النهاية في غريب الحديث
ابن الاثير ج 5
[ 1 ]
النهاية في غريب الحديث والاثر للامام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الاثير (544 - 606 ه) الجزء الخامس تحقيق محمود محمد الطباحي مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع قم ايران تلفون 25212
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم حرف النون (باب النون مع الهمزة) (نأج) (ه) فيه " ادع ربك بأنأج ما تقدر عليه " أي بأبلغ ما يكون من الدعاء وأضرع. يقال: نأج إلى الله: أي تضرع إليه. والنئيج: الصوت. ونأجت الريح، تنأج. (نأد) (س) في حديث عمر والمرأة العجوز " أجاءتني النآئد (1) إلى استيشاء (2) الاباعد " النآئد (1): الدواهي، جمع نآدى (3). والنآد (4) والنوود: الداهية. تريد أنها اضطرتها الدواهي إلى مسألة الاباعد. (نأنأ) (ه) في حديث أبى بكر " طوبى لمن مات في النأنأة " أي في بدء الاسلام حين كان ضعيفا، قبل أن يكثر أنصاره والداخلون فيه. يقال: نأنأت عن الامر نأنأة، إذا ضعفت عنه وعجزت. ويقال: نأنأته، بمعنى نهنهته، إذا أخرته وأمهلته. [ ه ] ومنه حديث على " قال لسليمان بن صرد، وكان تخلف عنه يوم الجمل ثم أتاه بعد، فقال: تنأنأت وتربصت، فكيف رأيت الله صنع ؟ " أي ضعفت وتأخرت. (باب النون مع الباء) (نبأ) (س) فيه " أن رجلا قال له: يا نبئ الله، فقال: لا تنبر باسمى، إنما أنا نبى الله " النبئ: فعيل بمعنى فاعل للمبالغة، من النبأ: الخبر، لانه أنبأ عن الله، أي أخبر. ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه. يقال: نبأ ونبأ وأنبأ. (1) في الاصل، وا: " النائد " وما أثبت من اللسان، والقاموس. (2) في اللسان: " استثناء " خطأ. وانظر (وشى) فيما يأتي. (3) في الاصل، وا: " نأدى " وهو بوزن فعالى، كما في اللسان، والقاموس. (4) في الاصل، وا: " والنأد " وهو بوزن سحاب. كما نص في القاموس. (*)
[ 4 ]
قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تنبأ مسيلمة، بالهمز، غير أنهم تركوا الهمز في النبي، كما تركوه في الذرية والبرية والخابية، إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الاحرف الثلاثة، ولا يهمزون غيرها، ويخالفون العرب في ذلك. قال الجوهرى (1): " يقال: نبأت على القوم (2) إذا طلعت عليهم، ونبأت من أرض إلى أرض، إذا خرجت من هذه إلى (3) هذه. قال: وهذا المعنى أراده (4) الاعرابي بقوله: يا نبئ الله، لانه خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز لانه ليس من لغة قريش ". وقيل: إن النبي مشتق من النباوة، وهى الشئ المرتفع. * ومن المهموز شعر عباس بن مرداس يمدحه: يا خاتم النبآء إنك مرسل * بالحق (5) كل هدى السبيل هداكا * ومن الاول حديث البراء " قلت: ورسولك الذى أرسلت. فرد على وقال: ونبيك الذى أرسلت " إنما رد عليه ليختلف اللفظان، ويجمع له الثناءين، معنى النبوة والرسالة، ويكون تعديدا للنعمة في الحالين، وتعظيما للمنة على الوجهين. والرسول أخص من النبي، لان كل رسول نبى، وليس كل نبى رسولا. (نبب) * في حديث الحدود " يعمد أحدهم إذا غزا الناس فينب كنبيب التيس " النبيب: صوت التيس عند السفاد. (ه) ومنه حديث عمر " ليكلمني بعضكم، ولا تنبوا (6) نبيب التيوس " أي تصيحوا. * وحديث عبد الله بن عمرو " أنه أتى الطائف فإذا هو يرى التيوس تلب، أو تنب على الغنم ". (1) حكاية عن أبى زيد. (2) أنبأ نبأ ونبوءا. كما في الصحاح. (3) في الصحاح: " إذا خرجت منها إلى أخرى ". (4) في الاصل، وا: " أراد " وأثبت ما في الصحاح. (5) في اللسان: " بالخير ". (6) في الهروي، واللسان: " ولا تنبوا عندي " ويوافق روايتنا ما في الفائق 3 / 61 (*)
[ 5 ]
(نبت) * في حديث بنى قريظة " فكل من أنبت منهم قتل " أراد نبات شعر العانة، فجعله علامة للبلوغ * وليس ذلك حدا عند أكثر أهل العلم، إلا في أهل الشرك، لانهم لا يوقف على بلوغهم من جهة السن، ولا يمكن الرجوع إلى قولهم، للتهمة في دفع القتل وأداء الجزية. وقال أحمد: الانبات حد معتبر تقام به الحدود على من أنبت من المسلمين. ويحكى مثله عن مالك. * وفى حديث على " إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم من العرب: أنتم أهل بيت أو نبت ؟ فقالوا: نحن أهل بيت وأهل نبت " أي نحن في الشرف نهاية، وفى النبت نهاية. أي ينبت المال على أيدينا. فأسلموا. (س) وفى حديث أبى ثعلبة " قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نويبتة، فقلت: يا رسول الله، نويبتة خير أو نويبتة شر ؟ " النويبتة: تصغير نابتة، يقال: نبتت لهم نابتة: أي نشأ فيهم صغار لحقوا الكبار، وصاروا زيادة في العدد. (ه) ومنه حديث الاحنف " أن معاوية قال لمن ببابه: لا تتكلموا بحوائجكم، فقال: لولا عزمة أمير المؤمنين لاخبرته أن دافة دفت، وأن نابتة لحقت ". (نبث) (س) في حديث أبى رافع " أطيب طعام أكلت في الجاهلية نبيثة سبع " أصل النبيثة: تراب يخرج من بئر أو نهر، فكأنه أراد لحما دفنه السبع لوقت حاجته في موضع، فاستخرجه أبو رافع وأكله. (نبح) (س) في حديث عمار " اسكت مشقوحا مقبوحا منبوحا " المنبوح: المشتوم. يقال: نبحتنى كلابك: أي لحقتني شتائمك. وأصله من نباح الكلب، وهو صياحه. (نبخ) (س) في حديث عبد الملك بن عمير " خبزة أنبخانية " أي لينة هشة. يقال: نبخ العجين ينبخ (1)، إذا اختمر. وعجين أنبخان: أي مختمر. وقيل: حامض. والهمزة زائدة. (1) هكذا بالضم في الاصل، واللسان. وفى القاموس بالكسر. (*)
[ 6 ]
(نبد) * في حديث عمر " جاءته جارية بسويق، فجعل إذا حركته ثار له قشار، وإذا تركته نبد " أي سكن وركد. قاله الزمخشري (1) (نبذ) (ه) فيه " أنه نهى عن المنابذة في البيع " هو (2) أن يقول الرجل لصاحبه: انبذ إلى الثوب، أو أنبذه إليك، ليجب البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع، فيكون البيع معاطاة من غير عقد، ولا يصح. يقال: نبذت الشئ أنبذه نبذا، فهو منبوذ، إذا رميته وأبعدته. (ه) ومنه الحديث " فنبذ خاتمه فنبذ الناس خواتيمهم " أي ألقاه (3) من يده. (ه) وفى حديث عدى [ بن حاتم ] (4) " أمر له لما أتاه بمنبذة " أي وسادة. سميت بها لانها تنبذ، أي تطرح. (س) ومنه الحديث " فأمر بالستر أن يقطع، ويجعل له منه وسادتان منبوذتان ". * وفيه " أنه مر بقبر منتبذ عن القبور " أي منفرد بعيد عنها. [ ه ] وفى حديث آخر " انتهى إلى قبر منبوذ فصلى عليه " يروى بتنوين القبر والاضافة، فمع التنوين هو بمعنى الاول، ومع الاضافة يكون المنبوذ اللقيط، أي بقبر إنسان منبوذ. وسمى اللقيط منبوذا، لان أمه رمته على الطريق. * وفى حديث الدجال " تلده أمه وهى منبوذة في قبرها " أي ملقاة. (1) ذكره الزمخشري " نثد " بالنون والثاء المثلثة. انظر الفائق 3 / 185 وسيعيد المصنف ذكره في (نثد). (2) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (3) في الاصل، وا، واللسان: " ألقاها " قال في الصحاح: " والخاتم والخاتم، بكسر التاء وفتحها... وتختمت، إذا لبسته " فأعاد الضمير إليه مذكرا. (4) من الهروي، والفائق 3 / 61. (*)
[ 7 ]
* وقد تكرر في الحديث ذكر " النبيذ " وهو ما يعمل من الاشربة من التمر، والزبيب، والعسل، والحنطة، والشعير وغير ذلك. يقال: نبذت التمر والعنب، إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذا، فصرف من مفعول إلى فعيل. وانتبذته: اتخذته نبيذا. وسواء كان مسكرا أو غير مسكر فإنه يقال له نبيذ. ويقال للخمر المعتصر من العنب نبيذ. كما يقال للنبيذ خمر. * وفى حديث سلمان " وإن أبيتم نابذناكم على سواء " أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستو في العلم بالمنابذة منا ومنكم، بأن نظهر لهم العزم على قتالهم، ونخبرهم به إخبارا مكشوفا. والنبذ يكون بالفعل والقول، في الاجسام والمعاني. * ومنه نبذ العهد، إذا نقضه وألقاه إلى من كان بينه وبينه. * وفى حديث أنس " إنما كان البياض في عنفقته، وفى الرأس نبذ " أي يسير من شيب، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم. يقال: بأرض كذا نبذ من كلا، وأصاب الارض نبذ من مطر، وذهب ماله وبقى منه نبذ ونبذة: أي شئ يسير. (ه) ومنه حديث أم عطية " نبذة قسط وأظفار " أي قطعة منه. (نبر) (ه) فيه " قيل له: يا نبئ الله، فقال: إنا معشر قريش لا ننبر " وفى رواية " لا تنبر باسمى " النبر: همز الحرف، ولم تكن قريش تهمز في كلامها. ولما حج المهدى قدم الكسائي يصلى بالمدينة، فهمز فأنكر عليه أهل المدينة، وقالوا: إنه ينبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن. * وفى حديث على " اطعنوا النبر، وانظروا الشزر " النبر: الخلس، أي اختلسوا الطعن. [ ه ] وفى حديث عمر " إياكم والتخلل بالقصب، فإن الفم ينتبر منه " أي يتنفط. وكل مرتفع: منتبر.
[ 8 ]
ومنه اشتق " المنبر ". (ه) ومنه الحديث " إن الجرح ينتبر في رأس الحول " أي يرم. * وحديث نصل رافع بن خديج " غير أنه بقى منتبرا " أي مرتفعا في جسمه. [ ه ] وحديث حذيفة " كجمر دحرجته على رجلك فنفط (1)، فتراه منتبرا ". (نبز) * فيه " لا تنابزوا بالالقاب " التنابز: التداعي بالالقاب. والنبز، بالتحريك: اللقب، وكأنه يكثر فيما كان ذما. * ومنه الحديث " أن رجلا كان ينبز قرقورا " أي يلقب بقرقور. (نبس) (ه) في حديث ابن عمر: في صفة أهل النار " فما ينبسون عند ذلك، ما هو إلا الزفير والشهيق " أي ما ينطقون. وأصل النبس. وأصل النبس: الحركة، ولم يستعمل إلا في النفى. (نبط) * فيه " من غدا من بيته ينبط علما فرشت له الملائكة أجنحتها " أي يظهره ويفشيه في الناس. وأصله من نبط الماء ينبط (2)، إذا نبع. وأنبط الحفار: بلغ الماء في البئر. والاستنباط: الاستخراج. (ه) ومنه الحديث " ورجل ارتبط فرسا ليستنبطها " أي يطلب نسلها ونتاجها. وفى رواية " يستبطنها " أي يطلب ما في بطنها. [ ه ] وفى حديث بعضهم، وقد سئل عن رجل فقال: " ذاك قريب الثرى، بعيد (1) قال النووي: " نفط، بفتح النون وكسر الفاء، ويقال: تنفط، بمعناه. والتنفط: الذى يصير في اليد من العمل بفأس، أو نحوها، ويصير كالقبة فيه ماء قليل ". شرح النووي على مسلم (باب رفع الامانة والايمان من بعض القلوب، من كتاب الايمان) 2 / 169 وفى الهروي: " فنفطت " مكان: " فنفط ". قال النووي: " ولم يقل: نفطت، مع أن الرجل مؤنثة، إما أن يكون ذكر نفط إتباعا للفظ الرجل، وإما أن يكون إتباعا لمعنى الرجل وهو العضو " ويلاحظ أن المصنف لم يذكر مادة (نفط) هذه. (2) بالضم والكسر، كما في القاموس. (*)
[ 9 ]
النبط " النبط والنبيط: الماء الذى يخرج من قعر البئر إذا حفرت، يريد أنه دانى الموعد، بعيد الانجاز. (ه) وفى حديث عمر " تمعددوا ولا تستنبطوا " أي تشبهوا بمعد، ولا تشبهوا بالنبط. النبط والنبيط: جيل معروف، كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين. (س) ومنه حديثه الآخر " لا تنبطوا في المدائن " أي لا تشبهوا بالنبط، في سكناها واتخاذ العقار والملك. (س) وحديث ابن عباس " نحن معاشر قريش من النبط، من أهل كوثى " قيل: لان إبراهيم الخليل عليه السلام ولد بها. وكان النبط (1) سكانها. [ ه ] ومنه حديث عمرو بن معد يكرب " سأله عمر عن سعد بن أبى وقاص، فقال: أعرابي في حبوته، نبطى في جبوته " أراد أنه في جباية الخراج وعمارة الارضين كالنبط، حذقا بها ومهارة فيها، لانهم كانوا سكان العراق وأربابها. * ومنه حديث ابن أبى أوفى " كنا نسلف نبيط (2) أهل الشام " وفى رواية " أنباطا من أنباط الشام ". * وفى حديث الشعبى " أن رجلا قال لآخر: يا نبطى، فقال: لا حد عليه، كلنا نبط " يريد الجوار والدار، دون الولادة. * وفى حديث على " ود الشراة المحكمة أن النبط قد أتى علينا كلنا " قال ثعلب: النبط: الموت. (نبع) (س) فيه ذكر " النبع " وهو شجر تتخذ منه القسى. قيل: كان شجرا يطول ويعلو، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " لا أطالك الله من عود " فلم يطل بعد (3) (1) في ا: " وكان النبط بها سكانها ". (2) في الاصل: " نبط " وأثبت ما في ا، واللسان. (3) في ا: " بعده ". (*)
[ 10 ]
(نبغ) (ه) في حديث عائشة تصف أباها " غاض نبغ النفاق والردة " أي نقصه (1) وأذهبه. يقال: نبغ الشئ، إذا ظهر، ونبغ فيهم النفاق، إذا ظهر ما كانوا يخفونه منه. (نبق) (س) في حديث سدرة المنتهى " فإذا نبقها أمثال القلال " النبق، بفتح النون وكسر الباء، وقد تسكن: ثمر السدر، واحدته: نبقة ونبقة، وأشبه شئ به العناب قبل أن تشتد حمرته. (نبل) (ه) فيه " قال: كنت أنبل على عمومتي يوم الفجار " يقال (2): نبلت الرجل، بالتشديد، إذا ناولته النبل ليرمى. وكذلك أنبلته. [ ه ] ومنه الحديث " إن سعدا كان يرمى بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، والنبى صلى الله عليه وسلم ينبله ". وفى رواية " وفتى ينبله، كلما نفدت نبله ". ويروى " ينبله " بفتح الياء وتسكين النون وضم الباء. قال ابن قتيبة: وهو غلط من نقلة الحديث، لان معنى نبلته أنبله، إذا رميته بالنبل. قال أبو عمر الزاهد: بل هو صحيح، يعنى يقال: نبلته، وأنبلته، ونبلته. (س) ومنه الحديث " الرامى ومنبله " ويجوز أن يريد بالمنبل الذى يرد النبل على الرامى من الهدف. (ه) ومنه حديث عاصم: * ما علتى وأنا جلد نابل * أي ذو نبل. والنبل: السهام العربية، ولا واحد لها من لفظها، فلا يقال: نبلة، وإنما يقال: سهم، ونشابة. (ه) وفى حديث الاستنجاء " أعدوا النبل " هي الحجارة الصغار التى يستنجى (1) ضبط في الاصل، وا " نقصه " بالتشديد. وأثبت ضبط اللسان. والفصيح في هذا الفعل أن يتعدى بنفسه، وفى لغة ضعيفة يتعدى بالهمزة والتضعيف. كما ذكر صاحب المصباح. (2) القائل هو الاصمعي، كما ذكر الهروي. (*)
[ 11 ]
بها، واحدتها: نبلة، كغرفة وغرف. والمحدثون يفتحون النون والباء، كأنه جمع نبيل، في التقدير. والنبل، بالفتح في غير هذا: الكبار من الابل والصغار. وهو من الاضداد. (نبه) (س) في حديث الغازى " فإن نومه ونبهه خير كله " النبه: الانتباه من النوم. (ه) ومنه الحديث " فإنه منبهة للكريم " أي مشرفة ومعلاة، من النباهة. يقال: نبه ينبه، إذا صار نبيها شريفا. (نبا) * فيه " فأتى بثلاثة قرصة فوضعت على نبى " أي على شئ مرتفع عن الارض، من النباوة، والنبوة: الشرف المرتفع من الارض. (ه) ومنه الحديث " لا تصلوا على النبي " أي على الارض المرتفعة المحدودبة. ومن الناس من يجعل النبي مشتقا منه، لارتفاع قدره. * ومنه الحديث " أنه خطب يوما بالنباوة من الطائف " هو موضع معروف به. (ه) وحديث قتادة " ما كان بالبصرة رجل أعلم من حميد بن هلال، غير أن النباوة أضرت به " أي طلب الشرف والرياسة، وحرمة التقدم في العلم أضر به. ويروى بالتاء والنون. وقد تقدم في حرف التاء (1). (س) وفى حديث الاحنف " قدمنا على عمر مع وفد، فنبت عيناه عنهم، ووقعت على " يقال: نبا عنه بصره ينبو: أي تجافى ولم ينظر إليه. ونبا به منزله، إذا لم يوافقه. ونبا حد السيف، إذا لم يقطع، كأنه حقرهم، ولم يرفع بهم رأسا. (ه) ومنه حديث طلحة " قال لعمر: أنت ولى ما وليت، لا ننبو في يديك " أي ننقاد لك. * ومنه في صفته صلى الله عليه وسلم " ينبو عنهما الماء " أي يسيل ويمر سريعا، لملاستهما واصطحابهما. (1) انظر ص 199 من الجزء الاول. وقد ضبطت هناك النباوة، بكسر النون، خطأ. والصواب الفتح. (*)
[ 12 ]
(باب النون مع التاء) (نتج) * فيه " كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء " أي تلد. يقال: نتجت الناقة، إذا ولدت، فهى منتوجة. وأنتجت، إذا حملت، فهى نتوج. ولا يقال: منتج. ونتجت الناقة أنتجها، إذا ولدتها. والناتج للابل كالقابلة للنساء. * وفى حديث الاقرع والابرص " فأنتج هذان وولد هذا " كذا جاء في الرواية " أنتج " وإنما يقال: " نتج "، فأما أنتجت فمعناه إذا حملت، أو حان نتاجها. وقيل: هما لغتان. (ه) ومنه حديث أبى الاحوص " هل تنتج إبلك (1) صحاحا آذانها " أي تولدها وتلى نتاجها. (نتخ) [ ه ] في حديث ابن عباس " إن في الجنة بساطا منتوخا بالذهب " أي منسوجا. والنتخ بالخاء المعجمة: النسج. (س) وفى حديث الاحنف " إذا لم أصل مجتدى حتى ينتخ جبينه " أي يعرق. والنتخ: مثل الرشح. والمجتدي: الطالب، أي إذا لم أصل طالب معروفى. (نتر) (ه) فيه " إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نترات " النتر: جذب فيه قوة وجفوة. (ه) ومنه الحديث " إن أحدكم يعذب في قبره، فيقال: إنه لم يكن يستنتر عند بوله " الاستنتار: استفعال، من النتر، يريد الحرص عليه والاهتمام به. وهو بعث على التطهر بالاستبراء من البول. (ه) وفى حديث على " قال لاصحابه: اطعنوا النتر " أي الخلس، وهو من فعل الحذاق. يقال: ضرب هبر، وطعن نتر. ويروى بالباء بدل التاء. وقد تقدم. (1) رواية الهروي: " هل تنتج إبل قومك ". (*)
[ 13 ]
(نتش) (ه) في حديث أهل البيت " لا يحبنا حامل القيلة، ولا النتاش " قال ثعلب: هم النغاش والعيارون، واحدهم: ناتش. والنتش والنتف واحد، كأنهم انتتفوا من جملة أهل الخير. (س) ومنه الحديث " جاء فلان فأخذ خيارها، وجاء آخر فأخذ نتاشها " أي شرارها. (نتق) (ه) فيه " عليكم بالابكار، فإنهن أنتق أرحاما " أي أكثر أولادا. يقال للمرأة الكثيرة الولد: ناتق، لانها ترمى بالاولاد رميا. والنتق: الرمى والنفض والحركة. والنتق: الرفع أيضا. (ه) ومنه حديث على " البيت المعمور نتاق الكعبة من فوقها " أي هو مطل عليها في السماء. * ومنه حديثه الآخر في صفة مكة " والكعبة أقل نتائق الدنيا مدرا " النتائق: جمع نتيقة، فعيلة بمعنى مفعولة، من النتق، وهو أن تقلع الشئ فترفعه من مكانه لترمى به، هذا هو الاصل. وأراد بها هاهنا البلاد، لرفع بنائها، وشهرتها في موضعها. (نتل) (ه) فيه " أنه رأى الحسن يلعب ومعه صبية في السكة، فاستنتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم " أي تقدم. والنتل: الجذب إلى قدام (1). (س) ومنه الحديث " يمثل القرآن رجلا، فيؤتى بالرجل كان قد حمله مخالفا له، فينتتل خصما له " أي يتقدم ويستعد لخصامه. وخصما منصوب على الحال. (ه) ومنه حديث أبى بكر " أن ابنه عبد الرحمن برز يوم بدر مع المشركين، فتركه الناس لكرامة أبيه، فنتل أبو بكر ومعه سيفه " أي تقدم إليه. (ه) وحديثه الآخر " شرب لبنا فارتاب به أنه لم يحل له، فاستنتل يتقيأ " أي تقدم. (س) وحديث سعد بن إبراهيم " ما سبقنا ابن شهاب من العلم بشئ، (1) زاد الهروي: " قال أبو بكر: وبه سمى الرجل ناتلا، ونتيلة أم العباس بن عبد المطلب ". (*)
[ 14 ]
إلا كنا نأتى المجلس فيستنتل ويشد ثوبه على صدره " أي يتقدم. (نتن) * فيه " ما بال دعوى الجاهلية ؟ دعوها فإنها منتنة " أي مذمومة في الشرع، مجتنبة مكروهة، كما يجتنب الشئ النتن. يريد قولهم: يالفلان. (س) ومنه حديث بدر " لو كان المطعم بن عدى حيا فكلمنى في هؤلاء النتنى لاطلقتهم له " يعنى أسارى بدر، واحدهم: نتن، كزمن وزمنى، سماهم نتنى لكفرهم. كقوله تعالى: " إنما المشركون نجس ". (باب النون مع الثاء) (نثث) (ه) في حديث أم زرع " لا تنث حديثنا تنثيثا " النث كالبث. يقال: نث الحديث ينثه (1)، إذا حدث به. تقول: لا تفشى أسرارنا، ولا تطلع الناس على أحوالنا. والتنثيث: مصدر تنثث، فأجراه على تنث. ويروى بالباء الموحدة (2). (ه) وفى حديث عمر " أن رجلا أتاه يسأله فقال: هلكت، قال: أهلكت وأنت تنث نثيث الحميت ؟ " نث الزق ينث بالكسر، إذا رشح بما فيه من السمن. أراد: أتهلك وجسدك كأنه يقطر دسما ؟ والنثيث: أن يرشح ويعرق من كثرة لحمه. ويروى " تمث " بالميم. وقد تقدم. (نثد) (س) في حديث عمر " إذا تركته نثد " قال الخطابى: لا أدرى ما هو. وأراه " رثد " بالراء. أي اجتمع في قعر القدح. ويجوز أن يكون " نثط " فأبدل الطاء دالا للمخرج. وقال الزمخشري: " نثد: أي سكن وركد ". ويروى بالباء الموحدة. وقد تقدم. (1) بالضم، والكسر، كما في القاموس. (2) أي تبث. وسبق في بابه. (*)
[ 15 ]
(نثر) (ه) في حديث الوضوء " إذا توضأت فانثر (1) ". (ه) وفى حديث آخر " فاستنثر ". * وفى آخر " من توضأ فلينثر ". * وفى آخر " كان يستنشق ثلاثا، في كل مرة يستنثر ". نثر ينثر، بالكسر، إذا امتخط. واستنثر: استفعل منه. أي استنشق الماء ثم استخرج ما في الانف فينثره. وقيل: هو من تحريك النثرة، وهى طرف الانف. قال الازهرى: يروى " فأنثر " بألف مقطوعة. وأهل اللغة لا يجيزونه. والصواب بألف الوصل. * وفى حديث ابن مسعود وحذيفة في القراءة " هذا كهذ الشعر، ونثرا كنثر الدقل " أي كما يتساقط الرطب اليابس من العذق إذا هز. (ه) ومنه الحديث " فلما خلا سنى، ونثرت له ذا بطني " أرادت أنها كانت شابة تلد الاولاد عنده. وامرأة نثور: كثيرة الولد. (ه) وحديث أبى ذر " أيواقفكم العدو حلب شاة نثور ؟ " هي الواسعة الاحليل، كأنها تنثر اللبن نثرا. (ه) وفى حديث ابن عباس " الجراد نثرة الحوت " أي عطته. * وحديث كعب " إنما هو نثرة حوت ". (ه) وفى حديث أم زرع " ويميس في حلق النثرة " هي ما لطف من الدروع: أي يتبختر في حلق الدرع. (نثط) * فيه " كانت الارض هفا على الماء فنثطها الله بالجبال " أي أثبتها وثقلها. والنثط: غمزك الشئ حتى يثبت. [ ه ] ومنه حديث كعب " كانت الارض تميد فوق الماء، فنثطها الله بالجبال، فصارت لها أوتادا ". (1) قال في المصباح: " وتكسر الثاء وتضم ". (*)
[ 16 ]
(نثل) (ه) فيه " أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فينتثل ما فيها ؟ " أي يستخرج ويؤخذ. * ومنه حديث الشعبى " أما ترى حفرتك تنثل " أي يستخرج ترابها، يريد القبر. * ومنه حديث صهيب " وانتثل ما في كنانته " أي استخرج ما فيها من السهام. (س) وحديث أبى هريرة " ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها (1) " يعنى الاموال وما فتح عليهم من زهرة الدنيا. (س) وفى حديث طلحة " أنه كان ينثل (2) درعه إذ جاءه سهم فوقع في نحره " أي يصبها عليه ويلبسها. والنثلة: الدرع. * وفى حديث على " بين نثيله ومعتلفه " النثيل: الروث. * ومنه حديث ابن عبد العزيز " أنه دخل دارا فيها روث، فقال: ألا كنستم هذا النثيل " وكان لا يسمى قبيحا بقبيح. (نثا) (ه) في صفة مجلسه عليه الصلاة والسلام " لا تنثى فلتاته " أي لا تشاع ولا تذاع. يقال: نثوت الحديث أنثوه نثوا. والنثا في الكلام يطلق على القبيح والحسن. يقال: ما أقبح نثاه وما أحسنه. والفلتات: جمع فلتة، وهى الزلة. أراد أنه لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى. * ومنه حديث أبى ذر " فجاء خالنا فنثى علينا الذى قيل له " أي أظهره إلينا، وحدثنا به. * وحديث مازن: * وكلكم حين ينثى عيبنا فطن * * وحديث الدعاء " يامن تنثى عنده بواطن الاخبار ". (1) في ا: " تنثلونها ". (2) من باب قتل، كما نص في المصباح، لكن جاء في القاموس بالكسر، كأنه من باب ضرب. (*)
[ 17 ]
(باب النون مع الجيم) (نجأ) (ه) فيه " ردوا نجأة السائل باللقمة " النجأة: شدة النظر. يقال للرجل الشديد الاصابة بالعين: إنه لنجوء، ونجئ. وقد تحذف الواو والياء، فيصير على فعل وفعل. المعنى: أعطه اللقمة لتدفع بها شدة النظر إليك. وله معنيان: أحدهما أن تقضى شهوته، وترد عينه من نظره إلى طعامك، رفقا به ورحمة. والثانى أن تحذر إصابته نعمتك بعينه، لفرط تحديقه وحرصه. (نجب) * فيه " إن كل نبى أعطى سبعة نجباء رفقاء " النجيب: الفاضل من كل حيوان. وقد نجب ينجب نجابة، إذا كان فاضلا نفيسا في نوعه. (س) ومنه الحديث " إن الله يحب التاجر النجيب " أي الفاضل الكريم السخى. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " الانعام من نجائب القرآن، أو نواجب القرآن " أي من أفاضل سوره. فالنجائب: جمع نجيبة، تأنيث النجيب. وأما النواجب. فقال شمر: هي عتاقه، من قولهم: نجبته، إذا قشرت نجبه، وهو لحاؤه وقشره، وتركت لبابه وخالصه. (س) ومنه حديث أبى " المؤمن لا تصيبه ذعرة، ولا عثرة، ولا نجبة نملة، إلا بذنب " أي قرصة نملة. من نجب العود، إذا قشره. والنجبة بالتحريك: القشرة. ذكره أبو موسى هاهنا. ويروى بالخاء المعجمة. وسيجئ. وقد تكرر في الحديث ذكر " النجيب " من الابل، مفردا، ومجموعا. وهو القوى منها، الخفيف السريع. (نجث) (ه) في حديث عمر " انجثوا لى ما عند المغيرة، فإنه كتامة للحديث " النجث: الاستخراج، وكأنه بالحديث أخص. * ومنه حديث أم زرع " ولا تنجث عن أخبارنا تنجيثا ". (*)
[ 18 ]
(ه) وحديث هند " أنها قالت لابي سفيان، لما نزلوا بالابواء في غزوة أحد: لو نجثتم قبر آمنة أم محمد " أي نبشتم. (نجج) (س) في حديث الحجاج " سأحملك على صعب حدباء حدبار، ينج ظهرها " أي يسيل قيحا. يقال: نجت القرحة تنج نجا. (نجح) (س) في خطبة عائشة " وأنجح إذ أكديتم " يقال: نجح فلان، وأنجح، إذا أصاب طلبته. ونجحت طلبته وأنجحت، وأنجحه الله. * ومنه حديث عمر مع المتكهن " يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول لا إله إلا الله " وقد تكرر في الحديث. (نجد) (ه) في حديث الزكاة " إلا من أعطى في نجدتها ورسلها " النجدة: الشدة. وقيل: السمن. وقد تقدم مبسوطا في حرف الراء. * ومنه الحديث " أنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة، فقال رجل: يا رسول الله، أرأيتك النجدة (1) تكون في الرجل ؟ فقال: ليست لهما بعدل " النجدة: الشجاعة. ورجل نجد ونجد (2): أي شديد البأس. (س) ومنه حديث على " أما بنو هاشم فأنجاد أمجاد " أي أشداء شجعان. وقيل: أنجاد: جمع الجمع، كأنه جمع نجدا على نجاد، أو نجود، ثم نجد. قاله أبو موسى. ولا حاجة إلى ذلك، لان أفعالا في فعل وفعل مطرد، نحو عضد وأعضاد، وكتف وأكتاف. * ومنه حديث خيفان " وأما هذا الحى من همدان فأنجاد بسل ". (1) في الاصل، وا: أرأيت كالنجدة " والتصحيح من اللسان والفائق 2 / 121، وقد جاء بهامش الاصل: " قوله: أرأيت كالنجدة. هو هكذا في بعض النسخ، وفى بعضها: أرأيتك النجدة ". وقال الزمخشري: " الكاف في أرأيتك مجردة للخطاب.... ومعناه: أخبرني عن النجدة " وانظر ما سبق في مادة (رأى) 2 / 178. (2) هو نجد، ونجد، ونجد، ونجيد. معجم مقاييس اللغة 5 / 391. (*)
[ 19 ]
* ومنه حديث على " محاسن الامور التى تفاضلت فيها المجداء والنجداء " جمع مجيد ونجيد. فالمجيد: الشريف. والنجيد: الشجاع. فعيل بمعنى فاعل. (ه) وفى حديث الشورى " وكانت امرأة نجودا " أي ذات رأى، كأنها التى تجهد رأيها في الامور. يقال: نجد نجدا: أي جهد جهدا. (ه) وفى حديث أم زرع " زوجي طويل النجاد " النجاد: حمائل السيف. تريد طول قامته، فإنها إذا طالت طال نجاده، وهو من أحسن الكنايات. (ه) وفيه " جاءه رجل وبكفه وضح، فقال له: انظر بطن واد، لا منجد ولا متهم، فتمعك فيه " أي موضعا ذا حد من نجد، وحد من تهامة، فليس كله من هذه، ولا من هذه. وقد تقدم في التاء مبسوطا. والنجد: ما ارتفع من الارض، وهو اسم خاص لما دون الحجاز، مما يلى العراق. (ه) وفيه " أنه رأى امرأة شيرة وعليها مناجد من ذهب " هو حلى مكلل بالفصوص. وقيل: قلائد من لؤلؤ وذهب، واحدها: منجد. وهو من التنجيد: التزيين. يقال: بيت منجد، ونجوده: ستوره التى تعلق على حيطانه، يزين بها. (س) ومنه حديث قس " زخرف ونجد " أي زين. * وحديث عبد الملك " أنه بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده " الانجاد: جمع نجد، بالتحريك، وهو متاع البيت، من فرش ونمارق وستور. (ه) وفى حديث أبى هريرة في زكاة الابل " وعلى أكتافها أمثال النواجد شحما " هي طرائق الشحم، واحدتها: ناجدة، سميت بذلك لارتفاعها. (ه) وفيه " أنه أذن في قطع المنجدة " يعنى من شجر الحرم، وهى عصا تساق بها الدواب، وينفش بها الصوف. (س) وفى شعر حميد بن ثور:
[ 20 ]
* ونجد (1) الماء الذى توردا * أي سال العرق. يقال: نجد ينجد نجدا (2)، إذا عرق من عمل أو كرب. وتورده: تلونه. (س) وفى حديث الشعبى " اجتمع شرب من أهل الانبار، وبين أيديهم ناجود خمر " أي راووق. والناجود: كل إناء يجعل فيه الشراب، ويقال للخمر: ناجود. (نجذ) [ ه ] فيه " أنه ضحك حتى بدت نواجذه " النواجذ من الاسنان: الضواحك، وهى التى تبدو عند الضحك. والاكثر الاشهر أنها أقصى الاسنان. والمراد الاول، لانه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدو أواخر أضراسه، كيف وقد جاء في صفة ضحكه: " جل ضحكه التبسم ". وإن أريد بها الاواخر، فالوجه فيه أن يراد مبالغة مثله في ضحكه، من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك، وهو أقيس القولين، لاشتهار النواجذ بأواخر الاسنان. * ومنه حديث العرباض " عضوا عليها بالنواجذ " أي تمسكوا بها، كما يتمسك العاض بجميع أضراسه. * ومنه حديث عمر " ولن يلى الناس كقرشي عض على ناجذه " أي صبر وتصلب. في الامور: (ه) ومنه حديث على " إن الملكين قاعدان على ناجذى العبد يكتبان " يعنى سنيه الضاحكين، وهما اللذان بين الناب والاضراس. وقيل: أراد النابين. وقد تكرر في الحديث. (1) هكذا ضبط بفتح الجيم في الاصل، وا، وديوان حميد ص 77، والفائق 2 / 354 لكن ضبط في اللسان بالكسر. (2) حكى في الصحاح عن الاصمعي: " نجد الرجل بالكسر ينجد نجدا: أي عرق من عمل أو كرب ". وقال في اللسان: " وقد نجد ينجد وينجد نجدا، الاخيرة نادرة: إذا عرق من عمل أو كرب. وقد نجد عرقا فهو منجود، إذا سال ". (*)
[ 21 ]
(نجر) * فيه " أنه كفن في ثلاثة أثواب نجرانية " هي منسوبة إلى نجران، وهو موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن. * ومنه الحديث " قدم عليه نصارى نجران ". * وفى حديث على " واختلف النجر، وتشتت الامر " النجر: الطبع، والاصل، والسوق الشديد. (س) ومنه حديث النجاشي " لما دخل عليه عمرو بن العاص والوفد، قال لهم: نجروا " أي سوقوا الكلام. قال أبو موسى: والمشهور بالخاء. وسيجئ. (نجز) (ه) في حديث الصرف " إلا ناجزا بناجز " أي حاضرا بحاضر. يقال: نجز ينجز نجزا، إذا حصل وحضر. وأنجز وعده، إذا أحضره. والمناجزة في الحرب: المبارزة. (ه) ومنه حديث عائشة " قالت لابن السائب: ثلاث تدعهن، أو لاناجزنك " أي لاقاتلنك وأخاصمنك. (نجش) [ ه ] فيه " أنه نهى عن النجش في البيع " هو أن يمدح السلعة لينفقها ويروجها، أو (1) يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها، ليقع غيره فيها. (2) والاصل فيه: تنفير الوحش من مكان إلى مكان. (ه) ومنه الحديث الآخر " لا تناجشوا " هو تفاعل، من النجش. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث ابن المسيب " لا تطلع الشمس حتى ينجشها ثلاثمائة وستون ملكا " أي يستثيرها. * وفى حديث أبى هريرة " قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة (1) في الهروي: " ويزيد ". (2) قبل هذا في الهروي: " وقال غيره [ غير أبى بكر ]: النجش: تنفير الناس عن الشئ إلى غيره ". (*)
[ 22 ]
وهو جنب، قال: فانتجشت منه " قد اختلف في ضبطها، فروى بالجيم والشين المعجمة، من النجش: الاسراع. وقد نجش ينجش نجشا. وروى " فانخنست منه واختنست " بالخاء المعجمة والسين المهملة من الخنوس: التأخر والاختفاء. يقال: خنس، وانخنس، واختنس. (س) وفيه ذكر " النجاشي " في غير موضع. وهو اسم ملك الحبشة وغيره، والياء مشددة. وقيل: الصواب تخفيفها. (نجع) * في حديث على " دخل عليه المقداد بالسقيا، وهو ينجع بكرات له دقيقا وخبطا " أي يعلفها. يقال: نجعت الابل: أي علفتها النجوع والنجيع، وهو أن يخلط العلف من الخبط والدقيق بالماء، ثم تسقاه الابل. (ه) ومنه حديث أبى، وسئل عن النبيذ فقال: " عليك باللبن الذى نجعت به " أي سقيته في الصغر، وغذيت به. ويقال: نجع فيه الدواء ونجع، وأنجع، إذا نفعه وعمل فيه. وقيل: لا يقال فيه: أنجع. (س) وفى حديث بديل " هذه هوازن تنجعت أرضنا " التنجع والانتجاع والنجعة: طلب الكلا ومساقط الغيث. وانتجع فلان فلانا: طلب معروفه. * ومنه حديث على " ليست بدار نجعة ". (نجف) [ ه ] فيه " فيقول: أي رب، قدمنى إلى باب الجنة فأكون تحت نجاف الجنة " قيل: هو أسكفة الباب. وقال الازهرى: هو (1) درونده، يعنى أعلاه. (ه) وفى حديث عائشة " أن حسان بن ثابت دخل عليها فأكرمته ونجفته " أي رفعت منه. والنجفة: شبه التل. (ه) وفى حديث عمرو بن العاص " أنه جلس على منجاف السفينة " قيل: هو سكانها (2) الذى تعدل به، سمى به لارتفاعه. (1) مكان هذا في الهروي: " هو أعلى الباب ". (2) انظر ص 363 من الجزء الرابع. (*)
[ 23 ]
قال الخطابى: لم أسمع فيه شيئا أعتمده. (نجل) * في صفة الصحابة " معه قوم صدورهم أناجيلهم " هي جمع إنجيل، وهو اسم كتاب الله المنزل على عيسى عليه السلام. وهو اسم عبرانى، أو سرياني. وقيل: هو عربي. يريد أنهم يقرأون كتاب الله عن ظهر قلوبهم، ويجمعونه في صدورهم حفظا. وكان أهل الكتاب إنما يقرأون كتبهم من الصحف. ولا يكاد أحدهم يجمعها حفظا إلا القليل. وفى رواية " وأناجيلهم في صدورهم " أي أن كتبهم محفوظة فيها. [ ه ] وفى حديث عائشة " وكان واديها يجرى نجلا " أي نزا، وهو الماء القليل، تعنى وادى المدينة. ويجمع على أنجال. * ومنه حديث الحارث بن كلدة " قال لعمر: البلاد الوبيئة ذات الانجال والبعوض " أي النزوز والبق. (س) وفى حديث الزبير " عينين نجلاوين " يقال: عين نجلاء: أي واسعة. (ه) وفى حديث الزهري " كان له كلبة صائدة (1) يطلب لها الفحولة، يطلب نجلها " أي ولدها. * وفيه " من نجل الناس نجلوه " أي من عابهم وسبهم وقطع أعراضهم بالشتم، كما يقطع المنجل الحشيش. قال الازهرى: قاله الليث بالحاء المهملة، وهو تصحيف. (س) ومنه الحديث " وتتخذ السيوف مناجل " أراد أن الناس يتركون الجهاد، ويشتغلون بالحرث والزراعة. والميم زائدة. (نجم) [ ه ] فيه " هذا إبان نجومه " أي وقت ظهوره، يعنى النبي صلى الله عليه وسلم. (1) في الاصل، وا، واللسان: " كلب صائد يطلب لها " وفى تاج العروس: " كلب صائد تطلب له الفحولة، يطلب نجلها، أي ولدها " وما أثبت من الهروي. (*)
[ 24 ]
يقال: نجم النبت ينجم، إذا طلع. وكل ما طلع وظهر فقد نجم. وقد خص بالنجم منه مالا يقوم على ساق، كما خص القائم على الساق منه بالشجر. * ومنه حديث جرير " بين نخلة وضالة ونجمة وأثلة " النجمة: أخص من النجم، وكأنها واحدته، كنبتة ونبت. * ومنه حديث حذيفة " سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم في صدورهم " أي ينفذ ويخرج من صدورهم. (س) وفيه " إذا طلع النجم ارتفعت العاهة ". وفى رواية " ما طلع النجم وفى الارض من العاهة شئ ". وفى رواية أخرى " ما طلع النجم قط وفى الارض عاهة إلا رفعت ". النجم في الاصل: اسم لكل واحد من كواكب السماء، وجمعه: نجوم، وهو بالثريا أخض، جعلوه علما لها، فإذا أطلق فإنما يراد به هي، وهى المرادة في هذا الحديث. وأراد بطلوعها طلوعها عند الصبح، وذلك في العشر الاوسط من أيار، وسقوطها مع الصبح في العشر الاوسط من تشرين الآخر. والعرب تزعم أن بين طلوعها وغروبها أمراضا ووباء، وعاهات في الناس والابل والثمار. ومدة مغيبها بحيث لا تبصر في الليل نيف وخمسون ليلة، لانها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها، فإذا بعدت عنها ظهرت في الشرق وقت الصبح. قال الحربى: إنما أراد بهذا الحديث أرض الحجاز، لان في أيار يقع الحصاد بها وتدرك الثمار، وحينئذ تباع، لانها قد أمن عليها من العاهة. قال القتيبى: وأحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد عاهة الثمار خاصة. * وفى حديث سعد " والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة " تنجيم الدين: هو أن يقرر عطاؤه في أوقات معلومة متتابعة، مشاهرة أو مساناة. * ومنه " تنجيم المكاتب، ونجوم الكتابة " وأصله أن العرب كانت تجعل مطالع منازل
[ 25 ]
القمر ومساقطها مواقيت لحلول ديونها وغيرها، فتقول: إذا طلع النجم حل عليك مالى: أي الثريا، وكذلك باقى المنازل. (نجا) * فيه " وأنا النذير العريان فالنجاء النجاء " أي انجوا بأنفسكم. وهو مصدر منصوب بفعل مضمر: أي انجوا النجاء، وتكراره للتأكيد. وقد تكرر في الحديث. والنجاء: السرعة. يقال: نجا ينجو نجاء، إذا أسرع. ونجا من الامر، إذا خلص، وأنجاه غيره. (س) وفيه " إنما يأخذ الذئب القاصية والشاذة والناجية " أي السريعة. هكذا روى عن الحربى بالجيم. [ ه ] ومنه الحديث " أتوك على قلص نواج " أي مسرعات. الواحدة: ناجية. [ ه ] ومنه الحديث " إذا سافرتم في الجدب فاستنجوا " أي أسرعوا السير. ويقال للقوم إذا انهزموا: قد استنجوا. (ه) ومنه حديث لقمان " وآخرنا إذا استنجينا " أي هو حاميتنا، يدفع عنا إذا انهزمنا. * وفى حديث الدعاء " اللهم بمحمد نبيك وبموسى نجيك " هو المناجى المخاطب للانسان والمحدث له. يقال: ناجاه يناجيه مناجاة، فهو مناج. والنجى: فعيل منه. وقد تناجيا مناجاة وانتجاء. * ومنه الحديث " لا يتناجى اثنان دون الثالث ". وفى رواية " لا ينتجى اثنان دون صاحبهما " أي لا يتسارران منفردين عنه، لان ذلك يسوؤه. * ومنه حديث على " دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف، فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه، فقال: ما انتجيته، ولكن الله انتجاه " أي إن الله أمرنى أن أناجيه. * ومنه حديث ابن عمر " قيل له: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى ؟ "
[ 26 ]
يريد مناجاة الله تعالى للعبد يوم القيامة. والنجوى: اسم يقام مقام المصدر. * ومنه حديث الشعبى " إذا عظمت الحلقة فهى بذاء ونجاء " أي مناجاة. يعنى يكثر فيها ذلك. (س) وفى حديث بئر بضاعة " تلقى فيها المحائض وما ينجى الناس " أي يلقونه من العذرة. يقال منه: أنجى ينجى، إذا ألقى نجوه، ونجا وأنجى، إذا قضى حاجته منه. والاستنجاء: استخراج النجو من البطن. وقيل: هو إزالته عن بدنه بالغسل والمسح. وقيل: هو من نجوت الشجرة وأنجيتها، إذا قطعتها. كأنه قطع الاذى عن نفسه. وقيل: هو من النجوة، وهو ما ارتفع من الارض. كأنه يطلبها ليجلس تحتها. (س) ومنه حديث عمرو بن العاص " قيل له في مرضه: كيف تجدك ؟ قال: أجد نجوى أكثر من رزئى " أي ما يخرج منى أكثر مما يدخل. * وفى حديث ابن سلام " وإنى لفى عذق أنجى منه رطبا " أي النقط. وفى رواية " أستنجى منه " بمعناه. (نجه (1)) (ه) في حديث عمر " بعد ما نجهها " أي ردها وانتهرها. يقال: نجهت الرجل نجها، إذا استقبلته بما يكفه عنك. (باب النون مع الحاء) (نحب) (ه) فيه " طلحة ممن قضى نحبه " النحب: النذر، كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به. وقيل: النحب: الموت، كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت. (1) وضعت هذه المادة في الاصل قبل مادة (نجا) وقد وضعتها هنا، كما وضعت في ا، والنسخة 517، والهروى، والدر النثير. وهو الصحيح، لان (نجا) أصلها (نجو) والواو مقدمة على الهاء في ترتيب المصنف. (*)
[ 27 ]
(ه) وفيه " لو علم الناس ما في الصف الاول لاقتتلوا عليه، وما تقدموا إلا بنحبة " أي بقرعة. والمناحبة: المخاطرة والمراهنة. * ومنه حديث أبى بكر " في مناحبة الم غلبت الروم " أي مراهنته لقريش، بين الروم والفرس. (ه) ومنه حديث طلحة " قال لابن عباس: هل لك أن أناحبك وترفع النبي صلى الله عليه وسلم " أي أفاخرك وأحاكمك، وترفع ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيننا، فلا تفتخر بقرابتك منه، يعنى أنه لا يقصر عنه فيما عدا ذلك من المفاخر. (س) وفى حديث ابن عمر " لما نعى إليه حجر غلبه النحيب " النحب والنحيب والانتحاب: البكاء بصوت طويل ومد. (س) وفى حديث الاسود بن المطلب " هل أحل النحب ؟ " أي أحل البكاء. * وحديث مجاهد " فنحب نحبة هاج ماثم من البقل ". * وحديث على " فهل دفعت الاقارب، أو نفعت النواحب ؟ " أي البواكي، جمع ناحبة. (نحر) * في حديث الهجرة " أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر ال ؟ هيرة " هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع، كأنها وصلت إلى النحر، وهو أعلى الصدر. * ومنه حديث الافك " حتى أتينا الجيش في نحر الظهيرة ". (س) وفى حديث وابصة " أتانى ابن مسعود في نحر الظهيرة، فقلت: أية ساعة زيارة ؟ " وقد تكررت في الحديث. (س) وفى حديث على " أنه خرج وقد بكروا بصلاة الضحى، فقال: نحروها نحرهم الله " أي صلوها في أول وقتها، من نحر الشهر، وهو أوله. وقوله " نحرهم الله " يحتمل أن يكون دعاء لهم: أي بكرهم الله بالخير، كما بكروا بالصلاة في أول وقتها. ويحتمل أن يكون دعاء عليهم بالنحر والذبح، لانهم غيروا وقتها. * وفى حديثه الآخر " حتى تدعق الخيول في نواحر أرضهم " أي في متقابلاتها. يقال: منازل بنى فلان تتناحر: أي تتقابل.
[ 28 ]
* وفى حديث حذيفة " وكلت الفتنة بثلاثة: بالحاد النحرير " هو الفطن البصير بكل شئ. (نحز) (س) في حديث داود عليه السلام " لما رفع رأسه من السجود ما كان في وجهه نحازة " أي قطعة من اللحم، كأنه من النحز، وهو الدق والنخس، والمنحاز: الهاون (1). * ومنه المثل: * دقك بالمنحاز حب الفلفل (2) * (نحس) (س) في حديث بدر " فجعل يتنحس الاخبار " أي يتتبع. يقال: تنحست الاخبار، إذا تتبعتها بالاستخبار. * وفى رواية: " يتحسب ويتحسس " والكل بمعنى. (نحص) (ه) فيه " أنه ذكر قتلى أحد، فقال: يا ليتني غودرت مع أصحاب نحص الجبل " النحص بالضم (3): أصل الجبل وسفحه، تمنى أن يكون استشهد معهم يوم أحد. (1) في الاصل: " الهاون " بواو واحدة مضمومة، وفى ا: " الهاوون " بواوين. وأثبته بواو مفتوحة من اللسان. قال صاحب المصباح: " والهاون: الذى يدق فيه. قيل: بفتح الواو، والاصل: هاوون، على فاعول، لانه يجمع على هواوين، لكنهم كرهوا اجتماع واوين، فحذفوا الثانية، فبقى هاون، بالضم، وليس في الكلام فاعل، بالضم ولامه واو، ففقد النظير مع ثقل الضمة على الواو، ففتحت طلبا للتخفيف. وقال ابن فارس: عربي، كأنه من الهون. وقيل: معرب. وأورده الفارابى في باب فاعول، على الاصل ". وانظر معجم مقاييس اللغة 6 / 21، والمعرب ص 346. والجمهرة 3 / 183، 502. (2) هكذا في الاصل، وا، واللسان. وفى أمثال الميداني 1 / 178: " القلقل " وكذلك جاء في اللسان، مادة (قلقل) قال: " والعامة تقول: حب الفلفل. قال الاصمعي: وهو تصحيف، إنما هو بالقاف، وهو أصلب ما يكون من الحبوب. حكاه أبو عبيد. قال ابن برى: الذى ذكره سيبويه ورواه: حب الفلفل، بالفاء. قال: وكذلك رواه على بن حمزة ". (3) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (*)
[ 29 ]
(نحض) * في حديث الزكاة " فأعمد إلى شاة ممتلئة شحما ونحضا " النحض: اللحم ورجل نحيض: كثير اللحم. * ومنه قصيد كعب: * عيرانة قذفت بالنحض (1) عن عرض * أي رميت باللحم. (نحل) * فيه " ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن " النحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. يقال: نحله ينحله نحلا بالضم. والنحلة بالكسر: العطية. * ومنه حديث النعمان بن بشير " أن أبا ؟ نحله نحلا ". * وحديث أبى هريرة " إذا بلغ بنو العاص ثلاثين كان مال الله نحلا " أراد يصير الفئ عطاء من غير استحقاق، على الايثار والتخصيص. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث أم معبد " لم تعبه نحلة " أي دقة وهزال. وقد نحل جسمه نحولا. والنحل: الاسم. قال القتيبى: لم أسمع بالنحل في غير هذا الموضع إلا في العطية. * وفى حديث قتادة بن النعمان " كان بشير بن أ بيرق يقول الشعر، ويهجو به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينحله بعض العرب " أي ينسبه إليهم، من النحلة: وهى النسبة بالباطل. (س) وفى حديث ابن عمر " مثل المؤمن مثل النحلة " المشهور في الرواية بالخاء المعجمة. وهى واحدة النخيل. وروى بالحاء المهملة، يريد نحلة العسل. ووجه المشابهة بينهما حذق النحل وفطنته، وقلة أذاه وحقارته ومنفعته، وقنوعه وسعيه في الليل، وتنزهه عن الاقذار، وطيب أكله، وأنه لا يأكل من كسب غيره، ونحوله وطاعته لاميره، وأن للنحل آفات تقطعه عن عمله. منها الظلمة والغيم، (1) في شرح ديوانه ص 12: " في اللحم " وفى الاصل: " غيرانة " بمعجمة، خطأ. (*)
[ 30 ]
والريح والدخان، والماء والنار. وكذلك المؤمن له آفات تفتره عن عمله: ظلمة الغفلة، وغيم الشك، وريح الفتنة، ودخان الحرام، وماء السعة، ونار الهوى. (نحم) (ه) فيه " دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم " أي صوتا. والنحيم: صوت يخرج من الجوف. ورجل نحم، وبها سمى نعيم النحام (1). (نحا) (ه) في حديث حرام بن ملحان " فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله " أي عرض له وقصده. يقال: نحا وأنحى وانتحى. * ومنه الحديث " فانتحاه ربيعة " أي اعتمده بالكلام وقصده. * ومنه حديث الخضر عليه السلام " وتنحى له " أي اعتمد خرق السفينة. * وحديث عائشة " فلم أنشب حتى أنحيت عليها " هكذا جاء في رواية. والمشهور بالثاء المثلثة والخاء المعجمة والنون. (ه) ومنه حديث ابن عمر " أنه رأى رجلا يتنحى في سجوده، فقال: لا تشينن صورتك " أي يعتمد على جبهته وأنفه، حتى يؤثر فيهما. (س) ومنه حديث الحسن " قد تنحى في برنسه، وقال الليل في حندسه " أي تعمد للعبادة، وتوجه لها، وصار في ناحيتها، أو تجنب الناس وصار في ناحية منهم. (س) وفيه " يأتيني أنحاء من الملائكة " أي ضروب منهم، واحدهم: نحو. يعنى أن الملائكة كانوا يزورونه، سوى جبريل عليه السلام. (باب النون مع الخاء) (نخب) * فيه " ما أصاب المؤمن من مكروه فهو كفارة لخطاياه، حتى نخبة النملة " النخبة (2): العضة والقرصة. يقال: نخبت النملة تنخب، إذا عضت. والنخب: خرق الجلد. (1) هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف. الاستيعاب ص 1507. (2) ضبطت في الهروي بفتح النون، ضبط قلم. (*)
[ 31 ]
(ه) ومنه حديث أبى " لا يصيب المؤمن مصيبة (1) ذعرة ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، ولا نخبة نملة إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر ". ذكره الزمخشري مرفوعا. ورواه بالخاء والجيم. وكذلك ذكره أبو موسى فيهما. وقد تقدم. (س) وفى حديث على، وقيل عمر " وخرجنا في النخبة " النخبة بالضم: المنتخبون من الناس المنتقون. والانتخاب: الاختيار والانتقاء. * ومنه حديث ابن الاكوع " انتخب من القوم مائة رجل ". (س) وفى حديث أبى الدرداء " بئس العون على الدين قلب نخيب، وبطن رغيب " النخيب: الجبان الذى لا فؤاد له. وقيل: الفاسد الفعل. (س) وفى حديث الزبير " أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من لية فاستقبل نخبا ببصره " هو اسم موضع هناك. (نخت) (س) في حديث أبى " ولا نختة نملة إلا بذنب " هكذا جاء في رواية. والنخت والنتف واحد. يريد به قرصة نملة. ويروى بالباء الموحدة وبالجيم. وقد تقدما. (نخخ) (ه) فيه " ليس في النخة صدقة " هي الرقيق. وقيل: الحمير. وقيل: البقر العوامل. وتفتح نونها وتضم. وقيل: هي كل دابة استعملت. وقيل: البقر العوامل بالضم، وغيرها بالفتح. وقال الفراء: النخة أن يأخذ المصدق دينارا بعد فراغه من الصدقة. * ومنه حديث على " أنه بعث إلى عثمان (2) بصحيفة فيها: لا تأخذن من الزخة ولا النخة شيئا ". (1) هكذا ضبط بالتنوين في ا، والهروى، واللسان. وضبط في الفائق 3 / 75 بالضم مخففا مع الاضافة. (2) هو عثمان بن حنيف، كما سبق في مادة (زخخ). (*)
[ 32 ]
(نخر) (س) فيه " أنه أخذ بنخرة الصبى " أي بأنفه. ونخرتا الانف: ثقباه والنخرة بالتحريك: مقدم الانف. والمنخر والمنخران أيضا: ثقبا الانف. * ومنه حديث الزبرقان " الافيطس النخرة، الذى (1) كأنه يطلع في حجره ". (ه) وحديث عمر، وقيل على " أنه أتى بسكران في شهر رمضان، فقال: للمنخرين " أي كبه الله لمنخريه. ومثله قولهم في الدعاء: لليدين وللفم. (س) وفى حديث ابن عباس " لما خلق الله إبليس نخر " النخير: صوت الانف. (ه) وفى حديث عمرو بن العاص " ركب بغلة شمط وجهها هرما، فقيل له: أتركب هذه وأنت على أكرم ناخرة بمصر ؟ " الناخرة (2): الخيل، واحدها: ناخر. وقيل: الحمير، للصوت الذى يخرج من أنوفها. وأهل مصر يكثرون ركوبها أكثر من ركوب البغال (3). (ه) وفى حديث النجاشي " لما دخل عليه عمرو والوفد معه، قال لهم: نخروا " أي تكلموا. كذا فسر في الحديث. ولعه إن كان عربيا (4) مأخوذ من النخير: الصوت. ويروى بالجيم، وقد تقدم. * ومنه حديثه أيضا " فتناخرت بطارقته " أي تكلمت، وكأنه كلام مع غضب ونفور. (نخس) (ه) فيه " أن قادما قدم عليه فسأله عن خصب البلاد، فحدثه أن سحابة وقعت فاخضر لها الارض، وفيها غدر تناخس " أي يصب بعضها في بعض. وأصل النخس: الدفع والحركة. (1) في اللسان: " للذى كان يطلع في حجره ". (2) هذا شرح المبرد، كما ذكر الهروي. (3) زاد الهروي: " وقال غيره [ غير المبرد ]: يريد بقوله: وأنت على أكرم ناخرة: أي ولك منها أكرم ناخرة. ويقولون: إن عليه عكرة من مال: أي إن له عكرة. والاصل فيها أنها تروح عليه. وفى بعض الحديث: أفضل الاعمال الصلاة على وقتها. يريد لوقتها ". وفى اللسان: " وقيل: ناجرة، بالجيم ". (4) أفاد في الدر النثير أنه بالحبشية. قال: " ومعناه: تكلموا ". (*)
[ 33 ]
(س) وفى حديث جابر " أنه نخس بعيره بمحجن ". * ومنه الحديث " ما من مولود إلا نخسه الشيطان حين يولد إلا مريم وابنها ". وقد تكرر ذكر " النخس " في الحديث. (نخش) [ ه ] وفى حديث عائشة " كان لنا جيران من الانصار يمنحوننا شيئا من ألبانهم، وشيئا من شعير ننخشه " أي نقشره ونعزل عنه قشره. ومنه نخش الرجل، إذا هزل. كأن لحمه أخذ عنه. (نخص) * في صفته صلى الله عليه وسلم " كان منخوص الكعبين " الرواية " منهوس " بالسين المهملة. قال الزمخشري: وروى (1) " منهوش ومنخوص. والثلاثة في معنى المعروق " وانتخص لحمه إذا ذهب. ونخص الرجل، إذا هزل. قاله الجوهرى. وهو بالصاد المهملة. (نخع) (ه) فيه " إن أنخع الاسماء عند الله أن يتسمى الرجل ملك الاملاك " أي أقتلها لصاحبها، وأهلكها له. والنخع: أشد القتل، حتى يبلغ الذبح النخاع (2)، وهو الخيط الابيض الذى في فقار الظهر. ويقال له: خيط الرقبة. ويروى " أخنع " وقد تقدم. * ومنه الحديث " ألا لا تنخعوا الذبيحة حتى تجب " أي لا تقطعوا رقبتها وتفصلوها قبل أن تسكن حركتها. * وفيه " النخاعة في المسجد خطيئة " هي البزقة التى تخرج من أصل الفم، مما يلى أصل النخاع. (نخل) (ه) فيه " لا يقبل الله من الدعاء إلا الناخلة " أي المنخولة الخالصة، فاعلة بمعنى مفعولة، كماء دافق. [ ه ] ومنه الحديث " لا يقبل الله إلا نخائل (3) القلوب " أي النيات الخالصة. يقال: نخلت له النصيحة، إذا أخلصتها. (1) رواية الزمخشري بالشين المعجمة. الفائق 3 / 137. قال " وروى: منهوس ومبخوص ". بالباء بدل النون، وهو موافق لما ذكره المصنف وشرحه في مادة (بخص) (2) النخاع، مثلث النون، كما في اللسان. قال صاحب المصباح: " الضم لغة قوم من الحجاز، ومن العرب من يفتح، ومنهم من يكسر ". (3) في الهروي " تناخيل " (*)
[ 34 ]
(نخم) (س) في حديث الحديبية " ما يتنخم نخامة إلا وقعت في يد رجل " النخامة: البزقة التى تخرج من أقصى الحلق، ومن مخرج الخاء المعجمة. * ومنه حديث على " أقسم لتنخمنها أمية من بعدى كما تلفظ النخامة " (س) وفى حديث الشعبى: اجتمع شرب من الانبار فغنى ناخمهم: * الأسقياني (1) قبل جيش أبى بكر * الناخم: المغنى. والنخم: أجود الغناء. (نخا) (س) في حديث عمر " فيه نخوة " أي كبر وعجب، وأنفة وحمية. وقد نخى وانتخى، كزهى وازدهى. (باب النون مع الدال) (ندب) * في حديث موسى عليه السلام " وإن بالحجر ندبا: ستة أو سبعة، من ضربه إياه " الندب، بالتحريك: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، فشبه به أثر الضرب في الحجر. (ه) ومنه حديث مجاهد " أنه قرأ " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " فقال: ليس بالندب، ولكنه صفرة الوجه والخشوع ". (ه) وفيه " انتدب الله لمن يخرج في سبيله " أي أجابه إلى غفرانه. يقال: ندبته فانتدب: أي بعثته ودعوته فأجاب. (س) وفيه " كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد " الندب: أن تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه وأفعاله. (س) وفيه " كان له فرس يقال له المندوب " أي المطلوب، وهو من الندب: الرهن الذى يجعل في السباق. وقيل: سمى به لندب كان في جسمه. وهو أثر الجرح. (ندج) (س) في حديث الزبير " وقطع أندوج سرجه " أي لبده. قال أبو موسى: كذا وجدته بالنون. وأحسبه بالباء، وقد تقدم. (1) في اللسان والفائق 71 3: " ألا فاسقيانى " وفى الفائق: " قبل خيل ". (*)
[ 35 ]
(ندح) (ه) فيه (1) " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " أي سعة وفسحة. يقال: ندحت الشئ، إذا وسعته. وإنك لفى ندحة ؟ ومندوحة من كذا: أي سعة. يعنى أن في التعريض بالقول من الاتساع ما يغنى الرجل عن تعمد الكذب. (ه) وفى حديث أم سلمة " قالت لعائشة: قد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه " أي لا توسعيه وتنشريه. أرادت قوله تعالى: " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن ". (س) ومنه حديث الحجاج " واد نادح " أي واسع. (ندد) (س) فيه " فند بعير منها " أي شرد وذهب على وجهه. * وفى كتابه لاكيدر " وخلع الانداد والاصنام " الانداد: جمع ند، بالكسر، وهو مثل الشئ الذى يضاده في أموره ويناده: أي يخالفه. ويريد بها ما كانوا يتخذونه آلهة من دون الله. (ندر) * فيه " ركب فرسا له فمرت بشجرة، فطار منها طائر فحادت (2)، فندر عنها على أرض غليظة " أي سقط ووقع. * ومنه حديث زواج صفية " فعثرت الناقة، وندر رسول الله صلى الله عليه وسلم وندرت ". (س) والحديث الآخر " أن رجلا عض يد آخر فندرت ثنيته " وفى رواية: " فأندر ثنيته ". (س) وفى حديث آخر " فضرب رأسه فند " وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث عمر " أن رجلا ندر في مجلسه، فأمر القوم كلهم بالتطهر، لئلا يخجل الرجل " معناه أنه ضرط، كأنها ندرت منه من غير اختيار. (س) وفى حديث على " أنه أقبل وعليه أندر وردية " قيل هي فوق التبان ودون السراويل، تغطى الركبة، منسوبة إلى صانع ومكان. (1) أخرجه الهروي من حديث عمران بن حصين. (2) في ا: " فمادت ". (*)
[ 36 ]
(ندس) (ه) في حديث أبى هريرة " دخل المسجد وهو يندس الارض برجله " أي يضربها. والندس: الطعن. (ندغ) (ه) في حديث الحجاج " كتب إلى عامله بالطائف أن أرسل إلى بعسل من عسل الندغ (1) والسحاء " الندغ: السعتر البرى. وهو من مراعى النحل. وقيل: هو شجر أخضر، له ثمر أبيض، واحدته: ندغة. (ه) ومنه حديث سليمان بن عبد الملك " دخل الطائف فوجد رائحة السعتر، فقال: بواديكم هذا ندغة ". (ندم) * فيه " مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامى " أي نادمين. فأخرجه على مذهبهم في الاتباع لخزايا، لان الندامى جمع ندمان، وهو النديم الذى يرافقك ويشاربك. ويقال في الندم: ندمان، أيضا، فلا يكون إتباعا لخزايا، بل جمعا برأسه. وقد ندم يندم، ندامة وندما، فهو نادم وندمان. * وفى حديث عمر " إياكم ورضاع السوء، فإنه لا بد من أن ينتدم (2) يوما " أي يظهر أثره. والندم: الاثر، وهو مثل الندب. والباء والميم يتبادلان. وذكره الزمخشري بسكون الدال، من الندم: وهو الغم اللازم، إذ يندم صاحبه، لما يعثر عليه من سوء آثاره. (نده) [ ه ] في حديث ابن عمر " لو رأيت قاتل عمر في الحرم ما ندهته " أي ما زجرته. والنده: الزجر بصه ومه. (ندا) [ ه ] في حديث أم زرع " قريب البيت من النادى " النادى: مجتمع القوم وأهل المجلس، فيقع على المجلس وأهله. تقول: إن بيته وسط الحلة، أو قريبا منه، ليغشاه الاضياف والطراق. (س) ومنه حديث الدعاء " فإن جار النادى يتحول (3) " أي جار المجلس. (1) بالفتح، ويكسر، كما في القاموس. وبالتحريك أيضا، كما في اللسان. (2) في الفائق 3 / 78: " يندم ". (3) في الاصل: " فإن جار النادى نتحول " وما أثبت من ا، واللسان. وهو موافق لرواية المصنف في مادة (بدو) غير أن اللسان لم يضبط النون. (*)
[ 37 ]
ويروى بالباء الموحدة، من البدو، وقد تقدم. (س) ومنه الحديث " واجعلني في الندى الاعلى " الندى، بالتشديد: النادى. أي اجعلني مع الملا الاعلى من الملائكة. وفى رواية " واجعلني في النداء الاعلى ". أراد نداء أهل الجنة أهل النار " أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ". * ومنه حديث سرية بنى سليم " ما كانوا ليقتلوا عامرا وبنى سليم وهم الندى " أي القوم المجتمعون. * وفى حديث أبى سعيد " كنا أنداء فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم " الانداء: جمع النادى: وهم القوم المجتمعون. وقيل: أراد كنا أهل أنداء. فحذف المضاف. (س) وفيه " لو أن رجلا ندا الناس إلى مرماتين أو عرق أجابوه " أي دعاهم إلى النادى. يقال: ندوت القوم أندوهم، إذا جمعتهم في النادى. وبه سميت دار الندوة بمكة، لانهم كانوا يجتمعون فيها ويتشاورون. * وفى حديث الدعاء " ثنتان (1) لا تردان، عند النداء وعند البأس " أي عند الاذان بالصلاة، وعند القتال. * وفى حديث يأجوج ومأجوج " فبينما هم كذلك إذ نودوا نادية: أتى أمر الله " يريد بالنادية دعوة واحدة ونداء واحدا، فقلب نداءة إلى نادية، وجعل اسم الفاعل موضع المصدر. * وفى حديث ابن عوف " وأودى سمعه إلا ندايا " أراد: إلا نداء، فأبدل الهمزة ياء، تخفيفا، وهى لغة بعض العرب. (ه) وفى حديث الاذان " فإنه أندى صوتا " أي أرفع وأعلى. وقيل: أحسن وأعذب. وقيل: أبعد. (ه) وفى حديث طلحة " خرجت بفرس لى أنديه (2) " التندية: (3) أن يورد الرجل الابل (1) في الاصل: " اثنتان " وما أثبت من: ا، واللسان. (2) رواية الهروي: " لانديه ". (3) هذا قول أبى عبيد، عن الاصمعي، كما ذكر الهروي. (*)
[ 38 ]
والخيل فتشرب قليلا، ثم يردها إلى المرعى ساعة، ثم تعاد إلى الماء. والتندية أيضا: تضمير الفرس، وإجراؤه حتى يسيل عرقه. ويقال لذلك العرق: الندى. ويقال: نديت الفرس والبعير تندية. وندى هو ندوا. وقال القتيبى: الصواب: " أبديه (1) " بالباء، أي أخرجه إلى البدو، ولا تكون التندية إلا للابل. قال الازهرى: أخطأ القتيبى. والصواب الاول. * ومنه حديث أحد الحيين اللذين تنازعا في موضع " فقال أحدهما: مسرح بهمنا، ومخرج نسائنا، ومندى خيلنا " أي موضع تنديتها. (ه) وفيه: " من لقى الله ولم يتند من الدم الحرام بشئ دخل الجنة " أي لم يصب منه شيئا، ولم ينله منه شئ. كأنه نالته نداوة الدم وبلله. يقال: ما ندينى من فلان شئ أكرهه، ولا نديت كفى له بشئ. * وفى حديث عذاب القبر وجريدتي النخل " لن يزال يخفف عنهما ما كان فيهما ندو " يريد نداوة. كذا جاء في مسند أحمد، وهو غريب (2). إنما يقال: ندى الشئ فهو ند، وأرض ندية، وفيها نداوة. (س) وفيه " بكر بن وائل ند " أي سخى. يقال: هو يتندى على أصحابه. أي يتسخى. (باب النون مع الذال) (نذر) * فيه " كان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم " المنذر: المعلم الذى يعرف القوم بما يكون قد دهمهم، من عدو أو غيره. وهو المخوف أيضا. (1) في الهروي: " لابديه ". (2) انظر مسند الامام أحمد 2 / 441 من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. (*)
[ 39 ]
وأصل الانذار: الاعلام. يقال: أنذرته أنذره إنذارا، إذا أعلمته، فأنا منذر ونذير: أي معلم ومخوف ومحذر. ونذرت به، إذا علمت. (س) ومنه الحديث " فلما عرف أن قد ندروا به هرب " أي علموا وأحسوا بمكانه. (س) ومنه الحديث " انذر القوم " أي احذر منهم، واستعد لهم، وكن منهم على علم وحذر. * وفيه ذكر " النذر " مكررا. يقال: نذرت أنذر، وأنذر نذرا، إذا أوجبت على نفسك شيئا تبرعا، من عبادة، أو صدقة، أو غير ذلك. وقد تكرر في أحاديثه ذكر النهى عنه. وهو تأكيد لامره، وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه، ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل، لكان في ذلك إبطال حكمه، وإسقاط لزوم الوفاء به، إذ كان بالنهي يصير معصية، فلا يلزم. وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجر لهم في العاجل نفعا، ولا يصرف عنهم ضرا، ولا يرد قضاء، فقال: لا تنذروا، على أنكم قد تدركون بالنذر شيئا لم يقدره الله لكم، أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا، فاخرجوا عنه بالوفاء، فإن الذى نذرتموه لازم لكم. (ه) وفى حديث ابن المسيب " أن عمر وعثمان قضيا في الملطاة بنصف نذر الموضحة " أي بنصف ما يجب فيها من الارش والقيمة. وأهل الحجاز يسمون الارش نذرا. وأهل العراق يسمونة أرشا. (باب النون مع الراء) (نرد) * فيه " من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه " النرد: اسم أعجمى معرب. وشير: بمعنى حلو (1). (نرمق) * في حديث خالد بن صفوان " إن الدرهم يكسو النرمق " النرمق: اللين. (1) في القاموس: " النرد، معرب. وضعه أردشير بن بابك، ولهذا يقال النردشير ". (*)
[ 40 ]
وهو فارسي معرب. أصله: النرم (1). يريد أن الدرهم يكسو صاحبه اللين من الثياب. وجاء في رواية " يكسر النرمق " فإن صحت فيريد أنه يبلغ به الاغراض البعيدة، حتى يكسر الشئ اللين الذى ليس من شأنه أن ينكسر، لان الكسر يخص الاشياء اليابسة. (باب النون مع الزاى) (نزح) (ه) فيه " نزل الحديبية وهى نزح " النزح، بالتحريك: البئر التى أخذ ماؤها، يقال: نزحت البئر، ونزحتها. لازم ومتعد. (س) ومنه حديث ابن المسيب " قال لقتادة: ارحل عنى، فقد نزحتنى " أي أنفدت ما عندي. وفى رواية: " نزفتنى ". * ومنه حديث سطيح " عبدالمسيح جاء من بلد نزيح " أي بعيد. فعيل بمعنى فاعل. (نزر) (ه) في حديث أم معبد " لا نزر ولا هذر " النزر: القليل. أي ليس بقليل فيدل على عى، ولا كثير فاسد. (س) ومنه حديث ابن جبير " إذا كانت المرأة نزرة أو مقلاة " أي قليلة الولد. يقال: امرأة نزرة ونزور. (ه) وفى حديث عمر " أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ مرارا، فلم يجبه، فقال لنفسه: ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا لا يجيبك " أي ألححت عليه في المسألة إلحاحا أدبك بسكوته عن جوابك. يقال: فلان لا يعطى حتى ينزر: أي يلح عليه. * ومنه حديث عائشة " وما كان لكم أن تنزروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة " أي تلحوا عليه فيها. (نزز) (س) في حديث الحارث بن كلدة " قال لعمر: البلاد الوبيئة، ذات الانجال (1) وهو الجيد. كما في المعرب ص 333. (*)
[ 41 ]
والبعوض والنز " النز: ما يتحلب من الماء القليل في الارض. نز الماء ينز نزا، وأنزت الارض، إذا أخرجت النز. (نزع) (ه) فيه " رأيتنى أنزع على قليب " أي أستقى منه الماء باليد. نزعت الدلو أنزعها نزعا، إذا أخرجتها. وأصل النزع: الجذب والقلع. ومنه نزع الميت روحه (1). ونزع القوس، إذا جذبها. * ومنه حديث عمر " لن تخور قوى مادام صاحبها ينزع وينزو " أي يجذب قوسه، ويثب على فرسه. والمنازعة: المجاذبة في المعاني والاعيان. (س) ومنه الحديث " أنا فرطكم على الحوض، فلالفين ما نوزعت في أحدكم، فأقول: هذا منى " أي يجذب ويؤخذ منى. (ه) ومنه الحديث: " مالى أنازع القرآن ؟ " أي أجاذب في قراءته (2). كأنهم جهروا بالقراءة خلفه فشغلوه. (ه) وفيه " طوبى للغرباء. قيل: من هم يا رسول الله ؟ قال: النزاع من القبائل " هم (3) جمع نازع ونزيع، وهو الغريب الذى نزع عن أهله وعشيرته. أي بعد وغاب. وقيل: لانه ينزع إلى وطنه: أي ينجذب ويميل. والمراد الاول. أي طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى. (ه) ومنه حديث ظبيان " أن قبائل من الازد نتجوا فيها النزائع " أي الابل الغرائب، انتزعوها من أيدى الناس. (س) ومنه حديث عمر " قال لآل السائب: قد أضويتم فانكحوا في النزائع " أي في النساء الغرائب من عشيرتكم. يقال للنساء التى تزوجن في غير عشائرهن: نزائع. (ه) وفى حديث القذف " إنما هو عرق نزعه " يقال: نزع إليه في الشبه، إذا أشبهه. (ه) ومنه الحديث " لقد نزعت بمثل ما في التوراة " أي جئت بما يشبهها. (1) في الاصل: " نزع الميت روحه " وما أثبت من ا، واللسان. (2) في الهروي: " أي أجاذب قراءته ". (3) في الفائق 3 / 80: " هو ". وفى اللسان: " هو الذى نزع عن أهله وعشيرته ". (*)
[ 42 ]
(س) وفى حديث القرشى " أسرني رجل أنزع " الانزع: الذى ينحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبين. والنزعتان عن جانبى الرأس مما لا شعر عليه. * وفى صفة على " البطين الانزع " كان أنزع الشعر، له بطن. وقيل: معناه: الانزع من الشرك، المملوء البطن من العلم والايمان. (نزغ) * في حديث على " ولم ترم الشكوك بنوازغها عزيمة إيمانهم " النوازغ: جمع نازغة، من النزغ: وهو الطعن والفساد. يقال: نزغ الشيطان بينهم ينزغ نزغا: أي أفسد وأغرى. ونزغه بكلمة سوء: أي رماه بها، وطعن فيه. * ومنه الحديث " صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان " أي نخسة وطعنة. (س) ومنه حديث ابن الزبير " فنزغه إنسان من أهل المسجد بنزيغة " أي رماه بكلمة سيئة. وقد تكرر في الحديث. (نزف) (ه) فيه " زمزم لا تنزف ولا تذم " أي لا يفنى ماؤها على كثرة الاستقاء. (نزك) (ه) في حديث أبى الدرداء " ذكر الابدال فقال: ليسوا بنزاكين ولا معجبين ولا متماوتين " النزاك: الذى يعيب الناس. يقال: نزكت الرجل، إذا عبته. كما يقال: طعنت عليه وفيه. قيل: أصله: من النيزك، وهو رمح قصير. (ه) ومنه الحديث " أن عيسى عليه السلام يقتل الدجال بالنيزك ". ومنه حديث ابن عون " وذكر عنده شهر بن حوشب، فقال: إن شهرا نزكوه " أي طعنوا عليه وعابوه. (نزل) * فيه " إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا " النزول والصعود، والحركة والسكون من صفات الاجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس. والمراد به نزول الرحمة والالطاف الالهية، وقربها من العباد، وتخصيصها بالليل والثلث الاخير منه، لانه وقت التهجد، وغفلة الناس عمن يتعرض لنفحات رحمة الله. وعند ذلك تكون النية خالصة، والرغبة إلى الله وافرة، وذلك مظنة القبول والاجابة.
