النهاية في غريب الحديث
ابن الاثير ج 4
[ 1 ]
النهاية في غريب الحديث والاثر للامام مجد الدين أبى السعادات المبارك بن محمد الجزرى ابن الاثير (544 - 606 ه) الجزء الرابع تحقيق محمود محمد الطناحى مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع قم - ايران - تلفون 25212
[ 2 ]
* نام كتاب: النهايه * نويسنده: ابن الاثير * ناشر: مؤسسه مطبوعاتي اسماعيليان - قم - تلفن 25212 * تيراژ: 2000 دوره در " 5 " جلد * نوبت چاپ: چاپ چهارم * تاريخ انتشار: تابستان سال 1364
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم حرف القاف * (باب القاف مع الباء) * * (قبب) * (ه) فيه " خير الناس القبيون " سئل عنه ثعلب، فقال: إن صح فهم الذين يسردون الصوم حتى تضمر بطونهم. والقبب: الضمر وخمص البطن. (س) ومنه حديث على في صفة امرأة " إنها جداء قباء " القباء: الخميصة البطن. [ ه ] وفى حديث عمر " أمر بضرب رجل حدا ثم قال: إذ قب ظهره فردوه " أي إذا اندملت آثار ضربه وجفت، من قب اللحم والتمر إذا يبس ونشف. * وفى حديث على " كانت درعه صدرا لا قب لها " أي لا ظهر لها، سمى قبا لان قوامها به، من قب البكرة، وهى الخشبة التى في وسطها وعليها مدارها * وفى حديث الاعتكاف " فرأى قبة مضروبة في المسجد " القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب. * (قبح) * * فيه " أقبح الاسماء حرب ومرة " القبح: ضد الحسن. وقد قبح يقبح فهو قبيح. وإنما كانا أقبحها، لان الحرب مما يتفاءل بها وتكره لما فيها من القتل والشر والاذى. وأما مرة، فلانه من المرارة، وهو كريه بغيض إلى الطباع، أو لانه كنية إبليس، فإن كنيته أبو مرة. (ه) وفى حديث أم زرع " فعنده أقول فلا أقبح " أي لا يرد على قولى، لميله إلى وكرامتي عليه. يقال: قبحت فلانا إذا قلت له: قبحك الله، من القبح، وهو الابعاد. (ه) ومنه الحديث " لا تقبحوا الوجه " أي لا تقولوا: قبح الله وجه فلان. وقيل: لا تنسبوه إلى القبح: ضد الحسن، لان الله صوره، وقد أحسن كل شئ خلقه. (ه) ومنه حديث عمار " قال لمن ذكر عائشة: اسكت مقبوحا مشقوحا منبوحا " أي مبعدا.
[ 4 ]
* ومنه حديث أبى هريرة " إن منع قبح وكلح " أي قال له: قبح الله وجهك. * (قبر) * * فيه " نهى عن الصلاة في المقبرة " هي موضع دفن الموتى، وتضم باؤها وتفتح. وإنما نهى عنها لاختلاط ترابها بصديد الموتى ونجاساتهم، فإن صلى في مكان طاهر منها صحت صلاته. * ومنه الحديث " لا تجعلوا بيوتكم مقابر " أي لا تجعلوها لكم كالقبور، فلا تصلوا فيها، لان العبد إذا مات وصار في قبره لم يصل، ويشهد له قوله: " اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا ". وقيل: معناه لا تجعلوها كالمقابر التى لا تجوز الصلاة فيها، والاول أوجه. (س) وفى حديث بنى تميم " قالوا للحجاج - وكان قد صلب صالح بن عبد الرحمن - أقبرنا صالحا " أي أمكنا من دفنه في القبر. تقول: أقبرته إذا جعلت له قبرا، وقبرته إذا دفنته. (ه) وفى حديث ابن عباس " أن الدجال ولد مقبورا - أراد وضعته أمه وعليه جلدة مصمتة ليس فيها نقب (1) - فقالت قابلته: هذه سلعة وليس ولدا، فقالت أمه: فيها ولد وهو مقبور [ فيها ] (2) فشقوا عنه (3) فاستهل ". * (قبس) * (س) فيه " من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر " قبست العلم واقتبسته إذا تعلمته. والقبس: الشعلة من النار، واقتباسها: الاخذ منها. * ومنه حديث على " حتى أورى قبسا لقابس " أي أظهر نورا من الحق لطالبه. والقابس: طالب النار، وهو فاعل من قبس. * ومنه حديث العرباض " أتيناك زائرين ومقتبسين " أي طالبي العلم. * وحديث عقبة بن عامر " فإذا راح أقبسناه ما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي أعلمناه إياه. * (قبص) * (ه) فيه " أن عمر أتاه وعنده قبص من الناس " أي عدد كثير، وهو فعل بمعنى مفعول، من القبص. يقال: إنهم لفى قبص الحصى. (1) في الهروي: " ثقب " بالثاء المثلثة. (2) من الهروي، واللسان. (3) في الاصل: " عليه " وأثبت مافى ا، واللسان، والهروى.
[ 5 ]
(س) ومنه الحديث " فتخرج عليهم قوابص " أي طوائف وجماعات، واحدها (1) قابصة (ه) وفيه " أنه دعا بتمر فجعل بلال يجئ به قبصا قبصا " هي جمع قبصة (2)، وهى ما قبص، كالغرفة لما غرف. والقبص: الاخذ بأطراف الاصابع. * ومنه حديث مجاهد " في قوله تعالى " وآتوا حقه يوم حصاده " يععنى القبص التى تعطى الفقراء عند الحصاد ". هكذا ذكر الزمخشري حديث بلال ومجاهد في الصاد المهملة. وذكرهما غيره في الضاد المعجمة، وكلاهما جائزان (3) وإن اختلفا. (س) ومنه حديث إبى ذر " انطلقت مع أبى بكر ففتح بابا فجعل يقبص لى من زبيب الطائف ". (س) وفيه " من حين قبص " أي شب وارتفع. والقبص: ارتفاع في الرأس وعظم. * وفى حديث أسماء " قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فسألني: كيف بنوك ؟ قلت: يقبصون قبصا شديدا، فأعطاني حبة سوداء كالشونيز شفاء لهم، وقال: أما السام فلا أشفى منه " يقبصون: أي يجمع بعضهم إلى بعض من شدة الحمى. * وفى حديث الاسراء والبراق " فعملت بأذنيها وقبصت " أي أسرعت. يقال: قبصت الدابة تقبص قبصا وقباصة إذا أسرعت. والقبص: الخفة والنشاط. (س) وفى حديث المعتدة للوفاة " ثم تؤتى بدابة، شاة أو طير فتقبص به " قال الازهرى: رواه الشافعي بالقاف والباء الموحدة والصاد المهملة: أي تعدو مسرعة نحو منزل أبويها، لانها كالمستحيية من قبح منظرها. والمشهور في الرواية بالفاء والتاء المثناة والضاد المعجمة. وقد تقدم (4). (1) في ا " واحدتها ". (2) في الهروي " قبصة " بالفتح. قال في القاموس: " القبصة، بالفتح والضم ". (3) في الاصل: " وكلاهما واحد وإن اختلفا " والمثبت من ا، واللسان. (4) ص 454 من الجزء الثالث.
[ 6 ]
* (قبض) * * في أسماء الله تعالى " القابض " هو الذى يمسك الرزق وغيره من الاشياء عن العباد بلطفه وحكمته، ويقبض الارواح عند الممات. * ومنه الحديث " يقبض الله الارض ويقبض السماء " أي يجمعها. وقبض المريض إذا توفى، وإذا أشرف على الموت. * ومنه الحديث " فأرسلت إليه أن ابنا لى قبض " أرادت أنه في حال القبض ومعالجة النزع. (س) وفيه " أن سعدا قتل يوم بدر قتيلا وأخذ سيفه، فقال له: ألقه في القبض " القبض بالتحريك بمعنى المقبوض، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم. (س) ومنه الحديث " كان سلمان على قبض من قبض المهاجرين ". (س) وفى حديث حنين " فأخذ قبضة من التراب " هو بمعنى المقبوض، كالغرفة بمعنى المغروف، وهى بضم الاسم، وبالفتح المرة. والقبض: الاخذ بجميع الكف. * ومنه حديث بلال والتمر " فجعل يجئ [ به ] (1) قبضا قبضا ". * وحديث مجاهد " هي القبض التى تعطى عند الحصاد " وقد تقدما مع الصاد المهملة. (س) وفيه " فاطمة بضعة منى، يقبضنى ما قبضها " أي أكره ما تكرهه، وأتجمع مما تتجمع (2) منه. * (قبط) * (ه) في حديث أسامة " كسانى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية (3) " القبطية: الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء، وكأنه منسوب إلى القبط، وهم أهل مصر. وضم القاف من تغيير النسب. وهذا في الثياب، فأما في الناس فقبطى، بالكسر. * ومنه حديث قتل ابن أبى الحقيق " ما دلنا عليه إلا بياضه في سواد الليل كأنه قبطية ". (1) من: ا، واللسان، ومما سبق في (قبص). (2) في ا، واللسان: " وأنجمع مما تنجمع منه " والمثبت في الاصل. (3) في الهروي: " ثوبا قبطية ".
[ 7 ]
* ومنه الحديث " أنه كسا امرأة قبطية فقال: مرها فلتتخذ تحتها غلالة لا تصف حجم عظامها " وجمعها القباطى. * ومنه حديث عمر " لا تلبسوا نساءكم القباطى، فإنه إن لا يشف فإنه يصف ". * ومنه حديث ابن عمر " أنه كان يجلل بدنه القباطى والانماط ". * (قبع) * (ه) فيه " كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة " هي التى تكون على رأس قائم السيف. وقيل: هي ما تحت شاربى السيف. (ه) وفى حديث ابن الزبير " قاتل (1) الله فلانا، ضبح ضبحة الثعلب، وقبع قبعة القنفذ " قبع: إذا أدخل رأسه واستخفى، كما يفعل القنفذ. * وفى حديث قتيبة " لما ولى خراسان قال لهم: إن وليكم وال رؤوف بكم قلتم: قباع بن ضبة " هو رجل كان في الجاهلية أحمق أهل زمانه، فضرب به المثل. [ ه ] وأما قولهم للحارث بن عبد الله: " القباع "، فلانه ولى البصرة فغير مكاييلهم، فنظر إلى مكيال صغير في مرآة العين أحاط بدقيق كثير، فقال: إن مكيالكم هذا لقباع، فلقب به واشتهر. يقال: قبعت الجوالق إذا ثنيت أطرافه إلى داخل أو خارج، يريد: إنه لذو قعر. (س) وفى حديث الاذان " فذكروا له القبع " هذه اللفظة قد اختلف في ضبطها، فرويت بالباء والتاء [ والثاء (2) ] والنون، وسيجئ بيانها مستقصى في حرف النون، لان أكثر ما تروى بها. * (قبعثر) * (ه) في حديث المفقود " فجاءني طائر كأنه جمل قبعثرى، فحملني على خافية من خوافيه " القبعثرى: الضخم العظيم. * (قبقب) * (س) فيه " من وقى شر قبقه، وذبذبه، ولقلقه، دخل الجنة " القبقب: البطن، من القبقبة: وهو صوت يسمع من البطن، فكأنها حكاية ذلك الصوت. ويروى عن عمر. (1) في الاصل: " قتل " والتصحيح من: ا، واللسان، والهروى، ومما سبق في (ضبح). (2) تكملة من اللسان، ومما يأتي في (قنع).
[ 8 ]
* (قبل) * (ه) في حديث آدم عليه السلام " إن الله خلقه بيده ثم سواه قبلا " وفى رواية " إن الله كلمه قبلا " أي عيانا ومقابلة، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يولى أمره أو كلامه أحدا من الملائكته (1). (ه) وفيه " كان لنعله قبالان " القبال: زمام النعل، وهو السير الذى يكون بين الاصبعين (2). وقد أقبل نعله وقابلها. (ه) ومنه الحديث " قابلوا النعال " أي اعملوا لها قبالا. ونعل مقبلة إذا جعلت لها قبالا، ومقبولة إذا شددت قبالها. (ه) وفيه " نهى أن يضحى بمقابلة أو مدابرة " هي التى يقطع من طرف أذنها شئ ثم يترك معلقا كأنه زنمة، واسم تلك السمة القبلة والاقبالة. (ه) وفى صفة الغيث " أرض مقبلة وأرض مدبرة " أي وقع المطر فيها خططا ولم يكن عاما. * وفيه " ثم يوضع له القبول في الارض " هو بفتح القاف: المحبة والرضا بالشئ وميل النفس إليه. [ ه ] وفى حديث الدجال " ورأى دابة يواريها شعرها أهدب القبال " يريد كثرة الشعر في قبالها. القبال: الناصية والعرف، لانهما اللذان يستقبلان الناظر. وقبال كل شئ وقبله: أوله وما استقبلك منه. (ه) وفى أشراط الساعة " وأن يرى الهلال قبلا " أي يرى ساعة ما يطلع، لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب، وهو بفتح القاف والباء. [ ه ] ومنه الحديث (3) " إن الحق بقبل (4) " أي واضح لك حيث تراه. (1) قال الهروي: " ويجوز في العربية: قبلا، بفتح القاف، أي مستأنفا للكلام ". (2) عبارة الهروي: " بين الاصبع الوسطى والتى تليها " وكذا في الصحاح والقاموس. (3) الذى في اللسان، حكاية عن ابن الاعرابي: " قال رجل من بنى ربيعة بن مالك: إن الحق بقبل، فمن تعداه ظلم، ومن قصر عنه عجز، ومن انتهى إليه اكتفى ". (4) في الاصل: " إن الحق قبل " والمثبت من ا، واللسان، والهروى.
[ 9 ]
(س) وفى حديث صفة هارون عليه السلام " في عينيه قبل " وهو إقبال السواد على الانف. وقيل: هو ميل كالحول. * ومنه حديث أبى ريحانة " إنى لاجد في بعض ما أنزل من الكتب: الاقبل القصير القصرة، صاحب العراقين، مبدل السنة، يلعنه أهل السماء والارض، ويل له ثم ويل له " الاقبل: من القبل الذى كأنه ينظر إلى طرف أنفه. وقيل: هو الافحج، وهو الذى تتدانى صدور قدميه ويتباعد عقباهما. (ه) وفيه " رأيت عقيلا يقبل غرب زمزم " أي يتلقاها فيأخذها عند الاستقاء. [ ه ] ومنه " قبلت (1) القابلة الولد تقبله " إذا تلقته عند ولادته من بطن أمه. (س) وفيه " طلقوا النساء لقبل عدتهن " وفى رواية " في قبل طهرهن " أي في إقباله وأوله، [ و ] (2) حين يمكنها الدخول في العدة والشروع فيها، فتكون لها محسوبة، وذلك في حالة الطهر. يقال: كان ذلك في قبل الشتاء: أي إقباله. (س) وفى حديث المزارعة " يستثنى ما على الماذيانات، وأقبال الجداول " الاقبال: الاوائل والرؤوس، جمع قبل، والقبل أيضا: رأس الجبل والاكمة، وقد يكون جمع قبل - بالتحريك - وهو الكلا في مواضع من الارض. والقبل أيضا: ما أستقبلك من الشئ. (س) وفى حديث ابن جريج " قلت لعطاء: محرم قبض على قبل امرأته، فقال: إذا وغل إلى ما هنالك فعليه دم " القبل بضمتين: خلاف الدبر، وهو الفرج من الذكر والانثى. وقيل: هو لانثى خاصة، ووغل إذا دخل. (س) وفيه " نسألك من خير هذا اليوم وخير ما قبله وخير ما بعده، ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده " مسألة (3) خير زمان مضى: وهو قبول الحسنة التى قدمها فيه، والاستعاذة منه: هو طلب العفو عن ذنب قارفه فيه، والوقت وإن مضى فتبعته باقية. (1) في الاصل: " قبلت... تقبله " بالتشديد. والتصحيح من: ا، واللسان، والهروى، والمصباح. (2) من ا، واللسان. (3) في الاصل: " مثاله ". وفى اللسان: " سؤاله خير " وأثبت قراءة ا.
[ 10 ]
(س) وفى حديث ابن عباس " إياكم والقبالات فإنها صغار وفضلها ربا " هو أن يتقبل بخراج أو جباية أكثر مما أعطى، فذلك الفضل ربا، فإن تقبل وزرع فلا بأس. والقبالة بالفتح: الكفالة، وهى في الاصل مصدر: قبل إذا كفل. وقبل بالضم إذا صار قبيلا: أي كفيلا. (ه) وفى حديث ابن عمر " ما بين المشرق والمغرب قبلة " أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته، فأما الحاضر فيجب عليه التحرى والاجتهاد. وهذا إنما يصح لمن كانت القبلة في جنوبه أو في شماله. ويجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها، فإن الكعبة جنوبها. والقبلة في الاصل: الجهة. (س) وفيه " أنه أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية، جلسيها وغوريها " القبلية: منسوبة إلى قبل - بفتح القاف والباء - وهى ناحية من ساحل البحر، بينها وبين المدينة خمسة أيام. وقيل: هي من ناحية الفرع، وهو موضع بين نخلة والمدينة. هذا هو المحفوظ في الحديث. * وفى كتاب الامكنة " معادن القلبة " بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء. * وفى حديث الحج " لو استقبلت من أمرى ما أستدبرت ما سقت الهدى " أي لو عن لى هذا الرأى الذى رأيته آخرا وأمرتكم به في أول أمرى، لما سقت الهدى معى وقلدته وأشعرته، فإنه إذا فعل ذلك لا يحل حتى ينحر، ولا ينحر إلا يوم النحر، فلا يصح له فسخ الحج بعمرة، ومن لم يكن معه هدى فلا يلتزم هذا، ويجوز له فسخ الحج. وإنما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه، لانه كان يشق عليهم أن يحلوا وهو محرم، فقال لهم ذلك لئلا يجدوا في أنفسهم، وليعلموا أن الافضل لهم قبول ما دعاهم إليه، وأنه لولا الهدى لفعله. * وفى حديث الحسن " سئل عن مقبلة من العراق " المقبل بضم الميم وفتح الباء: مصدر أقبل يقبل إذا قدم. * (قبا) * (ه) في حديث عطاء " يكره أن يدخل المعتكف قبوا مقبوا " القبو: الطاق المعقود بعضه إلى بعض. وقبوت البناء: أي رفعته. هكذا رواه الهروي.
[ 11 ]
وقال الخطابى: قيل لعطاء: أيمر المعتكف تحت قبو مقبو ؟ قال: نعم. * (باب القاف مع التاء) * * (قتب) * (ه) فيه " لا صدقة في الابل القتوبة " القتوبة بالفتح: الابل التى توضع الاقتاب على ظهورها، فعولة بمعنى مفعولة، كالركوبة والحلوبة، أراد ليس في الابل العوامل صدقة. * وفى حديث عائشة " لا تمنع المرأة نفسها من زوجها وإن كانت على ظهر قتب " القتب للجمل كالاكفاف لغيره. ومعناه الحث لهن على مطاوعة أزواجهن، وأنه لا يسعهن الامتناع في هذه الحال، فكيف في غيرها. وقيل: إن نساء العرب كن إذا أردن الولادة جلسن على قتب، ويقلن إنه أسلس لخروج الولد، فأرادت تلك الحالة. قال أبو عبيد: كنا نرى أن المعنى: وهى تسير على ظهر البعير، فجاء التفسير بغير ذلك. (ه) وفى حديث الربا " فتندلق اقتاب بطنه " الاقتاب: الامعاء، واحدها: قتب بالكسر. وقيل: هي جمع قتب، وقتب جمع قتبة، وهى المعى. وقد تكرر في الحديث. * (قتت) * (ه) فيه " لا يدخل الجنة قتات " هو النمام. يقال: قت الحديث يقته إذا زوره وهيأه وسواه. وقيل: النمام: الذى يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم. والقتات: الذى يتسمع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينم. والقساس: الذى يسأل عن الاخبار ثم ينمها. (ه) وفيه " أنه ادهن بدهن غير مقتت وهو محرم " أي غير مطيب، وهو الذى يطبخ فيه الرياحين حتى تطيب ريحه. * وفى الحديث ابن سلام " فإن أهدى إليك حمل تبن أو حمل قت فإنه ربا " القت: الفصفصة وهى الرطبة، من علف الدواب. * (قتر) * (ه) فيه " كان أبو طلحة يرمى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقتر بين يديه "
[ 12 ]
أي يسوى له النصال ويجمع له السهام، من التقتير وهو المقاربة بين الشيئين وإدناء أحدهما من الآخر. ويجوز أن يكون من القتر، وهو نصل الاهداف (1). * ومنه الحديث " أنه أهدى له يكسوم سلاحا فيه سهم، فقوم فوقه وسماه قتر الغلاء " القتر بالكسر: سهم الهدف. وقيل: سهم صغير. والغلاء: مصدر غالى بالسهم إذا رماه غلوة. (ه) وفيه " تعوذوا بالله من قترة وما ولد " هو بكسر القاف وسكون التاء: اسم إبليس. * وفيه " بسقم في بدنه وإقتارة في رزقه " الاقتارة: التضييق على الانسان في الرزق. يقال: أقتر الله رزقه: أي ضيقه وقلله. وقد أقتر الرجل فهو مقتر. وقتر فهو مقتور عليه. * ومنه الحديث " موسع عليه في الدنيا ومقتور عليه في الآخرة ". * والحديث الآخر " فأقتر أبواه حتى جلسا مع الاوفاض " أي افتقرا حتى جلسا مع الفقراء. (ه) وفيه " قد خلفتهم قترة رسول الله " القترة: غبرة الجيش. وخلفتهم: أي جاءت بعدهم. وقد تكررت في الحديث. (س) وفى حديث أبى أمامة " من اطلع من قترة ففقئت عينه فهى هدر " القترة بالضم: الكوة. والنافذة، وعين التنور، وحلقة الدرع، وبيت الصائد، والمراد الاول. (س) وفى حديث جابر " لا تؤذ جارك بقتار قدرك " هو ريح القدر والشواء ونحوهما. (ه) وفيه " أن رجلا سأله عن امرأة أراد نكاحها، قال: وبقدر (2) أي النساء هي ؟ قال: قد رأت القتير. قال: دعها " القتير: الشيب. وقد تكرر في الحديث. * (قتل) * (ه) فيه " قاتل الله اليهود " أي قتلهم الله. وقيل: لعنهم، وقيل: عاداهم. وقد تكررت في الحديث، ولا تخرج عن أحد هذه المعاني. وقد ترد بمعنى التعجب من الشئ كقولهم: تربت يداه ! وقد ترد ولا يراد بها وقوع الامر. (1) زاد الهروي: " وقال بعضهم أهل العلم: يقتر، أي يجمع له الحصى والتراب يجعله قترا ". (2) في الهروي: " وتقدر ".
[ 13 ]
* ومنه حديث عمر " قاتل الله سمرة ". وسبيل " فاعل " هذا أن يكون من اثنين في الغالب، وقد يرد من الواحد، كسافرت، وطارقت النعل. (ه) وفى حديث المار بين يدى المصلى " قاتله فإنه شيطان " أي دفعه عن قبلتك، وليس كل قتال بمعنى القتل. (س) ومنه حديث السقيفة " قتل الله سعدا فإنه صاحب فتنة وشر " أي دفع الله شره، كأنه إشارة إلى ماكان منه في حديث الافك، والله أعلم. وفى رواية " إن عمر قال يوم السقيفة: اقتلوا سعدا قتله الله " أي اجعلوه كمن قتل واحسبوه في عداد من مات وهلك، ولا تعتدوا بمشهده ولا تعرجوا على قوله. * ومنه حديث عمر أيضا " من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره من المسلمين فاقتلوه " أي اجعلوه كمن قتل ومات، بأن لا تقبلوا له قولا ولا تقيموا له دعوة. * وكذلك الحديث الآخر " إذا بويع الخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " أي أبطلوا دعوته واجعلوه كمن مات. * وفيه " أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبى " أراد من قتله وهو كافر، كقتله أبى بن خلف يوم بدر، لا كمن قتله تطهيرا له في الحد، كماعز. (س) وفيه " لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرا " إن كانت اللام مرفوعة على الخبر فهو محمول على ما أباح من قتل القرشيين الاربعة يوم الفتح، وهم ابن خطل ومن معه: أي أنهم لا يعودون كفارا يغزون ويقتلون على الكفر، كما قتل هؤلاء، وهو كقوله الآخر " لا تغزى مكة بعد اليوم " أي لا تعود دار كفر تغزى عليه، وإن كانت اللام مجزومة فيكون نهيا عن قتلهم في غير حد ولا قصاص. * وفيه " أعف الناس قتلة أهل الايمان " القتلة بالكسر: الحالة من القتل، وبفتحها المرة منه. وقد تكرر في الحديث. ويفهم المراد بهما من سياق اللفظ. * وفى حديث سمرة " من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جد عناه " ذكر في رواية
[ 14 ]
الحسن أنه نسى هذا الحديث، فكان يقول: " لا يقتل حر بعبد " ويحتمل أن يكون الحسن لم ينس الحديث، ولكنه كان يتأوله على غير معنى الايجاب، ويراه نوعا من الزجر ليرتدعوا ولا يقدموا عليه، كما قال في شارب الخمر: " إن عاد في الرابعة أو الخامسة فاقتلوه " ثم جئ به فيها فلم يقتله. وتأوله بعضهم أنه جاء في عبد كان يملكه مرة، ثم زال ملكه عنه فصار كفؤا له بالحرية. ولم يقل بهذا الحديث أحد إلا في رواية شاذة عن سفيان، والمروى عنه خلافه. وقد ذهب جماعة إلى القصاص بين الحر وعبد الغير. وأجمعوا على أن القصاص بينهم في الاطراف ساقط، فلما سقط الجدع بالاجماع سقط القصاص، لانهما ثبتا معا، فلما نسخا نسخا معا، فيكون حديث سمرة منسوخا. وكذلك حديث الخمر في الرابعة والخامسة. وقد يرد الامر بالوعيد ردعا وزجرا وتحذيرا، ولا يراد به وقوع الفعل. * وكذلك حديث جابر في السارق " أنه قطع في الاولى والثانية والثالثة، إلى أن جئ به في الخامسة فقال: اقتلوه، قال جابر: فقتلناه " وفى إسناده مقال. ولم يذهب أحد من العلماء إلى قتل السارق وإن تكررت منه السرقة. (س) وفيه " على المقتتلين أن يتحجزوا، الاولى فالاولى، وإن كانت امرأة " قال الخطابى: معناه أن يكفوا عن القتل، مثل أن يقتل رجل له ورثة، فأيهم عفا سقط القود. والاولى: هو الاقرب والادنى من ورثة القتيل. ومعنى " المقتتلين ": أن يطلب أولياء القتيل القود فيمتنع القتلة فينشأ بينهم القتال من أجله، فهو جمع مقتتل، اسم فاعل من اقتتل. ويحتمل أن تكون الرواية بنصب التاءين على المفعول. يقال: اقتتل فهو مقتتل، غير أن هذا إنما يكثر استعماله فيمن قتله الحب. وهذا حديث مشكل، اختلفت فيه أقوال العلماء، فقيل: إنه المقتتلين من أهل القبلة، على التأويل، فإن البصائر ربما أدركت بعضهم، فاحتاج إلى الانصراف من مقامه المذموم إلى المحمود،
[ 15 ]
فإذا لم يجد طريقا يمر فيه إليه بقى في مكانه الاول، فعسى أن يقتل فيه، فأمروا بما في هذا الحديث. وقيل: إنه يدخل فيه أيضا المقتتلون من المسلمين في قتالهم أهل الحرب، إذ قد يجوز أن يطرأ عليهم من معه العذر الذى أبيح لهم الانصراف عن قتاله إلى فئة المسلمين التى يتقوون بها على عدوهم، أو يصيروا إلى قوم من المسلمين يقوون بهم على قتال عدوهم فيقاتلونهم معهم. * وفى حديث زيد بن ثابت " أرسل إلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة " المقتل: مفعل، من القتل، وهو ظرف زمان هاهنا، أي عند قتلهم في الوقعة التى كانت باليمامة مع أهل الردة في زمن أبى بكر. (س) وفى حديث خالد " أن مالك بن نويرة قال لامرأته يوم قتله خالد: أقتلتنى " أي عرضتني للقتل بوجوب الدفاع عنك والمحاماة عليك، وكانت جميلة وتزوجها خالد بعد قتله. ومثله: أبعت الثوب إذا عرضته للبيع. * (قتم) * (س) في حديث عمرو بن العاص " قال لابنه عبد الله يوم صفين: انظر أين ترى عليا، قال: أراه في تلك الكتيبة القتماء، فقال: لله در ابن عمر وابن مالك ! فقال له: أي أبت، فما يمنعك إذ غبطتهم أن ترجع، فقال. يا بنى أنا أبو عبد الله. * إذا حككت قرحة دميتها * القتماء: الغبراء، من القتام، وتدمية القرحة مثل: أي إذا قصدت غاية تقصيتها. وابن عمر هو عبد الله، وابن مالك هو سعد بن أبى وقاص، وكانا ممن تخلف عن الفريقين. * (قتن) * (س) فيه " قال رجل: يارسول الله تزوجت فلانة، فقال: بخ، تزوجت بكرا قتينا " يقال: امرأة قتين، بلاهاء، وقد قتنت قتانة وقتنا، إذا كانت قليلة الطعم. ويحتمل أن يريد بذلك قلة الجماع. * ومنه قوله " عليكم بالابكار فإنهن أرضى باليسير ". (ه) ومنه الحديث في وصف امرأة " إنها وضيئة قتين ". * (قتا) * (ه) فيه " أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة سئل عن امرأة كان زوجها مملوكا
[ 16 ]
فاشترة، فقال: إن قتوته فرق بينهما، وإن أعتقته فهما على النكاح " اقتوته: أي استخدمته. والقتو: الخدمة. * (باب القاف مع الثاء) * * (قثث) * (ه) فيه " حث النبي صلى الله عليه وسلم يوما على الصدقة، فجاء أبو بكر بماله كله يقثه " أي يسوقه، من قولهم: قث السيل الغثاء، وقيل يجمعه. * (قثد) * فيه " أنه كان يأكل القثاء والقثد بالمجاج ". القثد بفتحتين: نبت يشبه القثاء. والمجاج: العسل. * (قثم) * (س) فيه " أتانى ملك، فقال: أنت قثم وخلقك قيم " القثم: المجتمع الخلق وقيل الجامع الكامل: وقيل الجموع للخير، وبه سمى الرجل قثم. وقيل: قثم معدول عن قاثم، وهو الكثير العطاء. * ومنه حديث المبعث " أنت قثم، أنت المقفى، أنت الحاشر " هذه أسماء للنبى صلى الله عليه وسلم. * (باب القاف مع الحاء) * * (قحح) * (س) فيه " أعرابي قح " أي محض خالص. وقيل: جاف. والقح: الجافي من كل شئ. * (قحد) * (ه) في حديث أبى سفيان " فقمت إلى بكرة قحدة أريد أن أعرقبها " القحدة: العظيمة السنام. والقحدة بالتحريك: أصل السنام. يقال: بكرة قحدة، بكسر الحاء ثم تسكن تخفيفا، كفخذ وفخذ. * (قحر) * (ه) في حديث أم زرع " زوجي لحم جمل قحر " القحر: البعير الهرم القليل اللحم، أرادت أن زوجها هزيل قليل المال (1) * (قحز) * (ه) في حديث أبى وائل " دعاه الحجاج فقال له: أحسبنا قد روعناك، فقال: (1) في ا: " الماء ".
[ 17 ]
أما إنى بت أقحز البارحة " أي أنزى وأقلق من الخوف. يقال: قحز الرجل يقحز: إذا قلق واضطرب. (ه) ومنه حديث الحسن وقد بلغه عن الحجاج شئ فقال " مازلت الليلة أقحز كأنى على الجمر ". * (قحط) * * في حديث الاستسقاء " يارسول الله، قحط المطر واحمر الشجر " يقال: قحط المطر وقحط إذا حتبس وانقطع. وأقحط الناس إذا لم يمطروا. والقحط: الجدب، لانه من أثره. وقد تكرر ذكره في الحديث. * ومنه الحديث " إذا أتى الرجل القوم فقالوا: قحطا، فقحطا له يوم يلقى ربه " أي إذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول، فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة وقحطا: منصوب على المصدر: أي قحطت قحطا، وهو دعاء بالجدب، فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدبه من الاعمال الصالحة. (ه) وفيه " من جامع فأقحط فلا غسل عليه " أي فتر ولم ينزل، وهو من أقحط الناس: إذا لم يمطروا. وهذا كان في أول الاسلام ثم نسخ، وأوجب الغسل بالايلاج. * (قحف) * * في حديث يأجوج ومأجوج " تأكل العصابة يومئذ من الرمانة، ويستظلون بقحفها " أراد قشرها، تشبيها بقحف الرأس، وهو الذى فوق الدماغ. وقيل: هو ما انفلق من جمجمته وانفصل. * ومنه حديث أبى هريرة في يوم اليرموك " فما رئى موطن أكثر قحفا ساقطا " أي رأسا، فكنى عنه ببعضه، أو أراد القحف نفسه. (س) ومنه حديث سلافة بنت سعد " كانت نذرت لتشربن في قحف رأس عاصم بن ثابت الخمر " وكان قد قتل ابنيها مسافعا (1) وخلابا. * وفى حديث أبى هريرة، وسئل عن قبلة الصائم فقال " أقبلها وأقحفها " أي أترشف ريقها، وهو من الاقحاف: الشرب الشديد. يقال: قحفت قحفا إذا شربت جميع ما في الاناء. (1) في اللسان: " نافعا ". (3 - النهاية - 4)
[ 18 ]
* (قحل) * * في حديث الاستسقاء " قحل الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي يبسوا من شدة القحط. وقد قحل يقحل قحلا إذا التزق جلده بعظمه من الهزال والبلى. وأقحلته أنا. وشيخ قحل، بالسكون. وقد قحل بالفتح يقحل قحولا فهو قاحل. (ه) ومنه حديث استسقاء عبد المطلب " تتابعت على قريش سنو جدب قد أقحلت الظلف " أي أهزلت الماشية وألصقت جلودها بعظامها، وأراد ذات الظلف. * ومنه حديث أم ليلى " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نقحل أيدينا من خضاب ". * والحديث الآخر " لان يعصبه أحدكم بقد حتى يقحل خير من أن يسأل الناس في نكاح " يعنى الذكر: أي حتى ييبس. (ه) وفى حديث وقعة الجمل: * كيف نرد شيخكم وقد قحل * أي مات وجف جلده. أخرجه الهروي في يوم صفين. والخبر إنما هو في يوم الجمل، والشعر: نحن بنى ضبة أصحاب الجمل * الموت أحلى عندنا من العسل * ردوا علينا شيخنا ثم بجل * فأجيب: * كيف نرد شيخكم وقد قحل * * (قحم) * * فيه " أنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها " أي تقعون فيها. يقال: اقتحم الانسان الامر العظيم، وتقحمه: إذا رمى نفسه فيه من غير روية وتثبت. (ه) ومنه حديث على " من سره أن يتقحم جراثيم جهنم فليقض في الجد " أي يرمى بنفسه في معاظم عذابها. (ه) ومنه حديث عمر " أنه دخل عليه وعنده غليم أسود يغمز ظهره، فقال: ما هذا ؟ قال: إنه تقحمت بى الناقة الليلة " أي ألقتنى في ورطة، يقال: تقحمت به دابته إذا ندت به فلم
[ 19 ]
يضبط رأسها. فربما طوحت به في أهوية. والقحمة: الورطة والمهلكة. (ه) وفى حديث ابن مسعود " من لقى الله لا يشرك به شيئا غفر له المقحمات " أي الذنوب العظام التى تقحم أصحابها في النار: أي تلقيهم فيها. (ه) ومنه حديث على " إن للخصومة قحما " هي الامور العظيمة الشاقة، واحدتها: قحمة. (س) ومنه حديث عائشة " أقبلت زينب تقحم لها " أي تتعرض لشتمها وتدخل عليها فيه، كأنها أقبلت تشتمها من غير روية ولا تثبت. * وفى حديث ابن عمر " ابغنى خادما لا يكون قحما فانيا ولا صغيرا ضرعا " القحم: الشيخ الهم الكبير. (ه) وفيه " أقحمت السنة نابغة بنى جعدة " أي أخرجته من البادية وأدخلته الحضر. والقحمة: السنة تقحم الاعراب ببلاد الريف وتدخلهم فيها. * وفى حديث أم معبد " لاتقتحمه عين من قصر " أي لا تتجاوزه إلى غيره احتقارا له. وكل شئ ازدريته فقد اقتحمته. * (باب القاف مع الدال) * * (قد) * * في صفة جهنم " فيقال: هل امتلات ؟ فتقول: هل من مزيد، حتى إذا أوعبوا فيها قالت: قد قد " أي حسبى حسبى. ويروى بالطاء بدل الدال، وهو بمعناه. * ومنه حديث التلبية " فيقول: قد قد " بمعنى حسب، وتكرارها لتأكيد الامر. ويقول المتكلم: قدنى: أي حسبى، وللمخاطب: قدك: أي حسبك. * ومنه حديث عمر " أنه قال لابي بكر: قدك يا أبا بكر ". * (قدح) * (ه) فيه " لا تجعلونى كقدح الراكب " أي لا تؤخروني في الذكر، لان الراكب يعلق قدحه في آخر رحله عند فراغه من ترحاله ويجعله خلفه.
[ 20 ]
قال حسان: * كما نيط خلف الراكب القدح الفرد (1) * (س) ومنه حديث أبى رافع " كنت أعمل الاقداح " هي جمع قدح، وهو الذي يؤكل فيه. وقيل: هي جمع قدح، وهو السهم الذى كانوا يستقسمون به، أو الذى يرمى به عن القوس. يقال للسهم أول ما يقطع: قطع، ثم ينحت ويبرى فيسمى بريا، ثم يقوم فيسمى قدحا، ثم يراش ويركب نصله فيسمى سهما. * ومنه الحديث " كان يسوى الصفوف حتى يدعها مثل القدح أو الرقيم " أي مثل السهم أو سطر الكتابة. (ه) ومنه حديث عمر " كان يقومهم في الصف كما يقوم القداح القدح " القداح: صانع القدح. * ومنه حديث أبى هريرة " فشربت حتى استوى بطني فصار كالقدح " أي انتصب بما حصل فيه من اللبن وصار كالسهم، بعد أن كان لصق بظهره من الخلو. * ومنه حديث عمر " أنه كان يطعم الناس عام الرمادة فاتخذ قدحا فيه فرض " أي أخذ سهما وحز فيه حزا علمه به، فكان يغمز القدح في الثريد، فإن لم يبلغ موضع الحز لام صاحب الطعام وعنفه. (ه) وفيه " لو شاء الله لجعل للناس قدحة ظلمة كما جعل لهم قدحة نور " القدحة بالكسر: اسم مشتق من اقتداح النار بالزند. والمقدح والمقدحة: الحديدة. والقداح والقداحة: الحجر. (ه) ومنه حديث عمرو بن العاص " استشار وردان غلامه، وكان حصيفا، في أمر على ومعاوية إلى أيهما يذهب ؟ فأجابه بما في نفسه وقال له: الآخرة مع على، والدنيا مع معاوية، وما أراك تختار على الدنيا. فقال عمرو: يا قاتل الله وردانا وقدحته * أبدى لعمرك ما في القلب وردان " (1) صدره: * وأنت زنيم نيط في آل هاشم * ديوانه ص 160 بشرح البرقوقى.
[ 21 ]
فالقدحة: اسم للضرب بالمقدحة، والقدحة: المرة، ضربها مثلا لاستخراجه بالنظر حقيقة الامر. * وفى حديث حذيفة " يكون عليكم أمير لو قدحتموه بشعرة أو ريتموه " أي لو استخرجتم ما عنده لظهر ضعفه، كما يستخرج القادح النار من الزند فيورى. (ه) وفى حديث أم زرع " تقدح قدرا وتنصب أخرى " أي تغرف. يقال: قدح القدر إذا غرف ما فيها. والمقدحة: المغرفة. والقديح: المرق. * ومنه حديث جابر " ثم قال: ادعى خابزة فلتخبز معك واقدحى من برمتك " أي اغرفي. * (قدد) * * فيه " وموضع قده في الجنة خير من الدنيا وما فيها " القد بالكسر: السوط، وهو في الاصل سير يقد من جلد غير مدبوغ: أي قدر سوط أحدكم، أو قدر الموضع الذى يسع سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها. (س) وفى حديث أحد " كان أبو طلحة شديد القد " إن روى بالكسر فيريد به وتر القوس، وإن روى بالفتح فهو المد والنزع في القوس. (س) وفى حديث سمرة " نهى أن يقد السير بين أصبعين " أي يقطع ويشق لئلا يعقر الحديد يده، وهو شبيه بنهيه أن يتعاطى السيف مسلولا. والقد: القطع طولا، كالشق. * ومنه حديث أبى بكر يوم السقيفة " الامر بيننا وبينكم كقد الابلمة " أي كشق الخوصة نصفين. (ه) ومنه حديث على " كان إذا تطاول قد، وإذا تقاصر قط " أي قطع طولا وقطع عرضا. [ ه ] وفيه " أن امرأة أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجديين مرضوفين وقد " أراد سقاء صغيرا متخذا من جلد السخلة فيه لبن، وهو بفتح القاف. * ومنه حديث عمر " كانوا يأكلون القد " يريد جلد السخلة في الجدب. * وفى حديث جابر " أتى بالعباس يوم بدر أسيرا ولم يكن عليه ثوب، فنظر له النبي صلى
[ 22 ]
الله عليه وسلم قميصا، فوجدوا قميص عبد الله بن أبى يقد عليه فكساه إياه " أي كان الثوب على قدره وطوله. * وفى حديث عروة " كان يتزود قديد الظباء وهو محرم " القديد: اللحم المملوح المجفف في الشمس، فعيل بمعنى مفعول. (ه) وفى حديث ابن الزبير " قال لمعاوية في جواب: رب آكل عبيط سيقد عليه، وشارب صفو سيغص " هو من القداد، وهو داء في البطن. (ه) ومنه الحديث " فجعله الله حبنا وقدادا " والحبن: الاستسقاء (1). (ه س) وفى حديث الاوزاعي " لا يسهم من الغنيمة للعبد ولا الاجير ولا القديديين " هم تباع العسكر والصناع، كالحداد، والبيطار، بلغة أهل الشام. هكذا يروى بفتح القاف وكسر الدال. وقيل: هو بضم القاف وفتح الدال، كأنهم لخستهم يلبسون القديد، وهو مسح صغير. وقيل: هو من التقدد: التقطع والتفرق، لانهم يتفرقون في البلاد للحاجة وتمزق ثيابهم. وتصغيرهم تحقير لشأنهم. ويشتم الرجل فيقال له: يا قديدي، ويا قديدي. * وفيه ذكر " قديد " مصغرا، وهو موضع بين مكة والمدينة. * وفى ذكر الاشربة " المقدى " هو طلاء منصف طبخ حتى ذهب نصفه، تشبيها بشئ قد بنصفين، وقد تخفف داله. * (قدر) * * في أسماء الله تعالى " القادر، و المقتدر،، والقدير " فالقادر: اسم فاعل، من قدر يقدر، والقدير: فعيل منه، وهو للمبالغة. والمقتدر: مفتعل، من اقتدر، وهو أبلغ. وقد تكرر ذكر " القدر " في الحديث، وهو عبارة عما قضاه الله وحكم به من الامور. وهو مصدر: قدر يقدر قدرا. وقد تسكن داله. (ه) ومنه ذكر " ليلة القدر " وهى الليلة التى تقدر فيها الارزاق وتقضى. * ومنه حديث الاستخارة " فاقدره لى ويسره " أي اقض لى به وهيئه. (1) عبارة الهروي: " السقى في البطن ".
[ 23 ]
[ ه ] وفى حديث رؤية الهلال " فإن غم عليكم فاقدروا له " أي قدروا له عدد الشهر حتى تكملوا ثلاثين يوما. وقيل: قدروا له منازل القمر، فإنه يدلكم على أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون. قال ابن سريج (1): هذا خطاب لمن خصه الله بهذا العلم. وقوله " فأكملوا العدة " خطاب للعامة التى لم تعن به. يقال: قدرت الامر أقدره وأقدره إذا نظرت فيه ودبرته. (ه) ومنه حديث عائشة " فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن " أي أنظروه وأفكروا فيه. * ومنه الحديث " كان يتقدر في مرضه: أين أنا اليوم ؟ " أي يقدر أيام أزواجه في الدور عليهن. وفى حديث الاستخارة " اللهم إنى أستقدرك بقدرتك " أي أطلب منك أن تجعل لى عليه قدرة. (ه) ومنه حديث عثمان (2) " إن الذكاة في الحلق واللبة لمن قدر " أي لمن أمكنه الذبح فيهما، فأما الناد والمتردي فأين اتفق من جسمهما. * وفى حديث عمير مولى آبى اللحم (3) " أمرنى مولاى أن أقدر لحما " أي أطبخ قدرا من لحم. * (قدس) * * في أسماء الله تعالى " القدوس " هو الطاهر المنزه عن العيوب. وفعول: من أبنية المبالغة، وقد تفتح القاف، وليس بالكثير، ولم يجئ منه إلا قدوس، وسبوح، وذروح. وقد تكرر ذكر " التقديس " في الحديث، والمراد به التطهير. * ومنه " الارض المقدسة " قيل: هي الشام وفلسطين. وسمى بيت المقدس، لانه الموضع (1) في اللسان: " ابن شريح " وانظر شرح النووي على مسلم (باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، من كتاب الصوم) 7 / 189. (2) أخرجه الهروي من حديث عمر. (3) هو عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله بن غفار، وقيل في اسمه أقوال أخرى. انظر الاصابة 1 / 9. وإنما سمى آبى اللحم، لانه كان يأبى أن يأكل اللحم.
[ 24 ]
الذى يتقدس فيه من الذنوب. يقال: بيت المقدس، والبيت المقدس، وبيت القدس، بضم الدال وسكونها. (ه) ومنه الحديث " إن روح القدس نفث في روعى " يعنى جبريل عليه السلام، لانه خلق من طهارة. (ه) ومنه الحديث " لا قدست أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها " أي لا طهرت. (س) وفى حديث بلال بن الحارث " أنه أقطعه حيث يصلح للزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم " هو بضم القاف وسكون الدال: جبل معروف. وقيل: هو الموضع المرتفع الذى يصلح للزراعة. وفى كتاب الامكنة " أنه قريس " قيل: قريس وقرس: جبلان قرب المدينة، والمشهور المروى في الحديث الاول. وأما " قدس " بفتح القاف والدال. فموضع بالشام من فتوح شرحبيل بن حسنة. * (قدع) * (ه) فيه " فتتقادع [ بهم ] (1) جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار " أي تسقطهم فيما بعضهم فوق بعض. وتقادع القوم: إذا مات بعضهم إثر بعض. وأصل القدع: الكف والمنع. (ه) ومنه حديث أبى ذر " فذهبت أقبل بين عينيه، فقد عنى بعض أصحابه " أي كفني. يقال: قدعته وأقدعته قدعا وإقداعا. (ه) ومنه حديث زواجه بخديجة " قال ورقة بن نوفل: محمد يخطب خديجة ؟ هو الفحل لايقدع أنفه " يقال: قدعت الفحل، وهو أن يكون غير كريم، فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح أو غيره حتى يرتدع وينكف. ويروى بالراء. * ومنه الحديث " فإن شاء الله أن يقدعه بها قدعه ". (ه س) ومنه حديث ابن عباس " فجعلت أجد بى قدعا من مسألته " أي جبنا وانكسارا. وفى رواية " أجدني قدعت عن مسألته ". (1) تكملة من الهروي، ومما سبق في (فرش).
[ 25 ]
* ومنه حديث الحسن " اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة ". (ه) ومنه حديث الحجاج " اقدعوا هذه الانفس فإنها أسأل شئ إذا أعطيت، وأمنع شئ إذا سئلت " أي كفوها عما تتطلع إليه من الشهوات. [ ه ] وفيه " كان عبد الله بن عمر قدعا " القدع بالتحريك: انسلاق العين وضعف البصر من كثرة البكاء، وقد قدع فهو قدع. * (قدم) * * في أسماء الله تعالى " المقدم " هو الذى يقدم الاشياء ويضعها في مواضعها، فمن استحق التقديم قدمه. (ه) وفى صفة النار " حتى يضع الجبار فيها قدمه " أي الذين قدمهم لها من شرار خلقه، فهم قدم الله للنار، كما أن المسلمين قدمه للجنة. والقدم: كل ما قدمت من خير أو شر. وتقدمت لفلان فيه قدم: أي تقدم في خير وشر. وقيل: وضع القدم على الشئ مثل للردع والقمع، فكأنه قال: يأتيها أمر الله فيكفها من طلب المزيد. وقيل: أراد به تسكين فورتها، كما يقال للامر تريد إبطاله: وضعته تحت قدمى. (س) ومنه الحديث " ألا إن كل دم ومأثرة تحت قدمى هاتين " أراد إخفاءها، وإعدامها، وإذلال أمر الجاهلية، ونقض سنتها. * ومنه الحديث " ثلاثة في المنسى تحت قدم الرحمن " أي أنهم منسيون، متروكون، غير مذكورين بخير. (ه) وفى أسمائه عليه الصلاة والسلام " أنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى " أي على أثرى. * وفى حديث عمر " إنا على منازلنا من كتاب الله وقسمة رسوله، والرجل وقدمه، والرجل وبلاؤه " أي فعاله وتقدمه في الاسلام وسبقه. * وفى حديث مواقيت الصلاة " كان قدر صلاته الظهر في الصيف ثلاثة أقدام إلى خمسة
[ 26 ]
أقدم " أقدم الظل التى تعرف بها أوقات الصلاة هي قدم كل إنسان على قدر قامته، وهذا أمر مختلف باختلاف الاقاليم والبلاد، لان سبب طول الظل وقصره هو انحطاط الشمس وارتفاعها إلى سمت الرؤوس، فكلما كانت أعلى، وإلى محاذاة الرؤوس في مجراها أقرب، كان الظل أقصر، وينعكس الامر بالعكس، ولذلك ترى ظل الشتاء في البلاد الشمالية أبدا أطول من ظل الصيف في كل موضع منها، وكانت صلاته عليه الصلاة والسلام بمكة والمدينة من الاقليم الثاني. ويذكر أن الظل فيهما عند الاعتدال في آذار وأيلول ثلاثة أقدام وبعض قدم، فيشبه أن تكون صلاته إذا اشتد الحر متأخرة عن الوقت المعهود قبله إلى أن يصير الظل خمسة أقدام، أو خمسة وشيئا، ويكون في الشتاء أول الوقت خمسة أقدام، وآخره سبعة، أو سبعة وشيئا، فينزل هذا الحديث على هذا التقدير في ذلك الاقليم دون سائر الاقاليم. والله أعلم. [ ه ] ومنه حديث على " غير نكل في قدم ولا واهنا في عزم (1) " أي في تقدم. ويقال: رجل قدم إذا كان شجاعا. وقد يكون القدم بمعنى التقدم. (س) وفى حديث بدر " أقدم حيزوم " هو أمر بالاقدام. وهو التقدم في الحرب. والاقدام: الشجاعة. وقد تكسر همزة: " إقدم "، ويكون أمرا بالتقدم لاغير. والصحيح الفتح، من أقدم. (س) وفيه " طوبى لعبد مغبر قدم في سبيل الله " رجل قدم بضمتين: أي شجاع. ومضى قدما إذا لم يعرج. (س) ومنه حديث شيبة بن عثمان " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قدما، ها " أي تقدموا و " ها " تنبيه، يحرضهم على القتال. * وفى حديث على " نظر قدما أمامه " أي لم يعرج ولم ينثن. وقد تسكن الدال. يقال: قدم بالفتح يقدم قدما: أي تقدم. (س) وفيه " أن ابن مسعود سلم عليه وهو يصلى فلم يرد عليه، قال: فأخذني ما قدم * (هامش) (1) رواية الهروي: " لغير نكل في قدم، ولا وهي في عزم ". وقال ابن الاثير في مادة (وها): ويروى " ولا وهى في عزم ".
[ 27 ]
وما حدث " أي الحزن والكآبة، يريد أنه عاودته أحزانه القديمة واتصلت بالحديثة. وقيل: معناه غلب على التفكر في أحوالى القديمة والحديثة. أيها كان سببا لترك رده السلام على. [ ه ] وفى حديث ابن عباس " أن ابن أبى العاص مشى القدمية " وفى رواية " اليقدمية (1) " ولذي جاء في رواية البخاري " القدمية " ومعناها أنه تقدم في الشرف والفضل على أصحابه. وقيل: معناه التبختر، ولم يرد المشى بعينه. والذى جاء في كتب الغريب " اليقدمية " [ والتقدمية (2) ] بالياء والتاء فهما زائدتان، ومعناهما التقدم. ورواه الازهرى بالياء المعجمة من تحت، والجوهري (3) بالمعجمة من فوق. وقيل: إن اليقدمية بالياء من تحت هو التقدم بهمته وأفعاله. (س) وفى كتاب معاوية إلى ملك الروم " لاكونن مقدمته إليك " أي الجماعة التى تتقدم الجيش، من قدم بمعنى تقدم، وقد استعيرت لكل شئ، فقيل: مقدمة الكتاب، ومقدمة الكلام بكسر الدال، تفتح. * وفيه " حتى إن ذفراها لتكاد تصيب قادمة الرحل " هي الخشبة التى في مقدمة كور البعير بمنزلة قربوس السرج. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (س) وفى حديث أبى هريرة " قال له أبان بن سعيد: تدلى من قدوم ضأن " قيل: هي ثنية أو جبل بالسراة من أرض دوس. وقيل: القدوم: ما تقدم من الشاة، وهو رأسها، وإنما أراد احتقاره وصغر قدره. (س) وفيه " إن زوج فريعة قتل بطرف القدوم " هو بالتخفيف والتشديد: موضع على ستة أميال من المدينة. (ه) ومنه الحديث " إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام اختتن بالقدوم " قيل: هي قرية بالشام. ويروى بغير ألف ولام. وقيل: القدوم بالتخفيف والتشديد: قدوم النجار. (1) في الاصل: " التقدمية " والمثبت من ا، واللسان، والهروى. (2) تكملة من اللسان، نقلا عن ابن الاثير. (3) وحكى عن سيبويه أن التاء زائدة.
[ 28 ]
* وفى حديث الطفيل بن عمرو: * ففينا الشعر والملك القدام * أي القديم، مثل طويل وطوال. * (باب القاف مع الذال) * * (قذذ) * (ه) في حديث الخوارج " فينظر في قذذه فلا يرى شيئا " القذذ: ريش السهم، واحدتها: قذة. (ه) ومنه الحديث " لتر كبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة " أي كما تقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع. يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة. * (قذر) * (س) فيه " ويبقى في الارض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس الله عزوجل " أي يكره خروجهم إلى الشام ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، كقوله تعالى: " كره الله انبعاثهم فثبطهم " يقال: قذرت الشئ أقذره إذا كرهته واجتنبته. * ومنه حديث أبى موسى في الدجاج " رأيته يأكل شيئا فقذرته " أي كرهت أكله، كأنه رآه يأكل القذر. (ه) ومنه الحديث " أنه عليه الصلاة والسلام كان قاذورة لا يأكل الدجاج حتى يعلف " القاذورة: هاهنا الذى يقذر الاشياء، وأراد بعلفها أن تطعم الشئ الطاهر. والهاء فيها للمبالغة. (ه) وفى حديث آخر " اجتنبوا هذه القاذورة التى نهى الله عنها " القاذورة ها هنا: الفعل القبيح والقول السيئ. * ومنه الحديث " فمن أصاب من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله " أراد به ما فيه حد كالزنا والشرب. والقاذورة من الرجال: الذى لا يبالى ما قال وما صنع.
[ 29 ]
* ومنه الحديث " هلك المتقذرون " يعنى الذين يأتون القاذورات (1) (س) وفى حديث كعب " قال الله لرومية: إنى أقسم بعزتي لاهبن سبيك لبنى قاذر " أي بنى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، يريد العرب. وقاذر: اسم ابن إسماعيل. ويقال له: قيذر وقيذار. * (قذع) * * فيه " من قال في الاسلام شعرا مقذعا فلسانه هدر " هو الذى فيه قذع، وهو الفحش من الكلام الذى يقبح ذكره، يقال: أقذع له إذا أفحش في شتمه. (ه) ومنه الحديث " من روى هجاء مقذعا فهو أحد الشاتمين " أي إن إثمه كإثم قائله الاول. (س) ومنه حديث الحسن " أنه سئل عن الرجل يعطى غيره الزكاة أيخبره به ؟ فقال: يريد أن يقذعه به " أي يسمعه ما يشق عليه، فسماه قذعا، وأجراه مجرى من يشتمه ويؤذيه، فلذلك عداه بغير لام. * (قذف) * * فيه " إنى خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا " أي يلقى ويوقع. والقذف. الرمى بقوة. * وفى حديث الهجرة " فيتقذف عليه نساء المشركين ". وفى رواية " فتنقذف ". والمعروف " فتتقصف ". * وفى حديث هلال بن أمية " أنه قذف امرأته بشريك " القذف هاهنا: رمى المرأة بالزنا، أو ما كان في معناه. وأصله الرمى، ثم استعمل في هذا المعنى حتى غلب عليه. يقال: قذف يقذف قذفا فهو قاذف. وقد تكرر ذكره في الحديث بهذا المعنى. * وفى حديث عائشة " وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت به الانصار يوم بعاث " أي تشاتمت في أشعارها التى قالتها في تلك الحرب. (1) قال السيوطي في الدر النثير: وفى " الحيلة " عن وكيع أنهم الذين يهريقون المرق إذا وقع فيه الذباب.
[ 30 ]
(ه) وفى حديث ابن عمر (1) " كان لا يصلى في مسجد فيه قذاف " القذاف: جمع قذفة، هي الشرفة، كبرمة وبرام، وبرقة وبراق. وقال الاصمعي: إنما هي " قذف "، واحدتها: قذفة، وهى الشرف. والاول الوجه، لصحة الرواية ووجود النظير. * (قذا) * (ه) فيه " هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء " الاقذاء: جمع قذى، والقذى: جمع قذاة، وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن (2) أو وسخ أو غير ذلك، أراد اجتماعهم يكون على فساد (3) في قلوبهم، فشبهه بقذى العين والماء والشراب. * ومنه الحديث " يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ويعمى عن الجذع في عينه " ضربه مثلا لمن يرى الصغير من عيوب الناس ويعيرهم به، وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى القذاة. وقد تكرر في الحديث. * (باب القاف مع الراء) * * (قرأ) * * قد تكرر في الحديث ذكر " القراءة، والاقتراء، والقارئ، والقرآن " والاصل في هذه اللفظة الجمع. وكل شئ جمعته فقد قرأته. وسمى القرآن قرآنا لانه جمع القصص، والامر والنهى، والوعد والوعيد، والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران. وقد يطلق على الصلاة لان فيها قراءة، تسمية للشئ ببعضه، وعلى القراءة نفسها، يقال: قرأ يقرأ قراءة وقرآنا. والاقتراء: افتعال من القراءة، وقد تحذف الهمزة منه تخفيفا، فيقال: قران، (1) الذى في اللسان: " قال أبو عبيد: في الحديث أن عمر رضى الله عنه كان لا يصلى في مسجد فيه قذفات. هكذا يحدثونه. قال ابن برى: قذفات صحيح، لانه جمع سلامة، كغرفة، وغرفات. وجمع التكسير قذف، كغرف. وكلاهما قد روى ". ثم حكى ابن منظور بعد ذلك رواية ابن الاثير. (2) في ا: " أو طين ". (3) في ا: " يكون فسادا في قلوبهم ". وفى اللسان: يكون على فساد من قلوبهم " وأثبت مافى الاصل.
[ 31 ]
وقريت، وقار، ونحو ذلك من التصريف. (س) وفيه " أكثر منافقي أمتى قراؤها " أي أنهم يحفظون القرآن نفيا للتهمة عن أنفسهم، وهم معتقدون تضييعه. وكان المنافقون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة. * وفى حديث أبى في ذكر سورة الاحزاب " إن كانت لتقارى سورة البقرة أو هي أطول " أي تجاريها مدى طولها في القراءة، أو أن قارئها ليساوي قارئ سورة البقرة في زمن قراءتها، وهى مفاعلة من القراءة. قال الخطابى: هكذا رواه ابن هشام. وأكثر الروايات " إن كانت لتوازى ". [ ه ] وفيه " أقرؤ كم أبى " قيل أراد من جماعة مخصوصين، أو في وقت من الاوقات، فإن غيره كان أقرأ منه. ويجوز أن يريد به أكثرهم قراءة. ويجوز أن يكون عاما وأنه أقرأ الصحابة: أي أتقن للقرآن وأحفظ (1). (س) وفى حديث ابن عباس " أنه كان لا يقرأ في الظهر والعصر " ثم قال في آخره " وما كان ربك نسيا " معناه أنه كان لا يجهر بالقراءة فيهما أو لا يسمع نفسه قراءته، كأنه رأى قوما يقرأون فيسمعون أنفسهم ومن قرب منهم. ومعنى قوله " وما كان ربك نسيا " يريد أن القراءة التى تجهر بها أو تسمعها نفسك يكتبها الملكان، وإذا قرأتها في نفسك لم يكتباها، والله يحفظها لك ولا ينساها ليجازيك عليها * وفيه " إن الرب عزوجل يقرئك السلام " يقال: أقرئ فلانا السلام واقرأ عليه السلام، كأنه حين يبلغه سلامه يحمله على أن يقرأ السلام ويرده، وإذا قرأ الرجل القرآن أو الحديث على الشيخ يقول: أقرأنى فلان: أي حملني على أن أقرأ عليه. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى إسلام أبى ذر " لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد " (1) قال الهروي: " ويجوز أن يحمل " أقرأ " على قارئ، والتقدير: قارئ من أمتى أبى، قال اللغويون: الله أكبر، بمعنى كبير ".
[ 32 ]
أي على طرق الشعر وأنواعه وبحوره، واحدها: قرء، بالفتح. وقال الزمخشري وغيره: أقراء الشعر: قوافيه التى يختم بها، كأقراء الطهر التى ينقطع عندها، الواحد قرء، وقرء، وقرى (1)، لانها مقاطع الابيات وحدودها. [ ه ] وفيه " دعى الصلاة أيام أقرائك " قد تكررت هذه اللفظة في الحديث مفردة ومجموعة، والمفردة بفتح القاف، وتجمع على أقراء وقروء، وهو من الاضداد يقع على الطهر، وإليه ذهب الشافعي وأهل الحجاز، وعلى الحيض، وإليه ذهب أبو حنيفة وأهل العراق. والاصل في القرء الوقت المعلوم، فلذلك وقع على الضدين، لان لكل منهما وقتا، وأقرأت المرأة إذا طهرت وإذا حاضت. وهذا الحديث أراد بالاقراء فيه الحيض، لانه أمرها فيه بترك الصلاة. * (قرب) * * فيه " من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا " المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قرب الذات والمكان، لان ذلك من صفات الاجسام. والله يتعالى عن ذلك وبتقدس. والمراد بقرب الله من العبد قرب نعمه وألطافه منه، وبره وإحسانه إليه، وترادف مننه عنده، وفيض مواهبه عليه. (س) ومنه الحديث " صفة هذه الامة في التوراة قربانهم دماؤهم " القربان: مصدر من قرب يقرب: أي يتقربون إلى الله تعالى بإراقة دمائهم في الجهاد، وكان قربان الامم السالفة ذبح البقر والغنم والابل. (س) ومنه الحديث " الصلاة قربان كل تقى " أي أن الاتقياء من الناس يتقربون بها إلى الله، أي يطلبون القرب منه بها. * ومنه حديث الجمعة " من راح في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنة " أي كأنما أهدى ذلك إلى الله تعالى، كما يهدى القربان إلى بيت الله الحرام. (1) انظر الفائق 1 / 519. وقال في الاساس: " ويقال للقصيدتين: هما على قرى واحد، وعلى قرو واحد، وهو الروى ".
[ 33 ]
(ه) وفى حديث ابن عمر " إن كنا لنلتقى في اليوم مرارا يسأل بعضنا بعضا، وإن نقرب بذلك إلا أن نحمد الله تعالى " قال الازهرى: أي ما نطلب بذلك إلا حمد الله تعالى. قال الخطابى: نقرب: أي نطلب. والاصل فيه طلب الماء. * ومنه " ليلة القرب " وهى الليلة التى يصبحون منها (1) على الماء، ثم اتسع فيه فقيل: فلان يقرب حاجته: أي يطلبها، وإن الاولى هي المخففة من الثقيلة، والثانية نافية. * ومنه الحديث " قال له رجل: مالى هارب ولاقارب " القارب: الذى يطلب الماء. أراد ليس لى شئ. * ومنه حديث على " وما كنت إلا كقارب ورد، وطالب وجد ". * وفيه " إذا تقارب الزمان " وفى رواية " اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب " أراد اقتراب الساعة. وقيل: اعتدال الليل والنهار، وتكون الرؤيا فيه صحيحة لاعتدال الزمان. واقترب: افتعل، من القرب. وتقارب: تفاعل منه. ويقال للشئ إذا ولى وأدبر: تقارب. (ه) ومنه حديث المهدى " يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر " أراد: يطيب الزمان حتى لا يستطال، وأيام السرور والعافية قصيرة. وقيل: هو كناية عن قصر الاعمار وقلة البركة. (ه) وفيه " سددوا وقاربوا " أي اقتصدوا في الامور كلها، واتركوا الغلو فيها والتقصير. يقال: قارب فلان في أموره إذا اقتصد. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث ابن مسعود " أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فلم يرد عليه، قال: فأخذني ما قرب وما بعد " يقال للرجل إذا أقلقه الشئ وأزعجه: أخذه ما قرب وما بعد، وما قدم وما حدث، كأنه يفكر ويهتم في بعيد أموره وقريبها. يعنى أيها كان سببا في الامتناع من رد السلام. * وفى حديث أبى هريرة " لاقربن بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي لآتينكم بما يشبهها ويقرب منها. (1) في الاصل: " فيها " والمثبت من ا واللسان. (5 - النهاية - 4)
[ 34 ]
* ومنه حديثه الآخر " إنى لاقربكم شبها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. * وفيه " من غير المطربة والمقربة فعليه لعنة الله " المقربة: طريق صغير ينفذ إلى طريق كبير، وجمعها: المقارب. وقيل: هو من القرب، وهو السير بالليل. وقيل السير إلى الماء. (ه) ومنه الحديث " ثلاث لعينات: رجل عور (1) طريق المقربة ". (ه) وفى حديث عمر " ما هذه الابل المقربة " هكذا روى بكسر الراء. وقيل: هي بالفتح وهى التى حزمت للركوب. وقيل: هي التى عليها رحال مقربة بالادم، وهو من مراكب الملوك، وأصله من القراب. (ه) وفى كتابه لوائل بن حجر " لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر " هو شبه الجراب يطرح فيه الراكب سيفه بغمده وسوطه، وقد يطرح فيه زاده من تمر وغيره. قال الخطابى: الرواية بالباء هكذا، ولا موضع لها هاهنا، وأراه " القراف " جمع قرف، وهى أوعية من جلود يحمل فيها الزاد للسفر، وتجمع على: قروف، أيضا. (ه) وفيه " إن لقيتني بقراب (2) الارض خطيئة " أي بما يقارب ملاها، وهو مصدر: قارب يقارب. (س) وفيه " أتقوا قراب المؤمن فإنه ينظر بنور الله " وروى " قرابة المؤمن " يعنى فراسته وظنه الذى هو قريب من العلم والتحقق، لصدق حدسه وإصابته. يقال: ما هو بعالم ولا قراب عالم، ولا قرابة عالم، ولا قريب عالم. [ ه ] وفى حديث المولد " فخرج عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم متقربا متخصرا بالبطحاء " أي واضعا يده على قربه: أي خاصرته. وقيل: هو الموضع الرقيق أسفل من السرة. (1) في الاصل، واللسان وشرح القاموس: " غور " بالغين المعجمة. وأثبته بالعين المهملة من ا واستنادا إلى تصحيحات الاستاذ عبد السلام هارون للسان العرب. قال: " والطريق لا يغور، وإنما يعور، أي تفسد أعلامه ومناره. ومنه قولهم: " طريق أعور " أي لا علم فيه. وقد جاء على هذا الصواب في تهذيب الازهرى، مادة (قرب) ". (2) قال في القاموس: " وقاب الشئ بالكسر، وقرابه، وقرابته بضمهما: ما قارب قدره ".
[ 35 ]
وقيل: متقربا، أي مسرعا عجلا، ويجمع على أقراب. * ومنه قصيد كعب بن زهير: يمشى القراد عليها ثم يزلقه * عنها (1) لبان وأقراب زهاليل * وفى حديث الهجرة " أتيت فرسى فركبتها فرفعتها تقرب بى " قرب تقريبا إذا عدا عدوا دون الاسراع، وله تقريبان، أدنى وأعلى. (س) وفى حديث الدجال " فجلسوا في أقرب السفينة " هي سفن صغار تكون مع السفن الكبار البحرية كالجنائب لها، واحدها: قارب، وجمعها: قوارب، فأما أقرب فغير معروف في جمع قارب، إلا أن يكون على غير قياس. وقيل: أقرب السفينة: أدانيها، أي ما قارب إلى الارض منها. (س) وفى حديث عمر " إلا حامى على قرابته " أي أقاربه. سموا بالمصدر، كالصحابة. * (قرثع) * (س) في صفة المرأة الناشز " هي كالقرثع " القرثع من النساء: البلهاء. وسئل أعرابي عن القرثع فقال: هي التى تكحل إحدى عينيها وتترك الاخرى، وتلبس قميصها مقلوبا. * (قرح) * * في حديث أحد " بعد ما أصابهم القرح " هو بالفتح والضم: الجرح، وقيل: هو بالضم: الاسم، وبالفتح: المصدر، أراد ما نالهم من القتل والهزيمة يومئذ. * ومنه الحديث " إن أصحاب محمد قدموا المدينة وهم قرحان ". (ه) ومنه حديث عمر " لما أراد دخول الشام وقد وقع به الطاعون قيل له: إن [ من ] (2) معك من أصحاب محمد قرحان " وفى رواية " قرحانون " القرحان بالضم: هو الذي لم يمسه القرح وهو الجدري، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث، وبعضهم يثنى ويجمع ويؤنث. وبعير قرحان: إذا لم يصبه الجرب قط (3). وأما قرحانون، بالجمع، فقال الجوهرى: " هي لغة متروكة " فشبهوا السليم من الطاعون والقرح بالقرحان، والمراد أنهم لم يكن أصابهم قبل ذلك داء. (1) رواية شرح ديوانه ص 12: " منها ". (2) من الهروي، والصحاح، والفائق 1 / 596. وحكى صاحب اللسان عن شمر، قال: " قرحان، إن شئت نونت، وإن شئت لم تنون ". (3) في الهروي: " قال شمر: قرحان، من الاضداد ".
[ 36 ]
* ومنه حديث جابر " كنا نختبط بقسينا ونأكل حتى قرحت أشداقنا " أي تجرحت من أكل الخبط. * وفيه " جلف الخبز والماء القراح " هو بالفتح: الماء الذى لم يخالطه شئ يطيب به، كالعسل والتمر والزبيب. (س) وفيه " خير الخيل الاقرح المحجل " هو ماكان في جبهته قرحة، بالضم، وهى بياض يسير في وجه الفرس دون الغزة، فأما القارح من الخيل فهو الذى دخل في السنة الخامسة، وجمعه: قرح. (س) ومنه الحديث " وعليهم الصالغ والقارح " أي الفرس القارح. * وفيه ذكر " قرح " بضم القاف وسكون الراء، وقد تحرك في الشعر: سوق وادى القرى، صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنى به مسجد. * (قرد) * (ه) فيه " إياكم والاقراد، قالوا: يارسول الله، وما الاقراد ؟ قال: الرجل يكون منكم أميرا أو عاملا فيأتيه المسكين والارملة فيقول لهم: مكانكم حتى أنظر في حوائجكم، ويأتيه الشريف الغنى فيدنيه ويقول: عجلوا قضاء حاجته، ويترك الآخرون مقردين " يقال: أقرد الرجل إذا سكت ذلا (1)، وأصله أن يقع الغراب على البعير فيلقط القردان فيقر ويسكن لما يجد من الراحة. (ه) ومنه حديث عائشة " كان لنا وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعرنا قفزا، فإذا حضر مجيئه أقرد " أي سكن وذل. (س) ومنه حديث ابن عباس " لم ير بتقريد المحرم البعير بأسا " التقريد: نزع القردان من البعير، وهو الطبوع الذى يلصق بجسمه. * ومنه حديثه الآخر " قال لعكرمة وهو محرم: قم فقرد هذا البعير، فقال: إنى محرم فقال: قم فانحره، فنحره، فقال: كم تراك الآن قتلت من قراد وحمنانة ". (1) روى الهروي عن ثعلب: " يقال: أخرد الرجل: إذا سكت حياء. وأقرد: إذا سكت ذلا ".
[ 37 ]
(س) وفى حديث عمر " ذرى الدقيق وأنا أحر (1) لك لئلا يتقرد " أي لئلا يركب بعضه بعضا. (ه) وفيه " أنه صلى إلى بعير من المغنم، فلما انفتل تناول قردة من وبر البعير " أي قطعة مما ينسل منه، وجمعها: قرد، بتحريك الراء فيهما، وهو أردأ ما يكون من الوبر والصوف وما تمعط منهما. (ه) وفيه " لجأوا إلى قردد " هو الموضع المرتفع من الارض، كأنهم تحصنوا به. ويقال للارض المستوية أيضا: قردد. * ومنه حديث قس والجارود " قطعت قرددا " * وفيه ذكر " ذى قرد " هو بفتح القاف والراء: ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر. * ومنه " غزوة ذى قرد " ويقال: ذو القرد. * (قردح) * (ه) في وصية عبد الله بن حازم " قال لبنيه: إذا أصابتكم خطة ضيم فقردحوا لها " القردحة: القرار على الضيم والصبر على الذل: أي لا تضطربوا فيه فإن ذلك يزيدكم خبالا. * (قرر) * (ه) فيه " أفضل الايام يوم النحر ثم يوم القر " هو الغد من يوم النحر، وهو حادى عشر ذى الحجة، لان الناس يقرون فيه بمنى: أي يسكنون ويقيمون. * ومنه حديث عثمان " أقروا الانفس حتى تزهق " أي سكنوا الذبائح حتى تفارقها أرواحها، ولا تعجلوا سلخها وتقطيعها. (س) ومنه حديث أبى موسى " أقرت الصلاة بالبر والزكاة " وروى " قرت ": أي استقرت معهما وقرنت بهما، يعنى أن الصلاة مقرونة بالبر، وهو الصدق وجماع الخير، وأنها مقرونة بالزكاة في القرآن، مذكورة معها. (1) في الاصل واللسان: " أحرك لك " والتصويب من: ا، ومما سبق في (حرر) 1 / 365.
[ 38 ]
[ ه ] ومنه حديث ابن مسعود " قاروا الصلاة " أي اسكنوا فيها ولا تتحركوا ولا تعبثوا، وهو تفاعل من القرار. * وفى حديث أبى ذر " فلم أتقار أن قمت " أي لم ألبث، وأصله: أتقارر، فأدغمت الراء في الراء. (ه) ومنه حديث نائل مولى عثمان " قلنا لرباح بن المعترف: غننا غناء أهل القرار " أي أهل الحضر المستقرين في منازلهم، لاغناء أهل البدو الذى لا يزالون منتقلين. (ه) ومنه حديث ابن عباس وذكر عليا فقال: " علمي إلى علمه كالقرارة في المثعنجر " القرارة: المطمئن من الارض يستقر فيه ماء المطر، وجمعها: القرار. * ومنه حديث يحيى بن يعمر " ولحقت طائفة بقرار الاودية ". (ه) وفى حديث البراق " أنه استصعب ثم ارفض وأقر " أي سكن وانقاد. (ه س) وفى حديث أم زرع " لاحر ولاقر " القر: البرد، أرادت أنه لا ذو حر ولا ذو برد، فهو معتدل. يقال: قر يومنا يقر قرة، ويوم قر بالفتح: أي بارد، وليلة قرة. وأرادت بالحر والبرد الكناية عن الاذى، فالحر عن قليله، والبرد عن كثيره. * ومنه حديث حذيفة في غزوة الخندق " فلما أخبرته خبر القوم وقررت قررت " أي لما سكنت وجدت مس البرد. [ ه ] وفى حديث عمر " قال لابي مسعود البدرى: بلغني أنك تفتى، ول حارها من تولى قارها " جعل الحر كناية عن الشر والشدة، والبرد كناية عن الخير والهين. والقار: فاعل من القر: البرد. أراد: ول شرها من تولى خيرها، وول شديدها من تولى هينها. * ومنه حديث الحسن بن على في جلد الوليد بن عقبة " ول حارها من تولى قارها " وامتنع من جلده. (ه) وفى حديث الاستسقاء " لورآك لقرت عيناه " أي لسر بذلك وفرح. وحقيقته أبرد الله دمعة عينيه، لان دمعة الفرح والسرور باردة.
[ 39 ]
وقيل: معنى أقر الله عينك بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك فلا تستشرف إلى غيره. * وفى حديث عبد الملك بن عمير " لقرص برى بأبطح قرى " سئل شمر عن هذا فقال: لاأعرفه، إلا أن يكون من القر: البرد. [ ه ] وفى حديث أنجشة، في رواية البراء بن مالك " رويدك، رفقا بالقوارير " أراد النساء، شبههن بالقوارير من الزجاج، لانه يسرع إليها الكسر، وكان أنجشة يحدو وينشد القريض والرجز. فلم يأمن أن يصيبهن، أو يقع في قلوبهن حداؤه، فأمره بالكف عن ذلك. وفى المثل: الغناء رقية الزنا. وقيل: أراد أن الابل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشى واشتدت فأزعجت الراكب وأتعبته، فنهاه عن ذلك لان النساء يضعفن عن شدة الحركة. وواحدة القوارير: قارورة، سميت بها لاستقرار الشراب فيها. (س) وفى حديث على " ما أصبت منذ وليت عملي إلا هذه القويريرة، أهداها إلى الدهقان " هي تصغير قارورة. (ه) وفى حديث استراق السمع " يأتي الشيطان فيتسمع الكلمة فيأتى بها إلى الكاهن فيقرها في أذنه كما تقر القارورة إذا أفرغ فيها ". وفى رواية " فيقذفها في أذن وليه كقر الدجاجة " القر: ترديدك الكلام في أذن المخاطب (1) حتى يفهمه، تقول: قررته فيه أقره قرا. وقر الدجاجة: صوتها إذا قطعته. يقال: قرت تقر قرا وقريرا، فإن رددته قلت: قرقرت قرقرة (2). ويروى " كقر الزجاجة " بالزاى: أي كصوتها إذا صب فيها الماء. * (قرس) * (ه) فيه " قرسوا الماء في الشنان، وصبوه عليهم فيما بين الاذانين " أي بردوه في الاسقية. ويوم قارس: بارد. (1) عبارة الهروي: " في أذن الابكم ". وهى رواية اللسان، حكاية عن ابن الاعرابي. وذكر رواية ابن الاثير أيضا. (2) زاد الهروي " وقرقريرا ".
[ 40 ]
* (قرش) * * في حديث ابن عباس، في ذكر قريش " هي دابة تسكن البحر تأكل دوابه " وأنشد في ذلك: وقريش هي التى تسكن البحر بها سميت قريش قريشا وقيل: سميت لاجتماعها بمكة بعد تفرقها في البلاد. يقال: فلان يتقرش المال (1): أي يجمعه. * (قرص) * [ ه ] فيه " أن امرأة سألته عن دم المحيض يصيب الثوب، فقال: اقرصيه بالماء ". (ه س) وفى حديث آخر " حتيه بضلع، واقرصيه بماء وسدر " وفى رواية " قرصيه " (2) القرص: الدلك بأطراف الاصابع والاظفار، مع صب الماء عليه حتى يذهب أثره. والتقريص مثله. يقال: قرصته وقرصته، وهو أبلغ في غسل الدم من غسله بجميع اليد. وقال أبو عبيد (3): قرصيه بالتشديد: أي قطعيه. * وفيه " فأتى بثلاثة قرصة من شعير " القرصة - بوزن العنبة - جمع قرص، وهو الرغيف، كجحر وجحرة. * وفى حديث على " أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا " هن ثلاث جوار كن يلعبن، فتراكبن فقرصت السفلى الوسطى، فقمصت، فسقطت العليا فوقصت عنقها، فجعل ثلثى الدية على الثنتين وأسقط ثلث العليا، لانها أعانت على نفسها. جعل الزمخشري هذا الحديث مرفوعا، وهو من كلام على. القارصة: اسم فاعل من القرص بالاصابع. (س) وفى حديث ابن عمير " لقارص قمارص " أراد اللبن الذى يقرص اللسان من حموضته. والقمارص: تأكيد له. والميم زائدة. * ومنه رجز ابن الاكوع: (1) في ا: " الماء ". (2) وهى رواية الهروي. (3) في الاصل: " أبو عبيدة " وأثبت ما في: ا. ويلاحظ أن ابن الاثير أكثر ما ينقل عن أبى عبيد القاسم بن سلام. ولم أره ينقل عن أبى عبيدة معمر بن المثنى إلا نادرا.
[ 41 ]
لكن غذاها اللبن الخريف * المخض والقارص والصريف * (قرصف) * (س) فيه " أنه خرج على أتان وعليها قرصف لم يبق منها إلا قرقرها " القرصف: القطيفة. هكذا ذكره أبو موسى بالراء. ويروى بالواو. وسيذكر. * (قرض) * (ه) فيه " وضع الله الحرج إلا امرأ اقترض امرأ مسلما " وفى رواية " إلا من اقترض مسلما ظلما " وفى أخرى " من اقترض عرض مسلم " أي نال منه وقطعه بالغيبة، وهو افتعال، من القرض: القطع. (ه) ومنه حديث أبى الدرداء " إن قارضت الناس قارضوك " أي إن ساببتهم ونلت منهم سبوك ونالوا منك. وهو فاعلت من القرض. [ ه ] ومنه حديثه الآخر " أقرض من عرضك ليوم فقرك " أي إذا نال أحد من عرضك فلا تجازه، ولكن اجعله قرضا في ذمته لتأخذه منه يوم حاجتك إليه. يعنى يوم القيامة. * وفى حديث أبى موسى وابن عمر " اجعله قراضا " القراض: المضاربة في لغة أهل الحجاز يقال: قارضه يقارضه قراضا ومقارضة. (ه) ومنه حديث الزهري " لا تصلح مقارضة من طعمته الحرام " قال الزمخشري (1): أصلها من القرض في الارض، وهو قطعها بالسير فيها، وكذلك هي المضاربة أيضا، من الضرب في الارض. (ه) وفى حديث الحسن " قيل له: أكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزحون ؟ قال: نعم، ويتقارضون " أي يقولون القريض وينشدونه. والقريض: الشعر. * (قرط) * * فيه ما يمنع إحداكن أن تصنع قرطين من فضة " القرط: نوع من حلى الاذن معروف، ويجمع على أقراط، وقرطة، وأقرطة. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث النعمان بن مقرن " فلتثب الرجال إلى خيولها فيقرطوها أعنتها " تقريط الخيل: إلجامها. وقيل حملها على أشد الجرى. وقيل: هو أن يمد الفارس يده حتى يجعلها على قذال فرسه في حال عدوه (2). (1) انظر الفائق 2 / 339. (2) في الهروي: " حضره " وكذلك يفهم من شرح اللسان.
[ 42 ]
(س) وفى حديث أبى ذر " ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما " القيراط: جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عشره في أكثر البلاد. وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين. والياء فيه بدل من الراء، فإن أصله: قراط. وقد تكرر في الحديث. وأراد بالارض المستفتحة مصر، وخصها بالذكر وإن كان القيراط مذكورا في غيرها، لانه كان يغلب على أهلها أن يقولوا: أعطيت فلانا قراريط، إذا أسمعه ما يكرهه. واذهب لاأعطيك (1) قراريطك: أي سبك وإسماعك المكروه، ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم. ومعنى قوله " فإن لهم ذمة ورحما ": أي أن هاجر أم إسماعيل عليه السلام كانت قبطية من أهل مصر. وقد تكرر ذكر " القيراط " في الحديث مفردا وجمعا. * ومنه حديث ابن عمر وأبى هريرة في تشييع الجنازة. * (قرطف) * (س) في حديث النخعي في قوله تعالى " يا أيها المدثر " إنه كان متدثرا في قرطف " هو القطيفة التى لها خمل. * (قرطق) * (س) في حديث منصور " جاء الغلام وعليه قرطق أبيض " أي قباء، وهو تعريب: كرته، وقد تضم طاؤه. وإبدال القاف من الهاء في الاسماء المعربة كثير، كالبرق (2)، والباشق، والمستق. * ومنه حديث الخوارج " كأنى أنظر إليه حبشي عليه قريطق " هو تصغير قرطق. * (قرطم) * * فيه " فتلتقط المنافقين لقط الحمامة القرطم " هو بالكسر والضم: حب العصفر. * (قرطن) * (س) فيه " أنه دخل على سلمان فإذا إكاف وقرطان " القرطان: كالبرذعة (1) في الاصل: " لاعطيك " وأثبت ما في ا واللسان. (2) في الاصل، واللسان: " البرق " بسكون الراء. وهو خطأ، صوابه الفتح. انظر المعرب ص 45، 265 حاشية 2.
[ 43 ]
لذوات الحوافر. ويقال له قرطاط، وكذلك رواه الخطابى بالطاء، وقرطاق بالقاف، وهو بالنون أشهر. وقيل: هو ثلاثى الاصل، ملحق بقرطاس. * (قرظ) * (س) فيه " لا تقرظونى كما قرظت النصارى عيسى " التقريظ: مدح الحى ووصفه. * ومنه حديث على " ولا هو أهل لما قرظ به " أي مدح. * وحديثه الآخر " يهلك في رجلان: محب مفرط يقرظنى بما ليس في، ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتني ". (س) وفيه " أن عمر دخل عليه وإن عند رجليه قرظا مصبورا ". * ومنه الحديث " أتى بهدية في أديم مقروظ " أي مدبوغ بالقرظ وهو ورق السلم. وبه سمى سعد القرظ المؤذن. وقد تكرر في الحديث. * (قرع) * (ه) فيه " لما أتى على محسر قرع ناقته " أي ضربها بسوطه. (ه) ومنه حديث خطبة خديجة " قال ورقة بن نوفل: هو الفحل لا يقرع أنفه " أي أنه كفء كريم لايرد. وقد تقدم أصله في القاف والدال والعين. (ه) ومنه حديث عمر " أنه أخذ قدح سويق فشربه حتى قرع القدح جبينه " أي ضربه، يعنى أنه شرب جميع ما فيه. * ومنه الحديث " أقسم لتقرعن (1) بها أبا هريرة " أي لتفجأنه بذكرها، كالصك له والضرب. ويجوز أن يكون من الردع. يقال: قرع الرجل: إذا ارتدع. ويجوز أن يكون من أقرعته إذا قهرته بكلامك، فتكون التاء مضمومة والراء مكسورة. وهما في الاولى مفتوحتان. * وفى حديث عبد الملك وذكر سيف الزبير فقال: (1) في ا: " ليقرعن... ليفجأنه ".
[ 44 ]
* بهن فلول من قراع الكتائب * (1) أي قتال الجيوش ومحاربتها. (ه) وفى حديث علقمة " أنه كان يقرع غنمه ويحلب ويعلف " أي ينزى عليها الفحول. هكذا ذكره الهروي بالقاف، والزمخشري. وقال أبو موسى: هو بالفاء، وهو من هفوات الهروي. قلت: إن كان من حيث إن الحديث لم يرو إلا بالفاء فيجوز، فإن أبا موسى عارف بطرق الرواية. وأما من حيث اللغة فلا يمتنع، فإنه يقال: قرع الفحل الناقة إذا ضربها. وأقرعته أنا. والقريع: فحل الابل. والقرع في الاصل: الضرب. ومع هذا فقد ذكره الحربى في غريبه بالقاف، وشرحه بذلك. وكذلك رواه الازهرى في " التهذيب " لفظا وشرحا. * ومنه حديث هشام، يصف ناقة " إنها لمقراع " هي التى تلقح في أول قرعة يقرعها الفحل. * وفيه " أنه ركب حمار سعد بن عبادة وكان قطوفا، فرده وهو هملاج قريع ما يساير " أي فاره مختار. قال الزمخشري: ولو روى " فريغ (2) " يعنى بالفاء والغين المعجمة لكان مطابقا لفراغ، وهو الواسع المشى. قال: وما آمن أن يكون تصحيفا. * وفى حديث مسروق " إنك قريع القراء " أي رئيسهم. والقريع: المختار. واقترعت الابل إذا اخترتها. * ومنه قيل لفحل الابل " قريع ". (ه) ومنه حديث عبد الرحمن " يقترع منكم وكلكم منتهى " أي يختار منكم. (ه) وفيه " يجئ كنز أحدكم (3) يوم القيامة شجاعا أقرع " الاقرع: الذى لاشعر على (1) انظر ص 472 من الجزء الثالث. (2) في الدر النثير: " قلت: كذا ضبطه الحافظ شرف الدين الدمياطي في حاشية طبقات ابن سعد وفسره بذلك ". (3) في الاصل: " أحدهم " والمثبت من: ا، واللسان.
[ 45 ]
رأسه، يريد حية قد تمعط جلد رأسه، لكثرة سمه وطول عمره. (ه) ومنه الحديث " قرع أهل المسجد حين أصيب أصحاب النهر (1) " أي قل أهله، كما يقرع الرأس إذا قل شعره، تشبيها بالقرعة، أو هو من قولهم: قرع المراح إذا لم يكن فيه إبل. [ ه ] وفى المثل " نعوذ بالله من قرع الفناء وصفر الاناء " أي خلو الديار من سكانها، والآنية من مستودعاتها. (ه) ومنه حديث عمر " إن اعتمرتم في أشهر الحج قرع حجكم " أي خلت أيام الحج من الناس واجتزأوا بالعمرة. [ ه ] وفيه " لا تحدثوا في القرع فإنه مصلى الخافين " القرع بالتحريك: هو أن يكون في الارض ذات الكلا مواضع لانبات بها، كالقرع في الرأس، والخافون: الجن. * ومنه حديث على " أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصليعاء والقريعاء " القريعاء: أرض لعنها الله، إذا أنبتت أو زرع فيها نبت في حافتيها، ولم ينبت في متنها شئ. * وفيه " نهى عن الصلاة على قارعة الطريق ". هي وسطه. وقيل: أعلاه. والمراد به ها هنا نفس الطريق ووجهه. (ه) وفيه " من لم يغز ولم يجهز غازيا أصابه الله بقارعة " أي بداهية تهلكه. يقال: قرعه أمر إذا أتاه فجأة، وجمعها: قوارع. * ومنه الحديث " في ذكر قوارع القرآن " وهى الآيات التى من قرأها أمن شر الشيطان، كآية الكرسي ونحوها، كأنها تدهاه وتهلكه. * (قرف) * (ه) فيه " رجل قرف على نفسه ذنوبا " أي كسبها. يقال: قرف الذنب واقترفه إذا عمله. وقارف الذنب وغيره إذا داناه ولاصقه. وقرفه بكذا: أي أضافه إليه واتهمه به. وقارف امرأته إذا جامعها. (1) قال مصحح اللسان: " بهامش الاصل: صوابه النهروان ".
[ 46 ]
(ه) ومنه حديث عائشة " أنه كان يصبح جنبا من قراف غير احتلام، ثم يصوم " أي من جماع. (س) ومنه الحديث في دفن أم كلثوم " من كان منكم لم يقارف أهله الليلة فليدخل (1) قبرها ". * ومنه حديث عبد الله بن حذافة " قالت له أمه: أمنت أن تكون أمك قارفت بعض ما يقارف أهل الجاهلية " أرادت الزنا. * ومنه حديث الافك " إن كنت قارفت ذنبا فتوبى إلى الله " وكل هذا مرجعه إلى المقاربة والمداناة. (س) وفيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأخذ بالقرف " أي التهمة. والجمع: القراف. * ومنه حديث على " أو لم ينه أمية علمها بى عن قرافى " أي عن تهمتى بالمشاركة في دم عثمان. (س) وفيه " أنه ركب فرسا لابي طلحة مقرفا " المقرف من الخيل: الهجين، وهو الذى أمه برذونة وأبوه عربي. وقيل: بالعكس. وقيل: هو الذى دانى الهجنة وقاربها. * ومنه حديث عمر " كتب إلى أبى موسى في البراذين: ما قارف العتاق منها فاجعل له سهما واحدا ". أي قاربها وداناها. * وفيه " أنه سئل عن أرض وبيئة فقال: دعها فإن من (2) القرف التلف " القرف: ملابسة الداء ومداناة المرض، والتلف: الهلاك. وليس هذا من باب العدوى، وإنما هو من باب الطب، فإن استصلاح الهواء من أعون الاشياء على صحة الابدان. وفساد الهواء من أسرع الاشياء إلى الاسقام. * وفى حديث عائشة " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى رجل مقراف للذنوب " أي كثير المباشرة لها. ومفعال: من أبنية المبالغة. (1) في الاصل: " فيدخل " والمثبت من ا، واللسان. (2) في الهروي: " في ".
[ 47 ]
(ه) وفيه " لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراف (1) من التمر " القراف: جمع قرف بفتح القاف، وهو وعاء من جلد يدبغ بالقرفة، وهى قشور الرمان. (ه) وفى حديث الخوارج " إذا رأيتموهم فاقرفوهم واقتلوهم " يقال: قرفت الشجرة إذا قشرت لحاءها، وقرفت جلد الرجل: إذا اقتلعته، أراد استأصلوهم. (ه) وفى حديث عمر " قال له رجل من البادية: متى تحل لنا الميتة ؟ قال: إذا وجدت قرف الارض فلا تقربها " أراد ما يقترف من بقل الارض وعروقه: أي يقتلع. وأصله أخذ القشر. (ه) ومنه حديث عبد الملك " أراك أحمر قرفا " القرف بكسر الراء: الشديد الحمرة، كأنه قرف: أي قشر. وقرف السدر: قشره، يقال: صبغ ثوبه بقرف السدر. [ ه ] وفى حديث ابن الزبير (2) " ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج قرفة أنفه " أي قشرته، يريد المخاط اليابس اللازق به. * (قرفص) * (ه) فيه " فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس القرفصاء " هي جلسة المحتبى بيديه. * (قرق) * (س [ ه ]) في حديث أبى هريرة، في ذكر الزكاة " وبطح لها بقاع قرق " القرق - بكسر الراء - المستوى الفارغ. والمروى " بقاع قرقر " وسيجئ. [ ه ] وفى حديث أبى هريرة " أنه كان ربما رآهم يلعبون بالقرق فلا ينهاهم " القرق بكسر القاف: لعبة يلعب بها أهل الحجاز، وهو خط مربع، في وسطه خط مربع، في وسطه خط مربع، ثم يخط في كل زاوية من الخط الاول إلى زوايا الخط الثالث، وبين كل زاويتين خط، فيصير أربعة عشر (3) خطا. * (قرقب) * (س) في حديث عمر " فأقبل شيخ عليه قميص قرقبى " هو منسوب إلى (1) روى: " القراب " بالباء. وسبق. (2) أخرجه الهروي من حديث ابن عباس (3) هكذا في الاصل، ا. والذى في الهروي، واللسان، والقاموس: " أربعة وعشرين خطا " وتجد صورته بهامش القاموس. لكن جاء في اللسان: " وقال أبو إسحاق: هو شئ يلعب به. قال: وسمعت الاربعة عشر ".
[ 48 ]
قرقوب، فحذفوا الواو كما حذفوها من " سابرى " في النسب إلى " سابور ". وقيل: هي ثياب كتان بيض. ويروى بالفاء وقد تقدم. * (قرقر) * (1) (ه س) في حديث الزكاة " بطح لها بقاع قرقر " هو المكان المستوى. * وفيه " ركب أتانا عليها قرصف لم يبق منها (2) إلا قرقرها: أي ظهرها. * وفيه " فإذا قرب المهل منه سقطت قرقرة وجهه " أي جلدته. والقرقر من لباس النساء، شبهت بشرة الوجه به. وقيل: إنما هي " رقرقة وجهه " وهو ما ترقرق من محاسنه. ويروى " فروة وجهه " بالفاء وقد تقدم. وقال الزمخشري: أراد ظاهر وجهه وما بدا منه (3). ومنه " قيل للصحراء البارزة: قرقر " (4). (ه) وفيه " لا بأس بالتبسم ما لم يقرقر " (5) القرقرة: الضحك العالي. * وفى حديث صاحب الاخدود " اذهبوا فاحملوه في قرقور " هو السفينة العظيمة، وجمعها: قراقير. * ومنه الحديث " فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر في قراقير من در ". [ ه ] وفى حديث موسى عليه السلام " ركبوا القراقير حتى أتوا آسية امرأة فرعون بتابوت موسى عليه السلام ". (س) وفى حديث عمر " كنت زميله في غزوة قرقرة الكدر " هي غزوة معروفة. والكدر: ماء لبنى سليم. والقرقر: الارض المستوية. (1) في الاصل، وا، وضعت هذه المادة بعد (قرقف). (2) في الاصل: " منه " والمثبت من: ا، واللسان، والفائق 2 / 23 (3) في الفائق 2 / 330: " وما بدا من محاسنه ". (4) الذى في الفائق: " ومنه قيل للصحراء البارزة: قرقرة. وللظهر: قرقر ". ولعل في نقل ابن الاثير سقطا. (5) في الهروي: " تقرقر ".
