النهاية في غريب الحديث
ابن الاثير ج 3

[ 1 ]
النهاية في غريب الحديث والإثر للإمام مجد الدين أبى السعادات المبارك بن محمد الجزرى ابن الاثير (544 - 606 ه‍) الجزء الثالث تحقيق طاهر احمد الزاوى محمود محمد الطناحى مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع قم - ايران - تلفن 25212
[ 2 ]
* نام كتاب: النهايه * نويسنده: ابن الاثير * ناشر: مؤسسه مطبوعاتي اسماعيليان - قم - تلفن 25212 * تيراژ: 2000 دوره در " 5 " جلد * نوبت چاپ: چاپ چهارم * تاريخ انتشار: تابستان سال 1364
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم حرف الصاد (باب الصاد مع الهمزة) (صأصأ) (ه‍) فيه " أن عبيد الله بن جحش كان أسلم وهاجر إلى الحبشة، ثم ارتد وتنصر، فكان يمر بالمسلمين فيقول يمر بالمسلمين فيقول: فقحنا وصإصأتم " أي أبصرنا أمرنا ولم تبصروا أمركم. يقال صأصأ الجرو إذا حرك أجفانه لينظر قبل أن يفقح، وذلك إن يريد فتحها قبل أوانها. (باب الصاد مع الباء) (صبأ) (س) في حديث بنى جذيمة " كانوا يقولون لما أسلموا: صبأنا صبأنا " قد تكررت هذه اللفظة في الحديث. يقال صبأ فلان إذا خرج من دين إلى دين غيره، من قولهم صبأ ناب البعير إذا طلع. وصبأت النجوم إذا خرجت من مطالعها. وكانت العرب تسمى النبي صلى الله عليه وسلم الصابئ، لأنه خرج من دين قريش إلى دين الإسلام. ويسمون من يدخل في الإسلام مصبوا، لأنهم كانوا لا يهمزون، فأبدلوا من الهمزه واوا. ويسمون المسلمين الصباه بغير همز، كأنه جمع الصابى غير مهموز، كقاض وقضاه، وغاز وغزاه. (صبب) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم " أذا مشى كأنما ينحط في صبب " أي في موضع منحدر. وفى رواية " كأنما يهوى من صبوب " يروى بالفتح والضم، فالفتح اسم لما يصب على الإنسان من ماء وغيره، كالطهور والغسول، والضم جمع صبب. وقيل الصبب والصبوب: تصوب نهر أو طريق. * ومنه حديث الطواف " حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي " أي انحدرت في المسعى. * ومنه حديث الصلاة " لم يصب رأسه " أي لم يمله إلى أسفله.
[ 4 ]
* ومنه حديث إسامه " فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يصبها على أعرف أنه يدعو لى ". (س) وفى حديث مسيره إلى بدر " أنه صب في ذفران " أي مضى فيه منحدرا ودافعا، وهو موضع عند بدر. (س) ومنه حديث ابن عباس " وسئل أي الطهور أفضل ؟ قال: أن تقوم وأنت صبب " أي ينصب منك الماء، يعنى يتحدر. (س) ومنه الحديث " فقام إلى شجب فاصطب منه الماء " هو افتعل، من الصب: أي أخذه لنفسه. وتاء الافتعال مع الصاد تقلب طاء ليسهل النطق بهما، لأنهما من حروف الإطباق. * وفى حديث بريره " قالت لها عائشة رضى الله عنهما: إن أحب أهلك أن أصب لهم ثمنك صبه واحده " أي دفعة واحدة، من صب الماء يصبه صبا إذا أفرغه. * ومنه صفه على رضى الله عنه لأبى بكر حين مات " كنت على الكافرين عذابا صبا " هو مصدر بمعنى الفاعل والمفعول. (ه‍) وفى حديث واثلة بن الأسقع في غزوه تبوك " فخرجت مع خير صاحب، زادي في الصبة " الصبة: الجماعة من الناس. وقيل هي شئ يشبه السفرة. يريد كنت آكل مع الرفقة الذين صحبتهم، وفى السفرة التى كانوا يأكلون منها. وقيل إنما هي الصنة بالنون، وهى بالكسر والفتح شبه السلة يوضع فيها الطعام. (ه‍) ومنه حديث شقيق " أنه قال لإبراهيم النخعي: ألم أنبأ أنكما صبتان صبتان " أي جماعتان جماعتان. * وفيه " ألا هل عسى أحد منكم أن يتخذ الصبة من الغم " أي جماعة منها، تشيبها بجماعة الناس. وقد اختلف في عددها، فقيل ما بين العشرين إلى الأربعين من الضأن والمعز وقيل من المعز خاصة. وقيل نحو الخمسين. وقيل ما بين الستين إلى السبعين. والصبة من الإبل نحو خمس أو ست.
[ 5 ]
(س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " اشتريت صبة من غنم ". (س) وفى حديث قتل أبى رافع اليهودي " فوضعت صبيب السيف في بطنه " أي طرفه وآخر ما يبلغ سيلانه حين ضرب وعمل. وقيل طرفه مطلقا. - (س) وفيه " لتسمع آية خير لك من صبيب ذهبا " قيل هو الجليد. وقيل هو ذهب مصبوب كثيرا غير معدود، وهو فعيل بمعنى مفعول. وقيل يحتمل أن يكون اسم جبل كما قال في حديث آخر: " خير من صبير ذهبا ". (ه‍) وفى عقبة بن عامر " أنه كان يختضب بالصبيب " قيل هو ماء ورق السمسم (1) ولون مائه أحمر يعلوه سواد. وقيل هو عصارة العصفر أو الحناء (ه‍) وفى حديث عتبة بن غزوان " لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء " الصبابة: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء. * وفيه " لتعودن فيها أساود صبا " الأساود: الحيات. والصب: جمع صبوب، على أن أصله صبب، كرسول ورسل، ثم خفف كرسل فأدغم، وهو غريب من حيث الإدغام. قال النضر: إن الأسود إذا أراد أن ينهش ارتفع ثم انصب على الملدوغ. ويروى " صبى " بوزن حبلى. وسيذكر في آخر الباب. (صبح) (ه‍) في حديث المولد (2) " أنه كان يتيما في حجر أبى طالب، وكان يقرب إلى الصبيان تصبيحهم فيختلسون ويكف " أي يقرب إليهم غداؤهم، وهو اسم على تفعيل كالترعيب (3) والتنوير. (ه‍) ومنه الحديث " أنه سئل متى تحل لنا الميتة ؟ فقال: ما لم تصطلبحوا، أو تغتبقوا، (1) زاد الهروي: أو غيره من نبات الأرض. (2) في اللسان: المبعث. (3) في الأصل وا: " الترغيب "، بالغين المعجمة. وأثبتناه بالمهمله كما في الهروي واللسان. قال في اللسان " الترغيب للسنام المقطع. والتنوير اسم لنور السجر ". (*)
[ 6 ]
أو تحتفوا بها بقلا " الاصطباح ها هنا: أكل الصبوح، وهو الغداء. والغبوق: العشاء وأصلهما في الشراب، ثم استعملا في الأكل: أي ليس لكم أن تجمعوهما (1) من الميتة. قال الأزهري: قد أنكرت هذا على أبى عبيد، وفسر أنه أراد إذا لم تجدوا لبينة تصطبحونها، أو شرابا تغتبقونه، ولم تجدوا بعد عدمكم (2) الصبوح والغبوق بقلة تأكلونها حلت لكم الميتة. قال: وهذا هو الصحيح. * ومنه حديث الاستسقاء " وما لنا صبى يصطبح " أي ليس عندنا لبن بقدر ما يشربه الصبى بكرة، من الجدب والقحط، فضلا عن الكبير. * ومنه حديث الشعبى " أعن صبوح ترقق ؟ " قد تقدم معناه في حرف الراء. (س) وفيه " من تصبح سبع تمرات عجوة " هو تفعل، من صبحت القوم إذا سقيتهم الصبوح. وصبحت بالتشديد لغة فيه. (س) ومنه حديث جرير " ولا يحسر صابحها " أي لا يكل ولا يعيا صابحها، وهو الذى يسقيها صباحا، لأنه يوردها ماء ظاهرا على وجه الأرض. * وفيه " أصبحوا بالصبح فإنه أعظم للأجر " أي صلوها عند طلوع الصبح. يقال أصبح الرجل إذا دخل في الصبح. * وفيه " أنه صبح خيبر " أي اتاها صباحا. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر: كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله أي مأتى بالموت صباحا لكونه فيهم وقتئذ. * وفيه لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " صعد على الصفا وقال: " يا صباحاه " هذه كلمة يقولها المستغيث، وأصلها إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، ويسمون يوم (1) في الأصل وا: " أن تجمعوا ". والمثبت من اللسان والهروى والدر النثير. (2) في الأصل وا: " بعد عدم الصبوح ". وأثبتنا ما في اللسان والهروى.
[ 7 ]
الغارة يوم الصباح، فكأن القائل يا صباحاه يقول قد غشينا العدو. وقيل إن المتقاتلين كانوا إذا جاء الليل يرجعون عن القتال، فإذا عاد النهار عاودوه، فكأنه يريد بقوله يا صباحاه: قد جاء وقت الصباح فتأهبوا للقتال. (س) ومنه حديث سلمة بن الأكوع " لما أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى: يا صباحاه " وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " فأصبحي سراجك " أي أصلحيها وأضيئيها. والمصباح: السراج. (س) ومنه حديث جابر في شحوم الميتة " ويستصبح بها الناس " أي يشعلون بها سرجهم. * ومنه حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام " كان يخدم بيت المقدس نهارا، ويصبح فيه ليلا " أي يسرج السراج. (ه‍) وفيه " أنه نهى عن الصبحة " وهى النوم أول النهار، لأنه وقت الذكر، ثم وقت طلب الكسب. (ه‍) ومنه حديث أم زرع " أرقد فأتصبح " أرادت أنها مكفية، فهى تنام الصبحة. * وفى حديث الملاعنة " إن جاءت به أصبح أصهب " الأصبح: الشديد حمرة الشعر. والمصدر الصبح، بالتحريك. (صبر) * في اسماء الله تعالى " الصبور " هو الذى لا يعاجل العصاة بالانتقام، وهو من أبنية المبالغة، ومعناه قريب من معنى الحليم، والفرق بينهما أن المذنب لا يأمن العقوبة في صفة الصبور كما يأمنها في صفة الحليم. * ومنه الحديث " لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل " أي أشد حلما عن فاعل ذلك وترك المعاقبة عليه. (س) وفى حديث الصوم " صم شهر الصبر " هو شهر رمضان. وأصل الصبر: الحبس، فسمى الصوم " صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح. (*)
[ 8 ]
(ه‍) وفيه " أنه نهى عن قتل شئ من الدواب صبرا " هو أن يمسك شئ من ذوات الروح حيا ثم يرمى بشئ حتى يموت. (ه‍) ومنه الحديث " نهى عن المصبورة (1)، ونهى عن صبر ذى الروح ". (ه‍) ومنه الحديث في الذى أمسك رجلا وقتله آخر [ فقال (2) ] " اقتلوا القاتل واصبروا الصابر " أي احبسوا الذى حبسه للموت حتى يموت كفعله به. وكل من قتل في غير معركة ولا حرب. ولا خطأ فإنه مقتول صبرا. * ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صبر الروح " وهو الخصاء صبر شديد. (س) وفيه " من حلف على يمين مصبورة كاذبا ". (س) وفى حديث آخر " من حلف على يمين صبر " أي الزم بها وحبس عليها، وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم. وقيل لها مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المصبور، لأنه إنما صبر من أجلها: أي حبس، فوصفت بالصبر، وأضيفت إليه مجازا. (س) وفيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم طعن إنسانا بقضيب مداعبة فقال له: أصبرني قال: اصطبر " أي أقدنى من نفسك. قال: استقد. يقال صبر فلان من خصمه واصطبر: أي اقتص منه. وأصبره الحاكم: أي أقصه من خصمه. (ه‍) ومنه حديث عثمان حين ضرب عمارا رضى الله عنهما، فلما عوتب قال: " هذه يدى لعمار فليصطبر ". (س) وفى حديث ابن عباس " في قوله تعالى " وكان عرشه على الماء " قال: كان يصعد بخار من الماء إلى السماء، فاستصبر فعاد صبيرا، فذلك قوله " ثم استوى إلى السماء وهى دخان " الصبير: سحاب أبيض متراكب متكاثف، يعنى تكاثف البخار وتراكم فصار سحابا. (1) قال في اللسان: المصبورة التى نهى عنها هي المحبوسة على الموت. (2) الزيادة من اللسان والهروى. (*)
[ 9 ]
(ه‍) ومنه حديث طهفة " ونستحلب الصبير ". * وحديث ظبيان " وسقوهم بصبير النيطل " أي بسحاب الموت والهلاك. * وفيه " من فعل كذا وكذا كان له خيرا من صبير ذهبا " هو اسم جبل باليمن. وقيل: إنما هو مثل جبل صبر، بإسقاط الباء الموحدة، وهو جبل لطيئ. وهذه الكلمة جاءت في حديثين لعلى ومعاذ: أما حديث على فهو صير، وأما رواية معاذ فصبير، كذا فرق بينهما بعضهم. (ه‍) وفى حديث الحسن " من أسلف سلفا فلا يأخذن رهنا ولاصبيرا " الصبير: الكفيل. يقال صبرت به أصبر بالضم. * وفيه " أنه مر في السوق على صبرة طعام فأدخل يده فيها " الصبرة: الطعام المجتمع كالكومة، وجمعها صبر. وقد تكررت في الحديث مفردة ومجموعة. * ومنه حديث عمر " دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وإن عند رجليه قرظا مصبورا " أي مجموعا قد جعل صبرة كصبرة الطعام. (ه‍) وفى حديث ابن مسعود " سدرة المنتهى صبر الجنة " أي أعلى نواحيها. وصبر كل شئ أعلاه. * وفى حديث على رضى الله عنه " قلتم هذه صبارة القر " هي بتشديد الراء: شدة البرد وقوته، كحمارة القيظ. (صبع) * فيه " ليس آدمى إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله تعالى ". * وفى حديث آخر " قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الله يقلبه كيف يشاء " الأصابع: جمع أصبع، وهى الجارحة. وذلك من صفات الأجسام، تعالى الله عز وجل عن ذلك وتقدس. وإطلاقها عليه مجاز كإطلاق اليد، واليمين، والعين، والسمع، وهو جار مجرى التمثيل والكناية عن سرعة تقلب القلوب، وإن ذلك أمر معقود بمشيئة الله تعالى. وتخصيص ذكر الأصابع كناية عن أجزاء القدرة والبطش، لأن ذلك باليد، والأصابع أجزاؤها. (صبغ) (ه‍) فيه " فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، هل رأيتم الصبغاء ؟ "
[ 10 ]
قال الأزهري: الصبغاء نبت معروف. وقيل هو نبت ضعيف كالثمام. قال القتيبى: شبه نبات لحومهم بعد احتراقها بنبات الطاقة من النبت حين تطلع تكون صبغاء، فما يلى الشمس من أعاليها أخضر، وما يلى الظل أبيض. (س) وفى حديث قتادة " قال أبو بكر: كلا، لا يعطيه أصيبغ قريش " يصفه بالضعف والعجز والهوان، تشبيه بالأصبغ وهو نوع من الطيور ضعيف. وقيل شبهه بالصبغاء وهو النبات المذكور. ويروى بالضاد المعجمة والعين المهملة، تصغير ضبع على غير قياس، تحقيرا له. * وفيه " فيصبغ في النار صبغة " أي يغمس كما يغمس الثوب في الصبغ. * وفى حديث آخر " اصبغوه في النار ". * وفى حديث على في الحج " فوجد فاطمة رضى الله عنهما لبست ثيابا صبيغا " أي مصبوغة غير بيض، وهو فعيل بمعنى مفعول. * وفيه " أكذب الناس الصباغون والصواغون " هم صباغو الثياب وصاغة الحلى، لأنهم يمطلون بالمواعيد. روى عن أبى رافع الصائغ قال: كان عمر رضى الله عنه يمازحنى يقول: أكذب الناس الصواغ. يقول اليوم وغدا. وقيل أراد الذين يصبغون الكلام ويصوغونه: أي يغيرونه ويخرصونه. وأصل الصبغ التغيير. * ومنه حديث أبى هريرة رضى الله عنه " رأى قوما يتعادون، فقال: ما لهم ؟ فقالوا: خرج الدجال، فقال: كذبة كذبها الصباغون " وروى الصواغوان (1). (صبا) (ه‍) فيه " أنه رأى حسينا يلعب مع صبوة في السكة " الصبوة والصبية: جمع صبى، والواو القياس، وإن كانت الياء أكثر استعمالا. (ه‍) وفيه " أنه كان لا يصبى رأسه في الركوع ولا يقنعه " أي لا يخفصه كثيرا ولا يميله إلى الإرض، من صبا إلى الشئ يصبو إذا مال. وصبى رأسه تصبية، شدد للتكثير. وقيل هو مهموز من صبأ أذا خرج من دين إلى دين. قال الأزهري: الصواب لا يصوب. ويروى لا يصب. وقد تقدم. (1) والصياغون أيضا، كما في الفائق 2 / 11.
