سنن الترمذي
الترمذي ج 1
[ 1 ]
سنن الترمذي وهو الجامع الصحيح للامام الحافظ أبى عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي 209 - 279 حققه وصححه عبد الوهاب عبد اللطيف الجزء الاول
[ 2 ]
دار الفكر للطباعة والنشر
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو عيسى : محمد بن عيسى بن سورة الترمذي : أبواب الطهارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1 باب ما جاء لاتقبل صلاة بغير طهور 1 حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ابن حرب ح ، وحدثنا هناد ، حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن مصعب بن سعد ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقبل صلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول) قال هناد في حديثه : (الا بطهور) . قال أبو عيسى . هذا الحديث اصح شئ في هذا الباب واحسن . وفى الباب عن أبى المليح ، عن ابيه ، وابى هريرة . وأنس ، وابو المليح بن اسامة اسمه (عامر) ، ويقال (زيد بن اسامة بن عمير الهذلى) .
[ 4 ]
2 باب ما جاء في فضل الطهور 2 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري ، حدثنا معن بن عيسى القزاز حدثنا مالك بن أنس ، ح وحدثنا قتيبة ، عن مالك ، عن سهيل بن أبى صالح ، عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا توضأ العبد المسلم ، أو المؤمن ، فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، أو نحو هذا ، وإذا عسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء ، أو مع آخر قطر الماء ، حتى يخرج نقيا من الذنوب) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ، وهو حديث مالك عن سهيل ، عن ابيه ، عن أبى هريرة ، وأبو صالح : والد سهيل هو (أبو صالح السمان) واسمه (ذكوان) وأبو هريرة اختلف في اسمه ، فقالوا : (عبد شمس) وقالوا : (عبد الله بن عمرو) ، وهكذا ، قال محمد بن اسماعيل وهو الاصح . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عثمان بن عفان ، وثوبان ، والصنابحى ، وعمرو بن عبسة ، وسلمان ، و عبد الله بن عمرو . والصنابحى الذى روى عن ابى بكر الصديق : ليس له سماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واسمه (عبد الرحمن بن عسيلة) ويكنى (ابا عبد الله) رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في الطريق وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
[ 5 ]
أحاديث . والصنابح بن الاعسر الاحمسي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له : (الصنابحى) أيضا . وإنما حديثه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (إنى مكاثر بكم الامم فلا تقتتلن بعدى) . 3 باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور 3 حدثنا قتيبة ، وهناد ، ومحمود بن غيلان ، قالوا : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، ح وحدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ابن مهدى ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد بن الحنيفية ، عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مفتاح الصلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم) . قال أبو عيسى : هذا الحديث اصح شئ في هذا الباب وأحسن و عبد الله بن محمد بن عقيل : هو صدوق ، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه . قال أبو عيسى : وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : كان أحمد بن حنبل ، وإسحق بن إبراهيم ، والحميدي : يحتجون بحديث عبد الله ابن محمد بن عقيل ، قال محمد : وهو مقارب الحديث . قال أبو عيسى : وفى الباب : عن جابر ، وأبى سعيد . 4 حدثنا أبو بكر : محمد بن زنجويه البغدادي ، وغير واحد
[ 6 ]
قال : حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا سليمان بن قرم ، عن أبى يحيى القتات ، عن مجاهد ، عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مفتاح الصلاة الوضوء) . 4 باب ما يقول إذا دخل الخلاء 5 حدثنا قتيبة وهناد ، قالا : حدثنا وكيع ، عن شعبة ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل الخلاء ، قال : اللهم إنى اعوذ بك قال شعبة : وقد قال مرة اخرى اعوذ بك من الخبث والخبيث . أو : الخبث والخبائث . قال أبو عيسى : وفى الباب : عن على ، وزيد بن ارقم ، وجابر ، وابن مسعود . قال أبو عيسى : حديث انس اصح شئ في هذا الباب واحسن . وحديث زيد بن ارقم في إسناده اضطراب : روى هشام الدستوائى ، وسعيد بن ابى عروبة ، عن قتادة : فقال سعيد : عن القاسم بن عوف الشيباني ، عن زيد بن ارقم . وقال هشام الدستوائى : عن قتادة عن زيد بن ارقم . ورواه شعبة ومعمر ، عن قتادة ، عن النضر بن انس : فقال شعبة . عن زيد بن ارقم وقال معمر . عن النضر بن انس : عن ابيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[ 7 ]
قال أبو عيسى : سالت محمدا عن هذا ؟ فقال : يحتمل ان يكون قتادة روى عنهما جميعا 6 اخبرنا احمد بن عبدة الضبى البصري ، حدثنا حماد بن زيد ، عن عبد العزيز بن صهيب ، عن انس بن مالك : (ان البنى صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال : (اللهم إنى اعوذ بك من الخبث والخبائث) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 5 باب ما يقول إذا خرج من الخلاء 7 حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، عن اسرائيل بن يونس ، عن يوسف بن ابى بردة : عن ابيه ، عن عائشة رضى الله عنها قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال : غفرانك) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه الا من حديث إسرائيل ، عن يوسف بن ابى بردة ، وابو بردة بن ابى موسى اسمه : (عامر بن عبد الله بن قيس الاشعري) . ولا نعرف في هذا الباب الا حديث عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[ 8 ]
6 باب في النهى عن استقبال القبلة بغائط أو بول . 8 حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومى ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عطاء بن يزيد الليثى ، عن ابى ايوب الانصاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا اتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولابول ، ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا أو غربوا) ، فقال أبو ايوب ، فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت مستقبل القبلة : فننحرف عنها ونستغفر الله . قال أبو عيسى : وفى الباب : عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى ، ومعقل بن ابى الهيثم ويقال معقل بن ابى معقل ، وابى امامة ، وابى هريرة ، وسهل بن حنيف . قال أبو عيسى : حديث ايوب احسن شئ في هذا الباب واصح . وابو ايوب اسمه (خالد بن زيد) . والزهرى اسمه (محمد بن مسلم بن عبيدالله بن شهاب الزهري) وكنيته (أبو بكر) . قال ابو الوليد المكى : قال أبو عبد الله : محمد بن إدريس الشافعي : إنما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا ببول ولا تستدبروها) : إنما هذا في الفيافي ، واما في الكنف المبنية له رخصة في ان يستقبلها . وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم . وقال احمد بن حنبل رحمه الله : إنما الرخصة من النبي صلى الله
[ 9 ]
عليه وسلم في استدبار القبلة بغائط أو بول ، واما استقبال القبلة فلا يستقبلها كانه لم ير في الصحراء ولا في الكنف ان يستقبل القبلة . 7 باب ما جاء من الرخصة في ذلك 9 حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى قالا : حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا ابى ، عن محمد بن اسحاق ، عن ابان بن صالح ، عن مجاهد ، عن جابر بن عبد الله قال : (نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان نستقبل القبلة ببول ، فرأيته قبل ان يقبض بعام يستقبلها) . وفى الباب : عن ابى قتادة ، وعائشة ، وعمار بن ياسر . قال أبو عيسى : حديث جابر في هذا الباب حديث حسن غريب . 10 وقد روى هذا الحديث ابن لهيعة ، عن ابى الزبير ، عن جابر عن ابى قتادة : (أنه راى النبي صلى الله عليه وسلم يبول مستقبل القبلة) . حدثنا بذلك قتيبة قال اخبرنا ابن لهيعة : وحديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم اصح من حديث ابن لهيعة . وابن لهيعة ضعيف عند اهل الحديث . ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه . 11 حدينا هناد ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن عبيدالله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عمه واسع بن حبان ، عن ابن عمر قال :
[ 10 ]
(رقيت يوما على بيت حفصة ، فرايت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 8 باب ما جاء في النهى عن البول قائما 12 حدثنا على بن حجر ، اخبرنا شريك عن المقدام بن شريح ، عن ابيه ، عن عائشة قالت : (من حدثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ببول قائما فلا تصدقوه . ما كان يبول إلا قاعدا) . قال : وفى الباب : عن عمر ، وبريدة و عبد الرحمن بن حسنة . قال أبو عيسى : حديث عائشة احسن شئ في الباب واصح . وحديث عمر انما روى من حديث عبد الكريم بن ابى المخارق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر قال : (رأني النبي صلى الله عليه وسلم وانا ابول قائما ، فقال : يا عمر ، لا تبل قائما . فما بلت قائما بعد) . قال أبو عيسى : وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن ابى المخارق ، وهو ضعيف عند اهل الحديث : ضعفه ايوب السختيانى وتلكم فيه وروى عبيدالله عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال عمر رضى الله عنه مابلت قائما منذ اسلمت . وهذا اصح من حديث عبد الكريم . وحديث بريدة في هذا غير محفوظ . ومعنى النهى عن البول قائما : على التاديب لا على التحريم . وقد روى عن عبد الله بن مسعود قال : إن من الجفاء ان تبول وانت قائم .
[ 11 ]
9 باب ما جاء من الرخصة في ذلك 13 حدثنا هناد ، حدثنا وكيع ، عن الاعمش ، عن ابى وائل ، عن حذيفة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى سباطة قوم فبال عليها قائما ، فاتيته بوضوء فذهبت لا تأخر عنه ، فدعاني حتى كنت عند عقبيه فتوضأ ومسح على خفيه) . قال أبو عيسى : وسمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يحدث بهذا الحديث عن الاعمش ، ثم قال وكيع : هذا اصح حديث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح وسمعت ابا عمار : الحسن بن حريث يقول : سمعت وكيعا ، فذكر نحوه . قال أبو عيسى وهكذا روى منصور ، عبيدة الضبى ، عن ابي وائل ، عن حذيفة أصح . وقد رخص قوم من اهل العلم في البول قائما . قال أبو عيسى : وعبيدة بن عمرو السلمانى روى عنه ابراهيم النخعي . وعبيدة ، من كبار التابعين ، يروى عن عبيدة انه قال : اسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين . وعبيدة الضبى صاحب إبراهيم : هو عبيدة ابن معتب الضبى ، ويكنى ابا عبد الكريم . 10 باب ما جاء في الاستتار عند الحاجة 14 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد السلام بن حرب الملائى ،
[ 12 ]
عن الاعمش ، عن انس ، قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الارض) . قال أبو عيسى : هكذا روى محمد بن ربيعة عن الاعمش ، عن انس هذا الحديث . وروى وكيع ، وابو يحيى الحمانى ، عن الاعمش ، قال قال ابن عمر : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الارض) . وكلا الحديثين مرسل ، ويقال : لم يسمع الاعمش من انس ولا من احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . وقد نظر إلى انس ابن مالك ، قال : رايته يصلى . فذكر عنه حكاية في الصلاة . والاعمش اسمه (سليمان بن مهران ، أبو محمد الكاهلى) وهو مولى لهم . قال الاعمش : كان ابى حميلا ، فورثه مسروق . 11 باب ما جاء في كراهة الاستنجاء باليمين . 15 حدثنا محمد بن ابى عمر المكى ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن معمر عن يحيى بن ابى كثير ، عن عبد الله بن ابى قتادة عن أبيه : (ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يمس الرجل ذكره بيمينه) . وفى هذا الباب : عن عائشة ، وسلمان ، وابى هريرة ، وسهل بن حنيف . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وابو قتادة الانصاري اسمه الحارث بن ربعى . والعمل على هذا عند عامة اهل العلم : كرهوا الاستنجاء باليمين .
[ 13 ]
12 باب الاستنجاء بالحجارة 16 حدثنا هناد ، حدثنا أبو معاوية ، عن الاعمش ، عن ابراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : (قيل لسلمان : قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شئ ، حتى الخراءة ؟ فقال سلمان : اجل ، نهانا ان نستقبل القبلة بغائط أو بول ، أو ان نستنجي باليمين ، أو ان يستنجى احدنا بأقل من ثلاثة احجار ، أو ان نستنجي برجيع أو بعظم) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عائشة ، وخزيمة بن ثابت ، وجابر ، وخلاد بن السائب ، عن ابيه . قال أبو عيسى : وحديث سلمان في هذا الباب حديث حسن صحيح . وهو قول اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : رأوا ان الاستنجاء بالحجارة يجزى ، وإن لم يستنج بالماء ، إذا انقى اثر الغائط والبول ، وبه يقول الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق . 13 باب ما جاء في الاستنجاء بالحجرين 17 حدثنا هناد وقتيبة ، قالا حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن ابى إسحاق ، عن ابى عبيدة ، عن عبد الله ، قال : (خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته ، فقال : التمس لى ثلاثة احجار . قال : فأتيته بحجرين وروثة ، فأخذ الحجرين وألقى الروثة ، وقال : إنها ركس) . قال أبو عيسى : وهكذا روى قيس بن الربيع هذا الحديث عن
[ 14 ]
ابى إسحاق ، عن ابى عبيدة ، عن عبد الله ، نحو حديث إسرائيل . وروى معمر ، وعمار بن رزيق ، عن ابى إسحاق ، عن علقمة ، عن عبد الله . وروى زهير ، عن ابى إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الاسود ، عن ابيه الاسود بن يزيد ، عن عبد الله . وروى زكريا بن ابى زائدة ، عن ابى إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن الاسود بن يزيد عن عبد الله . وهذا حديث فيه اضطراب . حدثنا محمد بن بشار العبدى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال : سألت أبا عبيدة بن عبد الله : هل تذكر من عبد الله شيئا ؟ قال : لا ؟ قال أبو عيسى : سألت عبد الله بن عبد الرحمن : أي الروايات في هذا الحديث عن ابى إسحاق اصح ؟ فلم يقض فيه بشئ وسالت محمدا عن هذا ؟ فلم يقض فيه بشئ . وكأنه رأى حديث زهير ، عن ابى إسحق عن عبد الرحمن بن الاسود ، عن أبيه ، عن عبد الله اشبه ، ووضعه في كتابه (الجامع) . قال أبو عيسى : واصح شئ في هذا عندي حديث إسرائيل ، وقيس ، عن ابى إسحاق ، عن ابى عبيدة ، عن عبد الله ، لان إسرائيل اثبت واحفظ لحديث ابى إسحاق من هؤلاء . وتابعه على ذلك قيس بن الربيع . قال أبو عيسى : وسمعت ابا موسى : محمد بن المثنى يقول : سمعت
[ 15 ]
عبد الرحمن بن مهدى يقول : ما فاتني الذى فاتني من حديث سفيان الثوري ، عن ابى إسحاق إلا لما اتكلت به على إسرائيل ، لانه كان يأتي به اتم . قال أبو عيسى : وزهير في ابى إسحاق ليس بذاك ، لان سماعه منه بآخره . قال : وسمعت احمد بن الحسن الترمذي يقول : سمعت احمد بن حنبل يقول : إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبالي ان لا تسمعه من غيرهما ، إلا حديث ابى إسحاق . وابو إسحاق اسمه : عمرو ابن عبد الله السبيعى الهمداني . وابو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من ابيه ، ولا يعرف اسمه . 14 باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به 18 حدثنا هناد ، حدثنا حفص بن غياث ، عن داود بن ابى هند ، عن الشعبى ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام . فإنه زاد إخوانكم من الجن) . وفى الباب : عن ابى هريرة ، وسلمان ، وجابر ، وابن عمر . قال أبو عيسى : وقد روى هذا الحديث إسماعيل بن ابراهيم وغيره عن داود بن ابى هند ، عن الشعبى ، عن علقمة ، عن عبد الله : (أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن) الحديث بطوله
[ 16 ]
فقال الشعبى : إن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : (لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام ، فإنه زاد اخوانكم من الجن) . وكان رواية إسماعيل اصح من رواية حفص بن غياث . والعمل على هذا الحديث عند اهل العلم . وفى الباب : عن جابر ، وابن عمر رضى الله عنهما . 15 باب ما جاء في الاستنجاء بالماء 19 حدثنا قتيبة ومحمد بن عبد الملك بن ابى الشوارب البصري قالا : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن معاذة ، عن عائشة قالت : (مرن ازواجكن ان يستطيبوا بالماء ، فإنى استحييهم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله) . وفى الباب : عن جرير بن عبد الله الجبلى ، وانس ، وابى هريرة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وعليه العمل عند اهل العلم : يختارون الاستنجاء بالماء ، وان كان الاستنجاء بالحجارة يجزئ عندهم ، فإنهم استحبوا الاستنجاء بالماء ورأوه افضل ، وبه يقول سفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق .
[ 17 ]
16 باب ما جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة ابعد في المذهب 20 حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الوهاب الثقفى ، عن محمد بن عمرو ، عن ابى سلمة ، عن المغيرة بن شعبة قال : (كنت مع البنى صلى الله عليه وسلم في سفر ، فاتى النبي صلى الله عليه وسلم حاجته فأبعد في المذهب) . قال : وفى هذا الباب . عن عبد الرحمن ابن ابى قراد ، وابى قتادة ، وجابر ، ويحيى بن عبيد ، عن ابيه ، وابى موسى ، وابن عباس ، وبلال بن الحارث . قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن صحيح . ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (انه كان يرتاد لبوله مكانا كما يرتاد منزلا) . وابو سلمة : اسمه : عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري . 17 باب ما جاء في كراهية البول في المغتسل 21 حدثنا على بن حجر ، واحمد بن محمد بن موسى : مردويه قالا اخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن أشعث بن عبد الله عن الحسن ، عن عبد الله بن مغفل : (ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يبول الرجل في مستحمه . وقال : إن عامة الوسواس منه) . قال : وفى الباب : عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[ 18 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث اشعث بن عبد الله . ويقال له : اشعث الاعمى . وقد كره قوم من اهل العلم البول في المغتسل ، وقالوا : عامة الوسواس منه . ورخص فيه بعض اهل العلم ، منهم : ابن سيرين ، وقيل له : إنه يقال إن عامه الوسواس منه ؟ فقال ، ربنا الله لا شريك له . وقال ابن المبارك : قد وسع في البول في المغتسل إذا جرى فيه الماء . قال أبو عيسى : حدثنا بذلك احمد بن عبدة الاملي ، عن حبان عن عبد الله بن المبارك : . 18 باب ما جاء في السواك 22 حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن محمد بن عمرو ، عن أبى سلمة ، عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لولا ان اشق على امتى لامرتهم بالسواك عند كل صلاة) . قال أبو عيسى : وقد روى هذا الحديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم ، عن أبى سلمة عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم . وحديث ابى سلمة عن ابى هريرة وزيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم كلاهما عندي صحيح ، ولانه قد روى من غير وجه ، عن
[ 19 ]
ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث . وحديث ابى هريرة إنما صح لانه قد روى من غير وجه . واما محمد بن إسماعيل فزعم ان حديث ابى سلمة عن زيد بن خالد اصح . قال أبو عيسى : وفى الباب عن ابى بكر الصديق وعلى ، وعائشة ، وابن عباس ، وحذيفة ، وزيد بن خالد ، وانس ، و عبد الله بن عمرو ، وابن عمر ، وام حبيبة ، وابى امامة ، وابى ايوب ، وتمام بن عباس ، و عبد الله ابن حنظلة ، وام سلمة وواثلة بن الاسقع وابى موسى . 23 حدثنا هناد حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن محمد بن ابراهيم عن أبى سلمة عن زيد بن خالد الجهنى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لولا ان اشق على امتى لامرتهم بالسواك عند كل صلاة ، ولاخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل . قال : فكان زيد ابن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على اذنه موضع القلم من اذن الكاتب ، لا يقوم إلى الصلاة إلا استن ثم رده إلى موضعه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 19 باب ما جاء إذا استيقظ احدكم من منامه فلا يغمس يده في الاناء حتى يغسلها 24 - حدثنا أبو الوليد احمد بن بكار الدمشقي : يقال : هومن ولد بسر بن ارطاة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا الوليد بن مسلم عن
[ 20 ]
الاوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب ، وابى سلمة عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا استيقظ احدكم من الليل فلا يدخل يده في الاناء حتى يفرغ عليها مرتين أو ثلاثا ، فإنه لا يدرى اين باتت يده) . وفى الباب عن ابن عمر ، وجابر ، وعائشة . قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن صحيح . قال الشافعي : واحب لكل من استيقظ من النوم ، قائلة كانت أو غيرها : ان لا يدخل يده في وضوئه حتى يغسلها . فإن ادخل يده قبل ان يغسلها كرهت ذلك له ، ولم يفسد ذلك الماء إذا لم يكن على يده نجاسة . وقال احمد بن حنبل : إذا استيقظ من النوم من الليل فأدخل يده في وضوئه قبل ان يغسلها فأعجب إلى ان يهريق الماء . وقال إسحاق : إذا استيقظ من النوم بالليل أو بالنهار فلا يدخل يده في وضوئه حتى يغسلها . 20 - باب ما جاء في التسمية عند الوضوء 25 حدثنا نصر بن على الجهضمى وبشر بن معاذ العقدى قالا حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن حرملة عن ابى ثفال المرى عن رباح بن عبد الرحمن بن ابى سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) .
[ 21 ]
قال : وفى الباب عن عائشة ، وابى سعيد ، وابى هريرة ، وسهل ابن سعد ، وانس . قال أبو عيسى : قال احمد بن حنبل : لا اعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد . وقال إسحق : إن ترك التسمية عامدا اعاد الوضوء ، وإن كان ناسيا أو متاولا : اجزاه . قال محمد بن إسماعيل : احسن شئ في هذا الباب حديث رباح ابن عبد الرحمن . قال أبو عيسى : ورباح بن عبد الرحمن عن جدته عن ابيها . وابوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل . وابو ثفال المرى اسمه (ثمامة بن حصين) . ورباح بن عبد الرحمن هو (أبو بكر بن حويطب) منهم من روى هذا الحديث ، فقال : (عن أبى بكر بن حويطب) فنسبه إلى جده . 26 حدثنا الحسن بن على الحلواني حدثنا يزيد بن هارون عن يزيد بن عياض عن ابى ثفال المرى عن رباح بن عبد الرحمن بن ابى سفيان بن حويطب عن جدته بنت سعيد بن زيد عن ابيها عن النبي صلى الله عليه وسلم : مثله . 21 باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق 27 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد وجرير عن
[ 22 ]
منصور عن هلال بن يسار عن سلمة بن قيس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا توضأت فانتثر ، وإذا استجمرت فأوتر) . قال : وفي الباب عن عثمان ، ولقيط بن صبرة ، وابن عباس ، والمقدام بن معدى كرب ، ووائل بن حجر ، وابى هريرة . قال أبو عيسى : حديث سلمة بن قيس حديث حسن صحيح واختلف اهل العلم فيمن ترك المضمضة والاستنشاق ، فقالت طائفة منهم : إذا تركهما في الوضوء حتى صلى اعاد الصلاة . ورأوا ذلك في الوضوء والجنابة سواء . وبه يقول ابن أبى ليلى ، و عبد الله ابن المبارك : ، وأحمد ، وإسحاق ، وقال احمد : إلاستنشاق اوكد من المضمضة . قال أبو عيسى : وقالت طائفة من اهل العلم : يعيد في الجنابة ، ولا يعيد في الوضوء . وهو قول سفيان الثوري وبعض اهل الكوفة . وقالت طائفة : لا يعيد في الوضوء ولا في الجنابة ، لانهما سنة من النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تجب الاعادة على من تركهما في الوضوء ولا في الجنابة ، وهو قول مالك والشافعي في آخرة . 22 باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد 28 حدثنا يحيى بن موسى حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي حدثنا خالد بن عبد الله عن عمرو بن يحيى عن ابيه عن عبد الله بن
[ 23 ]
زيد قال : (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مضمض واستنشق من كف واحد ، فعل ذلك ثلاثا) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عبد الله بن عباس . قال أبو عيسى : وحديث عبد الله بن زيد حسن غريب وقد روى مالك وابن عيينة وغير واحد هذا الحديث عن عمرو ابن يحيى ولم يذكروا هذا الحرف : (ان النبي صلى الله عليه وسلم مضمض واستنشق من كف واحد) وإنما ذكره خالد بن عبد الله وخالد بن عبد الله ثقة حافظ عند اهل الحديث . وقال بعض اهل العلم : المضمضة والاستنشاق من كف واحد يجزئ ، وقال بعضهم : تفريقهما احب إلينا . وقال الشافعي : إن جمعهما في كف واحد فهو جائز ، وان فرقهما فهواحب إلينا . 23 باب ما جاء في تخليل اللحية 29 حدثنا ابن ابى عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم بن ابى المخارق ابى امية عن حسان بن بلال قال : (رايت عمار بن ياسر توضأ فخلل لحيته ، فقيل له ، أو قال : فقلت له : اتخلل لحيتك ؟ قال : وما يمنعنى ؟ ولقد رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته) . 30 حدثنا بن ابى عمر حدثنا ابن عيينة عن سعيد بن
[ 24 ]
ابى عروبة عن قتادة عن حسان بن بلال عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم : مثله . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عثمان ، وعائشة ، وام سلمة ، وانس ، وابن ابى اوفى ، وابى ايوب . قال أبو عيسى : وسمعت إسحق بن منصور يقول : قال احمد بن حنبل : قال ابن عيينة : لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل . وقال محمد بن إسماعيل : أصح شئ في هذا الباب حديث عامر بن شقيق عن ابى وائل عن عثمان . قال أبو عيسى : وقال بهذا اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : رأوا تخليل اللحية ، وبه يقول الشافعي . وقال احمد : إن سها عن تخليل اللحية فهو جائز وقال اسحاق : إن تركه ناسيا أو متاولا اجزاه ، وإن تركه عامدا اعاد . 31 حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق عن إسرائيل عن عامر بن شقيق عن ابى وائل عن عثمان بن عفان : (ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
[ 25 ]
24 باب ما جاء في مسح الراس انه يبدا بمقدم الرأس إلى موخره 32 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري حدثنا معن بن عيسى القزاز حدثنا مالك بن انس عن عمرو بن يحيى عن ابيه عن عبد الله ابن زيد (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح راسه بيديه ، فاقبل بهما وادبر : بدا بمقدم راسه ، ثم ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذى بدا منه ، ثم غسل رجليه) . قال أبو عيسى : وفي الباب عن معاوية ، والمفدام بن معدى كرب ، وعائشة . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن زيد اصح شئ في الباب واحسن . وبه يقول الشافعي واحمد وإسحق . 25 باب ما جاء انه يبدا بمؤخر الرأس 33 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الله ابن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء (: ان النبي صلى الله عليه وسلم مسح براسه مرتين : بدأ بمؤخر راسه تم بمقدمه كلتيهما : ظهورهما وبطونهما) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . وحديث عبد الله بن زيد اصح من هذا وأجود إسنادا .
[ 26 ]
وقد ذهب بعض اهل لكوفه إلى هذا الحديث ، منهم وكيع ابن الجراح . 26 باب ما جاء ان مسح الراس مرة 34 حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن ابن عجلان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء : (انها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضا ، قالت : مسح راسه ، ومسح ما اقبل منه وما ادبر ، وصدغيه واذنيه مرة واحدة) . قال : وفي الباب عن على ، وجد طلحة بن مصرف بن عمرو . وقد روى من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (انه مسح براسه مرة . والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم . وبه يقول جعفر بن محمد ، وسفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق ، رأوا مسح الراس مرة واحدة . حدثنا محمد بن منصور المكى قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول سالت جعفر بن محمد عن مسح الرأس : أيجزئ مرة ؟ فقال إى والله 27 باب ما جاء انه ياخذ لراسه ماء جديدا 35 حدثنا على بن خشرم اخبرنا عبد الله بن وهب حدثنا عمرو ابن الحارث عن حبان بن واسع عن ابيه عن عبد الله بن زيد : (انه
[ 27 ]
رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ، وانه مسح راسه بماء غير فضل يديه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وروى ابن لهيعة هذا الحديث عن حبان بن واسع عن ابيه عن عبد الله بن زيد : (ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ، وانه مسح راسه بماء غير فضل يديه) . ورواية عمرو بن الحارث عن حبان اصح ، لانه قد روى من غير وجه هذا الحديث عن عبد الله بن زيد وغيره : (ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ لراسه ماء جديدا) . والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم : رأوا ان يأخذ لراسه ماء جديدا . 28 باب ما جاء في مسح الاذنين ظاهرهما وباطنهما 36 حدثنا هناد حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن عجلان عن زيد بن اسلم عن عطاء بن عباس : (ان النبي صلى الله عليه وسلم مسح براسه واذنيه : ظاهرهما وباطنهما) . قال أبو عيسى : وفي الباب عن الربيع . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم يرون مسح الاذنين ظهورهماو بطونهما
[ 28 ]
29 باب ما جاء ان الاذنين من الراس حدثنا 37 - قتيبية حدثنا حماد بن زيد عن سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن ابى امامة قال : (توضأ النبي صلى الله عليه وسلم فغسل وجهه ثلاثا ، ويديه ثلاثا ، ومسح براسه ، وقال : الاذنان من الرأس) . قال أبو عيسى : قال : قتيبة قال حماد : لا ادرى ، هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من قول ابى امامة ؟ قال : وفي الباب عن انس . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن ، ليس إسناده بذاك القائم والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : ان الاذنين من الراس . وبه يقول سفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق وقال بعض اهل العلم : ما اقبل من الاذنين فمن الوجه وما ادبر فمن الراس . قال إسحاق : واختار ان يمسح مقدمهما مع الوجه ، ومؤخرهما مع راسه . وقال الشافعي : هما سنة على حيالهما : يسمحهما بماء جديد .
[ 29 ]
30 باب ما جاء في تخليل الاصابع 38 حدثنا قتيبة وهناد قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن ابى هاشم عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن ابيه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا توضأت فخلل الاصابع) . قال : وفى الباب عن ابن عباس ، والمستورد ، وهو ابن شداد الفهرى ، وأبى ايوب الانصاري . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند اهل العلم : انه يخلل اصابع رجليه في الوضوء . وبه يقول احمد وإسحاق وقال إسحاق : يخلل اصابع يديه ورجليه في الوضوء . وأبو هاشم اسمه (إسماعيل بن كثير المكى) 39 حدثنا إبراهيم بن سعيد هو الجوهرى حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر حدثنا عبد الرحمن بن ابى الزناد عن موسى بن عقبة عن صالح مولى التوامة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا توضأت فخلل بين اصابع يديك ورجليك) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . 40 حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن ابى عبد الرحمن الحبلى عن المستورد بن شداد الفهرى قال : (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك اصابع رجليه بخنصره) .
[ 30 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث ابن لهيعة . 31 باب ما جاء : (ويل للاعقاب من النار) 41 حدثنا قتيبة قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل ابن أبى صالح عن ابيه عن ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ويل للاعقاب من النار) . قال : وفى الباب عن عبد الله بن عمرو ، وعائشة ، وجابر ، و عبد الله ابن الحارث هو ابن جزء الزبيدى ، ومعيقيب ، وخالد بن الوليد ، وشرحبيل بن حسنة ، وعمرو بن العاص ، ويزيد بن ابى سفيان . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (ويل للاعقاب وبطون الاقدام من النار) . قال : وفقه هذا الحديث : انه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفان أو جوربان . 32 باب ما جاء في الوضوء مرة مرة 42 حدثنا أبو كريب وهناد وقتيبة قالوا : حدثنا وكيع عن سفيان ح قال : وحدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس : ان
[ 31 ]
النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عمر ، وجابر ، وبريدة ، وابى رافع ، وابن الفاكه قال أبو عيسى : وحديث ابن عباس احسن شئ في هذا الباب واصح . وروى رشدين بن سعد وغيره هذا الحديث عن الضحاك بن شرحبيل عن زيد بن اسلم عن ابيه عن عمر بن الخطاب : (ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة) . قال : وليس هذا بشئ . والصحيح ما روى ابن عجلان ، وهشام بن سعد ، وسفيان الثوري ، و عبد العزيز بن محمد عن زيد ابن اسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . 33 باب ما جاء في الوضوء مرتين مرتين 43 حدثنا أبو كريب ومحمد بن رافع قالا حدثنا زيد بن حباب عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال : حدثنى عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن بن هرمز هو الاعرج عن ابى هريرة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن جابر . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه الا من
[ 32 ]
حديث ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل . وهو إسناد حسن صحيح . قال أبو عيسى : وقد روى همام عن عامر الاحول عن عطاء عن ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا) . 34 باب ما جاء في الوضوء ثلاثا ثلاثا 44 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن ابى إسحاق عن ابى حية عن على : (ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا) . قال أبو عيسى : وفي الباب عن عثمان وعائشة والربيع ، وابن عمر ، وابى امامة ، وابى رافع ، و عبد الله بن عمرو ، ومعاوية ، وابى هريرة ، وجابر ، و عبد الله بن زيد ، وابى بن كعب . قال أبو عيسى : حديث على احسن شئ في هذا الباب واصح ، لانه قد روى من غير وجه عن على رضوان الله عليه . والعمل على هذا عند عامة اهل العلم : ان الوضوء يجزئ مرة مرة ومرتين افضل . وافضله ثلاث . وليس بعده شئ . وقال ابن المبارك : لا آمن إذا زاد في الوضوء على الثلاث ان يأثم . وقال احمد وإسحاق : لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى .
[ 33 ]
35 باب ما جاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثا 45 حدثنا إسماعيل بن موسى الفزارى حدثنا شريك عن ثابت ابن ابى صفية قال : قلت لابي جعفر : حدثك جابر : (ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ، ومرتين مرتين ، وثلاثا ثلاثا ؟ قال : نعم) . 46 قال أبو عيسى : وروى وكيع هذا الحديث عن ثابت ابن ابى صفية قال : قلت لابي جعفر : حدثك جابر : (ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة ؟ قال : نعم) . وحدثنا بذلك هناد وقتيبة . قالا : حدثنا وكيع عن ثابت بن ابى صفية . قال أبو عيسى : وهذا اصح من حديث شريك ، لانه قد روى من غير وجه هذا عن ثابت نحو رواية وكيع . وشريك كثير الغلط . وثابت بن ابى صفية هو (أبو حمزة الثمالى) . 36 باب ما جاء فيمن يتوضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثا 47 حدثنا محمد بن ابى عمر حدطثنا سفيان بن عيينة عن عمرو ابن يحيى عن ابيه عن عبد الله بن زيد : ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ : فغسل وجهه ثلاثا ، وغسل يديه مرتين مرتين ، ومسح براسه ، وغسل رجليه مرتين .
[ 34 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد ذكر في غير حديث : (ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ بعض وضوئه مرة وبعضه ثلاثا) . وقد رخص بعض اهل العلم في ذلك : لم يروا بأسا أن يتوضا الرجل بعض وضوئه ثلاثا ، وبعضه مرتين أو مرة . 37 باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان ؟ 48 حدثنا هناد وقتيبة قالا حدثنا أبو الاحوص عن ابى إسحاق عن ابى حية قال : (رايت عليا توضأ فغسل كفيه حتى انقاهما ، ثم مضمض ثلاثا ، واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وذراعيه ثلاثا ، ومسح براسه مرة ، ثم غسل قدميه إلى الكعبين ، ثم قام فأخذ فضل طهوره فشربه وهو قائم . ثم قال : احببت ان اريكم كيف كان طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عثمان ، و عبد الله بن زيد وابن عباس ، و عبد الله بن عمرو ، والربيع ، و عبد الله بن انيس ، وعائشة رضوان الله عليهم . 49 حدثنا قتيبة وهناد قالا حدثنا أبو الاحوص عن ابى إسحاق
[ 35 ]
عن عبد خير قال : (ذكر عن على مثل حديث ابى حية ، إلا ان عبد خير قال : كان إذا فرغ من طهوره اخذ من فضل طهوره بكفه فشربه) . قال أبو عيسى : حديث على رواه أبو إسحاق الهمداني عن ابى حية وعبد خير والحارث عن على . وقد رواه زائدة بن قدامة وغير واحد عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن على رضى الله عنه حديث الوضوء بطوله . وهذا حديث حسن صحيح . قال وروى شعبة هذا الحديث عن خالد بن علقمة ، فأخطا في اسمه واسم ابيه ، فقال : (مالك بن عرفطة) عن عبد خير عن على . قال : وروى عن ابى عوانة : عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن على . قال : وروى عنه : عن مالك بن عرفطة ، مثل رواية شعبة . والصحيح (خالد بن علقمة) . 38 باب ما جاء في النضح بعد الوضوء 50 تحدثنا نصر بن على الجهضمى واحمد بن ابى عبيدالله السليمى البصري قال حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة عن الحسن بن على الهاشمي .
[ 36 ]
عن عبد الرحمن الاعرج عن ابى هريرة : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (جاءني جبريل فقال : يا محمد ، إذا توضأت فانتضح) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب قال : وسمعت محمدا يقول : الحسن بن على الهاشمي منكر الحديث . قال وفى الباب عن ابى الحكم بن سفيان وابن عباس ، وزيد بن حارثة ، وابى سعيد الخدرى ، وقال بعضهم : سفيان بن الحكم ، أو الحكم بن سفيان . واضطربوا في هذا الحديث . 39 باب ما جاء في إسباغ الوضوء 51 حدثنا على بن حجر اخبرنان إسماعيل بن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط) . 52 وحدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء نحوه ، وقال قتيبة في حديثه : فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط) ثلاثا .
[ 37 ]
قال أبو عيسى : وفى الباب عن على ، و عبد الله بن عمرو ، وابن عباس ، وعبيدة ويقال عبيدة بن عمرو وعائشة و عبد الرحمن ابن عائش الحضرمي ، وانس . قال أبو عيسى : وحديث ابى هريرة في هذا الباب حديث حسن صحيح . والعلاء بن عبد الرحمن هو ابن يعقوب الجهنى الحرقى وهو ثقة عند اهل الحديث . 40 باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء 53 حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح حدثنا عبد الله بن وهب عن زيد بن حباب عن ابى معاذ عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خرقه ينشف بها بعد الوضوء) . قال : وفى الباب عن معاذ بن جبل . 54 حدثنا قتيبة حدثنا رشدين بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد ابن انعم عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسى عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، وإسناده ضعيف . ورشدين
[ 38 ]
ابن سعد و عبد الرحمن بن زياد بن انعم الافريقى يضعفان في الحديث قال أبو عيسى : حديث عائشة ليس بالقائم . ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شي . وابو معاذ يقولون : هو (سليمان بن ارقم) وهو ضعيف عند اهل الحديث . وقد رخص قوم من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء . ومن كرهه إنما كرهه من قبل انه قيل : إن الوضوء يوزن . وروى ذلك عن سعيد بن المسيب والزهرى : حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا جرير قال : حدثنيه على بن مجاهد عنى ، وهو عندي ثقة ، عن ثعلبة عن الزهري قال : إنما كره المنديل بعد الوضوء لان الوضوء يوزن . 41 باب فيما يقال بعد الوضوء 55 حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفى حدثنا زيد ابن حباب عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن ابى إدريس الخولانى ، وابى عثمان عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال : اشهد ان لا إله إلا الله
[ 39 ]
وحده لا شريك له ، واشهد ان محمدا عبده ورسوله . اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين : فتحت ثمانية ابواب الجنة يدخل من ايها شاء) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن انس ، وعقبة بن عامر . قال أبو عيسى : حديث عمر قد خولف زيد بن حباب في هذا الحديث . قال : وروى عبد الله بن صالح وغيره عن معاوية بن صالح عن ربيعة ابن يزيد عن ابى إدريس عن عقبة بن عامر عن عمر ، وعن ربيعة عن ابى عثمان عن جبير بن نفير عن عمر . وهذا حديث في إسناده اضطراب ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شئ . قال محمد : وابو إدريس لم يسمع من عمر شيئا . 42 باب في الوضوء بالمد 56 حدثنا احمد بن منيع وعلى بن حجر قالا حدثنا إسماعيل بن علية عن ابى ريحانة عن سفينة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضا بالمد ، ويغتسل بالصاع) . قال : وفى الباب عن عائشة ، وجابر ، وانس بن مالك . قال أبو عيسى : حديث سفينة حديث حسن صحيح . وابو ريحانة اسمه (عبد الله بن مطر) .