[ 49 ]
وقيل: إن أصل الكدر طير غبر، سمى الموضع أو الماء بها. * وفيه ذكر " قراقر " بضم القاف الاولى، وهى مفازة في طريق اليمامة، قطعها خالد بن الوليد، وهى بفتح القاف: موضع من أعراض المدينة لآل الحسن بن على. * (قرقف) * (ه) في حديث أم الدرداء " كان أبو الدرداء يغتسل من الجنابة فيجئ وهو يقرقف فأضمه بين فخذي " أي يرعد من البرد. * (قرم) * [ ه ] فيه " أنه دخل على عائشة وعلى الباب قرام ستر " وفى رواية " وعلى باب البيت قرام فيه تماثيل " القرام: الستر الرقيق. وقيل: الصفيق من صوف ذى ألوان، والاضافة فيه كقولك: ثوب قميص. وقيل: القرام: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ، ولذلك أضاف. (ه) وفيه " أنه كان يتعوذ من القرم " وهى شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عنه. يقال: قرمت إلى اللحم أقرم قرما. وحكى بعضهم فيه: قرمته. * ومنه حديث الضحية " هذا يوم اللحم فيه مقروم " هكذا جاء في رواية. وقيل: تقديره: مقروم إليه، فحذف الجار. * ومنه حديث جابر " قرمنا إلى اللحم، فاشتريت بدرهم لحما " وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث الاحنف، بلغه أن رجلا يغتابه فقال: * عثيثة تقرم جلدا أملسا * أي تقرض، وقد تقدم (1). (س) وفى حديث على " أنا أبو حسن القرم " أي المقدم (2) في الرأى. والقرم: فحل الابل. أي أنا فيهم بمنزلة الفحل في الابل. قال الخطابى: وأكثر الروايات " القوم " بالواو، ولا معنى له، وإنما هو بالراء: أي المقدم في المعرفة وتجارب الامور. (1) تقدم في (عثث). (2) في اللسان: " المقرم ". (7 - النهاية - 4)
[ 50 ]
* وفى حديث عمر " قال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم فزودهم، لجماعة قدموا عليه مع النعمان بن مقرن المزني، فقام ففتح غرفة له فيها تمر كالبعير الاقرم " قال أبو عبيد: صوابه " المقرم "، وهو البعير المكرم يكون للضراب. ويقال للسيد الرئيس: مقرم، تشبيها به. قال (1): ولا أعرف الاقرم. وقال الزمخشري (2): قرم البعير فهو قرم: إذا استقرم، أي صار قرما. وقد أقرمه صاحبه فهو مقرم، إذا تركه للفحلة. وفعل وأفعل يلتقيان كثيرا، كوجل وأوجل، وتبع وأتبع، في الفعل، وكخشن وأخشن، وكدر وأكدر، في الاسم. * (قرمز) * (س) في تفسير قوله تعالى " فخرج على قومه في زينته " قال: كالقرمز " هو صبغ أحمر. ويقال: إنه حيوان تصبغ به الثياب فلا يكاد ينصل لونه، وهو معرب. * (قرمص) * (س) في مناظرة ذى الرمة ورؤبة " ما تقرمص سبع قرموصا إلا بقضاء " القرموص: حفرة يحفرها الرجل يكتن فيها من البرد، ويأوى إليها الصيد، وهى واسعة الجوف ضيقة الرأس. وقرمص وتقرمص إذا دخلها. وتقرمص السبع إذا دخلها للاصطياد. * (قرمط) * في حديث على " فرج مابين السطور، وقرمط بين الحروف " القرمطة: المقاربة بين الشيئين. وقرمط في خطوه: إذا قارب ما بين قدميه. * ومنه حديث معاوية " قال لعمرو: قرمطت ؟ قال: لا " يريد أكبرت ؟ لان القرمطة في الخطو من آثار الكبر. * (قرمل) * (ه) في حديث على " أن قرمليا تردى في بئر " القرملى من الابل: الصغير الجسم الكثير الوبر وقيل: هو ذو السنامين. ويقال له: قرمل أيضا. وكأن القرملى منسوب إليه. * ومن حديث مسروق " تردى قرمل في بئر فلم يقدروا على نحره، فسألوه، فقال: جوفوه، ثم اقطعوه أعضاء " أي اطعنوه في جوفه. (1) الذى في الفائق 2 / 326: " وزعم ابو عبيد أن أبا عمرو لم يعرف الاقرم. وقال: ولكن أعرف المقرم ". (2) حكاية عن صاحب التكملة.
[ 51 ]
(س) وفيه " أنه رخص في القرامل " وهى ضفائر من شعر أو صوف أو إبريسم، تصل به المرأة شعرها. والقرمل بالفتح: نبات طويل الفروع لين. * (قرن) * (ه) فيه " خيركم قرنى، ثم الذين يلونهم " يعنى الصحابة ثم التابعين. والقرن: أهل كل زمان، وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان. مأخوذ من الاقتران، وكأنه المقدار الذى يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم. وقيل: القرن: أربعون سنة. وقيل: ثمانون. وقيل: مائة. وقيل: هو مطلق من الزمان. وهو مصدر: قرن يقرن. (ه) ومنه الحديث " أنه مسح على رأس غلام وقال: عش قرنا، فعاش مائة سنة ". (س) ومنه الحديث " فارس نطحة أو نطحتين (1)، ثم لا فارس بعدها أبدا، والروم ذات القرون، كلما هلك قرن خلفه قرن " فالقرون جمع قرن. [ ه ] ومنه حديث أبى سفيان " لم أر كاليوم طاعة قوم، ولا فارس الاكارم، ولا الروم ذات القرون " وقيل: أراد بالقرون في حديث أبى سفيان: الشعور (2)، وكل ضفيرة من ضفائر الشعر: قرن. * ومنه حديث غسل الميت " ومشطناها ثلاثة قرون " (3). * ومنه حديث الحجاج " قال لاسماء: لتأتينى، أو لابعثن إليك من يسحبك بقرونك ". * ومنه حديث كردم " وبقرن أي النساء هي ؟ " أي بسن أيهن. * (س) وفى حديث قيلة " فأصابت ظبته طائفة من قرون راسيه " أي بعض نواحى رأسي. (س [ ه ]) وفيه " أنه قال لعلى: إن لك بيتا في الجنة، وإنك ذو قرنيها " أي طرفي الجنة وجانبيها. (1) هكذا " نطحة أو نطحتين " وسيأتى الخلاف فيه، في (نطح). (2) وهو تفسير الهروي. حكى عن الاصمعي أنه قال: " أراد قرون شعورهم، وهم أصحاب الجمم الطويلة ". (3) في ا: " ومشطنا " وفى اللسان: " ثلاث قرون ".
[ 52 ]
قال أبو عبيد: وأنا أحسب أنه أراد ذو قرنى الامة، فأضمر. وقيل: أراد الحسن والحسين. [ ه ] ومنه حديث على " وذكر قصة ذى القرنين ثم قال: وفيكم مثله " فيرى أنه إنما عنى نفسه، لانه ضرب على رأسه ضربتين: إحداهما يوم الخندق، والاخرى ضربة ابن ملجم. وذو القرنين: هو الاسكندر، سمى بذلك، لانه ملك الشرق والغرب. وقيل: لانه كان في رأسه شبه قرنين. وقيل: رأى في النوم أنه أخذ بقرنى الشمس. (س [ ه ]) وفيه " الشمس تطلع بين قرنى الشيطان " أي ناحيتى رأسه وجانبيه. وقيل: القرن: القوة: أي حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط، فيكون كالمعين لها. وقيل: بين قرنيه: أي أمتيه الاولين والآخرين. وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان سول له ذلك، فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مقترن بها. (ه) وفى حديث خباب " هذا قرن قد طلع " أراد قوما أحداثا نبغوا بعد أن لم يكونوا. يعنى القصاص. وقيل: أراد بدعة حدثت لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. (ه) وفى حديث أبى أيوب " فوجده الرسول يغتسل بين القرنين " هما قرنا البئر المبنيان على جانبيها، فإن كانتا من خشب فهما زرنوقان. * وفيه " أنه قرن بين الحج والعمرة " أي جمع بينهما بنية واحدة، وتلبية واحدة، وإحرام واحد، وطواف واحد، وسعى واحد، فيقول: لبيك بحجة وعمرة. يقال: قرن بينهما يقرن قرانا، وهو عند أبى حنيفة أفضل من الافراد والتمتع. (س) ومنه الحديث " أنه نهى عن القران، إلا أن يستأذن أحدكم صاحبه " ويروى " الاقران " والاول أصح. وهو أن يقرن بين التمرتين في الاكل. وإنما نهى عنه لان فيه شرها وذلك يزرى بصاحبه، أو لان فيه غبنا برفيقه. وقيل: إنما نهى عنه لما كانوا فيه من شدة العيش وقلة الطعام، وكانوا مع هذا يواسون من القليل، فإذا اجتمعوا على الاكل آثر بعضهم بعضا على نفسه. وقد يكون في القوم من قد
[ 53 ]
اشتد جوعه، فربما قرن بين التمرتين، أو عظم اللقمة. فأرشدهم إلى الاذن فيه، لتطيب به أنفس الباقين. * ومنه حديث جبلة " قال: كنا بالمدينة في بعث العراق، فكان ابن الزبير يرزقنا التمر، وكان ابن عمر يمر فيقول: لا تقارنوا إلا أن ستأذن الرجل أخاه " هذا لاجل ما فيه من الغبن، ولان ملكهم فيه سواء. وروى نحوه عن أبى هريرة في أصحاب الصفة. * وفيه " قارنوا بين أبنائكم " أي سووا بينهم ولا تفضلوا بعضهم على بعض. وروى بالباء الموحدة، من المقاربة، وهو قريب منه. (س) وفيه " أنه عليه الصلاة والسلام مر برجلين مقترنين، فقال: ما بال القران ؟ قالا: نذرنا " أي مشدودين أحدهما إلى الآخر بحبل. والقرن بالتحريك: الحبل الذى يشدان به. والجمع نفسه: قرن أيضا، والقران: المصدر والحبل. (س) ومنه حديث ابن عباس " الحياء والايمان في قرن " أي مجموعان في حبل، أو قران. (ه) وفى حديث الضالة " إذا كتمها آخذها ففيها قرينتها مثلها " أي إذا وجد الرجل ضالة من الحيوان وكتمها ولم ينشدها، ثم توجد عنده فإن صاحبها يأخذها ومثلها معها من كاتمها. ولعل هذا قد كان في صدر الاسلام ثم نسخ، أو هو على جهة التأديب حيث لم يعرفها. وقيل: هو في الحيوان خاصة كالعقوبة له. وهو كحديث مانع الزكاة " إنا آخذوها وشطر ماله " والقرينة: فعيلة بمعنى مفعولة، من الاقتران. * ومنه حديث أبى موسى " فلما أتيت رسول الله قال: خذ هذين القرينين " أي الجملين المشدودين أحدهما إلى الآخر. * ومنه الحديث " أن أبا بكر وطلحة يقال لهما: القرينان " لان عثمان أخا طلحة أخذهما فقرنهما بحبل (1). (1) بعد ذلك في اللسان: " وورد في الحديث أن أبا بكر وعمر، يقال لهما القرينان ".
[ 54 ]
(س) ومنه الحديث " مامن أحد إلا وكل به قرينه " أي مصاحبه من الملائكة والشياطين. وكل إنسان فإن معه قرينا منهما، فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه، وقرينه من الشياطين يأمره بالشر ويحثه عليه. (س) ومنه الحديث الآخر " فقاتله فإن معه القرين " والقرين: يكون في الخير والشر. (س) ومنه الحديث " أنه قرن بنبوته عليه السلام إسرافيل ثلاث سنين، ثم قرن به جبريل " أي كان يأتيه بالوحى. (ه) وفى صفته عليه الصلاة والسلام " سوابغ في غير قرن " القرن - بالتحريك - التقاء الحاجبين. وهذا خلاف ماروت أم معبد، فإنها قالت في صفته " أزج أقرن " أي مقرون الحاجبين، والاول الصحيح في صفته. و " سوابغ " حال من المجرور وهو الحواجب: أي أنها دقت في حال سبوغها، ووضع الحواجب موضع الحاجبين، لان التثنية جمع. (س) وفى حديث المواقيت " أنه وقت لاهل نجد قرنا " وفى رواية " قرن المنازل " هو اسم موضع يحرم منه أهل نجد. وكثير ممن لايعرف يفتح راءه، وإنما هو بالسكون، ويسمى أيضا " قرن الثعالب ". وقد جاء في الحديث. (س) ومنه الحديث " أنه احتجم على رأسه بقرن حين طب " وهو اسم موضع، فإما هو الميقات أو غيره. وقيل: هو قرن ثور جعل كالمحجمة. (س) وفى حديث على " إذا تزوج المرأة وبها قرن فإن شاء أمسك وإن شاء طلق " القرن بسكون الراء: شئ يكون في فرج المرأة كالسن يمنع من الوطئ، ويقال له: العفلة. (س) ومنه حديث شريح " في جارية بها قرن، قال: أقعدوها، فإن أصاب الارض فهو عيب، وإن لم يصبها فليس بعيب ". (س) وفيه " أنه وقف على طرف القرن الاسود " هو بالسكون: جبيل صغير.
[ 55 ]
(س) وفيه " أن رجلا أتاه فقال: علمني دعاء، ثم أتاه عند قرن الحول " أي عند آخر الحول [ الاول ] (1) وأول الثاني. * وفى حديث عمر والاسقف " قال: أجدك قرنا، قال: قرن مه ؟ قال: قرن من حديد " القرن بفتح القاف: الحصن، وجمعه قرون، ولذلك قيل لها صياصى. * وفى قصيد كعب بن زهير: إذا يساور قرنا لا يحل له * أن يترك القرن إلا وهو مجدول (2) القرن بالكسر: الكفء والنظير في الشجاعة والحرب، ويجمع على: أقران. وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا. * ومنه حديث ثابت بن قيس " بئس ما عودتم أقرانكم " أي نظراءكم وأكفاءكم في القتال. [ ه ] وفى حديث ابن الاكوع " سأل رسول الله عن الصلاة في القوس والقرن، فقال: صل في القوس واطرح القرن " القرن بالتحريك: جعبة من جلود تشق ويجعل فيها النشاب، وإنما أمره بنزعه، لانه كان من جلد غير ذكى ولا مدبوغ. * ومنه الحديث " الناس يوم القيامة كالنبل في القرن " أي مجتمعون مثلها. (س) ومنه حديث عمير بن الحمام " فأخرج تمرا من قرنه " أي جعبته، ويجمع على: أقرن، وأقران، كجبل وأجبل وأجبال. (س) ومنه الحديث " تعاهدوا أقرانكم " أي انظروا هل هي من ذكية أو ميتة، لاجل حملها في الصلاة. (ه) ومنه حديث عمر " قال لرجل: ما مالك ؟ قال: أقرن لى وآدمة في المنيئة، فقال: قومها وزكها ". * وفى حديث سليمان بن يسار " أما أنا فإنى لهذه مقرن " أي مطيق قادر عليها، يعنى ناقته. يقال: أقرنت للشئ فأنا مقرن: أي أطاقه وقوى عليه. (1) تكملة من: ا، واللسان (2) الرواية في شرح ديوانه 22: " مفلول ".
[ 56 ]
* ومنه قوله تعالى " وما كنا له مقرنين ". * (قرا) * (س) فيه " الناس قوارى الله في الارض " أي شهوده، لانهم يتتبع بعضهم أحوال بعض، فإذا شهدوا لانسان بخير أو شر فقد وجب، واحدهم: قار، وهو جمع شاذ حيث هو وصف لآدمي ذكر، كفوارس، ونواكس. يقال: قروت الناس، وتقريتهم، واقتريتهم، واستقريتهم بمعنى. * ومنه حديث أنس " فتقرى حجر نسائه كلهن ". (س) وحديث ابن سلام " فما زال عثمان يتقراهم ويقول لهم ذلك ". (ه) ومنه حديث عمر " بلغني عن أمهات المؤمنين شئ فاستقريتهن أقول: لتكففن عن رسول الله أو ليبد لنه الله خيرا منكن ". (ه) ومنه الحديث " فجعل يستقرى الرفاق ". (ه) وفى حديث عمر " ماولى أحد إلا حامى على قرابته وقرى في عيبته (1) " أي جمع يقال: قرى الشئ يقريه قريا إذا جمعه، يريد أنه خان في عمله. * ومنه حديث هاجر حين فجر الله لها زمزم " فقرت في سقاء أو شنة كانت معها ". (ه) وحديث مرة بن شراحيل " أنه عوتب في ترك الجمعة فقال: إن بى جرحا يقرى، وربما ارفض في إزارى " أي يجمع المدة وينفجر. (ه) وفى حديث ابن عمر " قام إلى مقرى بستان فقعد يتوضأ " المقرى والمقراة: الحوض الذى يجتمع فيه الماء. (س) وفى حديث ظبيان " رعوا قريانه " أي مجارى الماء. واحدها: قرى، بوزن طرى. (س) ومنه حديث قس " وروضة ذات قريان ". * وفيه " إن نبيا من الانبياء أمر بقرية النمل فأحرقت " هي مسكنها وبيتها، والجمع: قرى. والقرية من المساكن والابنية: الضياع، وقد تطلق على المدن. (1) الذى في الهروي: " وقرى على عيلته ".
[ 57 ]
[ ه ] ومنه الحديث " أمرت (1) بقرية تأكل القرى " هي مدينة الرسول عليه السلام. ومعنى أكلها القرى ما يفتح على أيدى أهلها من المدن، ويصيبون من غنائمها. (س) ومنه حديث على " أنه أتى بضب فلم يأكله وقال: إنه قروى " أي من أهل القرى، يعنى إنما يأكله أهل القرى والبوادى والضياع دون أهل المدن. والقروى: منسوب إلى القرية على غير قياس، وهو مذهب يونس، والقياس: قرئى (2) * وفى حديث إسلام أبى ذر " وضعت قوله على أقراء الشعر فليس هو بشعر " أقراء الشعر: طرائقه وأنواعه، واحدها: قرو، وقرى، وقرى. وذكره الهروي في الهمز، وقد تقدم. * ومنه حديث عتبة بن ربيعة " حين مدح القرآن لما تلاه رسول الله عليه، فقالت له قريش: هو شعر. قال: لا، لانى عرضته على أقراء الشعر فليس هو بشعر ". (س) وفيه " لا ترجع هذه الامة على قرواها " أي على أول أمرها وما كانت عليه. ويروى " على قروائها " بالمد. * وفى حديث أم معبد " أنها أرسلت إليه بشاة وشفرة، فقال: اردد الشفرة وهات لى قروا " يعنى قدحا من خشب. والقرو: أسفل النخلة ينقر وينبذ فيه. وقيل: إناء صغير يردد في الحوائج. * (باب القاف مع الزاى) * * (قزح) * (ه) فيه " لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح من أسماء الشياطين (3) " قيل: سمى به لتسويله للناس وتحسينه إليهم المعاصي، من التقزيح: وهو التحسين. وقيل: من القزح، وهى الطرائق والالوان التى في القوس، الواحدة: قزحة، أو من قزح الشئ إذا ارتفع، كأنه كره (1) في الهروي: " أموت ". (2) في الاصل: " قريى " بالياء. وأثبته بالهمز من القاموس واللسان. غير أنه في اللسان بسكون الراء. (3) هكذا في الاصل، والفائق 2 / 342. وفى ا: " الشيطان " وفى اللسان: " فإن قزح اسم شيطان ".
[ 58 ]
ما كانوا عليه من عادات الجاهلية و [ كأنه أحب (1) ] أن يقال قوس الله، فيرفع قدرها، كما يقال: بيت الله. وقالوا: قوس الله أمان من الغرق. (س) وفى حديث أبى بكر " أنه أتى على قزح وهو يخرش بعيره بمحجنه " هو القرن الذى يقف عنده الامام بالمزدلفة. ولا ينصرف للعدل والعلمية كعمر، وكذلك قوس قزح، إلا من جعل قزح من الطرائق والالوان فهو جمع قزحة. (ه) وفيه " إن الله ضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثلا، وضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلا، وإن قزحه وملحه " أي توبله، من القزح وهو التابل الذى يطرح في القدر، كالكمون والكزبرة ونحو ذلك. يقال: قزحت القدر إذا تركت فيها الابازير. والمعنى أن المطعم وإن تكلف الانسان التنوق في صنعته وتطييبه فإنه عائد إلى حال يكره ويستقذر، فكذلك الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار. [ ه ] وفى حديث ابن عباس " كره أن يصلى الرجل إلى الشجرة المقزحة " هي التى تشغبت شعبا كثيرة. وقد تقزح الشجر والنبات. وقيل: هي شجرة على صورة التين، لها أغصان قصار في رؤوسها مثل برثن الكلب. وقيل: أراد بها كل شجرة قزحت الكلاب والسباع بأبوالها عليها. يقال: قزح الكلب ببوله: إذا رفع إحدى رجليه وبال. * (قزز) * (س) في حديث ابن سلام " قال: قال موسى لجبريل عليهما السلام: هل ينام ربك ؟ فقال الله: قل له فليأخذ قازوزتين، أو قارورتين، وليقم على الجبل من أول الليل حتى يصبح " قال الخطابى: هكذا روى مشكوكا فيه. وقال: القازوزة مشربة كالقاقوزة، وتجمع على: القوازيز والقواقيز، وهى دون القرقارة (2). والقارورة بالراء معروفة. (ه) وفيه " إن إبليس ليقز القزة من المشرق فتبلغ المغرب " أي يثب الوثبة. (1) تكملة موضحة من الفائق. وهذا النص بألفاظه في الفائق، حكاية عن الجاحظ. (2) في الاصل: " القزقازة " بزايين. والتصحيح من: ا، واللسان.
[ 59 ]
* (قزع) * * في حديث الاستسقاء " وما في السماء قزعة " أي قطعة من الغيم، وجمعها: قزع. (ه) ومنه حديث على " فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف " أي قطع السحاب المتفرقة وإنما خص الخريف، لانه أول الشتاء، والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق، ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك. (ه) ومنه الحديث " أنه نهى عن القزع " هو أن يحلق رأس الصبى ويترك منه مواضع متفرقة غير محلوقة، تشبيها بقزع السحاب. وقد تكرر ذكر الجميع في الحديث مفردا ومجموعا. * (قزل) * (س) في حديث مجالد بن مسعود " فأتاهم وكان فيه قزل فأوسعوا له " القزل بالتحريك: أسوأ العرج وأشده. * (قزم) * (س) فيه " أنه كان يتعوذ من القزم " وهو اللؤم والشح. ويروى بالراء. وقد تقدم. * وفى حديث على في ذم أهل الشام " جفاة طغام عبيد أقزام " هو جمع قزم. والقزم في الاصل: مصدر، يقع على الواحد والاثنين والجمع، والذكر ولانثى. * (باب القاف مع السين) * * (قسب) * (س) في حديث ابن عكيم " أهديت إلى عائشة جرابا من قسب عنبر " القسب: الشديد اليابس من كل شئ. * ومنه " قسب التمر " ليبسه. * (قسر) * * في حديث على " مربوبون اقتسارا " الاقتسار: افتعال، من القسر، وهو القهر والغلبة. يقال: قسره يقسره قسرا. وقد تكرر في الحديث. * (قسس) * (ه) فيه " أنه نهى عن لبس القسى " هي ثياب من كتان مخلوط بحرير يؤتى بها من مصر، نسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تنيس، يقال لها القس بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها.
[ 60 ]
وقيل: أصل القسى: القزى بالزاى، منسوب إلى القز، وهو ضرب من الابريسم، فأبدل من الزاى سينا. وقيل: منسوب إلى القس، وهو الصقيع، لبياضه. * (قسط) * * في أسماء الله تعالى " المقسط " هو العادل. يقال: أقسط يقسط فهو مقسط، إذا عدل. وقسط يقسط فهو قاسط إذا جار. فكأن الهمزة في " أقسط " للسلب، كما يقال: شكا إليه فأشكاه. (ه) وفيه " إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه " القسط: الميزان، سمى به من القسط: العدل. أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده، كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، وهو تمثيل لما يقدره الله وينزله. وقيل: أراد بالقسط القسم من الرزق الذى يصيب كل مخلوق، وخفضه: تقليله، ورفعه: تكثيره. (ه) وفيه " إذا قسموا أقسطوا " أي عدلوا. * وفى حديث على " أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين " الناكثين: أصحاب الجمل لانهم نكثوا بيعتهم. والقاسطين: أهل صفين، لانهم جاروا في حكمهم وبغوا عليه. والمارقين: الخوارج، لانهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية. * وفى حديث " إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج " القسط: نصف الصاع، وأصله من القسط: النصيب، وأراد به هاهنا الاناء الذى توضئه فيه، كأنه أراد إلا التى تخدم بعلها وتقوم بأموره في وضوئه وسراجه. * ومنه حديث على " أنه أجرى للناس المديين والقسطين " القسطان: نصيبان من زيت كان يرزقهما الناس. (س) وفى حديث أم عطية " لا تمس طيبا إلا نبذة من قسط وأظفار " القسط: ضرب من الطيب. وقيل: هو العود. والقسط: عقار معروف في الادوية طيب الريح، تبخر به النفساء والاطفال. وهو أشبه بالحديث، لاضافته إلى الاظفار.
[ 61 ]
* (قسطل) * (ه) في خبر وقعة نهاوند " لما التقى المسلمون والفرس غشيتهم ريح قسطلانية " أي كثيرة الغبار، وهى منسوبة إلى القسطل: الغبار، بزيادة الالف والنون للمبالغة. * (قسقس) * [ ه ] في حديث فاطمة بنت قيس " قال لها: أما أبو جهم فأخاف عليك قسقاسته " القسقاسة: العصا، أي أنه يضربها بها، من القسقسة: وهى الحركة والاسراع في المشى. وقيل: أراد كثرة الاسفار. يقال: رفع عصاه على عاتقه إذا سافر، وألقى عصاه إذا أقام: أي لاحظ لك في صحبته، لانه كثير السفر قليل المقام. وفى رواية " إنى أخاف عليك قسقاسته العصا " (1) فذكر العصا تفسيرا للقسقاسة. وقيل: أراد قسقسته العصا: أي تحريكه إياها، فزاد الالف ليفصل بين توالى الحركات. * (قسم) * * في حديث قراءة الفاتحة " قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين " أراد بالصلاة هاهنا القراءة، تسمية للشئ ببعضه. وقد جاءت مفسرة في الحديث. وهذه القسمة في المعنى لا اللفظ، لان نصف الفاتحة ثناء، ونصفها مسألة ودعاء. وانتهاء الثناء عند قوله " إياك نعبد "، ولذلك قال في " وإياك نستعين ": هذه الآية بينى وبين عبدى. (ه) وفى حديث على " أنا قسيم النار " أراد أن الناس فريقان: فريق معى، فهم على هدى، وفريق على، فهم على ضلال، فنصف معى في الجنة، ونصف على في النار. وقسيم: فعيل بمعنى مفاعل، كالجليس والسمير. قيل: أراد بهم الخوارج. وقيل: كل من قاتله. (ه) وفيه " إياكم والقسامة " القسامة بالضم: ما يأخذه القسام من رأس المال عن أجرته لنفسه، كما يأخذ السما سرة رسما مرسوما لاأجرا معلوما، كتواضعهم أن يأخذوا من كل ألف شيئا معينا، وذلك حرام. قال الخطابى: ليس في هذا تحريم إذا أخذ القسام أجرته بإذن المقسوم لهم، وإنما هو (1) وهى رواية الهروي.
[ 62 ]
فيمن ولى أمر قوم، فإذا قسم بين أصحابه شيئا أمسك منه لنفسه نصيبا يستأثر به عليهم. وقد جاء في رواية أخرى " الرجل يكون على الفئام من الناس، فيأخذ من حظ هذا وحظ هذا " وأما القسامة - بالكسر - فهى صنعة القسام. كالجزارة والجزارة، والبشارة والبشارة. * ومنه حديث وابصة " مثل الذى يأكل القسامة كمثل جدى بطنه مملوء رضفا " جاء تفسيرها في الحديث أنها الصدقة، والاصل الاول. * وفيه " أنه استحلف خمسة نفر في قسامة معهم رجل من غيرهم. فقال: ردوا الايمان على أجالدهم " القسامة بالفتح: الميين، كالقسم. وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم، إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله، فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا، ولايكون فيهم صبى، ولا امرأة، ولا مجنون، ولاعبد، أو يقسم بها المتهمون على نفى القتل عنهم، فإن حلف المدعون استحقوا الدية، وإن حلف المتهمون لم تلزمهم الدية. وقد أقسم يقسم قسما وقسامة إذا حلف. وقد جاءت على بناء الغرامة والحمالة، لانها تلزم أهل الموضع الذى يوجد فيه القتيل. * ومنه حديث عمر " القسامة توجب العقل " أي توجب الدية لا القود. * وفى حديث الحسن " القسامة جاهلية " أي كان أهل الجاهلية يدينون بها. وقد قررها الاسلام. وفى رواية " القتل بالقسامة جاهلية " أي أن أهل الجاهلية كانوا يقتلون بها، أو أن القتل بها من أعمال الجاهلية، كأنه إنكار لذلك واستعظام. * وفيه " نحن نازلون بخيف بنى كنانة حيث تقاسموا [ على الكفر " تقاسموا ] (1) (1) تكلة من ا، واللسان.
[ 63 ]
من القسم: اليمين، أي تحالفوا. يريد لما تعاهدت قريش على مقاطعة بنى هاشم وترك مخالطتهم. * وفى حديث الفتح " دخل البيت فرأى إبراهيم وإسماعيل بأيديهما الازلام، فقال: قاتلهم الله، والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط " الاستقسام: طلب القسم الذى قسم له وقدر، مما لم يقسم ولم يقدر. وهو استفعال منه، وكانوا إذا أراد أحدهم سفرا أو تزويجا، أو نحو ذلك من المهام ضرب بالازلام وهى القداح، وكان على بعضها مكتوب: أمرنى ربى، وعلى الآخر: نهانى ربى، وعلى الآخر غفل. فإن خرج " أمرنى " مضى لشأنه، وإن خرج " نهانى " أمسك، وإن خرج " الغفل " عاد، أجالها وضرب بها أخرى إلى أن يخرج الامر أو النهى. وقد تكرر في الحديث. (س ه) وفى حديث أم معبد " قسيم وسيم " القسامة: الحسن. ورجل مقسم الوجه: أي جميل كله، كأن كل موضع منه أخذ قسما من الجمال. ويقال لحر الوجه: قسمة بكسر السين، وجمعها قسمات. * (قسور) * * فيه ذكر " القسورة " قيل: القسور والقسورة: الرماة من الصيادين. وقيل: هما الاسد. وقيل: كل شديد. * (قسا) * * في خطبة الصديق " فهو كالدرهم القسى والسراب الخادع " القسى بوزن الشقى: الدرهم الردئ، والشئ المرذول. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " ما يسرنى دين الذى يأتي العراف بدرهم قسى ". (ه) وحديثه الآخر " أنه قال لاصحابه: كيف يدرس العلم ؟ قالوا: كما يخلق الثوب، أو كما تقسو الدراهم " يقال: قست الدراهم تقسو إذا زافت. (ه) وحديثه الآخر " أنه باع نفاية بيت المال، وكانت زيوفا وقسيانا بدون وزنها، فذكر ذلك لعمر فنهاه وأمره أن يردها " هو جمع قسى، كصبيان وصبى. (ه) ومنه حديث الشعبى " قال لابي الزناد: تأتينا بهذه الاحاديث قسية وتأخذها منا طازجة " أي تأتينا بها رديئة، وتأخذها خالصة منتقاة.
[ 64 ]
* (باب القاف مع الشين) * * (قشب) * (ه) فيه " أن رجلا يمر على جسر جهنم، فيقول: يا رب قشبنى ريحها " أي سمنى، وكل مسموم قشيب ومقشب. يقال: قشبتنى الريح وقشبتنى. والقشب: الاسم. [ ه ] ومنه حديث عمر " أنه وجد من معاوية ريح طيب وهو محرم، فقال: من قشبنا ؟ " أراد أن ريح الطيب في هذه الحال مع الاحرام ومخالفة السنة قشب، كما أن ريح النتن قشب. يقال: ما أقشب بيتهم ! أي ما أقذره. والقشب بالفتح: [ خلط (1) ] السم بالطعام. [ ه ] وفى حديثه الآخر " أنه قال لبعض بنيه: قشبك المال " أي أفسدك وذهب بعقلك. (س) وحديثه الآخر " اغفر للاقشاب " هي جمع قشب، يقال: رجل قشب خشب - بالكسر - إذا كان لاخير فيه. * وفيه " أنه مر وعليه قشبا نيتان (2) " أي بردتان خلقتان. وقيل: جديدتان. والقشيب من الاضداد، وكأنه منسوب إلى قشبان: جمع قشيب، خارجا عن القياس، لانه نسب إلى الجمع. قال الزمخشري: " كونه منسوبا إلى الجمع غير مرضى (3)، ولكنه بناء مستطرف للنسب كالانبجانى ". * (قشر) * (ه) فيه " لعن الله القاشرة والمقشورة " القاشرة: التى تعالج وجهها أو وجه غيرها بالغمرة ليصفو لونها، والمقشورة: التى يفعل بها ذلك، كأنها تقشر أعلى الجلد. (ه) وفى حديث قيلة " فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر " القشر: اللباس. (س [ ه ]) ومنه الحديث " إن الملك يقول للصبى المنفوس: خرجت إلى الدنيا وليس عليك قشر ". (1) تكملة من: ا، واللسان، والهروى. (2) رواية الفائق 2 / 348: " قشبانيان ". (3) عبارة الفائق: " غير مرتضى من القول عند علماء الاعراب ".
[ 65 ]
* ومنه حديث ابن مسعود، ليلة الجن " لا أرى عورة ولا قشرا " أي لاأرى منهم عورة منكشفة، ولا أرى عليهم ثيابا. (ه) وفى حديث معاذ بن عفراء " أن عمر أرسل إليه بحلة فباعها واشترى بها خمسة أرؤس من الرقيق فأعتقهم، ثم قال: إن رجلا آثر قشرتين يلبسهما على عتق هؤلاء (1) لغبين الرأى " أراد بالقشرتين: الحلة، لان الحلة ثوبان إزار ورداء. (س) وفى حديث عبد الملك بن عمير " قرص بلبن قشري " هو منسوب إلى القشرة، وهى التى تكون في رأس اللبن. وقيل: إلى القشرة. والقاشرة: وهى مطرة شديدة تقشر وجه الارض يريد لبنا أدره المرعى الذى ينبته مثل هذه المطرة. (س) وفى حديث عمر " إذا أنا حركته ثار له قشار " أي قشر. والقشار: ما يقشر عن الشئ الرقيق. * (قشش) * (س) في حديث جعفر الصادق " كونوا قششا " هي جمع قشة، وهى القرد. وقيل: جروه. وقيل: دويبة تشبه الجعل. * (قشع) * (ه) فيه " لا أعرفن أحدكم يحمل قشعا من أدم فينادى: يا محمد " أي جلدا يابسا. وقيل: نطعا. وقيل: أراد القربة البالية، وهو إشارة إلى الخيانة في الغنيمة أو غيرها من الاعمال. (ه) ومنه حديث سلمة " غزونا مع أبى بكر الصديق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفلنى جارية عليها قشع لها " قيل: أراد بالقشع الفرو الخلق. وأخرجه الزمخشري عن سلمة. وأخرجه الهروي عن أبى بكر، قال: " نفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية عليها قشع لها " ولعلهما حديثان. (ه) وفى حديث أبى هريرة " لو حدثتكم بكل ما أعلم لرميتموني (2) بالقشع " هي جمع (1) رواية اللسان "... على عتق خمسة أعبد " (2) في الاصل: " رميتموني " وأثبت مافى: ا، واللسان، والهروى. (9 - النهاية - 4)
[ 66 ]
قشع على غير قياس. وقيل: هي جمع قشعة، وهى ما يقشع عن وجه الارض من المدر والحجر: أي يقلع، كبدرة وبدر. وقيل: القشعة: النخامة التى يقتلعها الانسان من صدره: أي لبزقتم في وجهى، استخفافا بى وتكذيبا لقولي. ويروى " لرميتموني بالقشع " على الافراد، وهو الجلد، أو من القشع، وهو الاحمق: أي لجعلتموني أحمق. * وفى حديث الاستسقاء " فتقشع السحاب " أي تصدع وأقلع، وكذلك أقشع، وقشعته الريح. * (قشعر) * * في حديث كعب " إن الارض إذا لم ينزل عليها المطر اربدت واقشعرت " أي تقبضت وتجمعت. * ومنه حديث عمر " قالت له هند لما ضرب أبا سفيان بالدرة: لرب يوم لو ضربته لاقشعر بطن مكة، فقال: أجل ". * (قشف) * (ه) فيه " رأى رجلا قشف الهيئة " أي تاركا للتنظيف والغسل. والقشف: يبس العيش. وقد قشف يقشف. ورجل متقشف: أي تارك للنظافة والترفه. * (قشقش) * (ه) فيه " يقال لسورة " قل يا أيها الكافرون. و: قل هو الله أحد " المقشقشتان " أي المبرئتان من النفاق والشرك، كما يبرأ المريض من علته. يقال: قد تقشقش المريض: إذا أفاق وبرأ. * (قشم) * (ه) في ربيع الثمار " فإذا جاء المتقاضى قال له: أصاب الثمر القشام " هو بالضم أن ينتفض ثمر النخل قبل أن يصير بلحا. * (قشا) * (ه) في حديث قيلة " ومعه عسيب نخلة مقشو " أي مقشور عنه خوصه. يقال: قشوت العود: إذا قشرته. * وفى حديث أسيد بن أبى أسيد " أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بودان لياء مقشى " أي مقشور. واللياء: حب كالحمص. * ومنه حديث معاوية " كان يأكل لياء مقشى ".
[ 67 ]
* (باب القاف مع الصاد) * * (قصب) * [ ه ] في صفته صلى الله عليه وسلم " سبط القصب " القصب من العظام: كل عظم أجوف فيه مخ، واحدته: قصبة. وكل عظم عريض: لوح. [ ه ] وفى حديث خديجة " بشر خديجة ببيت من قصب في الجنة " القصب في هذا الحديث: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف. والقصب من الجوهر: ما استطال منه في تجويف. (ه) وفى حديث سعيد بن العاص " أنه سبق (1) بين الخيل فجعلها مائة قصبة " أراد أنه ذرع الغاية بالقصب فجعلها مائة قصبة. ويقال إن تلك القصبة تركز عند أقصى الغاية، فمن سبق إليها أخذها واستحق الخطر فلذلك يقال: حاز قصب السبق، واستولى على الامد. (س) وفيه " رأيت عمرو بن لحى يجر قصبه في النار " القصب بالضم: المعى، وجمعه: أقصاب. وقيل: القصب: اسم للامعاء كلها. وقيل: هو ماكان أسفل البطن من الامعاء. * ومنه الحديث " الذى يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة كالجار قصبه في النار ". (س) وفى حديث عبد الملك " قال لعروة بن الزبير: هل سمعت أخاك يقصب نساءنا ؟ قال: لا " يقال: قصبه يقصبه إذا عابه. وأصله القطع. ومنه القصاب. ورجل قصابة: يقع في الناس. * (قصد) * [ ه ] في صفته عليه الصلاة والسلام. " كان أبيض مقصدا " هو الذى ليس بطويل ولاقصير ولا جسيم، كأن خلقه نحى به القصد من الامور والمعتدل الذى لا يميل إلى أحد طرفي التفريط والافراط. * وفيه " القصد القصد تبلغوا " أي عليكم بالقصد من الامور في القول والفعل، وهو الوسط بين الطرفين. وهو منصوب على المصدر المؤكد، وتكراره للتأكيد. (1) في الهروي: " سابق ".
[ 68 ]
* ومنه الحديث " كانت صلاته قصدا وخطبته قصدا ". * والحديث الآخر " عليكم هديا قاصدا " أي طريقا معتدلا. * والحديث الآخر " ما عال مقتصد (1) ولا يعيل " أي ما افتقر من لا يسرف في الانفاق ولا يقتر. * وفى حديث على " وأقصدت بأسهمها " أقصدت الرجل: إذا طعنته أو رميته بسهم، فلم تخط مقاتله، فهو مقصد. * ومنه شعر حميد بن ثور: أصبح قلبى من سليمى مقصدا * إن خطأ منها وإن تعمدا (ه) وفيه " كانت المداعسة بالرماح حتى تقصدت " أي تكسرت وصارت قصدا: أي قطعا. * (قصر) * (ه) فيه " من كان له بالمدينة أصل فليتمسك (2) به، ومن لم يكن فليجعل له بها أصلا ولو قصرة " القصرة بالفتح والتحريك: أصل الشجرة، وجمعها قصر، أراد: فليتخذ له بها ولو نخلة واحدة. والقصرة أيضا: العنق وأصل الرقبة. * ومنه حديث سلمان " قال لابي سفيان وقد مر به: لقد كان في قصرة هذا مواضع لسيوف المسلمين " وذلك قبل أن يسلم، فإنهم كانوا حراصا على قتله. وقيل: كان بعد إسلامه. * ومنه حديث أبى ريحانة " إنى لاجد في بعض ما أنزل من الكتب: الاقبل القصير القصرة، صاحب العراقين، مبدل السنة، يلعنه أهل السماء وأهل الارض، ويل له ثم ويل له ". [ ه ] ومنه حديث ابن عباس في قوله [ تعالى ] (3) " إنها ترمى بشرر كالقصر " (4) هو (1) في الاصل: " من اقتصد " والمثبت من ا، واللسان. (2) في الاصل: " فليستمسك " والمثبت من: ا، واللسان، والهروى. (3) من ا (4) الآية 32 من سورة المرسلات. وهذه قراءة ابن عباس وابن جبير ومجاهد والحسن وابن مقسم. انظر البحر المحيط 8 / 407 والقرطبى 19 / 162.
[ 69 ]
بالتحريك قال: " كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث أذرع أو أقل ونسميه القصر " يريد قصر النخل، وهو ما غلظ من أسفلها، أو أعناق الابل، واحدتها قصرة. (ه) وفيه " من شهد الجمعة فصلى ولم يؤذ أحدا، بقصره (1) إن لم تغفر له جمعته تلك ذنوبه كلها - أن تكون كفارته في الجمعة التى تليها " يقال: قصرك أن تفعل كذا: أي حسبك، وكفايتك، وغايتك. وكذلك قصارك، وقصاراك. وهو من معنى القصر: الحبس، لانك إذا بلغت الغاية حبستك. والباء زائدة دخلت على المبتدأ دخولها في قولهم: بحسبك قول السوء. و " جمعته " منصوبة على الظرف. * ومنه حديث معاذ " فإن له ما قصر في بيته " أي ما حبسه. (ه) وفى حديث إسلام ثمامة " فأبى أن يسلم قصرا فأعتقه " يعنى حبسا عليه وإجبارا، يقال: قصرت نفسي على الشئ: إذا حبستها عليه وألزمتها إياه. وقيل: أراد قهرا وغلبة، من القسر، فأبدل السين صادا، وهما يتبادلان في كثير من الكلام. * ومن الاول الحديث " وليقصرنه (2) على الحق قصرا ". * وحديث أسماء الاشهلية " إنا معشر النساء محصورات مقصورات ". * وحديث عمر " فإذا هم ركب قد قصر بهم الليل " أي حبسهم عن السير. * وحديث ابن عباس " قصر الرجال على أربع من أجل أموال اليتامى " أي حبسوا ومنعوا عن نكاح أكثر من أربع. (س) وفى حديث عمر " أنه مر برجل قد قصر الشعر في السوق فعاقبه " قصر الشعر إذا جزه، وإنما عاقبه لان الريح تحمله فتلقيه في الاطعمة. * وفى حديث سبيعة الاسلمية " نزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى " القصرى: تأنيث الاقصر، تريد سورة الطلاق. والطولى: سورة البقرة، لان عدة الوفاة في البقرة (1) في الهروي: " فقصره ". (2) في اللسان: " ولتقصرنه ".
[ 70 ]
أربعة أشهر وعشر، وفى سورة الطلاق وضع الحمل، وهو قوله: " وأولات الاحمال أجلهن أن يضعن حملهن ". * ومنه الحديث " أن أعرابيا جاء فقال: علمني عملا يدخلنى الجنة، فقال: لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة " أي جئت بالخطبة قصيرة وبالمسألة عريضة، يعنى قللت الخطبة وأعظمت المسألة. * ومنه حديث السهو " أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ " تروى على ما لم يسم فاعله، وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص. * ومنه الحديث " قلت لعمر: إقصار الصلاة اليوم " هكذا جاء في رواية، من أقصر الصلاة، لغة شاذة في قصر. * ومنه قوله تعالى: " فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ". (س) وفى حديث علقمة " كان إذا خطب في نكاح قصر دون أهله " أي خطب إلى من هو دونه، وأمسك عمن هو فوقه. (ه) وفى حديث المزارعة " أن أحدهم كان يشترط ثلاثة جداول والقصارة " القصارة بالضم: ما يبقى من الحب في السنبل مما لا يتخلص بعد ما يداس. وأهل الشام يسمونه: القصرى، بوزن القبطى. وقد تكرر في الحديث. * (قصص) * (س) في حديث الرؤيا " لا تقصها إلا على واد " يقال: قصصت الرؤيا على فلان إذا أخبرته بها، أقصها قصا. والقص: البيان والقصص بالفتح: الاسم، وبالكسر: جمع قصة. والقاص: الذى يأتي بالقصة على وجهها، كأنه يتتبع معانيها وألفاظها. (س) ومنه الحديث " لايقص إلا أمير أو مأمور، أو مختال " أي لا ينبغى ذلك إلا لامير يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا، أو مأمور بذلك، فيكون حكمه حكم الامير، ولا يقص تكسبا، أو يكون القاص مختالا يفعل ذلك تكبرا على الناس، أو مرائيا يرائى الناس بقوله وعمله، لا يكون وعظه وكلامه حقيقة.
[ 71 ]
وقيل: أراد الخطبة، لان الامراء كانوا يلونها في الاول، ويعظون الناس فيها، ويقصون عليهم أخبار الامم السالفة. (س) ومنه الحديث " القاص ينتظر المقت " لما يعرض في قصصه من الزيادة والنقصان. (س) ومنه الحديث " إن بنى إسرائيل لما قصوا هلكوا " وفى رواية " لما هلكوا قصوا " أي اتكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس، لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص. (س) وفى حديث المبعث " أتانى آت فقد من قصى إلى شعرتى " القص والقصص: عظم الصدر المغروز فيه شراسيف الاضلاع في وسطه. (س) ومنه حديث عطاء " كره أن تذبح الشاة من قصها ". * وحديث صفوان بن محرز " كان يبكى حتى يرى أنه قد اندق قصص (1) زوره ". (س) وفى حديث جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد على قصاص الشعر " هو بالفتح والكسر: منتهى شعر الرأس حيث يؤخذ بالمقص. وقيل: هو منتهى منبته من مقدمه. (ه) ومنه حديث سلمان " ورأيته مقصصا " هو الذى له جمة. وكل خصلة من الشعر: قصة. * ومنه حديث أنس " وأنت يومئذ غلام ولك قرنان أو قصتان ". * ومنه حديث معاوية " تناول قصة من شعر كانت في يد حرسي ". (ه) وفيه " قص الله بها خطاياه " أي نقص وأخذ. (ه) وفيه " أنه نهى عن تقصيص القبور " هو بناؤها بالقصة، وهى الجص. (ه) وفى حديث عائشة " لا تغتسلن من المحيض حتى ترين القصة البيضاء " هو أن تخرج القطنة أو الخرقة التى تحتشى بها الحائض كأنها قصة بيضاء لا يخالطها صفرة. وقيل: القصة شئ كالخيط الابيض يخرج بعد انقطاع الدم كله. * ومنه حديث زينب " يا قصة على ملحودة " شبهت أجسامهم بالقبور المتخذة من (1) يروى: " قضيض " وسيجئ.
[ 72 ]
الجص، وأنفسهم بجيف الموتى التى تشتمل عليها القبور. * ومنه حديث أبى بكر " أنه خرج زمن الردة إلى ذى القصة " هي بالفتح: موضع قريب من المدينة، كأن (1) به جصا، بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة، وله ذكر في حديث الردة. * وفى حديث غسل دم الحيض " فتقصه بريقها " أي تعض موضعه من الثوب بأسنانها وريقها ليذهب أثره، كأنه من القص: القطع، أو تتبع الاثر. يقال: قص الاثر واقتصة إذا تتبعه. * ومنه الحديث " فجاء واقتص أثر الدم ". * وحديث قصة موسى عليه السلام " فقالت لاخته قصيه ". * وفى حديث عمر " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه " يقال: أقصه الحاكم يقصه إذا مكنه من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله، من قتل، أو قطع، أو ضرب أو جرح. والقصاص: الاسم. (س) ومنه حديث عمر " أتى بشارب فقال لمطيع بن الاسود: اضربه الحد، فرآه عمر وهو يضربه ضربا شديدا، فقال: قتلت الرجل، كم ضربته ؟ قال: ستين، فقال عمر: أقص منه بعشرين " أي اجعل شدة الضرب الذى ضربته قصاصا بالعشرين الباقية وعوضا عنها. وقد تكرر في الحديث اسما وفعلا ومصدرا. * (قصع) * (ه) فيه " خطبهم على راحلته وإنها لتقصع بجرتها " أراد شدة المضغ وضم بعض الاسنان على البعض. وقيل: قصع الجرة: خروجها من الجوف إلى الشدق ومتابعة بعضها بعضا. وإنما تفعل الناقة ذلك إذا كانت مطمئنة، وإذا خافت شيئا لم تخرجها. وأصله من تقصيع اليربوع، وهو إخراجه تراب قاصعائه، وهو جحره. (س) ومن الاول حديث عائشة " ماكان لاحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه، فإذا (1) في الاصل: " كان ". وفى اللسان: " كان به حصى " وما أثبته من: ا.
[ 73 ]
أصابه شئ من دم قالت بريقها فقصعته " أي مضغته ودلكته بظفرها. ويروى " مصعته " بالميم. وسيجئ. (ه) ومنه الحديث " نهى أن تقصع القملة بالنواة " أي تقتل. والقصع: الدلك بالظفر. وإنما خص النواة لانهم قد كانوا يأكلونه عند الضرورة (1). * وفى حديث مجاهد " كان نفس آدم عليه السلام قد آذى أهل السماء فقصعه الله قصعة فاطمأن " أي دفعه وكسره. * ومنه " قصع عطشه " إذا كسره بالرى. وفى حديث الزبرقان " أبغض صبياننا إلينا الاقيصع الكمرة " هو تصغير الاقصع، وهو القصير القلفة، فيكون طرف كمرته باديا. ويروى بالسين. وسيجئ (2). * (قصف) * (ه) فيه " أنا والنبيون فراط القاصفين (3) " هم الذين يزدحمون حتى يقصف بعضهم بعضا، من القصف: الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام، يريد أنهم يتقدمون الامم إلى الجنة، وهم على أثرهم، بدارا متدافعين ومزدحمين. (ه) ومنه الحديث " لما يهمنى من انقصافهم على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي " يعنى استسعادهم بدخول الجنة، وأن يتم لهم ذلك أهم عندي من أن أبلغ أنا منزلة الشافعين المشفعين، لان قبول شفاعته كرامة له، فوصولهم إلى مبتغاهم آثر عنده من نيل هذه الكرامة، لفرط شفقته على أمته. * ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه " كان يصلى ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم " أي يزدحمون. (س) ومنه حديث اليهودي " لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: تركت (1) الذى في الهروي: " يحتمل أن يكون ذلك لفضل النخلة، ويحتمل أنه قال ذلك، لانها قوت الدواجن ". (2) في مادة (قعس) (3) في الهروي واللسان والدر النثير: " فراط لقاصفين " وقد أشار السيوطي إلى الروايتين. وانظر ما سبق 434 من الجزء الثالث.
[ 74 ]
ابني قيلة (4) يتقاصفون على رجل يزعم أنه نبى ". (س) ومنه الحديث " شيبتني هود وأخواتها، قصفن على الامم " أي ذكر لى فيها هلاك الامم، وقص على فيها أخبارهم، حتى تقاصف بعضها على بعض، كأنها ازدحمت بتتابعها. * وفى حديث عائشة رضى الله عنها تصف أباها " ولاقصفوا له قناة " أي كسروا. * وفى حديث موسى عليه السلام وضربه البحر " فانتهى إليه وله قصيف مخافة أن يضربه بعصاه " أي صوت هائل يشبه صوت الرعد. * ومنه قولهم " رعد قاصف " أي شديد مهلك لشدة صوته. * (قصل) * * في حديث الشعبى " أغمى على رجل من جهينة، فلما أفاق قال: ما فعل القصل ؟ " هو بضم القاف وفتح الصاد: اسم رجل. * (قصم) * * في صفة الجنة " ليس فيها قصم ولافصم " القصم: كسر الشئ وإبانته، وبالفاء: كسره من غير إبانة. * ومنه الحديث " الفاجر كالارزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله ". * ومنه حديث عائشة تصف أباها رضى الله عنهما " ولاقصموا له قناة " ويروى بالفاء. * ومنه حديث أبى بكر " فوجدت انقصاما في ظهرى " ويروى بالفاء. وقد تقدما. (ه) وفيه " استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك " القصمة بالكسر: ما انكسر منه وانشق إذا استيك به. ويروى بالفاء. (ه) وفيه " فما ترتفع في السماء من قصمة إلا فتح لها باب من النار " يعنى الشمس. القصمة بالفتح: الدرجة، سميت بها لانها كسرة، من القصم: الكسر. * (قصا) * (س) فيه " المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ويرد عليهم أقصاهم " أي أبعدهم. وذلك في الغزو، إذا دخل العسكر أرض الحرب فوجه الامام منه السرايا، فما غنمت من شئ أخذت منه ما سمى لها، ورد ما بقى على العسكر، لانهم وإن لم يشهدوا الغنيمة ردء للسرايا وظهر يرجعون إليهم. (4) في ا: " أبناء قيلة ".
[ 75 ]
[ ه ] ومنه حديث وحشى قاتل حمزة " كنت إذا رأيته في الطريق تقصيتها " أي صرت في أقصاها وهو غايتها، والقصو: البعد. والاقصى: الابعد. * وفى الحديث " أنه خطب على ناقته القصواء " قد تكرر ذكرها في الحديث، وهو لقب ناقه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقصواء: الناقة التى قطع طرف أذنها، وكل ما قطع من الاذن فهو جدع، فإذا بلغ الربع فهو قصع، فإذا جاوزه فهو عضب، فإذا استؤصلت فهو صلم. يقال: قصوته قصوا فهو مقصو، والناقة قصواء. ولا يقال بعير أقصى. ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قصواء، وإنما كان هذا لقبا لها. وقيل: كانت مقطوعة الاذن. وقد جاء في الحديث أنه كان له ناقة تسمى " العضباء "، وناقة تسمى " الجدعاء ". وفى حديث آخر " صلماء "، وفى رواية أخرى " مخضرمة " هذا كله في الاذن، فيحتمل أن يكون كل واحد صفة ناقة مفردة، ويحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة، فسماها كل واحد منهم بما تخيل فيها. ويؤيد ذلك ما روى في حديث على رضى الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ أهل مكة سورة براءة، فرواه ابن عباس رضى الله عنهما أنه ركب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم " القصواء ". وفى رواية جابر " العضباء ". وفى رواية غيرهما " الجدعاء " فهذا يصرح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة، لان القضية واحدة. وقد روى عن أنس رضى الله عنه أنه قال: " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة جدعاء وليست بالعضباء " وفى إسناده مقال. * وفى حديث الهجرة " أن أبا بكر قال: إن عندي ناقتين، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما وهى الجدعاء ". (س) وفيه " إن الشيطان ذئب الانسان، يأخذ القاصية والشاذة " القاصية: المنفردة عن القطيع البعيدة منه. يريد أن الشيطان يتسلط على الخارج من الجماعة وأهل السنة.
[ 76 ]
* (باب القاف مع الضاد) * * (قضأ) * (ه) في حديث الملاعنة " إن جاءت به قضئ العين فهو لهلال " أي فاسد العين. يقال: قضئ الثوب يقضأ فهو قضئ، مثل حذر، يحذر فهو حذر، إذا تفزر وتشقق، وتقضأ الثوب مثله. * (قضب) * (ه) في حديث عائشة رضى الله عنها " رأت ثوبا مصلبا فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآه في ثوب قضبه " أي قطعه. والقضب: القطع. وقد تكرر في الحديث. * وفى مقتل الحسين رضى الله عنه " فجعل ابن زياد يقرع فمه بقضيب " أراد بالقضيب: السيف اللطيف الدقيق. وقيل: أراد العود. * (قضض) * * فيه " يؤتى بالدنيا بقضها وقضيضها " أي بكل ما فيها، من قوهم: جاءوا بقضهم وقضيضهم: إذا جاءوا مجتمعين، ينقض آخرهم على أولهم، من قولهم: قضضنا عليهم، ونحن نقضها قضا. وتلخيصه أن القض وضع موضع القاض، كزور وصوم، في زائر وصائم. والقضيض: موضع المقضوض، لان الاول لتقدمه وحمله الآخر على اللحاق به، كأنه يقضه على نفسه. فحقيقته جاءوا بمستلحقهم ولاحقهم: أي بأولهم وآخرهم. وألخص من هذا كله قول ابن الاعرابي: إن القض: الحصى الكبار، والقضيض: الحصى الصغار: أي جاءوا بالكبير والصغير. * ومنه الحديث الآخر " دخلت الجنة أمة بقضها وقضيضها ". [ ه ] ومنه حديث أبى الدحداح: * وار تحلى بالقض والاولاد (1) * أي بالاتباع ومن يتصل بك. (1) في الهروي: " فارتحلي ".
[ 77 ]
(س) وفى حديث صفوان بن محرز " كان إذا قرأ هذه الآية " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " بكى حتى يرى لقد انقد قضيض زوره " هكذا روى. قال القتيبى: هو عندي خطأ من بعض النقلة، وأراه " قصص زوره " وهو وسط الصدر. وقد تقدم، ويحتمل إن صحت الرواية: أن يراد بالقضيض صغار العظام تشبيها بصغار الحصى. [ ه ] وفى حديث ابن الزبير وهدم الكعبة " فأخذ ابن مطيع العتلة فعتل ناحية من الربض فأقضه " أي جعله قضضا. والقضض: الحصى الصغار، جمع قضة، بالكسر والفتح. (س) وفى حديث هوازن " فاقتض الاداوة " أي فتح رأسها، من اقتضاض البكر. ويروى بالفاء. وقد تقدم. * (قضقض) * (ه) في حديث مانع الزكاة " يمثل له كنزه [ يوم القيامة ] (1) شجاعا فيلقمه يده فيقضقضها " أي يكسرها. ومنه: أسد قضقاض: إذا كان يحطم فريسته. (ه) ومنه حديث صفية بنت عبد المطلب " فأطل علينا يهودى فقمت إليه فضربت رأسه بالسيف، ثم رميت به عليهم، فتقضقضوا " أي انكسروا وتفرقوا. * (قضم) * (ه) في حديث الزهري " قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن في العسب والقضم " هي الجلود البيض، واحدها: قضيم، ويجمع على: قضم أيضا، بفتحتين، كأديم وأدم. * ومنه الحديث " أنه دخل على عائشة وهى تلعب ببنت مقضمة " هي لعبة تتخذ من جلود بيض. ويقال لها: بنت قضامة (2) بالضم والتشديد. (س) وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه " ابنوا شديدا، وأملوا بعيدا، واخضموا فسنقضم " (3) القضم: الاكل بأطراف الاسنان. * ومنه حديث أبى ذر رضى الله عنه " تأكلون خضما ونأكل قضما ". (1) زيادة من الهروي. وانظر ما سبق ص 447 من الجزء الثاني. (2) حكى في اللسان من ابن برى " بضم القاف غير مصروف ". (3) في اللسان: " فإنا سنقضم ".
[ 78 ]
* ومنه حديث عائشة رضى الله عنها " فأخذت السواك فقضمته وطيبته " أي مضغته بأسنانها ولينته. * ومنه حديث على رضى الله عنه " كانت قريش إذا رأته قالت: احذروا الحطم، احذروا القضم " أي الذى يقضم الناس فيهلكهم. * (قضا) * (س) في صلح الحديبية " هذا ما قاضى عليه محمد " هو فاعل، من القضاء: الفصل والحكم، لانه كان بينه وبين أهل مكة. * وقد تكرر في الحديث ذكر " القضاء ". وأصله: القطع والفصل. يقال: قضى يقضى قضاء فهو قاض: إذا حكم وفصل. وقضاء الشئ: إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه، فيكون بمعنى الخلق. وقال الزهري: القضاء في اللغة على وجوه، مرجعها إلى انقطاع الشئ وتمامه. وكل ما أحكم عمله، أو أتم، أو ختم، أو أدى، أو أوجب، أو أعلم، أو أنفذ، أو أمضى. فقد قضى. وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الحديث. * ومنه " القضاء المقرون بالقدر " والمراد بالقدر: التقدير، وبالقضاء: الخلق، كقوله تعالى: " فقضاهن سبع سموت في يومين " أي خلقهن. فالقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، لان أحدهما بمنزلة الاساس وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدم البناء ونقضه. وفيه ذكر " دار القضاء بالمدينة " قيل: هي دار الامارة. وقال بعضهم: هو خطأ، وإنما هي دار كانت لعمر بن الخطاب، بيعت بعد وفاته في دينه، ثم صارت لمروان وكان أميرا بالمدينة، ومن هاهنا دخل الوهم على من جعلها دار الامارة. * (باب القاف مع الطاء) * * (قط) * (س) فيه " ذكر النار فقال: حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول: قط قط " بمعنى حسب، وتكرارها للتأكيد، وهى ساكنة الطاء مخففة.
[ 79 ]
ورواه بعضهم " فتقول: قطني قطني " أي حسبى. * ومنه حديث قتل ابن أبى الحقيق " فتحامل عليه بسيفه في بطنه حتى أنفذه، فجعل يقول: قطني قطني ". (س) وفى حديث أبى " وسأل زر بن حبيش عن عدد سورة الاحزاب فقال: إما ثلاثا وسبعين، أو أربعا وسبعين فقال: أقط ؟ " بألف الاستفهام: أي أحسب ؟ * ومنه حديث حيوة بن شريح " لقيت عقبة بن مسلم فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إذا دخل المسجد أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، قال: أقط ؟ قلت: نعم ". * (قطب) * (س) فيه " أنه أتى بنبيذ فشمه فقطب " أي قبض ما بين عينيه كما يفعله العبوس، ويخفف ويثقل. (س) ومنه حديث العباس " ما بال قريش يلقوننا بوجوه قاطبة " أي مقطبة، وقد يجئ فاعل بمعنى مفعول، كعيشة راضية، والاحسن أن يكون فاعل على بابه، من قطب المخففة. * ومنه حديث المغيرة " دائمة القطوب " أي العبوس. يقال: قطب يقطب قطوبا. وقد تكرر في الحديث. * ومنه حديث فاطمة " وفى يدها أثر قطب الرحى " هي الحديدة المركبة في وسط حجر الرحى السفلى التى تدور حولها العليا. (ه) وفيه " أنه قال لرافع بن خديج - ورمى بسهم في ثندوته - إن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد " القطبة والقطب: نصل السهم. (س) ومنه الحديث " فيأخذ سهمه فينظر إلى قطبه فلا يرى عليه دما ". * وفى حديث عائشة " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة " أي جميعهم، هكذا يقال نكرة منصوبة غير مضافة، ونصبها على المصدر أو الحال.
[ 80 ]
* (قطر) * (س) فيه " أنه عليه السلام كان متوشحا بثوب قطرى " هو ضرب من البرود فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة. وقيل: هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين. وقال الازهرى: في أعراض البحرين قرية يقال لها: قطر، وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها، فكسروا القاف للنسبة وخففوا. * ومنه حديث عائشة " قال أيمن: دخلت على عائشة وعليها درع قطرى ثمن خمسة دراهم " وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث على " فنفرت نقدة فقطرت الرجل في الفرات فغرق " أي ألقته في الفرات على أحد قطريه: أي شقيه. يقال: طعنه فقطره إذا ألقاه. والنقد: صغار الغنم. (ه) ومنه الحديث " أن رجلا رمى امرأة يوم الطائف، فما أخطأ أن قطرها ". (ه) وحديث ابن مسعود " لا يعجبنك ما ترى من المرء حتى تنظر على أي قطريه يقع (1) " أي على أي جنبيه يكون، في خاتمة عمله، على الاسلام أو غيره. * ومنه حديث عائشة تصف أباها " قد جمع حاشيته وضم قطريه " أي جمع جانبيه عن الانتشار والتبدد والتفرق. [ ه ] وفى حديث ابن سيرين " أنه كان يكره القطر " هو - بفتحتين - أن يزن جلة من تمر، أو عدلا من متاع ونحوها، ويأخذ ما بقى على حساب ذلك ولا يزنه، وهو المقاطرة. وقيل: هو أن يأتي الرجل إلى آخر فيقول له: بعنى مالك في هذا البيت من التمر جزافا، بلا كيل ولا وزن. وكأنه من قطار الابل، لاتباع بعضه بعضا. يقال: أقطرت الابل وقطرتها. (س) ومنه حديث عمارة " أنه مرت به قطارة جمال " القطارة والقطار: أن تشد الابل على نسق، واحدا خلف واحد. * (قطرب) * (ه) في حديث ابن مسعود " لا أعرفن (2) أحدكم جيفة ليل قطرب (1) في الهروي: " وقع ". (2) في الاصل: " لاعرفن " والتصحيح من ا، واللسان، والهروى، والفائق 2 / 360.
[ 81 ]
نهار " القطرب: دويبة لا تستريح نهارها سعيا، فشبه به الرجل يسعى نهاره في حوائج دنياه، فإذا أمسى كان كالا تعبا، فينام ليلته حتى يصبح، كالجيفة التى لا تتحرك (1). * (قطط) * * في حديث الملاعنة " إن جاءت به جعدا قططا فهو لفلان " القطط: الشديد الجعودة. وقيل: الحسن الجعودة، والاول أكثر. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث على رضى الله عنه " كان إذا علا قد، وإذا توسط قط " أي قطعه عرضا نصفين. (ه) وفى حديث زيد وابن عمر رضى الله عنهم " كانا لا يريان ببيع القطوط بأسا إذا خرجت " القطوط: جمع قط، وهو الكتاب والصك يكتب الانسان فيه شئ يصل إليه. والقط: النصيب. وأراد بها الازرق والجوائز التى كان يكتبها الامراء للناس إلى البلاد والعمال، وبيعها عند الفقهاء غير جائز ما لم يحصل ما فيها في ملك من كتبت له. * (قطع) * (ه) فيه " أن رجلا أتاه وعليه مقطعات له " أي ثياب قصار، لانها قطعت عن بلوغ التمام. وقيل: المقطع من الثياب: كل ما يفصل ويخاط من قميص وغيره، وما لا يقطع منها كالازر والاردية. ومن الاول: (ه) حديث ابن عباس رضى الله عنهما في وقت صلاة الضحى " إذا تقطعت (2) الظلال " أي قصرت، لانها تكون بكرة ممتدة، فكلما ارتفعت الشمس قصرت. ومن الثاني: (ه) حديث ابن عباس، في صفة نخل الجنة " منها مقطعاتهم وحللهم " ولم يكن يصفها بالقصر، لانه عيب. (1) الذى في اللسان: " كالجيفة لا يتحرك ". (2) في الهروي: " انقطعت ". (11 - النهاية - 4)
[ 82 ]
وقيل: المقطعات لا واحد لها، فلا يقال للجبة القصيرة مقطعة، ولا للقميص مقطع، وإنما يقال لجملة الثياب القصار مقطعات، والواحد ثوب. (ه) وفيه " نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا " أراد الشئ اليسير منه، كالحلقة والشنف ونحو ذلك، وكره الكثير الذى هو عادة أهل السرف والخيلاء والكبر. واليسير هو مالا تجب فيه الزكاة. ويشبه أن يكون إنما كره استعمال الكثير منه، لان صاحبه ربما بخل بإخراج زكاته فيأثم بذلك عند من أوجب فيه الزكاة. (ه) وفى حديث أبيض بن حمال " أنه استقطعه الملح الذى بمأرب " أي سأله أن أن يجعله له قطاعا يتملكه ويستبد به وينفرد. والاقطاع يكون تمليكا وغير تمليك. (ه) ومنه الحديث " لما قدم المدينة أقطع الناس الدور " أي أنزلهم في دور الانصار. * ومنه الحديث " أنه قطع الزبير نخلا " يشبه أنه إنما أعطاه ذلك من الخمس الذى هو سهمه، لان النخل مال ظاهر العين حاضر النفع، فلا يجوز إقطاعه. وكان بعضهم يتأول إقطاع النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين الدور على معنى العارية. * ومنه الحديث " كانوا أهل ديوان أو مقطعين " بفتح الطاء، ويروى " مقتطعين "، لان الجند لا يخلون من هذين الوجهين. * وفى حديث اليمين " أو يقتطع بها مال امرئ مسلم " أي يأخذه لنفسه متملكا، وهو يفتعل من القطع. * ومنه الحديث " فخشينا أن يقتطع دوننا " أي يؤخذ ويتفرد به. * ومنه الحديث " ولو شئنا لاقتطعناهم ". * وفيه " كان إذا أراد أن يقطع بعثا " أي يفرد قوما يبعثهم في الغزو ويعينهم من غيرهم. * وفى حديث صلة الرحم " هذا مقام العائذ بك من القطيعة " القطيعة: الهجران والصد، وهى فعيلة، من القطع، ويريد به ترك البر والاحسان إلى الاهل والاقارب، وهى ضد صلة الرحم.
[ 83 ]
(ه) وفى حديث عمر رضى الله عنه " ليس فيكم من تقطع دونه (1) الاعناق مثل (2) أبى بكر " أي ليس فيكم [ أحد ] (3) سابق إلى الخيرات، تقطع أعناق مسابقيه حتى لا يلحقه أحد مثل أبى بكر رضى الله عنه. يقال للفرس الجواد: تقطعت أعناق الخيل عليه فلم تلحقه. * ومنه حديث أبى ذر (4) رضى الله عنه " فإذا هي يقطع (5) دونها السراب " أي تسرع إسراعا (6) كثيرا تقدمت به وفاتت، حتى إن السراب يظهر دونها: أي من ورائها لبعدها في البر. (ه) وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أنه أصابه قطع " القطع: انقطاع النفس وضيقه. (ه) وفيه " كانت يهود قوما لهم ثمار لا تصيبها قطعة " أي عطش بانقطاع الماء عنها. يقال: أصابت الناس قطعة: أي ذهبت مياه ركاياهم. * وفيه " إن بين يدى الساعة فتنا كقطع الليل المظلم " قطع الليل: طائفة منه، وقطعة. وجمع القطعة: قطع. أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها. (ه) وفى حديث ابن الزبير والجنى " فجاء وهو على القطع فنفضه (7) " القطع بالكسر: طنفسة تكون تحت الرحل على كتفي البعير. (ه) وفيه " أنه قال لما أنشده العباس ابن مرداس أبياته العينية: اقطعوا عنى لسانه " أي أعطوه وأرضوه حتى يسكت، فكنى باللسان عن الكلام. * ومنه الحديث " أتاه رجل فقال: إنى شاعر فقال: يا بلال اقطع لسانه، فأعطاه أربعين درهما ". (1) في اللسان، والتاج والفائق 2 / 359: " عليه ". (2) يجوز رفع " مثل " ونصبه. انظر الفائق. (3) تكملة من اللسان نقلا عن ابن الاثير، ومن الفائق. (4) هكذا في الاصل واللسان. والذى في ا وتاج العروس: " أبى رزين ". (5) في ا " تقطع ". (6) في ا " أي تسرع دونها إسراعا ". (7) رواية الهروي: " ينفضه ".
[ 84 ]
قال الخطابى: يشبه أن يكون هذا ممن له حق في بيت المال، كابن السبيل وغيره، فتعرض له بالشعر فأعطاه لحقه، أو لحاجته، لا لشعره. (س) وفيه " أن سارقا سرق فقطع، فكان يسرق بقطعته " القطعة، بفتحتين: الموضع المقطوع من اليد، وقد تضم القاف وتسكن الطاء. (ه) وفى حديث وفد عبد القيس " يقذفون فيه من القطيعاء " هو نوع من التمر. وقيل: هو البسر قبل أن يدرك. * (قطف) * * في حديث جابر " فبينا أنا على جملى أسير، وكان جملى فيه قطاف " وفى رواية " على جمل لى قطوف " القطاف: تقارب الخطو في السرعة، من القطف: وهو القطع. وقد قطف يقطف قطفا وقطافا. والقطوف: فعول منه. (ه) ومنه الحديث " أنه ركب على فرس لابي طلحة يقطف " وفى رواية " قطوف ". * ومنه الحديث " أقطف القوم دابة أميرهم " (1) أي أنهم يسيرون بسير دابته، فيتبعونه كما يتبع الامير. (ه) وفيه " يجتمع النفر على القطف فيشبعهم " القطف بالكسر: العنقود، وهو اسم لكل ما يقطف، كالذبح والطحن. وقد تكرر ذكره في الحديث، ويجمع على قطاف وقطوف، وأكثر المحدثين يروونه بفتح القاف، وإنما هو بالكسر. * ومنه حديث الحجاج " أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها " قال الازهرى: القطاف: اسم وقت القطف، وذكر حديث الحجاج. ثم قال: والقطاف بالفتح جائز عند الكسائي. ويجوز أن يكون القطاف مصدرا. (س) وفيه " يقذفون فيه من القطيف " وفى رواية " تديفون فيه من القطيف " القطيف: المقطوف من التمر، فعيل بمعنى مفعول. (س) وفيه " تعس عبد القطيفة " هي كساء له خمل: أي الذى يعمل لها ويهتم بتحصيلها. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (1) في اللسان: " أقطف القوم دابة أميرهم ".
[ 85 ]
* (قطن) * (ه) في حديث المولد " قالت أمه لما حملت به: والله ما وجدته في قطن ولاثنة " القطن: أسفل الظهر، والثنة: أسفل البطن. (س) ومنه حديث سطيح: * حتى أتى عارى الجاجئ والقطن * وقيل: الصواب " قطن " بكسر الطاء، جمع قطنة، وهى مابين الفخذين. (ه) وفى حديث سلمان " كنت رجلا من المجوس، فاجتهدت فيه حتى كنت قطن النار " أي خازنها وخادمها: أراد أنه كان لازما لها لا يفارقها، من قطن في المكان إذا لزمه. ويروى بفتح الطاء جمع قاطن، كخادم وخدم، ويجوز أن يكون بمعنى قاطن، كفرط وفارط. * ومنه حديث الافاضة " نحن قطين الله " أي سكان حرمه. والقطين: جمع قاطن، كالقطان. وفى الكلام مضاف محذوف تقديره: نحن قطين بيت الله وحرمه. وقد يجئ القطين بمعنى قاطن، للمبالغة. * ومنه حديث زيد بن حارثة: * فإنى قطين البيت عند المشاعر * * وفى حديث عمر " أنه كان يأخذ من القطنية العشر " هي بالكسر والتشديد: واحدة القطانى، كالعدس والحمص، واللوبياء ونحوها. * (قطا) * * فيه " كأنى أنظر إلى موسى بن عمران في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين " القطوانية: عباءة بيضاء قصيرة الخمل، والنون زائدة. كذا ذكره الجوهرى في المعتل. وقال: " كساء قطوانى " (1). (ه) ومنه حديث أم الدرداء " قالت: أتانى سلمان الفارسى يسلم على، وعليه عباءة قطوانية ". (1) هكذا ذكر الجوهرى فقط، ولم يشرح ولم يذكر الحديث.
[ 86 ]
* (باب القاف مع العين) * * (قعبر) * (ه) فيه " أن رجلا قال: يا رسول الله من أهل النار ؟ قال: كل شديد قعبرى، قيل: وما القعبرى ؟ قال الشديد على الاهل، الشديد على العشيرة، الشديد على الصاحب " قال الهروي: سألت عنه الازهرى فقال: لا أعرفه. وقال الزمخشري: أرى أنه قلب عبقري. يقال: رجل عبقري، وظلم عبقري: شديد فاحش. والقلب في كلامهم كثير (1). * (قعد) * (ه) فيه " أنه نهى أن يقعد على القبر " قيل: أراد القعود لقضاء الحاجة من الحدث. وقيل: أراد للاحداد والحزن، وهو أن يلازمه ولا يرجع عنه. وقيل: أراد به احترام الميت، وتهويل الامر في القعود عليه، تهاونا بالميت والموت. وروى أنه رأى رجلا متكئا على قبر فقال: " لا تؤذ صاحب القبر ". (ه) وفى حديث الحدود " أتى بامرأة قد زنت، فقال: ممن ؟ قالت: من المقعد الذى في حائط سعد " المقعد: الذى لا يقدر على القيام، لزمانة به، كأنه قد ألزم القعود. وقيل: هو من القعاد، وهو داء يأخذ الابل في أوراكها فيميلها إلى الارض. * وفى حديث الامر بالمعروف " لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده " القعيد: الذى يصاحبك في قعودك، فعيل بمعنى مفاعل. * وفى حديث أسماء الاشهلية " إنا معاشر (2) النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، وحوامل أولادكم " القواعد: جمع قاعد، وهى المرأة الكبيرة المسنة، هكذا يقال بغير هاء: أي إنها ذات قعود، فأما قاعدة فهى فاعلة، من قعدت (3) قعودا، ويجمع على قواعد أيضا. (1) انظر الفائق 2 / 363. (2) في الاصل: " معشر " وأثبت مافى ا، واللسان. (3) في الاصل: " قعد قعودا " وأثبت مافى ا، واللسان.
[ 87 ]
(س) وفيه " أنه سأل عن سحائب مرت فقال: كيف ترون قواعدها وبواسقها ؟ " أراد بالقواعد ما اعترض منها وسفل، تشبيها بقواعد البناء (1). [ ه ] وفى حديث عاصم بن ثابت: أبو سليمان وريش المقعد * وضالة مثل الجحيم الموقد ويروى " المعقد "، وهما اسم رجل كان يريش لهم السهام: أي أنا أبو سليمان ومعى سهام راشها المقعد أو المعقد، فما عذرى في ألا أقاتل ؟ وقيل: المقعد: فرخ النسر وريشه أجود (2)، والضالة: من شجر السدر يعمل منها السهام، شبه السهام بالجمر لتوقدها. (س) ومنه حديث عبد الله " من الناس من يذله الشيطان كما يذل الرجل قعوده " القعود من الدواب: ما يقتعده الرجل للركوب والحمل، ولايكون إلا ذكرا. وقيل: القعود: ذكر، والانثى قعودة. والقعود من الابل: ما أمكن أن يركب، وأدناه أن يكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يثنى فيدخل في السنة السادسة، ثم هو جمل. (س) ومنه حديث أبى رجاء " لا يكون الرجل متقيا حتى يكون أذل من قعود، كل من أتى عليه أرغاه " أي قهره وأذله، لان البعير إنما يرغو عن ذل واستكانة. * (قعر) * (ه) فيه " أن رجلا تقعر عن مال له " وفى رواية " انقعر عن ماله " أي انقلع من أصله. يقال: قعره إذا قلعه، يعنى أنه مات عن مال له. (س) ومنه حديث ابن مسعود " أن عمر لقى شيطانا فصارعه فقعره " أي قلعه. * (قعس) * (س) فيه " أنه مد يده إلى حذيفة فتقاعس عنه أو تقعس " أي تأخر. * ومنه حديث الاخدود " فتقاعست أن تقع فيها ". (س) وفيه " حتى تأتى فتيات قعسا " القعس: نتو الصدر خلقة، والرجل أقعس، والمرأة قعساء، والجمع: قعس. (1) في الاصل والدر النثير: " النساء " والتصحيح من ا واللسان. وفى الفائق 2 / 362: " كقواعد البنيان ". (2) في الفائق 2 / 361: " أجود الريش ".
[ 88 ]
* ومنه حديث الزبرقان " أبغض صبياننا إلينا الاقيعس الذكر " هو تصغير الاقعس. * (قعص) * (ه) فيه " ومن قتل قعصا فقد استوجب المآب " (1) القعص: أن يضرب الانسان فيموت مكانه. يقال: قعصته وأقعصته إذا قتلته قتلا سريعا، وأراد بوجوب المآب حسن المرجع بعد الموت. (س) ومنه حديث الزبير " كان يقعص الخيل بالرمح قعصا يوم الجمل ". * ومنه حديث ابن سيرين " أقعص ابنا عفراء أبا جهل ". (ه) وفى حديث أشراط الساعة " موتان كقعاص الغنم " القعاص بالضم: داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت. * (قعط) * (ه) فيه " أنه نهى عن الاقتعاط " هو أن يعتم بالعمامة ولا يجعل منها شيئا تحت ذقنه. ويقال للعمامة: المقعطة. وقال الزمخشري: " المقعطة والمقعط (2): ما تعصب به رأسك ". * (قعقع) * (س) فيه " آخذ بحلقة الجنة فأقعقعها " أي أحركها لتصوت. والقعقعة: حكاية حركة الشئ يسمع له صوت. (س) ومنه حديث أبى الدرداء " شر النساء السلفعة التى تسمع لاسنانها قعقعة ". * وحديث سلمة " فقعقعوا لك السلاح فطار سلاحك ". (س [ ه ]) وفيه " فجئ بالصبى ونفسه تقعقع " أي تضطرب وتتحرك. أراد: كلما صار إلى حال لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى تقربه من الموت. * (قعيقعان) * (س) فيه ذكر " قعيعقان " هو جبل بمكة. قيل: سمى به، لان جرهما لما تحاربوا كثرت قعقعة السلاح هناك. (1) رواية اللسان: " من خرج مجاهدا في سبيل الله فقتل قعصا فقد استوجب المآب ". وفى الهروي: " حسن المآب ". وقال: وأراد بحسن المآب قوله تعالى: " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ". (2) الذى في الفائق 2 / 457: " المقعطة والمعقطة ".
[ 89 ]
* (قعنب) * (س [ ه ]) في حديث عيسى بن عمر " أقبلت مجرمزا حتى اقعنبيت بين يدى الحسن " اقعنبى الرجل: إذا جعل يديه على الارض وقعد مستوفزا. * (قعا) * (س) فيه " أنه نهى عن الاقعاء في الصلاة " وفى رواية " نهى أن يقعى الرجل في الصلاة " الاقعاء: أن يلصق الرجل أليتيه بالارض، وينصب ساقيه وفخذيه، ويضع يديه على الارض كما يقعى الكلب. وقيل: هو أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين. والقول الاول. * ومنه الحديث " أنه عليه الصلاة والسلام أكل مقعيا " أراد أنه كان يجلس عند الاكل على وركيه مستوفزا غير متمكن. * (باب القاف مع الفاء) * * (قفد) * * في حديث معاوية " قال ابن المثنى: قلت لامية: ماحطأنى [ منك ] (1) حطأة، قال: قفدنى قفدة " القفد: صفع الرأس ببسط الكف من قبل القفا. * (قفر) * (س) فيه " ما أقفر بيت فيه خل " أي ماخلا من الادام ولا عدم أهله الادم. والقفار: الطعام بلا أدم. وأقفر الرجل: إذا أكل الخبز وحده، من القفر والقفار، وهى الارض الخالية التى لاماء بها. وقد تكرر ذكر " القفر " في الحديث. وجمعه: قفار. وأقفر فلان من أهله إذا انفرد. والمكان من سكانه إذا خلا. * ومنه حديث عمر " فإنى لم آتهم ثلاثة أيام وأحسبهم مقفرين " أي خالين من الطعام. * ومنه حديثه الآخر " قال للاعرابي الذى أكل عنده: كأنك مقفر ". (س) وفيه " أنه سئل عمن يرمى الصيد فيقتفر أثره " أي يتتبعه. يقال: اقتفرت الاثر وتقفرته إذا تتبعته وقفوته. (1) سقط من ا، واللسان. وهو في ا: " ما حطانى حطاة " بترك الهمز. وانظر ما سبق ص 404 من الجزء الاول.
[ 90 ]
(ه) ومنه حديث يحيى بن يعمر " ظهر قبلنا أناس يتقفرون العلم " ويروى " يقتفرون " (1) أي يتطلبونه. * وحديث ابن سيرين " إن بنى إسرائيل كانوا يجدون محمدا منعوتا عندهم في التوراة، وأنه يخرج من بعض هذه القرى العربية، فكانوا يقتفرون الاثر ". * (قفز) * فيه " لا تنتقب المحرمة ولا تلبس قفازا " وفى رواية " لا تنتقب، ولاتبرقع ولا تقفز " هو بالضم والتشديد: شئ يلبسه نساء العرب في أيديهن يغطى الاصابع والكف والساعد من البرد، ويكون فيه قطن محشو. وقيل: هو ضرب من الحلى تتخذه المرأة ليديها. * ومنه حديث ابن عمر " أنه كره للمحرمة لبس القفازين ". (ه) وحديث عائشة " أنها رخصت لها في لبس القفازين ". (ه) وفيه " أنه نهى عن قفيز الطحان " هو أن يستأجر رجلا ليطحن له حنطة معلومة بقفيز من دقيقها. والقفيز: مكيال يتواضع الناس عليه، وهو عند أهل العراق ثمانية مكاكيك. * (قفش) * (ه) في حديث عيسى عليه السلام " أنه لم لم يخلف إلاقفشين ومخذفة " القفش: الخف القصير. وهو فارسي معرب، أصله كفش (2). والمخذفة: المقلاع. * (قفص) * (ه) في حديث أبى هريرة " وأن تعلو التحوت الوعول، قيل: ما التحوت ؟ قال: بيوت القافصة يرفعون فوق صالحيهم " القافصة: اللئام، والسين فيه أكثر. قال الخطابى: ويحتمل أن يكون أراد بالقافصة ذوى العيوب، من قولهم: أصبح فلان قفصا (3) إذا فسدت معدته وطبيعته. (س) وفى حديث أبى جرير " حججت فلقينى رجل مقفص ظبيا، فاتبعته فذبحته وأنا ناس لاحرامى " المقفص: الذى شدت يداه ورجلاه، مأخوذ من القفص الذى يحبس فيه الطير. والمقفص: المنقبض بعضه إلى بعض. (1) انظر ص 464 من الجزء الثالث. (2) هكذا في الاصل وا والقاموس. والذى في اللسان، والمعرب ص 268 " كفج ". (3) في ا: " قفصا ".
[ 91 ]
* (قفع) * (ه) في حديث عمر " ذكر عنده الجراد فقال: وددت أن عندنا منه قفعة أو قفعتين " هو شئ شبيه بالزبيل من الخوص ليس عرى وليس بالكبير. وقيل: هو شئ كالقفة واسعة الاسفل ضيقة الاعلى. (س) وفى حديث القاسم بن مخيمرة " أن غلاما مربه فعبث به، فتناوله القاسم، فقفعه قفعة شديدة (1) " أي ضربه. والمقفعة: خشبة تضرب بها الاصابع، أو هو من قفعه عما أراد: إذا صرفه عنه. * (قفعل) * (س) في حديث الميلاد " يد مقفعلة " أي متقبضة. يقال: أقفعلت يده إذا قبضت وتشنجت. * (قفف) * (س) في حديث أبى موسى " دخلت عليه فإذا هو جالس على رأس البئر وقد توسطا قفها " قف البئر: هو الدكة التى تجعل حولها. وأصل القف: ما غلظ من الارض وارتفع، أو هو من القف: اليابس، لان ما ارتفع حول البئر يكون يابسا في الغلب. والقف أيضا: واد من أودية المدينة عليه مال لاهلها. (ه) ومنه حديث معاوية " اعيذك بالله أن تنزل واديا فتدع أوله يرف وآخره يقف " أي ييبس. (س [ ه ]) ومنه حديث رقيقة " فأصبحت مذعورة وقد قف جلدى " أي تقبض، كأنه قد يبس وتشنج. وقيل: أرادت قف شعرى فقام من الفزع. (س) ومنه حديث عائشة " لقد تكلمت بشئ قف له شعرى ". (ه) وفى حديث أبى ذر " ضعى قفتك " القفة: شبه زبيل صغير من خوص يجتنى فيه الرطب، وتضع النساء فيه غزلهن، ويشبه به الشيخ والعجوز. (ه) ومنه حديث أبى رجاء " يأتوننى فيحملوننى كأنى قفة حتى يضعوني في مقام الامام، فأقرأ بهم الثلاثين والاربعين في ركعة ". وقيل: القفة هاهنا: الشجرة اليابسة البالية. (1) الذى في اللسان: " فتناوله القاسم بمقفعة قفعة شديدة ".
[ 92 ]
وقال الازهرى: الشجرة بالفتح، والزبيل بالضم. (ه) وفيه " أن بعضهم ضرب مثلا فقال: إن قفافا ذهب إلى صيرفي بدراهم " القفاف: الذى يسرق الدراهم بكفه عند الانتقاد. يقال: قف فلان درهما. [ ه ] وفى حديث عمر " قال له حذيفة: إنك تستعين بالرجل الفاجر، فقال: إنى لاستعين بالرجل لقوته، ثم أكون على قفانه " قفان كل شئ: جماعه، واستقصاء معرفته. يقال: أتيته على قفان ذلك وقافيته: أي على أثره. يقول: أستعين بالرجل الكافي القوى وإن لم يكن بذلك الثقة، ثم أكون من ورائه وعلى أثره، اتتبع أمره وأبحث عن حاله، فكفايته تنفعني، ومراقبتي له تمنعه من الخيانة. وقفان: فعال، من قولهم في القفا: القفن (1). ومن جعل النون زائدة فهو فعلان. وذكر الهروي والازهري في " قفف " على أن النون زائدة. وذكره الجوهرى في قفن، فقال: " القفان: القفا، والنون الزائدة ". وقيل: هو ممعرب " قبان " الذى يوزن به. وقيل: هو من قولهم: فلان قبان على فلان، وقفان عليه: أي أمين يتحفظ أمره ويحاسبه (2) * (قفقف) * (ه) في حديث سهل بن حنيف " فأخذته قفقفة " أي رعدة. يقال: تقفقف من البرد إذا انضم وارتعد. * ومنه حديث سالم بن عبد الله " فلما خرج من عند هشام أخذته قفقفة ". * (قفل) * * في حديث جبير بن مطعم " بينا هو يسير مع النبي صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين " أي عند رجوعه منها، والمقفل: مصدر قفل يقفل إذا عاد من سفره. وقد يقال للسفر: (1) في ا بتخفيف النون. قال في القاموس: والقفن، وتشدد نونه: القفا ". (2) زاد الهروي: " وقال بعضهم: قفانه: إبانه. يقال: هذا حين ذاك، وربانه، وقفانه، وإبانه بمعنى واحد ".
[ 93 ]
قفول، في الذهاب والمجئ، وأكثر ما يستعمل في الرجوع. وقد تكرر في الحديث. وجاء في بعض رواياته " أقفل الجيش وقلما أقفلنا " والمعروف قفل وقفلنا، وأقفلنا غيرنا، وأقفلنا، على ما لم يسم فاعله. (س) ومنه حديث ابن عمر " قفلة كغزوة " القفلة: المرة من القفول: أي إن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله بعد غزوه كأجره في إقباله إلى الجهاد، لان في قفوله راحة للنفس، واستعداد بالقوة للعود، وحفظا لاهله برجوعه إليهم. وقيل: أراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه ثانيا في الواجه الذى جاء منه منصرفا، وإن لم يلق عدوا ولم يشهد قتالا، وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاهم، لاحد أمرين: أحدهما أن العدوا إذا رآهم قد انصرفوا عنهم أمنوهم وخرجوا من أمكنتهم، فإذا قفل الجيش إلى دار العدو نالوا الفرصة منهم فأغاروا عليهم، والآخر أنهم إذا انصرفوا ظاهرين لم يأمنوا أن يقفو العدوا أثرهم فيوقعوا بهم وهم غارون، فربما استظهر الجيش أو بعضهم بالرجوع على أدراجهم، فإن كان من العدو طلب كانوا مستعدين للقائهم، وإلا فقد سلموا وأحرزوا ما معهم من الغنيمة. وقيل: يحتمل أن يكون سئل عن قوم قفلوا لخوفهم أن يدهمهم من عدوهم من هو أكثر عددا منهم فقفلوا، ليستضيفوا إليهم عددا آخر من أصحابهم ثم يكروا على عدوهم. (س) وفى حديث عمر " أنه قال: أربع مقفلات: النذر والطلاق والعتاق والنكاح " أي لا مخرج منهن لقائلهن، كأن عليهن أقفالا، فمتى جرى بها (1) اللسان وجب بها الحكم. وقد أقفلت الباب فهو مقفل. * (قفن) * (ه) في حديث النخعي " سئل عمن ذبح فأبان الرأس قال: تلك القفينة، لا بأس بها " هي المذبوحة من قبل القفا. ويقال للقفا: القفن، فهى فعيلة بمعنى مفعولة. يقال: قفن الشاة واقتفنها. (1) في الاصل: " فيها " والمثبت من: ا. والذى في اللسان: " فمتى جرى بهن اللسان وجب بهن الحكم ".
[ 94 ]
وقال أبو عبيد: هي التى يبان بالذبح. * ومنه حديث عمر " ثم أكون على قفانه " عند من جعل النون أصلية. وقد تقدم. * (قفا) * [ ه ] في أسمائه عليه الصلاة والسلام " المقفى " هو المولى الذاهب. وقد قفى يقفى فهو مقف: يعنى أنه آخر الانبياء المتبع لهم، فإذا قفى فلا نبى بعده. (س) ومنه الحديث " فلما قفى قال كذا " أي ذهب موليا، وكأنه من القفا: أي أعطاه قفاه وظهره. (ه) ومنه الحديث " ألا أخبركم بأشد حرا منه يوم القيامة ؟ هذ ينك الرجلين المقفيين " أي الموليين. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث طلحة " فوضعوا اللج على قفى " أي وضعوا السيف على قفاى، وهى لغة طائية، يشددون ياء المتكلم. (س) وفى حديث عمر، كتب إليه صحيفة فيها: فما قلص وجدن معقلات * قفا سلع بمختلف التجار سلع: جبل، وقفاه: وراءه وخلفه. (ه) وفى حديث ابن عمر " أخذ المسحاة فاستقفاه، فضربه بها حتى قتله " أي أتاه من قبل قفاه. يقال: تقفيت فلانا واستقفيته. (ه) وفيه " يعقد الشيطان على قافية أحدكم ثلاث عقد " القافية: القفا. وقيل: قافية الرأس: مؤخره. وقيل: وسطه، أراد تثقيله في النوم وإطالته، فكأنه قد شد عليه شدادا وعقده ثلاث عقد. (ه) وفى حديث عمر " اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وقفية آبائه وكبر رجاله " يعنى العباس، يقال: هذا قفى الاشياخ وقفيتهم. إذا كان الخلف منهم، مأخوذ من: قفوت الرجل إذا تبعته. يعنى أنه خلف آبائه وتلوهم وتابعهم، كأنه ذهب إلى استسقاء أبيه عبد المطلب لاهل الحرمين حين أجدبوا فسقاهم الله به. وقيل: القفية: المختار. واقتفاه إذا اختاره. وهو القفوة، كالصفوة، من اصطفاه.
[ 95 ]
وقد تكرر ذكر " القفو والاقتفاء " في الحديث اسما، وفعلا، ومصدرا. يقال: قفوته، وقفيته، واقتفيته إذا تبعته واقتديت به (1). (س) وفيه " نحن بنو النضر بن كنانة، لا ننتفى من أبينا ولا نقفو أمنا " أي لا نتهمها ولا نقذفها. يقال: قفا فلان فلانا إذا قذفه بما ليس فيه. وقيل: معناه: لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الامهات. (س) ومن الاول حديث القاسم بن مخيمرة " لاحد إلا في القفو البين " أي القذف الظاهر. (س) وحديث حسان بن عطية " من قفا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله ردغة الخبال ". * (باب القاف مع القاف) * * (قق) * (ه) فيه " قيل لابن عمر: ألا تبايع أمير المؤمنين ؟ يعنى ابن الزبير، فقال: والله ما شبهت بيعتهم (2) إلا بققة، أتعرف ما الققة (3) ؟ الصبى يحدث ويضع يديه في حدثه فتقول له أمه: " ققة " وروى " ققة " بكسر الاولى وفتح الثانية وتحفيفها. وقال الازهرى: في الحديث: إن فلانا وضع يده في ققة (4)، والققة: مشى الصبى وهو حدث (5). وحكى الهروي عنه أنه لم يجئ عن العرب ثلاثة أحرف من جنس واحد في كلمة إلا قولهم: قعد الصبى على قققه، وصصصه (6). وقال الخطابى: ققة: شئ يردده الطفل على لسانه قبل أن يتدرب بالكلام، فكأن ابن عمر أراد تلك بيعة تولاها الاحداث ومن لا يعتبر به. (1) في ا: " واقتديته ". (2) في اللسان: " بيعتكم ". (3) في اللسان، والفائق 2 / 370: " أتعرف ما ققة ؟ ". (4) في ا: " ققة ". (5) ضبط في الاصل: " حدث " بفتح الدال، وضبطته بكسرها من ا، والذى في اللسان: " وهو حدثه ". (6) زاد في اللسان: " أي حدثه ".