[ 11 ]
* ومنه حديث الحسن بن على " والله ما ترك ذهبا ولا فضة ولا شيئا يصبى إليه ". (س) ومنه الحديث " وشاب ليست له صبوة " أي ميل إلى الهوى، وهى المرة منه. * ومنه حديث النخعي " كان يعجبهم أن يكون للغلام إذا نشأ صبوة " إنما كان يعجبهم ذلك لأنه إذا تاب وارعوى كان أشد لاجتهاده في الطاعة، وأكثر لندمه على ما فرط منه، وأبعد له من أن يعجب بعمله أو يتكل عليه. * وفى حديث الفتن " لتعوده فيها أساود صبى " هي جمع صاب كغاز وغزى، وهم الذين يصبون إلى الفتنة أي يميلون إليها. وقيل إنما هو صباء جمع صابئ بالهمز كشاهد وشهاد، ويروى: صب. وقد تقدم. (س) ومنه حديث هوازن " قال دريد بن الصمة: ثم ألقى الصبى على متون الخيل " أي الذين يشتهون الحرب ويميلون إليها ويحبون التقدم فيها والبرار. * وفى حديث أم سلمة رضى الله عنها " لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إنى امرأة مصبية مؤتمة " أي ذات صبيان وأيتام. (باب الصاد مع التاء) (صتت) (ه‍) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما " إن بنى إسرائيل لما أمروا أن يقتل بعضهم بعضا قاموا صتين " وأخرجه الهروي عن قتادة: إن بنى إسرائيل قاموا صتيتين: الصت والصتيت: الفرقة من الناس. وقيل هو الصف منهم. { صتم } (س) في حديث ابن صياد " أنه وزن تسعين فقال: صتما، فإذا هي مائة " الصتم: التام. يقال أعطيته ألفا صتما: أي تاما كاملا. والصتم بفتح التاء وسكونها: الصلب الشديد. (باب الصاد مع الحاء) (صحب) (ه‍) فيه " اللهم اصحبنا بصحبة واقلبنا بذمة " أي احفظنا بحفظك في سفرنا، وارجعنا بأمانك وعهدك إلى بلدنا.
[ 12 ]
(ه‍ س) وفى حديث قيلة " خرجت أبتغى الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " الصحابة بالفتح: جمع صاحب، ولم يجمع فاعل على فعالة إلا هذا. * وفيه " فأصبحت الناقة " أي انقادت واسترسلت وتبعت صاحبها. (صحح) (ه‍) فيه " الصوم مصحة " يروى بفتح الصاد وكسرها (1) وهى مفعله من الصحة: العافية، وهو كقوله في الحديث الآخر " صوموا تصحوا ". * ومنه الحديث " لا يوردن ذو عاهة على مصح ". * وفى حديث آخر " لا يوردن ممرض على مصح " المصح: الذى صحت ماشيته من الأمراض والعاهات: أي لا يوردن من إبله من إبله مرضى على من إبله صحاح ويسقيها معها، كأنه كره ذلك مخافة أن يظهر بمال المصح ما ظهر بمال الممرض. فيظن أنها أعدتها فيأثم بذلك. وقد قال عليه الصلاة والسلام " لا عدوى ". (س) وفيه " يقاسم ابن آدم أهل النار قسمة صحاحا " يعنى قابيل الذى قتل أخاه هابيل: أي أنه يقاسمهم قسمة صحيحة، فله نصفها ولهم نصفها. الصحاح بالفتح بمعنى الصحيح. يقال درهم صحيح وصحاح. ويجوز أن يكون بالضم كطوال في طويل. ومنهم من يرويه بالكسر ولا وجه له. (صحر) * فيه " كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين صحاريين " صحار: قرية باليمن نسب الثوب إليها. وقيل هو من الصحرة، وهى حمرة خفية كالغبرة. يقال ثوب أصحر وصحارى. * وفى حديث على رضى الله عنه " فأصحر لعدوك وامض على بصيرتك " أي كن من أمره على أمر واضح منكشف، من أصحر الرجل إذا خرج إلى الصحراء. ومنه حديث الدعاء " فأصحر بى لغضبك فريدا ". (ه‍) وحديث أم سلمة لعائشة رضى الله عنهما " سكن الله عقيراك فلا تصحريها " أي (1) والفتح أعلى. قاله في اللسان.
[ 13 ]
لا تبرزيها إلى الصحراء. هكذا جاء في هذا الحديث متعديا على حذف الجار وإيصال الفعل، فإنه غير متعد. (س) وفى حديث عثمان " أنه رأى رجلا يقطع سمرة بصحيرات اليمام " هو اسم موضع. واليمام: شجر أو طير. والصحيرات: جمع مصغر، واحده صحرة، وهى أرض لينة تكون في وسط الحرة. هكذا قال أبو موسى، وفسر اليمام بشجر أو طير. أما الطير فصحيح، وأما الشجر فلا يعرف فيه يمام بالياء، وانما هو ثمام بالثاء المثلثة، وكذلك ضبطه الحازمى، وقال: هو صحيرات الثمامة. ويقال فيه الثمام بلا هاء، قال: وهى إحدى مراحل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر. (صحصح) (س) في حديث جهيش " وكأين قطعنا إليك من كذا وكذا وتنوفة صحصح " الصحصح والصحصحة والصحصحان: الأرض المستوية الواسعة. والتنوفة: البرية. * ومنه حديث ابن الزبير " لما أتاه قتل الضحاك. قال: إن ثعلب بن ثعلب حفر بالصحصحة فأخطأت استه الحفرة " وهذا مثل للعرب تضربه فيمن لم يصب موضع حاجته. يعنى أن الضحاك طلب الإمارة والتقدم فلم ينلها. (صحف) * فيه " أنه كتب لعيينة بن حصن كتابا، فلما أخذه قال: يا محمد أتراني حاملا إلى قومي كتابا كصحيفة المتلمس " الصحيفة: الكتاب، والمتلمس شاعر معروف، واسمه عبد المسيح بن جرير، كان قدم هو وطرفة الشاعر على الملك عمرو بن هند، فنقم عليهما أمرا، فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأمره بقتاهما، وقال: إنى قد كتبت لكما بجائزة. فاجتازا بالحيرة، فأعطى المتلمس صحيفته صبيا فقرأها فإذا فيها يأمر عامله بقتله، فألقاها في الماء ومضى إلى الشام، وقال: لطرفة: افعل مثل فعلى فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأبى عليه، ومضى بها إلى العامل، فأمضى فيه حكمه وقتله، فضرب بهما المثل. (س) وفيه " ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها " الصحفة: إناء كالقصعة المبسوطة ونحوها، وجمعها صحاف. وهذا مثل يريد به الاستئثار عليها بحظها فتكون كمن استفرغ صحفة غيره وقلب ما في إنائه إلى إناء نفسه. وقد تكررت في الحديث. (صحل) (ه‍) في صفته صلى الله عليه وسلم " وفى صوته صحل " هو بالتحريك كالبحة، وألا يكون حاد الصوت.
[ 14 ]
* ومنه حديث رقيقة " فإذا أنا بهاتف يصرخ بصوت صحل ". (س) وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أنه كان يرفع صوته بالتلبية حتى يصحل " أي يبح. * وفى حديث أبى هريرة في حديث نبذ العهد في الحج " فكنت أنادى حتى صحل صوتي ". (صحن) * في حديث الحسن " سأله رجل عن الصحناة فقال: وهل يأكل المسلمون الصحناة ؟ ! " هي التى يقال لها الصير، وكلا اللفظين غير عربي. (باب الصاد مع الخاء) (صخب) * في حديث كعب " قال في التوراة: محمد عبدى، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق " وفى رواية " ولا صخاب " الصخب والسخب: الضجة، واضطراب الأصوات للخصام. وفعول وفعال للمبالغة. * ومنه حديث خديجة " لا صخب فيه ولا نصب ". * وحديث أم أيمن " وهى تصخب وتذمر عليه ". * وفى حديث المنافقين " صخب بالنهار " أي صياخون فيه ومتجادلون. (صخخ) * في حديث ابن الزبير وبناء الكعبة " فخاف الناس أن تصيبهم صاخة من السماء " الصاخة: الصيحة التى تصخ الأسماع: أي تقرعها وتصمها. (صخد) في قصيد كعب بن زهير. يوما يظل به الحرباء مصطخدا كأن ضاحيه بالنار مملول المصطخد: المنتصب. وكذلك المصطخم. يصف انتصاب الحرباء إلى الشمس في شدة الحر. * وفى حديث على رضى الله عنه " ذوات الشناخيب الصم من صياخيدها " جمع صيخود. وهى الصخرة الشديدة. والياء زائدة.
[ 15 ]
(صخر) (س) فيه " الصخرة من الجنة " يريد صخرة بيت المقدس (1). (باب الصاد مع الدال) (صدأ) (س) فيه " إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد " هو أن يركبها الرين بمباشرة المعاصي والآثام، فيدهب بجلائها، كما يعلو الصدأ وجه المرآة والسيف ونحوهما. (ه‍ س) وفى حديث عمر رضى الله عنه " أنه سأل الأسقف عن الخلفاء، فحدثه حتى انتهى إلى نعت الرابع منهن، فقال صدأ من حديد " ويروى صدع. أراد دوام لبس الحديد لاتصال الحروب في أيام على وما منى به من مقاتلة الخوارج والبغاة، وملابسة الأمور المشكلة والخطوب المعضلة. ولذلك قال عمر رضى الله عنه: وادفراه، تضجرا من ذلك واستفحاشا. ورواه إبو عبيد غير مهموز، كأن الصدا لغة في الصدع، وهو اللطيف الجسم. أراد أن عليا رضى الله عنه خفيف يخف إلى الحروب ولا يكسل لشدة بأسه وشجاعته. (صدد) * فيه " يسقى من صديد أهل النار " الصديد: الدم والقيح الذى يسيل من الجسد. (ه‍) ومنه حديث الصديق رضى الله عنه في الكفن " إنما هو للمهل والصديد (2) ". * وفيه " فلا يصدنكم ذلك " الصد: الصرف والمنع. يقال صده، وأصده، وصد عنه. والصد: الهجران. * ومنه الحديث " فيصد هذا ويصد هذا " أي يعرض بوجهه عنه. والصد: الجانب. (صدر) * فيه " يهلكون مهلكا واحدا، ويصدرون مصادر شتى " الصدر بالتحريك: رجوع المسافر من مقصده، والشاربة من الورد. يقال صدر يصدر صدورا وصدرا، يعنى أنهم يخسف بهم جميعهم فيهلكون بأسرهم خيارهم وشرارهم، ثم يصدرون بعد الهلكة مصادر متفرقة على قدر أعمالهم ونياتهم، ففريق في الجنة وفريق في السعير. * ومنه الحديث " للمهاجر إقامة ثلاث بعد الصدر " يعنى بمكة بعد أن يقضى نسكه. (1) في الدر النثير: قلت قال في الملخص: وقيل الحجر الأسود. (2) رواية الهدوى: " أنما هما للمهل أو الصديد ". قال: يعنى ثوبي الكفن.