[ 43 ]
* وفى حديث الجهاد " لا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك " أي إذا طلب العدو منك الامان والذمام على حكم الله تعالى فلا تعطهم، وأعطهم على حكمك، فإنك ربما تخطئ في حكم الله، أولا تفى به فتأثم. يقال: نزلت عن الامر، إذا تركته، كأنك كنت مستعليا عليه مستوليا. * وفى حديث ميراث الجد " إن أبا بكر أنزله أبا " أي جعل الجد في منزلة الاب، وأعطاه نصيبه من الميراث. (س) وفيه " نازلت ربى في كذا " أي راجعته، وسألته مرة بعد مرة. وهو مفاعلة من النزول عن الامر، أو من النزال في الحرب، وهو تقابل القرنين. * وفيه " اللهم إنى أسألك نزل الشهداء " النزل في الاصل: قرى الضيف. وتضم زايه. يريد ما للشهداء عند الله من الاجر والثواب. * ومنه حديث الدعاء للميت " وأكرم نزله " وقد تكرر في الحديث. (نزه) (س) فيه " كان يصلى من الليل، فلا يمر بآية فيها تنزيه الله تعالى إلا نزهه " أصل النزه: البعد. وتنزيه الله تعالى: تبعيده عما لا يجوز عليه من النقائص. (س) ومنه الحديث، في تفسير سبحان الله " هو تنزيهه " أي إبعاده عن السوء، وتقديسه. (س) ومنه حديث أبى هريرة " الايمان نزه " أي بعيد عن المعاصي. (س) وحديث عمر " الجابية أرض نزهة " أي بعيدة من الوباء. والجابية: قرية بدمشق. * وحديث عائشة " صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم " أي تركوه وأبعدوا عنه، ولم يعملوا بالرخصة فيه. وقد نزه نزاهة، وتنزه تنزها، إذا بعد. * وفى حديث المعذب في قبره " كان لا يستنزه من البول " أي لا يستبرئ ولا يتطهر، ولا يستبعد منه. (نزا) (ه) فيه " إن رجلا أصابته جراحة فنزى منها حتى مات " يقال: نزف دمه، ونزى، إذا جرى ولم ينقطع.
[ 44 ]
* ومنه حديث أبى عامر الاشعري " أنه رمى بسهم في ركبته، فنزى منه فمات " وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث على " أمرنا ألا ننزى الحمر على الخيل " أي نحملها عليها للنسل. يقال: نزوت على الشئ أنزو نزوا، إذا وثبت عليه. وقد يكون في الاجسام والمعاني. قال الخطابى: يشبه أن يكون المعنى فيه - والله أعلم - أن الحمر إذا حملت على الخيل قل عددها، وانقطع نماؤها، وتعطلت منافعها. والخيل يحتاج إليها للركوب والركض، والطلب، والجهاد، وإحراز الغنائم، ولحمها مأكول، وغير ذلك من المنافع. وليس للبغل شئ من هذه، فأحب أن يكثر نسلها، ليكثر الانتفاع بها. (س) وفى حديث السقيفة " فنزونا على سعد " أي وقعوا عليه ووطئوه. * ومنه حديث وائل بن حجر " إن هذا انتزى على أرضى فأخذها " هو افتعل من النزو. والانتزاء والتنزى أيضا: تسرع الانسان إلى الشر. * والحديث الآخر " انتزى على القضاء فقضى بغير علم " وقد تكرر في الحديث. (باب النون مع السين) (نسأ) (ه) فيه " من أحب أن ينسأ في أجله فليصل رحمه " النسء: التأخير. يقال: نسأت الشئ نسأ، وأنسأته إنساء، إذا أخرته. والنساء: الاسم، ويكون في العمر والدين. * ومنه الحديث " صلة الرحم مثراة في المال، منساة في الاثر " هي مفعلة منه: أي مظنة له وموضع. * ومنه حديث ابن عوف " وكان قد أنسئ له في العمر ". (ه) وحديث على " من سره النساء ولا نساء " أي تأخير العمر والبقاء. (س) ومنه الحديث " لا تستنسئوا الشيطان " أي إذا أردتم عملا صالحا فلا تؤخروه إلى غد، ولا تستمهلوا الشيطان. يريد أن ذلك مهلة مسولة من الشيطان.
[ 45 ]
* وفيه " إنما الربا في النسيئة " هي البيع إلى أجل معلوم. يريد أن بيع الربويات بالتأخير من غير تقابض هو الربا، وإن كان بغير زيادة. وهذا مذهب ابن عباس رضى الله عنهما، كان يرى بين الربويات متفاضلة مع التقابض جائزا، وأن الربا مخصوص بالنسيئة. (ه) وفى حديث عمر " ارموا فإن الرمى جلادة (1)، وإذا رميتم فانتسوا عن البيوت " أي تأخروا. هكذا يروى بلا همز. والصواب " انتسئوا " بالهمز. ويروى " بنسوا " أي تأخروا. يقال: بنست، إذا تأخرت. (س) وفى حديث ابن عباس " كانت النسأة في كندة " النسأة بالضم وسكون السين: النسئ، الذى ذكره الله تعالى في كتابه، من تأخير الشهور بعضها إلى بعض. والنسئ: فعيل بمعنى مفعول. * وفيه " كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبى العاص بن الربيع، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أرسلها إلى أبيها وهى نسوء " أي مظنون بها الحمل. يقال: امرأة نسء، ونسوء، ونسوة نساء، إذا تأخر حيضها ورجى حبلها، فهو من التأخير. وقيل: هو بمعنى الزيادة، من نسأت اللبن، إذا جعلت فيه الماء تكثره به، والحمل زيادة. قال الزمخشري: " النسوء على فعول، والنسء على فعل. وروى " نسوء " بضم النون، فالنسوء (2) كالحلوب، والنسوء (3) تسمية بالمصدر ". * ومنه الحديث " أنه دخل على أم عامر بن ربيعة وهى نسوء، وفى رواية " نسء "، فقال لها: أبشرى بعبد الله خلفا من عبد (4) الله فولدت غلاما، فسمته عبد الله ". (1) في الهروي: " عدة ". (2) الذى في الفائق 3 / 82: " وقد روى قطرب: النسء - بالضم: المرأة المظنون بها الحمل، لتأخر حيضها عن وقته ". (3) الذى في الفائق: " والنسء - بالضم والفتح: تسمية بالمصدر ". (4) في الاصل: " عند " والمثبت من ا، واللسان. (*)
[ 46 ]
(نسب) * في حديث أبى بكر " وكان رجلا نسابة " النسابة: البليغ العلم (1) بالانساب. والهاء فيه للمبالغة، مثلها في العلامة. (نسج) (س) فيه " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى جذام، فأول من لقيهم رجل على فرس أدهم، كان ذكره على منسج فرسه " المنسج: ما بين مغرز العنق إلى منقطع الحارك في الصلب. وقيل: المنسج والحارك والكاهل: ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العنق. وقيل: هو بكسر الميم للفرس بمنزلة الكاهل من الانسان، والحارك من البعير. * ومنه الحديث " رجال جاعلو رماحهم على مناسج خيولهم " هي جمع المنسج. (ه) وفى حديث عمر " من يدلني على نسيج وحده ؟ " يريد رجلا لا عيب فيه. وأصله أن الثوب النفيس لا ينسج على منواله غيره، وهو فعيل بمعنى مفعول. ولا يقال إلا في المدح. [ ه ] ومنه حديث عائشة تصف عمر " كان والله أحوذيا نسيج وحده ". * وفى حديث جابر " فقام في نساجة ملتحفا بها " هي ضرب من الملاحف منسوجة، كأنها سميت بالمصدر. يقال: نسجت أنسج (2) نسجا ونساجة. * وفى حديث تفسير النقير " هي النخلة تنسج نسجا " هكذا جاء في مسلم والترمذي (3). (1) في الاصل، واللسان: " العالم " وما أثبت من ا، والنسخة 517، والفائق 3 / 84. (2) بالضم والكسر، كما في القاموس. (3) هو في الترمذي بالجيم، كما ذكر المصنف، وأخرجه في (باب ما جاء في كراهية أن ينبذ في الدباء والحنتم والنقير، من كتاب الاشربة) 1 / 342. لكن في مسلم بالحاء المهملة، وأخرجه في (باب النهى عن الانتباذ في المزفت... من كتاب الاشربة) وقال الامام النووي 13 / 165: "... ووقع لبعض الرواة في بعض النسخ " تنسج " بالجيم. قال القاضى وغيره: هو تصحيف. وادعى بعض المتأخرين أنه وقع في نسخ صحيح مسلم وفى الترمذي بالجيم، وليس كما قال، بل معظم نسخ مسلم بالحاء ". (*)
[ 47 ]
وقال بعض المتأخرين: هو وهم، وإنما هو بالحاء المهملة. قال: ومعناه أن ينحى قشرها عنها وتملس وتحفر. وقال الازهرى: النسج: ما تحات عن التمر من قشره وأقماعه، مما يبقى في أسفل الوعاء. (نسخ) (ه) فيه " لم تكن نبوة إلا تناسخت " أي تحولت من حال إلى حال. يعنى أمر الامة، وتغاير أحوالها. (نسر) * في شعر العباس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: بل نطفة تركب السفين وقد * ألجم نسرا وأهله الغرق يريد الصنم الذى كان يعبده قوم نوح عليه السلام. وهو المذكور في قوله تعالى: " ولا يغوث ويعوق ونسرا ". * وفى حديث على " كلما أظل عليكم منسر من مناسر أهل الشام أغلق كل رجل منكم بابه " المنسر، بفتح الميم وكسر السين وبعكسهما: القطعة من الجيش، تمر قدام الجيش الكبير، والميم زائدة. والمنسر في غير هذا للجوارح كالمنقار للطير. (نسس) (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم " كان ينس (1) أصحابه " أي يسوقهم يقدمهم ويمشى خلفهم. والنس: السوق الرفيق. (ه) ومنه حديث عمر " كان ينس الناس بعد العشاء بالدرة، ويقول: انصرفوا إلى بيوتكم " ويروى بالشين. وسيجئ. وكانت العرب تسمى مكة الناسة، لان من بغى فيها، أو (2) أحدث حدثا أخرج منها، فكأنها ساقته ودفعته عنها. (س) وفى حديث الحجاج " من أهل الرس والنس " يقال: نس فلان لفلان، إذا تخير له. والنسيسة: السعاية. (1) بالضم والكسر، كما في القاموس. (2) في الاصل، وا: " وأحدث " والمثبت من الهروي، واللسان. (*)
[ 48 ]
(س) وفى حديث عمر " قال له رجل: شنقتها بجبوبة حتى سكن نسيسها " أي ماتت. والنسيس: بقية النفس. (نسطاس) (س) في حديث قس " كحذو النسطاس " قيل: إنه ريش السهم، ولا تعرف حقيقته. وفى رواية " كحد النسطاس ". (نسع) * فيه " يجر نسعة في عنقه " النسعة بالكسر: سير مضفور، يجعل زماما للبعير وغيره. وقد تنسج عريضة، تجعل على صدر البعير. والجمع: نسع، ونسع، وأنساع (1). وقد تكررت في الحديث. ونسع: موضع بالمدينة، وهو الذى حماه النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء، وهو صدر وادى العقيق. (نسق) (ه) في حديث عمر " ناسقوا بين الحج والعمرة " أي تابعوا. يقال: نسقت بين الشيئين، وناسقت. (نسك) (ه) قد تكرر ذكر " المناسك، والنسك، والنسيكة " في الحديث، فالمناسك: جمع منسك، بفتح السين وكسرها، وهو المتعبد، ويقع على المصدر والزمان والمكان. ثم سميت أمور الحج كلها مناسك. والمنسك: المذبح. وقد نسك ينسك نسكا، إذا ذبح. والنسيكة: الذبيحة، وجمعها: نسك. والنسك والنسك أيضا: الطاعة والعبادة. وكل ما تقرب به إلى الله تعالى. والنسك: ما أمرت به الشريعة، والورع: ما نهت عنه. والناسك: العابد. وسئل ثعلب عن الناسك ما هو ؟ فقال: هو مأخوذ من النسيكة، وهى سبيكة الفضة المصفاة، كأنه صفى نفسه لله تعالى. * وفى حديث عمر رضى الله عنه: * ويأسها يعد من أنساكها * (1) ونسوع، أيضا. كما في القاموس. (*)
[ 49 ]
هكذا جاء في رواية. أي متعبداتها. (نسل) (ه) فيه " أنهم شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضعف، فقال: عليكم بالنسل ". وفى رواية " شكوا إليه الاعياء، فقال: عليكم بالنسلان " أي الاسراع في المشى. وقد نسل ينسل نسلا ونسلانا. (ه) وفى حديث لقمان " وإذا سعى القوم نسل " أي إذا عدوا لغارة أو مخافة أسرع هو. والنسلان: دون السعي. (س) وفى حديث وفد عبد القيس " إنما كانت عندنا خصبة، نعلفها الابل فنسلناها " أي استثمرناها وأخذنا نسلها، وهو على حذف الجار. أي نسلنا بها أو منها، نحو أمرتك الخير: أي بالخير. وإن شدد كان مثل ولدناها. يقال: نسل الولد ينسل وينسل، ونسلت الناقة وأنسلت نسلا كثيرا. (نسم) (ه) فيه " من أعتق نسمة، أو فك رقبة " النسمة: النفس والروح. أي من أعتق ذا روح. وكل دابة فيها روح فهى نسمة، وإنما يريد الناس. (ه) ومنه حديث على " والذى فلق الحبة، وبرأ النسمة " أي خلق ذات الروح، وكثيرا ما كان يقولها إذا اجتهد في يمينه. (ه) وفيه " تنكبوا الغبار " فإن منه تكون النسمة " هي هاهنا النفس، بالتحريك، واحد الانفاس. أراد تواتر النفس والربو والنهيج، فسميت العلة نسمة، لاستراحة صاحبها إلى تنفسه، فإن صاحب الربو لا يزال يتنفس كثيرا. * ومنه الحديث " لما تنسموا روح الحياة " أي وجدوا نسيمها. والتنسم: طلب النسيم واستنشاقه. وقد نسمت الريح تنسم نسما ونسيما. (ه) والحديث الآخر " بعثت في نسم الساعة " هو من النسيم، أول هبوب الريح الضعيفة: أي بعثت في أول أشراط الساعة وضعف مجيئها.
[ 50 ]
وقيل: هو جمع نسمة. أي بعثت في ذوى أرواح خلقهم الله تعالى قبل اقتراب الساعة، كأنه قال: في آخر النشء (1) من بنى آدم. (ه) وفى حديث عمرو بن العاص وخالد بن الوليد " استقام المنسم، وإن الرجل لنبى " معناه تبين الطريق، يقال: رأيت منسما من الامر أعرف به وجهه: أي أثرا منه وعلامة. والاصل فيه من المنسم، وهو خف البعير يستبان به على الارض أثره إذا ضل. * ومنه حديث على " وطئتهم بالمناسم " جمع منسم: أي بأخفافها. وقد يطلق على مفاصل الانسان اتساعا. * ومنه الحديث " على كل منسم من الانسان صدقة " أي على كل مفصل. (نسنس) (ه) في حديث أبى هريرة " ذهب الناس وبقى النسناس " قيل: هم يأجوج ومأجوج. وقيل: خلق على صورة الناس، أشبهوهم في شئ، وخالفوهم في شئ، وليسوا من بنى آدم وقيل: هم من بنى آدم. * ومنه الحديث " إن حيا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا، لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد، ينقزون كما ينقز الطائر، ويرعون كما ترعى البهائم ". ونونها مكسورة، وقد تفتح. (نسا) (س) فيه " لا يقولن أحدكم: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسى " كره نسبة النسيان إلى النفس لمعنيين: أحدهما أن الله تعالى هو الذى أنساه إياه، لانه المقدر للاشياء كلها، والثانى أن أصل النسيان الترك، فكره له أن يقول: تركت القرآن، أو قصدت إلى نسيانه، ولان ذلك لم يكن باختياره. يقال: نساه الله وأنساه. ولو روى " نسى " بالتخفيف لكان معناه ترك من الخير وحرم. ورواه أبو عبيد " بئسما لاحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، ليس هو نسى ولكنه نسى " وهذا اللفظ أبين من الاول، واختار فيه أنه بمعنى الترك. (1) في الاصل، وا: " النشو " والمثبت من الهروي، واللسان. (*)
[ 51 ]
* ومنه الحديث " إنما أنسى لاسن " أي لاذكر لكم ما يلزم الناسي، لشئ من عبادته، وأفعل ذلك فتقتدوا بى. (ه) وفيه " فيتركون في المنسى تحت قدم الرحمن " أي ينسون في النار. و " تحت القدم " استعارة، كأنه قال: ينسيهم الله الخلق، لئلا يشفع فيهم أحد. قال الشاعر: أبلت مودتها الليالى بعدنا * ومشى عليها الدهر وهو مقيد * ومنه قوله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح " كل مأثرة من مآثر الجاهلية تحت قدمى إلى يوم القيامة ". * وفى حديث عائشة " وددت أنى كنت نسيا منسيا " أي شيئا حقيرا مطرحا لا يلتفت إليه. يقال لخرقة الحائض: نسى، وجمعه: أنساء. تقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل: انظروا أنساءكم. يريدون الاشياء الحقيرة التى ليست عندهم ببال. أي اعتبروها، لئلا تنسوها في المنزل. (س) وفى حديث سعد " رميت سهيل بن عمرو يوم بدر فقطعت نساه " النسا، بوزن العصا: عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ. والافصح أن يقال له: النسا، لا عرق النسا. (باب النون مع الشين) (نشأ) (س) فيه " إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة " يقال: نشأ وأنشأ، إذا خرج وابتدأ. وأنشأ يفعل كذا، ويقول كذا: أي ابتدأ يفعل ويقول. وأنشأ الله الخلق: أي ابتدأ خلقهم. * ومنه الحديث " كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء " أي سحابا لم يتكامل اجتماعه واصطحابه. ومنه: نشأ الصبى ينشأ نشأ فهو ناشئ، إذا كبر وشب ولم يتكامل. (س) ومنه الحديث " نشأ يتخذون القرآن مزامير " يروى بفتح الشين، جمع ناشئ، كخادم وخدم. يريد جماعة أحداثا.
[ 52 ]
قال أبو موسى: والمحفوظ بسكون الشين، كأنه تسمية بالمصدر. (س) ومنه الحديث " ضموا نواشئكم في ثورة العشاء " أي صبيانكم وأحداثكم، كذا رواه بعضهم. والمحفوظ " فواشيكم " بالفاء. وقد تقدم. (ه) وفى حديث خديجة " دخلت عليها مستنشئة من مولدات قريش " هي الكاهنة. وتروى بالهمز، وغير الهمز. يقال: هو يستنشئ الاخبار: أي يبحث (1) عنها ويتطلبها والاستنشاء، يهمز ولا يهمز. وقيل: هو من الانشاء: الابتداء. والكاهنة تستحدث الامور، وتجدد الاخبار. ويقال: من أين نشيت (2) هذا الخبر ؟ بالكسر، من غير همز: أي من أين علمته. وقال الازهرى: مستنشئة: اسم علم لتلك الكاهنة التى دخلت عليها، ولا ينون للتعريف والتأنيث. (نشب) (ه) في حديث العباس يوم حنين " حتى تناشبوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي تضاموا ونشب بعضهم في بعض: أي دخل وتعلق. يقال: نشب في الشئ، إذا وقع فيما لا مخلص له منه. ولم ينشب أن فعل كذا: أي لم يلبث. وحقيقته: لم يتعلق بشئ غيره، ولا اشتغل بسواه. * ومنه حديث عائشة وزينب " لم أنشب أن أثخنت عليها " وقد تكرر أيضا في الحديث. * ومنه حديث الاحنف " إن الناس نشبوا في قتل عثمان " أي علقوا. يقال: نشبت الحرب بينهم نشوبا: اشتبكت. (س) وفيه " أن رجلا قال لشريح: اشتريت سمسما فنشب فيه رجل، يعنى اشتراه، فقال شريح: هو للاول ". (نشج) * في حديث وفاة النبي صلى الله عليه وسلم " فنشج الناس يبكون " النشيج: (1) في الهروي: " يتبحث ". (2) الذى في الهروي: " نشئت ". قال: وروى غير مهموز أيضا ". (*)
[ 53 ]
صوت معه توجع وبكاء، كما يردد الصبى بكاءه في صدره. وقد نشج ينشج. (ه) ومنه حديث عمر " أنه قرأ سورة يوسف في الصلاة، فبكى حتى سمع نشيجه خلف الصفوف ". (ه) ومنه حديثه الآخر " فنشج حتى اختلفت أضلاعه ". (ه) وحديث عائشة تصف أباها " شجى النشيج " أرادت أنه كان يحزن (1) من يسمعه يقرأ. (نشح) (س) في حديث أبى بكر " قال لعائشة رضى الله عنهما: انظري ما زاد من مالى فرديه إلى الخليفة بعدى، فإنى كنت نشحتها جهدي " أي أقللت من الاخذ منها. والنشح: الشرب القليل. وانتشحت الابل، إذا شربت ولم ترو. (نشد) (ه س) فيه " ولا تحل لقطتها إلا لمنشد " يقال: نشدت الضالة فأنا ناشد، إذا طلبتها، وأنشدتها فأنا منشد، إذا عرفتها. * ومنه الحديث " قال لرجل ينشد ضالة في المسجد: أيها الناشد، غيرك الواجد " قال ذلك تأديبا له، حيث طلب ضالته في المسجد، وهو من النشيد: رفع الصوت. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " نشدتك الله والرحم " أي سألتك بالله، وبالرحم. يقال: نشدتك الله، وأنشدك الله، وبالله، وناشدتك الله وبالله: أي سألتك وأقسمت عليك. ونشدته نشدة ونشدانا ومناشدة. وتعديته إلى مفعولين، إما لانه بمنزلة: دعوت، حيث قالوا: نشدتك الله وبالله، كما قالوا: دعوت زيدا وبزيد، أو لانهم ضمنوه معنى: ذكرت. فأما أنشدتك بالله، فخطأ. (ه) ومنه حديث قيلة " فنشدت عليه فسألته (2) الصحبة " أي طلبت منه. * وفى حديث أبى سعيد " إن الاعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: نشدك الله فينا " النشدة: (1) ضبط في الاصل، وا: " يحزن " وأثبت ضبط الهروي، واللسان. (2) قال الهروي: " تعنى عمرو بن حريث ". (*)
[ 54 ]
مصدر كما ذكرنا، وأما نشدك فقيل: إنه حذف منها التاء، وأقامها مقام الفعل. وقيل: هو بناء مرتجل، كقعدك الله، وعمرك الله. قال سيبويه: قولهم: عمرك الله، وقعدك الله بمنزلة نشدك الله. وإن لم يتكلم بنشدك الله، ولكن زعم الخليل أن هذا تمثيل تمثل به، ولعل الراوى قد حرفه عن ننشدك الله، أو أراد سيبويه والخليل قلة مجيئه في الكلام لا عدمه، أو لم يبلغهما مجيئه في الحديث، فحذف الفعل الذى هو أنشدك، ووضع المصدر موضعه مضافا إلى الكاف الذى كان مفعولا أول. * ومنه حديث عثمان " فأنشد له رجال " أي أجابوه. يقال: نشدته فأنشدني، وأنشد لى: أي سألته فأجابني. وهذه الالف تسمى ألف الازالة. يقال: قسط الرجل، إذا جار. وأقسط، إذا عدل، كأنه أزال جوره، وهذا أزال نشيده. وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث كثيرا، على اختلاف تصرفها. (نشر) (س) فيه " أنه سئل عن النشرة فقال: هو من عمل الشيطان " النشرة بالضم: ضرب من الرقية والعلاج، يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن، سميت نشرة لانه ينشر بها عنه ما خامره من الداء: أي يكشف ويزال. وقال الحسن: النشرة من السحر. وقد نشرت عنه تنشيرا. * ومنه الحديث " فلعل طبا أصابه، ثم نشره بقل أعوذ برب الناس " أي رقاه. * والحديث الآخر " هلا تنشرت ". * وفى حديث الدعاء " لك المحيا والممات وإليك النشور " يقال: نشر الميت ينشر نشورا، إذا عاش بعد الموت. وأنشره الله: أي أحياه. * ومنه حديث ابن عمر " فهلا إلى الشام أرض المنشر " أي موضع النشور، وهى الارض المقدسة من الشام، يحشر الله الموتى إليها يوم القيامة، وهى أرض المحشر. (س) ومنه الحديث " لا رضاع إلا ما أنشر اللحم، وأنبت العظم " أي شده وقواه، من الانشار: الاحياء. ويروى بالزاى.
[ 55 ]
* وفى حديث الوضوء " فإذا استنشرت، واستنثرت خرجت خطايا وجهك وفيك وخياشيمك مع الماء " قال الخطابى: المحفوظ " استنشيت " بمعنى استنشقت، فإن كان محفوظا فهو من انتشار الماء وتفرقه. (ه) ومنه حديث الحسن " أتملك نشر الماء ؟ " هو بالتحريك: ما انتشر منه عند الوضوء وتطاير. يقال: جاء القوم نشرا: أي منتشرين متفرقين. (ه) ومنه حديث عائشة " فرد نشر الاسلام على غره " أي رد ما انتشر منه إلى حالته التى كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرادت أمر الردة وكفاية أبيها إياه، وهو فعل بمعنى مفعول. * وفيه " أنه لم يخرج في سفر إلا قال حين ينهض من جلوسه: اللهم بك انتشرت " أي ابتدأت سفري. وكل شئ أخذته غضا فقد نشرته وانتشرته، ومرجعه إلى النشر، ضد الطى. ويروى بالباء الموحدة والسين المهملة. (ه) وفى حديث معاذ " إن كل نشر أرض يسلم عليها صاحبها فإنه يخرج عنها ما أعطى نشرها " نشر الارض بالسكون: ما خرج من نباتها. وقيل: هو في الاصل الكلا إذا يبس ثم أصابه مطر في آخر الصيف فاخضر، وهو ردئ للراعية، فأطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة. (ه) وفى حديث معاوية " أنه خرج ونشره أمامه " النشر بالسكون: الريح الطيبة. أراد سطوع ريح المسك منه. (ه) وفيه " إذا دخل أحدكم الحمام فعليه بالنشير ولا يخصف " هو المئزر، سمى به، لانه ينشر ليؤتزر به. (نشز) * فيه " لا رضاع إلا ما أنشز (1) العظم " أي رفعه وأعلاه، وأكبر حجمه، وهو من النشز: المرتفع من الارض. ونشز الرجل ينشز، إذا كان قاعدا فقام. (1) روى بالراء، وسبق. (*)
[ 56 ]
* ومنه الحديث " أنه كان إذا أوفى على نشز كبر " أي ارتفع على رابية في سفره. وقد تسكن الشين. (س) ومنه الحديث " في خاتم النبوة بضعة ناشزة " أي قطعة لحم مرتفعة عن الجسم. * ومنه الحديث " أتاه رجل ناشز الجبهة " أي مرتفعها. * وقد تكرر في الحديث ذكر " النشوز بين الزوجين " يقال: نشزت المرأة على زوجها فهى ناشز وناشزة: إذا عصت عليه، وخرجت عن طاعته. ونشز عليها زوجها، إذا جفاها وأضر بها (1). والنشوز: كراهة كل واحد منهما صاحبه، وسوء عشرته له. (نشش) (ه) فيه " أنه لم يصدق امرأة من نسائه أكثر من ثنتى عشرة أوقية ونش " النش: نصف الاوقية، وهو عشرون درهما، والاوقية: أربعون، فيكون الجميع خمسمائة درهم. وقيل (2): النش يطلق على النصف من كل شئ. (ه) وفى حديث النبيذ " إذا نش (3) فلا تشرب " أي إذا غلا. يقال: نشت الخمر تنش نشيشا. * ومنه حديث الزهري " أنه كره للمتوفى عنها زوجها الدهن الذى ينش بالريحان " أي يطيب، بأن يغلى في القدر مع الريحان حتى ينش. (ه) ومنه حديث الشافعي في صفة الادهان " مثل البان المنشوش بالطيب ". (ه) ومنه حديث عطاء " سئل عن الفأرة تموت في السمن الذائب أو الدهن، فقال: ينش ويدهن به، إن لم تقذره نفسك " أي يخلط ويداف. والاصل الاول. (1) في القاموس: " ضربها ". (2) القائل هو ابن الاعرابي، وما سبق من قول مجاهد، كما ذكر الهروي. (3) في الاصل: " إذا نش الشراب " وقد أسقطت " الشراب " حيث سقطت من ا، والهروى، واللسان، والفائق 3 / 93. (*)
[ 57 ]
(ه) وفى حديث عمر " أنه كان ينش الناس بعد العشاء بالدرة " أي يسوقهم إلى بيوتهم. والنش: السوق الرفيق. ويروى بالسين (1)، وهو السوق الشديد. وقد تقدم. (س) وفى حديث الاحنف " نزلنا سبخة نشاشة " يعنى البصرة: أي نزازة تنز بالماء، لان السبخة ينز ماؤها، فينش ويعود ملحا. وقيل: النشاشة: التى لا يجف ترابها، ولا ينبت مرعاها. (نشط) (ه) في حديث السحر " فكأنما أنشط من عقال " أي حل. وقد تكرر في الحديث. وكثيرا ما يجئ في الرواية " كأنما نشط من عقال " وليس بصحيح. يقال: نشطت العقدة، إذا عقدتها، وأنشطتها وانتشطتها، إذا حللتها. (س) ومنه حديث عوف بن مالك " رأيت كأن سببا من السماء دلى فانتشط النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أعيد فانتشط أبو بكر " أي جذب إلى السماء ورفع إليها. يقال: نشطت الدلو من البئر أنشطها نشطا، إذا جذبتها ورفعتها إليك. (ه) ومنه حديث أم سلمة " دخل عليها عمار - وكان أخاها من الرضاعة - فنشط زينب من حجرها " ويروى " فانتشط ". (س) وفى حديث أبى المنهال، وذكر حيات النار وعقاربها، فقال: " وإن لها نشطا ولسبا " وفى رواية " أنشأن به نشطا " أي لسعا بسرعة واختلاس. يقال: نشطته الحية نشطا، وانتشطته. وأنشأن: بمعنى طفقن وأخذن. * وفى حديث عبادة " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنشط والمكره " المنشط: مفعل من النشاط، وهو الامر الذى تنشط له وتخف إليه، وتؤثر فعله، وهو مصدر بمعنى النشاط. (1) في الهروي: " قال أبو عبيد: هو ينس، بالسين، أو ينوش، أي يتناول بالدرة ".
[ 58 ]
(نشغ) (ه) فيه " لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى ينشغ أو يتنشغ " النشغ في الاصل: الشهيق حتى يكاد يبلغ به الغشى. وإنما يفعل الانسان ذلك تشوقا إلى شئ فائت وأسفا عليه. وعن الاصمعي: النشغات عند الموت: فواقات (1) خفيات جدا، واحدتها: نشغة. (ه) ومنه حديث أبى هريرة " أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فنشغ نشغة " أي شهق وغشى عليه. (ه) ومنه حديث أم إسماعيل " فإذا الصبى ينشغ للموت " وقيل: معناه يمتص بفيه، من نشغت الصبى دواء فانتشغه. * ومنه حديث النجاشي " هل تنشغ فيكم الولد ؟ " أي اتسع وكثر. هكذا جاء في رواية. والمشهور بالفاء. وقد تقدم. (نشف) (س) في حديث طلق " أنه عليه السلام قال لنا: اكسروا بيعتكم، وانضحوا مكانها، واتخذوه مسجدا، قلنا: البلد بعيد، والماء ينشف " أصل النشف: دخول الماء في الارض والثوب. يقال: نشفت الارض الماء تنشفه نشفا: شربته. ونشف الثوب العرق وتنشفه. وأرض نشفة. (ه) ومنه الحديث " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم نشافة ينشف بها غسالة وجهه " يعنى منديلا يمسح بها وضوءه. (س) وحديث أبى أيوب " فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة ما لنا غيرها، ننشف بها الماء ". (س) وفى حديث عمار " أتى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى به صفرة، فقال: اغسلها، فذهبت فأخذت نشفة لنا، فدلكت بها على تلك الصفرة حتى ذهبت " النشفة بالتحريك، وقد (1) في الاصل، وا: " فوقات " وفى الهروي: " فوقات " وما أثبت من اللسان. قال صاحب المصباح: " والفواق بالضم: ما يأخذ الانسان عند النزع ". (*)
[ 59 ]
تسكن: واحدة النشف، وهى حجارة سود، كأنها أحرقت بالنار، وإذا تركت على رأس الماء طفت ولم تغص فيه، وهى التى يحك بها الوسخ عن اليد والرجل. * ومنه حديث حذيفة " أظلتكم الفتن، ترمى بالنشف، ثم التى تليها ترمى بالرضف " يعنى أن الاولى من الفتن لا تؤثر في أديان الناس لخفتها، والتى بعدها كهيئة حجارة قد أحميت بالنار، فكانت رضفا، فهى أبلغ في أديانهم، وأثلم لابدانهم. (نشق) (س [ ه ]) فيه " أنه كان يستنشق في وضوئه ثلاثا " أي يبلغ الماء خياشيمه وهو من استنشاق الريح، إذا شممتها مع قوة. (س) ومنه الحديث " إن للشيطان نشوقا ولعوقا ودساما " النشوق بالفتح: اسم لكل دواء يصب في الانف، وقد أنشقته الدواء إنشاقا. يعنى أن له وساوس، مهما وجدت منفذا دخلت فيه. (نشل) (ه) فيه " ذكر له رجل، فقيل: هو من أطول أهل المدينة صلاة، فأتاه فأخذ بعضده فنشله نشلات " أي جذبه جذبات، كما يفعل من ينشل اللحم من القدر. (ه) ومنه الحديث " أنه مر على قدر فانتشل منها عظما " أي أخذه قبل النضج، وهو النشيل. (ه) وفى حديث أبى بكر " قال لرجل في وضوئه: عليك بالمنشلة " يعنى موضع الخاتم من الخنصر، سميت بذلك لانه إذا أراد غسله نشل الخاتم: أي اقتلعه ثم غسله. (نشم) (ه) في مقتل عثمان " لما نشم الناس في أمره " أي (1) طعنوا فيه ونالوا منه. يقال (2): نشم القوم في الامر تنشيما، إذا أخذوا في الشر، ونشم في الشئ وتنشم: إذا ابتدأ فيه، ونال منه. (1) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (2) قبل هذا في الهروي، حكاية عن أبى عبيد: " وهو في ابتداء الشر ". (*)
[ 60 ]
(نشنش) [ ه ] في حديث عمر " قال لا بن عباس في كلام: نشنشة من أخشن " أي حجر من جبل. ومعناه أنه شبهه بأبيه العباس، في شهامته ورأيه وجرأته على القول. وقيل: أراد أن كلمته منه حجر من جبل: أي أن مثلها يجئ من مثله. وقال الحربى: أراد شنشنة: أي غريزة وطبيعة. وقال الازهرى: يقال: شنشنة ونشنشة. وقد جاء في رواية أنه قال له: " شنشنة أعرفها من أخزم ". وقد تقدمت. (نشا) (ه) في حديث شرب الخمر " إن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين يوما " الانتشاء: أول السكر ومقدماته. وقيل: هو السكر نفسه. ورجل نشوان، بين النشوة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه " إذا استنشيت واستنثرت " أي استنشقت بالماء في الوضوء، من قولك: نشيت الرائحة، إذا شممتها. (ه) وفى حديث خديجة " دخل عليها مستنشية من مولدات قريش " أي كاهنة. وقد تقدم في المهموز. (باب النون مع الصاد) (نصب) (س) في حديث زيد بن حارثة " قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرد في إلى نصب من الانصاب، فذبحنا له شاة، وجعلناها في سفرتنا، فلقينا زيد بن عمرو، فقدمنا له السفرة، فقال: لا آكل مما ذبح لغير الله ". وفى رواية " أن زيد بن عمرو مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه إلى الطعام، فقال زيد: إنا لا نأكل مما ذبح على النصب " النصب، بضم الصاد وسكونها: حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية، ويتخذونه صنما فيعبدونه، والجمع: أنصاب. وقيل: هو حجر كانوا ينصبونه، ويذبحون عليه فيحمر بالدم. قال الحربى: قوله " ذبحنا له شاة " له وجهان: أحدهما أن يكون زيد فعله من غير أمر
[ 61 ]
النبي صلى الله عليه وسلم ولا رضاه، إلا أنه كان معه فنسب إليه، ولان زيدا لم يكن معه من العصمة ما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم. والثانى: أن يكون ذبحها لزاده في خروجه، فاتفق ذلك عند صنم، كانوا يذبحون عنده، لا أنه ذبحها للصنم، هذا إذا جعل النصب الصنم. فأما إذا جعل الحجر الذى يذبح عنده فلا كلام فيه، فظن زيد بن عمرو أن ذلك اللحم مما كانت قريش تذبحه لانصابها فامتنع لذلك. وكان زيد يخالف قريشا في كثير من أمورها. ولم يكن الامر كما ظن زيد. (ه) ومنه حديث إسلام أبى ذر " فخررت مغشيا على ثم ارتفعت كأنى نصب أحمر " يريد أنهم ضربوه حتى أدموه، فصار كالنصب المحمر بدم الذبائح. * ومنه شعر الاعشى (1)، يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: وذا النصب المنصوب لا تعبدنه * ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا يريد الصنم. وقد تكرر في الحديث. وذات النصب (2): موضع على أربعة برد من المدينة. (س) وفى حديث الصلاة " لا ينصب رأسه ولا يقنعه " أي لا يرفعه. كذا في سنن أبى داود (3). والمشهور " لا يصبى ويصوب ". وقد تقدما. (س) ومنه حديث ابن عمر " من أقذر الذنوب رجل ظلم امرأة صداقها، قيل لليث: أنصب (4) ابن عمر الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: وما علمه لولا أنه سمعه منه ؟ " أي أسنده إليه ورفعه. والنصب: إقامة الشئ ورفعه. (1) ديوانه ص 137: والرواية فيه: وذا النصب المنصوب لا تنسكنه * ولا تعبد الاوثان والله فاعبدا (2) ضبط في الاصل، وا: " النصب " بضمتين. وضبطته بالسكون من ياقوت 8 / 290. (3) أخرجه أبو داود في (باب افتتاح الصلاة، من كتاب الصلاة) 1 / 73 ولفظه: فلا يصب رأسه ولا يقنع ". ومن طريق آخر: " غير مقنع رأسه ". (4) في الاصل: " أنصب " وأثبت ما في ا، واللسان. (*)
[ 62 ]
(س) وفيه " فاطمة بضعة منى ينصبنى ما أنصبها " أي يتعبني ما أتعبها. والنصب: التعب. وقد نصب ينصب، ونصبه غيره وأنصبه. * ومنه حديث الدجال " ما ينصبك منه " وروى " ما يضنيك منه " من الضنا: الهزال والضعف وأثر المرض. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث السائب بن يزيد " كان رباح بن المعترف (1) يحسن غناء النصب " النصب بالسكون: ضرب من أغاني العرب شبه الحداء. وقيل: هو الذى أحكم من النشيد، وأقيم لحنه ووزنه. (ه) ومنه حديث نائل مولى عثمان " فقلنا لرباح بن المعترف (1): لو نصبت لنا نصب العرب " قال الاصمعي: * وفى الحديث " كلهم كان ينصب " أي يغنى النصب. (نصت) (ه) في حديث الجمعة " وأنصت ولم يلغ " قد تكرر ذكر " الانصات " في الحديث. يقال: أنصت ينصت إنصاتا، إذا سكت سكوت مستمع. وقد نصت أيضا، وأنصته، إذا أسكته، فهو لازم ومتعد. (ه) ومنه حديث طلحة " قال له رجل بالبصرة: أنشدك الله، لا تكن أول من غدر، فقال طلحة: أنصتوني أنصتوني " قال الهروي: يقال: أنصته وأنصت له، مثل نصحته ونصحت له. قال الزمخشري " أنصتوني من الانصات (2) وتعديه بإلى فحذفه (3) " أي استمعوا إلى. (نصح) * فيه " إن الدين النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم " (1) في الاصل، واللسان: " المغترف " بالغين المعجمة. وأثبته بالعين المهملة من: ا، والاستيعاب ص 486. وأسد الغابة 2 / 162، والاصابة 2 / 193. وفي هوامش الاستيعاب: " والمغترف، بالغين المعجمة. ذكره ابن دريد. وقال: وقد روى قوم: المعترف، بالعين غير المعجمة " اه، وانظر الاشتقاق ص 103. (2) بعده في الفائق 3 / 91: " وهو السكوت للاستماع ". (3) في الفائق: " وحذفه ". (*)
[ 63 ]
النصيحة: كلمة يعبر بها عن جملة، هي إرادة الخير للمنصوح له، وليس يمكن أن يعبر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها. وأصل النصح في اللغة: الخلوص. يقال: نصحته، ونصحت له. ومعنى نصيحة الله: صحة الاعتقاد في وحدانيته، وإخلاص النية في عبادته. والنصيحة لكتاب الله: هو التصديق به والعمل بما فيه. ونصيحة رسوله: التصديق بنبوته ورسالته، والانقياد لما أمر به ونهى عنه. ونصيحة الائمة: أن يطيعهم في الحق، ولا يرى الخروج عليهم إذا جاروا. ونصيحة عامة المسلمين: إرشادهم إلى مصالحهم. * وفى حديث أبى " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح، قال: هي الخالصة التى لا يعاود بعدها الذنب " وفعول من أبنية المبالغة، يقع على الذكر والانثى، فكأن الانسان بالغ في نصح نفسه بها. وقد تكرر في الحديث ذكر " النصح والنصيحة " (1). (نصر) * فيه " كل مسلم على مسلم محرم (2): أخوان نصيران " أي هما أخوان يتناصران ويتعاضدان. (1) زاد الهروي من أحاديث المادة، قال: " وفى حديث عبد الرحمن بن عوف في الشورى. قال: " وإن جرعة شروب أنصح لكم من عذب موب " ثم حكى عن الاصمعي قال: " إذا شرب دون الرى، قال: نضحت الرى، بالضاد معجمة. فإن شرب حتى يروى قال: نصحت الرى، بالصاد غير معجمة، نصحا، ونصعت، ونقعت. وقد أنصعنى، وأنقعنى " اه وانظر (وبأ) فيما يأتي. (2) في الاصل، وا: " كل مسلم عن مسلم محرم " وكذلك في الفائق 1 / 364. وفى اللسان: " كل المسلم عن مسلم محرم ". وما أثبت من مسند أحمد 5 / 4، 5 من حديث بهز بن حكيم. وسنن النسائي (باب من سأل بوجه الله عزوجل، من كتاب الزكاة) 1 / 358. (*)
[ 64 ]
والنصير: فعيل بمعنى فاعل أو مفعول، لان كل واحد من المتناصرين ناصر ومنصور. وقد نصره ينصره نصرا، إذا أعانه على عدوه وشد منه. * ومنه حديث الضيف المحروم " فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته " قيل: يشبه أن يكون هذا في المضطر الذى لا يجد ما يأكل، ويخاف على نفسه التلف، فله أن يأكل من مال أخيه المسلم بقدر حاجته الضرورية، وعليه الضمان. (ه) وفيه " إن هذه السحابة تنصر أرض بنى كعب " أي تمطرهم. يقال: نصرت الارض فهى منصورة: أي ممطورة. ونصر الغيث البلد، إذا أعانه على الخصب والنبات. وقيل: هذا الخبر إنما جاء في قصة خزاعة، وهم بنو كعب حين قتلتهم قريش في الحرم بعد الصلح، فورد على النبي صلى الله عليه وسلم وارد منهم مستنصرا، فقال: " إن هذه السحابة تنصر أرض بنى كعب " يعنى بما فيها من الملائكة، فهو من النصر والمعونة. (ه) وفيه " لا يؤمنكم أنصر " أي أقلف. هكذا فسر في الحديث. (نصص) (ه) فيه " أنه لما دفع من عرفة سار العنق، فإذا وجد فجوة نص " النص (1): التحريك حتى يستخرج أقصى سير الناقة. وأصل النص: أقصى الشئ وغايته. ثم سمى به ضرب من السير سريع. (ه) ومنه حديث أم سلمة لعائشة " ما كنت قائلة لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصا من منهل إلى منهل " أي رافعة لها في السير. (ه) ومنه حديث على " إذا بلغ النساء نص الحقاق فالعصبة أولى " أي إذا بلغت غاية البلوغ من سنها الذى يصلح أن تحاقق وتخاصم عن نفسها، فعصبتها أولى بها من أمها. (ه) وفى حديث كعب " يقول الجبار: احذروني، فإنى لا أناص عبدا إلا عذبته " أي لا أستقصى عليه في السؤال والحساب. وهى مفاعلة منه. وروى الخطابى عن [ عون بن ] (2) عبد الله مثله. (1) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (2) ساقط من ا، والنسخة 517. (*)
[ 65 ]
(ه) ومنه حديث عمرو بن دينار " ما رأيت رجلا أنص للحديث من الزهري " أي أرفع له وأسند. (س) وفى حديث عبد الله بن زمعة " أنه تزوج بنت السائب، فلما نصت لتهدى إليه طلقها " أي أقعدت على المنصة، وهى بالكسر: سرير العروس. وقيل: هي بفتح الميم: الحجلة عليها، من قولهم: نصصت المتاع، إذا جعلت بعضه على بعض. وكل شئ أظهرته فقد نصصته. * ومنه حديث هرقل " ينصهم " أي يستخرج رأيهم ويظهره. * ومنه قول الفقهاء " نص القرآن، ونص السنة " أي ما دل ظاهر لفظهما عليه من الاحكام. (نصع) (س) فيه " المدينة كالكير، تنفى خبثها وتنصع طيبها " أي تخلصه. وشئ ناصع: خالص. وأنصع: أظهر ما في نفسه. ونصع الشئ ينصع، إذا وضح وبان. ويروى " ينصع طيبها " أي يظهر. ويروى بالباء والضاد المعجمة. وقد تقدم. (ه) وفى حديث الافك " وكان متبرز النساء بالمدينة قبل أن تبنى الكنف في الدور المناصع " هي المواضع التى يتخلى فيها لقضاء الحاجة، واحدها: منصع، لانه يبرز إليها ويظهر. قال الازهرى: أراها مواضع مخصوصة خارج المدينة. (ه) ومنه الحديث " إن المناصع صعيد أفيح خارج المدينة ". (نصف) * فيه " الصبر نصف الايمان " أراد بالصبر الورع، لان العبادة قسمان: نسك وورع، فالنسك: ما أمرت به الشريعة. والورع: ما نهت عنه. وإنما ينتهى عنه بالصبر، فكان الصبر نصف الايمان. (ه) وفيه " لو أن أحدكم أنفق ما في الارض ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " هو النصف، كالعشير في العشر.
[ 66 ]
* ومنه حديث ابن الاكوع: * لم يغذها مد ولا نصيف * (ه) وفى صفة الحور " ولنصيف إحداهن خير من الدنيا وما فيها " هو الخمار. وقيل: المعجر. * وفى حديث عمر مع زنباع بن روح: متى ألق زنباع بن روح ببلدة * لى النصف منها يقرع السن من ندم النصف، بالكسر: الانتصاف. وقد أنصفه من خصمه، ينصفه إنصافا. * ومنه حديث على " ولا جعلوا بينى وبينهم نصفا " أي إنصافا. * وفى حديث ابن الصبغاء: * بين القران السوء والنواصف * جمع ناصفة وهى الصخرة. ويروى " التراصف ". وقد تقدم. * وفى قصيد كعب: * شد النهار ذراعا (1) عيطل نصف * النصف بالتحريك: التى بين الشابة والكهلة. (س) ومنه الحديث " حتى إذا كان بالمنصف " أي الموضع الوسط بين الموضعين. * ومنه حديث التائب " حتى إذا أنصف الطريق أتاه الموت " أي بلغ نصفه. ويقال فيه: نصفه، أيضا. (ه) وفى حديث داود عليه السلام " دخل المحراب وأقعد منصفا على الباب " المنصف بكسر الميم: الخادم. وقد تفتح. يقال: نصفت الرجل، نصافة، إذا خدمته. * ومنه حديث ابن سلام " فجاءني منصف فرفع ثيابي من خلفي ". (نصل) [ ه ] فيه " مرت سحابة فقال: تنصلت هذه تنصر بنى كعب " أي أقبلت، من قولهم: نصل علينا، إذا خرج من طريق، أو ظهر من حجاب. (1) في الاصل، وا، واللسان: " ذراعي " وهو خطأ. انظر ص 258 من الجزء الثالث. (*)
[ 67 ]
ويروى " تنصلت (1) " أي تقصد للمطر، وقد تقدم. * وفيه " أنهم كانوا يسمون رجبا منصل الاسنة " أي مخرج الاسنة من أماكنها. كانوا إذا دخل رجب نزعوا أسنة الرماح ونصال السهام، إبطالا للقتال فيه، وقطعا لاسباب الفتن لحرمته، فلما كان سببا لذلك سمى به. يقال: نصلت السهم تنصيلا، إذا جعلت له نصلا، وإذا نزعت نصله، فهو من الاضداد. وأنصلته فانتصل، إذا نزعت سهمه. (ه) ومنه حديث أبى موسى " وإن كان لرمحك سنان فأنصله " أي انزعه. * ومنه حديث على " ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل " أي بسهم منكسر الفوق لا نصل فيه. يقال: نصل السهم، إذا خرج منه النصل. ونصل أيضا، إذا ثبت نصله في الشئ ولم يخرج، فهو من الاضداد. (ه) وحديث أبى سفيان " فامرط قذذ السهم وانتصل ". (س) وفيه " من تنصل إليه أخوه فلم يقبل " أي انتفى من ذنبه واعتذر إليه. [ ه ] وفى حديث الخدرى " فقام النحام العدوى يومئذ، وقد أقام على صلبه نصيلا " النصيل: حجر طويل مدملك، قدر شبر أو ذراع. وجمعه: نصل (2). (ه) ومنه حديث خوات " فأصاب ساقه نصيل حجر ". (نصنص) (ه) في حديث أبى بكر " دخل عليه وهو ينصنص لسانه ويقول: إن هذا أوردني الموارد " أي يحركه. يقال بالصاد والضاد معا. * ومنه قولهم " حية نصناص ونضناض " يكثر تحريك لسانه. وقيل: إذا كانت سريعة التلوى لا تثبت. (1) في الاصل: " تقصلت " بالقاف خطأ، وانظر (صلت). (2) في الاصل: " نصل " بالسكون. وضبطته بالضم من: ا، واللسان. (*)
[ 68 ]
* وفى حديث آخر " ما ينصنص بها لسانه " أي ما يحركه. (نصا) (ه س) في حديث عائشة " سئلت عن الميت يسرح رأسه، فقالت: علام تنصون ميتكم ؟ " يقال: نصوت الرجل أنصوه نصوا، إذا مددت ناصيته. ونصت الماشطة المرأة، ونصتها فتنصت. (ه) ومنه الحديث " أن زينب تسلبت على حمزة ثلاثة أيام، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنصى وتكتحل " أي تسرح شعرها. أراد تتنصى، فحذف التاء تخفيفا. (ه) وفى حديث ابن عباس " قال للحسين لما أراد العراق: لولا أنى أكره لنصوتك " أي أخذت بناصيتك، ولم أدعك تخرج. (ه) ومنه حديث عائشة " لم تكن واحدة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تناصينى غير زينب " أي تنازعني وتبارينى. وهو أن يأخذ كل واحد من المتنازعين بناصية الآخر. (س) ومنه حديث مقتل عمر " فثار إليه فتناصيا " أي تواخذا بالنواصى. (ه) وفى حديث ذى المشعار " نصية من همدان، من كل حاضر وباد " النصية: من ينتصى من القوم، أي يختار من نواصيهم، وهم الرؤوس والاشراف. ويقال للروساء: نواص، كما يقال للاتباع: أذناب. وقد انتصيت من القوم رجلا: أي اخترته. (س) وفى حديث " رأيت قبور الشهداء جثا قد نبت عليها النصى " هو نبت سبط أبيض ناعم، من أفضل المرعى. (باب النون مع الضاد) (نضب) * فيه " ما نضب عنه البحر وهو حى فمات فكلوه " يعنى حيوان البحر: أي نزح ماؤه ونشف. ونضب الماء، إذا غار ونفد. * ومنه حديث الازرق بن قيس " كنا على شاطئ النهر بالاهواز وقد نضب عنه الماء " وقد يستعار للمعانى.
[ 69 ]
(ه) ومنه حديث أبى بكر " نضب عمره وضحا ظله " أي نفد عمره وانقضى. (نضج) (س) في حديث عمر " فترك صبية صغارا ما ينضجون كراعا " أي ما يطبخون كراعا، لعجزهم وصغرهم. يعنى لا يكفون أنفسهم خدمة ما يأكلونه، فكيف غيره ؟ وفى رواية " ما تستنضج كراعا " والكراع: يد الشاة. (ه) ومنه حديث لقمان " قريب من نضيج، بعيد من نئ " النضيج: المطبوخ، فعيل بمعنى مفعول. أراد (1) أنه يأخذ ما طبخ لالفه المنزل، وطول مكثه في الحى، وأنه لا يأكل النئ كما يأكل من أعجله الامر عن إنضاج ما اتخذ، وكما يأكل من غزا واصطاد. (نضح) (ه) فيه " ما يسقى من الزرع نضحا ففيه نصف العشر " أي ما سقى بالدوالى والاستقاء. والنواضح: الابل التى يستقى عليها، واحدها: ناضح (2). * ومنه الحديث " أتاه رجل فقال: إن ناضح بنى فلان قد أبد عليهم " ويجمع أيضا على نضاح. * ومنه الحديث " اعلفه نضاحك " هكذا جاء في رواية. وفسره بعضهم بالرقيق، الذين يكونون في الابل، فالغلمان نضاح، والابل نواضح. (ه) ومنه حديث معاوية " قال للانصار، وقد قعدوا عن تلقيه لما حج: ما فعلت نواضحكم ؟ " كأنه يقرعهم بذلك، لانهم كانوا أهل حرث وزرع وسقى. وقد تكرر ذكره في الحديث، مفردا ومجموعا. (ه) وفيه " من السنن العشر الانتضاح بالماء " هو أن يأخذ قليلا من الماء فيرش به مذاكيره بعد الوضوء، لينفى عنه الوسواس، وقد نضح عليه الماء، ونضحه به، إذا رشه عليه. (ه) ومنه حديث عطاء " وسئل عن نضح الوضوء " هو بالتحريك: ما يترشش منه عند التوضؤ، كالنشر. (1) هذا شرح القتيبى، كما ذكر الهروي. (2) هكذا في الاصل، وا، واللسان. وفى الهروي: " ناضحة " وجاء في اللسان: " والناضح: البعير أو الثور أو الحمار الذى يستقى عليه الماء. والانثى بالهاء، ناضحة وسانية ". (*)
[ 70 ]
(ه) ومنه حديث قتادة " النضح من النضح " يريد من أصابه نضح من البول - وهو الشئ اليسير منه - فعليه أن ينضحه بالماء، وليس عليه غسله. قال الزمخشري: هو أن يصيبه من البول رشاش كرؤوس الابر. (س) وفيه " أنه قال للرماة يوم أحد: انضحوا عنا الخيل لا نؤتى من خلفنا " أي ارموهم بالنشاب. يقال: نضحوهم بالنبل، إذا رموهم. * وفى حديث هجاء المشركين " كما ترمون نضح النبل ". * وفى حديث الاحرام " ثم أصبح محرما ينضح طيبا " أي يفوح. والنضوح بالفتح: ضرب من الطيب تفوح رائحته. وأصل النضح: الرشح، فشبه كثرة ما يفوح من طيبه بالرشح. وروى بالخاء المعجمة. وقيل: هو كاللطخ يبقى له أثر. قالوا: وهو أكثر من النضح، بالحاء المهملة. وقيل: هو بالخاء المعجمة فيما ثخن كالطيب، وبالمهملة فيما رق كالماء. وقيل: هما سواء. وقيل بالعكس. * ومنه حديث على " وجد فاطمة وقد نضحت البيت بنضوح " أي طيبته وهى في الحج. وقد تكرر ذكره في الحديث. وقد يرد " النضح " بمعنى الغسل والازالة. * ومنه الحديث " ونضح الدم عن جبينه ". * وحديث الحيض " ثم لتنضحه " أي تغسله. * وفى حديث ماء الوضوء " فمن نائل وناضح " أي راش مما بيده على أخيه. (نضخ) (ه) فيه " ينضخ البحر ساحله " النضخ: قريب من النضح. وقد اختلف فيهما أيهما أكثر، والاكثر أنه بالمعجمة أقل من المهملة. وقيل: هو بالمعجمة: الاثر يبقى في الثوب والجسد، وبالمهملة: الفعل نفسه. وقيل: هو بالمعجمة ما فعل تعمدا، وبالمهملة من غير تعمد. (ه) ومنه حديث النخعي " لم يكن يرى بنضخ البول بأسا " يعنى نشره وما ترشش منه. ذكره الهروي بالخاء المعجمة.
[ 71 ]
* وفى قصيد كعب: * من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت * يقال: عين نضاخة: أي كثيرة الماء فوارة. أراد أن ذفرى الناقة كثيرة النضخ بالعرق. (نضد) (ه) فيه " أن جبريل عليه السلام احتبس عنه لكلب كان تحت نضد له " هو بالتحريك: السرير الذى تنضد عليه الثياب: أي يجعل بعضها فوق بعض، وهو أيضا متاع البيت المنضود. (ه) وفى حديث أبى بكر " لتتخذن نضائد الديباج " أي الوسائد، واحدتها: نضيدة. (ه) وحديث مسروق " شجر الجنة نضيد من أصلها إلى فرعها " أي ليس لها سوق بارزة، ولكنها منضودة بالورق والثمار، من أسفلها إلى أعلاها. وهو فعيل بمعنى مفعول. (نضر) (ه) فيه " نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها " نضره ونضره وأنضره: أي نعمه. ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة، وهى في الاصل: حسن الوجه، والبريق، وإنما أراد حسن خلقه وقدره. * ومنه الحديث " قال: يا معشر محارب، نضركم الله، لا تسقونى حلب امرأة " كان حلب النساء عندهم عيبا، يتعايرون به. * وفى حديث عاصم الاحول " رأيت قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس، وهو قدح عريض من نضار " أي من خشب نضار، وهو خشب معروف. وقيل: هو الاثل الورسى اللون. وقيل: النبع. وقيل: الخلاف (1). والنضار: الخالص من كل شئ. والنضار: الذهب أيضا. وقيل: أقداح النضار: حمر من خشب أحمر. (ه) ومنه حديث النخعي " لا بأس أن يشرب في قدح النضار ". (1) الخلاف، وزان كتاب: شجر الصفصاف. الواحدة: خلافة. قاله في المصباح. (*)
[ 72 ]
(نضض) (ه) في حديث عمر " كان يأخذ الزكاة من ناض المال " هو ما كان ذهبا أو فضة، عينا وورقا. وقد نض المال ينض، إذا تحول نقدا بعد أن كان متاعا. (ه) ومنه الحديث " خذ صدقة ما قد نض من أموالهم " أي ما حصل وظهر من أثمان أمتعتهم وغيرها. (ه) ومنه حديث عكرمة في الشريكين إذا أرادا أن يتفرقا " يقسمان ما نض بينهما من العين، ولا يقسمان الدين " كره أن يقسم الدين، لانه ربما استوفاه أحدهما، ولم يستوفه الآخر، فيكون ربا، ولكن يقتسمانه بعد القبض. (س) وفى حديث عمران والمرأة صاحبة المزادة " قال: والمزادة تكاد تنض من الملء (1) " أي تنشق ويخرج منها الماء. يقال: نض الماء من العين، إذا نبع. (نضل) (س) فيه " أنه مر يقوم ينتضلون " أي يرتمون بالسهام. يقال: انتضل القوم وتناضلوا: أي رموا للسبق. وناضله، إذا راماه. وفلان يناضل عن فلان، إذا رامى عنه وحاجج، وتكلم بعذره، ودفع عنه. * ومنه الحديث " بعدا لكن وسحقا، فعنكن كنت أناضل " أي أجادل وأخاصم وأدافع. (س) ومنه شعر أبى طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل (2) (نضنض) (ه) في حديث أبى بكر " دخل عليه وهو ينضنض لسانه " أي يحركه. ويروى بالصاد، وقد تقدم. (نضا) (س) فيه " إن المؤمن لينضى شيطانه كما ينضى أحدكم بعيره " أي يهزله، ويجعله نضوا. والنضو: الدابة التى أهزلتها الاسفار، وأذهبت لحمها. (1) هكذا في الاصل، وا. وفى اللسان: " من الماء " وهو في بعض نسخ النهاية، كما جاء بحواشي الاصل. (2) في الاصل: " ونناضل " هنا وفى مادة (بزى) وهو خطأ، صوابه بالكسر من ا، والديوان، نسخة الشنقيطى بدار الكتب المصرية. (*)
[ 73 ]
* ومنه حديث على " كلمات لو رحلتم فيهن المطى لانضيتموهن ". * وحديث ابن عبد العزيز " أنضيتم الظهر " أي أهزلتموه. (س) ومنه الحديث " إن كان أحدنا ليأخذ نضو أخيه ". (س) وفى حديث جابر " جعلت ناقتي تنضو الرقاق (1) " أي تخرج من بينها. يقال: نضت تنضو نضوا ونضيا. * وفى حديث على، وذكر عمر فقال: " تنكب قوسه وانتضى في يده أسهما " أي أخذ واستخرجها من كنانته. يقال: نضا السيف من غمده وانتضاه، إذا أخرجه. (س) وفى حديث الخوارج " فينظر في نضيه " النضى: نصل السهم. وقيل: هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا، وهو أولى، لانه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النضى. وقيل: هو من السهم ما بين الريش والنصل. قالوا: سمى نضيا، لكثرة البرى والنحت، فكأنه جعل نضوا: أي هزيلا. (باب النون مع الطاء) (نطح) (ه) فيه " فارس نطحة أو نطحتين (2) ثم لا فارس بعدها أبدا " معناه أن (3) فارس تقاتل المسلمين مرتين، ثم يبطل ملكها ويزول، فحذف الفعل لبيان معناه. (1) هكذا في الاصل، وا. وفى اللسان: " الرفاق " بالفاء والقاف، وهو في بعض نسخ النهاية، كما جاء بحواشي الاصل. (2) هكذا بالنصب في الاصل، وا، والدر النثير، والهروى. والذى في القاموس، واللسان، وبعض نسخ النهاية، كما جاء بحواشي الاصل: " نطحة أو نطحتان ". (3) الذى في الهروي: " قال أبو بكر: معناه: فارس تنطح مرة أو مرتين، فيبطل ملكها، ويزول أمرها. فحذف " تنطح " لبيان معناه. قال الشاعر: رأتنى بحبليها فصدت مخافة * وفى الحبل روعاء الفؤاد فروق أي رأتنى أقبلت بحبليها، فحذف الفعل ". (*)
[ 74 ]
* ومنه الحديث " لا ينتطح فيها عنزان " أي لا يلتقى فيها اثنان ضعيفان، لان النطاح من شأن التيوس، والكباش لا العنوز. وهو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجرى فيها خلف ونزاع. (نطس) (ه) في حديث عمر " لولا التنطس ما باليت ألا أغسل يدى " التنطس (1): التقذر. وقيل (2): هو المبالغة في الطهور، والتأنق فيه. وكل من تأنق في الامور ودقق النظر فيها فهو نطس ومتنطس. (نطع) (ه) فيه " هلك المتنطعون " هم المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النطع، وهو الغار الاعلى من الفم، ثم استعمل في كل تعمق، قولا وفعلا. (س) ومنه حديث عمر " لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر ولم تنطعوا تنطع أهل العراق " أي تتكلفوا القول والعمل. وقيل: أراد به هاهنا الاكثار من الاكل والشرب والتوسع فيه حتى يصل إلى الغار الاعلى. ويستحب للصائم أن يعجل الفطر بتناول القليل من الفطور. * ومنه حديث ابن مسعود " إياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال " أراد النهى عن الملاحاة في القراءات المختلفة، وأن مرجعها كلها إلى وجه واحد من الصواب، كما أن هلم بمعنى تعال. (نطف) (ه) فيه " لا يزال الاسلام يزيد وأهله، وينقص الشرك وأهله، حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورا " أراد بالنطفتين بحر المشرق وبحر المغرب. يقال للماء الكثير والقليل: نطفة، وهو بالقليل أخص. وقيل: أراد ماء الفرات وماء البحر الذى يلى جدة. هكذا جاء في كتاب الهروي، والزمخشري: لا يخشى (3) جورا: أي لا يخشى في طريقه أحدا يجور عليه ويظلمه. (1) هذا شرح ابن عيينة، كما ذكر الهروي. (2) القائل هو الاصمعي، كما ذكر الهروي أيضا. (3) الذى في الفائق 3 / 103: " لا يخشى إلا جورا ". (*)
[ 75 ]
والذى جاء في كتاب الازهرى " لا يخشى إلا جورا " أي لا يخاف في طريقه غير الضلال، والجور عن الطريق. (ه) ومنه الحديث " إنا نقطع إليكم هذه النطفة " يعنى ماء البحر. * ومنه حديث على " وليمهلها عند النطاف والاعشاب " يعنى الابل والماشية. النطاف: جمع نطفة، يريد أنها إذا وردت على المياه والعشب يدعها لترد وترعى. * ومنه الحديث " قال لاصحابه: هل من وضوء ؟ فجاء جل بنطفة في إداوة " أراد بها هاهنا الماء القليل. وبه سمى المنى نطفة لقلته، وجمعها: نطف. * ومنه الحديث " تخيروا لنطفكم " وفى رواية " لا تجعلوا نطفكم إلا في طهارة " هو حث على استخارة أم الولد، وأن تكون صالحة، وعن نكاح صحيح أو ملك يمين. وقد نطف الماء ينطف وينطف، إذا قطر قليلا قليلا. (ه) ومنه الحديث " أن رجلا أتاه فقال: يارسول الله رأيت ظلة تنطف سمنا وعسلا " أي تقطر. * ومنه صفة المسيح عليه السلام " ينطف رأسه ماء ". * ومنه حديث ابن عمر " دخلت على حفصة ونوساتها تنطف ". (نطق) (ه) في حديث العباس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم. حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف عليا تحتها النطق النطق: جمع نطاق، وهى أعراض من جبال، بعضها فوق بعض: أي نواح وأوساط منها، شبهت بالنطق التى يشد بها أوساط الناس، ضربه مثلا له، في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، وجعلهم تحته بمنزلة أوساط الجبال. وأراد ببيته شرفه، والمهيمن نعته: أي حتى احتوى شرفك الشاهد على فضلك أعلى مكان من نسب خندف. * وفى حديث أم إسماعيل " أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا " المنطق: النطاق، وجمعه: مناطق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشئ وترفع وسط ثوبها، وترسله على الاسفل عند معاناة الاشغال، لئلا تعثر في ذيلها. وبه سميت أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين، لانها كانت تطارق نطاقا فوق نطاق.
[ 76 ]
وقيل: كان لها نطاقان تلبس أحدهما، وتحمل في الآخر الزاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر، وهما في الغار. وقيل: شقت نطاقها نصفين فاستعملت أحدهما، وجعلت الآخر شدادا لزادهما. (ه) وفى حديث عائشة " فعمدن إلى حجز مناطقهن فشققنها واختمرن بها ". (نطل) (ه) في حديث ظبيان " وسقوهم بصبير النيطل " النيطل: الموت والهلاك، والياء زائدة. والصبير: السحاب. (س) وفى حديث ابن المسيب " كره أن يجعل نطل النبيذ في النبيذ ليشتد بالنطل " هو أن يؤخذ سلاف النبيذ وما صفا منه، فإذا لم يبق إلا العكر والدردى صب عليه ماء، وخلط بالنبيذ الطرى ليشتد. يقال: ما في الدن نطلة ناطل: أي جرعة، وبه سمى القدح الصغير الذى يعرض فيه الخمار أنموذجه ناطلا. (نطنط) (ه) فيه " كان يسأل عمن تخلف من غفار، فقال: ما فعل الحمر الطوال النطانط " هي جمع نطناط، وهو الطويل المديد القامة. ويروى " الثطاط " بالثاء المثلثة. وقد تقدم. (نطا) (ه) في حديث طهفة " في أرض غائلة النطاء " النطاء: البعد. وبلد نطى: أي بعيد. ويروى " المنطى "، وهو مفعل منه. (ه) وفى حديث الدعاء " لا مانع لما أنطيت، ولا منطى لما منعت " هو لغة أهل اليمن في أعطى. * ومنه الحديث " اليد المنطية خير من اليد السفلى ". * ومنه كتابه لوائل بن حجر " وأنطوا الثبجة ". * وقوله لرجل آخر " أنطه كذا " (ه) وفى حديث زيد بن ثابت " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملى كتابا، فدخل رجل، فقال له: انط " أي اسكت، بلغة حمير. وهو أيضا زجر للبعير إذا نفر. يقال له: انط، فيسكن.