[ 96 ]
وقال الزمخشري: هو صوت يصوت به الصبى، أو يصوت له به إذا فزع من شئ أو فزع، أو إذا وقع في قذر. وقيل (1): الققة: العقى الذى يخرج من بطن الصبى حين يولد، وإياه عنى ابن عمر حين قيل له: هلا بايعت أخاك عبد الله بن الزبير ؟ فقال: " إن أخى وضع يده في ققة " أي (2) لاأنزع يدى من جماعة وأضعها في فرقة. * (باب القاف مع اللام) * * (قلب) * (ه) فيه " أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا وألين أفئدة " القلوب: جمع القلب، وهو أخص من الفؤاد في الاستعمال. وقيل: هما قريبان من السواء، وكرر ذكرهما لاختلاف لفظيهما تأكيدا. وقلب كل شئ: لبه وخالصه. * ومنه الحديث " إن لكل شئ قلبا، وقلب القرآن ياسين ". (ه) والحديث الآخر " إن يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام كان يأكل الجراد وقلوب الشجر " يعنى الذى ينبت في وسطها غضا طريا قبل أن يقوى ويصلب، واحدها: قلب بالضم، للفرق. وكذلك قلب النخلة. (ه) وفيه " كان على قرشيا قلبا " أي خالصا من صميم قريش. يقال: هو عربي قلب: أي خالص. وقيل: أراد فهما فطنا، من قوله تعالى " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ". (س) وفى حديث دعاء السفر " أعوذ بك من كآبة المنقلب " أي الانقلاب من السفر، والعود إلى الوطن، يعنى أنه يعود إلى بيته فيرى فيه ما يحزنه. والانقلاب: الرجوع مطلقا. * ومنه حديث صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم " ثم قمت لانقلب، فقام معى ليقلبني " أي لارجع إلى بيتى فقام معى يصحبني. (1) القائل هو الجاحظ. كما في الفائق 2 / 370. (2) في الفائق " إنى ".
[ 97 ]
* ومنه حديث المنذر بن أبى أسيد حين ولد " فأقلبوه (1)، فقالوا: أقلبناه يارسول الله " هكذا جاء في رواية مسلم، وصوابه " قلبناه ": أي رددناه. (س) ومنه حديث أبى هريرة " أنه كان يقول لمعلم الصبيان: اقلبهم " أي اصرفهم إلى منازلهم. (ه) وفى حديث عمر " بينا يكلم إنسانا إذ اندفع جرير يطريه ويطنب، فأقبل عليه فقال: ما تقول ياجرير ؟ وعرف الغضب في وجهه، فقال: ذكرت أبا بكر وفضله، فقال عمر: اقلب قلاب " وسكت. هذا مثل يضرب لمن تكون منه السقطة فيتداركها، بأن يقلبها عن جهتها ويصرفها إلى غير معناها، يريد: اقلب يا قلاب، فأسقط حرف النداء، وهو غريب، لانه إنما يحذف مع الاعلام. (ه) وفى حديث شعيب وموسى عليهما السلام " لك من غنمي ماجات به قالب لون " تفسيره في الحديث: أنها جاءت على غير ألوان أمهاتها، كأن لونها قد انقلب. * ومنه حديث على في صفة الطيور " فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه ". [ ه ] وفى حديث معاوية " لما احتضر، وكان يقلب على فراشه فقال: إنكم لتقلبون حولا قلبا إن وقى كبة النار (2) " أي رجلا عارفا بالامور، قد ركب الصعب والذلول، وقلبها ظهرا لبطن، وكان محتالا في أموره حسن التقلب. (1) ضبط في الاصل " فأقلبوه " وفى ا واللسان: " فاقلبوه " والضبط المثبت من صحيح مسلم (باب استحباب تحنيك المولود... وجواز تسميته يوم ولادته، من كتاب الآداب). (2) رواية الهروي: " إن وقى هول المطلع " وكذا في اللسان، وأشار إلى رواية ابن الاثير. وانظر ما سبق ص 464 من الجزء الاول. (13 - النهاية - 4)
[ 98 ]
* وفى حديث ثوبان " إن فاطمة حلت الحسن والحسين بقلبين من فضة " القلب: السوار. * ومنه الحديث " أنه رأى في يد عائشة قلبين ". * ومنه حديث عائشة في قوله تعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، قالت: القلب والفتخة " وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " فانطلق يمشى ما به قلبة " أي ألم وعلة. (س) وفيه " أنه وقف على قليب بدر " القليب: البئر التى لم تطو، ويذكر ويؤنث. وقد تكرر. * وفيه " كان نساء بنى إسرائيل يلبسن القوالب " جمع قالب، وهو نعل من خشب كالقبقاب، وتكسر لامه وتفتح. وقيل: إنه معرب. (س) ومنه حديث ابن مسعود " كانت المرأة تلبس القالبين تطاول بهما ". * (قلت) * (ه) فيه " إن المسافر وماله لعلى قلت إلا ماوقى الله " القلت: الهلاك. وقد قلت يقلت قلتا: إذا هلك. [ ه ] ومنه حديث أبى مجلز " لو قلت لرجل وهو على مقلتة: اتق الله رعته (1) فصرع غرمته " أي على مهلكة فهلك غرمت ديته. [ ه ] وفى حديث ابن عباس " تكون المرأة مقلاتا، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده " المقلات من النساء: التى لا يعيش لها ولد. وكانت العرب تزعم أن المقلات إذا وطئت رجلا كريما قتل غدرا عاش ولدها. * ومنه الحديث " تشتريها أكايس النساء للخافية والاقلات ". (1) في الاصل وا: " اتق رعنه " بالنون. وفى اللسان: " اتق الله فصرع " وفى الفائق 2 / 374 " اتق رعته " بالتاء المثناة من فوق. والذى في الهروي: ".. وهو على مقلتة كيت وكيت ". وما أثبته من تاج العروس.
[ 99 ]
* وفيه ذكر " قلات السيل " هي جمع قلت، وهو النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء إذا انصب السيل. * (قلح) * [ ه ] فيه " مالى أراكم تدخلون على قلحا " القلح: صفرة تعلو الاسنان، ووسخ يركبها. والرجل أقلح، والجمع: قلح، من قولهم للمتوسخ الثياب: قلح، وهو حث على استعمال السواك. (س) ومنه حديث كعب " المرأة إذا غاب زوجها تقلحت " أي توسخت ثيابها، ولم تتعهد نفسها وثيابها بالتنظيف. ويروى بالفاء. وقد تقدم. * (قلد) * [ ه ] فيه " قلدوا الخيل ولا تقلدوها الاوتار " أي قلدوها طلب أعداء الدين والدفاع عن المسلمين، ولا تقلدوها طلب أوتار الجاهلية وذحولها التى كانت بينكم. والاوتار: جمع وتر بالكسر، وهو الدم وطلب الثأر، يريد اجعلوا ذلك لازما لها في أعناقها لزوم القلائد للاعناق. وقيل: أراد بالاوتار: جمع وتر القوس: أي لا تجعلوا في أعناقها الاوتار فتختنق، لان الخيل ربما رعت الاشجار فنشبت الاوتار ببعض شعبها فخنقتها (1). وقيل: إنما نهاهم عنها لانهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل بالاوتار يدفع عنها العين والاذى، فتكون كالعوذة لها، فنهاهم وأعلمهم أنها لا تدفع ضررا ولا تصرف حذرا. (ه) وفى حديث استسقاء عمر " فقلدتنا السماء قلدا، كل خمس عشرة ليلة " أي مطرتنا لوقت معلوم، مأخوذ من قلد الحمى، وهو يوم نوبتها. والقلد: السقى. يقال: قلدت الزرع إذا سقيته. (ه س) ومنه حديث ابن عمرو " أنه قال لقيمه على الوهط: إذا أقمت قلدك من الماء فاسق الاقرب فالاقرب " أي إذا سقيت أرضك يوم نوبتها فأعط من يليك. * وفى حديث قتل ابن أبى الحقيق " فقمت إلى الاقاليد فأخذتها " هي جمع: إقليد، وهو المفتاح. (1) قال الهروي: " والقول هو الاول ".
[ 100 ]
* (قلس) * (س) فيه " من قاء أو قلس فليتوضأ " القلس بالتحريك، وقيل بالسكون: ما خرج من الجوف ملء الفم، أو دونه وليس بقئ، فإن عاد فهو القئ. (ه) وفى حديث عمر " لما قدم الشام لقيه المقلسون بالسيوف والريحان (1) " هم الذين يلعبون بين يدى الامير إذا وصل البلد، الواحد: مقلس. (ه) وفيه " لما رأوه قلسوا له " التقليس: التكفير، وهو وضع اليدين على الصدر، والانحناء، خضوعا واستكانة. * وفيه ذكر " قالس " بكسر اللام: موضع أقطعه النبي عليه الصلاة والسلام [ بنى الاحب من عذرة (2) ] له ذكر في حديث عمرو بن حزم. * (قلص) * (س) في حديث عائشة " فقلص دمعى حتى ما أحس منه قطرة " أي ارتفع وذهب. يقال: قلص الدمع، مخففا، وإذا شدد فللمبالغة. * ومنه حديث ابن مسعود " إنه قال للضرع: اقلص، فقلص " أي اجتمع. * ومنه حديث عائشة " أنها رأت على سعد درعا مقلصة " أي مجتمعة منضمة. يقال: قلصت الدرع وتقلصت، وأكثر ما يقال فيما يكون إلى فوق. (س) وفى حديث عمر " كتب إليه أبيات في صحيفة منها (3): فلا ئصنا هداك الله إنا * شغلنا عنكم زمن الحصار القلائص: أراد بها ها هنا النساء، ونصبها على المفعول بإضمار فعل: أي تدارك قلائصنا. وهى في الاصل جمع قلوص، وهى الناقة الشابة. وقيل: لا تزال قلوصا حتى تصير بازلا، وتجمع على قلاص وقلص، أيضا. * ومنه الحديث " لتتركن القلاص فلا يسعى عليها " أي لا يخرج ساع إلى زكاة، لقلة حاجة الناس إلى المال واستغنائهم عنه. (1) في الاصل " والزيجان " بالزاى والجيم. والتصحيح من: ا، واللسان، والهروى، والفائق 2 / 371. (2) تكملة من القاموس، ومعجم البلدان لياقوت 4 / 19. والحديث كله ساقط من ا. (3) انظر الجزء الاول ص 45.
[ 101 ]
* ومنه حديث ذى المشعار " أتوك على قلص نواج ". (س) وحديث على " على قلص نواج " وقد تكررت في الحديث مفردة ومجموعة. * (قلع) * (ه) في صفته عليه الصلاه والسلام " إذا مشى تقلع " أراد قوة مشيه، كأنه يرفع رجليه من الارض رفعا قويا، لا كمن يمشى اختيالا ويقارب خطاه، فإن ذلك من مشى النساء ويوصفن به. (ه) وفى حديث [ ابن (1) ] أبى هالة في صفته عليه السلام " إذا زال زال قلعا " يروى بالفتح والضم، فبالفتح: هو مصدر بمعنى الفاعل: أي يزول قالعا لرجله من الارض، وهو بالضم إما مصدر أو اسم، وهو بمعنى الفتح. وقال الهروي: قرأت هذا الحرف في كتاب " غريب الحديث " لابن الانباري " قلعا " بفتح القاف وكسر اللام. وكذلك قرأته بخط الازهرى، وهو (2) كما جاء في حديث آخر " كأنما ينحط من صبب " والانحدار: من الصبب (3) والتقلع: من الارض قريب بعضه من بعض، أراد أنه (4) كان يستعمل التثبت، ولا يبين (5) منه في هذه الحالة استعجال ومبادرة شديدة (6). (ه) وفى حديث جرير " قال: يارسول الله إنى رجل قلع فادع الله لى " قال الهروي: القلع: الذى لا يثبت على السرج. قال: ورواه بعضهم " قلع " بفتح القاف وكسر اللام بمعناه. وسماعى " القلع ". وقال الجوهرى: رجل قلع القدم (7)، بالكسر: إذا كانت قدمه لا تثبت عند الصراع. وفلان قلعة: إذا كان يتقلع عن سرجه. (1) ساقط من الاصل، ا. وقد أثبته من الهروي، واللسان. وانظر أسد الغابة 5 / 50، والاصابة 6 / 276. (2) هذا من قول الازهرى. كما في الهروي. (3) بعده في الهروي: " والتكفؤ إلى قدام ". (4) هذا من قول أبى بكر بن الانباري. كا في الهروي (5) في الهروي: " ولا يتبين ". (6) بعد هذا في الهروي: " ألا تراه يقول: يمشى هونا ويخطو تكفؤا ". (7) العبارة والضبط في الصحاح هكذا: " والقلع أيضا: مصدر قولك: رجل قلع القدم، بالكسر، إذا كانت قدمه لا تثبت عند الصراع، فهو قلع... وفلان قلعة، إذا كان يتقلع عن سرجه، ولا يثبت في البطش والصراع ".
[ 102 ]
* وفيه " بئس المال القلعة " هو العارية، لانه غير ثابت في يد المستعير ومنقلع إلى مالكه. * ومنه حديث على " أحذركم الدنيا فإنها منزل قلعة " أي تحول وارتحال. (ه) وفى حديث سعد " قال لما نودى: ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل على: خرجنا من المسجد نجر قلاعنا " أي كنفنا وأمتعتنا، واحدها: قلع بالفتح، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعى ومتاعه. (ه) وفى حديث على " كأنه قلع دارى " القلع بالكسر: شراع السفينة. والدارى: البحار والملاح. [ ه ] ومنه حديث مجاهد " في قوله تعالى: وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام " [ قال ] (1) ما رفع قلعه " والجوارى: السفن والمراكب. * وفيه " سيوفنا قليعة " منسوبا إلى القلعة - بفتح القاف واللام - وهى موضع بالبادية تنسب السيوف إليه. (ه) وفيه " لايدخل الجنة قلاع ولاديبوب " هو الساعي إلى السلطان بالباطل في حق الناس، سمى به لانه يقلع المتمكن من قلب الامير، فيزيله عن رتبته، كما يقلع النبات من الارض ونحوه. والقلاع أيضا: القواد، والكذاب، والنباش، والشرطي. (ه) ومن الاول حديث الحجاج " قال لانس: لاقلعنك قلع الصمغة " أي لاستأصلنك كما يستأصل الصمغة قالعها من الشجرة (2). * وفى حديث المزادتين " لقد أقلع عنها " أي كف وترك، وأقلع المطر: إذا كف وانقطع. وأقلعت عنه الحمى: إذا فارقته. (1) من الهروي. (2) في ا: " الشجر ": وقال الهروي: والصمغ إذا أخذ انقلع كله ولم يبق له أثر. يقال: تركتهم على مثل مقلع الصمغة، ومقرف الصمغة إذا لم يبق لهم شئ إلا ذهب.
[ 103 ]
* (قلف) * (ه) في حديث ابن المسيب " كان يشرب العصير ما لم يقلف " أي يزبد. وقلفت الدن: فضضت عنه طينه. * وفى حديث بعضهم، في الاقلف يموت " هو الذى لم يختن " والقلفة: الجلدة التى تقطع من ذكر الصبى. * (قلق) * (ه) فيه: إليك تعدو (1) قلقا وضينها * مخالفا دين النصارى دينها القلق: الانزعاج. والوضين: حزام الرحل. أخرجه الهروي عن عبد الله بن عمر (2). وقد أخرجه الطبراني في " المعجم " عن سالم بن عبد الله عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات. وهو يقول ذلك " والحديث مشهور بابن عمر من قوله. (س) ومنه حديث على " أقلقوا السيوف في الغمد " أي حركوها في أغمادها قبل أن تحتاجوا إلى سلها ليسهل عند الحاجة إليها. * (قلل) * (س) في حديث عمر بن عبسة " قال له: إذا ارتفعت الشمس فالصلاة محظورة حتى يستقل الرمح بالظل " أي حتى يبلغ ظل الرمح المغروس في الارض أدنى غاية القلة والنقص، لان ظل كل شئ في أول النهار يكون طويلا، ثم لا يزال ينقص حتى يبلغ أقصره، وذلك عند انتصاف النهار، فإذا زالت الشمس عاد الظل يزيد، وحينئذ يدخل وقت الظهر وتجوز الصلاة ويذهب وقت الكراهة. وهذا الظل المتناهى في القصر هو الذى يسمى ظل الزوال: أي الظل الذى تزول الشمس عن وسط السماء، وهو موجود قبل الزيادة. فقوله " يستقل الرمح بالظل " هو من القلة لا من الاقلال والاستقلال الذى بمعنى الارتفاع والاستبداد. يقال: تقلل الشئ، واستقله، وتقاله: إذا رآه قليلا. (1) في الاصل: " تغدو " وفى ا: " يغدو " وأثبته بالعين المهملة مما يأتي في (وضن) ومن اللسان (قلق، وضن) وكذا من الفائق 3 / 269. (2) وكذلك صنع الزمخشري. انظر الفائق.
[ 104 ]
ومنه حديث أنس " أن نفرا سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها " أي استقلوها، وهو تفاعل من القلة. * ومنه الحديث الآخر " كأن الرجل تقالها ". (س) ومنه الحديث " أنه كان يقل اللغو " أي لا يلغو أصلا. وهذا اللفظ يستعمل في نفى أصل الشئ، كقوله تعالى: " فقليلا ما يؤمنون " ويجوز أن يريد باللغو الهزل والدعابة، وأن ذلك كان منه قليلا. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " الربا وإن كثر فهو إلى قل " القل بالضم: القلة، كالذل والذلة: أي أنه وإن كان زيادة في المال عاجلا فإنه يؤول إلى نقص، كقوله تعالى: " يمحق الله الربا ويربى الصدقات ". (ه) وفيه " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل نجسا " القلة: الحب (1) العظيم. والجمع: قلال. وهى معروفة بالحجاز. (ه) ومنه الحديث في صفة سدرة المنتهى " نبقها مثل قلال هجر " وهجر: قرية قريبة من المدينة، وليست هجر البحرين. وكانت تعمل بها القلال، تأخذ الواحدة منها مزادة من الماء، سميت قلة لانها تقل: أي ترفع وتحمل. * وفى حديث العباس " فحثافى ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع " يقال: أقل الشئ يقله، واستقله يستقله إذا رفعه وحمله. (س) ومنه الحديث " حتى تقالت الشمس " أي استقلت في السماء وارتفعت وتعالت. (س) وفى حديث عمر " قال لاخيه زيد لما ودعه وهو يريد اليمامة: ماهذا القل الذى أراه بك ؟ " القل بالكسر: الرعدة. * (قلقل) * (س) في حديث على " قال أبو عبد الرحمن السلمى: خرج على وهو يتقلقل " التقلقل: الخفة والاسراع، من الفرس القلقل بالضم، ويروى بالفاء. وقد تقدم. * وفيه " ونفسه تقلقل في صدره " أي تتحرك بصوت شديد. وأصله الحركة والاضطراب (1) الحب: الجرة، أو الضخمة منها (القاموس).
[ 105 ]
* (قلم) * (س) فيه " اجتاز النبي صلى الله عليه وسلم بنسوة فقال: أظنكن مقلمات " أي ليس عليكن حافظ، كذا قال ابن الاعرابي في نوادره، حكاه أبو موسى. * وفيه " عال قلم زكريا عليه السلام " هو هاهنا القدح والسهم الذى يتقارع به، سمى بذلك لانه يبرى كبرى القلم. وقد تكرر ذكر " القلم " في الحديث. وتقليم الاظفار: قصها. * (قلن) * (ه) في حديث على " سأل شريحا عن امرأة طلقت، فذكرت أنها حاضت ثلاث حيض في شهر واحد، فقال شريح: إن شهد ثلاث نسوة من بطانة أهلها أنها كانت تحيض قبل أن طلقت، في كل شهر كذلك فالقول قولها: فقال له على: قالون " هي كلمة بالرومية معناها: أصبت. * (قلهم) * (ه) فيه " أن قوما افتقدوا سخاب فتاتهم، فاتهموا امرأة، فجاءت عجوز ففتشت قلهمها " أي فرجها. هكذا رواه الهروي في القاف (1). وقد كان رواه بالفاء. والصحيح أنه بالفاء وقد تقدم. * (قلوص) * (س) في حديث مكحول " أنه سئل عن القلوص، أيتوضأ منه ؟ فقال: ما لم يتغير " القلوص: نهر قذر إلا أنه جار، وأهل دمشق يسمون النهر الذى تنصب إليه الاقذار والاوساخ: نهر قلوط، بالطاء. * (قلا) * * في حديث عمر " لما صالح نصارى أهل الشام كتبوا له كتابا: إنا لا نحدث في مدينتنا كنيسة ولا قلية، ولا نخرج (2) سعانين، ولا باعوثا " القلية: كالصومعة، كذا وردت، واسمها عند النصارى: القلاية، وهو تعريب كلادة، وهى من بيوت عباداتهم. (ه) وفيه " لو رأيت ابن عمر ساجدا لرأيته مقلوليا " وفى رواية " كان لا يرى إلا مقلوليا " هو المتجافى المستوفز. وفلان يتقلى على فراشه: أي يتململ ولا يستقر. وفسره بعض أهل الحديث: كأنه على مقلى، قال الهروي: وليس بشئ. (ه) وفى حديث أبى الدرداء " وجدت الناس اخبر تقله " القلى: البغض. يقال: قلاه يقليه قلى وقلى إذا أبغضه. (1) في نسخة الهروي التى بين يدى، لم يروه بالقاف، وإنما رواه بالفاء فقط. (2) سبق مضبوطا في مادة (بعث) " نخرج " وكان كذلك في الاصل، وا، واللسان.
[ 106 ]
وقال الجوهرى: " إذا فتحت مددت (1). ويقلاه: لغة طيئ ". يقول: جرب الناس، فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بواطن سرائرهم. لفظه لفظ الامر، ومعناه الخبر: أي من جربهم وخبرهم أبغضهم وتركهم. والهاء في " تقله " للسكت. ومعنى نظم الحديث: وجدت الناس مقولا فيهم هذا القول. وقد تكرذكر " القلى " في الحديث. * (باب القاف مع الميم) * * (قمأ) * (س) فيه " أنه عليه الصلاة والسلام كان يقمأ (2) إلى منزل عائشة كثيرا " أي يدخل. وقمأت بالمكان قمأ دخلته وأقمت به. كذا فسر في الحديث. قال الزمخشري (3): ومنه اقتمأ الشئ. إذا جمعه. * (قمح) * (ه) فيه " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من بر أو صاعا من قمح " البر والقمح هما الحنطة، و " أو " للشك من الراوى، لا للتخيير. وقد تكرر ذكر " القمح " في الحديث. (ه) وفى حديث أم زرع " أشرب فأتقمح " أرادت أنها تشرب حتى تروى وترفع رأسها. يقال: قمح البعير يقمح، إذا رفع رأسه من الماء بعد الرى، ويروى بالنون. * وفى حديث على " قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين، ثم جمع يده إلى عنقه، يريهم كيف الاقماح " الاقماح: رفع الرأس وغض البصر. يقال: أقمحه الغل: إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه. (1) عبارة الجوهرى في الصحاح: " والقلى: البغض، فإن فتحت القاف مددت. تقول: قلاه يقليه قلى وقلاء، ويقلاه لغة طيئ ". (2) رواية الزمخشري: " يقمو ". الفائق 2 / 376. (3) عبارته: " ومنه اقتمي الشئ واقتباه، إذا جمعه ".
[ 107 ]
* ومنه قوله تعالى: " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهى إلى الاذقان فهم مقمحون ". * وفيه " أنه كان إذا اشتكى تقمح كفا من شونيز " أي استف كفا من حبة السوداء. يقال: قمحت السويق، بالكسر: إذا استففته. * (قمر) * (ه) في صفة الدجال " هجان أقمر " هو الشديد البياض. والانثى قمراء. * ومنه حديث حليمة " ومعها أتان قمراء " وقد تكرر ذكر " القمرة " في الحديث. (س) وفى حديث أبى هريرة " من قال: تعال أقامرك فليتصدق " قيل: يتصدق بقدر ما أراد أن يجعله خطرا في القمار. * (قمرص) * (1) * في حديث ابن عمير " لقارص (2) قمارص يقطر منه البول " القمارص: الشديد القرص، لزيادة (3) الميم. قال الخطابى: القمارص: إتباع وإشباع، أراد لبنا شديد الحموضة، يقطر بول شاربه لشدة حموضته. * (قمس) * (ه) فيه " أنه رجم رجلا ثم صلى عليه، وقال: إنه الآن لينقمس (4) في رياض الجنة " وروى " في أنهار الجنة " يقال: قمسه في الماء فانقمس: أي غمسه وغطه. ويروى بالصاد وهو بمعناه. (ه) ومنه حديث وفد مذحج " في مفازة تضحى أعلامها قامسا، ويمسى سرابها طامسا " أي تبدو جبالها للعين ثم تغيب. وأراد كل علم من أعلامها، فلذلك أفرد الوصف ولم يجمعه. وقال الزمخشري: " ذكر سيبويه أن أفعالا تكون للواحد، وأن بعض العرب يقول: هو الانعام، واستشهد بقوله تعالى: " وإن لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه " وعليه جاء قوله: تضحى أعلامها قامسا " وهو هاهنا فاعل بمعنى مفعول. (1) وضعت هذه المادة في الاصل، ابعد مادتي " قمس " و " قمص ". (2) في الاصل، ا: " قارص " وأثبت رواية اللسان. وهو يوافق ما سبق في مادة (قرص). (3) في ا: " بزيادة ". (4) رواية الهروي: " ليتقمس ".
[ 108 ]
* وفيه " لقد بلغت كلماتك قاموس البحر " أي وسطه ومعظمه. (ه) ومنه حديث ابن عباس، وسئل عن المد والجزر فقال " ملك موكل بقاموس البحر (1)، كلما وضع رجله فاض، فإذا رفعها غاض " أي زاد ونقص. وهو فاعول، من القمس. * (قمص) * (ه) فيه " أنه قال لعثمان: أن الله سيقمصك قميصا، وإنك تلاص على خلعه، فإياك وخلعه " يقال: قمصته قميصا إذا ألبسته إياه. وأراد بالقميص الخلافة. وهو من أحسن الاستعارات (2). (س) وفى حديث المرجوم " إنه يتقمص في أنهار الجنة " أي يتقلب وينغمس. ويروى بالسين. وقد تقدم. (س) وفى حديث عمر " فقمص منها قمصا " أي نفر وأعرض. يقال: قمص الفرس قمصا وقماصا، وهو أن ينفر ويرفع يديه ويطرحهما معا. (س) ومنه حديث على " أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا " القامصة: النافرة الضاربة برجليها. وقد تقدم بيان الحديث في " القارصة ". * ومنه حديثه الآخر " قمصت بأرجلها وقنصت بأحبلها ". (س) وحديث أبى هريرة " لتقمصن بكم الارض قماص البقر " يعنى الزلزلة. * ومنه حديث سليمان بن يسار " فقمصت به فصرعته " أي وثبت ونفرت فألقته. * (قمط) * (ه) في حديث شريح " اختصم إليه رجلان في خص، فقضى بالخص للذى تليه معاقد القمط " هي جمع قماط (3)، وهى الشرط التى يشد بها الخص ويوثق، من ليف أو خوص أو غيرهما. ومعاقد القمط تلى صاحب الخص. والخص: البيت الذى يعمل من القصب. (1) رواية الهروي والزمخشري: " البحار ". الفائق 2 / 376، وفيه " فإذا وضع قدمه فاضت، وإذا رفعها غاضت ". (2) حكى الهروي عن ابن الاعرابي: " القميص: الخلافة. والقميص: غلاف القلب. والقميص: البرذون الكثير القماص ". (3) قال في المصباح: " جمعه قمط، مثل كتاب، وكتب ".
[ 109 ]
هكذا قال الهروي بالضم. وقال الجوهرى: " القمط بالكسر (1) " كأنه عنده واحد. (ه) وفى حديث ابن عباس " فما زال يسأله شهرا قميطا " أي تاما كاملا. * (قمع) * [ ه ] فيه " ويل لاقماع القول، ويل للمصرين " وفى رواية " ويل لاقماع الآذان (2) " الاقماع: جمع قمع، كضلع، وهو الاناء الذى يترك في رءوس الظروف لتملا بالمائعات من الاشربة والادهان. شبه أسماع الذين يستمعون القول ولا يعونه ويحفظونه ويعملون به بالاقماع التى لاتعى شيئا مما يفرغ فيها، فكأنه يمر عليها مجازا، كما يمر الشراب في الاقماع اجتيازا (3). (س) ومنه الحديث " أول من يساق إلى النار الاقماع، الذين إذا أكلوا لم يشبعوا، وإذا جمعوا لم يستغنوا " أي كأن ما يأكلونه ويجمعونه يمر بهم مجتازا غير ثابت فيهم ولا باق عندهم. وقيل: أراد بهم أهل البطالات الذين لاهم لهم إلا في ترجئة الايام بالباطل، فلا هم في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة. (ه) وفى حديث عائشة والجوارى اللاتى كن يلعبن معها " فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم انقمعن " أي تغيبن ودخلن في بيت، أو من وراء ستر. وأصله من القمع الذى على رأس الثمرة. أي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها. * ومنه حديث الذى نظر في شق الباب " فلما أن بصر به انقمع " أي رد بصره ورجع. يقال: أقمعت الرجل عنى إقماعا إذا اطلع عليك فرددته عنك، فكأن المردود أو الراجع قد دخل في قمعه. * ومنه حديث منكر ونكير " فينقمع العذاب عند ذلك " أي يرجع ويتداخل. * وفى حديث ابن عمر " ثم لقيني ملك في يده مقمعة من حديد " المقمعة بالكسر: واحدة (1) قال في الصحاح: " ومنه معاقد القمط ". (2) وهى رواية الهروي. (3) قال الهروي: " وقيل: الاقماع: الآذان وولاسماع ".
[ 110 ]
المقامع، وهى سياط تعمل من حديد، رؤوسها معوجة. * (قمقم) * * في حديث على " يحملها الاخضر المثعنجر، والقمقام المسجر " هو البحر. يقال: وقع في قمقام من الارض: إذا وقع في أمر شديد. والقمقام: السيد، والعدد الكثير. * وفى حديث عمر " لان أشرب قمقما أحرق ما أحرق أحب إلى من أن أشرب نبيذ جر " القمقم: ما يسخن فيه الماء من نحاس وغيره، ويكون ضيق الرأس. أراد شرب ما يكون فيه من الماء الحار. * ومنه الحديث " كما يغلى المرجل بالقمقم " هكذا روى. ورواه بعضهم " كما يغلى المرجل والقمقم " وهو أبين إن ساعدته صحة الرواية. * (قمل) * (س) في حديث عمر، وصفة النساء " منهن غل قمل " أي ذو قمل. كانوا يغلون الاسير بالقد وعليه الشعر، فيقمل فلا يستطيع دفعه عنه بحيلة. وقيل: القمل: القذر، وهو من القمل أيضا. * (قمم) * (ه) فيه " أنه حض على الصدقة، فقام رجل صغير القمة " القمة بالكسر: شخص الانسان إذا كان قائما، وهى القامة. والقمة أيضا وسط الرأس. * وفى حديث فاطمة " أنها قمت البيت حتى اغبرت ثيابها " أي كنسته. والقمامة: الكناسة. والمقمة: المكنسة. (س) ومنه حديث عمر " أنه قدم مكة فكان يطوف في سككها، فيمر بالقوم فيقول: قموا فناءكم، حتى مر بدار أبى سفيان، فقال: قموا فناءكم، فقال: نعم يا أمير المؤمنين، حتى يجئ مهاننا الآن، ثم مر به فلم يصنع شيئا، ثم مر ثالثا، فلم يصنع شيئا، فوضع الدرة بين أذنيه ضربا، فجاءت هند وقالت: والله لرب يوم لو ضربته لاقشعر بطن مكة، فقال: أجل ". (س) ومنه حديث ابن سيرين " أنه كتب يسألهم عن المحاقلة، فقيل: إنهم كانوا يشترطون لرب الماء قمامة الجرن " أي الكساحة والكناسة، والجرن: جمع جرين وهو البيدر.
[ 111 ]
(س) وفيه " أن جماعة من الصحابة كانوا يقمون شواربهم " أي يستأصلونها قصا، تشبيها بقم البيت وكنسه. * (قمن) * (ه) فيه " أما الركوع فعظموا الرب فيه، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فإنه قمن أن يستجاب لكم " يقال: قمن وقمن وقمين: أي خليق وجدير، فمن فتح الميم لم يثن ولم يجمع ولم يؤنث، لانه مصدر، ومن كسر ثنى وجمع، وأنث، لانه وصف، وكذلك القمين. * (باب القاف مع النون) * * (قنأ) * (ه) فيه " مررت بأبى بكر فإذا لحيته قانئة " وفى حديث آخر " وقد قنأ لونها " أي شديدة الحمرة. وقد قنأت تقنأ قنوءا، وتر ك الهمز فيه لغة أخرى. يقال: قنا يقنو فهو قان. * وفى حديث شريك " أنه جلس في مقنوءة له " أي موضع لا تطلع عليه الشمس، وهى المقنأة أيضا. وقيل: هما غير مهموزين. * (قنب) * (ه) في حديث عمر واهتمامه للخلافة " فذكر له سعد، فقال: ذلك إنما يكون في مقنب من مقانبكم " المقنب بالكسر: جماعة الخيل والفرسان. وقيل: هو دون المائة، يريد أنه صاحب حرب وجيوش، وليس بصاحب هذا الامر. * ومنه حديث عدى " كيف بطيئ ومقانبها " وقد تكرر في الحديث. * (قنت) * (س) فيه " تفكر ساعة خير من قنوت ليلة " قد تكرر ذكر " القنوت " في الحديث، ويرد بمعان متعددة، كالطاعة، والخشوع، والصلاة، والدعاء، والعبادة، والقيام، وطول القيام، والسكوت، فيصرف في كل واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله لفظ الحديث الوارد فيه. * وفى حديث زيد بن أرقم " كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت: " وقوموا لله قانتين " فأمسكنا عن الكلام " أراد به السكوت. وقال ابن الانباري: القنوت على أربعة أقسام: الصلاة، وطول القيام، وإقامة الطاعة، والسكوت.
[ 112 ]
* (قنح) * (ه) في حديث أم زرع " وأشرب فأتقنح " (1) أي أقطع الشرب وأتمهل فيه. وقيل: هو الشرب بعد الرى. * (قنذع) * * في حديث أبى أيوب " مامن مسلم يمرض في سبيل الله إلا حط الله عنه خطاياه وإن بلغت قنذعت رأسه " هو ما يبقى من الشعر مفرقا في نواحى الرأس، كالقنزعة. وذكره الهروي في القاف والنون، على أن النون أصلية. وجعل الجوهرى النون منه، ومن القنزعة زائدة. * ومنه حديث وهب " ذلك القنذع " هو الديوث الذى لا يغار على أهله. * (قنزع) * (ه) فيه " أنه قال لام سليم: خضلى قنازعك " (2) القنازع: خصل الشعر، واحدتها قنزعة: أي نديها ورويها بالدهن ليذهب شعثها. (ه) وفى حديث آخر " أنه نهى عن القنازع " هو أن يؤخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرقة لا تؤخذ، كالقزع. * ومنه حديث ابن عمر " سئل عن رجل أهل بعمرة وقد لبد وهو يريد الحج، فقال: خذ من قنازع رأسك " أي مما ارتفع من شعرك وطال. * (قنص) * (ه) فيه " تخرج النار عليهم قوانص " أي قطعا قانصة تقنصهم كما تختطف الجارحة الصيد. والقوانص: جمع قانصة، من القنص: الصيد. والقانص: الصائد. وقيل: أراد شررا كقوانص الطير: أي حواصلها. * ومنه حديث على " قمصت بأرجلها وقنصت بأحبلها " أي اصطادت بحبالها. * وحديث أبى هريرة " وأن تعلو التحوت الوعول، فقيل: ما التحوت ؟ قال: بيوت القانصة " (3) كأنه ضرب بيوت الصيادين مثلا للاراذل والادنياء، لانها أرذل البيوت. * وفى حديث جبير بن مطعم " قال له عمر - وكان أنسب العرب -: ممن كان النعمان بن المنذر ؟ فقال: من أشلاء قنص بن معد " أي من بقية أولاده. وقال الجوهرى: " بنو قنص بن معد قوم درجوا ". (1) روى بالميم، وسبق. (2) في الصحاح: وفى الحديث: " غطى عنا قنازعك يا أم أيمن ". (3) روى " القافصة " بالفاء. وسبق.
[ 113 ]
* (قنط) * * قد تكرر ذكر " القنوط " في الحديث، وهو أشد اليأس من الشئ. يقال: قنط يقنط، وقنط يقنط، فهو قانط وقنوط: والقنوط بالضم: المصدر. (س) وفى حديث خزيمة في رواية " وقطت القنطة " قطت: أي قطعت. وأما " القنطة " فقال أبو موسى: لاأعرفها، وأظنه تصحيفا، إلا أن يكون أراد " القطنة " بتقديم الطاء، وهى هنة دون القبة. ويقال للحمة بين الوركين أيظا: قطنة. * (قنطر) * فيه " من قام بألف آية كتب من المقنطرين " أي أعطى قنطارا من الاجر. جاء في الحديث أن القنطار ألف ومائتا أوقية، والاوقية خير مما بين السماء والارض. وقال أبو عبيدة: القناطير: واحدها قنطار، ولا تجد العرب تعرف وزنه، ولا واحد للقنطار من لفظه. وقال ثعلب: المعمول عليه عند العرب الاكثر أنه أربعة آلاف دينار، فإذا قالوا قناطير مقنطرة، فهى اثنا عشر ألف دينار. وقيل: إن القنطار ملء جلد ثور ذهبا. وقيل: ثمانون ألفا. وقيل: هو جملة كثيرة مجهولة من المال. (ه) ومنه الحديث " أن صفوان بن أمية قنطر في الجاهلية وقنطر أبوه " أي صار له قنطار من المال. (ه) وفى حديث حذيفة " يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم " ويروى " أهل البصرة منها، كأنى بهم خنس الانوف، خزر العيون، عراض الوجوه " قيل: إن قنطوراء كانت جارية لابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، ولدت له أولادا منهم الترك والصين. * ومنه حديث عمرو بن العاص " يوشك بنو قنطوراء أن يخرجوكم من أرض البصرة ". * وحديث أبى بكرة " إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطوراء ". * (قنع) * (ه) فيه " كان إذا ركع لا يصوب رأسه ولا يقنعه " أي لا يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره. وقد أقنعه يقنعه إقناعا. (15 - النهاية - 4)
[ 114 ]
(ه) ومنه حديث الدعاء " وتقنع يديك " أي ترفعهما. [ ه ] وفيه " لا تجوز شهادة القانع من (1) أهل البيت [ لهم (2) ] " القانع: الخادم والتابع ترد شهادته للتهمه بجلب النفع إلى نفسه. والقانع في الاصل: السائل. * ومنه الحديث " فأكل وأطعم القانع والمعتر " وهو من القنوع: الرضا باليسير من العطاء. وقد قنع يقنع قنوعا وقناعة - بالكسر - إذا رضى، وقنع بالفتح يقنع قنوعا: إذا سأل. * ومنه الحديث " القناعة كنز لا ينفد " لان الانفاق منها لا ينقطع، كلما تعذر عليه شئ من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضى. * ومنه الحديث الآخر " عز من قنع وذل من طمع، لان القانع لايذله الطلب، فلا يزال عزيزا. وقد تكرر ذكر " القنوع، والقناعة " في الحديث. (س) وفيه " كان المقانع من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون كذا " المقانع: جمع مقنع بوزن جعفر. يقال: فلان مقنع في العلم وغيره: أي رضا. وبعضهم لا يثنيه ولا يجمعه لانه مصدر، ومن ثنى وجمع نظر إلى الاسمية. * وفيه " أتاه رجل مقنع بالحديد " هو المتغطى بالسلاح. وقيل: هو الذى على رأسه بيضة، وهى الخوذة، لان الرأس موضع القناع. (ه) ومنه الحديث " أنه زار قبر أمه في ألف مقنع " أي في ألف فارس مغطى بالسلاح. (س) وفى حديث بدر " فانكشف قناع قلبه فمات " قناع القلب: غشاؤه، تشبيها بقناع المرأة، وهو أكبر من المقنعة. (س) ومنه حديث عمر " أنه رأى جارية عليها قناع فضربها بالدرة وقال: أتشبهين بالحرائر ؟ " وقد كان يومئذ من لبسهن. (1) في الهروي: " مع ". (2) ساقط من: ا والهروى.
[ 115 ]
[ ه ] وفى حديث الربيع بنت معوذ " قالت: أتيته بقناع من رطب " القناع: الطبق الذى يؤكل عليه. ويقال له: القنع بالكسر والضم (1) وقيل: القناع جمعه. * ومنه حديث عائشة " إن كان ليهدى لنا القناع في كعب من إهالة فنفرح به ". (س) وفى حديث عائشة، أخذت أبا بكر غشية عند الموت فقالت: من لا يزال دمعه مقنعا * لابد يوما أن يهراق هكذا ورد. وتصحيحه: من لا يزال دمعه مقنعا * لا بد يوما أنه يهراق وهو من الضرب الثاني من بحر الرجز. ورواه بعضهم: ومن لا يزال الدمع فيه مقنعا * فلا بد يوما أنه مهراق وهو من الضرب الثالث من الطو يل، فسروا المقنع بأنه المحبوس (2) في جوفه. ويجوز أن يراد: من كان دمعه مغطى في شؤونه كامنا فيها فلا بد أن يبرزه البكاء. [ ه ] وفى حديث الاذان " أنه اهتم للصلاة، كيف يجمع لها الناس، فذكر له القنع فلم يعجبه ذلك " فسر في الحديث أنه الشبور، وهو البوق. هذه اللفظة قد اختلف في ضبطها، فرويت بالباء والتاء، والثاء والنون، وأشهرها وأكثرها النون. قال الخطابى: سألت عنه غير واحد من أهل اللغة فلم يثبتوه لى على شئ واحد، فإن كانت الرواية بالنون صحيحة فلا أراه سمى إلا لاقناع الصوت به، وهو رفعه. يقال: أقنع الرجل صوته ورأسه إذا رفعه. ومن يريد أن ينفخ في البوق يرفع رأسه وصوته. (1) قال الهروي: " ويقال في جمع القنع: أقناع، كما يقال: برد، وأبراد، وقفل، وأقفال. ويجوز: قناع، كما يقال: عس وعساس. وجمع القناع: أقناع ". (2) في الاصل، وا: " بأنه محبوس في جوفه " والمثبت من اللسان. والفائق 2 / 381. ويلاحظ أن هذا الشرح بألفاظه في الفائق.
[ 116 ]
قال الزمخشري: " أو لان أطرافه أقنعت إلى داخله: أي عطفت ". وقال الخطابى: وأما " القبع " بالباء المفتوحة فلا أحسبه سمى به إلا لانه يقبع فم صاحبه: أي يستره، أو من قبعت الجوالق والجراب: إذا ثنيت أطرافه إلى داخل. قال الهروي: وحكاه بعض أهل العلم عن أبى عمر الزاهد: " القثع " بالثاء (1) قال: وهو البوق فعرضته على الازهرى فقال: هذا باطل. وقال الخطابى: سمعت أبا عمر الزاهد يقوله بالثاء المثلثة، ولم أسمعه من غيره. ويجوز أن يكون من: قثع في الارض قثوعا إذا ذهب، فسمى به لذهاب الصوت منه. قال الخطابى: وقد روى " القتع " بتاء بنقطتين من فوق، وهو دود يكون في الخشب، الواحدة: قتعة. قال: ومدار هذا الحرف على هشيم، وكان كثير اللحن والتحريف، على جلالة محله في الحديث. * (قنن) * (ه) فيه " إن الله حرم الكوبة والقنين " هو بالكسر والتشديد: لعبة للروم يقامرون بها. وقيل: هو الطنبور بالحبشية. والتقنين: الضرب بها. (س) وفى حديث عمر والاشعث " لم نكن عبيد قن، إنما كنا عبيد مملكة " العبد القن: الذى ملك هو وأبواه. وعبد المملكة: الذى ملك هو دون أبويه. يقال: عبد قن، وعبدان قن، وعبيد قن. وقد يجمع على أقنان وأقنة. * (قنا) * (س) في صفته عليه الصلاة والسلام " كان أقنى العرنين " القنا في الانف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. والعرنين: الانف. * ومنه الحديث " يملك رجل أقنى الانف " يقال: رجل أقنى وامرأة قنواء. * ومنه قصيد كعب: قنواء في حرتيها للبصير بها * عتق مبين وفى الخدين تسهيل * وفيه " أنه خرج فرأى أقناء معلقة، قنو منها حشف " القنو: العذق بما فيه من الرطب، وجمعه: أقناء. وقد تكرر في الحديث. (1) في الاصل، وا: " القبع، بالباء " وصححته من الهروي، والفائق 2 / 379.، ومعالم السنن 1 / 151
[ 117 ]
(س) وفيه إذا أحب الله عبدا اقتناه فلم يترك له مالا ولا ولدا " أي اتخذه واصطفاه. يقال: قناه يقنوه، واقتناه إذا اتخذه لنفسه دون البيع. (س) ومنه الحديث " فاقنوهم " أي علموهم واجعلوا لهم قنية من العلم، يستغنون به إذا احتاجوا إليه. (س) ومنه الحديث " أنه نهى عن ذبح قنى الغنم " قال أبو موسى: هي التى تقتنى للدر والولد، واحدتها: قنوة، بالضم والكسر، وبالياء أيضا. يقال: هي غنم قنوة وقنية. وقال الزمخشري: " القنى والقنية (1): ما اقتنى من شاة أو ناقة " فجعله واحدا، كأنه فعيل بمعنى مفعول، وهو الصحيح. يقال: قنوت الغنم وغيرها قنوة وقنوة، وقنيت أيضا قنية وقنية: إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة، والشاة قنية، فإن كان جعل القنى جنسا للقنية فيجوز، وأما فعلة وفعلة فلم يجمعا على فعيل. * ومنه حديث عمر " لو شئت أمرت بقنية سمينة فألقى عنها شعرها ". * وفيه " فيما سقت السماء والقنى العشور " القنى: جمع قناة، وهى الآبار التى تحفر في الارض متتابعة ليستخرج ماؤها ويسيح على وجه الارض. وهذا الجمع أيضا إنما يصح إذا جمعت القناة على قنا، وجمع القنا على: قنى، فيكون جمع الجمع، فإن فعلة لم تجمع على فعول. قال الجوهرى: " القنا: جمع قناة، وهى الرمح، (2) ويجمع على قنوات وقنى. وكذلك القناة التى تحفر ". * ومنه الحديث " فنزلنا بقناة " وهو واد من أودية المدينة، عليه حرث ومال وزرع. وقد يقال فيه: وادى قناة، وهو غير مصروف. * وفى حديث أنس عن أبى بكر وصبغه " فغلفها بالحناء والكتم حتى قنا لونها " أي احمر. يقال: قنا لونها يقنو قنوا وهو أحمر قان. (1) عبارة الزمخشري: " القنية: ما اقتنى من شاة أو ناقة " الفائق 2 / 379. (2) بعد هذا في الصحاح: " على فعول، وقناء، مثل جبل وجبال، كذلك القناة التى تحفر، وقناة الظهر التى تنتظم الفقار ".
[ 118 ]
(س) وفى حديث وابصة " والاثم ماحك في صدرك وإن أقناك الناس عنه وأقنوك " أي أرضوك. وحكى أبو موسى أن الزمخشري قال ذلك، وأن المحفوظ بالفاء والتاء: أي من الفتيا. والذى رأيته أنا في " الفائق " في باب الحاء والكاف: " أفتوك (1) " بالفاء، وفسره بأرضوك. وجعل الفتيا إرضاء من المفتى. على أنه قد جاء عن أبى زيد (2) أن القنا: الرضا، وأقناه إذا أرضاه. * (باب القاف مع الواو) * * (قوب) * (ه) فيه " لقاب قوس أحدكم، أو موضع قده من الجنة خير من الدنيا وما فيها " القاب والقيب: بمعنى القدر، وعينها واو، من قولهم: قوبوا في هذه الارض: أي أثروا فيها بوطئهم، وجعلوا في مسافتها علامات. يقال: بينى وبينه قاب رمح وقاب قوس: أي مقدارهما (3). [ ه ] وفى حديث عمر " إن اعتمرتم في أشهر الحج رأيتموها مجزئة عن حجكم فكانت قائبة قوب عامها (4) " ضرب هذا مثلا لخلو مكة من المعتمرين في باقى السنة. يقال: قيبت البيضة فهى مقوبة: إذا خرج فرخها منها. فالقائبة: البيضة. والقوب: الفرخ. وتقوبت البيضة إذا انفلقت عن فرخها. وإنما قيل لها: قائبة وهى مقوبة على تقدير: ذات قوب، أي ذات فرخ. والمعنى أن الفرخ إذا فارق بيضته لم يعد إليها. وكذا إذا اعتمروا في أشهر الحج لم يعودوا إلى مكة. * (قوت) * * في أسماء الله تعالى " المقيت " هو الحفيظ. وقيل: المقتدر. وقيل: الذى يعطى أقوات الخلائق. وهو من أقاته يقيته: إذا أعطاه قوته، وهى لغة في: قاته يقوته. وأقاته أيضا إذا حفظه. (1) الذى في الفائق 1 / 279: " وإن أفتاك الناس عنه وأقنوك ". (2) في النوادر ص 178: " يقال: قناه الله ويقنيه، إذا أكثر ماله ". (3) حكى الهروي عن مجاهد: " قاب قوسين: أي مقدار ذراعين. قال مجاهد: والقوس: الذراع، بلغة أزد شنوءة ". (4) في الاصل، ا: " رأيتموه مجزئة من " والمثبت من الفائق 1 / 433، واللسان. غير أن في اللسان " من " وفي الفائق واللسان: " قائبة من قوب ".
[ 119 ]
[ ه ] ومنه الحديث " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا " أي بقدر ما يمسك الرمق من المطعم. (س) ومنه الحديث " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " أراد من تلزمه نفقته من أهله وعياله وعبيده. ويروى " من يقيت " على اللغة الاخرى. (س) وفيه " قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه " سئل الاوزاعي عنه فقال: هو صغر الارغفة. وقال غيره: هو مثل قوله " كيلوا طعامكم ". * وفى حديث الدعاء " وجعل لكل منهم قيتة مقسومة من رزقه " هي فعلة من القوت، كميتة من الموت. * (قوح) * * فيه " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بالقاحة وهو صائم " هو اسم موضع بين مكة والمدينة، على ثلاث مراحل منها، وهو من قاحة الدار: أي وسطها، مثل ساحتها وباحتها. (ه) ومنه حديث عمر " من ملا عينيه من قاحة بيت قبل أن يؤذن له فقد فجر ". * (قود) * (س) فيه " من قتل عمدا فهو قود " القود: القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. وقد أقدته به أقيده إقادة. واستقدت الحاكم: سألته أن يقيدني. واقتدت منه أقتاد. فأما قاد البعير واقتاده فبمعنى جره خلفه. * ومنه حديث الصلاة " اقتادوا رواحلهم ". * وفى حديث على " قريش قادة ذادة " أي يقودون الجيوش، وهو جمع: قائد. وروى أن قصيا قسم مكارمه، فأعطى قود الجيوش عبد مناف، ثم وليها عبد شمس، ثم أمية، ثم حرب، ثم أبو سفيان. * وفى حديث السقيفة " فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم " أي يذهبان مسرعين، كأن كل واحد منهما يقود الآخر لسرعته. وفى قصيد كعب:
[ 120 ]
* وعمها خالها قوداء شمليل * القوداء: الطويلة. * ومنه: " رمل منقاد " أي مستطيل. * (قور) * (س) في حديث الاستسقاء " فتقور السحاب " أي تقطع وتفرق فرقا مستديرة. ومنه: قوارة الجيب. * ومنه حديث معاوية " وفى فنائه أعنز درهن غبر، يحلبن في مثل قوارة حافر البعير " أي ما استدار من باطن حافره، يعنى صغر المحلب وضيقه، وصفه باللؤم والفقر. واستعار للبعير حافرا مجازا، وإنما يقال له: خف. (ه) ومنه حديث الصدقة " ولامقورة الالياط " الاقورار: الاسترخاء في الجلود. والالياط: جمع ليط، وهو قشر العود. شبه به الجلد لا لتزاقه باللحم. أراد: غير مسترخية الجلود لهزالها. * ومنه حديث أبى سعيد " كجلد البعير المقور ". (ه) وفيه " فله مثل قور حسمى " القور: جمع قارة وهى الجبل. وقيل: هو الصغير منه كالاكمة. [ ه ] ومنه الحديث " صعد قارة الجبل " كأنه أراد جبلا صغيرا فوق الجبل، كما بقال: صعد قنة الجبل: أي أعلاه. * ومنه قصيد كعب: وقد تلفع بالقور العساقيل * (ه) ومنه حديث أم زرع " زوجي لحم جمل غث، على رأس قور (1) وعث " وقد تكرر في الحديث. وفى حديث الهجرة " حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة " القارة: قبيلة من بنى الهون بن خزيمة، سموا قارة لاجتماعهم والتفافهم، ويوصفون بالرمي. وفى المثل: أنصف القارة من راماها. (1) لم يروه الهروي في (قور) ورواه في (قوز) بالزاى.
[ 121 ]
* (قوز) * (ه) فيه " محمد في الدهم بهذا القوز " القوز بالفتح: العالي من الرمل، كأنه جبل (1). (ه) ومنه حديث أم زرع " زوجي لحم جمل غث، على رأس قوز وعث " أرادت شدة الصعود فيه، لان المشى في الرمل شاق فكيف الصعود فيه، لاسيما وهو وعث. * (قوس) * (ه) في حديث وفد عبد القيس " قالوا لرجل منهم: أطعمنا من بقية القوس الذى في نوطك " القوس: بقية التمر في أسفل الجلة، كأنها شبهت بقوس البعير، وهى جانحته. * ومنه حديث عمرو بن معد يكرب " تضيفت خالد بن الوليد، فأتاني بقوس وكعب وثور ". * (قوصر) * (س) في حديث على " أفلح من كانت له قوصرة " هي وعاء من قصب يعمل للتمر، ويشدد ويخفف. * (قوصف) * * فيه " أنه خرج على صعدة عليها قوصف " القوصف: القطيفة. ويروى بالراء وقد تقدم. * (قوض) * * في حديث الاعتكاف " فأمر ببنائه فقوض " أي قلع وأزيل. وأراد بالبناء الخباء. * ومنه " تقويض الخيام ". (ه) وفيه " مررنا بشجرة وفيها فرخا حمرة فأخذناهما، فجاءت الحمرة [ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ] (2) وهى تقوض " أي تجئ وتذهب ولا تقر. * (قوف) * (س) فيه " أن مجززا كان قائفا " القائف: الذى يتتبع الآثار ويعرفها، ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه، والجمع: القافة. يقال: فلان يقوف الاثر ويقتافه قيافة، مثل: قفا الاثر واقتفاه. * (قوف) * (س) في حديث عبد الرحمن بن أبى بكر " أجئتم بها هرقلية قوقية ؟ " يريد (1) * قال الهروي: " وجمعه: أقواز، وقيزاز، وأقاوز، للكثره ". (2) من الهروي، واللسان.
[ 122 ]
أن البيعة لاولاد الملوك سنة الروم والعجم. قال ذلك لما أراد معاوية أن يبايع أهل المدينة ابنه يزيد بولاية العهد. وقوق: اسم ملك من ملوك الروم، وإليه تنسب الدنانير القوقية. وقيل: كان لقب قيصر قوقا. وروى بالقاف والفاء، من القوف: الاتباع، كأن بعضهم يتبع بعضا. * (قول) * [ ه ] فيه " أنه كتب لوائل بن حجر: إلى الاقوال العباهلة " وفى رواية " الاقيال " (1) الاقوال: جمع قيل، وهو الملك النافذ القول والامر. وأصله: قيول، فيعل، من القول، فحذفت عينه. ومثله: أموات، في جمع ميت، مخفف ميت. وأما " أقيال " فمحمول على لفظ قيل، كما قالوا: أرياح، في جمع: ريح. والسائغ المقيس: أرواح. (ه س) وفيه " أنه نهى عن قيل وقال " أي نهى عن فضول ما يتحدث به المتجالسون، من قولهم: قيل كذا، وقال كذا. وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين متضمنين (2) للضمير. والاعراب على إجرائهما مجرى الاسماء خلوين من الضمير، وإدخال حرف التعريف عليهما [ لذلك ] (3) في قولهم: القيل (4) والقال. وقيل: القال: الابتداء، والقيل: الجواب. وهذا إنما يصح إذا كانت الرواية " قيل وقال "، على أنهما فعلان، فيكون النهى عن القول بما لا يصح ولا تعلم حقيقته. وهو كحديثه الآخر " بئس مطية الرجل زعموا " فأما من حكى ما يصح ويعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهى عنه ولاذم. وقال أبو عبيد: فيه نحو وعربية، وذلك أنه جعل القال مصدرا، كأنه قال: نهى عن قيل وقول. يقال: قلت قولا وقيلا وقالا. وهذا التأويل على أنهما اسمان. وقيل: أراد النهى عن كثرة الكلام مبتدئا ومجيبا. (1) وهى رواية الهروي. (2) في اللسان نقلا عن ابن الاثير: " محكيين متضمنين ". وكذا في الفائق 2 / 382. (3) تكملة من اللسان، والفائق. وهذا الشرح بألفاظه في الفائق. (4) في الفائق: " في قولهم: ما يعرف القال والقيل ".
[ 123 ]
وقيل: أراد به حكاية أقوال الناس، والبحث عما لا يجدى عليه خيرا ولا يعنيه أمره. * ومنه الحديث " ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة القالة بين الناس " أي كثرة القول وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكى للبعض عن البعض. * ومنه الحديث " ففشت القالة بين الناس " ويجوز أن يريد به القول والحديث. (ه س) وفيه " سبحا الذى تعطف بالعز وقال به " أحبه واختصه لنفسه، كما يقال: فلان يقول بفلان: أي بمحبته واختصاصه. وقيل: معناه حكم به، فإن القول يستعمل في معنى الحكم. وقال الازهرى: معناه غلب به. وأصله من القيل: الملك، لانه ينفذ قوله. [ ه ] وفى حديث رقية النملة " العروس تكتحل وتقتال وتحتفل " أي تحتكم على زوجها. (س) وفيه " قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان " أي قولوا بقول أهل دينكم وملتكم: أي ادعوني رسولا ونبيا كما سمانى الله، ولا تسموني سيدا، كما تسمون رؤساءكم، لانهم كانوا يحسبون السيادة بالنبوة كالسيادة بأسباب الدنيا. وقوله " بعض قولكم " يعنى الاقتصاد في المقال وترك الاسراف فيه. * وفى حديث على " سمع أمرأة تندب عمر، فقال: أما والله ما قالته، ولكن قولته " أي لقنته وعلمته، وألقى على لسانها. يعنى من جانب الالهام: أي أنه حقيق بما قالته فيه. (ه) ومنه حديث ابن المسيب " قيل له: ما تقول في عثمان وعلى، فقال: أقول ما قولني الله، ثم قرأ: " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ". يقال: قولتنى وأقولتنى: أي علمتني ما أقول، وأنطقتني، وحملتني على القول. * وفيه " أنه سمع صوت رجل يقرأ بالليل فقال: أتقوله مرائيا ؟ " أي أتظنه، وهو مختص بلاستفهام. (ه) ومنه الحديث " لما أراد أن يعتكف ورأى الاخبية في المسجد، فقال: البر تقولون بهن ؟ " أي أتظنون وترون أنهن أردن البر. وفعل القول إذا كان بمعنى الكلام لا يعمل فيما بعده، تقول: قلت زيد قائم، وأقول عمرو منطلق.
[ 124 ]
وبعض العرب يعمله فيقول: قلت زيد قائما، فإن جعلت القول بمعنى الظن أعملته مع الاستفهام، كقولك: متى تقول عمرا ذاهبا، وأتقول زيدا منطلقا ؟ (س) وفيه " فقال بالماء على يده ". (س) وفى حديث آخر " فقال بثوبه هكذا " العرب تجعل القول عبارة عن جميع الافعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده: أي أخذ: وقال برجله: أي مشى. قال الشاعر: * وقالت له العينان سمعا وطاعة (1) * أي أومأت. وقال بالماء على يده: أي قلب. وقال بثوبه: أي رفعه. وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روى: * في حديث السهو " فقال: ما يقول ذو اليدين ؟ قالوا: صدق " روى أنهم أومأوا برؤوسهم. أي نعم، ولم يتكلموا. ويقال: قال بمعنى أقبل، ويمعنى مال، واستراح، وضرب، وغلب، وغير ذلك. وقد تكرر ذكر " القول " بهذه المعاني في الحديث. (س) وفى حديث جريج " فأسرعت القولية إلى صومعته " هم الغوغاء وقتلة الانبياء، واليهود تسمى الغوغاء قولية. * (قوم) * * في حديث المسألة " أو لذى فقر مدقع حتى يصيب قواما (2) من عيش " أي ما يقوم بحاجته الضرورية. وقوام الشئ: عماده الذى يقوم به. يقال: فلان قوام أهل بيته. وقوام الامر: ملاكه. (س) وفيه " إن نساني الشيطان شيئا من صلاتي فليسبح القوم وليصفق النساء " القوم في الاصل: مصدر قام، فوصف به، ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلهن به. وسموا بذلك لانهم قوامون على النساء بالامور التى ليس للنساء أن يقمن بها. (1) عجزه، كما في اللسان: * وحدرتا كالدر لما يثقب * (2) في القاموس: والقوام، كسحاب: العدل وما يعاش به. وبالكسر: نظام الامر وعماده، وملاكه.
[ 125 ]
* وفيه " من جالسه أو قاومه في حاجته صابره " قاومه: فاعله، من القيام: أي إذا قام معه ليقضى حاجته صبر عليه إلى أن يقضيها. * وفيه " قالوا: يارسول الله لو قومت لنا، فقال: الله هو المقوم " أي لو سعرت لنا. وهو من قيمة الشئ: أي حددت لنا قيمتها. (ه) وفى حديث ابن عباس " إذا استقمت بنقد فبعت بنقد فلا بأس به، وإذا استقمت بنقد فبعت بنسيئة فلا خير فيه " استقمت في لغة أهل مكة: بمعنى قومت. يقولون: استقمت المتاع إذا قومته. ومعنى الحديث أن يدفع الرجل إلى الرجل ثوبا فيقومه مثلا بثلاثين، ثم يقول: بعه بها وما زاد عليها فهو لك. فإن باعه نقدا بأكثر من ثلاثين فهو جائز ويأخذ الزيادة، وإن باعه نسيئة بأكثر مما يبيعه نقدا، فالبيع مردود ولايجوز (1). (س) وفيه " حين قام قائم الظهيرة " أي قيام الشمس وقت الزوال، من قولهم: قامت به دابته: أي وقفت. والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسط السماء أبطأت حركة الظل إلى أن تزول، فيحسب الناظر المتأمل أنها قد وقفت وهى سائرة، لكن سيرا لا يظهر له أثر سريع، كما يظهر قبل الزوال وبعده، فيقال لذلك الوقوف المشاهد [ قام ] (2) قائم الظهيرة. (س ه) وفى حديث حكيم بن حزام " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخر إلا قائما " أي لاأموت إلا ثابتا على الاسلام والتمسك به. يقال: قام فلان على الشئ إذا ثبت عليه وتمسك به. وقيل غير ذلك. وقد تقدم في حرف الخاء. (س [ ه ]) ومنه الحديث " استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم " أي دوموا لهم على الطاعة واثبتوا عليها، ماداموا على الدين وثبتوا على الاسلام. يقال: أقام واستقام، كما يقال: أجاب واستجاب. قال الخطابى: الخوارج ومن يرى رأيهم يتأولونه على الائمة، ويحملون قوله (1) انظر اللسان، فقد بسط القول في هذه المسألة. (2) من: ا واللسان، وزاد في اللسان: " والقائم قائم الظهيرة ".
[ 126 ]
" ما استقاموا لكم " على العدل في السيرة، وإنما الاستقامة هاهنا الاقامة على الاسلام. ودليله في حديث آخر " سيليكم أمراء تقشعر منهم الجلود، وتشمئز منهم القلوب، قالوا: يارسول الله أفلا نقاتلهم ؟ قال: لا، ما أقاموا الصلاة ". وحديثه الآخر " الائمة من قريش، أبرارها أمراء أبرارها، وفجارها أمراء فجارها ". * ومنه الحديث " العلم ثلاثة، آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة " القائمة: الدائمة المستمرة التى العمل بها متصل لا يترك. * ومنه الحديث " لو لم تكله لقام لكم " أي دام وثبت. * والحديث الآخر " لو تركته ما زال قائما ". * والحديث الآخر " ما زال يقيم لها أدمها ". * وفيه " تسوية الصف من إقامة الصلاة " أي من تمامها وكمالها. فأما قوله " قد قامت الصلاة " فمعناه قام أهلها أو حان قيامهم. (س) وفى حديث عمر " في العين القائمة ثلث الدية " هي الباقية في موضعها صحيحة، وإنما ذهب نظرها وإبصارها. (س) وفى حديث أبى الدرداء " رب قائم مشكور له، ونائم مغفور له " أي رب متهجد يستغفر لاخيه النائم، فيشكر له فعله، ويغفر للنائم بدعائه. (س) وفيه " أنه أذن في قطع المسد والقائمتين من شجر الحرم " يريد قائمتي الرحل التى تكون في مقدمه ومؤخره. * (قونس) * * في شعر العباس بن مرداس: * وأضرب منا بالسيوف القوانسا * القوانس: جمع قونس، وهو عظم ناتى بين أذنى الفرس، وأعلى بيضة الحديد، وهى الخوذة. * (قوه) * (ه) فيه " أن رجلا من أهل اليمن قال: يارسول الله إنا أهل قاه، وإذا كان قاه أحدنا دعا من يعينه، فعملوا له فأطعمهم وسقاهم من شراب يقال له: المزر، فقال: أله نشوة ؟ قال: نعم. قال: فلا تشربوه " القاه: الطاعة. ومعناه إنا أهل طاعة لمن يتملك علينا، وهى
[ 127 ]
عادتنا لا نرى خلافها، فإذا كان قاه أحدنا: أي ذو قاه أحدنا دعانا فأطعمنا وسقانا. وقيل: القاه: سرعة الاجابة والاعانة. وذكره الزمخشري في القاف والياء، وجعل عينه منقلبة عن ياء. * ومنه الحديث " مالى عنده جاه ولا لى عليه قاه " أي طاعة. * وفى حديث ابن الديلمى " ينقض الاسلام عروة، كما ينقض الحبل قوة قوة " القوة: الطاقة من طاقات الحبل. والجمع: قوى. * وفى حديث آخر " يذهب الاسلام سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة " وليس هذا موضعها، وإنما ذكرناها للفظها، وموضعها: قوى. * (قوا) * * في حديث سرية عبد الله بن جحش " قال له المسلمون: إنا قد أقوينا فأعطنا من الغنيمة " أي نفدت أزوادنا، وهو أن يبقى مزوده قواء، أي خاليا. * ومنه حديث الخدرى، في سرية بنى فزارة " إنى أقويت منذ ثلاث فخفت أن يحطمنى الجوع ". * ومنه حديث الدعاء " وإن معادن إحسانك لا تقوى " أي لا تخلو من الجوهر، يريد به العطاء والافضال. (ه) ومنه حديث عائشة " وبى رخص لكم في صعيد الاقواء " الاقواء: جمع قواء وهو القفر الخالى من الارض، تريد أنها كانت سبب رخصة التيمم لما ضاع عقدها في السفر، وطلبوه فأصبحوا وليس معهم ماء، فنزلت آية التيمم، والصعيد: التراب. * وفيه " أنه قال في غزوة تبوك: لا يخرجن معنا إلا رجل مقو " أي ذو دابة قوية. وقد أقوى يقوى فهو مقو. (ه) ومنه حديث الاسود بن يزيد (1) في قوله تعالى " وإنا لجميع حاذرون (2) " قال مقوون (1) في الاصل وا، واللسان، والهروى: " زيد " وأثبته " يزيد " مما سبق في مادة " أدا " وهو كذلك في اللسان (أدا) وفى أصل الفائق 2 / 385. وتفسير الطبري 19 / 44. وانظر أسد الغابة 1 / 85، 88. (2) الآية 56 من سورة الشعراء. " وحاذرون " بألف: قراءة أهل الكوفة. وهى معروفة عن عبد الله بن مسعود وابن عباس. القرطبى 13 / 101.
[ 128 ]
مؤدون " أي أصحاب دواب قوية، كاملو أدوات الحرب. (ه) وفى حديث ابن سيرين " لم يكن يرى بأسا بالشركاء يتقاوون المتاع بينهم فيمن يزيد (1) " التقاوى بين الشركاء: أن يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايدوا بينهم حتى يبلغوا غاية ثمنها. يقال: بينى وبين فلان ثوب فتقاويناه: أي أعطيته به ثمنا فأخذته، و (2) أعطاني به ثمنا فأخذه. واقتويت منه الغلام الذى كان بيننا: أي اشتريت حصته. وإذا كانت السلعة بين رجلين فقوماها بثمن فهما في المقاواة (3) سواء، فإذا اشتراها أحدهما فهو المقتوى دون صاحبه، ولايكون الاقتواء في السلعة إلا بين الشركاء. قيل: أصله من القوة، لانه بلوغ بالسلعة أقوى ثمنها. (ه) ومنه حديث مسروق " أنه أوصى في جارية له أن قولوا لبنى: لاتقتووها بينكم، ولكن بيعوها، إنى لم أغشها، ولكني جلست منها مجلسا ما أحب أن يجلس ولد لى ذلك المجلس ". (س) وفى حديث عطاء " سأل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن امرأة كان زوجها مملوكا فاشترته، فقال: إن اقتوته فرق بينهما، وإن أعتقته فهما على نكاحهما " أي إن استخدمته، من القتو: الخدمة. وقد تقدم في القاف والتاء. قال الزمخشري: " وهو افعل، من القتو: الخدمة، كارعوى من الرعو (4)، إلا أن فيه نظرا، لان افعل لم يجئ متعديا. قال: والذى سمعته: اقتوى إذا صار خادما. قال: " ويجوز أن يكون معناه: افتعل من الاقتواء، بمعنى الاستخلاص، فكنى به عن الاستخدام، لان من اقتوى عبدا لا بد أن يستخدمه (5) ". (1) في الاصل، ا: " يريد " بالراء، وأثبته بالزاى من الهروي، واللسان، والفائق 2 / 386. (2) في اللسان: " أو ". (3) في الاصل: " المقاوات " وأثبت ما في ا. وفى الهروي، واللسان: " التقاوى ". (4) في الفائق 2 / 386: " الرعوى ". (5) عبارة الفائق: " لان من اقتوى عبدا ردفه ".
[ 129 ]
والمشهور عن أئمة الفقه أن المرأة إذا اشترت زوجها حرمت عليه من غير اشتراط الخدمة. ولعل هذا شئ اختص به عبيد الله. * (باب القاف مع الهاء) * * (قهر) * * في أسماء الله تعالى " القاهر " هو الغالب جميع الخلائق. يقال: قهره يقهره قهرا فهو قاهر، وقهار للمبالغة. وأقهرت الرجل إذا وجدته مقهورا، أو صار أمره إلى القهر. وقد تكرر في الحديث. * (قهرم) * * فيه " كتب إلى قهرمانه " هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده، والقائم بأمور الرجل، بلغة الفرس. * (قهز) * * في حديث على " أن رجلا أتاه وعليه ثوب من قهز " القهز، بالكسر: ثياب بيض يخالطها حرير، وليست بعربية محضة. وقال الزمخشري (1): " القهز والقهز: ضرب من الثياب يتخذ من صوف كالمرعزى، وربما خالطه الحرير ". * (قهقر) * * قد تكرر ذكر " القهقرى " في الحديث، وهو المشى إلى خلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. قيل: إنه من باب القهر. (ه س) وفى بعض أحاديثها " فأقول: يا رب أمتى، فيقال: إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى " قال الازهرى: معناه الارتداد عما كانوا عليه. وقد قهقر وتقهقر. والقهقرى مصدر * ومنه قولهم: " رجع القهقرى " أي رجع الرجوع الذى يعرف بهذا الاسم، لانه ضرب من الرجوع * (قهل) * (ه) في حديث عمر " أتاه شيخ متقهل " أي شعث وسخ. يقال: أقهل الرجل وتقهل. (1) انظر الفائق 2 / 387، والمعرب ص 264. (17 - النهاية - 4)
[ 130 ]
* (باب القاف مع الياء) * * (قيأ) * [ ه ] فيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أستقاء عامدا فأفطر " هو استفعل من القئ، والتقيؤ أبلغ منه، لان في الاستقاءة تكلفا أكثر منه. وهو استخراج مافى الجوف تعمدا. * ومنه الحديث " لو يعلم الشارب قائما ماذا عليه لاستقاء ما شرب ". (س) ومنه حديث ثوبان " من ذرعه القئ وهو صائم فلا شئ عليه، ومن تقيأ فعليه الاعادة " أي تكلفه وتعمده. (س) ومنه الحديث " تقئ الارض أفلاذ كبدها " أي تخرج كنوزها وتطرحها على ظهرها. * ومنه حديث عائشة تصف عمر " وبعج الارض فقاءت أكلها " أي أظهرت نباتها وخزائنها. يقال: قاء يقئ قيأ، وتقيأ واستقاء. * (قيح) * (س) فيه " لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا " القيح: المدة، وقد قاحت القرحة وتقيحت. * (قيد) * (ه) فيه " قيد الايمان الفتك " أي أن الايمان يمنع عن الفتك، كما يمنع القيد عن التصرف، فكأنه جعل الفتك مقيدا. ومنه قولهم في صفة الفرس " هو قيد الاوابد " يريدون أنه يلحقها بسرعة، فكأنها مقيدة لا تعدو. [ ه ] ومنه حديث قيلة " الدهناء مقيد الجمل " أرادت أنها مخصبة ممرعة، فالجمل لا يتعدى مرتعه (1). والمقيد ها هنا: الموضع الذى يقيد فيه: أي أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قيد. [ ه ] ومنه حديث عائشة " قالت لها امرأة: أقيد جملى " أرادت أنها تعمل لزوجها شيئا يمنعه عن غيرها من النساء، فكأنها تربطه وتقيده عن إتيان غيرها. [ ه ] وفيه " أنه أمر أوس بن عبد الله الاسلمي أن يسم إبله في أعناقها قيد الفرس " هي سمة معروفة، وصورتها حلقتان بينهما مدة. (1) عبارة الهروي: " والجمل يقيد في مرتعه حتى يسمن ".
[ 131 ]
(س) وفى حديث الصلاة " حين مالت الشمس قيد الشراك ". (س) وفى حديث آخر " حتى ترتفع الشمس قيد رمح " قد تكرر ذكر " القيد " في الحديث. يقال: بينى وبينه قيد رمح، وقاد رمح: أي قدر رمح. والشراك: أحد سيور النعل التى على وجهها. وأراد بقيد الشراك الوقت الذى لا يجوز لاحد أن يتقدمه في صلاة الظهر. يعنى فوق ضل الزوال، فقدره بالشراك لدقته، وهو أقل ما يتبين به زيادة الظل حتى يعرف منه ميل الشمس عن وسط السماء. (س) ومنه الحديث " لقاب قوس أحدكم من الجنة، أو قيد سوطه خير من الدنيا وما فيها ". * (قير) * (س) في حديث مجاهد " يغدو الشيطان بقيروانه إلى السوق فلا يزال يهتز العرش مما يعلم الله ما لا يعلم " القيروان: معظم العسكر والقافلة والجماعة. وقيل: إنه معرب: كاروان، وهو بالفارسية: القافلة. وأراد بالقيروان أصحاب الشيطان وأعوانه. وقوله " يعلم الله ما لا يعلم ": يعنى أنه يحمل الناس على أن يقولوا: يعلم الله كذا، لاشياء يعلم الله خلافها، فينسبون إلى الله علم ما يعلم خلافه. و " يعلم الله " من ألفاظ القسم. * (قيس) * (س) فيه " ليس ما بين فرعون من الفراعنة، وفرعون هذه الامة قيس شبر " أي قدر شبر. القيس والقيد سواء. (ه) ومنه حديث أبى الدرداء " خير نسائكم التى تدخل قيسا وتخرج ميسا " يريد أنها إذا مشت قاست بعض خطاها ببعض، فلم تعجل فعل الخرقاء، ولم تبطئ، ولكنها تمشى مشيا وسطا معتدلا، فكأن خطاها متساوية (1). (س) وفى حديث الشعبى " أنه قضى بشهادة القايس مع يمين المشجوج " أي الذى يقيس الشجة ويتعرف غورها بالميل الذى يدخله فيها ليعتبرها. (1) زاد الهروي: " وقال غيره [ غير أبى العباس ثعلب ] أراد: خير نسائكم التى تريد صلاح بيتها، لا تخرق في مهنها ".
[ 132 ]
* (قيض) * (ه) فيه " ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له يكرمه عند سنه " أي سبب وقدر. يقال: هذا قيض لهذا، وقياض له: أي مساو له. (س) ومنه الحديث " إن شئت أقيضك به المختارة من دروع بدر " أي أبدلك به وأعوضك عنه، وقد قاضه يقيضه. وقايضه مقايضة في البيع: إذا أعطاه سلعة وأخذ عوضها سلعة. (س) ومنه حديث معاوية " قال لسعد بن عثمان بن عفان: لو ملئت لى غوطة دمشق رجالا مثلك قياضا بيزيد ما قبلتهم " أي مقايضة بيزيد. * وفى حديث على رضى الله عنه " لا تكونوا كقيض بيض في أداح، يكون كسرها وزرا ويخرج حضانها شرا " القيض: قشر البيض. (ه) ومنه حديث ابن عباس " إذا كان يوم القيامة مدت الارض مد الاديم، فإذا كان كذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها " أي شقت، من قاض الفرخ البيضة فانقاضت، وقضت القارورة فانقاضت: أي انصدعت ولم تنفلق. وذكرها الهروي في " قوض " من تقويض الخيام، وعاد ذكرها في " قيض ". * (قيظ) * * وفيه " سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم قائظ " أي شديد الحر. * ومنه حديث أشراط الساعة " أن يكون الولد غيظا والمطر قيظا " لان المطر إنما يراد للنبات وبرد الهواء. والقيظ ضد ذلك. (ه) ومنه حديث عمر " إنما هي أصوع ما يقيظن بنى " أي ما تكفيهم لقيظهم، يعنى زمان شدة الحر. يقال: قيظنى هذا الشئ، وشتانى، وصيفنى. * وفيه ذكر " قيظ " بفتح القاف: موضع بقرب مكة على أربعة أميال من نخلة. * (قيع) * (ه) فيه " أنه قال لاصيل: كيف تركت مكة ؟ فقال: تركتها قد ابيض قاعها " القاع: المكان المستوى الواسع في وطأة من الارض، يعلوه ماء السماء فيمسكه
[ 133 ]
ويستوى نباته، أراد أن ماء المطر غسله فابيض، أو كثر عليه، فبقى كالغدير الواحد، ويجمع على: قيعة وقيعان. * ومنه الحديث " إنما هي قيعان أمسكت الماء ". * (قيل) * (ه) فيه " أنه كتب: إلى الاقيال العباهلة " جمع قيل، وهو أحد ملوك حمير، دون الملك الاعظم. ويروى بالواو. وقد تقدم. * ومنه الحديث " إلى قيل ذى رعين " أي ملكها، وهى قبيلة من اليمن تنسب إلى ذى رعين، وهو من أذواء اليمن وملوكها. [ ه ] وفيه " كان لا يقيل (1) مالا ولا يبيته " أي كان لا يمسك من المال ما جاءه صباحا إلى وقت القائلة، وما جاءه مساء لا يمسكه إلى الصباح. والمقيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. يقال: قال يقيل قيلولة، فهو قائل. (س) ومنه حديث زيد بن عمرو بن نفيل " ما مهاجر كمن قال " وفى رواية " ما مهجر " أي ليس من هاجر عن وطنه، أو خرج في الهاجرة، كمن سكن في بيته عند القائلة، وأقام به. وقد تكرر ذكر " القائلة " وما تصرف منها في الحديث. * ومنه حديث أم معبد: * رفيقين قالا خيمتي أم معبد * أي نزلا فيها عند القائلة، إلا أنه عداه بغير حرف جر. (س) ومنه الحديث " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بتعهن وهو قائل السقيا " تعهن والسقيا: موضعان بين مكة والمدينة: أي أنه يكون بالسقيا وقت القائلة، أو هو من القول: أي يذكر أنه يكون بالسقيا. * ومنه حديث الجنائز " هذه فلانة ماتت ظهرا وأنت صائم قائل " أي ساكن في البيت عند القائلة. (1) في الهروي: " يقيل ".
[ 134 ]
* ومنه شعر ابن رواحة: اليوم نضربكم على تنزيله * ضربا يزيل الهام عن مقيله الهام: جمع هامة، وهى أعلى الرأس. ومقيله: موضعه، مستعار من موضع القائلة. وسكون الباء من " نضربكم " من جائزات الشعر، وموضعها الرفع. (ه) وفى حديث خريمة " وأكتفى (1) من حمله بالقيلة " القيلة والقيل: شرب نصف النهار، يعنى أنه يكتفى بتلك الشربة، لا يحتاج إلى حملها للخصب والسعة. * وفى حديث سلمان " يمنعك ابنا قيلة " يريد الاوس والخزرج، قبيلتي الانصار، وقيلة: اسم أم لهم قديمة، وهى قيلة بنت كاهل. (س) وفيه " من أقال نادما أقاله الله من نار جهنم " وفى رواية " أقاله الله عثرة " أي وافقه على نقض البيع وأجابه إليه. يقال: أقاله يقيله إقالة، وتقايلا إذا فسخا البيع، وعاد المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشترى، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما، وتكون الاقالة في البيعة والعهد. (س) ومنه حديث ابن الزبير " لما قتل عثمان قلت: لا أستقيلها أبدا " أي لا أقيل هذه العثرة ولا أنساها. والاستقالة: طلب الاقالة. وقد تكررت في الحديث. (س [ ه ]) وفى حديث أهل البيت " ولا حامل القيلة " القيلة، بالكسر: الادرة. وهو انتفاخ الخصية. * (قيم) * (س) في حديث الدعاء " لك الحمد أنت قيام السموات والارض " وفى رواية " قيم " وفى أخرى " قيوم " وهى من أبنية المبالغة، وهى من صفات الله تعالى، ومعناها: القائم بأمور الخلق، ومدبر العالم في جميع أحواله، وأصلها من الواو، قيوام، وقيوم، وقيووم، بوزن فيعال، وفيعل، وفيعول. والقيوم: من أسماء الله تعالى المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقا لا بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود، حتى لا يتصور وجود شئ ولا دوام وجوده إلا به. (1) في الهروي: " واكتفى ".
[ 135 ]
* ومنه الحديث " حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد " قيم المرأة زوجها، لانه يقوم بأمرها وما تحتاج إليه. [ ه ] ومنه الحديث " ما أفلح قوم قيمهم (1) امرأة ". * ومنه الحديث " أتانى ملك فقال: أنت قثم، وخلقك قيم " أي مستقيم. * ومنه الحديث " ذلك الدين القيم " أي المستقيم الذى لا زيغ فيه ولا ميل عن الحق. (ه) وفيه ذكر " يوم القيامة " في غير موضع. قيل: أصله مصدر: قام الخلق من قبورهم قيامة. وقيل هو تعريب " قيمثا " وهو بالسريانية بهذا المعنى. * (قين) * (ه) فيه " دخل أبو بكر وعند عائشة قينتان تغنيان في أيام منى " القينة: الامة غنت أولم تغن، والماشطة، وكثيرا ما تطلق على المغنية من الاماء، وجمعها: قينات. * ومنه الحديث " نهى عن بيع القينات " أي الاماء المغنيات. وتجمع على: قيان، أيضا. (س) ومنه حديث سلمان " لو بات رجل يعطى البيض القيان، وفى رواية " القيان البيض " وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله لرأيت أن ذكر (2) الله أفضل " أراد بالقيان الاماء والعبيد. (س) وفى حديث عائشة " كان لها درع ما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت تستعيره " تقين: أي تزين لزفافها. و النقيين: التزيين. (س) ومنه الحديث " أنا قينت عائشة ". (س) وفى حديث العباس " إلا الاذخر فإنه لقيوننا " القيون: جمع قين، وهو الحداد و الصائغ. (س) ومنه حديث خباب " كنت قينا في الجاهلية " وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث الزبير " وإن في جسده أمثال القيون " جمع قينة، وهى الفقارة من (1) في الهروي واللسان: " قيمتهم " وذكره الهروي في (قوم). (2) في الفائق 2 / 389: " ذاكر الله ".
[ 136 ]
فقار الظهر. والهزمة التى بين ورك الفرس وعجب ذنبه، يريد آثار الطعنات وضربات السيوف، يصفه بالشجاعة والاقدام. * (قينقاع) * (ه) فيه ذكر " قينقاع، وسوق قينقاع " وهم بطن من بطون يهود المدينة، أضيفت السوق إليهم، وهو بفتح القاف وضم النون، وقد تكسر وتفتح. * (قيى) * (ه س) في حديث سلمان " من صلى بأرض قى فأذن وأقام الصلاة صلى خلفه من الملائكة ما لا يرى قطره " وفى رواية " ما من مسلم يصلى بقى من الارض " القى - بالكسر والتشديد - فعل من القواء، وهى الارض القفر الخالية.
[ 137 ]
حرف الكاف * (باب الكاف مع الهمزة) * * (كأب) * (س) فيه " أعوذ بك من كآبة المنقلب " الكآبة: تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن. يقال: كئب كآبة واكتأب، فهو كئيب ومكتئب. المعنى أنه (1) يرجع من سفره بأمر يحزنه، إما أصابه في سفره وإما قدم عليه، مثل أن يعود غير مقضى الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى، أو قد فقد بعضهم. * (كأد) * * في حديث الدعاء " ولا يتكاءدك عفو عن مذنب " أي يصعب عليك ويشق. ومنه العقبة الكؤود: أي الشاقة. * ومنه حديث أبى الدرداء " إن بين أيدينا عقبة كؤودا لا يجوزها إلا الرجل المخف ". * ومنه حديث على " وتكأدنا (2) ضيق المضجع ". ومنه حديث عمر " ماتكأدنى شئ ما تكأدتنى خطبة النكاح " أي صعب على وثقل وشق. * (كأس) * * قد تكرر ذكر " الكأس " في الحديث، وهو الاناء فيه شراب، ولا يقال لها كأس إلا إذا كان فيها شراب. وقيل: هو اسم لهما على الانفراد والاجتماع. والجمع أكؤس، ثم كؤوس. واللفظة مهموزة. وقد يترك الهمز تخفيفا. * (كأكأ) * (س) في حديث الحكم بن عتيبة " خرج ذات يوم وقد تكأكأ الناس على أخيه عمران فقال: سبحان الله لو حدث الشيطان لتكأكأ الناس عليه " أي عكفوا عليه مزدحمين. (1) في ا: " والمعنى أن ". (2) في الاصل: " ويكأدنا "، وفى ا: " تكاءدنا " والمثبت من اللسان. قال صاحب القاموس: " وتكأدني الامر: شق على، كتكاءدنى ".
[ 138 ]
* (كأى) * (س) في حديث أبى " قال لزر بن حبيش: كأين تعدون سورة الاحزاب " أي كم تعدونها آية. وتستعمل في الخبر والاستفهام مثل كم، وأصلها كأين، بوزن كعى، فقدمت (1) الياء على الهمزة، ثم خففت فصارت بوزن كيع، ثم قلبت الياء ألفا. وفيها لغات، أشهرها كأى، بالتشديد. وقد تكررت في الحديث. * (باب الكاف مع الباء) * * (كبب) * (ه) في حديث ابن زمل " فأكبوا رواحلهم على الطريق " هكذا الرواية. قيل: والصواب: كبوا، أي ألزموها الطريق. يقال: كببته فأكب، وأكب الرجل يكب على عمل عمله (2) إذا لزمه. وقيل: هو من باب حذف الجار وإيصال الفعل. المعنى جعلوها مكبة على قطع الطريق: أي لازمة له غير عادلة عنه. (س) وفى حديث أبى قتادة " فلما رأى الناس الميضأة تكابوا عليها " أي ازدحموا، وهى تفاعلوا، من الكبة بالضم، وهى الجماعة من الناس وغيرهم. (س) ومنه حديث ابن مسعود " أنه رأى جماعة ذهبت فرجعت، فقال: إياكم وكبة السوق فإنها كبة الشيطان " أي جماعة السوق. (س) وفى حديث معاوية " إنكم لتقلبون حولا قلبا إن وقى كبة (3) النار " الكبة بالفتح: شدة الشئ ومعظمه، وكبة النار: صدمتها. * (كبت) * (ه) فيه " أنه رأى طلحة حزينا مكبوتا " أي شديد الحزن. قيل: الاصل فيه مكبودا بالدال: أي أصاب الحزن كبده، فقلبت الدال تاء. وكبت الله فلانا: أي أذله وصرفه. * ومنه الحديث " إن الله كبت الكافر " أي صرعه وخيبه. (1) في ا: " تقدمت " وانظر اللسان (أي). (2) في الهروي: " يعمله ". (3) بهذا يصوب ما سبق في صفحة 464 من الجزء الاول.
[ 139 ]
* (كبث) * (ه س) في حديث جابر " كنا نجتنى الكباث (1) " هو النضيج من ثمر الاراك. * (كبح) * * في حديث الافاضة من عرفات " وهو يكبح راحلته " كبحت الدابة إذا جذبت رأسها إليك وأنت راكب ومنعتها من الجماح وسرعة السير. * (كبد) * [ ه ] في حديث بلال " أذنت في ليلة باردة فلم يأت أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالهم ؟ فقلت: كبدهم البرد " أي شق عليهم وضيق، من الكبد بالفتح، وهى الشدة والضيق، أو أصاب أكبادهم، وذلك أشد ما يكون من البرد، لان الكبد معدن الحرارة والدم، ولا يخلص إليها إلا أشد البرد. (س) ومنه الحديث " الكباد من العب " هو بالضم: وجع الكبد. والعب: شرب الماء من غير مص. (ه) وفيه " فوضع يده على كبدي (2) " أي على ظاهر جنبى مما يلى الكبد. (ه) وفيه " وتلقى الارض أفلاذ كبدها " أي مافى بطنها (3) من الكنوز والمعادن، فاستعار لها الكبد. وكبد كل شئ: وسطه. * ومنه الحديث " في كبد جبل " أي في جوفه من كهف أو شعب. * ومنه حديث موسى والخضر عليهما السلام " فوجده على كبد البحر " أي على أوسط موضع من شاطئه. * وفى حديث الخندق " فعرضت كبدة شديدة " هي القطعة الصلبة من الارض. وأرض كبداء، وقوس كبداء: أي شديدة. والمحفوظ في هذا الحديث " كدية " بالياء. وسيجئ. * (كبر) * * في أسماء الله تعالى " المتكبر والكبير " أي العظيم ذو الكبرياء. وقيل: المتعالى عن صفات الخلق. (1) رواية الهروي: " كنا معه بمر الظهران نجنى الكباث ". (2) الذى في الهروي: " فوقعت يده على كبدي. أي على جنبى من الظهر ". (3) في الاصل: " باطنها " والمثبت من ا، واللسان، والهروى.
[ 140 ]
وقيل: المتكبر على عتاة خلقه. والتاء فيه للتفرد والتخصص (1) لا تاء التعاطى والتكلف. والكبرياء: العظمة والملك. وقيل: هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود، ولا يوصف بها إلا الله تعالى. وقد تكرر ذكرهما في الحديث. وهما من الكبر، بالكسر وهو العظمة. ويقال: كبر بالضم يكبر: أي عظم، فهو كبير. [ ه ] وفى حديث الاذان " الله أكبر " معناه الله الكبير (2)، فوضع أفعل موضع فعيل، كقول الفرزدق: إن الذى سمك السماء بنى لنا * بيتا دعائمه أعز وأطول أي عزيزة طويلة. وقيل (3): معناه: الله أكبر من كل شئ، أي أعظم، فحذفت " من " لوضوح معناها (4) " وأكبر " خبر، والاخبار لا ينكر حذفها، [ وكذلك ما يتعلق بها ] (5). وقيل: معناه: الله أكبر من أن يعرف كنه كبريائه وعظمته، وإنما قدر له ذلك وأول، لان أفعل فعلى يلزمه الالف واللام، أو الاضافة، كالاكبر وأكبر، القوم. وراء " أكبر " في الاذان والصلاة ساكنة، لا تضم للوقف، فإذا وصل بكلام ضم. (ه) ومنه الحديث " كان إذا افتتح الصلاة قال: الله أكبر كبيرا " كبيرا منصوب بإضمار فعل، كأنه قال: أكبر كبيرا (6). (1) في الاصل: " والتخصيص " وأثبت مافى ا، واللسان. (2) هكذا في الاصل. وفى اللسان: " معناه الله كبير ". وفى ا، والهروى " معناه الكبير ". (3) عبارة الهروي: " وقال النحويون: معناه الله أكبر من كل شئ ". (4) بعد هذا في الهروي: " ولانها صلة لافعل، وأفعل خبر، والاخبار لا ينكر الحذف منها. قال الشاعر: فما بلغت كف امرئ متناول * بها المجد إلا حيث ما نلت أطول أي أطول منه ". (5) سقط من: ا واللسان والهروى. (6) في الهروي: " تكبيرا ".
[ 141 ]
وقيل: هو منصوب على القطع من اسم الله تعالى (1). * ومنه الحديث " يوم الحج الاكبر " قيل: هو يوم النحر. وقيل: يوم عرفة، وإنما سمى الحج الاكبر، لانهم كانوا يسمون العمرة الحج الاصغر. (ه) وفى حديث أبى هريرة " سجد أحد الاكبرين في " إذا السماء انشقت " أراد أحد الشيخين أبا بكر وعمر. (س) وفيه " أن رجلا مات ولم يكن له وارث، فقال: ادفعوا ماله إلى أكبر خزاعة " أي كبيرهم، وهو أقربهم إلى الجد الاعلى. (س) وفيه " الولاء للكبر " أي أكبر ذرية الرجل، مثل أن يموت الرجل عن ابنين فيرثان الولاء، ثم يموت أحد الابنين عن أولاد، فلا يرثون نصيب أبيهم من الولاء، وإنما يكون لعمهم، وهو الابن الآخر. يقال: فلان كبر قومه بالضم، إذا كان أقعدهم في النسب، وهو أن ينتسب إلى جده الاكبر بآباء أقل عددا من باقى عشيرته. (س) ومنه حديث العباس " أنه كان كبر قومه " لانه لم يبق من بنى هاشم أقرب منه إليه في حياته. * ومنه حديث القسامة " الكبر الكبر " أي ليبدأ الاكبر بالكلام، أو قدموا الاكبر، إرشادا إلى الادب في تقديم الاسن. ويروى " كبر (2) الكبر " أي قدم الاكبر. * وفى حديث الدفن " ويجعل الاكبر مما يلى القبلة " أي الافضل، فإن استووا فالاسن. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث ابن الزبير وهدمه الكعبة " فلما أبرز عن ربضه دعا بكبره فنظروا إليه " (1) زاد الهروي: " وهو معرفة، وكبيرا نكرة، خرجت من معرفة ". (2) في الاصل: " كبروا... أي قدموا " والمثبت من ا واللسان. ومن صحيح مسلم (باب القسامة، من كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات).
[ 142 ]
أي بمشايخه وكبرائه. والكبر هاهنا: جمع الاكبر، كأحمر وحمر. * وفى حديث مازن " بعث نبى من مضر يدعو بدين الله الكبر " الكبر: جمع الكبرى. * ومنه قوله تعالى " إنها لاحدى الكبر " وفى الكلام مضاف محذوف تقديره: بشرائع دين الله الكبر. * وفى حديث الاقرع والابرص " ورثته كابرا عن كابر " أي ورثته عن آبائى وأجدادي، كبيرا عن كبير، في العز والشرف. (ه) وفيه " لا تكابروا الصلاة بمثلها من التسبيح في مقام واحد (1) " كأنه أراد لا تغالبوها: أي خففوا في التسبيح بعد التسليم. وقيل: لا يكن التسبيح الذى في الصلاة أكثر منها، ولتكن الصلاة زائدة عليه. * وفيه ذكر " الكبائر " في غير موضع من الحديث، واحدتها: كبيرة، وهى الفعلة القبيحة من الذنوب المنهى عنها شرعا، العظيم أمرها، كالقتل، والزنا، والفرار من الزحف، وغير ذلك. وهى من الصفات الغالبة. [ ه ] وفى حديث الافك " و [ هو ] (2) الذى تولى كبره " أي معظمه. وقيل: الكبر: الاثم، وهو من الكبيرة، كالخطء من الخطيئة. * وفيه أيضا " أن حسان كان ممن كبر عليها ". * ومنه حديث عذاب القبر " إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير " أي ليس في أمر كان يكبر عليهما ويشق فعله لو أراداه، لاأنه في نفسه غير كبير، وكيف لا يكون كبيرا وهما يعذبان فيه ؟ (س) وفيه " لايدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " (1) رواية الهروي: " لا تكابروا الصلاة بمثلها من التسبيح بعد التسليم في مقام واحد ". (2) زيادة من ا، واللسان. والذى في الهروي: " وقوله تعالى: والذى تولى كبره ".