[ 40 ]
وهكذا راى بعض اهل العلم الوضوء بالمد ، والغسل بالصاع . وقال الشافعي واحمد وإسحاق : ليس معنى هذا الحديث على التوقيت انه لا يجوز أكثر منه ولا اقل منه : وهو قدر ما يكفى 43 باب ما جاء في كراهية الاسراف في الوضوء بالماء 57 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا خارجة ابن مصعب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتى بن ضمرة السعدى عن ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن للوضوء شيطانا يقال له : الولهان ، فاتقوا وسواس الماء) . قال : وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ، و عبد الله بن مغفل . قال أبو عيسى : حديث ابى بن كعب حديث غريب ، وليس إسناده بالقوى والصحيح عند اهل الحديث ، لانا لا نعلم احدا اسنده غير خارجة . وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن : قوله ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ . وخارجة ليس بالقوى عند اصحابنا ، وضعفه ابن المبارك . 44 باب ما جاء في الوضوء لكل صلاة 58 حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد ابن إسحاق عن حميد عن انس : (ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة : طاهرا أو غير طاهر . قال : قلت لانس : فكيف كنتم تضنعون أنتم ؟ قال : كنا نتوضا وضوءا واحدا) .
[ 41 ]
قال أبو عيسى وحديث حميد عن انس حديث حسن غريب من هذا الوجه والمشهور عند اهل الحديث حديث عمرو بن عامر الانصاري عن انس . وقد كان بعض اهل العلم يرى الوضوء لكل صلاة استحبابا ، لا على الوجوب . 59 - وقد روى في حديث عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (من توضأ على طهر كتب الله له به عشر حسنات) قال : وروى هذا الحديث الافريقى عن ابى غطيف عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم . حدثنا بذلك الحسين بن حريث المروزى حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن الافريقى ، وهو إسناد ضعيف . قال على بن المدينى : قال يحيى بن سعيد القطان : ذكر لهشام ابن عروة هذا الحديث فقال : هذا إسناد مشرقي . قال : سمعت احمد بن الحسن يقول : سمعت احمد بن حنبل يقول ما رايت بعينى مثل يحيى بن سعيد القطان . 60 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ، و عبد الرحمن هو ابن مهدى قالا حدثنا سفيان بن سعيد عن عمرو بن عامر الانصار ى قال : سمعت انس بن مالك يقول : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة . قلت : فأنتم ما كنتم تصنعون ؟ قال : كنا نصلى الصلوات كلها بوضوء واحد ما لم نحدث) .
[ 42 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ، وحديث حميد عن انس حديث غريب حسن . 45 باب ما جاء أنه يصلى الصلوات بوضوء واحد 61 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابيه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضا لكل صلاة ، فلما كان عام الفتح صلى الصلوات كلها بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال عمر : إنك فعلت شيئا لم تكن فعلته ؟ قال : عمدا فعلته) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وروى هذا الحديث على بن قادم عن سفيان الثوري وزاد فيه (توضأ مرة مرة) . قال وروى سفيان الثوري هذا الحديث ايضا عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضا لكل صلاة) . ورواه وكيع عن سفيان عن محارب عن سليمان بن بريدة عن ابيه . قال ورواه عبد الرحمن بن مهدى وغيره عن سفيان عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهذا اصح من حديث وكيع .
[ 43 ]
والعمل على هذا عند اهل العلم . انه يصلى الصلوات بوضوء واحد ما لم يحدث . وكان بعضهم يتوضا لكل صلاة : استحبابا وارادة الفضل . ويروى عن الافريقى عن ابى غطيف عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من توضأ على طهر كتب الله له به عشر حسنات) . وهذا إسناد ضعيف . وفى الباب عن جابر عن عبد الله : (ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر بوضوء واحد) . 46 باب ما جاء في وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد 62 حدثنا ابن ابى عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابى الشعثاء عن ابن عباس قال : حدثتني ميمونة قالت : (كنت اغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من الجنابة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول عامة الفقهاء : ان لا بأس ان يغتسل الرجل والمرأة من إناء واحد . قال وفى الباب عن على ، وعائشة ، وانس ، وام هانئ ، وام صبية الجهنية ، وام سلمة ، وابن عمر . قال أبو عيسى : وابو الشعثاء اسمه (جابر بن زيد) .
[ 44 ]
47 باب ما جاء في كراهية فضل طهور المرأة 63 حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع عن سفيان عن سليمان التيمى عن ابى حاجب عن رجل من بنى غفار قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل طهور المرأة . قال : وفى الباب عن عبد الله بن سرجس . قال أبو عيسى : وكره بعض الفقهاء الوضوء بفضل طهور المرأة وهو قول احمد وإسحاق : كرها فضل طهورها ، ولم يريا بفضل سورها باسا . 64 حدثنا محمد بن بشار ومحمود بن غيلان قالا حدثنا أبو داود عن شعبة عن عاصم قال سمعت ابا حاجب يحدث عن الحكم بن عمرو الغفاري (ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يتوضا الرجل بفضل طهوري المرأة) أو قال : بسورها) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . وابو حاجب اسمه (سوادة ابن عاصم) . وقال محمد بن بشار في حديثه : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتوضا الرجل بفضل طهور المراة) ولم يشك فيه محمد ابن بشار . 48 باب ما جاء في الرخصة في ذلك 65 حدثنا قتيبة حدثنا أبو الاحوص عن سماك بن حرب
[ 45 ]
عن عكرمة عن ابن عباس قال : (اغتسل بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم في جفنة ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتوضا منه ، فقالت : يا رسول الله ، إنى كنت جنبا ، فقال : إن الماء لا يجنب) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول سفيان الثوري ومالك والشافعي . 49 باب ما جاء ان الماء لا ينجسه شئ 66 حدثنا هناد والحسن بن على الخلال وغير واحد قالوا : حدثنا أبو اسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب عن عبيد الله ابن عبد الله بن رافع بن خديج عن ابى سعيد الخدرى قال : (قيل : يا رسول الله ، انتوضأ من بئر بضاعة ، وهى بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الماء طهور لا ينجسه شي) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن ، وقد جود أبو اسامة هذا الحديث ، فلم يرو احد حديث ابى سعيد في بئر بضاعة احسن مما روى أبو اسامة . وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن ابى سعيد . وفى الباب عن ابن عباس وعائشة
[ 46 ]
50 باب منه آخر 67 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسال عن الماء يكون في الفلاة من الارض وما ينوبه من السباع والدواب ؟ قال : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث) . قال عبدة : قال محمد بن إسحاق ؟ القلة هي الجرار ، والقلة التى يستقى فيها . قال أبو عيسى : وهو قول الشافعي واحمد وإسحاق ، قالوا : إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شئ ، ما لم يتغير ريحه أو طعمه ، وقالوا : يكون نحوا من خمس قرب . 51 باب ما جاء في كراهية البول في الماء الراكد 68 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يبولن احدكم في الماء الدائم ثم يتوضا منه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وفى الباب عن جابر .
[ 47 ]
52 باب ما جاء في ماء البحر انه طهور 69 حدثنا قتيبة عن مالك ح وحدثنا الانصاري إسحاق بن موسى حدثنا معن حدثنا مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل ابن الازرق ان المغيرة بن ابى بردة وهو من بنى عبد الدار اخبره انه سمع ابا هريرة يقول : (سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء : فإن توضأنا به عطشنا ، افنتؤضا من ماء البحر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو الطهور ماؤه ، الحل ميتتة) . قال : وفي الباب عن جابر ، والفراسى . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول اكثر الفقهاء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم : أبو بكر ، وعمر ، وابن عباس : لم يروا بأسا بماء البحر . وقد كره بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء بماء البحر ، منهم : ابن عمر ، و عبد الله بن عمرو ، وقال عبد الله بن عمرو ، هو نار . 53 باب ما جاء في التشديد في البول 70 حدثنا هناد وقتيبة وابو كريب ، قالوا : حدثنا وكيع عن الاعمش قال : سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس عن ابن عباس : (ان النبي صلى الله
[ 48 ]
عليه وسلم مر على قبرين ، فقال : إنهما يعذبان ، وما يعذبان في كبير : اما هذا فكان لا يستتر من بوله ، واما هذا فكان يمشى بالنميمة) . قال أبو عيسى وفى الباب عن ابى هريرة ، وابى موسى ، و عبد الرحمن ابن حسنة ، وزيد بن ثابت ، وابى بكرة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وروى منصور هذا الحديث عن مجاهد عن ابن عباس ، ولم يذكر فيه (عن طاوس) . ورواية الاعمش اصح . قال : وسمعت ابا بكر محمد بن ابان البلخى مستملى وكيع يقول : سمعت وكيعا يقول : الاعمش احفظ لاسناد إبراهيم من منصور . 54 باب ما جاء في نضح بول الغلام قبل ان يطعم 71 حدثنا قتيبة واحمد بن منيع ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ام قيس بنت محصن قالت (دخلت بابن لى على النبي صلى الله عليه وسلم : لم يأكل الطعام ، فبال عليه ، فدعا بماء فرشه عليه) . قال : وفي الباب عن على ، وعاشئة وزينب ، ولبابة بنت الحرث ، وهى ام الفضل بن عباس بن عبد المطلب ، وابى السمح و عبد الله بن عمرو ، وابى ليلى ، وابن عباس . قال أبو عيسى : وهو قول غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم ، مثل احمد وإسحاق ، قالوا : ينضح بول الغلام ، ويغسل بول الجارية .
[ 49 ]
وهذا ما لم يطعما ، فاذإ طعما غسلا جميعا . 55 باب ما جاء في بول ما يوكل لحمه 72 حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا حميد وقتادة وثابت عن انس : (ان ناسا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها ، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة ، وقال : اشربوا من البانها وابوالها . فقتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستاقوا الابل ، وارتدوا عن الاسلام ، فأتى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقطع ايديهم وارجهلم من خلاف ، وسمر اعينهم ، والقاهم بالحرة . قال انس : فكنت ارى احدهم يكد الارض بفيه ، حتى ماتوا) . وربما قال حماد : (يكدم الارض بفيه ، حتى ماتوا) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد روى من غير وجه عن انس . وهو قول أكثر اهل العلم ، قالوا : لا بأس ببول ما يوكل لحمه . 73 حدثنا الفضل بن سهل الاعرج البغدادي حدثنا يحيى بن غيلان قال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سليمان التيمى عن انس بن مالك قال : (إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم اعينهم لانهم سملوا اعين الرعاة) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، لا نعلم احدا ذكره غير هذا الشيخ عن يزيد بن زريع .
[ 50 ]
وهو معنى قوله : (والجروح قصاص) وقد روى عن محمد بن سيرين قال : إنما فعل بهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا قبل ان تنزل الحدود . 56 باب ما جاء في الوضوء من الريح 74 حدثنا قتيبة وهناد قالا حدثنا وكيع عن شعبة عن سهيل بن ابى صالح عن ابيه عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا وضوء الا من صوت أو ريح) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 75 حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبى صالح عن ابيه عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا كان احدكم في المسجد فوجد ريحا بين أليتيه فلا يخرج حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا) . 76 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبدالرزق اخبرنا معمر عن همام بن منبه عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله لا يقبل صلاة احدكم إذا احدث حتى يتوضا) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب حسن صحيح . قال : وفى الباب عن عبد الله بن زيد ، وعلى بن طلق ، وعائشة ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وابى سعيد . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول العلماء : ان لا يجب عليه الوضوء الا من حدث : يسمع صوتا أو يجد ريحا .
[ 51 ]
وقال عبد الله بن المبارك : إذا شك في الحدث فإنه لا يجب عليه الوضوء حتى يستيقن استيقانا يقدر ان يحلف عليه . وقال : إذا خرج من قبل المراة الريح وجب عليها الوضوء . وهو قول الشافعي وإسحاق . 57 باب ما جاء في الوضوء من النوم 77 حدثنا إسماعيل بن موسى كوفى وهناد ومحمد بن عبيد المحاربي ، المعنى واحد ، قالوا : حدثنا عبد السلام بن حرب الملائى عن ابى خالد الدالانى عن قتادة عن ابى العالية عن ابن عباس : (انه راى النبي صلى الله عليه وسلم نام وهو ساجد ، حتى غط أو نفخ ، ثم قام يصلى ، فقلت : يا رسول الله ، إنك قد نمت ؟ قال : إن الوضوء لا يجب الا على من نام مضطجعا ، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله) . قال أبو عيسى : وابو خالد اسمه (يزيد بن عبد الرحمن) . قال وفي الباب عن عائشة ، وابن مسعود ، وابى هريرة . 78 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن انس بن مالك قال : (كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينامون ثم يقومون فيصلون ، ولا يتوضون) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . قال : وسمعت صالح بن عبد الله يقول : سالت عبد الله ابن المبارك عمن نام قاعدا معتمدا ؟ فقال : لا وضوء عليه . قال أبو عيسى : وقد روى حديث ابن عباس سعيد بن ابى عروبة
[ 52 ]
عن قتادة عن ابن عباس قوله ، ولم يذكر فيه ابا العالية ، ولم يرفعه . واختلف العلماء في الوضوء من النوم : فراى اكثرهم ان لا يجب عليه الوضوء إذا نام قاعدا أو قائما حتى ينام مضطجعا . وبه يقول الثوري وابن المبارك واحمد . قال : وقال بعضهم : إذا نام حتى غلب على عقله وجب عليه الوضوء ، وبه يقول إسحاق . وقال الشافعي : من نام قاعدا فراى رؤيا أو زالت مقعدته لوسن النوم : فعليه الوضوء . 58 باب ما جاء في الوضوء مما غيرت النار 79 حدثنا ابن ابى عمر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد ابن عمرو عن ابى سلمة عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الوضوء مما مست النار ، ولو من ثور اقط . قال : فقال له ابن عباس : يا أبا هريرة ، انتوضأ من الدهن ؟ انتوضأ من الحميم ؟ قال : فقال أبو هريرة : يا ابن اخى ، إذا سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تضرب له مثلا) . قال : وفى الباب عن ام حبيبة وام سلمة ، وزيد بن ثابت ، وابى طلحة ، وابى ايوب ، وابى موسى . قال أبو عيسى : وقد راى بعض اهل العلم الوضوء مما غيرت النار .
[ 53 ]
وأكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم : على ترك الوضوء مما غيرت النار . 59 باب ما جاء في ترك الوضوء مما غيرت النار 80 حدثنا ابن ابى عمر حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل سمع جابرا ، قال سفيان : وحدثنا محمد ابن المنكدر عن جابر قال : (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا معه ، فدخل على امراة من الانصار ، فذبحت له شاة فأكل ، وأتته بقناع من رطب فأكل منه ، ثم توضأ وصلى ، ثم انصرف ، فأتته بعلالة من علالة الشاة ، فأكل ، ثم صلى العصر ولم يتوضأ) . قال : وفى الباب عن ابى بكر الصديق ، وابن عباس ، وابى هريرة ، وابن مسعود ، وابى رافع ، وام الحكم ، وعمرو بن امية ، وام عامر ، وسويد بن النعمان ، وام سلمة . قال أبو عيسى : ولا يصح حديث ابى بكر في هذا الباب من قبل إسناده ، إنما رواه حسام بن مصك عن ابن سيرين عن ابن عباس عن ابى بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم . والصحيح إنما هو عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : هكذا روى الحفاظ وروى من غير وجه عن ابن سيرين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم . ورواه عطاء بن يسار ، وعكرمة ومحمد بن عمرو بن عطاء ، وعلى بن عبد الله بن عباس وغير واحد عن ابن
[ 54 ]
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكروا فيه : (عن ابى بكر الصديق) ، وهذا اصح . قال أبو عيسى : والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم ، مثل : سفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق : رأوا ترك الوضوء مما مست النار . وهذا آخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان هذا لحديث ناسخ للحديث الاول : حديث الوضوء مما مست النار . 60 باب ما جاء في الوضوء من لحوم الابل 81 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن البراء بن عازب قال (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من الحوم الابل ؟ فقال : توضوا منها . وسئل عن الوضوء من لحوم الغنم ؟ فقال : لا تتوضوا منها) . قال : وفي الباب عن جابر بن سمرة ، واسيد بن حضير . قال أبو عيسى : وقد روى الحجاج بن ارطاة هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن البراء بن عازب وهو قول احمد وإسحاق وروى عبيدة الضبى عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى عن ذى الغرة الجهنى .
[ 55 ]
وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن الحجاج بن ارطاة ، فأخطا فيه ، وقال فيه : عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن ابيه عن اسيد بن حضير . والصحيح عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن البراء بن عازب . قال إسحاق : صح في هذا الباب حديثان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : حديث البراء ، وحديث جابر بن سمرة . وهو قول احمد واسحق . وقد روى عن بعض اهل العلم من التابعين وغيرهم : انهم لم يروا الوضوء من لحوم الابل ، وهو قول سفيان الثوري واهل الكوفه . 61 باب الوضوء من مس الذكر 82 حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن عروة قال اخبرني ابى عن بسرة بنت صفوان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضا) . قال : وفى الباب عن ام حبيبة ، وابى ايوب وأبى هريرة ، واروى ابنة انيس ، وعائشة ، وجابر ، وزيد بن خالد ، و عبد الله بن عمرو . قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح . قال : هكذا رواه غير واحد مثل هذا عن هشام بن عروة عن ابيه عن بسرة .
[ 56 ]
83 وروى أبو اسامة وغير واحد هذا الحديث عن هشام بن عروة عن ابيه عن مروان عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . حدثنا بذلك إسحاق بن منصور حدثنا أبو اسامة بهذا . 84 وروى هذا الحديث أبو الزناد عن عروة عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . حدثنا بذلك على بن حجر قال حدثنا عبد الرحمن ابن ابى الزناد عن ابيه عن عروة عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . وهو قول غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين . وبه يقول الاوزاعي والشافعي واحمد وإسحاق . قال محمد : واصح شئ في هذا الباب حديث بسرة . وقال أبو زرعة : حديث ام حبيبة في هذا الباب صحيح ، وهو حديث العلاء بن الحرث عن مكحول عن عنبسة بن ابى سفيان عن ام حبيبة . وقال محمد : لم يسمع مكحول من عنبسة بن ابى سفيان ، وروى مكحول عن رجل عن عنبسة غير هذا الحديث . وكانه لم ير هذا الحديث صحيحا . 62 باب ما جاء في ترك الوضوء من مس الذكر 85 حدثنا هناد ، حدثنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن قيس بن علق بن على هو الحنفي عن ابيه عن النبي صلى الله
[ 57 ]
عليه وسلم قال : (وهل هو الا مضغة منه ؟ أو بضعة منه ؟) . قال : وفى الباب : وعن ابى امامة . قال أبو عيسى : وقد روى عن غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبعض التابعين : انهم لم يروا الوضوء من مس الذكر . وهو قول اهل الكوفة وابن المبارك . وهذا الحديث احسن شئ روى في هذا الباب . وقد روى هذا الحديث ايوب بن عتبة ومحمد بن جابر عن قيس ابن طلق عن ابيه . وقد تكلم بعض اهل الحديث في محمد بن جابر وايوب بن عتبة . وحديث ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدراصح واحسن . 63 باب ما جاء في ترك الوضوء من القبلة 86 حدثنا قتيبة ، وهناد ، وابو كريب ، واحمد بن منيع ، ومحمود بن غيلان ، وابو عمار الحسين بن حريث قالوا : حدثنا وكيع عن الاعمش عن حبيب بن ابى ثابت ، عن عروة عن عائشة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضا . قال : قلت من هي الا انت ؟ قال : فضحكت) . قال أبو عيسى : وقد روى نحو هذا عن غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين . وهو قول سفيان الثوري واهل الكوفة ، وقالوا ليس في القبلة وضوء .
[ 58 ]
وقال مالك بن انس والاوزاعي ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق : في القبلة وضوء ، وهو قول غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين . وإنما ترك اصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لانه لا يصح عندهم ، لحال الاسناد . قال : وسمعت ابا بكر العطار البصري يذكر عن على بن المدينى قال : ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا ، وقال : هو شبه لا شئ . قال : وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث وقال : حبيب بن ابى ثابت لم يسمع من عروة . وقد روى عن إبراهيم التيمى عن عائشة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ) . وهذا لا يصح ايضا ، ولا نعرف لابراهيم التيمى سماعا من عائشة . وليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شئ . 64 باب ما جاء في الوضوء من القئ والرعاف 87 حدثنا أبو عبيدة بن ابى السفر ، وهو احمد بن عبد الله الهمداني الكوفى وإسحاق بن منصور ، قال أبو عبيدة : حدثنا ، وقال إسحاق : اخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنى ابى عن حسن
[ 59 ]
المعلم عن يحيى بنى أبى كثير قال : حدثنى عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي عن يعيش بن الوليد المخزومى عن ابيه عن معدان بن ابى طلحة عن ابى الدرداء : (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر فتوضأ ، فلقيت ثوبان في مسجد دمشق ، فذكرت ذلك له ، فقال : صدق . انا صببت له وضوءه) . قال أبو عيسى : وقال إسحاق بن منصور : (معدان بن طلحة) . قال أبو عيسى : و (ابن ابى طلحة) اصح . قال أبو عيسى : وقد رأى غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين : الوضوء من القئ والرعاف . وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك واحمد وإسحاق . وقال بعض اهل العلم : ليس في القئ والرعاف وضوء . وهو قول مالك والشافعي . وقد جود حسين المعلم هذا الحديث . وحديث حسين اصح شئ في هذا الباب . وروى معمر هذا الحديث عن يحيى بن ابى كثير فأخطا فيه ، فقال : (عن يعيش بن الوليد عن خالد بن معدان عن ابى الدرداء) ولم يذكر فيه (الاوزاعي) وقال : (عن خالد بن معدان) وإنما هو (معدان بن ابى طلحة) . 65 باب ما جاء في الوضوء بالنبيذ 88 حدثنا هناد حدثنا شريك عن ابى فزارة عن ابى زيد عن
[ 60 ]
عبد الله بن مسعود قال : (سألني النبي صلى الله عليه وسلم : ما في إدوتك ؟ فقلت : نبيذ . فقال : تمرة طيبة وماء طهور : قال : فتوضأ منه) . قال أبو عيسى : وإنما روى هذا الحديث عن ابى زيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم . وابو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث ، لا تعرف له رواية غير هذا الحديث . وقد رأى بعض اهل العلم الوضوء بالنبيذ : منهم : سفيان الثوري وغيره . وقال بعض اهل العلم : لا يتوضا بالنبيذ ، وهو قول الشافعي واحمد وإسحاق . وقال إسحاق : إن ابتلى رجل بهذا فتوضأ بالنبيذ وتيمم احب إلى . قال أبو عيسى : وقول من يقول (لا يتوضا بالنبيذ) : اقرب إلى الكتاب واشبه ، لان الله تعالى قال : (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا) . 66 باب ما جاء في المضمضة من اللبن 89 حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس : (ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فمضمض ، وقال : إن له دسما) . قال وفى الباب : عن سهل بن سعد الساعدي ، وام سلمة . قال أبو عيسى : وهدا حديث حسن صحيح .
[ 61 ]
وقد رأى بعض اهل العلم المضمضة من اللبن وهذا عندنا على الاستحباب . ولم ير بعضهم المضمضة من اللبن . 67 باب في كراهة رد السلام غير متوضئ 90 حدثنا نصر بن على ومحمد بن بشار قالا : حدثنا أبو احمد ومحمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر : (ان رجلا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فلم يرد عليه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وإنما يكره هذا عندنا إذا كان على الغائط والبول . وقد فسر بعض اهل العلم ذلك . وهذا احسن شئ روى في هذا الباب . قال أبو عيسى : وفى الباب عن المهاجر بن قنفذ ، و عبد الله بن حنظلة ، وعلقمة بن الفغواء ، وجابر ، والبراء . 68 باب ما جاء في سور الكلب 91 حدثنا سوار بن عبد الله العنبري حدثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت ايوب يحدث عن محمد بن سيرين عن ابى هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (يغسل الاناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات : اولاهن ، أو اخراهن بالتراب . وإذا ولغت فيه الهرة غسل مرة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول الشافعي واحمد وإسحاق
[ 62 ]
وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ، ولم يذكر فيه : (إذا ولغت فيه الهرة غسل مرة) . وقال : وفى الباب عن عبد الله بن مغفل . 69 باب ما جاء في سور الهرة 92 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك ابن انس عن إسحاق بن عبد الله بن ابى طلحة عن حميدة بنت عبيد ابن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك ، وكانت عند ابن ابى قتادة ان ابا قتادة دخل عليها ، قالت : فسكبت له وضوءا ، قالت : فجاءت هرة تشرب ، فأصغى لها الاناء حتى شربت ، قالت كبشة : فرأني أنظر إليه ! فقال : اتعجبين يا بنت اخى ؟ فقلت : نعم ، قال : إن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال : (إنها ليست بنجس ، إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات) . وقد روى بعضهم عن مالك : (وكانت عند ابى قتادة) والصحيح (ابن ابى قتادة) . قال : وفى الباب عن عائشة ، وابى هريرة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول اكثر العلماء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[ 63 ]
والتابعين ومن بعدهم مثل : الشافعي واحمد واسحاق : لم يروا بسور الهرة باسا . وهذا احسن شئ روى في هذا الباب . وقد جود مالك هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله بن ابى طلحة ولم يأت به احد اتم من مالك . 70 باب في المسح على الخفين 93 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن الاعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال : (بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفيه . فقيل له : اتفعل هذا ؟ قال : وما يمنعنى ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . قال إبراهيم : وكان يعجبهم حديث جرير ، لان إسلامه كان بعد نزول المائدة) . هذا قول ابراهيم ، يعنى (كان يعجبهم) . قال : وفى الباب عن عمر ، وعلى ، وحذيفة ، والمغيرة ، وبلال ، وسعد ، وابى ايوب ، وسلمان ، وبريدة ، وعمرو بن امية ، وانس ، وسهل بن سعد ، ويعلى بن مرة ، وعبادة بن الصامت ، واسامة بن شريك ، وابى امامة ، وجابر ، واسامة بن زيد : وابن عبادة ، يقال (ابن عمارة) ، و (ابى بن عمارة) . قال أبو عيسى : وحديث جرير حديث حسن صحيح .
[ 64 ]
94 ويروى عن شهر بن حوشب قال : (رايت جرير بن عبد الله توضأ ومسح على خفيه . فقلت له في ذلك ؟ فقال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه . فقلت له : اقبل المائدة ام بعد المائدة . فقال : ما اسلمت الا بعد المائدة) . حدثنا بذلك قتيبة حدثنا خالد بن زياد الترمذي عن مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن جرير . قال : وروى بقية عن ابراهيم بن ادهم عن مقاتل بن حيان عن شهر بن حوشب عن جرير . هذا حديث مفسر لان بعض من انكر المسح على الخفين تأول ان مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين كان قبل نزول المائدة ، وذكر جرير في حديثه انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين بعد نزول المائدة . 71 باب ما جاء في المسح على الخفين للمسافر والمقيم 95 حدثنا قتبية حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن إبراهيم التيمى عن عمر بن ميمون عن ابى عبد الله الجدلي عن خزيمة ابن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم : (انه سئل عن المسح على الخفين . فقال : للمسافر ثلاثة ، وللمقيم يوم) . وذكر عن يحيى بن معين انه صحح حديث خزيمة بن ثابت في المسح .
[ 65 ]
وأبو عبد الله الجدلي اسمه : عبد بن عبد) ويقال : عبد الرحمن ابن عبد) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وفى الباب عن على ، وابى بكرة ، وابى هريرة ، وصفوان بن عسال ، وعوف بن مالك ، وابن عمر ، وجرير . 96 حدثنا هناد حدثنا أبو الاحوص عن عاصم بن ابى النجود عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا ان لا ننزع خفافنا ثلاثة ايام ولياليهن إلا من جنابة ، ولكن من غائط وبول ونوم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد روى الحكم بن عتيبة وحماد عن ابراهيم النخعي عن ابى عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت . ولا يصح . قال على بن المدينى : قال يحيى بن سعيد قال شعبة . لم يسمع إبراهيم النخعي من ابى عبد الله الجدلي حديث المسح . وقال زائدة عن منصور : كنا في حجرة إبراهيم التيمى ، ومعنا إبراهيم النخعي ، فحدثنا إبراهيم التيمى عن عمرو بن ميمون عن أبى عبد الله الجدلي عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين . قال محمد بن إسماعيل : احسن شئ في هذا الباب حديث صفوان ابن عسال المرادى .
[ 66 ]
قال أبو عيسى : وهو قول أكثر العلماء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء ، مثل : سفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق : قالوا : يمسح المقيم يوما وليلة ، والمسافر ثلاثة ايام ولياليهن . قال أبو عيسى : وقد روى عن بعض اهل العلم : انهم لم يوقتوا في المسح على الخفين ، وهو قول مالك بن انس . قال أبو عيسى : والتوقيت اصح . وقد روى هذا الحديث عن صفوان بن عسال ايضا من غير حديث عام . 72 باب ما جاء في المسح على الخفين : اعلاه واسفله 97 حدثنا أبو الوليد الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم اخبرني ثور بن يزيد عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة (ان النبي صلى الله عليه وسلم مسح اعلى الخف وأسفله) . قال أبو عيسى : وهذا قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء وبه يقول مالك ، والشافعي وإسحاق . وهذا حديث معلول ، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد ابن مسلم . قال أبو عيسى : وسالت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث
[ 67 ]
فقالا : ليس بصحيح ، لان ابن المبارك روى هذا عن ثور عن رجاء ابن حيوة قال : حدثت عن كاتب المغيرة : مرسل عن البنى صلى لله عليه وسلم ، ولم يذكر فيه المغيرة 73 باب ما جاء في المسح على الخفين : ظاهرهما 98 حدثنا على بن حجر قال حدثنا عبد الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه عن عروة بن الزبير عن المغيرة بن شعبة قال : (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين : على ظاهرهما) . قال عيسى : حديث المغيرة حديث حسن . وهو حديث عبد الرحمن بن ابى الزناد عن ابيه عن المغيرة . ولا نعلم احدا يذكر عن عروة عن المغيرة (على ظاهرهما) : غيره . وهو قول غير واحد من اهل العلم ، وبه يقول سفيان الثوري وأحمد : قال محمد : وكان مالك بن انس يشير بعبد الرحمن بن ابى الزناد . 74 باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين 99 حدثنا هناد ومحمود بن غيلان قالا : حدثنا وكيع عن سفيان عن ابى قيس عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة قال : (توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح على الجوربين والنعلين) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول غير واحد من اهل العلم . وبه يقول سفيان الثوري
[ 68 ]
وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، واسحاق ، قالوا : يمسح على الجوربين وإن لم تكن نعلين ، إذا كانا ثخينين . قال : وفى الباب عن ابى موسى . قال أبو عيسى : سمعت صالح بن محمد الترمذي قال : سمعت ابا مقاتل السمرقندى يقول دخلت على ابى حنيفة في مرضه الذى مات فيه ، فدعا بماء فتوضأ ، وعليه جوربان ، فمسح عليهما ، ثم قال : فعلت اليوم شيئا لم اكن افعله : مسحت على الجوربين وهما غير منعلين . 75 باب ما جاء في المسح على العمامة 100 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سليمان التيمى عن بكر بن عبد الله المزني عن الحسن عن ابن المغيرة ابن شعبة عن ابيه قال : (توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح على الخفين والعمامة) . قال بكر : وقد سمعت من ابن المغيرة . قال : وذكر محمد بن بشار في هذا الحديث في موضع آخر : (انه مسح على ناصيته وعمامته) . وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة : ذكر بعضهم (المسح على الناصية والعمامة) ، ولم يذكر بعضهم (الناصية) . وسمعت احمد بن الحسن يقول : سمعت احمد بن حنبل يقول :
[ 69 ]
ما رأيت بعينى مثل يحيى بن سعيد القطان . قال : وفى الباب عن عمرو بن امية ، وسلمان ، وثوبان ، وابى امامة . قال أبو عيسى : حديث المغيرة بن شعبة حديث حسن صحيح . وهو قول غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم : أبو بكر ، وعمر ، وانس ، وبه يقول الاوزاعي واحمد ، وإسحاق ، قالوا : يمسح على العمامة . وقال غير واحد من اهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين : لا يمسح على العمامة إلا ان يمسح برأسه مع العمامة . وهو قول سفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، وابن المبارك ، والشافعي . قال أبو عيسى : وسمعت الجارود بن معاذ يقول : سمعت وكيع ابن الجراح يقول : إن مسح على العمامة يجزئه للاثر . 101 حدثنا هناد حدثنا على بن مسهر عن الاعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال : (ان النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والخمار) . 102 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق هو القرشئ عن ابى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال : سألت جابر بن عبد الله عن المسح على الخفين ؟ فقال : السنة يا ابن اخى . قال : وسألته عن المسح على العمامة ؟ فقال : امس الشعر الماء) .
[ 70 ]
76 باب ما جاء في الغسل من الجنابة 103 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن الاعمش عن سالم بن ابى الجعد عن كريب عن ابن عباس عن خالته ميمونة قالت : (وضعت للنبى صلى الله عليه وسلم غسلا فاغتسل من الجنابة : فأكفا إلاناء بشماله على يمينه ، فغسل كفيه ، ثم ادخل يده في الاناء فأفاض على فرجه ثم دلك بيده الحائط ، أو الارض ، ثم مضمض واستنشق ، وغسل وجهه وذراعيه ، ثم افاض على راسه ثلاثا ، ثم افاض على سائر جسده ، ثم تنحى فغسل رجليه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وفى الباب عن ام سلمة ، وجابر ، وابى سعيد وجبير بن مطعم ، وابى هريرة . 104 حدثنا ابن ابى عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد ان يغتسل من الجنابة بدا فغسل يديه قبل ان يدخلهما الاناء ، ثم غسل فرجه ، ويتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم يشرب شعره الماء ، ثم يحثى على راسه ثلاث حثيات) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو الذي اختاره اهل العلم في الغسل من الجنابة : انه يتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم يفرغ على راسه ثلاث مرات ، ثم يفيض الماء
[ 71 ]
على سائر جسده ، ثم يغسل قدميه . والعمل على هذا عنده اهل العلم ، وقالوا : إن انغمس الجنب في الماء ولم يتوضا اجزأه . وهو قول الشافعي ، واحمد وإسحاق . 77 باب هل تنقض المراة شعرها عند الغسل ؟ 105 حدثنا ابن ابى عمر حدثنا سفيان عن ايوب بن موسى عن سعيد المقبرى عن عبد الله بن رافع عن ام سلمة قالت : (قلت : يا رسول الله ، إنى امراة اشد ضفر راسى ، أفأنقضه لغسل الجنابة ؟ قال : لا ، إنما يكفيك ان تحثين على راسك ثلاث حثيات من ماء ، ثم تفيضين على سائر جسدك الماء فتطهرين . أو قال : فإذا انت قد تطهرت) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند اهل العلم : ان المراة إذا اغتسلت من الجنابة فلم تنقض شعرها ان ذلك يجزئها بعد ان تفيض الماء على راسها . 78 باب ما جاء ان تحت كل شعرة جنابة 106 حدثنا نصر بن على حدثنا الحارث بن وجيه قال حدثنا مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تحت كل شعرة جنابة ، فاغسلوا الشعر وانقوا البشر) . قال : وفى الباب عن على ، وانس .
[ 72 ]
قال أبو عيسى : حديث الحارث بن وجيه حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديثه . وهو شيخ ليس بذاك ، وقد روى عنه غير واحد من الائمة ، وقد تفرد بهذا الحديث عن مالك بن دينار . ويقال (الحارث بن وجيه) ويقال (ابن وجبة) . 79 باب ما جاء في الوضوء بعد الغسل 107 حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا شريك عن ابى إسحاق عن الاسود عن عائشة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتوضأ بعد الغسل) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . قال أبو عيسى : وهذا قول غير واحد من اهل العلم : اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين : ان لا يتوضأ بعد الغسل . 80 باب ما جاء : إذا التقى الختانان وجب الغسل 108 حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة قالت : (إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل ، فعلته انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا) . قال : وفى الباب عن ابى هريرة ، و عبد الله بن عمرو ، ورافع ابن خديج .
[ 73 ]
109 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل) . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . قال : وقد روى هذا الحديث عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه : (إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل) . وهو قول أكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلى ، وعائشة : والفقهاء من التابعين ومن بعدهم ، مثل : سفيان الثوري ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق . قالوا : إذا التقى الختانان وجب الغسل . 81 باب ما جاء : ان الماء من الماء 110 حدثنا احمد بن منيع حدثنا عبد الله بن المبارك اخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن ابى بن كعب قال : (إنما كان الماء من الماء رخصة في اول الاسلام ، ثم نهى عنها) . 111 حدثنا احمد بن منيع حدثنا عبد الله بن المبارك اخبرنا معمر عن الزهري ، بهذا الاسناد مثله : قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وإنما كان الماء من الماء في اول الاسلام ، ثم نسخ بعد ذلك .