[ 77 ]
* وفى حديث خيبر " غدا إلى النطاة " هي علم لخيبر أو حصن بها، وهى من النطو: البعد. وقد تكررت في الحديث. وإدخال اللام عليها كإدخالها على حارث وعباس. كأن النطاة وصف لها غلب عليها. (باب النون مع الظاء) (نظر) (س) فيه " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم " معنى النظر هاهنا الاختيار والرحمة والعطف، لان النظر في الشاهد دليل المحبة، وترك النظر دليل البغض والكراهة، وميل الناس إلى الصور المعجبة والاموال الفائقة، والله يتقدس عن شبه المخلوقين، فجعل نظره إلى ما هو السر واللب، وهو القلب والعمل. والنظر يقع على الاجسام والمعاني، فما كان بالابصار فهو للاجسام، وما كان بالبصائر كان للمعانى. * ومنه الحديث " من ابتاع مصراة فهو بخير النظرين " أي خير الامرين له، إما إمساك المبيع أو رده، أيهما كان خيرا له واختاره فعله. * وكذلك حديث القصاص " من قتل له قتيل فهو بخير النظرين " يعنى القصاص والدية، أيهما اختار كان له. وكل هذه معان لا صور. (ه) وفى حديث عمران بن حصين رضى الله عنه " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه على عبادة " قيل (1): معناه أن عليا رضى الله عنه كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله، ما أشرف هذا الفتى ! لا إله إلا الله، ما أعلم هذا الفتى ! لا إله إلا الله، ما أكرم هذا الفتى ! أي ما أتقى، لا إله إلا الله، ما أشجع هذا الفتى ! فكانت رؤيته تحملهم على كلمة التوحيد. [ ه ] وفيه " إن عبد الله أبا النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تنظر وتعتاف، فرأت في وجهه نورا، فدعته إلى أن يستبضع منها وتعطيه مائة من الابل، فأبى " تنظر: أي تتكهن، وهو نظر تعلم وفراسة. (1) القائل هو ابن الاعرابي، كما في الهروي. (*)
[ 78 ]
والمرأة كاظمة بنت مر. وكانت متهودة قد قرأت الكتب. وقيل: هي أخت ورقة بن نوفل. (ه) وفيه " أنه رأى جارية بها سفعة، فقال: إن بها نظرة فاسترقوا لها " أي بها عين أصابتها من نظر الجن. وصبى منظور: أصابته العين. * وفى حديث ابن مسعود " لقد عرفت النظائر التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بها: عشرين سورة من المفصل " النظائر: جمع نظيرة، وهى المثل والشبه في الاشكال، والاخلاق، والافعال، والاقوال، أراد اشتباه بعضها ببعض في الطول. والنظير: المثل في كل شئ. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث الزهري " لا تناظر بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي لا تجعل لهما شبها ونظيرا، فتدعهما وتأخذ به، أو لا تجعلهما مثلا، كقول القائل إذا جاء في الوقت الذى يريد: [ " ثم ] (1) جئت على قدر يا موسى " وما أشبه ذلك مما يتمثل به، والاول أشبه. يقال: ناظرت فلانا: أي صرت له نظيرا في المخاطبة. وناظرت فلانا بفلان: أي جعلته نظيرا له. * وفيه " كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر " الانظار: التأخير والامهال. يقال: أنظرته أنظره، واستنظرته، إذا طلبت منه أن ينظرك. * وفى حديث أنس " نظرنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى كان شطر الليل " يقال: نظرته وانتظرته، إذا ارتقبت حضوره. * ومنه حديث الحج " فإنى أنظركما ". * وحديث الاشعريين " ان تنظروهم " وقد تكرر ذكر " النظر، والانتظار، والانظار " في الحديث. (نظف) (س) فيه " إن الله تبارك وتعالى نظيف يحب النظافة " نظافة الله: كناية عن تنزهه من سمات الحدث، وتعاليه في ذاته عن كل نقص. وحبه النظافة من غيره كناية عن (1) من ا، وانظر الآية 40 من سورة طه. (*)
[ 79 ]
خلوص العقيدة ونفى الشرك ومجانبة الاهواء، ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالها، ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه، ثم نظافة الظاهر لملابسة العبادات. * ومنه الحديث " نظفوا أفواهكم فإنها طرق القرآن " أي صونوها عن اللغو، والفحش، والغيبة، والنميمة، والكذب، وأمثالها، وعن أكل الحرام والقاذورات، والحث (1) على تطهيرها من النجاسات والسواك. (س) وفيه " تكون فتنة تستنظف العرب " أي تستوعبهم هلاكا. يقال: استنظفت الشئ، إذا أخذته كله. ومنه قولهم: استنظفت الخراج، ولا يقال: نظفته. * ومنه حديث الزهري " فقدرت أنى استنظفت ما عنده، واستغنيت عنه ". (نظم) * في أشراط الساعة " وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه " النظام: العقد من الجوهر والخرز ونحوهما. وسلكه: خيطه. (باب النون مع العين) (نعب) (س) في دعاء داود عليه السلام " يا رازق النعاب في عشه " النعاب: الغراب. والنعيب: صوته. وقد نعب ينعب وينعب نعبا. قيل: إن فرخ الغراب إذا خرج من بيضته يكون أبيض كالشحمة، فإذا رآه الغراب أنكره وتركه ولم يزقه، فيسوق الله إليه البق فيقع عليه، لزهومة ريحه، فيلقطها ويعيش بها إلى أن يطلع ريشه ويسود، فيعاوده أبوه وأمه. (نعت) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم " يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله " النعت: وصف الشئ بما فيه من حسن. ولا يقال في القبيح، إلا أن يتكلف متكلف، فيقول: نعت سوء، والوصف يقال في الحسن والقبيح. (نعثل) (ه) في مقتل عثمان " لا يمنعنك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا " كان (1) هكذا في الاصل، وا، واللسان. والذى في الدر النثير مكان هذا: " وطهروها بالماء والسواك ". (*)
[ 80 ]
أعداء عثمان يسمونه نعثلا، تشبيها برجل من مصر (1)، كان طويل اللحية اسمه نعثل. وقيل: النعثل: الشيخ الاحمق، وذكر الضباع. * ومنه حديث عائشة " اقتلوا نعثلا، قتل الله نعثلا " تعنى عثمان. وهذا كان منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة. (نعج) * في شعر خفاف بن ندبة: * والناعجات المسرعات بالنجا (2) * يعنى الخفاف من الابل. وقيل: الحسان الالوان. (نعر) (ه) في حديث عمر " لا أقلع عنه حتى أطير نعرته " وروى " حتى أنزع النعرة (3) التى في أنفه " النعرة، بالتحريك: ذباب [ كبير ] (4) أزرق، له إبرة يلسع بها، ويتولع بالبعير، ويدخل في أنفه فيركب رأسه، سميت بذلك لنعيرها وهو صوتها، ثم استعيرت للنخوة والانفة والكبر: أي حتى أزيل نخوته، وأخرج جهله من رأسه. أخرجه الهروي من حديث عمر، وجعله الزمخشري حديثا مرفوعا (5). [ ه ] ومنه حديث أبى الدرداء " إذا رأيت نعرة الناس، ولا تستطيع أن تغيرها، فدعها حتى يكون الله يغيرها " أي كبرهم وجهلهم. (1) في الهروي: " مضر ". (2) هكذا في الاصل. وفى ا: " النجا " وفى اللسان: " للنجا " والذى في الفائق 1 / 175: " النجاء " وقد نص الزمخشري على أن القافية ممدودة مقيدة. وانظر الكامل، للمبرد ص 211. (3) في الاصل: " نعرته، والنعرة " والضبط المثبت من كل المراجع. وقد نص الجوهرى على أنه كهمزة. لكن قول المصنف بعد ذلك إنه بالتحريك يقتضى أنه بفتح النون فقط. والذى يستفاد من عبارة القاموس أنه كهمزة، وبالتحريك أيضا. (4) زيادة من الهروي. مكانها في الصحاح، وإصلاح المنطق ص 205: " ضخم ". (5) إنما أخرجه الزمخشري من حديث عمر، أيضا. انظر الفائق 3 / 108. (*)
[ 81 ]
[ ه ] وفى حديث ابن عباس " أعوذ بالله من شر عرق نعار " نعر العرق بالدم، إذا ارتفع وعلا. وجرح نعار ونعور، إذا صوت دمه عند خروجه. (ه) ومنه حديث الحسن " كلما نعر بهم ناعر اتبعوه " أي ناهض يدعوهم إلى الفتنة، ويصيح بهم إليها. (نعس) * قد تكرر فيه ذكر " النعاس " اسما وفعلا. يقال: نعس ينعس نعاسا ونعسة فهو ناعس. ولا يقال: نعسان. والنعاس: الوسن وأول النوم. (س) وفيه " إن كلماته بلغت ناعوس البحر " قال أبو موسى: هكذا وقع في صحيح مسلم (1) وفى سائر الروايات " قاموس البحر " وهو وسطه ولجته، ولعله لم يجود كتبته فصحفه بعضهم. وليست هذه اللفظة أصلا في مسند إسحاق (2) الذى روى عنه مسلم هذا الحديث، غير أنه قرنه بأبى موسى وروايته، فلعلها فيها. قال: وإنما أورد نحو هذه الالفاظ، لان الانسان إذا طلبه لم يجده في شئ من الكتب فيتحير، فإذا نظر في كتابنا عرف أصله ومعناه. (نعش) (ه) فيه " وإذا تعس فلا انتعش " أي لا ارتفع، وهو دعاء عليه. يقال: نعشه الله ينعشه نعشا إذا رفعه. وانتعش العاثر، إذا نهض من عثرته، وبه سمى سرير الميت نعشا لارتفاعه. وإذا لم يكن عليه ميت محمول فهو سرير. * ومنه حديث عمر " انتعش نعشك الله " أي ارتفع. [ ه ] وحديث عائشة (3) " فانتاش الدين بنعشه " أي استدركه بإقامته من مصرعه. (1) أخرجه مسلم في (باب تخفيف الصلاة والخطبة، من كتاب الجمعة). وقال الامام النووي في شرحه 6 / 157: " قال القاضى عياض: أكثر نسخ صحيح مسلم وقع فيها " قاعوس " بالقاف والعين. قال: ووقع عند أبى محمد بن سعيد: " تاعوس " بالتاء المثناة فوق. قال: ورواه بعضهم: " ناعوس " بالنون والعين. قال: وذكره أبو مسعود الدمشقي في أطراف الصحيحين، والحميدي في الجمع بين رجال الصحيحين " قاموس " بالقاف والميم ". (2) ابن راهويه، كما صرح النووي. (3) تصف أباها رضى الله عنهما. (*)
[ 82 ]
ويروى " انتاش الدين فنعشه " بالفاء، على أنه فعل. * وحديث جابر " فانطلقنا به ننعشه " أي ننهضه ونقوى جأشه. (نعظ) [ ه ] في حديث أبى مسلم الخولانى " النعظ أمر عارم (1) " يقال: نعظ الذكر، إذا انتشر، وأنعظه صاحبه. وأنعظ الرجل، إذا اشتهى الجماع. والانعاظ: الشبق. يعنى أنه أمر شديد. (نعف) [ ه ] في حديث عطاء " رأيت الاسود بن يزيد قد تلفف في قطيفة، ثم عقد هدبة القطيفة بنعفة الرحل " النعفة بالتحريك: جلدة أو سير يشد في آخرة الرحل، يعلق فيه الشئ يكون مع الراكب. وقيل: هي فضلة من غشاء الرحل، تشقق سيورا وتكون على آخرته. (نعق) * فيه " قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات: ابكين وإياكن ونعيق الشيطان " يعنى الصياح والنوح. وأضافه إلى الشيطان، لانه الحامل عليه. * ومنه حديث المدينة " آخر من يحشر راعيان من مزينة، يريدان المدينة، ينعقان بغنمهما " أي يصيحان. يقال: نعق الراعى بالغنم ينعق (2) نعيقا فهو ناعق، إذا دعاها لتعود إليه. وقد تكرر في الحديث. (نعل) (ه) فيه " إذا ابتلت النعال فالصلاة في الرحال " النعال: جمع نعل، وهو ما غلظ من الارض في صلابة. وإنما خصها بالذكر، لان أدنى بلل ينديها، بخلاف الرخوة فإنها تنشف الماء. (ه) وفيه " كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة " نعل السيف: الحديدة (3) التى تكون في أسفل القراب. (س) وفيه " أن رجلا شكا إليه رجلا من الانصار فقال: (1) في الاصل " غارم " بالمعجمة. والتصويب بالمهملة، من ا، واللسان، والهروى، والمصباح. (2) من باب منع، وضرب، كما في القاموس، وزاد في المصدر: " نعقا، ونعاقا ". (3) هذا شرح شمر، كما ذكر الهروي. (*)
[ 83 ]
* ياخير من يمشى بنعل فرد * النعل: مؤنثة، وهى التى تلبس في المشى، تسمى الآن: تاسومة، ووصفها بالفرد وهو مذكر، لان تأنيثها غير حقيقي. والفرد: هي التى لم تخصف ولم تطارق، وإنما هي طاق واحد. والعرب تمدح برقة النعال، وتجعلها من لباس الملوك. يقال: نعلت، وانتعلت، إذا لبست النعل، وأنعلت الخيل، بالهمزة. * ومنه الحديث " إن غسان تنعل خيلها ". وقد تكرر ذكر " الانعال والانتعال " في الحديث. (نعم) (ه) فيه " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه ؟ " أي كيف أتنعم، من النعمة، بالفتح، وهى المسرة والفرح والترفه. (ه) ومنه الحديث " إنها لطير ناعمة " أي سمان مترفة. * وفى حديث صلاة الظهر " فأبرد بالظهر وأنعم " أي أطال الابراد وأخر الصلاة. * ومنه قولهم " أنعم النظر في الشئ " إذا أطال التفكر فيه. [ ه ] ومنه الحديث " وإن أبا بكر وعمر منهم (1) وأنعما " أي زادا وفضلا. يقال: أحسنت إلى وأنعمت: أي زدت على الانعام. وقيل: معناه صارا إلى النعيم ودخلا فيه، كما يقال: أشمل، إذا دخل في الشمال. ومعنى قولهم: أنعمت على فلان: أي أصرت إليه نعمة. (س) وفيه " من توضأ للجمعة فبها ونعمت " أي ونعمت الفعلة والخصلة هي، فحذف المخصوص بالمدح. والباء في قوله " فيها " متعلقة بفعل مضمر: أي فبهذه الخصلة أو الفعلة، يعنى الوضوء ينال الفضل. وقيل: هو راجع إلى السنة: أي فبالسنة أخذ، فأضمر ذلك. (س) ومنه الحديث " نعما بالمال " أصله: نعم ما، فأدغم وشدد. وما: غير موصوفة (1) أي من أهل عليين، كما صرح الهروي. (*)
[ 84 ]
ولا موصولة، كأنه قال: نعم شيئا المال، والباء زائدة، مثل زيادتها في كفى بالله حسيبا. * ومنه الحديث " نعم المال الصالح للرجل الصالح " وفى نعم لغات، أشهرها كسر النون وسكون العين، ثم فتح النون وكسر العين، ثم كسرهما. (س) وفى حديث قتادة " عن رجل من خثعم، قال: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمنى، فقلت له: أنت الذى تزعم أنك نبى ؟ فقال: نعم " وكسر العين. هي لغة في نعم، بالفتح، التى للجواب. وقد قرئ بهما. وقال أبو عثمان النهدي: " أمرنا أمير المؤمنين عمر بأمر فقلنا: نعم، فقال: لا تقولوا: نعم، وقولوا نعم " وكسر العين. (س) وقال بعض ولد الزبير " ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلا نعم " بكسر العين. (س) وفى حديث أبى سفيان " حين أراد الخروج إلى أحد كتب على سهم: نعم، وعلى آخر: لا، وأجالهما عند هبل، فخرج سهم نعم، فخرج إلى أحد، فلما قال لعمر: اعل هبل، وقال عمر: الله أعلى وأجل، قال أبو سفيان: أنعمت، فعال عنها " أي اترك ذكرها فقد صدقت في فتواها. وأنعمت: أي أجابت بنعم. (ه) وفى حديث الحسن " إذا سمعت قولا حسنا فرويدا بصاحبه، فإن وافق قول عملا فنعم ونعمة عين، آخه وأودده " أي إذا سمعت رجلا يتكلم في العلم بما تستحسنه، فهو كالداعي لك إلى مودته وإخائه، فلا تعجل حتى تختبر فعله، فإن رأيته حسن العمل فأجبه إلى إخائه ومودته. وقل له: نعم. ونعمة عين: أي قرة عين. يعنى أقر عينك بطاعتك واتباع أمرك. يقال: نعمة عين، بالضم، ونعم عين، ونعمى عين. (س) وفى حديث أبى مريم " دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك ؟ " أي ما الذى أعملك إلينا، وأقدمك علينا، وإنما يقال ذلك لمن يفرح بلقائه، كأنه قال: ما الذى أسرنا وأفرحنا، وأقر أعيننا بلقائك ورؤيتك.
[ 85 ]
* وفى حديث مطرف " لا تقل: نعم الله بك عينا، فإن الله لا ينعم بأحد عينا، ولكن قل: أنعم الله بك عينا " قال الزمخشري: الذى منع منه مطرف صحيح فصيح في كلامهم، وعينا نصب على التمييز من الكاف، والباء للتعدية. والمعنى: نعمك الله عينا: أي نعم عينك وأقرها. وقد يحذفون الجار ويوصلون الفعل فيقولون: نعمك الله عينا. وأما أنعم الله بك عينا، فالباء فيه زائدة، لان الهمزة كافية في التعدية، تقول: نعم زيد عينا، وأنعمه الله عينا (1) ويجوز أن يكون من أنعم، إذا دخل في النعيم، فيعدى بالباء. قال: ولعل مطرفا خيل إليه أن انتصاب المميز (2) في هذا الكلام عن الفاعل، فاستعظمه، تعالى الله (3) أن يوصف بالحواس علوا كبيرا، كما يقولون: نعمت بهذا الامر عينا، والباء للتعدية، فحسب أن الامر في نعم الله بك عينا، كذلك. (س) وفى حديث ابن ذى يزن: * أتى هرقلا وقد شالت نعامتهم * النعامة: الجماعة: أي تفرقوا. (نعمن) (س) في حديث ابن جبير " خلق الله آدم من دحناء، ومسح ظهره بنعمان السحاب " نعمان: جبل بقرب عرفة، وأضافه إلى السحاب، لانه يركد فوقه، لعلوه. (نعا) (س) في حديث عمر " إن الله نعى على قوم شهواتهم " أي عاب عليهم. يقال: نعيت على الرجل أمرا، إذا عبته به ووبخته عليه. ونعى عليه ذنبه: أي شهره به. (س) ومنه حديث أبى هريرة " ينعى على امرأ أكرمه الله على يدى " أي يعيبنى بقتلى رجلا أكرمه الله بالشهادة على يدى. يعنى أنه كان قتل رجلا من المسلمين قبل أن يسلم. (ه) وفى حديث شداد بن أوس " يانعايا العرب، إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية " وفى رواية " يا نعيان العرب " يقال: نعى الميت ينعاه نعيا ونعيا، إذا أذاع موته، وأخبر به، وإذا ندبه. (1) زاد في الفائق 3 / 111: " ونظيرها الباء في: أقر الله بعينه ". (2) في ا: " التمييز ". (3) في الفائق: " عن أن ". (*)
[ 86 ]
قال الزمخشري (1) في نعايا ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون جمع نعى، وهو المصدر، كصفى وصفايا، والثانى: أن يكون اسم جمع، كما جاء في أخية: أخايا، والثالث: أن يكون جمع نعاء، التى هي اسم الفعل، والمعنى يانعايا العرب جئن فهذا وقتكن وزمانكن، يريد أن العرب قد هلكت. والنعيان مصدر بمعنى النعى. وقيل: إنه جمع ناع، كراع ورعيان. والمشهور في العربية أن العرب كانوا إذا مات منهم شريف أو قتل بعثوا راكبا إلى القبائل ينعاه إليهم، يقول: نعاء فلانا، أو يانعاء العرب: أي هلك فلان، أو هلكت العرب بموت فلان. فنعاء من نعيت: مثل نظار ودراك. فقوله " نعاء فلانا " معناه انع فلانا، كما تقول: دراك فلانا: أي أدركه. فأما قوله يانعاء العرب، مع حرف النداء فالمنادى محذوف، تقديره: يا هذا انع العرب، أو يا هؤلاء انعوا العرب، بموت فلان، كقوله تعالى: " ألا يا اسجدوا " أي يا هؤلاء اسجدوا، فيمن قرأ بتخفيف ألا. (باب النون مع الغين) (نغر) (ه) فيه " أنه قال لابي عمير أخى أنس: يا أبا عمير، ما فعل النغير ؟ " هو تصغير النغر، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، ويجمع على: نغران. (ه) وفى حديث على " جاءته امرأة فقالت: إن زوجها يأتي جاريتها: فقال: إن كنت صادقة رجمناه، وإن كنت كاذبة جلدناك، فقالت: ردوني إلى أهلى غيرى نغرة " أي مغتاظة يغلى جوفى غليان القدر. يقال: نغرت (2) القدر تنغر، إذا غلت. (نغش) (ه) فيه " أنه مر برجل نغاش، فخر ساجدا، ثم قال: أسال الله العافية " وفى رواية " مر برجل نغاشى " النغاش والنغاشى: القصير، أقصر ما يكون، الضعيف الحركة، الناقص الخلق. (ه) وفيه " أنه قال: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع ؟ قال محمد بن مسلمة: فرأيته وسط القتلى صريعا، فناديته فلم يجب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليك، (1) انظر الفائق 3 / 109 (2) من باب فرح، وضرب، ومنع، كما في القاموس. (*)
[ 87 ]
فتنغش كما يتنغش الطير " أي تحرك حركة ضعيفة. (نغض) (ه) في حديث سلمان في خاتم النبوة " وإذا الخاتم في ناغض كتفه الايسر " ويروى " في نغض كتفه " النغض والنغض والناغض: أعلى الكتف. وقيل: هو العظم الرقيق (1) الذى على طرفه. [ ه ] ومنه حديث عبد الله بن سرجس " نظرت إلى ناغض كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم ". (ه) ومنه حديث أبى ذر " بشر الكنازين برضف (2) في الناغض " وفى رواية " يوضع على نغض كتف أحدهم " وأصل النغض: الحركة. يقال: نغض رأسه، إذا تحرك، وأنغضه، إذا حركه. * ومنه الحديث " وأخذ ينغض رأسه كأنه يستفهم ما يقال له " أي يحركه، ويميل إليه. [ ه ] ومنه حديث عثمان " سلس بولي ونغضت أسناني " أي قلقت وتحركت. (س [ ه ]) وفى حديث ابن الزبير " إن الكعبة لما احترقت نغضت " أي تحركت ووهت. (ه) وفى صفته صلى الله عليه وسلم، من حديث على " كان نغاض البطن " فقال له عمر: ما نغاض البطن ؟ فقال: معكن البطن، وكان عكنه (3) أحسن من سبائك الذهب والفضة " والنغض والنهض أخوان. ولما كان في العكن نهوض ونتو عن مستوى البطن، قيل للمعكن: نغاض البطن. (نغف) (ه) في حديث يأجوج ومأجوج " فيرسل الله عليهم النغف فيصبحون فرسى " النغف بالتحريك: دود يكون (4) في أنوف الابل والغنم، واحدتها: نغفة. * ومنه حديث الحديبية " دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف ". (1) في الهروي: " الدقيق ". (2) في الهروي، واللسان: " برضفة ". (3) قال في المصباح: " العكنة: الطى في البطن من السمن. والجمع عكن، مثل غرفة، وغرف. وربما قيل: أعكان ". (4) في الاصل: " تكون " والمثبت من سائر المراجع. (*)
[ 88 ]
(نغل) (س) فيه " ربما نظر الرجل نظرة فنغل قلبه كما ينغل الاديم في الدباغ فيتفتت " النغل - بالتحريك -: الفساد، ورجل نغل، وقد نغل الاديم، إذا عفن وتهرى في الدباغ، فينفسد ويهلك. (نغا) (س) فيه " أنه كان يناغى القمر في صباه " المناغاة: المحادثة، وقد ناغت الام صبيها: لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة. (باب النون مع الفاء) (نفث) (ه) فيه " إن روح القدس نفث في روعى " يعنى جبريل عليه السلام: أي أوحى وألقى، من النفث بالفم، وهو شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل، لان التفل لا يكون إلا ومعه شئ من الريق. (ه) ومنه الحديث " أعوذ بالله من نفثه ونفخه " جاء تفسيره في الحديث أنه الشعر، لانه ينفث من الفم. * ومنه الحديث " أنه قرأ المعوذتين على نفسه ونفث ". * ومنه الحديث " أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفر بها المشركون بعيرها حتى سقطت، فنفثت الدماء مكانها، وألقت ما في بطنها " أي سال دمها. (س) وفى حديث المغيرة " مئناث كأنها نفاث " أي تنفث البنات نفثا. قال الخطابى: لا أعلم النفاث في شئ غير النفث، ولا موضع له هاهنا. قلت: يحتمل أن يكون شبه كثرة مجيئها بالبنات بكثرة النفث، وتواتره وسرعته. (ه) وفى حديث النجاشي " والله ما يزيد عيسى على ما يقول محمد مثل هذه النفاثة من سواكى هذا " يعنى ما يتشظى من السواك فيبقى في الفم فينفثه صاحبه. (نفج) (ه) في حديث قيلة " فانتفجت منه الارنب " أي وثبت. * ومنه الحديث " فأنفجنا أرنبا " أي أثرناها. (ه) وفى حديث آخر " أنه ذكر فتنتين فقال: ما الاولى عند الآخرة إلا كنفجة أرنب " أي كوثبته من مجثمه، يريد تقليل مدتها.
[ 89 ]
(ه) وفى حديث المستضعفين بمكة " فنفجت (1) بهم الطريق " أي رمت بهم فجاة، ونفجت الريح، إذا جاءت بغتة. (س) وفى حديث أشراط الساعة " انتفاج (1) الاهلة " روى بالجيم، من انتفج جنبا البعير، إذا ارتفعا وعظما خلقة. ونفجت الشئ فانتفج: أي رفعته وعظمته. * ومنه حديث على " نافجا (1) حضنيه " كنى به عن التعاظم والتكبر والخيلاء. * وفى حديث عثمان " إن هذا البجباج النفاج لا يدرى ما الله " النفاج: الذى يتمدح بما ليس فيه، من الانتفاج: الارتفاع. (ه) وفى صفة الزبير " كان نفج الحقيبة " أي عظيم العجز، وهو بضم النون والفاء. [ ه ] وفى حديث أبى بكر " أنه كان يحلب لاهله فيقول: أنفج أم ألبد ؟ " الانفاج: إبانة الاناء عن الضرع عند الحلب حتى تعلوه الرغوة، والالباد: إلصاقه بالضرع حتى لا تكون له رغوة. (نفح) (س) فيه " المكثرون هم المقلون إلا من نفح فيه يمينه وشماله " أي ضرب يديه فيه بالعطاء. النفح: الضرب والرمى. * ومنه حديث أسماء " قالت: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنفقي، أو انضحى، أو انفحى، ولا تحصى فيحصى الله عليك ". (ه) ومنه حديث شريح " أنه أبطل النفح " أراد نفح الدابة برجلها، وهو رفسها، كان لا يلزم صاحبها شيئا. (س) ومنه الحديث " إن جبريل مع حسان ما نافح عنى " أي دافع. والمنافحة والمكافحة: المدافعة والمضاربة. ونفحت الرجل بالسيف: تناولته به، يريد بمنافحته هجاء المشركين، ومجاوبتهم على أشعارهم. (س) ومنه حديث على في صفين " نافحوا بالظبا " أي قاتلوا بالسيوف. وأصله أن يقرب (1) يروى بالخاء المعجمة، وسيجئ. (*)
[ 90 ]
أحد المتقاتلين من الآخر بحيث يصل نفح كل واحد منهما إلى صاحبه، وهى ريحه ونفسه. ونفح الريح: هبوبها. ونفح الطيب، إذا فاح. * ومنه الحديث " إن لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها ". (س) وفى حديث آخر " تعرضوا لنفحات رحمة الله تعالى ". (ه) وفيه " أول نفحة من دم الشهيد " أي أول فورة تفور منه. (نفخ) * فيه " أنه نهى عن النفخ في الشراب " إنما نهى عنه من أجل ما يخاف أن يبدر من ريقه فيقع فيه، فربما شرب بعده غيره فيتأذى به. * وفيه " أعوذ بالله من نفخه ونفثه " نفخه: كبره، لان المتكبر يتعاظم ويجمع نفسه ونفسه، فيحتاج أن ينفخ. * وفيه " رأيت كأنه وضع في يدى سواران من ذهب، فأوحى إلى أن انفخهما " أي ارمهما وألقهما، كما تنفخ الشئ إذا دفعته عنك. وإن كانت بالحاء المهملة فهو من نفحت الشئ، إذا رميته. ونفحت الدابة، إذا رمحت برجلها. * ويروى حديث المستضعفين بمكة " فنفخت بهم الطريق " بالخاء المعجمة: أي رمت بهم بغتة، من نفخت الريح، إذا جاءت بغتة. وكذلك: (س) يروى حديث على " نافخ حضنيه " أي منتفخ مستعد لان يعمل عمله من الشر. (س) وحديث أشراط الساعة " انتفاخ الاهلة " أي عظمها. ورجل منتفخ ومنفوخ: أي سمين. (س) وفى حديث على " ود معاوية أنه ما بقى من بنى هاشم نافخ ضرمة " أي أحد، لان النار ينفخها الصغير والكبير، والذكر والانثى. (س) وفى حديث عائشة " السعوط مكان النفخ " كانوا إذا اشتكى أحدهم حلقه نفخوا فيه، فجعل السعوط مكانه.
[ 91 ]
(نفذ) (ه) فيه " أيما رجل أشاد على مسلم بما هو برئ منه كان حقا على الله أن يعذبه، أو يأتي بنفذ ما قال " أي بالمخرج منه. والنفذ، بالتحريك: المخرج والمخلص. ويقال لمنفذ الجراحة: نفذ. أخرجه الزمخشري عن أبى الدرداء. (ه) وفى حديث ابن مسعود " إنكم مجموعون في صعيد واحد، ينفذكم البصر " يقال: (1) نفذنى بصره، إذا بلغني (2) وجاوزني. وأنفذت (3) القوم، إذا خرقتهم، ومشيت في وسطهم، فإن جزتهم حتى تخلفهم قلت: نفذتهم، بلا ألف. وقيل: يقال فيها بالالف. قيل: المراد به ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم. وقيل: أراد ينفذهم بصر الناظر، لاستواء الصعيد. قال أبو حاتم: أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإنما هو بالمهملة: أي يبلغ أولهم وآخرهم. حتى يراهم كلهم ويستوعبهم، من نفد (4) الشئ وأنفدته (4). وحمل الحديث على بصر المبصر أولى من حمله على بصر الرحمن، لان الله عزوجل يجمع الناس يوم القيامة في أرض يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على انفراده، ويرون ما يصير إليه. (س) ومنه حديث أنس " جمعوا في صردح ينفذهم البصر، ويسمعهم الصوت ". * وفى حديث بر الوالدين " الاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما " أي إمضاء وصيتهما، وما عهدا به قبل موتهما. * ومنه حديث المحرم " إذا أصاب أهله ينفذان لوجههما " أي يمضيان على حالهما، ولا يبطلان حجهما. يقال: رجل نافذ في أمره: أي ماض. [ ه ] ومنه حديث عمر " أنه طاف بالبيت مع فلان، فلما انتهى إلى الركن الغربي الذى يلى الاسود قال له: ألا تستلم ؟ فقال له: انفذ عنك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستلمه " أي دعه وتجاوزه. يقال: سر عنك، وانفذ عنك: أي امض عن مكانك وجزه (5). (1) هذا شرح الكسائي، كما ذكر الهروي. (2) في الهروي: " تابعني ". (3) هذا من قول ابن عون، كما جاء في الهروي. (4) في الاصل، وا، والدر النثير: " نفذ... وأنفذته " بالذال المعجمة. وأثبته بالمهملة من اللسان. (5) زاد الهروي: " ولا معنى لعنك ". (*)
[ 92 ]
* ومنه الحديث " حتى ينفذ النساء " أي يمضين ويتخلصن من مزاحمة الرجال. * والحديث الآخر " انفذ على رسلك، وانفذ بسلام " أي انفصل وامض سالما. (س) وفى حديث أبى الدرداء " إن نافذتهم نافذوك " نافذت الرجل، إذا حاكمته: أي إن قلت لهم قالوا لك. ويروى بالقاف والدال المهملة. * ومنه حديث عبد الرحمن بن الازرق " ألا رجل ينفذ بيننا " أي يحكم ويمضى أمره فينا. يقال: أمره نافذ: أي ماض مطاع. (نفر) (س) فيه " بشروا ولا تنفروا " أي لا تلقوهم بما يحملهم على النفور. يقال: نفر ينفر نفورا ونفارا، إذا فر وذهب. * ومنه الحديث " إن منكم منفرين " أي من يلقى الناس بالغلظة والشدة، فينفرون من الاسلام والدين. (ه) ومنه حديث عمر " لا تنفر الناس ". (س) والحديث الآخر " أنه اشترط لمن أقطعه أرضا ألا ينفر ماله " أي لا يزجر ما يرعى فيها من ماله، ولا يدفع عن الرعى. * ومنه حديث الحج " يوم النفر الاول " هو اليوم الثاني من أيام التشريق. والنفر الآخر اليوم الثالث. * وفيه " وإذا استنفرتم فانفروا " الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار: أي إذا طلب منكم النصرة فأجيبوا وانفروا خارجين إلى الاعانة. ونفير القوم: جماعتهم الذين ينفرون في الامر. (س) ومنه الحديث " أنه بعث جماعة إلى أهل مكة، فنفرت لهم هذيل، فلما أحسوا بهم لجأوا إلى قردد " أي خرجوا لقتالهم. (س) ومنه الحديث " غلبت نفورتنا نفورتهم " يقال لاصحاب الرجل والذين ينفرون معه إذا حزبه أمر: نفرته ونفره (1)، ونافرته ونفورته. (س) وفى حديث حمزة الاسلمي " أنفر بنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " (1) في الاصل، وا: " ونفرته " والمثبت من الصحاح، والاساس، واللسان. (*)
[ 93 ]
يقال: أنفرنا: أي تفرقت إبلنا، وأنفر بنا: أي جعلنا منفرين ذوى إبل نافرة. * ومنه حديث زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأنفر بها المشركون بعيرها حتى سقطت ". * ومنه حديث عمر " ما يزيد على أن يقول: لا تنفروا " أي لا تنفروا إبلنا. (س) وفى حديث أبى ذر " لو كان هاهنا أحد من أنفارنا " أي من قومنا، جمع نفر، وهم رهط الانسان وعشيرته، وهو اسم جمع، يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة (1) إلى العشرة، ولا واحد له من لفظه. (س) ومنه الحديث " ونفرنا خلوف " أي رجالنا. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث عمر " أن رجلا تخلل بالقصب، فنفر فوه، فنهى عن التخلل بالقصب " أي ورم. وأصله من النفار، لان الجلد ينفر عن اللحم، للداء الحادث بينهما. (ه) ومنه حديث غزوان " أنه لطم عينه فنفرت " أي ورمت. (س) وفى حديث أبى ذر " نافر أخى أنيس فلانا الشاعر " تنافر الرجلان، إذا تفاخرا ثم حكما بينهما واحدا، أراد أنهما تفاخرا أيهما أجود شعرا. والمنافرة: المفاخرة والمحاكمة، يقال: نافره فنفره ينفره، بالضم، إذا غلبه. ونفره وأنفره، إذا حكم له بالغلبة. * وفيه " إن الله يبغض العفرية النفرية " أي المنكر الخبيث. وقيل: النفرية والنفريت: إتباع للعفرية والعفريت. (نفس) [ ه ] فيه " إنى لاجد نفس الرحمن من قبل اليمن " وفى رواية " أجد نفس ربكم " قيل: عنى به الانصار، لان الله نفس بهم الكرب عن المؤمنين، وهم يمانون، لانهم من الازد. وهو مستعار من نفس الهواء الذى يرده التنفس إلى الجوف فيبرد من حرارته ويعدلها، أو من نفس الريح الذى يتنسمه فيستروح إليه، أو من نفس الروضة، وهو طيب روائحها، فيتفرج به عنه. يقال: أنت في نفس من أمرك، واعمل وأنت في نفس من عمرك: أي في سعة وفسحة، قبل المرض والهرم ونحوهما. (1) في الاصل، وا، والدر: " الثلاث " والتصحيح من اللسان. (*)
[ 94 ]
(ه) ومنه الحديث " لا تسبوا الريح، فإنها من نفس الرحمن " يريد بها أنها تفرج الكرب، وتنشئ السحاب، وتنشر الغيث، وتذهب الجدب. قال الازهرى: النفس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي، من نفس ينفس تنفيسا ونفسا، كما يقال: فرج يفرج تفريجا وفرجا، كأنه قال: أجد تنفيس ربكم من قبل اليمن، وإن الريح من تنفيس الرحمن بها عن المكروبين. قال العتبى: هجمت على واد خصيب وأهله مصفرة ألوانهم، فسألتهم عن ذلك، فقال شيخ منهم: ليس لنا ريح. (ه) ومنه الحديث " من نفس عن مؤمن كربة " أي فرج. (س) ومنه الحديث " ثم يمشى أنفس منه " أي أفسح وأبعد قليلا. * والحديث الآخر " من نفس عن غريمه " أي أخر مطالبته. * ومنه حديث عمار " لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست " أي أطلت. وأصله أن المتكلم إذا تنفس استأنف القول، وسهلت عليه الاطالة. (س) وفيه " بعثت في نفس الساعة " أي بعثت وقد حان قيامها وقرب، إلا أن الله أخرها قليلا، فبعثني في ذلك النفس، فأطلق النفس على القرب. وقيل: معناه أنه جعل للساعة نفسا كنفس الانسان، أراد إنى بعثت في وقت قريب منها أحس فيه بنفسها، كما يحس بنفس الانسان إذا قرب منه: يعنى بعثت في وقت بانت أشراطها فيه وظهرت علاماتها. ويروى " في نسم الساعة " وقد تقدم. (ه) وفيه " أنه نهى عن التنفس في الاناء ". (ه) وفى حديث آخر " أنه كان يتنفس في الاناء ثلاثا " يعنى في الشرب. الحديثان صحيحان، وهما باختلاف تقديرين: أحدهما أن يشرب وهو يتنفس في الاناء من غير أن يبينه عن فيه، وهو مكروه. والآخر أن يشرب من الاناء بثلاثة أنفاس يفصل فيها فاه عن الاناء. يقال: أكرع في الاناء نفسا أو نفسين، أي جرعة أو جرعتين.
[ 95 ]
(س) وفى حديث عمر " كنا عنده فتنفس رجل " أي خرج من تحته ريح. شبه خروج الريح من الدبر بخروج النفس من الفم. (ه) وفيه " ما من نفس منفوسة إلا قد كتب رزقها وأجلها " أي مولودة. يقال: نفست المرأة ونفست، فهى منفوسة ونفساء، إذا ولدت. فأما الحيض فلا يقال فيه إلا نفست، بالفتح. * ومنه الحديث " أن أسماء بنت عميس نفست بمحمد بن أبى بكر " والنفاس: ولاد المرأة إذا وضعت. * ومنه الحديث " فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب " أي خرجت من أيام ولادتها. وقد تكرر في الحديث. (س) ومن الاول حديث عمر " أنه أجبر بنى عم على منفوس " أي ألزمهم إرضاعه وتربيته. (س) وحديث أبى هريرة " أنه [ صلى الله عليه وسلم (1) ] صلى على منفوس " أي طفل حين ولد. والمراد أنه صلى عليه ولم يعمل ذنبا. (ه) وحديث ابن المسيب " لا يرث المنفوس حتى يستهل صارخا " أي حتى يسمع له صوت. (ه) وفى حديث أم سلمة " قالت: حضت فانسللت، فقال: مالك، أنفست ؟ " أي أحضت. وقد نفست المرأة تنفس، بالفتح، إذا حاضت. وقد تكرر ذكرها بمعنى الولادة والحيض. * وفيه " أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها " التنافس من المنافسة، وهى الرغبة في الشئ والانفراد به، وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه. ونافست في الشئ منافسة ونفاسا، إذا رغبت فيه. ونفس بالضم نفاسة: أي صار مرغوبا فيه. ونفست به، بالكسر: أي بخلت به. ونفست عليه الشئ نفاسة، إذا لم تره له أهلا. (1) ساقط من ا، واللسان. (*)
[ 96 ]
* ومنه حديث على " لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه عليك ". (س) وحديث السقيفة " لم ننفس عليك " أي لم نبخل. (س) وحديث المغيرة " سقيم النفاس " أي أسقمته المنافسة والمغالبة على الشئ. (ه) وفى حديث إسماعيل عليه السلام " أنه تعلم العربية وأنفسهم " أي أعجبهم. وصار عندهم نفيسا. يقال: أنفسنى في كذا: أي رغبني فيه. (ه) وفيه " أنه نهى عن الرقية إلا في النملة والحمة والنفس " النفس: العين. يقال: أصابت فلانا نفس: أي عين. جعله القتيبى من حديث ابن سيرين (1) وهو حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس. (ه) ومنه الحديث " أنه مسح بطن رافع، فألقى شحمة خضراء، فقال: إنه كان فيها أنفس سبعة " يريد عيونهم. ويقال للعائن: نافس. (ه) ومنه حديث ابن عباس " الكلاب من الجن، فإن غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهن، فإن لهن أنفسا وأعينا ". (ه) وفى حديث النخعي " كل شئ ليست له نفس سائلة، فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه " أي دم سائل. (نفش) (س) فيه " أنه نهى عن كسب الامة، إلا ما عملت بيديها، نحو الخبز والغزل والنفش " هو ندف القطن والصوف. وإنما نهى عن كسب الاماء، لانه كانت عليهن ضرائب، فلم يأمن أن يكون منهن الفجور، ولذلك جاء في رواية " حتى يعلم من أين هو ". (س) ومنه حديث عمر " أنه أتى على غلام يبيع الرطبة، فقال: انفشها، فإنه أحسن لها " أي فرق ما اجتمع منها، لتحسن في عين المشترى. والنفيش (2): المتاع المتفرق. [ ه ] وفى حديث ابن عباس " وإن أتاك منتفش (3) المنخرين " أي واسع منخرى الانف، وهو من التفريق. (1) وكذلك صنع الهروي. (2) في اللسان " والنفش " وما عندنا يوافقه ما القاموس، وانظر شرحه. (3) في الهروي: " منفش ". (*)
[ 97 ]
(ه) وفى حديث عبد الله بن عمرو " الحبة في الجنة مثل كرش البعير يبيت نافشا " أي راعيا. يقال: نفشت السائمة تنفش نفوشا، إذا رعت ليلا بلا راع، وهملت، إذا رعت نهارا. (نفص) (س) فيه " موت كنفاص الغنم " النفاص: داء يأخذ الغنم فتنفص بأبوالها حتى تموت: أي تخرجه دفعة بعد دفعة. وقد أنفصت فهى منفصة. هكذا جاء في رواية. والمشهور " كقعاص الغنم " وقد تقدم. * وفى حديث السنن العشر " وانتفاص الماء " المشهور في الرواية بالقاف. وسيجئ. وقيل: الصواب بالفاء، والمراد نضحه على الذكر، من قولهم لنضح الدم القليل: نفصة، وجمعها: نفص. (نفض) (ه) في حديث قيلة " ملاءتان كانتا مصبوغتين وقد نفضتا " أي نصل لون صبغهما، ولم يبق إلا الاثر. والاصل في النفض: الحركة (1). (س) وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه والغار " أنا أنفض لك ما حولك " أي أحرسك وأطوف هل أرى طلبا. يقال: نفضت المكان واستنفضته وتنفضته، إذا نظرت جميع ما فيه. والنفضة بفتح الفاء وسكونها، والنفيضة: قوم يبعثون متجسسين، هل يرون عدوا أو خوفا. * وفيه " ابغنى أحجارا أستنفض بها " أي أستنجى بها، وهو من نفض الثوب، لان المستنجى ينفض عن نفسه الاذى بالحجر: أي يزيله ويدفعه. * ومنه حديث ابن عمر " أنه كان يمر بالشعب من مزدلفة فينتفض ويتوضأ ". * ومنه الحديث " أتى بمنديل فلم ينتفض به " أي لم يتمسح. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث الافك " فأخذتها حمى بنافض " أي برعدة شديدة، كأنها نفضتها: أي حركتها. (1) في الهروي: " التحويل ".
[ 98 ]
* ومنه الحديث " إنى لانفضها نفض الاديم " أي أجهدها وأعركها، كما يفعل بالاديم عند دباغه. (س) وفى حديث " كنا في سفر فأنفضنا " أي فنى زادنا، كأنهم نفضوا مزاودهم لخلوها، وهو مثل أرمل وأقفر. (نفع) * في أسماء الله تعالى " النافع " هو الذي يوصل النفع إلى من يشاء من خلقه حيث هو خالق النفع والضر، والخير والشر. * وفى حديث ابن عمر " أنه كان يشرب من الاداوة ولا يخنثها ويسميها نفعة " سماها بالمرة الواحدة من النفع، ومنعها من الصرف للعلمية والتأنيث. هكذا جاء في الفائق (1) فإن صح النقل، وإلا فما أشبه الكلمة أن تكون بالقاف، من النقع، وهو الرى. والله أعلم. (نفق) * قد تكرر في الحديث ذكر " النفاق " وما تصرف منه اسما وفعلا، وهو اسم إسلامى، لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذى يستر كفره ويظهر إيمانه، وإن كان أصله في اللغة معروفا. يقال: نافق ينافق منافقة ونفاقا، وهو مأخوذ من النافقاء: أحد حجرة اليربوع، إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر، وخرج منه. وقيل: هو من النفق: وهو السرب الذى يستتر فيه، لستره كفره. * وفى حديث حنظلة " نافق حنظلة " أراد أنه إذا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم أخلص وزهد في الدنيا، وإذا خرج عنه ترك ما كان عليه ورغب فيها، فكأنه نوع من الظاهر والباطن، ما كان يرضى أن يسامح به نفسه. (س) وفيه " أكثر منافقي هذه الامة قراؤها " أراد بالنفاق هاهنا الرياء لان كليهما إظهار غير ما في الباطن. (س) وفيه " المنفق سلعته بالحلف كاذب " المنفق بالتشديد: من النفاق، وهو ضد الكساد. ويقال: نفقت السلعة فهى نافقة، وأنفقتها ونفقتها، إذا جعلتها نافقة. (1) انظر الفائق 1 / 373. (*)
[ 99 ]
(ه) ومنه الحديث " اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للبركة " أي هي مظنة لنفاقها وموضع له. [ ه ] ومنه حديث ابن عباس " لا ينفق بعضكم لبعض " أي لا يقصد أن ينفق سلعته على جهة النجش، فإنه بزيادته فيها يرغب السامع، فيكون قوله سببا لابتياعها، ومنفقا لها. * ومنه حديث عمر " من حظ المرء نفاق أيمه " أي من حظه وسعادته أي تخطب إليه نساؤه، من بناته وأخواته، ولا يكسدن كساد السلع التى لا تنفق. (س) وفى حديث ابن عباس " والجزور نافقة " أي ميتة. يقال: نفقت الدابة، إذا ماتت. (نفل) (س) في حديث الجهاد " أنه نفل في البدأة الربع، وفى القفلة الثلث " النفل بالتحريك: الغنيمة، وجمعه: أنفال. والنفل بالسكون وقد يحرك: الزيادة. وقد تقدم معنى هذا الحديث في حرف الباء وغيره. (س) ومنه الحديث " أنه بعث بعثا قبل نجد، فبلغت سهمانهم اثنى عشر بعيرا، ونفلهم بعيرا بعيرا " أي زادهم على سهامهم. ويكون من خمس الخمس. * ومنه حديث ابن عباس " لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة كلها " أي لا ينفل منها الامير أحدا من المقاتلة بعد إحرازها حتى تقسم كلها، ثم ينفله إن شاء من الخمس، فأما قبل القسمة فلا. وقد تكرر ذكر " النفل والانفال " في الحديث، وبه سميت النوافل في العبادات، لانها زائدة على الفرائض. * ومنه الحديث " لا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل " الحديث. * وفى حديث قيام رمضان " لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه " أي زدتنا من صلاة النافلة. * والحديث الآخر " إن المغانم كانت محرمة على الامم قبلنا، فنفلها الله تعالى هذه الامة " أي زادها. * وفى حديث القسامة " قال لاولياء المقتول: أترضون بنفل خمسين من اليهود ما قتلوه ؟ " يقال: نفلته فنفل: أي حلفته فحلف. ونفل وانتفل، إذا حلف. وأصل النفل: النفى. يقال:
[ 100 ]
نفلت الرجل عن نسبه، وانفل عن نفسك إن كنت صادقا: أي انف عنك ما قيل فيك، وسميت اليمين في القسامة نفلا، لان القصاص ينفى بها. (ه) ومنه حديث على " لوددت أن بنى أمية رضوا ونفلناهم خمسين رجلا من بنى هاشم، يحلفون ما قتلنا عثمان، ولا نعلم له قاتلا " يريد نفلنا لهم. (س [ ه ]) ومنه حديث ابن عمر " أن فلانا انتفل من ولده " أي تبرأ منه. (س) وفى حديث أبى الدرداء " إياكم والخيل المنفلة التى إن لقيت فرت، وإن غنمت ؟ غلت ؟ " كأنه من النفل: الغنيمة: أي الذين قصدهم من الغزو الغنيمة والمال، دون غيره، أو من النفل، وهم المطوعة المتبرعون بالغزو، والذين لا اسم لهم في الديوان، فلا يقاتلون قتال من له سهم. هكذا جاء في كتاب أبى موسى من حديث أبى الدرداء. والذى جاء في " مسند أحمد " من رواية أبى هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والخيل المنفلة، فإنها إن تلق تفر، وإن تغنم تغلل " ولعلهما حديثان. (نفه) [ ه ] فيه " هجمت له العين ونفهت له النفس (1) " أي أعيت وكلت. (نفا) [ ه ] فيه " قال زيد بن أسلم: أرسلني أبى إلى ابن عمر، وكان لنا غنم، فأردنا نفيتين (2) نجفف عليهما الاقط، فأمر قيمه لنا بذلك " قال أبو موسى: هكذا روى " نفيتين " بوزن بعيرين، وإنما هو " نفيتين " بوزن شقيتين، واحدتهما: نفية، كطوية. وهى شئ يعمل من الخوص، شبه طبق عريض. وقال الزمخشري (3): قال النضر: النفية، بوزن الظلمة، وعوض الياء تاء، فوقها نقطتان. وقال غيره: هي بالياء، وجمعها: نفى، كنهية ونهى. والكل شئ يعمل من الخوص مدورا واسعا كالسفرة. (1) رواية الهروي واللسان: " هجمت عيناك ونفهت نفسك " قال في اللسان: رواه أبو عبيد " نفهت " والكلام: " نفهت " ويجوز أن يكونا لغتين. وانظر صحيح مسلم (باب النهى عن صوم الدهر، من كتاب الصيام) صفحتي 815، 816. (2) في الهروي: " نفيتين ". (3) انظر الفائق 3 / 118. (*)
[ 101 ]
(ه) وفى حديث محمد بن كعب " قال لعمر بن عبد العزيز، حين استخلف، فرآه شعثا، فأدام النظر إليه، فقال له: مالك تديم النظر إلى ؟ فقال: أنظر إلى ما نفى من شعرك، وحال من لونك " أي ذهب وتساقط. يقال: نفى شعره ينفى نفيا، وانتفى، إذا تساقط. وكان عمر قبل الخلافة منعما مترفا، فلما استخلف شعث وتقشف. * وفيه " المدينة كالكير تنفى خبثها " أي تخرجه عنها، وهو من النفى: الابعاد عن البلد. يقال: نفيته أنفيه نفيا، إذا أخرجته من البلد وطردته. وقد تكرر ذكر " النفى " في الحديث. (باب النون مع القاف) (نقب) * في حديث عبادة بن الصامت " وكان من النقباء " النقباء: جمع نقيب، وهو كالعريف على القوم المقدم عليهم، الذى يتعرف أخبارهم، وينقب عن أحوالهم: أي يفتش. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل ليلة العقبة كل واحد من الجماعة الذين بايعوه بها نقيبا على قومه وجماعته، ليأخذوا عليهم الاسلام، ويعرفوهم شرائطه. وكانوا اثنى عشر نقيبا كلهم من الانصار. وكان عبادة بن الصامت منهم. وقد تكرر ذكره في الحديث مفردا ومجموعا. (س) ومنه الحديث " إنى لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس " أي أفتش وأكشف. (ه) والحديث الآخر " من سأل عن شئ فنقب عنه ". [ ه ] وفيه " أنه قال: لا يعدى شئ شيئا، فقال له أعرابي: يا رسول الله، إن النقبة تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الابل العظيمة فتجرب كلها، فقال صلى الله عليه وسلم: فما أجرب الاول ؟ " النقبة: أول شئ يظهر من الجرب، وجمعها: نقب، بسكون القاف، لانها تنقب الجلد: أي تخرقه. * ومنه حديث عمر " أتاه أعرابي فقال: إنى على ناقة دبراء عجفاء نقباء، واستحمله، فظنه كاذبا، فلم يحمله، فانطلق وهو يقول:
[ 102 ]
أقسم بالله أبو حفص عمر * ما مسها من نقب ولا دبر أراد بالنقب هاهنا رقة الاخفاف. وقد نقب البعير ينقب، فهو نقب. (س) ومنه حديثه الآخر " أنه قال لامرأة حاجة: أنقبت وأدبرت " أي نقب بعيرك ودبر. * ومنه حديث على " وليستأن بالنقب والضالع " أي يرفق بهما. ويجوز أن يكون من الجرب. * ومنه حديث أبى موسى " فنقبت أقدامنا " أي رقت جلودها، وتنفطت من المشى. (ه) وفيه " لا شفعة في فناء ولا طريق ولا منقبة " هي الطريق بين الدارين، كأنه نقب من هذه إلى هذه. وقيل: هو الطريق الذى يعلو أنشاز الارض. (ه) ومنه الحديث " أنهم فزعوا من الطاعون فقال: أرجو ألا يطلع إلينا نقابها (1) " هي جمع نقب، وهو الطريق بين الجبلين. أراد أنه لا يطلع إلينا من طرق المدينة، فأضمر عن غير مذكور. * ومنه الحديث " على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال " وهو جمع قلة للنقب. (س) وفى حديث مجدي بن عمرو " أنه ميمون النقيبة " أي منجح الفعال، مظفر المطالب. والنقيبة: النفس. وقيل: الطبيعة والخليقة. (س) وفى حديث أبى بكر " أنه اشتكى عينه فكره أن ينقبها " نقب العين: هو الذى يسميه الاطباء القدح، وهو معالجة الماء الاسود الذى يحدث في العين. وأصله أن ينقر البيطار حافر الدابة ليخرج منه ما دخل فيه. (ه) وفى حديث عمر " ألبستنا أمنا نقبتها " هي السراويل التى تكون لها حجزة من غير نيفق (2)، فإذا كان لها نيفق فهى سراويل. (1) ضبط في الاصل: " نقابها " بالضم. وضبطته بالفتح من الهروي واللسان. (2) قال في القاموس: " ونيفق السراويل، بالفتح: الموضع المتسع منه ". ويقال فيه: نئفق. انظر الجمهرة 3 / 155، والمعرب ص 333 (*)
[ 103 ]
(س) وفى حديث ابن عمر " أن مولاة امرأة اختلعت من كل شئ لها وكل ثوب عليها، حتى نقبتها، فلم ينكر ذلك ". (ه) وفى حديث الحجاح " وذكر ابن عباس فقال: إن كان لنقابا " وفى رواية " إن كان لمنقبا " النقاب والمنقب، بالكسر والتخفيف: الرجل العالم بالاشياء، الكثير البحث عنها والتنقيب: أي ما كان إلا نقابا. (س) وفى حديث ابن سيرين " النقاب محدث " أراد أن النساء ما كن ينتقبن: أي يختمرن. قال أبو عبيد: ليس هذا وجه الحديث، ولكن النقاب عند العرب هو الذى يبدو منه محجر العين. ومعناه أن إبداءهن المحاجر محدث، إنما كان النقاب لاحقا بالعين، وكانت تبدو إحدى العينين والاخرى مستورة، والنقاب لا يبدو منه إلا العينان. وكان اسمه عندهم: الوصوصة، والبرقع، وكانا من لباس النساء، ثم أحدثن النقاب بعد. (نقث) (ه) في حديث أم زرع " ولا تنقث ميرتنا تنقيثا " النقث: النقل. أرادت أنها أمينة على حفظ طعامنا، لا تنقله وتخرجه وتفرقه. (نقح) (س) في حديث الاسلمي " إنه لنقح (1) " أي عالم مجرب. يقال: نقح العظم، إذا استخرج مخه، ونقح الكلام، إذا هذبه وأحسن أوصافه. ومنه قولهم: خير الشعر الحولى المنقح. (نقخ) (ه) فيه " أنه شرب من رومة فقال: هذا النقاخ " هو الماء العذب البارد الذى ينقخ العطش: أي يكسره ببرده. ورومة: بئر معروفة بالمدينة. (نقد) * في حديث جابر وجمله " قال: فنقدني ثمنه " أي أعطانيه نقدا معجلا. (س) وفى حديث أبى ذر " كان في سفر، فقرب أصحابه السفرة ودعوه إليها، فقال: إنى صائم، فلما فرغوا جعل ينقد شيئا من طعامهم " أي يأكل شيئا يسيرا. وهو من نقدت الشئ (1) في اللسان: " لنقح ". (*)
[ 104 ]
بأصبعى، أنقده واحدا واحدا نقد الدراهم. ونقد الطائر الحب ينقده، إذا كان يلقطه واحدا واحدا، وهو مثل النقر. ويروى بالراء. * ومنه حديث أبى هريرة " وقد أصبحتم تهذرون الدنيا، ونقد بأصبعه " أي نقر. (ه) وفى حديث أبى الدرداء " إن نقدت الناس نقدوك " أي إن عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله. وهو من قولهم: نقدت الجوزة أنقدها، إذا ضربتها. ويروى بالفاء والذال المعجمة. وقد تقدم. (س) وفى حديث على " إن مكاتبا لبنى أسد قال: جئت بنقد أجلبه إلى الكوفة " النقد: صغار الغنم، واحدتها: نقدة، وجمعها: نقاد. * ومنه حديثه الآخر " قال يوم النهروان: ارموهم، فإنما هم نقد " شبههم بالنقد. (ه) ومنه حديث خزيمة " وعاد النقاد مجرنثما " وقد تكرر في الحديث. (نقر) (س) فيه " أنه نهى عن نقرة الغراب " يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله. * ومنه حديث أبى ذر " فلما فرغوا جعل ينقر (1) شيئا من طعامهم " أي يأخذ منه بأصبعه. (ه). وفيه " أنه نهى عن النقير والمزفت " النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا. والنهى واقع على ما يعمل فيه، لا على اتخاذ النقير، فيكون على حذف المضاف، تقديره: عن نبيذ النقير، وهو فعيل بمعنى مفعول. وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه حديث عمر " على نقير من خشب " هو جذع ينقر ويجعل فيه شبه المراقى يصعد عليه إلى الغرف. (ه) وفى حديث ابن عباس، في قوله تعالى: " ولا يظلمون نقيرا " " وضع طرف إبهامه على باطن سبابته ثم نقرها، وقال: هذا النقير ". (1) سبق بالدال. (*)
[ 105 ]
* وفيه " أنه عطس عنده رجل فقال: حقرت ونقرت " يقال به نقير: أي قروح وبثر ونقر: أي صار نقيرا. كذا قاله أبو عبيدة (1). وقال الجوهرى: نقير: إتباع حقير. يقال: هو حقير نقير. ونقرت الشاة، بالكسر، فهى نقرة: أصابها داء في جنوبها. (س) وفى حديث عمر " متى ما يكثر حملة القرآن ينقروا، ومتى ما ينقروا يختلفوا " التنقير: التفتيش. ورجل نقار ومنقر. * ومنه الحديث " فنقر عنه " أي بحث واستقصى. * ومنه حديث الافك " فنقرت لى الحديث " هكذا رواه بعضهم. والمروى بالباء الموحدة. وقد تقدم. (ه) ومنه حديث ابن المسيب " بلغه قول عكرمة في الحين أنه ستة أشهر، فقال: انتقرها عكرمة " أي استنبطها من القرآن. والنقر: البحث. هذا إن أراد تصديقه. وإن أراد تكذيبه، فمعناه أنه قالها (2) من قبل نفسه، واختص بها، من الانتقار: الاختصاص. يقال: نقر باسم فلان، وانتقر، إذا سماه من بين الجماعة. (س) وفيه " فأمر بنقرة من نحاس فأحميت " النقرة: قدر يسخن فيها الماء وغيره. وقيل: هو بالباء الموحدة. وقد تقدم. (ه) وفى حديث عثمان البتى " ما بهذه النقرة أعلم بالقضاء من ابن سيرين " أراد البصرة. وأصل النقرة: حفرة يستنقع فيها الماء. (نقرس) (س) فيه " وعليه نقارس الزبرجد والحلى " النقارس: من زينة النساء. قاله أبو موسى. (نقز) (ه) في حديث ابن مسعود " كان يصلى الظهر والجنادب تنقز من الرمضاء " أي تقفز وتثب، من شدة حرارة الارض. وقد نقز وأنقز، إذا وثب. (1) في الاصل: " أبو عبيد " وما أثبت من ا واللسان. وفى ا: " قال " وانظر الحاشية 3 ص 40 من الجزء الرابع. (2) في الهروي: " اقتالها ". (*)
[ 106 ]
(س) ومنه الحديث " ينقزان، القرب على متونهما " أي يحملانها، ويقفزان بها وثبا. وفى نصب " القرب " بعد، لان ينقز غير متعد. وأوله بعضهم بعدم (1) الجار. ورواه بعضهم بضم الياء، من أنقز، فعداه بالهمز، يريد تحريك القرب ووثوبها بشدة العدو والوثب. وروى برفع القرب على الابتداء، والجملة في موضع الحال. * ومنه الحديث " فرأيت عقيصتى أبى عبيدة تنقزان وهو خلفه ". * وفى حديث ابن عباس " ما كان الله لينقز (2) عن قاتل المؤمن " أي ليقلع ويكف عنه حتى يهلكه، وقد أنقز عن الشئ، إذا أقلع وكف. (نقس) (س) في حديث بدء الاذان " حتى نقسوا أو كادوا ينقسون " النقس: الضرب بالناقوس، وهى خشبة طويلة تضرب بخشبة أصغر منها. والنصارى يعلمون بها أوقات صلاتهم. (نقش) (ه) فيه " من نوقش الحساب عذب " أي من استقصى في محاسبته وحوقق. * ومنه حديث عائشة " من نوقش الحساب فقد هلك ". * وحديث على " يوم يجمع الله فيه الاولين والآخرين لنقاش (3) الحساب " وهو مصدر منه. وأصل المناقشة: من نقش الشوكة، إذا استخرجها من جسمه، وقد نقشها وانتقشها. (ه) ومنه حديث أبى هريرة " وإذا شيك فلا انتقش " أي إذا دخلت فيه شوكة أخرجها من موضعها. وبه سمى المنقاش الذى ينقش به. [ ه ] ومنه الحديث " استوصوا بالمعزى خيرا، فإنه مال رقيق، وانقشوا له عطنه " أي نقوا مرابضها مما يؤذيها من حجارة وشوك وغيره. (نقص) (س) فيه " شهرا عيد لا ينقصان " يعنى في الحكم وإن نقصا في العدد: أي أنه لا يعرض في قلوبكم شك إذا صمتم تسعة وعشرين، أو إن وقع في يوم الحج خطأ، لم يكن في نسككم نقص. (1) أي أنه منصوب على نزع الخافض، كما يقول النحاة. (2) هكذا بالزاى في الاصل، وا، والفائق 3 / 125، واللسان مادة (نقز) لكن رواية الهروي والجوهري بالراء. وكذلك جاءت رواية الراء في اللسان، مادة (نقر). (3) في الاصل بفتح النون. (*)
[ 107 ]
* وفى حديث بيع الرطب بالتمر " قال: أينقص الرطب إذا يبس ؟ قالوا: نعم " لفظه استفهام، ومعناه تنبيه وتقرير لكنه الحكم وعلته، ليكون معتبرا في نظائره، وإلا فلا يجوز أن يخفى مثل هذا على النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله تعالى: " أليس الله بكاف عبده ؟ " وقول جرير: (1) * ألستم خير من ركب المطايا * (ه) وفى حديث السنن العشر " انتقاص الماء " يريد (2) انتقاص البول بالماء إذا غسل المذاكير به. وقيل: هو الانتضاح بالماء. ويروى بالفاء. وقد تقدم. (نقض) * فيه " أنه سمع نقيضا من فوقه " النقيض: الصوت. ونقيض المحامل: صوتها. ونقيض السقف: تحريك خشبه. * وفى حديث هرقل " ولقد تنقضت الغرفة " أي تشققت وجاء صوتها. (ه) وفى حديث هوازن " فأنقض به دريد " أي نقر بلسانه في فيه، كما يزجر الحمار، فعله استجهالا (3). وقال الخطابى: أنقض به: أي صفق بإحدى يديه على الاخرى، حتى يسمع لهما نقيض: أي صوت. * وفى حديث صوم التطوع " فناقضني وناقضته " هي مفاعلة، من نقض البناء، وهو هدمه: أي ينقض قولى، وأنقض قوله، وأراد به المراجعة والمراددة. * ومنه حديث " نقض الوتر " أي إبطاله وتشفيعه بركعة لمن يريد أن يتنفل بعد أن أوتر. (نقط) * في حديث عائشة " فما اختلفوا في نقطة " أي في أمر وقضية. هكذا أثبته بعضهم بالنون. وذكره الهروي في الباء، وأخذ عليه، وقد تقدم. (1) ديوانه ص 98. وعجزه: * وأندى العالمين بطون راح * (2) هذا من شرح أبى عبيد، كما في الهروي. (3) في الهروي: " استجهالا له ". (*)
[ 108 ]
قال بعض المتأخرين: المضبوط المروى عند علماء النقل أنه بالنون، وهو كلام مشهور، يقال عند المبالغة في الموافقة. وأصله في الكتابين، يقابل أحدهما بالآخر ويعارض، فيقال: ما اختلفا في نقطة، يعنى من نقط الحروف والكلمات: أي أن بينهما من الاتفاق ما لم يختلفا معه في هذا القدر اليسير. (نقع) (ه) فيه " نهى أن يمنع نقع البئر " أي فضل مائها، لانه ينقع به العطش: أي يروى. وشرب حتى نقع: أي روى. وقيل: النقع: الماء الناقع، وهو المجتمع. * ومنه الحديث " لا يباع نقع البئر ولا رهو الماء ". (ه) ومنه الحديث " لا يقعد أحدكم في طريق أو نقع ماء " يعنى عند الحدث وقضاء الحاجة. [ ه ] وفيه " أن عمر حمى غرز النقيع " هو موضع حماه لنعم الفئ وخيل المجاهدين، فلا يرعاه غيرها، وهو موضع قريب من المدينة، كان يستنقع فيه الماء: أي يجتمع. * ومنه الحديث " أول جمعة جمعت في الاسلام بالمدينة في نقيع الخضمات (1) " وقد تكرر في الحديث. (ه س) ومنه حديث محمد بن كعب " إذا استنقعت نفس المؤمن جاء ملك الموت " أي إذا اجتمعت في فيه تريد الخروج، كما يستنقع الماء في قراره، وأراد بالنفس الروح. [ ه ] ومنه حديث الحجاج " إنكم يا أهل العراق شرابون على بأنقع " هو مثل يضرب للذى جرب الامور ومارسها. وقيل: للذى يعاود الامور المكروهة. أراد أنهم يجترئون عليه ويتناكرون. وأنقع: جمع قلة لنقع، وهو الماء الناقع، والارض التى يجتمع فيها الماء. وأصله أن الطائر الحذر لا يرد المشارع، ولكنه يأتي المناقع يشرب منها، كذلك الرجل الحذر لا يتقحم الامور. وقيل: هو أن الدليل إذا عرف المياه في الفلوات حذق سلوك الطريق التى تؤديه إليها. (ه) ومنه حديث ابن جريج " أنه ذكر معمر بن راشد فقال: إنه لشراب بأنقع " أي أنه ركب في طلب الحديث كل حزن، وكتب من كل وجه. (1) سبق في مادة (خضم) بفتح الضاد. خطأ. (*)
[ 109 ]
(س) وفى حديث بدر " رأيت البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل السم الناقع " أي القاتل. وقد نقعت فلانا، إذا قتلته. وقيل: الناقع: الثابت المجتمع، من نقع الماء. (س) وفى حديث الكرم " تتخذونه زبيبا تنقعونه " أي تخلطونه بالماء ليصير شرابا. وكل ما ألقى في ماء فقد أنقع. يقال: أنقعت الدواء وغيره في الماء، فهو منقع. والنقوع بالفتح: ما ينقع في الماء من الليل ليشرب نهارا، وبالعكس. والنقيع: شراب يتخذ من زبيب أو غيره، ينقع في الماء من غير طبخ. * وكان عطاء يستنقع في حياض عرفة: أي يدخلها ويتبرد بمائها. (ه س) وفى حديث عمر " ما عليهن أن يسفكن من دموعهن على أبى سليمان ما لم يكن نقع ولا لقلقة " يعنى خالد بن الوليد. النقع: رفع الصوت. ونقع الصوت واستنقع، إذا ارتفع. وقيل: أراد بالنقع شق الجيوب. وقيل: أراد به وضع التراب على الرؤوس، من النقع: الغبار، وهو أولى، لانه قرن به اللقلقة، وهى الصوت، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنى واحد. (ه) وفى حديث المولد " فاستقبلوه في الطريق منتقعا لونه " أي متغيرا. يقال: انتقع لونه وامتقع، إذا تغير من خوف أو ألم ونحو ذلك. * ومنه حديث ابن زمل " فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سرى عنه ". (س) وفيه ذكر " النقيعة " وهى طعام يتخذه القادم من السفر. (نقف) (ه) في حديث عبد الله بن عمر (1) " واعدد اثنى عشر من بنى كعب بن لؤى، ثم يكون النقف والنقاف " أي القتل والقتال. والنقف: هشم الرأس: أي تهيج الفتن والحروب بعدهم. * ومنه حديث مسلم بن عقبة المرى " لا يكون إلا الوقاف، ثم النقاف، ثم الانصراف " أي المواقفة في الحرب، ثم المناجزة بالسيوف، ثم الانصراف عنها. (1) هكذا في الاصل والفائق 3 / 125 وفيه: " اعدد " بإسقاط الواو. وفى ا: " بن عمرو اعدد ". (*)
[ 110 ]
(ه) وفى رجز كعب وابن الاكوع: * لكن غذاها حنظل نقيف * أي منقوف، وهو أن جانى الحنظل ينقفها بظفره: أي يضربها، فإن صوتت علم أنها مدركة فاجتناها. (نقق) (س) في رجز مسيلمة. * يا ضفدع نقى كم تنقين * النقيق: صوت الضفدع، فإذا رجع صوته قيل: نقنق. (ه) وفى حديث أم زرع " ودائس ومنق " قال أبو عبيد: هكذا يرويه أصحاب الحديث بكسر النون (1)، ولا أعرف المنق. وقال غيره: إن صحت الرواية فيكون من النقيق: الصوت. تريد أصوات المواشى والانعام. تصفه بكثرة أمواله. ومنق: من أنق، إذا صار ذا نقيق، أو دخل في النقيق. (نقل) (ه) فيه " كان على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم النقل " هو بفتحتين: صغار الحجارة أشباه الاثافي، فعل بمعنى مفعول: أي منقول. (ه) وفى حديث أم زرع " لاسمين فينتقل (2) " أي ينقله الناس إلى بيوتهم فيأكلونه. (ه) وفى ذكر الشجاج " المنقلة " هي التى تخرج منها صغار العظام، وتنتقل عن أماكنها، وقيل: التى تنقل العظم: أي تكسره. (نقم) * في أسماء الله تعالى " المنتقم " هو المبالغ في العقوبة لمن يشاء. وهو مفتعل، من نقم ينقم، إذا بلغت به الكراهة حد السخط. (س) ومنه الحديث " أنه ما انتقم لنفسه قط، إلا أن تنتهك محارم الله " أي ما عاقب أحدا على مكروه أتاه من قبله. وقد تكرر في الحديث. يقال: نقم ينقم، ونقم ينقم. ونقم من (1) سيأتي في الصفحة القادمة بالفتح. (2) يروى " فينتقى " وسيجئ. (*)
[ 111 ]
فلان الاحسان، إذا جعله مما يؤديه إلى كفر النعمة. (س) ومنه حديث الزكاة " ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله " أي ما ينقم شيئا من منع الزكاة إلا أن يكفر النعمة، فكأن غناه أداه إلى كفر نعمة الله. (س) ومنه حديث عمر " فهو كالارقم، إن يقتل ينقم " أي إن قتله كان له من ينتقم منه. والارقم: الحية، كانوا في الجاهلية يزعمون أن الجن تطلب بثأر الجان، وهى الحية الدقيقة، فربما مات قاتله، وربما أصابه خيل. (نقه) (س) فيه " قالت أم المنذر: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه على وهو ناقه " نقه المريض ينقه فهو ناقه، إذا برأ وأفاق، وكان قريب العهد بالمرض لم يرجع إليه كمال صحته وقوته. * وفيه " فانقه إذا " أي افهم وافقه يقال: نقهت الحديث، مثل فهمت وفقهت. (نقا) (ه) في حديث أم زرع " لا سمين فينتقى " أي ليس له نقى فيستخرج. والنقى: المخ. يقال: نقيت العظم ونقوته، وانتقيته. ويروى " فينتقل " باللام. وقد تقدم. (س) ومنه الحديث " لا تجزى في الاضاحي الكسير التى لا تنقى " أي التى لا مخ لها، لضعفها وهزالها. * وحديث أبى وائل " فغبط منها شاة، فإذا هي لا تنقى ". * ومنه حديث عمرو بن العاص يصف عمر " ونقت له مختها " يعنى الدنيا. يصف ما فتح عليه منها. * وفيه " المدينة كالكير، تنقى خبثها " الرواية المشهورة بالفاء. وقد تقدمت. وقد جاء في رواية بالقاف، فإن كانت مخففة فهو من إخراج المخ: أي تستخرج خبثها، وإن كانت مشددة فهو من التنقية، وهو إفراد اجيد من الردئ. * ومنه حديث أم زرع " ودائس ومنق " هو بفتح النون الذى ينقى الطعام: أي يخرجه من قشره وتبنه. ويروى بالكسر. وقد تقدم، والفتح أشبه، لاقترانه بالدائس، وهما مختصان بالطعام.
[ 112 ]
(ه) وفيه " خلق الله جؤجؤ آدم من نقا ضرية " أي من رملها. وضرية: موضع معروف، نسب إلى ضرية بنت ربيعة بن نزار. وقيل: هي اسم بئر. (ه) وفيه " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقى " يعنى الخبز الحوارى. * ومنه الحديث " ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقى من حين ابتعثه الله حتى قبضه ". * وفيه " تنقه وتوقه " رواه الطبراني بالنون، وقال: معناه تخير الصديق ثم احذره. وقال غيره: " تبقه " بالباء: أي أبق المال ولا تسرف في الانفاق. وتوق في الاكتساب. ويقال: تبق بمعنى استبق، كالتقصي بمعنى الاستقصاء. (باب النون مع الكاف) (نكب) * في حديث حجة الوداع " فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس " أي يميلها إليهم، يريد بذلك أن يشهد الله عليهم. يقال: نكبت الاناء نكبا، ونكبته تنكيبا، إذا أماله وكبه. (ه) ومنه حديث سعد " قال يوم الشورى: إنى نكبت قرنى فأخذت سهمي الفالج " أي كببت كنانتي. (ه) وحديث الحجاج " إن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها ". (س) وفى حديث الزكاة " نكبوا عن الطعام " يريد الاكولة وذوات اللبن، ونحوهما: أي أعرضوا عنها ولا تأخذوها في الزكاة، ودعوها لاهلها. فيقال فيه: نكب ونكب. * ومنه الحديث الآخر " نكب عن ذات الدر ". (س) والحديث الآخر " قال لوحشي: تنكب عن وجهى " أي تنح، وأعرض عنى. (ه) وحديث عمر " نكب عنا ابن أم عبد " أي نحه عنا. وقد نكب عن الطريق، إذا عدل عنه، ونكب غيره
[ 113 ]
* وفى حديث قدوم المستضعفين بمكة " فجاءوا يسوق بهم الوليد بن الوليد، وسار ثلاثا على قدميه، وقد نكب بالحرة " أي نالته حجارتها وأصابته. ومنه النكبة: وهى ما يصيب الانسان من الحوادث. (س) ومنه الحديث " أنه نكبت إصبعه " أي نالتها الحجارة. * وفيه " كان إذا خطب بالمصلى تنكب على قوس أو عصا " أي اتكأ عليها. وأصله من تنكب القوس وانتكبها، إذا علقها في منكبه. (س) وفى حديث ابن عمر " خياركم ألينكم مناكب في الصلاة " المناكب: جمع منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. أراد لزوم السكينة في الصلاة. وقيل: أراد ألا يمتنع على من يجئ ليدخل في الصف لضيق المكان، بل يمكنه من ذلك. (س) وفى حديث النخعي " كان يتوسط العرفاء والمناكب " المناكب: قوم دون العرفاء، واحدهم: منكب. وقيل: المنكب: رأس العرفاء. وقيل: أعوانه. والنكابة: كالعرافة والنقابة. (نكت) (س) فيه " بينا هو ينكت إذ انتبه " أي يفكر ويحدث نفسه. وأصله من النكت بالحصى، ونكت الارض بالقضيب، وهو أن يؤثر فيها بطرفه، فعل المفكر المهموم. (س) ومنه الحديث " فجعل ينكت بقضيب " أي يضرب الارض بطرفه. (س) وحديث عمر " دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى " أي يضربون به الارض. (ه) وفى حديث أبى هريرة " ثم لانكتن بك الارض " أي أطرحك على رأسك. يقال: طعنه فنكته، إذا ألقاه على رأسه. (ه) وفى حديث ابن مسعود " أنه ذرق على رأسه عصفور، فنكته بيده " أي رماه عن رأسه إلى الارض.