[ 143 ]
يعنى كبر الكفر والشرك، كقوله تعالى " إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ". ألا ترى أنه قابله في نقيضه بالايمان فقال: " ولا يدخل النار من في قلبه مثل ذلك من الايمان " أراد دخول تأبيد. وقيل: أراد إذا أدخل الجنة نزع مافى قلبه من الكبر، كقوله تعالى: " ونزعنا مافى صدورهم من غل ". (س) ومنه الحديث " ولكن الكبر من بطر الحق " هذا على الحذف: أي ولكن ذو الكبر من بطر الحق، أو ولكن الكبر كبر من بطر الحق، كقوله تعالى: " ولكن البر من اتقى ". * وفى حديث الدعاء " أعوذ بك من سوء الكبر " يروى بسكون الباء وفتحها، فالسكون من الاول، والفتح بمعنى الهرم والخرف. (ه) وفى حديث عبد الله بن زيد صاحب الاذان " أنه أخذ عودا في منامه ليتخذ منه كبرا " الكبر بفتحتين: الطبل ذو الرأسين. وقيل: الطبل الذى له وجه واحد. (س) ومنه حديث عطاء " سئل عن التعويذ يعلق على الحائض، فقال: إن كان في كبر فلا بأس به " أي في طبل صغير. وفى رواية " إن كان في قصبة ". * (كبس) * (ه) في حديث عقيل " إن قريشا قالت لابي طالب: إن ابن أخيك قد آذانا فانهه، فقال: يا عقيل ائتنى بمحمد، قال: فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجته (1) من كبس " الكبس بالكسر: بيت صغير. ويروى بالنون، من الكناس، وهو بيت الظبى. * وفى حديث القيامة " فوجدوا رجالا قد أكلتهم النار إلا صورة أحدهم يعرف بها، (1) في الهروي: " واستخرجته ".
[ 144 ]
فاكتبسوا، فألقوا على باب الجنة " أي أدخلوا رؤوسهم في ثيابهم. يقال: كبس الرجل رأسه في ثوبه إذا أخفاه. [ ه ] ومنه حديث مقتل حمزة رضى الله عنه " قال وحشى: فكمنت له إلى صخرة وهو مكبس، له كتيت " أي يقتحم الناس فيكبسهم. * وفيه " أن رجلا جاء بكبائس من هذه النخل " هي جمع كباسة، وهو العذق التام بشماريخه ورطبه. * ومنه حديث على " كبائس اللؤلؤ الرطب ". * (كبش) * (ه) في حديث أبى سفيان " لقد أمر أمر ابن أبى كبشة (1) " كان المشركون ينسبون النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبى كبشة، وهو رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاوثان، وعبد الشعرى العبور، فلما خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في عبادة الاوثان شبهوه به. وقيل: إنه كان جد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمه (2)، فأرادوا أنه نزع في الشبه إليه. * (كبكب) * (ه) في حديث الاسراء " حتى مر موسى عليه السلام في كبكبة من بنى إسرائيل فأعجبني " هي بالضم والفتح: الجماعة المتضامة من الناس وغيرهم. * ومنه الحديث " أنه نظر إلى كبكبة قد أقبلت، فقال: من هذه ؟ فقالوا: بكر بن وائل ". * (كبل) * (س) فيه " ضحكت من قوم يؤتى بهم إلى الجنة في كبل الحديد " الكبل: قيد ضخم. وقد كبلت الاسير وكبلته، مخففا ومثقلا، فهو مكبول ومكبل. * ومنه حديث أبى مرثد " ففكت عنه أكبله " هي (3) جمع قلة للكبل: القيد. ومنه قصيد كعب بن زهير: (1) رواية الهروي: " لقد عظم ملك ابن أبى كبشة ". (2) الذى في الهروي: " إنه كان جد جد النبي صلى الله عليه وسلم لامه ". (3) في الاصل: " وهى " والمثبت من ا، واللسان.
[ 145 ]
* متيم إثرها لم يفد مكبول * أي مقيد. [ ه ] وفى حديث عثمان " إذا وقعت السهمان فلا مكابلة " أي إذا حدت الحدود فلا يحبس أحد عن حقه، من الكبل: وهو القيد. وهذا على مذهب من لا يرى الشفعة إلا للخليط. وقيل: المكابلة: أن تباع الدار إلى جنب دارك وأنت تريدها، فتؤخرها حتى يستوجبها المشترى، ثم تأخذها بالشفعة، وهى مكروهة. وهذا عند من يرى شفعة الجوار. * وفى حديث آخر " لا مكابلة إذا حدت الحدود، ولا شفعة ". (س) وفى حديث ابن عبد العزيز " أنه كان يلبس الفرو والكبل " الكبل: فرو كبير. * (كين) * (ه) فيه " أنه مر بفلان وهو ساجد وقد كبن ضفيرتيه وشدهما بنصاح (1) " أي ثناهما ولواهما. * وفى حديث المنافق " يكبن في هذه مرة وفى هذه مرة " أي يعدو. ويقال: كبن يكبن كبونا، إذا عدا عدوا لينا. * (كبه) * * في حديث حذيفة " قال له رجل: قد نعت لنا المسيح الدجال، وهو رجل عريض الكبهة " أراد الجبهة، فأخرج الجيم بين مخرجها ومخرج الكاف، وهى لغة قوم من العرب، ذكرها سيبويه مع ستة أحرف أخرى، وقال: إنها غير مستحسنة ولا كثيرة في لغة من ترضى عربيته. * (كبا) * (ه) فيه " ما عرضت الاسلام على أحد إلا كانت عنده له كبوة (2)، غير (1) في ا: " ببضاح " والمثبت من الاصل، واللسان، والهروى. ولم يذكره المصنف في (بضح) ولا في (نصح). قال في القاموس (نصح): " وككتاب: الخيط والسلك ". (2) رواية الهروي: " ما أحد عرضت عليه الاسلام إلا كانت له كبوة غير أبى بكر ". (19 - النهاية - 4)
[ 146 ]
أبى بكر فإنه لم يتلعثم " الكبوة: الوقفة كوقفة العاثر، أو الوقفة عند الشئ يكرهه الانسان. [ ه ] ومنه " كبا الزند " إذا لم يخرج نارا. * ومنه حديث أم سلمة " قالت لعثمان: لا تقدح بزند كان رسول الله أكباها " أي عطلها من القدح فلم يور بها. [ ه ] وفى حديث العباس " قال: يارسول الله، إن قريشا جعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الارض " قال شمر: لم نسمع الكبوة، ولكنا سمعنا الكبا، والكبة، وهى الكناسة والتراب الذى يكنس من البيت. وقال غيره: الكبة: من الاسماء الناقصة، أصلها: كبوة، مثل قلة وثبة، أصلهما: قلوة وثبوة. ويقال للربوة كبوة بالضم (1). وقال الزمخشري: الكبا: الكناسة، وجمعه: أكباء. والكبة بوزن قلة وظبة ونحوهما (2). وأصلها: كبوة (3)، وعلى الاصل جاء الحديث، إلا أن المحدث لم يضبط الكلمة فجعلها كبوة بالفتح، فإن (4) صحت الرواية [ بها (5) ] فوجهه (6) أن تطلق الكبوة. [ وهى المرة الواحدة من الكسح، على الكساحة والكناسة ] (7). * ومنه الحديث " إن ناسا من الانصار قالوا له: إنا نسمع من قومك: إنما مثل محمد كمثل نخلة تنبت (8) في كبا " هي بالكسر والقصر: الكناسة، وجمعها: أكباء. (س) ومنه الحديث " قيل له: أين ندفن ابنك ؟ قال: عند فرطنا عثمان بن مظعون، وكان قبر عثمان عند كبا بنى عمرو بن عوف " أي كناستهم. (1) زاد الهروي بعد هذا: " وقال أبو بكر: الكبا: جمع كبة، وهى البعر. ويقال: هي المزبلة. ويقال في جمع كبة ولغة: كبين، ولغين ". (2) بعد هذا في الفائق 2 / 393: " وقال اصحاب الفراء: الكبة: المزبلة، وجمعها: كبون، كقلون ". (3) بعده في الفائق: " من كبوت البيت، إذا كنسته ". (4) في الفائق " وإن ". (5) ليس في الفائق. (6) في الفائق: فوجهها ". (7) مكان هذا في الفائق: " وهى الكسحة على الكساحة ". (8) في الاصل: " نبتت " والمثبت من ا، واللسان، والفائق 2 / 392.
[ 147 ]
(س) ومنه الحديث " لا تشبهوا باليهود تجمع الاكباء في دورها " أي الكناسات. (س) وفى حديث أبى موسى " فشق عليه حتى كبا وجهه " أي ربا وانتفخ من الغيظ. يقال: كبا الفرس يكبو إذا انتفخ وربا. وكبا الغبار إذا ارتفع. (ه) ومنه حديث جرير " خلق الله الارض السفلى من الزبد الجفاء والماء الكباء ". أي العالي العظيم. المعنى أنه خلقها من زبد اجتمع للماء وتكاثف في جنباته. وجعله الزمخشري حديثا مرفوعا. * (باب الكاف مع التاء) * * (كتب) * (ه) فيه " لاقضين بينكما بكتاب الله " أي بحكم الله الذى أنزله في كتابه، أو كتبه على عباده. ولم يرد القرآن، لان النفى والرجم لا ذكر لهما فيه. والكتاب مصدر، يقال: كتب يكتب كتابا وكتابة. ثم سمى به المكتوب. (س) ومن حديث أنس بن النضر " قال له: كتاب الله القصاص " أي فرض الله على لسان نبيه. وقيل: هو إشارة إلى قول الله تعالى " والسن بالسن " وقوله " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ". (س) ومنه حديث بريرة " من اشترط شرطا ليس في كتاب الله " أي ليس في حكمه، ولا على موجب قضاء كتابه، لان كتاب الله أمر بطاعة الرسول، وأعلم أن سنته بيان له. وقد جعل الرسول الولاء لمن أعتق، لاأن الولاء مذكور في القرآن نصا. (س) وفيه " من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار " هذا تمثيل: أي كما يحذر النار فليحذر هذا الصنيع. وقيل: معناه كأنما ينظر إلى ما يوجب عليه النار. ويحتمل أنه أراد عقوبة البصر، لان الجناية منه، كما يعاقب السمع إذا استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون.
[ 148 ]
وهذا الحديث محمول على الكتاب الذى فيه سر وأمانة يكره صاحبه أن يطلع عليه. وقيل: هو عام في كل كتاب. * وفيه " لا تكتبوا عنى غير القرآن " وجه الجمع بين هذا الحديث، وبين إذنه في كتابة الحديث عنه، فإنه قد ثبت إذنه فيها، أن الاذن في الكتابة ناسخ للمنع منها بالحديث الثابت، وبإجماع الامة على جوازها. وقيل: إنما نهى أن يكتب الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة، والاول الوجه. * وفيه " قال له رجل: إن امرأتي خرجت حاجة وإنى اكتتبت في غزوة كذا وكذا " أي كتب (1) اسمى في جملة الغزاة. (ه) وفى حديث ابن عمر، وقيل ابن عمرو " من اكتتب (2) ضمنا بعثه الله ضمنا يوم القيامة " أي من كتب اسمه في ديوان الزمنى ولم يكن زمنا. (س) وفى كتابه إلى اليمن " قد بعثت إليكم كاتبا من أصحابي " أراد عالما، سمى به لان الغالب على من كان يعرف الكتابة [ أن يكون (3) ] عنده علم ومعرفة. وكان الكاتب عندهم عزيزا، وفيهم قليلا. * وفى حديث بربرة " أنها جاءت تستعين بعائشة في كتابتها " الكتابة: أن يكاتب الرجل عبده على مال يؤديه إليه منجما، فإذا أداه صار حرا. وسميت كتابة لمصدر كتب، كأنه يكتب على نفسه لمولاه ثمنه، ويكتب مولاه له عليه العتق. وقد كاتبه مكاتبة. والعبد مكاتب. وإنما خص العبد بالمفعول لان أصل المكاتبة من المولى، وهو الذى يكاتب عبده. وقد تكرر ذكرها في الحديث. * وفى حديث السقيفة " نحن أنصار الله وكتيبة الاسلام " الكتيبة: القطعة العظيمة من الجيش، والجمع: الكتائب. وقد تكررت في الحديث مفردة ومجموعة. (1) في اللسان: " كتبت ". (2) ضبط في الاصل: " اكتتب ". والظبط المثبت من ا، والهروى. ومما سبق في (ضمن). (3) تكملة من ا. وفى اللسان: " أن عنده العلم والمعرفة ".
[ 149 ]
(س) وفى حديث المغيرة " وقد تكتب يزف في قومه " أي تحزم وجمع عليه ثيابه، من كتبت السقاء إذا خرزته. (س) وفى حديث الزهري " الكتيبة أكثرها عنوة، وفيها صلح " الكتيبة مصغرة: اسم لبعض قرى خيبر. يعنى أنه فتحها قهرا، لا عن صلح. * (كتت) * (س) في حديث أبى قتادة " فتكات الناس على الميضأة، فقال: أحسنوا الملء، فكلكم سيروى " التكات: التزاحم مع صوت، وهو من الكتيت: الهدير والغطيط. هكذا رواه الزمخشري وشرحه. والمحفوظ " تكاب " بالباء الموحدة. وقد تقدم. (س) ومنه حديث وحشى ومقتل حمزة رضى الله عنه " وهو مكبس، له كتيت " أي هدير وغطيط. وقد كت الفحل إذا هدر، والقدر إذا غلت. * وفى حديث حنين " قد جاء جيش لايكت ولا ينكف " أي لا يحصى ولا يبلغ آخره. والكت: الاحصاء. * وفيه ذكر " كتاتة " وهى بضم الكاف وتخفيف التاء الاولى: ناحية من أعراض المدينة لآل جعفر بن أبى طالب. * (كتد) * [ ه ] (س) في صفته عليه الصلاة والسلام " جليل المشاش والكتد " الكتد بفتح التاء وكسرها: مجتمع الكتفين، وهو الكاهل. * ومنه حديث حذيفة في صفة الدجال " مشرف الكتد ". * ومنه الحديث " كنا يوم الخندق ننقل التراب على أكتادنا " جمع الكتد. * (كتع) * (س) فيه " لتدخلون الجنة أجمعون أكتعون، إلا من شرد على الله " أ كتعون: تأكيد أجمعون، ولا يستعمل مفردا عنه، وواحده: أ كتع "، وهو من قولهم: جبل كتيع: أي تام. * ومنه حديث ابن الزبير وبناء الكعبة " فأقضه أجمع أكتع ". * (كتف) * (س) فيه " الذى يصلى وقد عقص شعره كالذى يصلى وهو مكتوف "
[ 150 ]
المكتوف: الذى شدت يداه من خلفه، فشبه به الذى يعقد شعره من خلفه. (س) وفيه " ائتونى بكتف ودواة أكتب لكم كتابا " الكتف: عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم. * وفى حديث أبى هريرة " مالى أراكم عنها معرضين ! والله لارمينها بين أكتافكم " يروى بالتاء والنون. فمعنى التاء أنها إذا كانت على ظهورهم وبين أكتافهم لا يقدرون أن يعرضوا عنها، لانهم حاملوها، فهى معهم لا تفارقهم. ومعنى النون أنها يرميها في أفنيتهم ونواحيهم، فكلما مروا فيها رأوها فلا يقدرون أن ينسوها. * (كتل) * (س) في حديث الظهار " أنه أتى بمكتل من تمر " المكتل بكسر الميم: الزبيل الكبير. قيل: إنه يسع خمسة عشر صاعا، كأن فيه كتلا من التمر: أي قطعا مجتمعة. وقد تكرر في الحديث، ويجمع على مكاتل. * ومنه حديث خيبر " فخرجوا بمساحيهم ومكاتلهم ". * وفى حديث ابن الصبغاء " وارم على أقفائهم بمكتل " المكتل هاهنا: من الاكتل، وهى شديد من شدائد الدهر. والكتال: سوء العيش وضيق المؤنة، والثقل. ويروى " بمنكل " من النكال: العقوبة. * (كتم) * (ه) في حديث فاطمة بنت المنذر " كنا نمتشط مع أسماء قبل الاحرام، وندهن بالمكتومة " هي دهن من أدهان العرب أحمر، يجعل فيه الزعفران. وقيل: يجعل فيه الكتم، وهو نبت يخلط مع الوسمة، ويصبغ به الشعر أسود، وقيل: هو الوسمة. (س) ومنه الحديث " أن أبا بكر كان يصبغ بالحناء والكتم " وقد تكرر قى الحديث. ويشبه أن يراد به استعمال الكتم مفردا عن الحناء، فإن الحناء إذا خضب به مع الكتم جاء أسود.
[ 151 ]
وقد صح النهى عن السواد، ولعل الحديث بالحناء أو الكتم على التخيير، ولكن الروايات على اختلافها، بالحناء والكتم. وقال أبو عبيد: الكتم مشددة التاء. والمشهور التخفيف. (س) وفى حديث زمزم " إن عبد المطلب رأى في المنام، قيل: احفر تكتم بين الفرث والدم " تكتم: اسم بئر زمزم، سميت به، لانها كانت قد اندفنت بعد جرهم وصارت مكتومة، حتى أظهرها عبد المطلب. * وفيه " أنه كان اسم قوس النبي عليه الصلاة والسلام الكتوم " سميت به لانحفاض صوتها إذا رمى بها (1). * (كتن) * (ه) في حديث الحجاج " أنه قال لامرأة: إنك لكتون لفوت لقوف " الكتون: اللزوق، من كتن الوسخ عليه إذا لزق به. والكتن: لطخ الدخان بالحائط: أي أنها لزوق بمن يمسها، أو أنها دنسة العرض. * وفيه ذكر " كتانة " هو بضم الكاف وتخفيف التاء: ناحية من أعراض المدينة لآل جعفر بن أبى طالب. * (باب الكاف مع الثاء) * * (كثب) * (ه) في حديث بدر " إن أكثبكم القوم فانبلوهم " وفى رواية " إذا أكثبوكم (2) فارموهم بالنبل " يقال: كثب وأكثب إذا قارب. والكثب: القرب. والهمزة في " أكثبكم " لتعدية كثب، فلذلك عداها إلى ضميرهم. [ ه ] ومنه حديث عائشة تصف أباها " وظن رجال أن قد أكثبت أطماعهم " أي قربت. (ه) وفيه " يعمد أحدكم إلى المغيبة فيخدعها بالكثبة " أي بالقليل من اللبن. والكثبة: كل قليل جمعته من طعام أو لبن أو غير ذلك. والجمع: كثب. (1) في الاصل: " عنها " والمثبت من ا، واللسان. (2) في الهروي: " إذا كثبوكم ".
[ 152 ]
* ومنه حديث أبى هريرة " كنت في الصفة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بتمر عجوة فكثب بيننا، وقيل: كلوه ولا توزعوه " أي ترك بين أيدينا مجموعا. * ومنه الحديث " جئت عليا وبين يديه قرنفل مكثوب " أي مجموع. * وفيه " ثلاثة على كثب المسك ". (س) وفى حديث آخر " على كثبان المسك " هما جمع كثيب. والكثيب: الرمل المستطيل المحدودب. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه " يضعون رماحهم على كواثب خيولهم " الكواثب: جمع كاثبة، وهى من الفرس مجتمع كتفيه قدام السرج. * (كثث) * [ ه ] في صفته عليه الصلاة والسلام " كث اللحية " الكثاثة في اللحية: أن تكون غير رقيقة (1) ولا طويلة، و [ لكن (2) ] فيها كثافة. يقال: رجل كث اللحية، بالفتح، وقوم كث، بالضم. (ه) وفيه " أنه مر بعبد الله بن أبى، فقال: يذهب محمد إلى من أخرجه من بلاده، فأما من لم يخرجه وكان قدومه كث منخره فلا يغشاه " أي كان قدومه على رغم أنفه، يعنى نفسه. وكأن أصله من الكثكث: التراب. * (كثر) * (ه) فيه " لا قطع في ثمر ولا كثر " الكثر بفتحتين: جمار النخل، وهو شحمه الذى وسط النخلة. (ه) وفى حديث قيس بن عاصم " نعم المال أربعون، والكثر ستون " الكثر بالضم: الكثير، كالقل، في القليل. * وفيه " إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شئ إلا كثرتاه " أي غلبتاه بالكثرة وكانتا أكثر منه. يقال: كاثرته فكثرته إذا غلبته وكنت أكثر منه. (ه) ومنه حديث مقتل الحسين رضى الله عنه " ما رأينا مكثورا أجرأ مقدما منه " (1) في الاصل، وا واللسان: " دقيقة " والمثبت من الهروي. وانظر المصباح (كثث). (2) زيادة من الهروي.
[ 153 ]
المكثور: المغلوب، وهو الذى تكاثر عليه الناس فقهروه: أي ما رأينا مقهورا أجرأ إقداما منه. * وفى حديث الافك " ولها ضرائر إلا كثرن فيها " أي كثرن القول فيها، والعيب لها. * وفيه أيضا " وكان حسان ممن كثر عليها " ويروى بالباء الموحدة، وقد تقدم. * وفى حديث قزعة " أتيت أبا سعيد وهو مكثور عليه " يقال: رجل مكثور عليه، إذا كثرت عليه الحقوق والمطالبات، أراد أنه كان عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء، فكأنهم كان لهم عليه حقوق فهم يطلبونها. * (كثف) * * في صفة النار " لسرادق النار أربع جدر كثف " الكثف: جمع كثيف، وهو الثخين الغليظ. * ومنه حديث عائشة " شققن أكثف مروطهن فاختمرن به " والرواية فيه بالنون. وسيجئ. [ ه ] وفى حديث ابن عباس " أنه انتهى إلى على يوم صفين وهو في كثف " أي حشد وجماعة. (س ه) وفى حديث طليحة " فاستكثف أمره " أي ارتفع وعلا. * (كثكث) * * في حديث حنين " قال أبو سفيان عند الجولة التى كانت من المسلمين: غلبت والله هوازن، فقال له صفوان بن أمية: بفيك الكثكث " الكثكث بالكسر والفتح: دقاق الحصى والتراب. * ومنه الحديث الآخر " وللعاهر الكثكث " قال الخطابى: قد مر بمسامعي، ولم يثبت عندي.
[ 154 ]
* (باب الكاف مع الجيم) * * (كجج) * (ه) في حديث ابن عباس " في كل شئ قمار في لعب الصبيان بالكجة " الكجة بالضم والتشديد: لعبة. وهو أن يأخذ الصبى خرقة فيجعلها كأنها كرة، ثم يتقامرون بها، وكج الصبى، إذا لعب بالكجة. * (باب الكاف مع الحاء) * * (كحب) * [ ه ] في ذكر الدجال " ثم يأتي الخصب فيعقل الكرم، ثم يكحب (1) " أي يخرج عناقيد الحصرم، ثم يطيب طعمه. * (كحل) * (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام " في عينيه كحل " الكحل بفتحتين: سواد في أجفان العين خلقة، والرجل أكحل وكحيل. * ومنه حديث الملاعنة " إن جاءت به أدعج أكحل العين ". * وفى حديث أهل الجنة " جرد مرد كحلى " جمع كحيل، مثل قتيل وقتلى. * وفيه " أن سعدا رمى في أكحله " الاكحل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده. * (باب الكاف مع الخاء) * * (كخ) * (ه) فيه " أكل الحسن أو الحسين تمرة من الصدقة، فقال له النبي عليه الصلاه والسلام: كخ كخ " هو زجر للصبى وردع. ويقال عند التقذير أيضا، فكأنه أمره بإلقائها من فيه، وتكسر الكاف وتفتح، وتسكن الخاء وتكسر، بتنوين وغير تنوين. قيل: هي أعجمية عربت. (1) رواية الهروي: " فتعقل الكروم ثم تكحب ". قال ابو عمرو: أي تخرج القطوف، وهى العناقيد ".
[ 155 ]
* (باب الكاف مع الدال) * * (كدح) * * فيه " المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه ". * وفى حديث آخر " جاءت مسألته كدوحا في وجهه " الكدوح: الخدوش. وكل أثر من خدش أو عض فهو كدح. ويجوز أن يكون مصدرا سمى به الاثر. والكدح في غير هذا: السعي والحرص والعمل. * (كدد) * (س) فيه " المسائل كد، يكد بها الرجل وجهه " الكد: الاتعاب، يقال: كد يكد في عمله كدا، إذا استعجل وتعب. وأراد بالوجه ماءه ورونقه. * ومنه حديث جليبيب " ولا تجعل عيشهما كدا ". * ومنه الحديث " ليس من كدك ولاكد أبيك " أي ليس حاصلا بسعيك وتعبك. (س) وفى حديث خالد بن عبد العزى " فحص الكدة بيده فانبجس الماء " هي الارض الغليظة، لانها تكد الماشي فيها: أي تتعبه. (س) وفى حديث عائشة " كنت أكده من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعنى المنى. الكد: الحك. (س) وفى حديث إسلام عمر " فأخرجنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفين له كديد ككديد الطحين " الكديد: التراب الناعم، فإذا وطئ ثار غباره، أراد أنهم كانوا في جماعة، وأن الغبار كان يثور من مشيهم. و " كديد " فعيل بمعنى مفعول. والطحين: المطحون المدقوق. * (كدس) * (س) في حديث الصراط " ومنهم مكدوس في النار " أي مدفوع. وتكدس الانسان إذا دفع من ورائه فسقط. ويروى بالشين المعجمة، من الكدش. وهو السوق الشديد. والكدش: الطرد والجرح أيضا. * ومنه الحديث " كان لا يؤتي بأحد إلا كدس به الارض " أي صرعه وألصقه بها.
[ 156 ]
(س) وفى حديث قتادة " كان أصحاب الايكة أصحاب شجر متكادس " أي ملتف مجتمع. من تكدست الخيل، إذا ازدحمت وركب بعضها بعضا. والكدس: الجمع. * ومنه " كدس الطعام ". [ ه ] وفيه " إذا بصق أحدكم في الصلاة فليبصق عن يساره أو تحت رجليه (1)، فإن غلبته كدسة أو سعلة ففى ثوبه " الكدسة: العطسة. وقد كدس: إذا عطس. * (كدم) * (ه) في حديث العرنيين " فلقد رأيتهم (2) يكدمون الارض بأفواههم " أي يقبضون عليها ويعضونها. * (كدن) * (س) في حديث سالم " أنه دخل على هشام فقال له: إنك لحسن الكدنة، فلما خرج أخذته قفقفة، فقال لصاحبه: أترى الاحول لقعنى بعينه " الكدنة بالكسر - وقد يضم - غلظ الجسم وكثرة اللحم. * (كدا) * (ه) في حديث الخندق " فعرضت فيه كدية فأخذ المسحاة ثم سمى وضرب " الكدية: قطعة غليظة صلبة لاتعمل فيها الفأس. وأكدى الحافر: إذا يلغها. (ه) ومنه حديث عائشة تصف أباها " سبق إذ ونيتم ونجح إذ أكديتم " أي ظفر إذ خبتم ولم تظفروا. وأصله من حافر البئر ينتهى إلى كدية فلا يمكنه الحفر فيتركه. (ه س) وفيه " أن فاطمة رضى الله عنها خرجت في تعزية بعض جيرانها، فلما انصرفت قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك بلغت معهم الكدى " أراد المقابر، وذلك لانها كانت مقابرهم في مواضع صلبة، وهى جمع كدية. ويروى بالراء (3)، وسيجئ. (س) وفيه " أنه دخل مكة عام الفتح من كداء، ودخل في العمرة من كدى " وقد روى بالشك في الدخول والخروج، على اختلاف الروايات وتكرارها. وكداء بالفتح والمد: الثنية العليا بمكة مما يلى المقابر وهو المعلا. وكدى - بالضم والقصر - الثنية السفلى مما يلى باب العمرة. في الهروي: " على يساره، أو تحت رجله ". (2) القائل هو أنس، كما في الهروي. (3) في الهروي: " قلت للازهري: رواه بعضهم " الكرا " بالراء. فأنكره ".
[ 157 ]
وأما كدى بالضم وتشديد الياء، فهو موضع بأسفل مكة. وقد تكرر ذكر الاوليين في الحديث. * (باب الكاف مع الذال) * * (كذب) * (ه) فيه " الحجامة على الريق فيها شفاء وبركة، فمن احتجم فيوم الاحد والخميس كذباك، أو يوم الاثنين والثلاثاء " [ معنى ] (1) كذباك أي عليك بهما. يعنى اليومين المذكورين. قال الزمخشري: " هذه كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم، ولذلك لم تتصرف ولزمت طريقة واحدة، في كونها فعلا ماضيا معلقا بالمخاطب [ وحده ] (2) وهى في معنى الامر، كقولهم في الدعاء: رحمك الله: [ أي ليرحمك الله ] (3) والمراد بالكذب الترغيب والبعث، من قول العرب: كذبته نفسه إذا منته الامانى، وخيلت إليه من الآمال مالا يكاد يكون. وذلك مما (4) يرغب الرجل في الامور، ويبعثه على التعرض لها. ويقولون في عكسه (5): صدقته نفسه، [ إذا ثبطته ] (6) وخيلت إليه العجز (7) والكد (8) في الطلب. ومن ثم (9) قالوا للنفس: الكذوب ". فمعنى قوله (10) " كذباك ": أي ليكذباك ولينشطاك ويبعثاك على الفعل. وقد أطنب فيه الزمخشري وأطال. وكان هذا خلاصة قوله. وقال ابن السكيت: كأن " كذب " ها هنا إغراء: أي عليك بهذا الامر (11)، وهى كلمة نادرة جاءت على غير قياس. وقال الجوهرى: " كذب قد يكون بمعنى وجب ". وقال الفراء: كذب عليك، أي وجب عليك. (1) زيادة من ا، واللسان. (2) مكان هذا في الفائق 2 / 402 " ليس إلا " ". (3) ليس في الفائق. (4) في الفائق " ما ". (5) في الفائق: " في عكس ذلك ". (6) تكملة من الفائق. (7) في الفائق: " المعجزة ". (8) في الفائق: " والنكد ". وكأنه أشبه. (9) في الفائق: " ومن ثمت ". (10) انظر الفائق، لترى تصرف ابن الاثير في النقل عن الزمخشري. (11) في الصحاح: " أي عليكم به ".
[ 158 ]
[ ه ] ومنه حديث عمر " كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم " معناه الاغراء: أي عليكم بهذه الاشياء الثلاثة. وكان وجهه النصب على الاغراء، ولكنه جاء شاذا مرفوعا. وقيل: معناه: إن قيل: لا حج عليكم، فهو كذب. وقيل: معناه: وجب عليكم الحج. وقيل: معناه الحث والحض. يقول: إن الحج ظن بكم حرصا عليه ورغبة فيه، فكذب ظنه. وقال الزمخشري: معنى " كذب عليكم الحج " على كلامين (1)، كأنه قال: كذب الحج، عليك الحج: أي ليرغبك الحج، هو واجب عليك، فأضمر الاول لدلالة الثاني عليه. ومن نصب الحج فقد جعل " عليك " اسم فعل، وفى كذب ضمير الحج. وقال الاخفش: الحج مرفوع بكذب، ومعناه نصب، لانه يريد أن يأمره بالحج، كما يقال: أمكنك الصيد، يريد ارمه. (ه) ومنه حديث عمر " شكا إليه عمرو بن معد يكرب أو غيره النقرس، فقال: كذبتك الظهائر " أي عليك بالمشى فيها. والظهائر: جمع ظهيرة، وهى شدة الحر. وفى رواية " كذب عليك الظواهر "، جمع ظاهرة، وهى ما ظهر من الارض وارتفع. * ومنه حديثه الآخر " إن عمرو بن معد يكرب شكا إليه المعص [ فقال ] (2) كذب عليك العسل " يريد العسلان، وهو مشى الذئب: أي عليك بسرعة المشى. والمعص بالعين المهملة: التواء في عصب الرجل. (1) الذى في الفائق: " وأما كذب عليك الحج. فله وجهان: أحدهما: أن يضمن معنى فعل يتعدى بحرف الاستعلاء، أو يكون على كلامين... " الخ ما نقل ابن الاثير عنه. (2) تكملة من ا، واللسان، والفائق 2 / 400.
[ 159 ]
(ه) ومنه حديث على " كذبتك الحارقة " أي عليك بمثلها. والحارقة: المرأة التى تغلبها شهوتها. وقيل: الضيقة الفرج. (س) وفى الحديث " صدق الله وكذب بطن أخيك " استعمل الكذب هاهنا مجازا حيث هو ضد الصدق. والكذب مختص بالاقوال، فجعل بطن أخيه حيث لم ينجع فيه العسل كذبا، لان الله قال: " فيه شفاء للناس ". (س) ومنه حديث صلاة الوتر " كذب أبو محمد " أي أخطأ. سماه كذبا، لانه يشبهه في كونه ضد الصواب، كما أن الكذب ضد الصدق وإن افترقا من حيث النية والقصد، لان الكاذب يعلم أن ما يقوله كذب، والمخطئ لا يعلم. وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب وإنما يدخله الخطأ. وأبو محمد صحابي. واسمه مسعود بن زيد. وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، قال الاخطل: كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس (1) الظلام من الرباب خيالا وقال ذو الرمة (2): * مافى سمعه كذب * * ومنه حديث عروة " قيل له: إن ابن عباس يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لبث بمكة بضع عشرة سنة. فقال: كذب " أي أخطأ. * ومنه " قول عمر لسمرة حين قال: المغمى عليه يصلى مع كل صلاة صلاة حتى يقضيها، فقال: كذبت، ولكنه يصليهن معا " أي أخطأت. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث الزبير " قال يوم اليرموك: إن شددت (3) عليهم فلا تكذبوا " أي (1) في الاصل، ا: " ملس " والتصحيح من ديوانه 41، ومن اللسان أيضا. (2) ديوانه 21. والبيت بتمامه: وقد توجس ركزا مقفر ندس * بنبأة الصوت مافى سمعه كذب (3) في الهروي: " إن شددتم ".
[ 160 ]
فلا تجبنوا وتولوا. يقال للرجل إذا حمل ثم ولى: كذب عن قرنه، وحمل فما كذب: أي ما انصرف عن القتال. والتكذيب في القتال: ضد الصدق فيه. يقال: صدق القتال إذا بذل فيه الجد، وكذب عنه إذا جبن. (س) وفيه " لا يصلح الكذب إلا في ثلاث " قيل: أراد به معاريض الكلام الذى هو كذب من حيث يظنه السامع، وصدق من حيث يقوله القائل. كقوله " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ". وكالحديث الآخر " أنه كان إذا أراد سفرا ورى بغيره ". (س) وفى حديث المسعودي " رأيت في بيت القاسم كذابتين في السقف " الكذابة: ثوب يصور ويلزق بسقف البيت. سميت به لانها توهم أنها في السقف، وإنما هي في الثوب دونه. * (كذن) * (س) في حديث بناء البصرة " فوجدوا هذا الكذان، فقالوا: ما هذه البصرة " الكذان والبصرة: حجارة رخوة إلى البياض، وهو فعال، والنون أصلية. وقيل: فعلا، والنون زائدة. * (كذا) * * فيه " نجئ أنا وأمتى يوم القيامة على كذا وكذا " هكذا جاء في صحيح مسلم، كأن الراوى شك في اللفظ، فكنى عنه بكذا وكذا. وهى من ألفاظ الكنايات مثل كيت وذيت. ومعناه: مثل ذا. ويكنى بها عن المجهول، وعما لايراد التصريح به. قال أبو موسى: المحفوظ في هذا الحديث " نجئ أنا وأمتى على كوم " أو لفظ يؤدى هذا المعنى. * وفى حديث عمر " كذاك لا تذعروا علينا إبلنا " أي حسبكم، وتقديره: دع فعلك وأمرك كذاك، والكاف الاولى والآخرة زائدتان للتشبيه والخطاب، والاسم ذا، واستعملوا الكلمة كلها استعمال الاسم الواحد في غير هذا المعنى. يقال: رجل كذاك أي خسيس. واشتر لي غلاما ولا تشتره كذاك: أي دنيئا.
[ 161 ]
وقيل: حقيقة كذاك: أي مثل ذاك. ومعناه الزم ما أنت عليه ولا تتجاوزه. والكاف الاولى منصوبة الموضع بالفعل المضمر. (س) ومنه حديث أبى بكر يوم بدر " يا نبى الله كذاك " أي حسبك الدعاء، " فإن الله منجز لك ما وعدك ". * (باب الكاف مع الراء) * * (كرب) * (ه) فيه " فإذا استغنى أو كرب استعف " كرب: بمعنى دنا وقرب، فهو كارب. (ه) ومنه حديث رقيقة " أيفع الغلام أو كرب " أي قارب الايفاع. (ه) وفى حديث أبى العالية " الكروبيون سادة الملائكة " هم المقربون. ويقال لكل حيوان وثيق المفاصل: إنه لمكرب الخلق، إذا كان شديد القوى. والاول أشبه. (س) وفيه " كان إذا أتاه الوحى كرب له " أي أصابه الكرب، فهو مكروب. والذى كربه كارب. (س) وفى صفة نخل الجنة " كربها ذهب " هو بالتحريك أصل السعف. وقيل: ما يبقى من أصوله في النخلة بعد القطع كالمراقي. * (كربس) * * في حديث عمر " وعليه قميص من كرابيس " هي جمع كرباس، وهو القطن. * ومنه حديث عبد الرحمن بن عوف " فأصبح وقد اعتم بعمامة كرابيس سوداء ". * (كرث) * * في حديث قس " لم يخلنا سدى من بعد عيسى واكترث " يقال: ما أكترث به: أي ما أبالى. ولا تستعمل إلا في النفى. وقد جاء هاهنا في الاثبات وهو شاذ. * ومنه حديث على " في سكرة ملهثة وغمرة كارثة " أي شديدة شاقة. وكرثه الغم يكرثه، وأكرثه: أي اشتد عليه وبلغ منه المشقة. (21 - النهاية - 4)
[ 162 ]
* (كرد) * (ه) في حديث عثمان " لما أرادوا الدخول عليه لقتله جعل المغيرة بن الاخنس يحمل عليهم ويكردهم بسيفه (1) " أي يكفهم ويطردهم. (س) ومنه حديث الحسن، وذكر بيعة العقبة " كأن هذا المتكلم كرد القوم. قال: لا والله " أي صرفهم عن رأيهم وردهم عنه. (س [ ه ]) وفى حديث معاذ " قدم على أبى موسى باليمن وعنده رجل كان يهوديا فأسلم، ثم تهود، فقال: والله لا أقعد حتى تضربوا كرده " أي عنقه. وكرده: إذا ضرب كرده. * (كردس) * (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام " ضخم الكراديس " هي رؤوس العظام، واحدها: كردوس. وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين، كالركبتين، والمرفقين، والمنكبين، أراد أنه ضخم الاعضاء. (ه) وفى حديث الصراط " ومنهم مكردس في النار " المكردس: الذى جمعت يداه ورجلاه وألقى إلى موضع. * (كرر) * * في حديث سهيل بن عمرو " حين استهداه النبي صلى الله عليه وسلم ماء زمزم فاستعانت امرأته بأثيلة، ففرتا مزادتين وجعلتاهما في كرين غوطيين " الكر: جنس من الثياب الغلاظ، قاله أبو موسى. * وفى حديث ابن سيرين " إذا كان الماء قدر كر لم يحمل القذر " وفى رواية: " إذا بلغ الماء كرا لم يحمل نجسا " الكر بالبصرة: ستة أوقار. وقال الازهرى: الكر: ستون قفيزا. والقفيز: ثمانية مكاكيك. والمكوك: صاع ونصف، فهو على هذا الحساب اثنا عشر وسقا، وكل وسق ستون صاعا. * (كرزن) * (ه) في حديث الخندق " فأخذ الكرزين فحفر " الكرزين: الفأس. ويقال له: كرزن أيضا بالفتح والكسر (2)، والجمع: كرازين وكرازن. (1) رواية الهروي: " فحمل عليهم بسيفه، فكردهم. أي شلهم وطردهم ". (2) في القاموس: كجعفر، وزبرج، وقنديل.
[ 163 ]
* ومنه حديث أم سلمة " ما صدقت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت وقع الكرازين ". * (كرس) * (س) في حديث الصراط في رواية " ومنهم مكروس في النار " بدل مكردس، وهو بمعناه. والتكريس: ضم الشئ بعضه إلى بعض. ويجوز أن يكون من كرس الدمنة، حيث تقف الدواب. (ه) وفى حديث أبى أيوب " ما أدرى ما أصنع بهذه الكراييس، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تستقبل (1) القبلة بغائط أو بول " يعنى الكنف، واحدها: كرياس، وهو الذى يكون مشرفا على سطح بقناة إلى الارض، فإذا كان أسفل فليس بكرياس، سمى به لما يعلق به من الاقذار ويتكرس (2) عليه ككرس الدمن (3). قال الزمخشري: " وفى كتاب العين الكرناس بالنون ". * (كرسع) * * فيه " فقبض على كرسوعى " الكرسوع: طرف رأس الزند مما يلى الخنصر. * (كرسف) * * فيه " إنه كفن في ثلاثة أثواب يمانية كرسف " الكرسف: القطن. وقد جعله وصفا للثياب وإن لم يكن مشتقا، كقولهم: مررت بحية ذراع، وإبل مائة، ونحو ذلك. (س) ومنه حديث المستحاضة " أنعت لك الكرسف " وقد تكرر في الحديث. * (كرش) * [ ه ] فيه " الانصار كرشى وعيبتى " أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكرش والعيبة لذلك، لان المجتر يجمع علفه في كرشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته. (1) قى الاصل: " نستقبل " والمثبت من ا، واللسان. (2) في الاصل: " وتتكرس " والمثبت من ا، واللسان. (3) الدمن، وزان جمل: ما يتلبد من السرجين. (المصباح).
[ 164 ]
وقيل: أراد بالكرش الجماعة. أي جماعتي وصحابتي. ويقال: عليه كرش من الناس: أي جماعة. * وفى حديث الحسن " في كل ذات كرش شاة " أي كل ماله من الصيد كرش، كالظباء. والارانب إذا أصابه المحرم ففى فدائه شاة. (ه) وفى حديث الحجاج " لو وجدت إلى دمك فاكرش لشربت البطحاء منك " أي لو وجدت إلى دمك سبيلا. وهو مثل أصله أن قوما طبخوا شاة في كرشها فضاق فم الكرش عن بعض الطعام، فقالوا للطباخ: أدخله، فقال: إن وجدت فاكرش. * (كرع) * * فيه " أنه دخل على رجل من الانصار في حائطه، فقال: إن كان عندك ماء بات في شنه وإلا كرعنا " كرع الماء يكرع كرعا إذا تناوله بفيه، من غير أن يشرب بكفه ولا بإناء، كما تشرب البهائم، لانها تدخل فيه أكارعها. * ومنه حديث عكرمة " كره الكرع في النهر لذلك ". [ ه ] ومنه الحديث " أن رجلا سمع قائلا يقول في سحابة: اسقى (1) كرع فلان " قال الهروي: أراد موضعا يجتمع فيه ماء السماء فيسقى صاحبه زرعه، يقال: شربت الابل بالكرع، إذا شربت من ماء الغدير. وقال الجوهرى: " الكرع بالتحريك: ماء السماء يكرع فيه ". (ه) ومنه حديث معاوية " شربت عنفوان المكرع " (2) أي في أول الماء. وهو مفعل من الكرع، أراد أنه عز فشرب صافى الامر، وشرب غيره الكدر. [ ه ] وفى حديث النجاشي " فهل ينطق فيكم الكرع ؟ " تفسيره في الحديث: الدنئ النفس (3) وهو من الكرع: الاوظفة، ولا واحد له. * ومنه حديث على " لو أطاعنا أبو بكر فيما أشرنا به عليه من ترك قتال أهل الردة لغلب على هذا الامر الكرع والاعراب " هم السفلة والطغام من الناس. (1) في الاصل، وا، واللسان: " اسق " والمثبت من الهروي. (2) في الهروي: " الكرع ". (3) زاد الهروي: " والمكان ".
[ 165 ]
* وفيه " خرج عام الحديبية حتى بلغ كراع الغميم " هو اسم موضع بين مكة والمدينة. والكراع: جانب مستطيل من الحرة تشبيها بالكراع، وهو ما دون الركبة من الساق. والغميم بالفتح: واد بالحجاز. * ومنه حديث ابن عمر " عند كراع هرشى " هرشى: موضع بين مكة والمدينة، وكراعها: ما استطال من حرتها. (س) وقى حديث ابن مسعود " كانوا لا يحبسون إلا الكراع والسلاح " الكراع: اسم لجميع الخيل. (س) وفى حديث الحوض " فبدأ الله بكراع " أي طرف من ماء الجنة، مشبه بالكراع: لقلته، وأنه كالكراع من الدابة. (ه) وفى حديث النخعي " لا بأس بالطلب في أكارع الارض " وفى رواية " كانوا يكرهون الطلب في أكارع الارض " أي في نواحيها وأطرافها (1)، تشبيها بأكارع الشاة (2). والاكارع: جمع أكرع، وأكرع: جمع كراع. وإنما جمع على أكرع وهو مختص بالمؤنث، لان الكراع يذكر ويؤنث. قاله الجوهرى. * (كركر) * (ه) فيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر تضيفوا أبا الهيثم، فقال لامرأته: ما عندك ؟ قالت: شعير، قال: فكركرى " أي اطحني. والكركرة: صوت يردده الانسان في جوفه. (ه) ومنه الحديث " وتكركر حبات من شعير " أي تطحن. (1) في الهروي: " وأطرافها القاصية ". (2) بعد هذا في الهروي زيادة: " وهى قوائمها. والاكارع من الناس: السفلة ".
[ 166 ]
(س) وفى حديث عمر " لما قدم الشام وكان بها الطاعون فكركر عن ذلك " أي رجع. وقد كركرته عنى كركرة، إذا دفعته ورددته. * ومنه حديث كنانة " تكركر الناس عنه ". * وفى حديث جابر " من ضحك حتى يكركر في الصلاة فليعد الوضوء والصلاة " الكركرة: شبه القهقهة فوق القرقرة، ولعل الكاف مبدلة من القاف لقرب المخرج. * وفيه " ألم تروا إلى البعير تكون بكركرته نكتة من جرب " هي بالكسر: زور البعير الذى إذا برك أصاب الارض، وهى ناتئة عن جسمه كالقرصة، وجمعها: كراكر. (س) ومنه حديث عمر " ما أجهل عن كراكر وأسنمة " يريد إحضارها للاكل، فإنها من أطايب ما يؤكل من الابل. * ومنه حديث ابن الزبير: عطاؤكم للضاربين رقابكم * وندعى إذا ماكان حز الكراكر هو أن يكون بالبعير داء فلا يستوى إذا برك، فيسل من الكركرة عرق ثم يكوى. يريد إنما تدعونا إذا بلغ منكم الجهد، لعلمنا بالحرب، وعند العطاء والدعة غيرنا. * (كركم) * (ه) فيه " بينا هو وجبريل عليهما الصلاة والسلام يتحادثان تغير وجه جبريل حتى عاد كأنه كركمة " هي واحدة الكركم، وهو الزعفران. وقيل: العصفر. وقيل: شئ كالورس. وهو فارسي معرب. وقال الزمخشري: الميم مزيدة، لقولهم للاحمر: كرك (1). * ومنه الحديث " حين ذكر سعد بن معاذ، فعاد لونه كالكركمة ". * (كرم) * * في أسماء الله تعالى " الكريم " هو الجواد المعطى الذى لا ينفد عطاؤه. وهو الكريم المطلق. والكريم الجامع لانواع الخير والشرف والفضائل. * ومنه الحديث " إن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب " لانه اجتمع له شرف (1) ضبط في الاصل: " كرك " بالضم والسكون. قال في القاموس (كرك): " وككتف: الاحمر ".
[ 167 ]
النبوة، والعلم، والجمال، والعفة، وكرم الاخلاق، والعدل، ورئاسة الدنيا والدين. فهو نبى ابن نبى ابن نبى ابن نبى، رابع أربعة في النبوة. (س [ ه ]) وفيه " لاتسموا العنب الكرم (1)، فإنما الكرم الرجل المسلم " قيل: سمى الكرم كرما، لان الخمر المتخذة منه تحث على السخاء والكرم، فاشتقوا له منه اسما، فكره أن يسمى باسم مأخوذ من الكرم، وجعل المؤمن أولى به. يقال: رجل كرم: أي كريم، وصف بالمصدر، كرجل عدل وضيف. قال الزمخشري: أراد أن يقرر ويسدد (2) مافى قوله عزوجل: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " بطريقة أنيقة ومسلك لطيف، وليس الغرض حقيقة النهى عن تسمية العنب كرما، ولكن الاشارة إلى أن المسلم التقى جدير بألا يشارك فيما سماه الله به. وقوله " فإنما الكرم الرجل المسلم " أي إنما المستحق للاسم المشتق من الكرم الرجل المسلم. (ه) وفيه " أن رجلا أهدى له راوية خمر، فقال: إن الله حرمها فقال الرجل: أفلا أكارم بها يهود " المكارمة: أن تهدى لانسان شيئا ليكافئك عليه، وهى مفاعلة من الكرم. (ه) وفيه " إن الله يقول: إذا أخذت من عبدى كريمتيه فصبر لم أرض له ثوابا دون الجنة " ويروى " كريمته " يريد عينيه: أي جارحتيه الكريمتين عليه. وكل شئ يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك. (ه) ومنه الحديث " أنه أكرم جرير بن عبد الله لما ورد عليه، فبسط له رداءه وعممه بيده، وقال: إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " أي كريم قوم وشريفهم. والهاء للمبالغة. * ومنه حديث الزكاة " واتق كرائم أموالهم " أي نفائسها التى تتعلق بها نفس مالكها ويختصها لها، حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقها. وواحدتها: كريمة. * ومنه الحديث " وغزو تنفق فيه الكريمة " أي العزيزة على صاحبها. (1) في الهروي: " كرما ". (2) في الفائق 2 / 407: " ويشدد ".
[ 168 ]
(ه) وفيه " خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين " أي بين أبوين مؤمنين. وقيل: بين أب مؤمن، هو أصله، وابن مؤمن، هو فرعه، فهو بين مؤمنين هما طرفاه، وهو مؤمن (1). والكريم: الذى كرم نفسه عن التدنس بشئ من مخالفة ربه. (س) وفى حديث أم زرع " كريم الخل، لاتخادن أحدا في السر " أطلقت كريما على المرأة، ولم تقل كريمة الخل، ذهابا به إلى الشخص. (س) وفيه " ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه " التكرمة: الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعد لاكرامه، وهى تفعلة من الكرامة. * (كرن) * (س) في حديث حمزة " فغنته الكرينة " أي المغنية الضاربة بالكران، وهو الصنج. وقيل: العود، والكنارة نحو منه. * (كرنف) * (ه) في حديث الواقمى " وقد ضافه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بقربته نخلة فعلقها بكرنافة (2) " هي أصل السعفة الغليظة. والجمع: الكرانيف. * ومنه حديث ابن أبى الزناد " ولا كرنافة ولا سعفة ". * وحديث أبى هريرة " إلا بعث عليه يوم القيامة سعفها وكرانيفها أشاجع تنهشه ". (ه) وحديث الزهري " والقرآن في الكرانيف (3) " يعنى أنه كان مكتوبا عليها قبل جمعه في الصحف. * (كره) * (س) فيه " إسباغ الوضوء على المكاره " هي جمع مكره، وهو ما يكرهه الانسان ويشق عليه، والكره بالضم والفتح: المشقة. والمعنى أن يتوضأ مع البرد الشديد والعلل التى يتأذى معها بمس الماء، ومع إعوازه والحاجة (1) الذى في الهروي في شرح هذا الحديث: " وقال بعضهم: هما الحج والجهاد. وقيل: بين فرسين يغزو عليهما. وقيل: بين أبوين مؤمنين كريمين. وقال أبو بكر: هذا هو القول، لان الحديث يدل عليه، ولان الكريمين لا يكونان فرسين ولا بعيرين إلا بدليل في الكلام يدل عليه ". (2) بالكسر والضم، كما في القاموس. (3) في الهروي: " في كرانيف ".
[ 169 ]
إلى طلبه، والسعى في تحصيله، أو ابتياعه بالثمن الغالى، وما أشبه ذلك من الاسباب الشاقة. * ومنه حديث عبادة " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنشط والمكره " يعنى المحبوب والمكروه، وهما مصدران. (س) وفى حديث الاضحية " هذا يوم اللحم فيه مكروه " يعنى أن طلبه في هذا اليوم شاق. كذا قال أبو موسى. وقيل: معناه أن هذا يوم يكره فيه ذبح شاة للحم خاصة، إنما تذبح للنسك، وليس عندي إلا شاة لحم لاتجزئ عن النسك. هكذا جاء في مسلم " اللحم فيه مكروه " والذى جاء في البخاري " هذا يوم يشتهى (1) فيه اللحم " وهو ظاهر. * وفيه " خلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الاربعاء " أراد بالمكروه ها هنا الشر، لقوله " وخلق النور يوم الاربعاء "، والنور خير، وإنما سمى الشر مكروها، لانه ضد المحبوب. وفى حديث الرؤيا " رجل كريه المرآة " أي فبيح المنظر، فعيل بمعنى مفعول. والمرآة: المرأى. * (كر) * (س) في حديث فاطمة " أنها خرجت تعزى قوما فلما انصرفت قال لها: لعلك بلغت معهم الكرا، قالت: معاذ الله " هكذا جاء في رواية بالراء، وهى القبور. جمع كرية أو كروة، من كريت الارض وكروتها إذا حفرتها. كالحفرة من حفرت. ويروى بالدال. وقد تقدم. (س ه) ومنه الحديث " أن الانصار سألوا النبي صلى الله عليه وسلم في نهر يكرونه لهم سيحا " أي يحفرونه ويخرجون طينه. (1) ضبط في الاصل، ا: " يوم يشتهى " وضبطته بالتنوين من صحيح البخاري (باب الاكل يوم النحر، من كتاب العيدين). وانظر أيضا البخاري (باب ما يشتهى من اللحم يوم النحر، من كتاب الاضاحي " وانظر لرواية مسلم. صحيحه (الحديث الخامس، من كتاب الاضاحي).
[ 170 ]
(ه) وفى حديث ابن مسعود " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأكرينا في الحديث " أي أطلناه وأخرناه. وأكرى من الاضداد، يقال: إذا أطال وقصر (1)، وزاد ونقص. * وفى حديث ابن عباس " أن امرأة محرمة سألته فقالت: أشرت إلى أرنب فرماها الكرى " الكرى بوزن الصبى: الذى يكرى دابته، فعيل بمعنى مفعل. يقال: أكرى دابته فهو مكر، وكرى. وقد يقع على المكترى، فعيل بمعنى مفتعل. والمراد الاول. (س) ومنه حديث أبى السليل (2) " الناس يزعمون أن الكرى لا حج له ". (س) وفيه " أنه أدركه الكرى " أي النوم. وقد تكرر في الحديث. * (باب الكاف مع الزاى) * * (كزز) * (س) فيه " أن رجلا اغتسل فكز فمات " الكزاز: داء يتولد من شدة البرد. وقيل: هو نفس البرد. وقد كز يكز كزا. * (كزم) * (ه) فيه " أنه كان يتعوذ من الكزم والقزم " الكزم بالتحريك: شدة الاكل، والمصدر ساكن. وقد كزم الشئ بفيه يكزمه كزما، إذا كسره وضم فمه عليه. وقيل: هو البخل، من قولهم: هو أكزم البنان: أي قصيرها، كما يقال: جعد الكف. وقيل: هو أن يريد الرجل المعروف أو الصدقة ولا يقدر على دينار ولا درهم. * ومنه حديث على في صفة النبي صلى الله عليه وسلم " لم يكن بالكز ولا المنكزم " فالكز: المعبس في وجوه السائلين، والمنكزم: الصغير الكف، الصغير القدم. (ه) ومنه حديث عون بن عبد الله " وذكر رجلا يذم فقال: إن أفيض في خير كزم وضعف واستسلم " أي إن تكلم الناس في خير سكت فلم يفض معهم فيه، كأنه ضم فاه فلم ينطق. (1) في الاصل: " إذا طال وقصر " وفى اللسان: " يقال: أكرى الشئ، يكرى: إذا طال وقصر " وما أثبت من ا، والهروى. (2) انظر القاموس (سلل).
[ 171 ]
* (باب الكاف مع السين) * * (كسب) * * فيه " أطيب ما يأكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه " إنما جعل الولد كسبا لان الوالد طلبه وسعى في تحصيله. والكسب: الطلب، والسعى في طلب الرزق والمعيشة. وأراد بالطيب ها هنا الحلال. ونفقة الوالدين على الولد واجبة إذا كانا محتاجين، عاجزين عن السعي، عند الشافعي، وغيره لا يشترط ذلك. * وفى حديث خديجة " إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل وتكسب المعدوم " يقال: كسبت مالا وكسبت زيدا مالا، وأكسبت زيدا مالا: أي أعنته على كسبه، أو جعلته يكسبه. فإن كان ذلك من الاول، فتريد أنك تصل إلى كل معدوم وتناله فلا يتعذر لبعده عليك. وإن جعلته متعديا إلى اثنين، فتريد أنك تعطى الناس الشئ المعدوم عندهم وتوصله إليهم. وهذا أولى القولين، لانه أشبه بما قبله في باب التفضل والانعام، إذ لا إنعام في أن يكسب هو لنفسه مالا كان معدوما عنده، وإنما الانعام أن يوليه عيره. وباب الحظ والسعادة في الاكتساب غير باب التفضل والانعام. * وفيه " أنه نهى عن كسب الاماء " هكذا جاء مطلقا في رواية أبى هريرة. وفى رواية رافع بن خديج مقيدا " حتى يعلم من أين هو ". وفى رواية أخرى " إلا ما عملت بيدها ". ووجه الاطلاق أنه كان لاهل مكة والمدينة إماء، عليهن ضرائب يخدمن الناس، ويأخذن أجورهن، ويؤدين ضرائبهن، ومن تكون متبذلة خارجة داخلة وعليها ضريبة فلا تؤمن أن تبدو منها زلة، إما للاستزادة في المعاش، وإما لشهوة تغلب، أو لغير ذلك، والمعصوم قليل، فنهى عن كسبهن مطلقا تنزها عنه.
[ 172 ]
هذا إذا كان للامة وجه معلوم تكسب منه، فكيف إذا لم يكن لها وحه معلوم ؟ * (كست) * (س) في حديث غسل الحيض " نبذة من كست أظفار " هو القسط الهندي، عقار معروف. وفى رواية " كسط " بالطاء، وهو هو. والكاف والقاف يبدل أحدهما من الآخر. * (كسح) * (ه) في حديث ابن عمر " وسئل عن مال الصدقة فقال: إنها شر مال، إنما هي مال الكسحان والعوران " هي جمع الاكسح، وهو المقعد. وقيل: الكسح: داء يأخذ في الاوراك فتضعف له الرجل. وقد كسح الرجل كسحا إذا ثقلت إحدى رجليه في المشى، فإذا مشى كأنه يكسح الارض، أي يكنسها. (س) ومنه حديث قتادة " في قوله تعالى: " ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم " أي جعلناهم كسحا " يعنى مقعدين، جمع أكسح، كأحمر وحمر. * (كسر) * (ه) في حديث أم معبد " فنظر إلى شاة في كسر الخيمة " أي جانبها، ولكل بيت كسران، عن يمين وشمال، وتفتح الكاف وتكسر. (س) وفى حديث الاضاحي " لا يجوز فيها الكسير البينة الكسر " أي المنكسرة الرجل التى لا تقدر على المشى، فعيل بمعنى مفعول. (س) وفى حديث عمر " لا يزال أحدهم كاسرا وساده عند امرأة مغزية يتحدث إليها " أي يثنى وساده عندها ويتكئ عليه ويأخذ معها في الحديث. والمغزية: التى قد غزا زوجها. (س) ومنه حديث النعمان " كأنها جناح عقاب كاسر " هي التى تكسر جناحيها وتضمهما إذا أرادت السقوط. * وفى حديث عمر " قال سعد بن الاخرم: أتيته وهو يطعم الناس من كسور إبل " أي أعضائها، واحدها: كسر، بالفتح والكسر. وقيل: هو العظم الذى ليس عليه كبير لحم. وقيل: إنما يقال له ذلك إذا كان مكسورا.
[ 173 ]
[ ه ] ومنه حديثه الآخر " فدعا بخبز يابس وأكسار بعير " أكسار: جمع قلة للكسر، وكسور: جمع كثرة. (ه) وفيه " العجين قد انكسر " أي لان واختمر. وكل شئ فتر فقد انكسر. يريد أنه صلح لان يخبز. * ومنه الحديث " بسوط مكسور " أي لين ضعيف. * وفيه ذكر " كسرى " كثيرا، وهو بكسر الكاف وفتحها: لقب ملوك الفرس، والنسب إليه: كسروى، وكسروانى، وقد جاء في الحديث. * (كسع) * (ه) فيه " ليس في الكسعة صدقة " الكسعة بالضم: الحمير. وقيل: الرقيق، من الكسع: وهو ضرب الدبر. * وفى حديث الحديبية " وعلى يكسعها بقائم السيف " أي يضربها من أسفل. (ه) ومنه حديث زيد بن أرقم " أن رجلا كسع رجلا من الانصار " أي ضرب دبره بيده. (ه س) ومنه حديث طلحة يوم أحد " فضربت عرقوب فرسه فاكتسعت (1) به " أي سقطت من ناحية مؤخرها ورمت به. (س) ومنه حديث ابن عمر " فلما تكسعوا فيها " أي تأخروا عن جوابها ولم يردوه. * وفى حديث طلحة وأمر عثمان " قال: ندمت ندامة الكسعى، اللهم خذ منى لعثمان حتى ترضى " الكسعى: اسمه محارب بن قيس، من بنى كسيعة، أو بنى الكسع: بطن من حمير (2)، يضرب به المثل في الندامة، وذلك أنه أصاب نبعة، فاتخذ منها قوسا. وكان راميا مجيدا (1) رواية الهروي: " فأضرب عرقوب فرسه حتى اكتسعت ". (2) جاء في القاموس (كسع): " وكصرد: حى باليمن، أو من بنى ثعلبة بن سعد بن قيس عيلان. ومنه غامد بن الحارث الكسعى الذى اتخذ قوسا وخمسة أسهم... الخ ".
[ 174 ]
لا يكاد يخطئ، فرمى عنها عيرا ليلا فنفذ السهم منه ووقع في حجر فأورى نارا، فظنه لم يصب فكسر القوس. وقيل: قطع إصبعه ظنا منه أنه قد أخطأ، فلما أصبح رأى العير مجدلا فندم، فضرب به المثل. * (كسف) * (ه) قد تكرر في الحديث ذكر " الكسوف والخسوف، للشمس والقمر " فرواه جماعة فيهما بالكاف، ورواه جماعة فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفى القمر بالخاء، وكلهم رووا أنهما آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته. والكثير في اللغة - وهو اختيار الفراء - أن يكون الكسوف للشمس، والخسوف للقمر. يقال: كسفت الشمس، وكسفها الله وانكسفت. وخسف القمر وخسفه الله وانخسف. وقد تقدم في الخاء أبسط من هذا. * وفيه " أنه جاء بثريدة كسف " أي خبز مكسر، وهى جمع كسفة. والكسف والكسفة: القطعة من الشئ. (س) ومنه حديث أبى الدرداء " قال بعضهم: رأيته وعليه كساف " أي قطعة ثوب، وكأنها جمع كسفة أو كسف. (س) وفيه " أن صفوان كسف عرقوب راحلته " أي قطعه بالسيف. * (كسكس) * * في حديث معاوية " تياسروا عن كسكسة بكر " يعنى إبدالهم السين من كاف الخطاب. يقولون: أبوس وأمس: أي أبوك وأمك. وقيل: هو خاص بمخاطبة المؤنث. ومنهم من يدع الكاف بحالها ويزيد بعدها سينا في الوقف، فيقول: مررت بكس أي بك. * (كسل) * (ه) فيه " ليس في الاكسال إلا الطهور " أكسل الرجل: إذا جامع ثم أدركه فتور فلم ينزل. ومعناه صار ذاكسل. وفى كتاب " العين ": كسل الفحل إذا فتر عن الضراب. وأنشد (1): (1) للعجاج، كما في اللسان.
[ 175 ]
* أ إن كسلت والحصان يكسل (1) * ومعنى الحديث: ليس في الاكسال غسل، وإنما فيه الوضوء. وهذا على مذهب من رأى أن الغسل لا يجب إلا من الانزال، وهو منسوخ. والطهور هاهنا يروى بالفتح، ويراد به التطهر. وقد أثبت سيبويه الطهور والوضوء والوقود، بالفتح، في المصادر. * (كسا) * (ه) فيه " ونساء كاسيات عاريات " يقال: كسى، بكسر السين، يكسى، فهو كاس: أي صار ذاكسوة. * ومنه قوله (2): * واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى * ويجوز أن يكون فاعلا بمعنى مفعول، من كسا يكسو، كماء دافق. ومعنى الحديث: إنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من الشكر. وقيل: هو أن يكشفن بعض جسدهن ويسدلن الخمر من ورائهن، فهن كاسيات كعاريات. وقيل: أراد أنهن يلبسن ثيابا رقاقا يصفن ما تحتها من أجسامهن، فهن كاسيات في الظاهر عاريات في المعنى. * (باب الكاف مع الشين) * * (كشح) * (ه) فيه " أفضل الصدقة على ذى الرحم الكاشح " الكاشح: العدو الذى يضمر عداوته ويطوى عليها كشحه: أي باطنه. والكشح: الخصر، أو الذى يطوى عنك كشحه ولا يألفك. (1) في الاصل: " مكسل " وأثبت ما في ا، واللسان. والضبط منه. وضبط في ا: " يكسل " والفعل من باب " تعب " كما في المصباح. (2) هو الحطيئة. ديوانه 284. وصدر البيت: * دع المكارم لا ترحل لبغيتها *
[ 176 ]
* وفى حديث سعد " إن أميركم هذا لاهضم الكشحين " أي دقيق الخصرين. * (كشر) * (س) في حديث أبى الدرداء " إنا لنكشر في وجوه أقوام " الكشر: ظهور الاسنان للضحك. وكاشره: إذا ضحك في وجهه وباسطه. والاسم الكشرة، كالعشرة. وقد تكرر في الحديث. * (كشش) * فيه " كانت حية تخرج من الكعبة لا يدنو منها أحد إلا كشت وفتحت فاها " كشيش الافعى: صوت جلدها إذا تحركت. وقد كشت تكش. وليس صوت فمها، فإن ذلك فحيحها. * ومنه حديث على " كأنى أنظر إليكم تكشون كشيش الضباب ". وحكى الجوهرى (1): " إذا بلغ الذكر من الابل الهدير فأوله الكشيش، وقد كش يكش ". * (كشط) * * في حديث الاستسقاء " فتكشط السحاب " أي تقطع وتفرق. والكشط والقشط سواء في الرفع والازالة والقلع والكشف. * (كشف) * (ه) فيه " لو تكاشفتم ما تدافنتم " أي لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييع جنازته ودفنه. (س) وفى حديث أبى الطفيل " أنه عرض له شاب أحمر أكشف " الاكشف: الذى تنبت له شعرات في قصاص ناصيته ثائرة، لا تكاد تسترسل، والعرب تتشاءم به. * وفى قصيد كعب: * زالوا فما زال أنكاس ولا كشف * الكشف: جمع أكشف. وهو الذى لا ترس معه، كأنه منكشف غير مستور. * (كشكش) * (س) في حديث معاوية " تياسروا عن كشكشة تميم " أي إبدالهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث، فيقولون: أبوش وأمش. وربما زادوا على الكاف شينا في الوقف، فقالوا: مررت بكش، كما تفعل بكر بالسين، وقد تقدم. (1) عن الاصمعي.
[ 177 ]
* (كشى) * (ه) في حديث عمر (1) " أنه وضع يده في كشية ضب وقال: إن نبى الله لم يحرمه، ولكن قذره " الكشية: شحم بطن الضب. والجمع: كشى. ووضع اليد فيه كناية عن الاكل منه. هكذا رواه القتيبى في حديث عمر. والذى جاء في " غريب الحربى " عن مجاهد " أن رجلا أهدى للنبى صلى الله عليه وسلم ضبا فقذره، فوضع يده في كشيتى الضب ". ولعله حديث آخر. * (باب الكاف مع الظاء) * * (كظظ) * (ه) في حديث رقيقة " فاكتظ الوادي بثجيجه " أي امتلا بالمطر والسيل. ويروى " كظ الوادي بثجيجه ". * ومنه حديث عتبة بن غزوان في ذكر باب الجنة " وليأتين عليه يوم وهو كظيظ " أي ممتلئ. والكظيظ: الزحام. * ومنه حديث ابن عمر " أهدى له إنسان جوارش، فقال: إذا كظك الطعام أخذت منه " أي [ إذا ] (2) امتلات منه وأثقلك. * ومنه حديث الحسن " قال له إنسان: إن شبعت كظنى، وإن جعت أضعفني ". (س) وحديث النخعي " الاكظة على الاكظة مسمنة مكسلة مسقمة " الاكظة: جمع الكظة، وهى ما يعترى الممتلئ من الطعام: أي أنها تسمن وتكسل وتسقم. (ه) ومنه حديث الحسن، وذكر الموت فقال: " كظ ليس كالكظ " أي هم يملا الجوف، ليس كسائر الهموم، ولكنه أشد. * (كظم) * (س) فيه " أنه أتى كظامة قوم فتوضأ منها " الكظامة: كالقناة، وجمعها: (1) الذى في الهروي: " في حديث ابن عمر، رضى الله عنهما ". (2) تكملة من: ا، واللسان. (23 - النهاية - 4)
[ 178 ]
كظائم. وهى آبار تحفر في الارض متناسقة، ويخرق بعضها إلى بعض تحت الارض، فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الارض. وقيل: الكظامة: السقاية. (س) ومنه حديث عبد الله بن عمرو " إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم " أي حفرت قنوات. (س) ومنه الحديث " أنه أتى كظامة قوم فبال " وقيل: أراد بالكظامة في هذا الحديث: الكناسة. * وفيه " من كظم غيظا فله كذا وكذا " كظم الغيظ: تجرعه واحتمال سببه والصبر عليه. (س) ومنه الحديث " إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع " أي ليحبسه مهما أمكنه. (س) ومنه حديث عبد المطلب " له فخر يكظم عليه " أي لا يبديه ويظهره، وهو حسبه. * وفى حديث على " لعل الله يصلح أمر هذه الامة ولا يؤخذ بأكظامها " هي جمع: كظم بالتحريك، وهو مخرج النفس من الحلق. (س) ومنه حديث النخعي " له التوبة ما لم يؤخذ بكظمه " أي عند خروج نفسه وانقطاع نفسه. * وفى الحديث ذكر " كاظمة " هو اسم موضع. وقيل: بئر عرف الموضع بها. * (باب الكاف مع العين) * (كعب) * (س) في حديث الازار " ما كان أسفل من الكعبين ففى النار " الكعبان: العظمان الناتئان عند مفصل الساق والقدم عن الجنبين. وذهب قوم إلى أنهما العظمان اللذان في ظهر القدم، وهو مذهب الشيعة.
[ 179 ]
* ومنه قول يحيى بن الحارث " رأيت القتلى يوم زيد بن على فرأيت الكعاب في وسط القدم ". * وفى حديث عائشة " إن كان ليهدى لنا القناع فيه كعب من إهالة، فنفرح به " أي قطعة من السمن والدهن. (س) ومنه حديث عمرو بن معد يكرب " أتونى بقوس وكعب وثور " أي قطعة من سمن. (ه) وفى حديث قيلة " والله لا يزال كعبك عاليا " هو دعاء لها بالشرف والعلو. والاصل فيه كعب القناة، وهو أنبوبها وما بين كل عقدتين منها كعب. وكل شئ علا وارتفع فهو كعب. ومنه سميت الكعبة، للبيت الحرام. وقيل: سميت به لتكعيبها، أي تربيعها. (س) وفيه " أنه كان يكره الضرب بالكعاب " الكعاب: فصوص النرد، واحدها: كعب وكعبة. واللعب بها حرام، وكرهها عامة الصحابة. وقيل: كان ابن مغفل يفعله مع امرأته على غير قمار. وقيل: رخص فيه ابن المسيب، على غير قمار أيضا. (س) ومنه الحديث " لا يقلب كعباتها أحد ينتظر ما تجئ به إلا لم يرح رائحة الجنة " هي جمع سلامة للكعبة. * وفى حديث أبى هريرة " فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها " الكعاب بالفتح: المرأة حين يبدو ثديها للنهود، وهى الكاعب أيضا، وجمعها: كواعب. * (كعت) * (س) فيه ذكر " الكعيت " وهو عصفور. وأهل المدينة يسمونه النغر. وقيل: هو البلبل. * (كعدب) * (س) في حديث عمرو مع معاوية " أتيتك وإن أمرك كحق الكهول، أو كالكعدبة " ويروى " الجعدبة " وهى نفاخة الماء. وقيل: بيت العنكبوت.
[ 180 ]
* (كعع) * * فيه " مازالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب " الكاعة: جمع كاع، وهو الجبان. يقال: كع الرجل عن الشئ يكع كعا فهو كاع، إذا جبن عنه وأحجم. أراد أنهم كانوا يجبنون عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أبى طالب، فلما مات اجترأوا عليه. ويروى بتخفيف العين، وسيجئ. * (كعكع) * (ه) في حديث الكسوف " قالوا له: ثم رأيناك تكعكعت " أي أحجمت وتأخرت إلى وراء. وقد تكرر في الحديث. * (كعم) * (ه) فيه " أنه نهى عن المكاعمة " هو أن يلثم الرجل صاحبه، ويضع فمه على فمه كالتقبيل. أخذ من كعم البعير، وهو أن يشد فمه إذا هاج. فجعل لثمه إياه بمنزلة الكعام. والمكاعمة: مفاعلة منه. * ومنه الحديث " دخل إخوة يوسف عليهم السلام مصر وقد كعموا أفواه إبلهم ". * وحديث على " فهم بين خائف مقموع، وساكت مكعوم ". * (باب الكاف مع الفاء) * * (كفأ) * (ه) فيه " المسلمون تتكافأ دماؤهم " أي تتساوى في القصاص والديات. والكفء: النظير والمساوي. ومنه الكفاءة في النكاح، وهو أن يكون الزوج مساويا للمرأة في حسبها ودينها ونسبها وبيتها، وغير ذلك. (ه) ومنه الحديث " كان لا يقبل الثناء إلا من مكافئ " قال القتيبى: معناه إذا أنعم على رجل نعمة فكافأه بالثناء عليه قبل ثناءه، وإذا أثنى عليه قبل أن ينعم عليه لم يقبلها. وقال ابن الانباري: هذا غلط، إذ كان أحد لا ينفك من إنعام النبي صلى الله عليه وسلم، لان الله بعثه رحمة للناس كافة، فلا يخرج منها مكافئ ولا غير مكافئ. والثناء عليه فرض لا يتم الاسلام إلا به. وإنما المعنى: لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة
[ 181 ]
إسلامه، ولا يدخل في جملة المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم. وقال الازهرى: وفيه قول ثالث، إلا من مكافئ: أي من مقارب (1) غير مجاوز (2) حد مثله ولا مقصر (3) عما رفعه (4) الله إليه. (ه) وفى حديث العقيقة " عن الغلام شاتان مكافئتان " يعنى متساويتين في السن: أي لا يعق عنه إلا بمسنة، وأقله أن يكون جذعا كما يجزئ في الضحايا. وقيل: مكافئتان: أي مستويتان أو متقاربتان. واختار الخطابى الاول. واللفظة " مكافئتان " بكسر الفاء. يقال: كافأه يكافئه فهو مكافئه: أي مساويه. قال: والمحدثون يقولون: " مكافأتان " بالفتح، وأرى الفتح أولى لانه يريد شاتين قد سوى بينهما، أو مساوى بينهما. وأما بالكسر فمعناه أنهما متساويتان، فيحتاج أن يذكر أي شئ ساويا، وإنما لو قال " متكافئتان " كان الكسر أولى. قال الزمخشري: (5) لا فرق بين المكافئتين والمكافأتين، لان كل واحدة إذا كافأت أختها فقد كوفئت، فهى مكافئة ومكافأة. أو يكون معناه: معادلتان لما يجب في الزكاة والاضحية من الاسنان. ويحتمل مع الفتح أن يراد مذبوحتان، من كافأ الرجل بين بعيرين، إذا نحر هذا ثم هذا معا من غير تفريق، كأنه يريد شاتين يذبحهما في وقت واحد. * وفى شعر حسان: * وروح القدس ليس له كفاء (6) * أي جبريل ليس له نظير ولا مثل. (1) في الهروي: " من مقارب في مدحه ". (2) في الهروي: " غير مجاوز به ". (3) في الهروي: " ولا مقصر به ". (4) في الهروي: " وفقه ". (5) انظر الفائق 2 / 417. (6) ديوانه ص 6 بشرح البرقوقى وصدر البيت: * وجبريل رسول الله فينا *
[ 182 ]
ومنه الحديث " فنظر إليهم فقال: من يكافئ هؤلاء ؟ ". (س) وحديث الاحنف " لا أقاوم من لا كفاء له " يعنى الشيطان. ويروى " لا أقاول ". [ ه ] وفيه " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ مافى إنائها " هو تفتعل، من كفأت القدر، إذا كببتها لتفرغ ما فيها. يقال: كفأت الاناء وأكفأته إذا كببته، وإذا أملته. وهذا تمثيل لامالة الضرة حق صاحبتها من زوجها إلى نفسها إذا سألت طلاقها. (ه) ومنه حديث الهرة " أنه كان يكفئ لها الاناء " أي يميله لتشرب منه بسهولة. (س) وحديث الفرعة " خير من أن تذبحه يلصق لحمه بوبره، وتكفئ إناءك وتوله ناقتك " أي تكب إناءك، لانه لا يبقى لك لبن تحلبه فيه. (س) وحديث الصراط " آخر من يمر رجل يتكفأ به الصراط " أي يتميل وينقلب. * ومنه حديث [ دعاء ] (1) الطعام " غير مكفئ ولا مودع ربنا " أي غير مردود ولا مقلوب. والضمير راجع إلى الطعام. وقيل: " مكفى " من الكفاية، فيكون من المعتل. يعنى أن الله هو المطعم والكافي، وهو غير مطعم ولا مكفى، فيكون الضمير راجعا إلى الله. وقوله " ولا مودع " أي غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده. وأما قوله " ربنا " فيكون على الاول منصوبا على النداء المضاف بحذف حرف النداء، وعلى الثاني مرفوعا على الابتداء (2)، أي ربنا غير مكفى ولا مودع. ويجوز أن يكون الكلام راجعا إلى الحمد، كأنه قال: حمدا كثيرا مباركا فيه، غير مكفى ولا مودع، ولا مستغنى عنه: أي عن الحمد. (1) زيادة من: ا، واللسان. (2) في اللسان: " على الابتداء المؤخر ".
[ 183 ]
* وفى حديث الضحية " ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما " أي مال ورجع. * ومنه الحديث " فأضع السيف في بطنه ثم أنكفئ عليه ". * وفى حديث القيامة " وتكون الارض خبزة واحدة، يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحد كم خبزته في السفر ". وفى رواية " يتكفؤها " يريد الخبزة التى يصنعها المسافر ويضعها في الملة، فإنها لا تبسط كالرقاقة، وإنما تقلب على الايدى حتى تستوى. [ ه ] وفى صفة مشيه عليه الصلاة والسلام " كان إذا مشى تكفى تكفيا " أي تمايل إلى قدام، هكذا روى غير مهموز، والاصل الهمز، وبعضهم يرويه مهموزا، لان مصدر تفعل من الصحيح تفعل، كتقدم تقدما وتكفأ تكفأ، والهمزة حرف صحيح. فأما إذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه، نحو: تحفى تحفيا، وتسمى تسميا، فإذا خففت الهمزة التحقت بالمعتل، وصار تكفيا، بالكسر. (ه) وفى حديث أبى ذر " ولنا عباءتان نكافئ بهما عين الشمس " أي ندافع، من المكافأة: المقاومة. (س) وفى حديث أم معبد " رأى شاة في كفاء البيت " هو شقة أو شقتان تخاط إحداهما بالاخرى، ثم تجعل في مؤخر البيت، والجمع: أكفئة، كحمار، وأحمرة. (ه) وفى حديث عمر " أنه انكفأ لونه عام الرمادة " أي تغير عن حاله. (س) ومنه حديث الانصاري " مالى أرى لونك منكفئا ؟ قال: من الجوع ". (ه) وفيه " أن رجلا اشترى معدنا بمائة شاة متبع، فقالت له أمه: إنك اشتريت ثلاثمائة شاة أمهاتها مائة، وأولادها مائة، وكفأتها مائة " أصل الكفأة في الابل: أن تجعل قطعتين يراوح (1) بينهما في النتاج. يقال: أعطني كفأة ناقتك وكفأتها: أي نتاجها. وأكفأت إبلى كفأتين، إذا جعلتها نصفين ينتج كل عام نصفها (2) ويترك نصفها، وهو أفضل النتاج، كما يفعل بالارض للزراعة. (1) في ا: " يزاوج ". (2) في ا: " تنتج كل عام نصفها ".
[ 184 ]
ويقال: وهبت له كفأة ناقتي: أي وهبت له لبنها وولدها ووبرها سنة. قال الازهرى: جعلت كفأة مائة نتاج، في كل نتاج مائة، لان الغنم لا تجعل قطعتين، ولكن ينزى عليها جميعا وتحمل جميعا، ولو كانت إبلا كانت كفأة مائة من الابل خمسين. (س) وفى حديث النابغة " أنه كان يكفئ في شعره " الاكفاء في الشعر: أن يخالف بين حركات الروى رفعا ونصبا وجرا، وهو كالاقواء. وقيل: هو أن يخالف بين قوافيه، فلا يلزم حرفا واحدا. * (كفت) * (ه) فيه " اكفتوا صبيانكم " أي ضموهم إليكم. وكل من ضممته إلى شئ (1) فقد كفته، يريد عند انتشار الظلام. (ه) ومنه الحديث " يقول الله للكرام الكاتبين: إذا مرض عبدى فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صحته، حتى أعافيه أو أكفته " أي أضمه إلى القبر. * ومنه " قيل للارض: كفات ". ومنه الحديث الآخر " حتى أطلقه من وثاقي أو أكفته إلى ". * ومنه الحديث " نهينا أن نكفت الثياب في الصلاة " أي نضمها ونجمعها، من الانتشار، يريد جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود. * ومنه حديث الشعبى " أنه كان بظاهر الكوفة فالتفت إلى بيوتها فقال: هذه كفات الاحياء، ثم التفت إلى المقبرة فقال: وهذه كفات الاموات " يريد تأويل قوله تعالى " ألم نجعل الارض كفاتا. أحياء وأمواتا ". (ه) ومنه حديث عبد الله بن عمرو " صلاة الاوابين ما بين أن ينكفت أهل المغرب إلى أن يثوب أهل العشاء " أي ينصرفون إلى منازلهم. (ه) وفيه " حبب إلى النساء والطيب ورزقت الكفيت " أي ما أكفت به معيشتي، يعنى أضمها وأصلحها. (1) في الهروي: " إليك ".
[ 185 ]
وقيل: أراد بالكفيت القوة على الجماع. و (1) هو من الحديث الآخر: (ه) الذى يروى " أنه قال: أتانى جبريل بقدر يقال لها الكفيت، فوجدت قوة أربعين رجلا في الجماع " ويقال للقدر الصغيرة: كفت، بالكسر (2). * ومنه حديث جابر " أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفيت " قيل للحسن: وما الكفيت ؟ قال: البضاع. * (كفح) * (ه) فيه " أنه قال لحسان: لا تزال مؤيدا بروح القدس ما كافحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " المكافحة: المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه. ويروى " نافحت " وهو بمعناه. (ه) ومنه حديث جابر " إن الله كلم أباك كفاحا " أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. (ه) وفيه " أعطيت محمدا كفاحا " أي كثيرا من الاشياء من الدنيا والآخرة. (ه) وفى حديث أبى هريرة " وقيل له: أتقبل وأنت صائم ؟ قال: نعم وأكفحها " أي أتمكن من تقبيلها وأستوفيه من غير اختلاس، من المكافحة، وهى مصادفة الوجه للوجه (3). * (كفر) * (ه س) فيه " ألا لا ترجعن بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " قيل: أراد لابسى السلاح. يقال: كفر فوق درعه، فهو كافر، إذا لبس فوقها ثوبا. كأنه أراد بذلك النهى عن الحرب. وقيل: معناه لا تعتقدوا تكفير الناس، كما يفعله الخوارج، إذا استعرضوا الناس فيكفرونهم. (ه) ومنه الحديث " من قال لاخيه يا كافر فقد باء به أحدهما " لانه إما أن يصدق عليه أو يكذب، فإن صدق فهو كافر، وإن كذب عاد الكفر إليه بتكفيره أخاه المسلم. (1) قبل هذا في الهروي: " وقال بعضهم: الكفيت: قدر أنزلت من السماء، فأكل منها، وقوى على الجماع ". (2) قال في القاموس: " والكفت، بالفتح: القدر الصغيرة. ويكسر ". (3) انظر (قحف).
[ 186 ]
والكفر صنفان: أحدهما الكفر بأصل الايمان وهو ضده، والآخر الكفر بفرع من فروع الاسلام، فلا يخرج به عن أصل الايمان. وقيل: الكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار، بألايعرف الله أصلا ولا يعترف به. وكفر جحود، ككفر إبليس، يعرف الله بقلبه ولا يقر بلسانه. وكفر عناد، وهو أن يعترف بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به، حسدا وبغيا، ككفر أبى جهل وأضرابه. وكفر نفاق، وهو أن يقر بلسانه ولا يعتقد بقلبه. قال الهروي: سئل الازهرى عمن يقول بخلق القرآن: أتسميه كافرا ؟ فقال: الذى يقوله كفر (1)، فأعيد عليه السؤال ثلاثا ويقول مثل ما قال، ثم قال في الآخر: قد يقول المسلم كفرا. (س) ومنه حديث ابن عباس " قيل له: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " قال: هم كفرة، وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر ". (س) ومنه حديثه (2) الآخر " إن الاوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية، فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف، فأنزل الله تعالى " وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله " ولم يكن ذلك على الكفر بالله، ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الالفة والمودة. * ومنه حديث ابن مسعود " إذا قال الرجل للرجل: أنت لى عدو، فقد كفر أحدهما بالاسلام " أراد كفر نعمته، لان الله ألف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا، فمن لم يعرفها فقد كفرها. * ومنه الحديث " من ترك قتل الحيات خشية النار فقد كفر " أي كفر النعمة. وكذلك: (ه) الحديث الآخر " من أتى حائضا فقد كفر ". * وحديث الانواء " إن الله ينزل الغيث فيصبح قوم به كافرين، يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا " أي كافرين بذلك دون غيره، حيث ينسبون المطر إلى النوء دون الله. (1) في ا: " كفر ". (2) في الاصل: " الحديث " والمثبت من: ا. وانظر تفسير القرطبى 4 / 156.
[ 187 ]
(س) ومنه الحديث " فرأيت أكثر أهلها (1) النساء، لكفرهن. قيل: أيكفرن بالله ؟ قال: لا، ولكن يكفرن الاحسان، ويكفرن العشير " أي يجحدن إحسان أزواجهن. * والحديث الآخر " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ". (س) " ومن رغب عن أبيه فقد كفر ". (س) " ومن ترك الرمى فنعمة كفرها ". وأحاديث من هذا النوع كثيرة. وأصل الكفر: تغطية الشئ تغطية تستهلكه. (س) وفى حديث الردة " وكفر من كفر من العرب " أصحاب الردة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين، وكانوا طائفتين: إحداهما أصحاب مسيلمة والاسود العنسى الذين آمنوا بنبوتهما، والاخرى طائفة ارتدوا عن الاسلام، وعادوا إلى ماكنوا عليه في الجاهلية، وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم، واستولد على من سبيهم أم محمد ابن الحنفية، ثم لم ينقرض عصر الصحابة حتى اجمعوا على أن المرتد لا يسبى. والصنف الثاني من أهل الردة لم يرتدوا عن الايمان ولكن أنكروا فرض الزكاة، وزعموا أن الخطاب في قوله تعالى: " خذ من أموالهم صدقة " خاص بزمن النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك اشتبه على عمر قتالهم، لاقرارهم بالتوحيد والصلاة. وثبت أبو بكر على قتالهم لمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك، لانهم كانوا قريبى العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ، فلم يقروا على ذلك. وهؤلاء كانوا أهل بغى، فأضيفوا إلى أهل الردة حيث كانوا في زمانهم، فانسحب عليهم اسمها، فأما ما بعد ذلك، فمن أنكر فرضية احد أركان الاسلام كان كافرا بالاجماع. * ومنه الحديث " لا تكفر أهل قبلتك " أي لا تدعهم كفارا، أو لا تجعلهم كفارا بقولك وزعمك. * ومنه حديث عمر " ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تمنعوهم حقهم فتكفروهم " لانهم ربما ارتدوا إذا منعوا عن الحق. (1) أي النار.
[ 188 ]
(س) وفى حديث سعيد " تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاوية كافر بالعرش " أي قبل إسلامه. والعرش: بيوت مكة. وقيل: معناه أنه مقيم مختبئ بمكة، لان التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة، ومعاوية أسلم عام الفتح. وقيل: هو من التكفير: الذل والخضوع. (س) وفى حديث عبد الملك " كتب إلى الحجاج: من أقر بالكفر فخل سبيله " أي بكفر من خالف بنى مروان وخرج عليهم. * ومنه حديث الحجاج " عرض عليه رجل من بنى تميم ليقتله فقال: إنى لارى رجلا لا يقر اليوم بالكفر، فقال: عن دمى تخدعني ! إنى أكفر من حمار " حمار: رجل كان في الزمان الاول، كفر بعد الايمان، وانتقل إلى عبادة الاوثان، فصار مثلا. (ه) وفى حديث القنوت " واجعل قلوبهم كقلوب نساء كوافر " الكوافر: جمع كافرة يعنى في التعادى والاختلاف. والنساء أضعف قلوبا من الرجال، لا سيما إذا كن كوافر. (ه) وفى حديث الخدرى " إذا أصبح ابن آدم فإن الاعضاء كلها تكفر للسان (1) " أي تذل وتخضع (2). والتكفير: هوان ينحنى الانسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع، كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه (س) ومنه حديث عمرو بن أمية والنجاشى " رأى الحبشة يدخلون من خوخة مكفرين، فولاه ظهره ودخل ". (س) ومنه حديث أبى معشر " أنه كان يكره التكفير في الصلاة " وهو الانحناء الكثير في حالة القيام قبل الركوع. * وفى حديث قضاء الصلاة " كفارتها أن تصليها إذا ذكرتها ". (1) في الاصل وا، والهروى: " اللسان " وأثبت مافى لسان العرب، والفائق 2 / 418 (2) بعده في الهروي: " له ".
[ 189 ]
وفى رواية " لا كفارة لها إلا ذلك ". قد تكرر ذكر " الكفارة " في الحديث اسما وفعلا مفردا وجمعا. وهى عبارة عن الفعلة والخصلة التى من شأنها أن تكفر الخطيئة: أي تسترها وتمحوها. وهى فعالة للمبالغة، كقتالة وضرابة، وهى من الصفات الغالبة في باب الاسمية. ومعنى حديث قضاء الصلاة أنه لا يلزمه في تركها غير قضائها، من غرم أو صدقة أو غير ذلك، كما يلزم المفطر في رمضان من غير عذر، والمحرم إذا ترك شيئا من نسكه، فإنه تجب عليهما الفدية. (ه) ومنه الحديث " المؤمن مكفر " أي مرزأ في نفسه وماله، لتكفر خطاياه. * وفيه " لا تسكن الكفور، فإن ساكن الكفور كساكن القبور " قال الحربى: الكفور: ما بعد من الارض عن الناس، فلا يمر به أحد، وأهل الكفور عند أهل المدن، كالاموات عند الاحياء، فكأنهم في القبور. وأهل الشام يسمون القرية الكفر. * ومنه الحديث " عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده كفرا كفرا، فسر بذلك " أي قرية قرية. * ومنه حديث أبى هريرة " لتخرجنكم الروم منها كفرا كفرا ". (ه) ومنه حديث معاوية " أهل الكفور هم أهل القبور " أي هم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الامصار والجمع والجماعات. * وفيه " أنه كان اسم كنانة النبي عليه الصلاة والسلام الكافور " تشبيها بغلاف الطلع وأكمام الفواكه، لانها تسترها، وهى فيها كالسهام في الكنانة. * وفى حديث الحسن " هو الطبيع في كفراه " الطبيع: لب الطلع، وكفراه - بالضم وتشديد الراء وفتح الفاء وضمها مقصور: هو وعاء الطلع وقشره الاعلى، وكذلك كافوره. وقيل: هو الطلع حين ينشق. ويشهد للاول قوله في الحديث: " قشر الكفرى ". * (كفف) * * في حديث الصدقة " كأنما يضعها في كف الرحمن " هو كناية عن محل قبول الصدقة، فكأن المتصدق قد وضع صدقته في محل القبول والاثابة، وإلا فلا
[ 190 ]
كف لله ولا جارحة، تعالى الله عما يقول المشبهون علوا كبيرا. * ومنه حديث عمر " إن الله إن شاء أدخل [ خلقه ] (1) الجنة بكف واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق عمر ". وقد تكرر ذكر " الكف والحفنة واليد " في الحديث، وكلها تمثيل من غير تشبيه. (س) ومنه الحديث " يتصدق بجميع ماله ثم يقعد يستكف الناس " يقال: استكف وتكفف: إذا أخذ ببطن كفه، أو سأل كفا من الطعام أو ما يكف الجوع. (ه) ومنه الحديث " أنه قال لسعد: خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس " أي يمدون أكفهم إليهم بسألونهم. (ه) ومنه حديث الرؤيا " كأن ظلة تنطف عسلا وسمنا، وكأن الناس يتكففونه ". (س) وفيه " المنفق على الخيل كالمستكف بالصدقة " أي الباسط يده يعطيها، من قولهم: استكف به الناس، إذا أحدقوا به، واستكفوا حوله ينظرون إليه، وهو من كفاف الثوب، وهى طرته وحواشيه وأطرافه، أو من الكفة بالكسر، وهو ما استدار ككفة الميزان. (ه) ومنه حديث رقيقة " واستكفوا (2) جنابي عبد المطلب " أي أحاطوا به واجتمعوا حوله. (س) وفيه " أمرت ألا أكف شعرا ولا ثوبا " يعنى في الصلاة. يحتمل أن يكون بمعنى المنع: أي لا أمنعهما من الاسترسال حال السجود ليقعا على الارض. ويحتمل أن يكون بمعنى الجمع: أي لا يجمعهما ويضمهما. * ومنه الحديث " المؤمن، أخو المؤمن يكف عليه ضيعته " أي يجمع عليه معيشته ويضمها إليه. (1) ساقط من: ا. (2) في ا، واللسان: " فاستكفوا " والمثبت في الاصل، والفائق 2 / 314.
[ 191 ]
* ومنه الحديث " يكف ماء وجهه " أي يصونه ويجمعه عن بذل السؤال. وأصله المنع. ومنه حديث أم سلمة " كفى رأسي " أي اجمعيه وضمي أطرافه. وفى رواية " كفى عن رأسي " أي دعيه واتركى مشطه. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه " إن بيننا وبينكم عيبة مكفوفة " أي مشرجة على ما فيها مقفلة، ضربها مثلا للصدور، وأنها نقية من الغل والغش فيما اتفقوا عليه من الصلح والهدنة. وقيل: معناه أن يكون الشر بينهم مكفوفا، كما تكف العيبة على ما فيها من المتاع، يريد أن الذحول التى كانت بينهم اصطلحوا على ألا ينشروها، فكأنهم قد جعلوها في وعاء وأشرجوا عليه. (س) وفى حديث عمر " وددت أنى سلمت من الخلافة كفافا، لا على ولا لى " الكفاف: هو الذى لا يفضل عن الشئ، ويكون بقدر الحاجة إليه. وهو نصب على الحال. وقيل: أراد به مكفوفا عنى شرها. وقيل: معناه ألا تنال منى ولا أنال منها: أي تكف عنى وأكف عنها. (ه) ومنه حديث الحسن " ابدأ بمن تعول ولا تلام على كفاف " أي إذا لم يكن عندك كفاف لم تلم على ألا تعطى أحدا. (س) وفيه " لا ألبس القميص المكفف بالحرير " أي الذى عمل على ذيله وأكمامه وجيبه كفاف من حرير. وكفة كل شئ بالضم: طرته وحاشيته. وكل مستطيل: كفة، ككفة الثوب. وكل مستدير: كفة، بالكسر، ككفة الميزان. (س) ومنه حديث على يصف السحاب " والتمع برقه في كففه " أي في حواشيه. * وحديثه الآخر " إذا غشيكم الليل فاجعلوا الرماح كفة " أي في حواشى العسكر وأطرافه. (س) ومنه حديث الحسن " قال له رجل: إن برجلي شقاقا، فقال: اكففه بخرقة " أي اعصبه بها، واجعلها حوله.