[ 74 ]
وهكذا روى غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم : ابى بن كعب ، ورافع بن خديج . والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم : لانه إذا جامع الرجل امراته في الفرج وجب عليهما الغسل ، وإن لم ينزلا . 112 حدثنا على بن حجر اخبرنا شريك عن ابى الجحاف عن عكرمة عن ابن عباس قال : (إنما الماء من الماء في الاحتلام) . قال أبو عيسى : سمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يقول : لم نجد هذا الحديث الا عند شريك . قال أبو عيسى : وابو الجحاف اسمه (داود بن ابى عوف) . ويروى عن سفيان الثوري قال : حدثنا أبو الجحاف وكان مرضيا . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عثمان بن عفان ، وعلى بن أبى طالب والزبير ، وطلحة ، وابى ايوب ، وابى سعيد : عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (الماء من الماء) . 82 باب ما جاء فيمن يستيقظ فيرى بللا ، ولا يذكر احتلاما 113 حدثنا احمد بن منيع حدثنا حماد بن خالد الخياط عن عبد الله بن عمر هو العمرى عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل
[ 75 ]
ولا يذكر احتلاما ؟ قال : يغتسل . وعن الرجل يرى انه قد احتلم ولم يجد بللا ؟ قال : لا غسل عليه . قالت ام سلمة : يا رسول الله ، هل على المراة ترى ذلك غسل ؟ قال : نعم ، إن النساء شقائق الرجال) . قال أبو عيسى : وإنما روى هذا الحديث عبد الله بن عمر عن عبيد الله ابن عمر : حديث عائشة في الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما . و عبد الله ابن عمر ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه في الحديث . وهو قول غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين : إذا استيقظ الرجل فراى بلة انه يغتسل . وهو قول سفيان الثوري واحمد . وقال بعض اهل العلم من التابعين : إنما يجب عليه الغسل إذا كانت البلة بلة نطفة . وهو قول الشافعي وإسحاق . وإذا راى احتلاما ولم ير بلة فلا غسل عليه عند عامة اهل العلم . 83 باب ما جاء في المنى والمذى 114 حدثنا محمد بن عمرو السواق البخلى حدثنا هشيم عن يزيد بن ابى زياد ح قال وحدثنا محمود بن غيلان حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن يزيد بن ابى زياد عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن على قال : (سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المذى ؟ فقال : من المذى الوضوء ومن المنى الغسل) . قال : وفى الباب عن المقداد بن الاسود ، وابى بن كعب . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
[ 76 ]
وقد روى عن على بن ابى طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه : (من المذى الوضوء ، ومن المنى الغسل) . وهو قول عامة اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم وبه يقول سفيان ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق . 84 باب ما جاء في المذى يصيب الثوب 115 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبيد ، هو ابن السباق ، عن ابيه عن سهل بن حنيف قال : (كنت القى من المذى شدة وعناء ، فكنت اكثر منه الغسل . فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته عنه ؟ فقال : إنما يجزئك من ذلك الوضوء . فقلت : يا رسول الله ، كيف بما يصيب ثوبي منه ؟ قال : يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى انه أصاب منه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . ولا نعرفه الا من حديث محمد بن إسحاق في المذى مثل هذا . وقد اختلف أهل العلم في المذى يصيب الثوب ، فقال بعضهم : لا يجزى إلا الغسل ، وهو قول الشافعي ، وإسحاق . وقال بعضهم : يجزئه النضح . وقال أحمد : أرجوا أن يجزئه النضح بالماء . 85 باب ما جاء في المنى يصيب الثوب 116 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن همام بن الحرث قال : ضاف عائشة ضيف ، فأمرت له بملحفة صفراء ، فنام فيها ، فاحتلم ، فاستحيا أن يرسل بها وبها أثر الاحتلام ،
[ 77 ]
فغمسها في الماء ثم أرسل بها ، فقالت عائشة : لم أفسد علينا ثوبنا ؟ إنما كان يكفيه أن يفركه بأصابعه . وربما فركته من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعى . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء ، مثل سفيان الثوري ، والشافعي ، وأحمد ، واسحاق . قالوا في المنى يصيب الثوب : يجزئه الفرك وإن لم يغسل . وهكذا روى عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحراث عن عائشة مثل رواية الاعمش . وروى أبو معشر هذا الحديث عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة . وحديث الأعمش أصح . 86 باب غسل المنى من الثوب 117 حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا أبو معاوية عن عمرو ابن ميمون بن مهران عن سليمان بن يسار عن عائشة : (أنها غسلت منيا من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وفى الباب عن ابن عباس . وحديث عائشة : (أنها غسلت منيا من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم) : ليس بمخالف لحديث الفرك ، لانه وإن كان الفرك يجزى :
[ 78 ]
فقد يستحب للرجل أن لا يرى على ثوبه أثره . قال ابن عباس : المنى بمنزلة المخاط ، فأمطه عنك ولو بإذخرة . 87 باب ما جاء الجنب ينام قبل أن يغتسل 118 حدثنا هناد حدثنا أبو بكر بن عياش عن الاعمش عن أبى إسحاق عن الاسود عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء) . 119 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن أبى إسحاق : نحوه . قال أبو عيسى : وهذا قول سعيد بن المسيب وغيره . وقد روى غير واحد عن الاسود عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أنه كان يتوضأ قبل أن ينام) . وهذا اصح من حديث ابى اسحاق عن الاسود وقد روى عن أبى إسحاق هذا الحديث شعبة والثوري وغير واحد . ويرون أن هذا غلط من أبى إسحاق . 88 باب ما جاء في الوضوء إذا أراد أن ينام 120 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيدالله ابن عمر عن نافع عن أبن عمر عن عمر : (أنه سال النبي صلى الله عليه وسلم : أينام أحدنا وهو جنب ؟ قال : نعم ، إذا توضأ) .
[ 79 ]
قال : وفى الباب عن عمار ، وعائشة ، وجابر ، وأبى سعيد ، وأم سلمة قال أبو عيسى : حديث عمر أحسن شئ في هذا الباب وأصح . وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ، وبه يقول سفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، واسحق ، قالوا : إذا أراد الجنب أن ينام توضأ قبل أن ينام . 89 باب ما جاء في مصافحة الجنب . 121 حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن أبى رافع عن أبى هريرة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه وهو جنب : قال فانخنست أي فانخنست فاغتسلت ، ثم جئت ، فقال : أين كنت ؟ أو : أين ذهبت ؟ قلت : إنى كنت جنبا . قال : إن المسلم لا ينجس) . قال وفى الباب عن حذيفة وإبن عباس . قال أبو عيسى : وحديث أبى هريرة أنه لقى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جنب : حديث حسن صحيح . وقد رخص غير واحد من أهل العلم في مصافحة الجنب ، ولم يروا بعرق الجنب والحائض بأسا . ومعنى قوله (فانخنست) يعنى : تنحيت عنه .
[ 80 ]
90 باب ما جاء في المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل 122 حدثنا ابن أبى عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبى سلمة عن أم سلمة قالت : (جاءت أم سليم بنت ملحان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن الله لا يستحيى من الحق فهل على المرأة تعنى غسلا إذا هي رأت في المنام مثل ما يرى الرجل ؟ قال : نعم ، إذا هي رأت الماء فلتغتسل . قالت أم سلمة ، قلت لها : فضحت النساء يا أم سليم !) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول عامة الفقهاء : إن المرأة إذا رأت في المنام مثل ما يرى الرجل فأنزلت : أن عليها الغسل ، وبه يقول سفيان الثوري والشافعي . قال : وفى الباب عن أم سليم ، وخولة ، وعائشة ، وأنس . 91 باب ما جاء في الرجل يستدفى بالمرأة بعد الغسل 123 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن حريث عن الشعبى عن مسروق عن عائشة قالت : (ربما اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة ثم جاء فاستدفأ بى فضممته إلى ولم أغتسل) . قال أبو عيسى : هذا حديث ليس بإسناده بأس . وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين : أن الرجل إذا اغتسل فلا بأس بأن يستدفئ بأمرأته
[ 81 ]
وينام معها قبل أن تغتسل المرأة وبه يقول سفيان الثوري ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق . 92 باب ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء 124 حدثنا محمد بن بشار ومحمود بن غيلان قالا : حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبى ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الصعيد الطيب طهور المسلم ، وإن لم يجد الماء عشر سنين ، فإذا وجد الماء فليمسه بشرته ، فإن ذلك خير . وقال محمود في حديثه : (إن الصعيد الطيب وضوء المسلم) . قال : وفى الباب عن أبى هريرة ، و عبد الله بن عمرو ، وعمران بن حصين . قال أبو عيسى : وهكذا روى غير واحد عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن عمرو بن بجدان عن أبى ذر وقد روى هذا الحديث أيوب عن أبى قلابة عن رجل من بنى عامر عن أبى ذر ، ولم يسمه . قال : وهذا حديث حسن صحيح . وهو قول عامة الفقهاء : أن الجنب والحائض إذا لم يجدا الماء تيمما وصليا . ويروى عن أبن مسعود : أنه كان لا يرى التيمم للجنب ، وإن لم يجد الماء .
[ 82 ]
ويروى عنه : أنه رجع عن قوله ، فقال : يتيمم إذا لم يجد الماء . وبه يقول سفيان الثوري ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق . 93 باب ما جاء في المستحاضة . 125 حدثنا هناد حدثنا وكيع وعبدة وأبو معاوية عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : (جاءت فاطمة بنت أبى حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إنى امرأة استحاض فلا أطهر ، أفادع الصلاة ؟ قال : لا ، إنما ذلك عرق ، وليست بالحيضة ، فإذا أقبلت الحيضة فدعى الصلاة ، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلى) . قال أبو معاوية في حديثه : (وقال : توضئى لكل صلاة حتى يجئ ذلك الوقت) . قال : وفى الباب عن أم سلمة . قال أبو عيسى : حديث عائشة : (جاءت فاطمة) حديث حسن صحيح . وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين . وبه يقول سفيان الثوري ، ومالك ، وابن المبارك ، والشافعي : أن المستحاضة إذا جاوزت أيام أقرائها أغتسلت وتوضأت لكل صلاة .
[ 83 ]
94 باب ما جاء أن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة 126 حدثنا قتيبة حدثنا شريك عن أبى اليقظان عن عدى ابن ثابت عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في المستحاضة : (تدع الصلاة أيام أقرائها التى كانت تحيض فيها ، ثم تغتسل وتتوضأ عند كل صلاة ، وتصوم وتصلى) . 127 حدثنا على بن حجر أخبرنا شريك ، نحوه بمعناه . قال أبو عيسى : هذا حديث قد تفرد به شريك عن أبى اليقظان . قال : وسألت محمدا عن هذا الحديث ، فقلت : عدى بن ثابت عن أبيه عن جده ، جد عدى ما اسمه ؟ فلم يعرف محمد اسمه . وذكرت لمحمد قول يحيى بن معين : أن اسمه (دينار) فلم يعبأ به . وقال أحمد وإسحاق في المستحاضة : إن اغتسلت لكل صلاة هو أحوط لها ، وإن توضأت لكل صلاة أجزاها ، وإن جمعت بين الصلاتين بغسل واحد أجزأها . 95 باب ما جاء في المستحاضة : أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد 128 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر العقدى حدثنا زهير ابن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه عمران بن طلحة عن امه حمنة بنت جحش قالت : (كنت
[ 84 ]
أستحاض حيضة كثيرة شديدة ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره . فوجدته في بيت أختى زينب بنت جحش فقلت : يا رسول الله إنى أستحاض حيضة كثيرة شديدة ، فما تأمرني فيها ، قد منعتني الصيام والصللاة ؟ قال : أنعت لك الكرسف ، فإنه يذهب الدم قالت : هو أكثر من ذلك ؟ قال : فتلجمى . قالت : هو أكثر من ذلك ؟ فقال : فأتخذي ثوبا قالت : هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سأمرك بأمرين : أيهما صنعت أجزأ عنك ، فإن قويت عليهما فأتت أعلم ، فقال : إنما هي ركضة من الشيطان ، فتحيضى ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله ، ثم اغتسلي ، فإذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلى أربعا وعشرين ليلة ، أو ثلاثا وعشرين ليلة وأيامها ، وصومي وصلى ، فإن ذلك يجزئك ، وكذلك فافعلي ، كما تحيض النساء وكما يطهرن ، لميقات حيضهن وطهرهن ، فإن قويت على أن تؤخرى الظهر وتعجلى العصر جميعا ، ثم تؤخرين المغرب ، وتعجلين العشاء ، ثم تغتسلين ، وتجمعين بين الصلاتين - فافعلي ، وتغتسلين مع الصبح وتصلين وكذلك فافعلي ، وصومي إن قويت على ذلك فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو أعجب الامرين إلى) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . ورواه عبيدالله بن عمرو الرقى وابن جريج ، وشريك : عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمه
[ 85 ]
عمران عن أمه حمنة ، إلا أن ابن جريج يقول : (عمر بن طلحة) والصحيح (عمران بن طلحة) . قال : وسألت محمدا عن هذا الحديث ؟ فقال : هو حديث حسن صحيح . وهكذا قال أحمد بن حنبل : هو حديث حسن صحيح . وقال أحمد وإسحاق في المستحاضة : إذا كانت تعرف حيضها بإقبال الدم وإدباره ، وإقباله أن يكون أسود ، وإدباره أن يتغير إلى الصفرة : فالحكم لها على حديث فاطمة بنت أبى حبيش ، وإن كانت المستحاضة لها أيام معروفة قبل أن تستحاض : فإنها تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل وتتوضأ لكل صلاة وتصلى ، وإذا استمر بها الدم ولم يكن لها أيام معروفة ولم تعرف الحيض بإقبال الدم وإدباره : فالحكم لها على حديث حمنة بنت جحش . وكذلك قال أبو عبيد . وقال الشافعي : المستحاضة إذا استمر بها الدم في اول ما رأت فدامت على ذلك . فإنها تدع الصلاة ما بينها وبين خمسة عشر يوما فإذا طهرت في خمسة عشر يوما أو قبل ذلك : فإنها أيام حيض ، فإذا رأت الدم أكثر من خمسة عشر يوما : فإنها تقضى صلاة أربعة عشر يوما ، ثم تدع الصلاة بعد ذلك أقل ما تحيض النساء ، وهو يوم وليلة .
[ 86 ]
قال أبو عيسى : واختلف أهل العلم في أقل الحيض وأكثره : فقال بعض أهل العلم : أقل الحيض ثلاثة ، واكثره عشرة ، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة ، وبه يأخذ ابن المبارك وروى عنه خلاف هذا . وقال بعض أهل العلم ، منهم عطاء بن أبى رباح : أقل الحيض يوم وليلة ، وأكثره خمسة عشر يوما . وهو قول مالك ، والاوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحق ، وابى عبيد . 96 باب ما جاء في المستحاضة : أنها تغتسل عند كل صلاة 129 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن أبن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت : (استفتت أم حبيبة ابنه جحش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : إنى استحاض فلا أطهر ، أفأدع الصلاة ؟ فقال : لا ، إنما ذلك عرق ، فاغتسلي ، ثم صلى . فكانت تغتسل لكل صلاة) . قال قتيبة : قال الليث : لم يذكر ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم حبيبة أن تغتسل عند كل صلاة ، ولكنه شئ فعلته هي . قال أبو عيسى : ويروى هذا الحديث عن الزهري عن عمرة عن
[ 87 ]
عائشة قالت : (استفتت أم حبيبة بنت جحش رسول الله صلى الله عليه وسلم) . وقد قال بعض أهل العلم : المستحاضة تغتسل عند كل صلاة ، وروى الاوزاعي عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة) . 97 باب ما جاء في الحائض : أنها لا تقضى الصلاة 130 - حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبى قلابة عن معاذة : (أن امرأة سألت عائشة : قالت : أتقضى إحدانا صلاتها أيام محيضها ؟ فقالت أحرورية أنت ؟ قد كانت إحدانا تحيض فلا تؤمر بقضاء) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد روى عن عائشة من غير وجه : أن الحائض لا تقضى الصلاة . وهو قول عامة الفقهاء ، لا اختلاف بينهم في أن الحائض تقضى الصوم ولا تقضى الصلاة . 98 باب ما جاء في الجنب والحائض : أنهما لا يقرآن القرآن 131 حدثنا على بن حجر والحسن بن عرفة قالا : حدثنا إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقرا الحائض ، ولا الجنب شيئا من القرآن) .
[ 88 ]
قال : وفي الباب عن على . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث لا نعرفه الا من حديث إسماعيل بن عياش عن موسى بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يقرا الجنب ولا الحائض) . وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم ، مثل : سفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، قالوا : لا تقرا الحائض ولا الجنب من القرآن شيئا إلا طرف الاية والحرف ونحو ذلك ، ورخصوا للجنب والحائض في التسبيح والتهليل . قال : وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : إن اسماعيل بن عياش يروى عن أهل الحجاز وأهل العراق أحاديث مناكير ، كأنه ضعف روايته عنهم فيما ينفرد به . وقال : إنما حديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام . وقال أحمد بن حنبل : إسماعيل بن عياش اصلح من بقية ، ولبقية أحاديث مناكير عن الثقات . قال أبو عيسى : حدثنى أحمد بن الحسن قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول ذلك . 99 باب ما جاء في مباشرة الحائض 132 حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان
[ 89 ]
عن منصور عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضت يأمرنى أن أتزر ، ثم يباشرني) . قال : وفي الباب عن أم سلمة وميمونة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ، وبه يقول الشافعي ، وأحمد ، وإسحاق . 100 باب ما جاء في مؤاكلة الحائض وسؤرها 133 حدثنا عباس العنبري ومحمد بن عبد الاعلى قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدى حدثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن حرام بن معاوية عن عمه عبد الله بن سعد قال : (سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مؤاكلة الحائض ؟ فقال : واكلها) . قال : وفى الباب عن عائشة ، وأنس . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن سعد حديث حسن غريب . وهو قول عامة أهل العلم : لم يروا بمواكلة الحائض باسا . واختلفوا في فضل وضوئها : فرخص في ذلك بعضهم ، وكره بعضهم فضل طهورها . 101 باب ما جاء في الحائض تتناول الشئ من المسجد 134 حدثنا قتيبة حدثنا عبيدة بن حميد عن الاعمش عن ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد قال : قالت لى عائشة : (قال لى
[ 90 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ناوليني الخمرة من المسجد : قالت : قلت : إنى حائض : قال : إن حيضتك ليست في يدك) . قال : وفي الباب عن إبن عمر ، وأبى هريرة . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . وهو قول عامة أهل العلم ، لا نعلم بينهم اختلافا في ذلك : بأن لا بأس أن تتناول الحائض شيئا من المسجد . 102 باب ما جاء في كراهية إتيان الحائض . 135 حدثنا بندار حدثنا يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدى وبهز بن أسد قالوا : حدثنا حماد بن سلمة عن حكيم الاثرم عن أبى تميمة الهجيمى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أتى حائضا أو امراة في دبرها أو كاهنا : فقد كفر بما أنزل على محمد) صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى : لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الاثرم عن أبى تميمة الهجيمى عن أبى هريرة . وانما معنى هذا عند اهل العلم على التغليظ . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أتى حائضا فليتصدق بدينار) . فلو كان إتيان الحائض كفرا لم يؤمر فيه بالكفارة . وضعف محمد هذا الحديث من قبل إسناده . وأبو تميمة الهجيمى اسمه (طريف بن مجالد) .
[ 91 ]
103 - باب ما جاء في الكفارة في ذلك 136 - حدثنا على بن حجر أخبرنا شريك عن خصيف عن مقسم عن أبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : (في الرجل يقع على أمرائه وهى حائض ، قال : يتصدق بنصف دينار) . 137 حدثنا الحسين بن حريث أخبرنا الفضل بن موسى عن أبى حمزة السكرى عن عبد الكريم عن مقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا كان دما أحمر فدينار ، وإذا كان دما أصفر فنصف دينار) . قال أبو عيسى : حديث الكفارة في إتيان الحائض قد روى عن ابن عباس موقوفا ومرفوعا . وهو قول بعض أهل العلم . وبه يقول أحمد ، وإسحق . وقال ابن المبارك : يستغفر ربه ، ولا كفارة عليه . وقد روى نحو قول ابن المبارك عن بعض التابعين ، منهم : سعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، وهو قول عامة علماء الامصار . 104 باب ما جاء في غسل دم الحيض من الثوب 138 حدثنا ابن أبى عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكر : (أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الثوب يصيبه الدم من الحيضة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حتيه ، ثم اقرصيه بالماء ، ثم رشيه ، وصلى فيه) .
[ 92 ]
قال : وفي الباب عن أبى هريرة وأم قيس بنت محصن . قال أبو عيسى : حديث أسماء في غسل الدم حديث حسن صحيح . وقد اختلف أهل العلم في الدم يكون على الثوب فيصلى فيه قبل أن يغسله . قال بعض أهل العلم من التابعين : إذا كان الدم مقدار الدرهم فلم يغسله وصلى فيه أعاد الصلاة . وقال بعضهم : إذا كان الدم أكثر من قدر الدرهم أعاد الصلاة وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك . ولم يوجب بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم عليه الاعادة وإن كان أكثر من قدر الدرهم . وبه يول أحمد وإسحاق . وقال الشافعي : يجب عليه الغسل وإن كان أقل من قدر الدرهم . وشدد في ذلك . 105 باب ما جاء في كم تمكث النفساء 139 حدثنا نصر بن على الجهضمى حدثنا شجاع بن الوليد أبو بدر عن على بن عبد الاعلى عن أبى سهل عن مسة الازدية عن أم سلمة قالت : (كانت النفساء تجلس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما ، فكنا نطلى وجوهنا بالورس من الكلف) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبى سهل عن مسه الازدية عن أم سلمة .
[ 93 ]
واسم أبى سهل (كثير بن زياد) . قال محمد بن إسمعيل : على بن عبد الاعلى ثقة ، وأبو سهل ثقة . ولم يعرف محمد هذا الحديث إلا من حديث أبى سهل . وقد أجمع أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم على أن النفساء تدع الصلاة أربعين يوما ، إلا أن ترى الطهر قبل ذلك ، فإنها تغتسل وتصلى . فإذا رأت الدم بعد الاربعين : فإن أكثر أهل العلم قالوا : لا تدع الصلاة بعد الاربعين ، وهو قول اكثر الفقهاء . وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد واسحق . ويروى عن الحسن البصري أنه قال : إنها تدع الصلاة خمسين يوما إذا لم تر الطهر . ويروى عن عطاء بن أبى رياح والشعبى : ستين يوما . 106 باب ما جاء في الرجل يطوف على نسائه بغسل واحد 140 حدثنا بندار محمد بن بشار حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة عن أنس : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد) . قال : وفي الباب عن أبى رافع . قال أبو عيسى : حديث أنس حديث حسن صحيح (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد .
[ 94 ]
وهو قول غير واحد من أهل العلم ، منهم الحسن البصري : أن لا بأس أن يعود قبل أن يتوضا . وقد روى محمد بن يوسف هذا عن سفيان فقال : عن أبى عروة عن أبى الخطاب عن أنس . وأبو عروة هو : (معمر بن راشد) . وأبو الخطاب : (قتادة بن دعامة) . قال أبو عيسى : ورواه بعضهم عن محمد بن يوسف عن سفيان عن ابن أبى عروة عن أبى الخطاب . وهو خطا ، والصحيح : عن أبى عروة . 107 باب ما جاء في الجنب إذا أراد أن يعود توضأ 141 حدثنا هناد حدثنا حفص بن غياث عن عاصم الاحول عن أبى المتوكل عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضا بينهما وضوءا) . قال : وفي الباب عن عمر . قال أبو عيسى : حديث أبى سعيد حديث حسن صحيح . وهو قول عمر بن الخطاب . وقال به غير واحد من أهل العلم ، قالوا : إذا جامع الرجل امرأته ثم أراد أن يعود فليتوضأ قبل أن يعود . وأبو المتوكل اسمه (على بن داود) . وأبو سعيد الخدرى اسمه (سعد بن مالك بن سنان) .
[ 95 ]
108 باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء 142 حدثنا هناد بن السرى حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الارقم قال أقيمت الصلاة فأخذ بيد رجل فقدمه ، وكان إمام قومه ، وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء) . قال : وفي الباب عن عائشة وأبى هريرة ، وثوبان ، وأبى أمامة . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن الارقم حديث حسن صحيح . هكذا روى مالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان وغير واحد من الحفاظ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الارقم . وروى وهيب وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن رجل عن عبد الله بن الارقم . وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين . وبه يقول أحمد وإسحاق ، قالا يقوم إلى الصلاة وهو يجد شيئا من الغائط والبول وقالا : إن دخل في الصلاة فوجد شيئا من ذلك فلا ينصرف ما لم يشغله . وقال بعض أهل العلم : لا بأس أن يصلى وبه غائط أو بول ، ما لم يشغله ذلك عن الصلاة . 109 باب ما جاء في الوضوء من الموطى 143 - حدثنا أبو رجاء : قتيبة حدثنا مالك بن أنس عن محمد
[ 96 ]
ابن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لعبد الرحمن بن عوف قالت : قلت لام سلمة : (إنى امرأة أطيل ذيلي وأمشى في المكان القذر ؟ فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يطهره ما بعده) . قال : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود قال : (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتوضأ من الموطا) . قال أبو عيسى : وهو قول غير واحد من أهل العلم ، قالوا : إذا وطى الرجل على المكان القذر أنه لا يجب عليه غسل القدم ، إلا أن يكون رطبا فيغسل ما أصابه . قال أبو عيسى : وروى عبد الله بن المبارك هذا الحديث عن مالك بن أنس عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم (عن أم ولد لهود بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة) . وهو وهم ، وليس لعبد الرحمن بن عوف ابن يقال له (هود) . وإنما هو (عن أم ولد لابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة) . وهذا الصحيح . 110 باب ما جاء في التيمم 144 حدثنا أبو حفص عمرو بن على الفلاس حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزى عن أبيه عن عمار بن ياسر (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالتيمم للوجه والكفين) . قال : وفى الباب عن عائشة ، وابن عباس .
[ 97 ]
قال أبو عيسى : حديث عمار حديث حسن صحيح . وقد روى عن عمار من غير وجه . وهو قول غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم على ، وعمار ، وابن عباس ، وغير واحد من التابعين ، منهم : الشعبى ، وعطاء ، ومكحول ، قالوا : التيمم ضربة للوجه والكفين . وبه يقول احمد ، وإسحاق . وقال بعض اهل العلم ، منهم ابن عمر ، وجابر ، وإبراهيم ، والحسن ، قالوا : التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين . وبه يقول سفيان الثوري ، ومالك ، وابن المبارك ، والشافعي . وقد روى هذا الحديث عن عمار في التيمم أنه قال : للوجه والكفين) من غير وجه . وقد روى عن عمار انه قال : (تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المناكب والاباط) . فضعف بعض اهل العلم حديث عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم للوجه والكفين لما روى عنه حديث المناكب والاباط . قال إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي حديث عمار في التيمم للوجه والكفين : هو حديث حسن صحيح ، وحديث عمار (تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المناكب والاباط) : ليس هو بمخالف لحديث الوجه والكفين ، لان عمارا لم يذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم امرهم بذلك ، وإنما قال : (فعلنا كذا وكذا) فلما سال النبي صلى الله عليه وسلم امراه بالوجه والكفين فانتهى إلى ما علمه
[ 98 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوجه والكفين ، والدليل على ذلك : ما افتى به عمار بعد النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم انه قال : (الوجه والكفين) ففى هذا دلالة على انه انتهى إلى ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم فعلمه إلى الوجه والكفين . قال : وسمعت أبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم يقول : لم أر بالبصرة احفظ من هولاء الثلاثة : على بن المدينى ، وابن الشاذ كونى ، وعمرو بن على الفلاس . قال أبو زرعة : وروى عفان بن مسلم عن عمرو بن على حديثا . 145 حدثنا يحيى بن موسى حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا هشيم عن محمد بن خالد القرشى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس : (انه سئل عن التيمم ؟ فقال : إن الله قال في كتابه حين ذكر الوضوء : (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) ، وقال في التيمم : (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) وقال : (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) فكانت السنة في القطع الكفين ، إنما هو الوجه والكفان ، يعنى التيمم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب صحيح . 111 باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا 146 حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الاشج حدثنا حفص بن غياث وعقبة بن خالد قالا : حدثنا الاعمش وابن ابى ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن على قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا) .
[ 99 ]
قال أبو عيسى : حديث على هذا حديث حسن صحيح . وبه قال غير واحد من اهل العلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين . قالوا : يقرأ الرجل القرآن على غير وضوء ، ولا يقرا في المصحف إلا وهو طاهر . وبه يقول سفيان الثوري ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق . 112 باب ما جاء في البول يصيب الارض 147 حدثنا ابن ابى عمر وسعيد بن عبد الرحمن المخزومى قالا : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة قال : (دخل اعرابي المسجد ، والنبى صلى الله عليه وسلم جالس ، فصلى ، فلما فرغ قال : اللهم ارحمنى ومحمدا ولا ترحم معنا احدا ، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لقد تحجرت واسعا ، فلم يلبث ان بال في المسجد ، فأسرع إليه الناس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اهريقوا عليه سجلا من ماء ، أو دلوا من ماء ، ثم قال : إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين) . 148 قال سعيد : قال سفيان : وحدثني يحيى بن سعيد عن انس بن مالك نحو هذا . قال : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وائلة بن الاسقع . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند بعض اهل العلم . وهو قول احمد ، وإسحاق . وقد روى يونس هذا الحديث عن الزهري عن عبيدالله بن عبد الله عن ابى هريرة .
[ 100 ]
بسم الله الرحمن الرحيم ابواب الصلاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 113 باب ما جاء في مواقيت الصلاة 149 حدثنا هناد بن السرى حدثنا عبد الرحمن بن ابى الزناد عن عبد الرحمن بن عياش بن ابى ربيعة عن حكيم بن حكيم ، وهو ابن عباد بن حنيف ، اخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال اخبرني ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم : (امني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين ، فصلى الظهر في الاول منهما حين كان الفئ مثل الشرك ، ثم صلى العصر حين كان كل شئ مثل ظله ، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وفطر الصائم ، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق ، ثم صلى الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم . وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظل كل شئ مثله ، لوقت العصر بالامس ، ثم صلى العصر حين كان ظل كل شئ مثليه ، ثم صلى المغرب لوقته الاول ، ثم صلى العشاء الاخرة حين ذهب ثلث الليل ، ثم صلى الصبح حين اسفرت الارض ، ثم التفت إلى جبريل فقال : يا محمد ، هذا وقت الانبياء من قبلك والوقت فيما بين هذين الوقتين) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن ابى هريرة ، وبريدة وابى موسى ، وابى مسعود الانصاري وابى سعيد ، وجابر ، وعمرو بن حزم ، والبراء ، وانس .
[ 101 ]
150 اخبرني احمد بن محمد بن موسى اخبرنا عبد الله بن المبارك اخبرنا حسين بن على بن حسين اخبرني وهب بن كيسان عن جابر ابن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (امني جبريل) فذكر نحو حديث ابن عباس بمعناه ، ولم يذكر فيه (لوقت العصر بالامس) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . وحديث ابن عباس حديث حسن صحيح . وقال محمد : اصح شئ في المواقيت حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : وحديث جابر في المواقيت قد رواه عطاء بن ابى رباح وعمرو بن دينار وابو الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث وهب بن كيسان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم . 114 باب منه 151 حدثنا هناد حدثنا محمد بن فضيل عن الاعمش عن ابى صالح عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان للصلاة اولا وآخرا ، وإن اول وقت صلاة الظهر حين تزول الشمس ، وآخر وقت حين يدخل وقت العصر ، وإن اول وقت صلاة العصر حين يدخل وقتها ، وإن آخر وقتها حين تصفر الشمس ، وإن اول وقت المغرب حين تغرب الشمس ، وإن آخر وقتها حين يغيب الافق ، وإن اول وقت العشاء الاخرة حين يغيب الافق ، وإن آخر وقتها حين ينتصف الليل ، وإن اول وقت الفجر حين يطلع الفجر ، وإن آخر وقتها حين تطلع الشمس) . قال : وفى الباب عن عبد الله بن عمرو .
[ 102 ]
قال أبو عيسى : وسمعت محمدا يقول : حديث الاعمش عن مجاهد في المواقيت : اصح من حديث محمد بن فضيل عن الاعمش ، وحديث محمد بن فضيل خطا ، أخطا فيه محمد بن فضيل . حدثنا هناد حدثنا أبو اسامة عن ابى إسحاق الفزارى عن الاعمش عن مجاهد قال : كان يقال : إن للصلاة اولا وآخرا ، فذكر نحو حديث محمد بن فضيل عن الاعمش ، نحوه بمعناه . 115 باب منه 152 حدثنا احمد بن منيع والحسن بن الصباح البزار واحمد ابن محمد بن موسى ، المعنى واحد ، قالوا : حدثنا إسحاق بن يوسف الازرق عن سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن ابيه قال : (اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فسأله عن مواقيت الصلاة فقال : اقم معنا إن شاء الله ، فأمر بلالا فأقام حين طلع الفجر ، ثم امره فأقام حين زالت الشمس فصلى الظهر ، ثم امره فأقام فصلى العصر والشمس بيضاء مرتفعة ، ثم امره بالمغرب حين وقع حاجب الشمس ، ثم امره بالعشاء فأقام حين غاب الشفق ، ثم امره من الغد فنور بالفجر ، ثم امره بالظهر فأبرد وانعم ان يبرد ، ثم امره بالعصر فاقام والشمس آخر وقتها فوق ما كانت ، ثم امره فأخر المغرب إلى قبيل ان يغيب الشفق ، ثم امره بالعشاء فأقام حين ذهب ثلث الليل . ثم قال : اين السائل عن مواقيت الصلاة ؟ فقال الرجل : أنا ، فقال : مواقيت الصلاة كما بين هذين) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب صحيح . قال : وقد رواه شعبة عن علقمة بن مرثد ايضا .
[ 103 ]
116 باب ما جاء في التغليس بالفجر 153 حدثنا قتيبة عن مالك بن انس قال : وحدثنا الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت : إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى الصبح فينصرف النساء قال الانصاري : فيمر النساء متلففات بمروطهن ما يعرفن من الغلس) وقال قتيبة : (متلفعات) . قال : وفى الباب عن ابن عمر ، وانس ، وقيلة بنت مخرمة . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . وقد رواه الزهري عن عروة عن عائشة نحوه . وهو الذي اختاره غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم أبو بكر ، وعمر ، ومن بعدهم من التابعين . وبه يقول الشافعي ، واحمد ، وإسحاق : يستحبون التغليس بصلاة الفجر . 117 باب ما جاء في الاسفار بالفجر 154 حدثنا هناد حدثنا عبده هو ابن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (اسفروا بالفجر ، فإنه اعظم للاجر) . قال : وقد روى شعبة والثوري هذا الحديث عن محمد بن إسحاق . قال : ورواه محمد بن عجلان ايضا عن عاصم بن عمر بن قتادة . قال : وفى الباب عن ابى برزة الاسلمي وجابر ، وبلال .
[ 104 ]
قال أبو عيسى : حديث رافع بن خديج حديث حسن صحيح . وقد راى غير واحد من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين الاسفار بصلاة الفجر . وبه يقول سفيان الثوري . وقال الشافعي ، واحمد وإسحاق : معنى الاسفار . ان يضح الفجر فلا يشك فيه ، ولم يروا ان معنى الاسفار تأخير الصلاة . 118 باب ما جاء في التعجيل بالظهر 155 حدثنا هناد بن السرى حدثنا وكيع عن سفيان عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن الاسود عن عائشة قالت : (ما رايت احدا كان اشد ععجيلا للظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا من أبى بكر ولا من عمر) . قال : وفى الباب عن جابر بن عبد الله ، وخباب ، وابى برزة ، وابن مسعود وزيد بن ثابت ، وجابر بن سمرة . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن . وهو الذي اختاره اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم . قال على بن المدينى : قال يحيى بن سعيد : وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من اجل حديثه الذى روى عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من سأل الناس وله ما يغنيه) . قال يحيى : وروى له سفيان وزائدة ، ولم ير يحيى بحديثه باسا . قال محمد : وقد روى عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن
[ 105 ]
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل الظهر . 156 حدثنا الحسن بن على الحلواني اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهري قال : اخبرني أنس بن مالك : (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر حين زالت الشمس) . قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح . وهو احسن حديث في هذا الباب وفي الباب عن جابر . 119 باب ما جاء في تأخير الظهر في شدة الحر 157 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب وابى سلمة عن ابى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم) . قال : وفى الباب عن أبى سعيد ، وابى ذر ، وابن عمر ، والمغيرة ، والقاسم بن صفوان عن ابيه وابى موسى ، وابن عباس وانس . قال وروى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا ، ولا يصح . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وقد اختار قوم من اهل العلم تأخير صلاة الظهر في شدة الحر . وهو قول ابن المبارك واحمد وإسحاق . قال الشافعي : إنما الابراد بصلاة الظهر إذا كان مسجدا ينتاب اهله من البعد فاما المصلى وحده والذى يصلى في مسجد قومه فالذي احب له أن لا يوخر الصلاة في شدة الحر . قال أبو عيسى : ومعنى من ذهب إلى تأخير الظهر في شدة الحر هو اولى واشبه بالاتباع .
[ 106 ]
وأما ذهب إليه الشافعي ان الرخصة لمن ينتاب من البعد وللمشقة على الناس : فإن في حديث ابى ذر ما يدل على خلاف ما قال الشافعي . قال أبو ذر : (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأذن بلال بصلاة الظهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا بلال ابرد ثم ابرد) . فلو كان الامر على ما ذهب إليه الشافعي : لم يكن للابراد في ذلك الوقت معنى ، لاجتماعهم في السفر ، وكانوا لا يحتاجون ان ينتابوا من البعد . 158 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي قال : أنبأنا شعبة عن مهاجر ابى الحسن عن زيد بن وهب عن ابى ذر : (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه بلال ، فأراد ، ان يقيم ، فقال : ابرد ، ثم اراد ان يقيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابرد ، في الظهر ، قال : حتى رأينا في التلول ، ثم اقام فصلى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن شدة الحر من فيح جهنم ، فأبردوا عن الصلاة) . قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح . 120 باب ما جاء في تعجيل العصر 159 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة انها قالت : (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر والشمس في حجرتها ، لم يظهر الفئ من حجرتها) . قال : وفى الباب عن انس ، وابى اروى ، وجابر ، ورافع بن خديج .
[ 107 ]
قال ويروى عن رافع ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير العصر ، ولا يصح . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . وهو الذى اختاره بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم عمر ، و عبد الله بن مسعود ، وعائشة ، وانس ، غير واحد من التابعين : تعجيل صلاة العصر ، وكرهوا تأخيرها . وبه يقول عبد الله بن المبارك ، والشافعي ، واحمد وإسحق . 160 حدثنا على بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن (انه دخل على انس بن مالك في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر وداره يجنب المسجد ، فقال : قوموا فصلوا العصر ، قال : فقمنا فصلينا ، فلما انصرفنا قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : تلك صلاة المنافق ، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرنى الشيطان قام فنقر اربعا لا يدكر الله فيها إلا قليلا) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 121 باب ما جاء في تأخير صلاة العصر 161 حدثنا على بن حجر حدثنا إسماعيل بن علية عن ايوب عن بن أبى مليكة عن ام سلمة انها قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد تعجيلا للظهر منكم ، وانتم اشد تعجيلا للعصر منه) . قال أبو عيسى : وقد روى هذا الحديث عن إسماعيل بن علية عن بن جريج عن ابن أبى مليكة عن ام سلمة نحوه . 162 ووجدت في كتابي : اخبرني على بن حجر عن إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج
[ 108 ]
163 وحدثنا بشر بن معاذ البصري قال : حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن جريج بهذا الاسناد نحوه وهذا اصح . 122 باب ما جاء في وقت المغرب 164 حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن ابى عبيد عن سلمة بن الاكوع قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب) . قال : وفى الباب عن جابر ، والصنابحى ، وزيد بن خالد ، وانس ، ورافع بن خديج ، وابى ايوب ، وام حبيبة ، وعباس بن عبد المطلب وابن عباس . وحديث العباس قد روى موقوفا عنه ، وهو اصح . والصنابحى لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم : وهو صاحب ابى بكر رضى الله عنه . قال أبو عيسى : حديث سلمة بن الاكوع حديث حسن صحيح . وهو قول اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين : اختاروا تعجيل صلاة المغرب ، وكرهوا تأخيرها ، حتى قال بعض اهل العلم : ليس لصلاة المغرب إلا وقت واحد ، وذهبوا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلى به جبريل . وهو قول ابن المبارك والشافعي . 123 باب ما جاء في وقت صلاة العشاء الاخرة 165 حدثنا محمد بن عبد الملك بن ابى الشوارب حدثنا ابو عوانة عن ابى بشر عن بشير بن ثابت عن حبيب بن سالم عن
[ 109 ]
النعمان بن بشير قال : (انا أعلم الناس بوقت هذه الصلاة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر الثالثة) . 166 حدثنا أبو بكر محمد بن ابان حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن ابى عوانة ، بهذا الاسناد نحوه . قال أبو عيسى : روى هذا الحديث هشيم عن ابى بشر عن حبيب ابن سالم عن النعمان بن بشير . ولم يذكر فيه هشيم (عن بشير بن ثابت) . وحديث ابى عوانة اصح عندنا ، لان يزيد بن هارون روى عن شعبة عن ابى بشر نحو رواية ابى عوانة . 124 باب ما جاء في تأخير صلاة العشاء الاخرة 167 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عبيدالله بن عمر عن سعيد المقبرى عن ابى هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لولا ان اشق على امتى لامرتهم ان يوخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه) . قال : وفى الباب عن جابر بن سمرة ، وجابر بن عبد الله ، وأبى برزة ، وابن عباس ، وابى سعيد الخدرى ، وزيد بن خالد ، وابن عمر . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وهو الذي اختاره أكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، والتابعين وغيرهم : رأوا تأخير صلاة العشاء الاخرة . وبه يقول احمد وإسحاق . 125 باب ما جاء في كراهية النوم قبل العشاء والسمر بعدها 168 حدثنا احمد بن منيع حدثنا هشيم اخبرنا عوف .