[ 114 ]
(س) وفى حديث الجمعة " فإذا فيها نكته سوداء " أي أثر قليل كالنقطة، شبه الوسخ في المرآة والسيف، ونحوهما. (نكث) (س) في حديث على " أمرت بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين " النكث: نقض العهد. والاسم: النكث، بالكسر. وقد نكث ينكث. وأراد بهم أهل وقعة الجمل، لانهم كانوا بايعوه ثم نقضوا بيعته وقاتلوه، وأراد بالقاسطين أهل الشام، وبالمارقين الخوارج. (ه) وفى حديث عمر " أنه كان يأخذ النكث والنوى من الطريق، فإن مر بدار قوم رمى بهما فيها، وقال: انتفعوا بهذا " النكث، بالكسر: الخيط الخلق من صوف أو شعر أو وبر، سمى به لانه ينقض ثم يعاد فتله. (نكح) * في حديث قيلة " انطلقت إلى أخت لى ناكح في بنى شيبان " أي ذات نكاح، يعنى متزوجة، كما يقال: حائض وطاهر وطالق: أي ذات حيض وطهارة وطلاق. ولا يقال: ناكحة، إلا إذا أرادوا بناء الاسم من الفعل، فيقال: نكحت فهى ناكحة. (س) ومنه حديث سبيعة " ما أنت (1) بناكح حتى تنقضي العدة ". * وفى حديث معاوية " ولست بنكح طلقة " أي كثير التزويج والطلاق، والمعروف أن يقال: نكحة، ولكن هكذا روى، وفعلة: من أبنية المبالغة لمن يكثر منه الشئ. (نكد) (س) في حديث هوازن " ولا درها بما كد، أو ناكد " قال القتيبى: إن كان المحفوظ ناكدا، فإنه أراد القليل، لان الناكد الناقة الكثيرة اللبن، فقال: ما درها بغزير. والناكد أيضا: القليلة اللبن. وقيل: هي التى مات ولدها. والماكد قد تقدم. * وفى قصيد كعب: * قامت فجاوبها نكد مثاكيل * النكد: جمع ناكد، وهى التى لا يعيش لها ولد. (نكر) (ه) في حديث أبى سفيان " قال: إن محمدا لم يناكر أحدا قط إلا كانت (1) في الاصل، وا: " أنت " بالفتح. وضبطته بالكسر من النسخة 517، واللسان. (*)
[ 115 ]
معه الاهوال " أي لم يحارب. والمناكرة: المحاربة، لان كل واحد من المتحاربين يناكر الآخر: أي يداهيه ويخادعه. والاهوال: المخاوف والشدائد. وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام " نصرت بالرعب ". (ه) ومنه حديث أبى وائل وذكر أبا موسى فقال: " ما كان أنكره ! " أي أدهاه، من النكر، بالضم: وهو الدهاء، والامر المنكر. ويقال للرجل إذا كان فطنا: ما أشد نكره، بالضم والفتح. * ومنه حديث معاوية " إنى لاكره النكارة في الرجل " يعنى الدهاء. (ه) وفى حديث بعضهم (1) " كنت لى أشد نكرة " النكرة بالتحريك: الاسم من الانكار، كالنفقة من الانفاق. وقد تكرر ذكر " الانكار والمنكر " في الحديث، وهو ضد المعروف. وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه فهو منكر. يقال: أنكر الشئ ينكره إنكارا، فهو منكر، ونكره ينكره نكرا، فهو منكور، واستنكره فهو مستنكر. والنكير: الانكار. والانكار: الجحود. ومنكر ونكير: اسما الملكين، مفعل وفعيل. (نكس) * في حديث أبى هريرة " تعس عبد الدينار وانتكس " أي انقلب على رأسه. وهو دعاء عليه بالخيبة، لان من انتكس في أمره فقد خاب وخسر. (ه) وفى حديث ابن مسعود " قيل له: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا، فقال: ذلك منكوس القلب " قيل: هو أن يبدأ من آخر السورة حتى يقرأها إلى أولها. وقيل: هو أن يبدأ من آخر القرآن، فيقرأ السور ثم يرتفع إلى البقرة (2). (س) وفى حديث جعفر الصادق " لا يحبنا ذو رحم منكوسة " قيل: هو المأبون، لانقلاب شهوته إلى دبره. (س) وفى حديث الشعبى " قال في السقط: إذا نكس في الخلق الرابع عتقت به (1) بهامش اللسان: " عبارة النهاية: وفى حديث عمر بن عبد العزيز ". (2) وهو قول أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (*)
[ 116 ]
الامة، وانقضت به عدة الحرة " أي إذا قلب ورد في الخلق الرابع، وهو المضغة، لانه أولا تراب ثم نطفة ثم علقة ثم مضغة. * وفى قصيد كعب: * زالوا فما زال أنكاس ولا كشف * الانكاس: جمع نكس، بالكسر، وهو الرجل الضعيف. (نكش) (ه) في حديث على " ذكره رجل فقال: عنده شجاعة ما تنكش " أي ما تستخرج ولا تنزف، لانها بعيدة الغاية، يقال: هذه بئر ما تنكش: أي ما تنزح. (نكص) * في حديث على وصفين " قدم للوثبة يدا، وأخر للنكوص رجلا " النكوص: الرجوع إلى وراء، وهو القهقرى. نكص ينكص فهو ناكص. وقد تكرر في الحديث. (نكف) (ه) فيه " أنه سئل عن قول: سبحان الله، فقال: إنكاف الله من كل سوء " أي تنزيهه وتقديسه. يقال: نكفت (1) من الشئ واستنكفت منه: أي أنفت منه. وأنكفته: أي نزهته عما يستنكف. (ه) وفى حديث على " جعل يضرب بالمعول حتى عرق جبينه وانتكف العرق عن جبينه " أي مسحه ونحاه. يقال: نكفت الدمع وانتكفته، إذا نحيته بإصبعك من خدك. (ه) وفى حديث حنين " قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف " أي لا يحصى ولا يبلغ آخره. وقيل: لا ينقطع آخره، كأنه من نكف الدمع. (نكل) (ه) فيه " إن الله يحب النكل على النكل، قيل: وما ذاك ؟ قال: الرجل القوى المجرب المبدئ المعيد، على الفرس القوى المجرب " النكل بالتحريك: من التنكيل، وهو المنع والتنحية عما يريد. يقال: رجل نكل ونكل، كشبه وشبه: أي ينكل به أعداؤه. وقد نكل (2) عن الامر ينكل، ونكل ينكل، إذا امتنع. (1) من باب تعب، ومن باب قتل، لغة. كما ذكر صاحب المصباح. (2) كضرب، ونصر، وعلم، كما في القاموس. (*)
[ 117 ]
ومنه النكول في اليمين، وهو الامتناع منها، وترك الاقدام عليها. [ ه ] ومنه الحديث " مضر صخرة الله التى لا تنكل " أي لا تدفع عما سلطت عليه لثبوتها في الارض. يقال: أنكلت الرجل عن حاجته، إذا دفعته عنها. (س) وفى حديث ماعز " لانكلنه عنهن " أي لامنعنه. (ه) وفى حديث على " غير (1) نكل في قدم " أي بغير جبن وإحجام في الاقدام. * وفى حديث وصال الصوم " لو تأخر لزدتكم، كالتنكيل لهم " أي عقوبة لهم. وقد نكل به تنكيلا، ونكل به، إذا جعله عبرة لغيره. والنكال: العقوبة التى تنكل الناس عن فعل ما جعلت له جزاء. * وفيه " يؤتى بقوم في النكول " يعنى القيود، الواحد: نكل، بالكسر، ويجمع أيضا على أنكال، لانها ينكل بها: أي يمنع. (نكه) (س) في حديث شارب الخمر " استنكهوه " أي شموا نكهته ورائحة فمه، هل شرب الخمر أم لا ؟ * وفيه " أخاف أن تنكه قلوبكم " هكذا جاء في رواية. والمعروف " أن تنكره " قال بعضهم: إن الهاء بدل من همزة: نكأت الجرح، إذا قشرته، يريد أخاف أن تنكأ قلوبكم، وتوغر صدوركم، فقلب الهمزة. (نكا) (س) فيه " أو ينكى لك عدوا " يقال: نكيت في العدو أنكى نكاية فأنا ناك، إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل، فوهنوا لذلك، وقد يهمز لغة فيه. يقال: نكأت القرحة أنكؤها، إذا قشرتها. (باب النون مع الميم) (نمر) (س) فيه " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ركوب النمار " وفى رواية " النمور " أي جلود النمور، وهى السباع المعروفة، واحدها: نمر. إنما نهى عن استعمالها لما فيها (1) في الهروي، والفائق 1 / 389: " بغير نكل " وفى الهروي: " قدم ". (*)
[ 118 ]
من الزينة والخيلاء، ولانه زى الاعاجم، أو لان شعره لا يقبل الدباغ عند أحد الائمة إذا كان غير ذكى ولعل أكثر ما كانوا يأخذون جلود النمور إذا ماتت، لان اصطيادها عسير. (س) ومنه حديث أبى أيوب " أنه أتى بدابة سرجها نمور، فنزع الصفة " يعنى [ الميثرة، فقيل (1): الجديات نمور، يعنى ] (2) البداد. فقال: إنما ينهى عن الصفة ". * وفى حديث الحديبية " قد لبسوا لك جلود النمور " هو كناية عن شدة الحقد والغضب، تشبيها بأخلاق النمر وشراسته. (ه) وفيه " فجاءه قوم مجتابى (3) النمار " كل شملة مخططة من مآزر الاعراب فهى نمرة، وجمعها: نمار، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض. وهى من الصفات الغالبة، أراد أنه جاءه قوم لابسى أزر مخططة من صوف. (ه) ومنه حديث مصعب بن عمير " أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه نمرة ". وحديث خباب " لكن حمزة لم يكن له إلا نمرة ملحاء " وقد تكرر ذكرها في الحديث، مفردة ومجموعة. * وفى حديث الحج " حتى أتى نمرة " هو الجبل الذى عليه أنصاب الحرم بعرفات. * وفى حديث أبى ذر " الحمد لله الذى أطعمنا الخمير وسقانا النمير " الماء النمير: الناجع في الرى. * ومنه حديث معاوية " خبز خمير وماء نمير ". (نمرق) (س) فيه " اشتريت نمرقة " أي وسادة، وهى بضم النون والراء وبكسرهما، وبغير هاء، وجمعها: نمارق. * ومنه حديث هند يوم أحد: نحن بنات طارق * نمشي على النمارق (1) في الاصل: " فقال " والتصحيح من النسخة 517، واللسان، ومما سبق في مادة (جدا). (2) ساقط من ا. (3) نصب على الحالية من " قوم " الموصوفة. وانظر صحيح مسلم (باب الحث على الصدقة من كتاب الزكاة ص 705. وفيه: " فجاءه قوم حفاة عراة مجتابى النمار... " (*)
[ 119 ]
(نمس) (ه) في حديث المبعث " إنه ليأتيه الناموس الاكبر " الناموس: صاحب سر الملك. [ وهو خاصه الذى يطلعه على ما يطويه عن غيره من سرائره ] (1). وقيل: الناموس: صاحب سر الخير، والجاسوس: صاحب سر الشر، وأراد به جبريل عليه السلام، لان الله تعالى خصه بالوحى والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره. * ومنه حديث ورقة " لئن كان ما تقولين حقا ليأتيه (2) الناموس الذى كان يأتي موسى عليه السلام ". (س) وفى حديث سعد " أسد في ناموسته " الناموس: مكمن الصياد، فشبه به موضع الاسد. والناموس: المكر والخداع. والتنميس: التلبيس. (نمش) (س) فيه " فعرفنا نمش أيديهم في العذوق " النمش، بفتح الميم وسكونها: الاثر: أي أثر أيديهم فيها. وأصل النمش: نقط بيض وسود في اللون. وثور نمش، بكسر الميم. (نمص) (ه) فيه " أنه لعن النامصة والمتنمصة " النامصة: التى تنتف الشعر من وجهها. والمتنمصة: التى تأمر من يفعل بها ذلك. وبعضهم يرويه " المنتمصة " بتقديم النون على التاء. ومنه قيل للمنقاش: منماص. (نمط) (ه) في حديث على " خير هذه الامة النمط الاوسط " النمط: الطريقة من الطرائق، والضرب من الضروب. يقال: ليس هذا من ذلك النمط: أي من ذلك الضرب. والنمط: الجماعة من الناس أمرهم واحد. كره على الغلو والتقصير في الدين. * وفى حديث ابن عمر " أنه كان يجلل بدنه الانماط " هي ضرب من البسط له خمل رقيق، واحدها: نمط. (1) ساقط من ا والهروى، ونسختين أخريين من النهاية، برقمى 517، 590. وهو في الاصل، والفائق 1 / 164 وفيه: " خاصته ". (2) في الاصل: " ليأتينه " وأثبت ما في ا، واللسان، والصحاح، والفائق 1 / 163. (*)
[ 120 ]
* ومنه حديث جابر " وأنى لنا أنماط ؟ ". (نمل) * فيه " لا رقية إلا في ثلاث: النملة والحمة والنفس " النملة: قروح تخرج في الجنب. (س ه) ومنه الحديث " قال للشفاء: علمي حفصة رقية النملة " قيل: إن هذا من لغز الكلام ومزاحه، كقوله للعجوز: " لا تدخل العجز الجنة " وذلك أن رقيه النملة شئ كانت تستعمله النساء، يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع. ورقية النملة التى كانت تعرف بينهن أن يقال: العروس تحتفل وتختضب وتكتحل، وكل شئ تفتعل، غير ألا تعصى الرجل. ويروى عوض تحتفل " تنتعل "، وعوض تختضب " تقتال "، فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة: لانه ألقى إليها سرا فأفشته. (ه) وفيه " أنه نهى عن قتل أربع من الدواب، منها النملة " قيل: إنما نهى عنها لانها قليلة الاذى. وقيل: أراد نوعا منه خاصا، وهو الكبار ذوات الارجل الطوال. قال الحربى: النمل (1): ما كان له (2) قوائم، فأما الصغار فهو (3) الذر. (س) وفيه " نمل بالاصابع " أي كثير العبث بها. يقال: رجل نمل الاصابع: أي خفيفها في العمل. (نمم) * قد تكرر فيه ذكر " النميمة " وهى نقل الحديث من قوم إلى قوم، على جهة الافساد والشر. وقد نم الحديث ينمه وينمه نما فهو نمام، والاسم النميمة، ونم الحديث، إذا ظهر، فهو متعد ولازم. (نمنم) (س) في حديث سويد بن غفلة (4) " أنه أتى بناقة منمنمة " أي سمينة ملتفة. والنبت المنمنم: الملتف المجتمع. (1) في الهروي: " النملة " (2) في الهروي: " لها " (3) في الهروي: " فهى ". (4) في الاصل، وا: " عفلة " بالمهملة. وهو خطأ، صوابه بالمعجمة من أسد الغابة 2 / 379 والاصابة 3 / 152. (*)
[ 121 ]
(نما) (ه) فيه " ليس بالكاذب من أصلح بين الناس، فقال خيرا أو نمى خيرا " يقال: نميت الحديث أنميه، إذا بلغته على وجه الاصلاح وطلب الخير، فإذا بلغته على وجه الافساد والنميمة، قلت: نميته، بالتشديد. هكذا قال أبو عبيد وابن قتيبة وغيرهما من العلماء. وقال الحربى: نمى مشددة. وأكثر المحدثين يقولونها مخففة. وهذا لا يجوز، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن. ومن خفف لزمه أن يقول: خير، بالرفع. وهذا ليس بشئ، فإنه ينتصب بنمى، كما انتصب بقال، وكلاهما على زعمه لازمان، وإنما نمى متعد. يقال: نميت الحديث: أي رفعته وأبلغته. [ ه ] وفيه " لا تمثلوا بنامية الله " النامية: الخلق، من نمى الشئ ينمى وينمو، إذا زاد وارتفع. (س) ومنه الحديث " ينمى صعدا " أي يرتفع ويزيد صعودا. (ه) ومنه الحديث " أن رجلا أراد الخروج إلى تبوك، فقالت له أمه، أو امرأته: كيف بالودى ؟ فقال: الغزو أنمى للودى " أي ينميه الله للغازي، ويحسن خلافته عليه. * ومنه حديث معاوية " لبعت الفانية واشتريت النامية " أي لبعت الهرمة من الابل، واشتريت الفتية منها. (ه) وفيه " كل ما أصميت ودع ما أنميت " الانماء: أن ترمى الصيد فيغيب عنك فيموت ولا تراه. يقال: أنميت الرمية فنمت تنمى، إذا غابت ثم ماتت. وإنما نهى عنها، لانك لا تدرى هل ماتت برميك أو بشئ غيره. * وفيه " من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه " أي انتسب إليهم ومال، وصار معروفا بهم. يقال: نميت الرجل إلى أبيه نميا: نسبته إليه، وانتمى هو. (ه) وفى حديث ابن عبد العزيز " أنه طلب من امرأته نمية أو نمامي، ليشترى به عنبا، فلم يجدها " النمية: الفلس، وجمعها: نمامي، كذرية وذراري. قال الجوهرى: النمى (1): الفلس، بالرومية، وقيل (2): الدرهم الذى فيه رصاص أو نحاس، الواحدة: نمية. (1) الصحاح (نمم) وفيه زيادة: " بالضم " (2) القائل هو أبو عبيد، كما صرح به في الصحاح. (*)
[ 122 ]
(باب النون مع الواو) (نوأ) (ه) فيه " ثلاث من أمر الجاهلية: الطعن في الانساب، والنياحة، والانواء " قد تكرر ذكر " النوء والانواء " في الحديث. * ومنه الحديث " مطرنا بنوء كذا ". * وحديث عمر " كم بقى من نوء الثريا " والانواء: هي ثمان وعشرون منزلة، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها. ومنه قوله تعالى " والقمر قدرناه منازل " ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضى جميعها مع انقضاء السنة. وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه إليها، فيقولون: مطرنا بنوء كذا. وإنما سمى نوءا، لانه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق، ينوء نوءا: أي نهض وطلع. وقيل: أراد بالنوء الغروب، وهو من الاضداد. قال أبو عبيد: لم نسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع. وإنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الانواء لان العرب كانت تنسب المطر إليها. فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى، وأراد بقوله: " مطرنا بنوء كذا " أي في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني، فإن ذلك جائز: أي أن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الاوقات. (س) وفى حديث عثمان " أنه قال للمرأة التى ملكت أمرها فطلقت زوجها، فقالت: أنت طالق، فقال عثمان: إن الله خطأ نوءها، ألا طلقت نفسها ؟ " قيل: هو دعاء عليها، كما يقال: لا سقاه الله الغيث، وأراد بالنوء الذى يجئ فيه المطر. قال الحربى: وهذا لا يشبه الدعاء، إنما هو خبر. والذى يشبه أن يكون دعاء: * حديث ابن عباس " خطأ الله نوءها " والمعنى فيهما: لو طلقت نفسها لوقع الطلاق.
[ 123 ]
فحيث طلقت زوجها لم يقع، فكانت كمن يخطئه النوء فلا يمطر. (س) وفى حديث الذى قتل تسعا وتسعين نفسا " فناء بصدره " أي نهض. ويحتمل أنه بمعنى نأى: أي بعد. يقال: ناء ونأى بمعنى. (س) ومنه الحديث " لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على من ناوأهم " أي ناهضهم وعاداهم. يقال: ناوأت الرجل نواء ومناوأة، إذا عاديته. وأصله من ناء إليك ونؤت إليه، إذا نهضتما. (ه) ومنه حديث الخيل " ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لاهل الاسلام " أي معاداة لهم. (نوب) (س) في حديث خيبر " قسمها نصفين: نصفا لنوائبه وحاجاته، ونصفا بين المسلمين " النوائب: جمع نائبة، وهى ما ينوب الانسان: أي ينزل به من المهمات والحوادث. وقد نابه ينوبه نوبا، وانتابه، إذا قصده مرة بعد مرة. * ومنه حديث الدعاء " يا أرحم من انتابه المسترحمون ". * وحديث صلاة الجمعة " كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم ". (س) ومنه الحديث " احتاطوا لاهل الاموال في النائبة والواطئة " أي الاضياف الذين ينوبونهم. * وفى حديث الدعاء " وإليك أنبت " الانابة: الرجوع إلى الله بالتوبة. يقال: أناب ينيب إنابة فهو منيب، إذا أقبل ورجع. وقد تكرر في الحديث. (نوت) * في حديث على " كأنه قلع دارى عنجه نوتيه " النوتى: الملاح الذى يدبر السفينة في البحر. وقد نات ينوت نوتا، إذا تمايل من النعاس، كأن النوتى يميل السفينة من جانب إلى جانب. (س) ومنه حديث ابن عباس في قوله تعالى: " ترى أعينهم تفيض من الدمع " أنهم كانوا نواتين " أي ملاحين. تفسيره في الحديث. (نوح) (س) في حديث ابن سلام " لقد قلت القول العظيم يوم القيامة، في الخليفة
[ 124 ]
من بعد نوح " قيل: أراد بنوح عمر، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار أبا بكر وعمر رضى الله عنهما في أسارى بدر، فأشار عليه أبو بكر بالمن عليهم، وأشار عليه عمر بقتلهم، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على أبى بكر وقال: " إن إبراهيم كان ألين في الله من الدهن باللبن (1) " وأقبل على عمر فقال: " إن نوحا كان أشد في الله من الحجر " فشبه أبا بكر بإبراهيم حين قال " فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم " وشبه عمر بنوح، حين قال: " لا تذر على الارض من الكافرين ديارا ". وأراد ابن سلام أن عثمان خليفة عمر الذى شبه بنوح، وأراد بيوم القيامة يوم الجمعة، لان ذلك القول كان فيه. وعن كعب أنه رأى رجلا يظلم رجلا يوم الجمعة، فقال: ويحك، تظلم رجلا يوم القيامة ! والقيامة تقوم يوم الجمعة. وقيل: أراد أن هذا القول جزاؤه عظيم يوم القيامة. (نود) (س) فيه " لا تكونوا مثل اليهود، إذا نشروا التوراة نادوا " يقال: ناد ينود، إذا حرك رأسه وأكتافه. وناد من النعاس نودا، إذا تمايل. (نور) * في أسماء الله تعالى " النور " هو الذى يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية. وقيل: هو الظاهر الذى به كل ظهور. فالظاهر في نفسه المظهر لغيره يسمى نورا. * وفى حديث أبى ذر " قال له ابن شقيق: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أسأله: هل رأيت ربك ؟ فقال: قد سألته، فقال: نور أنى أراه ؟ " أي هو نور كيف أراه (2). سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: ما زلت (3) منكرا له، وما أدرى ما وجهه. وقال ابن خزيمة: في القلب من صحة هذا الخبر شئ، فإن ابن شقيق لم يكن يثبت أبا ذر. وقال بعض أهل العلم: النور جسم وعرض، والبارى عزوجل ليس بجسم ولا عرض، وإنما (1) في اللسان: " اللين ". (2) انظر النووي على مسلم (باب ما جاء في رؤية الله عزوجل، من كتاب الايمان) 3 / 12. (3) في اللسان: " ما رأيت ". (*)
[ 125 ]
المراد أن حجابه النور. وكذا روى في حديث أبى موسى. والمعنى: كيف أراه وحجابه النور: أي إن النور يمنع من رؤيته. * وفى حديث الدعاء " اللهم اجعل في قلبى نورا " وباقى أعضائه (1). أراد ضياء الحق وبيانه، كأنه قال: اللهم استعمل هذه الاعضاء منى في الحق. واجعل تصرفى وتقلبى فيها على سبيل الصواب والخير. (ه) وفى صفته صلى الله عليه وسلم " أنور المتجرد " أي نير لون الجسم. يقال للحسن المشرق اللون: أنور، وهو أفعل من النور. يقال: نار فهو نير، وأنار فهو منير. * وفى حديث مواقيت الصلاة " أنه نور بالفجر " أي صلاها وقد استنار الافق كثيرا. (ه) وفى حديث على " نائرات الاحكام، ومنيرات الاسلام " النائرات: الواضحات البينات، والمنيرات كذلك. فالاولى من نار، والثانية من أنار، وأنار لازم ومتعد. (ه) ومنه الحديث " فرض عمر للجد ثم أنارها زيد بن ثابت " أي أوضحها وبينها. (ه) وفيه " لا تستضيئوا بنار المشركين " أراد بالنار هاهنا (2) الرأى: أي لا تشاوروهم. فجعل الرأى مثلا للضوء عند الحيرة. (ه) وفيه " أنا برئ من كل مسلم مع مشرك، قيل: لم يا رسول الله ؟ قال: لا ترا أي ناراهما " أي لا تجتمعان ؟ بحيث تكون نار أحدهما مقابل نار الآخر. وقيل: هو من سمة الابل بالنار. وقد تقدم مشروحا في حرف الراء. (ه) ومنه حديث صعصعة بن ناجية جد الفرزدق " قال: وما ناراهما (3) ؟ " أي ما سمتهما التى وسمتا بها، يعنى ناقتيه الضالتين، فسميت السمة نارا لانها تكوى بالنار، والسمة: العلامة. (س) وفيه " الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلا والنار " أراد: ليس لصاحب النار (1) انظر صحيح مسلم (باب الدعاء في صلاة الليل، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها) ص 530. (2) هذا شرح ابن الاعرابي، كما ذكر الهروي. (3) في الهروي، والفائق 3 / 133: " وما نارهما ". (*)
[ 126 ]
أن يمنع من أراد أن يستضئ منها أو يقتبس. وقيل: أراد بالنار الحجارة التى تورى النار: أي لا يمنع أحد أن يأخذ منها. * وفى حديث الازار " وما كان أسفل من ذلك فهو في النار " معناه أن ما دون الكعبين من قدم صاحب الازار المسبل في النار، عقوبة له على فعله. وقيل: معناه أن صنيعه ذلك وفعله في النار: أي أنه معدود محسوب من أفعال أهل النار. * وفيه " أنه قال لعشرة أنفس فيهم سمرة: آخركم يموت في النار " فكان سمرة آخر العشرة موتا. قيل: إن سمرة أصابه كزاز شديد، فكان لا يكاد يدفأ، فأمر بقدر عظيمة فملئت ماء، وأوقد تحتها، واتخذ فوقها مجلسا، وكان يصعد إليه بخارها فيدفئه، فبينا هو كذلك خسفت به فحصل في النار، فذلك الذى قال له. والله أعلم. (س) وفى حديث أبى هريرة " العجماء جبار، والنار جبار " قيل: هي النار يوقدها الرجل في ملكه، فتطيرها الريح إلى مال غيره فيحترق ولا يملك ردها، فتكون هدرا. وقيل: الحديث غلط فيه عبد الرزاق، وقد تابعه عبد الملك الصنعانى. وقيل: هو تصحيف " البئر " فإن أهل اليمن يميلون النار فتنكسر النون، فسمعه بعضهم على الامالة فكتبه بالياء فقرأوه مصحفا بالباء. والبئر هي التى يحفرها الرجل في ملكه أو في موات، فيقع فيها إنسان فيهلك، فهو هدر. قال الخطابى: لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون: غلط فيه عبد الرزاق حتى وجدته لابي داود (1) من طريق أخرى. * وفيه " فإن تحت البحر نارا وتحت النار بحرا " هذا تفخيم لامر البحر وتعظيم لشأنه، وأن الآفة تسرع إلى راكبه في غالب الامر، كما يسرع الهلاك من النار لمن لابسها ودنا منها. * وفى حديث سجن جهنم " فتعلوهم نار الانيار " لم أجده مشروحا، ولكن هكذا يروى، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه نار النيران، فجمع النار على أنيار، وأصلها: أنوار، لانها (1) انظر سنن أبى داود (باب في الدابة تنفح برجلها، من كتاب الديات) 2 / 167. (*)
[ 127 ]
من الواو، كما جاء في ريح وعيد: أرياح وأعياد، من الواو. والله أعلم. (س) وفيه " كانت بينهم نائرة " أي فتنة حادثه وعداوة. ونار الحرب ونائرتها: شرها وهيجها. (س) وفى صفة ناقة صالح عليه السلام " هي أنور من أن تحلب " أي أنفر. والنوار: النفار. ونرته وأنرته: نفرته. وامرأة نوار: نافرة عن الشر والقبيح. (ه) وفى حديث خزيمة " لما نزل تحت الشجرة أنورت " أي حسنت خضرتها، من الانارة. وقيل: إنها أطلعت نورها، وهو زهرها. يقال: نورت الشجرة وأنارت. فأما أنورت فعلى الاصل. (ه) وفيه " لعن الله من غير منار الارض " المنار: جمع منارة، وهى العلامة تجعل بين الحدين. ومنار الحرم: أعلامه التى ضربها الخليل عليه السلام على أقطاره ونواحيه. والميم زائدة. * ومنه حديث أبى هريرة " إن للاسلام صوى ومنارا " أي علامات وشرائع يعرف بها. (نوز) (ه) في حديث عمر " أتاه رجل من مزينة عام الرمادة يشكو إليه سوء الحال، فأعطاه ثلاثة أنياب وقال: سر، فإذا قدمت فانحر ناقة، ولا تكثر في أول ما تطعمهم ونوز " قال شمر: قال القعنبى: أي قلل. قال: ولم أسمعها إلا له. وهو ثقة. (نوس) (ه) في حديث أم زرع " أناس من حلى أذنى " كل شئ يتحرك متدليا فقد ناس ينوس نوسا، وأناسه غيره، تريد أنه حلاها قرطة وشنوفا تنوس بأذنيها. * وفى حديث عمر " مر عليه رجل وعليه إزار يجره، فقطع ما فوق الكعبين، فكأني أنظر إلى الخيوط نائسة على كعبيه " أي متدلية متحركة. (ه) ومنه حديث العباس " وضفيرتاه تنوسان على رأسه ". (س) وفى حديث ابن عمر " دخلت على حفصة ونوساتها تنطف " أي ذوائبها تقطر ماء. فسمى الذوائب نوسات، لانها تتحرك كثيرا.
[ 128 ]
(نوش) (س) فيه " يقول الله: يا محمد نوش العلماء اليوم في ضيافتي " التنويش: للدعوة: الوعد وتقدمته. قاله أبو موسى. * وفى حديث على، وسئل عن الوصية فقال: " الوصية نوش بالمعروف " أي يتناول الموصى الموصى له بشئ، من غير أن يجحف بماله. وقد ناشه ينوشه نوشا، إذا تناوله وأخذه. * ومنه حديث قتيلة أخت النضر بن الحارث: ظلت سيوف بنى أبيه تنوشه * لله أرحام هناك تشقق أي تتناوله وتأخذه. (س) ومنه حديث قيس بن عاصم " كنت أناوشهم وأهاوشهم في الجاهلية " أي أقاتلهم. والمناوشة في القتال: تدانى الفريقين، وأخذ بعضهم بعضا. * وحديث عبد الملك " لما أراد الخروج إلى مصعب بن الزبير ناشت به امرأته وبكت فبكت جواريها " أي تعلقت به. * وفى حديث عائشة تصف أباها " فانتاش الدين بنعشه " أي استدركه واستنقذه وتناوله، وأخذه من مهواته، وقد يهمز، من النئيش وهو حركة في إبطاء. يقال: نأشت الامر أنأشه نأشا فانتأش. والاول الوجه. (نوط) (ه) فيه " أهدوا له نوطا من تعضوض " النوط: الجلة الصغيرة التى يكون فيها التمر. * ومنه حديث وفد عبد القيس " أطعمنا من بقية القوس الذى في نوطك ". (ه) وفيه " اجعل لنا ذات أنواط " هي اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم: أي يعلقونه بها، ويعكفون حولها، فسألوه أن يجعل لهم مثلها، فنهاهم عن ذلك. وأنواط: جمع نوط، وهو مصدر سمى به المنوط. (س) ومنه حديث عمر " أنه أتى بمال كثير، فقال: إنى لاحسبكم قد أهلكتم الناس، فقالوا: والله ما أخذناه إلا عفوا، بلا سوط ولا نوط " أي بلا ضرب ولا تعليق. * ومنه حديث على " المتعلق بها كالنوط المذبذب " أراد ما يناط برحل الراكب من
[ 129 ]
قعب أو غيره، فهو أبدا يتحرك. (س) وفيه " أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم " أي علق، يقال: نطت هذا الامر به أنوطه، وقد نيط به فهو منوط. * وفيه " بعير له قد نيط " يقال: نيط الجمل، فهو منوط، إذا أصابه النوط، وهى غدة تصيبه في بطنه فتقتله. (نوق) (ه) فيه " أن رجلا سار معه على جمل قد نوقه وخيسه " المنوق: المذلل، وهو من لفظ الناقة، كأنه أذهب شدة ذكورته، وجعله كالناقة المروضة المنقادة. * ومنه حديث عمران بن حصين " وفيه ناقة منوقة ". (س) وفى حديث أبى هريرة " فوجد أينقه " الاينق: جمع قلة لناقة، وأصله: أنوق، فقلب وأبدل واوه ياء. وقيل: هو على حذف العين وزيادة الياء عوضا عنها، فوزنه على الاول: أعفل، لانه قدم العين، وعلى الثاني: أيفل، لانه حذف العين. (نوك) (س) في حديث الضحاك " إن قصاصكم نوكى " أي حمقى، جمع أنوك. والنوك بالضم: الحمق. (نول) [ ه ] في حديث موسى والخضر عليهما السلام " حملوهما في السفينة بغير نول " أي بغير أجر ولا جعل، وهو مصدر ناله ينوله، إذا أعطاه. * ومنه الحديث " ما نول امرئ مسلم أن يقول غير الصواب، أو أن يقول ما لا يعلم " أي ما ينبغى له وما حظه أن يقول. * ومنه قولهم " ما نولك أن تفعل كذا ". (نوم) (س) فيه " أنزلت عليك كتابا تقرؤه نائما ويقظان " أي تقرؤه حفظا في كل حال عن قلبك. وقد تقدم مبسوطا في حرف الغين مع السين. (س) وفى حديث عمران بن حصين رضى الله عنه " صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا،
[ 130 ]
فإن لم تستطع فنائما " أراد به الاضطجاع. ويدل عليه الحديث الآخر " فإن لم تستطع فعلى جنب ". وقيل: نائما: تصحيف، وإنما أراد قائما. أي بالاشارة، كالصلاة عند التحام القتال، وعلى ظهر الدابة. * وفى حديثه الآخر " من صلى نائما فله نصف أجر القاعد " قال الخطابى (1): لا أعلم أنى سمعت صلاة النائم إلا في هذا الحديث، ولا أحفظ عن أحد من أهل العلم أنه رخص في صلاة التطوع نائما، كما رخص فيها قاعدا، فإن صحت هذه الرواية، ولم يكن أحد الرواة أدرجه في الحديث، وقاسه على صلاة القاعد وصلاة المريض إذا لم يقدر على القعود، فتكون صلاة المتطوع القادر نائما جائزة، والله أعلم. هكذا قال في " معالم السنن ". وعاد قال في " أعلام السنة ": كنت تأولت هذا الحديث في كتاب " المعالم " على أن المراد به صلاة التطوع، إلا أن قوله " نائما " يفسد هذا التأويل، لان المضطجع لا يصلى التطوع كما يصلى القاعد، فرأيت الآن أن المراد به المريض المفترض الذى يمكنه أن يتحامل فيقعد مع مشقة، فجعل أجره ضعف أجره إذا صلى نائما، ترغيبا له في القعود مع جواز صلاته نائما، وكذلك جعل صلاته إذا تحامل وقام مع مشقة ضعف صلاته إذا صلى قاعدا مع الجواز. والله أعلم. * وفى حديث بلال والاذان " عد وقل: ألا إن العبد نام، ألا إن العبد نام " أراد بالنوم الغفلة عن وقت الاذان. يقال: نام فلان عن حاجتى، إذا غفل عنها ولم يقم بها. وقيل: معناه أنه قد عاد لنومه، إذ كان عليه بعد وقت من الليل، فأراد أن يعلم الناس بذلك، لئلا ينزعجوا من نومهم بسماع أذانه. (س) وفى حديث سلمة " فنوموا " هو مبالغة في ناموا. * وفى حديث حذيفة وغزوة الخندق " فلما أصبحت قال: قم يانومان " هو الكثير النوم وأكثر ما يستعمل في النداء. * ومنه حديث عبد الله بن جعفر " قال للحسين ورأى ناقته قائمة على زمامها بالعرج، وكان مريضا: (1) انظر معالم السنن 1 / 225. (*)
[ 131 ]
أيها النوم. وظن أنه نائم، وإذا هو مثبت وجعا " أراد أيها النائم، فوضع المصدر موضعه، كما يقال: رجل صوم: أي صائم. (ه) وفى حديث على " أنه ذكر آخر الزمان والفتن، ثم قال: خير أهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة " النومة، بوزن الهمزة: الخامل الذكر الذى لا يؤبه له. وقيل: الغامض في الناس الذى لا يعرف الشر وأهله. وقيل: النومة بالتحريك: الكثير النوم. وأما الخامل الذى لا يؤبه له، فهو بالتسكين. ومن الاول: (ه) حديث ابن عباس " أنه قال لعلى: ما النومة ؟ قال: الذى يسكت في الفتنة، فلا يبدو منه شئ ". (ه) وفى حديث على " دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على المنامة " هي هاهنا الدكان التى ينام عليها، وفى غير هذا هي القطيفة، والميم الاولى زائدة. * وفى حديث غزوة الفتح " فما أشرف لهم يومئذ أحد إلا أناموه " أي قتلوه. يقال: نامت الشاة وغيرها، إذا ماتت، والنائمة: الميتة. (ه) ومنه حديث على " حث على قتال الخوارج فقال: إذا رأيتموهم فأنيموهم ". (نون) (ه) في حديث موسى والخضر عليهما السلام " خذ نونا ميتا " أي حوتا، وجمعه: نينان، وأصله: نونان، فقلبت الواو ياء، لكسرة النون. * ومنه حديث إدام أهل الجنة " هو بالام والنون ". * وحديث على " يعلم اختلاف النينان في البحار الغامرات ". (ه) وفى حديث عثمان " أنه رأى صبيا مليحا، فقال: دسموا نونته، كى لا تصيبه العين " أي سودوها. وهى النقرة التى تكون في الذقن. (نوه) (س) في حديث الزبير " أنه نوه به على " أي شهره وعرفه. (نوا) (ه) في حديث عبد الرحمن بن عوف " تزوجت امرأة من الانصار على نواة من ذهب " النواة: اسم لخمسة دراهم، كما قيل للاربعين: أوقية، وللعشرين: نش.
[ 132 ]
وقيل: أراد قدر نواة من ذهب كان قيمتها خمسة دراهم، ولم يكن ثم ذهب. وأنكره أبو عبيد. قال الازهرى: لفظ الحديث يدل على أنه تزوج المرأة على ذهب قيمته خمسة دراهم، ألا تراه: قال " نواة من ذهب " ولست أدرى لم أنكره أبو عبيد. والنواة في الاصل: عجمة التمرة. * ومنه حديثه الآخر " أنه أودع المطعم بن عدى جبجبة فيها نوى من ذهب " أي قطع من ذهب كالنوى، وزن القطعة خمسة دراهم. (س) وفى حديث عمر " أنه لقط نويات من الطريق، فأمسكها بيده، حتى مر بدار قوم فألقاها فيها وقال: تأكله داجنتهم " هي جمع قلة لنواة التمرة. والنوى: جمع كثرة. (ه) وفى حديث على وحمزة: * ألا يا حمز للشرف النواء * النواء: السمان. وقد نوت الناقة تنوى فهى ناوية. * وفى حديث الخيل " ورجل ربطها رياء ونواء " أي معاداة لاهل الاسلام. وأصلها الهمز (1)، وقد تقدمت. (ه) وفى حديث ابن مسعود " ومن ينو الدنيا تعجزه " أي من يسع لها يخب. يقال: نويت الشئ، إذا جددت في طلبه. والنوى: البعد. (ه) وفى حديث عروة في المرأة البدوية يتوفى (2) عنها زوجها " أنها تنتوى حيث انتوى أهلها " أي تنتقل وتتحول. (1) في الاصل: " الهمزة " والمثبت من ا، واللسان. (2) في الاصل: " التى توفى " والمثبت من ا، واللسان، والفائق 3 / 136. (*)
[ 133 ]
(باب النون مع الهاء) (نهب) (س) فيه " ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن " النهب: الغارة والسلب: أي لا يختلس شيئا له قيمة عالية. (س) ومنه الحديث " فأتى بنهب " أي غنيمة. يقال: نهبت أنهب نهبا. (س) ومنه الحديث " أنه نثر شئ في إملاك، فلم يأخذوه، فقال: ما لكم لا تنتهبون ؟ قالوا: أو ليس قد نهيت عن النهبى ؟ فقال: إنما نهيت عن نهبى العساكر، فانتهبوا " النهبى: بمعنى النهب، كالنحلى والنحل، للعطية. وقد يكون اسم ما ينهب، كالعمرى والرقبى. (س) ومنه حديث أبى بكر " أحرزت نهبى وأبتغى النوافل " أي قضيت ما على من الوتر قبل أن أنام، لئلا يفوتنى، فإن انتبهت تنفلت بالصلاة، والنهب هاهنا بمعنى المنهوب، تسمية بالمصدر. (س) ومنه شعر العباس بن مرداس: أتجعل نهبى ونهب العبي * - د بين عيينة والاقرع عبيد مصغر: اسم فرسه، وجمع النهب: نهاب ونهوب. (س) ومنه شعر العباس أيضا: كانت نهابا تلافيتها * بكرى على المهر بالاجرع (نهبر) (س) فيه " لا تتزوجن نهبرة " أي طويلة مهزولة. وقيل: هي التى أشرفت على الهلاك، من النهابر: المهالك. وأصلها:: حبال من رمل صعبة المرتقى. (ه) ومنه الحديث " من أصاب مالا من نهاوش (1) أذهبه الله في نهابر " أي في مهالك (1) في ا، والهروى: " مهاوش " والمثبت في الاصل، واللسان. وهما روايتان. انظر (نهش) و (هوش). (*)
[ 134 ]
وأمور متبددة. يقال: غشيت بى النهابير: أي حملتني على أمور شديدة صعبة، وواحد النهابير: نهبور. والنهابر مقصور منه، وكأن واحده نهبر. (ه) ومنه حديث عمرو بن العاص " أنه قال لعثمان: ركبت بهذه الامة نهابير من الامور فركبوها منك، وملت بهم، فمالوا بك، إعدل أو اعتزل ". (نهت) (ه) فيه " أريت الشيطان، فرأيته ينهت كما ينهت القرد " أي يصوت. والنهيت: صوت يخرج من الصدر شبيه بالزحير. (نهج) (ه) في حديث قدوم المستضعفين بمكة " فنهج بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى " النهج بالتحريك، والنهيج: الربو وتواتر النفس من شدة الحركة أو فعل متعب. وقد نهج بالكسر ينهج، وأنهجه غيره، وأنهجت الدابة، إذا سرت عليها حتى انبهرت. * ومنه الحديث " أنه رأى رجلا ينهج " أي يربو من السمن ويلهث. (ه) ومنه حديث عمر " فضربه حتى أنهج " أي وقع عليه الربو، يعنى عمر. (ه) ومنه حديث عائشة " فقادني وإنى لانهج " وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث العباس " لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترككم على طريق ناهجة " أي واضحة بينة. وقد نهج الامر وأنهج، إذا وضح. والنهج: الطريق المستقيم. (س) وفى شعر مازن: * حتى آذن الجسم بالنهج * أي بالبلى. وقد نهج الثوب والجسم، وأنهج، إذا بلى، وأنهجه البلى، إذا أخلقه. (نهد) (ه) فيه " أنه كان ينهد إلى عدوه حين تزول الشمس " أي ينهض. ونهد القوم لعدوهم، إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله. (ه) ومنه حديث ابن عمر " أنه دخل المسجد فنهد الناس يسألونه " أي نهضوا.
[ 135 ]
(س) ومنه حديث هوازن " ولا ثديها بناهد " أي مرتفع. يقال: نهد الثدى، إذا ارتفع عن الصدر، وصار له حجم. (ه) وفى حديث دار الندوة وإبليس " نأخذ من كل قبيلة شابا نهدا " أي قويا ضخما. * ومنه حديث الاعرابي: ياخير من يمشى بنعل فرد * وهبة (1) لنهدة ونهد النهد: الفرس الضخم القوى، والانثى: نهدة. (ه) وفى حديث الحسن " أخرجوا نهدكم، فإنه أعظم للبركة وأحسن لاخلاقكم " النهد، بالكسر: ما تخرجه الرفقة عند المناهدة إلى العدو، وهو أن يقسموا نققتهم بينهم بالسوية حتى لا يتغابنوا، ولا يكون لاحدهم على الآخر فضل ومنة. (نهر) * فيه " أنهروا الدم بما شئتم إلا الظفر والسن ". (ه) وفى حديث آخر " ما أنهر الدم فكل " الانهار: الاسالة والصب بكثرة، شبه خروج الدم من موضع الذبح بجرى الماء في النهر. وإنما نهى عن السن والظفر، لان من تعرض للذبح بهما خنق المذبوح، ولم يقطع حلقه. * وفيه " نهران مؤمنان ونهران كافران، فالمؤمنان: النيل والفرات، والكافران: دجلة ونهر بلخ ". وقد تقدم معنى الحديث في الهمزة. (ه) وفى حديث ابن أنيس " فأتوا منهرا فاختبأوا فيه " وقد تقدم هو وغيره في الميم. (نهز) (ه) فيه " أن رجلا اشترى من مال يتامى خمرا، فلما نزل التحريم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعرفه، فقال: أهرقها وكان المال نهز عشرة آلاف " أي قربها. وهو من ناهز الصبى البلوغ، إذا داناه. وحقيقته: كان ذا نهز. (س) ومنه حديث ابن عباس " وقد ناهزت الاحتلام " والنهزة: الفرصة. وانتهزتها: اغتنمتها. وفلان نهزة المختلس. (1) انظر مادة (فرد). (*)
[ 136 ]
(ه) ومنه حديث أبى الدحداح. * وانتهز الحق (1) إذا الحق وضح * أي قبله وأسرع إلى تناوله. * وحديث أبى الاسود " وإن دعى انتهز ". (س) وحديث عمر " أتاه الجارود وابن سيار يتناهزان إمارة " أي يتبادران إلى طلبها وتناولها. (س) وحديث أبى هريرة " سيجد أحدكم امرأته قد ملات عكمها من وبر الابل، فليناهزها، وليقتطع، وليرسل إلى جاره الذى لا وبر له " أي يبادرها ويسابقها إليه. (س) وفيه " من توضأ ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة غفر له ما خلا من ذنبه " النهز: الدفع. يقال: نهزت الرجل أنهزه، إذا دفعته، ونهز رأسه، إذا حركه. (ه) ومنه حديث عمر " من أتى هذا البيت ولا ينهزه إليه غيره رجع وقد غفر له " يريد أنه من خرج إلى المسجد أو حج، ولم ينو بخروجه غير الصلاة والحج من أمور الدنيا. (س) ومنه الحديث " أنه نهز راحلته " أي دفعها في السير. (ه) ومنه حديث عطاء " أو مصدور ينهز قيحا " أي يقذفه. يقال: نهز الرجل، إذا مد عنقه وناء بصدره ليتهوع. والمصدور: الذى بصدره وجع. (نهس) (ه س) في صفته صلى الله عليه وسلم " كان منهوس الكعبين (2) " أي لحمهما قليل. والنهس: أخذ اللحم بأطراف الاسنان. والنهش: الاخذ بجميعها. ويروى " منهوس القدمين " وبالشين أيضا. (س) ومنه الحديث " أنه أخذ عظما فنهس ما عليه من اللحم " أي أخذه بفيه. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث زيد بن ثابت " رأى شرحبيل وقد صاد نهسا بالاسواف " النهس: (1) في الهروي: " الحظ " ولم ينشد المصراع كله. (2) أخرجه الهروي في (نهش) " منهوش القدمين " قال: " وروى " منهوس العقبين " بالسين غير معجمة، أي قليل لحمها ". (*)
[ 137 ]
طائر يشبه الصرد، يديم تحريك رأسه وذنبه، يصطاد العصافير ويأوى إلى المقابر. والاسواف: موضع بالمدينة. (نهش) (س [ ه ]) فيه " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المنتهشة والحالقة " هي (1) التى تخمش وجهها عند المصيبة، فتأخذ لحمه بأظفارها. (س) ومنه الحديث " وانتهشت أعضادنا " أي هزلت. والمنهوش: المهزول المجهود (2). * وفيه " من جمع مالا من نهاوش " هكذا جاء في رواية بالنون، وهى المظالم، من قولهم: نهشه، إذا جهده، فهو منهوش. ويجوز أن يكون من الهوش: الخلط، ويقضى بزيادة النون، ويكون نظير قولهم: تباذير، وتخاريب، من التبذير والخراب. (نهق) (س) في حديث جابر " فنزعنا فيه حتى أنهقناه " يعنى في الحوض. هكذا جاء في رواية بالنون، وهو غلط، والصواب بالفاء. وقد تقدم. (نهك) (ه) فيه " غير مضر بنسل، ولا ناهك في الحلب " أي غير مبالغ فيه. يقال: نهكت الناقة حلبا أنهكها، إذا لم تبق في ضرعها لبنا. (ه) ومنه الحديث " لينهك الرجل ما بين أصابعه أو لتنهكنه النار " أي ليبالغ في غسل ما بينها في الوضوء، أو لتبالغن النار في إحراقه. * والحديث الآخر " إنهكوا الاعقاب أو لتنهكنها النار ". * وحديث الخلوق " اذهب فانهكه " قاله ثلاثا، أي بالغ في غسله. (ه) وحديث الخافضة " قال لها: أشمى ولا تنهكي " أي لا تبالغي في استقصاء الختان. (ه) وحديث يزيد بن شجرة " إنهكوا وجوه القوم " أي ابلغوا جهدكم في قتالهم. * وفى حديث ابن عباس " إن قوما قتلوا فأكثروا، وزنوا وانتهكوا " أي بالغوا في خرق محارم الشرع وإتيانها. (1) هذا شرح القتيبى، كما ذكر الهروي. (2) في الاصل: " والمجهود " والمثبت من ا، واللسان. (*)
[ 138 ]
* وحديث أبى هريرة " تنتهك ذمة الله وذمة رسوله " يريد نقض العهد، والغدر بالمعاهد. (ه) وفى حديث محمد بن مسلمة " كان من أنهك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي من أشجعهم. ورجل نهيك: أي شجاع. (نهل) (ه) في حديث الحوض " لا يظمأ والله ناهله " الناهل: الريان والعطشان، فهو من الاضداد. وقد نهل ينهل نهلا، إذا شرب. يريد من روى منه لم يعطش بعده أبدا. (ه) وفى حديث الدجال " أنه يرد كل منهل " المنهل من المياه: كل ما يطؤه الطريق، وما كان على غير الطريق لا يدعى منهلا، ولكن يضاف إلى موضعه، أو إلى من هو مختص به، فيقال: منهل بنى فلان: أي مشربهم وموضع نهلهم. * وفى قصيد كعب بن زهير: * كأنه منهل بالراح معلول * أي مسقى بالراح. يقال: أنهلته فهو منهل، بضم الميم. (س) وفى حديث معاوية " النهل الشروع " هو جمع ناهل وشارع: أي الابل العطاش الشارعة في الماء. (نهم) * فيه " إذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل إلى أهله " النهمة: بلوغ الهمة في الشئ. * ومنه " النهم من الجوع ". * ومنه الحديث " منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا ". (ه) وفى حديث إسلام عمر " قال: تبعته، فلما سمع حسى ظن أنى إنما تبعته لاوذيه فنهمنى وقال: ما جاء بك هذه الساعة ؟ " أي زجرني وصاح بى. يقال: نهم الابل، إذا زجرها وصاح بها لتمضى. [ ه ] ومنه حديث عمر " قيل له: إن خالد بن الوليد نهم ابنك فانتهم " أي زجره فانزجر.
[ 139 ]
(س) وفيه " أنه وفد عليه حى من العرب، فقال: بنو من أنتم ؟ قالوا: بنو نهم. فقال: نهم شيطان، أنتم بنو عبد الله ". (نهنه) * في حديث وائل " لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا، فما نهنهها شئ دون العرش " أي ما منعها وكفها عن الوصول إليه. (نها) * فيه " ليلنى (1) منكم أولو الاحلام والنهى " هي العقول والالباب، واحدتها نهية، بالضم، سميت بذلك لانها تنهى صاحبها عن القبيح. * ومنه حديث أبى وائل " لقد علمت أن التقى ذو نهية " أي ذو عقل. * ومنه الحديث " فتناهى ابن صياد " قيل: هو تفاعل، من النهى: العقل: أي رجع إليه عقله، وتنبه من غفلته. وقيل: هو من الانتهاء: أي انتهى عن زمزمته. * وفى حديث قيام الليل " هو قربة إلى الله، ومنهاة عن الآثام " أي حالة من شأنها أن تنهى عن الاثم، أو هي مكان مختص بذلك. وهى مفعلة من النهى. والميم زائدة. (ه) وفيه " قلت: يارسول الله، هل من ساعة أقرب إلى الله ؟ قال: نعم، جوف الليل الآخر، فصل حتى تصبح ثم أنهه حتى تطلع الشمس " قوله " أنهه " بمعنى انته. وقد أنهى الرجل، إذا انتهى، فإذا أمرت قلت: أنهه، فتزيد الهاء للسكت. كقوله تعالى " فبهداهم اقتده " فأجرى الوصل مجرى الوقف. * وفى حديث ذكر " سدرة المنتهى " أي ينتهى ويبلغ بالوصول إليها، ولا يتجاوزها علم الخلائق، من البشر والملائكة، أو لا يتجاوزها أحد من الملائكة والرسل، وهو (2) مفتعل، من النهاية: الغاية. (ه) وفيه " أنه أتى على نهى من ماء " النهى، بالكسر والفتح: الغدير، وكل موضع يجتمع فيه الماء. وجمعه: أنهاء ونهاء (3). (1) في الاصل، وا، واللسان: " ليلينى " مع تشديد النون في اللسان فقط. وهو جائز على التوكيد. انظر النووي 4 / 154، وانظر حواشى ص 434 من الجزء الاول. (2) في الاصل: " هو " وما أثبت من: ا، واللسان. (3) زاد في القاموس: " أنه، ونهى ". (*)
[ 140 ]
* ومنه حديث ابن مسعود " لو مررت على نهى نصفه ماء ونصفه دم لشربت منه وتوضأت " وقد تكرر في الحديث. (باب النون مع الياء) (نيأ) (س) فيه " نهى عن أكل النئ " هو الذى لم يطبخ، أو طبخ أدنى طبخ ولم ينضج. يقال: ناء اللحم ينئ نيئا، بوزن ناع ينيع نيعا، فهو نئ، بالكسر، كنيع. هذا هو الاصل. وقد يترك الهمز ويقلب ياء فيقال: نى، مشددا. * ومنه حديث الثوم " لا أراه إلا نيه (1) ". (نيب) (ه) فيه " لهم من الصدقة الثلب والناب " هي الناقة الهرمة التى طال نابها: أي سنها. وألفه منقلبة عن الياء، لقولهم في جمعه: أنياب. (س) ومنه حديث عمر " أعطاه ثلاثة أنياب جزائر ". (ه) ومنه الحديث " أنه قال لقيس بن عاصم: كيف أنت عند القرى ؟ قال: ألصق بالناب الفانية ". (س) وفى حديث زيد بن ثابت " أن ذئبا نيب في شاة فذبحوها بمروة " أي أنشب أنيابه فيها. والناب: السن التى خلف الرباعية. (نيح) (ه) فيه " لا نيح الله عظامه " أي لا صلبها ولا شد منها (2). يقال: ناح العظم ينيح نيحا، إذا صلب واشتد. (نير) * في حديث عمر " أنه كره النير " وهو العلم في الثوب. يقال: نرت الثوب، وأنرته، ونيرته، إذا جعلت له علما. (ه) ومنه حديث ابن عمر " لولا أن عمر كره النير لم نر بالعلم بأسا ". (نيزك) * في حديث ابن ذى يزن: * لا يضجرون وإن كلت نيازكهم * (1) ضبط في الاصل، وا بضم الياء. (2) في الهروي: " ولا شددها ". (*)
[ 141 ]
هي جمع نيزك، وهو الرمح القصير. وحقيقته تصغير الرمح، بالفارسية. (نيط) (س [ ه ]) في حديث على (1) " لود معاوية أنه ما بقى من بنى هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه " أي إلا مات. يقال: طعن في نيطه وفى جنازته، إذا مات. والقياس: النوط، لانه من ناط ينوط، إذا علق، غير أن الواو تعاقب الياء في حروف كثيرة. وقيل: النيط: نياط القلب، وهو العرق الذى القلب معلق به. * ومنه حديث أبى اليسر " وأشار إلى نياط قلبه " وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث عمر " إذا انتاطت المغازى " أي بعدت، وهو من نياط المفازة، وهو بعدها، فكأنها نيطت بمفازة أخرى، لا تكاد تنقطع، وانتاط فهو نيط، إذا بعد. * ومنه حديث معاوية " عليك بصاحبك الاقدام، فإنك تجده على مودة واحدة، وإن قدم العهد وانتاطت الديار " أي بعدت. (س) وفى حديث الحجاج " قال لحفار البئر: أخسفت أم أوشلت ؟ فقال: لا واحد منهما ولكن نيطا بين الامرين " أي وسطا بين القليل والكثير، كأنه معلق بينهما، قال القتيبى: هكذا يروى بالياء مشددة، وهو من ناطه ينوطه نوطا، وإن كانت الرواية بالباء الموحدة، فيقال للركية إذا استخرج ماؤها واستنبط: هي نبط، بالتحريك. (نيف) * في حديث عائشة تصف أباها " ذاك طود منيف " أي عال مشرف. وقد أناف على الشئ ينيف. وأصله من الواو. يقال: ناف الشئ ينوف، إذا طال وارتفع. ونيف على السبعين في العمر، إذا زاد. وكل ما زاد على عقد فهو نيف، بالتشديد. وقد يخفف حتى يبلغ العقد الثاني. (نيل) [ ه ] فيه " أن (2) رجلا كان ينال من الصحابة رضى الله عنهم " يعنى الوقيعة فيهم. يقال منه: نال ينال نيلا، إذا أصاب، فهو نائل. ومنه حديث أبى جحيفة " فخرج بلال بفضل وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، فبين ناضح ونائل " أي مصيب منه وآخذ. (1) أخرجه الهروي في (نوط). (2) أخرجه الهروي في (نول). (*)
[ 142 ]
* ومنه حديث ابن عباس " في رجل له أربع نسوة، فطلق إحداهن ولم يدر أيتهن طلق، فقال: ينالهن من الطلاق ما ينالهن من الميراث " أي إن الميراث يكون بينهن، لا تسقط منهن واحدة حتى تعرف بعينها، وكذلك إذا طلقها وهو حى، فإنه يعتزلهن جميعا، إذا كان الطلاق ثلاثا. يقول: كما أورثهن جميعا آمر باعتزالهن جميعا. [ ه ] وفى حديث أبى بكر " قد نال الرحيل " أي حان ودنا. * ومنه حديث الحسن " ما نال لهم أن يفقهوا " أي لم يقرب ولم يدن.
[ 143 ]
حرف الواو (باب الواو مع الهمزة) (وأد) (ه) فيه " أنه نهى عن وأد البنات " أي قتلهن. كان إذا ولد لاحدهم في الجاهلية بنت دفنها في التراب وهى حية. يقال: وأدها يئدها وأدا فهى موءودة. وهى التى ذكرها الله تعالى في كتابه. * ومنه حديث العزل " ذلك الوأد الخفى ". * وفى حديث آخر " تلك الموءودة الصغرى " جعل العزل عن المرأة بمنزلة الوأد، إلا أنه خفى، لان من يعزل عن امرأته إنما يعزل هربا من الولد، ولذلك سماه الموءودة الصغرى، لان وأد البنات الاحياء الموءودة الكبرى. (س) ومنه الحديث " الوئيد في الجنة " أي الموءود، فعيل بمعنى مفعول. ومنهم من كان يئد البنين عند المجاعة. (س) وفى حديث عائشة " خرجت أقفوا آثار الناس يوم الخندق فسمعت وئيد الارض خلفي " الوئيد: صوت شدة الوطئ على الارض يسمع كالدوي من بعد. (س) ومنه الحديث " وللارض منك وئيد " يقال: سمعت وأد قوائم الابل ووئيدها. * ومنه حديث سواد بن مطرف " وأد الذعلب الوجناء " أي صوت وطئها على الارض. (وأل) (ه) في حديث على " إن درعه كانت صدرا بلا ظهر، فقيل له: لو احترزت من ظهرك، فقال: إذا أمكنت من ظهرى فلا وألت " أي لا نجوت. وقد وأل يئل، فهو وائل، إذا التجأ إلى موضع ونجا. * ومنه حديث البراء بن مالك " فكأن نفسي جاشت فقلت: لا وألت، أفرارا أول النهار وجبنا آخره ؟ ".
[ 144 ]
(ه) ومنه حديث قيلة " فوألنا إلى حواء " أي لجأنا إليه. والحواء: البيوت المجتمعة. [ ه ] وفى حديث على " قال لرجل: أنت من بنى فلان ؟ قال: نعم، قال: فأنت من وألة إذا، قم فلا تقربنى " قيل (1): هي قبيلة خسيسة، سميت بالوألة، وهى البعرة، لخستها. (وأم) (س) في حديث الغيبة " إنه ليوائم " أي يوافق. والمواءمة: الموافقة. (واه) (س) فيه " من ابتلى فصبر فواها واها " قيل: معنى هذه الكلمة التلهف. وقد توضع موضع الاعجاب بالشئ. يقال: واها له. وقد ترد بمعنى التوجع. وقيل: التوجع يقال فيه: آها. (س) ومنه حديث أبى الدرداء " ما أنكرتم من زمانكم فيما غيرتم من أعمالكم، إن يكن خيرا فواها واها، وإن يكن شرا فآها آها " والالف فيها غير مهموزة. وإنما ذكرناها للفظها. (وأى) (س) في حديث عبد الرحمن بن عوف " كان لى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأى " أي وعد. وقيل: الوأى. التعريض بالعدة من غير تصريح. وقيل: هو العدة المضمونة. * وحديث أبى بكر " من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأى فليحضر ". (س) وحديث عمر " من وأى لامرئ بوأى فليف به " وأصل الوأى: الوعد الذى يوثقه الرجل على نفسه، ويعزم على الوفاء به. ومنه حديث وهب " قرأت في الحكمة أن الله تعالى يقول: إنى وأيت على نفسي أن أذكر من ذكرني " عداه بعلى، لانه أعطاه معنى: جعلت على نفسي. (باب الواو مع الباء) (وبا) (س) فيه " إن هذا الوباء رجز " الوبا بالقصر والمد والهمز: الطاعون والمرض العام. وقد أوبأت الارض فهى موبئة، ووبئت فهى وبيئة، ووبئت أيضا فهى موبوءة وقد تكرر في الحديث. (1) القائل هو ابن الاعرابي، كما ذكر الهروي. (*)
[ 145 ]
(س) ومنه حديث عبد الرحمن بن عوف " وإن جرعة (1) شروب أنفع من عذب موب " أي مورث للوبا. هكذا يروى بغير همز. وإنما ترك الهمز ليوازن به الحرف الذى قبله، وهو الشروب. وهذا مثل ضربه لرجلين أحدهما أرفع وأضر، والآخر أدون وأنفع. * ومنه حديث على " أمر منها جانب فأوبأ " أي صار وبيئا. وقد تكرر ذكره في الحديث (وبر) * فيه " أحب إلى من أهل الوبر والمدر " أي أهل البوادى والمدن والقرى. وهو من وبر الابل، لان بيوتهم يتخذونها منه. والمدر: جمع مدرة، وهى البنية (2). [ ه ] وفى حديث عبد الرحمن يوم الشورى " لا تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوبروا آثاركم " التوبير: التعفية ومحو الاثر. قال الزمخشري: " هو من توبير الارنب: مشيها على وبر قوائمها، لئلا يقتص أثرها، كأنه نهاهم عن الاخذ في الامر بالهوينا. ويروى بالتاء وسيجئ. (س) وفى حديث أبى هريرة " وبر تحدر من قدوم (3) ضأن " الوبر، بسكون الباء: دويبة على قدر السنور، غبراء أو بيضاء، حسنة العينين، شديدة الحياء، حجازية، والانثى: وبرة، وجمعها: وبور، ووبار. وإنما شبهه بالوبر تحقيرا له. ورواه بعضهم بفتح الباء، من وبر الابل، تحقيرا له أيضا. والصحيح الاول. (ه) ومنه حديث مجاهد " في الوبر شاة " يعنى إذا قتلها المحرم، لان لها كرشا، وهى تجتر. * وفى حديث أهبان الاسلمي " بينا هو يرعى بحرة الوبرة " هي بفتح الواو وسكون الباء: ناحية من أعراض المدينة. وقيل: هي قرية ذات نخيل. (وبش) (ه) فيه " إن قريشا وبشت لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أوباشا " أي (1) سبق في مادة (شرب): " جرعة " متابعة للاصل، وا، واللسان. وانظر الحاشية (1) من صفحة 63، من هذا الجزء. (2) ضبط في ا: " البنية ". (3) في اللسان: " قدوم " بضم القاف. وانظر معجم البلدان، لياقوت 7 / 37 (*)
[ 146 ]
جمعت له (1) جموعا من قبائل شتى. وهم الاوباش والاوشاب. (ه) وفى حديث كعب " أجد في التوراة أن رجلا من قريش أوبش الثنايا يحجل في الفتنة " أي ظاهر الثنايا، والوبش: البياض الذى يكون في الاظفار. (وبص) * في حديث أخذ العهد على الذرية " فأعجب آدم وبيص ما بين عينى داود عليهما السلام " الوبيص: البريق. وقد وبص الشئ يبص وبيصا. (ه) ومنه الحديث " رأيت وبيص الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ". (ه) ومنه حديث الحسن " لا تلقى المؤمن إلا شاحبا، ولا تلقى (2) المنافق إلا وباصا " أي براقا. وقد تكرر في الحديث. (وبط) (س [ ه ]) فيه " اللهم لا تبطنى بعد إذ رفعتني " أي لا تهنى وتضعني. يقال: وبطت الرجل: وضعت من قدره. والوابط: الخسيس والضعيف والجبان. (وبق) (ه) في حديث الصراط " ومنهم الموبق بذنوبه " أي المهلك. يقال: وبق يبق، ووبق يوبق، فهو وبق، إذا هلك. وأوبقه غيره، فهو موبق. * ومنه حديث على " فمنهم الغرق الوبق ". * ومنه الحديث " ولو فعل الموبقات " أي الذنوب المهلكات. وقد تكرر ذكرها في الحديث، مفردا ومجموعا. (وبل) * فيه " كل بناء وبال على صاحبه " الوبال في الاصل: الثقل والمكروه. ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة. وقد تكرر في الحديث. وفى حديث العرنيين " فاستوبلوا المدينة " أي استوخموها ولم توافق أبدانهم. يقال: هذه أرض وبلة: أي وبئة وخمة. * ومنه الحديث " إن بنى قريظة نزلوا أرضا غملة وبلة ". (ه) وفى حديث يحيى بن يعمر " كل مال أديت زكاته فقد ذهبت وبلته " أي ذهبت مضرته وإثمه. وهو من الوبال. (1) في الهروي: " لها ". (2) في الاصل: " ولا تلق " والتصحيح من ا، واللسان، والهروى. (*)
[ 147 ]
ويروى بالهمزة على القلب، وقد تقدم. (ه) وفى حديث على " أهدى رجل للحسن والحسين، ولم يهد لابن الحنفية " فأومأ على إلى وابلة محمد، ثم تمثل: وما شر الثلاثة أم عمرو * بصاحبك الذى لا تصبحينا (1) الوابلة: طرف العضد في الكتف، وطرف الفخذ في الورك، وجمعها: أوابل. (وبه) فيه " رب أشعث أغبر ذى طمرين لا يوبه له لو أقسم على الله لابره (2) " أي لا يبالى به ولا يلتفت إليه. يقال: ما وبهت له، بفتح الباء وكسرها، وبها ووبها، بالسكون والفتح. وأصل الواو الهمزة. وقد تقدم. (باب الواو مع التاء) (وتر) [ ه ] فيه " إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا " الوتر: الفرد، وتكسر واوه وتفتح. فالله واحد في ذاته، لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحد في صفاته، فلا شبه له ولا مثل، واحد في أفعاله، فلا شريك له ولا معين. و " يحب الوتر ": أي يثيب عليه، ويقبله من عامله. وقوله " أوتروا " أمر بصلاة الوتر، وهو أن يصلى مثنى مثنى ثم يصلى في آخرها ركعة مفردة، أو يضيفها إلى ما قبلها من الركعات. [ ه ] ومنه الحديث " إذا استجمرت فأوتر " أي اجعل الحجارة التى تستنجى بها فردا، إما واحدة، أو ثلاثا، أو خمسا. وقد تكرر ذكره في الحديث. (1) في الاصل، وا: " تصحبينا " وأثبت الصواب من جمهرة أشعار العرب ص 118. وهو لعمرو بن كلثوم، من معلقته المعروفة. ويروى هذا البيت لعمرو بن عدى اللخمى ابن أخت جذيمة الابرش. شرح القصائد العشر، للتبريزي ص 211. (2) في الاصل: " لابره قسمه " وفى ا: " لابر قسمه " وأثبت ما في اللسان، وهو موافق لما تقدم في مادة (شعث) وما في الترمذي (مناقب البراء بن مالك رضى الله عنه، من كتاب المناقب) 2 / 318. (*)
[ 148 ]
ومنه حديث الدعاء " ألف (1) جمعهم وأوتر بين ميرهم " أي لا تقطع الميرة عنهم، واجعلها تصل إليهم مرة بعد مرة. (ه) ومنه حديث أبى هريرة " لا بأس أن يواتر قضاء رمضان " أي يفرقه، فيصوم يوما ويفطر يوما، ولا يلزمه التتابع فيه، فيقضيه وترا وترا. (ه) وفى كتاب هشام إلى عامله " أن أصب لى ناقة مواترة " هي التى تضع قوائمها بالارض وترا وترا عند البروك. ولا تزج نفسها زجا فيشق على راكبها. وكان بهشام فتق. (ه) وفيه " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " أي نقص. يقال: وترته، إذا نقصته. فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا. وقيل: هو من الوتر: الجنابة التى يجنيها الرجل على غيره، من قتل أو نهب أو سبى. فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله. [ و ] (2) يروى بنصب الاهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولا ثانيا لوتر، وأضمر فيها مفعولا لم يسم فاعله عائدا إلى الذى فاتته الصلاة، ومن رفع لم يضمر، وأقام الاهل مقام ما لم يسم فاعله، لانهم المصابون المأخوذون، فمن رد النقص إلى الرجل نصبهما، ومن رده إلى الاهل والمال رفعهما. * ومنه حديث محمد بن مسلمة " أنا الموتور الثائر " أي صاحب الوتر، الطالب بالثأر. والموتور: المفعول. (ه) ومنه الحديث " قلدوا الخيل ولا تقلدوها الاوتار " هي جمع وتر، بالكسر، وهى الجناية: أي لا تطلبوا عليها الاوتار التى وترتم بها في الجاهلية. وقيل: هو جمع وتر القوس. وقد تقدم مبسوطا في حرف القاف. * ومن الاول حديث على، يصف أبا بكر " فأدركت أوتار ما طلبوا ". (1) في الاصل: " اللهم ألف " وما أثبت من ا، والنسخة 517، واللسان. وفيه: " وواتر ". (2) من ا، واللسان. (*)
[ 149 ]
(س) وحديث عبد الرحمن في الشورى " لا تغمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم " (1) قال الازهرى: هو من الوتر. يقال: وترت فلانا، إذا أصبته بوتر، وأوترته: أوجدته ذلك. والثار هاهنا: العدو، لانه موضع الثأر. المعنى لا توجدوا عدوكم الوتر في أنفسكم. * وحديث الاحنف " إنها لخيل لو كانوا يضربونها على الاوتار ". * ومن الثاني الحديث " من عقد لحيته أو تقلد وترا " كانوا يزعمون أن التقلد بالاوتار يرد العين، ويدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك. * ومنه الحديث " أمر أن تقطع الاوتار من أعناق الخيل " كانوا يقلدونها بها لاجل ذلك. * وفيه " اعمل من وراء البحر فإن الله لن يترك من عملك شيئا " أي لا ينقصك. يقال: وتره يتره تره، إذا نقصه. (س) ومنه الحديث " من جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة " أي نقصا. والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة. وقيل: أراد بالترة ها هنا التبعة. (ه) وفى حديث العباس " كان عمر لى جارا، وكان يصوم النهار ويقوم الليل، فلما ولى قلت: لانظرن إلى عمله، فلم يزل على وتيرة واحدة " أي طريقة واحدة مطردة يدوم عليها. (ه) وفى حديث زيد " في الوترة ثلث الدية " هي وترة الانف الحاجزة بين المنخرين. (وتغ) (ه) في حديث الامارة " حتى يكون عمله هو الذى يطلقه أو يوتغه " أي يهلكه. يقال: وتغ (2) وتغا، وأوتغه غيره. (ه) ومنه الحديث " فإنه لا يوتغ إلا نفسه ". (وتن) * في حديث غسل النبي صلى الله عليه وسلم " والفضل يقول: أرحني أرحني، (1) سبق في مادة (وبر): " آثاركم ". (2) في الاصل، وا: " وتغ وتغا " والضبط المثبت من اللسان. وهو من باب وجل، كما في القاموس. (*)
[ 150 ]
قطعت وتينى، أرى شيأ ينزل على " الوتين: عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه. (س) وفى حديث ذى الثدية " موتن اليد " هو من أيتنت المرأة، إذا جاءت بولدها يتنا، وهو الذى تخرج رجلاه قبل رأسه، فقلبت الواو ياء لضمة الميم. والمشهور في الرواية " مودن " بالدال. (ه) وفيه " أما تيماء فعين جارية، وأما خيبر فماء واتن " أي دائم. (باب الواو مع الثاء) (وثأ) (س) فيه " فوثئت رجلى " أي أصابها وهن، دون الخلع والكسر. يقال: وثئت رجله فهى مؤثوءة، ووثأتها أنا. وقد يترك الهمز. (وثب) (س [ ه ]) فيه " أتاه عامر بن الطفيل فوثبه وسادة " وفى رواية " فوثب له وسادة " أي ألقاها له وأقعده عليا. والوثاب: الفراش، بلغة حمير. (س) ومنه حديث فارعة أخت أمية بن أبى الصلت " قالت: قدم أخى من سفر فوثب على سريري " أي قعد عليه واستقر. والوثوب في غير لغة حمير بمعنى النهوض والقيام. (س) وفى حديث على يوم صفين " قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجلا " أي إن أصاب فرصة نهض إليها، وإلا رجع وترك. (س) وفى حديث هزيل " أيتوثب أبو بكر على وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ود أبو بكر أنه وجد عهدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه خزم أنفه بخزامة " أي يستولى عليه ويظلمه. معناه: لو كان على معهودا إليه بالخلافة لكان في أبى بكر من الطاعة والانقياد إليه ما يكون في الجمل الذليل المنقاد بخزامته. (وثر) (ه) فيه " أنه نهى عن ميثرة الارجوان " الميثرة بالكسر: مفعلة، من الوثارة. يقال: وثر وثارة فهو وثير: أي وطئ لين. وأصلها: مؤثرة، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. وهى من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج. والارجوان: صبغ أحمر، ويتخذ كالفراش الصغير ويحشى بقطن أو صوف، يجعلها
[ 151 ]
الراكب تحته على الرحال فوق الجمال. ويدخل فيه مياثر السروج، لان النهى يشمل كل ميثرة حمراء، سواء كانت على رحل أو سرج. (س) ومنه حديث ابن عباس " قال لعمر: لو اتخذت فراشا أوثر منه " أي أوطأ وألين. (س) وحديث ابن عمر وعيينة بن حصن " ما أخذتها بيضاء غريرة، ولا نصفا وثيرة ". (وثق) * في حديث كعب بن مالك " ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام " أي تحالفنا وتعاهدنا، والتواثق: تفاعل منه. والميثاق: العهد، مفعال من الوثاق، وهو في الاصل حبل أو قيد يشد به الاسير والدابة. * ومنه حديث ذى المشعار " لنا من ذلك ما سلموا بالميثاق والامانة " أي أنهم مأمونون على صدقات أموالهم بما أخذ عليهم من الميثاق، فلا يبعث إليهم مصدق ولا عاشر. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث معاذ وأبى موسى " فرأى رجلا موثقا " أي مأسورا مشدودا في الوثاق. * ومنه حديث الدعاء " واخلع وثائق أفئدتهم " جمع وثاق، أو وثيقة. (وثم) (س) فيه " أنه كان لا يثم التكبير " أي لا يكسره، بل يأتي به تاما. والوثم: الكسر والدق. أي يتم لفظه على جهة التعظيم، مع مطابقة اللسان والقلب. * وفيه " والذى أخرج العذق من الجريمة، والنار من الوثيمة " الوثيمة: الحجر المكسور. (وثن) * فيه " شارب الخمر كعابد وثن " الفرق (1) بين الوثن والصنم أن الوثن كل ماله جثة معمولة من جواهر الارض أو من الخشب والحجارة، كصورة الآدمى تعمل وتنصب فتعبد. والصنم: الصورة بلا جثة. ومنهم من لم يفرق بينهما، وأطلقهما على المعنيين. وقد يطلق الوثن على غير الصورة. * ومنه حديث عدى بن حاتم " قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وفى عنقي صليب من ذهب، فقال لى: ألق هذا الوثن عنك ". (1) هذا من شرح الازهرى، كما في الهروي. (*)
[ 152 ]
(باب الواو مع الجيم) (وجأ) (س) في حديث النكاح " فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " الوجاء: أن ترض أنثيا الفحل رضا شديدا يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعه منزلة الخصى. وقد وجئ وجاء فهو موجوء. وقيل: هو أن توجأ العروق، والخصيتان بحالهما. أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء. وروى " وجى " بوزن عصا. يريد التعب والحفى، وذلك بعيد، إلا أن يراد فيه معنى الفتور، لان من وجى فتر عن المشى، فشبه الصوم في باب النكاح بالتعب في باب المشى. (س) ومنه الحديث " أنه ضحى بكبشين موجوءين " أي خصيين. ومنهم من يرويه " موجأين " بوزن مكرمين، وهو خطأ. ومنهم من يرويه " موجيين " بغير همز على التخفيف، ويكون من وجيته وجيا فهو موجى. (ه) وفيه " فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن " أي فليدقهن. وبه سميت الوجيئة، وهو تمر يبل بلبن أو سمن ثم يدق حتى يلتئم. (ه) ومنه الحديث " أنه عاد سعدا فوصف له الوجيئة ". (س) وفى حديث أبى راشد " كنت في منائخ أهلى فنزا منها بعير، فوجأته بحديدة " يقال: وجأته بالسكين وغيرها وجأ، إذا ضربته بها. * ومنه حديث أبى هريرة " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم ". (وجب) (س) فيه " غسل الجمعة واجب على كل محتلم " قال الخطابى: معناه وجوب الاختيار والاستحباب، دون وجوب الفرض واللزوم. وإنما شبهه بالواجب تأكيدا، كما يقول الرجل لصاحبه: حقك على واجب. وكان الحسن يراه لازما. وحكى ذلك عن مالك. يقال: وجب الشئ يجب وجوبا، إذا ثبت ولزم.