[ 16 ]
* ومنه الحديث " كان له ركوة تسمى الصادر " سميت به لأنه يصدر عنها بالرى. * ومنه الحديث " فأصدرتنا ركابنا " أي صرفتنا رواء، فلم نحتج إلى المقام بها للماء. * وفى حديث ابن عبد العزيز " قال لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة: " حتى متى تقول هذا الشعر ؟ فقال: * لابد للمصدور من أن يسعلا * المصدور: الذى يشتكى صدره، يقال صدر، فهو مصدور، يريد أن من أصيب صدره لابد له أن يسعل، يعنى أنه يحدث للإنسان حال يتمثل فيه بالشعر، ويطيب به نفسه ولا يكاد يمتنع منه. (س) ومنه حديث الزهري " قيل له إن عبيد الله يقول الشعر، قال: ويستطيع المصدور ألا ينفث ! " أي لا يبزق. شبه الشعر بالنفث، لأنهما يخرجان من الفم. * ومنه حديث عطاء " قيل له: رجل مصدور ينهز قيحا أحدث هو ؟ قال: لا " يعنى يبزق قيحا. (س) وفى حديث الخنساء " أنها دخلت على عائشة رضى الله عنها وعليها خمار ممزق وصدار شعر " الصدار: القميص القصير. وقيل ثوب رأسه كالمقنعة وأسفله يغشى الصدر والمنكبين. (س) وفى حديث عبد الملك " أنه أتى بأسير مصدر أزبر " المصدر: العظيم الصدر. (س) وفى حديث الحسن " يضرب أصدريه " أي منكبيه. ويروى بالسين والزاى. وقد تقدما. (صدع) (س) في حديث الاستسقاء " فتصدع السحاب صدعا " أي تقطع وتفرق. يقال صدعت الرداء صدعا إذا شققته. والاسم الصدع بالكسر. والصدع في الزجاجة بالفتح. (س) ومنه الحديث " فأعطاني قبطية وقال: اصدعها صدعين " أي شقها بنصفين. * ومنه حديث عائشة " فصدعت منه صدعة فاختمرت بها ".
[ 17 ]
(ه‍) ومنه الحديث " أن المصدق يجعل الغنم صدعين، ثم يأخذ منهما الصدقة " أي فرقين. (ه‍) ومنه الحديث " فقال بعد ما تصدع القوم كذا وكذا " أي بعد ما تفرقوا. * وفى حديث أوفى بن دلهم " النساء أربع، منهن صدع تفدق ولا تجمع ". (س) وفى حديث عمر والأسقف " كأنه صدع من حديد " في إحدى الروايتن. الصدع: الوعل الذى ليس بالغليظ ولا الدقيق، وإنما يوصف بذلك لاجتماع القوة فيه والخفة. شبهه في نهضته إلى صعاب الأمور وخفته في الحروب حين يفضى الأمر إليه بالوعل لتوقله في رؤس الجبال، وجعله من حديد مبالغة في وصفه بالشدة والبأس والصبر على الشدائد. (ه‍) ومنه حديث حذيفة " فإذا صدع من الرجال " أي رجل بين الرجلين (1). (صدغ) (ه‍) في حديث قتادة " قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون الصبى، يقولون ما شأن هذا الصديغ الذى لا يحترف ولا ينفع نجعل له نصيبا في الميراث " الصديغ: الضعيف. يقال ما يصدغ نملة من ضعفه: أي ما يقتل. ويجوز أن يكون فعيل بمعنى مفعول، من صدغه عن الشئ إذا صرفه. وقيل هو من الصديغ، وهو الذى أتى له من وقت الولادة سبعة أيام، لأنه إنما يشتد صدغه إلى هذه المدة، وهو ما بين العين إلى شحمة الأذن. (صدف) (ه‍) فيه " كان إذا مر بصدف مائل أسرع المشى " الصدف بفتحتين وضمتين: كل بناء عظيم مرتفع، تشبيها بصدف الجبل، وهو ما قابلك من جانبه. * ومنه حديث مطرف " من نام تحت صدف مائل ينوى التوكل، فليرم بنفسه من طمار وهو ينوى التوكل " يعنى أن الاحتراس من المهالك واجب، وإلقاء الرجل بيده إليها والتعرض لها جهل وخطأ. (س) وفى حديث ابن عباس " إذا مطرت السماء فتحت الإصداف أفواهها " الأصداف: جمع الصدف، وهو غلاف اللؤلؤ، واحدته صدفة، وهى من حيوان البحر. (1) وفى الدر النثير: قلت: قال الفارسى: معناه جماعة في موضع من المسجد لأن الصديع رقعة جديدة في الثوب الخلق، فأولئك القوم في المسجد بمنزلة الرقعة في الثوب.
[ 18 ]
(صدق) (س) في حديث الزكاة " لا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا تيس إلا أن يشاء المصدق " رواه أبو عبيد بفتح الدال والتشديد، يريد صاحب الماشية: أي الذى أخذت صدقة ماله، وخالفه عامة الرواة فقالوا بكسر الدال، وهو عامل الزكاة الذى يستوفيها من أربابها. يقال صدقهم يصدقهم فهو مصدق. وقال أبو موسى: الرواية بتشديد الصاد والدال معا، وكسر الدال، وهو صاحب المال. وأصله المتصدق فأدغمت التاء في الصاد. والاستثناء في التيس خاصة، فإن الهرمة وذات العوار لا يجوز أخذهما في الصدقة إلا أن يكون المال كله كذلك عند بعضهم. وهذا إنما يتجه إذا كان الغرض من الحديث النهى عن أخذ التيس لأنه فحل المعز، وقد نهى عن أخذ الفحل في الصدقة لأنه مضر برب المال، لأنه يعز عليه، إلا أن يسمح به فيؤخذ، والذى شرحه الخطابى في " المعالم " أن المصدق بتخفيف الصاد العامل، وأنه وكيل الفقراء في القبض، فله أن يتصرف لهم بما يراه مما يؤدى إليه اجتهاده. * وفى حديث عمر رضى الله عنه " لا تغالوا في الصدقات " هي جمع صدقة، وهو مهر المرأه. ومنه قوله تعالى: " وآتوا النساء صداقاتهن نحلة " وفى رواية " لا تغالوا في صدق النساء " جمع صداق. (س) وفيه " ليس عند أبوينا ما يصدقان عنا " أي يؤديان إلى أزواجنا عنا الصداق. يقال أصدقت المرأة إذا سميت لها صداقا، وإذا أعطيتها صداقها، وهو الصداق والصداق والصداق والصدقة أيضا (1). وقد تكرر في الحديث. * وفيه ذكر " الصديق " قد جاء في غير موضع. وهو فعيل للمبالغة في الصدق. ويكون الذى يصدق قوله بالعمل. (ه‍) وفيه أنه لما قرأ " ولتنظر نفس ما قدمت لغد " قال: تصدق رجل من ديناره، ومن درهمه، ومن ثوبه " أي ليتصدق، لفظه الخبر ومعناه الأمر، كقولهم في المثل " أنجز حر ما وعد " أي لينجز. (1) وفيه أيضا: الصدقة، والصدقة والصدقة والصدقة. (القاموس - صدق). (*)
[ 19 ]
(س) وفى حديث على رضى الله عنه " صدقنى سن بكره " هذا مثل يضرب للصادق خبره. وقد تقدم في حرف السين. (صدم) (ه‍) فيه " الصبر عند الصدمة الأولى " أي عند قوة المصيبة وشدتها، والصدم: ضرب الشئ الصلب بمثله. والصدمة المرة منه. (ه‍) ومنه حديث مسيره إلى بدر " خرج حتى أفتق من الصدمتين " (1) يعنى من جانبى الوادي. سميا بذلك كأنما لتقبلهما يتصادمان، أو لأن كل واحدة منهما تصدم من يمر بها ويقابلها. (ه‍) ومنه حديث عبد الملك " كتب إلى الحجاج: إنى قد وليتك العراقين صدمة فسر إليهما " أي دفعة واحدة. (صدا) * في حديث أنس في غزوة حنين " فجعل الرجل يتصدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمر بقتله " التصدى: التعرض للشئ. وقيل هو الذى يستشرف الشئ ناظرا إليه. (ه‍) وفى حديث إبن عباس رضى الله عنهما، وذكر أبا بكر " كان والله برا تقيا لا يصادى غربه " أي لا تدارى حدته ويسكن غضبه. والمصاداة، والمداراة، والمداجاة سواء. والغرب: الحدة. هكذا رواه الزمخشري. وفى كتاب الهروي " كان يصادى منه غرب " (2) بحذف حرف النفى، وهو الأشبه، لأن أبا بكر كانت فيه حدة يسيرة. * وفيه " لتردن يوم القيامة صوادى " أي عطاشا. والصدى: العطش. * وفى حديث الحجاج " قال لأنس رضى الله عنه: أصم الله صداك " أي أهلكك. الصدى: الصوت الذى يسمعه المصوت عقيب صياحه راجععا إليه من الجبل والبناء المرتفع، ثم استعير للهلاك، لأنه أنما يجيب الحى، فإذا هلك الرجل صم صداه كأنه لا يسمع شيئا فيجيب عنه. وقيل الصدى الدماغ. وقيل موضع السمع منه. وقد تكرر ذكره في الحديث. (1) بسكون الدال، وقد تكسر (القاموس - صدم) (2) وهى رواية الزمخشري أيضا، لا كما ذكر ابن الأثير. انظر الفائق 2 / 15 (*)
[ 20 ]
(باب الصاد مع الراء) (صرب) (ه‍) في حديث الجشمى " قال له: هل تنتج إبلك وافية أعينها وآذانها، فتجدع (1) هذه فتقول صربى " هو بوزن سكرى، من صربت اللبن في الضرع إذا جمعته، ولم تحلبه. وكانوا إذا جدعوها أعفوها من الحلب إلا للضيف. وقيل هي المشقوقة الأذن مثل البحيرة، أو المقطوعة. والباء بدل من الميم (2) (س) ومنه حديث ابن الزبير " فيأتى بالصربة من اللبن " هي اللبن الحامض. يقال جاء بصربة تزوى الوجه من حموضتها. (صرح) (س) في حديث الوسوسة " ذاك صريح الإيمان " أي كراهتكم له وتفاديكم منه صريح الإيمان. والصريح: الخالص من كل شئ، وهو ضد الكناية، يعنى أن صريح الإيمان هو الذى يمنعكم من قبول ما يلقيه الشيطان في أنفسكم حتى يصير ذلك وسوسة لا تتمكن في قلوبكم، ولا تطمئن إليه نفوسكم، وليس مهناه أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، لأنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله، فكيف يكئن إيمانا صريحا. (ه‍) وفى حديث أم معبد: دعاها بشاة حائل فتحلبت له بصريح ضرة الشاة مزبد (2) أي لبن خالص لم يمذق. والضرة: أصل الضرع. * وفى حديث ابن عباس " سئل متى يحل شراء النخل ؟ قال: حين يصرح، قيل وما التصريح ؟ قال: حتى يستبين الحلو من المر " قال الخطابى: هكذا يروى ويفسر. وقال: الصواب يصوح بالواو. وسيذكر في موضعه. (1) رواية الهروي واللسان " فتحدعها وتقول.. " وهى رواية المصنف في " صرم ". (2) كما يقال: ضربة لازم ولازب. (3) رواية الهروي: * عليه صريحا ضرة الشاة مزبد *
[ 21 ]
(صرخ) (ه‍) فيه " كان يقوم من الليل إذا سمع صوت الصارخ " يعنى الديك، لأنه كثير الصياح في الليل. (ه‍) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أنه استصرخ على امرأته صفية " استصرخ الإنسان وبه إذا أتاه الصارخ، وهو المصوت يعلمه بأمر حادث يستعين به عليه، أو ينعى له ميتا. والاستصراخ: الاستغاثة. واستصرخته إذا حملته على الصراخ. (صرد) (س) فيه " ذاكر الله تعالى في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر الذى تحات ورقه من الصريد " الصريد: البرد، ويروى من الجليد (1) * ومنه الحديث " سئل ابن عمر عما يموت في البحر صردا، فقال: لا بأس به " يعنى السمك الذى يموت فيه من البرد. (س) ومنه حديث أبى هريرة رضى الله عنه " سأله رجل فقال: أنى رجل مصراد " هو الذى يشتد عليه البرد ولا يطيقه ويقل له احتماله. والمصراد أيضا القوى على البرد، فهو من الأضداد. (س) وفيه " لن يدخل الجنة إلا تصريدا " أي قليلا. وأصل التصريد: السقى دون الرى. وصرد له العطاء قلله. * ومنه شعر عمر رضى الله عنه، يرثى عروة بن مسعود: * يسقون فيها شرابا غير تصريد * (س) وفيه " أنه نهى المحرم عن قتل الصرد " هو طائر ضخم الرأس والمنقار، له ريش عظيم نصفه أبيض ونصفه أسود. (س) ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما " أنه نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد " قال الخطابى: إنما جاء في قتل النمل عن نوع منه خاص، وهو الكبار ذوات الأرجل الطوال، لأنها قليلة الأذى والضرر. وأما النحلة فلما فيها من المنفعة وهو العسل والشمع. وأما الهدهد والصرد فلتحريم فلتحريم لحمهما، لأن الحيوان إذا نهى عن قتله ولم يكن (1) ورواية الزمخشري " من الضريب " وهو الصقيع. (الفائق 1 / 236). وهى رواية المصنف في " حت " وسبقت.