[ 110 ]
قال احمد : وحدثنا عباد بن عباد هو المهلبى وإسماعيل بن علية : جميعا عن عوف عن سيار بن سلامة هو أبو المنهال الرياحي عن ابى برزة قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم : يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها) . قال وفى الباب عن عائشة ، و عبد الله بن مسعود ، وانس . قال أبو عيسى : حديث ابى برزة حديث حسن صحيح . وقد كره اكثر اهل العلم النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها ورخص في ذلك بعضهم . وقال عبد الله بن المبارك : اكثر الاحاديث على الكراهية . ورخص بعضهم في النوم قبل صلاة العشاء في رمضان . وسيار بن سلامة هو أبو المنهال الرياحي . 126 باب ما جاء من الرخصة في السمر بعد العشاء 169 حدثنا احمد بن منيع حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر بن الخطاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمر مع ابى بكر في الامر من امر المسلمين وانا معهما) . وفى الباب عن عبد الله بن عمرو ، وأوس بن خذيفة ، وعمران ابن حصين قال أبو عيسى : حديث عمر حديث حسن وقد روى هذا الحديث الحسن بن عبيدالله عن إبراهيم عن علقمة عن رجل من جعفى يقال له (قيس) أو (ابن قيس) عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : هذا الحديث في قصة طويلة .
[ 111 ]
وقد اختلف اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم في السمر بعد صلاة العشاء الاخرة : فكره قوم منهم السمر بعد صلاة العشاء ، ورخص بعضهم إذا كان في معنى العلم وما لابد منه من الحوائج . واكثر الحديث على الرخصة وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا سمر الا لمصل أو مسافر) . 127 باب ما جاء في الوقت الاول من الفضل 170 حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن عمر العمرى عن القاسم بن غنام عن عمته ام فروة ، وكانت ممن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الاعمال أفضل ؟ " قال : الصلاة لاول وقتها . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب حسن . 171 حدثنا احمد بن منيع حدثنا يعقوب بن الوليد المدنى عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الوقت الاول من الصلاة رضوان الله ، والوقت الاخر عفو الله) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . وقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . قال : وفى الباب عن على ، وابن عمر ، وعائشة ، وابن مسعود . 172 حدثنا قتيبة قال حدثنا عبد الله بن وهب عن سعيد ابن عبد الله الجهنى عن محمد بن على بن ابى طالب عن ابيه عن على بن ابى طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (يا على ،
[ 112 ]
ثلاث لا تؤخرها : الصلاة إذا آنت ، والجنازة إذا حضرت ، والايم إذا وجدت لها كفوا) قال أبو عيسى : حديث ام فروة لا يروى الا من حديث عبد الله ابن عمر العمرى وليس هو بالقوى عند اهل الحديث . واضطربوا عنه في هذا الحديث وهو صدوق ، وقد تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه . 173 حدثنا قتيبة حدثنا مروان بن معاوية الفزارى عن ابى يعفور عن الوليد بن العيزار عن ابى عمرو الشيباني : (ان رجلا قال لابن مسعود : أي العمل افضل ؟ قال سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : الصلاة على مواقيتها قلت : وماذا يا رسول الله ؟ قال : وبر الوالدين . قلت : وماذا يا رسول الله ؟ قال : والجهاد في سبيل الله) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد روى المسعودي وشعبة وسليمان هو أبو إسحاق الشيباني وغير واحد عن الوليد بن العيزار : هذا الحديث . 174 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن ابى هلال عن إسحاق بن عمر عن عائشة قالت : (ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لوقتها الاخر مرتين حتى قبضه الله) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن ، غريب ، وليس إسناده بمتصل . قال الشافعي : والوقت الاول من الصلاة افضل ، ومما يدل على فضل اول الوقت على آخره : اختيار النبي صلى الله عليه وسلم وابى بكر
[ 113 ]
وعمر ، فلم يكونوا يختارون إلا ما هو افضل ولم يكونوا يدعون الفضل ، وكانوا يصلون في اول الوقت . قال : حدثنا بذلك أبو الوليد المكى عن الشافعي . 128 باب ما جاء في السهو عن وقت صلاة العصر 175 حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الذى تفوته صلاة العصر فكانما وتر اهله وماله) . وفى الباب عن بريدة ، ونوفل بن معاوية . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . وقد رواه الزهري ايضا عن سالم عن ابيه إبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم . 129 باب ما جاء في تعجيل الصلاة إذا اخرها الامام 176 حدثنا محمد بن موسى البصري حدثنا جعفر بن سليمان الضبعى عن ابى عمران الجونى عن عبد الله بن الصامت عن ابى ذر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يا اباذر ، امراء يكونون بعدى يميتون الصلاة ، فصل الصلاة لوقتها كانت لك نافلة ، وإلا كنت قد احرزت صلاتك) . وفى الباب عن عبد الله بن مسعود ، وعبادة بن الصامت . قال أبو عيسى : حديث ابى ذر حديث حسن . وهو قول غير واحد من اهل العلم : يستحبون ان يصلى الرجل الصلاة ليمقاتها إذا اخرها الامام ، والصلاة الاولى هي المكتوبة عند
[ 114 ]
أكثر اهل العلم . وابو عمران الجونى اسمه (عبد الملك بن حبيب) . 130 باب ما جاء في النوم عن الصلاة 177 حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن عبد الله بن رباح الانصاري عن ابى قتادة قال : (ذكروا للنبى صلى الله عليه وسلم نومهم عن الصلاة فقال : إنه ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط في اليفظة ، فإذا نسى احدكم صلاة أو نام فليصلها إذا ذكرها) . وفى الباب عن ابن مسعود ، وابى مريم ، وعمران بن حصين ، وحببير بن مطعم ، وابى جحيفة ، وابى سعيد ، وعمرو بن امية الضمرى وذى مخبر ويقال : ذى مخمر وهو ابن اخى النجاشي . قال أبو عيسى : وحديث ابى قتادة حديث حسن صحيح وقد اختلف اهل العلم في الرجل ينام عن الصلاة أو ينساها فيستيقظ أو يذكر وهو في غير وقت صلاة ، عند طلوع الشمس أو عند غروبها . فقال بعضهم : يصليها إذا استيفظ أو ذكر ، وإن كان عند طلوع الشمس أو عند غروبها ، وهو قول احمد ، وإسحاق ، والشافعي ومالك . وقال بعضهم : لا يصلى حتى تطلع الشمس أو تغرب . 131 باب ما جاء في الرجل ينسى الصلاة 187 حدثنا قتيبة وبشر بن معاذ قالا : حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من نسى صلاة فليصلها إذا ذكرها) .
[ 115 ]
وفى الباب عن سمرة ، وابى قتادة . قال أبو عيسى : حديث انس حديث حسن صحيح ويروى عن على بن ابى طالب : انه قال في الرجل ينسى الصلاة قال : يصلها متى ما ذكرها في وقت أو في غير وقت . وهو قول الشافعي ، واحمد بن حنبل ، وإسحاق . ويروى عن ابى بكرة : انه نام عن صلاة العصر ، فاستيقظ عند غروب الشمس ، فلم يصل حتى غربت الشمس . وقد ذهب قوم من اهل الكوفة إلى هذا . واما اصحابنا فذهبوا إلى قول على بن ابى طالب رضى الله عنه . 132 باب ما جاء في الرجل تفوته الصلوات بأيتهن يبدا 179 حدثنا هناد حدثنا هشيم عن ابى الزبير عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابى عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال : قال عبد الله بن مسعود : (إن المشركين شغلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اربع صلوات يوم الخندق حتى ذهب من الليل ما شاء الله ، فأمر بلالا فأذن ، ثم اقام فصلى الظهر ، ثم اقام فصلى العصر ، ثم اقام فصلى المغرب ، ثم اقام فصلى العشاء) . قال : وفى الباب عن ابى سعيد ، وجابر . قال أبو عيسى : حديث عبد الله ليس باسناده بأس ، إلا ان ابا عبيدة لم يسمع من عبد الله . وهو الذى اختاره بعض اهل العلم في الفوائت : ان يقيم الرجل لكل صلاة إذا قضاها . وإن لم يقم اجزاه . وهو قول الشافعي .
[ 116 ]
180 - وحدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا معاذ بن هشام حدثنى ابى عن يحيى ابن ابى كثير حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله : (ان عمر بن الخطاب قال يوم الخندق ، وجعل يسب كفار قريش ، قال : يا رسول الله ! ما كدت اصلى العصر حتى تغرب الشمس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والله إن صليتها قال : فنزلنا بطحان ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأنا ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها المغرب) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 133 باب ما جاء في صلاة الوسطى انها العصر وقد قيل : إنها الظهر 181 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي وابو النضر عن محمد بن طلحة بن مصرف عن زبيد عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صلاة الوسطى صلاة العصر) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 182 حدثناهناد حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (صلاة الوسطى صلاة العصر) . قال : وفى الباب عن على و عبد الله بن مسعود ، وزيد بن ثابت وعائشة وحفصة ، وابى هريرة ، وابى هاشم بن عتبة . قال أبو عيسى : قال محمد : قال على بن عبد الله حديث الحسن عن سمرة بن جندب حديث صحيح ، وقد سمع منه .
[ 117 ]
قال أبو عيسى : حديث سمرة في صلاة الوسطى حديث حسن . وهو قول اكثر العلماء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم . وقال زيد بن ثابت وعائشة : صلاة الوسطى صلاة الظهر . وقال ابن عباس وابن عمر . صلاة الصبح . حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا قريش بن انس عن حبيب بن الشهيد قال لى محمد بن سيرين : سل الحسن : ممن سمع حديث العقيقة ؟ فسألته ، فقال سمعته من سمرة بن جندب . قال أبو عيسى : واخبرني محمد بن إسماعيل حدثنا على بن عبد الله بن المدينى عن قريش بن انس بهذا الحديث . قال : محمد : قال على : وسماع الحسن من سمرة صحيح . واحتج بهذا الحديث . 134 باب ما جاء في كراهية الصلاة بعد العصر وبعد الفجر 183 حدثنا احمد بن منيع حدثنا هشيم اخبرنا منصور ، وهو ابن زاذان عن قتادة قال : اخبرنا أبو العالية عن ابن عباس قال : سمعت غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : منهم عمر ابن الخطاب ، وكان من احبهم إلى : (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس ، وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) . قال : وفى الباب عن عن ، وابن مسعود ، وعقبة بن عامر ، وابى هريرة ، وابن عمر ، وسمرة بن جندب ، و عبد الله بن عمرو ،
[ 118 ]
ومعاذ بن عفراء ، الصنابحى ولم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلمة بن الا كوع ، وزيد بن ثابت ، وعائشة ، وكعب بن مرة ، وابى امامة ، وعمرو بن عبسة ، ويعلى بن امية ، ومعاوية . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس عن عمر حديث حسن صحيح . وهو قول اكثر الفقهاء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : انهم كرهوا الصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس . واما الصلوات الفوائت فلا بأس ان تقضى بعد العصر وبعد الصبح . قال على بن المدينى : قال يحيى بن سعيد : قال شعبة : لم يسمع قتادة من ابى العالية الا ثلاثة اشياء : حديث عمر : (ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس) وحديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا ينبغى لاحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى) وحديث على : القضاة ثلاثة) . 135 باب ما جاء في الصلاة بعد العصر 184 حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : (إنما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد العصر لانه اتاه مال فشغله عن الركعتين بعد الظهر ، فصلاهما بعد العصر ، ثم لم يعد لهما) . وفى الباب عن عائشة ، وام سلمة ، وميمونه ، وابى موسى . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث حسن .
[ 119 ]
قد روى غير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم : (ائة صلى بعد العصر ركعتين) . وهذا خلاف ما روى عنه : (انه نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) . وحديث ابن عباس اصح حيث قال : (لم يعد لهما) . وقد روى عن زيد بن ثابت نحو حديث ابن عباس . وقد روى عن عائشة في هذا الباب روايات : روى عنها : (ان النبي صلى الله عليه وسلم مادخل عليها بعد العصر الا صلى ركعتين) . وروى عنها عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (انه نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس) . والذى اجتمع عليه أكثر اهل العلم : على كراهية الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس ، إلا ما استثنى من ذلك ، مثل الصلاة بمكة بعد العصر حتى تغرب الشمس وبعد الصبح حتى تطلع الشمس بعد الطواف ، فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم رخصة في ذلك وقد قال به قوم من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم وبه يقول الشافعي ، واحمد ، وإسحاق . وقد كره قوم من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم الصلاة بمكة ايضا بعد العصر وبعد الصبح .
[ 120 ]
وبه يقول سفيان الثوري ومالك بن انس ، وبعض اهل الكوفة . 136 باب ما جاء في الصلاة قبل المغرب 185 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله ابن بريدة عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بين كل اذانين صلاة لمن شاء) . وفى الباب عن عبد الله بن الزبير قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن صحيح . وقد اختلف اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قبل المغرب : فلم ير بعضهم الصلاة قبل المغرب . وقد روى عن غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : انهم كانوا يصلون قبل صلاة المغرب ركعتين ، بين الاذان والاقامة . وقال احمد وإسحاق : إن صلاهما فحسن . وهذا عندهما على الاستحباب . 137 باب ما جاء فيمن ادرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس 186 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن انس عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار وعن بسربن سعيد وعن الاعرج يحدثونه عن ابى هريرة : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من ادرك من الصبح ركعة قبل ان تطلع الشمس فقد ادرك الصبح ، ومن ادرك من العصر ركعة قبل ان تغرب الشمس فقد ادرك العصر) . وفى الباب عن عائشة .
[ 121 ]
قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وبه يقول أصحابنا والشافعي ، واحمد ، وإسحق . ومعنى هذا الحديث عندهم لصاحب العذر ، مثل الرجل ينام عن الصلاة أو ينساها فيستيقظ ويذكر عند طلوع الشمس وعند غروبها . 138 باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين في الحضر 187 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن حبيب بن ابى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : (جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء بالمدينة ، من غير خوف ولامطر . قال : فقيل لابن عباس : ما اراد بذلك ؟ قال : اراد ان لا يحرج امته) . وفى الباب عن ابى هريرة . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس قد روى عنه من غير وجه : رواه جابر بن زيد وسعيد بن جبير و عبد الله بن شقيق العقيلى . وقد روى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا : 188 حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف البصري حدثنا المعتمر ابن سليمان عن ابيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد اتى بابا من ابواب الكبائر) . قال أبو عيسى : وحنش هذا هو : (أبو على الرحبى) وهو (حسين بن قيس) وهو ضعيف عند اهل الحديث ، ضعفه احمد وغيره . والعمل على هذا عند اهل العلم : ان لا يجمع بين الصلاتين إلا في السفر أو بعرفة .
[ 122 ]
ورخص بعض اهل العلم ومن التابعين في الجمع بين الصلاتين للمريض وبه يقول احمد ، وإسحاق وقال بعض اهل العلم : يجمع بين الصلاتين في المطر . وبه يقول الشافعي ، واحمد ، وإسحاق ولم ير الشافعي للمريض ان يجمع بين الصلاتين . 139 باب ما جاء في بدء الاذان 189 حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الاموى حدثنا ابى حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمى عن محمد بن عبد الله ابن زيد عن ابيه قال : (لما أصبحنا اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بالرؤيا ، فقال : إن هذه لرؤيا حق ، فقم مع بلال ، فإنه اندى وامد صوتا منك ، فالق عليه ما قيل لك ، وليناد بذلك ، قال فلما سمع عمر ابن الخطاب نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يجر إزاره ، وهو يقول : يا رسول الله ، والذى بعثك بالحق ، لقد رايت مثل الذى قال ، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلله الحمد ، فذلك اثبت) . قال : وفى الباب عن ابن عمر . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح . وقد روى هذا الحديث إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق انم من هذا الحديث وأطول ، وذكر فيه قصة الاذان مثنى مثنى والاقامة مرة مرة . و عبد الله بن زيد هو ابن عبد ، ويقال : ابن عبد عبد ربه .
[ 123 ]
ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا يصح إلا هذا الحديث الواحد في الاذان) . و عبد الله بن زيد بن عاصم المازنى له احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عم عباد بن تميم . 190 حدثنا أبو بكر بن النصر بن ابى النضر حدثنا حجاج ابن محمد قال : قال ابن جريج : اخبرنا نافع عن ابن عمر قال : (كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلوات ، وليس ينادى بها احد ، فتكلموا يوما في ذلك ، فقال بعضهم : اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى ، وقال بعضهم : اتخذوا قرنا مثل قرن اليهود ، قال : فقال : عمر بن الخطاب : اولا تبعثون رجلا ينادى بالاصلاة ؟ ! قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بلال قم فناد بالصلاة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ، غريب من حديث ابن عمر . 140 باب ما جاء في الترجيع في الاذان 191 حدثنا بشر بن معاذ البصري حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز ابن عبد الملك بن ابى محذورة قال : اخبرني ابى وجدى جميعا عن ابى محذورة : (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقعده والقى عليه الاذان حرفا حرفا . قال إبراهيم : مثل اذاننا . قال بشر . فقلت له : اعد على فوصف الاذان بالترجيع) . قال أبو عيسى : حديث ابى محذورة في الاذان حديث صحيح . وقد روى عنه من غير وجه .
[ 124 ]
وعليه العمل بمكة ، وهو قول الشافعي . 192 حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا همام عن عامر بن عبد الواحد الاحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن ابى محذورة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم علمه الاذان تسع عشرة كلمة ، والاقامة سبع عشرة كلمة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وابو محذورة اسمه (سمرة بن معير) . وقد ذهب بعض اهل العلم إلى هذا في الاذان . وقد روى عن ابى محذورة انه كان يفرد الاقامة . 141 باب ما جاء في إفراد الاقامة 193 حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوهاب الثقفى ويزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن ابى قلابة عن انس بن مالك قال : (امر بلال ان يشفع الاذان ويوتر الاقامة) ، وفى الباب عن ابن عمر . قال أبو عيسى : وحديث انس حديث حسن صحيح . وهو قول بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وبه يقول مالك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق .
[ 125 ]
142 باب ما جاء ان الاقامة مثنى مثنى 194 حدثنا أبو سعيد الاشج حدثنا عقبة بن خالد عن ابن ابى ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن عبد الله بن زيد قال : (كان اذان رسول الله صلى الله عليه وسلم شفعا شفعا : في الاذان والاقامة) . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن زيد رواه وكيع عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال حدثنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : ان عبد الله بن زيد رأى الاذان في المنام) وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن ابى ليلى : (ان عبد الله بن زيد رأى الاذان في المنام) . وهذا اصح من حديث ابن ابى ليلى . و عبد الرحمن بن ابى ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد . وقال بعض اهل العلم : الاذان مثنى مثنى ، والاقامة مثنى مثنى . قال أبو عيسى : ابن ابى ليلى هو : (محمد بن عبد الرحمن بن ابى ليلى) كان قاضى الكوفة ، ولم يسمع من ابيه شيئا ، إلا انه يروى عن رجل عن ابيه . وبه يقول سفيان الثوري ، وابن المبارك ، واهل الكوفة . 143 باب ما جاء في الترسل في الاذان 195 حدثنا احمد بن الحسن حدثنا المعلى بن اسد حدثنا عبد المنعم هو صاحب السقاء ، قال : حدثنا يحيى بن مسلم عن الحسن وعطاء عن جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال : (يا بلال ،
[ 126 ]
إذا اذنت فترسل في اذانك ، وإذا اقمت فاحدر ، واجعل بين اذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الاكل من أكله ، والشارب من شربه ، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته ، ولا تقوموا حتى ترونى) . 196 حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد بن عبد المنعم نحوه . قال أبو عيسى : حديث جابر هذا حديث لا نعرفه الا من هذا الوجه ، من حديث عبد المنعم ، وهو إسناد مجهول . وعبد المنعم شيخ بصرى . 144 باب ما جاء في إدخال الاصبع في الاذن عند الاذان 197 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق اخبرنا سفيان الثوري عن عون بن ابى جحيفة عن ابيه قال : رايت بلالا يوذن ويدور ، ويتبع فاه هاهنا وهاهنا ، وإصبعاه في اذنيه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء ، اراه قال : من أدم ، فخرج بلال بين يديه بالعنزة فركزها بالبطحاء ، فصلى إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بين يديه الكلب والحمار ، وعليه حلة حمراء ، كانى أنظر إلى بريق ساقيه ، قال سفيان : نراه حبرة) . قال أبو عيسى : حديث ابى جحيفة حديث حسن صحيح . وعليه العمل عند اهل العلم : يستحبون ان يدخل الموذن اصبعيه في إذنيه في الاذان . وقال بعض اهل العلم : وفى الاقامة ايضا ، يدخل إصبعيه في اذنيه وهو قول الاوزاعي . وابو جحيفة اسمه (وهب بن عبد الله السوائى) .
[ 127 ]
145 باب ما جاء في التثويب في الفجر 198 حدثنا احمد بن منيع حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا ابو إسرائيل عن الحكم عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن بلال قال : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لاتثوبن في شئ من الصلوات الا في صلاة الفجر) . قال : وفى الباب عن ابى محذورة . قال أبو عيسى : حديث بلال لا نعرفه إلا من حديث ابى إسرائيل الملائى . وابو إسرائيل لم يسمع هذا الحديث من الحكم بن عتيبة قال : إنما رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة . وابو إسرائيل اسمه (إسماعيل بن ابى إسحاق) وليس هو بذلك القوى عند اهل الحديث . وقد اختلف اهل العلم في تفسير التثويب . قال بعضهم : التثويب ان يقول في اذان الفجر : (الصلاة خير من النوم) وهو قول ابن المبارك واحمد . وقال إسحاق في التثويب غير هذا ، قال : التثويب المكروه هو شئ احدثه الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا اذن الموذن فاستبطأ القوم قال بين الاذان والاقامة : (قد قامت الصلاة ، حى على الصلاة ، حى على الفلاح) . قال : وهذا الذى قال إسحاق : هو التثويب الذى قد كرهه اهل العلم والذى احدثوه بعد النبي صلى الله عليه وسلم . والذى فسر ابن المبارك واحمد : ان التثويب ان يقول المؤذن في اذان الفجر : (الصلاة خير من النوم) .
[ 128 ]
وهو قول صحيح ، ويقال له (التثويب ايضا) وهو الذي اختاره اهل العلم ورأوه . وروى عن عبد الله بن عمر انه كان يقول في صلاة الفجر (الصلاة خير من النوم) . وروى عن مجاهد قال : دخلت مع عبد الله بن عمر مسجدا وقد اذن فيه ، ونحن نريد ان نصلى فيه ، فثوب المؤذن ، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد وقال : اخرج بنا من عند هذا المبتدع ! ولم يصل فيه . قال وإنما كره عبد الله التثويب الذى احدثه الناس بعد . 146 باب ما جاء ان من اذن فهو يقيم 199 حدثنا هناد حدثنا عبدة ويعلى بن عبيد عن عبد الرحمن ابن زياد بن انعم الافريقى عن زياد بن نعيم الحضرمي عن زياد بن الحرث الصدائى قال (امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اؤذن في صلاة الفجر ، فأذنت ، فأراد بلال ان يقيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن اخا صداء قد اذن فهو يقيم) . قال : وفى الباب عن ابن عمر . قال أبو عيسى : وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الافريقى . والافريقى هو ضعيف عند اهل الحديث ، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره ، وقال احمد : لا اكتب حديث الافريقى . قال : ورايت محمد بن إسماعيل يقوى امره ، ويقول : هو مقارب الحديث . والعمل على هذا عند أكثر اهل العلم : ان من اذن فهو يقيم .
[ 129 ]
147 باب ما جاء في كراهية الاذان بغير وضوء 200 حدثنا على بن جحر حدثنا الوليد بن مسلم عن معاوية بن يحيى الصدفى عن الزهري عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يوذن إلا متوضئ) . 201 حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال : قال أبو هريرة : لا ينادى بالصلاة إلا متوضئ . قال أبو عيسى : وهذا اصح من الحديث الاول . قال أبو عيسى : وحديث ابى هريرة لم يرفعه ابن وهب ، وهو اصح من حديث الوليد بن مسلم . والزهرى لم يسمع من ابى هريرة واختلف اهل العلم في الاذان على غير وضوء : فكرهه بعض اهل العلم ، وبه يقول الشافعي ، وإسحق . ورخص في ذلك بعض اهل العلم وبه يقول سفيان الثوري ، وابن المبارك ، واحمد . 148 باب ما جاء : ان الامام احق بالاقامة 202 حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق اخبرنا إسرائيل اخبرني سماك بن حرب سمع جابر بن سمرة يقول : (كان موذن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمهل فلا يقيم ، حتى إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج اقام الصلاة حين يراه) . قال أبو عيسى : حديث جابر بن سمرة هو حديث حسن صحيح .
[ 130 ]
وحديث إسرائيل عن سماك لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وهكذا قال بعض اهل العلم : إن الموذن املك بالاذان ، والامام املك بالاقامة . 149 باب ما جاء في الاذان بالليل 203 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن سالم عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن ام مكتوم) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن ابن مسعود وعائشة ، وانسة ، وانس ، وابى ذر ، وسمرة . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حسن صحيح . وقد اختلف اهل العلم في الاذان بالليل : فقال بعض اهل العلم : إذا اذن الموذن بالليل اجزاء ولا يعيد وهو قول مالك ، وابن المبارك ، واحمد ، وإسحاق . وقال بعض اهل العلم : إذا اذن بليل اعاد . وبه يقول سفيان الثوري . وروى حماد بن سلمة عن ايوب عن نافع عن ابن عمر : (ان بلالا اذن بليل ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم ان ينادى إن العبد نام) . قال أبو عيسى : هذا حديث غير محفوظ . والصحيح ما روى عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يوذن ابن ام مكتوم) .
[ 131 ]
قال : وروى عبد العزيز بن ابى رواد عن نافع : ان موذنا لعمر اذن بليل ، فأمره عمر أن يعيد الاذان . وهذا لا يصح ايضا ، لانه عن نافع عن عمر : منقطع . ولعل حماد بن سلمة اراد هذا الحديث . والصحيح رواية عبيدالله وغير واحد عن نافع عن ابن عمر ، والزهرى عن سالم عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن بلالا يوذن بليل) . قال أبو عيسى : ولو كان حديث حماد صحيحا لم يكن لهذا الحديث معنى ، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان بلالا يؤذن بليل) فإنما امرهم فيما يستقبل ، فقال : (إن بلالا يوذن بليل) ولو انه امره باعادة الاذان حين اذن قبل طلوع الفجر . لم يقل : (إن بلالا يؤذن بليل) قال على بن المدينى : حديث حماد بن سلمة عن ايوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : غير محفوظ ، واخطا فيه حماد ابن سلمة . 150 باب ما جاء في كراهية الخروج من المسجد بعد الاذان 204 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن ابراهيم بن المهاجر عن ابى الشعثاء قال : (خرج رجل من المسجد بعد ما اذن فيه بالعصر ، فقال أبو هريرة : اما هذا فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم) .
[ 132 ]
قال أبو عيسى : وفى الباب عن عثمان . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وعلى هذا العمل عند اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : ان لا يخرج احد من المسجد بعد الاذان إلا من عذر : ان يكون على غير وضوء ، أو أمر لابد منه . ويروى عن ابراهيم النخعي انه قال : يخرج ما لم يأخذ الموذن في الاقامة . قال أبو عيسى : وهذا عند نا لمن له عذر في الخروج منه . وأبو الشعثاء اسمه (سليم بن اسود) وهو والد أشعث بن ابى الشعثاء وقد روى اشعث بن ابى الشعثاء هذا الحديث عن ابيه . 151 باب ما جاء في الاذان في السفر 205 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن ابى قلابة عن مالك بن الحويرث قال : (قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وابن عم لى ، فقال لنا : إذا سافرتما فأذنا وأقيما ، وليؤمكما اكبركما) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند اكثر اهل العلم : اختاروا الاذان في السفر . وقال بعضهم : تجزئ الاقامة ، إنما الاذان على من يريد ان يجمع الناس . والقول الاول اصح . وبه يقول احمد ، وإسحاق .
[ 133 ]
152 باب ما جاء في فضل الاذان 206 حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو نميلة حدثنا ابو حمزة عن جابر عن مجاهد عن ابن عباس قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من اذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود ، وثوبان ، ومعاوية ، وانس ، وابى هريرة ، وابى سعيد . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث غريب . وابو تميلة اسمه (يحيى بن واضح) . وابو حمزة السكرى اسمه (محمد بن ميمون) . وجابر بن يزيد الجعفي ضعفوه ، تركه يحيى بن سعيد و عبد الرحمن ابن مهدى . قال أبو عيسى : سمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يقول : لولا جابر الجعفي لكان اهل الكوفة بغير حديث ، ولولا حماد لكان اهل الكوفة بغير فقه . 153 باب ما جاء ان الامام ضامن والمؤذن مؤتمن 207 حدثنا هناد حدثنا أبو الاحوص وابو معاوية عن الاعمش عن ابى صالح عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الامام ضامن والمؤذن مؤتمن ، اللهم ارشد الائمة واغفر للمؤذنين) .
[ 134 ]
قال أبو عيسى : وفى الباب عن عائشة ، وسهل بن سعد ، وعقبة ابن عامر . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة رواه سفيان الثوري وحفص بن غياث ، وغير واحد عن الاعمش عن ابى صالح عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى اسباط بن محمد عن الاعمش قال : حدثت عن ابى صالح عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى نافع بن سليمان عن محمد بن ابى صالح عن ابيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث . قال أبو عيسى : وسمعت أبا زرعة يقول : حديث ابى صالح عن ابى هريرة اصح من حديث ابى صالح عن عائشة . قال أبو عيسى : وسمعت محمدا يقول : حديث ابى صالح عن عائشة اصح ، وذكر عن على بن المدينى انه لم يثبت حديث ابى صالح عن ابى هريرة ولا حديث ابى صالح عن عائشة في هذا . 154 باب ما جاء في ما يقول الرجل إذا اذن المؤذن 208 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك قال : وحدثنا قتيبة عن مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثى عن ابى سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول الموذن) .
[ 135 ]
قال أبو عيسى : وفى الباب عن ابى رافع ، وابى هريرة ، وام حبيبة و عبد الله بن عمرو ، و عبد الله بن ربيعة ، وعائشة ، ومعاذ بن انس ، ومعاوية . قال أبو عيسى : حديث ابى سعيد حديث حسن صحيح . وهكذا روى معمر وغير واحد عن الزهري مثل حديث مالك . وروى عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري هذا الحديث عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . ورواية مالك اصح . 155 باب ما جاء في كراهية ان يأخذ الموذن على الاذان اجرا 209 حدينا هناد حدثنا أبو زبيد وهو عبثر بن القاسم عن اشعث عن الحسن عن عثمان بن ابى العاص قال : (إن من آخر ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اتخذ موذنا الا يأخذ على اذانه اجرا) . قال أبو عيسى : حديث عثمان حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند اهل العلم : كرهوا ان يأخذ الموذن على الاذان اجرا ، واستحبوا للموذن ان يحتسب في اذانه .
[ 136 ]
156 باب ما جاء ما يقول الرجل إذا اذن الموذن من الدعاء 210 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن الحكيم بن عبد الله ابن قيس عن عامر بن سعد عن سعد بن ابى وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من قال حين يسمع الموذن : وانا اشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربما وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا ، غفر له ذنبه) . قال أبو عيسى : هدا حديث حسن صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد عن حكيم بن عبد الله بن قيس . 157 باب منه آخر 211 جدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي وابراهيم ابن يعقوب قالا : حدثنا على بن عياش الحمصى حدثنا شعيب بن ابى حمزة حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته الا حلت له الشفاعة يوم القيامة) . قال أبو عيسى : حديث جابر حديث صحيح حسن غريب من حديث محمد بن المنكدر ، لا نعلم احدا رواه غير شعيب بن ابى حمزة عن محمد بن المنكدر . وابو حمزة اسمه (دينار) .
[ 137 ]
158 باب ما جاء في ان الدعاء لا يرد بين الاذان والاقامة 212 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع و عبد الرزاق وابو أحمد وابو نعيم قالوا : حدثنا سفيان عن زيد العمى عن ابى إياس معاوية ابن قرة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الدعاء لايرد بين الاذان والاقامة) . قال أبو عيسى : حديث انس حديث حسن صحيح وقد رواه أبو إسحاق الهمداني عن بريد بن ابى مريم عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا . 159 باب ما جاء كم فرض الله على عباده من الصلوات 213 حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري حدثنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهري عن انس بن مالك قال : (فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسرى به الصلوات خمسين ، ثم نقصت حتى جعلت خمسا ، ثم نودى : يا محمد : إنه لا يبدل القول لدى ، وإن لك بهذه الخمس خمسين) . قال : وفى الباب عن عبادة بن الصامت ، وطلحة بن عبيدالله ، وابى ذر وابى قتادة ، ومالك بن صعصعة ، وابى سعيد الخدرى . قال أبو عيسى : حديث انس حديث حسن صحيح غريب .
[ 138 ]
160 باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس 214 حدثنا على بن حجر اخبرنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ، ما لم تغش الكبائر) . قال : وفى الباب عن جابر ، وانس ، وحنظلة الاسيدى . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . 161 باب ما جاء في فضل الجماعة 215 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين درجة) . قال : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود ، وأبى بن كعب ومعاذ بن جبل وأبى سعيد ، وأبى هريرة وأنس بن مالك . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . وهكذا روى نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (تفضل صلاة الجمع على صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين درجة) . قال أبو عيسى : وعامة من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قالوا (خمس وعشرين) إلا ابن عمر فإنه قال : (بسبع وعشرين) .
[ 139 ]
216 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاته وحده بخمسة وعشرين جزءا) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 162 باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب 217 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الاصم عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لقد هممت أن آمر فتيتي أن يجمعوا حزم الحطب ، ثم آمر بالصلاة فتقام ، ثم أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن عبد الله بن مسعود ، وأبى الدرداء ، وابن عباس ، ومعاذ بن أنس ، وجابر . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح . وقد روى عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا : من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له . وقال بعض أهل العلم : هذا على التغليظ والتشديد ، ولا رخصة لاحد في ترك الجماعة إلا من عذر . 218 قال مجاهد : (وسئل ابن عباس عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل ، لا يشهد جمعة ولا جماعة ؟ قال : هو في النار) قال :
[ 140 ]
حدثنا بذلك هناد حدثنا المحاربي عن ليث عن مجاهد . قال : ومعنى الحديث : أن لا يشهد الجماعة والجمعة رغبة عنها ، واستخفافا بحقها ، وتهاونا بها . 163 باب ما جاء في الرجل يصلى وحده ثم يدرك الجماعة 219 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء حدثنا جابر بن يزيد بن الاسود العامري عن أبيه قال : (شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته ، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف ، قال : فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصليا معه ، فقال : على بهما ، فجئ بهما ترعد فرائصهما ، فقال : ما منعكما ان تصليا معنا ؟ فقالا : يا رسول الله ، انا كنا قد صلينا في رحالنا ، قال : فلا تفعلا . إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم ، فإنها لكما نافلة) . قال : وفى الباب عن مححن الديلى ، ويزيد بن عامر . قال أبو عيسى : حديث يزيد بن الاسود حديث حسن صحيح . وهو قول غير واحد من اهل العلم . وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق . قالوا : إذا صلى الرجل وحده ثم أدرك الجماعة فإنه يعيد الصلوات كلها في الجماعة ، وإذا صلى الرجل المغرب وحده ثم أدرك الجماعة ، قالوا : فانه يصليها معه ويشفع بركعة ، والتى صلى وحده هي المكتوبة عندهم .
[ 141 ]
164 باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلى فيه مرة 220 حدثنا هناد حدثنا عبدة عن سعيد بن أبى عروبة عن سليمان الناجى البصري عن أبى المتوكل عن أبى سعيد قال : جاء رجل وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيكم يتجر على هذا ؟ فقام رجل فصلى معه) . قال : وفى الباب عن أبى أمامة ، وأبى موسى ، والحكم ابن عمير . قال أبو عيسى : وحديث أبى سعيد حديث حسن . وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين . قالوا : لا بأس أن يصلى القوم جماعة في مسجد قد صلى فيه جماعة . وبه يقول أحمد وإسحاق . وقال آخرون من أهل العلم : يصلون فرادى . وبه يقول سفيان ، وابن المبارك ، ومالك ، والشافعي : يختارون الصلاة فرادى . وسليمان الناجى بصرى ، ويقال (سليمان بن الاسود) . وأبو المتوكل اسمه (على بن داود) . 165 باب ما جاء في فضل العشاء والفجر في الجماعة 221 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا بشر بن السرى حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن أبى عمرة عن عثمان بن
[ 142 ]
عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة ، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان له كقيام ليلة) . قال : وفى الباب عن ابن عمر ، وأبى هريرة ، وأنس ، وعمارة ابن رويبة ، وجندب بن عبد الله بن سفيان البجلى ، وأبى بن كعب وأبى موسى ، وبريدة . قال أبو عيسى : حديث عثمان حديث حسن صحيح . وقد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبى عمرة عن عثمان موقوفا وروى من غير وجه عن عثمان مرفوعا . 222 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا داود ابن أبى هند عن الحسن عن جندب بن سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فلا تخفروا الله في ذمته) . قال أبو عيسى : حديث حسن صحيح . 223 حدثنا عباس العنبري حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري عن إسماعيل الكحال عن عبد الله بن أوس الخزاعى عن بريدة الاسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من هذا الوجه مرفوع ، هو صحيح مسند وموقوف إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
[ 143 ]
166 باب ما جاء في فضل الصف الاول 224 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها) . قال : وفى الباب عن جابر ، وابن عباس ، وابن عمر ، وأبى سعيد ، وأبى ، وعائشة ، والعرباض بن سارية ، وأنس . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أنه كان يستغفر للصف الاول ثلاثا ، وللثاني مرة) . 225 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لو أن الناس يعلمون ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه) . قال : حدثنا بذلك إسحاق بن موسى الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن سمى عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : مثله . 226 وحدثنا قتيبة عن مالك نحوه . 167 باب ما جاء في إقامة الصفوف 227 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوى صفوفنا ،
[ 144 ]
فخرج يوما فرأى رجلا خارجا صدره عن القوم ، فقال : لتسؤن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم . قال : وفى الباب عن جابر بن سمرة ، والبراء ، وجابر بن عبد الله ، وأنس ، وأبى هريرة ، وعائشة . قال أبو عيسى : حديث النعمان بن بشير حديث حسن صحيح . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (من تمام الصلاة إقامة الصف) . وروى عن عمر : أنه كان يوكل رجالا بإقامة الصفوف فلا يكبر حتى يخبر أن الصفوف قد استوت . وروى عن على وعثمان : أنهما كانا يتعاهدان ذلك ، ويقولان : استووا . وكان على يقول تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان . 168 باب ما جاء ليلينى منكم أولو الاحلام والنهى 228 حدثنا نصر بن على الجهضمى حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن أبى معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليلينى منكم أولو الاحلام والنهى ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونكم ، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ، وإياكم وهيشات الاسواق) .
[ 145 ]
قال : وفى الباب عن أبى بن كعب ، وأبى مسعود ، وأبى سعيد ، والبراء ، وأنس . قال أبو عيسى : حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أنه كان يعجبه أن يليه المهاجرون والانصار ، ليحفظوا عنه) . قال : وخالد الحذاء هو (خالد بن مهران) يكنى (أبا المنازل) . قال : وسمعت محمد بن إسماعيل يقول يقال : ان خالدا الحذاء ما حذا نعلا قط ، إنما كان يجلس إلى حذاء فنسب إليه . قال : وأبو معشر اسمه (زياد بن كليب) . 169 باب ما جاء في كراهية الصف بين السوارى 229 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادى عن عبد الحميد بن محمود قال : (صلينا خلف أمير من الامراء فاضطرنا الناس فصلينا بين الساريتين ، فلما صلينا قال أنس بن مالك : كنا نتقى هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) . وفى الباب عن قرة بن إياس المزني . قال أبو عيسى : حديث أنس حديث حسن صحيح . وقد كره قوم من أهل العلم إن يصف بين السوارى . وبه يقول أحمد ، وإسحاق . وقد رخص قوم من اهل العلم في ذلك .
