يرويان بالضم والفتح وهو أقيس والضم أكثر استعمالا وهو من أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه وقال القرطبي هما مرفوعان على خبر المبتدأ المضمر تقديره هو وقد قيل بالنصب على إضمار فعل أي أعظم أو اذكر أو اعبد رب الملائكة والروح قيل المراد به جبريل وقيل صنف من الملائكة وقيل ملك أعظم خلقه الجبروت فعلوت من الجبر وهو القهر والملكوت قال في النهاية هو اسم مبنى من الملك كالجبروت والرهبوت من الجبر والرهبة والكبرياء قال في النهاية هي
[ 192 ]
العظمة والملك وقيل هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوصف بها إلا الله تعالى
[ 196 ]
من وافق قوله قول الملائكة قال القرطبي يعني في وقت تأمينهم ومشاركتهم في التأمين ويعضده
[ 197 ]
قوله وقالت الملائكة في السماء آمين فتلك بتلك قال القرطبي هذا إشارة إلى أن حق الامام السبق فإذا فرغ تلاه المأموم معقبا والباء في بتلك للالصاق يسمع الله لكم أي يستجيب
[ 198 ]
لك الحمد ملء السماوات الخ قال الخطابي هو تمثيل وتقريب والمراد تكثير العدد حتى لو قدر ذلك أجساما ملا ذلك كله وقال غيره المراد بذلك التعظيم كما يقال هذه الكلمة تملا طباق الارض وقيل المراد بذلك اجرها وثوابها وملء بالنصب حال أي مالئا ويجوز فيه الرفع من شئ بعد قال القرطبي بعد ظرف قطع عن الاضافة مع إرادة المضاف إليه وهو السماوات والارض فبنى على الضم لانه أشبه حرف الغاية الذي هو منذ والمراد بقوله من شئ العرش
[ 199 ]
والكرسي ونحوهما مما في مقدور الله تعالى) أهل الثناء بالنصب على الاختصاص أو منادى حذف حرف ندائه والمجد هو غاية الشرف وكثرته خير ما قال العبد مبتدأ وكلنا لك عبد جملة معترضة بين المبتدأ وخبره والعبد جنس العباد العارفين بالله تعالى فكأنه قال أولى ما يقوله العباد العارفون بالله تعالى هذه الكلمات لما تضمنته من تحقيق التوحيد وتمام التفويض وصحة التبري من الحول والقوة ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال القرطبي رواه الجمهور بفتح الجيم في اللفظين وهو بمعنى الحظ والبخت ومعناه لا ينفع من رزق مالا وولدا وجاها دنيويا شئ من ذلك عندك وهذا كما قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وحكى عن الشيباني في الحرفين كسر الجيم وقال معناه لا ينفع ذا الاجتهاد والعمل منك اجتهاده وعمله قال القرطبي وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل ولا نعلم من قاله غيره وضعفه وقال غيره المعنى الذي أشار إليه الشيباني صحيح ومراده أن العمل لا ينجي صاحبه وإنما النجاة بفضل الله ورحمته كما
[ 200 ]
جاء في الحديث لن ينجي أحدا منكم عمله رعل بكسر الراء وسكون العين المهملة وذكوان
[ 201 ]
بذال معجمة مفتوحة غير منصرف اشدد وطأتك على مضر بفتح الواو وأصلها الدوس بالقدم سمى بها الاهلاك لان من يطؤ على شئ برجله فقد استقصى في هلاكه والمعنى خذهم أخذا شديدا قال في النهاية فكان حماد بن سلمة يرويه وطدتك والوطد الاثبات والغمز في الارض واجعلها عليهم سنين الضمير للوطاة أو للايام وإن لم يجر لها ذكر لدلالة سنين عليها كسني يوسف
[ 202 ]
جاء على لغة العالية من اجراء سنين مجرى الجمع السالم في الاعراب بالواو والياء وسقوط النون
[ 205 ]