[ 22 ]
ذلك لا حترامه أو لضرر فيه كان لتحريم لحمه. ألا ترى أنه نهى عن قتل الحيوان لغير مأكلة. ويقال إن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجلالة، والصرد تتشاءم به العرب وتتطير بصوته وشخصه. وقيل إنما كرهوه من اسمه، من التصريد وهو التقليل. (صردح) (ه‍) في حديث أنس رضى الله عنه " رأيت الناس في إمارة أبى بكر جمعوا في صردح ينفذهم البصر، ويسمعهم الصوت " الصردح: الأرض الملساء، وجمعها صرادح. (صرر) * فيه " ما أصر من استغفر " أصر على الشئ يصر إصرارا إذا لزمه وداومه وثبت عليه. وأكثر ما يستعمل في الشر والذنوب، يعنى من أتبع الذنب بالاستغفار فليس بمصر عليه وإن تكرر منه. * ومنه الحديث " ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوه وهم يعلمون " وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفيه " لا صرورة في الإسلام " قال أبو عبيد: هو في الحديث التبتل وترك النكاح: أي ليس ينبغى لأحد أن يقول لا أتزوج، لأنه ليس من أخلاق المؤمنين. وخو فعل الرهبان. والصرورة أيضا الذى لم يحج قط. وأصله من الصر: الحبس والمنع. وقيل أراد من قتل في الحرم فتل، ولا يقبل منه أن يقول إنى صرورة، ما حججت ولا عرفت حرمة الحرم. كان الرجل في الجاهلية إذا أحدث حدثا فلجأ إلى الكعبة لم يهج، فكان إذا لقيه ولى الدم في الحرم قيل له هو صرورة فلا تهجه. (س) وفيه " أنه قال لجبريل عليه السلام: تأتيني وأنت صار بين عينيك " أي مقبض جامع بينهما كما يفعل الحزين. وأصل الصر: الجمع والشد. (س) ومنه الحديث " لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحل صرار ناقة بغير إذن صاحبها، فإنه خاتم أهلها " من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى المرعى سارحة. ويسمون ذلك الرباط صرارا، فإذا راحت عشيا حلت تلك الأصرة وحلبت، فهى مصرورة ومصررة.
[ 23 ]
(س) ومنه حديث مالك بن نويرة حين جمع بنو يربوع صدقاتهم ليوجهوا بها إلى أبى بكر، فمنعهم من ذلك وقال: وقلت خذوها هذه صدقاتكم مصررة أخلافها لم تجرد سأجعل نفسي دون ما تحذرونه وأرهنكم يوما بما قلته يدى وعلى هذا المعنى تأولوا قول الشافعي رضى الله عنه فيما ذهب إليه من أمر المصراة، وسيجئ مبينا في موضعه. (س) وفى حديث عمران بن حصين " تكاد تنصر من الملء " كأنه من صررته إذا شددته. هكذا جاء في بعض الطرق. والمعروف تتضرج أي تنشق. (ه‍) ومنه حديث على: " أخرجا ما تصررانه " أي ما تجمعانه في صدوركما. (ه‍) ومنه " لما بعث عبد الله بن عامر إلى ابن عمر بأسير قد جمعت يداه إلى عنقه ليقتله، قال: أما وهو مصرور فلا ". (س) وفيه " حتى أتينا صرارا " هي بئر قديمة على ثلاثه أميال من المدينة من طريق العراق. وقيل موضع. (س) وفيه " أنه نهى عما قتله الصر من الجراد " أي البرد. وفى حديث جعفر بن محمد " اطلع على ابن الحسين وأنا أنتف صرا " هو عصفور طائر في قده أصفر اللون، سمى بصوته. يقال: صر العصفور يصر صرورا إذا صاح. (س) ومنه الحديث " أنه كان يخطب إلى جذع، ثم اتخذ المنبر فاصطرت السارية " أي صوتت وحنت. وهو افتعلت من الصرير، فقلبت التاء طاء لأجل الصاد. * في حديث سطيح: * أزرق مهمى الناب صرار الأذن * صر أذنه وصررها: أي نصبها وسواها. (صرع) (ه‍) فيه " ما تعدون الصرعة فيكم ؟ قالوا: الذى لا يصرعه الرجال. قال: هو الذى يملك نفسه عند الغضب " الصرعة بضم الصاد وفتح الراء: المبالغ في الصراع الذى
[ 24 ]
لا يغلب، فنقله إلى الذى يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه، ولذلك قال: " أعدى عدو لك نفسك التى بين جنبيك ". وهذه من الألفاظ التى نقلها (1) عن وضعها اللغوى لضرب من التوسع والمجاز، وهو من فصيح الكلام، لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب، فقهرها بحلمه، وصرعها بثباته، كان كالصرعة الذى يصرع الرجال ولا يصرعونه. * وفيه " مثل المؤمن كالخامة من الزرع تصرعها الريح مرة وتعدلها أخرى " أي تميلها وترميها من جانب إلى جانب. * ومنه الحديث " أنه صرع عن دابة فجحش شقه " أي سقط عن ظهرها. * والحديث الآخر " أنه أردف صفية فعثرت ناقته فصرعا جميعا ". (صرف) (ه‍) فيه " لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " قد تكررت هاتان اللفظتان في الحديث، فالصرف: التوبة. وقيل النافلة. والعدل: الفدية. وقيل الفريضة. (س) وفى حديث الشفعة " إذا صرفت الطرق فلا شفعة " أي بينت مصارفها وشوارعها. كأنه من التصرف والتصريف. (ه‍) وفى حديث أبى إدريس الخولانى " من طلب صرف الحديث يبتغى به إقبال وجوه الناس إليه " أراد بصرف الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة. وإنما كره ذلك لما يدخله من الرياء والتصنع، ولما يخالطه من الكذب والتزيد. يقال: فلان لا يحسن صرف الكلام: أي فضل بعضه على بعض. وهو من صرف الدراهم وتفاضلها. هكذا جاء في كتاب " الغريب " عن أبى إدريس. والحديث مرفوع من رواية أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبى داود. * وفى حديث ابن مسعود رضى الله عنه " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم في ظل الكعبة، فاستيقظ محمارا وجهه كأنه الصرف " هو بالكسر شجر أحمر يدبغ به الأديم. ويسمى الدم والشراب إذا لم يمزجا صرفا. والصرف: الخالص من كل شئ. (1) أي النبي عليه السلام. والذى في اللسان:... التى نقلها اللغويين عن وضعها... الخ. (*)
[ 25 ]
(س) ومنه حديث جابر رضى الله عنه " تغير وجهه حتى صار كالصرف ". (س) ومنه حديث على رضى الله عنه " لتعركنكم عرك الأديم الصرف ". أي الأحمر. (ه‍) وفيه " أنه دخل حائطا من حوائط المدينة، فإذا فيه جملان يصرفان ويوعدان، فدنا منهما فوضعا جرنهما " الصريف: صوت ناب البعير. قال الأصمعى: إذا كان الصريف من الفحولة فهو من النشاط، وإذا كان من الإناث فهو من الإعياء. (س) ومنه حديث على رضى الله عنه: " لا يروعه منها إلا صريف أنياب الحدثان ". (س) ومنه الحديث " أسمع صريف الأقلام " أي صوت جريانها بما تكتبه من أقضية الله تعالى ووحيه، وما ينتسخونه من اللوح المحفوظ. (س) ومنه حديث موسى عليه السلام " أنه كان يسمع صريف القلم حين كتب الله تعالى له التوراة ". (ه‍) وفى حديث الغار " ويبيتان في رسلها وصريفها " الصريف: اللبن ساعة يصرف عن الضرع. * ومنه حديث ابن الأكوع. لكن غذاها اللبن الخريف المخض والقارص والصريف * وحديث عمرو بن معد يكرب " أشرب التبن من اللبن رثيئة أو صريفا ". (س ه‍) وفى حديث وفد عبد القيس " أتسمون هذا الصرفان " هو ضرب من أجود التمر وأوزنه. (صرق) (ه‍) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما " أنه كان يأكل يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى من طرف الصريقة، ويقول إنه سنة " الصريقة: الرقاقة، وجمعها صرق وصرائق. وروى الخطابى قى غريبه عن عطاء أنه كان يقول: " لا أغدو حتى آكل من طرف الصريفة " وقال: هكذا روى بالفاء، وإنما هو بالقاف.
[ 26 ]
(صرم) (ه‍) في حديث الجشمى " فتجدعها وتقول: هذه صرم " هي جمع صريم، وهو الذى صرمت أذنه: أي قطعت. والصرم: القطع. (س) ومنه الحديث " لا يحل لمسلم أن يصارم مسلما فوق ثلاث " أي يهجره ويقطع مكالمته. * ومنه حديث عتبه بن غزوان " إن الدنيا قد آذنت بصرم " أي بانقطاع وامقضاء. (ه‍) ومنه حديث ابن عباس " لا تجوز المصرمة الأطباء " يعنى المقطوعة الضروع. وقد يكون من انقطاع اللبن، وهو أن يصيب الضرع داء فيكوى بالنار فلا يخرح منه لبن أبدا. (س) وحديثه الآخر " لما كان حين يصرم النخل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى خيبر " المشهور في الرواية فتح الراء: أي حين يقطع ثمر النخل ويجد والصرام: قطع الثمرة واجتناؤها من النخلة. يقال هذا وقت الصرام والجداد. ويروى: حين يصرم النخل. بكسر الراء، وهو من قولك أصرم النخل إذا جاء وقت صرامه. وقد يطلق الصرام على النخل نفسه لأنه يصرم. (س) ومنه الحديث " لنا من دفئهم وصرامهم " أي من نخلهم. وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث. * ومنه " أنه غير اسم أصرم فجعله زرعة " كرهه لما فيه من معنى القطع. وسماه زرعه لأنه من الزرع: النبات. (ه‍) وفى حديث عمر " كان في وصيته: إن توفيت وفى يدى صرمة ابن الأكوع فسنتها سنة ثمغ ". الصرمة هاهنا القطعة الخفيفة من النخل. وقيل من الإبل. وثمغ: مال كان لعمر رضى الله عنه وقفه: أي سبيلها سبيل هذا المال. (س) وفى حديث أبى ذر " وكان يغير على الصرم في عماية الصبح " الصرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على ماء. (س) ومنه حديث المرأة صاحبة الماء " أنهم كانو يغيرون على من حولهم ولا يغيرون على الصرم الذى هي فيه ".
[ 27 ]
* وفى كتابه لعمرو بن مرة " في التيعة والصريمة شاتان إن اجتمعتا، وإن تفرقتا فشاة شاة " الصريمة: تصغير الصرمة، وهى القطيع من الإبل والغنم. قيل هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين، كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها فيقطعها صاحبها عن معظم إبله وغنمه. والمراد بها في الحديث من مائة وإحدى وعشرين شاة إلى المائتين، إذا اجتممعت ففيها شاتان، وإن كانت لرجلين وفرق بينهما فعلى كل واحد منهما شاة. (س) ومنه حديث عمر " قال لمولاه: أدخل رب الصريمة والغنيمة " يعنى في الحمى والمرعى. يريد صاحب الإبل القليلة والغنم القليلة. (ه‍) وفيه " في هذه الأمة خمس فتن، قد مضت أربع وبقيت واحدة، وهى الصيرم " يعنى الداهية المستأصلة، كالصيلم، وهى من الصرم: القطع. والياء زائدة. (صرا) (ه‍) في حديث يوم القيامة " ما يصرينى منك أي عبدى " وفى رواية: " ما يصريك منى " أي ما يقطع مسألتك ويمنعك من سؤالي: يقال صريت الشئ إذا قطعته. وصريت الماء وصريته إذا جمعته وحبسته. (ه‍) ومنه الحديث " من اشترى مصراة فهو بخير النظرين " المصراة: الناقة أو البقرة أو الشاة يصرى اللبن في ضرعها: أي يجمع ويحبس. قال الأزهري: ذكر الشافعي رضى الله عنه المصراة وفسرها أنها التى تصر أخلافها ولا تحلب أياما حتى يجتمع اللبن في ضرعها، فإذا حلبها المشترى استغزرها. وقال الأزهري: جائز أن تكون سميت مصراة من صر أخلافها، كما ذكر، إلا أنهم لما اجتمع لهم في الكلمة ثلاث راآت قلبت إحداها ياء، كما قالوا تظنيت في تظننت. ومثله تقضى البازى في تقضض، والتصدي في تصدد. وكثير من أمثال ذلك أبدلوا من أحد الأحرف المكررة ياء كراهية لاجتماع الأمثال. قال: وجائز أن تكون سميت مصراة من الصرى، وهو الجمع كما سبق. وإليه ذهب الأكثرون. وقد تكررت هذه اللفظة في الأحاديث، منها، قوله عليه السلام " لا تصروا الإبل والغنم " فإن كان من الصر فهو بفتح التاء وضم الصاد، وإن كان من الصرى فيكون بضم التاء وفتح الصاد. وإنما نهى عنه لأنه خداع وغش.