[ 146 ]
170 باب ما جاء في الصلاة خلف الصف وحده 230 حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن حصين عن هلال ابن يساف قال : أخذ زياد بن أبى الجعد بيدى ونحن بالرقة فقام بى على شيخ يقال له وابصة بن معبد من بنى أسد فقال زياد : حدثنى هذا الشيخ (أن رجلا صلى خلف الصف وحده والشيخ يسمع فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن على بن شيبان ، وأبن عباس . قال أبو عيسى : وحديث وابصة حديث حسن . وقد كره قوم من أهل العلم أن يصلى الرجل خلف الصف وحده ، وقالوا : يعيد إذا صلى خلف الصف وحده . وبه يقول أحمد ، وإسحاق . وقد قال قوم من أهل العلم يجزئه إذا صلى خلف الصف وحده ، وهو قول سفيان الثوري ، وأبن المبارك ، والشافعي . وقد ذهب قوم من أهل الكوفة إلى حديث وابصة بن معبد أيضا ، قالوا : من صلى خلف الصف وحده يعيد . منهم حماد بن أبى سليمان ، وابن أبى ليلى ، ووكيع ، وروى حديث حصين عن هلال بن يساف غير واحد مثل رواية أبى الاحوص عن زياد بن أبى الجعد عن وابصة بن معبد . وفى حديث حصين ما يدل على أن هلالا قد أدرك وابصة . واختلف أهل الحديث في هذا :
[ 147 ]
فقال بعضهم : حديث عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد : أصح . وقال بعضهم : حديث حصين عن هلال بن يساف عن زياد بن أبى الجعد عن وابصة بن معبد أصح . قال أبو عيسى : وهذا عندي أصح من حديث عمرو بن مرة ، لانه قد روى من غير حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبى الجعد عن وابصة . 231 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد : (أن رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة) . قال أبو عيسى : وسمعت الجارود ، يقول : سمعت وكيعا يقول : إذا صلى الرجل خلف الصف وحده فإنه يعيد . 171 باب ما جاء في الرجل يصلى ومعه رجل 232 حدثنا قتيبة حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو ابن دينار عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال : (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقمت عن يساره ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم براسى من ورائي فجعلني عن يمينه) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن أنس : قال أبو عيسى : وحديث ابن عباس حديث حسن صحيح .
[ 148 ]
والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم قالوا : إذا كان الرجل مع الامام يقوم عن يمين الامام . 172 - باب ما جاء في الرجل يصلى مع الرجلين 233 حدثنا بندار محمد بن بشار حدثنا محمد بن أبى عدى قال : أنبأنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة بن جندب قال : (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا ثلاثة أن يتقدمنا أحدنا) . قال أبو عيسى : وفى الباب عن ابن مسعود ، وجابر ، وانس بن مالك قال أبو عيسى : وحديث سمرة حديث حسن غريب . والعمل على هذا عند أهل العلم ، قالوا : إذا كانوا ثلاثة قام رجلان خلف الامام . وروى عن أبن مسعود : أنه صلى بعلقمة والاسود فأقام أحدهما عن يمينه والاخر عن يساره ، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكلم بعض الناس في إسماعيل بن مسلم المكى من قبل حفظه . 173 باب ما جاء في الرجل يصلى ومعه الرجال والنساء 234 حدثنا إسحاق الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك : (أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه ، ثم قال : قوموا فلنصل بكم ، قال أنس ، فقمت إلى حصير لنا قد
[ 149 ]
؟ طول ما لبس ، فنضحته بالماء ، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت عليه أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا ، فصلى بنا ركععتين ثم انصرف) . قال أبو عيسى : حديث أنس صحيح ، والعمل عليه عند أهل العلم ، قالوا إذا كان مع الامام رجل وأمرأة قام الرجل عن يمين الامام والمرأة خلفهما ، وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث في إجازة الصلاة إذا كان الرجل خلف الصف وحده ، وقالوا : إن الصبى لمن تكن له صلاة . وكان أنس خلف النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، وليس الامر على ما ذهبوا إليه لان النبي صلى الله عليه وسلم أقامه مع اليتيم خلفه ، فلولا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل لليتيم صلاة ، لما أقام اليتيم معه ولا أقامه عن يمينه ، وقد روى عن موسى بن أنس عن أنس أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقامه عن يمينه ، وفى هذا الحديث دلالة أنه إنما صلى تطوعا ، أراد إدخال البركة عليهم . 174 باب من أحق بالامامة 235 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الاعمش رحمه الله وحدثنا محمود ابن غيلان حدثنا أبو معاوية وابن نمير عن الاعمش عن إسماعيل بن رجاء الزبيدى عن أوس بن ضمعج قال : سمعت أبا مسعود الانصاري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء ، فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ، ولا يؤم الرجل في سطانه ، ولا يجلس
[ 150 ]
على تكرمته في بيته إلا بإذنه) . قال محمود : قال ابن نمير في حديثه : أقدمهم سنا . وفى الباب عن أبى سعيد وأنس بن مالك ومالك بن الحويرث وعمرو بن سلمة . قال أبو عيسى : وحديث أبى مسعود حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند أهل العلم ، قالوا : أحق الناس بالامامة أقرؤهم لكتاب الله ، وأعلمهم بالسنة ، وقالوا : صاحب المنزل أحق بالامامة . وقال بعضهم : إذا إذن صاحب المنزل لغيره فلا بأس أن يصلى بهم ، وكرهه بعضهم . وقالوا : السنة أن يصلى صاحب البيت ، قال أحمد بن حنبل : (وقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا يوم الرجل في سلطانه ، ولا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه ، فإذا أذن فأرجو أن الاذن في الكل ، ولم ير به بأسا إذا أذن له أن يصلى به) . 175 باب ما جاء إذا أم أحدكم الناس فليخفف 236 حدثنا قتيبة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أم أحدكم الناس فليخفف ، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض ، فإذا صلى وحده ، فليصل كيف شاء) . وفى الباب عن عدى بن حاتم ، وأنس ، وجابر بن سمرة ، ومالك بن عبد الله ، وأبى واقد ، وعثمان بن العاص وأبى مسعود ، وجابر بن عبد الله وابن عباس .
[ 151 ]
قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح . وهو قول أكثر أهل العلم : اختاروا الا يطيل الامام الصلاة خمخافة المشقة على الضعيف والكبير والمريض . وأبو الزناد اسمه عبد الله بن ذكوان والاعرج هو عبد الرحمن بن هرمز المدينى يكنى أبا داود . 237 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام) . وهذا حديث حسن صحيح . 176 باب ما جاء في تحريم الصلاة وتحليلها 238 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا محمد بن فضيل عن أبى سفيان طريف السعدى عن أبى نضرة عن أبى سعيد قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مفتاح الصلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم ، ولا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها) . وفى الباب عن على وعائشة ، وحديث على بن أبى طالب أجود إسنادا وأصح من حديث أبى سعيد . وقد كتبناه أول في كتاب الوضوء والعمل عليه عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم ، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق : إن تحريم الصلاة التكبير ، ولايكون الرجل داخلا في الصلاة إلا بالتكبير . قال أبو عيسى : سمعت أبا بكر محمد بن أبان يقول : سمعت عبد الرحمن ابن مهدى يقول : لو افتتح الرجل الصلاة بتسعين اسما من أسماء الله تعالى) .
[ 152 ]
ولم يكبر لم يجزه ، وإن أحدث قبل أن يسلم أمرته أن يتوضأ ثم يرجع إلى مكانه ويسلم إنما الامر على وجهه . وأبو نضرة اسمه منذر بن مالك بن قطعة 177 باب في الاصابع عند التكبير 239 - حدثنا قتيبة وأبو سعيد الاشج قالا : حدثنا يحيى بن يمان عن ابن أبى ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبى هريرة قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة نشر أصابعه) . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة قد رواه غير واحد عن ابن ابى ذئب . عن سعيد بن سمعان عن أبى هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل في الصلاة رفع يديه مدا . وهو أصح من رواية يحيى بن اليمان ، وأخطأ ابن يمان في هذا الحديث . 240 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عبد المجيد الحنفي حدثنا ابن ابى ذئب عن سعيد بن سمعان قال سمعت أبا هريرة يقول : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا) . قال أبو عيسى : قال عبد الله : وهذا أصح من حديث يحيى بن يمان وحديث يحيى بن يمان خطا . 178 باب في فضل التكبيرة الاولى 241 حدثنا عقبة بن مكرم ونصر بن على قالا : حدثنا سلم ابن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبى ثابت عن أنس بن مالك قال :
[ 153 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الاولى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق) . قال أبو عيسى : قد روى هذا الحديث عن انس موقوفا ولا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو وإنما يروى هذا عن حبيب بن أبى حبيب البجلى عن أنس بن مالك قوله . حدثنا بذلك هناد حدثنا وكيع عن خالد بن طهمان عن حبيب بن أبى حبيب البجلى عن أنس قوله ولم يرفعه وروى إسماعيل بن عياش هذا الحديث عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ، وهذا حديث غير محفوظ ، وهو حديث مرسل . عمارة بن غزية لم يدرك أنس بن مالك . 179 - باب ما يقول عند إفتتاح الصلاة 242 حدثنا محمد بن موسى البصري حدثنا جعفر بن سليمان الضبعى عن على بن على الرفاعي ، عن أبى المتوكل عن أبى سعيد الخدرى قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، ثم يقول : الله اكبر كبيرا ، ثم يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه) . وفى الباب عن على ، و عبد الله بن مسعود ، وعائشة ، وجابر ، وجبير بن مطعم ، وابن عمر .
[ 154 ]
قال أبو عيسى : وحديث أبى سعيد أشهر حديث في هذا الباب ، وقد أخذ قوم من أهل العلم بهذا الحديث ، وأما أكثر أهل العلم فقالوا : إنما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : (سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك) وهكذا روى عن عمر بن الخطاب و عبد الله بن مسعود . والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من التابعين وغيرهم . وقد تكلم في إسناد حديث أبى سعيد ، كان يحيى بن سعيد يتكلم في على بن على ، وقال أحمد : لا يصح هذا الحديث . 243 حدثنا الحسن بن عرفة ويحيى بن موسى قالا : حدثنا أبو معاوية عن حارثة بن أبى الرجال عن عمرة عن عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك) . قال أبو عيسى : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وحارثة قد تكلم فيه من قبل حفظه . وأبو الرجال اسمه محمد بن عبد الرحمن . 180 - باب ما جاء في ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم 244 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا سعيد الجريرى عن قيس بن عباية عن أبن عبد الله بن مغفل قال : (سمعنى أبى وأنا في الصلاة أقول (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال لى : أي بنى محدث إياك
[ 155 ]
والحدث ، قال : ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبغض إليه الحدث في الاسلام ، يعنى منه ، وقال : وقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم . ومع أبى بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها ، فلا تقلها ، إذا أنت صليت فقل (الحمد لله رب العالمين) . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم ومن بعدهم من التابعين . وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق ، لا يرون أن يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، قالوا : ويقولها في نفسه . 181 باب من رأى الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم 245 حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا المعتمر بن سليمان قال حدثنى إسماعيل بن حماد عن أبى خالد عن ابن عباس قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم) . قال أبو عيسى : وليس إسناده بذاك . وقد قال بهذا عدة من أهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وابن عمر وابن عباس وابن الزبير ومن بعدهم من التابعين ، رأوا الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وبه يقول الشافعي وإسماعيل بن حماد وهو ابن أبى سليمان وأبو خالد الوالبى واسمه هرمز وهو كوفى . 182 باب في افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين 246 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين) .
[ 156 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم ، كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين . قال الشافعي : إنما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ، معناه أنهم كانوا يبدأون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة ، وليس معناه أنهم كانوا لا يقرأون بسم الله الرحمن الرحيم . وكان الشافعي يرى أن يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وأن يجهر بها إذا جهر بالقراءة . 183 باب ما جاء أنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب 247 حدثنا ابن أبى عمر وعلى بن حجر قالا : حدثنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) . وفى الباب عن أبى هريرة وعائشة وأنس وأبى قتادة و عبد الله بن عمرو . قال أبو عيسى : حديث عبادة حديث حسن صحيح والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم عمر بن الخطاب وجابر ابن عبد الله وعمران بن حصين وغيرهم ، قالوا : لا تجزئ صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب . وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق
[ 157 ]
184 باب ما جاء في التأمين 248 حدثنا بندار حدثنا يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدى قالا : حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر قال : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) وقال آمين ، ومد بها صوته) . وفى الباب عن على وأبى هريرة . قال أبو عيسى : حديث وائل بن حجر ، حديث حسن وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمين ولا يخفيها . وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق . 249 وروى شعبة هذا الحديث عن سلمة بن كهيل عن حجر أبى العنبس عن علقمة بن وائل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقال : آمين ، وخفض بها صوته) . قال أبو عيسى : سمعت محمدا يقول : حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا ، وأخطا شعبة في مواضع من هذا الحديث فقال عن حجر أبى العنبس وإنما هو حجر بن العنبس ويكنى أبا السكن . وزاد فيه عن علقمة بن وائل ، وليس فيه عن علقمة . وإنما هو حجر بن عنبس عن وائل بن حجر . وقال : وخفض بها صوته وإنما هو مد بها صوته .
[ 158 ]
قال أبو عيسى : وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال : حديث سفيان في هذا اصح . قال روى العلاء بن صالح الاسدي عن سلمة بن كهيل نحو رواية سفيان . قال أبو عيسى : حدثنا أبو بكر محمد بن أبان حدثنا عبد الله بن نمير عن العلاء بن صالح الاسدي عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث سفيان عن سلمة بن كهيل . 185 باب ما جاء في فضل التأمين . 250 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا زيد بن حباب قال : حدثنى مالك ابن أنس حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أمن الامام فأمنوا ، فإنه من من وافق تأمينه تأمين الملائكة ، غفر له ما تقدم من ذنبه) . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة ، حديث حسن صحيح . 186 باب ما جاء في السكتتين 251 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبدا الاعلى عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال : (سكتتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنكر ذلك عمران بن حصين قال : حفظنا سكتة ، فكتبنا إلى أبى بن كعب بالمدينة ، فكتب أبى أن (حفظ سمرة) . قال سعيد : فقلنا
[ 159 ]
لقتادة : ما هاتان السكتتان ؟ قال : إذا دخل في صلاته . وإذا فرغ من القراءة ، ثم قال بعد ذلك : وإذ قراء (ولا الضالين) قال : وكان يعجبه إذا فرغ من القراءة أن يسكت حتى يتراد إليه نفسه . قال : وفى الباب عن ابى هريرة . قال أبو عيسى : حديث سمرة حديث حسن . وهو قول غير واحد من أهل العلم ، يستحبون للامام أن يسكت بعد ما يفتتح الصلاة وبعد الفراغ من القراءة . وبه يقول أحمد وإسحاق وأصحابنا . 187 باب ما جاء في وضع اليمين على الشمال في الصلاة 252 حدثنا قتيبة أخبرنا أبو الاحوص عن سماك بن حرب عن قبيصة ابن هلب عن أبيه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه) . قال : وفى الباب عن وائل بن حجر ، وغطيف بن الحارث ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وسهل بن سهل . قال أبو عيسى : حديث هلب حديث حسن . والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . والتابعين ومن بعدهم ، يرون أن يضع الرجل يمينه على شماله في الصلاة . وراى بعضهم أن يضعهما فوق السرة ، ورأى بعضهم أن يضعهما تحت السرة .
[ 160 ]
وكل ذلك واسع عندهم واسم هلب : يزيد بن قنافة الطائى . 188 باب ما جاء في التكبير عند الركوع والسجود 253 حدثنا قتيبة : أخبرنا أبو الأحوص ، عن أبى إسحاق ، عن عبد الرحمن بن الاسود عن علقمة ، والاسود عن عبد الله بن مسعود قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر في كل خفص ورفع وقيام وقعود وأبو بكر وعمر) . وفى الباب عن أبى هريرة وأنس وأبن عمر وأبى مالك الاشعري وأبى موسى وعمران بن حصين ووائل بن حجر وابن عباس . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن مسعود حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم ، ومن بعدهم من التابعين ، وعليه عامة الفقهاء والعلماء . 254 حدثنا عبد الله بن منير : قال : سمعت على بن الحسن ، قال : أنبأنا عبد الله بن المبارك ، عن ابن جريح عن الزهري ، عن أبى بكر بن عبد الرحمن ، عن أبى هريرة : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر وهو يهوى) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم ، قالوا يكبر الرجل وهو يهوى ، للركوع والسجود .
[ 161 ]
189 باب رفع اليدين عند الركوع 255 حدثنا قتيبة وابن أبى عمر قالا : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع) وزاد بن أبى عمر في حديثه (وكان لا يرفع بين السجدتين) 256 قال أبو عيسى : حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي ، حدثنا سفيان بن عيينه ، حدثنا الزهري بهذا الاسناد نحو حديث ابن أبى عمر . قال : وفى الباب عن عمر ، وعلى ، ووائل بن حجر ، وسلك بن الحويرث ، وأنس ، وأبى هريرة ، وأبى حميد ، وأبى اسيد ، وسهل بن سعد ، ومحمد بن مسلمة ، وأبى قتادة ، وأبى موسى الاشعري ، وجابر ، وعمير الليثى قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . وبهذا يقول بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم ابن عمر ، وجابر عبد الله ، وأبو هريرة ، وأنس ، وأبن عباس ، و عبد الله بن الزبير ، وغيرهم . ومن التابعين : الحسن البصري ، وعطاء وطاوس ، ومجاهد ، ونافع ، وسالم بن عبد الله ، وسعيد بن جبير ، وغيرهم . وبه يقول عبد الله بن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق . وقال عبد الله بن المبارك : قد ثبت حديث من يرفع ، وذكر حديث الزهري عن سالم عن أبيه ، ولم يثبت حديث ابن مسعود (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع إلا في أول مرة) حدثنا بذلك أحمد بن عبدة الاملي ، حدثنا
[ 162 ]
وهب بن زمعة ، عن سفيان بن عبد الملك ، عن عبد الله بن المبارك . حدثنا هناد حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم بن كليب ، عن عبد الرحمن بن الاسود عن علقمة قال : قال عبد الله بن مسعود : (ألا أصلى بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى ، فلم يرفع يديه إلا في أول مرة) . قال : وفى الباب عن البراء بن عازب . قال أبو عيسى : حديث ابن مسعود حديث حسن . وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ، وهو قول سفيان وأهل الكوفة . 190 - باب ما جاء في وضع اليدين على الركبتين في الركوع 257 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو بكر بن عياش حدثنا أبو حصين عن أبى عبد الرحمن السلمى قال : قال لنا عمر بن الخطاب (إن الركب سنت لكم فخذوه بالركب) . قال : وفى الباب عن سعد وأنس وأبى حميد وأبى أسيد وسهل بن سعد ومحمد ابن مسلمة وأبى مسعود . قال أبو عيسى : حديث عمر حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[ 163 ]
والتابعين ومن بعدهم ، لا اختلاف بينهم في ذلك إلا ما روى عن ابن مسعود وبعض أصحابه : أنهم كانوا يطبقون . والتطبيق منسوخ عند أهل العلم . 258 قال سمد بن أبى وقاص (كنا نفعل ذلك فنهينا عنه وأمرنا أن نضع الاكف على الركب) . حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن أبى يعفور عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بهذا . 191 باب ما جاء أنه يجافى يديه عن جنبيه في الركوع 259 حدثنا بندار حدثنا أبو عامر العقدى حدثنا فليح بن سليمان حدثنا عباس بن سهل قال : (اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد ابن مسلمة فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن النبي صلى الله عليه وسلم ركع فوضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما ، ووتر يديه فنحاهما عن جنبيه) . قال : وفى الباب عن أنس . قال أبو عيسى : حديث أبى حميد حديث حسن صحيح . وهو الذى اختاره أهل العلم : أن يجافى الرجل يديه عن جنبيه في الركوع والسجود .
[ 164 ]
192 باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود 260 حدثنا على بن حجر أنبانأ عيسى بن يونس عن ابن أبى ذئب عن إسحاق بن يزيد الهذلى عن عون بن عبد الله بن عتبة عن إبن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه : سبحان ربى العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه ، وذلك أدناه ، وإذا سجد فقال في سجوده : سبحان ربى الاعلى ثلاث مرات ، فقد تم سجوده ، وذلك أدناه) . قال : وفى الباب عن حذيفة وعقبة بن عامر . قال أبو عيسى : حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل ، عون ابن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود . والعمل على هذا عند أهل العلم : يستحبون الا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات . وروى عن ابن المبارك أنه قال : استحب للامام أن يسبح خمس تسبيحات لكى يدرك من خلفه ثلاث تسبيحات . وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم . 261 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود قال أنبانا شعبة عن الاعمش قال : سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن المستورد عن صلة بن زفر عن حذيفة (أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان يقول في لاكوعه : سبحان ربى العظيم ، وفى سجوده : سبحان ربى الاعلى ، وما أتى على آية رحمة إلا وقف وسأل ، وما على آية عذاب إلا وقف وتعوذ) .
[ 165 ]
قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن صحيح . 262 وحدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن شعبة نحوه . 193 باب ما جاء في النهى عن القراءة في الركوع والسجود 263 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك وحدثنا قتيبة عن مالك عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن على بن أبى طالب : (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس القسى ، والمعصفر وعن تختم الذهب ، وعن قراءة القرآن في الركوع) . وفى الباب عن ابن عباس . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم . كرهوا القراءة في الركوع والسجود . 194 باب ما جاء من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود 264 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمارة ابن عمير عن أبى معمر عن أبى مسعود الانصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها يعنى : صلبه في الركوع والسجود) .
[ 166 ]
قال : وفى الباب عن على بن شيبان وأنس وأبى هريرة ورفاعة الزورقى . قال أبو عيسى : حديث أبى مسعود حسن صحيح . والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن بعدهم : يرون أن يقيم الرجل صلبه في الركوع والسجود . وقال الشافعي ، وأحمد وإسحاق : من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فصلاته فاسدة ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود) . وأبو معمر اسمه عبد الله بن سخبرة . وأبو مسعود الانصاري البدرى اسمه عقبة بن عمرو . 195 باب ما يقول الرجل إذا رفع رأسه من الركوع 265 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون حدثنا عمى عن عبد الرحمن الاعرج عن عبيدالله بن أبى رافع عن على بن أبى طالب قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال : سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ملء السماوات والارض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شئ بعد) . قال : وفى الباب عن ابن عمر وابن عباس وابن أبى أوفى وأبى جحيفة وأبى سعيد .
[ 167 ]
قال أبو عيسى : حديث على حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند بعض أهل العلم . وبه يقول الشافعي ، قال : يقول هذا في المكتوبة والتطوع . وقال بعض أهل الكوفة : يقول هذا في صلاة التطوع ولا يقوله في صلاة المكتوبة . 196 باب منه آخر 266 حدثنا الانصاري حدثنا معن حدثنا مالك عن سمى عن أبى صالح عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا قال الامام : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : أن يقول الامام (سمع الله لمن حمده) . ويقول من خلف الامام (ربنا ولك الحمد) . وبه يقول أحمد : قال ابن سيرين وغيره : يقول من خلف الامام (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد) مثل ما يقول الامام . وبه يقول الشافعي وإسحاق .
[ 168 ]
197 باب ما جاء في وضع اليدين قبل الركبتين في السجود 267 حدثنا سلمة بن شبيب و عبد الله بن منير وأحمد بن إبراهيم الدورقى والحسن بن على الحلواني وغير واحد ، قالوا : حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه ، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه) . وزاد الحسن بن على في حديثه : قال يزيد بن هارون : ولم يرو شريك عن عاصم بن كليب إلا هذا الحديث قال : هذا حديث غريب حسن ، لا نعرف أحدا رواه غير شريك ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم : يرون أن يضع الرجل ركبتيه قبل يديه . وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه . وروى همام عن عاصم هذا مرسلا ، ولم يذكر فيه وائل بن حجر . 198 باب آخر منه 268 حدثنا قتيبة حدثنا عبد الله بن نافع عن محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (يعمد أحدكم فيبرك في صلاته برك الجمل ؟ !) . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة حديث غريب لا نعرفه من حديث أبى الزناد إلا من هذا الوجه .
[ 169 ]
وقد روى هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد المقبرى عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . و عبد الله بن سعيد المقبرى ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره . 199 باب ما جاء في السجود على الجبهة والانف 269 حدثنا بندار حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان قال : حدثنى عباس بن سهل عن أبى حميد الساعدي : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته الارض ، نحى يديه عن جنبيه ، ووضع كفيه حذو منكبيه) . قال : وفى الباب عن ابن عباس ، ووائل بن حجر وأبى سعيد . قال أبو عيسى : حديث أبى حميد حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أهل العلم : أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه . فإن سجد على جبهته دون أنفه : فقال قوم من أهل العلم : يجزئه ، وقال غيرهم : لا يجزئه حتى يسجد على الجبهة والانف . 200 . باب ما جاء أين يضع الرجل وجهه إذا سجد 270 حدثنا قتيبة حدثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن أبى إسحاق قال : (قلت للبراء بن عازب : أين كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع وجهه إذا سجد ؟ فقال : بين كفيه) .
[ 170 ]
وفى الباب عن وائل بن حجر وأبى حميد . حديث البراء حديث حسن غريب . هو الذى اختاره بعض أهل العلم : أن تكون يداه قريبا من أذنيه 201 باب ما جاء في السجود على سبعة أعضاء 271 حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن مضر عن أبن الهادى عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبى وقاص عن العباس بن عبد المطب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إذا سحد العبد سجد معه سبعة آراب : وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه) . قال : وفى الباب عن ابن عباس وأبى هريرة وجابر وأبى سعيد قال أبو عيسى : حديث العباس حديث حسن صحيح . وعليه العمل عند أهل العلم . 272 حدثنا قتيبة حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال : (أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعره ولاثيابه) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
[ 171 ]
202 باب ما جاء في التجافي في السجود 273 حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد الاحمر عن داود بن قيس عن عبيدالله بن عبد الله بن أقرم الخزاعى عن أبيه قال : كنت مع أبى بالقاع من نمرة فمرت ركبة ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلى قال فكنت أنظر إلى عفرتى إبطيه إذا سجد وأرى بياضه . قال : وفى الباب عن ابن عباس وإبن بحينة وجابر وأحمر بن جزء وميمونة وأبى حميد وأبى أسيد وأبى مسعود ، وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة والبراء بن عازب وعدى بن عميرة وعائشة . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن أقرم حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس ولا يعرف لعبدالله بن أقرم عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث . والعمل عليه عند أهل العلم . وأحمر بن جزء هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له حديث واحد و عبد الله بن أرقم الزهري كاتب أبى بكر الصديق . و عبد الله ابن أقرم الخزاعى إنما يعرف هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم . 203 باب ما جاء في الاعتدال في السجود 274 حدثنا هناد أبو معاوية عن الاعمش عن أبى سفيان عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا سجد أحدكم فليعتدل ، ولا يفترش ذراعيه إفتراش الكلب) .
[ 172 ]
قال : وفى الباب عن عبد الرحمن بن شبل والبراء وأنس وأبى حميد وعائشة . قال أبو عيسى : حديث جابر حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أهل العلم : يختارون الاعتدال في السجود ويكرهون الافتراش كافتراش السبع . 275 حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود أخبرنا شعبة عن قتادة . قال : سمعت أنسا يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (واعتدلوا في السجود ولا يبسطن أحدكم ذراعيه في الصلاة بسط الكلب) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 204 باب ما جاء في وضع اليدين ونصب القدمين في السجود 276 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا المعلى بن أسيد أخبرنا وهيب عن محمد بن عجلان عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع اليدين ونصب القدمين) . 277 قال عبد الله : وقال المعلى : أخبرنا حماد بن مسعدة عن محمد ابن عجلان عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد : (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع اليدين) فذكر نحوه ، ولم يذكر فيه (عن أبيه) . قال أبو عيسى : وروى يحيى بن سعيد القطان وغير واحد عن محمد ابن عجلان عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد : (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بوضع اليدين ونصب القدمين) مرسل .
[ 173 ]
وهذا أصح من حديث وهيب . وهو الذى أجمع عليه أهل العلم واختاروه . 205 باب ما جاء في إقامة الصلب إذا رفع رأسه ممن السجود والركوع 278 حدثنا أحمد بن محمد بن موسى أخبرنا ابن المبارك أخبرنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن البراء بن عازب قال : (كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ، وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود قريبا من السواء) . قال : وفى الباب عن أنس . 279 حدثنا محمد بن بشار أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة عن الحكم نحوه . قال أبو عيسى : حديث البراء حديث حسن صحيح . 206 باب ما جاء في كراهية أن يبادر الامام في الركوع والسجود 280 حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدى أخبرنا سفيان عن أبى إسحاق عن عبد الله يزيد قال : حدثنا البراء وهو غير كذوب قال : (كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه من الركوع لم يحن رجل منا ظهره حتى يسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسجد) .
[ 174 ]
قال : وفى الباب عن أنس ومعاوية وابن مسعدة صاحب الجيوش وأبى هريرة . قال أبو عيسى : حديث البراء حديث حسن صحيح . وبه يقول أهل العلم : إن من خلف الامام إنما يتبعون إلامام فيما يصنع ولا يركعون إلا بعد ركوعه ، ولا يرفعون إلا بعد رفعه . ولا نعلم بينهم في ذلك اختلافا . 207 باب ما جاء في كراهية الاقعاء بين السجدتين 281 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبيدالله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن الحارث عن على قال : قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا على ، احب لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لنفسي ، لا تقع بين السجدتين) . قال أبو عيسى : هذا حديث لا نعرفه من حديث على ، إلا من حديث أبى إسحاق عن الحارث عن على . وقد ضعف بعض أهل العلم الحارث الاعور والعمل على هذا الحديث عند أكثر اهل العلم : يكرهون إلاقعاء . وفى الباب عن عائشة وأنس وأبى هريرة .
[ 175 ]
208 باب في الرخصة في الاقعاء 282 حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال اخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوسا يقول : (قلنا لابن عباس في الاقعاء على القدمين ؟ قال : هي السنة ، فقلنا : إنا لنراه جفاء بالرجل ؟ قال هي سنة نبيكم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون بالاقعاء بأسا . وهو قول بعض أهل مكة من أهل الفقه والعلم . وأكثر أهل العلم يكرهون إلاقعاء بين السجدتين . 209 باب ما يقول بين السجدتين 283 حدثنا سلمة بن شبيب أخبرنا زيد بن حباب عن كامل أبى العلاء عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن أبى عباس : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين : اللهم إغفر لي وارحمني واجبرني واهدنى وارزقني) . 284 حدثنا الحسن بن على الخلال أخبرنا يزيد بن هارون عن زيد ابن حباب عن كامل أبى العلاء : نحوه . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب . وهكذا روى عن على . وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق : يرون هذا جائزا في المكتوبة
[ 176 ]
والتطوع . وروى بعضهم هذا الحديث عن كامل أبى العلاء مرسلا . 210 باب ما جاء في الاعتماد في السجود 285 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن سمى عن أبى صالح عن أبى هريرة قال : (اشتكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم إذا تفرجوا فقال : استعينوا بالركب) . قال أبو عيسى : هذا حديث لا نعرفه من حديث أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه ، من حديث الليث عن ابن عجلان . وقد روى هذا الحديث سفيان بن عيينة وغير واحد عن سمى عن النعمان بن أبى عياش عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا . وكان رواية هؤلاء أصح من رواية الليث . 211 باب كيف النهوض من السجود 286 حدثنا على بن حجر أخبرنا هشيم عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن مالك بن الحويرث الليثى : (أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى ، فكان إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوى جالسا) . قال أبو عيسى : حديث مالك بن الحويرث حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند بعض أهل العلم ، وبه يقول أصحابنا .
[ 177 ]
212 باب منه أيضا 287 حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا أبو معاوية ، أخبرنا خالد ابن إياس . ويقال خالد بن إلياس ، عن صالح مولى التوامة ، عن أبى هريرة قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهض في الصلاة على صدور قدميه) . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة عليه العمل عند أهل العلم : يختارون أن ينهض الرجل في الصلاة على صدور قدميه . وخالد بن إياس ضعيف عند أهل الحديث . ويقال خالد بن إلياس ، وصالح مولى التوأمة هو صالح بن أبى صالح ، وأبو صالح اسمه نبهان مدنى . 213 باب ما جاء في التشهد 288 حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقى أخبرنا عبيدالله الاشجعى عن سفيان الثوري عن أبى إسحاق عن الاسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال : (علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدنا في الركعتين أن نقول : التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا الله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) . قال : وفى الباب عن أبن عمر وجابر وأبى موسى وعائشة . قال أبو عيسى : حديث ابن مسعود قد روى عنه من غير وجه . وهو أصح .
[ 178 ]
حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد . والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين . وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق . 214 باب منه أيضا 289 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن أبى الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن ابن عباس قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن ، فكان يقول : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إلا إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله) . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث حسن صحيح غريب . وقد روى عبد الرحمن بن حميد الرؤاسى هذا الحديث عن أبى الزبير نحو حديث الليث بن سعد . وروى أيمن بن نابل المكى هذا الحديث عن أبى الزبير عن جابر ، وهو غير محفوظ . وذهب الشافعي إلى حديث ابن عباس في التشهد .
[ 179 ]
215 باب ما جاء أنه يخفى التشهد 290 حدثنا أبو سعيد الاشج أخبرنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الاسود عن أبيه عن ابن مسعود قال : (من السنة أن يخفى التشهد) . قال أبو عيسى : حديث ابن مسعود حديث حسن غريب . والعمل عليه عند أهل العلم . 216 باب كيف الجلوس في التشهد 291 حدثنا أبو كريب أخبرنا عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال : (قدمت المدينة ، قلت : لانظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جلس يعنى للتشهد افترش رجله اليسرى ، ووضع يده اليسرى يعنى على فخذه اليسرى ، ونصب رجله اليمنى) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أكثر أهل العلم . وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وأهل الكوفة .
[ 180 ]
217 باب منه أيضا 292 حدثنا بندار أخبرنا أبو عامر العقدى أخبرنا فليح بن سليمان المدنى أخبرنا عباس بن سهل الساعدي قال : (اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل ابن سعد ومحمد بن مسلمة ، فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو حميد : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يعنى للتشهد فافترش رجله اليسرى ، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ، ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى ، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى ، وأشار باصبعه ، يعنى السبابة) . قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن صحيح . وبه يقول بعض أهل العلم . وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق ، قالوا : يقعد في التشهد الاخر على وركه واحتجوا بحديث أبى حميد ، وقالوا : يقعد في التشهد الاول على رجله اليسرى وينصب اليمنى 218 باب ما جاء في الاشارة 292 حدثنا محمود بن غيلان ويحيى بن موسى قالا أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على ركبته ورفع أصبعه التى تلى الابهام يدعو بها ، ويده اليسرى على ركبته باسطها عليه) .
[ 181 ]
قال : وفى الباب عن عبد الله بن الزبير ونمير الخزاعى وأبى هريرة وأبى حميد ووائل بن حجر . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن غريب . لا نعرفه من حديث عبيدالله بن عمر إلا من هذا الوجه . والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين : يختارون الاشارة في التشهد . وهو قول أصحابنا . 219 باب ما جاء في التسليم في الصلاة . 294 حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن بن مهدى أخبرنا سفيان عن أبى إسحاق عن أبى الاحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يسلم عن يمينه وعن يساره : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله) . وفى الباب عن سعد بن أبى وقاص وابن عمر وجابر بن سمرة والبراء وعمار ووائل بن حجر وعدى بن عميرة وجابر بن عبد الله . قال أبو عيسى : حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم . وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق .
[ 182 ]
220 باب منه أيضا 295 حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري أخبرنا عمرو بن أبى سلمة عن زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه ، ثم يميل إلى الشق الايمن شيئا) . وفى الباب عن سهل بن سعد . قال أبو عيسى : وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعا الا من هذا الوجه . قال محمد بن اسماعيل : زهير بن محمد اهل الشام يروون عنه مناكير ، ورواية اهل العراق أشبه . قال محمد : وقال احمد بن حنبل : كان زهير بن محمد الذى كان وقع عندهم ليس هو هذا الذى يروى عنه بالعراق ، كانه رجل آخر ، قلبوا اسمه : وقد قال بعض اهل العلم في التسليم في الصلاة : واصح الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليمتان . وعليه أكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم . ورأى قوم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وغيرهم تسليمة . واحدة في المكتوبة . قال الشافعي : إن شاء سلم تسليمة واحدة ، وإن شاء سلم تسلمتين .
[ 183 ]
221 باب ما جاء أن حذف السلام سنة 296 حدثنا على بن حجر حدثنا عبد الله بن المبارك والهقل بن زياد عن الاوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن ابى سلمة عن ابى هريرة قال : (حذف السلام سنة) . قال على بن حجر : وقال ابن المبارك : يعنى ان لاتمده مدا . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو الذى يستحبه اهل العلم . وروى عن ابراهيم النخعي انه قال : التكبير جزم ، والسلام جزم . وهقل يقال كان كاتب الاوزاعي . 222 باب ما يقول إذا سلم 297 حدثنا احمد بن منيع حدثنا أبو معاوية عن عاصم الاحول عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لا يعقد إلا مقدار ما يقول اللهم انت السلام ، ومنك السلام ، تباركت ذا الجلال والاكرام) . 298 حدثنا هناد حدثنا مروان بن معاوية وأبو معاوية عن عاصم الاحول بهذا الاسناد نحوه ، وقال : (تباركت يا ذا الجلال والاكرام) .
[ 184 ]
قال : وفى الباب عن ثوبان وابن عمر وابن عباس وابى سعيد وابى هريرة والمغيرة بن شعبة . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول بعد التسليم : (لا إله الا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير ، اللهم لا مانع لما اعطيت ، ولا معطى لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) . وروى انه كان يقول (سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين) . 299 حدثنا احمد بن محمد بن موسى قال اخبرني ابن المبارك حدثنا الاوزاعي اخبرنا شداد أبو عمار قال حدثنى أبو اسماء الرحبى قال حدثنى ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد ان ينصرف من صلاته استغفر ثلاث مرات ثم قال : أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام) . قال : هذا حديث صحيح . وابو عمار اسمه شداد بن عبد الله . 223 باب ما جاء في الانصراف عن يمينه وعن يساره 300 حدثنا قتيبة حدثنا أبو الاحوص عن سماك بن حرب عن قبيصة ابن هلب عن ابيه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا فينصرف على جانبيه جميعا على يمينه وعلى شماله) .