[ 192 ]
(س) وفى حديث عطاء " الكفة والشبكة أمرهما واحد " الكفة بالكسر: حبالة الصائد. (س) وفى حديث الزبير " فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم كفة كفة " أي مواجهة، كأن كل واحد منهما قد كف صاحبه عن مجاوزته إلى غيره: أي منعه. والكفة: المرة من الكف. وهما مبنيان على الفتح. * (كفل) * * فيه " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، له ولغيره " الكافل: القائم بأمر اليتيم المربى له، وهو من الكفيل: الضمين. والضمير في " له " و " لغيره " راجع إلى الكافل: أي أن اليتيم سواء كان للكافل من ذوى رحمه وأنسابه، أو كان أجنبيا لغيره، تكفل به. وقوله " كهاتين " إشارة إلى أصبعيه السبابة والوسطى. (ه) ومنه الحديث " الراب كافل " الراب: زوج أم اليتيم، لانه يكفل تربيته ويقوم بأمره مع أمه. (ه) ومنه حديث وفد هوازن " وأنت خير المكفولين " يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي خير من كفل في صغره، وأرضع وربى حتى نشأ، وكان مسترضعا في بنى سعد بن بكر. (ه) وفى حديث الجمعة " له كفلان من الاجر " الكفل بالكسر: الحظ والنصيب. (ه) وفى حديث مجئ المستضعفين بمكة " وعياش بن أبى ربيعة وسلمة بن هشام متكفلان على بعير " يقال: تكفلت البعير وأكفلته: إذا أدرت حول سنامه كساء ثم ركبته، وذلك الكساء: الكفل، بالكسر. * ومنه حديث جابر " وعمدنا إلى أعظم كفل ". * ومنه حديث أبى رافع " قال: ذلك كفل الشيطان " يعنى مقعده. (ه) وحديث النخعي " أنه كره الشرب من ثلمة القدح، وقال: إنها كفل الشيطان " أراد أن الثلمة مركب الشيطان، لما يكون عليها من الاوساخ.
[ 193 ]
(س) وفى حديث ابن مسعود " ذكر فتنة فقال: إنى كائن فيها كالكفل، آخذ ما أعرف وأترك ما أنكر " قيل: هو الذى يكون في آخر الحرب همته الفرار. وقيل: هو الذى لا يقدر على الركوب والنهوض في شئ، فهو لازم بيته. * (كفن) * * فيه ذكر " كفن الميت " كثيرا. وهو معروف. وذكر بعضهم في قوله: " إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه " أي بسكون الفاء على المصدر: أي تكفينه. قال: وهو الاعم، لانه يشتمل على الثوب وهيئته وعمله، والمعروف فيه الفتح. * وفيه " فأهدى لنا شاة وكفنها " أي ما يغطيها من الرغفان. * (كفهر) * (ه) فيه " القوا المخالفين بوجه مكفهر " أي عابس قطوب. * ومنه حديث ابن مسعود " إذا لقيت الكافر فالقه بوجه مكفهر ". * (كفا) * (س) فيه " من قرأ الآيتين من آخر البقرة في ليلة (1) كفتاه " أي أغنتاه عن قيام الليل. وقيل: أراد أنهما أقل ما يجزئ من القراءة في قيام الليل. وقيل: تكفيان الشر وتقيان من المكروه. * ومنه الحديث " سيفتح الله عليكم ويكفيكم الله " أي يكفيكم القتال بما فتح عليكم. والكفاة: الخدم الذين يقومون بالخدمة، جمع كاف. وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه حديث أبى مريم " فأذن لى إلى أهلى بغير كفى " أي بغير من يقوم مقامي. يقال: كفاه الامر، إذا قام مقامه فيه. (س) ومنه حديث الجارود " وأكفى من لم يشهد " أي أقوم بأمر من لم يشهد الحرب، وأحارب عنه. (1) في الاصل: " في كل ليلة " وفى ا: " في ليله " والمثبت من اللسان. ويوافقه ما في البخاري (باب فضل البقرة، من كتاب فضائل القرآن) وما في مسلم (باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها). (25 - النهاية 4)
[ 194 ]
* (باب الكاف مع اللام) * * (كلا) * (ه) فيه " أنه نهى عن الكالئ بالكالئ " أي النسيئة بالنسيئة. وذلك أن يشترى الرجل شيئا إلى أجل، فإذا حل الاجل لم يجد ما يقضى به (1)، فيقول: بعنيه إلى أجل آخر، بزيادة شئ، فيبيعه منه ولا يجرى بينهما تقابض. يقال: كلا الدين كلوءا فهو كالئ، إذا تأخر. * ومنه قولهم: " بلغ الله بك أكلا العمر " أي أطوله وأكثره تأخرا. وكلاته إذا أنسأته. وبعض الرواة لا يهمز " الكالئ " تخفيفا. (س) وفيه " أنه قال لبلال وهم مسافرون: اكلا لنا وقتنا " الكلاءة: الحفظ والحراسة. يقال: كلاته أكلؤه كلاءة، فأنا كالى، وهو مكلوء، وقد تخفف همزة الكلاءة، وتقلب ياء. وقد تكررت في الحديث. [ ه ] وفيه " لايمنع فضل الماء ليمنع به الكلا " وفى رواية " فضل الكلا " الكلا: النبات والعشب، وسواء رطبه ويابسه. ومعناه أن البئر تكون في البادية ويكون قريبا منها كلا، فإذا ورد عليها وارد فغلب على مائها ومنع من يأتي بعده من الاستقاء منها (2)، فهو بمنعه الماء مانع من الكلا، لانه متى ورد رجل بإبله (3) فأرعاها ذلك الكلا ثم لم يسقها قتلها العطش. فالذي يمنع ماء البئر يمنع النبات القريب منه. (ه) وفيه " من مشى على الكلاء قذفناه في الماء " الكلاء بالتشديد والمد، والمكلا: شاطئ النهر والموضع الذى تربط فيه السفن. ومنه " سوق الكلاء " بالبصرة. وهذا مثل ضربه لمن عرض بالقذف. شبهه في مقاربته التصريح بالماشى على شاطئ النهر، وإلقاؤه في الماء: إيجاب القذف عليه وإلزامه بالحد (4). * ومنه حديث أنس وذكر البصرة " إياك وسباخها وكلاءها ". (1) في الهروي: " منه ". (2) في الهروي: " بها ". (3) في الاصل " لانه متى ورد عليه رجل بإبله " والمثبت من ا، واللسان. والذى في الهروي: " لانه متى ورد الرجل بإبله ". (4) في الهروي: " وإلزامه الحد ".
[ 195 ]
* (كلب) * * فيه " سيخرج من أمتى أقوام تتجارى بهم الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه " الكلب بالتحريك: داء يعرض الانسان من عض الكلب الكلب، فيصيبه شبه الجنون، فلا يعض أحدا إلا كلب، وتعرض له أعراض رديئة، ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشا. وأجمعت العرب على أن دواءه قطرة من دم ملك، تخلط بماء فيسقاه. * ومنه حديث على " كتب إلى ابن عباس حين أخذ مال البصرة: فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب، والعدو قد حرب " كلب أي اشتد. يقال: كلب الدهر على أهله: إذا ألح عليهم واشتد. (س) ومنه حديث الحسن " إن الدنيا لما فتحت على أهلها كلبوا فيها أسوأ الكلب وأنت تجشأ من الشبع بشما، وجارك قد دمى فوه من الجوع كلبا " أي حرصا على شئ يصيبه. * وفى حديث الصيد " إن لى كلابا مكلبة فأفتني في صيدها " المكلبة: المسلطة على الصيد، المعودة بالاصطياد، التى قد ضربت به. والمكلب، بالكسر: صاحبها والذى يصطاد بها. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث ذى الثدية " يبدو في رأس ثديه شعيرات كأنها كلبة كلب " يعنى مخالبه. هكذا قال الهروي. وقال الزمخشري: كأنها كلبة كلب، أو كلبة سنور، وهى الشعر النابت في جانبى أنفة. (1) ويقال للشعر الذى يخرز به الاسكاف: كلبة. قال: ومن فسرها بالمخالب نظرا إلى مجئ (2) الكلاليب في مخالب البازى فقد أبعد. * وفى حديث الرؤيا " إذا آخر قائم بكلوب من حديد " الكلوب، بالتشديد: حديدة معوجة الرأس. (1) في الفائق 2 / 424: " خطمه ". (2) في الفائق: " محنى " وكأنه أشبه.
[ 196 ]
(ه) ومنه حديث أحد " أن فرسا ذب بذنبه فأصاب كلاب سيف فاستله " الكلاب والكلب: الحلقة أو المسمار الذى يكون في قائم السيف، تكون فيه علاقته. * وفى حديث عرفجة " إن أنفه أصيب يوم الكلاب فاتخذ أنفا من فضة " الكلاب بالضم والتخفيف: اسم ماء، وكان به يوم معروف من أيام العرب بين البصرة والكوفة. * (كلثم) * (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام " لم يكن بالمكلثم " هو من الوجوه: القصير الحنك الدانى الجبهة، المستدير مع خفة اللحم (1)، أراد أنه كان أسيل الوجه ولم يكن مستديرا. * (كلح) * (س) في حديث على " إن من ورائكم فتنا وبلاء مكلحا مبلحا " أي يكلح الناس لشدته. والكلوح: العبوس. يقال: كلح الرجل، وأكلحه الهم. * (كلز) * * في شعر حميد بن ثور: * فحمل الهم (2) كلازا جلعدا * الكلاز: المجتمع الخلق الشديده. واكلاز، إذا انقبض وتجمع. ويروى " كنازا " بالنون. * (كلف) * * فيه " أكلفوا من العمل ما تطيقون " يقال: كلفت بهذا الامر أكلف به، إذا ولعت به وأحببته. * ومنه الحديث " أراك كلفت بعلم القرآن " وكلفته إذا تحملته. وكلفه الشئ تكليفا، إذا أمره بما يشق عليه. وتكلفت الشئ، إذا تجشمته على مشقة، وعلى خلاف عادتك. والمتكلف: المتعرض لما لا يعنيه. * ومنه الحديث " أنا وأمتى برآء من التكلف ". * وحديث عمر " نهينا عن التكلف " أراد كثرة السؤال، والبحث عن الاشياء الغامضة التى (1) الذى في الهروي: " المستدير الوجه، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم ". (2) في ديوان حميد ص 77: " فحمل الهم ".
[ 197 ]
لا يجب البحث عنها، والاخذ بظاهر الشريعة وقبول ما أتت به. (س) ومنه حديثه أيضا " عثمان كلف بأقاربه " أي شديد الحب لهم. والكلف: الولوع بالشئ، مع شغل قلب ومشقة. * (كلل) * [ ه ] قد تكرر في الحديث ذكر " الكلالة " وهو أن يموت الرجل ولا يدع والدا ولا ولدا يرثانه. وأصله: من تكلله النسب، إذا أحاط به. وقيل: الكلالة: الوارثون الذين ليس فيهم ولد ولا والد، فهو واقع على الميت وعلى الوارث بهذا الشرط. وقيل (1): الاب والابن طرفان للرجل، فإذا مات ولم يخلفهما فقد مات عن ذهاب طرفيه، فسمى ذهاب الطرفين كلالة. وقيل: كل ما احتف بالشئ من جوانبه فهو إكليل، وبه سميت، لان الوراث يحيطون به من جوانبه. (ه) ومنه حديث عائشة " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تبرق أكاليل وجهه " هي جمع إكليل، وهو شبه عصابة مزينة بالجوهر، فجعلت لوجهه أكاليل، على جهة الاستعارة. وقيل: أرادت نواحى وجهه، وما أحاط به إلى الجبين، من التكلل، وهو الاحاطة، ولان الاكليل يجعل كالحلقة ويوضع هنالك على أعلى الرأس. * ومنه حديث الاستسقاء " فنظرت إلى المدينة وإنها لفى مثل الاكليل " يريد أن الغيم تقشع عنها، واستدار بآفاقها. (ه) وفيه " أنه نهى عن تقصيص القبور وتكليلها " أي رفعها ببناء مثل الكلل، وهى الصوامع والقباب. (1) القائل هو القتيبى، كما في الهروي.
[ 198 ]
وقيل: هو ضرب الكلة عليها، وهى ستر مربع يضرب على القبور. وقال الهروي: هو (1) ستر رقيق يخاط كالبيت، يتوقى فيه من البق. * وفى حديث حنين " فما زلت أرى حدهم كليلا " كل السيف يكل كلالا فهو كليل، إذا لم يقطع. وطرف كليل، إذا لم يحقق المنظور. (س) وفى حديث خديجة " كلا، إنك لتحمل الكل " هو بالفتح: الثقل من كل ما يتكلف. والكل: العيال. * ومنه الحديث " من ترك كلا فإلى وعلى ". * ومنه حديث طهفة " ولا يوكل كلكم " أي لا يوكل إليكم عيالكم، وما لم تطيقوه. ويروى " أكلكم " أي لا يفتات عليكم مالكم. وقد تكرر في الحديث ذكر " الكل ". (س) وفى حديث عثمان " أنه دخل عليه فقيل له: أبأمرك هذا ؟ فقال: كل ذاك " أي بعضه عن أمرى، وبعضه بغير أمرى. موضوع " كل " الاحاطة بالجميع، وقد تستعمل في معنى البعض، وعليه حمل قول عثمان، ومثله قول الراجز: قالت له وقولها مرعى * إن الشواء خيره الطرى * وكل ذاك يفعل الوصي * أي قد يفعل، وقد لا يفعل. * (كلم) * (ه) فيه " أعوذ بكلمات الله التامات " قيل: هي القرآن، وقد تقدمت في حرف التاء. * وفيه " سبحان الله عدد كلماته " كلمات الله: كلامه، وهو صفته، وصفاته لا تنحصر، فذكر العدد هاهنا مجاز، بمعنى المبالغة في الكثرة. (1) لم يرد هذا القول في نسخة الهروي التى بين يدى. ولعل الامر التبس على المصنف، فوضع " الهروي " مكان " الجوهرى " لان هذا الشرح بألفاظه في الصحاح (كلل).
[ 199 ]
وقيل: يحتمل أن يريد عدد الاذكار. أو عدد الاجور على ذلك، ونصب " عددا " على المصدر. (ه) وفى حديث النساء " استحللتم فروجهن بكلمة الله " قيل: هي قوله تعالى " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ". وقيل: هي إباحة الله الزواج وإذنه فيه. * وفيه " ذهب الاولون لم تكلمهم الدنيا من حسناتهم شيئا " أي لم تؤثر فيهم ولم تقدح في أديانهم. وأصل الكلم: الجرح. * ومنه الحديث " إنا نقوم على المرضى ونداوى الكلمى " هو جمع: كليم، وهو الجريح، فعيل بمعنى مفعول. وقد تكرر ذكره اسما وفعلا، مفردا ومجموعا. * (كلا) * * فيه " تقع فتن كأنها الظلل، فقال أعرابي: كلا يارسول الله " كلا: ردع في الكلام وتنبيه وزجر، ومعناها: انته لا تفعل، إلا أنها آكد في النفى و الردع من " لا " لزيادة الكاف. وقد ترد بمعنى حقا، كقوله تعالى " كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية " والظلل: السحاب وقد تكرر في الحديث. * (باب الكاف مع الميم) * * (كمأ) * (س) فيه " الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين " الكمأة معروفة، وواحدها: كمء، على غير قياس. وهى من النوادر، فإن القياس العكس. * (كمد) * (س) في حديث عائشة " كانت إحدانا تأخذ الماء بيدها فتصب على رأسها بإحدى يديها فتكمد شقها الايمن " الكمدة: تغير اللون. يقال: أكمد الغسال الثوب إذا لم ينقه. (س) وفى حديث جبير بن مطعم " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعيد بن العاص فكمده بخرقة " التكميد: أن تسخن خرقة وتوضع على العضو
[ 200 ]
الوجع، ويتابع ذلك مرة بعد مرة ليسكن، وتلك الخرقة: الكمادة والكماد. * ومنه حديث عائشة " الكماد مكان الكى " أي أنه يبدل منه ويسد مسده. وهو أسهل وأهون. * (كمس) * * في حديث قس [ في ] (1) تمجيد الله تعالى " ليس له كيفية ولا كيموسية " الكيموسية: عبارة عن الحاجة إلى الطعام والغذاء. والكيموس في عبارة الاطباء: هو الطعام إذا انهضم في المعدة قبل أن ينصرف عنها ويصير دما، ويسمونه أيضا: الكيلوس. * (كمش) * (ه) في حديث موسى وشعيب عليهما السلام " ليس فيها فشوش ولا كموش " الكموش: الصغيرة الضرع، سميت بذلك لانكماش ضرعها، وهو تقلصه. وانكمش في هذا الامر: أي تشمر وجد. * ومنه حديث على " بادر من وجل، وأكمش في مهل ". * ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج " فاخرج إليهما كميش الازار " أي مشمرا جادا. * (كمع) * (ه) فيه " أنه نهى عن المكامعة " هو أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد، لا حاجز بينهما. والكميع: الضجيع، وزوج المرأة كميعها. * (كمكم) * (ه) في حديث عمر " أنه رأى جارية متكمكمة فسأل عنها " كمكمت الشئ، إذا أخفيته. وتكمكم في ثوبه: تلفف فيه. وقيل: أراد متكممة، من الكمة: القلنسوة، شبه قناعها بها. * (كمم) * * فيه " كانت كمام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطحا " وفى رواية " أكمة " هما جمع كثرة وقلة للكمة: القلنسوة، يعنى أنها كانت منبطحة غير منتصبة. [ ه ] وفى حديث النعمان بن مقرن " فليثب الرجال إلى أكمة خيولها " أراد مخالبها التى علقت في رؤوسها، واحدها: كمام، وهو من كمام البعير الذى يكم به فمه، لئلا يعض. * وفيه " حتى بيبس في أكمامه " جمع: كم، بالكسر. وهو غلاف الثمر والحب قبل أن يظهر. والكم، بالضم: ردن القميص. (1) من ا، واللسان.
[ 201 ]
* (كمن) * (ه) فيه " فإنهما يكمنان الابصار " أو " يكمهان " الكمنة: ورم في الاجفان. وقيل: يبس. وحمرة. وقيل: قرح في المآقى. (س) وفيه " جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فكمنا في بعض حرار المدينة " أي استترا واستخفيا. * ومنه " الكمين " في الحرب. والحرار: جمع حرة، وهى الارض ذات الحجارة السود. * (كمه) * [ ه ] فيه " فإنهما يكمهان الابصار " الكمه: العمى. وقد كمه يكمه فهو أكمه، إذا عمى. وقيل: هو الذى يولد أعمى. * (كما) * (ه) فيه " أنه مر على أبواب دور مستفلة (1) فقال: اكموها " وفى رواية " أكيموها " أي استروها لئلا تقع عيون الناس عليها. والكمو: الستر. وأما " أكيموها " فمعناه ارفعوها لئلا يهجم السيل عليها، مأخوذ من الكومة، وهى الرملة المشرفة. (ه) وفى حديث حذيفة " للدابة ثلاث خرجات ثم تنكمى (2) " أي تستتر. * ومنه " قيل للشجاع: كمى " لانه استتر بالدرع. والدابة: هي دابة الارض التى هي من أشراط الساعة. * ومنه حديث أبى اليسر " فجئته فانكمى منى ثم ظهر ". وقد تكرر ذكر " الكمى " في الحديث، وجمعه: كماة. * وفيه " من حلف بملة غير ملة الاسلام كاذبا فهو كما قال " هو أن يقول الانسان في يمينه: إن كان كذا وكذا فأنا كافر، أو يهودى، أو نصراني، أو برئ من الاسلام، ويكون كاذبا في قوله، فإنه يصير إلى ما قاله من الكفر وغيره. (1) في الهروي، والفائق 2 / 428: " متسفلة ". (2) في الهروي: " تتكمى ".
[ 202 ]
وهذا وإن كان ينعقد به يمين (1) عند أبى حنيفة، فإنه لا يوجب فيه إلا كفارة اليمين. وأما الشافعي فلا يعده يمينا، ولا كفارة فيه عنده. * وفى حديث الرؤية " فإنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر " قد يخيل إلى بعض السامعين أن الكاف كاف التشبيه للمرئى، وإنما هي للرؤية، وهى فعل الرائى. ومعناه: أنكم ترون ربكم رؤية ينزاح معها الشك، كرؤيتكم القمر ليلة البدر، لا ترتابون فيه ولا تمترون. وهذا الحديث والذى قبله ليس هذا موضعهما، لان الكاف زائدة على " ما "، وإنما ذكرناهما لاجل لفظهما. * (باب الكاف مع النون) * * (كنب) * * في حديث سعد " رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أكنبت يداه، فقال له: أكنبت يداك ؟ فقال: أعالج بالمر والمسحاة، فأخذ بيده وقال: هذه لا تمسها النار أبدا " أكنبت اليد: إذا ثخنت وغلظ جلدها وتعجر من معاناة الاشياء الشاقة. * (كنت) * (ه) فيه " أنه دخل المسجد وعامة أهله الكنتيون " هم الشيوخ. ويرد مبينا في الكاف والواو. * (كنر) * * في صفته عليه الصلاة والسلام في التوراة " بعثتك تمحو المعازف والكنارات " هي بالفتح والكسر: العيدان. وقيل: البرابط. وقيل: الطنبور. وقال الحربى: كان ينبغى أن يقال " الكرانات " فقدمت النون على الراء. قال: وأظن " الكران " فارسيا معربا. وسمعت أبا نصر يقول: الكرينة: الضاربة بالعود، سميت به لضربها بالكران. وقال أبو سعيد الضرير: أحسبها بالباء، جمع كبار، وكبار: جمع كبر، وهو الطبل، كجمل وجمال وجمالات. (1) في ا: " تنعقد به اليمين ".
[ 203 ]
* ومنه حديث على " أمرنا بكسر الكوبة والكنارة والشياع ". * ومنه حديث عبد الله بن عمرو " إن الله أنزل الحق ليبدل به المزاهر والكنارات ". (س) وفى حديث معاذ " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الكنار " هو شقة الكتان. كذا ذكره أبو موسى. * (كنز) * * فيه " كل مال أديت زكاته فليس بكنز ". وفى حديث آخر " كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز " الكنز في الاصل: المال المدفون تحت الارض، فإذا أخرج منه الواجب عليه لم يبق كنزا وإن كان مكنوزا، وهو حكم شرعى، تجوز فيه عن الاصل. * ومنه حديث أبى ذر " بشر الكنازين برصف من جهنم " هم جمع: كناز، وهو المبالغ في كنز الذهب والفضة، وادخارهما وترك إنفاقهما في أبواب البر. * ومنه قوله " لا حول ولاقوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة " أي أجرها مدخر لقائلها والمتصف بها، كما يدخر الكنز. (س) وفى شعر حميد بن ثور: * فحمل الهم (1) كنازا جلعدا * الكناز: المجتمع اللحم القويه. وكل مجتمع مكتنز. ويروى باللام. وقد تقدم. * (كنس) * * فيه " أنه كان يقرأ في الصلاة بالجوارى الكنس " الجوارى: الكواكب السيارة. والكنس: جمع كانس، وهى التى تغيب، من كنس الظبى، إذا تغيب واستتر في كناسه، وهو الموضع الذى يأوى إليه. (س) ومنه حديث زياد " ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب " المكانس: جمع مكنس، مفعل من الكناس. والمعنى: استتروا في مواضع الريبة. (س) وفى حديث كعب " أول من لبس القباء سليمان عليه السلام، لانه كان إذا أدخل الرأس للبس الثياب كنست الشياطين استهزاء " يقال: كنس أنفه، إذا حركه مستهزئا، وروى: (1) انظر حواشى صفحة 196.
[ 204 ]
* (كنصت) * بالصاد. يقال: كنص في وجه فلان إذا استهزأ به. * (كنع) * (س ه) فيه " اعوذ بالله من الكنوع " هو الدنو من الذل والتخضع للسؤال. يقال: كنع كنوعا، إذا قرب ودنا. (ه) ومنه الحديث " أن امرأة جاءت تحمل صبيا به جنون، فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحلة ثم اكتنع لها " (1) أي دنا منها. وهو افتعل، من الكنوع. * وفيه " إن المشركين يوم أحد لما قربوا من المدينة كنعوا عنها " أي أحجموا من الدخول إليها. يقال: كنع يكنع كنوعا، إذا جبن وهرب، وإذا عدل. [ ه ] ومنه حديث أبى بكر " أتت قافلة من الحجاز فلما بلغوا المدينة كنعوا عنها ". (س) وفى حديث عمر " أنه قال عن طلحة لما عرض عليه للخلافة: الاكنع، إن فيه نخوة وكبرا " الاكنع: الاشل. وقد كنعت أصابعه كنعا، إذا تشنجت ويبست، وقد كانت يده أصيبت يوم أحد، لما وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشلت. (س) ومنه حديث خالد " لما انتهى إلى العزى ليقطعها قال له سادنها: إنها قاتلتك، إنها مكنعتك " أي مقبضة يديك ومشلتهما. (س) ومنه حديث الاحنف " كل أمر ذى بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أكنع " أي ناقص أبتر. والمكنع: الذى قطعت يداه. * (كنف) * (ه) فيه " إنه توضأ فأدخل يداه في الاناء فكنفها وضرب بالماء وجهه " أي جمعها وجعلها كالكنف، وهو الوعاء. (س) ومنه حديث عمر " أنه أعطى عياضا كنف الراعى " أي وعاءه الذى يجعل فيه آلته. * ومنه حديث ابن عمرو وزوجته " لم يفتش لنا كنفا " أي لم يدخل يده معها، كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أمرها. (1) في الهروي والفائق 2 / 431: " إليها ".
[ 205 ]
وأكثر ما يروى بفتح الكاف و النون، من الكنف، وهو الجانب، تعنى أنه لم يقربها. (س) ومنه حديث عمر " أنه قال لابن مسعود: كنيف ملئ علما " هو تصغير تعظيم للكنف، كقول الحباب بن المنذر: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب. (س) وفيه " يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه " أي يستره. وقيل: يرحمه ويلطف به. والكنف بالتحريك: الجانب والناحية. وهذا تمثيل لجعله تحت ظل رحمته يوم القيامة. (س) ومنه حديث أبى وائل " نشر الله كنفه على المسلم يوم القيامة هكذا، وتعطف بيده وكمه " وجمع الكنف: أكناف. (س) ومنه حديث جرير " قال له: أين منزلك ؟ قال [ له ] (1): بأ كناف بيشة " أي نواحيها. * وفى حديث الافك " ما كشفت من كنف أنثى " يجوز أن يكون بالكسر من الاول، وبالفتح من الثاني. * ومنه حديث على " لا تكن للمسلمين كانفة " أي ساترة. والهاء للمبالغة. * وحديث الدعاء " مضوا على شاكلتهم مكآنفين " أي يكنف بعضهم بعضا. * وحديث يحيى بن يعمر " فاكتنفته أنا وصاحبى " أي أحطنا به من جانبيه. * ومنه الحديث " والناس كنفيه " وفى رواية " كنفتيه ". * وحديث عمر " فتكنفه الناس ". (س) وفى حديث أبى بكر حين استخلف عمر " أنه أشرف من كنيف فكلمهم " أي من سترة. وكل ماستر من بناء أو حظيرة، فهو كنيف. (س) ومنه حديث كعب بن مالك وابن الاكوع: * تبيت بين الزرب والكنيف * (1) سقط من ا، واللسان.
[ 206 ]
أي الموضع الذى يكنفها ويسترها. * وفى حديث عائشة " شققن أكنف مروطهن فاختمرن به " أي أسترها وأصفقها. ويروى بالثاء المثلثة. وقد تقدم. * وفى حديث أبى ذر " قال له رجل: ألا أكون لك صاحبا أكنف راعيك وأقتبس منك " أي أعينه وأكون إلى جانبه، أو أجعله في كنف. وكنفت الرجل، إذا قمت (1) بأمره وجعلته في كنفك. * وفى حديث النخعي " لا يؤخذ في الصدقة كنوف " هي الشاة القاصية التى لا تمشى مع الغنم. ولعله أراد لاتعابها المصدق باعتزالها عن الغنم، فهى كالمشيعة المنهى عنها في الاضاحي. وقيل: ناقة كنوف: إذا أصابها البرد، فهى تستتر بالابل. * (كنن) * * في حديث الاستسقاء " فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك " الكن: ما يرد الحر والبرد من الابنية والمساكن. وقد كننته أكنه كنا، والاسم: الكن. (س) ومنه الحديث " على ما استكن " أي استتر. (س) وفى حديث أبى " أنه قال لعمر والعباس وقد استأذنا عليه: إن كنتكما كانت ترجلنى " الكنه: امرأة الابن وامرأة الاخ، أراد امرأته، فسماها كنتهما، لانه أخوهما في الاسلام. * ومنه حديث ابن عباس " فجاء يتعاهد كنته " أي امرأة ابنه. * (كنه) * (س) فيه " من قتل معاهدا في غير كنهه " كنه الامر: حقيقته. وقيل: وقته وقدره. وقيل: غايته. يعنى من قتله في غير وقته أو غاية أمره الذى يجوز فيه قتله. * ومنه الحديث " لا تسأل (2) المرأة طلاقها في غير كنهه " أي في غير أن تبلغ من الاذى إلى الغاية التى تعذر في سؤال الطلاق معها. * (كنهور) * * في حديث على " وميضه في كنهور ربابه " الكنهور: العظيم من (1) في الاصل: " أقمت " والتصحيح من ا. (2) ضبط في الاصل بضم اللام. وضبطته بالكسر من ا، واللسان.
[ 207 ]
السحاب. والرباب: الابيض منه. والنون والواو زائدتان. * (كنا) * (س) فيه " إن للرؤيا كنى، ولها أسماء، فكنوها بكناها، واعتبروها بأسمائها " الكنى: جمع كنية، من قولك: كنيت عن الامر وكنوت عنه، إذا وريت عنه بغيره. أراد: مثلوا لها مثالا إذا عبرتموها. وهى التى يضربها ملك الرؤيا للرجل في منامه، لانه يكنى بها عن أعيان الامور، كقولهم في تعبير النخل: إنها رجال ذوو أحساب من العرب، وفى الجوز: إنها رجال من العجم، لان النخل أكثر ما يكون في بلاد العرب،، والجوز أكثر ما يكون في بلاد العجم. وقوله " فاعتبروها بأسمائها ": أي اجعلوا أسماء ما يرى في المنام عبرة وقياسا، كأن رأى رجلا يسمى سالما فأوله بالسلامة، وغانما فأوله بالغنيمة. * وفى حديث بعضهم " رأيت علجا يوم القادسية وقد تكنى وتحجى " أي تستر، من كنى عنه، إذا ورى، أو من الكنية، كأنه ذكر كنيته عند الحرب ليعرف، وهو من شعار المبارزين في الحرب. يقول أحدهم: أنا فلان، وأنا أبو فلان. * ومنه الحديث " خذها منى وأنا الغلام الغفاري ". وقول على: " أنا أبو حسن القرم ". * (باب الكاف مع الواو) * * (كوب) * (ه) فيه " إن الله حرم الخمر والكوبة " هي النرد. وقيل: الطبل. وقيل: البربط. (س) ومنه حديث على " أمرنا بكسر الكوبة والكنارة والشياع ". " كوث " (س) في حديث على " قال له رجل: أخبرني يا أمير المؤمنين عن أصلكم معاشر قريش، فقال: نحن قوم من كوثى " أراد كوثى العراق، وهى سرة السواد، وبها ولد إبراهيم الخليل، عليه الصلاة والسلام. * وفى حديثه الآخر " من كان سائلا عن نسبنا فإنا قوم من كوثى " وهذا منه تبرؤ من
[ 208 ]
الفخر بالانساب، وتحقيق لقوله تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". وقيل: أراد كوثى مكة، وهى محلة عبد الدار. والاول أوجه، ويشهد له: (س) حديث ابن عباس " نحن معاشر قريش حى من النبط من أهل كوثى " والنبط من أهل العراق. * ومنه حديث مجاهد " إن من أسماء مكة كوثى ". * (كوثر) * (س) فيه " أعطيت الكوثر " وهو نهر في الجنة. قد تكرر ذكره في الحديث، وهو فوعل من الكثرة، والواو زائدة، ومعناه: الخير الكثير. وجاء في التفسير: أن الكوثر: القرآن والنبوة، والكوثر في غير هذا: الرجل الكثير العطاء. * (كودن) * * في حديث عمر " إن الخيل أغارت بالشام فأدركت العراب من يومها، وأدركت الكوادن ضحى الغد " هي البراذين الهجن. وقيل: الخيل التركية، واحدها كودن. والكودنة في المشى: البطء. * (كوذ) * (س) فيه " أنه ادهن بالكاذى " قيل: هو شجر طيب الريح يطيب به الدهن، منبته ببلاد عمان، وألفه منقلبة عن واو. كذا ذكره أبو موسى. * (كور) * (ه) فيه " أنه كان يتعوذ من الحور بعد الكور " أي من النقصان بعد الزيادة. وكأنه من تكوير العمامة: وهو لفها وجمعها. ويروى بالنون. * وفى صفة زرع الجنة " فيبادر الطرف نباته واستحصاده وتكويره " أي جمعه وإلقاؤه. (س) ومنه حديث أبى هريرة " يجاء بالشمس والقمر ثورين (1) يكوران في النار يوم القيامة " أي يلفان ويجمعان ويلقيان فيها. والرواية " ثورين " بالثاء، كأنهما يمسخان. وقد روى بالنون، وهو تصحيف. * وفى حديث طهفة " بأكوار الميس، ترتمى بنا العيس " الاكوار: جمع كور، بالضم، وهو رحل الناقة بأداته، وهو كالسرج وآلته للفرس. (1) في الاصل: " نورين " تصحيف، كما أشار المصنف.
[ 209 ]
وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا. وكثير من الناس يفتح الكاف، وهو خطأ. (س) وفى حديث على " ليس فيما تخرج أكوار النحل صدقة " واحدها: كور، بالضم، وهو بيت النحل والزنابير، والكوار والكوارة: شئ يتخذ من القضبان للنحل يعسل فيه، أراد: أنه ليس في العسل صدقة. * (كوز) * (ه) في حديث الحسن " كان ملك من ملوك هذه القرية يرى الغلام من غلمانه يأتي الحب فيكتاز منه، ثم يجرجر قائما فيقول: يا ليتني مثلك، يالها نعمة تؤكل (1) لذة وتخرج سرحا " يكتاز: أي يغترف بالكوز. وكان بهذا الملك أسر، وهو احتباس بوله، فتمنى حال غلامه. * (كوس) * (ه) في حديث سالم بن [ عبد الله بن ] (2) عمر " أنه كان جالسا عند الحجاج، فقال: ماندمت على شئ ندمى على ألا أكون قتلت ابن عمر، فقال له سالم: أما والله لو فعلت ذلك لكوسك الله في النار أعلاك أسفلك " أي لكبك الله فيها، وجعل أعلاك أسفلك، وهو كقولهم: كلمته فاه إلى في، في وقوعه موقع الحال. (س) وفى حديث قتادة، ذكر أصحاب الايكة فقال: " كانوا أصحاب شجر متكاوس " أي ملتف متراكب. ويروى " متكادس " وهو بمعناه. * (كوع) * (ه) في حديث ابن عمر " بعث به أبوه إلى خيبر فقاسمهم (3) الثمرة فسحروه، فتكوعت أصابعه " الكوع بالتحريك: أن تعوج اليد من قبل الكوع، وهو رأس اليد مما يلى الابهام، والكرسوع: رأسه مما يلى الخنصر. يقال: كوعت (4) يده وتكوعت، وكوعه: أي صير أكواعه معوجة. وقد تكرر في الحديث. (1) هكذا في الاصل. وفى ا، واللسان " تأكل " وقد تقدم في مادة (سرح): " تشرب ". (2) تكملة من الفائق 2 / 435. (3) في الاصل، ا " وقاسمه " والتصحيح من اللسان، والهروى، والفائق 2 / 434. غير أن رواية اللسان: " وقاسمهم الثمرة " ورواية الهروي: " فقاسمهم التمر ". (4) ضبط في الاصل: " كوعت " وأثبت ضبط ك ا الهروي. قال صاحب القاموس: " كوع كفرح ". (27 - النهاية 4)
[ 210 ]
(س) وفى حديث سلمة بن الاكوع " ياثكلته أمه، أكوعه بكرة " (1) يعنى أنت الاكوع الذى كان قد تبعنا بكرة اليوم، لانه كان أول ما لحقهم صاح بهم " أنا ابن الاكوع، واليوم يوم الرضع " فلما عاد قال لهم هذا القول آخر النهار، قالوا: أنت الذى كنت معنا بكرة ؟ قال: نعم، أنا أكوعك بكرة. ورأيت الزمخشري قد ذكر الحديث هكذا " قال له المشركون: بكرة أكوعه (2) " يعنون أن سلمة بكر الاكوع أبيه. والمروى في الصحيحين ما ذكرناه أولا. * (كوف) * (س) في حديث سعد " لما أراد أن يبنى الكوفة قال: تكوفوا في هذا الموضع " أي اجتمعوا فيه، وبه سميت الكوفة. وقيل: كان اسمها قديما: كوفان. * (كوكب) * (س) فيه " دعا دعوة كوكبية " قيل: كوكبية: قرية ظلم عاملها (3) أهلها فدعوا عليه فلم يلبث أن مات، فصارت مثلا. (س) وفيه " أن عثمان دفن بحش كوكب " كوكب: اسم رجل أضيف إليه الحش وهو البستان. وكوكب أيضا: اسم فرس لرجل جاء يطوف عليه بالبيت فكتب فيه إلى عمر، فقال: امنعوه. * (كوم) * (ه) فيه " أعظم الصدقة رباط فرس في سبيل الله، لا يمنع كومه " الكوم بالفتح: الضراب. وقد كام الفرس أنثاه كوما. وأصل الكوم: من الارتفاع والعلو. (1) أكوعه، برفع العين، أي أنت الاكوع الذى كنت بكرة هذا النهار. وبكرة: منصوب غير منون. قال الامام النووي: " قال أهل العربية: يقال: أتيته بكرة، بالتنوين، إذا أردت أنك لقيته باكرا في يوم غير معين. قالوا: وإن أردت بكرة يوم بعينه قلت: أتيته بكرة، غير مصروف لانها من الظروف غير المتمكنة " شرح النووي على مسلم (باب غزوة ذى قرد من كتاب الجهاد والسير) 12 / 181. (2) لم يرد هذا القول في الفائق 1 / 588 والضبط المثبت من: ا (3) وكان عاملا لابن الزبير. كما في معجم البلدان لياقوت 7 / 301
[ 211 ]
(ه) ومنه الحديث " إن قوما من الموحدين يحبسون يوم القيامة على الكوم إلى أن يهذبوا " هي بالفتح: المواضع المشرفة، واحدها: كومة. ويهذبوا: أي ينقوا من المآثم. * ومنه الحديث " يجئ (1) يوم القيامة على كوم فوق الناس ". * ومنه حديث الحث على الصدقة " حتى رأيت كومين من طعام وثياب ". (س) وحديث على " أنه أتى بالمال فكوم كومة من ذهب، وكومة من فضة، وقال: يا حمراء احمرى، ويابيضاء ابيضى، غرى غيرى، هذا جناى وخياره فيه، إذ كل جان يده إلى فيه " أي جمع من كل واحد منهما صبرة ورفعها وعلاها. وبعضهم يضم الكاف. وقيل: هو بالضم اسم لما كوم، وبالفتح اسم للفعلة الواحدة. (ه) وفيه " أنه رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء " أي مشرفة السنام عاليته. * ومنه الحديث " فيأتى منه بناقتين كوماوين " قلب الهمزة في التثنية واوا. * وفيه ذكر " كوم علقام " وفى رواية " كوم علقماء " هو بضم الكاف: موضع بأسفل ديار مصر. * (كون) * (س) فيه " من رأني في المنام فقد رأني، فإن الشيطان لا يتكوننى " وفى رواية " لا يتكون في صورتي " أي يتشبه بى ويتصور بصورتي. وحقيقته: يصير كائنا في صورتي. * وفيه " أعوذ بك من الحور بعد الكون " الكون: مصدر " كان " التامة. يقال: كان يكون كونا: أي وجد واستقر: أي أعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات. ويروى بالراء. وقد تقدم. * وفى حديث توبة كعب " رأى رجلا يزول به السراب، فقال: كن أبا خيثمة " أي صر: يقال للرجل يرى من بعيد: كن فلانا، أي أنت فلان، أو هو فلان. (1) في ا: " نجئ ".
[ 212 ]
(ه) ومنه حديث عمر " أنه دخل المسجد فرأى رجلا بذ الهيأة، فقال: كن أبا مسلم " يعنى الخولانى. * وفيه " أنه دخل المسجد وعامة أهله الكنتيون " هم الشيوخ الذين يقولون: كنا كذا، وكان كذا، وكنت كذا. فكأنه منسوب إلى كنت. يقال: كأنك والله قد كنت وصرت إلى كان وكنت: أي صرت إلى أن يقال عنك: كان فلان، أو يقال لك في حال الهرم: كنت مرة كذا، وكنت مرة كذا. * (كوى) * (ه) فيه " أنه كوى سعد بن معاذ لينقطع دم جرحه " الكى بالنار من العلاج المعروف في كثير من الامراض. وقد جاء في أحاديث كثيرة النهى عن الكى، فقيل: إنما نهى عنه من أجل أنهم كانوا يعظمون أمره، ويرون أنه يحسم الداء، وإذا لم يكو العضو عطب وبطل، فنهاهم إذا كان على هذا الوجه، وأباحه إذا جعل سببا للشفاء لا علة له، فإن الله هو الذى يبرئه ويشفيه، لا الكى والدواء. وهذا أمر تكثر فيه شكوك الناس، يقولون: لو شرب الدواء لم يمت، ولو أقام ببلده لم يقتل. وقيل: يحتمل أن يكون نهيه عن الكى إذا استعمل على سبيل الاحتراز من حدوث المرض وقبل الحاجة إليه، وذلك مكروه، وإنما أبيح للتداوي والعلاج عند الحاجة. ويجوز أن يكون النهى عنه من قبيل التوكل، كقوله: " هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون " والتوكل درجة أخرى غير الجواز. والله أعلم. (ه) وفى حديث ابن عمر " إنى لاغتسل قبل امرأتي ثم أتكوى بها " أي أستدفى بحر جسمها، وأصله من الكى. * (باب الكاف مع الهاء) * * (كهر) * (ه) في حديث معاوية بن الحكم السلمى " فبأبي هو وأمى، ما ضربني ولا شتمنى ولا كهرنى " الكهر: الانتهار. وقد كهره ويكهره، إذا زبره واستقبله بوجه عبوس.
[ 213 ]
* وفى حديث المسعى " أنهم كانوا لا يدعون عنه ولا يكهرون " هكذا يروى في كتب الغريب، وبعض طرق مسلم. والذى جاء في الاكثر (1) " يكرهون " بتقديم الراء، من الاكراه. * (كهكه) * (ه) في حديث الحجاج " أنه كان قصيرا أصعر (2) كهاكها (3) " هو الذى إذا نظرت إليه رأيته كأنه يضحك، وليس بضاحك، من الكهكهة: القهقهة. * (كهل (4)) * (ه) في فضل أبى بكر وعمر " هذان سيدا كهول أهل الجنة " وفى رواية " كهول الاولين والآخرين " الكهل من الرجال: من زاد على ثلاثين سنة إلى الاربعين. وقيل: من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين. وقد اكتهل لرجل وكاهل، إذا بلغ الكهولة فصار كهلا. وقيل: أراد بالكهل هاهنا الحليم العاقل: أي أن الله يدخل أهل الجنة الجنة حلماء عقلاء. [ ه ] وفيه " أن رجلا سأله الجهاد معه، فقال: هل في أهلك من كاهل " يروى بكسر الهاء على أنه اسم، وبفتحها على أنه فعل، بوزن ضارب، وضارب، وهما من الكهولة: أي هل فيهم من أسن وصار كهلا ؟ كذا قال أبو عبيد. ورده (5) عليه أبو سعيد الضرير، وقال: قد يخلف الرجل في أهله كهل وغير كهل. (1) انظر شرح النووي على مسلم (باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة. من كتاب الحج) 9 / 12. (2) في ا: " أصغر " وفى اللسان، نقلا عن الهروي: " أصفر " وعن ابن الاثير: " أصعر " والمثبت في الاصل، وهو الصواب. وانظر ص 31 من الجزء الثالث. (3) في الهروي: " كهاهة " وفى اللسان نقلا عن الهروي: " كهاكهة ". (4) وضعت المواد في الاصل، ا هكذا (كهر. كهل. كهول. كهكه. كهم. كهن) وقد رتبتها على طريقة المصنف في إيراد المواد على ظاهر لفظها. وهى الطريقة التى شاعت في الكتاب كله. (5) في ا: " ورد ".
[ 214 ]
وقال الازهرى: سمعت العرب تقول: فلان كاهل بنى فلان: أي عمدتهم في الملمات وسندهم (1) في المهمات. ويقولون: مضر كاهل العرب، وتميم كاهل مضر. وهو مأخوذ من كاهل البعير (2)، وهو مقدم ظهره، وهو الذى يكون عليه المحمل. وإنما أراد بقوله: هل في أهلك من تعتمد عليه في القيام بأمر من تخلف من صغار ولدك ؟ لئلا يضيعوا، ألاتراه قال له: " ماهم إلا أصيبية (3) صغار "، فأجابه وقال: " ففيهم فجاهد ". وأنكر أبو سعيد الكاهل، وزعم أن العرب تقول للذى يخلف الرجل في أهله وماله: كاهن، بالنون. وقد كهنه يكهنه كهونا. فإما أن تكون اللام مبدلة من النون، أو أخطأ السامع فظن أنه باللام. (س) وفى كتابه إلى اليمن في أوقات الصلاة " والعشاء إذا غاب الشفق إلى أن تذهب كواهل الليل " أي أوائله إلى أوساطه، تشبيها لليل بالابل السائرة التى تتقدم أعناقها وهواديها. ويتبعها أعجازها وتواليها. والكواهل: جمع كاهل وهو مقدم أعلى الظهر. * ومنه حديث عائشة " وقرر الرؤوس على كواهلها " أي أثبتها في أماكنها، كأنها كانت مشفية على الذهاب والهلاك. * (كهم) * (س) في حديث أسامة " فجعل يتكهم بهم " التكهم: التعرض للشر والاقتحام فيه. وربما يجرى مجرى السخرية، ولعله - إن كان محفوظا - مقلوب من التهكم، وهو الاستهزاء. (س) وفى مقتل أبى جهل " إن سيفك كهام " أي كليل لا يقطع. * (كهن) (س) فيه " نهى عن حلوان الكاهن " الكاهن: الذى يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعى معرفة الاسرار. وقد كان في العرب كهنة، كشق، وسطيح، وغيرهما، فمنهم من كان يزعم أن له تابعا من الجن ورئيا يلقى إليه الاخبار، ومنهم من (1) في الهروي: " وسيدهم ". (2) في الهروي، واللسان " الظهر ". (3) في الهروي: " صبية ".
[ 215 ]
كان يزعم أنه يعرف الامور بمقدمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله، وهذا يخصونه باسم العراف، كالذى يدعى معرفة الشئ المسروق، ومكان الضالة ونحوهما. * والحديث الذى فيه " من أتى كاهنا " قد يشتمل على إتيان الكاهن والعراف والمنجم. وجمع الكاهن: كهنة وكهان. * ومنه حديث الجنين " إنما هذا إخوان الكهان " إنما قال له ذلك من أجل سجعه الذى سجع، ولم يعبه بمجرد السجع دون ما تضمن سجعه من الباطل، فإنه قال: كيف ندى من لا أكل ولاشرب ولا استهل، ومثل ذلك يطل. وإنما ضرب المثل بالكهان، لانهم كانوا يروجون أقاويلهم الباطلة بأسجاع تروق السامعين، فيستميلون بها القلوب، ويستصغون إليها الاسماع. فأما إذا وضع السجع في مواضعه من الكلام فلا ذم فيه. وكيف يذم وقد جاء كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا. وقد تكرر ذكره في الحديث، مفردا وجمعا واسما وفعلا. * وفيه " أنه قال: يخرج من الكاهنين رجل يقرأ القرآن لا يقرأ أحد قراءته " قيل: أنه محمد بن كعب القرظى. وكان يقال لقريظة والنضير: الكاهنان، وهما قبيلا اليهود بالمدينة، وهم أهل كتاب وفهم وعلم، وكان محمد بن كعب من أولادهم. والعرب تسمى كل من يتعاطى علما دقيقا: كاهنا. ومنهم من كان يسمى المنجم والطبيب كاهنا. * (كهول) * [ ه ] في حديث عمرو " قال لمعاوية: أتيتك وأمرك كحق الكهول " هذه اللفظة قد اختلف فيها، فرواها الازهرى بفتح الكاف وضم الهاء، وقال: هي العنكبوت. ورواها الخطابى والزمخشري بسكون الهاء وفتح الكاف والواو، وقالا: هي العنكبوت. ولم يقيدها القتيبى. ويروى " كحق الكهدل " بالدال بدل الواو. وقال القتيبى: أما حق الكهدل فلم أسمع فيه شيئا ممن يوثق بعلمه، بلغني أنه بيت
[ 216 ]
العنكبوت. ويقال: إنه ثدى العجوز. وقيل: العجوز نفسها، وحقها: ثديها. وقيل غير ذلك. * (كهه) * (س) فيه " أن ملك الموت قال لموسى عليه السلام وهو يريد قبض روحه: كه في وجهى، ففعل فقبض روحه " أي افتح فاك وتنفس. يقال: كه يكه. وكه يا فلان: أي أخرج نفسك. ويروى " كه " بهاء واحدة مسكنة، بوزن خف، وهو من كاه يكاه، بهذا المعنى. * (كها) * (ه) في حديث ابن عباس " جاءته امرأة فقالت: في نفسي مسألة وأنا أكتهيك أن أشافهك بها، فقال: اكتبيها في بطاقة " (1) أي أجلك وأحتشمك، من قولهم للجبان: أكهى، وقد كهى يكهى، واكتهى، لان المحتشم تمنعه الهيبة عن الكلام. * (باب الكاف مع الياء) * * (كيت) * (س) فيه " بئس مالاحد كم أن يقول: نسيت أية كيت وكيت " هي كناية عن الامر، نحو كذا وكذا. قال أهل العربية: إن أصلها " كية " بالتشديد، والتاء فيها بدل من إحدى الياءين، والهاء التى في الاصل محذوفة. وقد تضم التاء وتكسر. * (كيح) * (س) في قصة يونس عليه السلام " فوجدوه في كيح يصلى " الكيح بالكسر، والكاح: سفح الجبل وسنده. * (كيد) * [ ه ] فيه " أنه دخل على سعد وهو يكيد بنفسه " أي يجود بها، يريد النزع والكيد: السوق. * ومنه حديث عمر " تخرج المرأة إلى أبيها يكيد بنفسه " أي عند نزع روحه وموته. (ه) وفى حديث ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوة كذا فرجع ولم يلق كيدا " أي حربا. * وفى حديث صلح نجران " إن عليهم عارية السلاح إن كان باليمن كيد ذات غدر " أي حرب، ولذلك أنها. (1) جاء في الهروي: " ويروى: " في نطاقة " الباء تبدل من النون " وانظر ص 136 من الجزء الاول.
[ 217 ]
(ه) وفى حديث عمرو بن (1) العاص " ما قولك في عقول كادها خالقها ؟ " وفى رواية " تلك عقول كادها بارئها " أي أرادها بسوء، يقال: كدت الرجل أكيده. والكيد: الاحتيال والاجتهاد، وبه سميت الحرب كيدا. (ه س) وفى حديث ابن عباس " نظر إلى جوار وقد كدن في الطريق، فأمر أن ينحين " أي حضن. يقال: كادت المرأة تكيد كيدا، إذا حاضت، والكيد أيضا: القئ. [ ه ] ومنه حديث الحسن " إذا بلغ الصائم الكيد أفطر ". * (كير) * * فيه " مثل الجليس السوء مثل الكير " الكير بالكسر: كير الحداد، وهو المبنى من الطين. وقيل: الزق الذى ينفح به النار، والمبنى: الكور. (ه) ومنه الحديث " المدينة كالكير تنفى خبثها وينصع طيبها " وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث المنافق " يكير في هذه مرة، وفى هذه مرة " أي يجرى. يقال: كار الفرس يكير، إذا جرى رافعا ذنبه. ويروى " يكبن " وقد تقدم. * (كيس) * * فيه " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " أي العاقل. وقد كاس يكيس كيسا. والكيس: العقل. [ ه ] ومنه الحديث " أي المؤمنين أكيس " أي أعقل. (ه) وفيه " فإذا قدمتم فالكيس الكيس " قيل: أراد الجماع (2) فجعل طلب الولد عقلا. (ه) وفى حديث جابر في رواية " أتراني إنما كستك لآخذ جملك " أي غلبتك بالكيس. يقال: كايسنى فكسته: أي كنت أكيس منه. * وفى حديث اغتسال المرأة مع الرجل " إذا كانت كيسة " أراد به حسن الادب في استعمال الماء مع الرجل. (1) الذى في الهروي: " وفى حديث عمر رضى الله عنه: وما قولك في عقول... " (2) عبارة الهروي: " قال ابن الاعرابي: الكيس: الجماع، والكيس: العقل. جعل طلب الولد عقلا ".
[ 218 ]
* ومنه الحديث على " وكان كيس الفعل " أي حسنه. والكيس في الامور يجرى مجرى الرفق فيها. * ومنه حديثه الآخر: * أما تراني كيسا مكيسا * المكيس: المعروف بالكيس. * وفيه " هذا من كيس أبى هريرة " أي مما عنده من العلم المقتنى في قلبه، كما يقتنى المال في الكيس. ورواه بعضهم بفتح الكاف: أي من فقهه وفطنته، لا من روايته. * (كيع) * (ه) فيه " مازالت قريش كاعة حتى مات أبو طالب " الكاعة: جمع كائع، وهو الجبان، كبائع وباعة. وقد كاع يكيع. ويروى بالتشديد. وقد تقدم. أراد أنهم كانوا يجبنون عن أذى النبي في حياته، فلما مات اجترأوا عليه. * (كيل) * (س [ ه ]) فيه " المكيال مكيال أهل المدينة، والميزان ميزان أهل مكة " قال أبو عبيد: هذا الحديث أصل لكل شئ من الكيل والوزن، وإنما يأتم الناس فيهما بهم، والذى يعرف به أصل الكيل والوزن أن كل ما لزمه اسم المختوم والقفيز والمكوك. الصاع والمد، فهو كيل، وكل ما لزمه اسم الارطال والامناء (1) والاواقى فهو وزن (2). وأصل التمر: الكيل، فلا يجوز (3) أن يباع وزنا بوزن، لانه إذا رد بعد الوزن إلى الكيل، لم يؤمن فيه التفاضل (4). وكل ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة مكيلا فلا يباع إلا بالكيل، وكل ما كان بهما موزونا فلا يباع إلا بالوزن، لئلا يدخله الربا بالتفاضل. (1) في الهروي: " والامنان " وقال صاحب المصباح: " المنا: الذى يكال به السمن وغيره... والتثنية منوان، والجمع أمناء: مثل سبب وأسباب. وفى لغة تميم: من، بالتشديد، والجمع أمنان، والتثنية منان، على لفظه ". (2) هذا آخر كلام عبيد. وما يأتي من كلام أبى منصور الازهرى. كما في الهروي. (3) عبارة الهروي: " ولا يجوز أن يباع رطلا برطل ولاوزنا بوزن ". (4) هذا آخر كلام أبى منصور الازهرى. كما في الهروي.
[ 219 ]
وهذا في كل نوع تتعلق به أحكام الشرع من حقوق الله تعالى، دون ما يتعامل الناس في بياعاتهم. فأما المكيال فهو الصاع الذى يتعلق به وجوب الزكاة، والكفارات، والنفقات، وغير ذلك، وهو مقدر بكيل أهل المدينة، دون غيرها من البلدان، لهذا الحديث. وهو مفعال من الكيل، والميم فيه للآلة. وأما الوزن فيريد به الذهب والفضة خاصة، لان حق الزكاة يتعلق بهما. ودرهم أهل مكة ستة دوانيق، ودراهم الاسلام المعدلة كل عشرة سبعة مثاقيل. وكان أهل المدينة يتعاملون بالدراهم، عند مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، بالعدد، فأرشدهم إلى وزن مكة. وأما الدنانير فكانت تحمل إلى العرب من الروم، إلى أن ضرب عبد الملك بن مروان الدينار في أيامه. وأما الارطال والامناء فللناس فيها عادات مختلفة في البلدان، وهم معاملون بها ومجزون عليها. (ه) وفى حديث عمر " أنه نهى عن المكايلة " وهى المقايسة بالقول، والفعل، والمراد المكافأة بالسوء وترك الاغضاء والاحتمال: أي تقول له وتفعل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك. وهى مفاعلة من الكيل. وقيل: أراد بها المقايسة في الدين، وترك العمل بالاثر. (س [ ه ]) وفيه " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقاتل العدو، فسأله سيفا يقاتل به، فقال: لعلك إن أعطيتك (1) أن تقوم في الكيول، فقال: لا " أي في مؤخر الصفوف، وهو فيعول، من كال الزند يكيل كيلا، إذا كبا ولم يخرج نارا، فشبه مؤخر الصفوف به، لان من كان فيه لا يقاتل. وقيل: الكيول: الجبان. والكيول: ما أشرف من الارض. يريد: تقوم فوقه فتنظر (2) ما يصنع غيرك. (1) عبارة الهروي: " لعلى إن أعطيتكه ". (2) في الفائق 2 / 439: " فتتبصر " (*)
[ 220 ]
حرف اللام * (باب اللام مع الهمزة) * * (لات) * * فيه " من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله " اللات: اسم صنم كان لثقيف بالطائف، والوقف عليه بالهاء. وبعضهم يقف عليه بالتاء، والاول أكثر. وإنما التاء في حال الوصل وبعضهم يشدد التاء. وليس هذا موضع اللات. وموضعه " ليه " وإنما ذكرناه هاهنا لاجل لفظه. وألفه منقلبة عن ياء، وليست همزة. وقوله " فليقل لا إله إلا الله " دليل على أن الحالف بهما، وبما كان في معناهما لا يلزمه كفارة اليمين، وإنما يلزمه الانابة والاستغفار. * (لام) * * فيه " لما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع لامته أتاه جبريل فأمره بالخروج إلى بنى قريظة " اللامة مهموزة: الدرع. وقيل: السلاح. لامة الحرب: أداته. وقد يترك الهمز تخفيفا. وقد تكررت في الحديث. [ ه ] ومنه حديث على " كان يحرض أصحابه ويقول: تجلببوا السكينة، وأكملوا اللوم " هو جمع (1) لامة، على غير قياس. فكأن واحده لؤمة (2). * وفى حديث جابر " أنه أمر الشجرتين فجاءتا، فلما كانتا بالمنصف لام بينهما ". يقال: لام ولاءم بين الشيئين، إذا جمع بينهما ووافق، وتلاءم الشيآن والتأما، بمعنى. * وفى حديث ابن أم مكتوم " لى قائد لا يلا ئمنى " أي يوافقني ويساعدني. وقد تخفف الهمزة فتصير ياء. (1) هذا من قول القتيبى كما في الهروي. (2) بعد هذا في الهروي: " واللؤمة أيضا: الحديدة التى يحرث بها ".
[ 221 ]
ويروى " يلاومنى " بالواو، ولا أصل له، وهو تحريف من الرواة، لان الملاومة مفاعلة من اللوم. * ومنه حديث أبى ذر " من لا يمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون " هكذا يروى بالياء، منقلبة عن الهمزة. والاصل: لاءمكم. * (لالا) * (ه) في في صفته عليه الصلاة والسلام " يتلالا وجهه تلالؤ القمر " أي يشرق ويستنير، مأخوذ من اللؤلؤ. * (لاواء) * * فيه " من كان له ثلاث بنات فصبر على لاوائهن كن له حجابا من النار " اللاواء: الشدة وضيق المعيشة. * ومنه الحديث " قال له: ألست تحزن ؟ ألست تصيبك اللاواء ؟ ". [ ه ] والحديث الآخر " من صبر على لاواء المدينة ". * (لاى) * * في حديث أم أيمن " فبلاى ما استغفر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي بعد مشقة وجهد وإبطاء. (ه) ومنه حديث عائشة وهجرتها ابن الزبير " فبلاى ما كلمته ". (ه) وفى حديث أبى هريرة " يجى من قبل المشرق قوم وصفهم، ثم قال: والراوية يومئذ يستقى عليها أحب إلى من لاء وشاء " قال القتيبى: هكذا رواه نقلة الحديث " لاء " بوزن ماء، وإنما هو " الآء " بوزن العاع (1)، وهى الثيران، واحدها " لاى " بوزن قفا، وجمعه أقفاء، يريد: بعير يستقى عليه يومئذ خير من اقتناء البقر والغنم، كأنه أراد الزراعة، لان أكثر من يقتنى الثيران والغنم الزراعون. * (باب اللام مع الباء) * * (لبأ) * (س) في حديث ولادة الحسن بن على " وألبأه بريقه " أي صب ريقه في فيه، كما يصب اللبأ في (2) فم الصبى، وهو أول ما يحلب عند الولادة. ولبأت الشاة ولدها: أرضعته اللبأ، وألبأت السخلة، أرضعتها اللبأ. (1) في الهروي: " ألعاء ". (2) بوزن عنب. كما في المصباح.
[ 222 ]
(ه) ومنه حديث بعض الصحابة " أنه مر بأنصارى يغرس نخلا، فقال: يا ابن أخى، إن بلغك أن الدجال قد خرج فلا يمنعنك من أن تلبأها " أي لا يمنعنك خروجه عن غرسها وسقيها أول سقية، مأخوذ من اللبأ. * (لبب) * (ه) في حديث الاهلال بالحج " لبيك اللهم لبيك " هو من التلبية، وهى إجابة المنادى: أي إجابتى لك يا رب، وهو مأخوذ من لب بالمكان وألب [ به ] (1) إذا أقام به، وألب على كذا، إذا لم يفارقه، ولم يستعمل إلا على لفظ التثنية في معنى التكرير: أي إجابة بعد إجابة. وهو منصوب على المصدر بعامل لا يظهر، كأنك قلت: ألب إلبابا بعد إلباب. والتلبية من لبيك كالتهليل من لا إله إلا الله. وقيل: معناه اتجاهى وقصدي يا رب إليك، من قولهم: دارى تلب دارك: أي تواجهها. وقيل: معناه إخلاصى لك، من قولهم: حسب لباب، إذا كان خالصا محضا. ومنه لب الطعام ولبابه (2). (س) ومنه حديث علقمة " أنه قال للاسود: يا أبا عمرو، قال: لبيك، قال: لبى يديك " قال الخطابى: معناه سلمت يداك وصحتا. وإنما ترك الاعراب في قوله " يديك "، وكان حقه أن يقول " يداك " لتزدوج يديك بلبيك. وقال الزمخشري: " فمعنى لبى يديك: أي أطيعك، وأتصرف بإرادتك، وأكون كالشئ الذى تصرفه بيديك كيف شئت ". (ه) وفيه " إن الله منع منى بنى مدلج، لصلتهم (3) الرحم، وطعنهم في ألباب الابل " (1) زيادة من الهروي. (2) زاد الهروي من معانيها، قال: " والثالث: محبتى لك يا رب. من قول العرب: امرأة لبة، إذا كانت محبة لولدها عاطفة عليه. ومنه قول الشاعر: * وكنتم كأم لبة ظعن ابنها * (3) رواية الهروي: " إن الله منع من بنى مدلج بصلتهم... ".
[ 223 ]
وروى " لبات الابل " الالباب (1): جمع لب، ولب كل شئ: خالصه، أراد خالص إبلهم وكرائمها. وقيل: هو جمع لبب، وهو المنحر من كل شئ، وبه سمى لبب السرج. وأما اللبات فهى جمع لبة، وهى الهزمة التى فوق الصدر، وفيها تنحر الابل. * ومنه الحديث " أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة ! " وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه " إنا حى من مذحج، عباب سلفها، ولباب شرفها " اللباب: الخالص من كل شئ، كاللب. (ه) وفيه " أنه (2) صلى في ثوب واحد متلببا به " أي متحزما به عند صدره. يقال: تلبب بثوبه، إذا جمعه عليه. (ه) ومنه الحديث " أن رجلا خاصم أباه عنده فأمر به فلب له " يقال: لببت الرجل ولببته، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به. وأخذت بتلبيب فلان، إذا جمعت عليه ثوبه الذى هو لابسه وقبضت عليه تجره. والتلبيب: مجمع مافى موضع اللبب من ثياب الرجل. * ومنه الحديث " أنه أمر بإخراج المنافقين من المسجد، فقام أبو أيوب إلى رافع بن وديعة فلببه بردائه، ثم نتره نترا شديدا " وقد تكرر في الحديث. (ه س) وفى حديث صفية أم الزبير " أضربه (3) كى يلب " أي يصير ذالب، واللب: العقل، وجمعه: ألباب. يقال: لب يلب مثل عض يعض، أي صار لبيبا. هذه لغة أهل الحجاز، وأهل نجد يقولون: لب يلب، بوزن فر يفر. ويقال: لبب الرجل بالكسر، يلب بالفتح: أي صار ذالب. وحكى: لبب بالضم، وهو نادر، ولا نظير له في المضاعف. (س) وفى حديث ابن عمرو " أنه أتى الطائف فإذا هو يرى التيوس تلب - أو تنب - على الغنم ". هو حكاية صوت التيوس عند السفاد. يقال: لب يلب، كفر يفر. (1) هذا من شرح أبى عبيد، كما في الهروي. (2) أخرجه الهروي من حديث عمر رضى الله عنه. وانظر الفائق 2 / 445. (3) انظر ص 281 من الجزء الاول.
[ 224 ]
* (لبث) * * فيه " فاستلبث الوحى " هو استفعل من اللبث: الابطاء والتأخر. يقال: لبث يلبث لبثا، بسكون الباء، وقد تفتح قليلا على القياس. وقيل: اللبث: الاسم، واللبث بالضم: المصدر. وقد تكرر في الحديث. * (لبج " (س) في حديث سهل بن حنيف " لما أصابه عامر بن ربيعة بعينه فلبج به حتى ما يعقل " أي صرع به. يقال: لبج به الارض: أي رماه. (س) وفيه " تباعدت شعوب من لبج فعاش أياما " هو اسم رجل. واللبج: الشجاعة. حكاه الزمخشري. * (لبد) * (ه) فيه " أن عائشة أخرجت كساء للنبى عليه الصلاة والسلام ملبدا أي مرقعا. يقال: لبدت القميص ألبده ولبدته (1). ويقال (2) للخرقة التى يرقع بها صدر القميص: اللبدة. والتى يرقع بها قبه: القبيلة. وقيل: الملبد: الذى ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبدة. (س [ ه ]) وفى حديث المحرم " لا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبدا " هكذا جاء في رواية (3). وتلبيد الشعر: أن يجعل فيه شئ من صمغ عند الاحرام، لئلا يشعث ويقمل إبقاء على الشعر. وإنما يلبد من يطول مكثه في الاحرام. (ه) ومنه حديث عمر " من لبد أو عقص فعليه الحلق ". (ه) ومنه الحديث في صفة الغيث " فلبدت الدماث " أي جعلتها قوية لا تسوخ فيها الارجل. والدماث: الارضون السهلة. (ه) وفى حديث أم زرع " ليس بلبد فيتوقل، ولا له عندي معول " أي ليس (4) بمستمسك متلبد، فيسرع المشى فيه ويعتلى. (ه) ومنه حديث حذيفة، وذكر فتنة فقال " البدوا لبود الراعى على عصاه، لا يذهب بكم السيل " أي الزموا الارض واقعدوا في بيوتكم، لا تخرجوا منها فتهلكوا، وتكونوا (1) زاد الهروي: " وألبدته ". (2) قائل هذا هو الازهرى، كما في الفائق 2 / 449. (3) والرواية الاخرى: " ملبيا " انظر الفائق 3 / 175. (4) هذا من شرح ابن الانباري كما في الهروي.
[ 225 ]
كمن ذهب به السيل. يقال: لبد بالارض وألبد بها، إذا لزمها وأقام. (س) ومنه حديث على " قال لرجلين أتياه يسألانه: البدا بالارض حتى تفهما " أي أقيما. (ه) وحديث قتادة " الخشوع في القلب، وإلباد البصر في الصلاة " أي إلزامه موضع السجود من الارض. (س) وفى حديث أبى برزة " ما أرى اليوم خيرا من عصابة ملبدة " يعنى لصقوا بالارض وأخملوا أنفسهم. (ه) ومنه حديث أبى بكر " أنه كان يحلب فيقول: ألبد أم أرغى ؟ فإن قالوا: ألبد ألصق العلبة بالضرع وحلب، فلا يكون للحليب رغوة، وإن أبان العلبة، رغا لشدة وقعه ". * وفى صفة طلح الجنة " إن الله يجعل مكان كل شوكة منها مثل خصوة (1) التيس الملبود " أي المكتنز اللحم، الذى لزم بعضه بعضا فتلبد. (س) وفى حديث ابن عباس " كادوا يكونون عليه لبدا " أي مجتمعين بعضهم على بعض، واحدتها: لبدة. (س) وفى حديث حميد بن ثور: * وبين نسعيه خدبا ملبدا * أي عليه لبدة من الوبر. (س) وفيه ذكر " لبيدا " (2) وهى اسم الارض السابعة. * (لبس) * (ه) في حديث جابر " لما نزل قوله تعالى: " أو يلبسكم شيعا " اللبس: الخلط. يقال: لبست الامر بالفتح ألبسه، إذا خلطت بعضه ببعض: أي يجعلكم فرقا مختلفين. (1) جاء في اللسان (مادة خصى): " قال شمر: لم نسمع في واحد الخصى إلاخصية، بالياء، لان أصله من الياء ". ويلاحظ أن ابن الاثير لم يذكر هذه المادة. (2) هكذا في الاصل. وفى ا: " لبيداء " وفى اللسان: " لبيدا ". (29 - النهاية - 4)
[ 226 ]
* ومنه الحديث " فلبس عليه صلاته ". * والحديث الآخر " من لبس على نفسه لبسا " كله بالتخفيف، وربما شدد للتكثير. * ومنه حديث ابن صياد " فلبسني " أي جعلني التبس في أمره. * وحديثه الآخر " لبس عليه " وقد تكرر في الحديث. (ه) ومنه حديث المبعث " فجاء الملك فشق عن قلبه، قال: فخفت أن يكون قد التبس بى " أي خولطت في عقلي. (ه) وفيه " فيأكل وما يتلبس بيده طعام " أي لا يلزق به، لنظافة أكله. * ومنه الحديث " ذهب ولم يتلبس منها بشئ " يعنى من الدنيا. * وفيه " أنه نهى عن لبستين " هي بكسر اللام: الهيئة والحالة. وروى بالضم على المصدر. والاول الوجه. * (لبط) * [ ه ] فيه " أنه سئل عن الشهداء، فقال: أولئك يتلبطون في الغرف العلى " أي يتمرغون. (س [ ه ]) ومنه حديث ماعز " لا تسبوه فإنه الآن يتلبط في الجنة ". * ومنه حديث أم إسماعيل " جعلت تنظر إليه يتلوى ويتلبط ". [ ه ] ومنه الحديث " أنه خرج وقريش ملبوط بهم " أي أنهم سقوط بين يديه. (س [ ه ]) وحديث سهل بن حنيف " لما أصابه عامر بن ربيعة بالعين فلبط به " أي صرع وسقط إلى الارض. يقال: لبط بالرجل فهو ملبوط به. (ه) ومنه حديث عائشة " تضرب اليتيم وتلبطه " أي تصرعه إلى الارض. * وحديث الحجاج السلمى " حين دخل مكة قال للمشركين: [ ليس ] (1) عندي من الخبر (2) ما يسركم، فالتبطوا بجنبى ناقته، يقولون: إيه يا حجاج ". * (لبق) * (ه) فيه " فصنع ثريدة ثم لبقها " أي خلطها خلطا شديدا. وقيل: جمعها بالمغرفة. (1) سقط من ا. (2) في ا: " الخير ".
[ 227 ]
* (لبك) * (ه) في حديث الحسن " سأله رجل عن مسألة ثم أعادها فقلبها، فقال له: لبكت على " أي خلطت على. ويروى " بكلت " وقد تقدم. * (لبن) * (س) فيه " إن لبن الفحل يحرم " يريد بالفحل الرجل تكون له امرأة ولدت منه ولدا ولها لبن، فكل من أرضعته من الاطفال بهذا اللبن فهو محرم على الزوج وإخوته وأولاده منها، ومن غيرها، لان اللبن للزوج حيث هو سببه. وهذا مذهب الجماعة. وقال ابن المسيب والنخعي: لا يحرم. * ومنه حديث ابن عباس " وسئل عن رجل له امرأتان أرضعت إحداهما غلاما والاخرى جارية: أيحل للغلام أن يتزوج بالجارية ؟ قال: لا، اللقاح واحد ". * وحديث عائشة " واستأذن عليها أبوالقعيس (1) فأبت أن تأذن له، فقال: أنا عمك، أرضعتك امرأة أخى، فأبت عليه حتى ذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هو عمك فليلج عليك ". (س) وفيه " أن رجلا قتل آخر، فقال: خذ من أخيك اللبن " (2) أي إبلا لها لبن، يعنى الدية. (1) هكذا في الاصل، وا، واللسان. قال ابن عبد البر: " أفلح بن أبى القعيس، ويقال: أخو أبى القعيس. لا أعلم له خبرا ولا ذكرا أكثر مما جرى من ذكره في حديث عائشة في الرضاع، في الموطأ. وقد اختلف فيه. فقيل: أبوالقعيس. وقيل: أخو أبى القعيس. وقيل: ابن أبى القعيس. وأصحها، إن شاء الله تعالى، ما قاله مالك ومن تابعه عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: جاء أفلح أخو أبى القعيس " الاستيعاب ص 102، 1733. وانظر أيضا الاصابة 1 / 57 وانظر حديث عائشة هذا في صحيح البخاري (باب لبن الفحل، من كتاب النكاح) وصحيح مسلم (باب تحريم الرضاعة من ماء الفحل، من كتاب الرضاع)، والموطأ (الحديث الثالث، من كتاب الرضاع) وسنن ابن ماجه (باب لبن الفحل، من كتاب النكاح) وسنن أبى داود (باب في لبن الفحل، من كتاب النكاح) وسنن الدارمي (باب ما يحرم من الرضاع، من كتاب النكاح). (2) في ا: " اللبن ".
[ 228 ]
* ومنه حديث أمية بن خلف " لما رآهم يوم بدر يقتلون قال: أما لكم حاجة في اللبن ؟ " أي تأسرون فتأخذون فداءهم إبلا، لها لبن. (س) ومنه الحديث " سيهلك من أمتى أهل الكتاب وأهل اللبن، فسئل: من أهل اللبن ؟ فقال: قوم يتبعون الشهوات، ويضيعون الصلوات " قال الحربى: أظنه أراد: يتباعدون عن الامصار وعن صلاة الجماعة، ويطلبون مواضع اللبن في المراعى والبوادى. وأراد بأهل الكتاب قوما يتعلمون الكتاب ليجادلوا به الناس. * وفى حديث عبد الملك " ولد له ولد فقيل له: اسقه لبن اللبن " هو أن يسقى ظئره (1) اللبن، فيكون ما يشربه الولد لبنا متولدا عن اللبن. (ه) وفى حديث خديجة " أنها بكت، فقال لها: ما يبكيك ؟ فقالت: درت لبنة القاسم فذكرته " وفى رواية (2) " لبينة القاسم، فقال: أوما ترضين أن تكفله سارة في الجنة " اللبنة: الطائفة القليلة من اللبن، واللبينة: تصغيرها. (س) وفى حديث الزكاة ذكر " بنت اللبون، وابن اللبون " وهما من الابل ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبونا، أي ذات لبن، لانها تكون قد حملت حملا آخر وو ضعته. وقد جاء في كثير من الروايات " ابن لبون ذكر " وقد علم أن ابن اللبون لا يكون إلا ذكرا، وإنما ذكره تأكيدا، كقوله " ورجب مضر، الذى بين جمادى وشعبان " وقوله تعالى " تلك عشرة كاملة ". وقيل: ذكر ذلك تنبيها لرب المال وعامل الزكاة، فقال " ابن لبون ذكر " لتطيب نفس رب المال بالزيادة المأخوذة منه إذا علم أنه قد شرع له من الحق، وأسقط عنه ما كان بإزائه من فضل الانوثة في الفريضة الواجبة عليه، وليعلم العامل أن سن الزكاة في هذا (1) في ا: " هو أن تسقى ظئره ". (2) وهى رواية الهروي. وفيه: " للقاسم ".
[ 229 ]
النوع مقبول من المال، وهو أمر نادر خارج عن العرف في باب الصدقات. فلا ينكر تكرار اللفظ للبيان، وتقرير معرفته في النفوس مع الغرابة والندور. (ه) وفى حديث جرير " إذا سقط كان درينا، وإن أكل كان لبينا " أي مدرا للبن مكثرا له، يعنى أن النعم إذا رعت الاراك والسلم غزرت ألبانها. وهو فعيل بمعنى فاعل، كقدير وقادر، كأنه يعطيها اللبن. يقال: لبنت القوم ألبنهم فأنا لابن، إذا سقيتهم اللبن. (ه) وفيه " التلبينة مجمة لفؤاد المريض " التلبينة والتلبين: حساء يعمل من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيها عسل، سميت به تشبيها باللبن. لبياضها ورقتها، وهى تسمية بالمرة من التلبين، مصدر لبن القوم، إذا سقاهم اللبن. (ه) ومنه حديث عائشة " عليكم بالمشنيئة (1) النافعة التلبين " وفى أخرى " بالبغيض النافع التلبينة ". * وفى حديث على " قال سويد بن غفلة: دخلت عليه فإذا بين يديه صحيفة (2) فيها خطيفة وملبنة " هي بالكسر: الملعقة، هكذا شرح. وقال الزمخشري (3): " الملبنة: لبن يوضع على النار ويترك عليه دقيق " والاول أشبه بالحديث. * وفيه " وأنا موضع تلك اللبنة " هي بفتح اللام وكسر الباء: واحدة اللبن، وهى التى (1) في الاصل، وا: " بالمشنئة " وأثبته كما سبق في مادة (شنأ). (2) سبق في مادة (خطف): " صحفة ". (3) الذى في الفائق 2 / 249: " الملبنة: الملعقة " وكأن الامر اختلط على المصنف، فهذا الشرح الذى عزاه إلى الزمخشري للملبنة إنما هو للخطيفة. وهذه عبارة الزمخشري: " الخطيفة: الكابول. وقيل: لبن يوضع على النار، ثم يذر عليه دقيق ويطبخ. وسميت خطيفة، لانها تختطف بالملاعق ". وانظر أيضا الفائق 1 / 338. وانظر كذلك شرح المصنف للخطيفة ص 49 من الجزء الثاني.
[ 230 ]
يبنى بها الجدار. ويقال بكسر اللام وسكون الباء. * ومنه الحديث " ولبنتها ديباج " وهى رقعة تعمل موضع جيب القميص والجبة. (ه) وفى حديث الاستسقاء: * أتيناك والعذارء يدمى لبانها * أي يدمى صدرها لا متهانها نفسها في الخدمة، حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها، من الجدب وشدة الزمان. وأصل اللبان في الفرس: موضع اللبب، ثم استعبر للناس. * ومنه قصيد كعب: * ترمى (1) اللبان بكفيها ومدرعها (2) * * وفى بيت آخر منها: * يزلقه منها لبان (3) * * (باب اللام مع التاء) * * (لتت) * (ه) فيه " فما أبقى منى إلا لتاتا " اللتات: مافت من قشور الشجر. كأنه قال: ما أبقى منى المرض إلا جلدا يابسا كقشر الشجرة. وقد ذكر الشافعي هذه اللفظة في باب " التيمم مما (4) لا يجوز التيمم به ". (س) وفى حديث مجاهد " في قوله تعالى: " أفرأيتم اللات والعزى " قال: كان رجل يلت السويق لهم " يريد أن أصله. اللات بالتشديد، لان الصنم سمى باسم الذى كان يلت السويق عند الاصنام: أي يخلطه، فخفف وجعل اسما للصنم. وقيل: إن التاء في الاصل مخففة للتأنيث، وليس هذا بابها. (1) الرواية في شرح ديوانه ص 18: " تفرى " (2) ضبط في الاصل: " ومدرعها " بكسر العين وهو خطأ. صوابه من شرح الديوان. وعجز البيت: * مثقق عن تراقيها رعابيل * (3) البيت بتمامه، كما في الشرح ص 12: يمشى القراد عليها ثم يزلقه * منها لبان وأقراب زهاليل (4) في الهروي: " بما ".
[ 231 ]
* (باب اللام مع الثاء) * * (لثث) * (ه) في حديث عمر " ولا تلثوا بدار معجزة (1) " ألث بالمكان يلث، إذا أقام: أي لا تقيموا بدار يعجزكم فيها الرزق والكسب. وقيل: أراد: لا تقيموا بالثغور ومعكم العيال. * (لثق) * (ه) في حديث الاستسقاء " فلما رأى لثق الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجذه " اللثق: البلل. يقال: لثق الطائر، إذا ابتل ريشه. ويقال للماء والطين: لثق، أيضا. * ومنه الحديث " أن أصحاب رسول الله بالشام لما بلغهم مقتل عثمان بكوا حتى تلثق لحاهم (2) " أي اخضلت (3) بالدموع. * (لثم) * (س) في حديث مكحول " أنه كره التلثم من الغبار في الغزو " وهو شد الفم باللثام. وإنما كرهه رغبة في زيادة الثواب بما يناله من الغبار في سبيل الله. * (لثن) * (ه) في حديث المبعث: فبغضكم (4) عندنا مر مذاقته * وبغضنا عندكم يا قومنا لثن (5) قال الازهرى: سمعت محمد بن إسحاق السعدى يقول: سمعت على بن حرب يقول: لثن أي حلو، وهى لغة يمانية، قال الازهرى: ولم أسمعه لغيره وهو ثبت (6). (1) ضبط في الاصل: " معجزة " وهو خطأ. صوابه بفتح الميم مع فتح الجيم وكسرها، كما سبق في ص 186 من الجزء الثالث. (2) بكسر اللام وضمها في الجمع. كما في المصباح. (3) في ا: " تخضل ". (4) في الاصل، وا: " بغضكم " والمثبت من الهروي، واللسان. مادة (لثق) والوزن به أتم. (5) في الهروي: " لثق " ولكن الغريب أنه شرحه في (لثن) ولم يشرحه في (لثق) وقد ذكره اللسان في (لثن) وفى (لثق) وشرحه في كلتا المادتين نفس الشرح. (6) في الاصل: " ثبت " وضبطته بالتحريك من ا، واللسان.
[ 232 ]
* (لثه) * * في حديث ابن عمر " لعن الله الواشمة " (1) قال نافع: " الوشم في اللثة " اللثة بالكسر والتخفيف: عمور الاسنان، وهى مغارزها. * (باب اللام مع الجيم) * * (لجأ) * (س) في حديث كعب " من دخل في ديوان المسلمين ثم تلجأ منهم فقد خرج من قبة الاسلام " يقال: لجأت إلى فلان وعنه، والتجأت، وتلجأت، إذا استندت إليه واعتضدت به، أو عدلت عنه إلى غيره، كأنه إشارة إلى الخروج والانفراد عن جماعة المسلمين. * ومنه حديث النعمان بن بشير " هذا (2) تلجئة فأشهد عليه غيرى " التلجئة: تفعلة من الالجاء، كأنه قد ألجأك إلى أن تأتى أمرا، باطنه خلاف ظاهره، وأحوجك إلى أن تفعل فعلا تكرهه. وكان بشير قد أفرد ابنه النعمان بشئ دون إخوته، حملته عليه أمه. * (لجب) * * فيه " أنه كثر عنده اللجب " هو بالتحريك: الصوت والغلبة مع اختلاط، وكأنه مقلوب الجلبة. (ه) وفى حديث الزكاة " فقلت: ففيم حقك ؟ قال: في الثنية والجذعة اللجبة " هي بفتح اللام وسكون الجيم: التى أتى عليها من الغنم بعد نتاجها أربعة أشهر فخف لبنها (3)، وجمعها: لجاب ولجبات. وقد لجبت بالضم ولجبت. وقيل: هي من المعز (4) خاصة. وقيل: في الضأن خاصة. (ه) ومنه حديث شريح " أن رجلا قال له: ابتعت من هذا شاة فلم أجد لها لبنا، فقال له شريح: لعلها لجبت " أي صارت لجبة. وقد تكرر في الحديث. (1) هكذا في الاصل. وفى ا: " لعن الواشمة ". وفى اللسان: " لعن الواشمة ". وانظر الفائق 3 / 130. (2) في الاصل: " هذه " والمثبت من: ا، واللسان. (3) في الهروي: " فجف " وكذا في اللسان، عن الاصمعي. ولكن اللسان عاد فأثبتها " فخف " في شرح هذا الحديث. (4) في اللسان: " العنز ".
[ 233 ]
(س) وفيه " ينفتح للناس معدن فيبدو لهم أمثال اللجب من الذهب " قال الحربى: أظنه وهما. إنما أراد " اللجن " لان اللجين الفضة. وهذا ليس بشئ، لانه لا يقال: أمثال الفضة من الذهب. وقال غيره: لعله " أمثال النجب " جمع النجيب من الابل، فصحف الراوى. والاولى أن يكون غير موهوم ولا مصحف، ويكون اللجب جمع: لجبة، وهى الشاة الحامل التى قل لبنها. يقال: شاة لجبة وجمعها: لجاب ثم لجب، أو يكون بكسر اللام وفتح الجيم، جمع: لجبة، كقصعة وقصع. (س) وفى قصة موسى عليه السلام والحجر " فلجبه ثلاث لجبات " قال أبو موسى: كذا في " مسند أحمد بن حنبل " ولا أعرف وجهه، إلا أن يكون بالحاء والتاء، من اللحت، وهو الضرب. ولحته بالعصا: ضربه. (س) وفى حديث الدجال " فأخذ بلجبتى الباب، فقال: مهيم " قال أبو موسى: هكذا روى، والصواب بالفاء. وسيجئ. * (الجج) * (ه) فيه " إذا استلج أحدكم بيمينه فإنه آثم له (1) عند الله من الكفارة " هو استفعل، من اللجاج. ومعناه أن يحلف على شئ ويرى أن غيره خير منه، فيقيم على يمينه ولا يحنث فيكفر، فذلك آثم له. وقيل: هو أن يرى أنه صادق فيها مصيب فيلج فيها ولا يكفرها. وقد جاء في بعض الطرق " إذا استلجج أحدكم " بإظهار الادغام، وهى لغة قريش يظهرونه. مع الجزم. [ ه ] وفيه " من ركب البحر إذا التج فقد برئت منه الذمة " أي تلاطمت أمواجه. والتج الامر، إذا عظم واختلط. ولجة البحر: معظمه. * وفى حديث الحديبية " قال سهيل بن عمرو: قد لجت القضية بينى وبينك " أي وجبت. هكذا جاء مشروحا، ولا أعرف أصله. (1) رواية الهروي: " فإنه آثم عند الله تعالى ".
[ 234 ]
(ه) وفى حديث طلحة " قدموني فوضعوا اللج على قفى " هو بالضم: السيف بلغة طيئ. وقيل: هو اسم سمى به السيف، كما قالوا: الصمصامة. (س) وفى حديث عكرمة " سمعت لهم لجة بآمين " يعنى أصوات المصلين. واللجة: الجلبة. وألج القوم، إذا صاحوا. * (لجف) * (س) " فيه أنه ذكر الدجال وفتنته، ثم خرج لحاجته، فانتحب القوم حتى ارتفعت أصواتهم، فأخذ بلجفتى الباب فقال: مهيم " لجفتا الباب: عضادتاه وجانباه، من قولهم لجوانب البئر: ألجاف، جمع لجف. ويروى بالباء، وهو وهم. (س) ومنه حديث الحجاج " أنه حفر حفيرة (1) فلجفها " أي حفر في جوانبها. (س) وفيه " كان اسم فرسه عليه الصلاة والسلام اللجيف " هكذا رواه بعضهم (2) بالجيم، فإن صح فهو من السرعة، لان اللجيف سهم عريض النصل. * (لجلج) * [ ه ] في كتاب عمر إلى أبى موسى " الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب والاسنة " أي تردد في صدرك وقلق ولم يستقر. (ه) ومنه حديث على " الكلمة من الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج حتى تخرج إلى صاحبها " أي تتحرك في صدره وتقلق، حتى يسمعها المؤمن فيأخذها ويعيها. وأراد " تتلجلج " فحذف تاء المضارعة تخفيفا. * (لجم) * (س) فيه " من سئل عما يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة " الممسك عن الكلام ممثل بمن ألجم نفسه بلجام. والمراد بالعلم ما يلزمه تعليمه ويتعين عليه، كمن يرى رجلا حديث عهد بالاسلام ولا يحسن الصلاة وقد حضر وقتها، فيقول: علموني كيف أصلى، وكمن جاء مستفتيا في حلال أو حرام، فإنه يلزم في هذا وأمثاله تعريف الجواب، ومن منعه استحق الوعيد. (س) ومنه الحديث " يبلغ العرق منهم ما يلجمهم " أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام. يعنى في المحشر يوم القيامة. (1) بالتصغير، كما في ا. (2) ويروى أيضا بالحاء والخاء، وسيجئ.
[ 235 ]
* ومنه حديث المستحاضة " استثفرى وتلجمى " أي اجعلي موضع خروج الدم عصابة تمنع الدم، تشبيها بوضع اللجام في فم الدابة. * (لجن) * * في حديث العرباض " بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا " فأتيته أتقاضاه ثمنه، فقال: لا أقضيكها إلا لجينية " الضمير في " أقضيكها " راجع إلى الدراهم، واللجينية: منسوبة إلى اللجين، وهو (1) الفضة. (ه) وفى حديث جرير " إذا أخلف كان لجينا " اللجين بفتح اللام وكسر الجيم: الخبط، وذلك أن ورق الاراك والسلم يخبط حتى يسقط ويجف (2)، ثم يدق حتى يتلجن، أي يتلزج ويصير كالخطمى، وكل شئ تلزج فقد تلجن، وهو فعيل بمعنى مفعول. * (باب اللام مع الحاء) * * (لحب) * (ه) في حديث ابن زمل الجهنى " رأيت الناس على طريق رحب لاحب " اللاحب: الطريق الواسع المنقاد الذى لا ينقطع. * ومنه حديث أم سلمة " قالت لعثمان: لا تعف سبيلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبها " أي أوضحها ونهجها. وقد تكرر في الحديث. * (لحت) * (ه) فيه " إن هذا الامر لا يزال فيكم وأنتم ولاته، ما لم تحدثوا أعمالا، فإذا فعلتم ذلك بعث الله عليكم شر خلقه فلحتوكم (3) كا يلحت القضيب " اللحت: القشر. ولحت العصا، إذا قشرها. ولحته، إذا أخذ ما عنده، ولم يدع له شيئا. (1) في الاصل: " وهى " وما أثبت من ا، واللسان. (2) هكذا وردت هذه الكلمة في الاصل، وا، والهروى، واللسان. وقد جاء بهامش اللسان: " قوله: " حتى يسقط ويجف ثم يدق " كذا بالاصل والنهاية، وكتب بهامشها: هذا لا يصح، فإنه لا يتلزج إلا إذا كان رطبا ا ه أي فالصواب حذف يجف ". (3) يروى: " فالتحوكم " وسيجئ.
[ 236 ]
* (لحج) * (س) في حديث على يوم بدر " فوقع سيفه فلحج " أي نشب فيه. يقال: لحج في الامر يلحج، إذا دخل فيه ونشب. * (لحح) * [ ه ] في حديث الحديبية " فبركت ناقته فزجرها المسلمون فألحت " أي لزمت مكانها، من ألح على الشئ، إذا لزمه وأصر عليه. وقيل: إنما يقال: ألح الجمل، وخلات الناقة، كالحران للفرس (1). (ه) وفى حديث إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر " والوادى يومئذ لاح " أي ضيق ملتف بالشجر والحجر. يقال: مكان لاح ولحح. وروى بالخاء. * (لحد) * * فيه " احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه " أي ظلم وعدوان. وأصل الالحاد: الميل والعدول عن الشئ. (ه) ومنه حديث طهفة " لا يلطط في الزكاة ولا يلحد في الحياة " أي لا يجرى منكم ميل عن الحق مادمتم أحياء. قال أبو موسى: رواه القتيبى " لا تلطط ولا تلحد " على النهى للواحد ولاوجه له، لانه خطاب للجماعة. ورواه الزمخشري " لا نلطط ولا نلحد " بالنون (2). * وفى حديث دفن النبي صلى الله عليه وسلم " ألحدوالى لحدا " اللحد: الشق الذى يعمل في جانب القبر لموضع الميت، لانه قد أميل عن وسط القبر إلى جانبه. يقال: لحدت وألحدت. * ومنه حديث دفنه أيضا " فأرسلوا إلى اللاحد والضارح " أي الذى يعمل اللحد والضريح. * وفيه " حتى يلقى الله وما على وجهه لحادة من لحم " أي قطعة. (1) في ا: " في الفرس ". (2) الذى في الفائق 2 / 5: " لاتلطط... ولا تلحد " بالتاء.