[ 28 ]
* وفى حديث أبى موسى " أن رجلا استفتاه فقال: امرأتي صرى لبنها في ثديها، فدعت جارية لها فمصته، فقال: حرمت عليك " أي اجتمع في ثديها حتى فسد طعمه. وتحريمها على مذهب من يرى أن رضاع الكبير يحرم. (ه‍) وفيه " أنه مسح بيده النصل الذى بقى في لبة رافع بن خديج وتفل عليه فلم يصر " أي لم يجمع المدة. (س) وفى حديث الإسراء في فرض الصلاة " علمت أنها أمر الله صرى " أي حتم واجب وعزيمة وجد. وقيل هي مشتقة من صرى إذا قطع. وقيل هي مشتقة من أصررت على الشئ إذا لزمته، فإن كان من هذا فهو من الصاد والراء المشددة. وقال أبو موسى: إنه صرى بوزن جنى. وصرى العزم: أي ثابته ومستقرة. * ومن الأول حديث أبى سمال الأسدى، وقد ضلت ناقته فقال " أيمنك لئن لم تردها على لا عبدتك، فأصابها وقد تعلق زمامها بعوسجة فأخذها وقال: علم ربى أنها منى صرى " أي عزيمة قاطعة، ويمين لازمة. (ه‍) وفى حديث عرض نفسه صلى الله عليه وسلم على القبائل " وإنما نزلنا الصريين، اليمامة والسمامة " هما تثنية صرى وهو الماء المجتمع. ويروى الصيرين. وسيجئ في موضعه. (ه‍) وفى حديث ابن الزبير وبناء البيت " فأمر بصوار فنصبت حول الكعبة " الصوارى جمع الصارى، وهو دقل السفينة الذى ينصب في وسطها قائما ويكون عليه الشراع. (باب الصاد مع الطاء) (صطب) (ه‍) في حديث ابن سيرين " حتى أخذ بلحيتي فأقمت في مصطبة البصرة " المصطبة بالتشديد: مجتمع الناس، وهى أيضا شبه الدكان، يجلس علنها ويتقى بها الهوام من الليل.
[ 29 ]
(صطفل) * في حديث معاوية كتب إلى ملك الروم: " ولأنزعنك من الملك نزع الإصطفلينة " أي الجزرة. ذكرها الزمخشري في حرف الهمزة، وغيره في حرف الصاد، على أصلية الهمزة وزيادتها. (ه‍) ومنه حديث القاسم بن مخيمرة " أن الوالى لتنحت أقاربه أمانته كما تنحت القدوم الإصطفلينة، حتى تخلص إلى قلبها " وليست اللفظة بعربية محضة، لأن الصاد والطاء لا يكادان يجتمعان إلا قليلا. (باب الصاد مع العين) (صعب) (ه‍) في حديث خيبر (1) " من كان مصعبا فليرجع " أي من كان بعيره صعبا غير منقاد ولا ذلول. يقال أصعب الرجل فهو مصعب. * ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما " فلما ركب الناس الصعبة والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف " أي شدائد الأمور وسهولها. والمراد ترك المبالاة بالأشياء والاحتراز في القول والعمل. (س) وفى حديث خيفان " صعابيب، وهم أهل الأنابيب " الصعابيب: جمع صعبوب، وهم الصعاب: أي الشداد. (صعد) (ه‍) فيه " إياكم والقعود بالصعدات " هي الطرق، وهى جمع صعد، وصعد جمع صعيد، كطريق وطرق وطرقات. وقيل هي جمع صعدة كظلمة، وهى فناء باب الدار وممر الناس بين يديه. * ومنه الحديث " ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ". (ه‍) وفيه " أنه خرج على صعدة، يتبعها حذاقى، عليها قوصف (2)، لم يبق منها (1) أخرجه الهروي من حديث حنين. (2) رواية الهروي " قرطف " وهو القوصف والقرصف: القطيفة. (*)
[ 30 ]
إلا قرقرها " الصعدة: الأتان الطويلة الظهر. والحذاقى: الجحش. والقوصف: القطيفة. وقرقرها: ظهرها. * وفى شعر حسان رضى الله عنه: * يبارين الأعنة مصعدات * أي مقبلات متوجهات نحوكم. يقال صعد إلى فوق صعودا إذا طلع وأصعد في الأرض إذا مضى وسار. * وفية " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا " أي فما زاد عليها، كقولهم: اشتريته بدرهم فصاعدا، وهو منصوب على الحال، تقديره: فزاد الثمن صاعدا. * ومنه الحديث في رجز: * فهو ينمى صعدا * أي يزيد صعودا وارتفاعا. يقال صعد إليه وفيه وعليه. * ومنه الحديث " فصعد في النظر وصوبه " أي نظر إلى أعلاى وأسفلى يتأملني. * وفى صفته صلى الله عليه وسلم " كأنما ينحط في صعد " هكذا جاء في رواية. يعنى موضعا عاليا يصعد فيه وينحط. والمشهور " كأنما ينحط في صبب " والصعد - بضمتين -: جمع صعود، وهو خلاف الهبوط، وهو بفتحتين خلاف الصبب. (ه‍ س) وفى حديث عمر رضى الله عنه " ما تصعدني شئ ما تصعدتنى خطبة النكاح " يقال تصعده الأمر إذا شق عليه وصعب، وهو من الصعود: العقبة. قيل (1) إنما تصعب عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظر بعضهم إلى بعض، ولأنهم إذا كان جالسا معهم كانوا نظراء وأكفاء. وإذا كان على المنبر كانوا سوقة ورعية. * وفى حديث الأحنف: إن على كل رئيس حقا أن يخضب الصعدة أو تندقا الصعدة: القناة التى تنبت مستقيمة. (1) القائل ابن المقفع. انظر الفائق 2 / 24.
[ 31 ]
(صعر) (ه‍) فيه " يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أصعر أو أبتر " الأصعر: المعرض بوجهه كبرا (1). * ومنه حديث عمار " لا يلى الأمر بعد فلان إلا كل أصعر أبتر " أي كل معرض عن الحق ناقص. (س) ومنه الحديث " كل صعار ملعون " الصعار: المتكبر لأنه يميل بخده ويعرض عن الناس بوجهه (2). ويروى بالقاف بدل العين، وبالضاد المعجمة والفاء والزاى. * وفى حديث توبة كعب " فأنا إليه أصعر " أي أميل. * وحديث الحجاج " أنه كان أصعر كها كها ". (صعصع) (س) في حديث أبى بكر رضى الله عنه " تصعصع بهم الدهر فأصبحوا كلا شئ " أي بددهم وفرقهم. ويروى بالضاد المعجمة: أي أذلهم وأخضعهم. (ه‍) ومنه الحديث " فتصعصعت الرايات " (3) أي تفرقت. وقيل تحركت واضطربت. (صعفق) (ه‍) في حديث الشعبى " ما جاءك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذه ودع ما يقول هؤلاء الصعافقة " هم الذين يدخلون السوق بلا رأس مال، فإذا اشترى التاجر شيئا دخل معه فيه، واحدهم صعفق. وقيل صعفوق، وصعفقى. أراد أن هؤلاء لا علم عندهم، فهم بمنزلة التجار الذين ليس لهم رأس مال. وفى حديثه الآخر " أنه سئل عن رجل أفطر يوما من رمضان، فقال: ما يقول فيه الصعافقة ". (صعق) * فيه " فإذا موسى باطش بالعرش، فلا أدرى أجوزى بالصعقة أم لا " الصعق: (1) قال الهروي: وأراد رذالة الناس الذين لا دين لهم. (2) في الدر النثير: قلت قال الفارسى: فسر مالك الصعار بالنمام ا ه‍. وانظر " صقر " فيما يأتي. (3) في الهروي: " فتصعصعت الذئاب ".
[ 32 ]
أن يغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه، وربما مات منه، ثم استعمل في الموت كثيرا. والصعقة: المرة الواحدة منه. ويريد بها في الحديث قوله تعالى " وخر موسى صعقا ". * ومنه حديث خزيمة وذكر السحاب " فإذا زجر رعدت، وإذا رعد صعقت " أي أصابت بصاعقة. والصاعقة: النار التى يرسلها الله تعالى مع الرعد الشديد. يقال صعق الرجل، وصعق، وقد صعقته الصاعقة. وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث، وكلها راجع إلى الغشى والموت والعذاب. (ه‍) ومنه حديث الحسن " ينتظر بالمصعوق ثلاثا ما لم يخافوا عليه نتنا " هو المغشى عليه، أو الذى يموت فجأه لا يعجل دفنه. (صعل) (ه‍) في حديث أم معبد " لم تزر به صعله " هي صغر الرأس. وهى أيضا الدقة والنحول في البدن. * ومنه حديث هدم الكعبة " كأنى به صعل يهدم الكعبة " وأصحاب الحديث يروونه: أصعل. * ومنه حديث على رضى الله عنه " كأنى برجل من الحبشة أصعل أصمع قاعد عليها وهى تهدم ". * وفى صفة الأحنف " أنه كان صعل الرأس ". (صعنب) (ه‍) فيه " أنه سوى ثريدة فلبقها ثم صعنبها " أي رفع رأسها وجعل لها ذروة وضم جوانبها. (صعو) (س) في حديث أم سليم " قال لها: مالى أرى ابنك خاثر النفس ؟ قالت ماتت صعوته " هي طائر أصغر من العصفور. (باب الصاد مع الغين) (صغر) * فيه " إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب " يعنى الشيطان: أي ذل وامحق. ويجوز أن يكون من الصغر والصغار، وهو الذل والهوان.
[ 33 ]
* ومنه حديث على يصف أبا بكر رضى الله عنهما " برغم المنافقين وصغر الحاسدين " أي ذلهم وهوانهم. * ومنه الحديث " المحرم يقتل الحية بصغر لها ". * وفيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة بضع عشرة سنة، قال عروة: فصغرة " أي استصغر سنه عن ضبط ذلك، وفى رواية " فغفرة " أي قال غفر الله له. وقد تكرر في الحديث. (صغصغ) * في حديث ابن عباس " وسئل عن الطيب للمحرم فقال: أما أنا فأصغصغه في رأسي " هكذا روى. قال الحربى: إنما هو " أسغسغه " بالسين: أي أرويه به. والسين والصاد يتعاقبان مع الغين والخاء والقاف والطاء. وقيل صغصغ شعره إذا رجله. (صغى) (ه‍) في حديث الهرة " أنه كان يصغى لها الإناء " أي يميله ليسهل عليها الشرب منه. * ومنه الحديث " ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا " أي أمال صفحة عنقة إليه. * وفى حديث ابن عوف " كاتبت أمية بن خلف أن يحفظني في صاغيتى بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة " هم خاصة الإنسان والمائلون إليه. * ومنه حديث على رضى الله عنه " كان إذا خلا مع صاغيته وزفراته انبسط " وقد تكرر ذكر الإصغاء والصاغية في الحديث. (باب الصاد مع الفاء) (صفت) (ه‍) في حديث الحسن " قال المفضل بن رالان: سألته عن الذى يستيقظ فيجد بلة، فقال: أما أنت فأغتسل، ورأني صفتاتا " الصفتات: الكثير اللحم المكتنزة. (صفح) (ه‍) في حديث الصلاة " التسبيح للرجال، والتصفيح للنساء ". التصفيح
[ 34 ]
والتصفيق واحد. وهو من ضرب صفحة الكف الآخر، يعنى إذا سها الإمام نبهه المأموم، إن كان رجلا قال سبحان الله، وإن كان امرأة ضربت كفها على كفها عوض الكلام. (س) ومنه حديث " المصافحة عند اللقاء " وهى مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف، وإقبال الوجه على الوجه. * ومنه الحديث " قلب المؤمن مصفح على الحق " أي ممال عليه، كأنه قد جعل صفحه: أي جانبه عليه. * ومنه حديث حذيفة والخدرى " القلوب أربعة: منها قلب مصفح اجتمع فيه النفاق والإيمان " المصفح: الذى له وجهان يلقى أهل الكفر بوجه وأهل الإيمان بوجه. وصفح كل شئ: وجهه وناحيته. (س) ومنه الحديث " غير مقنع رأسه ولا صافح بخده " أي مبرز صفحة خده، ولا مائل في أحد الشقين. (ه‍) ومنه حديث عاصم بن ثابت في شعره: * تزل عن صفحتي المعابل * أي أحد جانبى وجهه. * ومنه حديث الاستنجاء " حجرين للصفحتين وحجرا للمسربة " أي جانبى المخرج. (ه‍) وفى حديث سعد بن عبادة " لو وجدت معها رجلا لضربته بالسيف غير مصفح " يقال أصفحه بالسيف إذا ضربه بعرضه دون حده، فهو مصفح. والسيف مصفح. ويرويان معا. (ه‍) ومنه الحديث " قال رجل من الخوارج: لنضربنكم بالسيوف غير مصفحات ". (س) وفى حديث ابن الحنفية " أنه ذكر رجلا مصفح الرأس " أي عريضه. (س) وفى حديث عائشة رضى الله عنها، تصف أباها " صفوح عن الجاهلين " أي كثير الصفح والعفو والتجاوز عهنم. وأصله من الإعتراض بصفحة الوجه، كأنه أعرض بوحهه عن ذنبه. والصفوح من أبنية المبالغة.