[ 185 ]
وفى الباب : عن عبد الله بن مسعود وانس و عبد الله بن عمرو وابى هريرة . قال أبو عيسى : حديث هلب حديث حسن . والعمل عليه عند اهل العلم : انه ينصرف على أي جانبيه شاء ، ان شاء عن يمينه ، وإن شاء عن يساره . وقد صح الامران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروى عن على بن ابى طالب انه قال : إن كانت حاجته عن يمينه اخذ عن يمينه ، وإن كانت حاجته عن يساره اخذ عن يساره . 224 باب ما جاء في وصف الصلاة 301 حدثنا على بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن يحيى بن على بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقى عن جده عن رفاعة بن رافع (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد يوما ، قال رفاعة : ونحن معه . إذ جاءه رجل كالبدوي ، فصلى ، فأخف صلاته ، ثم انصرف فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليك ، فارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ، ثم جاء فسلم عليه ، فقال : وعليك ، فارجع فصل فإنك لم تصل ، مرتين أو ثلاثا ، كل ذلك يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :
[ 186 ]
وعليك ، فارجع فصل فإنك لم تصل ، فعاف الناس وكبر عليهم أن يكون من اخف صلاته لم يصل ، فقال الرجل في آخر ذلك : فارنى وعلمني ، فإنما انا بشر اصيب واخطى ، فقال : اجل ، إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما امرك الله به ، ثم تشهد فأقم ايضا ، فإن كان معك قرآن فاقرا ، والا فاحمد الله وكبره وهلله ، ثم اركع فاطمئن راكعا ، ثم اعتدل قائما ، ثم اسجد فاعتدل ساجدا ، ثم اجلس فاطمئن جالسا ، ثم قم ، فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك ، وإن انتقصت منه شيئا انتقصت من صلاتك ، قال : وكان هذا اهون عليهم من الاولى انه من انتقص من ذلك شيئا انتقص من صلاته ، ولم تذهب كلها) . قال : وفى الباب عن ابى هريرة وعمار بن ياسر . قال أبو عيسى : حديث رفاعة بن رافع حديث حسن . وقد روى عن رفاعة هذا الحديث من غير وجه . 302 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبيد الله بن عمر قال : اخبرني سعيد بن ابى سعيد عن ابيه عن ابى هريرة . (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ، فدخل رجل فصلى ، ثم جاء فسلم على النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرد عليه السلام ، فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ، ثم جاء
[ 187 ]
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، فرد عليه ، فقال له : ارجع فصل فإنك لم تصل ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، فقال له الرجل : والذى بعثك بالحق ما احسن غير هذا ، فعلمني ، فقال : إذا قمت إلى الصلاة فكبر ، ثم اقرا بما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، وافعل ذلك في صلاتك كلها) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وروى ابن نمير هذا الحديث عن عبيدالله بن عمر عن سعيد المقبرى عن ابى هريرة ، ولم يذكر فيه (عن ابيه) عن ابى هريرة . ورواية يحيى بن سعيد عن عبيدالله بن عمر اصح . وسعيد المقبرى قد سمع من ابى هريرة ، وروى عن ابيه عن ابى هريرة . وابو سعيد المقبرى اسمه كيسان . وسعيد المقبرى يكنى ابا سعد . 303 حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا : اخبرنا يحيى بن سعيد القطان اخبرنا عبد الحميد بن جعفر اخبرنا محمد بن عمرو بن عطاء عن ابى حميد الساعدي قال : سمعته وهو في عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احدهم أبو قتادة بن ربعى يقول : انا اعلمكم
[ 188 ]
بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : ماكنت اقدمنا له صحبة ولا اكثرنا له إتيانا ، قال : بلى ، قالوا : فاعرض ، فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، فإذا اراد ان يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم قال : الله أكبر ، وركع ، ثم اعتدل ، فلم يصوب راسه ولم يقنع ، ووضع يديه على ركبتيه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ورفع يديه واستدل ، حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا ، ثم هوى إلى الارض ساجدا ، ثم قال : الله اكبر ، ثم جافى عضديه عن إبطيه ، وفتخ اصابع رجليه ، ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا ، ثم قال : الله اكبر ، ثم ثنى رجله وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه ، ثم نهض ، ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك ، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة ، ثم صنع كذلك حتى كانت الركعة التى تنقضي فيها صلاته اخر رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا ، ثم سلم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . قال : ومعنى قوله : (إذا قام من السجدتين رفع يديه) يعنى إذا قام من الركعتين .
[ 189 ]
304 حدثنا محمد بن بشار والحسن بن على الحلواني وغير واحد قالوا : اخبرنا أبو عاصم اخبرنا عبد الحميد بن جعفر اخبرنا محمد بن عمرو ابن عطاء قال : سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو قتادة بن ربعى ، فذكر نحو حديث يحيى ابن سعيد بمعناه وزاد فيه [ أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر هذا الحرف ] : قالوا : (صدقت هكذا النبي صلى الله عليه وسلم) . 225 باب ما جاء في القراءة في الصبح 305 حدثنا هناد اخبرنا وكيع عن مسعر وسفيان عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك قال : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرا في الفجر (والنخل باسقات) في الركعة الاولى) . قال : وفى الباب عن عمرو بن حريث وجابر بن سمرة و عبد الله ابن السائب وابى برزة وام سلمة . قال أبو عيسى : حديث قطبة بن مالك حديث حسن صحيح . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرا في الصبح بالواقعة . وروى عنه انه كان يقرا في الفجر من ستين آية إلى مائة . وروي عنه انه قرأ (إذا الشمس كورت) .
[ 190 ]
وروى عن عمر انه كتب إلى ابى موسى ان قرا في الصبح يطوال المفصل . قال أبو عيسى : وعلى هذا العمل عند اهل العلم وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي 226 باب ما جاء في القراءة في الظهر والعصر 306 حدثنا احمد بن منيع اخبرنا يزيد بن هارون اخبرنا حماد ابن سلمة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة : (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرا في الظهر والعصر بالسماء ذات البروج ، والسماء والطارق وشبههما) . قال : وفى الباب عن خباب وابى سعيد وابى قتادة وزيد بن ثابت والبراء . قال أبو عيسى : حديث جابر بن سمرة حديث حسن صحيح . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (انه قرأ في الظهر قدر تنزيل السجدة) . وروى عنه : (انه كان يقرأ في الركعة الاولى من الظهر قدر ثلاثين آية ، وفى الركعة الثانية قدر خمسة عشر آية) .
[ 191 ]
وروى عن عمر : انه كتب إلى ابى موسى : ان اقرا في الظهر بأوساط المفصل . وراى بعض اهل العلم : ان قرأة صلاة العصر كنحو القراءة في صلاة المغرب : يقرأ بقصار المفصل . وروى عن ابراهيم النخعي انه قال : تعدل صلاة العصر بصلاة المغرب في القراءة . وقال إبراهيم : تضعف صلاة الظهر على صلاة العصر في القراءة اربع مرار . 227 باب في القراءة في المغرب 207 حدثنا هناد اخبرنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن امه ام الفضل قالت : (خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب راسه في مرضه فصلى المغرب ، فقرأ بالمرسلات ، فما صلاها بعد حتى لقى الله عزوجل) . وفى الباب عن جبير بن مطعم وابن عمر وابى ايوب وزيد بن ثابت .
[ 192 ]
قال : حديث ام الفضل حديث حسن صحيح . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بالاعراف في الركعتين كلتيهما . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في المغرب بالطور . وروى عن عمر انه كتب إلى ابى موسى ان اقرأ في المغرب بقصار المفصل . وروى عن ابى بكر انه قرأ في المغرب بقصار المفصل . قال : وعلى هذا العمل عند اهل العلم . وبه يقول ابن المبارك واحمد وإسحاق . وقال الشافعي : وذكر عن مالك انه يكره ان يقرأ في صلاة المغرب بالسور الطول ، نحو الطور والمرسلات قال الشافعي : لا اكره ذلك بل استحب ان يقرأ بهذه السور في الصلاة للمغرب . 228 باب ما جاء في القراءة في صلاة العشاء 308 حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعى اخبرنا زيد بن الحباب اخبرنا ابن واقد عن عبد الله بن بريدة عن ابيه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء الاخرة بالشمس وضحاها ونحوها من السور) . وفى الباب عن البراء بن عازب .
[ 193 ]
قال أبو عيسى : حديث بريدة حديث حسن . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (انه قرأ في العشاء الاخرة بسورة والتين والزيتون) . وروى عن عثمان بن عفان : انه كان يقرأ في العشاء بسور من اوساط المفصل نحو سورة المنافقين واشباهها . وروى عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين : انهم قراوا بأكثر من هذا وأقل : كان الامر عندهم واسع في هذا واحسن شئ في ذلك ماروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرا بالشمس وضحاها ، والتين والزيتون . 309 حدثنا هناد اخبرنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد الانصاري عن عدى بن ثابت عن البراء بن عازب : (ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء الاخرة بالتين والزيتون) . وهذا حديث حسن صحيح 229 باب ما جاء في القراءة خلف الامام 310 حدثنا هناد اخبرنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال : (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ، فثقلت عليه القراءة ، فلما انصرف قال : إنى أراكم تقرأون وراء إمامكم ؟ قال : قلنا : يا رسول الله
[ 194 ]
إى والله ، قال : لا تفعلوا إلا بام القرآن ، فإنه لا صلاة لمن لم يقرا بها) . قال : وفى الباب عن ابى هريرة وعائشة وانس وابى قتادة و عبد الله ابن عمرو . قال أبو عيسى : حديث عبادة حديث حسن . وروى هذا الحديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) . وهذا أصح . والعمل على هذا الحديث في القراءة خلف الامام عند أكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين . وهو قول مالك بن أنس وابن المبارك والشافعي واحمد وإسحاق : يرون القراءة خلف الامام . 230 باب ما جاء في ترك القراءة خلف الامام إذا جهر الامام بالقراءة 311 حدثنا الانصاري اخبرنا معن اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثى عن ابى هريرة : (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة ، فقال : هل قرأ معى
[ 195 ]
أحد منكم آنفا ؟ فقال رجل : نعم يا رسول الله ، قال : إنى اقول ما لى انازع القرآن ؟ ! قال : فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يجهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلوات بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم) . وفى الباب : عن ابن مسعود وعمران بن حصين وجابر بن عبد الله . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن وابن أكيمة الليثى اسمه عمارة ، ويقال عمرو بن اكيمة . وروى بعض اصحاب الزهري هذا الحديث وذكروا هذا الحرف : (قال : قال الزهري : فانتهى الناس عن القراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم) . وليس في هذا الحديث ما يدخل على من رأى القراءة خلف الامام لان أبا هريرة هو الذى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث . وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج غير تمام) فقال له حامل الحديث : إنى اكون احيانا وراء الامام ؟ قال : اقرأ بها في نفسك . وروى أبو عثمان النهدي عن ابى هريرة قال : (امرني النبي صلى الله عليه وسلم ان انادى ان لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب) . واختار اصحاب الحديث ان لا يقرأ الرجل إذا جهر الامام بالقراءة ، وقالوا : يتبع سكتات الامام .
[ 196 ]
وقد اختلف اهل العلم في القراءة خلف الامام فراى أكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم القراءة خلف الامام . وبه يقول مالك وابن المبارك والشافعي واحمد وإسحاق . وروى عن عبد الله بن المبارك انه قال : انا اقرا خلف الامام والناس يقراون ، إلا قوم من الكوفيين ، وارى ان من لم يقرأ صلاته جائزة . وشدد قوم من اهل العلم في ترك قراءة فاتحة الكتاب ، وإن كان خلف الامام ، فقالوا : لا تجزئ صلاة الا بقراءة فاتحة الكتاب ، وحده كان أو خلف الامام . وذهبوا إلى ماروى عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقرأ عبادة بن الصامت بعد النبي صلى الله عليه وسلم خلف الامام ، وتاول قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لاصلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب) . وبه يقول الشافعي وإسحاق وغيرهما . وأما احمد بن حنبل فقال : معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) : إذا كان وحده . واحتج بحديث جابر بن عبد الله حيث قال : من صلى ركعة لم يقرأ فيها بام القرآن فلم يصل ، إلا ان يكون وراء الامام . قال احمد : فهذا رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تأول قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) : ان هذا إذا كان وحده واختار احمد مع هذا القراءة خلف الامام ، وان لا يترك الرجل فاتحة الكتاب وان كان خلف الامام .
[ 197 ]
312 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري اخبرنا معن اخبرنا مالك عن ابى نعيم وهب بن كيسان : انه سمع جابر بن عبد الله يقول : من صلى ركعة لم يقرأ فيها بام القرآن فلم يصل إلا ان يكون وراء الامام . هذا حديث حسن صحيح . 231 باب ما جاء ما يقول عند دخوله المسجد 313 حدثنا على بن حجر اخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن امه فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى الله عليه وسلم ، وقال رب اغفر لى ذنوبي وافتح لى ابواب رحمتك ، وإذا خرج صلى على محمد وسلم ، وقال : رب اغفر لى ذنوبي وافتح لى ابواب فضلك) . 314 وقال على بن حجر : قال إسماعيل بن إبراهيم : فلقيت عبد الله بن الحسن بمكة فسألته عن هذا الحديث فحدثني به . قال : (كان إذا دخل قال : رب افتح باب رحمتك ، وإذا خرج قال : رب افتح لى باب فضلك) . وفى الباب عن ابى حميد وابى اسيد وابى هريرة . قال أبو عيسى : حديث فاطمة حديث حسن ، وليس إسناده بمتصل
[ 198 ]
وفاطمة إبنة الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى ، إنما عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم اشهرا . 232 باب ما جاء إذا دخل احدكم المسجد فليركع ركعتين 315 حدثنا قتيبة بن سعيد اخبرنا مالك بن انس عن عامر ابن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقى عن ابى قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا جاء احدكم المسجد فليركع ركعتين قبل ان يجلس) . قال : وفى الباب عن جابر وابى امامة وابى هريرة وابى ذر وكعب بن مالك . قال أبو عيسى : وحديث أبى قتادة حديث حسن صحيح . وقد روى هذا الحديث محمد بن عجلان وغير واحد عن عامر بن عبد الله بن الزبير نحو رواية مالك بن انس . وروى سهيل بن ابى صالح هذا الحديث عن عامر بن عبد الله ابن الزبير عن عمرو بن سليم عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهذا حديث غير محفوظ ، والصحيح حديث ابى قتادة . والعمل على هذا الحديث عند اصحابنا : استحبوا إذا دخل الرجل
[ 199 ]
المسجد ان لا يجلس حتى يصلى الركعتين ، إلا ان يكون له عذر قال على بن المدينى : وحديث سهيل بن ابى صالح خطأ ، اخبرني بذلك إسحاق بن إبراهيم عن على بن المدينى . 233 باب ما جاء ان الارض كلها مسجد الا المقبرة والحمام 316 حدثنا ابن ابى عمر وابو عمار الحسين بن حريث قالا : اخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى عن ابيه عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الارض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام) . وفى الباب عن على و عبد الله بن عمرو وابى هريرة وجابر وابن عباس وحذيفة وانس وابى امامة وابى ذر ، قالوا : ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (جعلت لى الارض كلها مسجدا وطهورا) . قال أبو عيسى : حديث ابى سعيد قد روى عن عبد العزيز بن محمد روايتين : منهم من ذكر عن ابى سعيد ، ومنهم من لم يذكره . وهذا حديث فيه إضطراب . روى سفيان الثوري عن عمرو بن يحيى عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : مرسلا .
[ 200 ]
ورواه حماد بن سلمة عن عمرو بن يحيى عن ابيه عن ابى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم . ورواه محمد بن إسحاق عن عمرو بن يحيى عن ابيه قال : وكان عامة روايته عن ابى سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم . ولم يذكر فيه عن ابى سعيد . وكأن رواية الثوري عن عمرو بن يحيى عن ابيه . عن النبي صلى الله عليه وسلم اثبت واصح . 234 باب ما جاء في فضل بنيان المسجد 317 حدثنا بندار أخبرنا أبو بكر الحنفي اخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن ابيه عن محمود بن لبيد عن عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنة) . وفى الباب عن ابى بكر وعمر وعلى و عبد الله بن عمرو وانس وابن عباس وعائشة وام حبيبة وابى ذر وعمروبن عبسة وواثلة بن الاسقع وابى هريرة وجابر بن عبد الله . قال أبو عيسى : حديث عثمان حديث حسن صحيح . 318 وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من بنى
[ 201 ]
لله مسجدا صغيرا كان أو كبيرا بنى الله له بيتا في الجنة) . حدثنا بذلك قتيبة بن سعيد اخبرنا نوح بن قيس عن عبد الرحمن مولى قيس عن زياد النميري عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا . ومحمود بن لبيد قد ادرك النبي صلى الله عليه وسلم . ومحمود بن الربيع قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم . وهما غلامان صغيران مدنيان . 235 باب ما جاء في كراهية ان يتخذ على القبر مسجدا 319 حدثنا قتيبة اخبرنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن ابى صالح عن ابن عباس قال : (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج) . قال : وفى الباب عن ابى هريرة وعائشة . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث حسن . 236 باب ما جاء في النوم في المسجد 320 حدثنا محمود بن غيلان اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : (كنا ننام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ونحن شباب) .
[ 202 ]
قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . وقد رخص قوم من اهل العلم في النوم في المسجد . قال ابن عباس : لا يتخذه مبيتا ومقيلا . وذهب قوم من اهل العلم إلى قول ابن عباس . 237 باب ما جاء في كراهية البيع والشرأء وإنشاد الضالة والشعر في المسجد 321 حدثنا قتيبة اخبرنا الليث عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (انه نهى عن تناشد الاشعار . في المسجد ، وعن البيع والشراء فيه ، وان يتحلق الناس فيه يوم الجمعة قبل الصلاة) . وفى الباب عن بريدة وجابر وانس . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن عمرو بن العاص حديث حسن . وعمرو بن شعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص . قال محمد بن إسماعيل : رأيت احمد وإسحاق ، وذكر غيرهما ، يحتجون بحديث عمرو بن شعيب . قال محمد : وقد سمع شعيب بن محمد من عبد الله بن عمرو . قال أبو عيسى : ومن تكلم في حديث عمرو بن شعيب إنما ضعفه
[ 203 ]
لانه يحدث عن صحيفة جده ، كأنهم راوا انه لم يسمع هذه الاحاديث من جده . قال على بن عبد الله : وذكر عن يحيى بن سعيد انه قال : حديث عمرو بن شعيب عندنا واه . وقد كره قوم من اهل العلم البيع والشراء في المسجد وبه يقول احمد وإسحاق . وقد روى عن بعض اهل العلم من التابعين رخصة في البيع والشراء في المسجد . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير حديث رخصة في إنشاد الشعر في المسجد . 238 باب ما جاء في المسجد الذى اسس على التقوى 322 حدثنا قتيبة اخبرنا حاتم بن إسماعيل بن انيس بن ابى يحيى عن ابيه عن ابى سعيد الخدرى قال : (امترى رجل من بنى خدرة ورجل من بنى عمرو بن عوف في المسجد الذى اسس على التقوى فقال الخدرى : هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الاخر هو مسجد قبا ، فاتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فقال : هو هذا يعنى مسجده ، وفى ذلك خير كثير) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . حدثنا أبو بكر عن على بن عبد الله قال : سالت يحيى بن سعيد
[ 204 ]
عن محمد بن ابى يحيى الاسلمي ، فقال : لم يكن به باس ، واخوه انيس بن ابى يحيى اثبت منه . 239 باب ما جاء في الصلاة في مسجد قبا 323 حدثنا محمد بن العلاء أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا : اخبرنا أبو اسامة عن عبد الحميد بن جعفر اخبرنا أبو الابرد مولى بنى خطمة انه سمع اسيد بن ظهير الانصاري وكان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الصلاة في مسجد قبا كعمرة) . وفى الباب عن سهل بن حنيف . قال : حديث اسيد حديث حسن غريب . ولا نعرف لاسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث ، ولا نعرفه إلا من حديث ابى اسامة عن عبد الحميد بن جعفر . وابو الابرد إسمه (زياد) مدينى . 240 باب ما جاء في أي المساجد افضل 324 حدثنا الانصاري اخبرنا معن اخبرنا مالك [ ح ] وحدثنا قتيبة عن مالك عن زيد بن رباح وعبيد الله بن ابى عبد الله الاغر عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام) .
[ 205 ]
قال أبو عيسى : ولم يذكر قتيبة في حديثه عن عبيد الله وإنما ذكر عن زيد بن رباح عن ابى عبد الله الاغر . قال : هذا حديث حسن صحيح . وابو عبد الله الاغر اسمه (سلمان) . وقد روى عن ابى هريرة من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفى الباب عن على وميمونة وابى سعيد وجبير بن مطعم و عبد الله ابن الزبير وابن عمر وابى ذر . 325 حدثنا ابن ابى عمر اخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن قزعة عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، ومسجد الاقصى) . قال : هذا . حديث حسن صحيح . 241 باب ما جاء في المشى إلى المسجد 326 حدثنا محمد بن عبد الملك بن ابى الشوارب اخبرنا يزيد بن زريع اخبرنا معمر عن الزهري عن ابى سلمة عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا اقيمت الصلاة فلا تأتوها وانتم تسعون ، ولكن ائتوها وانتم تمشون ، وعليكم السكينة ، فما ادركتم فصلوا ، وما فاتكم فأتموا) . وفى الباب عن ابى قتادة وابى بن كعب وابى سعيد وزيد بن ثابت وجابر وانس .
[ 206 ]
قال أبو عيسى : اختلف اهل العلم في المشى إلى المسجد فمنهم من راى الاسراع إذا خاف فوت تكبيرة الاولى ، حتى ذكر عن بعضهم انه كان يهرول إلى الصلاة ، ومنهم من كره الاسراع ، واختار ان يمشى على تؤدة ووقار . وبه يقول احمد وإسحاق ، وقالا : العمل على حديث إبى هريرة . وقال إسحاق : إن خاف فوت تكبيرة الاولى فلا بأس أن يسرع في المشى . 327 حدثنا الحسن بن على الخلال اخبرنا عبدالزراق اخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث أبى سلمة عن ابى هريرة بمعناه . هكذا قال عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة . وهذا اصح من حديث يزيد بن زريع . 328 حدثنا ابن ابى عمر اخبرنا سفيان عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . 242 باب ما جاء في القعود في المسجد وانتظار الصلاة من الفضل 329 حدثنا محمود بن غيلان اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن همام بن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ 207 ]
(لا يزال احدكم في صلاة مادام ينتظرها ، ولا تزال الملائكة تصلى على احدكم مادام في المسجد : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، ما لم يحدث ، فقال رجل من حضر موت : وما الحدث يا أبا هريرة ؟ فقال : فساء أو ضراط) . وفى الباب عن على وابى سعيد وانس و عبد الله بن مسعود وسهل ابن سعد . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . 243 باب ما جاء في الصلاة على الخمرة 330 - حدثنا قتيبة اخبرنا أبو الاحوص عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى على الخمرة) . وفى الباب عن ام حبيبة وابن عمر وام سلمة ، وعائشة ، وميمونة وام كلثوم بنت ابى سلمة بن عبد الاسد . ولم تسمع من النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث حسن صحيح . وبه يقول بعض اهل العلم . وقال احمد واسحاق : قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على الخمرة .
[ 208 ]
قال أبو عيسى : والخمرة : هو حصير صغير . 244 باب ما جاء في الصلاة على الحصير 331 حدثنا نصر بن على اخبرنا عيسى بن يونس عن الاعمش عن ابى سفيان عن جابر عن ابى سعيد : (ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حصير) . وفى الباب عن انس والمغيرة بن شعبة . قال أبو عيسى : وحديث ابى سعيد حديث حسن . والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم ، إلا ان قوما من اهل العلم اختاروا الصلاة على الارض استحبابا . 245 باب ما جاء في الصلاة على البسط 332 حدثنا هناد اخبرنا وكيع عن شعبة عن ابى التياح الضبعى قال : سمعت انس بن مالك يقول : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا حتى كان يقول لاخ لى صغير : يا ابا عمير ما فعل النغير ؟ قال : ونضح بساط لنا فصلى عليه)
[ 209 ]
وفى الباب عن ابن عباس . قال أبو عيسى : حديث انس حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم . ولم يروا بالصلاة على البساط والطنفسة باسا . وبه يقول احمد وإسحاق . واسم ابى التياح : يزيد بن حميد . 246 باب ما جاء في الصلاة في الحيطان 333 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أخبرنا الحسن بن أبى جعفر عن أبى الزبير عن أبى الطفيل عن معاذ بن جبل : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب الصلاة في الحيطان) . قال أبو داود : يعنى البساتين . قال أبو عيسى : حديث معاذ حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن أبى جعفر ، والحسن بن أبى جعفر قد ضعفه يحيى بن سعيد وغيره ، وأبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس ، وأبو الطفيل اسمه (عامر بن واثلة) .
[ 210 ]
247 باب ما جاء سترة المصلى 334 حدثنا قتيبة وهناد قالا : أخبرنا أبو الأحوص عن سماك ابن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من مر من وراء ذلك) . وفى الباب عن أبى هريرة وسهل بن أبى حثمة وابن عمر وسبرة بن معبد وأبى جحيفة وعائشة . وقال أبو عيسى : حديث طلحة حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند أهل العلم ، وقالوا : سترة الامام سترة لمن خلفه . 248 باب ما جاء في كراهية المرور بين يدى المصلى 235 حدثنا الانصاري أخبرنا معن أخبرنا مالك بن أنس عن أبى النضر عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد الجهنى أرسل إلى أبى جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدى المصلى ؟ فقال أبو جهيم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لو يعلم المار بين يدى المصلى ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خير له
[ 211 ]
من أن يمر بين يديه) قال أبو النضر : لا أدرى قال أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين سنة . وفى الباب عن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة وابن عمر و عبد الله ابن عمرو ، قال أبو عيسى : حديث أبى جهيم حديث حسن صحيح . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لان يقف أحدكم مائة عام خير له من أن يمر بين يدى أخيه وهو يصلى) . والعمل عليه عند أهل العلم ، كرهوا المرور بين يدى المصلى ، ولم يروا أن ذلك يقطع صلاة الرجل . 249 باب ما جاء لا يقطع الصلاة شئ 336 حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب أخبرنا يزيد ابن زريع أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال : كنت رديف الفضل على أتان فجئنا والنبى صلى الله عليه وسلم يصلى بأصحابه بمنى ، قال : فنزلنا عنها ، فوصلنا الصف فمرت بين أيديهم فلم تقطع صلاتهم) . وفى الباب عن عائشة والفضل بن عباس وابن عمر . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[ 212 ]
ومن بعدهم من التابعين ، قالوا : لا يقطع الصلاة شئ . وبه يقول سفيان والشافعي . 250 باب ما جاء أنه لا يقطع الصلاة إلا الكلب والحمار والمرأة 337 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا هشيم أخبرنا يونس ومنصور ابن زاذان عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال : سمعت أبا ذر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا صلى الرجل وليس بين يديه كآخرة الرحل أو كواسطة الرحل قطع صلاته الكلب الاسود والمرأة والحمار) فقلت لابي ذر : ما بال الاسود من الاحمر ومن الابيض ؟ فقال : يا أبن أخى سألتنى كما سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : الكلب الاسود شيطان . وفى الباب عن أبى سعيد والحكم الغفاري وأبى هريرة وأنس . قال أبو عيسى : حديث أبى ذر حديث حسن صحيح . وقد ذهب بعض أهل العلم إليه قالوا : يقطع الصلاة الحمار والمرأة والكلب الاسود . قال أحمد : الذى لا شك فيه أن الكلب الاسود يقطع الصلاة ، وفى نفسي من الحمار والمرأة شئ . قال إسحاق : لا يقطعها شئ إلا الكلب الاسود .
[ 213 ]
251 باب ما جاء في الصلاة في الثوب الواحد 338 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن هشام هو ابن عروة عن أبيه عن عمر بن أبى سلمة أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في بيت أم سلمة مشتملا في ثوب واحد . وفى الباب عن أبى هريرة وجابر وسلمة بن الاكوع وأنس وعمرو ابن أبى أسيد وأبى سعيد وكيسان وابن عباس وعائشة وأم هانئ وعمار ابن ياسر وطلق بن على وعبادة بن الصامت الانصاري . قال أبو عيسى : حديث عمر بن أبى سلمة حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين وغيرهم . قالوا : لا بأس الصلاة في الثوب الواحد . وقد قال بعض أهل العلم : يصلى الرجل في ثوبين . 252 باب ما جاء في الارض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام 339 حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن البراء بن عازب قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
[ 214 ]
صلى نحو بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة ، فأنزل الله تعالى : (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ، فول وجهك شطر المسجد الحرام) فوجه إلى الكعبة ، وكان يحب ذلك ، فصلى رجل معه العصر ثم مر على قوم من الانصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه إلى الكعبة . قال : فانحرفوا وهم ركوع . وفى الباب عن ابن عمر وابن عباس وعمارة بن أوس وعمرو بن عوف المزني وأنس . قال أبو عيسى : حديث البراء حديث حسن صحيح . وقد روى سفيان الثوري عن أبى إسحاق . 340 حدثنا هناد أخبرنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : كانوا ركوعا في صلاة الصبح . 253 باب ما جاء أن ما بين المشرق والمغرب قبلة 341 حدثنا محمد بن أبى معشر أخبرنا أبى عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما بين المشرق والمغرب قبلة) .
[ 215 ]
342 حدثنا يحيى بن موسى أخبرنا محمد بن أبى معشر : مثله . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة قد روى عنه من غير وجه . وقد تكلم بعض أهل العلم في أبى معشر من قبل حفظه ، واسمه نجيح مولى بنى هاشم قال محمد : لاأروى عنه شيئا وقد روى عنه الناس قال محمد : وحديث عبد الله بن جعفر المخرمى عن عثمان بن محمد الاخنسى عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما بين المشرق والمغرب قبلة) وإنما قيل عبد الله بن جعفر المخرمى لانه من ولد المسور ابن مخرمة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد روى عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . (ما بين المشرق والمغرب قبلة) منهم عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وابن عباس . وقال أبن عمر : إذا جعلت المغرب عن يمينك والمشرق عن يسارك فما بينهما قبلة إذا استقلبت القبلة . وقال أبن المبارك : ما بين المشرق والمغرب قبلة . هذا لاهل المشرق . واختار عبد الله بن المبارك التياسر لاهل مرو .
[ 216 ]
254 باب ما جاء في الرجل يصلى لغير القبلة في الغيم . 343 حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا أشعث بن سعيد السمان عن عاصم بن عبيدالله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة ، فصلى كل رجل منا على حياله ، فلما أصحبنا ذكرنا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فنزل (فأينما تولوا فثم وجه الله) . قال أبو عيسى : هذا حديث ليس إسناده بذاك ، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السمان ، وأشعث بن سعيد أبو الربيع السمان يضعف في الحديث . وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى هذا . قالوا : إذا صلى في الغيم لغير القبلة ، ثم استبان له بعد ما صلى أنه صلى لغير القبلة فإن صلاته جائزة . وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق . 255 باب ما جاء في كراهية ما يصلى إليه وفيه 344 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا المقرى قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن زيد بن جبيرة عن داود بن الحصين عن نافع عن ابن عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى في سبعة مواطن : في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق وفى الحمام .
[ 217 ]
ومعاطن الابل ، وفوق ظهر بيت الله . 345 حدثنا على بن حجر أخبرنا سويد بن عبد العزيز عن زيد ابن جبيرة عن داود بن حصين عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعناه ونحوه . وفى الباب عن أبى مرثد وجابر وأنس . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر إسناده ليس بذاك القوى . وقد تكلم في زيد بن جبيرة من قبل حفظه . وقد روى الليث بن سعد هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العمرى عن نافع عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثله . وحديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أشبه وأصح من حديث الليث بن سعد ، و عبد الله بن عمر العمرى ضعفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه ، منهم يحيى بن سعيد القطان . 256 باب ما جاء في الصلاة في مرابض الغنم ومعاطن الابل 346 حدثنا أبو كريب أخبرنا يحيى بن آدم عن أبى بكر بن عياش عن هشام عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الابل) . 347 حدثنا أبو كريب أخبرنا يحيى بن آدم عن أبى بكر بن
[ 218 ]
عياش عن أبى حصين عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله أو بنحوه . وفى الباب عن جابر بن سمرة والبراء وسبرة بن معبد الجهنى و عبد الله ابن مغفل وابن عمر وأنس . قال أبو عيسى : وحديث أبى هريرة حديث حسن صحيح . وعليه العمل عند أصحابنا . وبه يقول أحمد وإسحاق . وحديث أبى حصين عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث غريب . رواه إسرائيل عن أبى حصين عن أبى صالح عن أبى هريرة موقوفا ولم يرفعه . واسم أبى حصين عثمان بن عاصم الاسدي . 348 حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبى التياح الضبعى عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى في مرابض الغنم . قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن صحيح . وابو التياح اسمه يزيد بن حميد .
[ 219 ]
257 باب ما جاء في الصلاة على الدابة حيث ما توجهت به 349 حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع ويحيى بن آدم قالا : أخبرنا سفيان عن أبى الزبير عن جابر قال : (بعثنى النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فجئته وهو يصلى على راحلته نحو المشرق والسجود أخفض من الركوع) . وفى الباب عن أنس وابن عمر وأبى سعيد وعامر بن ربيعة . قال أبو عيسى : حديث جابر حديث حسن صحيح . وروى عن غير وجه عن جابر . والعمل عليه عند عامة أهل العلم ، لا نعلم بينهم اختلافا ، لا يرون بأسا أن يصلى الرجل على راحلته تطوعا حيثما كان وجهه إلى القبلة وغيرها . 258 باب ما جاء في الصلاة إلى الراحلة 350 حدثنا سفيان بن وكيع أخبرنا أبو خالد الاحمر عن عبيدالله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر : (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بعيره أو راحتله وكان يصلى على راحلته حيثما توجهت به .
[ 220 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهو قول بعض أهل العلم : لا يرون بالصلاة إلى البعير بأسا أن يستتر به . 259 باب ما جاء إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء 351 حدثنا قتيبة أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فأبدأوا بالعشاء) . وفى الباب عن عائشة وابن عمر وسلمة بن الاكوع وأم سلمة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وعليه العمل عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وابن عمر . وبه يقول أحمد وإسحاق ، يقولان : يبدأ بالعشاء وإن فاتته الصلاة في الجماعة ، سمعت الجارود يقول سمعت وكيعا يقول في هذا الحديث : يبدأ بالعشاء إذا كان الطعام يخاف فساده . والذى ذهب إليه بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أشبه بالاتباع ، وإنما أردوا ألا يقوم الرجل إلى الصلاة وقلبه مشغول بسبب شئ .
[ 221 ]
وقد روى عن ابن عباس أنه قال : لانقوم إلى الصلاة وفى أنفسنا شئ . وروى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء) . قال : وتعشى ابن عمر وهو يسمع قراءة الامام . حدثنا بذلك هناد أخبرنا عبدة عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر . 260 باب ما جاء في الصلاة عند النعاس 352 حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني أخبرنا عبدة بن سليمان الكلابي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا نعس أحدكم وهو يصلى فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ينعس فلعله يذهب ليستغفر فيسب نفسه) . وفى الباب عن أنس وأبى هريرة . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح .
[ 222 ]
261 باب ما جاء من زار قوما فلا يصل بهم 353 حدثنا هناد ومحمود بن غيلان قالا : أخبرنا وكيع عن أبان ابن يزيد العطار عن بديل بن ميسرة العقيلى عن أبى عطية ، رجل منهم قال : كان مالك بن الحويرث يأتينا في مصلانا يتحدث فحضرت الصلاة يوما فقلنا له تقدم فقال : ليتقدم بعضكم . حتى أحدثكم لم لا أتقدم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من زار قوما فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم . قالوا : صاحب المنزل أحق بالامامة من الزائر . قال بعض أهل العلم : إذا أذن له فلا بأس أن يصلى به . وقال إسحاق بحديث مالك بن الحويرث وشدد في أن لا يصلى أحد بصاحب المنزل وإن أذن له صاحب المنزل . قال : وكذلك في المسجد لا يصلى بهم في المسجد إذا زارهم يقول يصلى بهم رجل منهم . 262 باب ما جاء في كراهية أن يخص الامام نفسه بالدعاء 354 حدثنا على بن حجر أخبرنا إسماعيل بن عياش قال : حدثنى
[ 223 ]
حبيب بن صالح عن يزيد بن شريح عن أبى حى المؤذن الحمصى عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يحل لامرئ أن ينظر في جوف بيت إمرى حتى يستأذن ، فإن نظر فقد دخل ، ولا يؤم قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم ، فإن فعل فقد خانهم ولا يقوم إلى الصلاة وهو حقن) . وفى الباب عن أبى هريرة وأبى أمامة . قال أبو عيسى : حديث ثوبان حديث حسن . وقد روى هذا الحديث عن معاوية بن صالح عن السفر بن نسير . عن يزيد بن شريح عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروى هذا الحديث عن يزيد بن شريح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وكأن حديث يزيد بن شريح عن أبى حى المؤذن عن ثوبان في هذا أجود إسنادا وأشهر . 263 باب ما جاء من أم قوما وهم له كارهون 355 حدثنا عبد الاعلى بن واصل الكوفى أخبرنا محمد بن قاسم الاسدي عن الفضل بن دلهم عن الحسن قال : سمعت أنس بن مالك قال : (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة : رجل أم قوما وهم
[ 224 ]
له كارهون ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، ورجل سمع حى على الفلاح ثم لم يجب) . وفى الباب عن ابن عباس وطلحة و عبد الله بن عمرو وأبى أمامة . قال أبو عيسى : حديث أنس لا يصح لانه قد روى هذا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا . قال أبو عيسى : ومحمد بن القاسم تكلم فيه أحمد بن حنبل وضعفه وليس بالحافظ . وقد كره قوم من أهل العلم أن يؤم الرجل قوما وهم له كارهون فإذا كان الامام غير ظالم ، فإنما الاثم على من كرهه . وقال أحمد وإسحاق في هذا : إذا كره واحد أو اثنان أو ثلاثة فلا بأس أن يصلى بهم حتى يكرهه أكثر القوم . 356 حدثنا هناد أخبرنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن زياد بن أبى الجعد عن عمرو بن الحارث بن المصطلق قال : (كان يقال أشد الناس عذابا اثنان : امرأة عصت زوجها وإمام قوم وهم له كارهون) . قال جرير : قال منصور فسألنا عن أمر الامام . فقيل لنا : إنما عنى بهذا الائمة الظلمة ، فأما من أقام السنة فإنما الاثم على من كرهه . 357 حدثنا محمد بن إسماعيل أخبرنا على بن الحسن أخبرنا الحسين ابن واقد قال أخبرنا أبو غالب قال : سمعت أبا أمامة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الابق
[ 225 ]
حتى يرجع وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وإمام قوم وهم له كارهون) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه . وأبو غالب اسمه حزور . 264 باب ما جاء إذا صلى الامام قاعدا فصلوا قعودا 358 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال : (خر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فجحش فصلى بنا قاعدا فصلينا معه قعودا ، ثم انصرف فقال إنما الامام أو قال : إنما جعل الامام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا ، وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون) . وفى الباب عن عائشة وأبى هريرة وجابر وابن عمر ومعاوية . قال أبو عيسى : حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خر عن فرس فجحش ، حديث حسن صحيح . وقد ذهب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الحديث ، منهم جابر بن عبد الله وأسيد بن حضير وأبو هريرة وغيرهم ، وبهذا الحديث يقول أحمد وإسحاق . قال بعض أهل العلم : إذا صلى الامام جالسا ، لم يصل من خلفه إلا قياما ، فإن صلوا قعودا لم يجزهم . وهو قول سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك والشافعي .