[ 153 ]
والواجب والفرض عند الشافعي سواء، وهو كل ما يعاقب على تركه، وفرق بينهما أبو حنيفة، فالفرض عنده آكد من الواجب. (ه) وفيه " من فعل كذا وكذا فقد أوجب " يقال: أوجب الرجل، إذا فعل فعلا وجبت له به الجنة أو النار. (ه) ومنه الحديث " أن قوما أتوه فقالوا: إن صاحبا لنا أوجب " أي ركب خطيئة استوجب بها النار. * والحديث الآخر " أوجب طلحة " أي عمل عملا أوجب له الجنة. * وحديث معاذ " أوجب ذو الثلاثة والاثنين " أي من قدم ثلاثة من الولد أو اثنين وجبت له الجنة. * ومنه حديث طلحة " كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم موجبة، لم أسأله عنها، فقال عمر: أنا أعلم ما هي، لا إله إلا الله " أي كلمة أوجبت لقائلها الجنة، وجمعها: موجبات. (ه) ومنه الحديث " اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك ". * وحديث النخعي " كانوا يرون المشى إلى المسجد في الليلة المظلمة ذات المطر والريح أنها موجبة ". * ومنه الحديث " أنه مر برجلين يتبايعان شاة، فقال أحدهما: والله لا أزيد على كذا، وقال الآخر: والله لا أنقص [ من كذا ] (1) فقال: قد أوجب أحدهما " أي حنث، وأوجب الاثم والكفارة على نفسه. * ومنه حديث عمر " أنه أوجب نجيبا " أي أهداه في حج أو عمرة، كأنه ألزم نفسه به. والنجيب: من خيار الابل. (ه) وفيه " أنه عاد عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب، فصاح النساء وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال: دعهن، فإذا وجب فلا تبكين باكية، قالوا: ما الوجوب ؟ قال: إذا مات ". (1) ساقط من ا، والنسخة 517. (*)
[ 154 ]
(ه) ومنه حديث أبى بكر " فإذا وجب ونضب عمره " وأصل الوجوب: السقوط والوقوع. (س) ومنه حديث الضحية " فلما وجبت جنوبها " أي سقطت إلى الارض، لان المستحب أن تنحر الابل قياما معقلة. (س) ومنه حديث على " سمعت لها وجبة قلبه " أي خفقانه. يقال: وجب القلب يجب وجيبا، إذا خفق. * وفى حديث أبى عبيدة ومعاذ " إنا نحذرك يوما تجب فيه القلوب ". (س) وفى حديث سعيد " لولا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشمس " أي سقوطها مع المغيب. والوجبة: السقطة مع الهدة. (س) ومنه حديت صلة " فإذا بوجبة " وهى صوت السقوط. * وفيه " كنت آكل الوجبة وأنجو الوقعة " الوجبة: الاكلة في اليوم والليلة مرة واحدة. (س) ومنه حديث الحسن في كفارة اليمين " يطعم عشرة مساكين وجبة واحدة ". (س) ومنه حديث خالد بن معدان " من أجاب وجبة ختان غفر له ". (س) وفيه " إذا كان البيع عن خيار فقد وجب أي تم ونفذ. يقال: وجب البيع يجب وجوبا، وأوجبه إيجابا: أي لزم وألزمه. يعنى إذا قال بعد العقد: اختر رد البيع أو إنفاذه، فاختار الانفاذ لزم وإن لم يفترقا. * وفى حديث عبد الله بن غالب " أنه كان إذا سجد تواجب الفتيان فيضعون على ظهره شيئا ويذهب أحدهم إلى الكلاء ويجئ وهو ساجد " تواجبوا: أي تراهنوا، فكأن بعضهم أوجب على بعض شيئا. والكلاء، بالمد والتشديد: مربط السفن بالبصرة، وهو بعيد منها. (وجج) * فيه " صيد وج وعضاهه حرام محرم " وج: موضع بناحية الطائف.
[ 155 ]
وقيل: هو اسم جامع لحصونها. وقيل: اسم واحد منها، يحتمل أن يكون على سبيل الحمى له، ويحتمل أن يكون حرمه في وقت معلوم ثم نسخ. وقد تكرر ذكره في الحديث. (س) ومنه حديث كعب " إن وجا مقدس، منه عرج الرب إلى السماء ". (وجح) (ه) في حديث عمر " أنه صلى صلاة الصبح، فلما سلم قال: من استطاع منكم فلا يصلين وهو موجح " وفى رواية (1) " فلا يصل موجحا، قيل: وما الموجح ؟ قال: المرهق من خلاء أو بول " يقال: وجح يوجح وجحا، إذا التجأ. وقد أوجحه بوله فهو موجح، إذا كظه وضيق عليه. والموجح: الذى يمسك الشئ ويمنعه. وثوب موجح: غليظ كثيف. والموجح: الذى يخفى الشئ، من الوجاح (2)، وهو الستر، فشبه به ما يجده المحتقن من الامتلاء. قال الزمخشري (3): المحفوظ في الملجأ تقديم (4) الحاء على الجيم، فإن صحت الرواية فلعلهما لغتان. ويروى الحديث بفتح الجيم وكسرها، على المفعول والفاعل. (وجد) * في أسماء الله تعالى " الواجد " هو الغنى الذى لا يفتقر. وقد وجد يجد جدة: أي استغنى غنى لا فقر بعده. (ه) ومنه الحديث " لى الواجد يحل عقوبته وعرضه " أي القادر على قضاء دينه. * وفى حديث الايمان " إنى سائلك فلا تجد على " أي لا تغضب من سؤالي. يقال: وجد (5) عليه يجد وجدا وموجدة (6). (1) وهى رواية الهروي، وفيه: " موجحا ". (2) مثلث الواو، كما في الصحاح. (3) انظر الفائق 3 / 147. وهذا النقل الذى عزاه المصنف إلى الزمخشري ليس بألفاظه في الفائق. وهو بهذه الالفاظ في اللسان عزوا إلى الازهرى. (4) في الاصل: " بتقديم " والمثبت من: ا، واللسان. (5) بالفتح، والكسر، كما في القاموس. (6) في القاموس: " يجد ويجد وجدا، وجدة، وموجدة " وزاد في الصحاح: " وجدانا ". (*)
[ 156 ]
(س) ومنه الحديث " لم يجد الصائم على المفطر " وقد تكرر ذكره في الحديث، اسما وفعلا ومصدرا. * وفى حديث اللقطة " أيها الناشد، غيرك الواجد " يقال: وجد ضالته يجدها وجدانا (1)، إذا رآها ولقيها. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث ابن عمر وعيينة بن حصن " والله ما بطنها بوالد، ولا زوجها بواجد " أي أنه لا يحبها. يقال: وجدت بفلانة وجدا، إذا أحببتها حبا شديدا. * ومنه الحديث " فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه " أي أحبه واغتبط به. (وجر) (ه) في حديث عبد الله بن أنيس " فوجرته بالسيف وجرا " أي طعنته. والمعروف في الطعن: أوجرته الرمح، ولعله لغة فيه. * وفى حديث على " وانجحر انجحار (2) الضبة في جحرها، والضبع في وجارها " هو جحرها الذى تأوى إليه. (س) ومنه حديث الحسن " لو كنت في وجار الضب " ذكره للمبالغة، لانه إذا حفر أمعن. (س) ومنه حديث الحجاج " جئتك في مثل وجار الضبع " قال الخطابى: هو خطأ، وإنما هو " في مثل جار الضبع " يقال: غيث جار الضبع: أي يدخل عليها في وجارها حتى يخرجها منه، ويشهد لذلك أنه جاء في رواية أخرى " وجئتك في ماء يجر الضبع، ويستخرجها من وجارها ". (وجز) (ه) في حديث جرير " قال له عليه الصلاة والسلام: إذا قلت فأوجز " أي أسرع واقتصر. وكلام وجيز: أي خفيف مقتصد. وأوجزته إيجازا. وقد تكرر في الحديث. (وجس) * فيه " دخلت الجنة فسمعت في جانبها وجسا، فقيل: هذا بلال " الوجس: الصوت الخفى، وتوجس بالشئ: أحس به فتسمع له. (1) في القاموس: " وجدا، وجدة، ووجدا، ووجودا، ووجدانا، وإجدانا، بكسرهما ". (2) في الاصل: " وانحجر انحجار " بتقديم الحاء. والتصحيح من: ا، واللسان. (*)
[ 157 ]
[ ه ] ومنه الحديث " أنه نهى عن الوجس " هو أن يجامع الرجل امرأته أو جاريته والاخرى تسمع حسهما. * ومنه حديث الحسن، وقد سئل عن ذلك فقال: " كانوا يكرهون الوجس ". (وجع) * فيه " لا تحل المسألة إلا لذى دم موجع " هو أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، فإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه، فيوجعه قتله. (س) وفيه " مرى بنيك يقلموا أظفارهم أن يوجعوا الضروع " أي لئلا يوجعوها إذا حلبوها بأظفارهم. (وجف) * فيه " لم يوجفوا عليه بخيل ولا ركاب " الايجاف: سرعة السير. وقد أوجف دابته يوجفها إيجافا، إذا حثها. * ومنه الحديث " ليس البر بالايجاف ". * ومنه حديث على " وأوجف الذكر بلسانه " أي حركه مسرعا. * ومنه حديثه الآخر " أهون سيرها (1) فيه الوجيف " هو ضرب من السير سريع. وقد وجف البعير يجف وجفا ووجيفا. وقد تكرر في الحديث. (وجل) * فيه " وعظنا موعظة وجلت منها القلوب " الوجل: الفزع. وقد وجل يوجل وييجل، فهو وجل. وقد تكرر في الحديث. (وجم) (ه) في حديث أبى بكر " أنه لقى طلحة فقال: مالى أراك واجما " أي مهتما. والواجم: الذى أسكته الهم وعلته الكآبة. وقد وجم يجم وجوما. وقيل: الوجوم: الحزن. (وجن) [ ه ] في حديث سطيح: * ترفعني وجنا وتهوى بى وجن * الوجن والوجن والوجين: الارض الغليظة الصلبة. ويروى " وجنا " بالضم، جمع وجين. * وفى قصيد كعب بن زهير: (1) في ا: " سيرهما ". (*)
[ 158 ]
* وجناء (1) في حرتيها للبصير بها * * وفيها أيضا: * غلباء وجناء علكوم مذكرة * الوجناء: الغليظة الصلبة. وقيل: العظيمة الوجنتين. (س) ومنه حديث سواد بن مطرف " وأد الذعلب الوجناء ". (س) وفى حديث الاحنف " أنه كان ناتئ الوجنة " هي أعلى الخد. (وجه) (ه س) فيه " أنه ذكر فتنا كوجوه البقر " أي يشبه بعضها بعضا، لان وجوه البقر تتشابه كثيرا. أراد أنها فتن مشتبهة، لا يدرى كيف يؤتى لها. قال الزمخشري: " وعندي أن المراد (2) تأتى نواطح (3) للناس. ومن ثم قالوا: نواطح الدهر، لنوائبه ". * وفيه " كانت وجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد " وجه البيت: الحد الذى يكون فيه بابه: أي كانت أبواب بيوتهم في المسجد، ولذلك قيل لحد البيت الذى فيه الباب: وجه الكعبة. (س) وفيه " لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم " أراد وجوه القلوب، كحديثه الآخر " لا تختلفوا فتختلف قلوبكم " أي هواها وإرادتها. * وفيه " وجهت لى أرض " أي أريت وجهها، وأمرت باستقبالها. * ومنه الحديث " أين توجه ؟ " أي تصلى وتوجه وجهك. * والحديث الآخر " وجه هاهنا " أي توجه. وقد تكرر في الحديث. (1) في شرح ديوانه ص 13: " قنواء ". وسبق في (قنا). (2) في الفائق 3 / 147: " المعنى ". (3) ضبط في الاصل، وا: " نواطح " بالضم. وضبطته بالفتح من اللسان، والفائق. وفيه: " الناس ". (*)
[ 159 ]
(س) وفى حديث أبى الدرداء " ألا تفقه (1) حتى ترى للقرآن وجوها " أي ترى له معاني يحتملها، فتهاب الاقدام عليه. (ه) وفى حديث أهل البيت " لا يحبنا الاحدب الموجه " هو صاحب الحدبتين من خلف ومن قدام. (ه) وفى حديث أم سلمة " قالت لعائشة حين خرجت إلى البصرة: قد وجهت سدافته " أي أخذت وجها هتكت سترك فيه. وقيل (2): معناه: أزلت سدافته، وهى الحجاب من الموضع الذى أمرت أن تلزميه وجعلتها أمامك. والوجه: مستقبل كل شئ. * وفى حديث صلاة الخوف " وطائفة وجاه العدو " أي مقابلهم وحذاءهم. وتكسر الواو وتضم. وفى رواية " تجاه العدو " والتاء بدل من الواو، مثلها في تقاة وتخمة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث عائشة " وكان لعلى وجه من الناس حياة فاطمة " أي جاه وعز، فقدهما بعدها. (باب الواو مع الحاء) (وحد) * في أسماء الله تعالى " الواحد " هو الفرد الذى لم يزل وحده، ولم يكن معه آخر. قال الازهرى: الفرق بين الواحد والاحد أن الاحد بنى لنفى ما يذكر معه من العدد، تقول: ما جاءني أحد، والواحد: اسم بنى لمفتتح العدد، تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول: جاءني أحد، فالواحد منفرد بالذات، في عدم المثل والنظير، والاحد منفرد بالمعنى. وقيل: الواحد: هو الذى لا يتجزأ، ولا يثنى، ولا يقبل الانقسام، ولا نظير له ولا مثل. ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله تعالى. (1) في الاصل: " لا تفقه ". وفى اللسان: " لا تفقه " وما أثبت من: ا، والنسخة 517 وفيها: " ألا تفقه " بالتشديد. (2) القائل هو القتيبى، كما ذكر الهروي. (*)
[ 160 ]
(س) وفيه " إن الله تعالى لم يرض بالوحدانية لاحد غيره، شرار أمتى الواحدنى المعجب بدينه المرائى بعمله " يريد بالوحدانى المفارق للجماعة، المنفرد بنفسه، وهو منسوب إلى الوحدة: الانفراد، بزيادة الالف والنون، للمبالغة. * وفى حديث ابن الحنظلية " وكان رجلا متوحدا " أي منفردا، لا يخالط الناس ولا يجالسهم. (س) ومنه حديث عائشة، نصف عمر " لله أم حفلت عليه ودرت، لقد أوحدت به " أي ولدته وحيدا فريدا، لا نظير له. * وفى حديث العيد " فصلينا وحدانا " أي منفردين، جمع واحد، كراكب وركبان. (س) وفى حديث حذيفة " أو لتصلن وحدانا ". * وفى حديث عمر " من يدلني على نسيج وحده ؟ ". (س) ومنه حديث عائشة تصف عمر " كان نسيج وحده " يقال: جلس وحده، ورأيته وحده: أي منفردا، وهو منصوب عند أهل البصرة على الحال أو المصدر، وعند أهل الكوفة على الظرف، كأنك قلت: أوحدته برؤيتي إيحادا: أي لم أر غيره، وهو أبدا منصوب ولا يضاف إلا في ثلاثة مواضع: نسيج وحده، وهو مدح، وجحيش وحده، وعيير وحده، وهما ذم. وربما قالوا: رجيل وحده، كأنك قلت: نسيج أفراد. (وحر) * فيه " الصوم يذهب وحر الصدر " هو بالتحريك: غشه ووساوسه. وقيل: الحقد والغيظ. وقيل: العداوة. وقيل: أشد الغضب. (ه) وفى حديث الملاعنة " إن جاءت به أحمر قصيرا مثل الوحرة فقد كذب عليها " هي بالتحريك: دويبة كالعظاءة تلزق بالارض. (وحش) (ه) فيه " كان بين الاوس والخزرج قتال، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم نادى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته " الآيات، فوحشوا بأسلحتهم، واعتنق بعضهم بعضا " أي رموها.
[ 161 ]
(ه) ومنه حديث على " أنه لقى الخوارج فوحشوا برماحهم واستلوا السيوف ". * ومنه الحديث " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم من ذهب، فوحش بين ظهرانى أصحابه، فوحش الناس بخواتيمهم ". * والحديث الآخر " أنه أتاه سائل فأعطاه تمرة فوحش بها ". (ه) وفيه " لقد بتنا وحشين (1) مالنا طعام " يقال: رجل وحش، بالسكون، من قوم أوحاش، إذا كان جائعا لا طعام له، وقد أوحش، إذا جاع، وتوحش للدواء، إذا احتمى (2) له. وجاء في رواية الترمذي " لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى " كأنه أراد جماعة وحشى (3). (ه) وفيه " لا تحقرن شيئا من المعروف، ولو أن تؤنس الوحشان " الوحشان: المغتم وقوم وحاشى، وهو فعلان، من الوحشة: ضد الانس. والوحشة: الخلوة والهم. وأوحش المكان، إذا صار وحشا. وكذلك توحش. وقد أوحشت الرجل فاستوحش. (س) وفى حديث عبد الله " أنه كان يمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الارض وحشا " أي وحده ليس معه غيره. * ومنه حديث فاطمة بنت قيس " أنها كانت في مكان وحش، فخيف على ناحيتها " أي خلاء لا ساكن به. * ومنه حديث المدينة " فيجدانها (4) وحشا " كذا جاء في رواية مسلم. (س) ومنه حديث ابن المسيب " وسئل عن المرأة وهى في وحش من الارض ". (1) في اللسان: " وحشين ". (2) في اللسان: " وتوحش فلان للدواء، إذا أخلى معدته " (3) في اللسان: " جماعة وحشى ". (4) في الاصل، وا، واللسان: " فيجدانه " والتصويب من صحيح البخاري (باب من رغب عن المدينة، من كتاب الحج " وصحيح مسلم (باب في المدينة حين يتركها أهلها، من كتاب الحج) قال النووي 9 / 161: " قيل: معناه يجدانها خلاء، أي خالية ليس بها أحد. قال إبراهيم الحربى: الوحش من الارض: هو الخلاء. والصحيح أن معناه يجدانها ذات وحوش، كما في رواية البخاري " وانظر زيادة شرح في النووي. (*)
[ 162 ]
(س) وفى حديث النجاشي " فنفخ في إحليل عمارة فاستوحش " أي سحر حتى جن، فصار يعدو مع الوحش في البرية حتى مات. وفى رواية " فطار مع الوحش ". (وحف) (س) في حديث ابن أنيس " تناهى وحفها " يقال: شعر وحف ووحف: أي كثير حسن. وقد وحف شعره، بالضم. (وحل) (س) في حديث سراقة " فوحل بى فرسى وإنى لفى جلد من الارض " أي أوقعني في الوحل، يريد كأنه يسير بى في طين، وأنا في صلب من الارض. * ومنه حديث أسر عقبة بن أبى معيط " فوحل به فرسه في جدد من الارض " قال الجوهرى: " الوحل بالتحريك: الطين الرقيق. والموحل، بالفتح: المصدر، وبالكسر: المكان. والوحل بالتسكين لغة رديئة. ووحل، بالكسر: وقع في الوحل. وأوحله غيره "، إذا أوقعه فيه. والجدد: ما استوى من الارض. (وحم) (ه) في حديث المولد " فجعلت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم توحم " أي تشتهى اشتهاء الحامل. يقال: وحمت توحم (1) وحما فهى وحمى بينة الوحام. (وحوح) * في شعر أبى طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: حتى يجالدكم عنه وحاوحة * شيب صناديد لا تذعرهم الاسل هي جمع وحوح، أو وحواح، وهو السيد، والهاء فيه لتأنيث الجمع. (س) ومنه حديث الذى يعبر الصراط حبوا " وهم أصحاب وحوح " أي أصحاب من كان في الدنيا سيدا. وهو كالحديث الآخر " هلك أصحاب العقدة " يعنى الامراء. ويجوز أن يكون من الوحوحة، وهو صوت فيه بحوحة، كأنه يعنى أصحاب الجدال والخصام والشغب في الاسواق وغيرها. * ومنه حديث على " لقد شفى وحاوح صدري حسكم إياهم بالنصال ". (1) في الاصل، وا " وحمت توحم " وأثبت ضبط اللسان. قال في القاموس: " وقد وحمت كورثت ووجلت ". (*)
[ 163 ]
(وحا) (ه) في حديث أبى بكر " الوحا الوحا " أي السرعة السرعة، ويمد ويقصر. يقال: توحيت توحيا، إذا أسرعت، وهو منصوب على الاغراء بفعل مضمر. * ومنه الحديث " إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته، فإن كانت شرا فانته، وإن كانت خيرا فتوحه " أي أسرع إليه. والهاء للسكت. (س) وفى حديث الحارث الاعور " قال علقمة: قرأت القرآن في سنتين، فقال الحارث: القرآن هين، الوحى أشد منه " أراد بالقرآن القراءة، وبالوحى الكتابة والخط. يقال: وحيت الكتاب وحيا فأنا واح. قال أبو موسى: كذا ذكره عبد الغافر. وإنما المفهوم من كلام الحارث عند الاصحاب شئ تقوله الشيعة أنه أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ فخص به أهل البيت. والله أعلم. وقد تكرر ذكر " الوحى " في الحديث. ويقع على الكتابة، والاشارة، والرسالة، والالهام، والكلام الخفى. يقال: وحيت إليه الكلام وأوحيت. (باب الواو مع الخاء) (وخد) (س) في حديث وفاة أبى ذر " رأى قوما تخد بهم رواحلهم " الوخد: ضرب من سير الابل سريع. يقال: وخد يخد وخدا. * وفى حديث خيبر ذكر " وخدة " هو بفتح الواو وسكون الخاء: قرية من قرى خيبر الحصينة، بها نخل. (وخز) (ه) فيه " فإنه وخز إخوانكم من الجن " الوخز: طعن ليس بنافذ. * ومنه حديث عمرو بن العاص، وذكر الطاعون، فقال " إنما هو وخز من الشيطان " وفى رواية " رجز ". (ه) وفى حديث سليمان بن المغيرة " قلت للحسن: أرأيت التمر والبسر أيجمع بينهما ؟ قال: لا. قلت: البسر الذى يكون فيه الوخز " أي القليل من الارطاب. شبهه في قلته بالوخز في جنب الطعن.
[ 164 ]
(وخش) (ه) في حديث ابن عباس " وإن قرن الكبش معلق في الكعبة قد وخش " وفى رواية " إن رأسه معلق بقرنيه في الكعبة وخش " أي يبس وتضاءل. يقال: وخش الشئ، بالضم وخوشة: أي صار رديئا. والوخش من الناس: الرذل، يستوى فيه المذكر والمؤنث، والواحد والجمع. (وخط) * في حديث معاذ " كان في جنازة فلما دفن الميت قال: ما أنتم ببارحين (1) حتى يسمع وخط نعالكم " أي خفقها وصوتها على الارض. (ه) ومنه حديث أبى أمامة " فلما سمع وخط نعالنا ". (وخف) (ه) في حديث سلمان " لما احتضر دعا بمسك ثم قال لامرأته: أوخفيه في تور وانضحيه حول فراشي " أي اضربيه بالماء. ومنه قيل للخطمى المضروب بالماء: وخيف. * ومنه حديث النخعي " يوخف للميت سدر فيغسل به " ويقال للاناء الذى يوخف فيه: ميخف. (ه) ومنه حديث أبى هريرة " أنه قال للحسن بن على: اكشف لى عن الموضع الذى كان يقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فكشف له عن سرته كأنها ميخف لجين " أي مدهن فضة. وأصله: موخف. فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. (وخم) * في حديث أم زرع " لا مخافة ولا وخامة " أي لا ثقل فيها. يقال: وخم الطعام، إذا ثقل فلم يستمرأ، فهو وخيم. وقد تكون الوخامة في المعاني. يقال: هذا الامر وخيم العاقبة: أي ثقيل ردئ * ومنه حديث العرنيين " واستوخموا المدينة " أي استثقلوها، ولم يوافق هواؤها أبدانهم. (س) والحديث الآخر " فاستوخمنا هذه الارض ". (وخا) (ه) فيه " قال لهما: اذهبا فتوخيا واستهما " أي اقصدا الحق فيما تصنعانه من (1) في ا: " بنازحين ". (*)
[ 165 ]
القسمة، وليأخذ كل واحد منكما ما تخرجه القرعة من القسمة. يقال: توخيت الشئ أتوخاه توخيا، إذا قصدت إليه وتعمدت فعله، وتحريت فيه. وقد تكرر ذكره في الحديث. (باب الواو مع الدال) (ودج) (س) في حديث الشهداء " أوداجهم تشخب دما " هي ما أحاط بالعنق من العروق التى يقطعها الذابح، واحدها: ودج، بالتحريك: وقيل الودجان: عرقان غليظان عن جانبى ثغرة النحر. (س) ومنه الحديث " كل ما أفرى الاوداج ". * والحديث الآخر " فانتفخت أوداجه ". (ودد) * في أسماء الله تعالى " الودود " هو فعول بمعنى مفعول، من الود: المحبة. يقال: وددت الرجل أوده ودا، إذا أحببته. فالله تعالى مودود: أي محبوب في قلوب أوليائه، أو هو فعول بمعنى فاعل: أي أنه يحب عباده الصالحين، بمعنى أنه يرضى عنهم. * وفى حديث ابن عمر " إن أبا هذا كان ودا لعمر " أي صديقا، هو على حذف المضاف، تقديره: كان ذا ود لعمر: أي صديقا، وإن كانت الواو مكسورة فلا يحتاج إلى حذف، فإن الود، بالكسر: الصديق. * وفى حديث الحسن " فإن وافق قول عملا فآخه وأودده " أي أحببه وصادقه، فأظهر الادغام للامر، على لغة أهل الحجاز. * وفيه " عليكم بتعلم العربية فإنها تدل على المروءة وتزيد في المودة " يريد مودة المشاكلة. (ودس) [ ه ] في حديث خزيمة، وذكر السنة، فقال " وأيبست الوديس " هو ما أخرجت الارض من النبات. يقال: ما أحسن ودسها. قال الجوهرى: الودس: أول نبات الارض. (ودع) (ه) فيه " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن على قلوبهم "
[ 166 ]
أي عن تركهم إياها والتخلف عنها. يقال: ودع الشئ، يدعه ودعا، إذا تركه. والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضى يدع، ومصدره، واستغنوا عنه بترك. والنبى صلى الله عليه وسلم أفصح. وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله، فهو شاذ في الاستعمال، صحيح في القياس. وقد جاء في غير حديث، حتى قرئ به قوله تعالى " ما ودعك ربك وما قلى " بالتخفيف. (س [ ه ]) ومنه الحديث " إذا لم ينكر الناس المنكر فقد تودع منهم " أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم، وتركوا (1) وما استحبوه من المعاصي، حتى يكثروا (2) منها فيستوجبوا العقوبة (3). وهو من المجاز، لان المعتنى بإصلاح شأن الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه. ويجوز أن يكون من قولهم: تودعت الشئ، إذا صنته في ميدع، يعنى قد صاروا بحيث يتحفظ منهم ويتصون، كما يتوقى شرار الناس. * ومنه حديث على " إذا مشت هذه الامة السميهاء فقد تودع منها ". (س) ومنه الحديث " اركبوا هذه الدواب سالمة، وايتدعوها (4) سالمة " أي اتركوها ورفهوا عنها إذا لم تحتاجوا إلى ركوبها، وهو افتعل، من ودع بالضم وداعة ودعة: أي سكن وترفه، وايتدع فهو متدع: أي صاحب دعة، أو من ودع، إذا ترك. يقال: اتدع وايتدع، على القلب والادغام والاظهار. (ه) ومنه الحديث " صلى (5) معه عبد الله بن أنيس وعليه ثوب متمزق (3) فلما انصرف دعا له بثوب، فقال: تودعه بخلقك هذا " أي صنه به، يريد البس هذا الذى دفعت (1) في الهروي: " كأنهم تركوا وما استحقوه ". (2) في الهروي: " حتى يصيروا فيها ". (3) بعد هذا في الهروي زيادة: " فيعاقبوا ". (4) في الاصل: " وابتدعوها " بالباء الموحدة. والتصحيح من ا، واللسان. (5) في الهروي: " سعى ". (6) في الهروي: " فتمزق ". (*)
[ 167 ]
إليك في أوقات الاحتفال والتزين. والتوديع: أن تجعل ثوبا وقاية ثوب آخر، وأن تجعله أيضا في صوان (1) يصونه. (س) وفى حديث الخرص " إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع ". قال الخطابى: ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يترك لهم من عرض المال، توسعة عليهم، لانه إن أخذ الحق منهم مستوفى أضر بهم، فإنه يكون منه الساقطة والهالكة وما يأكله الطير والناس. وكان عمر يأمر الخراص (2) بذلك. وقال بعض العلماء: لا يترك لهم شئ شائع في جملة النخل، بل يفرد لهم نخلات معدودة قد علم مقدار ثمرها بالخرص. وقيل: معناه أنهم إذا لم يرضوا بخرصكم فدعوا لهم الثلث أو الربع، ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقه، ويتركوا الباقي إلى أن يجف ويؤخذ حقه، لا أنه يترك لهم بلا عوض ولا إخراج. (ه) ومنه الحديث " دع داعى اللبن " أي اترك منه في الضرع شيئا يستنزل اللبن، ولا تستقص حلبه. (ه) وفى حديث طهفة " لكم يا بنى نهد ودائع الشرك " أي العهود والمواثيق. يقال: توادع الفريقان، إذا أعطى كل واحد منهما الآخر عهدا ألا يغزوه. واسم ذلك العهد: الوديع (3). يقال: أعطيته وديعا: أي عهدا. وقيل: يحتمل أن يريد بها ما كانوا استودعوه من أموال الكفار الذين لم يدخلوا في الاسلام: أراد إحلالها لهم، لانها مال كافر قدر عليه من غير عهد ولا شرط. ويدل عليه قوله في الحديث: " ما لم يكن عهد ولا موعد ". (س) ومنه الحديث " أنه وادع بنى فلان " أي صالحهم وسالمهم على ترك الحرب والاذى. وحقيقة الموادعة: المتاركة، أي يدع كل واحد منها ما هو فيه. * ومنه الحديث " وكان كعب القرظى موادعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ". (1) الصوان، مثلث الصاد، كما في القاموس. (2) ضبط في ا بفتح الخاء المعجمة. (3) بعد ذلك في الهروي: " قال ذلك أبو محمد القتيبى ". (*)
[ 168 ]
* وفى حديث الطعام " غير مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا " أي غير متروك الطاعة. وقيل: هو من الوداع، وإليه يرجع. (ه) وفى شعر العباس يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: من قبلها طبت في الظلال وفى * مستودع حيث يخصف الورق المستودع: المكان الذى تجعل فيه الوديعة. يقال: استودعته وديعة، إذا استحفظته إياها، وأراد به الموضع الذى كان به آدم وحواء من الجنة. وقيل: أراد به الرحم. (ه) وفيه " من تعلق ودعة لا ودع الله له " الودع، بالفتح والسكون: جمع ودعة، وهو شئ أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم. وإنما نهى عنها لانهم كانوا يعلقونها مخافة العين. وقوله: " لا ودع الله له ": أي لا جعله في دعة وسكون. وقيل: هو لفظ مبنى من الودعة: أي لا خفف الله عنه ما يخافه. (ودف) (س) فيه " في الوداف الغسل " الوداف: الذى يقطر من الذكر فوق المذى، وقد ودف الشحم وغيره، إذا سال وقطر. (ه) ومنه الحديث " في الاداف الدية " يعنى الذكر. سماه بما يقطر منه مجازا، وقلب الواو همزة. وقد تقدم. (ودق) (ه) في حديث ابن عباس " فتمثل له جبريل على فرس وديق " هي التى تشتهى الفحل. وقد ودقت وأودقت واستودقت، فهى ودوق ووديق. (س) وفى حديث على: فإن هلكت فرهن ذمتي لهم * بذات ودقين لا يعفو لها أثر أي حرب شديدة. وهو من الودق والوداق: الحرص على طلب الفحل، لان الحرب توصف باللقاح. وقيل: هو من الودق: المطر، يقال للحرب الشديدة: ذات ودقين، تشبيها بسحاب ذات مطرتين شديدتين.
[ 169 ]
(س) وفى حديث زياد " في يوم ذى وديقة " أي حر شديد، أشد ما يكون من الحر بالظهائر. (ودك) * في حديث الاضاحي " ويحملون منها الودك " هو دسم اللحم ودهنه الذى يستخرج منه. وقد تكرر في الحديث. (ودن) (ه) في حديث مصعب بن عمير " وعليه قطعة نمرة قد وصلها بإهاب قد ودنه " أي بله بماء ليخضع ويلين. يقال: ودنت القد والجلد أدنه، إذا بللته، ودنا وودانا، فهو مودون. (ه) ومنه حديث ظبيان " إن وجا كانت لبنى إسرائيل (1)، غرسوا ودانه " أراد بالودان مواضع الندى والماء التى تصلح للغراس. (ه) وفى حديث ذى الثدية " أنه كان مودون اليد " وفى رواية " مودن اليد " أي ناقص اليد صغيرها. يقال: ودنت الشئ وأودنته، إذا نقصته وصغرته. * وفيه ذكر " ودان " في غير موضع، وهو بفتح الواو وتشديد الدال: قرية جامعة قريبا من الجحفة. (ودا) (س) في حديث القسامة " فوداه من إبل الصدقة " أي أعطى ديته. يقال: وديت القتيل أديه دية، إذا أعطيت ديته، واتديته: أي أخذت ديته، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة. وجمعها: ديات. (س) ومنه الحديث " إن أحبوا قادوا، وإن أحبوا وادوا " أي إن شاءوا اقتصوا، وإن شاءوا أخذوا الدية. وهى مفاعلة من الدية. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث ما ينقض الوضوء ذكر " الودى " هو بسكون الدال، وبكسرها وتشديد الياء: البلل اللزج الذى يخرج من الذكر بعد البول. يقال: ودى ولا يقال: أودى (2). وقيل: التشديد أصح وأفصح من السكون. (1) في الهروي: " لبنى فلان ". (2) في الاصل: "... ودى. ولا يقال: ودى " والمثبت من ا، واللسان. (*)
[ 170 ]
(س) وفى حديث طهفة " مات الودى " أي يبس من شدة الجدب والقحط. الودى بتشديد الياء: صغار النخل، الواحدة: ودية. (س [ ه ]) ومنه حديث أبى هريرة " لم يشغلني عن النبي صلى الله عليه وسلم غرس الودى " وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث ابن عوف: * وأودى سمعه إلا ندايا * أودى: أي هلك. ويريد به صممه وذهاب سمعه. (باب الواو مع الذال) (وذأ) (ه) فيه " أن رجلا قام فنال من عثمان فوذأه عبد الله بن سلام فاتذأ " أي زجره فازدجر (1). وهو في الاصل: العيب والحقارة. (وذح) * في حديث على رضى الله عنه " أما والله ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال، إيه أبا وذحة " الوذحة بالتحريك: الخنفساء، من الوذح: وهو ما يتعلق بألية الشاة من البعر فيجف، الواحدة: وذحة. يقال: وذحت (2) الشاة توذح وتيذح وذحا. وبعضهم يقوله بالخاء. (س) ومنه حديث الحجاج " أنه رأى خنفساءة فقال: قاتل الله أقواما يزعمون أن هذه من خلق الله تعالى، فقيل: مم هي ؟ قال: من وذح إبليس ". (ودر) (ه) فيه " فأتينا بثريدة كثيرة الوذر " أي كثيرة قطع اللحم. والوذرة بالسكون: القطعة من اللحم. والوذر بالسكون أيضا: جمعها. (ه) ومنه حديث عثمان " رفع إليه رجل قال لآخر: يا ابن شامة الوذر " هذا القول من سباب العرب وذمهم. ويريدون به يا ابن شامة المذاكير، يعنون الزنا، كأنها كانت تشم كمرا مختلفة. والذكر: قطعة من بدن صاحبه. (1) في الهروي، واللسان: " فانزجر ". (2) ضبط في الاصل بفتح الذال المعجمة. والتصحيح من ا، واللسان. وهو من باب فرح، كما في القاموس. (*)
[ 171 ]
وقيل: أراد بها القلف، جمع قلفة الذكر، لانها تقطع. * وفيه " شر النساء الوذرة المذرة " هي التى لا تستحيى عند الجماع. * وفى حديث أم زرع " إنى أخاف ألا أذره " أي (1) أخاف ألا أترك صفته، ولا أقطعها من طولها. وقيل (2): معناه أخاف ألا أقدر على تركه وفراقه، لان أولادي منه، وللاسباب التى بينى وبينه. وحكم " يذر " في التصريف حكم " يدع " وأصله: وذره يذره، كوسعه يسعه. وقد أميت ماضيه ومصدره، فلا يقال: وذره، ولا وذرا، ولا واذرا. ولكن تركه تركا، وهو تارك. (وذف) (ه) فيه " أنه نزل بأم معبد وذفان (3) مخرجه إلى المدينة " أي عند مخرجه، وهو كما تقول: حدثان مخرجه، وسرعانه، والتوذف: مقاربة الخطو والتبختر في المشى. وقيل: الاسراع. (ه) ومنه حديث الحجاج " خرج يتوذف حتى دخل على أسماء ". (وذل) (ه) في حديث عمرو " قال لمعاوية: ما زلت أرم أمرك بوذائله " هي جمع وذيلة، وهى السبيكة من الفضة. ويريد أنه زينه وحسنه. قال الزمخشري: " أراد بالوذائل جمع وذيلة، وهى المرأة، بلغة هذيل، مثل بها آراءه التى (4) كان يراها لمعاوية، وأنها أشباه المرايا، يرى فيها وجوه صلاح أمره، واستقامة ملكه: أي ما زلت أرم أمرك بالآراء الصائبة، والتدابير التى يستصلح الملك بمثلها ". (وذم) (ه) فيه " أريت الشيطان، فوضعت يدى على وذمته " الوذمة بالتحريك: سير يقدر طولا، وجمعه: وذام، ويعمل منه قلادة توضع في أعناق الكلاب لتربط بها، فشبه الشيطان بالكلب، وأراد تمكنه منه، كما يتمكن القابض على قلادة الكلب (1) هذا شرح ابن السكيت، كما ذكر الهروي. (2) القائل هو أحمد بن عبيد. كما جاء في الهروي. (3) في ا: " وذفان " بفتح الذال المعجمة. (4) في الفائق 2 / 159: " التى كانت لمعاوية أشباه المرائى ". (*)
[ 172 ]
(ه) ومنه حديث أبى هريرة " وسئل عن كلب الصيد فقال: إذا وذمته وأرسلته وذكرت اسم الله فكل " أي إذا شددت في عنقه سيرا يعرف به أنه معلم مؤدب. * ومنه حديث عمر " فربط كميه بوذمة " أي سير. * وحديث عائشة، تصف أباها " وأوذم السقاء " أي شده بالوذمة. * وفى رواية أخرى: " وأوذم العطلة (1) تريد الدلو التى كانت معطلة عن الاستقاء، لعدم عراها وانقطاع سيورها. (ه) وفى حديث على " لئن وليت بنى أمية لانفضنهم نفض القصاب الوذام التربة " وفى رواية " التراب الوذمة " (2) أراد بالوذام الحزز من الكرش، أو الكبد الساقطة في التراب. فالقصاب يبالغ في نفضها. وقد تقدم في حرف التاء مبسوطا. (باب الواو مع الراء) (ورب) [ ه ] فيه " وإن بايعتهم واربوك " أي خادعوك، من الورب، وهو الفساد. وقد ورب يورب. ويجوز أن يكون من الارب، وهو الدهاء، وقلب الهمزة واوا. (ورث) * في أسماء الله تعالى " الوارث " هو الذى يرث الخلائق، ويبقى بعد فنائهم. (ه س) ومنه الحديث " اللهم متعنى بسمعي وبصرى، واجعلهما الوارث منى " أي أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت (3). وقيل: أراد بقاءهما وقوتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانية، فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى، والباقيين بعدها. وقيل: أراد بالسمع وعى ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى. وفى رواية: " واجعله الوارث منى " فرد الهاء إلى الامتاع، فلذلك وحده. (1) ضبط في الاصل بفتح الطاء المهملة. وهو كفرحة، كما في القاموس. وسبق في (عطل). (2) وهى رواية الهروي. (3) هذا قول ابن شميل، كما في الهروي. (*)
[ 173 ]
* وفيه " أنه أمر أن يورث (1) دور المهاجرين النساء " تخصيص النساء بتوريث الدور يشبه أن يكون على معنى القسمة بين الورثة، وخصهن بها، لانهن بالمدينة غرائب لا عشيرة لهن، فاختار لهن المنازل للسكنى. ويجوز أن تكون الدور في أيديهن على سبيل الرفق بهن لا للتمليك، كما كانت حجر النبي صلى الله عليه وسلم في أيدى نسائه بعده. (ورد) (ه) فيه " اتقوا البراز في الموارد " أي المجاري والطرق إلى الماء، واحدها: مورد، وهو مفعل من الورود. يقال: وردت الماء أرده ورودا، إذا حضرته لتشرب. والورد: الماء الذى ترد عليه. (ه) ومنه حديث أبى بكر " أنه أخذ بلسانه وقال: هذا الذى أوردني الموارد " أراد الموارد المهلكة، واحدتها: موردة. قاله الهروي. * وفيه " كان الحسن وابن سيرين يقرآن القرآن من أوله إلى آخره ويكرهان الاوراد " الاوراد: جمع ورد، وهو بالكسر: الجزء. يقال: قرأت وردى. وكانوا قد جعلوا القرآن أجزاء، كل جزء منها فيه سور مختلفة على غير التأليف حتى يعدلوا بين الاجزاء ويسووها. وكانوا يسمونها الاوراد. * وفى حديث المغيرة " منتفخة الوريد " هو العرق الذى في صفحة العنق ينتفخ عند الغضب، وهما وريدان، يصفها بسوء الخلق وكثرة الغضب. (ورس) (س) فيه " وعليه ملحفة ورسية " الورس: نبت أصفر يصبغ به. وقد أورس المكان فهو وارس. والقياس: مورس. وقد تكرر ذكره في الحديث. والورسية: المصبوغة به. (س) وفى حديث الحسين " أنه استسقى فأخرج إليه قدح ورسى مفضض " هو المعمول من الخشب النضار الاصفر، فشبه به، لصفرته. (1) في اللسان: " تورث ". (*)
[ 174 ]
(ورض) [ ه ] فيه " لا صيام لمن لم يورض من الليل " أي لم ينو. يقال: ورضت الصوم وأرضته، إذا عزمت عليه. والاصل الهمز، وقد تقدم. (ورط) (ه) في حديث الزكاة " لا خلاط ولا وراط " الوراط (1): أن تجعل الغنم في وهدة (2) من الارض لتخفى على المصدق. مأخوذ من الورطة، وهى الهوة العميقة في الارض، ثم استعير للناس إذا وقعوا في بلية يعسر المخرج منها. وقيل: (3) الوراط: أن يغيب إبله أو غنمه في إبل غيره وغنمه. وقيل (4): هو أن يقول أحدهم للمصدق: عند فلان صدقة، وليست عنده. فهو الوراط والايراط. يقال: ورط وأورط. * وفى حديث ابن عمر " إن من ورطات الامور التى لا مخرج منها سفك الدم الحرام بغير حله ". (ورع) (س) فيه " ملاك الدين الورع " الورع في الاصل: الكف عن المحارم والتحرج منه. يقال: ورع الرجل يرع، بالكسر فيهما، ورعا ورعة، فهو ورع، وتورع من كذا، ثم استعير للكف عن المباح والحلال. وينقسم إلى... (5). (ه) ومنه حديث عمر " ورع اللص ولا تراعه " أي إذا رأيته في منزلك فاكففه وادفعه بما استطعت. ولا تراعه: أي لا تنتظر فيه شيئا ولا تنظر ما يكون منه. وكل شئ كففته فقد ورعته. (ه) ومنه حديثه الآخر " أنه قال للسائب: ورع عنى في الدرهم والدرهمين " أي كف عنى الخصوم، بأن تقضى بينهم وتنوب عنى في ذلك. (1) هذا قول أبى بكر الانباري، كما ذكر الهروي. (2) في الهروي: " هوة ". (3) القائل هو شمر، كما ذكر الهروي. (4) القائل هو أبو سعيد الضرير، كما ذكر الهروي أيضا. (5) بياض بالاصل وا. وجاء بهامش الاصل: " هكذا بياض في جميع النسخ " والحديث وإن كان في كتاب أبى موسى، كما رمز إليه المصنف، إلا أنى لم أجد هذا الشرح في كتاب أبى موسى المسمى " المغيث في غريب القرآن والحديث " المحفوظ بجامعة الدول العربية برقم (500 حديث). (*)
[ 175 ]
* وحديثه الآخر " وإذا أشفى ورع " أي إذا أشرف على معصية كف. (س) وفى حديث الحسن " ازدحموا عليه، فرأى منهم رعة سيئة، فقال: اللهم إليك " يريد بالرعة هاهنا الاحتشام والكف عن سوء الادب، أي لم يحسنوا ذلك. يقال: ورع برع رعة، مثل وثق يثق ثقة. (س) ومنه حديث الدعاء " وأعذني من سوء الرعة " أي سوء الكف عما لا ينبغى. (س) ومنه حديث ابن عوف " وبنهيه يرعون " أي يكفون. (ه) وحديث قيس بن عاصم " فلا يورع رجل عن جمل يختطمه " أي يكف ويمنع. (ه) وفيه " كان أبو بكر وعمر يوارعانه " يعنى عليا: أي يستشيرانه. والموارعة: المناطقة والمكالمة. (ورق) (ه) في حديث الملاعنة " إن جاءت به أورق جعدا " الاورق: الاسمر. والورقة: السمرة. يقال: جمل أورق، وناقة ورقاء. * ومنه حديث ابن الاكوع " خرجت أنا ورجل من قومي وهو على ناقة ورقاء ". * وحديث قس " على جمل أورق ". (ه) وفيه " أنه قال لعمار: أنت طيب الورق " أراد بالورق نسله، تشبيها بورق الشجر، لخروجها منها. وورق القوم: أحداثهم (1). (س) وفى حديث عرفجة " لما قطع أنفه [ يوم الكلاب ] (2) اتخذ أنفا من ورق فأنتن، فاتخذ أنفا من ذهب " الورق بكسر الراء: الفضة. وقد تسكن. وحكى القتيبى عن الاصمعي أنه إنما اتخذ أنفا من ورق، بفتح الراء، أراد الرق (3) الذى يكتب فيه، لان الفضة لا تنتن. قال: وكنت أحسب أن قول الاصمعي أن الفضة لا تنتن صحيحا، حتى أخبرني بعض أهل الخبرة أن الذهب لا يبليه الثرى، ولا يصدئه الندى، ولا تنقصه الارض، ولا تأكله النار. فأما الفضة فإنها تبلى، وتصدأ، ويعلوها السواد، وتنتن. (1) هذا قول ابن السكيت، كما في الهروي (2) ساقط من من ا، واللسان. وفى اللسان: " فأنتن عليه ". (3) بالفتح، ويكسر، كما في القاموس. (*)
[ 176 ]
(ه) وفيه " ضرس (1) الكافر في النار مثل ورقان " هو بوزن قطران: جبل أسود بين العرج والرويثة، على يمين المار من المدينة إلى مكة. (س) ومنه الحديث " رجلان من مزينة ينزلان جبلا من جبال العرب يقال له ورقان، فيحشر الناس ولا يعلمان ". (ورك) (ه) فيه " كره أن يسجد الرجل متوركا " هو أن يرفع وركيه إذا سجد حتى يفحش في ذلك. وقيل: هو أن يلصق أليتيه بعقبيه في السجود. وقال الازهرى: التورك في الصلاة ضربان: سنة ومكروه، أما السنة فأن ينخى رجليه في التشهد الاخير، ويلصق مقعده (2) بالارض، وهو من وضع الورك عليها. والورك: ما فوق الفخذ، وهى مؤنثة. وأما المكروه فأن يضع يديه على وركيه في الصلاة وهو قائم. وقد نهى عنه. (ه) ومنه حديث مجاهد " كان لا يرى بأسا أن يتورك الرجل على رجله اليمنى في الارض المستحيلة، في الصلاة " أي يضع وركه على رجله. والمستحيلة: غير المستوية. * ومنه حديث النخعي " أنه كان يكره التورك في الصلاة ". (ه) ومنه الحديث " لعلك من الذين يصلون على أوراكهم " فسر بأنه الذى يسجد ولا يرتفع عن الارض، ويعلى وركه، لكنه يفرج ركبتيه، فكأنه يعتمد على وركه. (س) وفيه " جاءت فاطمة متوركة الحسن " أي حاملته على وركها. (ه س) وفيه " أنه ذكر فتنة تكون، فقال: ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع " أي يصطلحون على أمر واه لا نظام له ولا استقامة، لان الورك لا يستقيم على الضلع ولا يتركب عليه، لاختلاف ما بينهما وبعده. * وفيه " حتى إن رأس ناقته ليصيب مورك رحله " المورك والموركة: المرفقة التى تكون عند قادمة الرحل، يضع الراكب رجله عليها ليستريح من وضع رجله في الركاب. (1) في الهروي: " سن ". (2) في الهروي " ويلزق مقعدته ". (*)
[ 177 ]
أراد أنه كان قد بالغ في جذب رأسها إليه، ليكفها عن السير. (ه) وفى حديث عمر " أنه كان ينهى أن يجعل في وراك صليب " الوراك: ثوب ينسج وحده، يزين به الرحل. وقيل: هي النمرقة التى تلبس مقدم الرحل، ثم تثنى تحته. (ه) وفى حديث النخعي، في الرجل يستحلف " إن كان مظلوما فورك إلى شئ جزى عنه " التوريك في اليمين: نية ينويها الحالف، غير ما ينويه مستحلفه، من وركت في الوادي، إذا عدلت فيه وذهبت. (ورم) (س) فيه " أنه قام حتى ورمت قدماه " أي انتفخت من طول قيامه في صلاة الليل. يقال: ورم يرم، والقياس: يورم، وهو أحد ما جاء على هذا البناء. (ه) ومنه حديث أبى بكر " وليت أموركم خيركم، فكلكم ورم أنفه على أن يكون له الامر من دونه " أي امتلا وانتفخ من ذلك غضبا. وخص الانف بالذكر لانه موضع الانفة والكبر، كما يقال: شمخ بأنفه. * ومنه قول الشاعر: * ولا يهاج إذا ما أنفه ورما * (وره) (س) في حديث الاحنف " قال له الحتات: والله إنك لضئيل، وإن أمك لورهاء " الوره بالتحريك: الخرق في كل عمل. وقيل: الحمق. ورجل أوره، إذا كان أحمق أهوج. وقد وره يوره. * ومنه حديث جعفر الصادق: " قال لرجل: نعم يا أوره ". (ورا) (ه) فيه " كان إذا أراد سفرا ورى بغيره " أي ستره وكنى عنه، وأوهم أنه يريد غيره. وأصله من الوراء: أي ألقى البيان وراء ظهره. * وفيه " ليس وراء الله مرمى " أي ليس بعد الله لطالب مطلب، فإليه انتهت العقول ووقفت، فليس وراء معرفته والايمان به غاية تقصد. والمرمى: الغرض الذى ينتهى إليه سهم الرامى. قال النابغة (1): (1) الذبيانى. وصدر البيت: * حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * مجموعة خمسة دواوين ص 12: (*)
[ 178 ]
* وليس وراء الله للمرء مذهب * * ومنه حديث الشفاعة " يقول إبراهيم: إنى كنت خليلا من وراء وراء " هكذا يروى مبنيا على الفتح: أي من خلف حجاب. * ومنه حديث معقل " أنه حدث ابن زياد بحديث، فقال: أشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من وراء وراء ؟ " أي ممن جاء خلفه وبعده. * وفى حديث الشعبى " أنه قال لرجل رأى معه صبيا: هذا ابنك ؟ قال: ابن ابني. قال: هو ابنك من الوراء " يقال لولد الولد: الوراء. (ه) وفيه " لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا " هو (1) من الورى: الداء، يقال: ورى يورى (2) فهو مورى، إذا أصاب جوفه الداء. قال الازهرى: الورى، مثال الرمى: داء يداخل الجوف. يقال: رجل مورى، غير مهموز. وقال الفراء: هو الورى، بفتح الراء. وقال ثعلب: هو بالسكون: المصدر، وبالفتح: الاسم. وقال الجوهرى: " ورى القيح جوفه يريه وريا: أكله ". وقال قوم: معناه: حتى يصيب رئته. وأنكره غيرهم، لان الرئة مهموزة، وإذا بنيت منه فعلا قلت: رآه يرآه فهو مرئى. وقال الازهرى: إن الرئة أصلها من ورى، وهى محذوفة منه. يقال: وريت الرجل فهو مورى، إذا أصبت رئته. والمشهور في الرئة الهمز. (س) وفى حديث تزويج خديجة " نفخت فأوريت " يقال: ورى (3) الزند يرى، إذا (1) هذا قول أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (2) في الاصل: " ورى يورى " وأثبت ضبط ا، واللسان، والهروى. (3) ضبط في الاصل: " ورى " وأثبته بالفتح من ا. وهو من باب وعد. وفى لغة: ورى يرى. بكسرهما. قاله في المصباح. (*)
[ 179 ]
خرجت ناره، وأوراه غيره، إذا استخرج ناره. والزند: الوارى الذى تظهر ناره سريعة. قال الحربى: كان ينبغى أن يقول: قدحت فأوريت. (ه) ومنه حديث على " حتى أورى قبسا لقابس " أي أظهر نورا من الحق لطالب الهدى. (س) وفى حديث فتح أصبهان " تبعث إلى أهل البصرة فيوروا " هو من وريت النار تورية، إذا استخرجتها. واستوريت فلانا رأيا: سألته أن يستخرج لى رأيا. ويحتمل أن يكون من التورية عن الشئ، وهو الكناية عنه. (ه) وفى حديث عمر " أن امرأة شكت إليه كدوحا في ذراعيها من احتراش الضباب، فقال: لو أخذت الضب فوريته، ثم دعوت بمكتفة (1) فأملته كان أشبع " وريته: أي (2) روغته في الدهن والدسم، من قولك: لحم وار: أي سمين. (ه) ومنه حديث الصدقة " وفى الشوى الورى مسنة " فعيل بمعنى فاعل. (باب الواو مع الزاى) (وزر) * فيه " لا تزر وازره وزر أخرى " الوزر: الحمل والثقل، وأكثر ما يطلق في الحديث على الذنب والاثم. يقال: وزر يزر فهو وازر، إذا حمل ما يثقل ظهره من الاشياء المثقلة ومن الذنوب. وجمعه: أوزار. * ومنه الحديث " قد وضعت الحرب أوزارها " أي انقضى أمرها وخفت أثقالها فلم يبق قتال. * ومنه الحديث " ارجعن مأزورات غير مأجورات (3) " أي آثمات. وقياسه: موزورات. (1) في الاصل، وا: " بمكنفة " بالنون. وأثبته بالتاء من الهروي، واللسان، ومما سبق في مادة (ثمل). (2) هذا شرح شمر، كما ذكر الهروي. (3) في الاصل، وا: " مأجورات غير مأزورات " والتصحيح من المصباح، واللسان، والقاموس. والحديث أخرجه ابن ماجه في (باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز، من كتاب الجنائز) 1 / 503. وجاء في الاصل وا: " أي غير آثمات " وأسقطت " غير " ليوافق الشرح المتن. (*)
[ 180 ]
يقال: وزر فهو موزور. وإنما قال: مأزورات للازدواج بمأجورات. وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا. (ه) وفى حديث السقيفة " نحن الامراء وأنتم الوزراء " جمع وزير، وهو الذى يوازره، فيحمل عنه ما حمله من الاثقال. والذى يلتجئ الامير إلى رأيه وتدبيره فهو ملجأ له ومفزع. (وزع) (ه) فيه " من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن ". أي من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يكفه مخافة القرآن والله تعالى. يقال: وزعه يزعه وزعا فهو وازع، إذا كفه ومنعه. (س) ومنه الحديث " إن إبليس رأى جبريل عليه السلام يوم بدر يزع الملائكة " أي يرتبهم ويسويهم ويصفهم للحرب، فكأنه يكفهم عن التفرق والانتشار. (س) ومنه حديث أبى بكر " إن المغيرة رجل وازع " يريد أنه صالح للتقدم على الجيش، وتدبير أمرهم، وترتيبهم في قتالهم. [ ه ] ومنه حديث أبى بكر " أنه شكى إليه بعض عماله ليقتص منه، فقال: أقيد من وزعة الله ؟ " الوزعة: جمع وازع، وهو الذى يكف الناس ويحبس أولهم على آخرهم. أراد: أقيد من الذين يكفون الناس عن الاقدام على الشر ؟. وفى رواية " أن عمر قال لابي بكر: أقص هذا من هذا بأنفه، فقال: أنا لا أقص من وزعة الله. فأمسك ". (ه) ومنه حديث الحسن لما ولى القضاء قال: لا بد للناس من وزعة " أي من يكف بعضهم عن بعض. يعنى السلطان وأصحابه. (س) وفى حديث قيس بن عاصم " لا يوزع رجل عن جمل يخطمه " أي لا يكف ولا يمنع. هكذا ذكره أبو موسى في الواو مع الزاى. وذكره الهروي في الواو مع الراء. وقد تقدم. (ه) وفى حديث جابر " أردت أن أكشف عن وجه أبى لما قتل، والنبى صلى الله عليه
[ 181 ]
وسلم ينظر إلى فلا يزعنى " أي لا يزجرنى ولا ينهاني. * وفيه " أنه حلق شعره في الحج ووزعه بين الناس " أي فرقه وقسمه بينهم. وقد وزعته أوزعه توزيعا. * وفى حديث الضحايا " إلى غنيمة فتوزعوها " أي اقتسموها بينهم. (ه) ومنه حديث عمر " أنه خرج ليلة في شهر رمضان والناس أوزاع " أي متفرقون. أراد أنهم كانوا يتنفلون فيه بعد صلاة العشاء متفرقين. * ومنه شعر حسان (1): * بضرب كإيزاع المخاض مشاشه * جعل الايزاع موضع التوزيع، وهو التفريق. وأراد بالمشاش هاهنا البول. وقيل: هو بالغين المعجمة، وهو بمعناه. [ ه ] وفيه " أنه كان موزعا بالسواك " أي مولعا به. وقد أوزع بالشئ يوزع، إذا اعتاده، وأكثر منه، وألهم. * ومنه قولهم في الدعاء " اللهم أوزعني شكر نعمتك " أي ألهمنى وأولعنى به. (وزغ) (س) فيه " أنه أمر بقتل الوزغ " جمع وزغة، بالتحريك، وهى التى يقال لها: سام أبرص (2). وجمعها: أوزاغ ووزغان. * ومنه حديث عائشة " لما أحرق بيت المقدس كانت الاوزاغ تنفخه ". * وحديث أم شريك " أنها استأمرت النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الوزغان، فأمرها بذلك ". (ه) وفيه " أن الحكم بن أبى العاص أبا مروان حاكى رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلفه، فعلم بذلك فقال: كذا فلتكن، فأصابه مكانه وزغ لم يفارقه " أي رعشة، وهى ساكنة الزاى. (1) انظر الحاشية (3) في صفحة 333 من الجزء الرابع. وقد ضبط في الاصل: " مشاشه " بالفتح. (2) ضبط في الاصل: " أبرص " بالضم. وصححته بالفتح من ا، واللسان، والقاموس. (*)
[ 182 ]
وفى رواية " أنه قال لما رآه: اللهم اجعل به وزغا " فرجف مكانه وارتعش. (وزن) (ه) فيه " نهى عن بيع الثمار قبل أن توزن " وفى رواية " حتى توزن " أي تحزر (1) وتخرص. سماه وزنا، لان الخارص يحزرها ويقدرها، فيكون كالوزن لها. ووجه النهى أمران: أحدهما: تحصين الاموال، وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الادراك، وذلك أوان الخرص. والثانى: أنه إذا باعها قبل ظهور الصلاح بشرط القطع، وقبل الخرص سقط حقوق الفقراء منها، لان الله أوجب إخراجها وقت الحصاد. * ومنه حديث ابن عباس " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى يؤكل منه، وحتى يوزن " قال أبوالبخترى: " قلت: ما يوزن ؟ فقال رجل عنده: حتى يخرص ". (وزا) * في حديث صلاة الخوف " فوازينا العدو وصاففناهم " الموازاة: المقابلة والمواجهة. والاصل فيه الهمزة. يقال: آزيته، إذا حاذيته. قال الجوهرى: " ولا تقل: وازيته " وغيره أجازه على تخفيف الهمزة وقلبها. وهذا إنما يصح إذا انفتحت وانضم ما قبلها نحو: جؤن وسؤال، فيصح في الموازاة، ولا يصح في وازينا، إلا أن يكون قبلها ضمة من كلمة أخرى، كقراءة أبى عمرو " السفهاء ولا إنهم ". (باب الواو مع السين) (وسد) (س) فيه " قال لعدى بن حاتم: إن وسادك إذن (2) لعريض " الوساد والوسادة: المخدة. والجمع: وسائد، وقد وسدته الشئ فتوسده، إذا جعلته تحت رأسه، فكنى بالوساد عن النوم، لانه مظنته. أراد إن نومك إذن (2) كثير. وكنى بذلك عن عرض قفاه وعظم رأسه. وذلك دليل الغباوة. وتشهد له الرواية الاخرى " إنك لعريض القفا ". (1) في الاصل: " تحرز " بتقديم الراء. وصححته من ا. (2) في ا: " إذا ". (*)
[ 183 ]
وقيل: أراد أن من توسد الخيطين المكنى بهما عن الليل والنهار لعريض الوساد (1). (ه) ومنه الحديث " أنه ذكر عنده شريح الحضرمي، فقال: ذلك رجل لا يتوسد القرآن " (2) يحتمل أن يكون مدحا وذما، فالمدح معناه أنه لا ينام الليل عن القرآن ولم يتهجد به، فيكون القرآن متوسدا معه، بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها. والذم معناه: لا يحفظ من القرآن شيئا ولا يديم قراءته، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن. وأراد بالتوسد النوم. * ومن الاول الحديث " لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته ". (ه) والحديث الآخر " من قرأ ثلاث آيات في ليلة لم يكن متوسدا للقرآن ". * ومن الثاني حديث أبى الدرداء " قال له رجل: إنى أريد أن أطلب العلم وأخشى أن أضيعه، فقال: لان تتوسد العلم خير لك من أن تتوسد الجهل ". (س) وفيه " إذا وسد الامر إلى غير أهله فانتظر الساعة " أي أسند وجعل في غير أهله. يعنى إذا سود وشرف غير المستحق للسيادة والشرف. وقيل: هو من الوسادة (3): أي إذا وضعت وسادة الملك والامر والنهى لغير مستحقها، وتكون إلى بمعنى اللام. (وسط) (س) فيه " الجالس وسط (4) الحلقة ملعون " الوسط بالسكون. يقال فيما كان متفرق الاجزاء غير متصل، كالناس والدواب وغير ذلك، فإذا كان متصل الاجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح. وقيل: كل ما يصلح فيه بين فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه بين فهو بالفتح. وقيل: كل منهما يقع موقع الآخر، وكأنه الاشبه. وإنما لعن الجالس وسط الحلقة، لانه لابد وأن يستدبر بعض المحيطين به، فيؤذيهم فيلعنونه ويذمونه. (1) في ا: " الوسادة " (2) هذا قول ابن الاعرابي، كما في الهروي. (3) في اللسان: " السيادة ". (4) في ا: " في وسط ". (*)
[ 184 ]
* وفيه " خير الامور أوساطها " كل خصلة محمودة فلها طرفان مذمومان، فإن السخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور، والانسان مأمور أن يتجنب كل وصف مذموم، وتجنبه بالتعرى منه والبعد عنه، فكلما ازداد منه بعدا ازداد منه تعريا. وأبعد الجهات والمقادير والمعاني من كل طرفين وسطهما، وهو غاية البعد عنهما، فإذا كان في الوسط فقد بعد عن الاطراف المذمومة بقدر الامكان. (س) وفيه " الولد أوسط أبواب الجنة " أي خيرها. يقال: هو من أوسط قومه: أي خيارهم. * ومنه الحديث " أنه كان من أوسط قومه " أي من أشرفهم وأحسبهم: وقد وسط وساطة فهو وسيط. (س) ومنه حديث رقيقة " انظروا رجلا وسيطا " أي حسيبا في قومه. ومنه سميت الصلاة الوسطى، لانها أفضل الصلاة وأعظمها أجرا، ولذلك خصت بالمحافظة عليها. وقيل: لانها وسط بين صلاتي الليل وصلاتي النهار، ولذلك وقع الخلاف فيها، فقيل: العصر، وقيل: الصبح، وقيل غير ذلك. (وسع) * في أسماء الله تعالى " الواسع " هو الذى وسع غناه كل فقير، ورحمته كل شئ. يقال: وسعه الشئ يسعه سعة (1) فهو واسع. ووسع بالضم وساعة فهو وسيع. والوسع (2) والسعة: الجدة والطاقة. (س) ومنه الحديث " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم " أي لا تتسع أموالكم لعطائهم فوسعوا أخلاقكم لصحبتهم. (ه) ومنه حديث جابر " فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عجز جملى وكان فيه قطاف، فانطلق أوسع جمل ركبته قط " أي أعجل جمل سيرا. يقال: جمل وساع، بالفتح: أي واسع الخطو، سريع السير. (1) كدعة، وزنة. قاله في القاموس. (2) مثلثة الواو، كما في القاموس. (*)
[ 185 ]
(س) ومنه حديث هشام يصف ناقة " إنها لميساع " أي واسعة الخطو، وهو مفعال، بالكسر منه. (وسق) (ه) فيه " ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة " الوسق، بالفتح: ستون صاعا، وهو ثلاثمائة وعشرون رطلا عند أهل الحجاز، وأربعمائة وثمانون رطلا عند أهل العراق، على اختلافهم في مقدار الصاع والمد. والاصل في الوسق: الحمل. وكل شئ وسقته فقد حملته. والوسق أيضا: ضم الشئ إلى الشئ. (ه) ومنه حديث أحد " استوسقوا كما يستوسق جرب الغنم " أي استجمعوا وانضموا. (ه) والحديث الآخر " أن رجلا كان يجوز المسلمين ويقول: استوسقوا ". * وحديث النجاشي " واستوسق عليه أمر الحبشة " أي اجتمعوا على طاعته، واستقر الملك فيه. (وسل) * في حديث الاذان " اللهم آت محمدا الوسيلة " هي في الاصل: ما يتوصل به إلى الشئ ويتقرب به، وجمعها: وسائل. يقال: وسل إليه وسيلة، وتوسل. والمراد به في الحديث القرب من الله تعالى. وقيل: هي الشفاعة يوم القيامة. وقيل: هي منزلة من منازل الجنة كما (1) جاء في الحديث. (وسم) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم " وسيم قسيم " الوسامة: الحسن الوضئ الثابت. وقد وسم يوسم وسامة فهو وسيم. (س) ومنه حديث عمر " قال لحفصة: لا يغرك أن كانت جارتك أوسم منك " أي أحسن، يعنى عائشة. والضرة تسمى جارة. (س) وفى حديث الحسن والحسين " أنهما كانا يخضبان بالوسمة " هي بكسر السين، وقد تسكن: نبت. وقيل: شجر باليمن يخضب بورقه الشعر، أسود. (1) في الاصل: " كذا " وأثبت ما في ا، واللسان. (*)
[ 186 ]
(س) وفيه " أنه لبث عشر سنين يتبع الحاج بالمواسم " هي جمع موسم، وهو الوقت الذى يجتمع فيه الحاج كل سنة، كأنه وسم بذلك الوسم، وهو مفعل منه، اسم للزمان، لانه معلم لهم. يقال: وسمه يسمه سمة ووسما، إذا أثر فيه بكى. * ومنه الحديث " أنه كان يسم إبل الصدقة " أي يعلم عليها بالكى. * ومنه الحديث " وفى يده الميسم "، هي الحديدة التى يكوى بها. وأصله: موسم، فقلبت الواو ياء، لكسرة الميم. (س) وفيه " على كل ميسم من الانسان صدقة " هكذا جاء في رواية، فإن كان محفوظا فالمراد به أن على كل عضو موسوم بصنع الله صدقة. هكذا فسر. (ه) وفيه " بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم، والشاب المتلوم " المتوسم: المتحلى بسمة الشباب (1). (وسن) * فيه " وتوقظ الوسنان " أي النائم الذى ليس بمستغرق في نومه. والوسن: أول النوم. وقد وسن يوسن سنة، فهو وسن، ووسنان. والهاء في السنة عوض من الواو المحذوفة. (س) ومنه حديث أبى هريرة " لا يأتي عليكم قليل حتى يقضى الثعلب وسنته بين ساريتين من سوارى المسجد " أي يقضى نومته. يريد خلو المسجد من الناس بحيث ينام فيه الوحش. (س) ومنه حديث عمر " أن رجلا توسن جارية فجلده وهم بجلدها، فشهدوا أنها مكرهة " أي تغشاها وهى وسنى قهرا: أي نائمة. (وسوس) * فيه " الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة " هي حديث النفس والافكار. ورجل موسوس، إذا غلبت عليه الوسوسة. وقد وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا، (1) في الاصل، وا، واللسان، والفائق 3 / 161: " الشيوخ " وما أثبت من الهروي. وفيه: " بئس لعمر الله الشيخ المتوسم ". وزاد الزمخشري في الفائق قال: " ويجوز أن يكون المتوسم: المتفرس. يقال: توسمت فيه الخير، إذا تفرسته فيه، ورأيت فيه وسمه، أي أثره وعلامته ". (*)
[ 187 ]
بالكسر، وهو بالفتح: الاسم، والوسواس أيضا: اسم للشيطان، ووسوس، إذا تكلم بكلام لم يبينه. * ومنه حديث عثمان " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوس ناس، وكنت فيمن وسوس " يريد أنه اختلط كلامه ودهش بموته. (باب الواو مع الشين) (وشب) (ه) في حديث الحديبية " قال له عروة بن مسعود الثقفى: وإنى لارى أو شابا من الناس لخليق أن يفروا ويدعوك " الاشواب، والاوباش، والاوشاب: الاخلاط من الناس والرعاع (1). (وشج) (ه) في حديث خزيمة " وأفنت أصول الوشيج " ه وما التف من الشجر. أراد أن السنة أفنت أصولها إذ لم يبق في الارض ثرى. * ومنه حديث على " وتمكنت من سويداء قلوبهم وشيجة خيفته (2) " الوشيجة: عرق الشجرة، وليف يفتل ثم يشد به ما يحمل. والوشيج: جمع وشيجة. ووشجت العروق والاغصان، إذا اشتبكت. * ومنه حديث على " ووشج بينها وبين أزواجها " أي خلط وألف. يقال: وشج الله بينهم توشيجا. (وشح) (س) فيه " أنه كان يتوشح بثوبه " أي يتغشى به. والاصل فيه من الوشاح وهو شئ ينسج عريضا من أديم، وربما رصع بالجواهر والخرز، وتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها. ويقال فيه: وشاح وإشاح. (ه) ومنه حديث عائشة " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوشحنى وينال من رأسي " أي يعانقنى ويقبلني. (1) في الاصل: " الرعاع " بالكسر. وهو خطأ شائع. (2) في الاصل، واللسان: " خيفية " وأثبت ما في ا، والنسخة 517. وشرح نهج البلاغة 6 / 424. (*)
[ 188 ]
(س) وفى حديث آخر " لا عدمت (1) رجلا وشحك هذا الوشاح " أي ضربك هذه الضربة في موضع الوشاح. (س) ومنه حديث المرأة السوداء: ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا * على أنه من دارة الكفر نجاني (2) كان لقوم وشاح فقدوه، فاتهموها به، وكانت الحدأة أخذته فألقته إليهم. * وفيه " كانت للنبى صلى الله عليه وسلم درع تسمى ذات الوشاح ". (وشر) (ه) فيه " أنه لعن الواشرة والموتشرة " الواشرة: المرأة (3) التى تحدد أسنانها وترقق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب والموتشرة: التى تأمر من يفعل بها ذلك، وكأنه من وشرت الخشبة بالميشار، غير مهموز، لغة في أشرت. (وشظ) (ه) في حديث الشعبى " كانت الاوائل تقول: إياكم والوشائظ " هم السفلة، واحدهم: وشيظ. قال الجوهرى: " الوشيظ: لفيف من الناس، ليس أصلهم واحدا " وبنو (4) فلان وشيظة في قومهم: أي حشو فيهم. (وشع) (ه) فيه " والمسجد يومئذ وشيع بسعف وخشب " الوشيع: شريجة من السعف تلقى على خشب السقف. والجمع: وشائع. وقيل: هو عريش يبنى لرئيس العسكر يشرف منه على عسكره. (ه) ومنه الحديث " كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوشيع يوم بدر " أي في العريش. (وشق) (ه) فيه " أتى بوشيقة يابسة من لحم صيد، فقال: إنى حرام " الوشيقة: أن يؤخذ اللحم فيغلى قليلا ولا ينضج، ويحمل في الاسفار. وقيل: هي القديد. وقد وشقت اللحم واتشقته. (1) ضبط في الاصل: " عدمت " بالضم. وضبطته بالفتح من اللسان. (2) في الاصل: " ويوم " بالفتح. وضبطته بالضم من اللسان. وفيه: ألا انه من بلدة. (3) هذا شرح أبى عبيد، كما في الهروي. (4) هذا قول الكسائي، كما في الصحاح. (*)
[ 189 ]
* ومنه حديث عائشة " أهديت لى وشيقة قديد ظبى فردها " وتجمع على وشيق، ووشائق. * ومنه حديث أبى سعيد " كنا نتزود من وشيق الحج ". * وحديث جيش الخبط " وتزودنا من لحمه وشائق ". (ه) وفى حديث حذيفة " أن المسلمين أخطأوا بأبيه، فجعلوا يضربونه بسيوفهم وهو يقول: أبى أبى، فلم يفهموه حتى انتهى إليهم، وقد تواشقوه بأسيافهم " أي قطعوه وشائق، كما يقطع اللحم إذا قدد. (وشك) * قد تكرر في الحديث " يوشك أن يكون كذا وكذا " أي يقرب ويدنو ويسرع. يقال: أوشك يوشك إيشاكا، فهو موشك. وقد وشك وشكا ووشاكة. (س) ومنه حديث عائشة " توشك منه الفيئة (1) " أي تسرع الرجوع منه. والوشيك: السريع والقريب. (وشل) * في حديث على " رمال دمثة، وعيون وشلة " الوشل: الماء القليل. وقد وشل يشل وشلانا. (ه) ومنه حديث الحجاج " قال لحفار حفر له بئرا: أخسفت أم أوشلت ؟ " أي أنبطت ماءا كثيرا أم قليلا (2) ؟ (وشم) (ه) فيه " لعن الله الواشمة والمستوشمة " ويروى " الموتشمة " الوشم: أن يغرز الجلد بإبرة، ثم يحشى بكحل أو نيل، فيزرق أثره أو يخضر. وقد وشمت تشم وشما فهى واشمة. والمستوشمة والموتشمة: التى يفعل بها ذلك. (س) وفى حديث أبى بكر " لما استخلف عمر أشرف من كنيف، وأسماء بنت عميس موشومة اليد ممسكته " أي منقوشة اليد بالحناء. * وفى حديث على " والله ما كتمت وشمة " أي كلمة. حكاها الجوهرى عن ابن السكيت " ما عصيته وشمة " أي كلمة. (1) في الاصل: " الفئة " وفى اللسان: " يوشك منه الفيئة " والتصحيح من ا، ومما سبق في مادة (فيأ). (2) في الاصل: " قليلا أم كثيرا ". والتصحيح من ا، واللسان. (*)
[ 190 ]
(وشوش) * في حديث سجود السهو " فلما انفتل توشوش القوم " الوشوشة: كلام مختلط خفى لا يكاد يفهم. ورواه بعضهم بالسين المهملة. ويريد به الكلام الخفى. والوسوسة: الحركة الخفية، وكلام في اختلاط. وقد تقدم. (وشا) (س) في حديث عفيف " خرجنا نشى بسعد إلى عمر " يقال: وشى به يشى وشاية، إذا نم عليه وسعى به، فهو واش، وجمعه: وشاة، وأصله استخراج الحديث باللطف والسؤال. * ومنه حديث الافك " كان يستوشيه ويجمعه " أي يستخرج الحديث بالبحث عنه. (ه) ومنه حديث الزهري " أنه كان يستوشى الحديث (1) ". (س) وحديث عمر والمرأة العجوز " أجاءتني النآئد (2) إلى استيشاء الاباعد " أي ألجأتني الدواهي إلى مسألة الاباعد، واستخراج ما في أيديهم. (ه) وفيه " فدق عنقه إلى عجب ذنبه فائتشى (3) محدودبا " يقال: ائتشى (3) العظم، إذا برأ من كسر كان به. يعنى أنه برأ مع احديداب حصل فيه. (باب الواو مع الصاد) (وصب) * في حديث عائشة " أنا وصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي مرضته في وصبه. والوصب: دوام الوجع ولزومه، كمرضته من المرض: أي دبرته في مرضه. وقد يطلق الوصب على التعب، والفتور في البدن. (ه) ومنه حديث فارعة، أخت أمية " قالت له: هل تجد شيئا ؟ قال: لا، إلا توصيبا (4) " أي فتورا. (1) في الهروي: " أي يستخرجه بالبحث والمسألة، كما يستوشى الرجل جرى الفرس، وهو ضرب جنبيه بعقبيه وتحريكه ليجرى. يقال: أوشى فرسه، واستوشاه ". (2) في الاصل: " أجأتنى النائد " والصواب من ا. وقد حررته في مادة (نأد). (3) في الاصل، وا: " فايتشى... ايتشى " بالياء. وأثبته بالهمز من الهروي، واللسان، والقاموس. (4) يروى " توصيما " بالميم، وسيجئ. قال الهروي: " والتوصيب والتوصيم واحد، كما يقال: دائب، ودائم، ولازب ولازم ". (*)
[ 191 ]
(وصد) * في حديث أصحاب الغار " فوقع الجبل على باب الكهف فأوصده " أي سده. يقال: أوصدت الباب وآصدته، إذا أغلقته. ويروى بالطاء. (وصر) (ه) في حديث شريح " إن هذا اشترى منى أرضا وقبض وصرها، فلا هو يرد إلى الوصر، ولا هو يعطينى الثمن " الوصر، (1) بالكسر: كتاب الشراء. والاصل فيه: الاصر، وهو العهد، فقلبت الهمزة واوا، وسمى كتاب الشراء به، لما فيه من العهود. وقد روى بالهمزة على الاصل. (وصع) (ه) فيه " إن العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليتواضع لله تعالى حتى يصير مثل الوصع " يروى بفتح الصاد وسكونها، وهو طائر أصغر من العصفور، والجمع: وصعان (2). (وصف) (ه) فيه " نهى عن بيع المواصفة " هو (1) أن يبيع ما ليس عنده ثم يبتاعه، فيدفعه إلى المشترى. قيل له ذلك، لانه باع بالصفة من غير نظر ولا حيازة ملك. [ ه ] وفى حديث عمر " إن لا يشف فإنه يصف " يريد الثوب الرقيق، إن لم يبن منه الجسد، فإنه لرقته يصف البدن، فيظهر منه حجم الاعضاء، فشبه ذلك بالصفة. (ه) وفيه " وموت يصيب الناس حتى يكون البيت بالوصيف " الوصيف: العبد. والامة: وصيفة، وجمعهما: وصفاء ووصائف. يريد (3) يكثر الموت حتى يصير موضع قبر يشترى بعبد، من كثرة الموتى. وقبر الميت: بيته. * ومنه حديث أم أيمن " أنها كانت وصيفة لعبد المطلب " أي أمة. (وصل) * فيه " من أراد أن يطول عمره فليصل رحمه " قد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم. وهى كناية عن الاحسان إلى الاقربين، من ذوى النسب والاصهار، والتعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لاحوالهم. وكذلك إن بعدوا أو أساءوا. وقطع الرحم (1) هذا شرح القتيبى، كما ذكر الهروي. (2) ضبط في الاصل " وصعان " بالضم، وصوابه بالكسر، كغزلان، كما ذكر صاحب القاموس. (3) هذا قول شمر، كما ذكر الهروي. (*)
[ 192 ]
ضد ذلك كله. يقال: وصل رحمه يصلها وصلا وصلة، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة، فكأنه بالاحسان إليهم قد وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر. * وفيه ذكر " الوصيلة " هي الشاة إذا ولدت ستة أبطن، أنثيين أنثيين، وولدت في السابعة ذكرا وأنثى، قالوا: وصلت أخاها، فأحلوا لبنها للرجال، وحرموه على النساء. وقيل: إن كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه الرجال والنساء. وإن كانت أنثى تركت في الغنم، وإن كان ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها، ولم تذبح، وكان لبنها حراما على النساء. (ه) وفى حديث ابن مسعود " إذا كنت في الوصيلة فأعط راحلتك حظها " هي العمارة والخصب. وقيل: الارض ذات الكلا، تتصل بأخرى مثلها. (ه) وفى حديث عمرو " قال لمعاوية: ما زلت أرم أمرك بوذائله، وأصله بوصائله " هي ثياب حمر مخططة يمانية (1). وقيل: أراد بالوصائل ما يوصل به الشئ، يقول: ما زلت أدبر أمرك بما يجب أن يوصل به من الامور التى لا غنى (2) به عنها، أو أراد أنه زين أمره وحسنه، كأنه ألبسه الوصائل. (ه) ومنه الحديث " إن أول من كسا الكعبة كسوة كاملة تبع، كساها الانطاع (3)، ثم كساها الوصائل " أي حبر اليمن. (ه س) وفيه " أنه لعن الواصلة والمستوصلة " الواصلة: التى تصل شعرها بشعر آخر زور، والمستوصلة: التى تأمر من يفعل بها ذلك. وروى عن عائشة أنها قالت: ليست الواصلة بالتى تعنون، ولا بأس أن تعرى المرأة عن الشعر، فتصل قرنا من قرونها بصوف أسود، وإنما الواصلة: التى تكون بغيا في شبيبتها، فإذا أسنت وصلتها بالقيادة. وقال أحمد بن حنبل لما ذكر له ذلك: ما سمعت بأعجب من ذلك. (1) ضبط في الاصل وا: " يمانية " بالتشديد. وصححته بالتخفيف من الهروي. (2) في الاصل: " غنى " بالتنوين. وأثبته بالتخفيف من ا، واللسان (3) في ا: " الانماط ". (*)
[ 193 ]
(ه) وفيه " أنه نهى عن الوصال في الصوم " هو ألا يفطر يومين أو أياما. (س) وفيه " أنه نهى عن المواصلة في الصلاة، وقال: إن امرأ واصل في الصلاة خرج منها صفرا " قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ما كنا ندرى ما المواصلة في الصلاة، حتى قدم علينا الشافعي، فمضى إليه أبى فسأله عن أشياء، وكان فيما سأله عن المواصلة في الصلاة، فقال الشافعي: هي في مواضع، منها: أن يقول الامام " ولا الضالين " فيقول من خلفه " آمين " معا: أي يقولها بعد أن يسكت الامام. ومنها: أن يصل القراءة بالتكبير. ومنها: السلام عليكم ورحمة الله، فيصلها بالتسليمة الثانية، الاولى فرض والثانية سنة، فلا يجمع بينهما. ومنها: إذا كبر الامام فلا يكبر معه حتى يسبقه ولو بواو. (ه) وفى حديث جابر " أنه اشترى منى بعيرا وأعطاني وصلا من ذهب " أي صلة وهبة، كأنه ما يتصل به أو يتوصل في معاشه. ووصله، إذا أعطاه مالا. والصلة: الجائزة والعطية. (ه) وفى حديث عتبة والمقدام " أنهما كانا أسلما فتوصلا بالمشركين حتى خرجا إلى عبيدة بن الحارث " أي أرياهم أنهما معهم، حتى خرجا إلى المسلمين، وتوصلا: بمعنى توسلا وتقربا. (ه) وفى حديث النعمان بن مقرن " أنه لما حمل على العدو ما وصلنا كتفيه حتى ضرب في القوم " أي لم نتصل به ولم نقرب منه حتى حمل عليهم، من السرعة. (ه) وفى الحديث " رأيت سببا واصلا من السماء إلى الارض " أي موصولا، فاعل بمعنى مفعول، كماء دافق. كذا شرح. ولو جعل على بابه لم يبعد. (ه) وفى حديث على " صلوا السيوف بالخطا، والرماح بالنبل " أي إذا قصرت السيوف عن الضريبة فتقدموا تلحقوا. وإذا لم تلحقهم الرماح فارموهم بالنبل.