عند الاضافة ووجه التشبيه غاية الشدة عن حكيم قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخر الا قائما قال في النهاية معناه لا أموت الا متمسكا بالاسلام ثابتا عليه يقال قام فلان على الشئ إذا ثبت عليه وتمسك به وقيل معناه لا أقع في شئ من تجارتي وأموري الا قمت به منتصبا له وقيل معناه لا أغبن ولا أغبن قلت وهذه الاقوال خارجة عما جنح إليه المصنف حيث ترجم على
[ 209 ]
الحديث باب كيف يخر للسجود على سبعة أعظم قال النووي أي أعضاء فسمى كل عضو
[ 210 ]
عظما وان كان فيه عظام كثيرة ونهى أن نكفت الشعر والثياب بفتح النون وكسر الفاء
[ 211 ]
قال في النهاية أي نضمها ونجمعها من الانتشار يريد جمع الثياب باليدين عند الركوع والسجود وفتخ أصابع رجليه بفاء ومثناة فوقية وخاء معجمة قال في النهاية أي نصبها وغمز مواضع
[ 212 ]
المفاصل وثناها إلى باطن الرجل وأصل الفتخ اللين جخى بجيم ثم خاء معجمة أي فتح عضديه
[ 213 ]
وجافاهما عن جنبيه ورفع بطنه عن الارض بهمة بفتح الموحدة الواحدة من أولاد الغنم
[ 214 ]
يقال للذكر والانثى والجمع بهم ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب قال القرطبي هو مصدر على غير صدره وفعله ينبسط لكن لما كان انبسط من بسط جاء المصدر عليه كقوله تعالى والله أنبتكم من الارض نباتا عن نقرة الغراب قال في النهاية يريد تخفيف السجود وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله وافتراش السبع هو أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعهما عن الارض كما يبسط السبع والكلب والذئب ذراعيه والافتراش
[ 215 ]
افتعال من الفرش وأن يوطن الرجل المقام أي المكان للصلاة كما يوطن البعير قال في النهاية قيل معناه أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا يأوي من عطن الا إلى مبرك دمث قد أوطنه واتخذه مناخا وقيل معناه أن يبرك على ركبتيه
[ 216 ]
قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير بالظهائر جمع ظهيرة وهي شدة الحر نصف
[ 218 ]
النهار شناقها بكسر المعجمة الخيط والسير الذي تعلق به القربة والخيط الذي يشد به فمها ثم توضأ وضوءا بين الوضوءين يعني لم يسرف ولم يقتر اللهم اجعل في قلبي نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل من تحتي نورا واجعل من فوقي نورا قال
[ 219 ]
الشيخ عز الدين بن عبد السلام اعلم أن النور عبارة عن أجسام قام بها عرض لكنه ليس مرادا هنا لكنه يعبر بالنور عن المعارف وبالظلمات عن الجهل من مجاز التشبيه لان المعارف والايمان تنبسط لها النفوس ويذهب الغم عنها بها ويبشر بالنجاة من المعاطب تشبيها كما يتفق لها ذلك في النور الحقيقي وتغتم بالجهالات وتنقبض وتخاف الهلاك تشبيها كما يتفق لها ذلك في الظلمات فلما تشابها عبر بأحدهما عن الآخر الا أن هذا يصح جوابا عن القلب وأما في سائر ما ذكر فليس كذلك لان المعارف مختصة بالقلب الا أنما عداه مما ذكر تتعلق به التكاليف أما العصب والشعر والدم فمن جهة الغذاء وأما اللسان فمن جهة الكلام والبصر من جهة النظر وكذلك ينظر في سائرها ويثبت له من التكاليف ما ينسابه إذا تقرر ذلك فاعلم أن التكليف فرع عن العلم بالله والايمان به فمن لم يكن له ذلك لا يوقع شيئا من القرب وإذا كانت مسببة عن الايمان والمعارف الذي هو النور المجازي فسماها نورا من باب إطلاق السبب على المسبب فالمراد بالنور الذي في القلب غير النور الذي في غيره وقال القرطبي هذه الانوار التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تحمل على ظاهرها فيكون معنى سؤاله أن يجعل الله تعالى له في كل عضو من أعضائه نورا يوم القيامة يستضئ به في تلك الظلم هو ومن تبعه والاولى أن يقال هي مستعارة للعلم والهداية وقال النووي قال العلماء سأل النور في أعضاءه وجهاته والمراد بيان الحق وضياؤه والهداية إليه فسأل النور في جميع أعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شئ منها عنه يتأول القرآن قال القرطبي معناه