[ 226 ]
265 م باب منه 360 حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا شبابة عن شعبة عن نعيم ابن أبى هند عن أبى وائل عن مسروق عن عائشة . قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبى بكر في مرضه الذى مات فيه قاعدا . قال أبو عيسى حديث عائشة حديث حسن صحيح غريب . قد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا صلى الامام جالسا فصلوا جلوسا) . وروى عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه وأبو بكر يصلى بالناس فصلى إلى جنب أبى بكر ، والناس يأتمون بأبى بكر وأبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم) . وروى عن أنس بن مالك (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خلف أبى بكر وهو قاعد) . 361 حدثنا بذلك عبد الله بن أبى زياد أخبرنا شبابة بن سوار أخبرنا محمد بن طلحة عن حميد عن ثابت عن أنس قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه خلف أبى بكر قاعدا في ثوب متوشحا به) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وهكذا رواه يحيى بن أيوب عن حميد عن أنس وقد رواه غير واحد
[ 227 ]
عن حميد عن أنس ولم يذكروا فيه عن ثابت ومن ذكر فيه عن ثابت فهو أصح . 266 باب ما جاء الامام ينهض في الركعتين ناسيا 362 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا هشيم أخبرنا بن أبى ليلى عن الشعبى قال صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين فسبح به القوم وسبح بهم فلما قضى صلاته سلم ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس ثم حدثهم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل بهم مثل الذى فعل . وفى الباب عن عقبة بن عامر وسعد و عبد الله بن بحينة . قال أبو عيسى : حديث المغيرة بن شعبة قد روى من غير وجه عن المغيرة بن شعبة ، وقد تكلم بعض أهل العلم في ابن أبى ليلى من قبل حفظه قال أحمد : لا يحتج بحديث ابن أبى ليلى . وقال محمد بن اسمعيل : ابن أبى ليلى وهو صدوق ولا أروى عنه لانه لا يدرى صحيح حديثه من سقيمه وكل من كان مثل هذا لا أروى عنه شيئا . وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة وروى سفيان عن جابر عن المغيرة بن شبيل عن قيس بن أبى حازم عن المغيرة بن شعبة . وجابر الجعفي قد ضعفه بعض أهل العلم ، تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدى وغيرهما . والعمل على هذا عند أهل العلم على أن الرجل إذا قام في الركعتين مضى في صلاته وسجد سجدتين منهم من رأى قبل
[ 228 ]
التسليم ومنهم من رأى بعد التسليم ومن رأى قبل التسليم فحديثه أصح لما روى الزهري ويحيى بن سعيد الانصاري عن عبد الرحمن الاعرج عن عبد الله بن بحينة . 363 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا يزيد بن هارون عن المسعودي عن زياد بن علاقة قال : صلى بنا المغيرة بن شعبة فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس ، فسبح به من خلفه فأشار إليهم أن قوموا ، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم ، وقال هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم 267 باب ما جاء في مقدار القعود في الركعتين الاوليين 364 حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو داود هو الطيالسي أخبرنا شعبة أخبرنا سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعتين الاوليين كأنه على الرضف) . قال شعبة ثم حرك سعد شفتيه بشئ فأقول حتى يقوم فيقول حتى يقوم . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن . إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه .
[ 229 ]
والعمل على هذا عند أهل العلم يختارون أن لا يطيل الرجل القعود في الركعتين الاوليين ولا يزيد على التشهد شيئا في الركعتين الاوليين ، وقالوا إن زاد على التشهد فعليه سجدتا السهو . هكذا روى عن الشعبى وغيره . 268 باب ما جاء في الاشارة في الصلاة 365 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الاشج عن نابل صاحب العبا عن ابن عمر عن صهيب قال : (مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فسلمت عليه فرد إلى اشارة وقال لا أعلم الا أنه قال إشارة بإصبعه) . وفى الباب عن بلال وأبى هريرة وأنس وعائشة . 366 حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا وكيع أخبرنا هشام بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال : قلت لبلال كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة قال : كان يشير بيده . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح وحديث صهيب حسن لا نعرفه إلا من حديث الليث عن بكير وقد روى عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : قلت لبلال كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حيث كانوا يسلمون عليه في مسجد بنى عمر بن عوف ؟ قال : كان يرد إشارة وكلا الحديثين عندي صحيح . لان قصة حديث صهيب غير قصة حديث بلال ، وإن كان ابن عمر روى عنهما فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعا .
[ 230 ]
269 باب ما جاء أن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء 367 حدثنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم (التسبح للرجال والتصفيق للنساء) . وفى الباب عن على وسهل بن سعد وجابر وابى سعيد وابن عمر قال على : كنت إذا استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى سبح . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح ، والعمل عليه عند أهل العلم ، وبه يقول أحمد وإسحاق . 270 باب ما جاء في كراهية التثاؤب في الصلاة 368 حدثنا على بن حجر أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب في الصلاة من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع) . وفى الباب عن أبى سعيد الخدرى وجد عدى بن ثابت . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح . وقد كره قوم من أهل العلم التثاؤب في الصلاة .
[ 231 ]
قال إبراهيم : إنى لارد التثاؤب بالتنحنح . 271 باب ما جاء أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم 369 حدثنا على بن حجر أخبرنا عيسى بن يونس أخبرنا الحسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد فقال : من صلى قائما فهو أفضل ومن صلاها قاعدا فله نصف أجر القائم ، ومن صلاها نائما فله نصف أجر القاعد) . وفى الباب عن عبد الله بن عمرو وأنس والسائب . قال أبو عيسى : حديث عمران بن حصين حديث حسن صحيح . وقد روى هذا الحديث عن إبراهيم بن طهمان بهذا الاسناد ، إلا أنه يقول عن عمران بن حصين قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة المريض فقال : صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب . 370 حدثنا بذلك هناد أخبرنا وكيع عن إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم بهذا الاسناد . قال أبو عيسى : لا نعلم أحدا روى عن حسين المعلم نحو رواية إبراهيم ابن طهمان ، وقد روى أبو أسامة وغير واحد عن حسين المعلم نحو رواية عيسى بن يونس ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم في صلاة التطوع .
[ 232 ]
حدثنا محمد بن بشار أخبرنا ابن أبى عدى عن أشعث بن عبد الملك عن الحسن قال : إن شاء الرجل صلى صلاة التطوع قائما وجالسا ومضطجعا واختلف أهل العلم في صلاة المريض إذا لم يستطع أن يصلى جالسا فقال بعض أهل العلم : إنه يصلى على جنبه الايمن ، وقال بعضهم يصلى مستلقيا على قفاه ورجلاه إلى القبلة ، وقال سفيان الثوري في هذا الحديث : من صلى جالسا فله نصف أجر القائم قال : هذا للصحيح ولمن ليس له عذر فأما من كان له عذر من مرض أو غيره فصلى جالسا فله مثل أجر القائم ، وقد روى في بعض الحديث مثل قول سفيان الثوري . 272 باب في من يتطوع جالسا 371 حدثنا الانصاري أخبرنا معن أخبرنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبى وداعة السهمى عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بعام ، فإنه كان يصلى في سبحته قاعدا ويقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون أطول من أطول منها) . وفى الباب عن أم سلمة وأنس بن مالك . قال أبو عيسى : حديث حفصة حديث حسن صحيح . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أنه كان يصلى من
[ 233 ]
الليل جالسا فإذا بقى من قراءته قدر ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأ ثم ركع ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك) وروى عنه (أنه كان يصلى قاعدا فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم ، وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد) قال أحمد وإسحاق : والعمل على كلا الحديثين كأنهما رأيا كلا الحديثين صحيحا معمولا بهما . 373 حدثنا الانصاري أخبرنا معن أخبرنا مالك عن أبى النضر عن أبى سلمة عن عائشة : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى جالسا فيقرأ وهو جالس ، فإذا بقى من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأ وهو قائم ثم ركع وسجد ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 373 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا هشيم أخبرنا خالد وهو الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قال : (سألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن تطوعه قالت : كان يصلى ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 274 باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنى لاسمع بكاء الصبى في الصلاة فأخفف 374 حدثنا قتبية أخبرنا مروان بن معاوية الفزارى عن حميد
[ 234 ]
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (والله إنى لاسمع بكاء الصبى وأنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتتن أمه) . وفى الباب عن أبى قتادة وأبى سعيد وأبى هريرة . قال أبو عيسى : حديث أنس حديث حسن صحيح . 275 باب ما جاء لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار 375 حدثنا هناد أخبرنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن قتادة عن ابن سيرين عن صفية ابنة الحارث عن عائشة قالت : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار) . وفى الباب عن عبد الله بن عمرو . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن . والعمل عليه عند أهل العلم : أن المرأة إذا أدركت فصلت وشئ من شعرها مكشوف لا تجوز صلاتها . وهو قول الشافعي قال : لا تجوز صلاة المرأة وشئ من جسدها مكشوف ، قال الشافعي : وقد قيل إن كان ظهر قدميها مكشوفا فصلاتها جائزة 276 باب ما جاء في كراهية السدل في الصلاة 376 حدثنا هناد أخبرنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن عسل بن سفيان عن عطاء عن أبى هريرة قال : (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السدل في الصلاة) . وفى الباب عن أبى جحيفة .
[ 235 ]
قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة لا نعرفه من حديث عطاء عن أبى هريرة مرفوعا الا من حديث عسل بن سفيان ، وقد اختلف أهل العلم في السدل في الصلاة . فكره بعضهم السدل في الصلاة وقالوا هكذا تصنع اليهود وقال بعضهم : إنما كره السدل في الصلاة إذا لم يكن عليه إلا ثوب واحد ، فأما إذا سدل على القميص فلا بأس وهو قول أحمد ، وكره ابن المبارك السدل في الصلاة . 277 باب ما جاء في كراهية مسح الحصى في الصلاة . 377 حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومى أخبرنا سفيان ابن عيينة عن الزهري عن أبى الاحوص عن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه) . 378 حدثنا الحسين بن حريث أخبرنا الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن يحيى بن أبى كثير قال : حدثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن عن معيقيب قال : (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسح الحصى في الصلاة فقال إن كنت لابد فاعلا فمرة واحدة) . قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح . وفى الباب عن على بن أبى طالب وحذيفة وجابر بن عبد الله ومعيقيب . قال أبو عيسى : حديث أبى ذر حديث حسن وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره المسح في الصلاة وقال : (إن كنت لابد فاعلا
[ 236 ]
فمرة واحدة) كأنه روى عن رخصة في المرة الواحدة ، والعمل على هذا عند أهل العلم . 278 باب ما جاء في كراهية النفخ في الصلاة 379 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا عباد بن العوام أخبرنا ميمون أبو حمزة عن أبى صالح مولى طلحة عن أم سلمة قالت : (رأى النبي صلى الله عليه وسلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ فقال يا أفلح ترب وجهك) قال أحمد بن منيع كره عباد النفخ في الصلاة وقال : إن نفخ لم يقطع صلاته قال أحمد بن منيع : وبه نأخذ . قال أبو عيسى : وروى بعضهم عن أبى حمزة هذا الحديث وقال مولى لنا يقال رباح . 380 حدثنا أحمد بن عبدة الضبى أخبرنا حماد بن زيد عن ميمون أبى حمزة بهذا الاسناد نحوه . وقال غلام لنا يقال له رباح . قال أبو عيسى : وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك وميمون أبو حمزة قد ضعفه بعض أهل العلم ، واختلف أهل العلم في النفخ في الصلاة فقال بعضهم : إن نفخ في الصلاة استقبل الصلاة وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة . وقال بعضهم يكره النفخ الصلاة وإن نفخ في صلاته لم تفسد صلاته وهو قول أحمد وإسحاق .
[ 237 ]
279 باب ما جاء في النهى عن الاختصار في الصلاة 381 حدثنا أبو كريب أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى الرجل مختصرا) . وفى الباب عن ابن عمر . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح . وقد كره قوم من أهل العلم الاختصار في الصلاة . والاختصار هو أن يضع الرجل يده على خاصرته في الصلاة . وكره بعضهم أن يمشى الرجل مختصرا ويروى أن إبليس إذا مشى يمشى مختصرا . 280 باب ما جاء في كراهية كف الشعر في الصلاة 382 حدثنا يحيى بن موسى أخبر عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج عن عمران بن موسى عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبيه عن أبى رافع أنه مر بالحسن بن على وهو يصلى وقد عقص ضفرته في فقاه فحلها فالتفت إليه الحسن مغضبا فقال أقبل على صلاتك ولا تغضب فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك كفل الشيطان .
[ 238 ]
وفى الباب عن أم سلمة و عبد الله بن عباس . قال أبو عيسى : حديث أبى رافع حديث حسن . والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا أن يصلى الرجل وهو معقوص شعره . وعمران بن موسى هو القرشى المكى وهو أخو أيوب بن موسى . 281 باب ما جاء في التخشع في الصلاة 383 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا ليث بن سعد أخبرنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبى أنس عن عبد الله بن نافع بن العميا عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين ، وتخشع وتضرع وتمسكن وتقنع يديك . يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا) . قال أبو عيسى : وقال غير ابن المبارك في هذا الحديث : من لم يفعل ذلك فهو خداج . قال أبو عيسى : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ في مواضع فقال عن أبى أنس بن أنيس : وهو عمران بن أبى أنس . وقال عن عبد الله بن الحارث : وإنما هو عبد الله بن نافع بن العميا ، عن ربيعة بن الحارث وقال شعبة عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم :
[ 239 ]
وإنما هو عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال محمد : حديث الليث بن سعد أصح من حديث شعبة . 282 باب ما جاء في كراهية التشبيك بين الاصابع في الصلاة . 384 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث بن سعد عن أبن عجلان عن سعيد المقبرى عن رجل عن كعب بن عجرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة) . قال أبو عيسى : حديث كعب بن عجرة رواه غير واحد عن ابن عجلان مثل حديث الليث ، وروى شريك عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث ، وحديث شريك غير محفوظ . 283 باب ما جاء في طول القيام في الصلاة 385 حدثنا ابن أبى عمر أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبى الزبير عن جابر قال : (قيل للنبى صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل ؟ قال طول القنوت) .
[ 240 ]
وفى الباب عن عبد الله بن حبشي وأنس بن مالك . قال أبو عيسى : حديث جابر حديث حسن صحيح . وقد روى من غير وجه عن جابر بن عبد الله . 284 باب ما جاء في كثرة الركوع والسجود 386 حدثنا أبو عمار أخبرنا الوليد بن مسلم عن الاوزاعي قال : حدثنى الوليد بن هشام المعيطى قال : قال حدثنى معدان بن طلحة اليعمرى قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : دلنى على عمل ينفعني الله به ويدخلنى الله الجنة ؟ فسكت عنى مليا ثم التفت إلى فقال : عليك بالسجود فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة) . قال معدان فلقيت أبا الدرداء فسألت عما سألت عنه ثوبان فقال : عليك بالسجود فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة) . وفى الباب عن أبى هريرة وأبى فاطمة . قال أبو عيسى : حديث ثوبان وابى الدرداء في كثرة الركوع والسجود حديث حسن صحيح . وقد اختلف أهل العلم في هذا ، فقال بعضهم : طول القيام في الصلاة أفضل من كثرة الركوع والسجود . وقال بعضهم : كثرة الركوع والسجود أفضل من طول القيام .
[ 241 ]
وقال أحمد بن حنبل : وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديثان ، ولم يقض فيه بشئ . وقال إسحاق : أما بالنهار فكثرة الركوع والسجود ، وأما بالليل فطول القيام ، إلا أن يكون رجل له جزء بالليل يأتي عليه ، فكثرة الركوع والسجود في هذا أحب إلى لانه يأتي على جزئه وقد ربح كثرة الركوع والسجود . وقال أبو عيسى : وإنما قال إسحاق هذا لانه كذا وصفت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ، ووصف طول القيام . وأما بالنهار فلم توصف من صلاته من طول القيام ما وصف بالليل . 285 باب ما جاء في قتل الاسودين في الصلاة 388 حدثنا على بن حجر أخبرنا إسماعيل بن علية عن على ابن المبارك عن يحيى بن أبى كثير عن ضمضم بن جوس عن أبى هريرة قال (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الاسودين في الصلاة ، الحية والعقرب) . وفى الباب عن ابن عباس وأبى رافع . قال أبو عيسى : حديث أبى هريرة حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم . وبه يقول أحمد وإسحاق ، وكره بعض أهل العلم قتل الحية والعقرب في الصلاة قال إبراهيم : إن في الصلاة لشغلا . والقول الاول أصح
[ 242 ]
286 باب ما جاء في سجدتي السهو قبل السلام 389 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عبد الرحمن الاعرج عن عبد الله بن بحينة الاسدي حليف بنى عبد المطب : أن النبي صلى الله عليه وسلم (قام في صلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين يكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم ، وسجدهما الناس معه مكان ما نسى من الجلوس) . وفى الباب عن عبد الرحمن بن عوف . حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الاعلى وأبو داود قالا : أخبرنا هشام عن يحيى بن أبى كثير عن محمد بن إبراهيم : أن أبا هريرة والسائب القارى كانا يسجدان سجدتي السهو قبل التسليم . قال أبو عيسى : حديث ابن بحينة حديث حسن والعمل على هذا عند بعض أهل العلم . وهو قول الشافعي يرى سجود السهو كله قبل التسليم ويقول : هذا الناسخ لغيره من الاحاديث ، ويذكر أن آخر فعل النبي صلى الله عليه وسلم كان على هذا . وقال أحمد وإسحاق : إذا قام الرجل في الركعتين فإنه يسجد سجدتي السهو قبل السلام على حديث ابن بحينه : و عبد الله بن بحينة هو عبد الله بن مالك ابن بحينة ، مالك أبوه وبحينة امه . هكذا أخبرني إسحاق بن منصور عن على بن المدينى .
[ 243 ]
قال أبو عيسى : واختلف أهل العلم في سجدتي السهو متى يسجدهما الرجل قبل السلام أو بعده ، فرأى بعضهم أن يسجدهما بعد السلام . وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة . وقال بعضهم : يسجدهما قبل السلام ، وهو قول أكثر الفقهاء من أهل المدينة ، مثل يحيى بن سعيد وربيعة وغيرهما ، وبه يقول الشافعي . وقال بعضهم : إذا كانت زيادة في الصلاة فبعد السلام ، وإذا كان نقصانا فقبل السلام ، وهو قول مالك بن أنس . وقال أحمد : ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في سجدتي السهو فيستعمل كل على جهته ، يرى إذا قام في الركعتين على حديث ابن بحينة فإنه يسجدهما قبل السلام ، وإذا صلى الظهر خمسا فإنه يسجدهما بعد السلام وإذا سلم في الركعتين من الظهر والعصر فإنه يسجدهما بعد السلام ، وكل يستعمل على جهته وكل سهو ليس فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ، فإن سجدتي السهو فيه قبل السلام . وقال اسحاق نحو قول احمد في هذا كله الا انه قال : كل سهو ليس فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ، فان كانت زيادة في الصلاة يسجدهما بعد السلام وان كان نقصانا يسجدهما قبل السلام . 287 باب ما جاء في سجدتي السهو بعد السلام والكلام 390 حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن بن مهدى أخبرنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود : أن النبي صلى الله
[ 244 ]
عليه وسلم صلى الظهر خمسا فقيل له : أزيد في الصلاة أم نسيت ؟ فسجد سجدتين بعد ما سلم . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 391 حدثنا هناد ومحمود بن غيلان قالا : أخبرنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد سجدتي السهو بعد الكلام . وفى الباب عن معاوية و عبد الله بن جعفر وأبى هريرة . 392 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا هشيم عن هشام بن حسان عن محمد ابن سيرين عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجدهما بعد السلام . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد رواه أيوب وغير واحد عن ابن سيرين . وحديث ابن مسعود حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أهل العلم قالوا : إذا صلى الرجل الظهر خمسا فصلاته جائزة وسجد سجدتي السهو ، وإن لم يجلس في الرابعة ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق . وقال بعضهم : إذا صلى الظهر خمسا ولم يقعد في الرابعة مقدار التشهد فسدت صلاته وهو قول سفيان الثوري وبعض أهل الكوفة .
[ 245 ]
288 باب ما جاء في التشهد في سجدتي السهو 393 حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا محمد بن عبد الله الانصاري قال أخبرني أشعث عن أبن سيرين عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن أبى المهلب عن عمران بن حصين (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها فسجد سجدتين ثم تشهد ثم سلم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . وروى ابن سيرين عن أبى المهلب هو عم أبى قلابة غير هذا الحديث وروى محمد هذا الحديث عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن أبى المهلب ، وأبو المهلب اسمه عبد الرحمن بن عمر ويقال أيضا معاوية ابن عمرو . وقد روى عبد الوهاب الثقفى وهشيم وغير واحد هذا الحديث عن خالد الحذاء عن أبى قلابة بطوله ، وهو حديث عمران بن حصين : أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم في ثلاث ركعات من العصر فقام رجل يقال له الخرباق . واختلف أهل العلم في التشهد في سجدتي السهو فقال بعضهم : يتشهد فيهما ويسلم ، وقال بعضهم : ليس فيهما تشهد وتسليم وإذا سجدهما قبل التسليم لم يتشهد ، وهو قول أحمد وإسحاق قالا : إذا سجد سجدتي السهو قبل السلام لم يتشهد .
[ 246 ]
289 باب فيمن يشك في الزيادة والنقصان 394 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا هشام الدستوائى عن يحيى بن أبى كثير عن عياض بن هلال قال : قلت لابي سعيد : أحدنا يصلى فلا يدرى كيف صلى فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلى أحدكم فلم يدر كيف صلى فليسجد سجدتين وهو جالس) . وفى الباب عن عثمان وابن مسعود وعائشة وأبى هريرة . قال أبو عيسى : حديث أبى سعيد حديث حسن . وقد روى هذا الحديث عن أبى سعيد من غير هذا الوجه . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا شك أحدكم في الواحدة والثنتين فليجعلها واحدة وإذا شك في الاثنتين والثلاث فليسجد في ذلك سجدتين قبل أن يسلم) . والعمل على هذا عند أصحابنا . وقال بعض أهل العلم إذا شك في صلاته فلم يدر كم صلى فليعد . 395 حدثنا قتيبة أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيلبس عليه حتى لا يدرى كم صلى فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جلس) .
[ 247 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 396 حدثنا محمد بن بشار أخبرنا محمد بن خالد بن عثمة أخبرنا ابراهيم بن سعد قال : حدثنى محمد بن إسحاق عن مكحول عن كريب عن أبن عباس عن عبد الرحمن بن عوف قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (إذا سها أحدكم في صلاته فلم يدر واحدة صلى أو اثنتين فليبن على واحدة فإن لم يدر ثنتين صلى أو ثلاثا فليبن على ثنتين ، فإن لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا فليبن على ثلاث وليسجد سجدتين قبل أن يسلم) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد روى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عوف من غير هذا الوجه . رواه الزهري عن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن عبد الرحمن ابن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم 290 باب ما جاء في الرجل يسلم في الركعتين من الظهر والعصر 397 حدثنا الانصاري أخبرنا معن أخبرنا مالك عن أيوب بن أبى تميمة السختيانى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين : أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أصدق ذو اليدين ؟ فقال الناس : نعم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم كبر فرفع ثم سجد مثل سجوده أو أطول) . في الباب عن عمران بن حصين وابن عمر وذى اليدين . قال أبو عيسى : وحديث أبى هريرة حديث حسن صحيح .
[ 248 ]
واختلف أهل العلم في هذا الحديث ، فقال بعض أهل الكوفة : إذا تكلم في الصلاة ناسيا أو جاهلا أو ما كان ، فإنه يعيد الصلاة واستدلوا بان هذا الحديث كان قبل تحريم الكلام في الصلاة . وأما الشافعي فرأى هذا حديثا صحيحا فقال به ، وقال : هذا أصح من الحديث الذى روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصائم إذا أكل ناسيا فإنه لا يقضى وإنما هو رزق رزقه الله . قال الشافعي وفرق هؤلاء بين العمد والنسيان في أكل الصائم لحديث أبى هريرة . قال أحمد في حديث أبى هريرة : إن تكلم الامام في شئ من صلاته وهو يرى أنه قد أكملها ثم علم أنه لم يكملها يتم صلاته ، ومن تكلم خلف الامام وهو يعلم أن عليه بقية من الصلاة فعليه أن يستقبلها واحتج بأن الفرائض كانت تزاد وتنقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنما تكلم ذو اليدين وهو على يقين من صلاته أنها تمت ، وليس هكذا اليوم ليس لاحد أن يتكلم على معنى ما تكلم ذو اليدين لان الفرائض اليوم لا يزاد فيها ولا ينقص . قال أحمد نحوا من الكلام وقال إسحق نحو قول أحمد ، في هذا الباب . 281 باب ما جاء في الصلاة في النعال 398 حدثنا على بن حجر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد بن يزيد أبى سلمة قال : قلت لانس بن مالك (أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى في نعليه ؟ قال : نعم) .
[ 249 ]
وفى الباب عن عبد الله بن مسعود و عبد الله بن أبى حبيبة و عبد الله بن عمرو وعمرو بن حريث وشداد بن أوس وأوس الثقفى وأبى هريرة ، وعطاء رجل من بنى شيبة . قال أبو عيسى : حديث أنس حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند أهل العلم 292 باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر 399 - حدثنا قتيبة ومحمد بن المثنى قالا : أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبى ليلى عن البراء بن عازب (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في صلاة الصبح والمغرب) . وفى الباب عن على وأنس وأبى هريرة وابن عباس وخفاف بن أيماء ابن رحضة الغفاري . قال أبو عيسى : حديث البراء حديث حسن صحيح . واختلف أهل العلم في القنوت في صلاة الفجر ، فرأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم القنوت في صلاه الفجر . وهو قول الشافعي ، وقال أحمد ، وإسحاق : لا يقنت في الفجر إلا عند نازلة تنزل بالمسلمين ، فإذا نزلت نازلة فلامام أن يدعو لجيوش المسلمين .
[ 250 ]
293 باب في ترك القنوت 400 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا يزيد بن هارون عن أبى مالك الاشجعى قال : قلت لابي : يا أبت إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان وعلى بن أبى طالب هاهنا بالكوفة ، نحوا من خمس سنين ، أكانوا يقنتون ؟ قال : أي بنى محدث . 401 حدثنا صالح بن عبد الله أخبرنا أبو عوانة عن أبى مالك الاشجعى بهذا الاسناد نحوه بمعناه . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أكثر أهل العلم . وقال سفيان الثوري إن قنت في الفجر فحسن ، وإن لم يقنت فحسن واختار أن لايقنت ، ولم ير إبن المبارك القنوت في الفجر . قال أبو عيسى : وأبو مالك الاشجعى إسمه سعد بن طارق بن أشيم .
[ 251 ]
294 باب ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة 402 حدثنا قتيبة أخبرنا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة ابن رافع الزرقى عن عم ابيه معاذ بن رفاعة عن أبيه قال (صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصرف فقال من المتكلم في الصلاة فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية من المتكلم في الصلاة فلم يتكلم أحد ثم قالها الثالثة من المتكلم في الصلاة فقال رفاعة بن رافع بن عفراء أنا يا رسول الله قال كيف قلت قال قلت : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذى نفسي بيده لقد أبتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها) . وفى الباب عن أنس ووائل بن حجر وعامر بن ربيعة . قال أبو عيسى : حديث رفاعة حديث حسن وكأن هذا الحديث عند بعض أهل العلم أنه في التطوع لان غير واحد من التابعين قالوا : إذا عطس الرجل في الصلاة المكتوبة إنما يحمد الله في نفسه ، ولم يوسعوا بأكثر من ذلك .
[ 252 ]
295 باب في نسخ الكلام في الصلاة 403 حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا هشيم وأخبرنا إسماعيل بن أبى خالد عن الحارث بن شبيل عن أبى عمرو الشيباني عن زيد ابن أرقم قال (كنا نتكلم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، يكلم الرجل منا صاحبه إلى جنبه حتى نزلت وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام) وفى الباب عن ابن مسعود ومعاوية بن الحكم . قال أبو عيسى : حديث زيد بن أرقم حديث حسن صحيح . والعمل عليه عند أكثر أهل العلم قالوا : إذا تكلم الرجل عامدا في الصلاة أو ناسيا أعاد الصلاة وهو قول الثوري وابن المبارك . وقال بعضهم : إذا تكلم عامدا في الصلاة أعاد الصلاة ، وإن كان ناسيا أو جاهلا أجزأه . وبه يقول الشافعي . 296 باب ما جاء في الصلاة عند التوبة 404 حدثنا قتيبة أخبرنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن على ابن ربيعة عن اسماء بن الحكم الفزارى قال : سمعت عليا يقول : إنى
[ 253 ]
كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني به ، وإذا حدثنى رجل من أصحابه استحلفته ، فإذا حلف صدقته ، وإنه حدثنى أبو بكر ، وصدق أبو بكر . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلى ثم يستغفر الله ، إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الاية : (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله إلى آخر الاية) . وفى الباب عن ابن مسعود وأبى الدرداء وأنس وأبى أمامة ومعاذ وواثلة وأبى اليسر واسمه كعب بن عمرو . قال أبو عيسى : حديث على حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة وروى عنه شعبة وغير واحد فرفعوه مثل حديث أبى عوانة . ورواه سفيان الثوري ومسعر فأوقفاه ولم يرفعاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عن مسعر هذا الحديث مرفوعا أيضا . 297 باب ما جاء متى يؤمر الصبى بالصلاة 405 حدثنا على بن حجر أخبرنا حرملة بن عبد العزيز بن الربيع ابن سبرة الجهنى عن عمه عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (علموا الصبى الصلاة ابن سبع سنين ، واضربوه عليها ابن عشرة) .
[ 254 ]
وفى الباب عن عبد الله بن عمرو . قال أبو عيسى : حديث سبرة ابن معبد الجهنى حديث حسن صحيح . وعليه العمل عند بعض اهل العلم . وبه يقول أحمد وإسحاق : وقال : ما ترك الغلام بعد عشر من الصلاة فإنه يعيد . قال أبو عيسى : وسبرة هو ابن معبد الجهنى ويقال هو ابن عوسجة . 298 باب ما جاء في الرجل يحدث بعد التشهد 406 حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا ابن المبارك أخبرنا عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم أن عبد الرحمن بن رافع وبكر بن سوادة أخبراه عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحدث يعنى الرجل وقد جلس في آخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته) . قال أبو عيسى : هذا حديث ليس إسناده بالقوى وقد اضطربوا في إسناده . وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا ، قالوا إذا جلس مقدار التشهد وأحدث قبل أن يسلم فقد تمت صلاته . وقال بعض أهل العلم : إذا أحدث قبل أن يتشهد أو قبل أن يسلم أعاد الصلاة وهو قول الشافعي .
[ 255 ]
وقال أحمد إذا لم يتشهد وسلم أجزأه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (وتحليلها التسليم) والتشهد أهون . قام النبي صلى الله عليه وسلم في اثنتين فمضى في صلاته ولم يتشهد . وقال إسحاق بن ابراهيم : إذا تشهد ولم يسلم أجزأه وأحتج بحديث ابن مسعود حين علمه النبي صلى الله عليه وسلم التشهد فقال (إذا فرغت من هذا فقد قضيت ما عليك) . قال أبو عيسى : و عبد الرحمن بن زياد هو الافريقى وقد ضعفه بعض أهل الحديث ، منهم يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل . 299 باب ما جاء إذا كان المطر فالصلاة في الرحال 407 حدثنا أبو حفص عمرو بن على أخبرنا أبو داود الطيالسي أخبرنا زهير بن معاوية عن أبى الزبير عن جابر قال (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصابنا مطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (من شاء فليصل في رحله) . وفى الباب عن ابن عمر وسمرة وأبى المليح عن أبيه و عبد الرحمن بن سمرة قال أبو عيسى حديث جابر حديث حسن صحيح . وقد رخص أهل العلم في القعود عن الجماعة والجمعة في المطر والطين وبه يقول أحمد وأسحاق .
[ 256 ]
قال سمعت أبا زرعة يقول : روى عفان بن مسلم عن عمرو بن على حديثا وقال أبو زرعة لم أر بالبصرة أحفظ من هؤلاء الثلاثة : على بن المدينى وابن الشاذكونى وعمرو بن على وأبو المليح بن أسامة اسمه عامر ويقال زيد بن أسامة بن عمير الهذلى . 300 باب ما جاء في التسبيح في أدبار الصلاة . 408 حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وعلى بن حجر قال : حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن مجاهد وعكرمة عن ابن عباس قال : (جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن الاغنياء يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ولهم أموال يعتقون ويتصدقون قال : فإذا صليتم فقولوا سبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة والله أكبر أربعا وثلاثين مرة ولا إله إلا الله عشر مرات) . فإنكم تدركون به من سبقكم ولا يسبقكم من بعدكم . وفى الباب عن كعب بن عجرة وأنس و عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأبى الدرداء وابن عمرو وأبى ذر . قال أبو عيسى : حديث ابن عباس حديث حسن غريب . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة : يسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ويحمده ثلاثا وثلاثين ويكبره اربعا وثلاثين ويسبح الله عند منامه عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا) .
[ 257 ]
301 باب ما جاء في الصلاة على الدابة في الطين والمطر 409 حدثنا يحيى بن موسى اخبرنا شبابة بن سوار اخبرنا عمر ابن الرماح عن كثير بن زياد عن عمر بن عثمان بن يعلى بن مرة عن ابيه عن جده أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فانتهوا إلى مضيق فحضرت الصلاة فمطروا ، السماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته واقام فتقدم على راحلته فصلى بهم يومى إيماء يجعل السجود اخفض من الركوع . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب تفرد به عمر بن الرماح البلخى لايعرف إلا من حديثه . وقد روى عنه غير واحد من اهل العلم وكذا روى عن انس بن مالك انه صلى في ماء وطين على دابته . والعمل على هذا عند اهل العلم وبه يقول احمد وإسحاق . 302 باب ما جاء في الاجتهاد في الصلاة 410 حدثنا قتيبة وبشر بن معاذ قالا : اخبرنا أبو عوانة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال : (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه فقيل له : اتتكلف هذا وقد غفر لك ما تقدم من
[ 258 ]
ذنبك وما تأخر قال : أفلا اكون عبدا شكورا) . وفى الباب عن ابى هريرة وعائشة . قال أبو عيسى : حديث المغيرة بن شعبة حديث حسن صحيح . 303 باب ما جاء ان اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة 411 حدثنا على بن نصر بن على الجهضمى اخبرنا سهل بن حماد اخبرنا همام قال حدثنى قتادة عن الحسن عن حريث بن قبيصة قال : قدمت المدينة فقلت اللهم يسر لي جليسا صالحا قال فجلست إلى ابى هريرة فقلت : إن سألت الله ان يرزقنى جليسا صالحا فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله ان ينفعني به ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد افلح وانجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضة شيئا قال الرب تبارك وتعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ، ثم يكون سائر عمله على ذلك) وفى الباب عن تميم الدارى . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه . وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابى هريرة . وقد روى بعض اصحاب الحسن عن الحسن عن قبيصة بن ذويب غير هذا الحديث والمشهور هو قبيصة ابن حريث .
[ 259 ]
وروى عن انس بن حكيم عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا . 304 باب ما جاء في من صلى في يوم وليلة ثنتى عشرة ركعة من السنة ماله من الفضل 412 حدثنا محمد بن رافع اخبرنا اسحاق بن سليمان الرازي اخبرنا المغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ثابر على ثنتى عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة : اربع ركعات قبل الظهر ، وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب ، وركعتيين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر) . وفى الباب عن ام حبيبة وابى هريرة وأبى موسى وابن عمر . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث غريب . من هذا الوجه . ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض اهل العلم من قبل حفظه . 413 حدثنا محمود بن غيلان اخبرنا مؤمل أخبرنا سفيان الثوري عن ابى إسحاق عن المسيب بن رافع عن عنبسة بن ابى سفيان عن ام حبيبة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى في يوم وليلة ثنتى عشرة ركعة بنى له بيت في الجنة : اربعا قبل الظهر ، وركعتين بعدها
[ 260 ]
وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء ، وركعتين قبل الفجر صلاة الغداة) . قال أبو عيسى : وحديث عنبسة عن ام حبيبة في هذا الباب حديث حسن صحيح . وقد روى عن عنبسة من غير وجه . 305 باب ما جاء في ركعتي الفجر من الفضل 414 حدثنا صالح بن عبد الله اخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن اوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) . وفى الباب عن على وابن عمر وابن عباس . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . وقد روى احمد بن حنبل عن صالح بن عبد الله الترمذي حديثا .
[ 261 ]
306 باب ما جاء في تخفيف ركعتي الفجر والقراءة فيها 415 حدثنا محمود بن غيلان وابو عمار قالا : اخبرنا أبو احمد الزبيري اخبرنا سفيان عن ابى إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر قال : (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر بقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد) . وفى الباب عن ابن مسعود وانس وابى هريرة وابن عباس وحفصة وعائشة . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن ، ولا نعرفه من حديث الثوري عن ابى إسحاق الا من حديث ابى احمد . والمعروف عند الناس حديث إسرائيل عن ابى إسحاق . وقد روى عن احمد عن ابى إسرائيل هذا الحديث إيضا . وابو أحمد الزبيري ثقة حافظ قال : سمعت بندارا يقول : ما رأيت احدا احسن حفظا من ابى احمد الزبيري . واسمه محمد بن عبد الله بن الزبيري الاسدي الكوفى .
[ 262 ]
307 باب ما جاء في الكلام بعد ركعتي الفجر 416 حدثنا يوسف بن عيسى اخبرنا عبد الله بن إدريس قال سمعت مالك بن انس عن ابى النضر عن ابى سلمة عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر فإن كانت له إلى حاجة كلمني وإلا خرج إلى الصلاة . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وقد كره بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم الكلام بعد طلوع الفجر حتى يصلى صلاة الفجر إلا ما كان من ذكر الله أو ما لابد منه ، وهو قول احمد وإسحاق . 308 باب ما جاء لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتين 417 حدثنا احمد بن عبدة الضبى اخبرنا عبد العزيز بن محمد عن قدامة بن موسى عن محمد بن الحصين عن ابى علقمة عن يسار مولى ابن عمر عن ابن عمر : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا صلاة بعد الفجر إلا سجدتين) . وفى الباب عن عبد الله بن عمرو وحفصة .
[ 263 ]
قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قدامة بن موسى . وروى عنه غير واحد . وهو ما اجمع عليه اهل العلم ، كرهوا أن يصلى الرجل بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر . ومعنى هذا الحديث إنما يقول : لا صلاة بعد طلوع الفجر الا ركعتي الفجر . 309 باب ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر 418 حدثنا بشر بن معاذ العقدى اخبرنا عبد الواحد بن زياد اخبرنا الاعمش عن ابى صالح عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صلى احدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه) . وفى الباب عن عائشة . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه . وقد روى عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر في بيته اضطجع على يمينه . وقد راى بعض اهل العلم ان يفعل هذا استحبابا .