[ 237 ]
قال الزمخشري: ما أراها إلا " لحاتة " بالتاء (1)، من اللحت (2)، وهو ألا يدع عند الانسان شيئا إلا أخذه (3). وإن صحت الرواية بالدال فتكون (4) مبدلة من التاء، كدولج في تولج ". * (لحس) * * في حديث غسل اليد من الطعام " إن الشيطان حساس لحاس " أي كثير اللحس لما يصل إليه. تقول: لحست الشئ الحسه، إذا أخذته بلسانك. ولحاس للمبالغة. والحساس: الشديد الحس والادراك. (س) وفى حديث أبى الاسود " عليكم فلانا فإنه أهيس أليس ألد ملحس " هو الذى لا يظهر له شئ إلا أخذه. وهو مفعل من اللحس. ويقال: التحست منه حقى: أي أخذته. واللاحوس: الحريص، وقيل: المشئوم. * (لحص) * (س) في حديث عطاء، وسئل عن نضح الوضوء فقال " اسمح يسمح لك، كان من مضى لا يفتشون عن هذا ولا يلحصون " التلحيص: التشديد والتضييق: أي كانوا لا يشددون ولا يستقصون في هذا وأمثاله. * (لحط) * (ه) في حديث على " أنه مر بقوم لحطوا باب دارهم " أي رشوه. واللحط: الرش. * (لحظ) * * في صفته عليه الصلاة والسلام " جل نظره الملاحظة " هي مفاعلة من اللحظ، وهو النظر بشق العين الذى يلى الصدغ. وأما الذى يلى الانف فالموق والماق. * (لحف) * (ه) فيه " من سأل وله أربعون درهما فقد سأل الناس إلحافا " أي بالغ فيها. يقال: ألحف في المسألة يلحف إلحافا، إذا ألح فيها ولزمها. (1) في الفائق 3 / 25: " اللحاتة ". (2) في الفائق: " ومنها اللحت ". (3) في الفائق: " ألا تدع عنه الانسان شيئا إلا أخذته، واللتح مثله ". (4) في الفائق: " وإن صحت فوجهها أن تكون الدال مبدلة... "
[ 238 ]
(س) ومنه حديث ابن عمر " كان يلحف شاربه " أي يبالغ في قصه. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفيه " كان اسم فرسه صلى الله عليه وسلم اللحيف " لطول ذنبه، فعيل بمعنى فاعل. كأنه يلحف الارض بذنبه. أي يغطيها به. يقال: لحفت الرجل باللحاف: طرحته عليه. ويروى بالجيم والخاء. * (لحق) * (س) في دعاء القنوت " إن عذابك بالكفار ملحق " الرواية بكسر الحاء: أي من نزل به عذابك ألحقه بالكفار. وقيل: هو بمعنى لاحق، لغة في لحق. يقال: لحقته وألحقته بمعنى، كتبعته وأتبعته. ويروى بفتح الحاء على المفعول: أي إن عذابك يلحق بالكفار ويصابون به. * وفى دعاء زيارة القبور " وإنا إن شاء الله بكم لاحقون " قيل: معناه إذ شاء الله. وقيل " إن " شرطية، والمعنى لاحقون بكم في الموافاة على الايمان. وقيل: هو التبرى والتفويض، كقوله تعالى " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين " وقيل: هو على التأدب بقوله تعالى: " ولا تقولن لشئ إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ". * وفى حديث عمرو بن شعيب " أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن كل مستلحق استلحق بعد أبيه الذى يدعى له فقد لحق بمن استلحقه " قال الخطابى: هذه أحكام وقعت في أول زمان الشريعة، وذلك أنه كان لاهل الجاهلية إماء بغايا، وكان سادتهن يلمون بهن، فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادعاه السيد والزانى، فألحقه النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد، لان الامة فراش كالحرة، فإن مات السيد ولم يستلحقه ثم استلحقه ورثته بعده لحق بأبيه. وفى ميرائه خلاف. * وفى قصيد كعب: تخدى على يسرات وهى لا حقة * ذوابل وقعهن الارض تحليل اللاحقة: الضامره. * (لحك) * (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام " إذا سر فكان وجهه المرآة، وكأن الجدر
[ 239 ]
تلاحك وجهه " الملاحكة: شدة الملاءمة: أي برى شخص الجدر في وجهه. * (لحلح) * (ه) فيه " أن ناقته استناخت عند بيت أبى أيوب وهو واضع زمامها، ثم تلحلحت وأرزمت، ووضعت جرانها " تلحلحت: أي أقامت ولزمت مكانها ولم تبرح، وهو ضد تحلحل. * (لحم) * (ه) فيه " إن الله ليبغض أهل البيت اللحمين " وفى رواية " البيت اللحم وأهله " قيل: هم (1) الذين يكثرون أكل لحوم الناس بالغيبة. وقيل: هم الذين يكثرون أكل اللحم ويدمنونه، وهو أشبه. [ ه ] ومنه قول عمر " اتقوا هذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر ". * وقوله الآخر " إن للحم ضراوة كضراوة الخمر " يقال: رجل لحم، وملحم، ولاحم، ولحيم. فاللحم: الذى يكثر أكله، والملحم: الذى يكثر عنده اللحم أو يطعمه، واللاحم: الذى يكون عنده لحم، واللحيم: الكثير لحم الجسد. (ه) وفى حديث جعفر الطيار " أنه أخذ الراية يوم مؤتة فقاتل بها حتى ألحمه القتال " يقال: ألحم الرجل واستلحم، إذا نشب في الحرب فلم يجد له مخلصا. وألحمه غيره فيها. ولحم، إذا قتل، فهو ملحوم ولحيم. (ه) ومنه حديث عمر في صفة الغزاة " ومنهم من ألحمه القتال ". (س) ومنه حديث سهل " لا يرد الدعاء عند البأس حين يلحم بعضهم بعضا " أي يشتبك الحرب بينهم، ويلزم بعضهم بعضا. (س [ ه ]) ومنه حديث أسامة " أنه لحم رجلا من العدو " أي قتله. وقيل: قرب منه حتى لزق به (2)، من التحم الجرح، إذا التزق. وقيل: لحمه أي ضربه، من أصاب لحمه. (س) وفيه " اليوم يوم الملحمة ". (س) وفى حديث آخر " ويجمعون للملحمة " هي الحرب وموضع القتال، (1) هذا من شرح سفيان الثوري، كما في الهروي واللسان. (2) في الهروي: " لصق ".
[ 240 ]
والجمع: الملاحم، مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها، كاشتباك لحمة الثوب بالسدى. وقيل: هو من اللحم، لكثرة لحوم القتلى فيها. (س) ومن أسمائه عليه الصلاة والسلام " نبى الملحمة " يعنى نبى القتال، وهو كقوله الآخر " بعثت بالسيف ". (ه) وفيه " أنه قال لرجل: صم يوما في الشهر، قال: إنى أجد قوة، قال: فصم يومين، قال: إنى أجد قوة، قال: فصم ثلاثة أيام في الشهر، وألحم عند الثالثة " أي وقف عندها، فلم يزده عليها، من ألحم بالمكان، إذا أقام فلم يبرح. (س) وفى حديث أسامة " فاستلحمنا رجل من العدو " أي تبعنا. يقال: استلحم الطريدة والطريق: أي تبع. (ه) وفى حديث الشجاج " المتلاحمة " هي التى أخذت في اللحم (1) وقد تكون التى برأت والتحمت. * وفى حديث عمر " قال لرجل: لم طلقت امرأتك ؟ قال: إنها كانت متلاحمة، قال: إن ذلك منهن لمستراد " قيل: هي الضيقة الملاقى. وقيل: هي التى بها رتق. (س) وفى حديث عائشة " فلما علقت اللحم سبقني " أي سمنت وثقلت. (ه) وفيه " الولاء لحمة كلحمة النسب " وفى رواية " كلحمة الثوب " قد اختلف في ضم اللحمة وفتحها، فقيل: هي في النسب بالضم، وفى الثوب بالضم والفتح. وقيل: الثوب بالفتح وحده. وقيل: النسب والثوب بالفتح، فأما بالضم فهو ما يصاد به الصيد. ومعنى الحديث المخالطة في الولاء، وأنها تجرى مجرى النسب في الميراث، كما تخالط اللحمة سدى الثوب حتى يصيرا كالشئ الواحد، لما بينهما من المداخلة الشديدة. (1) في ا: " اللحم ".
[ 241 ]
(س) ومنه حديث الحجاج والمطر " صار الصغار لحمة الكبار " أي أن القطر انتسج لتتابعه، فدخل بعضه في بعض واتصل. * (لحن) * (ه س) فيه " إنكم لتختصمون إلى، وعسى أن يكون بعضكم ألحن بحجته من الآخر، فمن قضيت له بشئ من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار " اللحن: الميل عن جهة الاستقامة. يقال: لحن فلان في كلامه، إذا مال عن صحيح المنطق. وأراد: إن بعضكم يكون أعرف بالحجة وأفطن لهامن غيره. ويقال: لحنت لفلان، إذا قلت له قولا يفهمه ويخفى على غيره، لانك تميله بالتورية عن الواضح المفهوم. ومنه قالوا: لحن الرجل فهو لحن، إذا فهم وفطن لما لا يفطن له غيره * ومنه الحديث " أنه بعث رجلين إلى بعض الثغور عينا، فقال لهما: إذا انصرفتما فالحنا لى لحنا " أي أشيرا إلى ولا تفصحا، وعرضا بما رأيتما. أمرهما بذلك لانهما ربما أخبرا عن العدو ببأس وقوة، فأحب ألا يقف عليه المسلمون. [ ه ] ومنه حديث ابن عبد العزيز " عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم " أي فاطنهم وجادلهم. (ه) وفى حديث عمر " تعلموا السنة والفرائض واللحن كما تعلمون القرآن " وفى رواية " تعلموا اللحن في القرآن كما تتعلمونه " يريد تعلموا لغة العرب بإعرابها. وقال الازهرى: معناه: تعلموا لغة العرب في القرآن، واعرفوا معانيه كقوله تعالى: " ولتعرفنهم في لحن القول " أي معناه وفحواه. واللحن: اللغة والنحو. واللحن أيضا: الخطأ في الاعراب، فهو من الاضداد. قال الخطابى: كان ابن الاعرابي يقول: إن اللحن بالسكون: الفطنة والخطأ سواء، وعامة أهل اللغة في هذا على خلافه. قالوا: الفطنة بالفتح. والخطأ بالسكون. وقال ابن الاعرابي: واللحن أيضا بالتحريك: اللغة. * وقد روى " أن القرآن نزل بلحن قريش " أي بلغتهم. ومنه قول عمر: " تعلموا الفرائض والسنة واللحن ": أي اللغة. (31 - النهاية 4)
[ 242 ]
قال الزمخشري: " المعنى: تعلموا الغريب واللجن (1)، لان في ذلك علم غريب القرآن ومعانيه ومعانى الحديث والسنة، ومن لم يعرفه لم يعرف أكثر كتاب الله ومعانيه (2)، ولم يعرف أكثر السنن ". (ه) ومنه حديث عمر أيضا " أبى أقرؤنا، وإنا لنرغب عن كثير من لحنه " أي لغته. (ه) ومنه حديث أبى ميسرة، في قوله تعالى " فأرسلنا عليهم سيل العرم " قال: العرم: المسناة بلحن اليمن. أي بلغتهم. وقال أبو عبيد: قول عمر " تعلموا اللحن ". أي الخطأ في الكلام لتحترزوا منه. قال: (ه) ومنه حديث أبى العالية " كنت أطوف مع ابن عباس وهو يعلمنى اللحن ". * ومنه الحديث " وكان القاسم رجلا لحنة " يروى بسكون الحاء وفتحها، وهو الكثير اللحن. وقيل: هو بالفتح الذى يلحن الناس: أي يخطئهم. والمعروف في هذا البناء أنه للذى يكثر منه الفعل، كالهمزة واللمزة والطلعة، والخدعة، ونحو ذلك. (ه) وفى حديث معاوية " أنه سأل عن ابن زياد فقيل: إنه ظريف، على أنه يلحن، فقال: أو ليس ذلك أظرف له ؟ " قال القتيبى: ذهب معاوية إلى اللحن الذى هو الفطنة، محرك الحاء. وقال غيره: إنما أراد اللحن ضد الاعراب، وهو يستملح في الكلام إذا قل، ويستثقل الاعراب والتشدق. * وفيه " اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل العشق ولحون أهل الكتابين " اللحون والالحان: جمع لحن، وهو التطريب، وترجيع الصوت، وتحسين القراءة، والشعر والغناء. ويشبه أن يكون أراد هذا الذى يفعله قراء الزمان، من اللحون التى يقرأون بها (1) مكان هذا في الفائق 2 / 458: " والنحو ". (2) مكانه في الفائق: " ولم يقمه ".
[ 243 ]
النظائر في المحافل، فإن اليهود والنصارى يقرأون كتبهم نحوا من ذلك. * (لحا) * (ه) فيه " نهيت عن ملاحاة الرجال " أي مقاولتهم ومخاصمتهم. يقال: لحيت الرجل ألحاه لحيا، إذا لمته وعذلته، ولا حيته ملاحاة ولحاء، إذا نازعته. * ومنه حديث ليلة القدر " تلاحى رجلان فرفعت ". [ ه ] وحديث لقمان " فلحيا لصاحبنا لحيا " أي لوما وعذلا، وهو نصب على المصدر، كسقيا ورعيا. (ه) وفيه " فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحى القضيب " يقال: لحوت الشجرة، ولحيتها والتحيتها، إذا أخذت لحاءها، وهو قشرها. ويروى " فلحتوكم ". وقد تقدم. * ومنه الحديث " فإن لم يجد أحد كم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه " أراد قشر العنبة، استعارة من قشر العود. (ه) ومنه خطبة الحجاج " لالحونكم لحو العصا ". (س) وفيه " أنه نهى عن الاقتعاط وأمر بالتلحى " وهو جعل بعض العمامة تحت الحنك، والاقتعاط: ألا يجعل تحت حنكه منها شيئا. [ ه ] وفيه " أنه احتجم بلحى جمل " وفى رواية " بلحيى جمل " هو بفتح اللام: موضع بين مكة والمدينة. وقيل: عقبة. وقيل: ماء. * (باب اللام مع الخاء) * * (لخخ) * (ه) في قصة إسماعيل وأمه هاجر " والوادى يومئذ لاخ " أي متضايق لكثرة الشجر، وقلة العمارة. وقيل: هو " لاخ " بالتخفيف: أي معوج، من الالخى، وهو المعوج الفم. وأثبته ابن معين بالخاء المعجمة وقال: من قال غير هذا فقد صحف، فإنه يروى بالحاء المهملة.
[ 244 ]
* (لخص) * (ه) في حديث على " أنه قعد لتلخيص ما التبس على غيره " التلخيص: التقريب والاختصار. يقال: لخصت القول، أي اقتصرت فيه واختصرت منه ما يحتاج إليه. * (لخف) * (ه) في حديث جمع القرآن " فجعلت أتتبعه من الرقاع والعسب واللخاف " هي جمع لخفة، وهى حجارة بيض رقاق. * ومنه حديث جارية كعب بن مالك " فأخذت لخافة من حجر فذبحتها بها ". [ ه ] وفيه " كان اسم فرسه عليه الصلاة والسلام اللخيف " كذا رواه البخاري، ولم يتحققه. والمعروف بالحاء المهملة، وروى بالجيم. * (لخلخ) * (ه) في حديث معاوية " قال: أي الناس أفصح ؟ فقال رجل: قوم أرتفعوا عن لخلخانية العراق " هي اللكنة في الكلام والعجمة. وقيل: هو منسوب إلى لخلخان، وهو قبيلة، وقيل: موضع. [ ه ] ومنه الحديث " كنا بموضع كذا وكذا، فأتى رجل فيه لخلخانية ". * (لخم) * في حديث عكرمة " اللخم (1) حلال " هو ضرب من سمك البحر، يقال: اسمه القرش. * (لخن) * (س) في حديث ابن عمر " يا ابن اللخناء " هي المرأة التى لم تختن. وقيل: اللخن: النتن. وقد لخن السقاء يلخن. * (باب اللام مع الدال) * * (لدد) * * فيه " إن أبغض الرجال إلى الله الالد الخصم " أي الشديد الخصومة. واللدد: الخصومة الشديدة. (ه) ومنه حديث على " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يارسول الله، ماذا لقيت بعدك من الاود واللدد ! ". (1) في الاصل، وا: " اللخم " وفى اللسان: " اللخم " بضمتين. وما أثبت من الصحاح، والقاموس، والضبط فيهما بالعبارة.
[ 245 ]
(ه) وحديث عثمان: " فأنا منهم بين ألسن لداد، وقلوب شداد " واحدها: لديد، كشديد. (ه) وفيه " خير ما تداويتم به اللدود " هو بالفتح من الادوية: ما يسقاه المريض في أحد شقى الفم. ولديدا الفم: جانباه. [ ه ] ومنه الحديث " أنه لد في مرضه فلما أفاق قال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد " فعل ذلك عقوبة لهم، لانهم لدوه بغير إذنه. وقد تكرر في الحديث. [ ه ] وفى حديث عثمان " فتلددت تلدد المضطر " التلدد: التلفت يمينا وشمالا، تحيرا، مأخوذ من لد يدى العنق، وهما صفحتاه. * ومنه حديث الدجال " فيقتله المسيح بباب لد " لد: موضع بالشام. وقيل بفلسطين. * (لدغ) * * فيه " وأعوذ بك من أن أموت لديغا " اللديغ: الملدوغ، فعيل بمعنى مفعول. وقد تكرر في الحديث. * (لدم) * [ ه ] في حديث العقبة " أن أبا الهيثم بن التيهان قال له: يا رسول الله إن بيننا وبين القوم حبالا ونحن قاطعوها، فنخشى إن الله أعزك وأظفرك أن ترجع إلى قومك، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: بل اللدم اللدم، والهدم (1) الهدم " اللدم بالتحريك: الحرم، جمع لادم، لانهن يلتد من عليه إذا مات، والالتدام: ضرب النساء وجوههن في النياحة. وقد لدمت تلدم لدما. يعنى أن حرمكم حرمى. وفى رواية أخرى " بل الدم الدم (2) " وهو أن يهدر دم القتيل. المعنى: إن طلب دمكم فقد طلب دمى، فدمي ودمكم شئ واحد. * ومنه حديث عائشة " قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في حجري، ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهى ". * (هامش) (1) بفتح الدال وسكونها. كما سيأتي في (هدم). (2) ضبط في الاصل بفتح الميم. وضبطته بالضم من: ا، واللسان، والهروى.
[ 246 ]
* ومنه حديث الزبير يوم أحد " فخرجت أسعى إليها - يعنى أمه - فأدركتها قبل أن تنتهى إلى القتلى، فلدمت في صدري، وكانت امرأة جلدة " أي ضربت ودفعت. (س) وفى حديث على " والله لا أكون مثل الضبع، تسمع اللدم فتخرج حتى تصطاد " أي ضرب جحرها بحجر، إذا أرادوا صيد الضبع ضربوا جحرها بحجر، أو بأيديهم، فتحسبه شيئا تصيده فتخرج لتأخذه فتصطاد. أراد: إنى لا أخدع كما تخدع الضبع باللدم. * وفيه " جاءت أم ملدم تستأذن " هي كنية الحمى. والميم الاولى مكسورة زائدة. وألدمت عليه الحمى، أي دامت. وبعضهم يقولها بالذال المعجمة. * (لدن) * (ه) فيه " أن رجلا ركب ناضحا له ثم بعثه فتلدن عليه " أي تلكأ وتمكث ولم ينبعث. * ومنه حديث عائشة " فأرسل إلى ناقة محرمة، فتلدنت على فلعنتها ". * وفى حديث الصدقة " عليهما جنتان من حديد من لدن ثدييهما إلى تراقيهما " لدن: ظرف مكان بمعنى عند، وفيه لغات، إلا أنه أقرب مكانا من عند، وأخص منه، فإن " عند " تقع على المكان وغيره، تقول: لى عند فلان مال: أي في ذمته. ولا يقال ذلك في لدن. وقد تكرر في الحديث. * (لدا) * (س) في الحديث " أنا لدة رسول الله " أي تربه. يقال: ولدت المرأة ولادا، وولادة، ولدة، فسمى بالمصدر. وأصله: ولدة، فعوضت الهاء من الواو. وإنما ذكرناه هاهنا حملا على لفظه. وجمع اللدة: لدات. (س) ومنه حديث رقيقة " وفيهم الطيب الطاهر لداته " أي أترابه. وقيل: ولاداته، وذكر الاتراب أسلوب من أساليبهم في تثبيت الصفة وتمكينها، لانه إذا كان أقران ذوى طهارة كان أثبت لطهارته وطيبه.
[ 247 ]
* (باب اللام مع الذال) * * (لذذ) * [ ه ] فيه " إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذها " أي ليجرها في السهولة لا في الحزونة. والملاذ: جمع ملذ، وهو موضع اللذة. ولذ الشئ يلذ لذاذة فهو لذيذ: أي مشتهى. [ ه ] منه حديث الزبير، كان يرقص عبد الله، ويقول: أبيض من آل أبى عتيق * مبارك من ولد الصديق * ألذه كما ألذ (1) ريقي * تقول: لذذته بالكسر، ألذه بالفتح. (س) وفيه " لصب عليكم العذاب صبا، ثم لذ لذا " أي قرن بعضه إلى بعض. * (لذع) * (س) فيه " خير ما تداويتم به كذا وكذا، أو لذعة بنار تصيب ألما " اللذع: الخفيف من إحراق النار، يريد الكى. (س) وفى حديث مجاهد، في قوله تعالى " أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن " قال: بسط أجنحتهن وتلذعهن " لذع الطائر جناحيه، إذا رفرف فحركهما بعد تسكينهما. * (لذا) * (س) في حديث عائشة " أنها ذكرت الدنيا فقالت: قد مضى (2) لذواها وبقى (2) بلواها " أي لذتها، وهو فعلى من اللذة، فقلبت إحدى الذالين ياء، كالتقضى والتظنى. وأرادت بذهاب لذواها حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالبلوى ما حدث بعده من المحن. (1) في الهروي: " يلذ ". (2) هكذا في الاصل، وا، والفائق 2 / 460. والذى في الهروي، واللسان: " مضت.. وبقيت ".
[ 248 ]
* (باب اللام مع الزاى) * * (لزب) * * في حديث أبى الاحوص " في عام أزبة أو لزبة " اللزبة: الشدة. * ومنه قولهم " هذا الامر ضربة لازب " أي لازم شديد. * وفى حديث على " ولا طها بالبلة حتى لزبت " أي لصقت ولزمت. * (لزز) * (ه) فيه " كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يقال له: اللزاز " سمى به لشدة تلززه واجتماع خلقه. ولز به الشئ: لزق به، كأنه يلتزق بالمطلوب لسرعته. * (لزم) * * في حديث أشراط الساعة ذكر " اللزام " وفسر بأنه يوم بدر، وهو في اللغة الملازمة للشئ والدوام عليه، وهو أيضا الفصل في القضية، فكأنه من الاضداد. * (باب اللام مع السين) * * (لسب) * * في صفة حيات جهنم " أنشأن به لسبا " اللسب واللسع واللدغ بمعنى. * (لسع) * * فيه " لا يلسع المؤمن من جحر مرتين " وفى رواية " لا يلدغ " اللسع واللدغ سواء. والجحر: ثقب الحية، وهو استعارة هاهنا: أي لا يدهى المؤمن من جهة واحدة مرتين، فإنه بالاولى يعتبر. قال الخطابى: يروى بضم العين وكسرها. فالضم على وجه الخبر، ومعناه أن المؤمن هو الكيس الحازم الذى لا يؤتى من جهة الغفلة، فيخدع مرة بعد مرة، وهو لا يفطن لذلك ولا يشعر به. والمراد به الخداع في أمر الدين لا أمر الدنيا. وأما الكسر فعلى وجه النهى: أي لا يخدعن المؤمن ولا يؤتين من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو شر وهو لا يشعر به، وليكن فطنا حذرا. وهذا التأويل يصلح أن يكون لامر الدين والدنيا معا. * (لسن) * * فيه " لصاحب الحق اليد واللسان " اليد: اللزوم، واللسان: التقاضى.
[ 249 ]
(ه) وفى حديث عمر وامرأة " إن دخلت عليها لسنتك " أي أخذتك بلسانها، يصفها بالسلاطة وكثرة الكلام والبذاء. (س) وفيه " أن نعله كانت ملسنة " أي كانت دقيقة على شكل اللسان. وقيل: هي التى جعل لها لسان، ولسانها: الهنة الناتئة في مقدمها. * (باب اللام مع الصاد) * * (لصف) * (ه) في حديث ابن عباس " لما وفد عبد المطلب وقريش إلى سيف بن ذى يزن فأذن لهم، فإذا هو متضمخ بالعبير، يلصف وبيص المسك من مفرقه " أي يبرق ويتلالا. يقال: لصف يلصف لصفا ولصيفا، إذا برق. * (لصق) * (س) في حديث قيس بن عاصم " قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكيف أنت عند القرى ؟ قال: ألصق بالناب الفانية والضرع الصغير " أراد أنه يلصق بها السيف فيعرقبها للضيافة. * وفى حديث حاطب " إنى كنت أمرأ ملصقا في قريش " الملصق: هو الرجل المقيم في الحى، وليس منهم بنسب. * (لصا) * * فيه " من لصا مسلما " أي قذفه. واللاصى: القاذف. * (باب اللام مع الطاء) * * (لطأ) * [ ه ] فيه من أسماء الشجاج " اللاطئة " قيل: هي السمحاق، والسمحاق عندهم: الملطى بالقصر، والملطاة، والملطأ. والملطاة: قشرة رقيقة بين عظم الرأس ولحمه. * وفى حديث ابن إدريس " لطى لساني فقل عن ذكر الله " أي يبس فكبر عليه فلم يستطع تحريكه. يقال: لطئ بالارض ولطأ بها، إذا لزق. * وفى حديث نافع بن جبير " إذا ذكر عبد مناف فالطه " هو من لطئ بالارض،
[ 250 ]
فحذف الهمزة، ثم أتبعها هاء السكت، يريد إذا ذكر فالتصقوا بالارض ولا تعدوا أنفسكم، وكونوا كالتراب. ويروى " فالتطئوا ". * (لطح) * * في حديث ابن عباس " فجعل يلطح أفخاذنا بيده " اللطح: الضرب بالكف، وليس بالشديد. * (لطخ) * * في حديث أبى طلحة " تركتني حتى تلطخت " أي تنجست وتقذرت بالجماع. يقال: رجل لطخ، أي قذر. * (لطط) * (ه) في حديث طهفة " لاتلطط في الزكاة " أي لا تمنعها. يقال: لط الغريم وألط. إذا منع الحق. ولط الحق بالباطل، إذا ستره. قال أبو موسى: هكذا رواه القتيبى. على النهى للواحد. والذى رواه غيره " ما لم يكن عهد ولا موعد ولا تثاقل عن الصلاة، ولا يلطط في الزكاة، ولا يلحد في الحياة " وهو الوجه، لانه خطاب للجماعة، واقع على ما قبله. وقد تقدم (1). [ ه ] وفى حديث ابن يعمر " أنشأت تلطها " أي تمنعها حقها. ويروى " تطلها ". وقد تقدم. (ه) وفى شعر الاعشى الحرمازى، في شأن امرأته: * أخلفت الوعد (2) ولطت بالذنب * أراد منعته بضعها، من لطت الناقة بذنبها، إذا سدت فرجها به إذا أرادها الفحل. وقيل: أراد توارت وأخفت شخصها عنه، كما تخفى الناقة فرجها بذنبها. * وفيه " تلط حوضها " كذا جاء في الموطأ (3). واللط: الالصاق، يريد تلصقه بالطين حتى تسد خلله (4). (1) انظر ص 236. (2) هكذا في الاصل، وا، والفائق 1 / 423. وفى الهروي، واللسان، هنا وفى مادة (ذرب): " العهد ". (3) انظر الموطأ. (الحديث الثالث والثلاثين، من كتاب صفة النبي صلى الله عليه وسلم) 2 / 934 (4) ضبط في ا: " يسد خلله ".
[ 251 ]
[ ه ] وفى حديث عبد الله " الملطاة طريق بقية المؤمنين هرابا من الدجال " هو ساحل البحر، والميم زائدة. * وفى ذكر الشجاج " الملطاط " وهى الملطأ، وقد تقدمت، والاصل فيها من ملطاط البعير، وهو حرف في وسط رأسه. والملط: أعلى حرف الجبل، وصحن الدار. والميم في كلها زائدة. * (لطف) * * في أسماء الله تعالى " اللطيف " هو الذى اجتمع له الرفق في الفعل، والعلم (1) بدقائق المالح وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه، يقال: لطف به وله، بالفتح، يلطف لطفا، إذا رفق به، فأما لطف بالضم يلطف، فمعناه صغر ودق. * وفى حديث ابن الصبغاء " فاجمع له الاحبة الالاطف " هو جمع الالطف، أفعل، من اللطف: الرفق. ويروى " الاظالف " بالظاء المعجمة. * وفى حديث الافك " ولا أرى منه اللطف الذى كنت أعرفه " أي الرفق والبر. ويروى بفتح اللام والطاء، لغة فيه. * (لطم) * * في حديث بدر " قال أبو جهل: يا قوم، اللطيمة اللطيمة " أي أدركوها، وهى منصوبة بإضمار هذا الفعل. واللطيمة: الجمال التى تحمل العطر والبز، غير الميرة. ولطائم المسك: أوعيته. * وفى حديث حسان (2). * يلطمهن بالخمر النساء * أي ينفضن ما عليها من الغبار، فاستعار له اللطم. ويرى " يطلمهن "، وهو الضرب بالكف. وقد تقدم. (1) ضبط في الاصل: " والعلم " بكسر الميم. وأثبته بضمها من ا، واللسان. (2) ديوانه ص 5 بشرح البرقوقى. وصدره: * تظل جيادنا متمطرات * ورواية الديوان: " تلطمهن "
[ 252 ]
* (لطا) * (ه) فيه " أنه بال فمسح ذكره بلطى ثم توضأ " قيل: هو قلب ليط، جمع ليطة، كما قيل في جمع فوقة: فوق. ثم قلبت فقيل: فقى. والمراد به ما قشر من وجه الارض من المدر. * (باب اللام مع الظاء) * * (لظظ) * [ ه ] في حديث الدعاء " ألظوا بياذا الجلال والاكرام " أي الزموه واثبتوا عليه وأكثروا من قوله والتلفظ به في دعائكم. يقال: ألظ بالشئ يلظ إلظاظا، إذا لزمه وثابر عليه. * وفى حديث رجم اليهودي " فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ألظ به النشدة " أي ألح في سؤاله وألزمه إياه. * (لظا) * * في حديث خيفان لما قدم على عثمان " أما هذا الحى من بلحارث بن كعب فحسك أمراس، تتلظى المنية في رماحهم " أي تلتهب وتضطرم، من لظى، وهو اسم من أسماء النار، ولا ينصرف للعلمية والتأنيث. وقد تكررت في الحديث. * (باب اللام مع العين) * * (لعب) * * في حديث جابر " مالك وللعذارى ولعابها " اللعاب بالكسر: مثل اللعب. يقال: لعب يلعب لعبا ولعابا فهو لاعب. (س) ومنه الحديث " لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لا عبا جادا " أي يأخذه ولا يريد سرقته ولكن يريد إدخال الهم والغيظ عليه، فهو لاعب في السرقة، جاد في الاذية. * وفى حديث على " زعم ابن النابغة (1) أنى تلعابة (2) ". (1) هو عمرو بن العاص. (2) بكسر التاء، وتفتح كما في القاموس.
[ 253 ]
(س) وفى حديث آخر " أن عليا كان تلعابة " أي كثير المزح والمداعبة. والتاء زائدة. وقد تقدم في التاء. * وفى حديث تميم والجساسة " صادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا " سمى اضطراب أمواج البحر لعبا، لما لم يسر بهم إلى الوجه الذى أرادوه. يقال لكل من عمل عملا لا يجدى عليه نفعا: إنما أنت لاعب. * وفى حديث الاستنجاء " إن الشيطان يلعب بمقاعد بنى آدم " أي أنه يحضر أمكنة الاستنجاء ويرصدها بالاذى والفساد، لانها مواضع يهجر فيها ذكر الله، وتكشف فيها العورات، فأمر بسترها والامتناع من التعرض لبصر الناظرين، ومهاب الرياح ورشاش البول، وكل ذلك من لعب الشيطان. * (لعثم) * (ه) في حديث أبى بكر " فإنه لم يتلعثم " أي لم يتوقف، وأجاب إلى الاسلام أول ما عرضته عليه. (ه) ومنه حديث لقمان " فليس فيه لعثمة " أي لا توقف في ذكر مناقبه. * (لعس) * (ه) في حديث الزبير " أنه رأى فتية لعسا فسأل عنهم " اللعس: جمع العس، وهو الذى في شفته سواد. قال الازهرى: لم يرد به سواد الشفة كما فسره أبو عبيد، وإنما أراد سواد ألوانهم. يقال: جارية لعساء، إذا كان في لونها أدنى سواد وشربة من الحمرة. فإذا قيل: لعساء الشفة فهو على ما فسره (1). * (لعط) * [ ه ] فيه " أنه عاد البراء بن معرور وأخذته الذبحة، فأمر من (1) بعد هذا في الهروي: " قال العجاج: * وبشر مع البياض ألعسا * فدل على أن اللعس في البدن كله ".
[ 254 ]
لعطه بالنار " أي كواه في عنقه. وشاة لعطاء، إذا كان في جانب عنقها سواد. والعلاط: وسم في العنق عرضا. * (لعع) * (ه) فيه " إنما الدنيا لعاعة " اللعاعة، بالضم: نبت ناعم في أول ما ينبت. يقال: خرجنا نتلعى: أي نأخذ اللعاعة وأصله " نتلعع "، فأبدلت إحدى العينين ياء. يعنى أن الدنيا كالنبات الاخضر قليل البقاء. * ومنه قولهم " ما بقى في الاناء إلا لعاعة " أي بقية يسيرة. * ومنه الحديث أوجدتم يا معشر الانصار من لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ". * (لعق) * (ه) فيه " إن للشيطان لعوقا ودساما " اللعوق بالفتح: اسم لما يلعق: أي يؤكل بالملعقة. ومنه الحديث " كان يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لعقها، وأمر بلعق الاصابع والصحفة " أي لطع ما عليها من أثر الطعام. وقد لعقه يلعقه لعقا. * (لعلع) * * فيه " ما أقامت (1) لعلع " هو اسم جبل. وأنثه، لانه جعله اسما للبقعة التى حول الجبل (2). * (لعل) * * قد تكرر في الحديث ذكر " لعل " وهى كلمة رجاء وطمع وشك. وقد جاءت في القرآن بمعنى كى. وأصلها عل (3)، واللام زائدة. * وفى حديث حاطب " وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال لهم: اعملوا (1) في الهروي: " قامت ". (2) قال الهروي: " وهو إذا ذكر صرف، وإذا أنث لم يصرف ". (3) في الاصل: " وقيل: أصلها " وما أثبت من ا، والصحاح (لعل) وعبارته: " واللام في أولها زائدة ".
[ 255 ]
ما شئتم فقد غفرت لكم " ظن بعضهم أن معنى لعل هاهنا من جهة الظن والحسبان، وليس كذلك، وإنما هي بمعنى عسى، وعسى ولعل من الله تحقيق. * (لعن) * (ه) فيه " اتقوا الملاعن الثلاث " هي جمع ملعنة، وهى الفعلة التى يلعن بها فاعلها، كأنها مظنة للعن ومحل له. وهى أن يتغوط الانسان على قارعة الطريق، أو ظل الشجرة، أو جانب النهر، فإذا مر بها الناس لعنوا فاعلها. ومنه الحديث " اتقوا اللاعنين " أي الامرين الجالبين للعن، الباعثين للناس عليه، فإنه سبب للعن من فعله في هذه المواضع. وليس ذا في كل ظل، وإنما هو الظل (1) الذى يستظل به الناس ويتخذونه مقيلا ومناخا. والاعن: اسم فاعل، من لعن، فسميت هذه الاماكن لاعنة، لانها سبب اللعن. (س) وفيه " ثلاث لعينات " اللعينة: اسم الملعون، كالرهينة في المرهون، أو هي بمعنى اللعن، كالشتيمة من الشتم، ولابد على هذا الثاني من التقدير مضاف محذوف. (س) ومنه حديث المرأة التى لعنت ناقتها في السفر " فقال: ضعوا عنها، فإنها ملعونة " قيل: إنما فعل ذلك لانه استجيب دعاؤها فيها. وقيل: فغله عقوبة لصاحبتها لئلا تعود إلى مثلها، وليعتبر بها غيرها. وأصل اللعن: الطرد والابعاد من الله، ومن الخلق السب والدعاء. * وفى حديث اللعان " فاتعن " هو افتعل من اللعن: أي لعن نفسه. واللعان والملاعنة: اللعن بين اثنين فصاعدا. (1) وردت العبارة في ا هكذا: " وليس كل ظل، وإنما هو ظل الذى... "
[ 256 ]
* (باب اللام مع الغين) * * (لغب) * [ ه ] فيه " أهدى يكسوم أخو الاشرم إلى النبي صلى الله عليه وسلم سلاحا فيه سهم لغب يقال: سهم لغب ولغاب ولغيب، إذا لم يلتئم ريشه ويصطحب لرداءته، فإذا التأم فهو لؤام. * وفى حديث الارنب " فسعى القوم فلغبوا وأدركتها " اللغب: التعب والاعياء. وقد لغب يلغب. وقد تكرر في الحديث. * (لغث) * * في حديث أبى هريرة " وأنتم تلغثونها " أي تأكلونها، من اللغيث، وهو طعام يغلث (1) بالشعير. ويروى " ترغثونها " أي ترضعونها. * (لغد) * * فيه " فحشى به صدره ولغاديده " هي جمع لغدود، وهى لحمة عند اللهوات. ويقال له: لغد، أيضا، ويجمع: ألغادا. * (لغز) * [ ه ] في حديث عمر " أنه مر بعلقمة بن الفغواء (2) يبايع أعرابيا يلغز له في اليمين، ويروى الاعرابي أنه قد حلف له، ويرى علقة أنه لم يحلف، فقال له عمر: ما هذه اليمين اللغيزاء ؟ " اللغيزاء ممدود: من اللغز، وهى (3) جحرة اليرابيع، تكون ذات (4) جهتين، تدخل من جهة، وتخرج من جهة أخرى، فاستعير لمعاريض الكلام وملاحنه. هكذا قال الهروي. (1) في ا، واللسان: " يغش " والمثبت في الاصل. قال في الجمهرة 2 / 46: " وغلث الحديث يغلثه غلثا، إذا خلط بعضه ببعض، ولم يجئ به على الاستواء. والغلث: الخلط. يقال: طعام ملغوث: أي مخلوط، نحو البر والشعير، إذا خلطا ". (2) في الاصل، وا: " الغفواء " وفى اللسان: " القعواء " وصححته بفاء مفتوحة ومعجمة ساكنة، من الهروي، والاصابة 4 / 266. (3) في الهروي: " من اللغز. وهو أحد جحرة اليربوع ". (4) في الهروي: " ذوات ".
[ 257 ]
وقال الزمخشري: " اللغيزا - مثقلة الغين - جاء بها سيبويه في كتابه (1) مع الخليطى. وفى كتاب الازهرى (2) مخففة، وحقها أن تكون تحقير (3) المثقلة. كما يقال في " سكيت " إنه تحقير " سكيت " (4). وقد ألغز في كلامه يلغز إلغازا، إذا ورى فيه وعرض ليخفى. * (لغط) * فيه " ولهم لغط في أسواقهم " اللغط: صوت وضجة لا يفهم معناها. وقد تكرر في الحديث. * (لغم) * * في حديث ابن عمر " وأنا تحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيبني لغامها " لغام الدابة: لعابها وزبدها الذى يخرج من فيها معه. وقيل: هو الزبد وحده، سمى بالملاغم، وهى ما حول الفم مما يبلغه اللسان ويصل إليه. * ومنه حديث عمرو بن خارجة " وناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقصع بحرتها ويسيل لغامها بين كتفي ". * ومنه الحديث " يستعمل ملاغمه " جمع ملغم. وقد ذكر آنفا. * (لغن) * [ ه ] فيه " أن رجلا قال لفلان: إنك لتفتى بلغن ضال (5) مضل " اللغن: ما تعلق من لحم اللحيين، وجمعه: لغانين، كلغد ولغاديد * (لغا) * [ ه ] وقد تكرر في الحديث ذكر " لغو اليمين " قيل: هو أن يقول: لا والله، وبلى والله، ولا يعقد عليه قلبه. وقيل: هي التى يحلفها الانسان ساهيا أو ناسيا. وقيل: هو اليمين في المعصية. وقيل: في الغضب. وقيل: في المراء. وقيل: في الهزل. وقيل: اللغو: سقوط الاثم عن الحالف إذا كفر يمينه. يقال: لغا الانسان يلغو، ولغى يلغى، ولغى يلغى، إذا تكلم بالمطرح (6) من القول، ومالا يعنى. وألغى، إذا أسقط. * وفيه " من قال لصاحبه والامام يخطب: صه فقد لغا ". (1) في الفائق 2 / 468: " في أبنية كتابه ". (2) في الفائق " اللغيزى " مخففة. (3) في الفائق: " تحقيرا للمثقلة ". (4) هكذا ضبط في الاصل. وفى اللسان: " سكيت ". (5) في اللسان: " بلغن ضال " بالاضافة. (6) ضبط في الهروي: " بالمطرح ". (33 - النهاية - 4)
[ 258 ]
[ ه ] والحديث الآخر " من مس الحصا فقد لغا " أي (1) تكلم، وقيل: عدل عن الصواب. وقيل: خاب. والاصل الاول. [ ه ] وفيه " والحمولة المائرة لهم لا غية " أي ملغاة لا تعد عليهم، ولا يلزمون لها صدقة. فاعلة بمعنى مفعلة (2). والمائرة: الابل التى تحمل الميرة. * ومنه حديث ابن عباس " أنه ألغى طلاق المكره " أي أبطله. [ ه ] وفى حديث سلمان " إياكم وملغاة أول الليل " الملغاة: مفعلة من اللغو والباطل، يريد السهر فيه، فإنه يمنع من قيام الليل. * (باب اللام مع الفاء) * * (لفأ) * * فيه " رضيت من الوفاء باللفاء " الوفاء: التمام. واللفاء: النقصان. واشتقاقه من لفأت العظم، إذا أخذت بعض لحمه عنه. واسم تلك اللحمة: اللفيئة، وجمعها: لفايا، كخطايا. * (لفت) * (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام " فإذا التفت التفت جميعا " أراد (3) أنه لا يسارق النظر. وقيل: أراد لا يلوى عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشئ، وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف، ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا. (س) ومنه الحديث " فكانت منى لفتة " هي المرة الواحدة من الالتفات. (س) ومنه الحديث " لاتتزوجن لفوتا " هي التى لها ولد من زوج اخر. فهى لا تزال تلتفت إليه، وتشتغل به عن الزوج. * ومنه حديث الحجاج " أنه قال لامرأة: إنك كتون لفوت " أي كثيره التلفت إلى الاشياء. (1) قبل هذا في الهروي: " يعنى في الصلاة يوم الجمعة ". (2) في الهروي: " بمعنى مفعول بها " (3) هذا من قول شمر، كما في الهروي.
[ 259 ]
[ ه ] وفى حديث عمر " وأنهز اللفوت، وأضم العنود (1) " هي (2) الناقة الضجور عند الحلب، تلتفت إلى الحالب فتعضه فينهزها بيده، فتدر (3) لتفتدى باللبن من النهز. وهو الضرب، فضربها مثلا للذى يستعصى ويخرج عن الطاعة. * وفيه " إن الله يبغض البليغ من الرجال الذى يلفت الكلام كما تلفت البقرة الخلا بلسانها " يقال: لفته يلفته، إذا لواه وفتله، وكأنه مقلوب منه. ولفته أيضا، إذا صرفه. (ه) ومنه حديث حذيفة " إن من أقرإ الناس للقرآن منافقا لا يدع منه واوا ولا ألفا، يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلا بلسانها " يقال: فلان يلفت الكلام لفتا: أي يرسله ولا يبالى كيف جاء، المعنى: أنه يقرؤه من غير روية ولا تبصر وتعمد للمأمور به، غير مبال بمتلوه كيف جاء، كما تفعل البقرة بالحشيش إذا أكلته. وأصل اللفت: لى الشئ عن الطريقة المستقيمة. (س) وفيه ذكر " ثنية لفت " وهى بين مكة والمدينة. واختلف في ضبط الفاء فسكنت وفتحت، ومنهم من كسر اللام مع السكون. [ ه ] وفى حديث عمر " وذكر أمره في الجاهلية، وأن أمه اتخذت لهم لفيتة من الهبيد " هي (4) العصيدة المغلظة. وقيل (5): هو ضرب من الطبيخ، يشبه الحساء ونحوه. والهبيد: الحنظل. * (لفج) * [ ه ] فيه " وأطعموا ملفجيكم " الملفج (6)، بفتح الفاء: الفقير. يقال: ألفج (1) في الاصل: " العتود " وأثبت مافى: ا، والهروى، والفائق 1 / 433. ويلاحظ أن المصنف ذكره في (عتد) وفى (عند). (2) قائل هذا هو الكلابي، كما في الهروي، عن شمر. (3) في الهروي: " وذلك إذا مات ولدها ". (4) قائل هذا هو ابن السسكيت، كما في الهروي. (5) قائل هذا هو أبو عبيد، كما في الهروي. (6) قائل هذا أبو عمرو، كما ذكر الهروي.
[ 260 ]
الرجل فهو ملفج، على غير قياس. ولم يجئ إلا في ثلاثة أحرف (1): أسهب فهو مسهب، وأحصن فهو محصن، وألفج فهو ملفج. الفاعل والمفعول سواء. (ه) ومنه حديث الحسن (2) " قيل له: أيدالك الرجل المرأة ؟ قال: نعم، إذا كان ملفجا " أي يماطلها بمهرها إذا كان فقيرا. والملفج (3) بكسر الفاء [ أيضا ] (4): الذى أفلس وغلبه (5) الدين. * (لفح) * * في حديث الكسوف " تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها " لفح النار: حرها ووهجها. وقد تكرر في الحديث. * (لفظ) * * فيه " ويبقى في كل أرض شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم " أي تقذفهم وترميهم. وقد لفظ (6) الشئ يلفظه لفظا، إذا رماه. * ومنه الحديث " ومن أكل فما تخلل فليلفظ " أي فليلق ما يخرجه الخلال من بين أسنانه. * ومنه حديث ابن عمر " أنه سئل عما لفظ البحر فنهى عنه " أراد ما يلقيه البحر من السمك إلى جانبه من غير اصطياد. * ومنه حديث عائشة " فقاءت أكلها ولفظت خبيئها " أي أظهرت ماكان قد اختبأ فيها من النبات وغيره. * (لفع) * (ه) فيه " كن نساء من المؤمنات (7) يشهدن مع النبي صلى الله (1) قال ابن خالويه: " وجدت حرفا رابعا: اجرأشت الابل فهى مجرأشة، بفتح الهمزه: إذا سمنت وامتلات بطونها ". ليس في كلام العرب ص 5. (2) في ا: " عليه السلام ". (3) هذا من شرح أبى عبيد، كما جاء في الهروي. (4) سقط من الهروي. (5) في الهروي: " وعليه " وكذا في اللسان، في موضعين. (6) من باب ضرب وسمع. كما في القاموس. (7) رواية الهروي: " كان نساء المؤمنين " ورواية اللسان: " كن نساء المؤمنين ".
[ 261 ]
عليه وسلم الصبح، ثم يرجعن متلفعات بمروطهن، لا يعرفن من الغلس " أي متلففات بأكسيتهن. واللفاع: ثوب يجلل به الجسد كله، كساء كان أو غيره. وتلفع بالثوب، إذا اشتمل به. (س) ومنه حديث على وفاطمة " وقد دخلنا في لفاعنا " أي لحافنا. (س) ومنه حديث أبى " كانت ترجلنى ولم يكن عليها إلا لفاع " يعنى امرأته. * ومنه الحديث " لفعتك النار " أي شملتك من نواحيك وأصابك لهبها. ويجوز أن تكون العين بدلا من حاء " لفحته [ النار ] (1) ". * (لفف) * (ه) في حديث أم زرع " إن أكل لف " أي قمش (2)، وخلط من كل شئ. (ه) وفيه أيضا " وإن رقد التف " أي إذا نام تلفف في ثوب ونام ناحية عنى. (ه) وفيه حديث نائل " قال: سافرت مع مولاى عثمان وعمر في حج أو عمرة، وكان عمر وعثمان وابن عمر لفا، وكنت انا وابن الزبير في شببة معنا لفا، فكنا نتراما بالحنظل، فما يزيدنا عمر على أن يقول: كذاك لا تذعروا علينا ". اللف: الحزب والطائفة، من الالتفات، وجمعه: ألفاف. يقول: حسبكم، لا تنفروا عليئا إبلنا. * ومنه حديث أبى الموالى " إنى لاسمع بين فخذيها من لففها مثل فشيش الحرابش " اللف واللفف: تدانى الفخذين من السمن. والمرأة لفاء. * (لفق) * [ ه ] في حديث لقمان " صفاق لفاق " هكذا جاء في رواية باللام. واللفاق: الذى لا يدرك ما يطلب. وقد لفق ولفق. (1) من: ا، واللسان. (2) في الهروي: " قمش " قال الجوهرى: " القمش: جمع الشئ من هاهنا وهاهنا. وكذلك التقميش ".
[ 262 ]
* (لفا) * فيه " لاألفين أحدكم متكئا على أريكته " أي لاأجد وألقى. يقال: ألفيت الشى ألفيه إلفاء، إذا وجدته وصادفته ولقيته. * ومنه حديث عائشة " ما ألفاه السحر عندي إلا نائما " أي ما أتى عليه السحر إلا وهو نائم. تعنى بعد صلاة الليل (1). والفعل فيه للسحر. وقد تكرر في الحديث. * (باب اللام مع القاف) * * (لقح) * * فيه " نعم المنحة اللقحة " اللقحة، بالكسر والفتح: الناقة القريبة العهد بالنتاج. والجمع: لقح. وقد لقحت لقحا ولقاحا، وناقة لقوح، إذا كانت غزيرة اللبن. وناقة لاقح، إذا كانت حاملا. ونوق لواقح. واللقاح: ذوات الالبان، الواحدة: لقوح. وقد تكرر ذكره في الحديث مفردا ومجموعا. (ه) ومنه حديث ابن عباس " اللقاح واحد " هو بالفتح (2) اسم (3) ماء الفحل، أراد (4) أن ماء الفحل الذى حملت منه واحد، واللبن الذى أرضعت كل واحدة (5) منهما كان أصله ماء الفحل. ويحتمل (6) أن يكون اللقاح في هذا الحديث بمعنى الالقاح. يقال: ألقح الفحل الناقة إلقاحا ولقاحا، كما يقال: أعطى إعطاء وعطاء. والاصل فيه للابل. ثم استعير للناس (7). (1) في ا: " تعنى صلاة الليل ". (2) في الهروي بالكسر، ضبط قلم. وقال صاحب المصباح: " اللقاح، بالفتح والكسر ". وذكر حديث ابن عباس هذا. (3) هذا شرح الليث، كما في الهروي. (4) في الهروي، واللسان: " كأنه أراد ". (5) في الهروي: " واحد " وفى اللسان: " كل واحدة منهما مرضعها ". (6) قائل هذا هو الازهرى، كما في اللسان. (7) عبارة الهروي: " والاصل فيه الابل ثم يستعار في النساء " والذى في اللسان: " والاصل فيه للابل، ثم استعير في النساء ".
[ 263 ]
(س) ومنه حديث رقية العين " أعوذ بك من شر كل ملقح ومخبل " تفسيره في الحديث أن الملقح: الذى يولد له، والمخبل: الذى لا يولد له، من ألقح الفحل الناقة إذا أولدها. (ه) وفى حديث عمر " أدروا لقحة المسلمين " أراد (1) عطاءهم. وقيل (2): أراد درة الفئ والخراج الذى منه عطاؤهم. وإدراره: جبايته وجمعه. [ ه ] وفيه " أنه نهى عن الملاقيح والمضامين " الملاقيح: جمع ملقوح، وهو جنين الناقة. يقال: لقحت الناقة، وولدها ملقوح به، إلا أنهم استعملوه بحذف الجار، والناقة ملقوحة. وإنما نهى عنه، لانه من بيع الغرر. وقد تقدم مبسوطا في المظامين. * وفيه " أنه مر بقوم يلقحون النخل " تلقيح النخل: وضع طلع الذكر في طلع الانثى أول ما ينشق (3). (ه) وفى حديث أبى موسى ومعاذ " أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح " أي أقروه متمهلا شيئا بعد شئ، بتدبر وتفكر (4)، كاللقوح تحلب فواقا بعد فواق، لكثرة لبنها، فإذا أتى عليها ثلاثة أشهر حلبت غدوة وعشيا (5). * (لقس) * (ه) فيه " لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست نفسي " أي غثت: واللقس: الغثيان. (1) هذا من قول شمر، كما في الهروي. (2) القائل هو الازهرى. كما ذكر الهروي. وفيه: " كأنه أراد ". (3) في ا: " تنشق ". (4) الذى في الهروي: " جزءا بعد جزء، بتدبر وتذكر، وبمداومته ". (5) في الهروي: " وعشية ".
[ 264 ]
وإنما كره " خبثت " هربا من لفظ الخبث والخبيث. (ه) وفى حديث عمر " وذكر الزبير فقال: وعقة لقس " اللقس (1): السئ الخلق. وقيل: الشحيح. ولقست نفسه إلى الشئ، إذا حرصت عليه ونازعته إليه. * (لقط) * (س) في حديث مكة " ولا تحل لقطتها إلا لمنشد " قد تكرر ذكر " اللقطة " في الحديث، وهى بضم اللام وفتح القاف: اسم المال الملقوط: أي الموجود. والالتقاط: أن يعثر على الشئ من غير قصد وطلب. وقال بعضهم: هي اسم الملتقط، كالضحكة والهمزة، فأما المال الملقوط فهو نسكون القاف، والاول أكثر وأصح. واللقطة في جميع البلاد لا تحل إلا لمن يعرفها سنة ثم يتملكها بعد السنة، بشرط الضمان لصاحبها إذا وجده. فأما مكة ففى لقطتها خلاف، فقيل: إنها كسائر البلاد. وقيل: لا، اهذا الحديث. والمراد بالانشاء الدوام عليه، وإلا فلا فائدة لتخصيصها بالانشاد. واختار أبو عبيد أنه ليس يحل للملتقط الانتفاع بها، وليس له إلا الانشاد. قال الازهرى: فرق بقوله هذا بين لقطة الحرام ولقطة سائر البلدان، فإن لقطة غيرها إذا عرفت سنة حل الانتفاع بها، وجعل لقطة الحرم حراما على ملتقطها والانتفاع بها، وإن طال تعريفه لها، وحكم أنها لا تحل لاحد إلا بنية تعريفها ما عاش. فأما أن يأخذها وهو ينوى تعريفها سنة ثم ينتفع بها، كلقطة غيرها فلا. [ ه ] وفى حديث عمر " أن رجلا من بنى تميم التقط شبكة فطلب أن يجعلها له " الشبكة: الآبار القريبة الماء. والتقاطها: عثوره عليها من غير طلب. * وفيه " المرأة تحوز ثلاثة مواريث: عتيقها، ولقيطها، وولدها الذى لاعنت عنه " اللقيط: الطفل الذى يوجد مرميا على الطرق، لايعرف أبوه ولا أمه، فعيل بمعنى مفعول. (1) هذا من شرح ابن شميل، كما ذكر الهروي.
[ 265 ]
وهو في قول عامة الفقهاء حر لا ولاء عليه لاحد، ولا يرثه ملتقطه. وذهب بعض أهل العلم إلى العمل بهذا الحديث على ضعفه عند أكثر أهل النقل. * (لقع) * * في حديث ابن مسعود " قال رجل عنده: إن فلانا لقع فرسك فهو يدور كأنه في فلك " أي رماه بعينه وأصابه بها، فأصابه دوار. (ه) ومنه حديث سالم بن عبد الله بن عمر " فلقعنى الاحول بعينه " أي أصابني بها، يعنى هشام بن عبد الملك، وكان أحول. [ ه ] ومنه الحديث " فلقعه ببعرة " أي رماه بها. * (لقف) * * في حديث الحج " تلقفت التلبية من في رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي تلقنتها وحفظتها بسرعة. [ ه ] وفى حديث الحجاج " قال لامراة: إنك لقوف صيود " اللقوف (1): التى إذا مسها الرجل لقفت يده سريعا: أي أخذتها. * (لقق) * (ه) فيه " أنه قال لابي ذر: مالى أراك لقا بقا، كيف بك إذا أخرجوك من المدينة ؟ " اللق: الكثير (2) الكلام، وكان في أبى ذر شدة على الامراء، وإغلاط لهم في القول. وكان عثمان يبلغ عنه. يقال: رجل لقاق بقاق. ويروى " لقى " بالتخفيف. وسيجئ. (ه) وفى حديث عبد الملك " أنه كتب إلى الحجاج: لا تدع خقا ولا لقا إلا زرعته " اللق بالفتح: الصدع والشق. * وفى حديث يوسف بن عمر " أنه زرع كل حق (3) ولق (4) " اللق: الارض المرتفعة. * (لقلق) * * فيه " من وقى شر لقلقه دخل الجنة " اللقلق: اللسان. [ ه ] ومنه حديث عمر " ما لم يكن نقع ولا لقلقة " أراد الصياح والجلبة عند الموت. وكأنها حكاية الاصوات الكثيرة. (1) هذا شرح الاصمعي، كما ذكر الهروي. (2) هذا من شرح الازهرى. كما في الهروي. (3) في الاصل، واللسان " خق " بخاء معجمة مفتوحة، وهو خطأ. صوابه من: ا. وما سبق في مادة (حقق) 1 / 416. (4) في الاصل، واللسان: " لق " بالفتح. وضبطته بالضم من: ا، ومما سبق في مادة (حقق).
[ 266 ]
* (لقم) * * فيه " أن رجلا ألقم عينه خصاصة الباب " أي جعل الشق الذى في الباب محاذى عينه، فكأنه جعله للعين كأللقمة للفم. (س) ومنه حديث عمر " فهو كالارقم أن يترك يلقم " أي إن تركته أكلك. يقال: لقمت الطعام ألقمه، وتلقمته والتقمته. * (لقن) * (ه) في حديث الهجرة " ويبيت عندهما عبد الله بن أبى بكر وهو شاب ثقف لقن " أي فهم حسن التلقن لما يسمعه. * ومنه حديث الاخدود " انضروا لى غلاما فطنا لقنا ". [ ه ] وفى حديث على " إن هاهنا علما - وأشار إلى صدره - لو أصبت له حملة، بلى أصيب (1) لقنا غير مأمون " أي فهما غير ثقة. * (لقا) * * فيه " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموت دون لقاء الله ". المراد بلقاء الله المصير إلى الدار الآخرة، وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت، لان كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله، ومن آثرها وركن إليها كره لقاء الله، لانه إنما يصل إليه بالموت. وقوله: " والموت دون لقاء الله " يبين أن الموت غير القاء، ولكنه معترض دون الغرض المطلوب، فيجب أن يصبر عليه، ويحتمل مشاقه حتى يصل إلى الفوز باللقاء. [ ه ] وفيه: " أنه نهى عن تلقى الركبان " هو أن يستقبل الحضرى البدوى قبل وصوله إلى البلد، ويخبره يكساد ما معه كذبا، ليشترى منه سلعته بالوكس، وأقل من ثمن المثل، وذلك تغرير محرم، ولكن الشراء منعقد، ثم إذا كذب وظهر الغبن، ثبت الخيار للبائع، وإن صدق، ففيه على مذهب الشافعي خلاف. [ ه ] وفيه " دخل أبو قارظ مكة فقالت قريش: حليفنا وعضدنا وملتقى أكفنا " أي (2) أيدينا تلتقي مع يده وتجتمع. وأراد به الحلف الذى كان بينه وبينهم. (1) في الهروي: " بلى أصبت ". (2) هذا شرح القتيبى. كما في الهروي.
[ 267 ]
* وفيه " إذا التقى الختانان وجب الغسل " أي إذا حاذى أحدهما الآخر، وسواء تلامسا أو لم يتلامسا. يقال: التقى الفارسان، إذا تحاذيا وتقابلا. وتظهر فائدته فيما إذا لف على عضوه خرقة ثم جامع فإن الغسل يجب عليه، وإن لم يلمس الختان الختان. * وفى حديث النخعي " إذا التقى الماء ان فقد تم الطهور " يريد إذا طهرت العضوين من اعضائك في الوضوء فاجتمع الماءان في الطهور لهما فقدتم طهورهما للصلاة، ولا يبالى أيهما قدم. وهذا على مذهب من لا يوجب الترتيب في الوضوء، أو يريد بالعضوين اليدين والرجلين، في تقديم اليمنى على اليسرى، أو اليسرى على اليمنى. وهذا لم يشترطه أحد. * وفيه " إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقى لها بالا يهوى (1) بها في النار " أي ما يحضر قلبه لما يقوله منها. والبال: القلب. * ومنه حديث الاحنف " أنه نعى إليه رجل فما ألقى لذلك بالا " أي ما استمع له، ولا اكترث به. * وفى حديث أبى ذر " مالى أراك لقا بقا " هكذا جاءا مخففين في رواية، بوزن عصا. واللقى: الملقى على الارض، والبقا: إتباع له. (ه) ومنه حديث حكيم بن حزام " وأخذت ثيابها فجعلت لقى " أي مرماة ملقاة. قيل: أصل اللقى: أنهم كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم، وقالوا: لانطوف في ثياب عصينا الله فيها فيلقونها عنهم، ويسمون ذلك الثوب لقى، فإذا قضوا نسكهم لم يأخذوها، وتركوها بحالها ملقاة. * وفى حديث أشراط الساعة " ويلقى الشح " قال الحميدى: لم تضبط الرواة هذا الحرف. ويحتمل أن يكون " يلقى "، بمعنى يتلقى ويتعلم ويتواصى به ويدعى إليه، من (1) ضبط في ا: " يهوى ".
[ 268 ]
قوله تعالى " ولا (1) يلقاها إلا الصابرون " أي ما يعلمها وينبه عليها، وقوله تعالى " فتلقى آدم من ربه كلمات ". ولو قيل " يلقى " مخففة القاف لكان أبعد، لانه لو ألقى لترك، ولم يكن موجودا. وكان يكون مدحا، والحديث مبنى على الذم. ولو قيل " يلفى " بالفاء بمعنى يوجد، لم يستقم، لان الشح ما زال موجودا. * وفى حديث ابن عمر " أنه اكتوى من اللقوة " هي مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه. * (باب اللام مع الكاف) * * (لكأ) * * في حديث الملاعنة " فتلكأت عند الخامسة " أي توقفت وتباطأت أن تقولها. * ومنه حديث زياد " أتى برجل فتلكأ في الشهادة ". * (لكد) * [ ه ] في حديث عطاء " إذا كان حول الجرح قيح ولكد فأتبعه بصوفة فيها ماء فاغسله " يقال: لكد الدم بالجلد، إذا لصق به. * (لكز) * * في حديث عائشة " لكزنى أبى لكزة " اللكز: الدفع في الصدر بالكف. * (لكع) * [ ه ] فيه " يأتي على الناس زمان يكون أسعد الناس في الدنيا (2) لكع ابن لكع " اللكع (3) عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم. يقال للرجل: لكع، وللمرأة لكاع. وقد لكع الرجل يلكع لكعا فهو ألكع. وأكثر ما يقع في النداء، وهو اللئيم. وقيل: الوسخ، وقد يطلق على الصغير. [ ه ] ومنه الحديث " أنه عليه السلام جاء يطلب الحسن بن على قال: أثم لكع ؟ " فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير العلم والعقل. (1) في الاصل وا،، والهروى واللسان: " وما " خطأ. وهى الآية 80 من سورة القصص. (2) في الهروي، واللسان: " بالدنيا ". (3) هذا من شرح أبى عبيد، كما في الهروي.
[ 269 ]
[ ه ] ومنه (1) حديث الحسن " قال لرجل: يالكع " يريد يا صغيرا في العلم والعقل. * وفى حديث أهل البيت " لا يحبنا اللكع (2) والمحيوس ". (س) وفى حديث عمر " أنه قال لامة رآها: يالكعاء، أتتشبهين بالحرائر ؟ " يقال: رجل ألكع وامرأة لكعاء، وهى لغة في لكاع، بوزن قطام. * ومنه حديث ابن عمر " قال لمولاة له أرادت الخروج من المدينة: اقعدي لكاع ". [ ه ] ومنه حديث سعد بن عبادة " أرأيت إن دخل رجل بيته فرأى لكاعا قد تفخذ امرأته " هكذا روى في الحديث، جعله صفة لرجل، ولعله أراد لكعا فحرف. * وفى حديث الحسن " جاءه رجل فقال: إن إياس بن معاوية رد شهادتى، فقال: يا ملكعان، لم رددت شهادته ؟ " أراد حداثة سنه، أو صغره في العلم. والميم والنون زائدتان. * (باب اللام مع الميم) * * (لمأ) * [ ه ] في حديث المولد: فلمأتها نورا يضئ له * ما حوله كإضاءة البدر لمأتها: أي أبصرتها ولمحتها. واللمء واللمح: سرعة إبصار الشئ. * (لمح) * (س) ومنه الحديث " أنه كان يلمح في الصلاة ولا يلتفت ". * (لمز) * * فيه " أعوذ بك من همز الشيطان ولمزه " اللمز: العيب والوقوع في الناس. وقيل: هو العيب في الوجه. والهمز: العيب بالغيب. وقد تكرر في الحديث. * (لمس) * (ه) فيه " أنه نهى عن بيع الملامسة " هو (3) أن يقول: إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع. (1) هكذا جاء السياق عند الهروي: " وسئل بلال بن حريز، فقال: هي لغتنا للصغير. وإلى هذا ذهب الحسن.... " (2) في اللسان: " ألكع ". (3) هذا من شرح أبى عبيد، كما جاء عند الهروي.
[ 270 ]
وقيل: هو أن يلمس المتاع من وراء ثوب، ولا ينظر إليه ثم يوقع البيع عليه. نهى عنه لانه غرر، أو لانه تعليق أو عدول عن الصيغة الشرعية. وقيل: معناه أن يجعل اللمس بالليل قاطعا للخيار، ويرجع ذلك إلى تعليق اللزوم، وهو غير نافذ. (س) وفيه " اقتلوا ذا الطفيتين والابتر، فإنهما يلمسان البصر " وفى رواية " يلتمسان البصر " أي يخطفان ويطمسان. وقيل: لمس عينه وسمل بمعنى. وقيل: أراد أنهما يقصد ان البصر باللسع. وفى الحيات نوع يسمى الناظر، متى وقع نظره على عين إنسان مات من ساعته. ونوع آخر إذا سمع إنسان صوته مات. وقد جاء في حديث الخدرى عن الشاب الانصاري الذى طعن الحية برمحه، فماتت ومات الشاب من ساعته. * وفيه " أن رجلا قال له: إن امرأتي لا ترد يد لامس، فقال: فارقها " قيل: هو إجابتها لمن أرادها. وقوله في سياق الحديث " فاستمتع بها ": أي لا تمسكها إلا بقدر ما تقضى متعة النفس منها ومن وطرها. وخاف النبي صلى الله عليه وسلم إن هو أوجب عليه طلاقها أن تتوق نفسه إليها فيقع في الحرام. وقيل: معنى " لا ترد يد لامس ": أنها تعطى من ماله من يطلب منها، وهذا أشبه. قال أحمد: لم يكن ليأمره بإمساكها وهى تفجر. قال على وابن مسعود: إذا جاءكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فظنوا به الذى هو أهدى وأتقى. * ومنه الحديث " من سلك طريقا يلتمس فيه علما " أي يطلبه، فاستعار له اللمس.
[ 271 ]
* وحديث عائشة " فالتمست عقدى ". وقد تكرر في الحديث. * (لمص) * * فيه " أن الحكم بن أبى العاص كان خلف النبي صلى الله عليه وسلم يلمصه فالتفت إليه فقال: كن كذلك " يلمصه، أي يحكيه ويريد عيبه بذلك، قاله الزمخشري (1). * (لمظ) * [ ه ] في حديث على " الايمان يبدأ في القلوب لمظة ". اللمظة بالضم: مثل النكتة، من البياض. ومنه فرس المظ، إذا كان بجحفلته بياض يسير. * وفى حديث أنس، في التحنيك " فجعل الصبى يتلمظ " أي يدير لسانه في فيه ويحركه يتتبع أثر التمر، واسم ما يبقى في الفم من أثر الطعام: لماظة. * (لمع) * * فيه " إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء يلتمع بصره " أي يختلس. يقال: ألمعت بالشئ، إذا اختلسته، واختطفته بسرعة. [ ه ] ومنه حديث ابن مسعود " رأى رجلا شاخصا بصره إلى السماء فقال: ما يدرى هذا لعل بصره سيلتمع قبل أن يرجع إليه ". [ ه ] ومنه حديث لقمان " إن أر مطمعى فحدو تلمع " أي تختطف الشئ في انقضاضها. والحدو: هي الحدأة بلغة مكة. ويروى " تلمع "، من لمع الطائر بجناحيه، إذا خفق بهما. ويقال: لمع بثوبه وألمع به، إذا رفعه وحركه ليراه غيره فيجئ إليه. * ومنه حديث زينب " رآها تلمع من وراء الحجاب " أي تشير بيدها. (1) لم يذكر الزمخشري هذه المادة. والذى في الفائق 3 / 159: " مر بالحكم أبى مروان، فجعل الحكم يغمز بالنبي صلى الله عليه وآله، ويشير بإصبعه. فالتفت إليه فقال: اللهم اجعل به وزغا، فرجف مكانه. وروى أنه قال: كذلك قلتكن. فأصابه مكانه وزغ لم يفارقه ". وانظر (وزغ) فيما يأتي.
[ 272 ]
[ ه ] وحديث عمر " أنه ذكر الشام فقال: هي اللماعة بالركبان " أي تدعوهم إليها. وفعالة. من أبنية المبالغة. * وفيه " أنه اغتسل فرأى لمعة بمنكبه فدلكها بشعره " أراد بقعة يسيرة من جسده لم ينلها الماء، وهى في الاصل قطعة من النبت إذا أخذت في اليبس. * ومنه حديث دم الحيض " فرأى به لمعة من دم ". * (لملم) * (1) (ه) في حديث سويد بن غفلة " أتانا مصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل بناقة ململمة فأبى أن يأخذها " هي المستديرة سمنا، من اللهم: الضم والجمع، وإنما ردها لانه نهى أن يؤخذ في الزكاة خيار المال. * (لمم) * [ ه ] في حديث بريدة " أن امرأة شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لممأ بابنتها " اللمم: طرف (2) من الجنون يلم بالانسان: أي (3) يقرب منه ويعتريه. [ ه ] ومنه حديث الدعاء " أعوذ بكلمات الله التامة (4) من شر كل سامة، ومن كل عين لامة " أي (5) ذات لمم، ولذلك لم يقل " ملمة " وأصلها من ألممت بالشئ، ليزاوج قوله " من شر كل سامة ". [ ه ] ومنه الحديث في صفة الجنة " فلولا أنه شئ قضاء الله لالم أن يذهب بصره، لما يرى فيها " أي يقرب. * ومنه الحديث " ما يقتل حبطا أو يلم " أي يقرب من القتل. * وفى حديث الافك " وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله " أي قاربت. وقيل: اللمم: مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل. وقيل: هو من اللمم: صغار الذنوب. (1) وضعت هذه المادة في الاصل، وا بعد مادة (لمم) على غير نهج المصنف في إيراد المواد على ظاهر لفظها. (2) هذا من قول شمر، كما في الهروي. (3) وهذا من قول أبى عبيد، كما في الهروي أيضا. (4) في ا: " التامات ". (5) وهذا من شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي.
[ 273 ]
وقد تكرر " اللمم " في الحديث. * ومنه حديث أبى العالية " إن اللمم ما بين الحدين: حد الدنيا وحد الآخرة " أي صغار الذنوب التى ليس عليها حد الدنيا ولا في الآخرة. [ ه ] وفى حديث ابن مسعود " لابن آدم لمتان: لمة من الملك ولمة من الشيطان " اللمة: الهمة (1) والخطرة تقع في القلب، أراد إلمام الملك أو الشيطان به والقرب منه، فما كان من خطرات الخير، فهو من اللك، وما كان من خطرات الشر، فهو من الشيطان. [ ه ] وفيه " اللهم المم شعثنا ". * وفى حديث آخر " وتلم بها شعثى " هو من اللم: الجمع. يقال: لممت الشئ ألمه لما، إذا جمعته: أي اجمع ما تشتت من أمرنا. * وفى حديث المغيرة " تأكل لما وتوسع ذما " أي تأكل كثيرا مجتمعا. (س) وفى حديث جميلة " أنها كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلا به لمم، فإذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، فأنزل كفارة الظهار " اللمم هاهنا: الالمام بالنساء وشدة الحرص عليهن. وليس من الجنون، فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شئ. (ه) وفيه " ما رأيت ذا لمة أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللمة من شعر الرأس: دون الجمة، سميت بذلك، لانها ألمت بالمنكبين، فإذا زادت فهى الجمة (2). (س) ومنه حديث أبى رمثة " فإذا رجل له لمة " يعنى النبي صلى الله عليه وسلم. * (لمه) * (ه) في حديث فاطمة " أنها خرجت في المة من نسائها، تتوطأ ذيلها، إلى أبى بكر فعاتبته " أي في جماعة من نسائها. قيل: هي مابين الثلاثة إلى العشرة. وقيل: اللمة: المثل في السن، والترب. (1) قال في القاموس: " والهمة، ويفتح: ماهم به من أمر ليفعل ". (2) زاد الهروي: " فإذا بلغت شحمة الاذنين فهى الوفرة ". (35 - النهاية 4)
[ 274 ]
قال الجوهرى (1): " الهاء عوض " من الهمزة الذاهبة من وسطه، وهو مما أخذت عينه، كسه ومذ، وأصلها فعلة من الملاءمة، وهى الموافقة. (ه) ومنه حديث عمر " أن شابة زوجت شيخا فقتلته، فقال: أيها الناس، لينكح الرجل لمته من النساء، ولتنكح المرأة لمتها من الرجال " أي شكله وتربه. * ومنه حديث على " ألا وإن معاوية قاد لمة من الغواة " أي جماعة. * ومنه الحديث " لا تسافروا حتى تصيبوا لمة " أي رفقة. * (لما) * * فيه " ظل ألمى " هو الشديد الخضرة المائل إلى السواد، تشبيها باللمى الذى يعمل في الشفة، واللثة، من خضرة أو زرقة أو سواد. (س) وفيه " أنشدك الله لما فعلت كذا " أي إلا فعلته. وتخفف الميم، وتكون " ما " زائدة. وقرئ بهما قوله تعالى " إن كل نفس لما عليها حافظ " أي ماكل نفس إلا عليها حافظ، وإن كل نفس لعليها حافظ. * (باب اللام مع الواو) * * (لوب) * (ه) فيه " أنه حرم مابين لابتى المدينة " اللابة: الحرة. وهى الارض (2) ذات الحجارة السود التى قد ألبستها لكثرتها، وجمعها: لابات، فإذا كثرت فهى اللاب واللوب، مثل: قارة وقار وقور. وألفها منقلبة عن واو. والمدينة مابين حرتين عظيمتين (ه) وفى حديث عائشة، ووصفت أباها " بعيد مابين اللابتين " أرادت أنه واسع الصدر (3)، واسع العطن، فاستعارت له اللابة، كما يقال: رحب الفناء، وواسع الجناب. (1) ذكر الجوهرى في (لمى) واقتصر على قوله: " والهاء عوض " أما بقية هذا الشرح فهو من قول الزمخشري. انظر الفائق 2 / 476. (2) هذا شرح الاصمعي. كما في الهروي. (3) في الهروي. " الصلة ".
[ 275 ]
* (لوث) * (ه) فيه " فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس " أي اجتمعوا حوله. يقال: لاث به يلوث، وألاث بمعنى. والملاث: السيد تلاث به الامور: أي تقرن به وتعقد. [ ه ] وفى حديث أبى ذر " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا التاثت راحلة أحدنا من بالسروة في ضبعها " أي أذا أبطأت في سيرها نخسها بالسروة، وهى نصل صغير، وهو من اللوثة (1): الاسترخاء والبطء. * ومنه الحديث " أن رجلا كان به لوثة، فكان يغبن في البيع " أي ضعف في رأيه، وتلجلج في كلامه. [ ه ] وفى حديث أبى بكر " أن رجلا وقف عليه، فلاث لوثا من كلام في دهش " أي لم يبينه ولم يشرحه. ولم يصرح به. وقيل: هو من اللوث: الطى والجمع. يقال: لثت العمامة ألوثها لوثا. * ومنه حديث بعضهم " فحللت من عمامتى لوثا أو لوثين " أي لفة أو لفتين. * وحديث الانبذة " والاسقية التى تلاث على أفواهها " أي تشد وتربط. (س) ومنه الحديث " إن امرأة من بنى إسرائيل عمدت إلى قرن من قرونها فلاثته بالدهن " أي أدارته. وقيل: خلطته. (س) وفى حديث ابن جزء " ويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر، ارفع يا غلام، ضع يا غلام " قال الحربى: أظنه الذين يدار عليهم بألوان الطعام، من اللوث. وهو إدارة العمامة. (س) وفى حديث القسامة ذكر " اللوث " وهو أن يشهد شاهد واحد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلانا قتلني، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما، أو تهديد منه له، أو نحو ذلك، وهو من التلوث: والتلطخ. يقال: لاثه في التراب، ولوثه. (1) اللوثة، بالضم، كما في ا بالقلم، واللسان بالعبارة.
[ 276 ]
* (لوح) * * في حديث سطيح، في الرواية (1): * يلوحه في اللوح بوغاء الدمن * اللوح، بالضم: الهواء. ولاحه يلوحه، ولوحه، إذا غير لونه. * وفى أسماء دوابه عليه الصلاة والسلام " أن اسم فرسه ملاوح " هو الضامر الذى لا يسمن، والسريع العطش، والعظيم الالواح، وهو الملواح أيضا. [ ه ] وفى حديث المغيرة " أتحلف عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فألاح من اليمين " أي اشفق وخاف. * (لوذ) * * في حديث الدعاء " اللهم بك أعوذ، وبك ألوذ " يقال: لاذ به يلوذ لياذا، إذا التجأ إليه وانضم واستغاث. [ ه ] ومنه الحديث " يلوذ به الهلاك " أي يحتمى به الهالكون ويستترون. * وفى خطبه الحجاج " وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون لواذا " أي مستخفين ومستترين، بعضكم ببعض، وهو المصدر: لاوذ يلاوذ ملاوذة، ولواذا. * (لوص) * [ ه ] فيه " أنه قال لعثمان: إن الله سيقمصك قميصا، وإنك تلاص على خلعه " أي يطلب منك أن تخلعه، يعنى الخلافة. يقال: ألصته على الشئ أليصه، مثل راودته عليه وداورته. [ ه ] ومه حديث عمر " أنه قال لعثمان معنى كلمة الاخلاص: هي الكلمة التى ألاص عليها عمه عند الموت " يعنى أبا طالب: أي أداره عليها، وراوده فيها (2). * ومنه حديث زيد بن حارثة " فأداروه وألاصوه، فأبى وحلف ألا يلحقهم ". * وفيه " من سبق العاطس بالحمد أمن (3) الشوص واللوص " هو وجع الاذن. وقيل: وجع النحر. (1) انظر مادة (بوغ). (2) في الهروي: " عنها " وفى الفائق 2 / 478: " أي أراده عليها وأرادها منه وفى الصحاح: " ويقال: ألاصه على كذا، أي أداره على الشئ الذى يرومه ". وجاء في القاموس: " وألاصه على الشئ، أداره عليه، وأراده منه ". (3) في الاصل: " أمن من " وأسقطت " من " كما في ا، واللسان والفائق 1 / 681. وكما سبق في مادتي (شوص - علص).
[ 277 ]
* (لوط) * * في حديث أبى بكر " قال: إن عمر لاحب الناس إلى: ثم قال: اللهم أعز الولد ألوط " أي ألصق بالقلب. يقال: لاط به يلوط ويليط، لوطا وليطا ولياطا، إذا لصق به: أي الولد ألصق بالقلب. * ومنه حديث أبى البخترى " ما أزعم أن عليا أفضل من أبى بكر ولا عمر، ولكن أجد له من اللوط مالا أجد لاحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم ". [ ه ] وفى حديث ابن عباس " إن كنت تلوط حوضها " أي تطينه وتصلحه. وأصله من اللصوق. * ومنه حديث أشراط الساعة " ولتقومن وهو يلوط حوضه " وفى رواية " يليط حوضه ". * ومنه حديث قتادة " كانت بنو إسرائيل إنما يشربون في التيه ما لاطوا " أي لم يصيبوا ماء سيحا، إنما كانوا يشربون مما يجمعونه في الحياض من الآبار. * وفى خطبة على " ولا طها بالبلة حتى لزبت ". [ ه ] وفى حديث على ابن الحسين، في المستلاط " إنه لا يرث " يعنى الملصق بالرجل في النسب. * وحديث عائشة في نكاح الجاهلية " فالتاط به ودعى ابنه " أي التصق به. * ومنه الحديث " من أحب الدنيا التاط منها بثلاث: شغل لا ينقضى، وأمل لا يدرك، وحرص لا ينقطع ". * ومنه حديث العباس " أنه لاط لفلان بأربعة آلاف، فبعثه إلى بدر مكان نفسه " أي الصق به أربعة آلاف. [ ه ] وحديث الاقرع بن حابس " أنه قال لعيينة بن حصن: بما استلطتم دم هذا الرجل ؟ " أي استوجبتم واستحققتم، لانه لما صار لهم كأنهم ألصقوه بأنفسهم. * (لوع) * * في حديث ابن مسعود " إنى لاجد له من اللاعة ما أجد لولدي " اللاعة واللوعة: ما يجده الانسان لولده وحميمه، من الحرقة وشدة الحب. يقال: لاعة يلوعه ويلاعه لوعا.
[ 278 ]
* (لوق) * [ ه ] في حديث عبادة بن الصامت " ولا آكل إلا مالوق لى " أي لا آكل إلا مالين لى. وأصله من اللوقه، وهى الزبدة. وقيل: الزبد بالرطب (1). * (لوك) * * فيه " فإذا هي في فيه يلوكها " أي يمضغها. واللوك: إدارة الشئ في الفم. وقد لاكه يلوكه لوكا. * ومنه الحديث " فلم نؤت إلا بالسويق فلكناه ". * (لوم) * * في حديث عمرو بن سلمة الجرمى " وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح " أي تنتظر. أراد تتلوم. فحذف إحدى التاءين تخفيفا. وهو كثير في كلامهم. * ومنه حديث على " إذا أجنب في السفر تلوم ما بينه وبين آخر الوقت " أي انتظر. (س) وفيه " بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم، والشاب المتلوم " أي المتعرض للائمة في الفعل السيئ. ويجوز أن يكون من اللومة (2) وهى الحاجة: أي المنتظر لقضائها. (س) وفيه " فتلاوموا بينهم " أي لام بعضهم بعضا. وهى مفاعلة، من لامه يلومه لوما، إذا عذله وعنفه. (س) ومنه حديث ابن عباس " فتلاومنا ". (س) وفى حديث ابن أم مكتوم " ولى قائد لا يلاومني " كذا جاء في رواية بالواو، وأصله الهمزة، من الملاءمة، وهى الموافقة. يقال: هو يلائمنى بالهمز، ثم يخفف فيصير ياء. وأما الواو فلا وجه لها، إلا أن يكون يفاعلنى، من اللوم، ولا معنى له في هذا الحديث. (س) وفى حديث عمر " لو ما أبقيت ! " أي هلا أبقيت، وهى حرف من حروف المعاني، معناها التحضيض، كقوله تعالى: " لو ما تأتينا بالملائكة ". * (لون) * (س) في حديث جابر وغرمائه " اجعل اللون على حدته " اللون: نوع من النخل. وقيل: هو الدقل. وقيل: النخل كله ماخلا البرنى والعجوة، ويسميه أهل المدينة (1) زاد الهروي: " ويقال لها: الالوقة. لغتان ". (2) في الاصل: " اللؤمة " والمثبت من: ا، واللسان.
[ 279 ]
الالوان، واحدته: لينة. وأصله: لونة (1)، فقلبت الواو ياء، لكسرة اللام. (ه) وفى حديث ابن عبد العزيز " أنه كتب في صدقة التمر أن تؤخذ في البرنى من البرنى، وفى اللون من اللون " وقد تكرر في الحديث. * (لوا) * * فيه " لواء الحمد بيدى يوم القيامة " اللواء: الراية، ولا يمسكها إلا صاحب الجيش. * ومنه الحديث " لكل غادر لواء يوم القيامة " أي علامة يشهر بها في الناس، لان موضوع اللواء شهرة مكان الرئيس، وجمعه: ألوية. * وفى حديث أبى قتادة " فانطلق الناس لا يلوى أحد على أحد " أي لا يلتفت ولا يعطف عليه. وألوى برأسه ولواه، إذا أماله من جانب إلى جانب. (س) منه حديث ابن عباس " إن ابن الزبير لوى ذنبه " يقال: لوى رأسه وذنبه وعطفه عنك، إذا ثناه وصرفه. ويروى بالتشديد للمبالغة. وهو مثل لترك المكارم، والروغان عن المعروف وإيلاء الجميل. ويجوز أن يكون كناية عن التأخر والتخلف، لانه قال في مقابله: " وإن ابن أبى العاص مشى اليقدمية ". * ومنه الحديث " وجعلت خيلنا تلوى خلف ظهورنا " أي تتلوى. يقال: لوى عليه، إذا عطف وعرج. ويروى بالتخفيف. ويروى " تلوذ " بالذال. وهو قريب منه. * وفى حديث حذيفة " إن جبريل عليه السلام رفع أرض قوم لوط، ثم ألوى بها حتى سمع أهل السماء ضغاء كلابهم " أي ذهب بها. يقال: ألوت به العنقاء: أي أطارته. وعن قتادة مثله. وقال فيه: " ثم ألوى بها في جو السماء ". (س) وفى حديث الاختمار " لية لا ليتين " أي تلوى خمارها على رأسها مرة واحدة، ولا تديره مرتين، لئلا تتشبه بالرجال إذا اعتموا. (1) في الاصل: " لونة " بالضم. والتصحيح، بالكسر، من ا، واللسان.
[ 280 ]
[ ه ] وفيه " لى الواجد يحل عقوبته وعرضه " اللى: المطل. يقال: لواه غريمه بدينه يلويه ليا. وأصله: لويا، فأدغمت الواو في الياء (1). * ومنه حديث ابن عباس " يكون لى القاضى وإعراضه لاحد الرجلين " أي تشدده وصلابته. * وفيه " أياك واللو، فإن اللو من الشيطان " يريد قول المتندم على الفائت: لو كان كذا لقلت وفعلت. وكذلك قول المتمنى، لان ذلك من الاعتراض على الاقدار. والاصل فيه " لو " ساكنة الواو، وهى حرف من حروف المعاني، يمتنع بها الشئ لامتناع غيره، فإذا سمى بها زيد فيها واو أخرى، ثم أدغمت وشددت، حملا على نظائرها من حروف المعاني. (س) وفى صفة أهل الجنة " مجامرهم الالوة " أي بخورهم العود، وهو اسم له مرتجل. وقيل: هو ضرب من خيار العود وأجوده، وتفتح همزته وتضم. وقد اختلف في أصليتها وزيادتها. * ومنه حديث ابن عمر " أنه كان يستجمر بالالوة غير مطراة ". * وفيه " من خان في وصيته ألقى في اللوى " قيل: إنه واد في جهنم. * (باب اللام مع الهاء) * * (لهب) * (س) في حديث صعصعة " قال لمعاوية: إنى لاترك الكلام فما أرهف به ولا ألهب فيه " أي لا أمضيه بسرعة. والاصل فيه الجرى الشديد الذى يثير اللهب، وهو الغبار الساطع، كالدخان المرتفع من النار. * (لهبر) * * فيه " لا تتزوجن لهبرة " هي الطويلة الهزيلة (2). (1) قال الهروي: " وأراد بعرضه لومه، وبعقوبته حبسه ". وانظر (عرض) فيما سبق. (2) هكذا في الاصل، وا، واللسان، والذى في القاموس، والفائق 1 / 684: " القصيرة الدميمة " أما قول المصنف: " الطويلة الهزيلة " فهو شرح " النهبرة " كما في الفائق. وكما سيذكر المصنف في مادة (نهبر).
[ 281 ]
* (لهث) * * فيه " إن امرأة بغيا رأت كلبا يلهث، فسقته فغفر لها " لهث (1) الكلب وغيره، يلهث لهثا، إذا أخرج لسانه من شدة العطش والحر. ورجل لهثان، وامرأة لهثى. [ ه ] ومنه حديث ابن جبير، في المرأة اللهثى " إنها تفطر في رمضان ". * ومنه حديث على " في سكرة ملهثة " أي موقعة في اللهث. * (لهج) * (س) فيه " مامن ذى لهجة أصدق من أبى ذر " وفى حديث آخر " أصدق لهجة من أبى ذر " اللهجة: اللسان. ولهج بالشئ، إذا ولع به. * (لهد) * (س) في حديث عمر " لو لقيت قاتل أبى في الحرم مالهدته " أي دفعته. واللهد: الدفع الشديد في الصدر. ويروى " ما هدته " أي ما حركته. * (لهز) * (س) في حديث النوح " إذا ندب الميت وكل به ملكان يلهزانه " أي يدفعانه ويضربانه. واللهز: الضرب بجمع الكف في الصدر. ولهزه بالرمح، إذا طعنه به. (س) ومنه حديث أبى ميمونة " لهزت رجلا في صدره ". * وحديث شارب الخمر " يلهزه هذا وهذا " وقد تكرر في الحديث. * (لهزم) * (س) في حديث أبى بكر والنسابة " أمن هامها أو لهازمها ؟ " أي أمن أشرافها أنت أو من أوساطها. واللهازم: أصول الحنكين، واحدتها: لهزمة، بالكسر، فاستعارها لوسط النسب والقبيلة. * ومنه حديث الزكاة " ثم يأخذ بلهزمتيه " يعنى شدقيه. وقيل: هما عظمان ناتئان تحت الاذنين. وقيل: هما مضغتان عليتان (2) تحتهما. وقد تكررت (3) في الحديث. (1) ضبط في الاصل بكسر الهاء. وهو من باب " منع " كما في القاموس. (2) في الاصل: " عليتان " وفى ا: " علييان " وأثبت ما في الصحاح واللسان. (3) في الاصل: " تكرر " والمثبت من ا.
[ 282 ]
* (لهف) * [ ه ] فيه " اتقوا دعوة اللهفان " هو المكروب. يقال: لهف يلهف لهفا، فهو لهفان، ولهف فهو ملهوف. * ومنه الحديث " كان يحب يحب إغاثة اللهفان ". * والحديث الآخر " تعين ذا الحاجة الملهوف ". * (لهق) * (ه) فيه " كان خلقه سجية ولم يكن تلهوقا " أي لم يكن تصنعا وتكلفا. يقال تلهوق الرجل، إذا تزين بما ليس فيه من خلق ومروءة وكرم. قال الزمخشري: " وعندي أنه (1) من اللهق، وهو الابيض [ فقد استعملوا الابيض ] (2) في موضع الكريم (3) لنقاء عرضه مما يدنسه ". * ومنه قصيد كعب: * ترمى الغيوب بعينى مفرد لهق * هو بفتح الهاء وكسرها: الابيض. المفرد: الثور الوحشى، شبهها به. * (لهم) * * فيه " أسألك رحمة من عندك تلهمنى بها رشدي " الالهام: أن يلقى الله في النفس أمرا، يبعثه على الفعل أو الترك، وهو نوع من الوحى يخص الله به من يشاء من عباده. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث على " وأنتم لهاميم العرب " هي جمع لهموم، وهو الجواد من الناس والخيل. * (لها) * (س) فيه " ليس شئ من اللهو إلا في ثلاث " أي ليس منه مباح إلا هذه، لان كل واحدة منها إذا تأملتها وجدتها معينة على حق، أو ذريعة إليه. واللهو: اللعب. يقال: لهوت بالشئ ألهو لهوا، وتلهيت به، إذا لعبت به وتشاغلت، وغفلت به عن غيره. وألهاه عن كذا، أي شغله. ولهيت عن الشئ، بالكسر، ألهى، بالفتح (1) في الفائق 2 / 481: " أنه تفعول من اللهق ". (2) تكملة لازمة من الفائق. (3) في الاصل، وا واللسان: " الكرم " وأثبت ما في الفائق.
[ 283 ]
لهيا (1) إذا سلوت عنه وتركت ذكره، و [ إذا ] (2) غفلت عنه واشتغلت. (س) ومنه الحديث " إذا استأثر الله بشئ فاله عنه " أي اتركه وأعرض عنه، ولا تتعرض له. * ومنه حديث الحسن، في البلل بعد الوضوء " إله عنه ". * ومنه حديث سهل بن سعد " فلهى (3) رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ كان بين يديه " أي اشتغل. * وحديث ابن الزبير " أنه كان إذا سمع صوت الرعد لهى (4) عن حديثه " أي تركه وأعرض عنه. (ه) وحديث عمر " أنه بعث إلى أبى عبيدة بمال في صرة، وقال للغلام " اذهب بها إليه ثم تله ساعة في البيت، ثم انظر ماذا يصنع بها " أي تشاغل وتعلل. * ومنه قصيدة كعب: وقال كل صديق (5) كنت آمله * لا ألهينك (6) إنى عنك مشغول أي لا أشغلك عن أمرك، فإنى مشغول عنك. وقيل: معناه: لا أنفعك ولا أعللك، فاعمل لنفسك. [ ه ] وفيه " سألت ربى ألا يعذب اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم " قيل: هم البله الغافلون. وقيل: الذين لم يتعمدوا الذنوب، وإنما فرط منهم سهوا ونسيانا (7). وقيل: هم الاطفال الذين لم يقترفوا ذنبا. (1) في الاصل:: " لهيا " وضبطته بضم اللام وكسرها مع تشديد الياء، من ا، واللسان، والصحاح. والشرح فيه. وزاد " ولهيانا ". (2) زيادة من ا. واللسان. (3) في الاصل: " فلها " وأثبت ما في ا، واللسان، والقاموس. (4) في الاصل: " لها " وأثبت ما في المراجع السابقة. والفائق 2 / 481. (5) في شرح الديوان ص 19: " خليل ". (6) في شرح الديوان: " لا ألفينك ". (7) زاد الهروي: " وهو القول ".
[ 284 ]
* وفى حديث الشاة المسمومة " فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهوات: جمع لهاة، وهى اللحمات في سقف أقصى الفم. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث عمر " منهم الفاتح فاه للهوة من الدنيا " اللهوة بالضم: العطية، وجمعها: لهى. وقيل: هي أفضل العطاء وأجزله. * (باب اللام مع الياء) * * (ليت) * (س) فيه " ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا " الليت (1): صفحة العنق، وهما ليتان، وأصغى: أمال. * وفى الدعاء: " الحمد لله الذى لا يفات، ولا يلات، ولا تشتبه عليه الاصوات " يلات: من ألات يليت، لغة في: لات يليت، إذا نقص. ومعناه: لا ينقص ولا يحبس عنه الدعاء. * (ليث) * (ه س) في حديث ابن الزبير " أنه كان يواصل ثلاثا ثم يصبح وهو أليث أصحابه " أي أشدهم وأجلدهم. وبه سمى الاسد ليثا. * (ليح) * (ه) فيه " أنه كان لحمزة رضى الله عنه سيف يقال له: لياح " هو من لاح يلوح لياحا، إذا بدا وظهر. وأصله: لواح، فقلبت الواو ياء لكسرة اللام، كاللياذ، من لاذ يلوذ. ومنه قيل للصبح: لياح. وألاح، إذا تلالا. * (ليس) * (ه) فيه " ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل (2)، ليس السن والظفر " أي إلا السن والظفر. (1) بالكسر، كما في القاموس. (2) في الاصل، وا: " كل ما أنهر الدم " وفى الهروي: " ما أنهر الدم فكل " وهى رواية المصنف في (نهر). وفى اللسان: " كل ما أنهر الدم فكل " وأثبت رواية البخاري، في (باب ما أنهر الدم، وباب ماند من البهائم، وباب إذا ند بعير لقوم، من كتاب الذبائح). وانظر أيضا البخاري (باب قسمة الغنم، من كتاب الشركة في =
[ 285 ]
و " ليس " من حروف الاستثناء، كإلا، تقول: جاءني القوم ليس زيدا، وتقديره: ليس بعضهم زيدا * ومنه الحديث " مامن نبى إلا وقد أخطأ، أو هم بخطيئة، ليس يحيى بن زكريا ". * ومنه الحديث " أنه قال لزيد الخيل: ما وصف لى أحد في الجاهلية فرأيته في الاسلام إلا رأيته دون الصفة ليسك " أي إلا أنت. وفى " ليسك " غرابة، فإن أخبار " كان وأخواتها " إذا كانت ضمائر، فإنما يستعمل فيها كثيرا المنفصل دون المتصل، تقول: ليس إياى وإياك. (س) وفى حديث أبى الاسود " فإنه أهيس أليس " الاليس: الذى لا يبرح مكانه. * (ليط) * (س) في كتابه لثقيف لما أسلموا " وأن ماكان لهم من دين إلى أجل فبلغ أجله، فإنه لياط مبرأ من الله، وأن ما كان لهم من دين في رهن وراء عكاظ، فإنه يقضى (1) إلى رأسه ويلاط بعكاظ ولا يؤخر ". أراد باللياط الربا، لان كل شئ ألصق بشئ وأضيف إليه فقد أليط به. والربا ملصق برأس المال. يقال: لاط حبه بقلبي يليط ويلوط، ليطا ولوطا ولياطا، وهو أليط بالقلب، وألوط. (ه) ومنه حديث عمر " أنه كان يليط أولاد الجاهلية بآبائهم " وفى رواية " بمن ادعاهم في الاسلام " أي يلحقهم بهم، من ألاطه يليطه، إذا ألصقه به. (ه) وفى كتابه لوائل بن حجر " في التيعة شاة لا مقورة الالياط " هي جمع ليط، وهى في الاصل: القشر اللازق بالشجر، أراد غير مسترخية الجلود لهزالها، فاستعار الليط للجلد، لانه للحم بمنزلته للشجر والقصب، وإنما جاء به مجموعا، لانه أراد ليط كل عضو. = الطعام، والنهد، والعروض) و (باب ما يكره من ذبح الابل والغنم، من كتاب الجهاد)، ورواية مسلم (باب جواز الذبح بكل ما أنهر الدم، من كتاب الاضاحي). وانظر أيضا لهذه الرواية التى أثبتها، مسند أحمد 4 / 140، 142. من حديث رافع بن خديج. والنسائي (باب النهى عن الذبح بالمظفر، من كتاب الضحايا) 2 / 107. (1) في ا: " يفضى ".