[ 221 ]
تمثيل ما آل إليه معنى القرآن في قوله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح تبارك الله أحسن الخالقين قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في أماليه هذا ونحو أرحم الرحمين وأحكم الحاكمين مشكل لان أفعل لا يضاف إلا إلى جنسه وهنا ليس كذلك لان الخلق من الله تعالى بمعنى الايجاد ومن غيره بمعنى الكسب وهما متباينان والرحمة من الله إن حملت على الارادة صح المعنى لانه يصير إرادة من سائر المريدين وإن جعلت من مجاز التشبيه وهو أن معاملته تشبه معاملة الراحم صح المعنى أيضا لان ذلك مشترك بينه وبين عباده وأن أريد إيجاد فعل الرحمة كان مشكلا إذ لا موجد إلا الله تعالى قال وأجاب السيف الآمدي بأن معناه أعظم من تسمى بهذا الاسم قال الشيخ وهذا مشكل لانه جعل التفاضل في غير ما وضع اللفظ بإزائه وهذا يساعد المعتزلة
[ 222 ]
ويصح على مذهبهم لان الفاعين عندهم كثيرون
[ 226 ]
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد قال القرطبي هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة
[ 227 ]
لانه منزه عن المكان والمساحة والزمان وقال البدر بن الصاحب في تذكرته في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى وأن العبد في انخفاضه غاية الانخفاض يكون أقرب ما يكون إلى الله تعالى
[ 228 ]
مليا بالتشديد قال في النهاية هي طائفة من الزمان لا حد لها
[ 229 ]
كما تنبت الحبة قا في النهاية بكسر الحاء بزور البقول وحب الرياحين وقيل هو نبت
[ 230 ]
صغير ينبت في الحشيش فأما الحبة بالفتح فهي الحنطة والشعير ونحوهما
[ 227 ]
لانه منزه عن المكان والمساحة والزمان وقال البدر بن الصاحب في تذكرته في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى وأن العبد في انخفاضه غاية الانخفاض يكون أقرب ما يكون إلى الله تعالى
[ 228 ]
مليا بالتشديد قال في النهاية هي طائفة من الزمان لا حد لها
[ 229 ]
كما تنبت الحبة قا في النهاية بكسر الحاء بزور البقول وحب الرياحين وقيل هو نبت
[ 230 ]
صغير ينبت في الحشيش فأما الحبة بالفتح فهي الحنطة والشعير ونحوهما
[ 232 ]
خوى بمعجمة وواومشددة أي جافى بطنه عن الارض ورفعها وجافى عضديه عن جنبيه حتى تخوى ما بين ذلك وضح إبطيه أي بياضهما
[ 243 ]
أخبرنا محمد بن عبد الاعلى حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أيمن يقول حدثني أبو الزبير عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد الحديث قال ابن سيد الناس في شرح الترمذي قال بن عساكر في تاريخه في ترجمة أيمن قرأت بخط أبي عبد الرحمن النسائي لا نعلم أحدا تابع أيمن على هذا الحديث وخالفه الليث في إسناده وأيمن لا بأس به والحديث خطأ وقال الحاكم أيمن بن نابل ثقة تخرج حديثه في صحيح البخاري ولم يخرج هذا الحديث إذ ليس له متابع عن أبي الزبير من وجه يصح وقال الدارقطني في علله قد تابع أيمن علي الثوري وابن جريج عن أبي الزبير الرضف براء وضاد معجمة وفاء
[ 244 ]
الحجارة المحماة على النار واحدها رضفة