[ 35 ]
(ه‍) ومنه " الصفوح في صفة الله تعالى " وهو العفو عن ذنوب العباد، المعرض عن عقوبتهم تكرما. (ه‍) وفيه " ملائكة الصفيح الأعلى " الصفيح من أسماء السماء. * ومنه حديث على وعمارة " الصفيخ الأعلى من ملكوته ". (ه‍) وفى حديث أم سلمة رضى الله عنها " أهديت لى فدرة من لحم، فقلت للخادم ارفعيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هي قد صارت فدرة حجر، فقصت القصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لعله قام على بابكم سائل فأصفحتموه " أي خيبتموه. يقال صفحته إذا أعطيته، وأصفحته إذا حرمته. * وفيه ذكر " الصفاح " هو بكسر الصاد وتخفيف الفاء: موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة. (صفد) (ه‍) فيه " إذا دخل شهر رمضان صفدت الشياطين " أي شدت وأوثقت بالأغلال. يقال: صفدته وصفدته (1)، والصفد والصفاد: القيد. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه " قال له عبد الله بن أبى عمار: لقد أردت أن آتى به مصفودا " أي مقيدا. * ومنه الحديث " نهى عن صلاة الصافد " هو أن يقرن بين قدميه معا كأنهما في قيد. (صفر) (ه‍) فيه " لا عدوى ولا هامة ولا صفر " كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر، تصيب الإنسان إذ جاع وتؤذية، وأنها تعدى، فأبطل الإسلام ذلك، وقيل أراد به النسئ الذى كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله. (1) قال الهروي: وأما أصفدته بالألف فمعناه: أعطيته. قال الأعشى: (تضيفته يوما فقرب مقعدي) وأصفدني على الزمانة قائدا وانظر اللسان (صفد)
[ 36 ]
(ه‍) ومن الأول الحديث " صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم " أي جوعه. يقال: صفر الوطب إذا خلا من اللبن. (ه‍) وحديث أبى وائل " أن رجلا أصابه الصفر فنعت له السكر " الصفر: اجتماع الماء في البطن، كما يعرض للمستسقى. يقال: صفر فهو مصفور، وصفر صفرا فهو صفر. والصفر أيضا: دود يقل في الكبد وشراسيف الأضلاع، فيصفر عنه الإنسان جدا، وربما قتله. (ه‍) وفى حديث أم زرع " صفر ردائها وملء كسائها " أي أنها ضامرة البطن، فكأن رداءها صفر: أي خال. والرداء ينتهى إلى البطن فيقع عليه. * ومنه الحديث " أصفر البيوت من الخير البيت الصفر من كتاب الله ". (ه‍) ومنه الحديث " نهى في الأضاحى عن المصفرة " وفى رواية " المصفورة " قيل " هي المستأصلة الأذن، سميت بذلك لأن صماخيها صفرا من الأذن: أي خلوا. يقال صفر الإناء إذا خلا، وأصفرته إذا أخليته. وأن رويت " المصفرة " بالتشديد فللتكثير. وقيل هي المهزولة لخلوها من السمن. قال الأزهري: رواه شمر بالغين، وفسره عل ما في الحديث، ولا أعرفه. قال الزمخشري. هو من الصغار، ألا ترى إلى قولهم للذليل: مجدع ومصلم. * وفى حديث عائشة رضى الله عنها " كانت إذا سئلت عن أكل كل ذى ناب من السباع قرأت " قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه " الآية. وتقول: إن البرمة ليرى في مائها صفرة " تعنى أن الله حرم الدم في كتابه. وقد ترخص الناس في ماء اللحم في القدر، وهو دم، فكيف يقضى على ما لم يحرمه الله بالتحريم. كأنها أرادت أن لا تجعل لحوم السباع حراما كالدم، وتكون عندها مكروهة، فإنها لا تخلو أن تكون قد سمعت نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها. (ه‍) وفى حديث بدر " قال عتبة بن ربيعة لأبى جهل: يا مصفر استه " رماه بالأبنة، وأنه كان يزعفر استه. وقيل هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذى لم تحنكه التجارب والشدائد. وقيل
[ 37 ]
أراد يا مضرط نفسه، من الصفير، وهو الصوت بالفم والشفتين، كأنه قال: يا ضراط. نسبه إلى الجبن والخور (1). (س) ومنه الحديث " أنه سمع صفيره ". (ه‍) وفيه " أنه صالح أهل خيبر على الصفراء والبيضاء والحلقة " أي على الذهب والفضة والدروع. * ومنه حديث على رضى الله عنه " يا صفراء اصفرى ويا بيضاء ابيضى " يريد الذهب والفضة. (ه‍) وفى حديث ابن عباس رضى الله عنهما " اغزوا تغنما بنات الأصفر " يعنى الروم، لأن أباهم الأول كان أصفر اللون. وهو روم بن عيصو بن إسحق بن إبراهيم. * وفيه ذكر " مرج الصفر " هو بضم الصاد وتشديد الفاء: موضع بغوطة دمشق، كان به وقعة للمسلمين مع الروم. (س) وفى حديث مسيره إلى بدر " ثم جزع الصفيراء " هي تصغير الصفراء، وهى موضع مجاور بدر. (صفف) (س) فيه " نهى عن صفف النمور " هي جمع صفة، وهى للسرج بمنزلة الميثرة من الرحل. وهذا كحديثه الآخر " نهى عن ركوب جلود النمور ". (س) وفى حديث أبى الدرداء رضى الله عنه " أصبحت لا أملك صفة ولا لفة " الصفة: ما يجعل على الراحة من الحبوب. واللفة: اللقمة. (ه‍) وفى حديث الزبير " كان يتزود صفيف الوحش وهو محرم " أي قديدها. يقال: صففت اللحم أصفه صفا، إذا تركته في الشمس حتى يجف. (ه‍) وفيه ذكر " أهل الصفة " هم فقراء المهاجرين، ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه فكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه. * وفى حديث صلاة الخوف " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مصاف العدو بعسفان " أي (1) قال في الدر النثير: راد ابن الجوزى: وقيل كان به برص فكان يردعه بالزعفران. (*)
[ 38 ]
مقابلهم. يقال: صف الجيش يصفه صفا، وصافه فهو مصاف، إذا رتب صفوفه في مقابل صفوف العدو. والمصاف - بالفتح وتشديد الفاء - جمع مصف، وهو موضع الحرب الذى يكون فيه الصفوف. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث البقرة وآل عمران " كأنهما حزقان من طير صواف " أي باسطات أجنحتها في الطيران. والصواف: جمع صافة. (صفق) (ه‍) فيه " إن أكبر (1) الكبائر أن تقاتل أهل صفقتك " هو أن يعطى الرجل الرجل عهده وميثاقه، ثم يقاتله، لأن المتعاهدين يضع أحدهما يده في يد الآخر، كما يفعل المتبايعان، وهى المرة من التصفيق باليدين. * ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أعطاه صفقة يده وثمرة قلبه ". * وفى حديث أبى هريرة " ألهاهم الصفق بالأسواق " أي التبايع. (ه‍) وحديث ابن مسعود رضى الله عنهما " صفقتان في صفقة ربا " هو كحديث " بيعتين في بيعة. وقد تقدم في حرف الباء. (س) وفية " أنه نهى عن الصفق والصفير " كأنه أراد معنى قوله تعالى " وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية " كانوا يصفقون ويصفرون ليشغلوا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في القراءة والصلاة. ويجوز أن يكون أراد الصفق على وجه اللهو واللعب. (ه‍) وفى حديث لقمان " صفاق أفاق " هو الرجل الكثير الأسفار والتصرف (2) على التجارات. والصفق والأفق قريب (3) من السواء. وقيل الأفاق من أفق الأرض: أي ناحيتها. (س) وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه " إذا اصطفق الآفاق بالبياض " أي اضطرب وانتشر الضوء، وهو افتعل، من الصفق، كما تقول اضطرب المجلس بالقوم. (1) هكذا في كل المراجع - وفى الدر النثير فقط " إن من أكبر الكبائر.. ". (2) في اللسان والهروى:.. في التجارات. (3) في اللسان والهروى: قريبان. (*)
[ 39 ]
(ه‍) وفى حديث عائشة " فأصفقت له نسوان مكة " أي اجتمعت إليه. وروى: فانصفقت له. * ومنه حديث جابر رضى الله عنه " فنزعنا في الحوض حتى أصفقناه " أي جمعنا فيه الماء. هكذا جاء في رواية، والمحفوظ " أفهقناه ": أي ملأناه. (س) وفى حديث عمر رضى الله عنه " أنه سئل عن امرأة أخذت بأنثيى زوجها فخرقت الجلد ولم تخرق الصفاق، فقضى بنصف ثلث الدية " الصفاق: جلدة رقيقة تحت الجلد الأعلى وفوق اللحم. (س) وفى كتاب معاوية إلى ملك الروم " لأنزعنك من الملك نزع الأصفقانية " هم الخول بلغة اليمن. يقال: صفقهم من بلد إلى بلد: أخرجهم منه قهرا وذلا، وصفقهم عن كذا: أي صرفهم. (صفن) (ه‍) فيه " إذا رفع رأسه من الركوع قمنا خلفة صفونا ". كل صاف قدمية قائما فهو صافن. والجمع صفون، كقاعد وقعود. (ه‍) ومنه الحديث " من سره أن يقوم له الناس صفونا " أي واقفين. والصفون: المصدر أيضا. (ه‍) ومنه الحديث " فلما دنا القوم صافناهم " أي واقفناهم وقمنا حذاءهم. * والحديث الآخر " نهى عن صلاة الصافن " أي الذى يجمع بين قدميه. وقيل هو الذى يثنى قدميه إلى ورائه كما يفعل الفرس إذا ثنى حافره. * ومنه حديث مالك بن دينار " رأيت عكرمة يصلى وقد صفن بين قدمية ". (ه‍) وفيه " أنه عوذ عليا حين ركب وصفن ثيابه في سرجه " أي جمعها فيه. (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " لئن بقيت لأسوين بين الناس حتى يأتي الراعى حقه في صفنه " الصفن: خريطة تكون للراعي، فيها طعامه وزناده وما يحتاج إليه. وقيل هي السفرة التى تجمع بالخيط، وتضم صادها وتفتح.
[ 40 ]
(ه‍) وفى حديث على رضى الله عنه " الحقنى بالصفن " أي بالركوة. (س) وفى حديث أبى وائل " شهدت صفين، وبئست الصفون " فيها وفى أمثالها لغتان: إحداهما إجراء الأعراب على ما قبل النون وتركها مفتوحة كجمع السلامة، كما قال أبو وائل. والثانية أن تجعل النون حرف الإعراب وتقر الياء بحالها، فتقول: هذه صفين ورأيت صفين ومررت بصفين وكذلك تقول في قنسرين، وفلسطين، ويبرين. (صفا) (ه‍) فيه " إن أعطيتم الخمس وسهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفى فأنتم آمنون " الصفى: ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة. ويقال له الصفية. والجمع الصفايا. * ومنه حديث عائشة " كانت صفية رضى الله عنها من الصفى " تعنى صفية بنت حيى، كانت ممن اصطفاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنيمة خيبر. وقد تكرر ذكره في الحديث. (ه‍) وفى حديث عوف بن مالك " تسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح صفى في عام لزبة " الصفى: الناقة الغزيرة اللبن، وكذلك الشاة. وقد تكرر ذلك في الحديث. * وفيه " أن الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفية من أهل الأرض فصبر واحتسب بثواب دون الجنة " صفى الرجل: الذى يصافيه الود ويخلصه له، فعيل بمعنى فاعل أو مفعول. (س) ومنه الحديث " كسانيه صفي عمر " أي صديقى. (س) وفى حديث على والعباس " أنهما دخلا على عمر رضى الله عنه وهما يختصمان في الصوافى التى أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من أموال بنى النضير " الصوافى: الأملاك والأراضي التى جلا عنها أهلها أو ماتوا ولا وارث لها، واحدها صافية. قال الأزهري: يقال للضياع التى يستخلصها السلطان لخاصته: الصوافى. وبه أخذ من قرأ " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " أي خالصة لله تعالى.