[ 286 ]
(س) ومنه الحديث " أن رجلا قال لابن عباس: بأى شئ إذكى إذا لم أجد حديدة ؟ قال: بليطة فالية " أي قشرة قاطعة. والليط: قشرة القصب والقناة، وكل شئ كانت له صلابة ومتانة، والقطعة منه: ليطة. (س) ومنه حديث أبى إدريس " دخلت على أنس فأتى بعصافير فذبحت بليطة " وقيل: أراد به القطعة المحددة من القصب. (س) وفى حديث معاوية ابن قرة " ما يسرني أنى طلبت المال خلف هذه اللائطة، وأن لى الدنيا " اللائطة: الاسطوانة (1) سميت به للزوقها بالارض. * (لين) * (ه) فيه " كان إذا عرس بليل توسد لينة " اللينة بالفتح: كالمسورة (2) أو كالرفادة، سميت لينة للينها. (س) وفى حديث بن عمر " خياركم ألاينكم مناكب في الصلاة " هي جمع: ألين، وهو بمعنى السكون والوقار والخشوع. * ومنه الحديث " يتلون كتاب الله لينا " أي سهلا على ألسنتهم. ويروى " لينا " بالتخفيف، لغة فيه. * (ليه) * (س) في حديث ابن عمر " أنه كان يقوم له الرجل من لية نفسه، فلا يقعد في مكانه " أي من ذات نفسه، من غير أن يكرهه أحد. وأصلها " ولية "، فحذفت الواو وعوض منها الهاء، كزنة وشية. ويروى " من إلية نفسه " فقلبت الواو همزة. وقد تقدمت في حرف الهمزة. ويروى من " ليته " بالتشديد، وهم الاقارب الادنون، من اللى، فكأن الرجل يلويهم على نفسه. ويقال في الاقارب أيضا: لية، بالتخفيف. * (ليا) * * فيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل لياء ثم صلى ولم يتوضأ " اللياء بالكسر والمد: اللوبياء، واحدتها: لياءة. (1) في الاصل: " الاصطوانة " والتصحيح من ا، واللسان، والقاموس. (2) المسورة: متكأ من جلد.
[ 287 ]
وقيل: هو شئ كالحمص، شديد البياض يكون بالحجاز. واللياء أيضا: سمكة في البحر (1) يتخذ من جلدها لترسة (2)، فلا يحيك فيها شئ. والمراد الاول. * ومنه الحديث " أن فلانا أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بودان لياء مقثى ". * ومنه حديث معاوية " أنه دخل عليه وهو يأكل لياء مقشى ". * وفى حديث الزبير " أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من لية " هو اسم موضع بالحجاز. وقد تقدم في اللام والواو. وحديث الاختمار " لية لا ليتين ". وحديث المطل " لى الواجد ". وحديث " لى القاضى " لانها من الواو. (1) في الاصل، وا: " بحر " والمثبت من اللسان، والفائق 2 / 484 (2) جمع الترس.
[ 288 ]
حرف الميم * (باب الميم مع الهمزة) * * (مأبض) * * فيه " أنه بال قائما، لعلة بمأبضيه " المأبض: باطن الركبة هاهنا، وأصله من الاباض، وهو الحبل الذى يشد به رسغ البعير إلى عضده. والمأبض: مفعل منه. أي موضع الاباض، والميم زائدة. تقول العرب: إن البول قائما يشفى من تلك العلة (1). * (مأتم) * * في بعض الحديث " فأقاموا عليه مأتما " المأتم في الاصل: مجتمع الرجال والنساء في الحزن والسرور، ثم خص به اجتماع النساء للموت. وقيل: هو للشواب منهن لا غيره. والميم زائدة. * (مأثرة) * * فيه " ألا إن كل دم ومأثرة من مآثر الجاهلية فإنها تحت قدمى هاتين " مآثر العرب: مكارمها ومفاخرها التى تؤثر عنها وتروى. والميم زائدة. * (مأرب) * * قد تكرر في الحديث ذكر " مأرب " بكسر الراء، وهى مدينة باليمن كانت بها بلقيس. * (مأزم) * * فيه " إنى حرمت المدينة حراما مابين مأزميها " المأزم: المضيق في الجبال حيث يلتقى بعضها ببعض ويتسع ما وراءه. والميم زائدة، وكأنه من الازم: القوة والشدة. * ومنه حديث ابن عمر " إذا كنت بين المأزمين دون منى، فإن هناك سرحة سر تحتها سبعون نبيا " وقد تكرر في الحديث. (1) جاء بهامش ا: " وأقول: لعل وجه قيامه صلى الله عليه وسلم عدم قدرته على القعود، لعلة في ركبتيه، لالما ذكره، لانه لا يظهر وجه للتشفي من تلك العلة بالبول قائما، كما لا يخفى ".
[ 289 ]
* (مأصر) * في حديث سعيد بن زيد " حسبت (1) له سفينة بالمأصر " هو موضع تحبس فيه السفن، لاخذ الصدقة أو العشر مما فيها. والمأصر: الحاجز. وقد تفتح الصاد بلا همز، وقد تهمز، فيكون من الاصر: الحبس. والميم زائدة. يقال: أصره يأصره أصرا، إذا حبسه. والموضع: مأصر ومأصر. والجمع: مآصر. * (ماس) * في حديث مطرف " جاء الهدهد بالماس، فألقاه على الزجاجة ففلقها " ألماس: حجر معروف يثقب به الجوهر ويقطع وينقش، وأظن الهمزة واللام فيه أصليتين، مثلهما في: إلياس، وليست بعربية، فإن كان كذلك فبابه الهمزة، لقولهم فيه: الالماس. وإن كانتا للتعريف، فهذا موضعه. يقال: رجل ماس، بوزن مال: أي خفيف طياش. * (مأق) * * فيه " أنه كان يكتحل من قبل مؤقه مرة، ومن قبل مأقه مرة " مؤق العين: مؤخرها، ومأقها: مقدمها. قال الخطابى: من العرب من يقول: مأق ومؤق، بضمهما، وبعضهم يقول: مأق ومؤق، بكسرهما، وبعضهم [ يقول ] (2): ماق، بغير همز، كقاض. والافصح الاكثر: الماقى، بالهمز والياء، والمؤق بالهمز والضم، وجمع المؤق: آماق وأمآق، وجمع المأقى: مآقى. (ه) ومنه الحديث " أنه كان يمسح المأقيين " هي تثنية المأقى. [ ه ] وفى حديث طهفة " ما لم تضمروا الاماق " الاماق: تخفيف الامآق، بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على الميم، وهو من أمأق الرجل، إذا صار ذا مأقة، وهى الحمية والانفة. وقيل: الحدة والجراءة. يقال: أمأق الرجل يمئق إمآقا، فهو مئيق. فأطلقه على النكث والغدر، لانهما (3) من نتائج الانفة والحمية أن يسمعوا ويطيعوا. (1) ضبط في ا: " حبست ". (2) زيادة من ا. (3) في الهروي: " لانه يكون من أجل الانفة والحمية أن يسمعوا ويطيعوا " ورواية اللسان كرواية ابن الاثير، لكن فيه: " أن تسمعوا وتطيعوا ". وجاء في الصحاح: " يعنى الغيظ والبكاء مما يلزمكم من الصدقة. ويقال: أراد به الغدر والنكث ". (37 - النهاية - 4)
[ 290 ]
قال الزمخشري: " وأوجه من (1) هذا أن يكون الاماق مصدر: أماق (2)، وهو أفعل من الموق، بمعنى الحمق. والمراد إضمار الكفر، والعمل على ترك الاستبصار في دين الله تعالى ". * (مأل) * * في حديث عمرو بن العاص " إنى والله ما تأبطتني الاماء، ولا حملتني البغايا في غبرات المآلى " المآلى: جمع مئلاة - بوزن سعلاة - وهى هاهنا خرقة الحائض، وهى خرقة النائحة أيضا. يقال: آلت المرأه إيلاء، إذا اتخذت مئلاة، وميمها زائدة. نفى عن نفسه الجمع بين سبتين: أن يكون لزنية، وأن يكون محمولا في بقية حيضة. * (مأم) * * في حديث ابن عباس " لا يزال أمر الناس مؤاما، ما لم ينظروا في القدر والولدان: أي لا يزال جاريا على القصد والاستقامة. والمؤام: المقارب، مفاعل من الام. وهو القصد، أو من الامم: القرب. وأصله: مؤامم، فأدغم. * ومنه حديث كعب " لا تزال الفتنة مؤاما بها ما لم تبدأ من الشام " مؤام هاهنا: مفاعل بالفتح، على المفعول، لان معناه: مقاربا بها، والباء للتعدية. ويروى " مؤما " بغير مد. * (مأن) * [ ه ] في حديث ابن مسعود " إن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل " أي إن ذلك مما يعرف به فقه الرجل. وكل شئ دل على شئ فهو مئنة له، كالمخلقة والمجدرة. وحقيقتها أنها مفعلة من معنى " إن " التى للتحقيق والتأكيد، غير مشتقة من لفظها، لان الحروف لا يشتق منها، وإنما ضمنت حروفها، دلالة على أن معناها فيها. ولو قيل: إنها اشتقت من لفظها بعد ما جعلت اسما لكان قولا. ومن أغرب ما قيل فيها: أن الهمزة بدل من ظاء المظنة، والميم في ذلك كله زائدة. وقال أبو عبيد: معناه أن هذا مما يستدل به على فقه الرجل. (1) في الفائق 2 / 8: " منه ". (2) بعده في الفائق: " على ترك التعويض. كقولهم: أريته إراء. وكقوله تعالى: وإقام الصلاة ".
[ 291 ]
قال الازهرى: جعل أبو عبيد فيه الميم أصلية، وهى ميم مفعلة (1). * (ماء) * * في حديث أبى هريرة " أمكم هاجر يا بنى ماء السماء " يريد العرب، لانهم كانوا يتبعون قطرة السماء، فينزلون حيث كان، وألف " الماء " منقلبة عن واو، وإنما ذكرناه هاهنا لظاهر لفظه. * (باب الميم مع التاء) * * (متت) * * في حديث على " لا يمتان إلى الله بحبل، ولا يمدان إليه بسبب " المت: التوسل والتوصل بحرمة أو قرابة، أو غير ذلك. تقول مت يمت متا، فهو مات. والاسم: ماتة، وجمعها: موات، بالتشديد فيها. * (متح) * * في حديث جرير " لا يقام ماتحها " الماتح: المستقى من البئر بالدلو من أعلى البئر، أراد أن ماءها جار على وجه الارض فليس يقام بها ماتح، لان الماتح يحتاج إلى إقامته على الآبار ليستقى. والمايح، بالياء: الذى يكون في أسفل البئر يملا الدلوا. تقول: متح الدلوا يمتحها متحا، إذا جذبها مستقيا لها، وماحها يميحها: إذا ملاها. (ه) ومنه حديث أبى " فلم أر الرجال متحت أعناقها إلى شئ متوحها إليه " أي مدت أعناقها نحوه. وقوله " متوحها " مصدر غير جار على فعله، أو يكون كالشكور والكفور. (ه) ومنه حديث ابن عباس " لا تقصر الصلاة إلا في يوم متاح " أي يوم يمتد سيره من أول النهار إلى آخره. ومتح النهار، إذا طال وامتد. * (متخ) * (س) فيه " أنه أتى بسكران، فقال: اضربوه، فضربوه بالثياب والنعال والمتيخة " وفى رواية " ومنهم من جلده بالمتيخة ". هذه اللفظة قد اختلف في ضبطها. فقيل: هي بكسر الميم وتشديد التاء، (1) بعد هذا في الهروي: " فإن كان كذلك فليس هو من هذا الباب ".
[ 292 ]
وبفتح الميم مع التشديد، وبكسر (1) الميم وسكون التاء قبل الياء، وبكسر الميم وتقديم الياء الساكنة على التاء. قال الازهرى: وهذه كلها أسماء لجرائد النخل، وأصل العرجون. وقيل: هي اسم للعصا. وقيل: القضيب الدقيق اللين. وقيل: كل ما ضرب به من جريد أو عصا أو درة، وغير ذلك. وأصلها - فيما قيل - من متخ الله رقبته بالسهم، إذا ضربه. وقيل: من تيخه العذاب، وطيخه، إذا ألح عليه، فأبدلت التاء من الطاء. * ومنه الحديث " أنه خرج وفى يده متيخة، في طرفها خوص، معتمدا على ثابت ابن قيس ". * (متع) * * فيه " أنه نهى عن نكاح المتعة " هو النكاح إلى أجل معين، وهو من التمتع بالشئ: الانتفاع به. يقال: تمتعت به أتمتع تمتعا. والاسم: المتعة، كأنه ينتفع بها إلى أمد معلوم. وقد كان مباحا في أول الاسلام. ثم حرم، وهو الآن جائز عند الشيعة. * وفيه ذكر " متعة الحج " التمتع بالحج له شرائط معروفة في الفقه، وهو أن يكون قد أحرم في أشهر الحج بعمرة، فإذا وصل إلى البيت وأراد أن يحل ويستعمل ما حرم عليه، فسبيله أن يطوف ويسعى ويحل، ويقيم حلالا إلى يوم الحج، ثم يحرم من مكة بالحج إحراما جديدا، ويقف بعرفة ثم يطوف ويسعى ويحل من الحج، فيكون قد تمتع بالعمرة في أيام الحج: أي انتفع، لانهم كانوا لا يرون العمرة في أشهر الحج، فأجازها الاسلام. * وفيه " أن عبد الرحمن طلق امرأة (2) فمتع بوليدة " أي أعطاها أمة، وهى متعة الطلاق. ويستحب للمطلق أن يعطى امرأته عند طلاقها شيئا يهبها إياه. * وفى حديث ابن الاكوع " قالوا: يارسول الله، لولا متعتنا به " أي هلا تركتنا ننتفع به. وقد تكرر ذكره " التمتع، والمتعة، والاستمتاع " في الحديث. (1) في الاصل: " وكسر " والمثبت من ا، واللسان. (2) في الاصل: " امرأته " وأثبت مافى ا، واللسان، ونسخة من النهاية بدار الكتب المصرية، برقم 517 حديث.
[ 293 ]
* وفى حديث ابن عباس " أنه كان يفتى الناس حتى إذا متع الضحى وسئم " متع النهار، إذا طال وامتد وتعالى. * ومنه حديث مالك بن أوس " بينا أنا جالس في أهلى حين متع النهار إذا رسول عمر، فانطلقت إليه ". (ه) ومنه حديث كعب والدجال " يسخر معه جبل ماتع، خلاطه ثريد " أي طويل شاهق. (ه) وفيه " أنه حرم (1) المدينة ورخص في متاع الناضح " أراد أداة البعير التى تؤخذ من الشجر، فسماها متاعا. والمتاع: كل ما ينتفع به من عروض الدنيا، قليلها وكثيرها. * (متك) * [ ه ] في حديث عمر بن العاص " أنه كان في سفر، فرفع عقيرته بالغناء، فاجتمع الناس عليه، فقرأ القرآن فتفرقوا، فقال: يا بنى المتكاء. إذا أخذت في مزامير الشيطان اجتمعتم، وإذا أخذات في كتاب الله تفرقتم " المتكاء: هي التى لم تختن. وقيل: هي التى لا تحبس بولها. وأصله من المتك، وهو عرق بظر المرأة. وقيل: أراد يا بنى البظراء. وقيل: هي المفضاة. * (متن) * * في اسماء الله تعالى " المتين " هو القوى الشديد، الذى لا يلحقه في أفعاله مشقة، ولا كلفة ولا تعب. والمتانة: الشدة والقوة، فهو من حيث إنه بالغ القدرة تامها قوى، ومن حيث إنه شديد القوة متين. (س) وفيه " متن بالناس يوم كذا " أي سار بهم يومه أجمع. ومتن في الارض، إذا ذهب. (1) في الهروي: " حرم شجر المدينة ".
[ 294 ]
* (باب الميم مع الثاء) * * (مثث) * (س) في حديث عمر " أن رجلا أتاه يسأله، قال: هلكت، قال أهلكت وأنت تمث مث الحميت ؟ " أي ترشح من السمن. ويروى بالنون. * وفى حديث أنس " كان له منديل يمث به الماء إذا توضأ " أي يمسح به أثر الماء وينشفه. * (مثل) * * فيه " أنه نهى عن المثلة " يقال: مثلت بالحيوان أمثل به مثلا، إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل، إذا جدعت أنفه، أو أذنه، أو مذاكيره، أو شيئا من أطرافه. والاسم: المثلة. فأما مثل، بالتشديد، فهو للمبالغة. * ومنه الحديث " نهى أن يمثل بالدواب " أي تنصب فترمى، أو تقطع أطرافها وهى حية. زاد في رواية " وأن تؤكل الممثول بها ". * ومنه حديث سويد بن مقرن " قال له ابنه معاوية: لطمت مولى لنا فدعاه أبى ودعانى، ثم قال: امثل منه - وفى رواية - امتثل، فعفا " أي اقتص منه. يقال: أمثل السلطان فلانا، إذا أقاده. وتقول للحاكم: أمثلنى، أي أقدنى. * ومنه حديث عائشة تصف أباها " فحنت له قسيها، وامتثلوه غرضا " أي نصبوه هدفا لسهام ملامهم وأقوالهم. وهو افتعل، من المثلة. وقد تكرر في الحديث. (ه) ومنه الحديث " من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق يوم القايمة " مثلة الشعر: حلقه من الخدود. وقيل: نتفه أو تغييره بالسواد. وروى عن طاوس أنه قال: جعله الله طهرة، فجعله نكالا. (ه) وفيه " من سره أن يمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار " أي يقومون له قياما وهو جالس. يقال: مثل الرجل يمثل مثولا، إذا انتصب قائما. وإنما نهى عنه لانه من زى الاعاجم، ولان الباعث عليه الكبر وإذلال الناس.
[ 295 ]
* ومنه الحديث " فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلا " يروى بكسر الثاء وفتحها: أي منتصبا قائما. هكذا شرح. وفيه نظر من جهة التصريف. وفى رواية " فمثل قائما ". * وفيه " أشد الناس عذابا ممثل من الممثلين " أي مصور. يقال: مثلت، بالتثقيل والتخفيف، إذا صورت مثالا. والتمثال: الاسم منه. وظل كل شئ: تمثاله. ومثل الشئ بالشئ: سواه وشبهه به، وجعله مثله وعلى مثاله. * ومنه الحديث " رأيت الجنة والنار ممثلتين في قبلة الجدار " أي مصورتين، أو مثالهما. * ومنه الحديث " لا تمثلوا بنامية الله " أي لا تشبهوا بخلقه، و تصوروا مثل تصويره. وقيل: هو من المثلة. (س [ ه ]) وفيه " أنه دخل على سعد وفى البيت مثال رث " أي فراش خلق. (س [ ه ]) ومنه حديث على " فاشترى لكل واحد منهما (1) مثالين " وقيل: أراد نمطين، والنمط: ما يفترش من مفارش الصوف الملونة. (س) ومنه حديث عكرمة " أن رجلا من أهل الجنة كان مستلقيا على مثله " هي جمع مثال، وهو الفراش. * وفى حديث المقدام " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه " يحتمل وجهين من التأويل: أحدهما: أنه أوتى من الوحى الباطن غير المتلو مثل ما أعطى من الظاهر المتلو. والثانى: أنه أوتى الكتاب وحيا، وأوتى من البيان مثله: أي أذن له أن يبين مافى الكتاب، فيعم، ويخص، ويزيد، وينقص، فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله، كالظاهر المتلو من القرآن. (س) وفى حديث المقداد " قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قتلته كنت مثله قبل أن يقول كلمته " أي تكون من أهل النار إذا قتلته، بعد أن أسلم وتلفظ بالشهادة، كما كان هو قبل التلفظ بالكلمة من أهل النار، لا أنه يصير كافرا بقتله. (1) في الهروي. واللسان: " منهم " والقصة مبسوطة في اللسان.
[ 296 ]
وقيل: معناه: أنك مثله في إباحة الدم، لان الكافر قبل أن يسلم مباح الدم، فإن قتله أحد بعد أن أسلم كان مباح الدم بحق القصاص. (س) ومنه حديث صاحب النسعة " إن قتلته كنت مثله " جاء في رواية أبى هريرة " أن الرجل قال: والله ما أردت قتله " فمعناه أنه قد ثبت قتله إياه، وأنه ظالم له، فإن صدق هو في قوله: إنه لم يرد قتله، ثم قتلته قصاصا كنت ظالما مثله، لانه يكون قد قتله خطأ. (ه) وفى حديث الزكاة " أما العباس، فإنها عليه ومثلها معها " قيل: (1) إنه كان أخر الصدقة عنه عامين، فلذلك قال: " ومثلها معها ". وتأخير الصدقة جائز للامام إذا كان بصاحبها حاجة إليها. وفى رواية " قال: فإنها على ومثلها معها " قيل: إنه كان استسلف منه صدقة عامين، فلذلك قال: " على ". * وفى حديث السرقة " فعليه غرامة مثليه " هذا على سبيل الوعيد والتغليظ، لا الوجوب، لينتهى فاعله عنه، والافلا واجب على متلف الشئ أكثر من مثله. وقيل: كان في صدر الاسلام تقع العقوبات في الاموال، ثم نسخ. وكذلك قوله في ضالة الابل " غرامتها ومثلها معها " وأحاديث كثيرة نحوه، سبيلها هذا السبيل من الوعيد. وقد كان عمر يحكم به. وإليه ذهب أحمد، وخالفه عامة الفقهاء. * وفيه " أشد الناس بلاء الانبياء، ثم الامثل فالامثل " أي الاشرف فالاشرف، ولا على فالاعلى، في الرتبة والمنزلة. يقال: هذا أمثل من هذا: أي أفضل وأدنى إلى الخير. وأماثل الناس: خيارهم. * ومنه حديث التراويح " قال عمر: لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل " أي أولى وأصوب. * وفيه " أنه قال بعد وقعة بدر: لو كان أبو طالب حيا لرأى سيوفنا قد بسأت بالمياثل " قال الزمخشري: معناه: اعتادت واستأنست بالاماثل. (1) القائل هو أبو عبيد، كما في الهروي.
[ 297 ]
* (مثن) * (ه س) في حديث عمار " أنه صلى في تبان، وقال: إنى ممثون " هو الذى يشتكى مثا نته، وهو العضو الذى يجتمع فيه البول داخل الجوف، فإذا كان لا يمسك بوله فهو أمثن. * (باب الميم مع الجيم) * * (مجج) (ه) فيه " أنه أخذ حسوة من ماء فمجها في بئر، ففاضت بالماء الرواء " أي صبها. ومنه، مج لعابه، إذا قذفه. وقيل (1): لا يكون مجا حتى يباعد به. * ومنه حديث عمر " قال في المضمضة للصائم: لا يمجه، ولكن يشربه، فإن أوله خيره " أراد المضمضة عند الافطار: أي لا يلقيه من فيه فيذهب خلوفه. * ومنه حديث أنس " فمجه في فيه ". * وحديث محمود بن الربيع " عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجة مجها في بئر لنا ". (ه) وفيه " أنه كان يأكل القثاء بالمجاج " أي بالعسل، لان النحل تمجه. (س) ومنه الحديث " أنه رأى في الكعبة صورة إبراهيم، فقال مروا المجاج يمجمجون عليه " المجاج: جمع ماج، وهو الرجل الهرم الذى يمج ريقه ولا يستطيع حبسه. والمجمجة: تغيير الكتاب وإفساده عما كتب. يقال: مجمج في خبره: أي لم يشف. ومجمج بى: ردنى (1) من حال إلى حال. وفى بعض الكتب: " مروا المجاج " بفتح الميم: أي مروا الكاتب يسوده. سمى به لان قلمه يمج المداد. (1) القائل هو خالد بن جنبة. كما ذكر الهروي. (2) في الاصل، وا: " رددني " والمثبت من نسخة من النهاية برقم 590 حديث، بدار الكتب المصرية. ومن القاموس أيضا. وجاء في اللسان: " قال شجاع السلمى: مجمج بى وبجبج، إذا ذهب بك في الكلام مذهبا على غير الاستقامة، وردك من حال إلى حال ".
[ 298 ]
(ه) وفى حديث الحسن " الاذن مجاجة وللنفس (1) حمضة " أي لا تعى كل ما تسمع، وللنفس شهوة في اسماع العلم. (ه) وفيه " لا تبع العنب حتى يظهر مججه " أي بلوغه. مجج العنب يمجج، إذا طاب وصار حلوا. * ومنه حديث الخدرى " لا يصلح السلف في العنب والزيتون وأشباه ذلك حتى يمجج ". * ومنه حديث الدجال " يعقل الكرم ثم يكحب ثم يمجج ". * (مجد) * [ ه ] في أسماء الله تعالى " المجيد، والماجد " المجد في كلام العرب: الشرف الواسع. ورجل ماجد: مفضال كثير الخير شريف. والمجيد: فعيل منه للمبالغة. وقيل: هو الكريم الفعال. وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمى مجدا. وفعيل أبلغ من فاعل، فكأنه يجمع معنى الجليل والوهاب والكريم. (س) وفى حديث عائشة " ناوليني المجيد " أي المصحف، هو من قوله تعالى: " بل هو قرآن مجيد ". * ومنه حديث قراءة الفاتحة " مجدنى عبدى " أي شرفني وعظمني. (س) ومنه حديث على " أما نحن بنو هاشم فأنجاد أمجاد " أي أشراف (2) كرام، جمع مجيد، أو ماجد، كأشهاد في شهيد أو (2) شاهد. وقد تكررت هذه اللفظة وما تصرف منها في الحديث. * (مجر) * (ه) فيه " أنه نهى عن المجر " أي بيع المجر، وهو مافى البطون، كنهيه عن الملاقيح. (1) في الهروي: " والنفيس ". (2) في ا، واللسان: " شراف " والمثبت في الاصل. (3) في الاصل: " وشاهد " والمثبت من ا، واللسان.
[ 299 ]
ويجوز أن يكون سمى (1) بيع المجر مجرا اتساعا ومجازا، وكان من بياعات الجاهلية. يقال: أمجرت إمجارا، وما جرت مماجرة. ولا يقال لما في البطن مجر، إلا إذا إثقلت الحامل، فالمجر: اسم للحمل الذى في بطن الناقة. وحمل الذى في بطنها: حبل الحبلة، والثالث: الغميس. قال القتيبى: هو المجر، بفتح الجيم. وقد أخذ عليه، لان المجر داء في الشاء، وهو أن يعظم (2) بطن الشاة الحامل فتهزل، وربما رمت بولدها. وقد مجرت وأمجرت. * ومنه الحديث " كل مجر حرام " قال الشاعر: ألم تك مجرا (3) لا تحل لمسلم * نهاه أمير المصر عنه وعامله (ه) وفى (4) حديث الخليل عليه السلام " فيلتفت إلى أبيه وقد مسخه الله ضبعانا أمجر " الامجر: العظيم البطن المهزول الجسم. (س) وفى حديث أبى هريرة " الحسنة بعشر أمثالها، والصوم لى وأنا أجزى به، يذر طعامه وشرابه مجراى " أي من أجلى. وأصله: من جراى، فحذف النون وخفف الكلمة. وكثيرا ما يرد هذا في حديث أبى هريرة * (مجس) * (س) فيه " القدرية مجوس هذه الامة " قيل: إنما جعلهم مجوسا، لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس، في قولهم بالاصلين، هما النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة.. وكذا القدرية يضيفون الخير إلى الله، والشر إلى الانسان والشيطان. والله تعالى خالقهما معا. لا يكون شئ منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه، خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما، عملا واكتسابا. * (مجع) * (ه) في حديث ابن عبد العزيز " دخل على سليمان بن عبد الملك فمازحه بكلمة، (1) في ا: " قد سمى ". (2) في الاصل، وا: " تعظم " والمثبت من الاساس، واللسان. قال في (بطن): " البطن مذكر. وحكى أبو عبيدة أن تأنيثه لغة ". (3) في الفائق 3 / 8: " يك... لا يحل ". (4) في الاصل: " ومنه " والمثبت من: ا، واللسان.
[ 300 ]
فقال: إباى وكلام المجعة " هي جمع، مجع، وهو الرجل الجاهل. وقيل: الاحمق، كقرد وقردة. ورجل مجمع، وامرأة مجعة. قال الزمخشري (1): لو روى بالسكون لكان المراد: إباى وكلام المرأة الغزلة، أو تكون التاء للمبالغة. يقال: مجع (2) الرجل يمجع مجاعة، إذا تماجن ورفث في القول. ويروى " إباى وكلام المجاعة " أي التصريح بالرفث. ومعنى إياى وكذا: أي نحنى عنه وجنبني. (س) وفى حديث بعضهم " دخلت على رجل وهو يتمجع " التمجع والمجع: أكل التمر باللبن، وهو أن يحسو حسوة من اللبن، ويأكل على أثرها تمرة. * (مجل) * (ه) فيه " أن جبريل نقر رأس رجل من المسهزئين، فتمجل رأسه قيحا ودما " أي امتلا. يقال: مجلت يده تمجل مجلا، ومجلت تمجل مجلا، إذا ثخن جلدها وتعجر، وظهر فيها ما يشبه البثر، من العمل بالاشياء الصلبة الخشنة. (ه) ومنه حديث فاطمة " أنها شكت إلى على مجل يديها من الطحن ". * وحديث حذيفة " فيظل أثرها مثل المجل ". (س) وفى حديث ابن واقد " كنا نتماقل في ماجل أو صهريج " الماجل: الماء الكثير المجتمع. قاله ابن الاعرابي بكسر الجيم، غير مهموز. وقال الازهرى: هو بالفتح والهمز. وقيل: إن ميمه زائدة، وهو من باب: أجل. وقيل: هو معرب. والتماقل: التعرض في الماء. * وفى حديث سويد بن الصامت " معى مجلة لقمان " أي كتاب فيه حكمة لقمان. والميم زائدة. وقد تقدم في حرف الجيم. (1) انظر الفائق 3 / 10 (2) ككروم، ومنع. كما في القاموس.
[ 301 ]
* (مجن) * * قد تكرر في الحديث ذكر " المجن والمجان " (1) وهو الترس والترسة. والميم زائدة لانه من الجنة: السترة. وقد تقدم في الجيم. * وفى حديث بلال: وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لى شامة وطفيل مجنة: موضع بأسفل مكة على أميال. وكان يقام بها للعرب سوق. وبعضهم يكسر ميمها، والفتح أكثر. وهى زائدة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (س) وفى حديث على " ما شبهت وقع السيوف على الهارم إلا بوقع البيازر على المواجن " جمع ميجنة، وهى المدقة. يقال: وجن القصار الثوب يجنه وجنا، إذا دقه. والميم زائدة. وهى مفعلة، بالكسر منه. * (باب الميم مع الحاء) * * (محج) * * قد تكرر فيه ذكر " المحجة " وهى جادة الطريق، مفعلة، من الحاج: القصد. والميم زائدة، وجمعها: المحاج، بتشديد الجيم. * ومنه حديث على " ظهرت معالم الجور، وتركت محاج السنن ". * (محح) * (ه) فيه " فلن تأتيك حجة إلا دحضت، ولا كتاب زخرف إلا ذهب نوره ومح لونه " مح الكتاب وأمح: أي درس. وثوب مح: خلق. (س) ومنه حديث المتعة " وثوبى مح " أي خلق بال. * (محز) * (ه) فيه " فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحوزنا " قيل (2): هو موضعهم الذى أرادوه. وأهل الشام يسمون المكان الذى بينهم وبه العدو وفيه أساميهم ومكاتبهم: ماخزا (3). (1) ضبط في الاصل، واللسان: " المجان " بكسر الميم. وضبطته بالفتح من: ا. وقال في المصباح (حنن): " والجمع المجان، وزان دواب ". (2) القائل هو شمر، كما في المعرب ص 323. (3) زاد في المعرب: " والمكاتب: مواضع الكتيبة ".
[ 302 ]
وقيل: هو من حزت الشئ، أي: أحرزته. وتكون الميم زائدة. قال الازهرى: لو كان منه لقيل: محازنا، ومحوزنا، ومحوزنا. وأحسبه بلغة غير عربية. * (محسر) * * قد تكرر ذكر " محسر " في الحديث، وهو بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة: واد بين عرفات ومنى. * (محش) * [ ه ] فيه " يخرج قوم من النار قد امتحشوا " أي احترقوا. والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم. ويروى " امتحشوا (1) " لما لم يسم فاعله. وقد محشته النار تمحشته محشا. * ومنه حديث أبن عباس " أتوضأ من طعام أجده حلالا، لانه محشته النار ! " قاله منكرا على من يوجب الوضوء مما مسته النار. وقد تكرر في الحديث. * (محص) * (س) في حديث الكسوف " فرغ من الصلاة وقد أمحصت الشمس " أي ظهرت من الكسوف وانجلت. ويروى " امحصت " على المطاوعة، وهو قليل في الرباعي. وأصل المحص: التخليص. ومنه تمحيص الذنوب، أي إزالتها. (ه) ومنه حديث على وذكر فتنة فقال: " يمحص (2) الناس فيها كما يمحص ذهب المعدن " أي يخلصون بعضهم من بعض، كما يخلص ذهب المعدن من التراب. وقيل: يختبرون كما يختبر الذهب، لتعرف جودته من رداءته. * (محض) * * في حديث الوسوسة " ذلك محض الايمان " أي خالصه وضريحه. وقد تقدم معنى الحديث في حرف الصاد. والمحض: الخالص من كل شئ. (س) ومنه حديث عمر " لما طعن شرب لبنا فخرج محضا " أي خالصا على جهته لم يختلط بشئ. والمحض في اللغة: اللبن الخالص، غير مشوب بشئ. * ومنه الحديث " بارك لهم في محضها ومخضها " أي الخالص والممخوض. (1) وهى رواية الهروي. (2) في الهروي: " يمحص... كما يمحص ".
[ 303 ]
(س) ومنه حديث الزكاة " فأعمد إلى شاة ممتلئة شحما ومحضا " أي سمينة كثيرة اللبن. وقد تكرر في الحديث بمعنى اللبن مطلقا. * (محق) * في حديث البيع " الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة ". * وفى حديث آخر " فإنه ينفق ثم يمحق " المحق: النقص والمحو والابطال. وقد محقه يمحقه. وممحقة: مفعلة منه: أي مظنة له ومحراة به. * ومنه الحديث " ما محق الاسلام شيئا ما محق الشح " وقد تكرر في الحديث. * (محك) * * في حديث على " لا تضيق به الامور، ولا تمحكه الخصوم " المحك: اللجاج، وقد محك يمحك، وأمحكه غيره. * (محل) * (ه) في حديث الشفاعة " إن إبراهيم يقول: لست هناكم، أنا الذى كذبت ثلاث كذبات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما فيها كذبة إلا وهو يماحل بها عن الاسلام " أي يدافع ويجادل، من المحال، بالكسر، وهو الكيد. وقيل: المكر. وقيل: القوة والشدة. وميمه أصلية. ورجل محل: أي ذو كيد. * ومنه حديث ابن مسعود " القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق " أي خصم مجادل مصدق. وقيل: ساع مصدق، من قولهم: محل بفلان، إذا سعى به إلى السلطان. يعنى أن من اتبعه وعمل بما فيه فإنه شافع له مقبول الشفاعة، ومصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به. * ومنه حديث الدعاء " لا تجعله ما حلا مصدقا ". * والحديث الآخر " لا ينقض عهدهم عن شية ماحل " أي عن وشى واش، وسعاية ساع. ويروى " عن سنة ما حل " بالنون والسين المهملة. * وفى حديث عبد المطلب:
[ 304 ]
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك أي كيدك وقوتك. (ه) وفى حديث على " إن من ورائكم أمورا متماحلة " أي فتنا طويلة المدة. والمتماحل من الرجال: الطويل. (س) وفيه " أما مررت بوادي أهلك محلا ؟ " أي جدبا. والمحل في الاصل: انقطاع المطر. وامحلت الارض والقوم. وأرض محل، وزمن محل وما حل. (س) وفيه " حرمت شجر المدينة إلا مسد محالة " المحالة: البكرة العظيمة التى يستقى عليها. وكثيرا ما يستعملها السفارة على البئار العميقة. * وفى حديث قس: أيقنت أنى لا محا * لة حيث صار القوم صائر أي لا حيلة، ويجوز أن يكون من الحول،: القوة والحركة. وهى مفعلة منهما. وأكثرما يستعمل " لا محالة " بمعنى اليقين والحقيقة، أو بمعنى لا بد. والميم زائدة. (س) وفى حديث الشعبى " إن حولناها عنك بمحول " المحول بالكسر: آلة التحويل. ويروى بالفتح، وهو موضع التحويل. والميم زائدة. * (محن) * [ ه ] فيه " فذلك الشهيد الممتحن " هو (1) المصفى المهذب. محنت الفضة، إذا صفيتها، وخلصتها بالنار. (س) وفى حديث الشعبى " المحنة بدعة " هي أن يأخذ السلطان الرجل فيمتحنه، ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا، فلا يزال به حتى يسقط ويقول ما لم يفعله، أو ما لا يجوز قوله، يعنى أن هذا الفعل بدعة. * (محنب) * * فيه ذكر " محنب " هو بضم الميم وفتح الحاء وتشديد النون المكسورة وبعدها باء موحدة: بئر أو أرض بالمدينة. (1) هذا شرح شمر، كما في الهروي.
[ 305 ]
* (محا) * [ ه ] في أسماء النبي عليه السلام " الماحى " أي الذى يمحو الكفر، ويعفى آثاره. * (باب الميم مع الخاء) * * (مخخ) * * فيه " الدعاء مخ العبادة " مخ الشئ: خالصه. وإنما كان مخها لامرين: أحدهما: أنه امتثال أمر الله تعالى حيث قال: " ادعوني أستجب لكم " فهو محض العبادة وخالصها. الثاني: أنه إذا رأى نجاح الامور من الله قطع أمله عما سواه، ودعاه لحاجته وحده. وهذا هو أصل العبادة، ولان الغرض من العبادة الثواب عليها، وهو المطلوب بالدعاء. * وفى حديث أم معبد في رواية " فجاء يسوق أعنزا عجافا، مخاخهن قليل " المخاخ: جمع مخ، مثل حب (1) وحباب، وكم وكمام. وإنما لم يقل " قليلة " لانه أراد أن مخاخهن شئ قليل. * (مخر) * (ه) فيه " إذا بال أحدكم فليتمخر الريح " أي ينظر أين مجراها، فلا يستقبلها لئلا ترشش عليه بوله. والمخر في الاصل: الشق. يقال: مخرت السفينة الماء، إذا شقته بصدرها وجرت. ومخر الارض، إذا شقها للزراعة. (ه) ومنه حديث سراقة " إذا أتى أحدكم الغائط فليفعل كذا وكذا، واستمخروا الريح " أي اجعلوا ظهوركم إلى الريح عند البول، لانه إذا ولاها ظهره أخذت عن يمينه ويساره، فكأنه قد شقها به. * ومنه حديث الحارث بن عبد الله بن السائب " قال لنافع بن جبير: من أين ؟ قال: خرجت أتمخر الريح " كأنه أراد: أستنشقها. * ومنه الحديث " لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا " أراد أنها تدخل الشام وتخوضه، وتجوس خلاله، وتتمكن منه، قشبهه بمخر السفينة البحر. (1) انظر حاشية ص 104 من هذا الجزء.
[ 306 ]
[ ه ] وفى حديث زياد " لما قدم البصرة واليا عليها، قال: ما هذه المواخير ؟ الشراب عليه حرام حتى تسوى بالارض، هدما وحرقا " هي جمع ماخور، وهو مجلس (1) الريبة، ومجمع أهل الفسق والفساد، وبيوت الخمارين، وهو تعريب: ميخور. وقيل: هو عربي، لتردد الناس إلية، من مخر السفينة الماء. * (مخش) * * في حديث على " كان صلى الله عليه وسلم مخشا " هو الذى يخالط الناس ويأكل معهم ويتحدث. والميم زائدة. * (مخض) * (س) في حديث الزكاة " في خمس وعشرين من الابل بنت مخاض " المخاض: اسم للنوق الحوامل، واحدتها خلفة. وبنت المخاض وابن المخاض: ما دخل في السنة الثانية، لان أمه قد لحقت بالمخاض: أي الحوامل، وإن لم تكن حاملا. وقيل: هو الذى حملت أمه، أو حملت الابل التى فيها أمه، وإن لم تحمل هي، وهذا هو معنى ابن مخاض وبنت مخاض، لان الواحد لا يكون ابن نوق، وإنما يكون ابن ناقة واحدة. والمراد أن تكون وضعتها أمها في وقت ما، وقد حملت النوق التى وضعن مع أمها، وإن لم تكن أمها حاملا، فنسبها إلى الجماعة بحكم مجاورتها أمها. وإنما سمى ابن مخاض في السنة الثانية، لان العرب إنما كانت تحمل الفحول على الاناث بعد وضعها بسنة ليشتد ولدها، فهى تحمل في السنة الثانية وتمخض، فيكون ولدها ابن مخاض. وقد تكرر ذكرها في الحديث. * وفى حديث عمر " دع الماخض والربى " هي التى أخذها المخاض لتضع. والمخاض: الطلق عند الولادة. يقال: مخضت الشاة مخضا ومخاضا، إذا دنا نتاجها. (س) وفى حديث عثمان " أن امرأة زارت أهلها فمخضت عندهم " أي تحرك الولد في بطنها للولادة، فضربها المخاض. وقد تكرر أيضا في الحديث. * وفي حديث الزكاة في رواية " فأعمد إلى شاة ممتلئة مخاضا وشحما " أي نتاجا. وقيل: أراد به المخاض الذى هو دنو الولادة. أي أنها امتلات حملا وسمنا. (1) في الهروي: " أهل الريبة ".
[ 307 ]
* وفيه " بارك لهم في محضها ومخضها " أي ما مخض من اللبن وأخذ زبده. ويسمى مخيضا أيضا. والمخض: تحريك السقاء الذى فيه اللبن، ليخرج زبده. (س) ومنه الحديث " أنه مر عليه بجنازة تمخض مخضا " أي تحرك تحريكا سريعا. * (مخن) * * في حديث عائشة، تمثلت بشعر لبيد: * يتحدثون مخانة وملاذة (1) * المخانة: مصدر من الخيانة، والميم زائدة. وذكره أبو موسى في الجيم، من المجون، فتكون الميم أصلية. * (باب الميم مع الدال) * * (مدجج) * (ه س) فيه ذكر " مدجج " بضم الميم وتشديد الجيم المكسورة: واد بين مكة والمدينة، له ذكر في حديث الهجرة. * (مدد) * (ه س) فيه " سبحان الله مداد كلماته " أي مثل عددها. وقيل: قدر ما يوازيها في الكثرة، عيار كيل، أو وزن، أو عدد، أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير. وهذا تمثيل يراد به التقريب، لان الكلام لا يدخل في الكيل والوزن، وإنما يدخل في العدد. والمداد: مصدر كالمدد. يقال: مددت الشئ مدا ومدادا، وهو ما يكثر به ويزاد. (ه) ومنه حديث الحوض " ينبعث فيه ميزابان، مدادهما أنهار الجنة " أي يمدهما أنهارها. * ومنه حديث عمر " هم أصل العرب ومادة الاسلام " أي الذين يعينونهم ويكثرون (1) البيت في شرح ديوان لبيد ص 157. وهو فيه: يتأكلون مغالة وخيانة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب وقد سبق إنشاد المصنف له في (خون).
[ 308 ]
جيوشهم، ويتقوى بزكاة أموالهم. وكل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره (1) فهو مادة لهم. (س) وفيه " إن المؤذن يغفر له مد صوته " المد: القدر، يريد به قدر الذنوب: أي يغفر له ذلك إلى منتهى مد صوته، وهو تمثيل لسعة المغفرة، كقوله الآخر " لو لقيتني بقراب الارض خطايا لقيتك بها مغفرة ". ويروى " مدى صوته " وسيجئ. (س) وفى حديث فضل الصحابة " ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " المد في الاصل: ربع الصاع، وإنما قدره به، لانه أقل ما كانوا يتصدقون به في العادة. ويروى بفتح الميم، وهو الغاية. وقد تكرر ذكر " المد " بالضم في الحديث، وهو رطل وثلث بالعراقى، عند الشافعي وأهل الحجاز، وهو رطلان عند أبى حنيفة، وأهل العراق. وقيل: إن أصل المد مقدر بأن يمد الرجل يديه فيملا كفيه طعاما. * وفى حديث الرمى " منبله والممدبه " أي الذى يقوم عند الرامى فيناوله سهما بعد سهم، أو يرد عليه النبل من الهدف. يقال: أمده يمده فهو ممد. (س) وفى حديث على " قائل كلمة الزور والذى يمد بحبلها في الاثم سواء " مثل قائلها بالمائح الذى يملا الدلو في أسفل البئر، وحاكيها بالماتح الذى يجذب الحبل على رأس البئر ويمده، ولهذا يقال: الراوية (2) أحد الكاذبين. * وفى حديث أويس " كان عمر إذا أتى أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس ابن عامر ؟ " الامداد: جمع مدد، وهم الاعوان والانصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد. * ومنه حديث عوف بن مالك " خرجت مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، ورافقني مددى من اليمن " هو منسوب إلى المدد. (1) هكذا بضمير المذكر في الاصل، وا، واللسان. والحرب لفظها أنثى، وقد تذكر ذهابا إلى معنى القتال. قاله في المصباح. (2) في الاصل: " الرواية " والتصحيح من: ا، واللسان.
[ 309 ]
(ه) وفى حديث عثمان " قال لبعض عماله: بلغني أنك تزوجت امرأة مديدة " أي طويلة. * وفيه " المدة التى ماد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان " المدة: طائفة من الزمان، تقع على القليل والكثير. وماد فيها: أي أطالها، وهى فاعل، من المد. * ومنه الحديث " إن شاءوا ماددناهم ". * ومنه الحديث " وأمدها خواصر " أي أوسعها وأتمها. * (مدر) * * فيه " أحب إلى من أن يكون لى أهل الوبر والمدر " يريد بأهل المدر: أهل القرى والامصار، واحدتها: مدرة. [ ه ] ومنه حديث أبى ذر " أما إن العمرة من مدركم " أي من بلدكم، ومدرة الرجل: بلدته. يقول: من (1) أراد العمرة ابتدأ لها سفرا جديدا من منزله، غير سفر الحج. وهذا على الفضيلة لا الوجوب. (ه) ومنه حديث جابر " فانطلق هو وجبار بن صخر، فنزعا في الحوض سجلا أو سجلين ثم مدراه " أي طيناه وأصلحاه بالمدر، وهو الطين المتماسك، لئلا يخرج منه الماء. * ومنه حديث عمر وطلحة، في الاحرام " إنما هو مدر " أي مصبوغ بالمدر. وقد تكرر في الحديث. (ه) وفى حديث الخليل عليه السلام " يلتفت إلى أبيه فإذا هو ضبعان (2) أمدر " هو المنتفخ الجنبين العظيم البطن. وقيل: الذى تترب جنباه من المدر. وقيل: الكثير الرجيع، الذى لا يقدر على حبسه. * (مدره) * * في حديث شداد بن أوس " إذ أقبل شيخ من بنى عامر، هو مدره قومه " (1) في الهروي: " إذا ". (2) في الهروي، واللسان: " فإذا هو بضبعان أمدر ".
[ 310 ]
المدره: زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم، والذى يرجعون إلى رأيه. والميم زائدة، وإنما ذكرناه هاهنا للفظه. * (مدن) * * فيه ذكر " مدان " بفتح الميم، له ذكر في غزوة زيد بن حارثة بنى جذام. ويقال له: فيفاء مدان، وهو واد في بلاد قضاعة. * (مدا) * (س) فيه " المؤذن يغفر له مدى صوته " المدى: الغاية: أي يستكمل مغفرة الله إذا استنفد وسعه في رفع صوته، فيبلغ الغاية في المغفرة إذا بلغ الغاية في الصوت. وقيل: تمثيل، أي أن المكان الذى ينتهى إليه الصوت لو قدر أن يكون مابين أقصاه وبين مقام المؤذن ذنوب تملا تلك المسافة لغفرها الله له. (ه) ومنه الحديث " أنه كتب ليهود تيماء أن لهم الذمة وعليهم الجزية بلا عداء، النهار مدى والليل سدى " أي ذلك لهم أبدا مادام الليل والنهار. يقال: لا أفعله مدى الدهر: أي طوله. والسدى: المخلى. * ومنه حديث كعب بن مالك " فلم يزل ذلك يتمادى بى " أي يتطاول ويتأخر، وهو يتفاعل، من المدى. * والحديث الآخر " لو تمادى الشهر لواصلت ". (ه) وفيه " البر بالبر مدى بمدى " أي مكيال بمكيال. والمدى: مكيال لاهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا، والمكوك: صاع ونصف. وقيل: أكثر من ذلك. (ه) ومنه حديث على " أنه أجرى للناس المديين والقسطين " يريد مديين من الطعام، وقسطين من الزيت. والقسط: نصف صاع. أخرجه الهروي عن على، والزمخشري عن عمر. (س) وفيه " قلت: يا رسول الله، إنا لا قوا العدو غدا وليست معنا مدى " المدى: جمع مدية، وهى السكين والشفرة. * ومنه حديث ابن عوف " ولا تفلوا المدى بالا ختلاف بينكم " أراد: لا تختلفوا فتقع الفتنة بينكم، فينثلم حدكم، فاستعاره لذلك. وقد تكرر ذكر " المدية والمدى " في الحديث.
[ 311 ]
* (باب الميم مع الذال) * * (مذح) * (ه) في حديث عبد الله بن عمرو " قال وهو بمكة: لو شئت لاخذت سبتى (1) فمشيت بها، ثم لم أمذح حتى أطأ المكان الذى تخرج منه الدابة " المذح: أن تصطك الفخذان من الماشي، وأكثر ما يعرض للسمين من الرجال. وكان ابن عمرو كذلك. يقال: مذح يمذح مذحا. وأراد قرب الموضع الذى تخرج منه الدابة. * (مذد) * * فيه ذكر " المذاد " وهو بفتح الميم: واد بين سلع وخندق المدينة الذى حفره صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق. * (مذر) * * فيه " شر النساء المذرة الوذرة " المذر: الفساد. وقد مذرت تمذر فهى مذرة. * " ومنه مذرت البيضة " إذا فسدت. (ه) وفى حديث الحسن " ما تشاء أن ترى أحدهم ينفض مذرويه " المذروان: جانبا الاليتين، ولا واحد لهما. وقيل: هما طرفا كل شئ، وأراد بهما الحسن فرعى المنكبين. يقال: جاء فلان ينفض مذرويه، إذا جاء باغيا يتهدد. وكذلك إذا جاء فارغا في غير شغل. والميم زائدة. * (مذق) * (ه) فيه " بارك لهم في مذقها ومحضها " المذق: المزج والخلط. يقال: مذقت اللبن، فهو مذيق، إذا خلطته بالماء. (س) ومنه حديث كعب وسلمة: * ومذقة كطرة الخنيف * المذقة: الشربة من اللبن الممذوق، شبهها بحاشية الخنيف، وهو ردئ الكتان، لتغير لونها، وذهابه بالمزج. * (مذقر) * (ه) في حديث عبد الله بن خباب " قتلته الخوارج على شاطئ نهر، فسال (1) في الهروي: " سبتى فمشيت فيهما " وفى الفائق 1 / 564: " بسبتى فمشيت فيهما ".
[ 312 ]
دمه في الماء فما امذقر " قال الراوى: فأتبعته بصرى كأنه شراك أحمر. قال أبو عبيد: أي ما امتزج بالماء. وقال شمر: الامذقرار: أن يجتمع الدم ثم يتقطع (1) قطعا ولا يختلط بالماء. يقول: لم يكن كذلك ولكنه سال وامتزج. وهذا بخلاف الاول. وسياق الحديث يشهد للاول، أي أنه مر فيه كالطريقة الواحدة لم يختلط به. ولذلك شبهه بالشراك الاحمر، وهو سير من سيور النعل. وذكر المبرد هذا الحديث في الكامل. قال: " فأخذوه (2) وقربوه إلى شاطئ النهر، فذ بحوه، فامذقر دمه. أي جرى مستطيلا متفرقا (3) ". هكذا رواه بغير حرف النفى. ورواه بعضهم بالباء (4)، وهو بمعناه. * (مذل) * (ه) فيه " المذال من النفاق " هو أن يقلق الرجل عن فراشه الذى يضاجع عليه حليلته، ويتحول عنه ليفترشه غيره. يقال: مذل بسره يمذل، ومذل يمذل، إذا قلق به. والمذل والماذل: الذى تطيب نفسه عن الشئ، يتركه ويسترخى عنه. * (مذى) * (ه) في حديث على " كنت رجلا مذاء " أي كثير المذى، هو بسكون الذال مخفف الياء: البلل اللزج الذى يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء، ولا يجب فيه الغسل. وهو نجس يجب غسله، وينقض الوضوء. ورجل مذاء: فعال، للمبالغة في كثرة المذى. وقد مذى الرجل يمذى. وأمذى. والمذاء: المماذاة (5) فعال منه. [ ه ] ومنه الحديث " الغيرة من الايمان، والمذاء من النفاق " قيل: هو أن يدخل الرجل الرجال على أهله، ثم يخليهم يماذى بعضهم بعضا. يقال: أمذى الرجل، وماذى، إذا قاد على أهله، مأخوذ من المذى. (1) في الهرى: " ينقطع ". (2) في الكامل ص 947، بتحقيق الشيخ أحمد شاكر: " ثم قربوه إلى شاطئ النهر فذبحوه ". (3) مكانه في الكامل: " على دقة ". (4) أي " ابذقر " كما في الهروي، والفائق 3 / 16. (5) في الاصل. " المماذات " والمثبت من: ا.
[ 313 ]
وقيل: هو من أمذيت فرسى ومذيته، إذا أرسلته يرعى. وقيل: هو المذاء بالفتح، كأنه من اللين والرخاوة، من أمذيت الشراب، إذا أكثرت مزاجه، فذهبت شدته وحدته. ويروى " المذال " باللام. وقد تقدم (ه) وفى حديث رافع بن خديج " كنا نكرى الارض بما على الماذيانات (1) والسواقى " هي جمع ماذيان، وهو النهر الكبير. وليست بعربية، وهى سوادية. وقد تكرر في الحديث، مفردا ومجموعا. * (مذينب) * * فيه ذكر " سيل مهزور، ومذينب " هو بضم الميم وسكون الياء وكسر النون، وبعدها باء موحدة: اسم موضع بالمدينة. والميم زائدة. * (باب الميم مع الراء) * * (مرأ) * * في حديث الاستسقاء " اسقنا غيثا مريئا مريعا " يقال: مر أنى الطعام، وأمر أنى، إذا لم يثقل على المعدة، وانحدر عنها طيبا. قال الفراء: يقال: هنأني الطعام، ومرأنى، بغير ألف، فإذا أفردوها عن هنأني قالوا: أمرأنى. * ومنه حديث الشرب " فإنه أهنأ وأمرأ " وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث الاحنف " يأتينا في مثل مرئ نعام (2) " المرئ: مجرى الطعام والشراب من الحلق، ضربه مثلا لضيق العيش وقلة الطعام. وإنما خص النعام لدقة عنقه، ويستدل به على ضيق مريئه. وأصل المرئ: رأس المعدة المتصل بالحلقوم. وبه يكون استمراء الطعام. (1) في الهروي، والمعرب ص 328: " الماذيان " ويجوز فتح الذال أيضا، كما في حواشى المعرب. (2)
[ 314 ]
(ه) وفى حديث الحسن " أحسنوا ملاكم أيها المرؤون " هو جمع المرء، وهو الرجل. يقال: مرء وامرؤ. (ه) ومنه قول رؤبة لطائفة رآهم: " أين يريد المرؤون ؟ ". * وفى حديث على لما تزوج فاطمة " قال له يهودى أراد أن يبتاع منه ثيابا: لقد تزوجت امرأة " يريد امرأة كاملة. كما يقال: فلان رجل، أي كامل في الرجال. * وفيه " يقتلون كلب المريئة " هي تصغير المرأة. (ه) وفيه " لا يتمرأى أحدكم في الدنيا (1) " أي لا ينظر فيها، وهو يتمفعل، من الرؤية، والميم زائدة وفى رواية " لا يتمرأ أحدكم في بالدنيا " من الشئ المرئ. * (مرث) * (ه) فيه " أنه أتى السقاية فقال: اسقوني، فقال العباس: إنهم قد مرثوه وأفسدوه " أي وسخوه بإدخال أيديهم فيه. والمرث: المرس. ومرث الصبى يمرث، إذا عض بدردره (2). (ه) ومنه حديث الزبير " قال لابنه: لا تخاصم الخوارج بالقرآن، خاصمهم بالسنة، قال ابن الزبير: فخاصمتهم بها، فكأنهم صبيان يمرثون سخبهم " أي يعضونها ويمصونها. والسخب: قلائد الخرز. يعنى أنهم بهتوا وعجزوا عن الجواب. * (مرج) * (ه) فيه " كيف أنتم إذا مرج الدين " أي فسد وقلقت أسبابه. والمرج: الخلط. [ ه ] ومنه حديث ابن عمر " قد مرجت عهودهم " أي اختلطت. (1) الذى في الهروي: لا يتمرأى أحدكم الماء. قال أبو حمزة: أي لا ينظر فيه ". (2) قال صاحب القاموس: " والدردر، بالضم: مغارز أسنان الصبى، أو هي قبل نباتها، وبعد سقوطها ".
[ 315 ]
* وفى حديث عائشة " خلقت الملائكة من نور واحد، وخلق الجان من مارج من نار " مارج النار: لهبها المختلط بسوادها. (س) وفيه " وذكر خيل المرابط فقال: طول لها في مرج " المرج: الارض الواسعة ذات نبات كثير، تمرج فيه الدواب، أي تخلى تسرح مختلطة كيف شاءت. * (مرجل) * * فيه " ولصدره أزيز كأزيز المرجل " هو بالكسر: الاناء الذى يغلى فيه الماء. وسواء كان من حديد أو صفر أو حجارة أو خزف. والميم زائدة. قيل: لانه إذا نصب كأنه أقيم على أرجل. (س) وفيه " وعليها ثياب مراجل " يروى بالجيم والحاء، فالجيم معناه أن عليها نقوشا تمثال الرجل. والحاء معناه أن عليها صور الرجال، وهى الابل بأكوارها. ومنه ثوب مرجل. والروايتان معا من باب الراء، والميم فيها زائدة، وقد تقدم. * ومنه الحديث " فبعث معها ببرد مراجل " قال الازهرى: المراجل: ضرب من برود اليمن. وهذا التفسير يشبه أن تكون الميم أصلية. * (مرخ) * (ه) فيه " أن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يوما، وكان منبسطا، فقطب وتشزن له، فلما خرج عاد إلى انبساطه، فسألته عائشة، فقال: إن عمر ليس ممن يمرخ معه " المرخ والمزح سواء. وقيل: هو من مرخت الرجل بالدهن، إذا دهنته به ثم دلكته. وأمرخت العجين، إذا أكثرت ماءه. أراد ليس ممن يستلان جانبه. * وفيه ذكر " ذى مراخ " هو بضم الميم: موضع قريب من مزدلفة. وقيل: هو جبل بمكة. ويقال بالحاء المهملة. * (مرد) * * في حديث العرباض " وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا " المارد من الرجال: العاتى الشديد. وأصله من مردة الجن والشياطين. * ومنه حديث رمضان " وتصفد فيه مردة الشياطين " جمع مارد. (س) وفى حديث معاوية " تمردت عشرين سنة، وجمعت عشرين، ونتفت عشرين،
[ 316 ]
وخضبت عشرين، فأنا ابن ثمانين " أي مكثت أمرد عشرين سنة، ثم صرت مجتمع اللحية عشرين سنة. * وفيه ذكر " مريد " وهو بضم الميم مصغر: أطم من آطام المدينة. * وفيه ذكر " مردان " بفتح الميم وسكون الراء، وهى ثنية بطريق تبوك، وبها مسجد للنبى صلى الله عليه وسلم. * (مرر) * (ه) فيه " لا تحل الصدقة لغنى ولا لذى مرة سوى " المرة: القوة والشدة. والسوى: الصحيح الاعضاء. وقد تكررت (1) في الحديث. (ه) وفيه " أنه كره من الشاء سبعا: الدم، والمرار (2)، وكذا وكذا " المرار (2): جمع المرارة، وهى في جوف الشاة وغيرها، يكون فيها ماء أخضر مر. قيل: هي لكل حيوان إلا الجمل. وقال القتيبى: أراد المحدث أن يقول " الامر " وهو المصارين، فقال " المرار ". وليس بشئ. (س) ومنه حديث ابن عمر " أنه جرح إبهامه فألقمها مرارة " وكان يتوضأ عليها. (س) وفى حديث شريح " ادعى رجل دينا على ميت وأراد بنوه أن يحلفوا على علمهم، فقال شريح: لتركبن منه مرارة الذقن " أي لتحلفن ماله شئ، لا على العلم، فتركبون من ذلك ما يمر (3) في أفواههم وألسنتهم التى بين أذقانهم. وفى حديث الاستسقاء: وألقى بكفيه الفتى استكانة * من الجوع ضعفا ما يمر وما يحلى أي ما ينطق بخير ولا شر، من الجوع والضعف. (س) وفى قصة مولد المسيح عليه السلام " خرج قوم ومعهم المر، قالوا: نجبر به الكسر والجرح " المر: دواء كالصبر، سمى به لمرارته. (1) في الاصل: " تكرر " والمثبت من: ا. (2) هكذا بكسر الميم في الاصل، وا. وفى الهروي، واللسان بفتحها. (3) ضبط في اللسان بفتح الياء والميم.
[ 317 ]
(ه) وفيه " ماذا في الامرين من الشفاء، الصبر والثفاء (1) " الصبر: هو الدواء المر المعروف. والثفاء: هو الخردل. وإنما قال: " الامرين " والمر أحدهما، لانه جعل الحروفة والحدة التى في الخردل بمنزلة المرارة. وقد يغلبون أحد القرينين على الآخر، فيذكرونها بلفظ واحد. (ه) وفى حديث ابن مسعود " هما المريان، الامساك في الحياة، والتبذير في الممات " المريان: تثنية مرى، مثل صغرى وكبرى، وصغريان وكبريان، فهى فعلى من المرارة، تأنيث الامر، كالجلى والاجل، أي الخصلتان المفضلتان في المرارة على سائر الخصال المرة أن يكون الرجل شحيحا بماله مادام حيا صحيحا، وأن يبذره فيما لا يجدى عليه، من الوصيا المبنية على هوى النفس عند مشارفة الموت. (ه) وفى حديث الوحى " إذا نزل سمعت الملائكة صوت مرار السلسلة على الصفا " أي صوت انجرارها واطرادها على الصخر. وأصل المرار: الفتل، لانه يمر، أي يفتل. (ه) وفى حديث آخر " كإمرار الحديد على الطست الجديد " أمررت الشئ أمره إمرارا، إذا جعلته يمر، أي يذهب. يريد كجر الحديد على الطست. وربما روى (2) الحديث الاول: " صوت إمرار السلسلة ". (س) وفى حديث أبى الاسود " ما فعلت المرأه التى كانت تماره وتشاره ؟ " أي تلتوى عليه وتخالفه. وهو من فتل الحبل. * وفيه " أن رجلا أصابه في سيره المرار " أي الحبل. هكذا فسر، وإنما الحبل المر. ولعله جمعه. * وفى حديث على في ذكر الحياة " إن الله جعل الموت قاطعا لمرائر أقرانها " المرائر: الحبال المفتولة على أكثر من طاق، واحدها: مرير ومريرة. (1) الثفاء، بالتخفيف. وزان غراب، كما في المصباح. وقد سبق بالتشديد، في مادة (ثفأ) وهو موافق لما في الصحاح، والقاموس. وقال في المصباح إنه مكتوب في الجمهرة بالتثقيل. على أنى لم أجد في الجمهرة ما يشير إلى تثقيل أو تخفيف. انظرها 3 / 219 (2) عبارة الهروي: " وإن روى: إمرار السلسلة، فحسن. يقال: أمررت الشئ، إذا جررته ".
[ 318 ]
(ه) ومنه حديث ابن الزبير " ثم استمرت مريرتى " يقال: استمرت مريرته على كذا، إذا استحكم أمره عليه وقويت شكيمته فيه، وألفه واعتاده. وأصله من فتل الحبل. (س) ومنه حديث معاوية " سحلت مريرته " أي جعل حبله المبرم سحيلا، يعنى رخوا ضعيفا. (س) وفى حديث أبى الدرداء ذكر " المرى "، قال الجوهرى: " المرى [ بالضم وتشديد الراء (1) ] الذى يؤتدم به، كأنه منسوب إلى المرارة. والعامة تخففه ". * وفيه ذكر " ثنية المرار " المشهور فيها ضم الميم. وبعضهم يكسرها، وهى عند الحديبية. * وفيه ذكر " بطن مر، ومر الظهران " وهما بفتح الميم وتشديد الراء: موضع بقرب مكة. * (مرز) * (ه) فيه " أن عمر أراد أن يصلى على ميت فمرزه حذيفة " أي قرصه بأصابعه لئلا يصلى عليه. قيل: كان ذلك الميت منافقا. وكان حذيفة يعرف المنافقين. يقال: مرزت الرجل مرزا، إذا قرصته بأطراف أصابعك. * (مرزبان) * * فيه " أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم " هو بضم الزاى: أحد مرازبة الفرس، وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك. وهو معرب (2). * (مرس) * (ه) فيه " إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه، كما يتمرس البعير بالشجرة " أي (3) يتلعب بدينه ويعبث به، كما يعبث البعير بالشجرة، ويتحكك بها. والتمرس (4): شدة الالتواء. وقيل: أراد أن يمارس الفتن ويشادها، فيضر بدينه، ولا ينفعه غلوه فيه، كما أن الاجرب إذا تحكك بالشجرة أدمته، ولم تبره من جربه. (1) ليس في الصحاح. (2) في المعرب ص 317: " وتفسيره بالعربية: حافظ الحد ". (3) هذا شرح القتيبى، كما في الهروي. (4) وهذا من شرح ابن الاعرابي، كما ذكر الهروي، أيضا.
[ 319 ]
(س) ومنه حديث خيفان " أما بنو فلان فحسك أمراس " جمع مرس، بكسر الراء، وهو الشديد الذى مارس الامور وجربها. (س) ومنه حديث وحشى في مقتل حمزة " فطلع على رجل حذر مرس " أي شديد مجرب للحروب. والمرس في غير هذا: الدلك. (س) ومنه حديث عائشة " كنت أمرسه بالماء " أي أدلكه وأديفه. وقد يطلق على الملاعبة. (س) ومنه حديث على " زعم (1) أنى كنت أعافس وأمارس " أي ألاعب النساء. وقد تكرر في الحديث. * (مرش) * (ه) في غزوة حنين " فعدلت به ناقته إلى شجرات فمرشن ظهره " أي خدشته أغصانها، وأثرت في ظهره. وأصل المرش: الحك بأطراف الاظفار. (ه) ومنه حديث أبى موسى " إذا حك أحدكم فرجه وهو في الصلاة فليمرشه من وراء الثوب ". * (مرض) * * فيه " لا يورد ممرض على مصح " الممرض: الذى له إبل مرضى، فنهى أن يسقى إبله الممرض مع إبل المصح، لا لاجل العدوى، ولكن لان الصحاح ربما عرض لها مرض فوقع في نفس صاحبها أن ذلك من قبيل العدوى، فيفتنه ويشككه، فأمر باجتنابه والبعد عنه. وقد يحتمل أن يكون ذلك من قبيل الماء والمرعى تستوبله الماشية فتمرض، فإذا شاركها في ذلك غيرها أصابه مثل ذلك الداء، فكانوا لجهلهم يسمونه عدوى، وإنما هو فعل الله تعالى. * وفى حديث تقاضى الثمار " تقول: أصابها مراض " هو بالضم: داء يقع في الثمرة فتهلك. وقد أمرض الرجل، إذا وقع في ماله العاهة. (س) وفى حديث عمرو بن معد يكرب " هم شفاء أمراضنا " أي يأخذون بثأرنا، كأنهم يشفون مرض القلوب، لا مرض الاجسام. * (مرط) * (ه) فيه " أنه كان يصلى في مروط نسائه " أي أكسيتهن، الواحد: مرط. ويكون من صوف، وربما كان من خز أو غيره. وقد تكرر في الحديث، مفردا ومجموعا. (1) أي عمرو بن العاص.
[ 320 ]
(ه) وفى حديث أبى سفيان (1) " فامرط (2) قذذ السهم " أي سقط ريشه. وسهم أمرط وأملط. (ه) وفى حديث عمر " قال لابي محذورة - وقد رفع صوته بالاذان -: أما خشيت أن تنشق مريطاؤك " هي الجلدة التى بين السرة والعانة. وهى في الاصل مصغرة مرطاء، وهى الملساء التى لا شعر عليها، وقد تقصر. * (مرع) * (ه) فيه " اللهم اسقنا غيثا مريعا مربعا " المريع: المخصب الناجع. يقال: أمرع الوادي، ومرع مراعة. [ ه ] وفى حديث ابن عباس " أنه سئل عن السلوى، فقال: هو المرعة " هي بضم الميم وفتح الراء وسكونها: طائر أبيض، حسن اللون، طويل (3) الرجلين، بقدر السمانى، يقع في المطر من السماء. * (مرغ) * (س) في صفة الجنة " مراغ دوابها المسك " أي الموضع الذى يتمرغ فيه من ترابها. والتمرغ: التقلب في التراب. (س) ومنه حديث عمار " أجنبنا في سفر وليس عندنا ماء، فتمرغنا في التراب " ظن أن الجنب يحتاج أن يوصل التراب إلى جميع جسده كالماء. * (مرق) * (ه) في حديث الخوارج " يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه، كما يخرق السهم الشئ المرمى به ويخرج منه. وقد تكرر في الحديث. * ومنه حديث على " أمرت بقتال المارقين ": يعنى الخوارج. * وفيه " أن امرأة قالت: يارسول الله، إن بنتا لى عروسا تمرق شعرها ". * وفى حديث آخر " مرضت فامرق شعرها " يقال: مرق شعره، وتمرق وامرق، إذا (1) أخرجه الهروي من حديث أبى موسى. (2) في الفائق 2 / 318: " وانمرط ". وقال: " انمرط: مطاوع مرطه. يقال: مرط الشعر والريش، إذا نتفه، فانمرط ". (3) مكان هذا في الهروي: " طيب الطعم ".
[ 321 ]
انتثر وتساقط من مرض أو غيره. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث على " إن من البيض ما يكون مارقا " أي فاسدا، وقد مرقت البيضة، إذا فسدت. * وفيه ذكر " الممرق " وهو المغنى. يقال: مرق يمرق تمريقا، إذا غنى. والمرق بالسكون أيضا: غناء الاماء والسفلة. وهو اسم. * وفيه " أنه اطلى حتى بلغ المراق " هو بتشديد القاف: مارق من أسفل البطن ولان، ولا واحد له، وميمه زائدة. وقد تقدم في الراء. * وفيه ذكر " مرق " بفتح الميم والراء، وقد تسكن: بئر بالمدينة، لها ذكر في أول حديث الهجرة. * (مرمر) * * فيه " كان هناك مرمرة " هي واحدة المرمر، وهو نوع من الرخام صلب * (مرما) * * في حديث صلاة الجماعة " لو وجد أحدهم مرماتين " يروى بكسر الميم وفتحها، وميمها زائدة. وقد تقدم مبسوطا في حرف الراء. * (مرن) * (س) في حديث النخعي " في المارن الدية " المارن من الانف: ما دون القصبة. والمارنان: المنخران. * (مرود) * (س) في حديث ماعز " كما يدخل المرود في المكحلة " المرود بكسر الميم: الميل الذى يكتحل به. والميم زائدة. * وفى حديث على " إن لبنى أمية مرودا يجرون (1) إليه " وهو مفعل من الارواد: الامهال، كأنه شبه المهلة التى هم فيها بالمضمار الذى يجرون إليه. والميم زائدة. * (مره) * [ ه ] فيه " أنه لعن (2) المرهاء " هي (3) التى لا تكتحل. والمره: مرض في العين لترك الكحل. (1) ضبط في ا: " يجرون ". (2) رواية الهروي: " لعن الله المرهاء ". (3) هذا شرح القتيبى، كما في الهروي. (41 - النهاية - 4)
[ 322 ]
* ومنه حديث على " خمص البطون من الصيام، مره العيون من البكاء " هو جمع الامره. وقد مرهت عينه تمره مرها. * (مرا) * (ه) فيه " لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر " المراء: الجدال، والتمارى والمماراة: المجادلة على مذهب الشك والريبة. ويقال للمناظرة: مماراة، لان كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه، كما يمترى الحالب اللبن من الضرع. قال أبو عبيد: ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه على الاختلاف في اللفظ، وهو أن يقول (1) الرجل على حرف، فيقول الآخر: ليس هو هكذا، ولكنه على خلافه، وكلاهما منزل مقروء به (2). فإذا جحد كل واحد منهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك يخرجه إلى الكفر، لانه نفى حرفا أنزله الله على نبيه. والتنكير في المراء إيذانا بأن شيئا منه كفر، فضلا عما زاد عليه. وقيل: إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التى فيها ذكر القدر، ونحوه من المعاني، على مذهب أهل الكلام، وأصحاب الاهواء والآراء، دون ما تضمنته من الاحكام، وأبواب الحلال والحرام، فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء، وذلك فيما يكون الغرض منه والباعث عليه ظهور الحق ليتبع، دون الغلبة والتعجيز. والله أعلم. (ه) وفيه " إمر الدم بما شئت " أي استخرجه وأجره بما شئت. يريد الذبح. وهو من مرى الضرع يمريه. ويروى " أمر الدم " من مار يمور، إذا جرى. وأماره غيره. قال الخطابى: أصحاب الحديث يروونه مشدد الراء، وهو غلط. وقد جاء في سنن أبى داود والنسائي " أمرر " براءين مظهر تين. ومعناه اجعل الدم يمر: أي يذهب، فعلى هذا من رواه مشدد الراء يكون قد أدغم، وليس بغلط. (1) في الهروي: " يقزأ " (2) بعده في الهروي: " يعلم ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: نزل القرآن على سبعة أحرف ".
[ 323 ]
* ومن الاول حديث عاتكة: * مروا بالسيوف المرهفات دماءهم * أي استخرجوها واستدروها. * وفى حديث نضلة بن عمرو " أنه لقى النبي صلى الله عليه وسلم بمريين " هو تثنية مرى، بوزن صبى. ويروى " مريتين " تثنية مرية. والمرى والمرية: الناقة الغزيرة الدر، من المرى، وهو الحلب، وزنها فعيل أو فعول. (ه) ومنه حديث الاحنف " وساق معه ناقة مريا ". * وفيه " قال له عدى بن حاتم: إذا أصاب أحدنا صيدا وليس معه سكين أنذبح بالمروة وشقة العصا ؟ " المروة: حجر أبيض براق. وقيل: هي التى يقدح منها النار. ومروة المسعى: التى تذكر مع الصفا، وهى أحد رأسيه اللذين ينتهى السعي إليهما سميت بذلك. والمراد في الذبح جنس الاحجار، لا المروة نفسها. وقد تكرر ذكرها في الحديث. * وفى حديث ابن عباس " إذا رجل من خلفي قد وضع مروته على منكبي فإذا هو على ". * وفيه " أن جبريل عليه السلام لقيه عند أحجار المراء " قيل: هي بكسر الميم: قباء، فأما المراء بضم الميم فهو داء يصيب النخل. * (مريح) * * فيه ذكر " مريح " وهو بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء تحتها نقطتان وحاء مهملة: أطم بالمدينة لبنى قينقاع.
[ 324 ]
* (باب الميم مع الزاى) * * (مزد) * * قد تكرر ذكر " المزادة " في غير موضع من الحديث. وهو الظرف الذى يحمل فيه الماء، كالراوية والقربة والسطيحة، والجمع: المزاود. والميم زائدة. * (مزر) * (س) فيه " أن نفرا من اليمن سألوه، فقالوا: إن بها شرابا يقال له: المزر، فقال: كل مسكر حرام " المزر بالكسر: نبيذ يتخذ من الذرة. وقيل: من الشعير أو الحنطة. * وفيه، وأظنه عن طاوس " المزرة الواحدة تحرم " أي المصة الواحدة. والمزر والتمزر: الذوق شيئا بعد شئ. وهذا بخلاف المروى في قوله " لا تحرم المصة ولا المصتان " ولعله قد كان " لا تحرم " فحرفه الرواة. (ه) ومنه حديث أبى العالية " اشرب النبيذ ولا تمزر " أي اشربه لتسكين العطش، كما تشرب الماء، ولا تشربه للتلذذ مرة بعد أخرى، كما يصنع شارب الخمر إلى أن يسكر. * (مزز) * (س) وفى حديث أنس " ألا إن المزات حرام " يعنى الخمور، وهى جمع مزة، وهى الخمر التى فيها حموضة. ويقال لها: المزاء بالمد أيضا. وقيل: هي من خلط البسر والتمر. (س) ومنه الحديث " أخشى أن تكون المزاء التى نهيت عنها عبد القيس " وهى فعلاء من المزازة. أو فعال من المز: الفضل. (ه) وفى حديث المغيرة " فترضعها جارتها المزة والمزتين " أي المصة والمصتين. وتمززت الشئ، إذا تمصصته. * ومنه حديث طاوس " المزة الواحدة تحرم ".
[ 325 ]
[ ه ] وحديث أبى العالية " اشرب النبيذ ولا تمزز " (1) هكذا روى مرة بالزايين، ومرة بزاى وراء. وقد تقدم. (ه) وفى حديث النخعي " إذا كان المال ذا مز ففرقه في الاصناف الثمانية، وإذا كان قليلا فأعطه صنفا واحدا " أي إذا كان ذا فضل وكثرة. وقد مزمزازة فهو مزيز، إذا كثر. * (مزع) * (ه) فيه " ما تزال المسألة بالعبد حتى يلقى الله وما في وجهه مزعة لحم " أي قطعة يسيرة من اللحم. * ومنه حديث جابر " فقال لهم: تمزعوه، فأوفاهم الذى لهم " أي تقاسموا به وفرقوه بينكم. (ه) وفى حديث معاذ " حتى تخيل إلى أن أنفه يتمزع من شدة غضبه " أي يتقطع ويتشقق غضبا. قال أبو عبيد: أحسبه " يترمع " أي يرعد، يعنى بالراء. وقد تقدم. * (مزق) * * في حديث كتابه إلى كسرى " لما مزقه دعا عليهم أن يمزقوا كل ممزق " التمزيق: التخريق والتقطيع. وأراد بتمزيقهم تفرقهم وزوال ملكهم وقطع دابرهم. (ه) وفى حديث ابن عمر " أي طائرا مزق عليه " أي ذرق ورمى بسلحه عليه. * (مزمز) * (س) في حديث ابن مسعود " قال في السكران: مزمزوه وتلتلوه " هو أن يحرك تحريكا عنيفا. لعله يفيق من سكره ويصحو. * (مزن) * * قد تكرر فيه ذكر " المزن " وهو الغيم والسحاب، واحدته: مزنة. وقيل: هي السحابة البيضاء. * (مزهر) * * في حديث أم زرع " إذ سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك " المزهر: العود الذى يضرب به في الغناء. أرادت أن زوجها عود إبله إذا نزل به الضيفان أن يأتيهم بالملاهى (1) هكذا ضبط بالضم، في الاصل، واللسان. وفى ا، و الهروي: " ولا تمزز " بالفتح.
[ 326 ]
ويسقيهم الشراب وينحر لهم الابل، فإذا سمعن ذلك الصوت أيقنت أنها منحورة. وميم المزهر زائدة. وجمعه: مزاهر. * ومنه حديث ابن عمرو " إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل، ويبطل به الزمارات والمزاهر ". * وفيه " فما كان لهم فيها من ملك وعرمان ومزاهر " المزاهر: الرياض، سميت بذلك لانها تجمع أصناف الزهر والنبات. وذات المزاهر: موضع. والمزاهر: هضبات حمر. * (مزيل) * * في حديث معاوية " أن رجلين تداعيا عنده، وكان أحدهما مخلطا مزيلا " المزيل بكسر الميم وسكون الزاى: الجدل في الخصومات، الذى يزول من حجة إلى حجة. وأصلها الواو. والميم زائدة. * (باب الميم مع السين) * * (مستق) * (س) فيه " أنه أهدى له مستقة من سندس " هي بضم التاء وفتحها: فرو طويل الكمين. وهى تعريب مشته. وقوله " من سندس " يشبه أنها كانت مكففة بالسندس. وهو الرفيع من الحرير والديباج لان نفس الفرو لا يكون سندسا. وجمعها: مساتق. * ومنه الحديث " أنه كان يلبس البرانس والمساتق، ويصلى فيها ". * ومنه حديث عمر " أنه صلى بالناس ويداه في مستقة ". (س) ويروى مثله عند سعد. * (مسح) * (س) قد تكرر فيه ذكر " المسيح عليه السلام " وذكر " المسيح الدجال " أما عيسى فسمى به، لانه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برئ. وقيل: لانه كان أمسح الرجل، لا أخمص له. وقيل: لانه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن. وقيل: لانه كان يمسح الارض: أي يقطعها.
[ 327 ]
وقيل: المسيح: الصديق. وقيل: هو بالعبرانية: مشيحا، فعرب. وأما الدجال فسمى به، لان عينه الواحدة ممسوحة. ويقال: رجل ممسوح الوجه ومسيح، وهو ألا يبقى على أحد شقى وجهه عين ولا حاجب إلا استوى. وقيل: لانه يمسح الارض: أي يقطعها. وقال أبو الهيثم: إنه المسيح، بوزن سكيت، وإنه الذى مسح خلقه: أي شوه. وليس بشئ. [ ه ] وفى صفته عليه السلام " مسيح القدمين " أي ملساوان لينتان، ليس فيهما تكسر ولا شقاق، فإذا أصابهما الماء نبا عنهما. (ه) وفى حديث الملاعنة " إن جاءت به ممسوح الاليتين " هو (1) الذى لزقت أليتاه بالعظم، ولم يعظما. رجل أمسح، وامرأة مسحاء. (س) وفيه " تمسحوا بالارض فإنها بكم برة " أراد به التيمم. وقيل: أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل، ويكون هذا أمر تأديب وأستحباب، لا وجوب. * ومنه الحديث " أنه تمسح وصلى " أي توضأ. يقال للرجل إذا توضأ: قد تمسح. والمسح يكون مسحا باليد وغسلا. (س) وفيه " لما مسحنا البيت أحللنا " أي طفنا به، لان من طاف بالبيت مسح الركن، فصار اسما للطواف. (ه) وفى حديث أبى بكر " أغر عليهم غارة مسحاء " هكذا جاء في الرواية (2)، وهى فعلاء. من مسحهم، إذا مر بهم مرا خفيفا، ولم يقم عندهم. (1) هذا شرح شمر، كما ذكر الهروي. (2) يروى " سحاء " و " سنحاء " وسبقت الروايتان.
[ 328 ]
(س) وفى حديث فرس المرابط " إن علفه وروثه، ومسحا عنه، في ميزانه " يريد مسح التراب عنه، وتنظيف جلده. * وفى حديث سليمان عليه السلام " فطفق مسحا بالسوق والاعناق " قيل: ضرب أعناقها وعرقبها. يقال: مسحه بالسيف، أي ضربه. وقيل مسحها بالماء بيده. والاول أشبه. (س) وفى حديث ابن عباس " إذا كان الغلام يتيما فامسحوا رأسه من أعلاه إلى مقدمه وإذا كان له أب فامسحوا من مقدمه إلى قفاه " قال أبو موسى: هكذا وجدته مكتوبا، ولا أعرف الحديث ولا معناه. (ه) وفيه " يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذى يمن، عليه مسحة ملك (1). فطلع جرير بن عبد الله ". يقال: على وجهه مسحة ملك (1)، ومسحة جمال: أي أثر ظاهر منه. ولا يقال ذلك إلا في المدح. (س) وفى حديث عمار " أنه دخل عليه وهو يرجل مسائح من شعره " المسائح: مابين الاذن والحاجب، يصعد حتى يكون دون اليافوخ. وقيل: هي الذوائب وشعر جانبى الرأس، واحدتها: مسيحة. والماسحة: الماشطة. وقيل: المسيحة: ما ترك (2) من الشعر، فلم يعالج بشئ. * وفى حديث خيبر " فخرجوا بمساحيهم ومكاتلهم " المساحى: جمع مسحاة، وهى المجرفة من الحديد. والميم زائدة، لانه من السحو: الكشف والازالة. وقد تكرر في الحديث. * (مسخ) * * في حديث ابن عباس " الجان مسيخ الجن، كما مسخت القردة من بنى إسرائيل " الجان: الحيات الدقاق. (1) في الاصل، واللسان: ملك " بالضم والسكون. وهو خطأ، صوابه من: أ،. ومما يأتي في (ملك) وقد نبه عليه هناك مصحح الاصل. (2) في اللسان: " ما نزل ".
[ 329 ]
ومسيخ: فعيل بمعنى مفعول، من المسخ، وهو قلب الخلقة من شئ إلى شئ. * ومنه حديث الضباب " إن أمة من الامم مسخت، وأخشى أن تكون منها ". * (مسد) * * فيه " حرمت شجر المدينة إلا مسد محالة " المسد: الحبل الممسود: أي المفتول من نبات أو لحاء شجرة. وقيل: المسد: مرود البكرة الذى تدور عليه. * ومنه الحديث " أنه أذن في قطع المسد والقائمتين ". * وحديث جابر " إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمنع أن يقطع المسد ". والمسد: الليف أيضا، وبه فسر قوله تعالى: " في جيدها حبل من مسد " في قول. * (مسس) * (ه) في حديث أم زرع " المس مس أرنب " وصفته بلين الجانب وحسن الخلق. * وفى حديث فتح خيبر " فمسه بعذاب " أي عاقبه. * وفى حديث أبى قتادة والميضأة " فأ تيته بها فقال: مسوا منها " أي خذوا منها الماء وتوضأوا. يقال: مسست (1) الشئ أمسه مسا، إذا لمسته بيدك، ثم استعير للاخذ والضرب لانهما باليد، واستعير للجماع، لانه لمس، وللجنون، كأن الجن مسته. يقال: به مس من جنون. * وفيه " فأصبت منها ما دون أن أمسها " يريد أنه لم يجامعها.) وفى حديث موسى عليه السلام " ولم يجد (2) مسا من النصب " هو أول ما يحس به من التعب. (س) وفى حديث أبى هريرة " لو رأيت الوعول تجرش مابين لا بتيها ما مستها " هكذا روى. وهى لغة في مسستها (3) يقال: مست الشئ، بحذف السين الاولى وتحويل (1) من باب تعب، ومن باب قتل، لغة. كما جاء في المصباح. (2) في اللسان: " ولم نجد " (3) في اللسان " في مستها ".
[ 330 ]
كسرتها إلى ميم. ومنهم من يقر فتحتها بحالها، كظلت في ظللت. * (مسطح) * (س) فيه " أن حمل بن مالك قال: كنت بين امرأتين، فضربت إحداهما الاخرى بمسطح " المسطح، بالكسر: عمود الخيمة، وعود من عيدان الخباء. * (مسق) * * في حديث عثمان " أبلغت الراتع مسقاته " المسقاة بالفتح: موضع الشرب، والميم زائدة. أراد أنه جمع له مابين الاكل والشرب. ضربه مثلا لرفقه برعيته. * (مسك) * (ه) في صفته عليه الصلاة والسلام " بادن متماسك " أي معتدل الخلق، كأن أعضاءه يمسك بعضها بعضا. (ه) وفيه " لا يمسكن الناس على بشئ، فإنى لا أحل إلا ما أحل الله، ولا أحرم إلا ما حرم الله " معناه (1) أن الله أحل له أشياء حرمها (2) على غيره، من عدد النساء، والموهوبة، وغير ذلك. وفرض عليه أشياء خففها عن غيره فقال: " لا يمسكن الناس على بشئ " يعنى مما خصصت به دونهم. يقال: أمسكت الشئ وبالشئ، ومسكت، به وتمسكت، واستمسكت. * ومنه الحديث " من مسك من هذا الفئ بشئ " أي أمسك. (ه) وفى حديث الحيض " خذى فرصة ممسكة فتطيبي بها " الفرصة: القطعة، يريد قطعة من المسك، وتشهد له الرواية الاخرى: " خذى فرصة من مسك فتطيبي بها ". والفرصة في الاصل: القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك. وقيل: هو من التمسك باليد. وقيل (3): ممسكة: أي متحملة (4). يعنى تحتملينها معك. وقال الزمخشري: " الممسكة: الخلق التى أمسكت كثيرا، كأنه أراد ألا تستعمل (1) هذا من قول الامام الشافعي رضى الله عنه. كما في الهروي. (2) في الهروي: " حظرها ". (3) القائل هو القتيبى، كما ذكر الهروي. (4) في الهروي: " محتملة ".
[ 331 ]
الجديد [ من القطن والصوف ] (1)، للارتفاق به في الغزل وغيره، ولان الخلق أصلح لذلك وأوفق ". وهذه الاقوال أكثرها متكلفة. والذى عليه الفقهاء أن الحائض عند الاغتسال من الحيض يستحب لها أن تأخذ شيئا يسيرا من المسك تتطيب به، أو فرصة مطيبة بالمسك. (س) وفيه " أنه رأى على عائشة مسكتين من فضة " المسكة بالتحريك: السوار من الذبل، وهى قرون الاوعال. وقيل: جلود دابة بحرية. الجمع: مسك (2). * ومنه حديث أبى عمرو النخعي " رأيت النعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان ". * وحديث عائشة " شئ ذفيف يربط به المسك ". (س) ومنه حديث بدر " قال ابن عوف، ومعه أمية بن خلف: فأحاط بنا الانصار حتى جعلونا في مثل المسكة " أي جعلونا في حلقة كالسوار وأحد قوابنا. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (س) وفى حديث خيبر " أين مسك حيى بن أخطب ؟ كان فيه ذخيرة من صامت وحلى قومت بعشرة آلاف دينار، وكانت أولا في مسك حمل، ثم مسك ثور، ثم في مسك جمل " المسك، بسكون السين: الجلد. (س) ومنه حديث على " ما كان [ على (3) ] فراشي إلا مسك كبش " أي جلده. (ه) وفيه " أنه نهى عن بيع المسكان " هو بالضم: بيع العربان والعربون. وقد تقدم في حرف العين، ويجمع على مساكين. (ه) وفى حديث خيفان " أما بنو فلان فحسك أمراس، ومسك أحماس " المسك: (1) ليس في الفائق 1 / 239. (2) في أ: " المسك ". (3) من اللسان.
[ 332 ]
جمع مسكة، بضم الميم وفتح السين فيهما، وهو الرجل الذى لا يتعلق (1) بشئ فيتخلص منه، ولا ينازله منازل فيفلت. وهذا البناء يختص بمن يكثر منه الشئ، كالضحكة والهمزة. * وفى حديث هند بنت عتبة " إن أبا سفيان رجل مسيك " أي بخيل يمسك مافى يديه لا يعطيه أحدا. وهو مثل البخيل وزنا ومعنى. وقال أبو موسى: إنه " مسيك " بالكسر والتشديد، بوزن الخمير والسكير. أي شديد الامساك لماله. وهو من أبنية المبالغة. قال: وقيل: المسيك: البخيل، إلا أن المحفوظ الاول. * وفيه ذكر " مسكن (2) " هو بفتح الميم وكسر الكاف: صقع بالعراق، قتل فيه مصعب بن الزبير، وموضع بدجيل الاهواز، حيث كانت وقعة الحجاج وابن الاشعث. * (باب الميم مع الشين) * * (مشج) * (ه) في صفة المولود " ثم يكون مشيجا أربعين ليلة " المشيج: المختلط من كل شئ مخلوط، وجمعه: أمشاج. (1) في الهروي، والصحاح، واللسان: " لا يعلق ". (2) في الاصل، وأ، واللسان: " مسك " وكذا هو في نسخة من النهاية بدار الكتب المصرية، برقم 590 حديث. وقال السيوطي في الدر النثير: " ومسك، كفرح: صقع بالعراق ". وجاء بهامش الاصل واللسان: " في ياقوت أن الموضع الذى قتل به مصعب والذى كانت به وقعة الحجاج مسكن، بالنون آخره، كمسجد، وهو المناسب لقوله: وكسر الكاف ". وقد وجدت في نسخة من النهاية برقم 517 حديث بدار الكتب المصرية: " مسكن " وهذه النسخة بخط قديم، وهى جيدة جدا، لكنها للاسف تبدأ بحرف القاف. وجاء في ياقوت 8 / 54: " مسكن، بالفتح ثم السكون، وكسر الكاف، ونون ".
[ 333 ]
* ومنه حديث على " ومحط الامشاج من مسارب الاصلاب " يريد المنى الذى يتولد منه الجنين. * (مشر) * [ ه ] في صفة مكة " وأمشر سلمها " أي خرج ورقه واكتسى به. والمشر: شئ كالخوص يخرج في السلم والطلح، واحدته: مشرة. (ه) ومنه حديث أبى عبيدة " فأكلوا الخبط وهو يومئذ ذو مشر ". (ه) وفى حديث بعض الصحابة " إذا أكلت اللحم وجدت في نفسي تمشيرا " أي (1) نشاطا للجماع. جعله الزمخشري حديثا مرفوعا. * (مشش) * (ه) في صفته عليه السلام " جليل المشاش " أي (2) عظيم رءوس العظام، كالمرفقين والكتفين، والركبتين. قال الجوهرى: هي رءوس العظام اللينة التى يمكن مضغها. * ومنه الحديث " ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه ". * وفى شعر حسان (3): * بضرب كإيزاع المخاض مشاشه * أراد بالمشاش هاهنا بول النوق والحوامل. (س) وفى حديث أم الهيثم " مازلت أمش الادوية " أي أخلطها. * وفى صفة مكة " وأمش سلمها " أي خرج ما يخرج في أطرافه ناعما رخصا. والرواية " أمشر " بالراء. * (مشط) * (ه) في حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم " أنه طب في مشط (1) هذا شرح ابن الاعرابي، كما في الهروي. (2) وهذا شرح أبى عبيد، كما في الهروي أيضا. (3) ديوانه ص 288 بشرح البرقوقى. والرواية فيه: بطعن كإيزاغ المخاض رشاشه * وضرب يزيل الهام عن كل مفرق
[ 334 ]
ومشاطة " هي الشعر الذى يسقط من الرأس واللحية، عند التسريح بالمشط. * (مشع) * (ه) فيه " أنه نهى أن يتمشع بروث أو عظم " التمشع (1): التمسح في الاستنجاء. وتمشع (2) وامتشع (3)، إذا أزال (4) عنه الاذى. * (مشفر) * * فيه " أن أعرابيا قال: يا رسول الله، إن النقبة قد تكون بمشفر البعير في الابل العظيمة فتجرب كلها، قال: فما أجرب الاول ؟ " المشفر للبعير: كالشفة للانسان، والجحفلة للفرس. وقد يستعار للانسان. ومنه قولهم: مشافر الحبشى. والميم زائدة. * (مشق) * (س) فيه " أنه سحر في مشط ومشاقة " هي المشاطة، وقد تقدمت. وهى أيضا ما ينقطع من الابريسم والكتان عند تخليصه وتسريحه. والمشق: جذب الشئ ليطول. (ه) وفى حديث عمر " رأى على طلحة ثوبين مصبوغين وهو محرم، فقال: ماهذا ؟ قال: إنما هو مشق " المشق بالكسر: المغرة. وثوب ممشق: مصبوغ به. * ومنه حديث أبى هريرة " وعليه ثوبان ممشقان ". * وحديث جابر " كنا نلبس الممشق في الاحرام ". * (مشك) * (س) في حديث النجاشي " إنما يخرج من مشكاة واحدة " المشكاة: الكوة غير النافذة. وقيل: هي الحديدة التى يعلق عليها القنديل. أراد أن القرآن والانجيل كلام الله تعالى، وأنهما من شئ واحد. * (مشلل) * * فيه ذكر " مشلل " بضم الميم وفتح الشين وتشديد اللام الاولى وفتحها: موضع بين مكة والمدينة. (1) هذا شرح النضر، كما في الهروي. (2) وهذا قول ابن الاعرابي، كما في الهروي، أيضا. (3) مكان هذا في الهروي: " وامتش " وجاء بهامش اللسان: " قوله: وتمشع وامتشع، كذا بالاصل والذى في نسخة النهاية على إصلاح بها بدل امتشع امتش، بوزن افتعل. وفى القاموس: امتش المتغوط: استنجى بحجر أو مدر ". (4) في الاصل: " إذا زال " والتصويب من أ، والهروى، واللسان.
[ 335 ]
* (مشمعل) * * في حديث صفية أم الزبير " كيف رأيت زبرا، أقطا وتمرا، أم مشمعلا صقرا " المشمعل: السريع الماضي. والميم زائدة. يقال: اشمعل فهو مشمعل. * (مشوذ) * * فيه " فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين " المشاوذ: العمائم، الواحد: مشوذ. والميم زائدة. وقد تشوذ الرجل واشتاذ، إذا تعمم. * (مشى) * [ ه ] فيه " خير ما تداويتم به المشى " يقال: شربت مشيا ومشوا، وهو الدواء المسهل، لانه يحمل شاربه على المشى، والتردد إلى الخلاء. * ومنه حديث أسماء " قال لها: بم تستمشين ؟ " أي بم تسهلين بطنك. ويجوز أن يكون أراد المشى الذى يعرض عند شرب الدواء إلى المخرج. * وفى حديث القاسم بن محمد " في رجل نذر أن يحج ماشيا فأعيا، قال: يمشى ما ركب، ويركب مامشى " أي أنه ينفذ لوجهه، ثم يعود من قابل فيركب إلى الموضع الذى عجز فيه عن المشى، ثم يمشى من ذلك الموضع كل ما ركب فيه من طريقه. (ه) وفيه " أن إسماعيل أتى إسحاق عليهما السلام، فقال له: إنا لم نرث من أبينا مالا، وقد أثريت وأمشيت، فأفى على مما أفاء الله عليك، فقال: ألم ترض أنى لم أستعبدك حتى حتى تجيئني فتسألني المال ؟ ". قوله " أثريت وأمشيت ": أي كثر ثراك، يعنى مالك، وكثرت ماشيتك. وقوله: " لم أستعبدك ": أي لم أتخذك عبدا. قيل: كانوا يستعبدون أولاد الاماء. وكانت أم إسماعيل أمة، وهى هاجر، وأم إسحاق حرة، وهى سارة. وقد تكرر ذكر " الماشية " في الحديث، وجمعها: المواشى، وهى اسم يقع على الابل والبقر والغنم. وأكثر ما يستعمل في الغنم. * (باب الميم مع الصاد) * * (مصح) * * في حديث عثمان " دخلت إليه أم حبيبة وهو محصور، بماء في إداوة، فقالت: سبحان الله ! كأن وجهه مصحاة " المصحاة، بالكسر: إناء من فضة يشرب فيه.