[ 264 ]
310 باب ما جاء إذا اقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة 419 حدثنا احمد بن منيع اخبرنا روح بن عبادة اخبرنا زكريا ابن إسحاق اخبرنا عمرو بن دينار قال : سمعت عطاء بن يسار عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا اقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) . وفى الباب عن ابن بحينة و عبد الله بن عمرو و عبد الله بن سرجس وابن عباس وانس . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن . وهكذا روى ايوب وورقاء بن عمر وزياد بن سعد وإسماعيل بن مسلم ومحمد بن جحادة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروى حماد بن زيد وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ولم يرفعاه والحديث المرفوع اصح عندنا . وقد روى هذا الحديث عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه رواه عياش بن عباس القتبانى المصرى عن ابى سلمة عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم والعمل على هذا عند اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[ 265 ]
وغيرهم : إذا اقيمت الصلاة ان لا يصلى الرجل إلا المكتوبة . وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي واحمد وإسحاق . 311 باب ما جاء تفوته الركعتان قبل الفجر يصليهما بعد صلاة الصبح 420 حدثنا محمد بن عمرو السواق اخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن جده قيس قال : (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقيمت الصلاة فصليت معه الصبح ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم) . فوجدني اصلى فقال مهلا يا قيس اصلاتان معا ؟ قلت : يا رسول الله إن لم أكن ركعت ركعتي الفجر ، قال : فلا إذن) . قال أبو عيسى : حديث محمد بن إبراهيم لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث سعد بن سعيد . وقال سفيان بن عيينة : سمع عطاء بن ابى رباح من سعد بن سعيد هذا الحديث . وإنما يروى هذا الحديث مرسلا . وقد قال قوم من اهل مكة بهذا الحديث : لم يروا باسا ان يصلى الرجل الركعتين بعد المكتوبة قبل ان تطلع الشمس . قال أبو عيسى : وسعد بن سعيد هو اخو يحيى بن سعيد الانصاري . وقيس هو جد يحيى بن سعيد ، ويقال هو قيس بن عمرو . ويقال هو قيس
[ 266 ]
ابن قهد . وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل ، محمد بن إبراهيم التيمى لم يسمع من قيس . وروى بعضهم هذا الحديث عن سعد بن سعيد عن محمد بن إبراهيم (ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج فراى قيسا) . 312 باب ما جاء في اعادتهما بعد طلوع الشمس . 421 حدثنا عقبة بن مكرم العمى البصري اخبرنا عمرو بن عاصم اخبرنا همام عن قتادة عن النضر بن انس عن بشير بن نهيك عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس) . قال أبو عيسى : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وقد روى عن ابن عمر انه فعله والعمل على هذا عند بعض العلم . وبه يقول سفيان الثوري والشافعي واحمد وإسحاق وابن المبارك قال : ولا نعلم احدا روى هذا الحديث عن همام بهذا الاسناد نحو هذا الا عمرو ابن عاصم الكلابي . والمعروف من حديث قتادة عن النضر بن انس عن بشير بن نهيك عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من ادرك ركعة من صلاة الصبح قبل ان تطلع الشمس فقد ادرك الصبح) .
[ 267 ]
313 باب ما جاء في الاربع قبل الظهر 422 حدثنا بندار اخبرنا أبو عامر اخبرنا سفيان عن ابى اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى قبل الظهر اربعا وبعدها ركعتين) . وفى الباب عن عائشة وام حبيبة . قال أبو عيسى : حديث على حديث حسن . حدثنا أبو بكر العطار قال : قال على بن عبد الله عن يحيى بن سعيد عن سفيان قال : كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث . والعمل على هذا عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : يختارون ان يصلى الرجل قبل الظهر اربع ركعات وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق . وقال بعض اهل العلم : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى ، يرون الفصل بين كل ركعتين وبه يقول الشافعي واحمد .
[ 268 ]
314 باب ما جاء في الركعتين بعد الظهر 423 حدثنا احمد بن منيع اخبرنا إسماعيل بن ابراهيم عن ايوب عن نافع عن ابن عمر قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها) . قال : وفى الباب عن على وعائشة . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . 315 باب آخر 424 حدثنا عبد الوارث بن عبيدالله العتلى المروزى اخبرنا عبد الله ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا لم يصل اربعا قبل الظهر صلاهن بعدها) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث ابن المبارك من هذا الوجه : ورواه قيس بن الربيع عن شعبة عن خالد الحذاء نحو هذا . ولا نعلم احدا رواه عن شعبة غير قيس بن الربيع . وقد روى عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا . 425 حدثنا على بن حجر اخبرنا يزيد بن هارون عن محمد بن عبد الله
[ 269 ]
الشعيثى عن ابيه عن عنبسة بن ابى سفيان عن ام حبيبة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى قبل قبل الظهر اربعا حرمه الله على النار) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب وقد روى من غير هذا الوجه . 426 حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق البغدادي حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسى الشامي حدثنا الهيثم بن حميد قال اخبرني العلاء بن الحارث عن القاسم ابى عبد الرحمن عن عنبسة بن ابى سفيان قال : سمعت اختى ام حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر واربع بعدها حرمه لله على النار) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه . والقاسم هو ابن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن ابن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة شامى وهو صاحب ابى امامة . 316 باب ما جاء في الاربع قبل العصر 427 حدثنا بندار محمد بن بشار اخبرنا أبو عامر اخبرنا سفيان عن ابى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى قبل العصر اربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين) .
[ 270 ]
وفى الباب عن ابن عمر و عبد الله بن عمرو . وقال أبو عيسى : حديث على حديث حسن . واختار إسحاق بن إبراهيم ان لا يفصل في الاربع قبل العصر ، واحتج بهذا الحديث ، وقال : معنى قوله انه يفصل بينهن بالتسليم يعنى التشهد . ورأى الشافعي واحمد : صلاة الليل والنهار مثنى مثنى . يختاران الفصل . 428 حدثنا يحيى بن موسى واحمد بن ابراهيم ومحمود بن غيلان وغير واحد قالوا اخبرنا أبو داود الطيالسي اخبرنا محمد بن مسلم بن مهران سمع جده عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (رحم الله امرا صلى قبل العصر اربعا) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . 317 باب ما جاء في الركعتين بعد المغرب والقراءة فيهما 429 حدثنا محمد بن المثنى اخبرنا بدل بن المحبر اخبرنا عبد الملك بن معدان عن عاصم بن بهدلة عن ابى وائل عن عبد الله بن مسعود انه قال : ما احصى ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفى الركعتين قبل صلاة الفجر بقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد) وفى الباب عن ابن عمر . قال أبو عيسى : حديث ابن مسعود حديث غريب من حديث ابن مسعود
[ 271 ]
لا نعرفه الا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم . 318 باب ما جاء أنه يصليهما في البيت 430 حدثنا احمد بن منيع اخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد المغرب في بيته) . وفى الباب عن رافع بن خديج وكعب بن عجرة . قال : قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . 431 حدثنا الحسن بن على الحلواني اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن ايوب عن نافع عن ابن عمر قال : (حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات كان يصليها بالليل والنهار : ركعتين قبل الظهر ، وركعتين بعدها ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء الاخرة قال وحدثني حفصة انه كان يصلى قبل الفجر ركعتين) . هذا حديث حسن صحيح . 432 حدثنا الحسن بن على اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : مثله . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
[ 272 ]
319 باب ما جاء في فضل التطوع ست ركعات بعد المغرب 433 حدثنا أبو كريب يعنى محمد بن العلاء الهمداني الكوفى اخبرنا زيد بن الحباب اخبرنا عمر بن ابى خثعم عن يحيى بن ابى كثير عن ابى سلمة عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتى عشرة سنة) . قال أبو عيسى : وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة) . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث غريب . لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب عن عمر بن ابى خثعم . قال : وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : عمر بن عبد الله بن ابى خثعم منكر الحديث وضعفه جدا . 320 باب ما جاء في الركعتين بعد العشاء 434 حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف اخبرنا بشر بن المفضل عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال : (سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : كان يصلى قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين) .
[ 273 ]
(وبعد المغرب ثنتين ، وبعد العشاء ركعتين ، وقبل الفجر ثنتين) . وفى الباب عن على وابن عمر . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن شقيق عن عائشة حديث حسن صحيح . 321 باب ما جاء ان صلاة الليل مثنى مثنى 435 حدثنا قتيبة اخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة واجعل آخر صلاتك وترا) . وفى الباب عن عمرو بن عبسة . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند اهل العلم : ان صلاة الليل مثنى مثنى . وهو قول سفيان الثوري ، وابن المبارك ، والشافعي ، واحمد ، وإسحاق .
[ 274 ]
322 باب ما جاء في فضل صلاة الليل 436 حدثنا قتيبة اخبرنا أبو عوانة عن ابى بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميرى عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) . وفى الباب عن جابر ، وبلال ، وابى امامة . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن . وابو بشر اسمه جعفر بن إياس ، وهو جعفر بن وحشية . 323 باب ما جاء في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل 437 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري اخبرنا معن اخبرنا مالك عن سعيد بن ابى سعيد المقبرى عن ابى سلمة انه اخبره انه سال عائشة : كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت : (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلى اربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلى اربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلى ثلاثا . فقالت
[ 275 ]
عائشة : فقلت يا رسول الله أتنام قبل ان توتر ؟ فقال : يا عائشة إن عينى تنامان ولا ينام قلبى) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 438 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري اخبرنا معن بن عيسى اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة ، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الايمن) . 439 حدثنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب نحوه . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 324 باب منه 440 حدثنا أبو كريب اخبرنا وكيع عن شعبة عن ابى جمرة عن ابن عباس قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 325 باب منه 441 حدثنا هناد اخبرنا أبو الاحوص عن الاعمش عن ابراهيم عن الاسود عن عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل تسع ركعات) .
[ 276 ]
442 وفى الباب عن ابى هريرة ، وزيد بن خالد ، والفضل ابن عباس . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن غريب . من هذا الوجه . ورواه سفيان الثوري عن الاعمش نحو هذا حدثنا بذلك محمود بن غيلان اخبرنا يحيى بن آدم عن سفيان عن الاعمش قال أبو عيسى : وأكثر ماروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة لليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر ، واقل ما وصف من صلاته من الليل تسع ركعات . 443 حدثنا قتيبة اخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن اوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يصل من الليل منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتى عشرة ركعة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . 444 حدثنا عباس هو ابن عبد العظيم العنبري اخبرنا عتاب بن المثنى عن بهز بن حكيم قال كان زرارة بن اوفى قاضى البصرة فكان يوم بنى قتير فقرأ يوما في صلاة الصبح (فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير) خر ميتا وكنت فيمن احتمله إلى داره . قال أبو عيسى : وسعد بن هشام هو ابن عامر الانصاري وهشام ابن عامر هو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
[ 277 ]
326 - باب في نزول الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة 445 حدثنا قتيبة اخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندرانى ، عن سهيل بن ابى صالح عن ابيه عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضى ثلث الليل الاول ، فيقول : انا الملك من ذا الذى يدعوني فأستجيب له ، من ذا الذى يسألنى فأعطيه ، من ذا الذى يستغفرني فأغفر له ، فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر) . وفى الباب عن على بن ابى طالب وابى سعيد ورفاعة الجهنى وجبير ابن مطعم وابن مسعود وابى الدرداء وعثمان بن ابى العاص . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وقد روى هذا الحديث من اوجه كثيرة عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ينزل الله تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الاخر) . وهذا اصح الروايات .
[ 278 ]
327 باب ما جاء في القراءة بالليل 446 حدثنا محمود بن غيلان اخبرنا يحيى بن إسحاق اخبرنا حماد ابن سلمة عن ثابت البنانى عن عبد الله بن رباح الانصاري عن ابى قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر (مررت بك وانت تقرأ وانت تخفض من صوتك فقال : إنى أسمعت من ناجيت ، قال : ارفع قليلا . وقال لعمر مررت بك وانت تقرأ وانت ترفع صوتك ، فقال : إنى أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان ، قال : اخفض قليلا) . وفى الباب عن عائشة وام هانئ وانس وام سلمة وابن عباس . 447 حدثنا قتيبة اخبرنا الليث عن معاوية بن صالح عن عبد الله بن ابى قيس قال : (سألت عائشة كيف كان قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ؟ فقالت : كل ذلك قد كان يفعل ربما أسر بالقراءة وربما جهر فقلت : الحمد لله الذى جعل في الامر سعة) . قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح غريب . قال أبو عيسى : هذا حديث ابى قتادة حديث غريب . وإنما اسنده يحيى بن إسحاق عن حماد بن سلمة . واكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت عن عبد الله بن رباح مرسلا . 448 حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري اخبرنا عبد الصمد .
[ 279 ]
ابن عبد الوارث عن إسماعيل بن مسلم العهدى عن ابى المتوكل الناجى عن عائشة قالت : قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية من القران ليلة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه . 328 باب ما جاء في فضل صلاة التطوع في البيت 449 حدثنا محمد بن بشار اخبرنا محمد بن جعفر اخبرنا عبد الله ابن سعيد بن ابى هند عن سالم ابى النضر عن يسر بن سعيد عن زيد ابن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (افضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة) . وفى الباب عن عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله وابى سعيد وابى هريرة وابن عمر وعائشة و عبد الله بن سعد وزيد بن خالد الجهنى . قال أبو عيسى : حديث زيد بن ثابت حديث حسن . وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث : فرواه موسى بن عقبة وابراهيم ابن ابى النضر مرفوعا وأوقفه بعضهم . ورواه مالك عن ابى النضر ولم يرفعه ، والحديث المرفوع اصح .
[ 280 ]
450 حدثنا إسحاق بن منصور اخبرنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
[ 281 ]
بسم الله الرحمن الرحيم ابواب الوتر 329 باب ما جاء في فضل الوتر 451 حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن ابى حبيب عن عبد الله بن راشد الزوفى عن عبد الله بن ابى مرة الزوفى عن خارجة ابن حذافة انه قال : (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم ، الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى ان يطلع الفجر . وفى الباب عن ابى هريرة و عبد الله بن عمرو وبريدة وابى بصرة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى : حديث خارجة بن حذافة حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن ابى حبيب . وقد وهم بعض المحدثين في هذا الحديث فقال : عبد الله بن راشد الزرقى وهو وهم .
[ 282 ]
330 باب ما جاء ان الوتر ليس بحتم 452 حدثنا أبو كريب اخبرنا أبو بكر بن عياش اخبرنا ابو إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على قال : الوتر ليس بحتم كصلاتكم المكتوبة ، ولكن سن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا اهل القران) . وفى الباب عن ابن عمر وابن مسعود وابن عباس . قال أبو عيسى : حديث على حديث حسن . وروى سفيان الثوري وغيره عن ابى إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على قال : (الوتر ليس بحتم كهيئة الصلاة المكتوبة ، ولكن سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم) . 453 حدثنا بذلك بندار اخبرنا عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان . وهذا اصح من حديث ابى بكر بن عياش . وقد روى منصور بن المعتمر عن ابى إسحاق نحو رواية ابى بكر ابن عياش .
[ 283 ]
331 باب ما جاء في كراهية النوم قبل الوتر 454 حدثنا أبو كريب اخبرنا زكريا بن ابى زائدة عن إسرائيل عن عيسى بن ابى غرة عن الشعبى عن ابى ثور الازدي عن ابى هريرة قال : (امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اوتر قبل ان أنام) . قال عيسى بن ابى غرة ، وكان الشعبى يوتر اول الليل ثم ينام وفى الباب عن ابى ذر . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه . وابو ثور الازدي اسمه حبيب بن ابى مليكة . وقد اختار قوم من اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم ان لاينام الرجل حتى يوتر . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (من خشى منكم ان لا يستيقظ من آخر الليل فليوتر من اوله ، ومن طمع منكم ان يقوم من آخر الليل ، فإن قراءة القران في آخر الليل محضورة ، وهى افضل) . 455 حدثنا بذلك هناد قال أخبرنا أبو معاوية عن الاعمش عن ابى سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[ 284 ]
332 باب ما جاء في الوتر من اول الليل وآخره . 456 حدثنا احمد بن منيع اخبرنا أبو بكر بن عياش اخبرنا ابو حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق (انه سال عائشة عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : من كل الليل قد اوتر اوله واوسطه وآخره ، فانتهى وتره حين مات في وجه السحر) . قال أبو عيسى : ابو حصين اسمه عثمان بن عاصم الاسدي . وفى الباب عن على وجابر وابى مسعود الانصاري وابى قتادة . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . وهو الذى اختاره بعض اهل العلم : الوتر من آخر الليل . 333 باب ما جاء في الوتر بسبع 457 حدثنا هناد اخبرنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن ام سلمة قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة فلما كبر وضعف أوتر بسبع) . وفى الباب عن عائشة رضى الله عنها .
[ 285 ]
قال أبو عيسى : حديث ام سلمة حديث حسن . وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الوتر بثلاث عشرة وإحدى عشرة وتسع وسبع وخمس وثلاث وواحدة . قال إسحاق بن إبراهيم : معنى ماروى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث عشرة قال : إنما معناه إنه كان يصلى من الليل ثلاث عشرة ركعة مع الوتر فنسبت صلاة الليل إلى الوتر . وروى في ذلك حديثا عن عائشة . واحتج بما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أوترو يا اهل القرآن) . قال : (إنما عنى به قيام الليل ، يقول : إنما قيام الليل على اصحاب القرآن) . 334 باب ما جاء في الوتر بخمس 457 م حدثنا إسحاق بن منصور اخبرنا عبد الله بن نمير اخبرنا هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت (كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شئ منهن إلا في آخرهن ، فإذا أذن الموذن قام فصلى ركعتين خفيفتين) .
[ 286 ]
وفى الباب عن ابى ايوب . قال أبو عيسى : حديث عائشة حديث حسن صحيح . وقد رأى بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم الوتر بخمس ، وقالوا لا يجلس في شئ منهن إلا في آخرهن . 335 باب ما جاء في الوتر بثلاث 458 حدثنا هناد اخبرنا أبو بكر بن عياش عن ابى إسحاق عن الحارث عن على قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث يقرأ فيهن بتسع سور من المفصل ، يقرا في كل ركعة بثلاث سور ، آخرهن (قل هو الله احد)) . وفى الباب عن عمران بن حصين وعائشة وابن عباس وابى ايوب و عبد الرحمن بن ابزى عن ابى بن كعب . ويروى ايضا عن عبد الرحمن بن ابزى عن النبي صلى الله عليه وسلم . هكذا روى بعضهم فلم يذكر فيه عن ابى . وذكر بعضهم عن عبد الرحمن بن ابزى عن ابى . قال أبو عيسى : وقد ذهب قوم من اهل العلم من اصحاب النبي
[ 287 ]
صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا ورأوا ان يوتر الرجل بثلاث . قال سفيان : إن شئت اوترت بخمس ، وإن شئت اوترت بثلاث ، وإن شئت اوترت بركعة . قال سفيان : والذى استحب : ان يوتر بثلاث ركعات . وهو قول ابن المبارك واهل الكوفة . 459 حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني اخبرنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد بن سيرين قال : كانوا يوترون بخمس وبثلاث وبركعة ويرون كل ذلك حسنا . 336 باب ما جاء في الوتر بركعة 460 حدثنا قتيبة اخبرنا حماد بن زيد عن انس بن سيرين قال : سألت ابن عمر فقلت : أطيل في ركعتي الفجر ؟ فقال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل مثنى مثنى ، ويوتر بركعة ، وكان يصلى الركعتين والاذان في اذنه) . وفى الباب عن عائشة وجابر والفضل بن عباس وابى ايوب وابن عباس . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . والعمل على هذا عند بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله
[ 288 ]
عليه وسلم والتابعين : رأوا ان يفصل الرجل بين الركعتين والثالثة ، يوتر بركعة . وبه يقول مالك والشافعي واحمد واسحاق . 337 باب ما جاء ما يقرأ في الوتر 461 حدثنا على بن حجر اخبرنا شريك عن ابى إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرا في الوتر بسبح اسم ربك الاعلى ، وقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله احد في ركعة ركعة) . وفى الباب عن على وعائشة و عبد الرحمن بن ابزى عن ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى : وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم : (انه قرا في الوتر في الركعة الثالثة بالمعوذتين وقل هو الله احد) . والذى اختاره أكثر اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم ان يقرا بسبح اسم ربك الاعلى ، وقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد . يقرا في كل ركعة من ذلك بسورة . 462 حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد البصري اخبرنا محمد بن سلمة الحرانى عن خصيف عن عبد العزيز بن جريج ،
[ 289 ]
قال : (سالت عائشة بأى شئ كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت كان يقرا في الاولى بسبح اسم ربك الاعلى ، وفى الثانية بقل يا أيها الكافرون ، وفى الثالثة بقل هو الله احد والمعوذتين) . قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن غريب . و عبد العزيز هذا والد ابن جريج صاحب عطاء وابن جريج اسمه عبد الملك ابن عبد العزيز بن جريج . وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيد الانصاري عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم . 338 باب ما جاء في القنوت في الوتر 463 حدثنا قتيبة اخبرنا أبو الاحوص عن ابى إسحاق عن بريد بن ابى مريم عن ابى الحوراء قال : قال الحسن بن على : (علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات اقولهن في الوتر : اللهم اهدني فيمن هديت وعافنى فيمن عافيت وتولنى فيمن توليت وبارك لى فيما اعطيت وقنى شر ما قضيت فإنك تقضى ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت) . وفى الباب عن على .
[ 290 ]
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن لا نعرفه الا من هذا الوجه من حديث ابى الحوراء السعدى واسمه ربيعة بن شيبان . ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئا احسن من هذا . واختلف اهل العلم في القنوت في الوتر ، فراى عبد الله بن مسعود القنوت في الوتر في السنة كلها ، واختار القنوت قبل الركوع . وهو قول بعض اهل العلم . وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق واهل الكوفة . وقد روى عن على بن ابى طالب انه كان لا يقنت إلا في النصف الاخر من رمضان ، وكان يقنت بعد الركوع . وقد ذهب بعض اهل العلم إلى هذا . وبه يقول الشافعي واحمد . 339 باب ما جاء في الرجل ينام عن الوتر أو ينسى 464 حدثنا محمود بن غيلان اخبرنا وكيع اخبرنا عبد الرحمن ابن زيد بن اسلم عن ابيه عن عطاء بن يسار عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا ذكر وإذا استيقظ) .
[ 291 ]
465 حدثنا قتيبة اخبرنا عبد الله بن زيد بن اسلم عن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من نام عن وتره فليصل إذا اصبح) . وهذا اصح من الحديث الاول . سمعت أبا داود السجزى يعنى سليمان بن الاشعث يقول : سألت احمد بن حنبل عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم ؟ فقال : اخوه عبد الله لا بأس به) . وسمعت محمدا يذكر عن على بن عبد الله انه ضعف عبد الرحمن ابن زيد بن اسلم ، وقال : عبد الله بن زيد بن اسلم ثقة . وقد ذهب بعض اهل الكوفة إلى هذا الحديث . وقالوا : يوتر الرجل إذا ذكر وإن كان بعد ما طلعت الشمس . وبه يقول سفيان الثوري . 340 باب ما جاء في مبادرة الصبح بالوتر 466 حدثنا احمد بن منيع اخبرنا يحيى بن زكريا بن ابى زائدة اخبرنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بادروا الصبح بالوتر) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .
[ 292 ]
467 حدثنا الحسن بن على الخلال اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن يحيى بن ابى كثير عن ابى نضرة عن ابى سعيد الخدرى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوتروا قبل ان تصبحوا) . 468 حدثنا محمود بن غيلان اخبرنا عبد الرزاق اخبرنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا طلع الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر فأوتروا قبل طلوع الفجر) . قال أبو عيسى : وسليمان بن موسى قد تفرد به على هذا اللفظ . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لا وتر بعد صلاة الصبح) . وهو قول غير واحد من اهل العلم . وبه يقول الشافعي واحمد وإسحاق : لا يرون الوتر بعد صلاة الصبح . 341 باب ما جاء لا وتران في ليلة 468 م حدثنا هناد اخبرنا ملازم بن عمرو قال حدثنى عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق بن على عن ابيه قال : سمعت رسول الله
[ 293 ]
صلى الله عليه وسلم (لا وتران في ليلة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب) . واختلف اهل العلم في الذى يوتر من اول الليل ثم يقوم من آخره فرأى بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم نقض الوتر ، وقالوا يضيف إليها ركعة ويصلى ما بدا له ، ثم يوتر في آخر صلاته لانه لاوتران في ليلة ، وهو الذى ذهب إليه إسحاق . وقال بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم : إذا اوتر من اول الليل ثم نام ثم قام من آخره : انه يصلى ما بداله ولا ينقض وتره ويدع وتره على ماكان ، وهو قول سفيان الثوري ومالك بن انس واحمد وابن المبارك . وهذا اصح لانه قد روى من غير وجه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى بعد الوتر . 469 حدثنا محمد بن بشار اخبرنا حماد بن مسعدة عن ميمون بن موسى المرائى عن الحسن عن امه عن ام سلمة : (ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى بعد الوتر ركعتين) . وقد روى نحو هذا عن ابى امامة وعائشة وغير واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[ 294 ]
342 باب ما جاء في الوتر على الراحلة 470 حدثنا قتيبة اخبرنا مالك بن انس عن أبى بكر بن عمر ابن عبد الرحمن عن سعيد بن يسار قال : (كنت مع ابن عمر في سفر فتخلفت عنه فقال : اين كنت ؟ فقلت : اوترت ، فقال اليس لك في رسول الله اسوة حسنة ؟ رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر على راحلته) . وفى الباب عن ابن عباس . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . وقد ذهب بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا ورأوا ان يوتر الرجل على راحلته . وبه يقول الشافعي واحمد وإسحاق . وقال بعض اهل العلم : لايوتر الرجل على الراحلة فإذا أراد ان بوتر نزل فأوتر على الارض ، وهو قول بعض اهل الكوفة .
[ 295 ]
343 باب ما جاء في صلاة الضحى 471 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء اخبرنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثنى موسى بن فلان بن انس عن عمه ثمامة بن انس بن مالك عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى الضحى ثنتى عشرة ركعة بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب) . وفى الباب عن ام هانئ وابى هريرة ونعيم بن همار وابى ذر وعائشة وابى امامة وعتبة بن عبد السلمى وابن ابى اوفى وابى سعيد وزيد ابن ارقم وابن عباس . قال أبو عيسى : حديث انس حديث غريب الا نعرفه الا من هذا الوجه . 472 حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى اخبرنا ممد بن جعفر اخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال : (ما اخبرني احد انه راى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى إلا ام هانئ فإنها حدثت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثمان ركعات ما رايته صلى صلاة قط اخف منها ، غير انه كان يتم الركوع والسجود) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وكان احمد رأى اصح شئ في هذا الباب حديث ام هانئ .
[ 296 ]
واختلفوا في نعيم ، فقال بعضهم نعيم بن خمار ، وقال بعضهم ابن همار ، ويقال ابن هبار ، ويقال ابن همام ، والصحيح ابن همار . وابو نعيم وهم فيه فقال ابن خمار واخطافيه ثم ترك فقال : نعيم عن النبي صلى الله عليه وسلم . اخبرني بذلك عبد بن حميد عن ابى نعيم . 473 حدثنا ابو جعفر السمنانى اخبرنا محمد بن الحسين أخبرنا ابو مسهر اخبرنا إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن ابى الدرداء وابى ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن الله تبارك وتعالى انه قال : (ابن آدم اركع لى أربع ركعات من اول النهار أكفك آخره) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب . وروى وكيع والنضر بن شميل وغير واحد من الائمة هذا الحديث عن نهاس بن قهم ، ولا نعرفه إلا من حديثه . 474 حدثنا محمد بن عبد الاعلى البصري اخبرنا زيد بن زريع عن نهاس بن قهم عن شداد ابى عمار عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حافظ على شفعة الضحى غفر له ذنوبه ، وإن كانت مثل زبد البحر) . 475 حدثنا زياد بن ايوب البغدادي اخبرنا محمد بن ربيعة عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصل الضحى حتى نقول لا يدع ويدعها حتى نقول لا يصلى) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب .
[ 297 ]
344 باب ما جاء في الصلاة عند الزوال 476 حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى اخبرنا أبو داود الطيالسي اخبرنا محمد بن مسلم بن ابى الوضاح هو أبو سعيد المؤدب عن عبد الكريم الجزرى عن مجاهد عن عبد الله بن السائب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان يصلى اربعا بعد ان تزول الشمس قبل الظهر فقال إنها ساعة تفتح فيها ابواب السماء واحب ان يصعد لى فيها عمل صالح) . وفى الباب عن على وابى ايوب . قال أبو عيسى : حديث عبد الله بن السائب حديث حسن غريب . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم (انه كان يصلى اربع ركعات بعد الزوال لا يسلم الا في آخرهن) . 345 باب ما جاء في صلاة الحاجة 477 حدثنا على بن عيسى بن يزيد البغدادي اخبرنا عبد الله بن بكر السهمى اخبرنا عبد الله بن منير عن عبد الله بن بكر عن فائد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابى اوفى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كانت له إلى الله حاجة أو إلى احد من بنى آدم فليتوضأ وليحسن
[ 298 ]
الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل : لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين ، اسالك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل اثم ، لا تدع لى ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا ارحم الراحمين) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب في إسناده مقال فائد بن عبد الرحمن يضعف في الحديث . وفائد هو ابو الورقاء . 346 باب ما جاء في صلاة الاستخارة 478 حدثنا قتيبة اخبرنا عبد الرحمن بن ابى الموالى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إنى استخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، واسالك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر ، وتعلم ولا اعلم ، وانت علام الغيوب ، اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لى في دينى ومعيشتي وعاقبة امرى أو قال في عاجل أمرى وآجله فيسره لى ، ثم بارك في فيه ، وإن كنت تعلم ان هذا الامر شر لى في دينى ومعيشتي وعاقبة امرى ، أو قال في عاجل امرى وآجله فاصرفه عنى واصرفني عنه واقدر لى الخير حيث كان ثم ارضني به . قال ويسمى حاجته) .
[ 299 ]
وفى الباب عن عبد الله بن مسعود وابى ايوب . قال أبو عيسى : حديث جابر حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه الا من حديث عبد الرحمن بن ابى الموالى وهو شيخ مدينى ثقة روى عنه سفيان حديثا وقد روى عن عبد الرحمن غير واحد من الائمة . 347 باب ما جاء في صلاة التسبيح 479 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء اخبرنا زيد بن حباب العكلى اخبرنا موسى بن عبيدة قال حدثنى سعيد بن ابى سعيد بن ابى سعيد مولى ابى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن ابى رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : (يا عم الا اصلك الا احبوك الا انفعك قال : بلى يا رسول الله قال : يا عم صل اربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة فقل : الله اكبر والحمد لله وسبحان الله خمس عشرة مرة قبل ان تركع ، ثم اركع فقلها عشرا ، ثم ارفع راسك فقلها عشرا ، ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع راسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع راسك فقلها عشرا قبل ان تقوم ، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة وهى ثلاث مائة في اربع ركعات ولو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها الله لك . قال يارسول الله ومن يستطيع أن يقولها في يوم ؟ قال إن لم تستطع ان تقولها في
[ 300 ]
يوم فقلها في جمعة ، فإن لم تستطع ان تقولها في جمعة فقلها في شهر ، فلم يزل يقول له حتى قال فقلها في سنة) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من حديث ابى رافع . 480 حدثنا احمد بن محمد بن موسى اخبرنا عبد الله بن المبارك اخبرنا عكرمة بن عمار قال حدثنى إسحاق بن عبد الله بن ابى طلحة عن انس بن مالك (ان ام سليم غدت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : علمني كلمات اقولهن في صلاتي ، فقال : كبرى الله عشرا ، وسبحي الله عشرا ، واحمديه عشرا ثم سلى ما شئت ، يقول : نعم نعم) . وفى الباب عن ابن عباس و عبد الله بن عمرو والفضل بن عباس وابى رافع . قال أبو عيسى : حديث انس حديث حسن غريب . قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث في صلاة التسبيح ولا يصح منه كبير شئ . وقد روى ابن المبارك وغير واحد من اهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيه . 481 حدثنا احمد بن عبدة الضبى اخبرنا ابو وهب قال سألت عبد الله ابن المبارك : عن الصلاة التى يسبح فيها ؟ قال : يكبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، ثم يقول خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله ، والله اكبر ، ثم يتعوذ
[ 301 ]
ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم . وفاتحة الكتاب ، وسورة ، ثم يقول عشر مرات سبحان الله والحمد الله ولا إله الا الله والله اكبر ثم يركع فيقولها عشرا ثم يرفع راسه فيقولها عشرا ثم يسجد فيقولها عشرا ، ثم يرفع راسه يقولها عشرا ثم يسجد الثانية فيقولها عشرا ، يصلى اربع ركعات على هذا فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كل ركعة ، يبدأ في كل ركعة بخمس عشرة تسبيحة . ثم يقرأ ثم يسبح عشرا ، فإن صلى ليلا فأحب إلى ان يسلم في كل ركعتين ، وإن صلى نهارا فإن شاء سلم وإن شاء لم يسلم . قال ابو وهب واخبرني عبد العزيز هو ابن ابى رزمة عن عبد الله أنه قال : يبدأ في الركوع بسبحان ربى العظيم ، وفى السجود بسبحان ربى الاعلى ثلاثا ثم يسبح التسبيحات . قال احمد بن عبدة اخبرنا وهب بن زمعة قال اخبرني عبد العزيز وهو ابن ابى رزمة قال : قلت لعبد الله بن المبارك إن سها فيها أيسبح في سجدتي السهو عشرا عشرا ؟ قال : لا إنما هي ثلثمائة تسبيحة . 348 باب ما جاء في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 482 حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنى أبو اسامة عن مسعر والاجلح ومالك بن مغول عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن كعب بن عجرة قال : قلنا يا رسول الله ، هذا السلام عليك قد علمنا فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
[ 302 ]
ابراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد كما باركت على ابراهيم إنك حميد مجيد) قال محمود قال أبو اسامة : زادني زائدة عن الاعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال : ونحن نقول : وعلينا معهم . وفى الباب عن على وابى جميد وابى مسعود وطلحة وابى سعيد وبريدة وزيد بن خارجة ، ويقال ابن جارية وابى هريرة . قال أبو عيسى : حديث كعب بن عجرة حديث حسن صحيح . و عبد الرحمن بن ابى ليلى كنيته أبو عيسى . وابو ليلى اسمه يسار 349 باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 482 م حدثنا محمد بن بشار اخبرنا محمد بن خالد بن عثمة قال : حدثنا موسى بن يعقوب الزمعى حدثنى عبد الله بن كيسان ان عبد الله ابن شداد اخبره عن عبد الله بن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اولى الناس بى يوم القيامة اكثرهم على صلاة) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (من صلى على صلاة صلى الله عليه عشرا وكتب له عشر حسنات) . 483 حدثنا على بن حجر اخبرنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء
[ 303 ]
ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى على صلاة صلى الله عليه عشرا) . وفى الباب عن عبد الرحمن بن عوف وعامر بن ربيعة وعمار وابى طلحة وانس وابى بن كعب . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . وروى عن سفيان الثوري وغير واحد من اهل العلم قالوا : صلاة الرب الرحمة ، وصلاة الملائكة الاستغفار . 484 حدثنا أبو داود سليمان بن مسلم البلخى المصاحفى اخبرنا النضر بن شميل عن ابى قرة الاسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر ابن الخطاب قال : إن الدعاء موقوف بين السماء والارض لا يصعد منه شئ حتى تصلى على نبيك صلى الله عليه وسلم . قال أبو عيسى : والعلاء بن عبد الرحمن هو ابن يعقوب هو مولى الحرقة . والعلاء هو من التابعين سمع من انس بن مالك وغيره . و عبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء هومن التابعين سمع من ابى هريرة وأبى سعيد الخدرى . ويعقوب هو من كبار التابعين قد ادرك عمر بن الخطاب وروى عنه . 485 حدثنا عباس بن عبد العظيم النبرى اخبرنا عبد الرحمن بن
[ 304 ]
مهدى عن مالك بن انس عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن ابيه عن جده قال : قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : لايبع في سوقنا إلا من تفقه في الدين . هذا حديث حسن غريب .
[ 305 ]
بسم الله الرحمن الرحيم أبواب الجمعة 350 باب فضل صلاة الجمعة 486 حدثنا قتيبة اخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن عن ابى الزناد عن الاعرج عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه ادخل الجنة ، وفيه اخرج منها ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) . وفى الباب عن ابى لبابة وسلمان ، وابى ذر وسعد بن عبادة واوس ابن اوس . قال أبو عيسى : حديث ابى هريرة حديث حسن صحيح . 351 باب في الساعة التى ترجى في يوم الجمعة 487 حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري اخبرنا عبد الله ابن عبد المجيد الحنفي اخبرنا محمد بن ابى حميد اخبرنا موسى بن وردان
[ 306 ]
عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إلتمسوا الساعة التى ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من هذا الوجه . وقد روى هذا الحديث عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه . ومحمد بن أبى حميد يضعف ، ضعفه بعض اهل العلم من قبل حفظه ويقال له حماد بن ابى حميد ، ويقال هو ابو إبراهيم الانصاري ، وهو منكر الحديث . وراى بعض اهل العلم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التى ترجى بعد العصر إلى ان تغرب الشمس وبه يقول احمد وإسحاق . وقال احمد : اكثر الحديث في الساعة التى ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر ، وترجى بعد زوال الشمس . 488 حدثنا زياد بن ايوب البغدادي اخبرنا أبو عامر العقدى اخبرنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن في الجمعة ساعة لا يسال الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه ، قالوا يا رسول الله اية ساعة هي ؟ قال : حين تقام الصلاة إلى انصراف منها) . وفى الباب عن ابى موسى وابى ذر وسلمان و عبد الله بن سلام وابى لبابة وسعد بن عبادة .
[ 307 ]
قال أبو عيسى : حديث عمرو بن عوف حديث حسن غريب . 489 حدثنا إسحاق بن موسى الانصاري اخبرنا معن اخبرنا مالك بن انس عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن ابى سلمة عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم وفيه ادخل الجنة ، وفيه اهبط منها ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلى فيسأل الله فيها شيئا الا اعطاه إياه . قال أبو هريرة : فلقيت عبد الله بن سلام فذكرت له هذا الحديث ، فقال : انا اعلم بتلك الساعة ، فقلت : اخبرني بها ولا تضنن بها على ، قال : هي بعد العصر إلى ان تغرب الشمس قلت فكيف تكون بعد العصر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلى ، وتلك الساعة لا يصلى فيها ؟ فقال عبد الله ابن سلام : أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في الصلاة ؟ قلت : بلى ، قال : فهو ذاك) . وفى الحديث قصة طويلة . قال أبو عيسى : وهذا حديث صحيح . قال : ومعنى قوله اخبرني بها ولا تضننن بها على . والضنين البخيل والظنين المتهم .
[ 308 ]
352 باب ما جاء في الاغتسال يوم الجمعة 490 حدثنا احمد بن منيع اخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (من اتى الجمعة فليغتسل) . وفى الباب عن ابى سعيد وعمر وجابر والبراء وعائشة وابى الدرداء . قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح . وروى عن الزهري عن عبد الله بن عمر عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ايضا . 491 حدثنا بذلك قتيبة اخبرنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . وقال محمد : وحديث الزهري عن سالم عن ابيه وحديث عبد الله بن عبد الله عن ابيه ، كلا الحديثين صحيح . وقال بعض اصحاب الزهري عن الزهري قال : حدثنى آل عبد الله بن 491 حدثنا بذلك قتيبة اخبرنا الليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . وقال محمد : وحديث الزهري عن سالم عن ابيه وحديث عبد الله بن عبد الله عن ابيه ، كلا الحديثين صحيح . وقال بعض اصحاب الزهري عن الزهري قال : حدثنى آل عبد الله بن عمر عن ابن عمر بينما عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أية ساعة هذه ؟ فقال : ما هو الا ان سمعت النداء وما زدت على ان توضأت قال : (والوضوء ايضا وقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بالغسل) .
[ 309 ]
492 حدثنا بذلك محمد بن ابان اخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري . 493 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن اخبرنا عبد الله بن صالح عن الليث عن يونس عن الزهري بهذا الحديث . وروى مالك هذا الحديث عن الزهري عن سالم قال (بينما عمر يخطب يوم الجمعة) فذكر الحديث . قال أبو عيسى : سألت محمدا عن هذا فقال : الصحيح حديث الزهري عن سالم عن ابيه . قال محمد : (وقد روى عن مالك ايضا عن الزهري عن سالم عن ابيه نحو هذا الحديث . تمت