[ 41 ]
* وفيه ذكر " الصفا والمروة " في غير موضع. هو اسم أحد جبلى المسعى. والصفا في الأصل جمع صفاة، وهى الصخرة والحجر الأملس. (س) ومنه حديث معاوية " يضرب صفاتها بمعوله " هو تمثيل: أي اجتهد عليه وبالغ في أمتحانه واختباره. * ومنه الحديث " لا تقرع لهم صفاة " أي لا ينالهم أحد بسوء. * وفى حديث الوحى " كأنها سلسلة على صفوان " الصفوان: الحجر الأملس. وجمعه صفى. وقيل هو جمع، واحده صفوانة. (باب الصاد مع القاف) (صقب) (ه‍) فيه " الجار أحق بصقبه " الصقب: القرب والملاصقة. ويروى بالسين. وقد تقدم. والمراد به الشفعة. (ه‍) ومنه حديث على رضى الله عنه " كان إذا أتى بالقتيل قد وجد بين القريتين حمله على أصقب القريتين إليه " أي أقربهما. (صقر) (ه‍) فيه " كل صقار ملعون، قيل يارسول الله: وما الصقار ؟ قال: نشء يكونون في آخر الزمان، تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن، ويروى بالسين. وقد تقدم. ورواه مالك بالصاد، وفسره بالنمام. ويجوز أن يكون أراد به ذا الكبر والأبهة (1)، لأنه يميل بخده. * ومنه الحديث " لا يقبل الله من الصقور يوم القيامة صرفا ولا عدلا " هو بمعنى الصقار. وقيل هو الديوث القواد على حرمه. (ه‍) وفى حديث أبى خيثمة " ليس الصقر في رءوس النخل " الصقر: عسل الرطب ها هنا، وهو الدبس، وهو في غير هذا اللبن الحامض. وقد تكرر ذكر الصقر في الحديث وهو هذا الجارح المعروف من الجوارح الصائدة. (1) قال الهروي: ورواه بعض أهل العلم بالعين، وقال: هو ذو الكبر. وأنكره الأزهري. (*)
[ 42 ]
(صقع) (س) فيه " ومن زنى مم بكر فاصقعوه مائة " أي اضربوه. وأصل الصقع: الضرب على الرأس. وقيل: الضرب ببطن الكف. وقوله " مم بكر " لغة أهل اليمن، يبدلون لام التعريف ميما. * ومنه الحديث " ليس من امبر امصيام في امسفر " فعلى هذا تكون راء بكر مكسورة من غير تنوين، لأن أصله من البكر، فلما أبدل اللام ميما بقيت الحركة بحالها، كقولهم بلحارث، في بنى الحارث، ويكون قد استعمل البكر موضع الأبكار. والأشبه أن يكون بكر نكرة منونة، وقد أبدلت نون من ميما، لأن النون الساكنة إذا كان بعدها باء قلبت في اللفظ ميما، نحو منبر، وعنبر، فيكون التقدير: من زنى من بكر فاصقعوه. * ومنه الحديث " أن منقذا صقع آمة في الجاهلية " أي شج شجة بلغت أم رأسه. (ه‍) وفى حديث حذيفة بن أسيد " شر الناس في الفتنة الخطيب المصقع " أي البليغ الماهر في خطبته الداعي إلى الفتن الذى يحرض الناس عليها، وهو مفعل، من الصقع: رفع الصوت ومتابعته. ومفعل من أبنية المبالغة. (صقل) (ه‍) في حديث أم معبد " ولم تزر به صقلة " أي دقة ونحول. يقال صقلت الناقة إذا أضمرتها. وقيل: أرادت أنه لم يكن منتفخ الخاصرة جدا، ولا ناحلا جدا. ويروى بالسين على الإبدال من الصاد. ويروى صعلة بالعين. وقد تقدم. (باب الصاد مع الكاف) (صكك) * فيه " أنه مر بجدى أصك ميت " الصكك: أن تضرب إحدى الركبتين الأخرى عند العدو فتؤثر فيهما أثرا، كأنه لما رآه ميتا قد تقلصت ركبتاه وصفه بذلك، أو كان شعر ركبتيه قد ذهب من الاصطكاك وانجرد فعرفه به. ويروى بالسين وقد تقدم. (س) * ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج " قاتلك الله أخيفش العينين أصك الرجلين ".
[ 43 ]
* وفيه " حمل على جمل مصك " هو بكسر الميم وتشديد الكاف، وهو القوى الجسم الشديد الخلق. وقيل هو من الصكك: احتكاك العرقوبين. * وفى حديث ابن الأكوع " فأصك سهما في رجله " أي أضربه بسهم. (س) ومنه الحديث " فاصطكوا بالسيوف ". أي تضاربوا بها، وهو افتعلوا من الصك، قلبت التاء طاء لأجل الصاد. (ه‍) وفيه ذكر " الصكيك " وهو الضعيف، فعيل بمعنى مفعول، من الصك: الضرب. أي يضرب كثيرا لاستضعافه. * وفى حديث أبى هريرة " قال لمروان: أحللت بيع الصكاك " هي جمع صك وهو الكتاب. وذلك أن الأمراء كانوا يكتبون للناس بأرزافهم وأعطياتهم كتبا فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها تعجلا. ويعطون المشترى الصك ليمضى ويقبضه، فنهوا عن ذلك لأنه بيع ما لم يقبض. (ه‍) وفيه " أنه كان يستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة (1) عمى " يريد في الهاجرة. والأصل فيها أن عميا مصغر مرخم، كأنه تصغير أعمى. وقيل إن عميا اسم رجل من عدوان كان يفيض (2) بالحاج عند الهاجرة وشدة الحر. وقيل إنه أغار على قومه في حر الظهيرة فضرب به المثل فيمن يخرج في شدة الحر، يقال لقيته صكة عمى. وكانت هذه الجفنة لابن جدعان في الجاهلية يطعم فيها الناس، وكان يأكل منها القائم والراكب لعظمها. وكان له مناد ينادى: هلم إلى الفالوذ، وربما حضر طعامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. (1) في الأصل "... في صكة عمى " وأسقطنا " في " حيث لم ترد في كل مراجعنا. (2) قال مصحح الأصل: في بعض النسخ " يقيظ " اه‍ وفى المصباح: قاظ الرجل بالمكان قيظا، من باب باع: أقام به أيام الحر.
[ 44 ]
(باب الصاد مع الام) (صلب) (ه‍) فيه " نهى عن الصلاة في الثوب المصلب " هو الذى فيه نقش أمثال الصلبان. * ومنه الحديث " كان إذا رأى التصليب في موضع قضبه ". * وحديث عائشة رضى الله عنها " فناولتها عطافا فرأت فيه تصليبا فقالت: نحيه عنى ". * وحديث أم سلمة رضى الله عنها " أنها كانت تكره الثياب المصلبة ". (س ه‍) وحديث جرير رضى الله عنه " رأيت على الحسن ثوبا مصلبا " وقال القتيبى: يقال خمار مصلب. وقد صلبت المرأة خمارها، وهى لبسة معروفة عند النساء. والأول الوجه. (س) ومنه حديث مقتل عمر رضى الله عنه " خرج ابنه عبيد الله فضرب جفينة الأعجمي فصلب بين عينيه " أي ضربه على عرضه حتى صارت الضربة كالصليب. (ه‍) وفيه " قال: صليت إلى جنب عمر فوضعت يدى على خاصرتي، فلما صلى قال: هذا الصلب في الصلاة، كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنه " أي شبه الصلب، لأن المصلوب يمد باعه على الجذع. وهيئة الصلب في الصلاة أن يضع يديه على خاصرتيه ويجافى بين عضديه في القيام. * وفيه " إن الله خلق للجنة أهلا، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم " الأصلاب: جمع صلب، وهو الظهر. (ه‍) ومنه حديث سعيد بن جبير " في الصلب الدية " أي إن كسر الظهر فحدب الرجل ففيه الدية. وقيل أراد إن أصيب صلبه بشئ حتى أذهب منه الجماع، فسمى الجماع صلبا، لأن المنى يخرج منه. (ه‍) وفى شعر العباس رضى الله عنه، يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: تنقل من صالب (1) إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق (1) ضبطه في الأصل واللسان بفتح اللام. والضبط المثبت من أو الهروي والقاموس.
[ 45 ]
الصالب: الصلب، وهو قليل الاستعمال. (ه‍) وفيه " أنه لما قدم مكة أتاه أصحاب الصلب " قيل هم الذين يجمعون العظام إذا أخذت عنها لحومها، فيطبخونها بالماء، فإذا خرج الدسم منها جمعوه وائتدموا به (1). والصلب جمع الصليب. والصليب: الودك. (ه‍) ومنه حديث على " أنه استفتى في استعمال صليب الموتى في الدلاء والسفن فأبى عليهم ". وبه سمى المصلوب، لما يسيل من ودكه. (س) وفى حديث أبى عبيدة " تمر ذخيرة مصلبة " أي صلبة. وتمر المدينة صلب. وقد يقال رطب مصلب، بكسر اللام: أي يابس شديد. (س) ومنه الحديث " أطيب مضغة صيحانية مصلبة " أي بلغت الصلابة في اليبس. ويروى بالياء. وسيذكر. (س) وفى حديث العباس: * إن المغالب صلب الله مغلوب * أي قوة الله. (صلت) (ه‍) في صفته صلى الله عليه وسلم " كان صلت الجبين " أي واسعه. وقيل الصلت: الأملس. وقيل البارز. * وفى حديث آخر " كان سهل الخدين صلتهما ". (س) وفى حديث غورث " فاخترط السيف وهو في يده صلتا " أي مجردا. يقال: أصلت السيف إذا جرده من غمده. وضربه بالسيف صلتا وصلتا. * وفيه " مرت سحابة فقال: تنصلت " أي تقصد للمطر. يقال انصلت ينصلت إذا تجرد. وإذا أسرع في السير. ويروى " تنصلت " بمعنى أقبلت. (صلح) (ه‍) في أخبار مكة: (1) في الأصل وا: " وتأدموا " وأثبتنا ما في الهروي واللسان. (*)
[ 46 ]
أبا مطر هلم إلى صلاح فتكفيك الندامى من قريش (1) صلاح: اسم علم لمكة (2). (صلخم) (ه‍) فيه " عرضت الأمانة على الجبال الصم الصلاخم " أي الصلاب المانعة، الواحد صلخم. (صلد) (ه‍) في حديث عمر " لما طعن سقاه الطبيب لبنا فخرج من الطعنة أبيض يصلد " أي يبرق ويبص. * ومنه حديث عطاء بن يسار " قال له بعض القوم: أقسمت عليك لما تقيأت، فقاء لبنا يصلد ". * ومنه حديث ابن مسعود يرفعه " ثم لحا قضيبه فإذا هو أبيض يصلد ". (صلصل) (س) في صفة الوحى " كأنه صلصلة على صفوان " الصلصلة: صوت الحديد إذا حرك. يقال صل الحديد، وصلصل. والصلصلة أشد من الصليل. * ومنه حديث حنين " أنهم سمعوا صلصلة بين السماء والأرض ". (صلع) (ه‍) في حديث لقمان " وأن لا أرى مطمعا فوقاع بصلع " (3) هي الأرض التى لا نبات فيها. وأصله من صلع الرأس، وهو انحسار الشعر عنه. (1) هو في اللسان لحرب بن أمية، يخاطب أبا مطر الحضرمي، وقيل هو للحارث بن أمية. وبعده: وتأمن وسطهم وتعيش فيهم أبا مطر هديت بخير عيش وتسكن بلدة عزت لقاحا وتأمن أن يزورك رب جيش قال ابن برى: الشاهد في هذا الشعر صرف " صلاح " والأصل فيها أن تكون مبنية كقطام. (2) قال في اللسان: يجوز أن يكون من الصلح لقوله تعالى " حرما آمنا " ويجوز أن يكون من الصلاح. (3) الذى في اللسان (صلع) والفائق 1 / 59، والهروى: إن أر مطمعى فحدا وقع، وإلا أر مطمعى فوقاع بصلع.
[ 47 ]
(ه‍) ومنه الحديث " ما جرى اليعفور بصلع " ويقال لها الصلعاء أيضا. * ومنه حديث أبى حثمة " وتحترش بها الضباب من الأرض الصلعاء ". (ه‍) ومنه الحديث " تكون جبروة صلعاء " أي ظاهرة بارزة. * ومنه الحديث " أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصليعاء والقريعاء " هي تصغير الصلعاء، للأرض التى لا تنبت. (ه‍) وفى حديث عائشة " أنها قالت لمعاوية رضى الله عنهما حين ادعى زيادا: ركبت الصليعاء " أي الداهية والأمر الشديد، أو السوأة الشنيعة البارزة المكشوفة. * وفى حديث الذى يهدم الكعبة " كأنى به أفيدع أصيلع " هو تصغير الأصلع الذى انحسر الشعر عن رأسه. (ه‍) ومنه حديث بدر " ما قتلنا إلا عجائز صلعا " أي مشايخ عجزة عن الحرب، ويجمع الأصلع على صلعان أيضا. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه " أيما أشرف: الصلعان أو الفرعان ؟ ". (صلغ) * فيه " عليهم الصالغ والقارح " هو من البقر والغنم الذى كمل وانتهى سنه. وذلك في السنه السادسة. ويقال بالسين. (صلف) (س) فيه " آفه الظرف الصلف " هو الغلو في الظرف، والزيادة على المقدار مع تكبر. * ومنه الحديث " من يبغ في الدين يصلف " أي من يطلب في الدين أكثر مما وقف عليه يقل حظه. (س) ومنه الحديث " كم من صلف تحت الراعدة " هو مثل لمن يكثر قول مالا يفعل: أي تحت سحاب ترعد ولا تمطر. (س) ومنه الحديث " لو أن امرأة لا تتصنع لزوجها صلفت عنده " أي ثقلت عليه ولم تحظ عنده، وولاها صليف عنقه: أي جانبه.