[ 194 ]
ومن أحسن وأبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير (1): يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طعنوا * ضاربهم فإذا ما ضاربوا اعتنقا (ه) وفى صفته صلى الله عليه وسلم " أنه كان فعم الاوصال " أي ممتلئ الاعضاء، الواحد: وصل (2). * وفيه " كان اسم نبله صلى الله عليه وسلم الموتصلة " سميت بها تفاؤلا بوصولها إلى العدو. والموتصلة، لغة قريش، فإنها لا تدغم هذه الواو وأشباهها في التاء، فتقول: موتصل، وموتفق، وموتعد، ونحو ذلك. وغيرهم يدغم فيقول: متصل، ومتفق، ومتعد. (ه) وفيه " من اتصل فأعضوه " أي من ادعى دعوى الجاهلية، وهى قولهم: يالفلان. فأعضوه: أي قولوا له: اعضض أير أبيك. يقال: وصل إليه واتصل، إذا انتمى. (ه) ومنه حديث أبى " أنه أعض إنسانا اتصل ". (وصم) (ه) فيه " وإن نام حتى يصبح أصبح ثقيلا موصما " الوصم: الفترة والكسل والتوانى. (ه) ومنه كتاب وائل بن حجر " لا توصيم في الدين " أي لا تفتروا في إقامة الحدود، ولا تحابوا فيها. * ومنه حديث فارعة، أخت أمية " قالت له: هل تجد شيئا ؟ قال: لا، إلا توصيما في جسدي " ويروى بالباء. وقد تقدم. (1) ديوانه ص 54، والرواية فيه: يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا * ضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا (2) في الاصل: " وصل " بفتحة. وفى ا: " وصل " بفتحتين. وكل ذلك خطأ. إنما هو بالكسر والضم، كما في القاموس، بالعبارة، واللسان، بالقلم. (*)
[ 195 ]
(باب الواو مع الضاد) (وضأ) * قد تكرر في الحديث ذكر " الوضوء والوضوء " فالوضوء، بالفتح: الماء الذى يتوضأ به، كالفطور والسحور، لما يفطر عليه ويتسحر به. والوضوء، بالضم: التوضؤ، والفعل نفسه. يقال: توضأت أتوضأ توضؤا ووضوءا، وقد أثبت سيبويه الوضوء والطهور والوقود، بالفتح في المصادر، فهى تقع على الاسم والمصدر. وأصل الكلمة من الوضاءة، وهى الحسن. ووضوء الصلاة معروف. وقد يراد به غسل بعض الاعضاء. (ه) ومنه الحديث " توضأوا مما غيرت النار " أراد به غسل الايدى والافواه من الزهومة. وقيل: أراد به وضوء الصلاة. وذهب إليه قوم من الفقهاء. (ه) ومنه حديث الحسن " الوضوء قبل الطعام ينفى الفقر، وبعده ينفى اللمم " (1). (ه) ومنه حديث قتادة " من غسل يده فقد توضأ ". * وفى حديث عائشة " لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها " الوضاءة: الحسن والبهجة. يقال: وضأت فهى وضيئة. * ومنه حديث عمر لحفصة " لا يغرك أن كانت جارتك هي أوضأ منك " أي أحسن. (وضح) * فيه " أنه كان يرفع يديه في السجود حتى يبين وضح إبطيه " أي البياض الذى تحتهما. وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين. والوضح: البياض من كل شئ. (ه) ومنه حديث عمر " صوموا من الوضح إلى الوضح " أي من الضوء إلى الضوء. وقيل: من الهلال إلى الهلال، وهو الوجه، لان سياق الحديث يدل عليه. وتمامه " فإن خفى عليكم فأتموا العدة ثلاثين يوما ". (1) بعده في الهروي: " وأراد التوضؤ الذى هو غسل اليد ". (*)
[ 196 ]
(ه س) ومنه الحديث " أمر بصيام الا واضح " يريد أيام الليالى الا واضح: أي البيض. جمع واضحة، وهى ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس عشر. والاصل: وواضح، فقلبت الواو الاولى همزة. (ه س) ومنه الحديث " غيروا الوضح " أي الشيب، يعنى اخضبوه. (س) ومنه الحديث " جاء رجل بكفه وضح " أي برص. (ه) وفى حديث الشجاج ذكر " الموضحة " في أحاديث كثيرة. وهى التى تبدى وضح العظم: أي بياضه. والجمع: المواضح. والتى فرض فيها خمس من الابل هي ما كان منها في الرأس والوجه. فأما الموضحة في غيرهما ففيها الحكومة. (ه) وفيه " أن يهوديا قتل جارية على أوضاح لها " هي (1) نوع من الحلى يعمل من الفضة، سميت بها، لبياضها، واحدها: وضح. (ه) وفيه " أنه كان يلعب مع الصبيان بعظم وضاح " هي لعبة لصبيان الاعراب. وقد تقدم في حرف العين. ووضاح: فعال، من الوضوح: الظهور. (س) وفيه " حتى ما أوضحوا بضاحكة " أي ما طلعوا بضاحكة ولا أبدوها، وهى إحدى ضواحك الاسنان (2) التى تبدو عند الضحك. يقال: من أين أوضحت ؟ أي طلعت. (وضر) (ه) فيه " أنه رأى بعبد الرحمن بن عوف وضرا من صفرة، فقال: مهيم " أي لطخا من خلوق، أو طيب له لون، وذلك من فعل العروس إذا دخل على زوجته. والوضر: الاثر من غير الطيب. (ه) ومنه الحديث " فجعل يأكل ويتتبع باللقمة وضر الصحفة " أي دسمها وأثر الطعام فيها. * ومنه حديث أم هانئ " فسكبت له في صحفة إنى لارى فيها وضر العجين ". (وضع) (ه) في حديث الحج " وأوضع في وادى محسر " يقال: وضع البعير يضع وضعا، وأوضعه راكبه إيضاعا، إذا حمله على سرعة السير. (1) هذا شرح أبى عبيد، كما في الهروي. (2) هكذا في الاصل، وا. وفى النسخة 517، واللسان: " الانسان ". (*)
[ 197 ]
* ومنه حديث عمر " إنك والله سقعت الحاجب، وأوضعت بالراكب " أي حملته على أن يوضع مركوبه. * ومنه حديث حذيفة بن أسيد " شر الناس في الفتنة الراكب الموضع " أي المسرع فيها. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه " من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر " وفى رواية " من شهر سيفه ثم وضعه " أي من قاتل به، يعنى في الفتنة. يقال: وضع الشئ من يده يضعه وضعا، إذا ألقاه، فكأنه ألقاه في الضريبة. * ومنه قول سديف للسفاح: فضع السيف وارفع السوط حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا أي ضع السيف في المضروب به، وارفع السوط لتضرب به. * ومنه حديث فاطمة بنت قيس " لا يضع عصاه عن عاتقه " أي أنه ضراب للنساء. وقيل: هو كناية عن كثرة أسفاره، لان المسافر يحمل عصاه في سفره. * وفيه " إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم " أي تفرشها لتكون تحت أقدامه إذا مشى. وقد تقدم معناه مستوفى في حرف الجيم. (س) وفيه " إن الله واضع يده لمسئ الليل ليتوب بالنهار، ولمسئ النهار ليتوب بالليل " أراد بالوضع هاهنا البسط. وقد صرح به في الرواية الاخرى " إن الله باسط يده لمسئ الليل " وهو مجاز في البسط واليد، كوضع أجنحة الملائكة. وقيل: أراد بالوضع الامهال، وترك المعاجلة بالعقوبة. يقال: وضع يده عن فلان، إذا كف عنه. وتكون اللام بمعنى عن: أي يضعها عنه، أو لام أجل: أي يكفها لاجله. والمعنى في الحديث أنه يتقاضى المذنبين بالتوبة ليقبلها منهم. (س) ومنه حديث عمر " أنه وضع يده في كشية ضب، وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه " وضع اليد: كناية عن الاخذ في أكله. (س) وفيه " ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيضع الجزية " أي يحمل الناس على دين الاسلام، فلا يبقى ذمى تجرى عليه الجزية.
[ 198 ]
وقيل: أراد أنه لا يبقى فقير محتاج، لاستغناء الناس بكثرة الاموال، فتوضع الجزية وتسقط، لانها إنما شرعت لتزيد في مصالح المسلمين وتقوية لهم، فإذا لم يبق محتاج لم تؤخذ (1). * ومنه الحديث " ويضع العلم " أي يهدمه ويلصقه بالارض. * والحديث الآخر " إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم " أي أسقطتها. (ه) وفيه " من أنظر معسرا أو وضع له " أي حط عنه من أصل الدين شيئا (2). * ومنه الحديث " وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه " أي يستحطه من دينه. * وفى حديث سعد " إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة " أراد أن نجوهم كان يخرج بعرا، ليبسه من أكلهم ورق السمر، وعدم الغذاء المألوف. [ ه ] وفى حديث طهفة " لكم يا بنى نهد ودائع الشرك، ووضائع الملك " الوضائع: جمع وضيعة وهى الوظيفة التى تكون على الملك، وهى ما يلزم الناس في أموالهم، من الصدقة والزكاة: أي لكم الوظائف التى تلزم المسلمين، لا نتجاوزها معكم، ولا نزيد عليكم فيها شيئا. وقيل: معناه ما كان ملوك الجاهلية يوظفون على رعيتهم، ويستأثرون به في الحروب وغيرها من المغنم: أي لا نأخذ منكم ما كان ملوككم وظفوه عليكم، بل هو لكم. (ه) وفيه " إنه نبى، وإن اسمه وصورته في الوضائع " هي كتب تكتب فيها الحكمة. قاله الاصمعي. * وفى حديث شريح " الوضيعة على المال، والربح على ما اصطلحا عليه " الوضيعة: الخسارة. وقد وضع في البيع يوضع وضيعة. يعنى أن الخسارة من رأس المال. (س) وفيه " أن رجلا من خزاعة يقال له: هيت كان فيه توضيع " أي تخنيث. (وضم) (ه) في حديث عمر " إنما النساء لحم على وضم، إلا ماذب عنه " (1) قال صاحب اللسان: " هذا فيه نظر، فإن الفرائض لا تعلل، ويطرد على ما قاله الزكاة أيضا، وفى هذا جرأة على وضع الفرائض والتعبدات ". (2) الذى في الهروي: " أي حط له من رأس المال شيئا ". (*)
[ 199 ]
الوضم: (1) الخشبة أو البارية التى يوضع عليها اللحم، تقيه من الارض. وقال الزمخشري: " الوضم: [ كل ] (2) ما وقيت به اللحم من الارض ". أراد أنهن في الضعف (3) مثل ذلك اللحم الذى لا يمتنع على أحد إلا أن يذب عنه ويدفع. قال الازهرى: إنما خص اللحم على الوضم وشبه به النساء، لان من عادة العرب إذا نحر بعير لجماعة يقتسمون لحمه أن يقلعوا شجرا (4) ويوضم بعضه على بعض، ويعضى اللحم ويوضع عليه، ثم يلقى لحمه عن عراقه، ويقطع على الوضم، هبرا للقسم، وتؤجج النار، فإذا سقط جمرها اشتوى من حضر شيئا بعد شئ (5)، على ذلك الجمر، لا يمنع منه أحد، فإذا وقعت المقاسم حول كل واحد قسمه عن الوضم إلى بيته، ولم يعرض له أحد. فشبه عمر النساء وقلة امتناعهن على طلابهن من الرجال باللحم ما دام على الوضم. (وضن) * في حديث على " إنك لقلق الوضين " الوضين: بطان منسوج بعضه على بعض، يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج. أراد أنه سريع الحركة. يصفه بالخفة وقلة الثبات، كالحزام إذا كان رخوا. (ه) ومنه حديث ابن عمر: * إليك تعدو قلقا وضينها * أراد أنها قد هزلت ودقت للسير عليها. هكذا أخرجه الهروي والزمخشري عن ابن عمر. وأخرجه الطبراني في " المعجم " عن سالم عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات وهو يقول: * إليك تعدو قلقا وضينها * * (هامش) (1) هذا شرح الاصمعي، كما ذكر الهروي. (2) ليس في الفائق 2 / 411. (3) هكذا بالضم في الاصل، وفى ا بالفتح. قال صاحب المصباح: " الضعف، بفتح الضاد في لغة تميم. وبضمها في لغة قريش ". (4) في الهروي: " شجرا كثيرا ". (5) في الهروي: " شواية بعد شواية ". (*)
[ 200 ]
(باب الواو مع الطاء) (وطأ) (ه) فيه " زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو محتضن أحد ابني ابنته وهو يقول: إنكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون، وإنكم لمن ريحان الله، وإن آخر وطأة وطئها (1) الله بوج " أي تحملون على البخل والجبن والجهل. يعنى الاولاد، فإن الاب يبخل بإنفاق ماله ليخلفه لهم، ويجبن عن القتال ليعيش لهم فيربيهم، ويجهل لاجلهم فيلاعبهم. وريحان الله: رزقه وعطاؤه. ووج: من الطائف. والوطئ في الاصل: الدوس بالقدم، فسمى به الغزو والقتل، لان من يطأ على الشئ برجله فقد استقصى في هلاكه وإهانته. والمعنى أن آخر أخذة ووقعة أوقعها الله بالكفار كانت بوج، وكانت غزوة الطائف آخر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لم يغز بعدها إلا غزوة تبوك، ولم يكن فيها قتال. ووجه تعلق هذا القول بما قبله من ذكر الاولاد أنه إشارة إلى تقليل ما بقى من عمره، فكنى عنه بذلك. (ه) ومنه حديث الآخر " اللهم اشدد وطأتك على مضر " أي خذهم أخذا شديدا. * ومنه قول الشاعر: ووطئتنا وطأ على حنق * وطئ المقيد نابت الهرم وكان حماد بن سلمة يرويه " اللهم اشدد وطدتك على مضر " والوطد: الاثبات والغمز في الارض. [ ه ] وفيه " أنه قال للخراص: احتاطوا لاهل الاموال في النائبة والواطئة " الواطئة: المارة والسابلة، سموا بذلك لوطئهم الطريق. يقول: استظهروا لهم (1) رواية الهروي: " آخر وطأة لله بوج ". (*)
[ 201 ]
في الخرص، لما ينوبهم وينزل بهم من الضيفان. وقيل: الواطئة: سقاطة التمر تقع فتوطأ بالاقدام، فهى فاعلة بمعنى مفعولة. وقيل (1): هي من الوطايا، وجمع وطيئة، وهى تجرى مجرى العرية، سميت بذلك لان صاحبها وطأها لاهله: أي ذللها ومهدها، فهى لا تدخل في الخرص. * ومنه حديث القدر " وآثار (2) موطوءة " أي مسلوك عليها بما سبق به القدر، من خير أو شر. (ه) ومنه الحديث " ألا أخبركم بأحبكم إلى وأقربكم منى مجالس يوم القيامة ؟ أحاسنكم أخلاقا، الموطأون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون " هذا مثل، وحقيقته من التوطئة، وهى التمهيد والتذليل. وفراش وطئ: لا يؤذى جنب النائم. والاكناف: الجوانب. أراد الذين جوانبهم وطيئة، يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى. (ه) وفيه " أن رعاء الابل ورعاء الغنم تفاخروا عنده، فأوطأهم رعاء الابل غلبة " أي غلبوهم وقهروهم بالحجة. وأصله أن من صارعته أو قاتلته فصرعته أو أثبته فقد وطئته وأوطأته غيرك. والمعنى أنه جعلهم يوطأون قهرا وغلبة. * وفى حديث على، لما خرج مهاجرا بعد النبي صلى الله عليه وسلم " فجعلت أتبع مآخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطأ ذكره حتى انتهيت إلى العرج " أراد: إنى كنت أغطى خبره من أول خروجي إلى أن بلغت العرج، وهو موضع بين مكة والمدينة. فكنى عن التغطية والايهام بالوطئ، الذى هو أبلغ في الاخفاء والستر. (س) وفى حديث النساء " ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه " أي لا يأذن لاحد من الرجال الاجانب أن يدخل عليهن، فيتحدث إليهن. وكان ذلك من عادة العرب، لا يعدونه ريبة، ولا يرون به بأسا، فلما نزلت آية الحجاب نهوا عن ذلك. (ه) وفى حديث عمار " أن رجلا وشى به إلى عمر فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله (1) القائل هو أبو سعيد الضرير، كما ذكر الهروي. (2) ضبط في الاصل: " وآثار " بالرفع، وأثبته بالجر من ا، واللسان. (*)
[ 202 ]
موطأ العقب " أي كثير الاتباع. دعا عليه بأن يكون سلطانا أو مقدما أو ذا مال، فيتبعه الناس ويمشون وراءه. (ه) وفيه " إن جبريل صلى بى العشاء حين غاب الشفق، واتطأ العشاء " هو افتعل، من وطأته. يقال: وطأت الشئ فاتطأ: أي هيأته فتهيأ. أراد أن الظلام كمل وواطأ بعضه بعضا: أي وافق. وفى الفائق: " حين غاب الشفق وأنطى العشاء " قال: وهو من قول بنى قيس: " لم يأتط (1) الجداد. ومعناه: لم يأت (2) حينه. وقد ائتطى يأتطى، كائتلى (3) يأتلى "، بمعنى الموافقة والمساعفة. قال: " وفيه وجه آخر: أنه (4) افتعل من الاطيط، لان العتمة وقت حلب الابل، وهى حينئذ تئط، أي تحن إلى أولادها، فجعل الفعل للعشاء وهو لها اتساعا ". * وفى حديث ليلة القدر " أرى رؤياكم قد تواطت في العشر الاواخر " هكذا روى بترك الهمز، وهو من المواطأة: الموافقة. وحقيقته كأن كلا منهما وطئ ما وطئه الآخر. (س) وفى حديث عبد الله " لا نتوضأ (5) من موطأ " أي ما يوطأ من الاذى في الطريق. أراد لا نعيد (6) الوضوء منه، لا أنهم كانوا لا يغسلونه. (ه) وفيه " فأخرج إلينا ثلاث أكل من وطيئة " الوطيئة: الغرارة يكون فيها الكعك والقديد وغيره. (1) قبل هذا في الفائق 3 / 170: " لم يأتط السعر بعد، أي لم يطمئن ولم يبلغ نهاه ولم يستقم ". (2) الذى في الفائق: " لم يحن ". (3) في الاصل وا: " ايتطى... كايتلى " بالياء. وأثبته بالهمز من الفائق، واللسان. (4) في الفائق 3 / 171: " وهو أن الاصل: ائتط، افتعل ". (5) في الاصل، وا: لا تتوضأ " بتاء، وأثبته بالنون من اللسان. (6) في الاصل: " يعيد " بياء. وأثبته بالنون من ا، واللسان. (*)
[ 203 ]
* وفى حديث عبد الله بن بسر " أتيناه بوطيئة " هي طعام يتخذ من التمر كالحيس. ويروى بالباء الموحدة، وقيل: هو تصحيف. (وطب) * في حديث عبد الله بن بسر " نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى فقربنا إليه طعاما، وجاءه بوطبة فأكل منها " روى الحميدى هذا الحديث في كتابه " فقربنا إليه طعاما ورطبة فأكل منها " وقال: هكذا جاء فيما رأيناه من نسخ كتاب (1) مسلم " رطبة " بالراء، وهو تصحيف من الراوى. وإنما هو بالواو. وذكره أبو مسعود الدمشقي وأبو بكر البرقانى في كتابيهما بالواو. وفى آخره: قال النضر (2): الوطبة: الحيس، يجمع بين التمر والاقط والسمن. ونقله عن شعبة على الصحة بالواو. قلت: والذى قرأته في كتاب مسلم " وطبة " بالواو. ولعل نسخ الحميدى قد كانت بالراء (3) كما ذكر. والله أعلم. (س) وفيه " أنه أتى بوطب فيه لبن " الوطب: الزق الذى يكون فيه السمن واللبن وهو جلد الجذع فما فوقه، وجمعه. أو طاب ووطاب (4). * ومنه حديث أم زرع " خرج أبو زرع والاوطاب تمخض ليخرج زبدها ". (وطح) * في حديث غزوة خيبر ذكر " الوطيح " هو بفتح الواو وكسر الطاء وبالحاء المهملة: حصن من حصون خيبر. (1) انظر رواية مسلم في صحيحه (باب استحباب وضع النوى خارج التمر، من كتاب الاشربة). (2) هو النضر بن شميل، كما في النووي 13 / 225. (3) قال الامام النووي: " وهذا الذى ادعاه [ أي الحميدى ] على نسخ مسلم هو فيما رآه هو، وإلا فأكثرها بالواو... ونقل القاضى عياض عن رواية بعضهم في مسلم: وطئة. بفتح الواو وكسر الطاء، وبعدها همزة... والوطئة بالهمز عند أهل اللغة: طعام يتخذ من التمر كالحيس ". (4) زاد في القاموس: " أوطب " قال: وجمع الجمع: أواطب. (*)
[ 204 ]
(وطد) (ه) في حديث ابن مسعود " أتاه زياد بن عدى فوطده (1) إلى الارض " أي غمزه فيها وأثبته عليها ومنعه من الحركة. يقال: وطدت الارض أطدها، إذا دستها لتتصلب. (ه) ومنه حديث البراء بن مالك " قال يوم اليمامة لخالد بن الوليد: طدنى إليك " أي ضمنى إليك واغمزني. * وفى حديث أصحاب الغار " فوقع الجبل على باب الكهف فأوطده " أي سده بالهدم. هكذا روى. وإنما يقال: وطده. ولعله لغة (2). (وطس) (س) في حديث حنين " الآن حمى الوطيس " الوطيس: شبه التنور. وقيل: هو الضراب في الحرب. وقيل: هو الوطئ الذى يطس الناس، أي يدقهم. وقال الاصمعي: هو حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد يطؤها. ولم يسمع هذا الكلام من أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم. وهو من فصيح الكلام. عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق. (وطف) (ه) في حديث أم معبد " وفى أشفاره وطف " أي في شعر أجفانه طول. وقد وطف يوطف فهو أوطف. (وطن) * فيه " أنه نهى عن نقرة الغراب، وأن يوطن الرجل في المكان بالمسجد، كما يوطن البعير " قيل: معناه أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلى فيه، كالبعير لا يأوى من عطن إلا إلى مبرك دمث قد أوطنه واتخذه مناخا. وقيل: معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير. يقال: أوطنت الارض ووطنتها، واستوطنتها: أي اتخذتها وطنا ومحلا. (ه) ومنه الحديث " أنه نهى عن إيطان المساجد " أي اتخاذها وطنا. * ومنه الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم " كان لا يوطن الاماكن " أي لا يتخذ (1) في الهروي: " فوطده " بالتشديد. (2) قال الهروي: " وكان حماد بن سلمة يروى: اللهم اشدد وطدتك على مضر " اه وانظر (وطأ). (*)
[ 205 ]
لنفسه مجلسا يعرف به. والموطن: مفعل منه. ويسمى به المشهد من مشاهد الحرب. وجمعه: مواطن. ومنه قوله تعالى: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ". (وطوط) (س) في حديث عائشة " لما أحرق بيت المقدس كانت الوطواط تطفئه بأجنحتها " الوطواط: الخطاف. وقيل: الخفاش. (س) ومنه حديث عطاء " سئل عن الوطواط يصيبه المحرم فقال: درهم " وفى رواية " ثلثا درهم ". (باب الواو مع الظاء) (وظب) * في حديث أنس " كن أمهاتي يواظبننى على خدمته " أي يحملننى ويبعثني على ملازمة خدمته والمداومة عليها. وروى بالطاء المهملة والهمز، من المواطأة على الشئ. وقد تكرر ذكر " المواظبة " في الحديث. (وظف) (س) في حديث حد الزنا " فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله " وظيف البعير: خفه، وهو له كالحافر للفرس. (باب الواو مع العين) (وعب) (ه) فيه " إن النعمة الواحدة لتستوعب (1) جميع عمل العبد " أي تأتى عليه. والايعاب والاستيعاب: الاستئصال والاستقصاء في كل شئ. (ه) ومنه الحديث " في الانف إذا استوعب جدعه الدية " ويروى " أوعب كله " أي قطع جميعه. [ ه ] ومنه حديث حذيفة " نومة بعد الجماع أوعب للماء " أي أحرى أن تخرج كل ما بقى في الذكر وتستقصيه. (1) في الهروي: " تستوعب ". (*)
[ 206 ]
(ه) وفى حديث عائشة " كان المسلمون يوعبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي يخرجون بأجمعهم في الغزو. * ومنه الحديث " أوعب المهاجرون والانصار مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ". [ ه ] والحديث الآخر " أوعب الانصار مع على إلى صفين " أي لم يتخلف منهم أحد عنه. (وعث) (ه) فيه " اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر " أي شدته ومشقته. وأصله من الوعث، وهو الرمل، والمشى فيه يشتد على صاحبه ويشق. يقال: رمل أوعث، ورملة وعثاء. * ومنه الحديث " مثل الرزق كمثل حائط له باب، فما حول الباب سهولة، وما حول الحائط وعث ووعر ". * ومنه حديث أم زرع " على رأس قور وعث ". (وعد) * فيه " دخل حائطا من حيطان المدينة فإذا فيه جملان يصرفان ويوعدان " وعيد فحل الابل: هديره إذا أراد أن يصول. وقد أوعد يوعد إيعادا. وقد تكرر ذكر " الوعد والوعيد " فالوعد يستعمل في الخير والشر. يقال: وعدته خيرا ووعدته شرا، فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير: الوعد والعدة، وفى الشر الايعاد والوعيد. وقد أوعده يوعده. (وعر) (ه) في حديث أم زرع " لحم جمل غث، على جبل وعر " أي غليظ حزن، يصعب الصعود إليه. وقد وعر بالضم وعورة. شبهته بلحم هزيل لا ينتفع به، وهو مع هذا صعب الوصول والمنال. (وعظ) (س) فيه " وعلى رأس الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم " يعنى حججه التى تنهاه عن الدخول فيما منعه الله منه وحرمه عليه، والبصائر التى جعلها فيه. (ه) وفيه " يأتي على الناس زمان يستحل فيه الربا بالبيع، والقتل بالموعظة " هو أن يقتل البرئ ليتعظ به المريب، كما قال الحجاج في خطبته: " وأقتل البرئ بالسقيم ".
[ 207 ]
(وعق) (ه) في حديث عمر، وذكر الزبير فقال " وعقة لقس " الوعقة، بالسكون: الذى يضجر ويتبرم. يقال: رجل وعقة ووعقة أيضا، ووعق، بالكسر فيهما. (وعك) (س) قد تكرر فيه ذكر " الوعك " وهو الحمى. وقيل: ألمها. وقد وعكه المرض وعكا. ووعك فهو موعوك. (وعل) (ه) في حديث أبى هريرة " لا تقوم الساعة حتى تعلو التحوت وتهلك الوعول " أراد بالوعول الاشراف والرءوس. شبههم بالوعول، وهم تيوس الجبل، واحدها: وعل، بكسر العين. وضرب المثل بها لانها تأوى شعف الجبال. وقد روى مرفوعا مثله. (س) ومنه الحديث " في تفسير قوله تعالى " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قيل: ثمانية أوعال " أي ملائكة على صورة الاوعال. (س) ومنه حديث ابن عباس " في الوعل شاة " يعنى إذا قتله المحرم. (وعوع) * في حديث على " وأنتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الاسد " أي صوته. ووعواع الناس: ضجتهم. (وعا) (ه) فيه " الاستحياء من الله حق الحياء: ألا تنسوا المقابر والبلى، والجوف (1) وما وعى " أي ما جمع من الطعام والشراب، حتى يكونا من حلهما (2). * ومنه حديث الاسراء " ذكر في كل سماء أنبياء قد سماهم، فأوعيت منهم إدريس في الثانية " هكذا روى. فإن صح فيكون معناه: أدخلته في وعاء قلبى. يقال: أوعيت الشئ في الوعاء، إذا أدخلته فيه. ولو روى " وعيت " بمعنى حفظت، لكان أبين وأظهر. يقال: وعيت الحديث أعيه وعيا فأنا واع، إذا حفظته وفهمته. وفلان أوعى من فلان: أي أحفظ وأفهم. (1) في الهروي: " ولا تنسوا الجوف ". (2) قال الهروي: " وأراد بالجوف البطن والفرج، وهما الاجوفان. ويقال: بل أراد القلب والدماغ، لانهما مجمعا العقل " اه. وانظر (جوف). (*)
[ 208 ]
(ه) ومنه الحديث " نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فرب مبلغ (1) أوعى من سامع ". (ه) ومنه حديث أبى أمامة " لا يعذب الله قلبا وعى القرآن " أي عقله إيمانا به وعملا. فأما من حفظ ألفاظه وضيع حدوده فإنه غير واع له. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " فاستوعى له حقه " أي استوفاه كله، مأخوذ من الوعاء. * ومنه حديث أبى هريرة " حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين من العلم " أراد الكناية عن محل العلم وجمعه، فاستعار له الوعاء. * ومنه الحديث " لا توعى فيوعى عليك " أي لا تجمعي وتشحى بالنفقة، فيشح عليك، وتجازى بتضييق رزقك. (س) وفى مقتل كعب بن الاشرف أو أبى رافع " حتى سمعنا الواعية " هو الصراخ على الميت ونعيه. ولا يبنى منه فعل. وقيل: الوعى كالوغى: الجلبة والصوت الشديد. (باب الواو مع الغين) (وغب) (ه) في حديث الاحنف " إياكم وحمية الا وغاب " هم اللئام والاوغاد. والواحد: وغب ووغد. ويروى بالقاف. (وغر) * فيه " الهدية تذهب وغر الصدر " هو بالتحريك (2): الغل والحرارة. وأصله من الوغرة: شدة الحر. * ومنه حديث مازن: * ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * (س) ومنه حديث المغيرة " واغرة الضمير " وقيل: الوغر: تجرع الغيظ والحقد. (1) ضبط في الاصل: " مبلغ " بالكسر. وهو خطأ. انظر مثلا سنن ابن ماجه (باب من بلغ علما. من المقدمة) 1 / 85. (2) وبالسكون أيضا، كما في القاموس. (*)
[ 209 ]
(س) ومنه حديث الافك " فأتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة " أي في وقت الهاجرة، وقت توسط الشمس السماء. يقال: وغرت الهاجرة وغرا، وأوغز الرجل: دخل في ذلك الوقت، كما يقال: أظهر، إذا دخل في وقت الظهر. ويروى " مغورين ". وقد تقدم. (وغل) (ه) فيه " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق " الايغال: السير الشديد. يقال: أوغل القوم وتوغلوا، إذا أمعنوا في سيرهم. والوغول: الدخول في الشئ. وقد وغل يغل وغولا. يريد سر فيه برفق، وابلغ الغاية القصوى منه بالرفق، لا على سبيل التهافت والخرق، ولا تحمل على نفسك وتكلفها ما لا تطيق فتعجز وتترك الدين والعمل. * وفى حديث على " المتعلق بها كالواغل المدفع " الواغل: الذى يهجم على الشراب ليشرب معهم وليس منهم، فلا يزال مدفعا بينهم. * ومنه حديث المقداد " فلما أن وغلت في بطني " أي دخلت. (ه) ومنه حديث عكرمة " من لم يغتسل يوم الجمعة فليستوغل " أي فليغسل مغابنه ومعاطف جسده. وهو استفعال من الوغول: الدخول. (وغم) (س) فيه " كلوا الوغم واطرحوا الفغم " الوغم: ما تساقط من الطعام. وقيل: ما أخرجه الخلال. والفغم: ما أخرجته بطرف لسانك من أسنانك. وقد تقدم في حرف الفاء. * وفى حديث على " وإن بنى تميم لم يسبقوا بوغم في جاهلية ولا إسلام " الوغم: الترة، وجمعها: أوغام. ووغم عليه بالكسر: أي حقد. وتوغم، إذا اغتاظ. (باب الواو مع الفاء) (وفد) * قد تكرر ذكر " الوفد " في الحديث وهم القوم يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم: وافد. وكذلك الذين يقصدون الامراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك. تقول: وفد يفد فهو وافد. وأوفدته فوفد، وأوفد على الشئ فهو موفد، إذا أشرف. (*)
[ 210 ]
(س) فمن أحاديث الوفد قوله: " وفد الله ثلاثة ". (س) وحديث الشهيد " فإذا قتل فهو وافد لسبعين يشهد لهم ". * وقوله " أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ". (س) وفى شعر حميد: * ترى العليفى عليها موفدا (1) * أي مشرفا. (وفر) * في حديث أبى رمثة " انطلقت مع أبى نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ذو وفرة، فيها ردع من حناء " الوفرة: شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الاذن. * وفى حديث على " ولا ادخرت من غنائمها وفرا " الوفر: المال الكثير. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث أيضا " الحمد لله الذى لا يفره المنع " أي لا يكثره، من الوافر: الكثير (2). يقال: وفره يفره، كوعده يعده. (وفز) * في حديث على " كونوا منها على أوفاز " الوفز والوفز: العجلة. والجمع: أوفاز. يقال: نحن على أوفاز: أي على سفر قد أشخصنا. (وفض) (ه) فيه " أنه أمر بصدقة أن توضع في الاوفاض " هم (3) الفرق والاخلاط من الناس. من وفضت الابل، إذا تفرقت. وقيل (4): هم الذين مع كل واحد منهم وفضة، وهى مثل الكنانة الصغيرة، يلقى فيها طعامه. وقيل: هم الفقراء الضعاف، الذين لا دفاع بهم، واحدهم: وفض (5). وقيل: أراد بهم أهل الصفة. (1) في ديوانه ص 77: " مؤكدا " وفى حواشيه إشارة إلى روايتنا. وانظر (وكد) فيما يأتي. (2) في ا: المال الكثير ". (3) هذا قول أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (4) القائل هو الفراء، كما ذكر الهروي. (5) هكذا بالتسكين في الاصل. وفى ا " وفض " بفتحتين. وأهمل الضبط في اللسان. (*)
[ 211 ]
* ومنه الحديث " أن رجلا من الانصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالى كله صدقة، فأقتر أبواه حتى جلسا مع الاوفاض " أي افتقرا حتى جلسا مع الفقراء. (ه) وفى كتاب وائل به حجر " ومن زنى من بكر فاصقعوه واستوفضوه عاما " أي اضربوه واطردوه وانفوه، من وفضت الابل، إذا تفرقت. (وفق) * في حديث طلحة والصيد " أنه وفق من أكله " أي دعا له بالتوفيق، واستصوب فعله. (وفه) (ه) في كتابه لاهل نجران " لا يحرك راهب عن رهبانيته، ولا وافه عن وفهيته (1) " الوافه (2): القيم على البيت الذى فيه صليب النصارى، بلغة أهل الجزيرة. ويروى " واهف " وسيجئ. وبعضهم يرويه بالقاف. والصواب الفاء. (وفا) (ه) فيه " إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها " أي تمت العدة بكم سبعين. يقال: وفى الشئ، ووفى، إذا تم وكمل. (ه) ومنه الحديث " فمررت بقوم تقرض شفاههم، كلما قرضت وفت " أي تمت وطالت. * ومنه الحديث " أوفى الله ذمتك " أي أتمها. ووفت ذمتك: أي تمت. واستوفيت حقى: أخذته تاما. (ه) ومنه الحديث " ألست تنتجها وافية أعينها وآذانها ؟ ". (س) وفى حديث زيد بن أرقم " وفت أذنك وصدق الله حديثك " كأنه جعل أذنه في السماع كالضامنة بتصديق ما حكت، فلما نزل القرآن في تحقيق ذلك الخبر صارت الاذن كأنها وافية بضمانها، خارجة من التهمة فيما أدته إلى اللسان. وفى رواية " أوفى الله بأذنه " أي أظهر صدقه في إخباره عما سمعت أذنه. يقال: وفى بالشئ وأوفى ووفى بمعنى. * وفى حديث كعب بن مالك " أوفى على سلع " أي أشرف واطلع. وقد تكرر في الحديث. (1) في الهروي: " وفهيته " بفتح الفاء. (2) هذا شرح الليث، كما في الهروي. (*)
[ 212 ]
(باب الواو مع القاف) (وقب) (ه) فيه " لما رأى الشمس قد وقبت قال: هذا حين حلها " وقبت: أي غابت. وحين حلها: أي الوقت الذى يحل فيه أداؤها، يعنى صلاة المغرب. والوقوب: الدخول في كل شئ. * ومنه حديث عائشة " تعوذي بالله من هذا الغاسق إذا وقب " أي الليل إذا دخل وأقبل بظلامه. * وفى حديث جيش الخبط " فاغترفنا من وقب عينه بالقلال الدهن " الوقب: هو النقرة التى تكون فيها العين. * وفى حديث الاحنف " إياكم وحمية الاوقاب " هم الحمقى. واحدهم: وقب (1). (وقت) * فيه " أنه وقت لاهل المدينة ذا الحليفة " قد تكرر ذكر " التوقيت والميقات " في الحديث. والتوقيت والتأقيت: أن يجعل للشئ وقت يختص به، وهو بيان مقدار المدة. يقال: وقت الشئ يوقته. ووقته يقته، إذا بين حده. ثم اتسع فيه فأطلق على المكان، فقيل للموضع: ميقات، وهو مفعال منه. وأصله: موقات، فقلبت الواو ياء، لكسرة الميم. (س) ومنه حديث ابن عباس " لم يقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر حدا " أي لم يقدر ولم يحده بعدد مخصوص. ومنه قوله تعالى " كتابا موقوتا " أي موقتا مقدرا، وقد يكون وقت بمعنى أوجب: أي أوجب عليهم الاحرام في الحج والصلاة عند دخول وقتها. وقد تكرر في الحديث. (وقذ) (ه) في حديث عمر " إنى لاعلم متى تهلك العرب، إذا ساسها من لم يدرك الجاهلية فيأخذ بأخلاقها، ولم يدركه (2) الاسلام فيقذه الورع " أي يسكنه، ويمنعه من انتهاك ما لا يحل ولا يجمل. يقال: وقذه الحلم، إذا سكنه. والوقذ في الاصل: الضرب المثخن والكسر. (1) سبق بالغين المعجمة. (2) في الهروي: " ومن لم يدرك الاسلام ". (*)
[ 213 ]
[ ه ] ومنه حديث عائشة " فوقذ (1) النفاق " وفى رواية " الشيطان " أي كسره ودمغه. (ه) وفى حديثها أيضا (2) " وكان وقيذ الجوانح " أي محزون القلب، كأن الحزن قد كسره وضعفه، والجوانح تجن القلب وتحويه، فأضافت الوقوذ إليها. (وقر) (س) فيه " لم يفضلكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة، ولكنه بشئ وقر في القلب " وفى رواية " لسر وقر في صدره " أي سكن فيه وثبت، من الوقار: الحلم والرزانة. وقد وقر يقر وقارا. * ومنه الحديث " يوضع على رأسه تاج الوقار ". (س) وفيه " التعلم في الصغر كالوقرة في الحجر " الوقرة: النقرة في الصخرة. أراد أنه يثبت في القلب ثبات هذه النقرة في الحجر. * وفى حديث عمر والمجوس " فألقوا وقر بغل أو بغلين من الورق " الوقر بكسر الواو: الحمل. وأكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار. يريد حمل بغل أو بغلين أخلة من الفضة، كانوا يأكلون بها الطعام، فأعطوها ليمكنوا من عادتهم في الزمزمة. (س) ومنه الحديث " لعله أوقر راحلته ذهبا " أي حملها وقرا. * وفى حديث على " تسمع به بعد الوقرة " هي المرة، من الوقر، بفتح الواو: ثقل السمع. وقد وقرت أذنه توقر وقرا، بالسكون. (س [ ه ]) وفى حديث طهفة " ووقير كثير الرسل (3) " الوقير: الغنم. وقيل: أصحابها. وقيل: القطيع من الضأن خاصة. وقيل: الغنم والكلاب والرعاء جميعا: أي أنها كثيرة الارسال في المرعى. (وقش) (ه) فيه " دخلت الجنة فسمعت وقشا خلفي فإذا بلال " الوقشة والوقش: الحركة. ذكره الازهرى في حرف السين والشين، فيكونان لغتين. (1) في الهروي: " ووقذ ". (2) تصف أباها رضى الله عنهما. كما ذكر الهروي، والزمخشري. الفائق 1 / 531. (3) ضبط في الاصل، والهروى: " الرسل " بكسر فسكون. وصححته بفتحتين من ا، واللسان، ومما سبق في مادة (رسل). (*)
[ 214 ]
(وقص) (ه) فيه " أنه ركب فرسا فجعل يتوقص به " أي ينزو ويثب، ويقارب الخطو. * ومنه حديث أم حرام " ركبت دابة فوقصت بها فسقطت عنها فماتت ". (ه) وفى حديث المحرم " فوقصت به ناقته فمات " الوقص: كسر العنق. وقصت عنقه أقصها وقصا. ووقصت به راحلته، كقولك: خذ الخطام، وخذ بالخطام. ولا يقال: وقصت العنق نفسها، ولكن يقال: وقص الرجل فهو موقوص. (ه) ومنه حديث على " قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا " الواقصة: بمعنى الموقوصة. وقد تقدم معناه في القاف. (ه) وفى حديث معاذ " أنه أتى بوقص في الصدقة فقال: لم يأمرنى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ " الوقص، بالتحريك: ما بين الفريضتين، كالزيادة على الخمس من الابل إلى التسع، وعلى العشر إلى أربع عشرة. والجمع: أوقاص. وقيل: هو ما وجبت الغنم فيه من فرائض (1) الابل، ما بين الخمس إلى العشرين. ومنهم من يجعل الاوقاص في البقر خاصة، والاشناق في الابل. (ه) وفى حديث جابر " وكانت على بردة، فخالفت بين طرفيها، ثم تواقصت عليها كيلا تسقط " أي انحنيت وتقاصرت لامسكها بعنقي. والاوقص: الذى قصرت عنقه خلقة. (وقط) (ه) فيه " كان إذا نزل عليه الوحى وقط في رأسه " أي أنه أدركه الثقل فوضع رأسه. يقال: ضربه فوقطه: أي أثقله. ويروى بالظاء بمعناه، كأن الظاء فيه قد عاقبت الذال، من وقذت الرجل أقذه، إذا أثخنته بالضرب. (وقظ) * في حديث أبى سفيان وأمية بن أبي الصلت " قالت له هند عن النبي صلى الله عليه وسلم: يزعم أنه رسول الله، قال: فوقظتنى " قال أبو موسى: هكذا جاء في الرواية، (1) في الهروي: " من فرائض الصدقة في الابل ". (*)
[ 215 ]
وأظن الصواب " فوقذتنى " بالذال: أي كسرتني وهدتني. (وقع) (ه) فيه " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإنها تقع من الجائع موقعها من الشبعان " قيل: أراد أن شق التمرة لا يتبين له كبير موقع من الجائع إذا تناوله، كما لا يتبين على شبع الشبعان إذا أكله، فلا تعجزوا أن تتصدقوا به. وقيل: لانه يسأل هذا شق تمرة، وذا شق تمرة، وثالثا ورابعا، فيجتمع له ما يسد به جوعته. * وفيه " قدمت عليه حليمة فشكت إليه جدب البلاد، فكلم لها خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرا موقعا للظعينة " الموقع: الذى بظهره آثار الدبر، لكثرة ما حمل عليه وركب، فهو ذلول مجرب. والظعينة: الهودج هاهنا. (ه) ومنه حديث عمر " من يدلني على نسيج وحده ؟ قالوا: ما نعلمه غيرك، فقال: ما هي إلا إبل موقع ظهورها " أي أنا مثل الابل الموقعة في العيب [ بدبر ظهورها (1) ]. (ه) وفى حديث أبى " قال لرجل: [ لو ] (2) اشتريت دابة تقيك الوقع " هو بالتحريك: أن تصيب الحجارة القدم فتوهنها. يقال: وقعت أوقع وقعا. * ومنه الحديث " ابن أخى وقع " أي مريض مشتك. وأصل الوقع: الحجارة المحددة. * وفى حديث ابن عمر " فوقع بى أبى " أي لامنى وعنفني. يقال: وقعت بفلان، إذا لمته ووقعت فيه، إذا عبته وذممته. (س) ومنه حديث طارق " ذهب رجل ليقع في خالد " أي يذمه ويعيبه ويغتابه. وهى الوقيعة. والرجل وقاع. وقد تكرر في الحديث. * وفيه " كنت آكل الوجبة وأنجو الوقعة " الوقعة: المرة من الوقوع: السقوط. وأنجو: من النجو: الحدث. أي آكل مرة وأحدث مرة في كل يوم. (ه) وفى حديث أم سلمة " قالت لعائشة: اجعلي حصنك بيتك، ووقاعة الستر (1) تكملة من ا، واللسان. وفى الهروي: " الموقع: الذى تكثر آثار الدبر بظهره. أراد: أنا مثل تلك الابل في العيب " (2) تكملة من ا، واللسان، والهروى. (*)
[ 216 ]
قبرك " الوقاعة، بالكسر: موضع وقوع طرف الستر على الارض إذا أرسل، وهى موقعه وموقعته. ويروى بفتح الواو: أي ساحة الستر. * وفى حديث ابن عباس " نزل مع آدم عليه السلام الميقعة والسندان والكلبتان " هي المطرقة. وقد تقدمت في الميم. (وقف) (ه) فيه " المؤمن وقاف متان " الوقاف: الذى لا يستعجل في الامور. وهو فعال، من الوقوف. (س) ومنه حديث الزبير " أقبلت معه فوقف حتى اتقف الناس " أي حتى وقفوا. يقال: وقفته فوقف واتقف. وأصله: أو تقف على وزن افتعل، من الوقوف، فقلبت الواو ياء، للكسرة (1) قبلها، ثم قلبت الياء تاء وأدغمت [ في ] (2) التاء بعدها، مثل وصفته فاتصف، ووعدته فاتعد. [ ه ] وفى كتابه لاهل نجران " وألا يغير واقف من وقيفاه " الواقف: خادم البيعة، لانه وقف نفسه على خدمتها. والوقيفى، بالكسر والتشديد والقصر: الخدمة، وهى مصدر كالخصيصى والخليفى. وقد تكرر ذكر " الوقف " في الحديث. يقال: وقفت الشئ أقفه وقفا، ولا يقال فيه: أوقفت، إلا على لغة رديئة. (وقل) (ه) في حديث أم زرع " ليس بلبد فيتوقل " التوقل: الاسراع في الصعود. يقال: وقل في الجبل وتوقل، إذا صعد فيه مسرعا. [ ه ] ومنه حديث ظبيان " فتوقلت بنا القلاص ". * وحديث عمر " لما كان يوم أحد كنت أتوقل كما تتوقل الاروية " أي أصعد فيه كما تصعد أنثى الوعول. (وقم) * فيه ذكر " حرة واقم " هي بكسر القاف: أطم من آطام المدينة. وإليه تنسب الحرة. * (هامش) (1) عبارة اللسان: " لسكونها وكسر ما قبلها ". (2) تكملة وضعتها ليلتئم السياق. والذى في اللسان: " وأدغمت في تاء الافتعال ". (*)
[ 217 ]
(وقه) (س) في كتاب نجران " وألا يمنع واقه عن وقهيته " هكذا يروى بالقاف، وإنما هو بالفاء. وقد تقدم. (وقا) (ه) فيه " فوقى أحدكم وجهه (1) النار " وقيت الشئ أقيه، إذا صنته وسترته عن الاذى. وهذا اللفظ خبر أريد به الامر: أي ليق أحدكم وجهه النار، بالطاعة والصدقة. * وفى حديث معاذ " وتوق كرائم أموالهم " أي تجنبها، لا تأخذها في الصدقة، لانها تكرم على أصحابها وتعز، فخذ الوسط، لا العالي ولا النازل. وتوقى (2) واتقى بمعنى. وأصل اتقى: أو تقى، فقلبت الواو ياء للكسرة قبلها، ثم أبدلت تاء وأدغمت. * ومنه الحديث " تبقه وتوقه " أي استبق نفسك ولا تعرضها للتلف، وتحرز من الآفات واتقها. وقد تكرر ذكر " الاتقاء " في الحديث. (ه) ومنه حديث على " كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم " أي جعلناه وقاية لنا من العدو. (ه) ومنه الحديث " من عصى الله لم تقه من الله واقية ". (س) وفيه " أنه لم يصدق امرأة من نسائه أكثر من ثنتى عشرة أوقية ونش " الاوقية، بضم الهمزة وتشديد الياء: اسم لاربعين درهما. ووزنه: أفعولة، والالف زائدة. وفى بعض الروايات " وقية (3) " بغير ألف، وهى لغة عامية. والجمع: الاواقى، مشددا. وقد يخفف. وقد تكررت في الحديث، مفردة ومجموعة. (1) في الهروي: " من النار ". (2) في الاصل، وا: " وتوق ". (3) في الاصل: " وقية " بفتح الواو. وصححته بالضم من ا، والقاموس. (*)
[ 218 ]
(باب الواو مع الكاف) (وكأ) (س) في حديث الاستسقاء " قال جابر: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يواكئ (1) " أي يتحامل على يديه إذا رفعهما ومدهما في الدعاء. ومنه التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها. هكذا قال الخطابى في " معالم السنن ". والذى جاء في السنن على اختلاف نسخها ورواياتها بالباء الموحدة. والصحيح ما ذكره الخطابى. وقد تكرر في الحديث ذكر " الاتكاء والمتكئ ". وقد تقدم في حرف التاء، حملا على لفظه. (وكب) (س) فيه " أنه كان يسير في الافاضة سير الموكب " الموكب: جماعة ركاب يسيرون برفق، وهم أيضا القوم الركوب للزينة والتنزه. أراد أنه لم يكن يسرع السير فيها. وقيل: الموكب: ضرب من السير. (وكت) (ه) فيه " لا يحلف أحد ولو على مثل جناح بعوضة إلا كانت وكتة في (2) قلبه " الوكتة: الاثر (3) في الشئ كالنقطة من غير لونه. والجمع: وكت. ومنه قيل للبسر إذا وقعت فيه نقطة من الارطاب: قد وكت. [ ه ] ومنه حديث حذيفة " فيظل أثرها كأثر الوكت ". (وكد) * في حديث على " الحمد لله الذى لا يفره المنع، ولا يكده الاعطاء " أي لا يزيده المنع ولا ينقصه الاعطاء. وقد وكده يكده. (1) في الاصل: " يتواكأ " وفى النسخة 517: " يتواكى " وما أثبت من: ا، واللسان. ومعالم السنن 1 / 254، وفيه: " يواكى " بغير همز. (2) في الاصل: " على ". وما أثبت من: ا، واللسان، والهروى. (3) في الهروي: " الاثر اليسير ". (*)
[ 219 ]
(س) وفى شعر حميد بن ثور: * ترى العليفى عليها مؤكدا * أي موثقا شديد الاسر. يقال: أوكدت الشئ، ووكدته، وأكدته، إيكادا وتوكيدا وتأكيدا، إذا شددته. ويروى " موفدا ". وقد تقدم. (ه) وفى حديث الحسن، وذكر طالب العلم " قد أوكدتاه يداه، وأعمدتاه رجلاه " أوكدتاه: أي أعملتاه (1). يقال: وكد فلان أمرا يكده وكدا، إذا قصده وطلبه. تقول: ما زال ذلك وكدى (2): أي دأبي وقصدي. (وكر) (س) فيه " أنه نهى عن المواكرة " هي المخابرة. وأصله الهمز، من الاكرة، وهى الحفرة، والوكيرة: الطعام على البناء. والتوكير: الاطعام. (وكز) [ ه ] في حديث موسى عليه السلام " فوكز الفرعوني فقتله " أي نخسه. والوكز: الضرب بجمع الكف (3). * ومنه حديث المعراج " إذا جاء جبريل فوكز بين كتفي ". (وكس) (س) في حديث ابن مسعود " لا وكس ولا شطط " الوكس: النقص. والشطط: الجور. * وفى حديث أبى هريرة " من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا " قال الخطابى: لا أعلم أحدا قال بظاهر هذا الحديث وصصح البيع بأوكس الثمنين، إلا ما يحكى عن الاوزاعي، وذلك لما يتضمنه من الغرر والجهالة. قال: فإن كان الحديث صحيحا فيشبه أن يكون ذلك (1) في الهروي: " أعلمتاه " بتقديم اللام. وفى اللسان: " حملتاه ". (2) ضبط في الاصل: " وكدى " بفتح الواو. وأثبته بالضم من الهروي. قال في اللسان: " ويقال: ما زال ذلك وكدى، بضم الواو، أي فعلى ودأبي وقصدي. فكأن الوكد اسم، والوكد المصدر ". (3) زاد الهروي: " ويقال: ضربه بالعصا ". (*)
[ 220 ]
حكومة في شئ بعينه، كأنه أسلفه دينارا في قفيز بر إلى أجل، فلما حل طالبه، فجعله قفيزين إلى أمد آخر، فهذا بيع ثان دخل على البيع الاول، فيردان إلى أوكسهما، أي أنقصهما، وهو الاول. فإن تبايعا البيع الثاني قبل أن يتقابضا كانا مربيين. (س) وفى حديث معاوية " أنه كتب إلى الحسين بن على رضى الله عنهما: إنى لم أخسك ولم أكسك " أي لم أنقصك حقك، ولم أنقض عهدك. (وكظ) (س) في حديث مجاهد " في قوله تعالى: " إلا مادمت عليه قائما ": أي مواكظا " يقال: وكظ على أمره وواكظ، إذا واظب عليه. (وكع) (ه) في حديث المبعث " قلب وكيع واع " أي متين محكم. ومنه قولهم " سقاء وكيع " إذا كان محكم الخرز. (وكف) (ه) فيه " من منح منحة وكوفا ". أي غزيرة (1) اللبن. وقيل: التى لا ينقطع لبنها سنتها جميعها، وهو من وكف البيت والدمع، إذا تقاطر. (ه) ومنه الحديث " أنه توضأ واستوكف ثلاثا " أي استقطر الماء وصبه على يديه ثلاث مرات، وبالغ حتى وكف منهما الماء. (ه) وفيه " خيار الشهداء عند الله أصحاب الوكف، قيل: ومن أصحاب الوكف ؟ قال: قوم تكفأ مراكبهم عليهم في البحر " الوكف في البيت: مثل الجناح يكون عليه الكنيف. والمعنى أن مراكبهم انقلبت بهم فصارت فوقهم مثل أوكاف البيوت. وأصل (2) الوكف في اللغة: الميل والجور. (ه) وفيه " ليخرجن ناس من قبورهم على صورة القردة، بما داهنوا أهل المعاصي، ثم وكفوا عن علمهم وهم يستطيعون " أي (3) قصروا ونقصوا. يقال: ما عليك من ذلك وكف: أي نقص. (1) هذا قول أبى عبيد، وما بعده قول ابن الاعرابي، كما ذكر الهروي. (2) هذا قول شمر، كما ذكر الهروي. (3) وهذا شرح الزجاج، كما ذكر الهروي أيضا. (*)
[ 221 ]
(ه) ومنه حديث عمر " البخيل في غير وكف " وقال الزمخشري: " الوكف: الوقوع في المأثم والعيب. وقد وكف يوكف وكفا، وهو من وكف المطر، إذا وقع " وتوكف (1) الخبر إذا انتظر وكفه: أي وقوعه. (ه) ومنه حديث ابن عمير " أهل القبور يتوكفون الاخبار " أي يتوقعونها، فإذا مات الميت سألوه: ما فعل فلان، وما فعل فلان ؟ (وكل) * في أسماء الله تعالى " الوكيل " هو القيم الكفيل بأرزاق العباد، وحقيقته أنه يستقل بأمر الموكول إليه. وقد تكرر ذكر " التوكل " في الحديث. يقال: توكل بالامر، إذا ضمن القيام به. ووكلت أمرى إلى فلان: أي ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه. ووكل فلان فلانا، إذا استكفاه أمره ثقة بكفايته، أو عجزا عن القيام بأمر نفسه. (س) ومنه حديث الدعاء " لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فأهلك ". * ومنه الحديث " ووكلها إلى الله " أي صرف أمرها إليه. * والحديث الآخر " من توكل بما بين لحييه ورجليه توكلت له بالجنة " وقيل: هو بمعنى تكفل. (ه) وحديث الفضل بن العباس وابن (2) ربيعة " أتياه يسألانه السعاية (3) فتواكلا الكلام " أي اتكل كل واحد منهما على الآخر فيه. يقال: استعنت القوم فتواكلوا: أي وكلنى بعضهم إلى بعض. * ومنه حديث ابن يعمر " فظننت أنه سيكل الكلام إلى ". (س) ومنه حديث لقمان " وإذا كان الشأن اتكل " أي إذا وقع الامر لا ينهض فيه، (1) الذى في الفائق 2 / 427: " ومنه توكف الخبر، وهو توقعه ". (2) هو عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كما في الفائق 3 / 179. (3) في ا، واللسان: " السقاية " وما أثبت من الاصل، والفائق. وانظر الحديث في صحيح مسلم (باب ترك استعمال آل النبي على الصدقة، من كتاب الزكاة). (*)
[ 222 ]
ويكله إلى غيره. وأصله: اوتكل، فقلبت الواو ياء، ثم تاء وأدغمت. (س) وفيه " أنه نهى عن المواكلة " قيل: هو من الاتكال في الامور، وأن يتكل كل واحد منهما على الآخر. يقال: رجل وكلة، إذا كثر منه الاتكال على غيره، فنهى عنه، لما فيه من التنافر والتقاطع، وأن يكل صاحبه إلى نفسه ولا يعينه فيما ينوبه. وقيل: إنما هو مفاعلة من الاكل، والواو مبدلة من الهمزة. وقد تقدم في حرفها. * وفيه " كان إذا مشى عرف في مشيه أنه غير غرض ولا وكل " الوكل والوكل: البليد والجبان. وقيل: العاجز الذى يكل أمره إلى غيره. * ومنه مقتل الحسين " قال سنان (1) قاتله للحجاج: وليت (2) رأسه امرأ غير وكل " وفى رواية " وكلته (2) إلى غير وكل " يعنى نفسه. (وكن) (س) فيه " أقروا الطير على وكناتها " الوكنات، بضم الكاف وفتحها وسكونها: جمع وكنة، بالسكون، وهى عش الطائر ووكره. وقيل: الوكن: ما كان في عش، والوكر: ماكان في غير عش. وقيل: الوكنات: مواقع الطير حيثما وقعت. (وكا) (س) في حديث اللقطة " اعرف وكاءها وعفاصها " الوكاء: الخيط الذى تشد به الصرة والكيس، وغيرهما. (س) ومنه الحديث " العين وكاء السه " جعل اليقظة للاست كالوكاء للقربة، كما أن الوكاء يمنع ما في القربة أن يخرج، كذلك اليقظة تمنع الاست أن تحدث إلا باختيار. والسه: حلقة الدبر. وكنى بالعين عن اليقظة، لان النائم لا عين له تبصر. (س) وفيه " أوكوا الاسقية " أي شدوا رؤوسها بالوكاء، لئلا يدخلها حيوان، أو (1) في الهروي: " سنان بن أنس ". (2) ضبطته بضم التاء من ا والهروى. وقد أهمل في الاصل ضبط التاء في " وليت " وضبطت بالفتح في " وكلته " وجاء بحواشي اللسان: " قوله: وليت رأسه، ضبط في الاصل والنهاية بفتح التاء، والظاهر أنه بضمها ". (*)
[ 223 ]
يسقط فيها شئ. يقال: أوكيت السقاء أوكيه إيكاء فهو موكى. (س) ومنه الحديث " نهى عن الدباء والمزفت، وعليكم بالموكى " أي السقاء المشدود الرأس، لان السقاء الموكى قلما يغفل عنه صاحبه لئلا يشتد فيه الشراب فينشق، فهو يتعهده كثيرا. (س) ومنه حديث أسماء " قال لها: أعطى ولا توكى فيوكى عليك " أي لا تدخرى وتشدي ما عندك وتمنعي ما في يديك فتنقطع مادة الرزق عنك. (ه) وفى حديث الزبير " أنه كان يوكى بين الصفا والمروة سعيا " أي لا يتكلم، كأنه أوكى فاه فلم ينطق. قال الازهرى (1): الايكاء في كلام العرب يكون بمعنى السعي الشديد. واستدل عليه بحديث الزبير. ثم قال: وإنما قيل للذى يشتد عدوه: موك، لانه (2) قد ملا ما بين خوى رجليه، وأوكى عليه. (باب الواو مع اللام) (ولت) (س) في حديث الشورى " وتولتوا أعمالكم " أي تنقصوها. يقال: لات بليت، وألت يألت. وهو في الحديث من أولت يولت، أو من آلت يولت، إن كان مهموزا. قال القتيبى: ولم أسمع هذه اللغة إلا من هذا الحديث. (ولث) (ه) في حديث عمر " أنه قال للجاثليق: لولا ولث عقد لك لامرت بضرب عنقك " الولث: العهد غير المحكم والمؤكد. ومنه ولث السحاب، وهو الندى اليسير، هكذا فسره الاصمعي. وقال غيره: الولث: العهد المحكم. وقيل: الولث: الشئ اليسير من العهد. (1) الذى في الهروي: " قال الازهرى: وفيه وجه آخر هو أصح، وذلك أن الايكاء... " الخ (2) في الهروي: " كأنه ملا ما بين... ". (*)
[ 224 ]
(ه) ومنه حديث ابن سيرين " أنه كان يكره شراء سبى زابل (1) قال: إن عثمان ولث لهم ولثا " أي أعطاهم شيئا من العهد. (ولج) (س) في حديث أم زرع " لا يولج الكف ليعلم البث " أي لا يدخل يده في ثوبها ليعلم منها ما يسوءها إذا اطلع عليه، تصفه بالكرم وحسن الصحبة. وقيل: إنها تذمه بأنه لا يتفقد أحوال البيت وأهله. والولوج: الدخول. وقد ولج يلج، وأولج غيره. * ومنه الحديث " عرض على كل شئ تولجونه " بفتح اللام: أي تدخلونه (2) وتصيرون إليه من جنة أو نار. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " إياك والمناخ على ظهر الطريق، فإنه منزل للوالجة " يعنى السباع والحيات. سميت والجة لاستتارها بالنهار في الاولاج، وهو ما ولجت فيه من شعب أو كهف، وغيرهما. (س) ومنه حديث ابن عمر " أن أنسا (3) كان يتولج على النساء وهن مكشفات الرؤوس " أي يدخل عليهن وهو صغير فلا يحتجبن منه. * وفى حديث على " أقر بالبيعة وادعى الوليجة " وليجة الرجل: بطانته ودخلاؤه وخاصته. (ولد) (س) فيه " واقية كواقية الوليد " يعنى الطفل، فعيل بمعنى مفعول. أي كلاءة وحفظا، كما يكلا الطفل. وقيل: أراد بالوليد موسى عليه السلام، لقوله تعالى " ألم نربك فينا وليدا " أي كما وقيت موسى شر فرعون وهو في حجره فقنى شر قومي وأنا بين أظهرهم. (1) زابل: كورة واسعة قائمة برأسها جنوبى بلخ وطخارستان. ياقوت. وأثبتها بالضم، كما نص عليه ياقوت. وقد ضبطت في الاصل، وا، واللسان بالفتح. وقد نص صاحب القاموس على أنها كهاجر. (2) ضبط في الاصل: " تدخلونه " وأثبت ضبط ا، واللسان. (3) في الاصل " انسانا " والتصحيح من ا، واللسان. (*)
[ 225 ]
(س) ومنه الحديث " الوليد في الجنة " أي الذى مات وهو طفل أو سقط. * ومنه الحديث " لا تقتلوا وليدا " يعنى في الغزو، والجمع: ولدان، والانثى وليدة. والجمع: الولائد. وقد تطلق الوليدة على الجارية والامة، وإن كانت كبيرة. (س) ومنه الحديث " تصدقت على أمي بوليدة " يعنى جارية. (س) وفى حديث الاستعاذة " ومن شر والد وما ولد " يعنى إبليس والشياطين. هكذا فسر. * وفيه " فأعطى شاة والدا " أي عرف منها كثرة النتاج. وحكى الجوهرى عن ابن السكيت: شاة والد: أي حامل. (س) وفى حديث لقيط " ما ولدت يا راعي ؟ " يقال: ولدت الشاة توليدا، إذا حضرت ولادتها فعالجتها حتى يبين الولد منها. والمولدة: القابلة. وأصحاب الحديث يقولون: " ما ولدت " يعنون الشاة. والمحفوظ بتشديد اللام، على الخطاب للراعي. * ومنه حديث الاقرع والابرص " فأنتج هذان وولد هذا ". (ه) ومنه حديث مسافع " حدثتني امرأة من بنى سليم قالت: أنا ولدت عامة أهل دارنا " أي كنت لهم قابلة. * وفى الانجيل " قال لعيسى: أنا ولدتك " أي ربيتك، فخففه النصارى وجعلوه له ولدا، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. (ه) وفى حديث شريح " أن رجلا اشترى جارية وشرطوا (1) أنها مولدة، فوجدها تليدة " المولدة: التى ولدت بين العرب ونشأت مع أولادهم، وتأدبت بآدابهم. وقال الجوهرى: " رجل مولد: إذا كان عربيا غير محض ". والتليدة: التى (2) ولدت ببلاد العجم، وحملت فنشأت ببلاد العرب. (ولع) (س) فيه " أعوذ بك من الشر ولوعا " يقال: ولعت بالشئ أولع ولعا. (1) في الهروي: " وشرط ". (2) هذا شرح القتيبى، كما ذكر الهروي. (*)
[ 226 ]
وولوعا، بفتح الواو، المصدر والاسم جميعا. وأولعته بالشئ، وأولع به فهو مولع، بفتح السلام: أي مغرى به. * ومنه الحديث " أنه كان مولعا بالسواك ". (س) والحديث الآخر " أولعت قريشا بعمار " أي صيرتهم يولعون به. (ولغ) (س) فيه " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم " أي شرب منه بلسانه. يقال: ولغ يلغ ويلغ ولغا (1) وولوغا. وأكثر ما يكون الولوغ في السباع. [ ه ] ومنه حديث على " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ليدى قوما قتلهم خالد بن الوليد، فأعطاهم ميلغة الكلب " هي الاناء الذى يلغ فيه الكلب، يعنى أعطاهم قيمة كل ما ذهب لهم، حتى قيمة الميلغة. (ولق) (ه) في حديث على " قال لرجل: كذبت والله وولقت " الولق والالق: الاستمرار في الكذب. يقال: ولق يلق وألق يألق، إذا أسرع في مره. وقيل: الولق: الكذب، وأعاده تأكيدا لاختلاف اللفظ. (ولم) * قد تكرر فيه ذكر " الوليمة " وهى الطعام الذى يصنع عند العرس. وقد أولمت أولم. * ومنه الحديث " ما أولم على أحد من نسائه ما أولم على زينب ". (ه) والحديث الآخر " أولم ولو بشاة ". (ولول) * في حديث فاطمة رضى الله عنها " فسمع تولولها تنادى: يا حسنان، يا حسينان " الولولة: صوت متتابع بالويل والاستغاثة. وقيل: هي حكاية صوت النائحة. (س) ومنه حديث أسماء " جاءت أم جميل، في يدها فهر ولها ولولة ". * وحديث أبى ذر " فأنطلقتا تولولان ". (ه س) وفى حديث وقعة الجمل: (1) من باب نفع، كما في المصباح. وزاد: " وولغ يلغ، من بابى وعد، وورث لغة، ويولغ، مثل وجل يوجل، لغة أيضا ". (*)
[ 227 ]
أنا ابن عتاب وسيفي ولول (1) * والموت دون الجمل المجلل هو اسم سيف كان لابيه، سمى به، لانه كان يقتل به الرجال، فتولول نساؤهم عليهم. (وله) (ه) فيه " لا توله والدة عن ولدها " أي (2) لا يفرق بينهما في البيع. وكل أنثى فارقت ولدها فهى واله. وقد ولهت (3) توله، وولهت تله، ولها وولهانا، فهى والهة وواله. والوله: ذهاب العقل، والتحير من شدة الوجد. * ومنه حديث نقادة الاسدي " غير ألا توله ذات (4) ولد عن ولدها ". * وحديث الفرعة " تكفئ إناءك وتوله ناقتك " أي تجعلها والهة بذبحك ولدها. وقد أولهتها وولهتها توليها. * ومنه الحديث " أنه نهى عن التوليه والتبريح ". (ولا) * في أسماء الله تعالى " الولى " هو الناصر. وقيل: المتولي لامور العالم والخلائق القائم بها. * ومن أسمائه عزوجل " الوالى " وهو مالك الاشياء جميعها، المتصرف فيها، وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطلق عليه اسم الوالى. (ه) وفيه " أنه نهى عن بيع الولاء وهبته " يعنى ولاء العتق، وهو إذا مات المعتق ورثه معتقه، أو ورثة معتقه، كانت العرب تبيعه وتهبه فنهى عنه، لان الولاء كالنسب، فلا يزول بالازالة. * ومنه الحديث " الولاء للكبر " أي الاعلى فالاعلى من ورثة المعتق. (س) ومنه الحديث " من تولى قوما بغير إذن مواليه " أي اتخذهم أولياء له " ظاهره (1) في الهروي: * أنا ابن عتاب وسيفي الولول * برفع الولول. وانظر حواشى اللسان. والرجز لعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد. كما في اللسان. (2) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (3) قال في المصباح: " من باب تعب. وفى لغة قليلة: وله يله، من باب وعد ". (4) في الفائق 2 / 228: " غير ألا توله ذات... " (*)
[ 228 ]
يوهم أنه شرط، وليس شرطا، لانه لا يجوز له إذا أذنوا أن يوالى غيرهم، وإنما هو بمعنى التوكيد لتحريمه، والتنبيه على بطلانه، والارشاد إلى السبب فيه، لانه إذا استأذن أولياءه في موالاة غيرهم منعوه فيمتنع. والمعنى: إن سولت له نفسه ذلك فليستأذنهم، فإنهم يمنعونه. وقد تكرر في الحديث. * ومنه حديث الزكاة " مولى القوم منهم " الظاهر من المذاهب والمشهور أن موالى بنى هاشم والمطلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة، لانتفاء النسب الذى به حرم على بنى هاشم والمطلب. وفى مذهب الشافعي على وجه أنه يحرم على الموالى أخذها، لهذا الحديث. ووجه الجمع بين الحديث ونفى التحريم أنه إنما قال هذا القول تنزيها لهم، وبعثا على التشبه بسادتهم والاستنان بسنتهم في اجتناب مال الصدقة التى هي أوساخ الناس. وقد تكرر ذكر " المولى " في الحديث، وهو اسم يقع على جماعة كثيرة، فهو الرب، والمالك، والسيد، والمنعم، والمعتق، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه. وأكثرها قد جاءت في الحديث، فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه. وكل من ولى أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه. وقد تختلف مصادر هذه الاسماء. فالولاية بالفتح، في النسب والنصرة والمعتق. والولاية بالكسر، في الامارة. والولاء، المعتق والموالاة من والى القوم. (ه س) ومنه الحديث " من كنت مولاه فعلى مولاه " يحمل (1) على أكثر الاسماء المذكورة. قال الشافعي رضى الله عنه: يعنى بذلك ولاء الاسلام، كقوله تعالى: " ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم ". * وقول عمر لعلى " أصبحت مولى كل مؤمن " أي ولى كل مؤمن. وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعلى: لست مولاى، إنما مولاى رسول الله صلى الله عليه (1) في الهروي: " قال أبو العباس: أي من أحبنى وتولانى فليتوله. وقال ابن الاعرابي: الولى: التابع المحب ". (*)
[ 229 ]
وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: " من كنت مولاه فعلى مولاه ". (ه) ومنه الحديث " أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل " وفى رواية " وليها " أي متولى أمرها. * ومنه الحديث " مزينة وجهينة وأسلم وغفار موالى الله ورسوله " (1). * والحديث الآخر " أسألك غناى وغنى مولاى ". * والحديث الآخر " من أسلم على يده رجل فهو مولاه " أي برثه كما يرث من أعتقه. * ومنه الحديث " أنه سئل عن رجل مشرك يسلم على يد رجل من المسلمين فقال: هو أولى الناس بمحياه ومماته " أي أحق به من غيره. ذهب قوم إلى العمل بهذا الحديث، واشترط آخرون أن يضيف إلى الاسلام على يده المعاقدة والموالاة. وذهب أكثر الفقهاء إلى خلاف ذلك، وجعلوا هذا الحديث بمعنى البر والصلة ورعى الذمام. ومنهم من ضعف الحديث. (ه) ومنه الحديث " ألحقوا المال بالفرائض، فما أبقت السهام فلاولى رجل ذكر " أي أدنى وأقرب في النسب إلى الموروث. * ومنه حديث أنس " قام عبد الله بن حذافة فقال: من أبى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبوك حذافة، وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: أولى لكم والذى نفسي بيده " أي قرب منكم ما تكرهون، وهى كلمة تلهف، يقولها الرجل إذا أفلت من عظيمة. وقيل: هي كلمة تهدد ووعيد. قال الاصمعي: معناه: قاربه ما يهلكه. (س) ومنه حديث ابن الحنفية " كان إذا مات بعض ولده قال: أولى لى، كدت أن أكون السواد المخترم " شبه كاد بعسى، فأدخل في خبرها أن. * وفى حديث عمر " لا يعطى من المغانم شئ حتى تقسم، إلا لراع أو دليل غير موليه، قلت: ما موليه ؟ قال: محابيه " أي غير معطيه شيئا لا يستحقه، وكل من أعطيته ابتداء من غير مكافأة فقد أوليته. (1) في الهروي: " قال يونس: أي أولياء الله ". (*)
[ 230 ]
* وفى حديث عمار " قال له عمر في شأن التيمم: كلا، والله لنولينك ما توليت " أي نكل إليك ما قلت، ونرد إليك ما وليته نفسك، ورضيت لها به. (ه) وفيه " أنه سئل عن الابل، فقال: أعنان الشياطين، لا تقبل إلا مولية، ولا تدبر إلا مولية، ولا يأتي نفعها إلا من جانبها الاشأم " أي إن من شأنها إذا أقبلت على صاحبها أن يتعقب إقبالها الادبار، وإذا أدبرت أن يكون إدبارها ذهابا وفناء مستأصلا. وقد ولى الشئ وتولى، إذا ذهب هاربا ومدبرا، وتولى عنه، إذا أعرض. (ه) وفيه " أنه نهى أن يجلس الرجل على الولايا " هي البراذع. سميت بذلك لانها تلى ظهر الدابة. قيل: نهى عنها، لانها إذا بسطت وافترشت تعلق بها الشوك والتراب وغير ذلك مما يضر الدواب، ولان الجالس عليها ربما أصابه من وسخها ونتنها ودم عقرها. (ه) ومنه حديث ابن الزبير " أنه بات بقفر، فلما قام ليرحل وجد رجلا طوله شبران، عظيم اللحية على الولية، فنفضها فوقع ". (س) وفى حديث مطرف الباهلى " تسقيه الاولية " هي جمع ولى، وهو المطر الذى يجئ بعد الوسمى، سمى به، لانه يليه: أي يقرب منه ويجئ بعده. (باب الواو مع الميم) (ومد) (س) في حديث عتبة بن غزوان " أنه لقى المشركين في يوم ومدة وعكاك " الومدة: ندى من البحر يقع على الناس في شدة الحر وسكون الريح. ويوم ومد وليلة ومدة. (ومض) (ه) فيه " هلا أومضت إلى يارسول الله " أي هلا أشرت إلى إشارة خفية. يقال: أومض البرق، وومض إيماضا وومضا ووميضا، إذا لمع لمعا خفيا ولم يعترض. (س) ومنه الحديث " أنه سأل عن البرق فقال: أخفوا أم وميضا ؟ ". (ومق) (س) فيه " أنه اطلع من وافد قوم على كذبة، فقال: لولا سخاء فيك ومقك الله عليه لشردت بك " أي أحبك الله عليه. يقال. ومق يمق، بالكسر فيهما مقة، فهو وامق وموموق.