[ 336 ]
قيل: كأنه من الصحو، ضد الغيم، لبياصها ونقائها. * (مصخ) * (ه) فيه " لو ضربك بأمصوخ عيشومة لقتلك " الامصوخ: خوص الثمام، وهو أضعف ما يكون. * (مصر) * (ه) في حديث عيسى عليه السلام " ينزل بين ممصرتين " الممصرة من الثياب: التى فيها صفرة خفيفة. * ومنه الحديث " أتى على طلحة وعليه ثوبان ممصران ". * وفى حديث مواقيت الحج " لما فتح هذان المصران " المصر: البلد. ويريد بهما الكوفة والبصرة. قال الازهرى: قيل لهما المصران، لان عمر رضى الله عنه قال لهم: لا تجعلوا البحر فيما بينى وبينكم، مصروها " أي صيروها مصرا بينى وبين البحر. يعنى حدا. والمصر: الحاجز بين الشيئين. * وفى حديث على " ولا يمصر لبنها (1)، فيضر ذلك بولدها " المصر: الحلب بثلاث أصابع. يريد لا يكثر من أخذ لبنها. * ومنه حديث عبد الملك " قال لحالب ناقة: كيف تحلبها ؟ مصرا أم فطرا ؟ ". (س) ومنه حديث الحسن " ما لم تمصر " أي تحلب. أراد أن تسرق اللبن. (ه) وفى حديث زياد " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذنب عنز مصور، لو بلغت إمامه سفك (2) دمه " المصور من المعز (3) خاصة، وهى التى انقطع لبنها، والجمع: مصائر. * (مصص) * (س) في حديث عمر " أنه مص منها " أي نال القليل من الدنيا. يقال: مصصت بالكسر، أمص مصا (4). (1) في اللسان: " ولا يمصر لبنها ". (2) الهروي: " سفكت ". (3) في الهروي: " العنز ". (4) ومصصته أمصه، كخصصته أخصه. قاله في القاموس.
[ 337 ]
(س) وفى حديث على " أنه كان يأكل مصوصا بخل خمر " هو لحم ينقع في الخل ويطبخ. ويحتمل فتح الميم، ويكون فعولا من المص. * وفى حديثه الآخر " شهادة ممتحنا إخلاصها معتقدا مصاصها " المصاص: خالص كل شئ. * (مصع) * (س [ ه ]) في حديث زيد بن ثابت " والفتنة قد مصعتهم " أي عركتهم ونالت منهم. وأصل المصع: الحركة والضرب. والمماصعة والمصاع: المجالدة والمضاربة. (س) ومنه حديث ثقيف " تركوا المصاع " أي الجلاد والضراب. (ه) وحديث مجاهد " البرق مصع ملك يسوق السحاب " أي يضرب السحاب ضربة فيرى البرق يلمع. (س [ ه ]) وحديث عبيد بن عمير، في الموقوذة " إذا مصعت بذنبها " أي حركتهه وضربت به (1). * ومنه حديث دم الحيض " فمصعته بظفرها " أي حركته وفركته. * (مصمص) * (ه) فيه " القتل في سبيل الله ممصمصة (2) " أي مطهرة (3) من دنس الخطايا. يقال (4): مصمص إناءه، إذا جعل فيه الماء، وحركه ليتنظف. إنما أنثها والقتل مذكر، لانه أراد معنى الشهادة، أو أراد خصلة ممصمصة، فأقام الصفة مقام الموصوف (5). (1) زاد الهروي: " يريد إذا ذبحت على تلك الحال جاز أكلها ". (2) في الهروي: " مصمصة ". (3) في الهروي: " مطهرة ". (4) القائل هو الاصمعي، كما ذكر الهروي. (5) قال الهروي: " وأصله من الموص، وهو الغسل. وقد تكرر العرب الحرف. واصله من معتل. من ذلك: خضخضت الدلو في الماء، وأصله من الخوض ". (34 - النهاية - 4)
[ 338 ]
* ومنه حديث بعض الصحابة " كنا نتوضأ مما غيرت النار، ونمصمص من اللبن، ولا نمصمص من التمر ". (ه) وحديث أبى قلابة " أمرنا أن نمصمص من اللبن، ولا نمضمض من التمرة " قيل (1): المصمصة بطرف اللسان، والمضمضة بالفم كله. * (باب الميم مع الضاد) * * (مضر) * * فيه " سأله رجل، فقال: يا رسول الله، مالى من ولدى ؟ قال: ما قدمت منهم، قال: فمن خلفت بعدى ؟ قال: لك منهم ما لمضر من ولده " أي أن مضر لا أجر له فيمن مات من ولده اليوم، وإنما أجره فيمن مات من ولده قبله. (س [ ه ]) وفى حديث حذيفة، وذكر خروج عائشة فقال: " تقاتل معها مضر، مضرها الله في النار " أي جعلها في النار، فاشتق لذلك لفظا من اسمها. يقال: مضرنا فلانا فتمضر: أي صيرناه كذلك، بأن نسبناه إليها. وقال الزمخشري: " مضرها: جمعها، كما يقال: جند الجنود " (2). وقيل: مضرها: أهلكها، من قولهم: ذهب دمه خضرا مضرا (3): أي هدرا. * (مضض) * (ه) فيه " ولهم كلب يتمضض عراقيب الناس " يقال: مضضت أمض، مثل مصصت أمص. (ه) ومنه حديث الحسن " خباث، كل عيدانك قد مضضنا، فوجدنا عاقبته مرا " خباث، بوزن قطام: أي يا خبيثة، يريد الدنيا. يعنى جربناك واختبرناك، فوجدناك مرة العاقبة. * (مضمض) * (ه) في حديث على " ولا تذوقوا النوم إلا غرارا ومضمضة " لما جعل (1) القائل هو أبو عبيد، كما ذكر في الهروي. (2) زاد في الفائق 3 / 32: " وكتب الكتائب ". (3) هكذا ضبط، بفتح فكسر، في الاصل، وأ. وصبط في اللسان، بكسر فسكون. قال في القاموس (خضر): " وذهب دمه خضرا مضرا، بكسرهما، وككتف، هدرا ".
[ 339 ]
للنوم ذوقا أمرهم ألا ينالوا منه إلا بألسنتهم ولا يسيغوه، فشبهه بالمضمضة بالماء، وإلقائه من الفم من غير ابتلاع. وقد تكرر ذكر " مضمضة الوضوء " في الحديث، وهى معروفة. * (مضغ) * (ه) فيه " إن في ابن آدم مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله " يعنى القلب، لانه قطعة لحم من الجسد. والمضغة: القطعة من اللحم، قدر ما يمضغ، وجمعها: مضغ. (ه) ومنه حديث عمر " إنا لا نتعاقل المضغ بيننا " أراد بالمضغ ما ليس فيه أرش معلوم مقدر، من الجراح والشجاج، شبهها (1) بالمضغة من اللحم، لقلتها في جنب ما عظم من الجنايات. وقد تقدم مشروحا في حرف العين. * وفى حديث أبى هريرة " أكل حشفة من تمرات وقال: فكانت أعجبهن إلى، لانها شدت في مضاغى " المضاغ. بالفتح: الطعام يمضغ. وقيل: هو المضغ نفسه. يقال: لقمة لينة المضاغ، وشديدة المضاغ. أراد أنها كان فيها قوة عند مضغها. * (مضا) * * فيه " ليس لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت " أي أنفذت فيه عطاءك، ولم تتوقف فيه. * (باب الميم مع الطاء) * * (مطر) * (ه) فيه " خير نسائكم العطرة المطرة " هي التى تتنظف بالماء. أخذ من لفظ المطر، كأنها مطرت فهى مطرة: أي صارت ممطورة مغسولة. وقيل: هي التى تلازم السواك. (س) وفى شعر حسان: تظل جيادنا متمطرات * يلطمهن بالخمر النساء (1) الذى في الهروي: " شبهت بمضغة الخلق قبل نفخ الروح فيه، وبالمضغة الواحدة من اللحم ".
[ 340 ]
يقال: تمطر به فرسه، إذا جرى وأسرع. وجاءت الخيل متمطرة: أي يسبق بعضها بعضا. * (مطط) * * في حديث عمر، وذكر الطلاء " فأدخل فيه أصبعه ثم رفعها، فتبعها يتمطط " أي يتمدد. أراد أنه كان ثخينا. (ه) ومنه حديث سعد " ولا تمطوا بآمين " أي لا تمدوا. (ه) وفى حديث أبى ذر " إنا نأكل الخطائط، ونرد المطائط " هي الماء المختلط بالطين، واحدتها: مطيطة. وقيل: هي البقية من الماء الكدر، تبقى في أسفل الحوض. * (مطا) * (ه) فيه " إذا مشت أمتى المطيطاء " هي بالمد والقصر: (1) مشية فيها تبختر ومد اليدين (2). يقال: مطوت ومططت، بمعنى مددت، وهى من المصغرات التى لم يستعمل لها مكبر. (ه) وفى حديث أبى بكر " أنه مر على بلال وقد مطى في الشمس يعذب " أي مد وبطح في الشمس. (ه) وفى حديث خزيمة (3) " وتركت المطى هارا " المطى: جمع مطية، وهى الناقة التى يركب مطاها: أي ظهرها. ويقال: يمطى (4) بها في السير: أي يمد. وقد تكررت في الحديث. * (باب الميم مع الظاء) * * (مظط) * (ه) في حديث أبى بكر " مر بابنه عبد الرحمن وهو يماظ جارا له، فقال له: لا تماظ جارك " أي لا تنازعه. والمماظة: شدة المنازعة والمخاصمة، مع طول اللزوم. (ه) وفى حديث الزهري وبنى إسرائيل " وجعل رمانهم المظ " هو الرمان البرى لا ينتفع بحمله. * (مظن) * (س) فيه " خير الناس رجل يطلب الموت مظانه " أي معدنه ومكانه (1) هذا شرح أبى عبيد، كما في الهروي. (2) في الهروي: " يدين ". (3) زاد الهروي: " وذكر السنة ". (4) في الهروي: " يمطى ".
[ 341 ]
المعروف به الذى إذا طلب وجد فيه، واحدتها: مظنة، بالكسر. وهى مفعلة من الظن: أي الموضع الذى يظن به الشئ. ويجوز أن يكون من الظن بمعنى العلم، والميم زائدة. * ومنه الحديث " طلبت الدنيا مظان حلالها " أي المواضع التى أعلم فيها الحلال. وقد تكرر في الحديث. * (باب الميم مع العين) * * (معتاط) * * في حديث الزكاة " فأعمد إلى عناق معتاط " المعتاط من الغنم: التى امتنعت عن الحمل، لسمنها وكثرة شحمها. وهى في الابل: التى لا تحمل سنوات من غير عقر. وأصلها من الياء أو الواو. يقال للناقة إذا طرقها الفحل فلم تحمل: هي عائط، فإذا لم تحمل السنة المقبلة أيضا فهى عائط عيط وعوط. وتعوطت، إذا ركبها الفحل فلم تحمل. وقد اعتاطت اعتياطا فهى معتاط. والذى جاء في سياق الحديث: أن المعتاط التى لم تلد وقد حان ولادها. وهذا بخلاف ما تقدم، إلا أن يريد بالولاد الحمل: أي أنها لم تحمل وقد حان أن تحمل، وذلك من حيث معرفة سنها، وأنها قد قاربت السن التى يحمل مثلها فيها، فسمى الحمل بالولادة. والميم والتاء زائدتان. * (معج) * (ه) في حديث معاوية " فمعج البحر معجة تفرق (1) لها السفن " أي ماج واضطرب. * (معد) * (ه) وفى حديث عمر " تمعددوا واخشوشنوا " هكذا يروى من كلام عمر، وقد رفعه الطبراني في " المعجم " عن أبى حدرد الاسلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم. يقال: تمدد الغلام، إذا شب وغلظ. (1) في أ: " ففرق ".
[ 342 ]
وقيل: أراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان. وكانوا أهل غلظ وقشف: أي كونوا مثلهم ودعوا التنعم وزى العجم. * ومنه حديثه الآخر " عليكم باللبسة المعدية " أي خشونة اللباس. * (معر) * (س) فيه " فتمعر وجهه " أي تغير. وأصله قلة النضارة وعدم إشراق اللون، من قولهم: مكان أمعر، وهو الجدب الذى لا خصب فيه. (ه) وفيه " ما أمعر حاج قط " أي ما افتقر. وأصله من معر الرأس، وهو قلة شعره. وقد معر الرجل بالكسر، فهو معر. والامعر: القليل الشعر. والمعنى: ما افتقر من يحج. (ه) وفى حديث عمر " اللهم إنى أبرأ إليك من معرة الجيش " المعرة: الاذى. والميم زائدة. وقد تقدمت في العين. * (معز) * (ه) في حديث عمر " تمعززوا واخشوشنوا " هكذا جاء في رواية (1). أي كونوا أشداء صبرا، من المعز، وهو الشدة. وإن جعل من العز كانت الميم زائدة، مثلها في تمدرع وتمسكن. * (معس) * (ه) فيه " أنه مر على أسماء وهى تمعس إهابا لها ". وفى رواية " منيئة لها " أي تدبغ. وأصل المعس: المعك والدلك. * (معص) * * فيه " أن عمرو بن معد يكرب شكا إلى عمر المعص " هو بالتحريك: التواء في عصب الرجل. * (معض) * (س) في حديث سعد " لما قتل رستم بالقادسية بعث إلى الناس خالد بن عرفطة وهو ابن أخته، فامتعض الناس امتعاضا شديدا " أي شق عليهم وعظم. يقال: معض من شئ سمعه، وامتعض، إذا غضب وشق عليه. * وفى حديث ابن سيرين " تستأمر اليتيمة، فإن معضت لم تنكح " أي شق عليها. * وفى حديث سراقة " تمعضت الفرس " قال أبو موسى: هكذا روى في " المعجم " ولعله من هذا. (1) الرواية الاخرى: " تمعددوا " وسبقت في (معد).
[ 343 ]
قال: وفى نسخة " فنهضت ". قلت: لو كان بالصاد المهملة من المعص، وهو التواء الرجل لكان وجها. * (معط) * (ه) فيه " قالت له عائشة: لو أخذت ذات الذنب منا بذنبها، قال: إذا أدعها كأنها شاة معطاء " هي التى سقط صوفها. يقال: امعط شعره وتمعط، إذا تناثر. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث حكيم بن معاوية " فأعرض عنه فقام متمعطا " أي متسخطا متغضبا. يجوز أن يكون بالعين والغين. (س) وفى حديث ابن إسحاق " إن فلانا وتر قوسه ثم معط فيها " أي مد يديه بها. والمعط بالعين والغين: المد. * (معك) * (س) فيه " فتمعك فيه " أي تمرغ في ترابه. والمعك: الدلك. والمعك أيضا: المطل. يقال: معكه بدينه وماعكه. (ه) ومنه حديث ابن مسعود " لو كان المعك رجلا كان رجل سوء ". (ه) وحديث شريح " المعك طرف من الظلم ". * (معمع) * (ه) فيه " لا تهلك أمتى حتى يكون بينهم التمايل والتمايز والمعامع " هي شدة الحرب والجد في القتال. والمعمعة في الاصل: صوت الحريق. والمعمعان: شدة الحر. (ه) ومنه حديث ابن عمر " كان يتتبع اليوم المعمعانى فيصومه " أي الشديد الحر. * وفى حديث ثابت " قال بكر بن عبد الله: إنه ليظل في اليوم المعمعانى البعيد ما بين الطرفين يراوح مابين جبهته وقدميه ". * وفى حديث أوفى بن دلهم " النساء أربع، فمنهن معمع، لها شيؤها أجمع " هي المستبدة بمالها عن زوجها لا تواسيه منه، كذا فسر. * (معن) * (ه) فيه " قال أنس لمصعب بن الزبير: أنشدك الله في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعن عليه، وقال: أمر
[ 344 ]
رسول على الرأس والعين " تمعن: أي تصاغر وتذلل انقيادا، من قولهم: أمعن بحقى، إذا أذعن واعترف. وقال الزمخشري: " هو من المعان: المكان. يقال: موضع كذا معان من فلان: أي نزل عن دسته، وتمكن على بساطه تواضعا ". ويروى " تمعك عليه " أي تقلب وتمرغ (1). (س) ومنه الحديث " أمعنتم في كذا " أي بالغتم. وأمعنوا في بلد العدو وفى الطلب: أي جدوا وأبعدوا. * وفيه " وحسن مواساتهم بالماعون " هو اسم جامع لمنافع البيت، كالقدر والفأس وغيرهما، مما جرت العادة بعاريته. * وفيه ذكر " بئر معونة " بفتح الميم وضم العين في أرض بنى سليم، فيما بين مكة والمدينة. فأما بالغين المعجمة فموضع قريب من المدينة. * (معول) * * في حديث حفر الخندق " فأخذ المعول فضرب به الصخرة " المعول بالكسر: الفأس. والميم زائدة، وهى ميم الآلة. * (معا) * (ه) فيه " المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء " هذا مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها. وليس معناه كثرة الاكل دون الاتساع في الدنيا. ولهذا قيل: الرغب شؤم، لانه يحمل صاحبه على اقتحام النار. وقيل: هو تخصيص للمؤمن وتحامى ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة. ووصف الكافر بكثرة الاكل إغلاظ على المؤمن، وتأكيد لما رسم له. وقيل: هو خاص في رجل بعينه كان يأكل كثيرا فأسلم فقل أكله. والمعى: واحد الامعاء، وهى المصارين. (ه) وفيه " رأى عثمان رجلا يقطع سمرة فقال: ألست ترعى معوتها ؟ " أي ثمرتها إذا أدركت. شبهها بالمعو، وهو البسر إذا أرطب. (1) انظر الفائق 3 / 36، ففيه زيادة شرح.
[ 345 ]
* (باب الميم مع الغين) * * (مغث) * (س) في حديث خيبر " فمغثتهم الحمى " أي أصابتهم وأخذتهم. المغث: الضرب ليس بالشديد. وأصل المغث: المرس والدلك بالاصابع. * ومنه الحديث " أنه قال للعباس: اسقونا - يعنى من سقايته - فقال: إن هذا شراب قد مغث ومرث " أي نالته الايدى وخالطته. (ه) وحديث عثمان " أن أم عياش قالت: كنت أمغث له الزبيب غدوة فيشربه عشية، وأمغثه عشية فيشربه غدوة ". * (مغر) * (ه) فيه " أيكم ابن عبد المطلب ؟ قالوا: هو الامغر المرتفق " أي هو الاحمر المتكئ على مرفقه، مأخوذ من المغرة، وهو هذا المدر الاحمر الذى تصبغ به الثياب. وقد تكرر ذكرها في الحديث. وقيل (1): أراد بالامغر الابيض، لانهم يسمون الابيض أحمر. * ومنه حديث الملاعنة " إن جاءت به أميغر سبطا فهو لزوجها " هو تصغير الامغر. * وحديث يأجوج ومأجوج " فرموا بنبالهم فخرت عليهم متمغرة دما " أي محمرة بالدم. (ه) وفى حديث عبد الملك " أنه قال لجرير: مغر يا جرير " أي أنشد كلمة ابن مغراء واسمه أوس بن مغراء، وكان من شعراء مضر. والمغراء: تأنيث الامغر. * (مغص) * (س) فيه " إن فلانا وجد مغصا " هو بالتسكين: وجع في المعى، والعامة تحركه. وقد مغص فهو ممغوص. * (مغط) * (ه) في صفته عليه السلام " لم يكن بالطويل الممغط (2) " هو بتشديد الميم الثانية: المتناهى الطول. وامغط النهار، إذا امتد.. ومغطت الحبل وغيره، إذا مددته. وأصله منمغط. والنون للمطاوعة، فقلبت ميما وأدغمت في الميم. (1) القائل هو الازهرى، كما في الهروي. (2) ضبط في الهروي واللسان بكسر الغين، وهو في أ بالكسر والفتح.
[ 346 ]
ويقال بالعين المهملة بمعناه. * (مغل) * (ه) فيه " صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر، ويذهب بمغلة الصدر " أي بنغله وفساده، من المغل (1) وهو داء يأخذ الغنم في بطونها. وقد مغل فلان بفلان، وأمغل به عند السلطان، إذا وشى به، ومغلت عينه، إذا فسدت. ويروى " يذهب بمغلة الصدر " بالتشديد، من الغل: الحقد. * (باب الميم مع الفاء) * * (مفج) * (ه) في حديث بعضهم " أخذني الشراة فرأيت مساورا قد اربد وجهه، ثم أومأ بالقضيب إلى دجاجة كانت تبحثر (2) بين يديه وقال: (3) تسمعى يا دجاجة، تعجبي يا دجاجة، ضل على واهتدى مفاجة " يقال: رجل مفاجة، إذا كان أحمق. ومفج، إذا حمق. * (باب الميم مع القاف) * * (مقت) * (ه) فيه " لم يصيبنا عيب من عيوب الجاهلية في نكاحها ومقتها " المقت في الاصل: أشد البغض. ونكاح المقت (4): أن يتزوج الرجل امرأة أبيه، إذا طلقها أو مات عنها (5)، وكان يفعل في الجاهلية. وحرمه الاسلام. (1) ضبط في الاصل بسكون الغين. وفى الهروي، واللسان بالفتح. وفى أ بالفتح والسكون، وفوقها كلمة " معا ". (2) في اللسان: " تتبختر " وبحثر الشئ: بحثه وبدده، كبعثرة. اللسان (بحثر). (3) الذى في الهروي: تسمعى تعجبي دجاجه * صلى على واهتدى مفاجه (4) هذا شرح ابن الاعرابي، كما ذكر الهروي. (5) زاد في الهروي: " ويقال لهذا الرجل: " الضيزن ". وانظر حواشى ص 87 من الجزء الثالث.
[ 347 ]
وقد تكرر ذكر " المقت " في الحديث. * (مقر) * * في حديث لقمان " أكلت المقر وأطلت على ذلك الصبر " المقر: الصبر، وهو هذا الدواء المر المعروف. وأمقر الشئ، إذا أمر. يريد أنه أكل الصبر، وصبر على أكله. وقيل: المقر: شئ يشبه الصبر، وليس به. * ومنه حديث على " أمر من الصبر والمقر ". * (مقس) * (س) فيه " خرج عبد الرحمن بن زيد وعاصم بن عمر يتماقسان في البحر " أي يتغاوصان. يقال: مقسته وقمسته، على القلب، إذا غططته في الماء. * (مقط) * (ه) في حديث عمر " قدم مكة فقال: من يعلم موضع المقام ؟ وكان السيل احتمله من مكانه، فقال المطلب بن أبى وداعة: قد كنت قدرته وذرعته بمقاط عندي " المقاط بالكسر: الحبل الصغير الشديد الفتل، يكاد يقوم من شدة فتله، وجمعه: مقط، ككتاب وكتب. (س) وفى حديث حكيم بن حزام " فأعرض عنه فقام متمقطا " أي متغيظا. يقال: مقطت صاحبي مقطا، وهو أن تبلغ إليه في الغيظ. ويروى بالعين، وقد تقدم. * (مقق) * * في حديث على " من أراد المفاخرة بالاولاد فعليه بالمق من النساء " أي الطوال. يقال: رجل أمق، وامرأة مقاء. * (مقل) * (ه) فيه " إذا وقع الذباب في الطعام فمقلوه " وروى " في الشراب ": أي اغمسوه فيه. يقال: مقلت الشئ أمقله مقلا، إذا غمسته في الماء ونحوه. * ومنه حديث عبد الرحمن وعاصم " يتماقلان في البحر " ويروى " يتماقسان ". (ه) وفى حديث ابن (1) لقمان " قال لابيه: أرأيت الحبة تكون في مقل البحر ؟ ". أي في مغاص البحر. (1) الذى في الهروي: " وفى الحديث أن لقمان الحكيم قال لابنه: إذا رأيت الحية التى تكون في مقل البحر... "
[ 348 ]
* وفى حديث على " لم يبق منها إلا جرعة كجرعة المقلة " هي بالفتح: حصاة يقتسم بها الماء القليل في السفر، ليعرف قدر ما يسقى كل واحد منهم. وهى بالضم: واحدة المقل، الثمر المعروف. وهى لصغرها لا تسع إلا الشئ اليسير من الماء. (ه) وفى حديث ابن مسعود، وسئل عن مس الحصى في الصلاة فقال: " مرة وتركها خير من مائة ناقة لمقلة " (1) المقلة: العين. يقول: تركها خير من مائة ناقة، يختارها الرجل على عينه ونظره كما يريد (2). * ومنه حديث ابن عمر " خير من مائة ناقة كلها أسود المقلة " أي كل واحد منها أسود العين. * (مقه) * (س) فيه " المقة من الله، والصيت من السماء " المقة: المحبة. وقد ومق يمق مقة. والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة، وبابه الواو. وقد تكرر ذكره في الحديث. * (مقا) * (ه) في حديث عائشة، وذكرت عثمان فقالت: " مقو تموه مقو الطست، ثم قتلتموه " يقال: مقى الطست يمقوه ويمقيه، إذا جلاه. أرادت أنهم عتبوه على أشياء، فأعتبهم، وأزال شكواهم. وخرج نقيا من العيب. ثم قتلوه بعد ذلك. * (باب الميم مع الكاف) * * (مكث) * (س) فيه " أنه توضأ وضوءا مكيثا " أي بطيئا متأنيا غير مستعجل. والمكث والمكث: الاقامة مع الانتظار، والتلبث في المكان. * (مكد) * (ه) في حديث سبى هوازن " أخذ عيينة بن حصن منهم عجوزا، فلما رد رسول الله صلى الله عليه وسلم السبايا أبى عيينة أن يردها، فقال له أبو صرد: خذها إليك، (1) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي (2) زاد الهروي: " وقال الاوزاعي معناه أنه ينفقها في سبيل الله تعالى. قال أبو عبيد: هو كما قال، ولم يرد أنه يقتنيها "
[ 349 ]
فوالله مافوها ببارد، ولا ثديها بناهد، ولا بطنها بوالد، ولا درها بماكد " أي دائم. والمكود: التى يدوم لبنها ولا ينقطع. * (مكر) * * في حديث الدعاء " اللهم امكر لى ولا تمكر بى " مكر الله: إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه. وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة وهى مردودة. المعنى: ألحق مكرك بأعدائى لابي. وأصل المكر: الخداع. يقال: مكر يمكر مكرا. * ومنه حديث على في مسجد الكوفة " جانبه الايسر مكر " قيل: كانت السوق إلى جانبه الايسر، وفيها يقع المكر والخداع. * (مكس) * (ه) فيه " لايدخل الجنة صاحب مكس " المكس: الضريبة التى يأخذها الماكس، وهو العشار. (س) ومنه حديث أنس وابن (1) سيرين " قال لانس: تستعملني على المكس - أي على عشور الناس - فأما كسهم ويما كسوننى ". وقيل: معناه تستعملني على ما ينقص دينى، لما يخاف من الزيادة والنقصان، في الاخذ والترك. * وفى حديث جابر " قال له: أترى إنما ماكستك (2) لآخذ جملك " المماكسة في البيع: انتقاص الثمن واستحطاطه، والمنابذة بين المتبايعين. وقد ماكسه يماكسه مكاسا ومماكسه. (س) ومنه حديث ابن عمر " لا بأس بالمماكسة في البيع ". * (مكك) * (ه) فيه " لاتتمككوا على غرمائكم " وفى رواية " لاتمككوا غرماءكم " أي لا تلحوا عليهم، ولا تأخذوهم على عسرة، وارفقوا بهم في الاقتضاء والاخذ. وهو من مك الفصيل ما في ضرع الناقة، وامتكه، إذا لم يبق فيه من اللبن شيئا إلا مصه. (1) وفى الاصل، وا: " أنس بن سيرين " وهو خطأ. وعبارة اللسان: " وفى حديث ابن سيرين قال لانس... " وأنس هذا هو أنس ابن مالك، فقد كان ابن سيرين مولى له، وروى عنه، وكان كاتبه بفارس. انظر حلية الاولياء 2 / 267، تهذيب التهذيب 9 / 214، تاريخ بغداد 5 / 331. (2) سبقت في (كيس) رواية أخرى، فانظرها.
[ 350 ]
(س) وفى حديث أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بمكوك، ويغتسل بخمسة مكاكيك " وفى رواية " بخمسة مكاكى " أراد بالمكوك المد. وقيل: الصاع. والاول أشبه، لانه جاء في حديث آخر مفسرا بالمد. والمكاكى: جمع مكوك على إبدال الياء من الكاف الاخيرة. والمكوك: اسم للمكيال، ويختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه في البلاد. (س) ومنه حديث ابن عباس " في تفسير قوله تعالى: " صواع الملك " قال: كهيئة المكوك " وكان للعباس مثله في الجاهلية، يشرب به. * (مكن) * (ه) فيه " أقروا الطير على مكناتها " المكنات (1) في الاصل: بيض الضباب، واحدتها: مكنة، بكسر الكاف، وقد تفتح. يقال: مكنت الضبة، وأمكنت. قال أبو عبيد: جائز في الكلام أن يستعار مكن الضباب فيجعل للطير، كما قيل: مشافر الحبش، وإنما المشافر للابل. وقيل: المكنات: بمعنى الامكنة. يقال: الناس على مكناتهم وسكناتهم: أي على أمكنتهم ومساكنهم. ومهناه أن الرجل في الجاهلية كان إذا أراد حاجة أتى طيرا ساقطا، أو في وكره فنفره، فإن طار ذات اليمين مضى لحاجته. وإن طار ذات الشمال رجع، فنهوا عن ذلك. أي لا تزجروها، وأقروها على مواضعها التى جعلها الله لها، فإنها لا تضر ولا تنفع. وقيل (2): المكنة: من التمكن، كالطلبة والتبعة، من التطلب والتتبع. يقال: إن فلانا لذو مكنة من السلطان: أي ذو تمكن. يعنى أقروها على كل مكنة ترونها عليها، ودعوا التطير بها. وقال الزمخشري: يروى (3) " مكناتها "، جمع مكن، ومكن: جمع مكان، كصعدات في صعد، وحمرات، في حمر. (1) هذا شرح أبى عبيد، كما ذكر الهروي. (2) القائل هو شمر، كما في الهروي. (3) انظر الفائق 3 / 42
[ 351 ]
* وفى حديث أبى سعيد " لقد كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدى لاحدنا الضبة المكون أحب إليه من أن تهدى إليه دجاجة سمينة " المكون: التى جمعت المكن، وهو بيضها. يقال: ضبة مكون، وضب مكون. * ومنه حديث أبى رجاء " أيما أحب إليك، ضب مكون، أو كذا وكذا ؟ ". * (باب الميم مع اللام) * * (ملا) * * قد تكرر ذكر " الملا " في الحديث. والملا: أشراف الناس ورؤساؤهم، ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم. وجمعه: أملاء. (ه) ومنه الحديث " أنه سمع رجلا، منصرفهم من غزوة بدر، يقول: ما قتلنا إلا عجائز صلعا، فقال: أولئك الملا من قريش، لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك " أي أشراف قريش. * ومنه الحديث " هل تدرى فيم يختصم الملا الاعلى ؟ " يريد الملائكة المقربين. (س) وفى حديث عمر حين طعن " أكان هذا عن ملا منكم ؟ " أي تشاورمن أشرافكم وجماعتكم. (ه) وفى حديث أبى قتادة " لما ازدحم الناس على الميضأة قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسنوا الملا فكلكم سيروى " الملا، بفتح الميم واللام والهمزة كالاول: الخلق. * ومنه قول الشاعر (1): تنادوا يالبهثة إذ رأونا * فقلنا: أحسنى ملاجهينا وأكثر قراء الحديث يقرأونها " أحسنوا الملء " بكسر الميم وسكون اللام، من ملء الاناء. وليس بشئ. * ومنه الحديث الآخر " أحسنوا أملاءكم " أي أخلاقكم. * وفى حديث الاعرابي الذى بال في المسجد " فصاح به أصحابه، فقال: أحسنوا ملا " أي خلقا. (1) هو عبد الشارق بن عبد العزى الجهنى. معجم مقاييس اللغة 6 / 492.
[ 352 ]
وفى غريب أبى عبيدة " ملا: أي غلبة ". * ومنه حديث الحسن " أنهم ازدحموا عليه فقال: أحسنوا ملاكم أيها المرؤون ". (س) وفى دعاء الصلاة " لك الحمد ملء السموات والارض " هذا تمثيل، لان الكلام لا يسع الاماكن. والمراد به كثرة العدد. يقول: لو قدر أن تكون كلمات الحمد أجساما، لبلغت من كثرتها أن تملا السموات والارض. ويجوز أن يكون المراد به تفخيم شأن كلمة الحمد. ويجوز أن يريد به أجرها وثوابها. * ومنه حديث إسلام أبى ذر " قال لنا كلمة تملا الفم " أي أنها عظيمة شنيعة، لا يجوز أن تحكى وتقال، فكأن الفم ملآن بها، لا يقدر على النطق. * ومنه الحديث " املئوا أفواهكم من القرآن ". (ه) وفى حديث أم زرع " ملء كسائها، وغيظ جارتها " أرادت أنها سمينة، فإذا تغطت بكسائها ملاته. * وفى حديث عمران ومزادة الماء " إنه ليخيل إلينا أنها أشد ملاة منها حين ابتدئ فيها " أي أشد امتلاء. يقال: ملات الاناء أملؤه ملا. والملء: الاسم. والملاة أخص منه. * وفى حديث الاستسقاء " فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى " الملاء، بالضم والمد: جمع ملاءة، وهى الازار والريطة. وقال بعضهم: إن الجمع ملا، بغير مد. والواحد ممدود. والاول أثبت. شبه تفرق الغيم واجتماع بعضه إلى بعض في أطراف السماء بالازار، إذا جمعت أطرافه وطوى. * ومنه حديث قيلة " وعليه أسمال مليتين " هي تصغير ملاءة، مثناة مخففة الهمز. * وفى حديث الدين " إذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع (1) " الملئ بالهمز: الثقة الغنى. وقد ملؤ، فهو ملئ بين الملاء والملاءة بالمد. وقد أولع الناس فيه بترك الهمز وتشديد الياء. (1) ضبط في الاصل، وا، واللسان: " فليتبع " وضبطته بالتخفيف مما سبق في مادة (تبع) ومن صحيح مسلم (باب تحريم مطل الغنى، من كتاب المساقاة).
[ 353 ]
(ه) ومنه حديث على " لاملئ (1) والله بإصدار ما ورد عليه ". (ه) وفى حديث عمر " لو تمالا عليه أهل صنعاء لاقدتهم به " أي تساعدوا واجتمعوا وتعاونوا. (ه) ومنه حديث على " والله ما قتلت عثمان ولا مالات في قتله " أي ما ساعدت ولا عاونت. * (ملج) * (ه) فيه " لا تحرم الملجة والملجتان " وفى رواية (2) " الاملاجة والاملاجتان ". الملج: المص. ملج الصبى أمه يملجها ملجا، وملجها يملجها، إذا رضعها. والملجة: المرة. والاملاجة: المرة أيضا، من أملجته أمه: أي أرضعته. يعنى أن المصة والمصتين لا تحرمان ما يحرمه الرضاع الكامل. (ه) ومنه الحديث " فجعل مالك بن سنان يملج الدم بفيه من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ازدرده " أي مصه ثم ابتلعه. * ومنه حديث عمرو بن سعيد " قال لعبد الملك بن مروان يوم قتله: أذكرك ملج فلانة " يعنى امرأة كانت أرضعتهما. [ ه ] وفى حديث طهفة " سقط الاملوج " هو (3) نوى المقل. وقيل (4): هو ورق من أوراق الشجر، يشبه الطرفاء والسرو. وقيل: هو ضرب من النبات، ورقه كالعيدان. وفى رواية " سقط الاملوج من البكارة " هي جمع بكر، وهو الفتى السمين من الابل: أي سقط عنها ما علاها من السمن برعى الاملوج. فسمى السمن نفسه أملوجا، على سبيل الاستعارة. قاله (5) الزمخشري. (1) في الاصل: " لاملى " والتصحيح من ا، واللسان. (2) وهى رواية الهروي. (3) هذا شرح الازهرى، كما في الهروي. (4) الذى في الهروي: " وقال القتيبى: الاملج: ورق كالعيدان ليس بعريض، نحو ورق الطرفاء والسرو. وجمعه: الاماليج. وقال أبو بكر: الاملوج: ضرب من النبات ورقه كالعيدان، وهو العبل. قال: وقال بعضهم: هو ورق مفتول ". (5) انظر الفائق 2 / 6. (45 - النهاية 4)
[ 354 ]
* (ملح) * (ه) فيه " لا تحرم الملحة والملحتان " أي الرضعة والرضعتان. فأما بالجيم فهو المصة. وقد تقدمت. والملح بالفتح والكسر: الرضع. والممالحة: المراضعة. [ ه ] ومنه الحديث " قال له رجل من بنى سعد، في وفد هوازن: يا محمد، إنا لو كنا ملحنا للحارث بن أبى شمر، أو للنعمان بن المنذر، ثم نزل منزلك هذا منا لحفظ ذلك فينا، وأنت خير المكفولين، فاحفظ ذلك " أي لو كنا أرضعنا لهما. وكان النبي صلى الله عليه وسلم مسترضعا فيهم، أرضعته حليمة السعدية. (ه) وفيه " أنه ضحى بكبشين أملحين " الاملح (1): الذى بياضه أكثر من سواده. وقيل (2): هو النقى البياض. * ومنه الحديث " يؤتى بالموت في صورة كبش أملح " وقد تكرر في الحديث. [ ه ] وفى حديث خباب " لكن حمزة لم يكن له إلا نمرة ملحاء " أي بردة فيها خطوط سود وبيض. * ومنه حديث عبيد بن خالد " خرجت في بردين وأنا مسبلهما، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنما هي ملحاء، قال: وإن كانت ملحاء، أمالك في أسوة ؟ ". (ه) وفيه " الصادق يعطى ثلاث خصال: الملحة، والمحبة، والمهابة " الملحة بالضم: البركة. يقال: كان ربيعنا مملوحا فيه: أي مخصبا مباركا. وهو من تملحت الماشية، إذا ظهر فيها السمن من الربيع. (س) وفى حديث عائشة " قالت لها امرأة: أزم جملى، هل على جناح ؟ قالت: لا، فلما خرجت قالوا لها: إنها تعنى زوجها، قالت: ردوها على، ملحة في النار، اغسلوا عنى أثرها بالماء والسدر " الملحة: الكلمة المليحة. وقيل: القبيحة. وقولها: " اغسلوا عنى أثرها " تعنى الكلمة التى أذنت لها بها، ردوها لاعلمها أنه لا يجوز. * وفيه " إن الله ضرب مطعم ابن آدم للدنيا مثلا، وإن ملحه " أي ألقى فيه الملح (1) هذا شرح الكسائي، كما في الهروي. (2) القائل هو ابن الاعرابي. كما ذكر الهروي.
[ 355 ]
بقدر الاصلاح. يقال منه: ملحت القدر، بالتخفيف، وأملحتها، وملحتها، إذا أكثرت ملحها حتى تفسد. * وفى حديث عثمان " وأنا أشرب ماء الملح " يقال: ماء ملح، إذا كان شديد الملوحة، ولا يقال: مالح، إلا على لغة ليست بالعالية. وقوله " ماء الملح " من إضافة الموصوف إلى الصفة. * وفى حديث عمرو بن حريث " عناق قد أجيد تمليحها وأحكم نضجها " التمليح هاهنا: السمط، وهو أخذ شعرها وصوفها بالماء. وقيل: تمليحها: تسمينها، من الجزور المملح، وهو السمين. (ه) ومنه حديث الحسن " ذكرت له النورة (1) فقال: أتريدون أن يكون جلدى كجلد الشاة المملوحة " يقال: ملحت الشاة وملحتها، إذا سمطتها. (ه) وفى حديث جويرية " وكانت امرأة ملاحة " أي شديدة الملاحة، وهو من أبنية المبالغة. وفى كتاب الزمخشري: " وكانت امرأة ملاحة: أي ذات ملاحة. وفعال مبالغة من فعيل. نحو كريم وكرام، وكبير وكبار. وفعال مشدد (2) أبلغ منه ". (ه) وفى حديث ظبيان " يأكلون ملاحها، ويرعون سراحها " الملاح: ضرب من النبات. والسراح: جمع سرح، وهو الشجر. (ه) وفى حديث المختار " لما قتل عمر بن سعد جعل رأسه في ملاح وعلقه " الملاح: المخلاة، بلغة هذيل. وقيل: هو سنان الرمح. * (ملخ) * (س) في حديث أبى رافع " ناولنى الذراع فامتلخت الذراع " أي استخرجتها. يقال: امتلخت اللجام عن رأس الدابة، إذا أخرجته. (1) في اللسان: " التوراة ". قال في المصباح: والنورة، بضم النون: حجر الكلس، ثم غلبت على أخلاط تضاف إلى الكلس من زرنيخ وغيره، وتستعمل لازالة الشعر ". وقيل: إن النورة ليست عربية في الاصل. انظر المعرب ص 341. ولم يذكرها المصنف في (نور). (2) في الفائق 3 / 46: " مشددا ".
[ 356 ]
(ه) وفى حديث الحسن " يملخ في الباطل ملخا " أي (1) يمر فيه مرا سهلا. وملخ في الارض، إذا ذهب فيها. * (ملذ) * (س) في حديث عائشة، وتمثلت بشعر لبيد (2): يتحدثون مخانة وملاذة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب الملاذة: مصدر ملذه ملذا وملاذة. والملوذ والملاذ: الذى لا يصدق في مودته. وأصل الملذ: سرعة المجئ والذهاب. * (ملس) * (ه) فيه " أنه بعث رجلا إلى الجن، فقال له: سر ثلاثا ملسا " أي سر سيرا سريعا. والملس: الخفة والاسراع والسوق الشديد. وقد املس في سيره، إذا أسرع. وحقيقته سر ثلاثا ليال ذات ملس، أو سر ثلاثا سيرا ملسا، أو أنه ضرب من السير، فنصبه على المصدر. * (ملص) * (ه) في حديث عمر (3) " أنه سئل عن إملاص المرأة الجنين " هو أن تزلق الجنين قبل وقت الولادة. وكل مازلق من اليد فقد ملص، وأملص، وأملصته أنا. (ه) ومنه حديث الدجال " فأملصت به أمه ". * ومنه حديث على " فلما أتمت أملصت ومات قيمها ". * (ملط) * (س) في حديث الشجاج " في الملطى نصف دية الموضحة " الملطى، بالقصر، والملطاة: القشرة الرقيقة بين عظم الرأس ولحمه، تمنع الشجة أن توضح، وهى من لطيت بالشئ، أي لصقت، لفتكون الميم زائدة. وقيل: هي أصلية، والالف للالحاق، كالتى في معزى. والملطاة كالعزهاة، وهو أشبه. وأهل الحجاز يسمونها السمحاق. (1) هذا شرح أبى عدنان، كما في الهروي. (2) انظر حواشى ص 307 من هذا الجزء. (3) في الهروي: " وفى حديث ابن عمر رضى الله عنما ". وفى اللسان: " وفي الحديث أن عمر رضى الله عنه سأل عن إملاص المرأة الجنين. فقال المغيرة بن شعبة: قضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بغرة ".
[ 357 ]
(س) ومنه الحديث " يقضى في الملطاة بدمها " أي يقضى فيها حين يشج صاحبها، بأن يؤخذ مقدارها تلك الساعة ثم يقضى فيها بالقصاص، أو الارش، ولا ينظر إلى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أو نقصان. وهذا مذهب بعض العلماء. وقوله " بدمها " في موضع الحال، ولا يتعلق بيقضى، ولكن بعامل مضمر، كأنه قيل: يقضى فيها ملتبسة بدمها، حال شجها وسيلانه. * وفى كتاب أبى موسى في ذكر الشجاج " الملطاة، وهى السمحاق " والاصل فيها من ملطاط البعير، وهو حرف في وسط رأسه. والملطاط: أعلى حرف الجبل، وصحن الدار. (س) وفى حديث ابن مسعود " هذا الملطاط طريق بقية المؤمنين " هو ساحل البحر. ذكره الهروي في الام، وجعل ميمه زائدة وقد تقدم. ذكره أبو موسى في الميم، وجعل ميمه أصلية. * ومنه حديث على " وأمرتهم بلزوم هذا الملطاط حتى يأتيهم أمرى " يريد به شاطئ الفرات. * وفى صفة الجنة " وملاطها مسك أذفر " الملاط: الطين الذى يجعل ب ين سافى البناء، يملط به الحائط: أي يخلط. * ومنه الحديث " إن الابل ي مالطها الاجرب " أي يخالطها. * وفيه " إن الاحنف كان أملط " أي لا شعر على ب دنه، إلا في رأسه. * (ملع) * * فيه " كنت اسيرالملع، والخبب، والوضع " الملع: السير الخفيف السريع، دون الخبب، والوضع فوقه. * (ملق) * * في ح ديث فاطمة بنت قيس " قال لها: أما معاوية فرجل أملق من المال " أي فقير منه، قد نفد ماله. يقال: أملق الرجل فهو مملق. وأصل الاملاق: الانفاق. يقال: أملق ما معه إملاقا، وملقه ملقا، إذا أخرجه من يده ولم يحبسه، والفقر تابع ل ذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب، حتى صار به أشهر. * ومنه حديث عائشة " ويريش مملقها " أي يغنى فقيرها.
[ 358 ]
(ه) ومن الاصل حديث ابن عباس " فسألته أمرأة: أأنفق (1) من مالى ما شئت ؟ قال: نعم أملقي من مالك ما شئت ". (ه) وفى حديث عبيدة [ السلمانى ] (2) " قال له ابن سيرين: ما يوجب الجنابة ؟ قال: الرف والاستملاق " الرف: المص. والاستملاق: الرضع. وهو استفعال منه. وكنى به عن الجماع، لان المرأة ترتضع ماء الرجل. يقال: ملق الجدى أمه، إذا رضعها. (س) وفيه " ليس من خلق المؤمن الملق " هو بالتحريك: الزيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغى. * (ملك) * (ه) فيه " أملك عليك لسانك " أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك. (س) وفيه " ملاك الدين الورع " الملاك بالكسر والفتح: قوام الشئ ونظامه، وما يعتمد عليه [ قيه (3) ]. * فيه " كان آخر كلامه الصلاة وما ملكت أيمانكم " يريد الاحسان إلى الرقيق، والتخفيف عنهم. وقيل: أراد حقوق الزكاة وإخراجها من الاموال التى تملكها الايدى، كأنه علم بما يكون من أهل الردة، وإنكارهم وجوب الزكاة، وامتناعهم من أدائها إلى القائم بعده، فقطع حجتهم بأن جعل آخر كلامه الوصية بالصلاة والزكاة. فعقل أبو بكر هذا المعنى، حتى قال: لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. * وفيه " حسن الملكة نماء " يقال: فلان حسن الملكة، إذا كان حسن الصنيع إلى مماليكه. * ومنه الحديث " لا يدخل الجنة سيئ الملكة " أي الذى يسئ صحبة المماليك. (1) في الاصل، وا: " أنفق " والمثبت من الهروي، واللسان، والفائق 3 / 47. (2) زيادة من الهروي، واللسان، والفائق 1 / 946. وضبطت " عبيدة " بالفتح من الهروي، واللسان. وانظر أيضا تذكرة الحفاظ 1 / 47، واللباب 1 / 552، والمشتبه ص 437 (3) تكملة من اللسان. وفى الاصل، وا: " يعتمد " بفتح الياء.
[ 359 ]
(ه) وفى حديث الاشعث " خاصم أهل نجران إلى عمر في رقابهم، فقالوا: إنما كنا عبيد مملكة، ولم نكن عبيد قن " المملكة، بضم اللام وفتحها (1): أن يغلب عليهم فيستعبدهم وهم في الاصل أحرار. والقن: أن يملك هو وأبواه. [ ه ] وفى حديث أنس " البصرة إحدى المؤتفكات، فانزل في ضواحيها، وإياك والمملكة " ملك الطريق ومملكته: وسطه. (س) وفيه " من شهد ملاك امرئ مسلم " الملاك والاملاك: التزويج وعقد النكاح. وقال الجوهرى: لا يقال ملاك (2). (ه) وفى حديث عمر " أملكوا العجين، فإنه أحد الريعين " يقال: ملكت العجين وأملكته، إذا أنعمت عجنه وأجدته. أراد أن خبزه يزيد بما يحتمله من الماء، لجودة العجن. (س) وفيه " لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة " أراد الملائكة السياحين، غير الحفظة والحاضرين عند الموت. والملائكة: جمع ملاك، في الاصل، ثم حذفت همزته، لكثرة الا ستعمال، فقيل: ملك. وقد تحذف الهاء فيقال: ملائك. وقيل: أصله: مألك، بتقديم الهمزة، من الالوك: الرسالة، ثم قدمت الهمزة وجمع. * وقد تكرر في الحديث ذكر " الملكوت " وهو اسم مبنى من الملك، كالجبروت والرهبوت، من الجبر والرهبة. * وفى حديث جرير " عليه مسحة ملك " أي أثر من الجمال، لانهم أبدا يصفون الملائكة بالجمال. * وفيه " لقد حكمت بحكم الملك " يريد الله تعالى. (1) وبالكسر، أيضا، عن ابن الاعرابي. كما قال في اللسان. (2) عبارة الجوهرى: " الاملاك: التزويج... وجئنا من إملاكه، ولا تقل: ملاكه ".
[ 360 ]
ويروى بفتح اللام، يعنى جبريل عليه السلام، ونزوله بالوحى. * وفى حديث أبى سفيان " هذا ملك هذه الامة قد ظهر " يروى بضم الميم وسكون اللام، وبفتحها وكسر اللام. * وفيه أيضا " هل كان في آبائه من ملك ؟ " يروى بفتح الميمين واللام، وبكسر الاولى وكسر اللام. * وفى حديث آدم " فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك " أي لا يتماسك. وإذا وصف الانسان بالخفة والطيش، قيل: إنه لا يتمالك. * (ملل) * (ه) فيه " إكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا " معناه: أن الله لا يمل أبدا، مللتم أو لم تملوا، فجرى مجرى قولهم: حتى يشيب الغراب، ويبيض القار. وقيل: معناه: أن الله لا يطرحكم حتى تتركوا العمل (1)، وتزهدوا في الرغبة إليه، فسمى الفعلين مللا، وكلاهما ليسا بملل، كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل، إذا وافق معناه نحو قولهم (2): ثم أضحوا لعب الدهر بهم * وكذاك الدهر يودى بالرجال فجعل إهلاكه إياهم لعبا. وقيل: معناه: أن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله. فسمى فعل الله مللا، على طريق الازدواج في الكلام، كقوله تعالى: " وجزاء سيئة سيئة مثلها " وقوله: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه " وهذا باب واسع في العربية، كثير في القرآن. * وفيه " لا يتوارث أهل ملتين " الملة: الدين، كملة الاسلام، والنصرانية، واليهودية. وقيل: هي معظم الدين، وجملة ما يجئ به الرسل. (1) في الهروي زيادة: " له ". (2) نسبه الهروي لعدى بن زيد. وهو بهذه النسبة في أمالى المرتضى 1 / 56. وزهر الآداب ص 333. وانظر أيضا الاغانى 2 / 95، 135.
[ 361 ]
* وفى حديث عمر " ليس على عربي ملك، ولسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليه، ولكنا نقومهم، الملة على آبائهم خمسا من الابل " الملة (1): الدية، وجمعها ملل. قال الازهرى: كان أهل الجاهلية يطأون الاماء ويلدن لهم، فكانوا ينسبون إلى آبائهم، وهم عرب، فرأى عمر أن يردهم على آبائهم فيعتقون، ويأخذ من آبائهم لمواليهم، عن كل واحد خمسا من الابل. وقيل: أراد من سبى من العرب في الجاهلية وأدركه الاسلام وهو عند من سباه أن يرده حرا إلى نسبه، وتكون عليه قيمته لمن سباه، خمسا من الابل. (س) ومنه حديث عثمان " أن أمة أتت طيئا فأخبرتهم أنها حرة، فتزوجت فولدت، فجعل في ولدها الملة " أي يفتكهم أبوهم من موالى أمهم. وكان عثمان يعطى مكان كل رأس رأسين، وغيره يعطى كان كل رأس رأسا، وآخرون يعطون قيمتهم، بالغة ما بلغت. (ه) وفيه " قال له رجل: إن لى قرابات أصلهم ويقطعونني، وأعطيهم فيكفروننى، فقال له: إنما تسفهم المل " المل والملة: الرماد الحار الذى يحمى ليدفن فيه الخبز لينضج، أراد: إنما تجعل الملة لهم سفوفا يستفونه، يعنى أن عطاءك إياهم حرام عليهم، ونار في بطونهم. (ه) ومنه حديث أبى هريرة " كأنما تسفهم المل ". * وفيه " قال أبو هريرة: لما افتتحنا خيبر، إذا أناس من يهود مجتمعون على خبزة يملونها " أي يجعلونها في الملة. (س) وحديث كعب " أنه مر به رجل من جراد، فأخذ جرادتين فملهما " أي شواهما بالملة. * وفى حديث الاستسقاء " فألف الله السحاب وملتنا " كذا جاء في رواية لمسلم (2). (1) هذا شرح أبى الهيثم، كما ذكر الهروي. (2) أخرجه مسلم في (باب الدعاء في الاستسقاء، من كتاب صلاة الاستسقاء " الحديث الحادى عشر. وروايته: " ومكثنا ". =
[ 362 ]
قيل: هي من الملل، أي كثر مطرها حتى مللناها. وقيل: هي " ملتنا " بالتخفيف، من الامتلاء، فخفف الهمز. ومعناه: أو سعتنا سقيا وريا. * وفى قصيد كعب بن زهير: * كأن ضاحيه بالنار مملول * أي كأن ما ظهر منه للشمس مشوى بالملة من شدة حره. (س) وفيه " لا تزال المليلة والصداع بالعبد " المليلة: حرارة الحمى ووهجها. وقيل: هي الحمى التى تكون في العظام. * وفى حديث المغيرة " مليلة الارغاء " أي مملولة الصوت. فعيلة بمعنى مفعولة، يصفها بكثرة الكلام ورفع الصوت، حتى تمل السامعين. (س) وفى حديث زيد، أنه أمل عليه " لا يستوى القاعدون من المؤمنين " يقال: أمللت الكتاب وأمليته، إذا ألقيته على الكاتب ليكتبه. (س) وفى حديث عائشة " أصبح النبي صلى الله عليه وسلم بملل، ثم راح وتعشى بسرف " ملل - بوزن جمل - موضع بين مكة والمدينة، على سبعة عشر ميلا (1) من المدينة. * (ململ) * * في حديث أبى عبيد " أنه حمل يوم الجسر، فضرب ململة الفيل " يعنى خرطومه. = وقال الامام النووي في شرحه على مسلم 6 / 195: " هكذا ضبطناه: ومكثنا. وكذا هو في نسخ بلادنا، ومعناه ظاهر. وذكر القاضى فيه أنه روى في نسخ بلادهم على ثلاثة أوجه، ليس منها هذا. ففى رواية لهم: " وبلتنا " ومعناه أمطرتنا. قال الازهرى: بل السحاب بالمطر بلا، والبلل: المطر. ويقال: انهلت، أيضا. وفى رواية لهم: " وملتنا " بالميم، مخففة اللام. قال القاضى: ولعل معناه: أوسعتنا مطرا. وفى رواية: " ملاتنا " بالهمز. (1) في ياقوت 8 / 153: " ثمانية وعشرين ميلا "
[ 363 ]
* (ملا (1)) * * فيه " إن الله ليملى للظالم " الاملاء: الامهال والتأخير وإطالة العمر. وقد تكرر في الحديث. وكذلك تكرر فيه ذكر " الملى " وهو الطائفة من الزمان لا حد لها. يقال: مضى ملى من النهار، وملى من الدهر: أي طائفة منه. * (باب الميم مع الميم) * (2) * (مم) * * في كتابه لوائل بن حجر " من زنى مم بكر، ومن زنى مم ثيب " أي من بكر ومن ثيب، فقلب النون ميما، أما مع بكر، فلان النون إذا سكنت قبل الباء فإنها تقلب ميما في النطق، نحو عنبر وشنباء، وأما مع غير الباء، فإنها لغة يمانية، كما يبدلون الميم من لام التعريف. وقد مر هذا فيما تقدم. * (باب الميم مع النون) * * (منأ) * (س) في حديث عمر " وآدمة في المنيئة " أي في الدباغ. وقد منأت الاديم، إذا ألقيته في الدباغ. ويقال له ما دام في الدباغ: منيئة، أيضا. * ومنه حديث أسماء بنت عميس " وهى تمعس منيئة لها ". * (منجف) * * في حديث عمرو بن العاص، وخروجه إلى النجاشي " فقعد على منجاف السفينة " قيل: هو سكانها [ أي ذنبها (3) ] الذى تعدل به، وكأنه [ ما تنجف به السفينة (3) ] من نجفت السهم، إذا بريته وعدلته، كذا قال الزمخشري. والميم زائدة. قال الخطابى: لم أسمع فيه شيئا أعتمده. (1) وضعت هذه المادة في الاصل، وا قبل (مم) على غير نهج المصنف في إيراد المواد على ظاهر لفظها. (2) لم يوضع هذا الباب فوق المادة في الاصل، وا. (3) تكملتان من الفائق 3 / 70. والنقل منه.
[ 364 ]
وأخرجه أبو موسى في الحاء المهملة مع الياء، وقال: قال الحربى: ما سمعت في المنجاف شيئا، ولعله أراد أحد ناحيتى السفينة. وأخرجه الهروي في النون والجيم، وقال: هو سكانها، سمى به لارتفاعه. * (منح) * (ه) فيه " من منح منحة ورق، أو منح لبنا كان له كعدل رقبة " منحة (1) الورق: القرض، ومنحة اللبن: أن يعطيه ناقة أو شاة، ينتفع بلبنها ويعيدها. وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها * ومنه الحديث " المنحة مردودة ". [ ه ] والحديث الآخر " هل من أحد يمنح من إبله ناقة أهل بيت لا در لهم ؟ ". * ومنه الحديث " ويرعى عليها منحة (2) من لبن " أي غنم فيها لبن. وقد تقع المنحة على الهبة مطلقا، لا قرضا ولا عارية. ومن العارية: (ه) حديث رافع " من كانت له أرض فليزرعها أو يمنحها أخاه ". * والحديث الآخر " من منحه المشركون أرضا فلا أرض له " لان من أعاره مشرك أرضا ليزرعها، فإن خراجها على صاحبها المشرك، لا يسقط الخراج عنه منحته (3) إياها المسلم، ولا يكون على المسلم خراجها. * ومنه الحديث " أفضل الصدقة المنيحة، تغدو بعساء وتروح بعساء " المنيحة: المنحة. وقد تكررتا في الحديث. * وفى حديث أم زرع " وآكل فأتمنح " أي أطعم غيرى. وهو تفعل من المنحة: العطية. (1) هذا قول أحمد بن حنبل. كما ذكر الهروي. وقبله قال: " قال أبو عبيد: المنحة عند العرب على معنيين: أحدهما أن يعطى الرجل صاحبه صلة، فتكون له، والاخرى أن يمنحه شاة أو ناقة ينتفع بلبنها ووبرها زمانا ثم يردها. وهو تأويل قوله: " المنحة مردودة ". (2) هكذا ضبطت بالرفع، في الاصل، وا، وهو المناسب لقوله في التفسير " أي غنم " لكن جاءت في اللسان بالنصب: " عليهما منحة " مع رفع التفسير. (3) في الاصل، وا، واللسان: " منحتها " وما أثبت من الفائق 3 / 51. وفى النسخة 517: " منحتها إياه المسلم ".
[ 365 ]
(ه) وفى حديث جابر " كنت منيح أصحابي يوم بدر " المنيح: أحد سهام الميسر الثلاثة التى لاغنم لها ولاغرم عليها، أراد أنه كان يوم بدر صبيا، ولم يكن ممن يضرب له بسهم مع المجاهدين. * (منع) * * في أسماء الله تعالى " المانع " هو الذى يمنع عن أهل طاعته، ويحوطهم وينصرهم. وقيل: يمنع من يريد من خلقه ما يريد، ويعطيه ما يريد. * وفيه " اللهم من منعت ممنوع " أي من حرمته فهو محروم. لا يعطيه أحد غيرك. * وفيه " أنه كان ينهى عن عقوق الامهات، ومنع وهات " أي عن منع ما عليه إعطاؤه، وطلب ما ليس له. * وفيه " سيعوذ بهذا البيت قوم ليست لهم منعة " أي قوة تمنع من يريدهم بسوء. وقد تفتح النون. وقيل: هي بالفتح جمع مانع، مثل كافر وكفرة. وقد تكررت في الحديث على المعنيين. * (منقل) * * في حديث ابن مسعود " إلا امرأة يئست من البعولة فهى في منقليها " المنقل، بالفتح: الخف. قال أبو عبيد: لولا أن الرواية اتفقت في الحديث والشعر ما كان وجه الكلام عندي إلا كسرها. والميم زائدة. * (منن) * * في أسماء الله تعالى " المنان " هو المنعم المعطى، من المن: العطاء، لا من المنة. وكثيرا ما يرد المن في كلامهم بمعنى الاحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه. فالمنان من أبنية المبالغة، كالسفاك والوهاب. (ه) ومنه الحديث " ما أحد أمن علينا من ابن أبى قحافة " أي ما أحد أجود بماله وذات يده. وقد تكرر [ أيضا ] (1) في الحديث. (1) من: ا.
[ 366 ]
وقد يقع المنان على الذى لا يعطى شيئا إلا منه. واعتد به على من أعطاه، وهو مذموم لان المنة تفسد الصنيعة. (ه) ومنه الحديث " ثلاثة يشنؤهم الله، منهم البخيل المنان " وقد تكرر أيضا في الحديث. (ه) ومنه الحديث (1) " لا تتزوجن حنانة ولا منانة " هي التى يتزوج بها لمالها، فهى أبدا تمن على زوجها. ويقال لها: المنون، أيضا. [ ه ] ومن الاول الحديث " الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين " أي هي مما من الله به على عباده. وقيل: شبهها بالمن، وهو العسل الحلو، الذى ينزل من السماء عفوا بلا علاج. وكذلك الكمأة، لا مؤونة فيها ببذر ولا سقى. (س) وفى حديث سطيح: * يا فاصل الخطة أعيت من ومن * هذا كما يقال: أعيا هذا الامر فلانا وفلانا، عند المبالغة والتعظيم: أي أعيت كل من جل قدره، فحذف. يعنى أن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه، كما حذفوها من قولهم بعد اللتيا والتى، استعظاما لشأن المحذوف. (س) وفيه من غشنا فليس منا " أي ليس على سيرتنا ومذهبنا، والتمسك بسنتنا، كما يقول الرجل: انا منك وإليك، يريد المتابعة والموافقة. (س) ومنه الحديث " ليس منا من حلق وخرق وصلق " وقد تكرر أمثاله في الحديث بهذا المعنى. وذهب بعضهم إلى أنه أراد به النفى عن دين الاسلام، ولا يصح. * (منهر) * * في حديث عبد الله بن أنيس " فأتوا منهرا فاختبأوا " المنهر: خرق في الحصن نافذ يدخل فيه الماء، وهو مفعل، من النهر، والميم زائدة. (1) عبارة الهروي: وروى عن بعضهم: لا تتزوجن... ".
[ 367 ]
(ه) ومنه حديث عبد الله بن سهل " أنه قتل وطرح في منهر من مناهير خيبر ". * (منا) * (ه) فيه " إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه " التمنى: تشهى حصول الامر المرغوب فيه، وحديث النفس بما يكون ومالايكون. والمعنى: إذا سأل الله حوائجه وفضله فليكثر، فإن فضل الله كثير، وخزائنه واسعة. (س) ومنه حديث الحسن " ليس الايمان بالتحلى ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب، وصدقته الاعمال " أي ليس هو بالقول الذى تظهره بلسانك فقط، ولكن يجب أن تتبعه معرفة القلب. وقيل: هو من التمنى: القراءة والتلاوة، يقال: تمنى، إذا قرأ. [ ه ] ومنه مرثية عثمان: تمنى كتاب الله أول ليلة * وآخرها (1) لا قى حمام المقادر * وفي حديث عبد الملك " كتب إلى الحجاج: يا ابن المتمنية " أراد أمه، وهى الفريعة بنت همام، وهى القائلة: هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج وكان نصر رجلا جميلا من بنى سليم، يفتتن به النساء، فحلق عمر رأسه ونفاه إلى البصرة. فهذا كان تمنيها الذى سماها به عبد الملك. (س [ ه ]) ومنه قول عروة بن الزبير للحجاج " إن شئت أخبرتك من لا أم له، يا ابن المتمنية ". (ه) وفى حديث عثمان " ما تعنيت، ولا تمنيت، ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام ". وفى رواية " ما تمنيت منذ أسلمت " أي ما كذبت. التمنى: التكذب، تفعل، من منى يمنى، إذا قدر، لان الكاذب يقدر الحديث في نفسه ثم يقوله. قال رجل لابن دأب، وهو يحدث: " أهذا شئ رويته (2) أم شئ تمنيته ؟ " أي اختلقته ولا أصل له. ويقال اللاحاديث التى تتمنى: الامانى، واحدتها: أمنية. (1) في اللسان: " أول ليله... وآخره ". (2) في الهروي: " رويته ".
[ 368 ]
* ومنه قصيد كعب: فلا يغرنك ما منت وما وعدت * إن الامانى والاحلام تضليل (ه) وفيه " إن منشدا أنشد النبي صلى الله عليه وسلم: لا تأمنن وإن أمسيت في حرم * حتى تلاقى ما يمنى لك المانى فالخير والشر مقرونان في قرن * بكل ذلك يأتيك الجديدان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أدرك هذا الاسلام " معناه: حتى تلاقى ما يقدر لك المقدر، وهو الله تعالى. يقال: منى الله عليك خيرا يمنى منيا. * ومنه سميت " المنية " وهى الموت. وجمعها: المنايا، لانها مقدرة بوقت مخصوص. وقد تكررت في الحديث. * وكذلك تكرر في الحديث ذكر " المنى " بالتشديد، وهو ماء الرجل. وقد منى الرجل، وأمنى، واستمنى، إذا استدعى خروج المنى. [ ه ] وفيه " البيت المعمور منا مكة " أي بحذائها في السماء. يقال: دارى منا دار فلان: أي مقابلها. * ومنه حديث مجاهد " إن الحرم حرم مناه من السموات السبع والارضين السبع " أي حذاءه وقصده (1). * وفيه " أنهم كانوا يهلون لمناة " مناة: صنم كان لهذيل وخزاعة بين مكة والمدينة، والهاء فيه للتأنيث. والوقف عليه بالتاء. * (مناذر) * * فيه ذكر " مناذر " هي بفتح الميم وتخفيف النون وكسر الذال المعجمة: بلدة معروفة بالشام قديمة. * (منار) * * فيه " لعن الله من غير منار الارض " أي أعلامها. والميم زائدة. وستذكر في النون. (1) في الاصل: " حذاؤه وقصده " والمثبت من ا واللسان.
[ 369 ]
* (باب الميم مع الواو) * * (موبذ) * * في حديث سطيح " فأرسل كسرى إلى الموبذان " الموبذان للمجوس: كقاضي القضاة للمسلمين، والموبذ: كالقاضي. * (موت) * * في دعاء الانتباه " الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور " سمى النوم موتا، لانه يزول معه العقل والحركة، تمثيلا وتشبيها، لا تحقيقا. وقيل الموت في كلام العرب يطلق على السكون. يقال: ماتت الريح: أي سكنت. والموت يقع على أنواع بحسب أنواع الحياة، فمنها ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات، كقوله تعالى: " يحيى الارض بعد موتها ". ومنها زوال القوة الحسية، كقوله تعالى: " يا ليتني مت قبل هذا ". ومنها زوال القوة العاقلة، وهى الجهالة، كقوله تعالى: " أو من كان ميتا فأحييناه و " إنك لا تسمع الموتى ". ومنها الحزن والخوف المكدر للحياة، كقوله تعالى: " ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ". ومنها المنام كقوله تعالى: " والتى لم تمت في منامها ". وقد قيل: المنام: الموت الخفيف، والموت: النوم الثقيل. وقد يستعار الموت للاحوال الشاقة، كالفقر، والذل، والسؤال، والهرم، والمعصية، وغير ذلك. (س) ومنه الحديث " أول من مات إبليس " لانه أول من عصى. (س) وحديث موسى عليه السلام " قيل له: إن هامان قد مات، فلقيه، فسأل ربه، فقال له: أما تعلم أن من أفقرته فقد أمته ". (س) وحديث عمر " اللبن لا يموت " أراد أن الصبى إذا رضع امرأة ميتة حرم عليه من ولدها وقرابتها ما يحرم عليه منهم لو كانت حية وقد رضعها. (47 - النهاية - 4)
[ 370 ]
وقيل: معناه: إذا فصل اللبن من الثدى وأسقيه الصبى، فإنه يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يبطل عمله بمفارقة الثدى، فإن كل ما انفصل من الحى ميت، إلا اللبن والشعر والصوف، لضرورة الاستعمال. * وفى حديث البحر " الحل ميتته " هو بفتح الميم: اسم لما مات فيه من حيوانه. ولا تكسر الميم. * وفى حديث الفتن " فقد مات ميتة جاهلية " هي بالكسر: حالة الموت: أي كما يموت أهل الجاهلية، من الضلال والفرقة. (س) وفى حديث أبى سلمة " لم يكن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم متحزقين ولا متماوتين " يقال: تماوت الرجل، إذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف، من العبادة والزهد والصوم. (س) ومنه حديث عمر " رأى رجلا مطأطئا رأسه، فقال: ارفع رأسك، فإن الاسلام ليس بمريض ". ورأى رجلا متماوتا، فقال: " لا تمت علينا ديننا، أماتك الله ". (س) وحديث عائشة " نظرت إلى رجل كاد يموت تخافتا، فقالت: ما لهذا ؟ فقيل: إنه من القراء، فقالت: كان عمر سيد القراء، كان إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع ". (ه) وفى حديث بدر " أرى القوم مستميتين " أي مستقتلين، وهم الذين يقاتلون على الموت. (س) وفيه " يكون في الناس موتان كقعاص الغنم " الموتان، بوزن البطلان: الموت الكثير الوقوع. * وفيه " من أحيا مواتا فهو أحمق به " الموات: الارض التى لم تزرع ولم تعمر، ولا جرى عليها ملك أحد. وإحياؤها: مباشرة عمارتها، وتأثير شئ فيها. (س) ومنه الحديث " موتان الارض لله ولرسوله " يعنى مواتها الذى ليس ملكا لاحد.
[ 371 ]
وفيه لغتان: سكون الواو، وفتحها مع فتح الميم. والموتان أيضا: ضد الحيوان. * وفيه " كان شعارنا: يا منصور أمت " هو أمر الموت. والمراد به التفاؤل بالنصر بعد الامر بالاماتة، مع حصول الغرض للشعار، فإنهم جعلوا هذه الكلمة علامة بينهم، يتعارفون بها، لاجل ظلمة الليل. * وفى حديث الثوم والبصل " من أكلهما فليمتهما طبخا " أي فليبالغ في طبخهما، لتذهب حدتهما ورائحتهما. * وفى حديث الشيطان " أما همزه فالموتة " يعنى الجنون. والتفسير في الحديث. فأما " غزوة مؤتة " فإنها بالهمز. وهى موضع من بلد الشام. * (مود) * (ه) في حديث ابن مسعود " أرأيت رجلا موديا نشيطا " المودى: التام السلاح، الكامل أداة الحرب. وأصله الهمز، والميم زائدة، وقد تلين الهمزة فتصير واوا. وقد تقدم هو وغيره في حرف الهمزة. * (مور) * (ه) في حديث الصدقة " فأما المنفق فإذا أنفق مارت عليه " أي ترددت نفقته، وذهبت وجاءت. يقال: مار الشئ يمورا مورا، إذا جاء وذهب. ومار الدم يمور مورا، إذا جرى على وجه الارض. (س) ومنه حديث سعيد بن المسيب " سئل عن بعير نحروه بعود، فقال: إن كان مار مورا فكلوه، وإن ثرد فلا ". (ه) وفى حديث ابن الزبير " يطلق عقال الحرب بكتائب تمور كرجل الجراد " أي تتردد وتضطرب، لكثرتها. (ه) وفى حديث عكرمة " لما نفخ في آدم الروح مار في رأسه فعطس " أي دار وتردد. * وحديث قس " ونجوم تمور: أي تذهب وتجئ.
[ 372 ]
* وفى حديثه أيضا " فتركت المور، وأخذت في الجبل " المور، بالفتح: الطريق. سمى بالمصدر، لانه يجاء فيه ويذهب. (س) وفى حديث ليلى " انتهينا إلى الشعيثة، فوجدنا سفينة قد جاءت من مور " قيل: هو اسم موضع، سمى به لمور الماء فيه: أي جريانه. * (موزج) * * فيه " إن امرأة نزعت خفها، أو موزجها فسقت به كلبا " الموزج: الخف، تعريب موزه، بالفارسية. * (موس) * (س) في حديث عمر " كتب أن يقتلوا من جرت عليه المواسى " أي من نبتت عانته، لان المواسى إنما تجرى على أنبت. أراد من بلغ الحلم من الكفار. * (موش) * (س) فيه " كان للنبى صلى الله عليه وسلم درع تسمى ذات المواشى " هكذا أخرجه أبو موسى في " مسند ابن عباس " من الطوالات. وقال: لاأعرف صحة لفظه، وإنما يذكر المعنى بعد ثبوت اللفظ. * (موص) * (ه) في حديث عائشة " قالت عن عثمان: مصتموه كما يماص الثوب، ثم عدوتم عليه فقتلتموه " الموص: الغسل بالاصابع. يقال: مصته أموصه موصا. أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه، فلما أعطاهم ما طلبوا قتلوه. * (موق) * (ه) فيه " إن امرأة رأت كلبا في يوم حار فنزعت له بموقها، فسقته فغفر لها " الموق: الخف، فارسي معرب. * ومنه الحديث " أنه توضأ ومسح على موقيه ". * وحديث عمر " لما قدم الشام عرضت له مخاضة، فنزل عن بعيره ونزع موقيه وخاض الماء ". (س) وفيه " أنه كان يكتحل مرة من موقه، ومرة من ماقه " قد تقدم شرحه في المأق. * (مول) * (س) فيه " نهى عن إضاعة المال " قيل: أراد به الحيوان: أي يحسن إليه ولا يهمل.
[ 373 ]
وقيل: إضاعته: إنفاقه في الحرام، والمعاصي وما لا يحبه الله. وقيل: أراد به التبذير والاسراف، وإن كان في حلال مباح. المال في الاصل: ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك من الاعيان. وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الابل، لانها كانت أكثر أموالهم. ومال الرجل وتمول، إذا صار ذا مال. وقد موله غيره. ويقال: رجل مال: أي كثير المال، كأنه قد جعل نفسه مالا، وحقيقته: ذو مال. (س) ومنه الحديث " ما جاءك منه وأنت غير مشرف عليه فخذه وتموله " أي اجعله لك مالا. وقد تكرر ذكر " المال " على اختلاف مسمياته في الحديث. ويفرق فيها بالقرائن. * (موم) * * في صفة الجنة " وأنهار من عسل مصفى من موم العسل " الموم: الشمع وهو معرب. (س) وفى حديث العرنيين " وقد وقع بالمدينة الموم " هو البرسام مع الحمى (1). وقيل: هو بئر أصغر من الجدرى. * (مومس) * في حديث جريج " حتى تنظر في وجوه المومسات " المومسة: الفاجرة. وتجمع على ميامس، أيضا، وموامس. وأصحاب الحديث يقولون: مياميس، ولا يصح إلا على إشباع الكسرة ليصير ياء، كمطفل، ومطافل، ومطافيل. * ومنه حديث أبى وائل " أكثر تبع الدجال أولاد الميامس " وفى رواية " أولاد الموامس " وقد اختلف في أصل هذه اللفظة، فبعضهم يجعله من الهمزة، وبعضهم يجعله من الواو، وكل منهما تكلف له اشتقاقا فيه بعد، فذكرناها في حرف الميم لظاهر لفظها، ولاختلافهم في أصلها. * (مويه) * (س) فيه " كان موسى عليه السلام يغتسل عند مويه " هو تصغير ماء. (1) الموم، بمعنى البرسام فقط، ذكره الجواليقى. المعرب ص 312 وبمعنى الشمع فقط، ذكره الخفاجى. شفاء الغليل ص 202.
[ 374 ]
وأصل الماء: موه، ويجمع على أمواه ومياه، وقد جاء أمواء. والنسب إليه: ماهى، ومائى، على الاصل واللفظ. (س) وفى حديث الحسن " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشترون السمن المائى " هو منسوب إلى مواضع تسمى ماه، يعمل بها. * ومنه قولهم " ماه البصرة وماه الكوفة، وهو اسم للاماكن المضافة إلى كل واحدة منهما، فقلب الهاء في النسب همزة أو ياء. وليست اللفظة عربية (1). * (باب الميم مع الهاء) * * (مهر) * (ه) فيه " مثل الماهر بالقرآن مثل الكرام السفرة والبررة " الماهر: الحاذق بالقراءة. وقد مهر يمهر مهارة. و السفرة: الملائكة. * وفى حديث أم حبيبة " وأمهرها النجاشي من عنده " يقال: مهرت المرأة وأمهرتها، إذا جعلت لها مهرا، إذا سقت إليها مهرها، وهو الصداق. * (مهش) * (ه) فيه " أنه لعن من النساء الممتهشة (2) " تفسيره في الحديث: التى تحلق وجهها بالموسى (3). يقال: مهشته النار، مثل محشته: أي أحرقته. * (مهق) * (ه) في صفته صلى الله عليه وسلم " لم يكن بالابيض الامهق " هو الكريه البياض كلون الجص. يريد أنه كان نير البياض. (1) قال صاحب شفاء الغليل ص 208: " ماه: بمعنى البلد. ومنه ضرب هذا الدرهم بماه البصرة ". (2) في الاصل، وا: " المتمهشة " وما أثبت من الهروي، واللسان، والفائق 1 / 283، وتاج العروس. (3) بعد هذا في الهروي: " وقال القتيبى: لا أعرف الحديث إلا أن تكون الهاء مبدلة من الحاء. يقال: مربى جمل فهحشنى، إذا حاكه فسحج جلده. وقال غيره: محشته النار، ومهشته، إذا أحرقته ".
[ 375 ]
* (مهل) * (ه) في حديث أبى بكر " ادفنوني في ثوبي هذين، فإنما هما للمهل والتراب " ويروى " للمهلة " بضم الميم وكسرها وفتحها، وهى ثلاثتها: القيح والصديد الذى يذوب فيسيل من الجسد، ومنه قيل للنحاس الذائب: مهل. (ه) وفى حديث على " إذا سرتم إلى العدو فمهلا مهلا، وإذا وقعت العين على العين فمهلا مهلا " الساكن: الرفق، والمتحرك: التقدم. أي إذا سرتم فتأنوا، وإذا لقيتم فاحملوا. كذا قال الازهرى وغيره. وقال الجوهرى: المهل، بالتحريك: التؤدة والتباطؤ، والاسم: المهلة (1). وفلان ذو مهل، بالتحريك: أي ذو تقدم في الخبر. ولا يقال في الشر. يقال: مهلته وأمهلته: أي سكنته وأخرته. ويقال: مهلا للواحد والاثنين والجمع والمؤنث، بلفظ واحد. (ه) ومنه حديث رقيقة " ما يبلغ سعيهم مهله " أي ما يبلغ إسراعهم إبطاءه. * (مهم) * (ه س) في حديث سطيح: * أزرق مهم الناب صرار الاذن * أي حديد الناب. قال الازهرى: هكذا روى، وأظنه " مهو الناب " بالواو. يقال: سيف مهو: أي حديد ماض. وأورده الزمخشري: * أزرق ممهى الناب صرار الاذن * وقال (2): " الممهى: المحدد "، من أمهيت الحديدة، إذا أحددتها. شبه بعيره بالنمر، لزرقة عينيه، وسرعة سيره. (س) وفى حديث زيد بن عمرو " مهما تجشمنى تجشمت " مهما: حرف من حروف الشرط التى يجازى بها، تقول: مهما تفعل أفعل. قيل: إن أصلها: ماما، فقلبت الالف الاولى هاء. وقد تكررت في الحديث. (1) زاد الجوهرى: " بالضم " (2) انظر الفائق 1 / 464
[ 376 ]
* (مهمه) * * في حديث قس " ومهمه [ فيه (1) ] ظلمان " المهمه: المفازة والبرية القفر، وجمعها: مهامه. * (مهن) * * فيه " ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبي مهنته " أي خدمته وبذلته. والرواية بفتح الميم، وقد تكسر. قال الزمخشري: " وهو عند الاثبات خطأ. قال الاصمعي: المهنة بفتح الميم: هي الخدمة. ولايقال: مهنة، بالكسر. وكان القياس لو قيل مثل جلسة وخدمة، إلا أنه جاء على فعلة واحدة ". يقال: مهنت القوم أمهنهم وأمهنهم، وامتهنونى: أي ابتذلونى في الخدمة. (ه) وفى حديث سلمان " أكره أن أجمع على ماهنى مهنتين " أي أجمع على خادمي عملين في وقت واحد، كالطبخ والخبز مثلا. (س) ومنه حديث عائشة " كان الناس مهان أنفسهم ". وفى حديث آخر " مهنة أنفسهم " هما جمع ماهن، ككاتب وكتاب وكتبة. وقال أبو موسى في حديث عائشة: هو " مهان " يعنى بكسر الميم والتخفيف. كصائم وصيام. ثم قال: ويجوز " مهان أنفسهم " قياسا. * وفى صفته صلى الله عليه وسلم " ليس بالجافى ولا المهين " يروى بفتح الميم وضمها، فالضم، من الاهانة: أي لا يهين أحدا من الناس، فتكون الميم زائدة. والفتح من المهانة: الحقارة والصغر، وتكون الميم أصلية. * وفى حديث ابن المسيب " السهل يوطأ ويمتهن " أي يداس ويبتذل، من المهنة: الخدمة. * (مهه) * * فيه " كل شئ مهه إلا حديث النساء " المهه والمهاه: الشئ الحقير اليسير. والهاء فيه أصلية. قال [ عمران بن حطان ] (2): (1) تكملة مما سبق في مادة (ظلم). (2) ساقط من: ا. وهو في الصحاح، واللسان بهذه النسبة. والرواية في اللسان: فليس لعيشنا هذا مهاه * وليست دارنا هاتا بدار
[ 377 ]
وليس لعيشنا هذا مهاه * وليست دارنا الدنيا بدار وقيل: المهاه: النضارة والحسن، أراد على الاول أن كل شئ يهون ويطرح إلاذكر النساء. أي أن الرجل يحتمل كل شئ إلا ذكر حرمه. وعلى الثاني يكون الامر بعكسه، أي أن كل ذكر وحديث، حسن إلا ذكر النساء. وهذه الهاء لا تنقلب في الوصل تاء. * وفي حديث طلاق ابن عمر " قلت: فمه ؟ أرأيت إن عجزوا ستحمق " أي فماذا، للاستفهام، فأبدل الالف هاء، للوقف والسكت. (س) وفى حديث آخر " ثم مه ؟ ". * ومنه الحديث " فقالت الرحم: مه ؟ هذا مقام العائذبك ". وقيل: هو زجر مصروف إلى المستعاذ منه، وهو القاطع، لا إلى المستعاذ به، تبارك وتعالى. وقد تكرر في الحديث ذكر " مه " وهو اسم مبنى على السكون، بمعنى اسكت. * (مها) * (ه) في حديث ابن عباس " أنه قال لعتبة بن أبى سفيان - وقد أثنى عليه فأحسن -: أمهيت يا أبا الوليد " أمهيت: أي بالغت في الثناء واستقصيت، من أمهى حافر البئر، إذا استقصى في الحفر وبلغ الماء. (ه) وفى حديث ابن عبد العزيز " أن رجلا سأل ربه أن يريه موقع الشيطان من قلب ابن آدم فرأى فيما يرى النائم جسد رجل ممهى، يرى داخله من خارجه " المها: البلور، وكل شئ صفى فهو ممهى، تشبيها به. ويقال للكوكب: مها، وللثغر إذا ابيض وكثر ماؤه: مها. * (مهيع) * (س) فيه " وانقل حماها إلى مهيعة " مهيعة: اسم الجحفة، وهى ميقات أهل الشام، وبها غدير خم، وهى شديدة الوخم. قال الاصمعي: لم يولد بغدير خم أحد فعاش إلى أن يحتلم، إلا أن يتحول منها. * وفى حديث على " اتقوا البدع والزموا المهيع " هو الطريق الواسع المنبسط. والميم زائدة، وهو مفعل من التهيع: الانبساط.
[ 378 ]
* (مهيم) * * في حديث الدجال " فأخذ بلجفتى الباب فقال: مهيم ؟ " أي ما أمركم وشأنكم. وهى كلمة يمانية. [ ه ] ومنه الحديث " أنه قال لعبد الرحمن بن عوف ورأى عليه وضرا من صفرة: مهيم ؟ ". * وحديث لقيط " فيستوى جالسا فيقول: رب، مهيم ". * (باب الميم مع الياء) * * (ميتاء) * * في حديث اللقطة " ما وجدت في طريق ميتاء فعرفه سنة " أي طريق مسلوك وهو مفعال من الاتيان. والميم زائدة، وبابه الهمزة. * ومنه الحديث " قال لما مات ابنه إبراهيم: لولا أنه طريق ميتاء لحزنا عليك يا إبراهيم " أي طريق يسلكه كل أحد. * (ميتخة) * * فيه " أنه خرج وفى يده ميتخة " هكذا جاء في رواية، بتقديم الياء على التاء، وهى الدرة، أو العصا، أو الجريدة. وقد تقدمت في الميم والتاء مبسوطة. * (ميث) * * في حديث أبى أسيد " فلما فرغ من الطعام أماثته فسقته إياه " هكذا روى " أماثته " والمعروف " ماثته ". يقال: مثت الشئ أميثه وأموثه فانماث، إذا دفته في الماء. (ه) ومنه حديث على " اللهم مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء ". * (ميثر) * * فيه " أنه نهى عن ميثرة الارجوان " هي وطاء محشو، يترك على رحل البعير تحت الراكب. وأصله الواو، والميم زائدة. وسيجئ في بابه. * (ميجن) * * في حديث ثابت " فضربوا رأسه بميجنة " هي العصا التى يضرب بها القصار الثوب. وقيل: هي صخرة. واختلف في أصلها، هل هو من الهمزة أو الواو ؟ وجمعها: المواجن. * ومنه حديث على " ما شبهت وقع السيوف على الهام إلا بوقع البيازر على المواجن ".
[ 379 ]
* (ميح) * (ه) في حديث جابر " فنزلنا فيها ستة ماحة " هي جمع مائح، وهو الذى ينزل في الركية إذا قل ماؤها، فيملا الدلو بيده. وقد ماح يميح ميحا. وكل من أولى معروفا فقد ماح. والآخذ: ممتاح ومستميح. [ ه ] ومنخه حديث عائشة تصف أباها " وامتاح من المهواة " هو (1) افتعل، من الميح: العطاء. * (ميد) * فيه " لما خلق الله الارض جعلت تميد فأرساها بالجبال " ماد يميد، إذا مال وتحرك. * ومنه حديث ابن عباس " فدحا الله الازض من تحتها فمادت ". * ومنه حديث على " فسكنت من الميدان برسوب الجبال " هو بفتح الياء: مصدر ماد يميد. * وفى حديثه أيضا يذم الدنيا " فهى الحيود الميود " فعول منه. (س) ومنه حديث أم حرام " المائد في البحر له أجر شهيد " هو الذى يدار برأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالامواج. (ه) وفيه " نحن الآخرون السابقون، ميد أنا أوتينا الكتاب من بعدهم " ميد و بيد: لغتان بمعنى غير. وقيل: معناهما على أن. * (مير) * (س) فيه " والحمولة المائرة لهم لاغية " يعنى الابل التى تحمل عليها الميرة، وهى الطعام و نحوه، مما يجلب للبيع، ولا يؤخذ منها زكاة، لانها عوامل. يقال: مارهم يميرهم، إذا أعطاهم الميرة. * ومنه حديث ابن عبد العزيز " أنه دعا بإبل فأمارها " أي حمل عليها الميرة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. * (ميز) * * فيه " لا تهلك أمتى حتى يكون بينهم التمايل والتمايز " أي يتحزبون أحزابا، و يتميز بعضهم من بعض، ويقع التنازع. (1) في الهروي: " أي استقى "
[ 380 ]
يقال: مزت الشئ من الشئ، إذا فرقت بينهما، فانماز وامتاز، وميزته فتميز. * ومنه الحديث " من ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها " أي نحاه وأزاله. (س) ومنه حديث ابن عمر " أنه كان إذا صلى ينماز عن مصلاه فيركع " أي يتحول عن مقامه الذى صلى فيه. (ه) وحديث النخعي " استماز رجل من رجل به بلاء فابتلى به " أي انفصل عنه وتباعد. وهو استفعل من الميز. * (ميس) * (س) في حديث طهفة " بأكوار الميس " هو شجر صلب، تعمل منه أكوار الابل ورحالها. [ ه ] وفى حديث أبى الدرداء " تدخل قيسا وتخرج ميسا " يقال ماس يميس ميسا، إذا تبختر في مشيه وتثنى. * (ميسع) * * في حديث هشام " إنها لميساع " أي واسعة الخطو. والاصل: موساع، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم، كميزان وميقات والميم زائدة. وبابها الواو. * (ميسم) * (س) فيه " تنكح المرأة لميسمها " أي لحسنها، من الوسامة. وقد وسم فهو وسيم، والمرأة وسيمة، وحكمها في البناء حكم ميساع، فهى مفعل من الوسامة. وقد تكررت في الحديث. * (ميسوسن) * (س) في حديث ابن عمر " رأى في بيته الميسوسن فقال: أخرجوه فإنه رجس " هو شراب تجعله النساء في شعورهن، وهو معرب. أخرجه الازهرى في " أسن " من ثلاثى المعتل. وعاد أخرجه في الرباعي. * (ميض) * * فيه " فدعا بالميضأة " هي بالقصر وكسر الميم، وقد تمد: مطهرة كبيرة يتوضأ منها. ووزنها مفعلة ومفعالة. والميم زائدة. * (ميط) * [ ه ] في حديث الايمان " أدناها إماطة الاذى عن الطريق " أي تنحيته. يقال: مطت الشئ وأمطته. وقيل: مطت أنا، وأمطت غيرى. * ومنه حديث الاكل " فليمط ما بها من أذى ".
[ 381 ]
* وحديث العقيقة " أميطوا عنه الاذى ". * والحديث الآخر " أمط عنا يدك " أي نحها. (ه) وحديث العقبة " مط عنا يا سعد " أي ابعد. * وحديث بدر " فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ". * وحديث خيبر " أنه أخذ الراية فهزها، ثم قال: من يأخذها بحقها ؟ فجاء فلان فقال: أنا، فقال: أمط، ثم جاء آخر فقال: أمط " أي تنح واذهب. [ ه ] وفى حديث أبى عثمان النهدي " لو كان عمر ميزانا ما كان فيه ميط شعرة " أي ميل شعرة. * وفى حديث بنى قريظة والنضير: وقد كانوا ببلدتهم ثقالا * كما ثقلت بميطان الصخور هو بكسر الميم (1): موضع في بلاد بنى مزينة، بالحجاز. * (ميع) * * في حديث المدينة " لا يريدها أحد بكيد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء " أي يذوب ويجرى. ماع الشئ يميع، وانماع، إذا ذاب وسال. (ه) ومنه حديث جرير " ماؤنا يميع، وجنابنا مريع ". (ه) وحديث ابن مسعود " وسئل عن المهل، فأذاب فضة، فجعلت تميع، فقال: هذا من أشبه ما أنتم راؤون بالمهل ". (ه) وحديث ابن عمر " سئل عن فأرة وقعت في سمن، فقال: إن كان مائعا فألقه كله ". * (ميقع) * (س) في حديث ابن عباس " نزل مع آدم عليه السلام الميقعة، والسندان والكلبتان " الميقعة: المطرقة التى يضرب بها الحديد وغيره، والجمع: المواقع. والميم زائدة. والياء بدل من الواو، قلبت لكسرة الميم. * (ميل) * (ه) فيه " لا تهلك أمتى حتى يكون بينهم التمايل والتمايز " أي لا يكون لهم سلطان، يكف الناس عن التظالم، فيميل بعضهم على بعض بالاذى والحيف. (1) في ياقوت 8 / 225 بالفتح.
[ 382 ]
(ه) وفيه " مائلات مميلات " المائلات: الزائغات عن طاعة الله، وما يلزمهن (1) حفظه. ومميلات: يعلمن غيرهن الدخول في مثل فعلهن. وقيل: مائلات: متبخترات في المشى، مميلات لاكتافهن وأعطافهن. وقيل: مائلات: يمتشطن المشطة الميلاء، وهى مشطة البغايا. وقد جاء كراهتها في الحديث. والمميلات: اللاتى يمشطن غيرهن تلك المشطة (2). (ه) ومنه حديث ابن عباس " قالت له امرأة: إنى أمتشط الميلاء، فقال عكرمة: رأسك تبع لقلبك، فإن استقام قلبك استقام رأسك، وإن مال قلبك مال رأسك ". (س) وفى حديث أبى ذر " دخل عليه رجل فقرب إليه طعاما فيه قلة، فميل فيه لقلته، فقال أبو ذر: إنما أخاف كثرته، ولم أخف قلته " ميل: أي تردد، هل يأكل أو يترك. تقول العرب: إنى لاميل بين ذينك الامرين، وأمايل بينهما، أيهما آتى. (ه) ومنه حديث أبى موسى " قال لانس: عجلت الدنيا وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا ولا ميلوا " أي ما شكوا ولا ترددوا. وقوله " ما عدلوا ": أي ما ساووا بها شيئا. (ه س) وفي حديث مصعب بن عمير " قالت له أمه: والله لا ألبس خمارا ولا أستظل أبدا، ولا آكل، ولا أشرب، حتى تدع ما أنت عليه، وكانت امرأة ميلة " أي ذات مال. يقال: مال يمال ويمول، فهو مال وميل، على فعل وفيعل. والقياس مائل. وبابه الواو. (س) ومنه حديث الطفيل " كان رجلا شريفا شاعرا ميلا " أي ذا مال. (س) وفى حديث القيامة " فتدنى الشمس حتى تكون قدر ميل " قيل: أراد الميل الذى يكتحل به. وقيل: أراد ثلث الفرسخ. (1) في الهروي: " وما يلزمهن من حفظ الفروج ". (2) زاد الهروي: " ويجوز أن تكون المائلات المميلات بمعنى، كما قالوا: جاد مجد، وضراب ضروب ".
[ 383 ]
وقيل: الميل: القطعة من الارض ما بين العلمين. وقيل: هو مد البصر. * ومنه قصيد كعب: * إذا توقدت الحزان والميل * وقيل: هي جمع أميل، وهو الكسل الذى لا يحسن الركوب والفروسية. * وفي قصيده أيضا: وقيل: أراد ثلث الفرسخ. (1) في الهروي: " وما يلزمهن من حفظ الفروج ". (2) زاد الهروي: " ويجوز أن تكون المائلات المميلات بمعنى، كما قالوا: جاد مجد، وضراب ضروب ".
[ 383 ]
وقيل: الميل: القطعة من الارض ما بين العلمين. وقيل: هو مد البصر. * ومنه قصيد كعب: * إذا توقدت الحزان والميل * وقيل: هي جمع أميل، وهو الكسل الذى لا يحسن الركوب والفروسية. * وفي قصيده أيضا: * عند اللقاء ولا ميل معازيل * * (مين) * * قد تكرر فيه ذكر " المين " وهو الكذب. وقد مان يمين مينا، فهو مائن. * ومنه حديث على في ذم الدنيا " فهى الجامحة الحرون، والمائنة الخؤون ". (ه س) وفى حديث بعضهم " خرجت مرابطا ليلة محرسى إلى الميناء " هو الموضع الذى ترفأ إليه السفن: أي تجمع وتربط. قيل: هو مفعال من الونى: الفتور، لان الريح يقل فيه هبوبها. وقد تقصر، فتكون على مفعل. والميم زائدة. * (ميناث) * * في حديث المغيرة " فضل ميناث " أي تلد الاناث كثيرا، والميم زائدة. وقد تقدم. انتهى الجزء الرابع من نهاية ابن الاثير ويليه الجزء الخامس والاخير، وأوله * (حرف النون) *