[ 231 ]
(باب الواو مع النون) (ونا) * في حديث عائشة تصف أباها " سبق إذ ونيتم " أي قصرتم وفترتم. يقال: ونى ينى ونيا، وونى يونى ونيا، إذا فتر وقصر. * ومنه " النسيم الوانى " وهو الضعيف الهبوب. ومنه حديث على " لا تنقطع أسباب الشفقة منهم فينوا في جدهم " أي يفتروا (1) في عزمهم واجتهادهم. وحذف نون الجمع، لجواب النفى بالفاء. (باب الواو مع الهاء) (وهب) * في أسماء الله تعالى " الوهاب " الهبة: العطية الخالية عن الاعواض والاغراض، فإذا كثرت سمى صاحبها وهابا، وهو من أبنية المبالغة. (ه) وفيه " لقد هممت ألا أتهب إلا من قرشي، أو أنصارى، أو ثقفي " أي لا أقبل هدية إلا من هؤلاء، لانهم أصحاب مدن وقرى، وهم أعرف بمكارم الاخلاق، ولان في أخلاق البادية جفاء وذهابا عن المروءة، وطلبا للزيادة. وأصله: أو تهب، فقلبت الواو تاء وأدغمت في تاء الافتعال، مثل اتزن واتعد. من الوزن والوعد. يقال: وهبت له شيئا وهبا، ووهبا، وهبة، والاسم: الموهب والموهبة، بالكسر. والاستيهاب: سؤال الهبة. وتواهب القوم، إذا وهب بعضهم بعضا. * ومنه حديث الاحنف: * ولا التواهب فيما بينهم ضعة * يعنى أنهم لا يهبون مكرهين. (1) في الاصل، وا، واللسان: " يفترون " بإثبات النون. قال صاحب مغنى اللبيب 1 / 71: وما بعد أي التفسيرية عطف بيان على ما قبلها أو بدل. (*)
[ 232 ]
(وهز) (ه) في حديث مجمع " شهدنا الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الاباعر " أي يحثونها ويدفعونها. والوهز: شدة الدفع والوطئ. (س) ومنه حديث عمر " أن سلمة بن قيس الاشجعى بعث إلى عمر من فتح فارس بسفطين مملوءين جوهرا. قال: فانطلقنا بالسفطين نهزهما حتى قدمنا المدينة " أي ندفعهما ونسرع بهما. وفى رواية " نهز بهما ": أي ندفع بهما البعير تحتهما. ويروى بتشديد الزاى، من الهز. (ه) وفى حديث أم سلمة " حماديات النساء غض الاطراف وقصر الوهازة " أي قصر الخطا. والوهازة: الخطو. وقد توهز يتوهز، إذا وطئ وطئا ثقيلا. وقيل: الوهازة: مشية الخفرات. (وهص) (ه) فيه " إن آدم حيث أهبط من الجنة وهصه الله إلى الارض " أي رماه رميا شديدا، كأنه غمزه إلى الارض. والوهص أيضا: شدة الوطئ، وكسر الشئ الرخو. (ه) ومنه حديث عمر " إن العبد إذا تكبر وعدا طوره وهصه الله إلى الارض ". (وهط) (ه) في حديث ذى المشعار " على أن لهم وهاطها وعزازها (1) " الوهاط: المواضع المطمئنة، واحدها: وهط. وبه سمى الوهط، وهو مال كان لعمرو بن العاص بالطائف. وقيل: الوهط: قرية بالطائف كان الكرم المذكور بها. (وهف) (ه) في كتاب أهل نجران " لا يمنع واهف عن وهفيته " ويروى " وهافته " الواهف في الاصل: قيم البيعة. ويروى " الوافه والواقه " وقد تقدما. (ه) وفى حديث عائشة (2) " قلده رسول الله صلى الله عليه وسلم وهف الدين " أي القيام به، كأنها أرادت أمره بالصلاة بالناس في مرضه. (1) في الاصل: " عزازها " بالكسر، وصححته بالفتح من ا، والهروى. وانظر (عزز) فيما سبق (2) تصف أباها رضى الله عنهما، كما ذكر الهروي. (*)
[ 233 ]
وفى رواية " قلده وهف الامانة " قيل: وهف الامانة: ثقلها. [ ه ] وفى حديث قتادة " كلما وهف لهم (1) شئ من الدنيا أخذوه " أي كلما عرض لهم وارتفع. (وهق) * في حديث على " وأعلقت المرء أوهاق المنية " الاوهاق: جمع وهق - بالتحريك - وقد يسكن، وهو حبل كالطول تشد به الابل والخيل، لئلا تند. (ه) وفى حديث جابر " فانطلق الجمل يواهق ناقته مواهقة " أي يباريها في السير ويماشيها. ومواهقة الابل: مد أعناقها في السير. (وهل) * فيه " رأيت في المنام أنى أهاجر من مكة، فذهب وهلى إلى أنها اليمامة أو هجر " وهل إلى الشئ، بالفتح، يهل، بالكسر، وهلا، بالسكون، إذا ذهب وهمه إليه. * ومنه حديث عائشة " وهل (2) ابن عمر " أي ذهب وهمه إلى ذلك. ويجوز أن يكون بمعنى سها وغلط. يقال منه: وهل في الشئ، وعن الشئ، بالكسر، يوهل وهلا، بالتحريك. * ومنه قول ابن عمر " وهل أنس " أي غلط. [ ه ] ومنه الحديث " كيف أنت إذا أتاك ملكان فتوهلاك في قبرك ؟ " يقال: توهلت فلانا. إذا عرضته لان يهل: أي يغلط. يعنى في جواب الملكين. (ه) وفى حديث قضاء الصلاة والنوم عنها " فقمنا وهلين " أي فزعين. الوهل بالتحريك: الفزع، وقد وهل يوهل فهو وهل. (ه) وفيه " فلقيته أول وهلة " أي أول شئ. والوهلة: المرة من الفزع: أي لقيته أول فزعة فزعتها بلقاء (3) إنسان. (وهم) (ه) فيه " أنه صلى فأوهم في صلاته " أي أسقط منها شيئا. يقال: أوهمت الشئ، إذا تركته، وأوهمت في الكلام والكتاب، إذا أسقطت منه شيئا. ووهم إلى الشئ، (1) رواية الهروي: " له... أخذه " (2) من باب وعد، كما ذكر صاحب المصباح. (3) هكذا في الاصل، واللسان. وفى ا: " تلقاء " وفى الهروي: " للقاء ". (*)
[ 234 ]
بالفتح، يهم وهما، إذا ذهب وهمه إليه. ووهم يوهم وهما، بالتحريك، إذا غلط. (ه) ومن الاول حديث ابن عباس " أنه وهم في تزويج ميمونة " أي ذهب وهمه إليه. (ه) ومن الثاني الحديث " أنه سجد للوهم وهو جالس " أي للغلط. (ه) وفيه " قيل له: كأنك وهمت ؟ قال: وكيف لا إيهم ؟ " هذا على لغة بعضهم، الاصل: أوهم (1)، بالفتح والواو، فكسر الهمزة، لان قوما من العرب يكسرون مستقبل فعل، فيقولون: إعلم، ونعلم، وتعلم. فلما كسر همزة " أوهم " انقلبت الواو ياء. (وهن) * في حديث الطواف " قد وهنتهم حمى يثرب " أي أضعفتهم. وقد وهن الانسان يهن، ووهنه غيره وهنا، وأوهنه، ووهنه. * وفى حديث على " ولا واهنا في عزم " أي ضعيفا في رأى. ويروى بالياء. (ه) وفى حديث عمران بن حصين " أن فلانا دخل عليه وفى عضده حلقة من صفر " وفى رواية " وفى يده خاتم من صفر، فقال: ما هذا ؟ قال: هذا من الواهنة. قال: أما إنها لا تزيدك إلا وهنا " الواهنة: عرق يأخذ في المنكب وفى اليد كلها فيرقى منها. وقيل: هو مرض يأخذ في العضد، وربما علق عليها جنس من الخرز، يقال لها (2): خرز الواهنة. وهى تأخذ الرجال دون النساء. وإنما نهاه عنها لانه إنما اتخذها على أنها تعصمه من الالم، فكان عنده في معنى التمائم المنهى عنها. (وها) (ه) فيه " المؤمن واه راقع " أي مذنب تائب. شبهه بمن يهى ثوبه فيرقعه. وقد وهى الثوب يهى وهيا، إذا بلى وتخرق. والمراد بالواهى ذو الوهى. ويروى " المؤمن موه راقع " كأنه يوهى دينه بمعصيته، ويرقعه بتوبته. * ومنه الحديث " أنه مر بعبدالله بن عمرو وهو يصلح خصا له قد وهى " أي خرب أو كاد. (1) وبهذا يصحح الخطأ الواقع في مادة (رفغ) 2 / 244. (2) في الهروي: " له ". (*)
[ 235 ]
* ومنه حديث على " ولا واهيا (1) في عزم " ويروى " ولا وهى في عزم " أي ضعيف، أو ضعف. (باب الواو مع الياء) (ويب) * في إسلام كعب بن زهير: ألا أبلغا عنى بجيرا رسالة * على أي شئ ويب غيرك دلكا (2) ويب: بمعنى ويل. يقال: ويبك، وويب زيد. كما تقول: ويلك، وهو منصوب على المصدر. فإن جئت باللام رفعت فقلت: ويب لزيد، ونصبت منونا فقلت: ويبا لزيد. (ويح) (ه) فيه " قال لعمار: ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباغية " ويح: كلمة ترحم وتوجع، تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها. وقد يقال بمعنى المدح والتعجب، وهى منصوبة على المصدر. وقد ترفع، وتضاف ولا تضاف. يقال: ويح زيد، وويحا له، وويح له. (س) ومنه حديث على " ويح ابن أم (3) عباس " كأنه أعجب بقوله. وقد تكررت في الحديث. (ويس) * فيه " قال لعمار: ويس ابن سمية ". وفى رواية " يا ويس ابن سمية " ويس: كلمة تقال لمن يرحم ويرفق به، مثل ويح، وحكمها حكمها. (1) سبق بالنون. (2) الذى في شرح ديوان كعب 3، 4: ألا أبلغا عنى بجيرا رسالة * فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا.... وخالفت أسباب الهدى وتبعته * على أي شئ ويب غيرك دلكا (3) هكذا في الاصل، وا، ونسخة من النهاية برقم 520. وفى نسخة أخرى برقم 517: " ابن أم سلمة ". (*)
[ 236 ]
* ومنه حديث عائشة " أنها تبعته وقد خرج من حجرتها ليلا، فوجد لها نفسا عاليا، فقال: ويسها ما لقيت الليلة ؟ ". (ويل) (س) في حديث أبى هريرة " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكى. يقول: يا ويله " الويل: الحزن والهلاك والمشقة من العذاب. وكل من وقع في هلكة دعا بالويل. ومعنى النداء فيه: يا حزنى وياهلاكى ويا عذابي احضر فهذا وقتك وأوانك، فكأنه نادى الويل أن يحضره، لما عرض له من الامر الفظيع، وهو الندم على ترك السجود لآدم عليه السلام. وأضاف الويل إلى ضمير الغائب، حملا على المعنى وعدل عن حكاية قول إبليس " يا ويلى " كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه. وقد يرد الويل بمعنى التعجب. * ومنه الحديث في قوله لابي بصير: " ويلمه مسعر حرب " تعجبا من شجاعته وجرأته وإقدامه. (س) ومنه حديث على " ويلمه كيلا بغير ثمن لو أن له وعاء " أي يكيل العلوم الجمة بلا عوض، إلا أنه لا يصادف واعيا. وقيل: وى: كلمة مفردة، ولامه مفردة، وهى كلمة تفجع وتعجب. وحذفت الهمزة من أمه تخفيفا، وألقيت حركتها على اللام. وينصب ما بعدها على التمييز.
[ 237 ]
حرف الهاء (باب الهاء مع الهمزة) (ها) (ه) في حديث الربا " لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا هاء وهاء " هو أن يقول كل واحد من البيعين: هاء (1) فيعطيه ما في يده، كحديثه الآخر " إلا يدا بيد " يعنى مقابضة في المجلس. وقيل: معناه: هاك وهات: أي خذ وأعط. قال الخطابى: أصحاب الحديث يروونه " ها وها " ساكنة الالف. والصواب مدها وفتحها، لان أصلها هاك: أي خذ، فحذفت الكاف وعوضت منها المدة والهمزة. يقال للواحد: هاء، وللاثنين: هاؤما، وللجميع: هاؤم. وغير الخطابى يجيز فيها السكون على حذف العوض، وتتنزل منزلة " ها " التى للتنبيه. وفيها لغات أخرى. * ومنه حديث عمر، لابي موسى " ها، وإلا جعلتك عظة " أي هات من يشهد لك على قولك. * ومنه حديث على " ها، إن هاهنا علما، وأومأ بيده إلى صدره، لو أصبت له حملة " ها مقصورة: كلمة تنبيه للمخاطب، ينبه بها على ما يساق إليه من الكلام. وقد يقسم بها. فيقال: لاها الله ما فعلت: أي لا والله، أبدلت الهاء من الواو. * ومنه حديث أبى قتادة يوم حنين " قال أبو بكر: لا ها الله إذا، لا يعمد إلى أسد من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه " هكذا جاء الحديث " لا ها الله إذا " والصواب " لا ها الله ذا " بحذف الهمزة، ومعناه: لا والله لا يكون ذا، أو لا والله الامر ذا، فحذف (1) في الاصل: " ها " وما أثبت من ا، واللسان. (*)
[ 238 ]
تخفيفا. ولك في ألف " ها " مذهبان: أحدهما تثبت ألفها، لان الذى بعدها مدغم، مثل دابة، والثانى أن تحذفها لالتقاء الساكنين. (باب الهاء مع الباء) (هبب) (ه) فيه " أنه قال لامرأة رفاعة: لا، حتى تذوقي عسيلته، قالت: فإنه قد جاءني هبة " أي مرة واحدة، من هباب الفحل، وهو سفاده. وقيل: أرادت بالهبة الوقعة، من قولهم: احذر هبة السيف: أي وقعته. (س) وفى بعض الحديث " هب التيس " أي هاج للسفاد. يقال: هب يهب (1) هبيبا وهبابا. * وفى حديث ابن عمر " فإذا هبت الركاب " أي قامت الابل للسير. يقال: هب النائم هبا وهبوبا [ أي (2) ] استيقظ. (ه) وفيه " لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يهبون إليها كما يهبون إلى المكتوبة " يعنى ركعتي المغرب (3): أي ينهضون إليها. والهباب: النشاط. (هبت) (ه) في حديث قتل أمية بن خلف وابنه " فهبتوهما حتى فرغوا منهما " أي ضربوهما بالسيف. (ه) وفى حديث عمر " لما مات عثمان بن مظعون على فراشه قال: هبته الموت عندي منزلة حيث لم يمت شهيدا " أي حط من قدره في قلبى. وهبط وهبت أخوان. (س) وفى حديث معاوية " نومه سبات، وليله هبات " هو من الهبت: اللين والاسترخاء. يقال: في فلان هبتة (4): أي ضعف. (هبج) (ه) في حديث أبى موسى " دلوني على موضع بئر يقطع (5) به هذه الفلاة، (1) بالكسر والضم، كما في القاموس. (2) ساقط من ا، والنسخة 517. (3) في الهروي: " الفجر ". (4) ضبط في ا: " هبتة " بالضم. (5) في الهروي: " تقطع ". (*)
[ 239 ]
فقال: هوبجة تنبت الارطى " الهوبجة: بطن من الارض مطمئن. (هبد) (س) في حديث عمر وأمه " فزودتنا من الهبيد " الهبيد: الحنظل يكسر ويستخرج حبه وينقع، لتذهب مرارته، ويتخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة. (هبر) * في حديث على " انظروا شزرا واضربوا هبرا " الهبر: الضرب والقطع. وقد هبرت له من اللحم هبرة: أي قطعت له قطعة. * ومنه حديث عمر " أنه هبر المنافق حتى برد ". (ه) وحديث الشراة " فهبرناهم بالسيوف ". (ه) وفى حديث ابن عباس " في قوله تعالى: " كعصف مأكول " قال: هو الهبور " قيل: هو دقاق الزرع، بالنبطية. ويحتمل أن يكون من الهبر: القطع. (هبط) (ه) فيه " اللهم غبطا لا هبطا " أي نسألك الغبطة ونعوذ بك من الذل والانحطاط والنزول. يقال: هبط هبوطا، وأهبط غيره (1). (ه) ومنه شعر العباس: ثم هبطت البلاد لا بشر أن * - ت ولا مضغة ولا علق أي لما أهبط الله آدم إلى الدنيا كنت في صلبه، غير بالغ هذه الاشياء. (س) وفى حديث ابن عباس في العصف المأكول. قال: " هو الهبوط " هكذا جاء في رواية بالطاء. قال سفيان: هو الذر الصغير. وقال الخطابى: أراه وهما، وإنما هو بالراء. وقد تقدم. * وفى حديث الطفيل بن عمرو " وأنا أتهبط إليهم من الثنية " أي أتحدر. هكذا جاء في الرواية. وهو بمعنى أنهبط وأهبط. (هبل) * فيه " من اهتبل جوعة مؤمن كان له كيت وكيت " أي تحينها واغتنمها، من الهبالة (2): الغنيمة. (1) في ا: " وهبط غيره ". قال في القاموس: " وهبطه، كنصره: أنزله. كأهبطه ". (2) هكذا ضبط بالضم في الاصل، واللسان. وضبط في ا: " الهبالة " بالفتح. (*)
[ 240 ]
(ه) ومنه حديث على " واهتبلوا هبلها ". (ه) وحديث أبى ذر " فاهتبلت غفلته ". (ه) وفى حديث الافك " والنساء يومئذ لم يهبلهن اللحم " أي لم يكثر عليهن. يقال: هبله اللحم، إذا كثر عليه وركب بعضه بعضا. ويقال للمهيج المربل: مهبل، كأن به ورما من سمنه. (س) وفى حديث عمر، حين فضل الوادعى سهمان الخيل على المقاريف، فأعجبه فقال: " هبلت الوادعى أمه، لقد أذكرت به " يقال: هبلته أمه تهبله هبلا، بالتحريك: أي ثكلته. هذا هو الاصل. ثم يستعمل في معنى المدح والاعجاب. يعنى ما أعلمه وما أصوب رأيه ! كقوله عليه الصلاة والسلام " ويلمه مسعر حرب " وقول الشاعر (1): هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا * وماذا يرى في الليل حين يؤوب وقوله: " أذكرت به ": أي ولدته ذكرا من الرجال شهما. * ومنه حديثه الآخر " لامك هبل " أي ثكل (2). (س) وحديث الشعبى " فقيل لى: لامك الهبل ". * ومنه حديث أم حارثة بن سراقة " ويحك، أو هبلت ؟ " هو بفتح الهاء وكسر الباء. وقد استعاره ها هنا لفقد الميز والعقل مما أصابها من الثكل (2) بولدها، كأنه قال: أفقدت عقلك بفقد ابنك، حتى جعلت الجنان جنة واحدة ؟ * ومنه حديث على " هبلتهم الهبول " أي ثكلتهم الثكول، وهى - بفتح الهاء - من النساء التى لا يبقى لها ولد. * وفى حديث أبى سفيان " قال يوم أحد: أعلى هبل " هبل بضم الهاء: اسم صنم لهم معروف كانوا يعبدونه. (1) هو كعب بن سعد الغنوى يرثى أخاه. الصحاح واللسان (هوى) وفيهما: " وماذا يؤدى الليل ". (2) في الاصل، واللسان: " ثكل... الثكل " وضبطته بالضم ن ا. وهو بوزن قفل، كما في المصباح. وذكر صاحب القاموس أنه بالضم. قال: ويحرك. (*)
[ 241 ]
(ه) وفيه " الخير والشر خطا (1) لابن آدم وهو في المهبل " هو بكسر الباء: موضع الولد من الرحم. وقيل: أقصاه. * وفى حديث الدجال " فتحملهم فتطرحهم بالمهبل " هو الهوة الذاهبة في الارض. (هبلع) (س) في شعر خبيب بن عدى: * جحم نار هبلع (2) * الهبلع: الاكول. وقيل: إن الهاء زائدة، فيكون من البلع. (هبنقع) (س) فيه " مر بامرأة سوداء ترقص صبيا لها وتقول (3): * يمشى الثطا ويجلس الهبنقعه * هي أن يقعى ويضم فخذيه ويفتح رجليه. والهبنقع والهباقع: القصير الملزز الخلق، والنون زائدة. * ومنه حديث الزبرقان " تمشى الدفقى وتقعد الهبنقعة ". (هبهب) (س) فيه " إن في جهنم واديا يقال له: هبهب، يسكنه الجبارون " الهبهب: السريع. وهبهب السراب، إذا ترقرق. (هبا) (س) في حديث الصوم " وإن حال بينكم وبينه سحاب أو هبوة فأكملوا العدة " أي دون الهلال. والهبوة: الغبرة. ويقال لدقاق التراب إذا ارتفع: هبا يهبو هبوا. (1) في الهروي: " حظ ". (2) البيت بتمامه، كما في السيرة النبوية، لابن هشام 3 / 185: وما بى حذار الموت إنى لميت * ولكن حذارى جحم نار ملفع وفى الاصل، وا، واللسان: " حجم " بتقديم المهملة على المعجمة. وأثبته بتقديم المعجمة على المهملة من السيرة. والجحم: اضطرام النار. وفى اللسان: " هبلع " قال صاحب القاموس: الهبلع، كعملس وقرطاس ودرهم: الاكول العظيم اللقم. (س) انظر مادة (ذأل) فيما سبق. (*)
[ 242 ]
* وفى حديث الحسن " ثم اتبعه من الناس رعاع (1) هباء " الهباء في الاصل: ما ارتفع من تحت سنابك الخيل، والشئ المنبث الذى تراه في ضوء الشمس، فشبه به أتباعه. (ه) وفى حديث سهيل بن عمرو " أقبل يتهبى كأنه جمل آدم " التهبى: مشى المختال المعجب، من هبا يهبو هبوا، إذا مشى مشيا بطيئا. وجاء يتهبى، إذا (2) جاء فارغا ينفض يديه. * وفيه " أنه حضر ثريدة فهباها " أي سوى موضع الاصابع منها. كذا روى وشرح. (باب الهاء مع التاء) (هتت) (ه) في حديث إراقة الخمر " فهتها في البطحاء " أي صبها على الارض حتى سمع لها هتيت: أي صوت. (ه) وفيه " أقلعوا عن المعاصي قبل أن يأخذكم الله فيدعكم هتابتا " الهت: الكسر. وهت ورق الشجر، إذا أخذه. والبت: القطع. أي قبل أن يدعكم هلكى مطروحين مقطوعين. (ه) وفى حديث الحسن " والله ما كانوا بالهتاتين، ولكنهم كانوا يجمعون الكلام ليعقل (3) عنهم " الهتات: المهذار. وهت الحديث يهته هتا، إذا سرده وتابعه. (س) ومنه الحديث " كان عمرو بن شعيب وفلان يهتان الكلام ". (هتر) (ه) فيه " سبق المفردون (4)، قالوا: وما المفردون (4) ؟ قال: الذين أهتروا في ذكر الله عزوجل " وفى رواية " المستهترون بذكر الله " يعنى الذين أولعوا به. يقال: أهتر فلان بكذا، (1) ضبط في الاصل: " رعاع " بالكسر. وهو خطأ شائع. (2) هذا شرح الاصمعي، كما ذكر الهروي. (3) في الهروي: " فيعقل ". (4) في الاصل واللسان: " المفردون " بالكسر والتخفيف. وفى الهروي: " المفردون " بالفتح والتخفيف. وضبطته بالكسر مع التشديد من ا، ومما سبق في مادة (فرد) وهى رواية مسلم (باب الحث على ذكر الله تعالى، من كتاب الذكر والدعاء والاستغفار). (*)
[ 243 ]
واستهتر، فهو مهتر به، ومستهتر: أي مولع به لا يتحدث بغيره، ولا يفعل غيره. وقيل: أراد بقوله " أهتروا في ذكر الله " كبروا في طاعته وهلكت أقرانهم، من قولهم: أهتر الرجل فهو مهتر، إذا سقط في كلامه من الكبر. (س) ومنه الحديث " المستبان شيطانان، يتهاتران ويتكاذبان " أي يتقاولان ويتقابحان في القول. من الهتر، بالكسر، وهو الباطل والسقط من الكلام. (ه) ومنه حديث ابن عمر " أعوذ بك أن أكون من المستهترين " أي المبطلين في القول والمسقطين في الكلام. وقيل: الذين لا يبالون ما قيل لهم وما شتموا به. وقيل: أراد المستهترين بالدنيا. (هتف) (س) في حديث حنين " قال: اهتف بالانصار " أي نادهم وادعهم. وقد هتف يهتف هتفا. وهتف به هتافا، إذا صاح به ودعاه. * ومنه حديث بدر " فجعل يهتف بربه " أي يدعوه ويناشده. (هتك) * في حديث عائشة " فهتك العرص (1) حتى وقع بالارض " الهتك: خرق الستر عما وراءه. وقد هتكه فانهتك، والاسم: الهتكة. والهتيكة: الفضيحة. (ه) وفى حديث نوف البكالى " كنت أبيت على باب دار على، فلما مضت هتكة من الليل قلت كذا " الهتكة: طائفة من الليل. يقال: سرنا هتكة من الليل، كأنه جعل الليل حجابا، فكلما مضى منه ساعة فقد هتك بها طائفة منه. (هتم) (س) فيه " أنه نهى أن يضحى بهتماء " هي التى انكسرت ثناياها من أصلها وانقلعت. (س) ومنه الحديث " أن أبا عبيدة كان أهتم الثنايا " انقطعت ثناياه يوم أحد لما جذب بها الزردتين اللتين نشبتا في خذ رسول الله صلى الله عليه وسلم. (1) في اللسان: " العرض " وانظر الخلاف فيه في مادة (عرص) فيما سبق. (*)
[ 244 ]
(باب الهاء مع الجيم) (هجد) * في حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام " فنظر إلى متهجدى عباد بيت المقدس " أي المصلين بالليل. يقال: تهجدت، إذا سهرت، وإذا نمت، فهو من الاضداد. وقد تكرر ذكره في الحديث. (هجر) (س) فيه " لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية ". (س) وفى حديث آخر " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة " الهجرة في الاصل: الاسم من الهجر، ضد الوصل. وقد هجره هجرا وهجرانا، ثم غلب على الخروج من أرض إلى أرض، وترك الاولى للثانية. يقال منه: هاجر مهاجرة. والهجرة هجرتان: إحداهما التى وعد الله عليها الجنة في قوله " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة " فكان الرجل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويدع أهله وماله، لا يرجع في شئ منه، وينقطع بنفسه إلى مهاجره، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يموت الرجل بالارض التى هاجر منها، فمن ثم قال: " لكن البائس سعد بن خولة "، يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة. وقال حين قدم مكة: " اللهم لا تجعل منايانا بها ". فلما فتحت مكة صارت دار إسلام كالمدينة. وانقطعت الهجرة. والهجرة الثانية: من هاجر من الاعراب وغزا مع المسلمين، ولم يفعل كما فعل أصحاب الهجرة الاولى، فهو مهاجر، وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو المراد بقوله: " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ". فهذا وجه الجمع بين الحديثين. وإذا أطلق في الحديث ذكر الهجرتين فإنما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة المدينة. * ومنه الحديث " ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الارض ألزمهم مهاجر إبراهيم " المهاجر، بفتح الجيم: موضع المهاجرة، ويريد به الشام، لان إبراهيم عليه السلام لما خرج من أرض العراق مضى إلى الشام وأقام به.
[ 245 ]
(ه) وفى حديث عمر " هاجروا ولا تهجروا " أي أخلصوا الهجرة لله، ولا تتشبهوا بالمهاجرين على غير صحة منكم. يقال: تهجر وتمهجر، إذا تشبه بالمهاجرين. وقد تكرر ذكر هذه الكلمة في الحديث، اسما وفعلا، ومفردا وجمعا. (س) وفيه " لا هجرة بعد ثلاث " يريد به الهجر ضد الوصل. يعنى فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة، أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة، دون ما كان من ذلك في جانب الدين، فإن هجرة أهل الاهواء والبدع دائمة على مر الاوقات، ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق، فإنه صلى الله عليه وسلم لما خاف على كعب بن مالك وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن غزوة تبوك أمر بهجرانهم خمسين يوما. وقد هجر نساءه شهرا، وهجرت عائشة ابن الزبير مدة. وهجر جماعة من الصحابة جماعة منهم وماتوا متهاجرين. ولعل أحد الامرين منسوخ بالآخر. (ه) ومنه الحديث " من الناس من لا يذكر الله إلا مهاجرا " يريد هجران القلب وترك الاخلاص في الذكر. فكأن قلبه مهاجر للسانه غير مواصل له. * ومنه حديث أبى الدرداء " ولا يسمعون القرآن إلا هجرا (1) " يريد الترك له والاعراض عنه. يقال: هجرت الشئ هجرا (2) إذا تركته وأغفلته. ورواه ابن قتيبة في كتابه " ولا يسمعون القول إلا هجرا " بالضم. وقال: هو الخنا والقبيح من القول. قال الخطابى: هذا غلط في الرواية والمعنى، فإن الصحيح من الرواية " ولا يسمعون القرآن ". ومن رواه " القول " فإنما أراد به القرآن، فتوهم أنه أراد به قول الناس. والقرآن ليس من الخنا والقبيح من القول. (ه) وفيه " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا " أي فحشا. يقال: أهجر في منطقه يهجر إهجارا، إذا أفحش. وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغى. والاسم: الهجر، بالضم. وهجر يهجر هجرا (3)، بالفتح، إذا خلط في كلامه، وإذا هذى. (1) في ا، واللسان: " هجرا " بالضم. (2) في اللسان: " هجرا " بالضم أيضا. (4) ضبط في الاصل: " هجرا " بفتحتين. وليس في المعاجم. (*)
[ 246 ]
(ه) ومنه الحديث " إذا طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا " يروى بالضم والفتح، من الفحش والتخليط. (س) ومنه حديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم " قالوا: ما شأنه ؟ أهجر ؟ " أي اختلف كلامه بسبب المرض، على سبيل الاستفهام. أي هل تغير كلامه واختلط لاجل ما به من المرض ؟ وهذا أحسن ما يقال فيه، ولا يجعل إخبارا، فيكون إما من الفحش أو الهذيان. والقائل كان عمر، ولا يظن به ذلك. (ه) وفيه " لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه " التهجير: التبكير إلى كل شئ والمبادرة إليه. يقال: هجر يهجر تهجيرا، فهو مهجر، وهى لغة حجازية، أراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة. (ه) وفى حديث الجمعة " فالمهجر إليها كالمهدى بدنة " أي المبكر إليها. وقد تكررت في الحديث. * وفيه " أنه كان يصلى الهجير حين تدحض الشمس " أراد صلاة الهجير، يعنى الظهر، فحذف المضاف. والهجير والهاجرة: اشتداد الحر نصف النهار. والتهجير، والتهجر، والاهجار: السير في الهاجرة. وقد هجر النهار، وهجر الراكب، فهو مهجر. * ومنه حديث زيد بن عمرو " وهل مهجر كمن قال ؟ " أي هل من سار في الهاجرة كمن أقام في القائلة ؟ وقد تكرر في الحديث، على اختلاف تصرفه. * وفى حديث معاوية " ماء نمير ولبن هجير " أي فائق فاضل. يقال: هذا أهجر من هذا: أي أفضل منه. ويقال في كل شئ. (ه) وفى حديث عمر " ما له هجيرى غيرها " الهجير والهجيرى: الدأب والعادة والديدن. (س) وفى حديثه أيضا " عجبت لتاجر هجر وراكب البحر " هجر: اسم بلد معروف بالبحرين، وهو مذكر مصروف، وإنما خصها لكثرة وبائها. أي إن تاجرها وراكب البحر سواء في الخطر.
[ 247 ]
فأما هجر التى تنسب إليها القلال الهجرية فهى قرية من قرى المدينة. (هجرس) (ه) فيه " أن عيينة بن حصن مد رجليه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له فلان (1): يا عين الهجرس، أتمد رجليك بين يدى رسول الله ؟ " الهجرس: ولد الثعلب. والهجرس أيضا: القرد. (هجس) (س) فيه " وما يهجس (2) في الضمائر " أي ما يخطر بها ويدور فيها من الاحاديث والافكار. * ومنه حديث قباث " وما هو إلا شئ هجس في نفسي ". (ه) وفى حديث عمر " فدعا بلحم عبيط وخبز متهجس " أي فطير لم يختمر عجينه. ورواه بعضهم بالشين، وهو غلط. (هجع) (س) في حديث الشورى " طرقني بعد هجع من الليل " الهجع والهجعة والهجيع: طائفة من الليل. والهجوع: النوم ليلا. (هجل) (ه) فيه " دخل المسجد وإذا فتية من الانصار يذرعون المسجد بقصبة، فأخذ القصبة فهجل بها " أي رمى بها. قال الازهرى: لا أعرف هجل بمعنى رمى، ولعله نجل [ بها ] (3). (هجم) (ه) فيه " إذا فعلت ذلك هجمت له العين " أي غارت ودخلت في موضعها. ومنه الهجوم على القوم: الدخول عليهم. * وفى حديث إسلام أبى ذر " فضممنا صرمته إلى صرمتنا فكانت لنا هجمة " الهجمة من الابل: قريب من المائة. (1) هو أسيد، كما صرح به الهروي. والزمخشري في الفائق 3 / 194. (2) هكذا بالكسر في الاصل، وا، والقاموس، ضبط القلم، ونص صاحب المصباح على أنه من باب قتل. (3) زيادة من ا، والهروى. (*)
[ 248 ]
(هجن) (ه) في صفة الدجال " أزهر هجان " الهجان: الابيض. ويقع على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث، بلفظ واحد. (ه) وفى حديث الهجرة " مرا بعبد يرعى غنما، فاستسقاه من اللبن، فقال: والله ما لى شاة تحلب غير عناق حملت أول الشتاء فما بها لبن وقد اهتجنت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتنا بها " اهتجنت: أي تبين حملها. والهاجن: التى حملت قبل وقت حملها. وقال الجوهرى: اهتجنت الجارية، إذا وطئت وهى صغيرة ". وكذلك الصغيرة من البهائم. وقد هجنت هي تهجن (1) هجونا. واهتجنها الفحل، إذا ضربها فألقحها. * ومنه قصيد كعب * حرف أخوها أبوها من مهجنة * أي حمل عليها في صغرها. وقيل: أراد بالمهجنة أنها من إبل كرام. يقال: امرأة هجان، وناقة هجان: كريمة. (س) ومنه حديث على * هذا جناى وهجانه فيه * أي خالصه وخياره. هكذا جاء في رواية (2). والهجين في الناس والخيل إنما يكون من قبل الام، فإذا كان الاب عتيقا والام ليست كذلك كان الولد هجينا. والاقراف من قبل الاب. (هجا) (ه) فيه " اللهم إن عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أنى لست بشاعر، فاهجه، اللهم والعنه عدد ما هجاني، أو مكان ما هجاني " أي جازه على الهجاء جزاء الهجاء. وهذا كقوله " من يرائى يرائى الله به " أي يجازيه على مراآته. (1) بالكسر والضم، كما في القاموس. (2) انظر مادة (جنى) فيما سبق. (*)
[ 249 ]
(باب الهاء مع الدال) (هدأ). (س) فيه " إياكم والسمر بعد هدأة الرجل " الهدأة والهدوء: السكون عن الحركات. أي بعد ما يسكن الناس عن المشى والاختلاف في الطرق. * ومنه حديث سواد بن قارب " جاءني بعد هدء من الليل " أي بعد طائفة ذهبت منه. (س) وفى حديث أم سليم " قالت لابي طلحة عن ابنها: هو أهدأ مما كان " أي أسكن، كنت بذلك عن الموت،، تطييبا لقلب أبيه. (هدب) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم " كان أهدب الاشفار " وفى رواية " هدب الاشفار " أي طويل شعر الاجفان. (س) ومنه حديث زياد " طويل العنق أهدب ". (س) وفى حديث وفد مذحج " إن لنا هدابها " الهداب: ورق الارطى. وكل ما لم ينبسط ورقه، كالطرفاء والسرو، واحدتها: هدابة. (س) ومنه الحديث " كأنى أنظر إلى هدابها " هدب الثوب، وهدبته، وهدابه: طرف الثوب مما يلى طرته. (ه) ومنه حديث امرأة رفاعة " إن ما (1) معه مثل هدبة الثوب " أرادت متاعه، وأنه رخو مثل طرف الثوب، لا يغنى عنها شيئا. (س) ومنه حديث المغيرة " له أذن هدباء " أي متدلية مسترخية. * وفيه " ما من مؤمن يمرض إلا حط الله هدبة (2) من خطاياه " أي قطعة منها وطائفة. قال الزمخشري: " هي مثل الهدفة، وهى القطعة، وهدب الشئ، إذا قطعه، وهدب الثمرة، إذا اجتناها (3) " يهدبها هدبا. (1) في الاصل: " إنما " وما أثبت من ا، واللسان. (2) في ا: " هدبة " بالكسر. (3) في الفائق 3 / 197: " قطفها ". (*)
[ 250 ]
(ه) ومنه حديث خباب " ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهد بها " أي يجنيها. (هدج) * في حديث على " إلى أن ابتهج بها الصغير وهدج إليها الكبير " الهدجان بالتحريك: مشية الشيخ. وقد هدج يهدج، إذا مشى مشيا في ارتعاش. (س) ومنه الحديث " فإذا شيخ يهدج ". (هدد) (ه) فيه " اللهم إنى أعوذ بك من الهد والهدة " الهد: الهدم، والهدة: الخسف. * ومنه حديث الاستسقاء " ثم هدت ودرت " الهدة: صوت ما يقع من السحاب. ويروى " هدأت ": أي سكنت. (س) وفيه " إن أبا لهب قال: لهد ما سحركم صاحبكم " لهد: كلمة يتعجب بها. يقال: لهد الرجل: أي ما أجلده ! ويقال: إنه لهد الرجل: أي لنعم الرجل، وذلك إذا أثنى عليه بجلد وشدة، واللام للتأكيد. وفيه لغتان: منهم من يجريه مجرى المصدر، فلا يؤنثه ولا يثنيه ولا يجمعه، ومنهم من يؤنث ويثنى ويجمع، فيقول: هداك، وهدوك، وهدتك. (هدر) (س) فيه " أن رجلا عض يد آخر، فندر سنه فأهدره " أي أبطله. يقال: ذهب دمه هدرا وهدرا، إذا لم يدرك بثأره. (س) ومنه الحديث " من اطلع في دار [ قوم ] (1) بغير إذن فقد هدرت عينه " أي إن فقأوها ذهبت باطلة لا قصاص فيها ولا دية. يقال: هدر دمه يهدر (2) هدرا: أي بطل. وأهدره السلطان. * وفيه " هدرت فأطنبت (3) " الهدير: ترديد صوت البعير في حنجرته. (1) زيادة من ا. وهى في مسند أحمد 2 / 385، 414، 527 من حديث أبى هريرة. (2) بالكسر والضم، والمصدر: هدرا، وهدرا، كما في القاموس. (3) في ا: " فأطنيت " بياء مثناة تحتية. (*)
[ 251 ]
* وفى حديث مسيلمة ذكر " الهدار " هو بفتح الهاء وتشديد الدال: ناحية باليمامة كان بها مولد مسيلمة. (هدف) (ه) فيه " كان إذا مر بهدف مائل أسرع المشى " الهدف: كل بناء مرتفع مشرف. (ه) وفى حديث أبى بكر " قال له ابنه عبد الرحمن. لقد أهدفت لى يوم بدر فضفت عنك، فقال أبو بكر: لكنك لو أهدفت لى لم أضف عنك " يقال: أهدف له الشئ واستهدف، إذا دنا منه وانتصب له مستقبلا. وضفت عنك: أي عدلت وملت. * ومنه حديث الزبير " قال لعمرو بن العاص: لقد كنت أهدفت لى يوم بدر، ولكني استبقيتك لمثل هذا اليوم " وكان عبد الرحمن وعمرو يوم بدر مع المشركين. (هدل) (س) في حديث ابن عباس " أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل (1) الشفتين " الاهدل: المسترخى الشفة السفلى الغليظها. أي وإن كان الآخذ أسود حبشيا أو زنجيا. والضمير في " أعطهم " للولاة وأولى الامر. * ومنه حديث زياد " أهدب أهدل ". * وفى حديث قس " وروضة قد تهدل أغصانها " أي تدلت واسترخت، لثقلها بالثمرة. (س) وحديث الاحنف " من ثمار متهدلة ". (هدم) (ه) في حديث بيعة العقبة " بل الدم الدم والهدم الهدم " يروى بسكون الدال وفتحها، فالهدم بالتحريك: القبر. يعنى إنى أقبر حيث تقبرون. وقيل: هو المنزل: أي منزلكم منزلي، كحديثه الآخر " المحيا محياكم والممات مماتكم " أي لا أفارقكم. والهدم بالسكون وبالفتح أيضا: هو إهدار دم القتيل. يقال: دماؤهم بينهم هدم: أي مهدرة. والمعنى إن طلب دمكم فقد طلب دمى، وإن أهدر دمكم فقد أهدر دمى، لاستحكام الالفة بيننا، وهو قول معروف للعرب، يقولون: دمى دمك وهدمى هدمك، وذلك عند المعاهدة والنصرة. (1) في ا: " أهدل " بالنصب. (*)
[ 252 ]
* وفى حديث الشهداء " وصاحب الهدم شهيد " الهدم بالتحريك: البناء المهدوم، فعل بمعنى مفعول. وبالسكون: الفعل نفسه. (ه) ومنه الحديث " من هدم بنيان ربه فهو ملعون " أي من قتل النفس المحرمة، لانها بنيان الله وتركيبه. (ه) ومنه الحديث " أنه كان يتعوذ من الاهدمين " هو أن ينهار عليه بناء، أو يقع في بئر أو أهوية. والاهدم: أفعل، من الهدم، وهو ما تهدم من نواحى البئر فسقط فيها. (س) وفى حديث عمر " وقفت عليه عجوز عشمة بأهدام " الاهدام: الاخلاق من الثياب، واحدها: هدم، بالكسر. وهدمت الثوب، إذا رقعته. * ومنه حديث على " لبسنا أهدام البلى ". (س) وفيه " من كانت الدنيا هدمه (1) وسدمه " أي بغيته وشهوته. هكذا رواه بعضهم. والمحفوظ " همه وسدمه ". (هدن) (ه) في حديث الفتنة " هدنة على دخن " الهدنة: السكون. والهدنة: الصلح والموادعة بين المسلمين والكفار، وبين كل متحاربين. يقال: هدنت الرجل وأهدنته، إذا سكنته، وهدن هو، يتعدى ولا يتعدى. وهادنه مهادنة: صالحه، والاسم منهما: الهدنة. (س) ومنه حديث على " عميانا في غيب الهدنة " أي لا يعرفون ما في الفتنة من الشر، ولا ما في السكون من الخير. (ه) ومنه حديث سلمان " ملغاة أول الليل مهدنة لآخره " معناه إذا سهر أول الليل ولغا في الحديث لم يستيقظ في آخره للتهجد والصلاة، أي نومه آخر الليل بسبب سهره في أوله. والملغاة والمهدنة: مفعلة، من اللغو والهدون: السكون: أي مظنة لهما. (س) وفى حديث عثمان " جبانا هدانا " الهدان: الاحمق الثقيل. (هده) (س) فيه " إذا كان بالهدة بين عسفان ومكة (2) " الهدة بالتخفيف: اسم (1) في الاصل " هدمه " بالسكون. وضبطته بالتحريك من ا واللسان. (2) في ياقوت: بين مكة والطائف. (*)
[ 253 ]
موضع بالحجاز، والنسبة إليه: هدوى، على غير قياس. ومنهم من يشدد الدال. فأما الهداة التى جاءت في ذكر قتل عاصم، فقيل: إنها غير هذه. وقيل: هي هي. (هدهد) (ه) فيه " جاء شيطان إلى بلال فجعل يهدهده كما يهدهد الصبى " الهدهدة: تحريك الام ولدها لينام. (هدا) * في أسماء الله تعالى " الهادى " هو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفت ؟ حتى أقروا بربوبيته، وهدى كل مخلوق إلى ما لابد له منه في بقائه ودوام وجوده. * وفيه " الهدى الصالح والسمت الصالح جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة " الهدى: السيرة والهيئة والطريقة. ومعنى الحديث أن هذه الخلال من شمائل الانبياء ومن جملة خصالهم، وأنها جزء معلوم من أجزاء أفعالهم. وليس المعنى أن النبوة تتجزأ، ولا أن من جمع هذه الخلال كان فيه جزء من النبوة، فإن النبوة غير مكتسبة ولا مجتلبة بالاسباب، وإنما هي كرامة من الله تعالى. ويجوز أن يكون أراد بالنبوة ما جاءت به النبوة ودعت إليه، وتخصيص هذا العدد مما يستأثر النبي بمعرفته. * ومنه الحديث " واهدوا هدى عمار " أي سيروا بسيرته وتهيأوا بهيئته. يقال: هدى هدى فلان، إذا سار بسيرته. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " إن أحسن الهدى هدى محمد ". (ه) والحديث الآخر " كنا ننظر إلى هديه ودله " وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " أنه قال لعلى: سل الله الهدى " وفى رواية " قل اللهم اهدني وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد تسديدك السهم " الهدى: الرشاد والدلالة، ويؤنث ويذكر. يقال: هداه الله للدين هدى. وهديته الطريق وإلى الطريق هداية: أي عرفته. والمعنى إذا سألت الله الهدى فأخطر بقلبك هداية الطريق، وسل الله الاستقامة فيه، كما تتحراه في سلوك الطريق، لان سالك الفلاة يلزم الجادة ولا يفارقها، خوفا من الضلال. وكذلك الرامى إذا رمى شيئا سدد السهم نحوه ليصيبه، فأخطر ذلك بقلبك ليكون ما تنويه من الدعاء على شاكلة ما تستعمله في الرمى.
[ 254 ]
* ومنه الحديث " سنة الخلفاء الراشدين المهديين " المهدى: الذى قد هداه الله إلى الحق. وقد استعمل في الاسماء حتى صار كالاسماء الغالبة. وبه سمى المهدى الذى بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يجئ في آخر الزمان. ويريد بالخلفاء المهديين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا، رضى الله عنهم، وإن كان عاما في كل من سار سيرتهم. (س) وفيه " من هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة " هو من هداية الطريق: أي من عرف ضالا أو ضريرا طريقه. ويروى بتشديد الدال، إما للمبالغة، من الهداية، أو من الهدية: أي من تصدق بزقاق من النخل: وهو السكة والصف من أشجاره. (ه) وفى حديث طهفة " هلك الهدى ومات الودى " الهدى بالتشديد كالهدى بالتخفيف، وهو ما يهدى إلى البيت الحرام من النعم لتنحر، فأطلق على جميع الابل وإن لم تكن هديا، تسمية للشئ ببعضه. يقال: كم هدى بنى فلان ؟ أي كم إبلهم. أراد هلكت الابل ويبست النخيل. وقد تكرر ذكر " الهدى والهدى " في الحديث. فأهل الحجاز وبنو أسد يخففون، وتيم وسفلى قيس يثقلون. وقد قرئ بهما. وواحد الهدى والهدى: هدية وهدية. وجمع المخفف: أهداء. * وفى حديث الجمعة " فكأنما أهدى دجاجة، وكأنما أهدى بيضة " الدجاجة والبيضة ليستا من الهدى، وإنما هو من الابل والبقر، وفى الغنم خلاف، فهو محمول على حكم ما تقدمه من الكلام، لانه لما قال " أهدى بدنة وأهدى بقرة وشاة " أتبعه بالدجاجة والبيضة، كما تقول: أكلت طعاما وشرابا، والاكل يختص بالطعام دون الشراب. ومثله قول الشاعر: * متقلدا سيفا ورمحا (1) * والتقلد بالسيف دون الرمح. (1) صدره كما في الصحاح (قلد): * ياليت زوجك قد غدا * (*)
[ 255 ]
(س) وفيه " طلعت هوادى الخيل " يعنى أوائلها. والهادي والهادية: العنق، لانها تتقدم على البدن، ولانها تهدى الجسد. (ه) ومنه الحديث " قال لضباعة: ابعثى بها فإنها هادية الشاة " يعنى رقبتها. (ه) وفيه " أنه خرج في مرضه الذى مات فيه يهادى بين رجلين " أي يمشى بينهما معتمدا عليهما، من ضعفه وتمايله، من تهادت المرأة في مشيها، إذا تمايلت. وكل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث محمد بن كعب " بلغني أن عبد الله بن أبى سليط (1) قال لعبد الرحمن بن زيد بن حارثة - وقد أخر صلاة الظهر - أكانوا يصلون هذه الصلاة الساعة ؟ قال: لا والله، فما هدى مما رجع " أي فما بين، وما جاء بحجة مما أجاب، إنما قال: لا والله، وسكت. والمرجوع الجواب، فلم يجئ بجواب فيه بيان وحجة لما فعل من تأخير الصلاة. وهدى بمعنى بين، لغة أهل الغور، يقولون: هديت لك بمعنى بينت لك. ويقال: بلغتهم نزلت " أو لم يهد لهم ". (باب الهاء مع الذال) (هذب) (ه) في سرية عبد الله بن جحش " إنى أخشى عليكم الطلب فهذبوا " أي أسرعوا السير. يقال: هذب وهذب وأهذب. إذا أسرع. * ومنه حديث أبى ذر " فجعل يهذب الركوع " أي يسرع فيه ويتابعه. (هذذ) (ه) في حديث ابن مسعود " قال له رجل: قرأت المفصل الليلة، فقال: أهذا كهذ الشعر ؟ " أراد أتهذ القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر ؟. والهذ: سرعة القطع. ونصبه على المصدر. (1) في الاصل: " سليط " بضم ففتح. وضبطته بفتح فكسر من ا، واللسان. وانظر المشتبه 367. (*)
[ 256 ]
(هذر) (ه س) في حديث أم معبد " لا نزر ولا هذر (1) " أي لا قليل ولا كثير. والهذر، بالتحريك: الهذيان، وقد هذر يهذر ويهذر هذرا بالسكون، فهو هذر، وهذار ومهذار: أي كثير الكلام. والاسم الهذر، بالتحريك. (س) وفى حديث سلمان " ملغاة أول الليل مهذرة لآخره " هكذا جاء في رواية. وهو من الهذر: السكون. والرواية بالنون. وقد تقدم (2). * وفى حديث أبى هريرة " ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكسر اليابسة حتى فارق الدنيا، وقد أصبحتم تهذرون الدنيا " أي تتوسعون فيها. قال الخطابى: يريد تبذير المال وتفريقه في كل وجه. وروى " تهذون الدنيا " وهو أشبه بالصواب. يعنى تقتطعونها إلى أنفسكم وتجمعونها، أو تسرعون إنفاقها. * وفيه " لا تتزوجن هيذرة " هي الكثيرة الهذر من الكلام. والياء (3) زائدة. (هذرم) (ه) في حديث ابن عباس " لان أقرأ القرآن في ثلاث أحب إلى من أن أقرأه في ليلة كما تقرأ (4) هذرمة ". وفى رواية " قيل له: اقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لان أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول هذرمة " الهذرمة: السرعة في الكلام والمشى. ويقال للتخليط: هذرمة. * وأخرج الهروي حديث أبى هريرة " وقد أصبحتم تهذرمون الدنيا " وقال: أي تتوسعون فيها. ومنه هذرمة الكلام، وهو الاكثار والتوسع فيه. (هذم) (س) فيه " كل مما يليك، وإياك والهذم " كذا رواه بعضهم بالذال المعجمة، (1) في الاصل واللسان: " هذر " بالسكون. وأثبته بالتحريك من ا، ومما سبق في مادة (نزر) (2) انظر (هدن). (3) في الاصل، وا، واللسان: " والميم " ولا ميم هنا. والزائد هو الياء، كما أشار مصحح الاصل. (4) في الاصل: " يقرأ " وأثبت ما في ا، والنسخة 517. وفى اللسان: " تقول ". (*)
[ 257 ]
وهو سرعة الاكل. والهيذام: الاكول. قال أبو موسى: أظن الصحيح بالدال المهملة، يريد به الاكل من جوانب القصعة دون وسطها، وهو من الهدم: ما تهدم من نواحى البئر. (باب الهاء مع الراء) (هرب) (ه) فيه " قال له رجل: مالى ولعيالي هارب ولا قارب غيرها " أي مالى صادر عن الماء ولا وارد سواها، يعنى ناقته. (هرت) (ه) فيه " أنه أكل كتفا مهرتة " أراد قد تقطعت من نضجها. وقيل: إنما هو " مهردة " بالدال. ولحم مهرد، إذا نضج حتى تهرأ (1). (س) وفى حديث رجاء بن حيوة " لا تحدثنا عن متهارت " أي متشدق مكثار، من هرت الشدق، وهو سعته، ورجل أهرت. (هرج) (ه) فيه " بين يدى الساعة هرج " أي قتال واختلاط. وقد هرج الناس يهرجون هرجا، إذا اختلطوا. وقد تكرر في الحديث. وأصل الهرج: الكثرة في الشئ والاتساع. (ه) ومنه حديث عمر " فذلك حين استهرج له الرأى " أي قوى واتسع. يقال: هرج الفرس يهرج، إذا كثر جريه. (ه) وفى حديث ابن عمر " لاكونن فيها مثل الجمل الرداح، يحمل عليه الحمل الثقيل فيهرج فيبرك ولا ينبعث حتى ينحر " أي يتحير ويسدر. يقال: هرج البعير يهرج هرجا، إذا سدر من شدة الحر وثقل الحمل. (س) وفى حديث صفة أهل الجنة " إنما هم هرجا مرجا " الهرج: كثرة النكاح. يقال: بات يهرجها ليلته جمعاء. (س) ومنه حديث أبى الدرداء " يتهارجون تهارج البهائم " أي يتسافدون. هكذا (1) في الاصل، والنسخة 517: " تهرى " وما أثبت من ا، والقاموس (هرأ). (*)
[ 258 ]
أخرجه أبو موسى وشرحه. وأخرجه الزمخشري عن ابن مسعود وقال: أي يتساورون (1). (هرد) (ه) في حديث عيسى عليه السلام " أنه ينزل بين مهرودتين " أي في شقتين، أو حلتين. وقيل: الثوب المهرود: الذى يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجئ لونه مثل لون زهرة الحوذانة. قال القتيبى: هو خطأ من النقلة. وأراه: " مهروتين ": أي صفراوين. يقال: هريت العمامة إذا لبستها صفراء. وكأن فعلت منه: هروت، فإن كان محفوظا بالدال فهو من الهرد: الشق، وخطئ ابن قتيبة في استداركه واشتقاقه. قال ابن الانباري: القول عندنا في الحديث " بين مهرودتين " يروى (2) بالدال والذال: أي بين ممصرتين، على ما جاء في الحديث، ولم نسمعه إلا فيه. وكذلك أشياء كثيرة لم تسمع إلا في الحديث. والممصرة من الثياب: التى فيها صفرة خفيفة. وقيل: المهرود: الثوب الذى يصبغ بالعروق، والعروق يقال لها: الهرد. (س) وفيه " ذاب جبريل عليه السلام حتى صار مثل الهردة " جاء تفسيره في الحديث " أنها العدسة ". (هرذل) (س) فيه " فأقبلت تهرذل " أي تسترخى في مشيها. (هرر) * فيه " أنه نهى عن أكل الهر وثمنه " الهر والهرة: السنور. وإنما نهى عنه لانه كالوحشي الذى لا يصح تسليمه، فإنه ينتاب الدور ولا يقيم في مكان واحد، وإن حبس أو ربط لم ينتفع به، ولئلا يتنازع الناس فيه إذا انتقل عنهم. وقيل: إنما نهى عن الوحشى منه دون الانسى. * وفيه " أنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة، فقال رجل: يا رسول الله أرأيتك (3) النجدة التى تكون في الرجل، فقال: ليست لهما بعدل، إن الكلب يهر من وراء أهله " معناه أن الشجاعة غريزة في الانسان، فهو يلقى الحروب ويقاتل طبعا وحمية لا حسبة، فضرب (1) الذى في الفائق 3 / 202: " أي يتسافدون " وفى الدر النثير: " يتثاورون ". (2) في ا: " ويروى ". (3) في الاصل: " أرأيتك " بالضم. وهو خطأ. انظر مادة (رأى). (*)
[ 259 ]
الكلب مثلا، إذ كان من طبعه أن يهر دون أهله ويذب عنهم. يريد أن الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءة والصدقة. يقال: هر الكلب يهر هريرا، فهو هار وهرار، إذا نبح وكشر عن أنيابه. وقيل: هو صوته دون نباحه. (س) ومنه حديث شريح " لا أعقل الكلب الهرار " أي إذا قتل الرجل كلب آخر لا أوجب عليه شيئا إذا كان نباحا، لانه يؤذى بنباحه. (س) ومنه حديث أبى الاسود " المرأة التى تهار زوجها " أي تهر في وجهه كما يهر الكلب. * ومنه حديث خزيمة " وعاد لها المطى هارا " أي يهر بعضها في وجه بعض من الجهد. وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب. * ومنه الحديث " إنى سمعت هريرا كهرير الرحا " أي صوت دورانها. (هرس) (ه) فيه " أنه عطش يوم أحد، فجاءه على بماء من المهراس، فعافه وغسل به الدم عن وجهه " المهراس: صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء، وقد يعمل منها حياض للماء. وقيل: المهراس في هذا الحديث: اسم ماء بأحد. قال (1). * وقتيلا بجانب المهراس * (ه) ومن الاول " أنه مر بمهراس يتجاذونه (2) " أي يحملونه ويرفعونه. * وحديث أنس " فقمت إلى مهراس لنا فضربته بأسفله حتى تكسرت ". (1) هو شبل بن عبد الله، مولى بنى هاشم. يذكر حمزة بن عبد المطلب، وكان دفن بالمهراس. وصدر البيت: * واذكروا مصرع الحسين وزيد * الكامل، للمبرد، ص 1178. ونسب ياقوت في معجم البلدان 4 / 697 هذا الشعر لسديف بن ميمون: والرواية عنده: * واذكرن مقتل الحسين وزيد * (2) في الاصل، وا: " يتحاذونه " بالحاء المهملة. وصححته بالمعجمة من الهروي، واللسان، ومما سبق في مادة (جذا). (*)
[ 260 ]
(ه) وحديث أبى هريرة " فإذا جئنا مهراسكم (1) هذا كيف نصنع ؟ ". (س) وفى حديث عمرو بن العاص " كأن في جوفى شوكة الهراس " هو شجر أو بقل ذو شوك، وهو من أحرار البقول. (هرش) * فيه " يتهارشون تهارش الكلاب " أي يتقاتلون ويتواثبون. والتهريش بين الناس كالتحريش. (س) ومنه حديث ابن مسعود " فإذا هم يتهارشون " هكذا رواه بعضهم. وفسره بالتقاتل. وهو في " مسند أحمد " بالواو بدل الراء. والتهاوش: الاختلاط. (س) وفيه ذكر " ثنية هرشى " هي ثنية بين مكة والمدينة. وقيل: هرشى: جبل قرب الجحفة. (هرف) (ه) فيه " أن رفقة جاءت وهم يهرفون بصاحب لهم " أي يمدحونه ويطنبون في الثناء عليه. * ومنه المثل " لا تهرف قبل أن تعرف " أي لا تمدح قبل التجربة. (هرق) (س) في حديث أم سلمة " أن امرأة كانت تهراق الدم " كذا جاء على ما لم يسم فاعله. والدم منصوب. أي تهراق هي الدم. وهو منصوب على التمييز وإن كان معرفة، وله نظائر، أو يكون قد أجرى تهراق مجرى: نفست المرأة غلاما، ونتج الفرس مهرا. ويجوز رفع الدم على تقدير: تهراق دماؤها، وتكون الالف واللام بدلا من الاضافة، كقوله تعالى: " أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح " أي عقدة نكاحه أو نكاحها. والهاء في هراق بدل من همزة أراق. يقال: أراق الماء يريقه، وهراقه يهريقه، بفتح الهاء، هراقة. ويقال فيه: أهرقت الماء أهرقه إهراقا، فيجمع بين البدل والمبدل. وقد تكرر في الحديث. (هرقل) (س) في حديث عبد الرحمن بن أبى بكر " لما أريد على بيعة يزيد بن معاوية في حياة أبيه، قال: جئتم بها هرقلية وقوقية " أراد أن البيعة لاولاد الملوك سنة ملوك الروم والعجم وهرقل: اسم ملك الروم. وقد تكرر في الحديث. (1) في الهروي، واللسان: " إلى مهراسكم ". (*)
[ 261 ]
(هرم) (س) فيه " اللهم إنى أعوذ بك من الاهرمين، البناء والبئر " هكذا روى بالراء، والمشهور بالدال. وقد تقدم. (س) وفيه " إن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا الهرم " الهرم: الكبر. وقد هرم يهرم فهو هرم. جعل الهرم داء تشبيها به، لان الموت يتعقبه كالادواء. (س) ومنه الحديث " ترك العشاء مهرمة " أي مظنة للهرم. قال القتيبى: هذه الكلمة جارية على ألسنة الناس، ولست أدرى أرسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأها أم كانت تقال قبله ؟ (هرول) * فيه " من أتانى يمشى أتيته هرولة " الهرولة: بين المشى والعدو، وهو كناية عن سرعة إجابة الله تعالى، وقبول توبة العبد، ولطفه ورحمته. (هرا) (س) في حديث أبى سلمة " أنه صلى الله عليه وسلم قال: ذاك الهراء شيطان وكل بالنفوس " قيل: لم يسمع الهراء أنه شيطان إلا في هذا الحديث. والهراء في اللغة: السمح الجواد، والهذيان. (س) وفيه " أنه قال لحنيفة النعم، وقد جاء معه بيتيم يعرضه عليه، وكان قد قارب الاحتلام، ورآه نائما فقال: لعظمت هذه هراوة يتيم " أي شخصه وجئته. شبهه بالهراوة، وهى العصا، كأنه حين رآه عظيم الجثة استبعد أن يقال له يتيم، لان اليتم في الصغر. * ومنه حديث سطيح " وخرج صاحب الهراوة " أراد به النبي صلى الله عليه وسلم، لانه كان يمسك القضيب بيده كثيرا. وكان يمشى بالعصا بين يديه، وتغرز له فيصلى إليها.
[ 262 ]
(باب الهاء مع الزاى) (هزج) * فيه " أدبر الشيطان وله هزج ودزج " وفى رواية " وزج " (1) الهزج: الرنة، والوزج دونه، والهزج أيضا: صوت الرعد والذبان، وضرب من الاغانى، وبحر من بحور الشعر. (هزر) (س) في حديث وفد عبد القيس " إذا شرب قام إلى ابن عمه فهزر ساقه ". الهزر: الضرب الشديد بالخشب وغيره. (س) وفيه " أنه قضى في سيل مهزور أن يحبس حتى يبلغ الماء الكعبين " مهزور: وادى بنى قريظة بالحجاز، فأما بتقديم الراء على الزاى فموضع سوق المدينة، تصدق به رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين. (هزز) (ه) فيه " اهتز العرش لموت سعد " الهز في الاصل: الحركة. واهتز، إذا تحرك. فاستعمله في معنى الارتياح. أي ارتاح بصعوده (2) حين صعد به، واستبشر، لكرامته على ربه. وكل من خف لامر وارتاح له فقد اهتز له. وقيل: أراد فرح أهل العرش بموته. وقيل: أراد بالعرش سريره الذى حمل عليه إلى القبر. * ومنه حديث عمر " فانطلقنا بالسفطين (3) نهز بهما " أي نسرع السير بهما. ويروى " نهز "، من الوهز، وقد تقدم. (س [ ه ]) وفيه " إنى سمعت هزيزا كهزيز الرحا " أي صوت دورانها. (هزع) * فيه " حتى مضى هزيع من الليل " أي طائفة منه، نحو ثلثه أو ربعه. (1) في الاصل: " وزج " بالتنوين. وأثبته مخففا من ا، واللسان. (2) في الهروي: " بروحه ". (3) في اللسان: " بالسقطين ". (*)
[ 263 ]
* وفى حديث على " إياكم وتهزيع الاخلاق وتصرفها " هزعت الشئ تهزيعا: كسرته وفرقته. (هزل) (س) فيه " كان تحت الهيزلة " قيل: هي الراية، لان الريح تلعب بها، كأنها تهزل معها. والهزل واللعب من واد واحد، والياء زائدة. * وفى حديث عمر وأهل خيبر " إنما كانت هزيلة من أبى القاسم " تصغير هزلة، وهى المرة الواحدة من الهزل، ضد الجد. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث مازن " فأذهبنا الاموال، وأهزلنا الذرارى والعيال " أي أضعفنا. وهى لغة في هزل، وليست بالعالية. يقال: هزلت الدابة هزالا، وهزلتها أنا هزلا، وأهزل القوم، إذا أصابت مواشيهم سنة فهزلت. والهزال: ضد السمن. وقد تكرر في الحديث. (هزم) (ه) فيه " إذا عرستم فاجتنبوا هزم الارض، فإنها مأوى الهوام ". هو ما تهزم منها: أي تشقق. ويجوز أن يكون جمع هزمة، وهو المتطامن من الارض. (ه) ومنه الحديث " أول جمعة جمعت في الاسلام بالمدينة في هزم بنى بياضة " هو موضع بالمدينة. (ه) وفيه " إن زمزم هزمة جبريل عليه السلام " أي ضربها برجله فنبع الماء. والهزمة: النقرة في الصدر، وفى التفاحة إذا غمزتها بيدك. وهزمت البئر، إذا حفرتها. (س) وفى حديث المغيرة " محزون الهزمة " يعنى الوهدة التى في أعلى الصدر وتحت العنق. أي إن الموضع منه حزن خشن، أو يريد به ثقل الصدر، من الحزن والكآبة. (س) وفى حديث ابن عمر " في قدر هزمة " من الهزيم، وهو صوت الرعد. يريد صوت غليانها.
[ 264 ]
(باب الهاء مع الشين والصاد والضاد والطاء) (هشش) * في حديث جابر " لا يخبط ولا يعضد حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هشوا هشا " أي انثروه نثرا بلين ورفق. * وفى حديث ابن عمر " لقد راهن النبي صلى الله عليه وسلم على فرس له يقال لها سبحة " فجاءت سابقة فلهش لذلك وأعجبه " أي فلقد هش، واللام جواب القسم المحذوف، أو للتأكيد. يقال: هش لهذا الامر يهش (1) هشاشة، إذا فرح به واستبشر (2)، وارتاح له وخف. (ه) ومنه حديث عمر " هششت يوما فقبلت وأنا صائم ". (هشم) * في حديث أحد " جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهشمت البيضة على رأسه " الهشم: الكسر. والهشيم من النبات: اليابس المتكسر. والبيضة: الخوذة. (هصر) (س) فيه " كان إذا ركع هصر ظهره " أي ثناه إلى الارض. وأصل الهصر: أن تأخذ برأس العود فتثنيه إليك وتعطفه. (س) ومنه الحديث " أنه كان مع أبى طالب فنزل تحت شجرة فتهصرت أغصان الشجرة " أي تهدلت عليه. (ه) وفيه " لما بنى مسجد قباء رفع حجرا ثقيلا فهصره إلى بطنه " أي أضافه وأماله. (س) وفى حديث ابن أنيس " كأنه الرئبال الهصور " أي الاسد الشديد الذى يفترس ويكسر. ويجمع على: هواصر. * ومنه حديث عمرو بن مرة: * ودارت رحاها بالليوث الهواصر * [ ه ] وفى حديث سطيح: (1) من بابى تعب وضرب. كما ذكر صاحب المصباح. (2) في الاصل: " واستسر " وما أثبت من ا، والنسخة 517. (*)
[ 265 ]
فربما [ ربما ] (1) أضحوا بمنزلة * تهاب صولهم الاسد المهاصير جمع مهصار، وهو مفعال منه. (هضب) (ه) فيه " أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فناموا حتى طلعت الشمس والنبى صلى الله عليه وسلم نائم، فقال عمر: أهضبوا لكى ينتبه رسول الله " أي تكلموا وامضوا. يقال: هضب في الحديث وأهضب، إذا اندفع فيه، كرهوا أن يوقظوه، فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم. (ه) وفى حديث لقيط " فأرسل السماء بهضب " أي مطر، ويجمع على أهضاب، ثم أهاضيب، كقول وأقوال وأقاويل. * ومنه حديث على " تمريه الجنوب درر أهاضيبه ". * وفى حديث قس " ماذا لنا بهضبة " الهضبة: الرابية، وجمعها: هضب (2) وهضبات، وهضاب. (س) ومنه حديث ذى المشعار " وأهل جناب الهضب " والجناب بالكسر: اسم موضع. (س) وفى وصف بنى تميم " هضبة حمراء " قيل: أراد بالهضبة المطرة الكثيرة القطر. وقيل: أراد به الرابية. (هضم) (ه) فيه " أن امرأة رأت سعدا متجردا وهو أمير الكوفة، فقالت: إن أميركم هذا لاهضم الكشحين " أي منضمهما. الهضم بالتحريك: انضمام الجنبين. ورجل أهضم وامرأة هضماء. وأصل الهضم: الكسر. وهضم الطعام: خفته. والهضم: التواضع. * ومنه حديث الحسن، وذكر أبا بكر فقال " والله إنه لخيرهم، ولكن المؤمن يهضم نفسه " أي يضع من قدره تواضعا. (1) ساقط من الاصل، وا، والنسخة 517، واللسان. وقد ترك مكانه بياض، وقال مصححه: إنه هكذا بالاصل. وقد استكملته من اللسان مادة (سطح). (2) في الاصل: " هضب " وفى ا: " هضب " وأثبته بكسر ففتح من القاموس. قال في اللسان: والجمع: هضب، وهضب وهضاب ". (*)
[ 266 ]
(س) وفيه " العدو بأهضام الغيطان " هي جمع هضم، بالكسر، وهو المطمئن من الارض. وقيل: هي أسافل من الاودية، من الهضم: الكسر، لانها مكاسر. * ومنه حديث على " صرعى بأثناء هذا النهر، وأهضام هذا الغائط " (هطع) * في حديث على " سراعا إلى أمره مهطعين إلى معاده " الاهطاع: الاسراع في العدو. وأهطع، إذا مد عنقه وصوب رأسه. (هطل) (ه) فيه " اللهم ارزقني عينين هطالتين " أي بكاءتين ذرافتين للدموع. وقد هطل المطر يهطل، إذا تتابع. (س) وفى حديث الاحنف " إن الهياطلة لما نزلت به بعل بهم " هم قوم من الهند. والياء زائدة، كأنه جمع هيطل. والهاء لتأكيد الجمع. (هطم) (س) في حديث أبى هريرة في شراب أهل الجنة " إذا شربوا منه هطم طعامهم " الهطم: سرعة الهضم. وأصله الحطم، وهو الكسر، فقلبت الحاء هاء. (باب الهاء مع الفاء) (هفت) (ه) فيه " يتهافتون في النار " أي يتساقطون، من الهفت: وهو السقوط قطعة قطعة. وأكثر ما يستعمل التهافت في الشر. * ومنه حديث كعب بن عجرة " والقمل يتهافت على وجهى " أي يتساقط. وقد تكرر في الحديث. (هفف) (ه) في حديث على، في تفسير السكينة (1) " وهى ريح هفافة " أي سريعة المرور في هبوبها. وقال الجوهرى: " الريح الهفافة: الساكنة الطيبة ". والهفيف: سرعة السير، والخفة. وقد هف يهف. (1) التى في قوله تعالى: " وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم ". كما ذكر الهروي. (*)
[ 267 ]
(ه) ومنه حديث الحسن، وذكر الحجاج " هل كان إلا حمارا هفافا ؟ " أي طياشا خفيفا. (س) وفى حديث كعب " كانت الارض هفا على الماء " أي قلقة لا تستقر، من قولهم: رجل هف: أي خفيف. (س) وفى حديث أبى ذر " والله ما في بيتك هفة ولا سفة " الهفة: السحاب لا ماء فيه. والسفة: ما ينسج من الخوص كالزبيل: أي لا مشروب في بيتك ولا مأكول. وقال الجوهرى: الهف، بالكسر: سحاب (1) رقيق ليس فيه ماء. (ه) وفيه " كان بعض العباد يفطر على هفة يشويها " هو بالكسر والفتح: نوع من السمك. وقيل: هو الدعموص (2). وهى دويبة تكون في مستنقع الماء. (هفك) (س) فيه " قل لامتك فلتهفكه في القبور " أي لتلقه فيها. وقد هفكه، إذا ألقاه. والتهفك: الاضطراب والاسترخاء في المشى. (هفا) (ه س) في حديث عثمان " أنه ولى أبا غاضرة الهوافى " أي الابل الضوال، واحدتها: هافية، من هفا الشئ يهفو، إذا ذهب. وهفا الطائر، إذا طار. والريح، إذا هبت. * ومنه حديث على " إلى منابت الشيح ومهافى الريح " جمع مهفى، وهو موضع هبوبها في البراري. (س) وفى حديث معاوية " تهفو منه الريح بجانب كأنه جناح نسر " يعنى بيتا تهب من جانبه ريح، وهو في صغره كجناح نسر. (باب الهاء مع القاف والكاف) (هقع) (س) في حديث ابن عباس " طلق ألفا يكفيك منها هقعة الجوزاء " الهقعة: (1) في الصحاح: " السحاب الرقيق ". (2) في الهروي: " قال المبرد: الهف: كبار الدعاميص ". (*)
[ 268 ]
منزلة من منازل القمر في برج الجوزاء، وهى ثلاثة أنجم كالاثافى: أي يكفيك من التطليق ثلاث تطليقات. (هكر) * في حديث عمر والعجوز " أقبلت من هكران وكوكب " هما جبلان معروفان ببلاد العرب. (هكم) * في حديث أسامة " فخرجت في أثر رجل منهم جعل يتهكم بى " أي يستهزئ بى ويستخف. (ه) ومنه حديث عبد الله بن أبى حدرد " وهو يمشى القهقرى ويقول: هلم إلى الجنة، يتهكم بنا ". [ ه ] وقول سكينة لهشام " يا أحول، لقد أصبحت تتهكم بنا ". * ومنه الحديث " ولا متهكم ". (باب الهاء مع اللام) (هلب) [ ه ] فيه " لان يمتلئ ما بين عانتي وهلبتى " الهلبة: ما فوق العانة إلى قريب من السرة. (ه) وفى حديث عمر " رحم الله الهلوب، ولعن الله الهلوب " الهلوب: المرأة (1) التى تقرب من زوجها وتحبه، وتتباعد من غيره. والهلوب أيضا: التى لها خدن تحبه وتطيعه وتعصى زوجها. وهو من هلبته بلساني، إذا نلت منه نيلا شديدا، لانها تنال إما من زوجها وإما من خدنها. فترحم على الاولى ولعن الثانية. (ه) وفى حديث خالد " ما من عملي شئ أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس بترسى والسماء تهلبني " أي تمطرني. يقال: هلبت السماء، إذا مطرت (2) بجود. (س) وفيه " إن صاحب راية الدجال في عجب ذنبه مثل ألية البرق، وفيها هلبات (1) هذا شرح ابن الاعرابي، كما ذكر الهروي. (2) في الهروي: " أمطرت ". (*)
[ 269 ]
كهلبات الفرس " أي شعرات، أو خصلات من الشعر، واحدتها: هلبة. والهلب: الشعر. وقيل: هو ما غلظ من شعر الذنب وغيره. * ومنه حديث معاوية " أفلت (1) وانحص الذنب، فقال: كلا، إنه لبهلبه " وفرس أهلب، ودابة هلباء. * ومنه حديث تميم الدارى " فلقيهم دابة أهلب " ذكر الصفة، لان الدابة تقع على الذكر والانثى. (س) ومنه حديث ابن عمرو (2) " الدابة الهلباء التى كلمت تميما الدارى هي دابة الارض التى تكلم الناس " يعنى بها الجساسة. * ومنه حديث المغيرة " ورقبة هلباء " أي كثيرة العشر. (س) وفى حديث أنس " لا تهلبوا أذناب الخيل " أي لا تستأصلوها بالجز والقطع. يقال: هلبت ؟ الفرس، إذا نتفت هلبه، فهو مهلوب. (هلس) (س) في حديث على في الصدقة " ولا ينهلس " الهلاس: السل، وقد هلسه المرض يهلسه (3) هلسا. ورجل مهلوس العقل: أي مسلوبه. * ومنه حديثه أيضا " نوازع تقرع العظم وتهلس اللحم ". (هلع) [ ه ] فيه " من شر ما أعطى العبد شح هالع وجبن خالع " الهلع: أشد الجزع والضجر. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث هشام " إنها لمسياع هلواع " هي التى فيها خفة وحدة. (هلك) (ه) فيه " إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم " يروى بفتح الكاف وضمها، فمن فتحها كانت فعلا ماضيا، ومعناه أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون: هلك الناس: أي استوجبوا النار بسوء أعمالهم، فإذا قال الرجل ذلك فهو الذى أوجبه لهم (1) هكذا ضبط في الاصل، وا، واللسان، ومجمع الامثال 2 / 14. وسبق في مادة (حصص): " أفلت ". (2) في الاصل: " ابن عمر: والدابة " وما أثبت من ا، واللسان. (3) في الاصل، وا: " يهلسه " بالضم. وأثبته بالكسر من القاموس. (*)
[ 270 ]
لا الله تعالى، أو هو الذى لما قال لهم ذلك وآيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو الذى أوقعهم في الهلاك. وأما الضم فمعناه أنه إذا قال لهم ذلك فهو أهلكهم: أي أكثرهم هلاكا. وهو الرجل يولع بعيب الناس ويذهب بنفسه عجبا، ويرى له عليهم فضلا. (ه) وفى حديث الدجال، وذكر صفته، ثم قال " ولكن الهلك (1) كل الهلك أن ربكم ليس بأعور " وفى رواية " فإما هلكت هلك (2) فإن ربكم ليس بأعور " الهلك: الهلاك. ومعنى الرواية الاولى: الهلاك كل الهلاك للدجال، لانه وإن ادعى الربوبية ولبس على الناس بما لا يقدر عليه البشر، فإنه لا يقدر على إزالة العور، لان الله تعالى منزه عن النقائص والعيوب. وأما الثانية: فهلك - بالضم والتشديد - جمع هالك: أي فإن هلك به ناس جاهلون وضلوا، فاعلموا أن الله ليس بأعور. تقول العرب: افعل كذا إما هلكت هلك، وهلك، بالتخفيف، منونا وغير منون. ومجراه مجرى قولهم: افعل ذاك على ما خيلت (3): أي على كل حال. وهلك: صفة مفردة بمعنى هالكة، كناقة سرح، وامرأة عطل، فكأنه قال: فكيفما كان الامر فإن ربكم ليس بأعور. (ه) وفيه " ما خالطت الصدقة مالا إلا أهلكته " قيل: هو حض على تعجيل الزكاة من قبل أن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به. وقيل: أراد تحذير العمال عن اختزال شئ منها وخلطهم إياه بها. وقيل: هو أن يأخذ الزكاة وهو غنى عنها. (1) في الاصل، واللسان: " ولكن الهلك " وأثبته بالنصب من ا، والهروى، والفائق 1 / 554 (2) في الهروي: " فإما هلك كل الهلك " وفى اللسان: " فإما هلك الهلك " ويوافق ما عندنا الفائق 1 / 555. (3) في الاصل، وا: " تخيلت " وما أثبت من اللسان والفائق. قال في الاساس: " وافعل ذلك على ما خيلت: أي على ما أرتك نفسك وشبهت وأوهمت ". (*)
[ 271 ]
(س) وفى حديث عمر " أتاه سائل فقال له: هلكت وأهلكت " أي هلكت عيالي. * وفى حديث التوبة " وتركها بمهلكة " أي موضع الهلاك، أو الهلاك نفسه، وجمعها: مهالك، وتفتح لامها وتكسر، وهما أيضا: المفازة. (ه) ومنه حديث أم زرع " وهو أمام القوم في المهالك " أي في الحروب، فإنه لثقته بشجاعته يتقدم ولا يتخلف. وقيل: أرادت أنه لعلمه بالطرق يتقدم القوم يهديهم وهم على أثره. (ه) وفى حديث مازن " إنى مولع بالخمر والهلوك من النساء " هي الفاجرة، سميت بذلك لانها تتهالك: أي تتمايل وتتثنى عند جماعها. وقيل: هي المتساقطة على الرجال. (س) ومنه الحديث " فتهالكت عليه [ فسألته (1) ] " أي سقطت عليه ورميت بنفسى فوقه. (هلل) (ه) قد تكرر في أحاديث الحج ذكر " الاهلال " وهو رفع الصوت بالتلبية. يقال: أهل المحرم بالحج يهل إهلالا، إذا لبى ورفع صوته. والمهل، بضم الميم: موضع الاهلال، وهو الميقات الذى يحرمون منه، ويقع على الزمان والمصدر. * ومنه " إهلال الهلال واستهلاله " إذا رفع الصوت بالتكبير عند رؤيته. واستهلال الصبى: تصويته عند ولادته. وأهل الهلال، إذا طلع، وأهل واستهل، إذا أبصر، وأهللته، إذا أبصرته. (س) ومنه حديث عمر " أن ناسا قالوا له: إنا بين الجبال لا نهل الهلال إذا أهله الناس " أي لا نبصره إذا أبصره الناس، لاجل الجبال. (ه) وفيه " الصبى إذا ولد لم يرث ولم يورث حتى يستهل صارخا ". * ومنه حديث الجنين " كيف ندى من لا أكل ولا شرب ولا استهل " وقد تكررت فيهما الاحاديث. (1) زيادة من ا، واللسان. (*)
[ 272 ]
* وفى حديث فاطمة " فلما رآها استبشر وتهلل وجهه " أي استنار وظهرت عليه أمارات السرور. [ ه ] وفى حديث النابغة الجعدى " فنيف على المائة، وكأن فاه البرد المنهل " كل شئ انصب فقد انهل. يقال: انهل المطر ينهل انهلالا، إذا اشتد انصبابه (1). * ومنه حديث الاستسقاء " فألف الله السحاب وهلتنا " هكذا جاء في رواية لمسلم (2). يقال: هل السحاب، إذا مطر بشدة. * وفى قصيدة كعب: لا يقع الطعن إلا في نحورهم * وما لهم (3) عن حياض الموت تهليل أي نكوص وتأخر. يقال: هلل عن الامر، إذا ولى عنه ونكص. (هلم) * قد تكرر في الحديث ذكر " هلم " (4) ومعناه تعال. وفيه لغتان: فأهل الحجاز يطلقونه على الواحد والجميع، والاثنين والمؤنث بلفظ واحد مبنى على الفتح. وبنو تميم تثنى وتجمع وتؤنث، فتقول: هلم وهلمي وهلما وهلموا. (هلا) * في حديث ابن مسعود " إذا ذكر الصالحون فحى هلا بعمر " أي فأقبل به وأسرع. وهى كلمتان جعلتا كلمة واحدة، فحى بمعنى أقبل، وهلا بمعنى أسرع، وقيل: بمعنى اسكن عند ذكره حتى تنقضي فضائله. وفيها لغات. [ ه ] وفى حديث جابر " هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك " هلا بالتشديد، حرف معناه الحث والتحضيض. (1) زاد الهروي، قال: " وسمعت الازهرى يقول: انهل السماء بالمطر هللا. قال: ويقال للمطر: هلل وأهلول ". (2) انظر حواشى ص 361 من الجزء الرابع. (3) في شرح ديوانه ص 25: " ما إن لهم ". (4) ذكر الهروي فيه حديثا، وهو: " ليذادن عن حوضى رجال فأناديهم: ألا هلم " قال: أي تعالوا. (*)
[ 273 ]
(باب الهاء مع الميم) (همج) (ه) في حديث على " وسائر الناس همج رعاع " الهمج: رذالة الناس. والهمج: ذباب (1) صغير يسقط على وجوه الغنم والحمير. وقيل: هو البعوض، فشبه به رعاع الناس. يقال: هم همج هامج، على التأكيد. * ومنه حديثه أيضا " سبحان من أدمج قوائم الذرة والهمجة " هي واحدة الهمج. (همد) * في حديث على " أخرج به من هوامد الارض النبات " أرض هامدة: لا نبات بها. ونبات هامد: يابس. وهمدت النار، إذا خمدت (2)، والثوب، إذا بلى. (ه) ومنه حديث مصعب بن عمير " حتى كاد يهمد من الجوع " أي يهلك. (همز) (ه) في حديث الاستعاذة من الشيطان " أما همزه فالموتة " الهمز: النخس والغمز، وكل شئ دفعته فقد همزته. والموتة: الجنون (3). والهمز أيضا: الغيبة والوقيعة في الناس، وذكر عيوبهم. وقد همز يهمز (4) فهو هماز، وهمزة للمبالغة. وقد تكرر في الحديث. (همس) * فيه " فجعل بعضنا يهمس إلى بعض " الهمس: الكلام الخفى لا يكاد يفهم. * ومنه الحديث " كان إذا صلى العصر همس ". (ه) وفيه " أنه كان يتعوذ من همز الشيطان وهمسه " هو ما يوسوسه في الصدور. (س) وفى حديث ابن عباس: * وهن يمشين بنا هميسا (5) * هو صوت نقل أخفاف الابل. (1) هذا شرح ابن السكيت، كما ذكر الهروي. وقبله: " الهمج: جمع همجة. وهو... ". (2) من بابى نصر وسمع، كما في القاموس. (3) هذا شرح أبى عبيدة، كما ذكر الهروي. (4) بالضم، والكسر، كما في القاموس. (5) انظر مادة (رفث). (*)
[ 274 ]
(س) وفى رجز مسيلمة " والذئب الهامس، والليل الدامس " الهامس: الشديد. (همط) (ه) في حديث النخعي " سئل عن عمال ينهضون إلى القرى فيهمطون الناس، فقال: لهم المهنأ، وعليهم الوزر " أي يأخذون منهم على سبيل القهر والغلبة. يقال: همط ماله وطعامه وعرضه، واهتمطه، إذا أخذه مرة بعد مرة من غير وجه. * ومنه حديثه الآخر " كان العمال يهمطون، ثم يدعون فيجابون " يريد أنه يجوز أكل طعامهم وإن كانوا ظلمة، إذا لم يتعين الحرام. (س) وفى حديث خالد بن عبد الله " لا غزو إلا أكلة بهمطة " استعمل الهمط في الاخذ بخرق (1) وعجلة ونهب. (همك) (س ه) في حديث خالد بن الوليد " إن الناس انهمكوا في الخمر " الانهماك: التمادي في الشئ واللجاج فيه. (همل) * في حديث الحوض " فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم " الهمل: ضوال الابل، واحدها: هامل. أي إن الناجى منهم قليل في قلة النعم الضالة. * ومنه حديث طهفة " ولنا نعم همل " أي مهملة لا رعاء لها، ولا فيها من يصلحها ويهديها، فهى كالضالة. (ه) ومنه حديث سراقة " أتيته يوم حنين فسألته عن الهمل ". (ه س) ومنه حديث قطن بن حارثة " عليهم في الهمولة الراعية في كل خمسين ناقة " هي التى أهملت، ترعى بأنفسها ولا تستعمل، فعولة بمعنى مفعولة. (همم) (ه) فيه " أصدق الاسماء حارث (2) وهمام " هو فعال، من هم بالامر يهم، إذا عزم عليه. وإنما كان أصدقها لانه ما من أحد إلا وهو يهم بأمر خيرا كان أو شرا. (1) في الاصل: " بخرق " بفتحتين. وأثبته بضم فسكون من ا، واللسان. وكلا الضبطين صحيح، كما في القاموس. (2) الذى في الهروي: " أحب الاسماء إلى الله عبد الله وهمام، لانه ما من أحد إلا وهو عبد الله، وهو يهم بأمر رشد أم غوى ". وانظر (حرث) فيما سبق. (*)
[ 275 ]
(ه) وفى حديث سطيح: * شمر فإنك ماضى الهم شمير * أي إذا عزمت على أمر أمضيته. (س) وفى حديث قس " أيها الملك الهمام " أي العظيم الهمة. (س) وفيه " أنه أتى برجل هم " الهم بالكسر: الكبير الفاني. * ومنه حديث عمر " كان يأمر جيوشه ألا يقتلوا هما ولا امرأة ". * ومنه شعر حميد: * فحمل الهم كنازا جلعدا (1) * * وفيه " كان يعوذ الحسن والحسين فيقول: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل سامة وهامة " الهامة: كل ذات سم يقتل. والجمع: الهوام. فأما ما يسم ولا يقتل فهو السامة، كالعقرب والزنبور. وقد يقع الهوام على ما يدب من الحيوان، وإن لم يقتل كالحشرات. (ه) ومنه حديث كعب بن عجرة " أتؤذيك هوام رأسك ؟ " أراد القمل. * وفى حديث أولاد المشركين " هم من آبائهم " وفى رواية " هم منهم " أي حكمهم حكم آبائهم وأهلهم. (هيمن) * في أسماء الله تعالى " المهيمن " هو الرقيب. وقيل: الشاهد. وقيل: المؤتمن. وقيل: القائم بأمور الخلق. وقيل: أصله: مؤيمن، فأبدلت الهاء من الهمزة، وهو مفيعل من الامانة. * وفى شعر العباس: حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق أي بيتك الشاهد بشرفك. وقيل: أراد بالبيت نفسه، لان البيت إذا حل فقد حل به صاحبه. (1) في ديوان حميد ص 77: * فحمل الهم كلازا جلعدا * (*)
[ 276 ]
وقيل: أراد ببيته شرفه. والمهيمن من نعته، كأنه قال: حتى احتوى شرفك الشاهد بفضلك عليا الشرف، من نسب ذوى خندف التى تحتها النطق. (س) وفى حديث عكرمة " كان على أعلم بالمهيمنات " أي القضايا، من الهيمنة، وهى القيام على الشئ، جعل الفعل لها، وهو لاربابها القوامين بالامور. (ه) وفى حديث عمر " خطب فقال: إنى متكلم بكلمات فهيمنوا عليهن " أي اشهدوا. وقيل: أراد أمنوا، فقلب (1) الهمزة هاء، وإحدى الميمين ياء، كقولهم: إيما، في إما. (ه) وفى حديث وهيب " إذا وقع العبد في ألهانية الرب ومهيمنية الصديقين لم يجد أحدا يأخذ بقلبه " المهيمنية: منسوب إلى المهيمن، يريد أمانة الصديقين، يعنى إذا حصل العبد في هذه الدرجة لم يعجبه أحد، ولم يحب إلا الله تعالى. (س) وفى حديث النعمان يوم نهاوند " تعاهدوا هماينكم في أحقيكم، وأشاعكم في نعالكم " الهماين: جمع هميان، وهى المنطقة والتكة، والاحقى: جمع حقو، وهو موضع شد الازار. (س) ومنه حديث يوسف عليه السلام " حل الهميان " أي تكة السراويل. (همهم) (س) في حديث ظبيان " خرج في (2) الظلمة فسمع همهمة " أي كلاما خفيا لا يفهم. وأصل الهمهمة: صوت البقر. (هما) (س) فيه " قال له رجل: إنا نصيب هوامي الابل، فقال: ضالة المؤمن حرق النار " الهوامى: المهملة التى لا راعى لها ولا حافظ، وقد همت تهمى فهى هامية، إذا ذهبت على وجهها. وكل ذاهب وجار من حيوان أو ماء فهو هام. * ومنه " همى المطر " ولعله مقلوب هام يهيم. (1) عبارة الهروي: " فقلب إحدى الميمين ياء فصار: أيمنوا، ثم قلب الهمزة هاء " وفى اللسان: " قلب إحدى حرفي التشديد في " أمنوا " ياء، فصار: أيمنوا، ثم قلب الهمزة هاء، وإحدى الميمين ياء، فقال: هيمنوا ". (2) في ا: " إلى ". (*)
[ 277 ]
(باب الهاء مع النون) (هنأ) * في حديث سجود السهو " فهناه ومناه " أي ذكره المهانى والاماني. والمراد به ما يعرض للانسان في صلاته من أحاديث النفس وتسويل الشيطان. يقال: هنأني الطعام يهنؤني، ويهنئني، ويهنأني. وهنأت الطعام: أي تهنأت به. وكل أمر يأتيك من غير تعب فهو هنئ. وكذلك المهنأ والمهنأ: والجمع: المهانئ. هذا هو الاصل بالهمز. وقد يخفف. وهو في هذا الحديث أشبه، لاجل مناه. * وفى حديث ابن مسعود، في إجابة صاحب الربا إذا دعا إنسانا وأكل طعامه " قال: لك المهنأ وعليه الوزر " أي يكون أكلك له هنيئا، لا تؤاخذ به، ووزره على من كسبه. * ومنه حديث النخعي في طعام العمال الظلمة " لهم المهنأ وعليهم الوزر ". (ه) وفى حديث ابن مسعود " لان أزاحم جملا قد هنئ بالقطران أحب إلى من (1) أن أزاحم امرأة عطرة " هنأت البعير أهنؤه، إذا طليته بالهناء، وهو القطران. * ومنه حديث ابن عباس، في مال اليتيم " إن كنت تهنأ جرباها " أي تعالج جرب إبله بالقطران. (س) وفيه " أنه قال لابي الهيثم بن التيهان: لا أرى لك هانئا " قال الخطابى: المشهور في الرواية " ما هنا " وهو الخادم، فإن صح فيكون اسم فاعل، من هنأت الرجل أهنؤه هنأ، إذا أعطيته. والهنء بالكسر: العطاء. والتهنئة: خلاف التعزية. وقد هنأته بالولاية. (هنبث) (ه) فيه " أن فاطمة قالت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم: قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب (2) إنا فقدناك فقد الارض وابلها * فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب (1) في الهروي: " أحب إلى من مال كذا ". (2) في اللسان، والفائق 1 / 52، 3 / 217: " لم تكثر الخطب ". (*)
[ 278 ]
الهنبثة: واحدة الهنابث، وهى الامور الشداد المختلفة. والهنبثة: الاختلاط في القول. والنون زائدة. (هنبر) (س) في حديث كعب، في صفة الجنة " فيها هنابير مسك يبعث الله عليها ريحا تسمى المثيرة " هي الرمال المشرفة، واحدها: هنبور، أو هنبورة. وقيل: هي الانابير، جمع أنبار، فقلبت الهمزة هاء، وهى بمعناها. (هنبط) (س) في حديث حبيب بن مسلمة " إذ نزل الهنباط (1) " قيل: هو صاحب الجيش بالرومية. (هنع) (ه) في حديث عمر " قال لرجل شكا إليه خالدا، فقال: هل يعلم ذلك أحد من أصحاب خالد ؟ فقال: نعم، رجل طويل فيه هنع " أي انحناء (2) قليل. وقيل: هو تطامن العنق. (هنن) (ه) في حديث أبى الاحوص الجشمى " فتجدع هذه وتقول: صربى، وتهن هذه وتقول: بحيرة " الهن والهن، بالتخفيف والتشديد: كناية عن الشئ لا تذكره باسمه، تقول: أتانى هن وهنة، مخففا ومشددا، وهننته أهنه هنا، إذا أصبت منه هنا. يريد أنك تشق أذنها أو تصيب شيئا من أعضائها. قال الهروي: عرضت ذلك على الازهرى فأنكره. وقال: إنما هو " وتهن هذه ": أي تضعفه. يقال: وهنته أهنه وهنا فهو موهون. * ومنه الحديث " أعوذ بك من شر هنى " يعنى الفرج. (س) ومنه الحديث " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا " أي قولوا له: عض أير أبيك. * ومنه حديث أبى ذر " هن مثل الخشبة غير أنى لا أكنى " يعنى أنه أفصح باسمه، (1) هكذا ضبط بالضم في الاصل. وضبط في ا بالكسر، وفى اللسان بالفتح. وذكره صاحب القاموس في (هبط): " الهيباط " بياء تحتية. وصوبه الشارح بالنون. (2) هذا قول شمر، كما ذكر الهروي. (*)
[ 279 ]
فيكون قد قال: أير مثل الخشبة، فلما أراد أن يحكى كنى عنه. * وفى حديث ابن مسعود، وذكر ليلة الجن فقال " ثم إن هنينا أتوا عليهم ثياب بيض طوال " هكذا جاء في " مسند أحمد بن حنبل " في غير موضع من حديثه مضبوطا مقيدا، ولم أجده مشروحا في شئ من كتب الغريب، إلا أن أبا موسى ذكر (1) في غريبه عقيب أحاديث الهن والهناة (2): [ س ] وفى حديث الجن " فإذا هو بهنين كأنهم الزط " ثم قال: جمعه جمع السلامة، مثل كرة وكرين، فكأنه أراد الكناية عن أشخاصهم. (هنا) * فيه " ستكون هنات وهنات، فمن رأيتموه يمشى إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليفرق جماعتهم فاقتلوه " أي شرور وفساد. يقال: في فلان هنات. أي خصال شر، ولا يقال في الخير، وواحدها: هنت، وقد تجمع على هنوات. وقيل: واحدها: هنة، تأنيث هن، وهو كناية عن كل اسم جنس. * ومنه حديث سطيح " ثم تكون هنات وهنات " أي شدائد وأمور عظام. * وفى حديث عمر " أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفى البيت هنات من قرظ " أي قطع متفرقة. * وفى حديث ابن الاكوع " قال له: ألا تسمعنا من هناتك " أي من كلماتك، أو من أراجيزك. وفى رواية " من هنياتك " على التصغير. وفى أخرى " من هنيهاتك " على قلب الياء هاء. (س) وفيه " أنه أقام هنية " أي قليلا من الزمان، وهو تصغير هنة. ويقال: هنيهة، أيضا. * ومنه الحديث " وذكر هنة من جيرانه " أي حاجة، ويعبر بها عن كل شئ. (س) وفى حديث الافك " قلت لها: يا هنتاه " أي يا هذه، وتفتح النون وتسكن: (1) في الاصل واللسان. " ذكره " وما أثبت من ا، والنسخة 517. (2) وكذلك ذكره صاحب اللسان في مادة (هنا). (*)
[ 280 ]
وتضم الهاء الآخرة وتسكن. وفى التثنية: هنتان، وفى الجمع: هنوات وهنات، وفى المذكر: هن وهنان وهنون. ولك أن تلحقها الهاء لبيان الحركة، فتقول: ياهنه، وأن تشبع الحركة فتصير ألفا فتقول: يا هناه، ولك ضم الهاء، فتقول: يا هناه أقبل. قال الجوهرى: " هذه اللفظة تختص بالنداء ". وقيل: معنى يا هنتاه: يا بلهاء، كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم. * ومن المذكر حديث الصبى بن معبد " فقلت: يا هناه إنى حريص على الجهاد ". (باب الهاء مع الواو) (هوأ) [ ه ] فيه " إذا قام الرجل إلى الصلاة وكان قلبه وهوؤه إلى الله انصرف كما ولدته أمه " الهوء بوزن الضوء: الهمة. وفلان يهوء بنفسه إلى المعالى: أي يرفعها ويهم بها. (هوت) (ه) فيه " لما نزل وأنذر عشيرتك الاقربين " بات يفخذ عشيرته، فقال المشركون: لقد بات يهوت " أي ينادى عشيرته. يقال: هوت بهم وهيت، إذا ناداهم. والاصل فيه حكاية الصوت. وقيل: هو أن يقول: ياه ياه. وهو نداء الراعى لصاحبه من بعيد. ويهيهت بالابل، إذا قلت لها: ياه ياه. (س) وفى حديث عثمان " وددت أن ما بيننا وبين العدو هوتة لا يدرك قعرها إلى يوم القيامة " الهوتة بالفتح والضم: الهوة من الارض، وهى الوهدة العميقة. أراد (1) بذلك حرصا على سلامة المسلمين، وحذرا من القتال. وهو مثل قول عمر: وددت أن ما وراء الدرب جمرة واحدة ونار توقد، يأكلون ما وراءه ونأكل ما دونه. (هوج) (س) في حديث عثمان " هذا الاهوج البجباج " الاهوج: المتسرع إلى الامور كما يتفق. وقيل: الاحمق القليل الهداية. * ومنه حديث عمر " أما والله لئن شاء لتجدن الاشعث أهوج جريئا ". (1) هذا قول القتيبى، كما ذكر الهروي. (*)
[ 281 ]
(س) وفى حديث مكحول " ما فعلت في تلك الهاجة ؟ " يريد الحاجة، لان مكحولا كان في لسانه لكنة، وكان من سبى كابل، أو هو على قلب الحاء هاء. (هود) [ ه ] فيه " لا تأخذه في الله هوادة " أي لا يسكن عند وجوب حد لله تعالى ولا يحابى فيه أحدا. والهوادة: السكون والرخصة والمحاباة. (ه) ومنه حديث عمر " أتى بشارب، فقال: لابعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك هوادة ". (ه) وفى حديث عمران بن حصين رضى الله عنه " إذا مت فخرجتم بى فأسرعوا المشى ولا تهودوا كما تهود اليهود والنصارى " هو المشى الرويد المتأنى، مثل الدبيب ونحوه، من الهوادة. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " إذا كنت في الجدب فأسرع السير ولا تهود " أي لا تفتر. (هور) (ه) فيه " من أطاع ربه فلا هوارة عليه " أي لا هلاك. يقال: اهتور الرجل، إذا هلك. (ه) ومنه الحديث " من اتقى الله وقى الهورات " يعنى المهالك، واحدتها: هورة. (س) وفى حديث أنس " أنه خطب بالبصرة فقال: من يتقى الله لا هوارة عليه. فلم يدروا ما قال، فقال يحيى بن يعمر: أي لا ضيعة عليه ". (ه) وفيه " حتى تهور الليل " أي ذهب أكثره، كما يتهور البناء إذا تهدم. * ومنه حديث ابن الصبغاء " فتهور القليب بمن عليه " يقال: هار البناء يهور، وتهور، إذا سقط. * (ه) ومنه حديث خزيمة " تركت المخ رارا والمطى هارا " الهار: الساقط الضعيف. يقال: هو هار، وهار، وهائر، فأما هائر فهو الاصل، من هار يهور. وأما هار بالرفع فعلى حذف الهمزة. وأما هار بالجر، فعلى نقل الهمزة إلى [ ما (1) ] بعد الراء، كما قالوا في شائك السلاح: شاكى السلاح، ثم عمل به ما عمل بالمنقوص، نحو قاض وداع. (1) تكملة يلتئم بها الكلام. (*)
[ 282 ]
ويروى " هارا " بالتشديد، وقد تقدم (1). (هوش) (ه س) في حديث الاسراء " فإذا بشر كثير يتهاوشون " الهوش: الاختلاط: أي يدخل بعضهم في بعض. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " إياكم وهو شات الاسواق " ويروى بالياء. أي فتنها وهيجها. (ه) ومنه حديث قيس بن عاصم " كنت أهاوشهم في الجاهلية " أي أخالطهم على وجه الافساد. (ه) وفيه " من أصاب مالا من مهاوش أذهبه الله في نهابر " هو كل (2) مال أصيب من غير حله ولا يدرى ما وجهه. والهواش بالضم: ما جمع من مال حرام وحلال، كأنه جمع مهوش، من الهوش: الجمع والخلط، والميم زائدة. ويروى " نهاوش " بالنون. وقد تقدم. ويروى بالتاء وكسر الواو، جمع تهواش، وهو بمعناه. (هوع) (س) فيه " كان إذا تسوك قال: أع أع، كأنه يتهوع " أي يتقيأ. والهواع: القئ. (س) ومنه حديث علقمة " الصائم إذا تهوع فعليه القضاء " أي إذا استقاء. (هوك) (ه) فيه " أنه قال لعمر في كلام: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئت بها بيضاء نقية " التهوك كالتهور، وهو الوقوع في الامر بغير روية. والمتهوك: الذى يقع في كل أمر. وقيل: هو التحير. * وفى حديث آخر " أن عمر أتاه بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب، فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ ". (هول) (س) في حديث أبى سفيان " إن محمدا لم يناكر أحدا قط إلا كانت (1) وسيجئ: " هاما ". (2) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (*)
[ 283 ]
معه الاهوال " هي جمع هول، وهو الخوف والامر الشديد. وقد هاله يهوله، فهو هائل ومهول. (س) ومنه حديث أبى ذر " لا أهولنك " أي لا أخيفك فلا تخف منى. (س) ومنه حديث الوحى " فهلت " أي خفت ورعبت، كقلت من القول. (س [ ه ]) وفى حديث المبعث " رأى جبريل ينتثر (1) من جناحه الدر والتهاويل " أي الاشياء المختلفة الالوان. ومنه يقال لما يخرج في الرياض من ألوان الزهر: التهاويل، وكذلك لما يعلق على الهوادج من ألوان العهن والزينة. وكأن واحدها تهوال. وأصلها مما يهول الانسان ويحيره. (هوم) (ه) فيه " اجتنبوا هوم الارض، فإنها مأوى الهوام " كذا جاء في رواية. والمشهور بالزاى. وقد تقدم. وقال الخطابى: لست أدرى ما هوم الارض. وقال غيره: هوم الارض: بطن منها، في بعض اللغات. (ه) وفى حديث رقيقة " فبينا أنا نائمة أو مهومة " التهويم: أول النوم، وهو دون النوم الشديد. (ه) وفيه " لا عدوى ولا هامة " الهامة: الرأس، واسم طائر. وهو المراد في الحديث. وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها. وهى من طير الليل. وقيل: هي البومة. وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذى لا يدرك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت. وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه، تصير هامة فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الاسلام ونهاهم عنه. وذكره الهروي في الهاء والواو. وذكره الجوهرى في الهاء والياء. (س) وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه والنسابة " أمن هامها أم من لهازمها ؟ " أي (1) في الاصل، وا: " ينتشر " بالشين المعجمة، وأثبته بالثاء المثلثة من اللسان، ومن تصليح بحواشي الهروي. ويؤيده ما في مسند أحمد 1 / 412، 460، من حديث عبد الله بن مسعود. (*)
[ 284 ]
من أشرافها أنت أم من أوساطها ؟ فشبه الاشراف بالهام، وهى جمع هامة: الرأس. * وفى حديث صفوان " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ ناداه أعرابي بصوت جهورى: يا محمد، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من صوته: هاؤم " هاؤم: بمعنى تعال، وبمعنى خذ. ويقال للجماعة، كقوله تعالى: " هاؤم اقرأوا كتابيه ". وإنما رفع صوته عليه الصلاة والسلام من طريق الشفقة عليه، لئلا يحبط عمله، من قوله تعالى " لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " فعذره لجهله، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم صوته حتى كان مثل صوته أو فوقه، لفرط رأفته به. (هون) (ه س) في صفته عليه الصلاة والسلام " يمشى هونا " الهون: الرفق واللين والتثبت. وفى رواية " كان يمشي الهوينا " تصغير الهونى، تأنيث الاهون، وهو من الاول. (ه) ومنه (1) الحديث " أحبب حبيبك هونا ما " أي حبا مقتصدا لا إفراط فيه. وإضافة " ما " إليه تفيد التقليل. يعنى لا تسرف في الحب والبغض، فعسى أن يصير الحبيب بغيضا، والبغيض حبيبا، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم، ولا في البغض فتستحيى. (هوه) (س) في حديث عمرو بن العاص " كنت الهوهاة الهمزة " الهوهاة: الاحمق. وقال الجوهرى: " رجل هوهة بالضم: أي جبان ". (س) وفى حديث عذاب القبر " هاه هاه " هذه كلمة تقال في الابعاد، وفى حكاية الضحك. وقد تقال للتوجع، فتكون الهاء الاولى مبدلة من همزة آه، وهو الاليق بمعنى هذا الحديث. يقال: تأوه وتهوه، آهة وهاهة. (هوا) * في صفته عليه الصلاة والسلام " كأنما يهوى من صبب " أي ينحط، وذلك مشية القوى من الرجال. يقال: هوى يهوى هويا، بالفتح، إذا هبط. وهوى يهوى هويا، بالضم، إذا صعد. وقيل بالعكس. وهوى يهوى هويا أيضا، إذا أسرع في السير. (ه) ومنه حديث البراق " ثم انطلق يهوى " أي يسرع. (1) أخرجه الهروي من حديث على كرم الله وجهه. (*)
[ 285 ]
(س) وفيه " كنت أسمعه الهوى من الليل " الهوى بالفتح: الحين الطويل من الزمان. وقيل: هو مختص بالليل. (س [ ه ]) وفيه " إذا عرستم فاجتنبوا هوى (1) الارض " هكذا جاء في رواية، وهى جمع هوة، وهى الحفرة والمطمئن من الارض. ويقال لها المهواة أيضا. (ه) ومنه حديث عائشة " ووصفت أباها قالت: وامتاح من المهواة " أرادت البئر العميقة. أي أنه تحمل ما لم يتحمله غيره. (س) وفيه " فأهوى بيده إليه " أي مدها نحوه وأمالها إليه. يقال: أهوى يده وبيده إلى الشئ ليأخذه. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث بيع الخيار " يأخذ كل واحد من البيع ما هوى " أي ما أحب. يقال منه: هوى بالكسر، يهوى هوى. * وفى حديث عاتكة: * فهن هواء والحلوم عوازب * أي خالية بعيدة العقول، من قوله تعالى " وأفئدتهم هواء ". (باب الهاء مع الياء) (هيأ) (س) فيه " أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم " هم الذين لا يعرفون بالشر، فيزل أحدهم الزلة. والهيئة: صورة الشئ وشكله وحالته. ويريد به ذوى الهيئات الحسنة الذين يلزمون هيئة واحدة وسمتا واحدا، ولا تختلف حالاتهم بالتنقل من هيئة إلى هيئة. (هيب) (ه) في حديث عبيد بن عمير " الايمان هيوب " أي يهاب أهله، فعول بمعنى مفعول. فالناس يهابون أهل الايمان، لانهم يهابون الله تعالى ويخافونه. وقيل: هو فعول بمعنى فاعل: أي أن المؤمن يهاب الذنوب فيتقيها. يقال: هاب (1) في ا: " هوى ". (*)
[ 286 ]
الشئ يهابه، إذا خافه وإذا وقره وعظمه. * وفى حديث الدعاء " وقويتني على ما أهبت بى إليه من طاعتك " يقال: أهبت بالرجل، إذا دعوته إليك. [ ه ] ومنه حديث ابن الزبير في بناء الكعبة " وأهاب الناس إلى بطحه " أي دعاهم إلى تسويته. (هيج) * في حديث الاعتكاف " هاجت السماء فمطرنا " أي تغيمت وكثرت ريحها. وهاج الشئ يهيج هيجا، واهتاج: أي ثار. وهاجه غيره. * ومنه حديث الملاعنة " رأى مع امرأته رجلا، فلم يهجه " أي لم يزعجه ولم ينفره. * وفيه " تصرعها مرة وتعدلها أخرى، حتى تهيج " أي تيبس وتصفر. يقال: هاج النبت هياجا، إذا يبس واصفر. وأهاجته الريح. * ومنه الحديث " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بغصن فقطع أو كان مقطوعا قد هاج ورقه ". (ه) وحديث على " لا يهيج على التقوى زرع قوم " أراد من عمل لله عملا لم يفسد عمله ولم يبطل، كما يهيج الزرع فيهلك. * وفى حديث الديات " وإذا هاجت الابل رخصت ونقصت قيمتها " هاج الفحل، إذا طلب الضراب، وذلك مما يهزله فيقل ثمنه. (س) وفيه " لا ينكل في الهيجاء " أي لا يتأخر في الحروب. والهيجاء تمد وتقصر. * ومنه قصيد كعب: * من نسج داود في الهيجا سرابيل * (هيد) (ه) فيه " كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الطالع المصعد " أي لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن السحور (1)، فإنه الصبح الكاذب. وأصل الهيد: (1) في الاصل، وا، واللسان: " السحور " بالفتح. وانظر مادة (سحر) فيما سبق. (*)
[ 287 ]
الحركة، وقد هدت الشئ أهيده هيدا، إذا حركته وأزعجته. (ه) ومنه حديث الحسن " ما من أحد عمل لله عملا إلا سار في قلبه سورتان، فإذا كانت الاولى لله فلا تهيدنه الآخرة " أي لا تحركنه ولا تزيلنه عنها. والمعنى: إذا أراد فعلا وصحت نيته فيه فوسوس له الشيطان فقال: إنك تريد بهذا الرياء فلا يمنعه ذلك عن فعله. (ه) ومنه الحديث " قيل له في مسجده: يا رسول الله، هده، فقال: بل عرش كعرش موسى " أي (1) أصلحه. وقيل (2): هو الاصلاح بعد الهدم. (ه) ومنه الحديث " يا نار لا تهيديه " أي (3) لا تزعجيه. (ه) ومنه حديث ابن عمر " لو لقيت قاتل أبى في الحرم ماهدته ". (س) وفى حديث زينب " مالى لا أزال أسمع الليل أجمع: هيد هيد. قيل: هذه عير لعبد الرحمن بن عوف " هيد بالكسر: زجر للابل، وضرب من الحداء. ويقال فيه: هيد هيد، وهاد. (هيدر) (س) فيه " لا تتزوجن هيدرة " أي عجوزا أدبرت شهوتها وحرارتها. وقيل: هو بالذال المعجمة، من الهذر، وهو الكلام الكثير، والياء زائدة. (هيس) (ه) في حديث أبى الاسود " لا تعرفوا عليكم فلانا فإنه ضعيف ما علمته، وعرفوا عليكم فلانا فإنه أهيس أليس " الاهيس: الذى يهوس: أي يدور. يعنى أنه يدور في طلب ما يأكله، فإذا حصله جلس فلم يبرح. والاصل فيه الواو، وإنما قال بالياء ليزاوج أليس. (هيش) (ه) فيه " ليس في الهيشات قود " يريد القتيل يقتل في الفتنة لا يدرى من قتله. ويقال بالواو أيضا. (ه) وكذلك حديث ابن مسعود " إياكم وهيشات الاسواق ". (1) هذا شرح ابن قتيبة، كما في الهروي. (2) القائل هو أبو عبيد، كما في الهروي. (3) وهذا شرح ابن الاعرابي، كما ذكر الهروي أيضا. (*)
[ 288 ]
(هيض) (ه) في حديث عائشة " لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: والله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بى لهاضها " أي كسرها: والهيض: الكسر بعد الجبر. وهو أشد ما يكون من الكسر. وقد هاضه الامر يهيضه. * ومنه حديث أبى بكر والنسابة: * يهيضه حينا وحينا يصدعه * أي يكسره مرة ويشقه أخرى. (ه) وحديثه الآخر " قيل له: خفض (1) عليك فإن هذا يهيضك ". (ه) ومنه حديث عمر بن عبد العزيز (2) " اللهم قد هاضنى فهضه ". (هيع) (ه) فيه " خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، كلما سمع هيعة طار إليها " الهيعة: الصوت الذى تفزع منه وتخافه من عدو. وقد هاع يهيع هيوعا (3) إذا جبن. (ه) ومنه الحديث " كنت عند عمر فسمع الهائعة، فقال: ما هذا ؟ فقيل: انصرف الناس من الوتر " يعنى الصياح والضجة. (هيق) (ه) في حديث أحد " انخزل عبد الله بن أبى في كتيبة كأنه هيق يقدمهم " الهيق: ذكر النعام. يريد سرعة ذهابه. (هيل) (ه) فيه " أن قوما شكوا إليه سرعة فناء طعامهم، فقال: أتكيلون أم تهيلون ؟ قالوا: نهيل، قال: فكيلوا ولا تهيلوا " كل شئ أرسلته إرسالا من طعام أو تراب أو رمل فقد هلته هيلا. يقال: هلت الماء وأهلته، إذا صببته وأرسلته. (ه) ومنه حديث العلاء " أوصى عند موته: هيلوا على هذا الكثيب ولا تحفروا لى ". (1) في الهروي: " خفف عليك فإن هذا مما يهيضك ". (2) وهو يدعو على يزيد بن المهلب، لما كسر سجنه وأفلت. كما ذكر الهروي. (3) زاد الهروي: " وهيعانا ". (*)
[ 289 ]
(ه) ومنه حديث الخندق " فعادت كثيبا أهيل " أي رملا سائلا. (هيم) (ه) في حديث الاستسقاء " اغبرت أرضنا وهامت دوابنا " أي عطشت. وقد هامت تهيم هيمانا، بالتحريك. (ه) ومنه حديث ابن عمر " أن رجلا باعه إبلا هيما " أي مراضا، جمع أهيم، وهو الذى أصابه الهيام، وهو داء يكسبها العطش فتمص الماء مصا ولا تروى. * ومنه حديث ابن عباس " في قوله تعالى: " فشاربون شرب الهيم ". قال: هيام الارض " الهيام بالفتح: تراب يخالطه رمل ينشف الماء نشفا. وفى تقديره وجهان: أحدهما: أن الهيم جمع هيام، جمع على فعل ثم خفف وكسرت الهاء لاجل الياء. والثانى: أن يذهب إلى المعنى، وأن المراد الرمال الهيم، وهى التى لا تروى. يقال: رمل أهيم. * ومنه حديث الخندق " فعادت كثيبا أهيم " هكذا جاء في رواية، والمعروف " أهيل ". وقد تقدم. (س) ومنه الحديث " فدفن في هيام من الارض ". * وفى حديث خزيمة " وتركت المطى هاما (1) " هي جمع هامة، وهى التى كانوا يزعمون أن عظام الميت تصير هامة فتطير من قبره. أو هو جمع هائم، وهو الذاهب على وجهه، يريد أن الابل من قلة المرعى ماتت من الجدب، أو ذهبت على وجهها. (ه) وفى حديث عكرمة " كان على أعلم بالمهيمات " كذا جاء في رواية. يريد دقائق المسائل التى تهيم الانسان وتحيره. يقال: هام في الامر يهيم، إذا تحير فيه. ويروى " المهيمنات ". وقد تقدم. (هين) (ه) فيه " المسلمون هينون لينون " هما تخفيف الهين واللين. قال ابن الاعرابي: العرب تمدح بالهين اللين، مخففين، وتذم بهما مثقلين. وهين: فيعل، من الهون، (1) سبقت " هارا ". (*)
[ 290 ]
وهو السكينة والوقار والسهولة، فعينه واو. وشئ هين وهين: أي سهل. * ومنه حديث عمر " النساء ثلاث، فهينة لينه عفيفة ". (س) وفيه " أنه سار على هينته " أي على عادته في السكون والرفق. يقال: امش على هينتك: أي على رسلك. * وفى صفته عليه الصلاة والسلام " ليس بالجافى ولا المهين " يروى بفتح الميم وضمها، فالفتح من المهانة، وقد تقدم في حرف الميم. والضم من الاهانة: الاستخفاف بالشئ والاستحقار. والاسم: الهوان. وهذا بابه. (هينم) (ه) في حديث إسلام عمر " ما هذه الهينمة ؟ " هي الكلام الخفى لا يفهم. والياء زائدة. * ومنه حديث الطفيل بن عمرو " هينم في المقام " أي قرأ فيه قراءة خفية. (هيه) (س) في حديث أمية وأبى سفيان " قال: يا صخر هيه، فقلت: هيها " هيه بمعنى إيه، فأبدل من الهمزة هاء. وإيه: اسم سمى به الفعل، ومعناه الامر. تقول للرجل: إيه، بغير تنوين، إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن نونت: استزدته من حديث ما غير معهود، لان التنوين للتنكير، فإذا سكنته وكففته قلت: إيها، بالنصب. فالمعنى أن أمية قال له: زدنى من حديثك، فقال له أبو سفيان: كف عن ذلك. * وقد تكرر في الحديث ذكر " هيهات " وهى كلمة تبعيد مبنية على الفتح. وناس يكسرونها. وقد تبدل الهاء همزة، فيقال: أيهات، ومن فتح وقف بالتاء، ومن كسر وقف بالهاء.
[ 291 ]
حرف الياء (باب الياء مع الهمزة) (يأجج) * فيه ذكر " بطن يأجج " هو مهموز بكسر الجيم الاولى: مكان على ثلاثة أميال من مكة. وكان من منازل عبد الله بن الزبير. (يأس) (ه) في حديث أم معبد " لا يأس من طول " أي أنه لا يؤيس من طوله، لانه كان إلى الطول أقرب منه إلى القصر. واليأس: ضد الرجاء، وهو في الحديث اسم نكرة مفتوح بلا النافية. ورواه ابن الانباري في كتابه " لا يائس من طول " وقال: معناه: لا ميؤوس من أجل طوله: أي لا ييأس مطاوله منه لافراط طوله، فيائس بمعنى ميؤوس، كماء دافق، بمعنى مدفوق. (يأفخ) * في حديث العقيقة " وتوضع على يافوخ الصبى " هو الموضع الذى يتحرك من وسط رأس الطفل، ويجمع على يآفيخ. والياء زائدة. وإنما ذكرناه هاهنا حملا على ظاهر لفظه. * ومنه حديث على " وأنتم لها ميم العرب، ويآفيخ الشرف " استعار للشرف رءوسا وجعلهم وسطها وأعلاها. (يأل) * في حديث الحسن " أغيلمة حيارى تفاقدوا ما يأل لهم أن يفقهوا " يقال: يأل له أن يفعل كذا يولا، وأيال له إيالة: أي آن له وانبغى. ومثله قولهم: نولك أن تفعل كذا، ونوالك أن تفعله: أي انبغى لك. (باب الياء مع التاء والثاء) (يتم) * قد تكرر في الحديث ذكر " اليتم، واليتيم، واليتيمة، والايتام، واليتامى " وما تصرف منه. اليتم في الناس: فقد الصبى أباه قبل البلوغ، وفى الدواب: فقد الام. وأصل
[ 292 ]
اليم بالضم والفتح: الانفراد. وقيل: الغفلة. وقد يتم الصبى، بالكسر، ييتم فهو يتيم، والانثى يتيمة، وجمعها: أيتام، ويتامى. وقد يجمع اليتيم على يتامى، كأسير وأسارى. وإذا بلغا زال عنهما اسم اليتم حقيقة. وقد يطلق عليهما مجازا بعد البلوغ، كما كانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبير: يتيم أبى طالب، لانه رباه بعد موت أبيه. (س) ومنه الحديث " تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت فهو إذنها " أراد باليتيمة البكر البالغة التى مات أبوها قبل بلوغها، فلزمها اسم اليتم فدعيت به وهى بالغة، مجازا. وقيل: المرأة لا يزول عنها اسم اليتم ما لم تتزوج، فإذا تزوجت ذهب عنها. * ومنه حديث الشعبى " أن امرأة جاءت إليه فقالت: إنى امرأة يتيمة فضحك أصحابه، فقال: النساء كلهن يتامى " أي ضعائف. (ه) وفى حديث عمر " قالت له بنت خفاف الغفاري: إنى امرأة موتمة توفى زوجي وتركهم " يقال: أيتمت المرأة فهى موتم وموتمة، إذا كان أولادها أيتاما. (يتن) (س) فيه " إذا اغتسل أحدكم من الجنابة فلينق الميتنين، وليمر على البراجم " قيل: هي بواطن الافخاذ. والبراجم: عكس (1) الاصابع. قال الخطابى: لست أعرف هذا التأويل. وقد يحتمل أن تكون الرواية بتقديم التاء على الياء، وهو من أسماء الدبر. يريد به غسل الفرجين. وقال عبد الغافر: يحتمل أن يكون المنتنين، بنون قبل التاء، لانهما موضع النتن. والميم في جميع ذلك زائدة. (س) وفى حديث عمر " ما ولدتني أمي يتنا " اليتن: الولد الذى تخرج رجلاه من بطن أمه قبل رأسه. وقد أيتنت الام، إذا جاءت به يتنا. (يثرب) * فيه ذكر " يثرب " وهى اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، قديمة، فغيرها وسماها، طيبة، وطابة، كراهية للتثريب، وهو اللوم والتعيير. وقيل: هو اسم أرضها. وقيل: سميت باسم رجل من العمالقة. (1) في الاصل: " عكن " وأثبت ما في ا، والنسخة 517، واللسان. وانظر (برجم) فيما سبق. (*)
[ 293 ]
(باب الياء مع الدال) (يد) [ ه ] فيه " عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الفسطاط " الفسطاط: المصر الجامع. ويد الله: كناية عن الحفظ والدفاع عن أهل المصر، كأنهم خصوا بواقية الله تعالى وحسن دفاعه. * ومنه الحديث الآخر " يد الله على الجماعة " أي أن الجماعة المتفقة من أهل الاسلام في كنف الله، ووقايته (1) فوقهم، وهم بعيد من الازدي والخوف، فأقيموا بين ظهرانيهم. وأصل اليد: يدى، فحذفت لامها. (ه) وفيه " اليد العليا خير من اليد السفلى " العليا: المعطية. وقيل: المتعففة. والسفلى: السائلة. وقيل: المانعة. (ه) وفيه " أنه صلى الله عليه وسلم قال في مناجاته ربه: وهذه يدى لك " أي استسلمت إليك وانقدت لك، كما يقال (2) في خلافه: نزع يده من الطاعة. (ه) ومنه حديث عثمان " هذه يدى لعمار " أي أنا مستسلم له منقاد، فليحتكم على. (ه) وفيه " المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم " أي هم مجتمعون على أعدائهم، لا يسعهم التخاذل، بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الاديان والملل، كأنه جعل أيديهم يدا واحدة، وفعلهم فعلا واحدا. * وفى حديث يأجوج ومأجوج " قد أخرجت عبادا لى، لا يدان لاحد بقتالهم " أي لا قدرة ولا طاقة. يقال: مالى بهذا الامر يد ولا يدان، لان المباشرة والدفاع إنما يكون باليد، فكأن يديه معدومتان، لعجزه عن دفعه. * ومنه حديث سلمان " وأعطوا الجزية عن يد " إن أريد باليد يد المعطى، فالمعنى: عن يد (1) في ا: " وواقيته ". (2) في الاصل: " تقول " وأثبت ما في ا والنسخة 517، واللسان. (*)
[ 294 ]
مواتية مطيعة غير ممتنعة، لان من أبى وامتنع لم يعط يده. وإن أريد بها يد الآخذ، فالمعنى: عن يد قاهرة مستولية، أو عن إنعام عليهم، لان قبول الجزية منهم وترك أرواحهم لهم نعمة عليهم. (ه) وفيه " أنه قال لنسائه: أسرعكن لحوقا بى أطولكن يدا " كنى بطول اليد عن العطاء والصدقة. يقال: فلان طويل اليد، وطويل الباع، إذا كان سمحا جوادا، وكانت زينب (1) تحب الصدقة، وهى ماتت قبلهن. (س) ومنه حديث قبيصة " ما رأيت أعطى للجزيل عن ظهر يد من طلحة " أي عن إنعام ابتداء من غير مكافأة. (ه) وفى حديث على " مرقوم من الشراة بقوم من أصحابه وهم يدعون عليهم، فقالوا: بكم اليدان " أي حاق بكم ما تدعون به وتبسطون به أيديكم، تقول العرب: كانت به اليدان: أي فعل الله به ما يقوله لى. * ومنه حديثه الآخر " لما بلغه موت الاشتر قال: لليدين وللفم " هذه كلمة تقال للرجل إذا دعى عليه بالسوء، معناه: كبه الله لوجهه: أي خر إلى الارض على يديه وفيه. * وفيه " اجعل الفساق يدا يدا، ورجلا رجلا، فإنهم إذا اجتمعوا وسوس الشيطان بينهم بالشر " أي فرق بينهم. * ومنه قولهم " تفرقوا أيدى سبا (2)، وأيادى سبا (2) " أي تفرقوا في البلاد. (ه س) وفى حديث الهجرة " فأخذ بهم يد البحر " أي طريق الساحل. (يدع) * فيه ذكر " يديع " هو بفتح الياء الاولى وكسر الدال: ناحية بين فدك وخيبر، بها مياه وعيون، لبنى فزارة وغيرهم. (باب الياء مع الراء) (يرر) (ه) فيه " ذكر له الشبرم فقال: إنه حار يار " هو بالتشديد: إتباع للحار. يقال: حار يار، وحران يران. (1) الذى في الهروي: " فكانت سودة رضى الله عنها، وكانت تحب الصدقة ". (2) ينون ولا ينون. انظر اللسان. (*)
[ 295 ]
(يربوع) * في حديث صيد المحرم " وفى اليربوع جفرة " اليربوع: هذا الحيوان المعروف. وقيل: هو نوع من الفأر. والياء والواو زائدتان. (يرع) (ه) في حديث خزيمة " وعاد لها اليراع مجرنثما " اليراع: الضعاف من الغنم وغيرها. والاصل في اليراع: القصب، ثم سمى به الجبان والضعيف، واحدته: يراعة. * ومنه حديث ابن عمر " كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوت يراع " أي قصبة كان يزمر بها. (يرمق) * في حديث خالد بن صفوان " الدرهم يطعم الدرمق، ويكسو اليرمق " هكذا جاء في رواية، وفسر اليرمق أنه القباء، بالفارسية، والمعروف في القباء أنه اليلمق، باللام، وأنه معرب، وأما اليرمق فهو الدرهم، بالتركية. وروى بالنون. وقد تقدم. (يرمك) * فيه ذكر " اليرموك " وهو موضع بالشام كانت به وقعة عظيمة بين المسلمين والروم، في زمن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه. (يرنأ) * في حديث فاطمة رضى الله عنها " أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن اليرناء (1)، فقال: ممن سمعت هذه الكلمة ؟ فقالت: من خنساء " قال القتيبى (2): اليرناء: الحناء، ولا أعرف لهذه الكلمة في الابنية مثلا (3). (باب الياء مع السين) (يسر) * فيه " إن هذا الدين يسر " اليسر: ضد العسر. أراد أنه سهل سمح قليل التشديد. وقد تكرر في الحديث. (1) في الاصل: " اليرناء " بفتح الياء. وأثبته بالضم من ا، والنسخة 517، واللسان، والقاموس، وفيه: " قال ابن برى: إذا قلت: اليرنأ، بفتح الياء همزت لا غير، وإذا ضممت جاز الهمز وتركه ". (2) في الاصل: " الخطابى " وأثبت ما في ا، والنسخة 517، واللسان. (3) في الاصل: " وزنا " وأثبت ما في ا، والنسخة 517، واللسان. (*)
[ 296 ]
* ومنه الحديث " يسروا ولا تعسروا ". (ه) والحديث الآخر " من أطاع الامام وياسر الشريك " أي ساهله. * والحديث الآخر " كيف تركت البلاد ؟ فقال: تيسرت " أي أخصبت. وهو من اليسر. * والحديث الآخر " لن يغلب عسر يسرين " وقد تقدم معناه في العين. (ه) ومنه الحديث " تياسروا في الصداق " أي تساهلوا فيه ولا تغالوا. * ومنه حديث الزكاة " ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له، أو عشرين درهما " استيسر: استفعل، من اليسر: أي ما تيسر وسهل. وهذا التخيير بين الشاتين والدراهم أصل في نفسه، وليس ببدل، فجرى مجرى تعديل القيمة، لاختلاف ذلك في الازمنة والامكنة. وإنما هو تعويض شرعى، كالغرة في الجنين، والصاع في المصراة. والسر فيه أن الصدقة كانت تؤخذ في البراري، وعلى المياه، حيث لا توجد سوق ولا يرى مقوم يرجع إليه، فحسن من الشرع أن يقدر شيئا يقطع النزاع والتشاجر. (ه) وفيه " اعملوا وسددوا وقاربوا، فكل ميسر لما خلق له " أي مهيأ مصروف مسهل. * ومنه الحديث " وقد يسر له طهور " أي هيئ له ووضع. * ومنه الحديث " قد تيسرا للقتال " أي تهيآ له واستعدا. (س) وفى حديث على " اطعنوا اليسر " هو بفتح الياء وسكون السين: الطعن حذاء الوجه. (ه) وفى حديثه الآخر " إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت، وتغرى به لئام الناس كالياسر الفالج " الياسر: من الميسر، وهو القمار. يقال: يسر الرجل ييسر، فهو يسر وياسر، والجمع: أيسار. * ومنه حديثه الآخر " الشطرنج ميسر العجم " شبه اللعب به بالميسر، وهو القمار
[ 297 ]
بالقداح. وكل (1) شئ فيه قمار فهو من الميسر، حتى لعب الصبيان بالجوز. [ ه ] وفيه " كان عمر أعسر أيسر " هكذا (2) يروى. والصواب " أعسر يسرا " (3) وهو الذى يعمل بيديه جميعا، ويسمى الاضبط. * وفى قصيد كعب: * تخدى على يسرات وهى لاحقة (4) * اليسرات: قوائم الناقة، واحدها: يسرة. (س) وفى حديث الشعبى " لا بأس أن يعلق اليسر على الدابة " اليسر بالضم: عود يطلق البول. قال الازهرى: هو عود أسر لا يسر. والاسر: احتباس البول. (باب الياء مع الطاء) (يطب) * فيه " عليكم بالاسود منه، فإنه أيطبه " هي لغة صحيحة فصيحة في أطيبه، كجذب وجبذ. (باب الياء مع العين) (يعر) (س) فيه " لا يجئ أحدكم بشاة لها يعار ". * وفى حديث آخر " بشاة تيعر " يقال: يعرت العنز تيعر، بالكسر، يعارا، بالضم: أي صاحت. (س) ومنه كتاب عمير بن أفصى " إن لهم الياعرة " أي ماله يعار. وأكثر ما يقال لصوت المعز. (1) هذا قول مجاهد، كما ذكر الهروي. (2) هذا قول أبى عبيد، كما في الهروي. (3) في الاصل: " أعسر يسر " وفى ا: " أعسر يسر " وأثبت ما في الهروي. (4) في ا والنسخة 517: " لاهية " والمثبت من الاصل، ويوافقه ما في شرح الديوان ص 13. (*)
[ 298 ]
(س) وفى حديث ابن عمر " مثل المنافق كالشاة الياعرة بين الغنمين " هكذا جاء في " مسند أحمد "، فيحتمل أن يكون من اليعار: الصوت، ويحتمل أن يكون من المقلوب، لان الرواية " العائرة " وهى التى تذهب كذا وكذا. (ه) وفى حديث أم زرع " وترويه فيقة اليعرة " هي بسكون العين: العناق، واليعر (1): الجدى. والفيقة: ما يجتمع في الضرع بين الحلبتين. * وفى حديث خزيمة " وعاد لها اليعار مجرنثما " هكذا جاء في رواية. وفسر أنه شجرة في الصحراء تأكلها الابل. (يعسوب) * في حديث على " أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار " وفى رواية " المنافقين " أي يلوذ بى المؤمنون، ويلوذ بالمال الكفار أو المنافقون، كما تلوذ النحل بيعسوبها. وهو مقدمها وسيدها. والياء زائدة. وقد تقدم " اليعسوب " في حرف العين في أحاديث عدة. (يعفر) * فيه " ما جرى اليعفور " هو الخشف (2) وولد البقرة الوحشية. وقيل: هو تيس الظباء. والجمع: اليعافير. والياء زائدة. (يعقب) * في حديث عمر " حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا وشربنا هذا " اليعقوب: ذكر الحجل. يريد أن الشراب صار في صفاء عينه. وجمعه: يعاقيب. (س) وفى حديث عثمان " صنع له طعام فيه الحجل واليعاقيب وهو محرم " وقد تكرر في الحديث. (يعل) * في قصيد كعب بن زهير: * من صوب سارية بيض يعاليل * اليعاليل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد: يعلول. وقيل: اليعاليل: النفاخات التى تكون فوق الماء من وقع المطر. والياء زائدة. (1) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (2) الخشف، مثلث الخاء: ولد الظبى. (*)
[ 299 ]
(يعوق) * قد تكرر في الحديث ذكر " يعوق " وهو اسم صنم كان لقوم نوح عليه السلام. هو الذى ذكره الله في كتابه العزيز. وكذلك " يغوث " بالغين المعجمة والثاء المثلثة: اسم صنم كان لهم أيضا، والياء فيهما زائدة. (باب الياء مع الفاء والقاف) (يفع) (ه) فيه " خرج عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أيفع أو كرب " أيفع الغلام فهو يافع، إذا شارف الاحتلام ولما يحتلم، وهو من نوادر الابنية. وغلام يافع ويفعة. فمن قال يافع ثنى وجمع، ومن قال يفعة لم يثن ولم يجمع. * وفى حديث عمر " قيل [ له ] (1): إن ها هنا غلاما يفاعا لم يحتلم " هكذا روى، ويريد به اليافع. اليفاع: المرتفع من كل شئ. وفى إطلاق اليفاع على الناس غرابة. * وفى حديث الصادق " لا يحبنا أهل البيت كذاوكذا، ولا ولد الميافعة " يقال: يافع الرجل جارية فلان، إذا زنى بها. (يفن) * في كلام على " أيها اليفن الذى قد لهزه القتير " اليفن بالتحريك: الشيخ الكبير. والقتير: الشيب. (يقظ) * قد تكرر في الحديث ذكر " اليقظة، والاستيقاظ " وهو الانتباه من النوم. ورجل يقظ، ويقظ، ويقظان، إذا كان فيه معرفة وفطنة. (يقق) * حديث ولادة الحسن بن على " ولفه في بيضاء كأنها اليقق " اليقق: المتناهى (2) في البياض. يقال: أبيض يقق. وقد تكسر القاف الاولى: أي شديد البياض. (باب الياء مع اللام والميم) (يلملم) * فيه ذكر " يلملم " وهو ميقات أهل اليمن، بينه وبين مكة ليلتان. ويقال فيه " ألملم " بالهمزة بدل الياء. (1) تكملة من ا، والنسخة 517، واللسان. (2) في الاصل: " التناهى " وأثبت ما في ا والنسخة 517، واللسان. (*)
[ 300 ]
(يليل) (ه) في غزوة بدر ذكر " يليل " وهو بفتح الياءين وسكون اللام الاولى: وادى ينبع، يصب في غيقة. (يمم) * فيه " ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم ترجع " اليم: البحر. * وفيه ذكر " التيمم للصلاة بالتراب عند عدم الماء " وأصله في اللغة: القصد. يقال: يممته وتيممته، إذا قصدته. وأصله التعمد والتوخى. ويقال فيه: أممته، وتأممته بالهمزة، ثم كثر في الاستعمال حتى صار التيمم اسما علما لمسح الوجه واليدين بالتراب. * ومنه حديث كعب بن مالك " فيممت بها التنور " أي قصدت. وقد تكرر في الحديث. * وفيه ذكر " اليمامة " وهى الصقع المعروف شرقي الحجاز. ومدينتها العظمى حجر اليمامة. (يمن) (ه) فيه " الايمان يمان، والحكمة يمانية (1) " إنما قال ذلك لان الايمان بدأ من مكة، وهى من تهامة، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا يقال: الكعبة اليمانية. وقيل: إنه قال هذا القول وهو بتبوك، ومكة والمدينة يومئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة. وقيل: أراد بهذا القول الانصار لانهم يمانون، وهم نصروا الايمان والمؤمنين وآووهم، فنسب الايمان إليهم. * وفيه " الحجر الاسود يمين الله في الارض " هذا الكلام تمثيل وتخييل. وأصله أن الملك إذا صافح رجلا قبل الرجل يده، فكأن الحجر الاسود لله بمنزلة اليمين للملك، حيث يستلم ويلثم. (1) في الاصل: " يمانية " بالتشديد. وأثبته بالتخفيف من ا، والهروى. وهو الاشهر، كما ذكر صاحب المصباح. (*)
[ 301 ]
(س) ومنه الحديث الآخر " وكلتا يديه يمين " أي أن يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال، لا نقص في واحدة منهما، لان الشمال تنقص عن اليمين. وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والايدى، واليمين وغير ذلك من أسماء الجوارح إلى الله تعالى فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة. والله منزه عن التشبيه والتجسيم. (س) وفى حديث صاحب القرآن " يعطى الملك بيمينه والخلد بشماله " أي يجعلان في ملكته. فاستعار اليمين والشمال، لان الاخذ والقبض بهما. (ه) وفى حديث عمر، وذكر ما كان فيه من الفقر في الجاهلية، وأنه وأختا له خرجا يرعيان ناضخا لهما قال " لقد ألبستنا أمنا نقبتها وزودتنا يمينتيها من الهبيد كل يوم " قال أبو عبيد: هذا (1) الكلام عندي " يمينيها " بالتشديد، لانه تصغير يمين، وهو يمين، بلا هاء. أراد أنها أعطت كل واحد منهما كفا بيمينها. وقال غيره: إنما اللفظة مخففة، على أنه تثنية يمنة. يقال: أعطى يمنة ويسرة، إذا أعطاه بيده مبسوطة، فإن أعطاه بها مقبوضة قيل: أعطاه قبضة. قال الازهرى: هذا هو الصحيح. وهما تصغير يمنتين (2). أراد أنها أعطت كل واحد منهما يمنة. وقال الزمخشري: " اليمينة: تصغير اليمين على الترخيم، أو تصغير يمنة " يعنى كما تقدم. (ه) وفى تفسير سعيد بن جبير " في قوله تعالى " كهيعص " هو كاف هاد يمين، عزيز صادق " أراد الياء من يمين. وهو من قولك: يمن الله الانسان ييمنه (3) يمنا، فهو ميمون. والله يامن ويمين، كقادر وقدير. (1) في الهروي واللسان: " وجه الكلام ". (2) في الاصل: " يمينتين " وفى الهروي: " يمينين " وفى اللسان: " يمنتيها " وأثبت ما في ا، والنسخة 517. غير أن الياء فيهما مضمومة. وجاء في الصحاح في شرح هذا الحديث: " فيقال: إنه أراد بيمنتيها تصغير يمنى، فأبدل من الياء الاولى تاء، إذ كانتا للتأنيث ". (3) في الاصل: " ييمنه " بفتح الميم. وأثبته بضمها من ا. وهو من باب قتل، كما ذكر في المصباح. (*)
[ 302 ]
وقد تكرر ذكر " اليمن " في الحديث. وهو البركة، وضده الشؤم. يقال: يمن فهو ميمون. ويمنهم فهو يامن. * وفيه " أنه كان يحب التيمن في جميع أمره ما استطاع " التيمن: الابتداء في الافعال باليد اليمنى، والرجل اليمنى، والجانب الايمن. [ ه ] ومنه الحديث " فأمرهم أن يتيامنوا عن الغميم " أي يأخذوا عنه يمينا. * ومنه حديث عدى " فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم " أي عن يمينه. [ ه ] وفيه " يمينك على ما يصدقك به صاحبك " أي يجب عليك أن تحلف له على ما يصدقك به إذا حلفت له. [ ه ] وفى حديث عروة " ليمنك، لئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت " ليمن، وأيمن: من ألفاظ القسم. تقول: ليمن الله لافعلن، وأيمن الله لافعلن، وأيم (1) الله لافعلن، بحذف النون، وفيها لغات غير هذا. وأهل الكوفة يقولون: أيمن: جمع يمين: القسم، والالف فيها ألف وصل، وتفتح وتكسر. وقد تكررت في الحديث. (س) وفيه " أنه عليه الصلاة والسلام كفن في يمنة " هي بضم الياء: ضرب من برود اليمن. (باب الياء مع النون) (ينبع) * هي بفتح الياء وسكون النون وضم الباء الموحدة: قرية كبيرة، بها حصن على سبع مراحل من المدينة، من جهة البحر. (ينع) [ ه ] في حديث الملاعنة " إن جاءت به أحيمر مثل الينعة فهو لابيه الذى انتفى منه " الينعة بالتحريك: خرزة حمراء، وجمعه: ينع، وهو ضرب من العقيق معروف، ودم يانع: محمار. [ ه ] وفى حديث خباب " ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهد بها " أينع الثمر يونع، (1) في الاصل: " وأيم " بألف القطع. وأثبته بألف الوصل من ا. وقد نص المصنف على أن ألفه ألف وصل. (*)
[ 303 ]
وينع يينع (1)، فهو مونع ويانع، إذا أدرك ونضج. وأينع أكثر استعمالا. * ومنه خطبة الحجاج " إنى أرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها " شبه رؤوسهم لاستحقاقهم القتل بثمار قد أدركت وحان أن تقطف. (باب الياء مع الواو) (يوح) (ه) في حديث الحسن بن على رضى الله عنهما " هل طلعت يوح ؟ " يعنى الشمس. وهو من أسمائها، كبراح، وهما مبنيان على الكسر. وقد يقال فيه " يوح " على مثال فعلى. وقد يقال بالباء الموحدة لظهورها، من قولهم: باح بالامر يبوح. (يوم) * في حديث عمر " السائبة والصدقة ليومهما " أي ليوم القيامة، يعنى يراد بهما ثواب ذلك اليوم. * وفى حديث عبد الملك " قال للحجاج: سر إلى العراق غرار النوم، طويل اليوم " يقال ذلك لمن جد في عمله يومه. وقد يراد باليوم الوقت مطلقا. * ومنه الحديث " تلك أيام الهرج " (2) أي وقته. ولا يختص بالنهار دون الليل. (باب الياء مع الهاء) (يهب) * فيه ذكر " يهاب " ويروى " أهاب " وهو موضع قرب المدينة. (يهم) [ ه ] فيه " أنه كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الايهمين " هما السيل والحريق، لانه لا يهتدى فيهما كيف العمل في دفعهما. (1) من باب منع وضرب. والمصدر: ينعا، وينعا، وينوعا. كما في القاموس. (2) في الاصل: " الهرج " بفتح الراء. وأثبته بسكونها من ا، والصحاح، واللسان. (*)
[ 304 ]
وقال ابن السكيت (1): الايهمان عند أهل البادية: السيل والجمل (الصؤول (2) ] الهائج، وعند أهل الامصار: السيل والحريق. والايهم: البلد الذى لا علم به. واليهماء: الفلاة التى لا يهتدى لطرقها، ولا ماء فيها، ولا علم بها. (س) ومنه حديث قس. كل يهماء يقصر الطرف عنها * أرقلتها قلاصنا إرقالا (باب الياء مع الياء) (باب الياء مع الهاء) (يهب) * فيه ذكر " يهاب " ويروى " أهاب " وهو موضع قرب المدينة. (يهم) [ ه ] فيه " أنه كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من الايهمين " هما السيل والحريق، لانه لا يهتدى فيهما كيف العمل في دفعهما. (1) من باب منع وضرب. والمصدر: ينعا، وينعا، وينوعا. كما في القاموس. (2) في الاصل: " الهرج " بفتح الراء. وأثبته بسكونها من ا، والصحاح، واللسان. (*)
[ 304 ]
وقال ابن السكيت (1): الايهمان عند أهل البادية: السيل والجمل (الصؤول (2) ] الهائج، وعند أهل الامصار: السيل والحريق. والايهم: البلد الذى لا علم به. واليهماء: الفلاة التى لا يهتدى لطرقها، ولا ماء فيها، ولا علم بها. (س) ومنه حديث قس. كل يهماء يقصر الطرف عنها * أرقلتها قلاصنا إرقالا (باب الياء مع الياء) (ييعث) * في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لاقوال شبوة ذكر " ييعث " هي بفتح الياء وضم العين المهملة: صقع من بلاد اليمن، جعله لهم. والله أعلم. [ هذا آخر كتاب (النهاية في غريب الحديث والاثر) للامام مجد الدين ابن الاثير والحمد لله فاتحة كل خير وتمام كل نعمة ] القاهرة في جمادى الاولى سنة 1385 ه سبتمبر سنة 1965 م (1) حكاية عن أبى عبيدة، كما في إصلاح المنطق ص 396. (2) ليس في إصلاح المنطق، وهو في الصحاح عن ابن السكيت أيضا. (*)