[ 48 ]
(س) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها " تنطلق إحداكن فتصانع بمالها عن ابنتها الحظية، ولو صانعت عن الصلفة كانت أحق ". (س) وفى حديث ضميرة " قال يارسول الله: أنى أحالف ما دام الصالفان مكانه. قال: بل ما دام أحد مكانه " قيل: الصالفان جبل كان يتحالف أهل الجاهلية عنده، وإنما كره ذلك لئلا يساوى فعلهم في الجاهلية فعلهم في الإسلام. (صلق) (ه‍) فيه " ليس منا من صلق أو حلق " الصلق: الصوت الشديد، يريد رفعه في المصائب (1) وعند الفجيعة بالموت، ويدخل فيه النوح. ويقال بالسين. * ومنه الحديث " أنا برئ من الصالقة والحالقة ". (ه‍) وفى حديث عمر رضى الله عنه " أما والله ما أجهل عن كراكر وأسنمة، ولو شئت لدعوت بصلاء وصناب وصلائق " الصلائق: الرقاق، واحدتها صليقة. وقيل هي الحملان المشوية، من صلقت الشاة إذا شويتها. ويروى بالسين، وهو كل ما سلق من البقول وغيرها. (ه‍) وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أنه تصلق ذات ليلة على فراشة " أي تلوى وتقلب، من بصلق الحوت في الماء إذا ذهب وجاء. * ومنه حديث أبى مسلم الخولانى " ثم صب فيه من الماء وهو يتصلق فيها (2). (صلل) (ه‍) فيه " كل مارد عليك قوسك ما لم يصل " أي ما لم ينتن. يقال صل اللحم وأصل. هذا على الاستحباب، فإنه يجوز أكل اللحم المتغير الريح إذا كان ذكيا. (س) وفيه " أتحبون أن تكونوا كالحمير الصالة " قال أبو أحمد العسكري: هو بالصاد (1) أنشد الهروي للبيد: فصلقنا في مراد صلقة وصداء ألحقتهم بالثلل أي بالهلاك. (2) في ا: " فيهما "، وسقطت " فيها " من اللسان. (*)
[ 49 ]
غير المعجمة، فرووه بالضاد المعجمة، وهو خطأ. يقال للحمار الوحشى الحاد الصوت: صال وصلصال، كأنه يريد الصحيحة الأجساد الشديدة الأصوات لقوتها ونشاطها. * وفى حديث ابن عباس رضى الله عنهما في تفسير الصلصال " هو الصال، الماء يقع على الأرض فتنشق فيجف ويصير له صوت ". (صلم) (ه‍) في حديث ابن مسعود رضى الله عنه " يكون الناس صلامات يضرب بعضهم رقاب بعض " الصلامات: الفرق والطوائف، واحدتها صلامة (1). * وفى حديث ابن الزبير لما قتل أخوه مصعب " أسلمه النعام المصلم الآذان أهل العراق " يقال للنعام مصلم، لأنها لا آذان لها ظاهره. والصلم: القطع المسأصل، فإذا أطلق على الناس فإنما يراد به الذليل المهان. * ومنه قوله: فإن أنتم لم تثأروا واتديتم فمشوا بآذان النعام المصلم (س) ومنه حديث الفتن " وتصطلمون في الثالثة " الاصطلام: افتعال، من الصلم: القطع. * ومنه حديث الهدى والضحايا " ولا المصطلمة أطباؤها ". * وحديث عاتكة " لئن عدتم ليصطلمنكم ". (ه‍) وفى حديث ابن عمر " فتكون الصليم بينى وبينه " أي القطيعة المنكرة. والصيلم: الداهية. والياء زائدة. * ومنه حديث ابن عمر " اخرجوا يا أهل مكة قبل الصيلم، كأنى به أفيحج أفيدع يهدم الكعبة ". (صلور) (ه‍) في حديث عمار " لا تأكلوا الصلور والأنقليس (2) " الصلور: الجرى، والإنقليس: المارماهى، وهما نوعان من السمك كالحيات. (1) بتثليث الصاد، كما في القاموس. (2) بفتح الهمزة واللام وبكسرهما، كما في القاموس.
[ 50 ]
(صلا) * قد تكرر فيه ذكر " الصلاة والصلوات " وهى العبادة المخصوصة، وأصلها في اللغة الدعاء فسميت ببعض أجزائها. وقيل إن أصلها في اللغة التعظيم. وسميت العبادة المخصوصة صلاة لما فيها من تعظيم الرب تعالى. وقوله في التشهد الصلوات لله: أي الأدعية التى يراد بها تعظيم الله تعالى، هو مستحقها لا تليق بأحد سواه. فأما قولنا: اللهم صل على محمد فمعناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفى الآخرة بتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته. وقيل: المعنى لما أمر الله سبحانه بالصلاة عليه ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد، لأنك أعلم بما يليق به. وهذا الدعاء قد اختلف فيه: هل يجوز إطلاقه على غير النبي صلى الله عليه وسلم، أم لا ؟ والصحيح أنه خاص له فلا يقال لغيره. وقال الخطابى: الصلاة التى بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتى بمعنى الدعاء والتبريك تقال لغيره. (ه‍) ومنه الحديث " اللهم صل على آل أبى أوفى " أي ترحم وبرك. وقيل فيه إن هذا خاص له، ولكنه هو آثر به غيره. وأما سواه فلا يجوز له أن يخص به أحدا. (ه‍) وفيه " من صلى على صلاة صلت عليه الملائكة عشرا " أي دعت له وبركت. (ه‍) والحديث الآخر " الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة ". (ه‍) والحديث الآخر " إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فليصل " أي فليدع لأهل الطعام بالمغفرة والبركة. (ه‍) وحديث سودة " يا رسول الله إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون " أي يستغفر لنا (ه‍) وفى حديث على رضى الله عنه " سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى أبو بكر وثلث عمر " المصلى في خيل الحلبة: هو الثاني، سمى به لأن رأسه يكون عند صلا الأول، وهو ما عن يمين الذنب وشمالة. (ه‍) وفيه " أنه أتى بشاة مصلية " أي مشوية. يقال صليت اللحم - بالتخفيف - أي شويته، فهو مصلى. فأما إذا أحرقته وألقيته في النار قلت صليته بالتشديد، وأصليته. وصليت العصا بالنار أيضا إذا لينتها وقومتها.
[ 51 ]
(س) ومنه الحديث " أطيب مضغة صيحانية مصلية " أي مشمسة قد صليت في الشمس، ويروى بالباء وقد تقدمت. (س) ومنه حديث عمر " لو شئت لدعوت بصلاء وصناب " الصلاء بالمد والكسر: الشواء. * وفى حديث حذيفة " فرأيت أبا سفيان يصلى ظهره بالنار " أي يدفئه. (س) وفى حديث السقيفة " أنا الذى لا يصطلى بناره " الصطلاء: افتعال، من صلا النار والتسخن بها: أي أنا الذى لا يتعرض لحربي. يقال فلان لا يصطلى يناره إذا كان شجاعا لا يطاق. (ه‍) وفيه " إن للشيطان مصالى وفخوخا " المصالى: شبيهة بالشرك، واحدتها مصلاة، أراد ما يستفز به الناس من زينه الدنيا وشهواتها. يقال صليت لفلان إذا عملت له في أمر تريد أن تمحل به. (س) وفى حديث كعب " أن الله بارك لدواب المجاهدين في صليان أرض الروم، كما بارك لها في شعير سورية " الصليان: نبت معروف له سنمة عظيمة كأنه رأس القصب: أي يقوم لخيلهم مقام الشعير. وسورية هي الشأم. (باب الصاد مع الميم) (صمت) (ه‍) في حديث أسامة رضى الله عنه " لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت عليه يوم أصمت فلم يتكلم " يقال: صمت العليل وأصمت فهو صامت ومصمت، إذا اعتقل لسانه. * ومنه الحديث " أن امرأة من أحمس حجت مصمتة " أي ساكتة لا تتكلم. (ه‍) ومنه الحديث " أصمتت أمامة بنت أبى العاص " أي اعتقل لسانها. * وفى حديث صفة التمرة " أنها صمتة للصغير " أي أنه إذا بكى أسكت بها.
[ 52 ]
وفى حديث العباس " إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب المصمت من خز " هو الذى جميعه إبريسم لا يخالطه فيه قطن ولا غيره. * وفيه " على رقبته صامت " يعنى الذهب والفضة، خلاف الناطق، وهو الحيوان، وقد تكرر ذكر الصمت في الحديث. (صمخ) * في حديث الوضوء " فأخذ ماء فأدخل أصابعه في صماخ أذنيه " الصماخ: ثقب الأذن: ويقال بالسين. (ه‍) ومنه حديث على رضى الله عنه " أصغت لاستراقه صمائخ الأسماع " هي جمع صماخ، كشمال وشمائل. (صمد) * في أسماء الله تعالى " الصمد " هو السيد الذى انتهى إليه السودد. وقيل هو الدائم الباقي. وقيل هو الذى لا جوف له. وقيل الذى يصمد في الحوائج إليه: أي يقصد. (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " إياكم وتعلم الأنساب والطعن فيها، فو الذى نفس عمر بيده لو قلت لا يخرج من هذا الباب إلا صمد ما خرج إلا أقلكم " هو الذى انتهى في سودده، أو الذى يقصد في الحوائج. * وفى حديث معاذ بن الجموح في قتل أبى جهل " فصمدت له حتى أمكنتني منه غرة " أي ثبت له وقصدته وانتظرت غفلته. * ومنه حديث على " فصمدا صمدا حتى ينجلى لكم عمود الحق ". (صمر) (ه‍) في حديث على " أنه أعطى أبا رافع عكة سمن وقال: ادفع هذا إلى أسماء (1) لتدهن به بنى أخيه من صمر البحر " يعنى من نتن ريحه. (صمصم) (س) في حديث أبى ذر " لو وضعتم الصمصامة على رقبتي " الصمصامة: السيف القاطع، والجمع صماصم. (1) هي أسماء بنت عميس. وكانت زوحة جعفر بن أبى طالب أخى على. اللسان (صمر) (*)
[ 53 ]
* ومنه حديث قس " تردوا بالصماصم " أي جعلوها لهم بمنزلة الأردية، لحملهم لها ووضع حمائلها على عواتقهم. (صمع) (ه‍) في حديث على رضى الله عنه " كأنى برجل أصعل أصمع يهدم الكعبة " الأصمع: الصغير الأذن من الناس وغيرهم. (ه‍) ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما " كان لا يرى بأسا أن يضحى بالصمعاء " أي الصغيرة الأذنين. (س) وفيه " كإبل أكلت صمعاء " قيل هي البهمى إذا ارتفعت قبل أن تتفقأ. وقيل: الصمعاء: البقلة التى ارتوت واكتنزت. (صمعد) (س) فيه " أصبح وقد اصمعدت قدماه " أي انتفخت وورمت. (صمغ) (ه‍) في حديث على " نظفوا الصماغين فإنهما مقعدا الملكين " الصماغان: مجتمع الريق في جانبى الشفة. وقيل هما ملتقى الشدقين. ويقال لهما الصامغان، والصاغمان، والصواران. * ومنه حديث بعض القرشيين " حتى عرقت وزبب صماغاك " أي طلع زبدهما. (س) وفى حديث ابن عباس رضى الله عنهما، في اليتيم إذا كان مجدورا " كأنه صمغة " يريد حين يبيض الجدرى على بدنه فيصير كالصمغ. (س) ومنه حديث الحجاج " لأقلعنك قلع الصمغة " أي لأستأصلنك. والصمغ إذا قلع انقلع كله من الشجرة ولم يبق له أثر، وربما أخذ معه بعض لحائها. (صمل) (س) فيه " أنت رجل صمل " الصمل - بالضم والتشديد -: الشديد الخلق. وصمل الشئ يصمل صمولا: صلب واشتد. وصمل الشحر إذا عطش فخشن ويبس. (س) ومنه حديث معاوية " إنها صميلة " أي في ساقها يبس وخشونة. (صمم) * في حديث الإيمان " وأن ترى الحفاة العراة الصم البكم رؤوس الناس " الصم: جمع الأصم، وهو الذى لا يسمع، وأراد به الذى لا يهتدى ولا يقبل الحق، من صمم العقل، لا صمم الأذن.
[ 54 ]
* وفى حديث جابر بن سمرة رضى الله عنه " ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة أصمنيها الناس " أي شغلوني عن سماعها، فكأنهم جعلوني أصم. (س) وفيه " شهر الله الأصم رجب " سمى أصم لأنه كان لا يسمع فيه صوت السلاح، لكونه شهرا حراما، ووصف بالأصم مجازا، والمراد به الإنسان الذى يدخل فيه، كما قيل ليل نائم، وإنما النائم من في الليل، فكأن الإنسان في شهر رجب أصم عن سمع صوت السلاح. (س) ومنه الحديث " الفتنة الصماء العمياء " هي التى لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في دهائها، لأن الأصم لا يسمع الاستغاثة، فلا يقلع عما يفعله. وقيل هي كالحية الصماء التى لا تقبل الرقى. (ه‍) وفيه " أنه نهى عن اشتمال الصماء " هو أن يتجلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبا. وإنما قيل لها صماء، لأنه يسد على يديه ورجليه المنافذ كلها، كالصخرة الصماء التى ليس فيها خرق ولا صدع. والفقهاء يقولون: هو أن يتغطى بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه، فتنكشف عورته. * ومنه الحديث " والفاجر كالأرزة صماء " أي مكتنزة لا تخلخل فيها. (س) وفى حديث الوطء " في صمام واحد " أي مسلك واحد. الصمام: ماتسد به الفرجة، فسمى الفرج به. ويجوز أن يكون في موضع صمام، على حذف المضاف. ويروى بالسين. وقد تقدم. (صما) (ه‍) فيه " كل ما أصميت ودع ما أنميت " الإصماء: أن يقتل الصيد مكانه. ومعناه سرعة إزهاق الروح، من قولهم للمسرع: صميان. والإنماء: أن تصيب إصابة غير قاتلة في الحال. يقال أنميت الرمية، ونمت بنفسها. ومعناه: إذا صدت بكلب أو سهم أو غيرهما فمات وأنت تراه غير غائب عنك فكل منه، وما أصبته ثم غاب عنك فمات بعد ذلك فدعه، لأنك لا تدرى أمات بصيدك أم بعارض آخر.
[ 55 ]
(باب الصاد مع النون) (صنب) (ه‍) فيه " أتاه أعرابي بأرنب قد شواها، وجاء معها بصنابها " الصناب: الخردل المعمول بالزيت، وهو صباغ يؤتدم به. (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " لو شئت لدعوت بصلاء (1) وصناب ". (صنبر) (ه‍) فيه " أن قريشا كانوا يقولون: إن محمدا صنبور " أي أبتر، لا عقب له (2). وأصل الصنبور: سعفة تنبت في جذع النخلة لا في الأرض. وقيل هي النخلة المنفردة التى يدق أسفلها. أرادوا أنه إذا قلع انقطع ذكره، كما يذهب أثر الصنبور، لأنه لا عقب له. (س) وفيه " أن رجلا وقف على ابن الزبير حين صلب فقال: قد كمنت تجمع بين قطرى الليلة الصنبرة قائما " أي الليلة الشديدة البرد. (صنخ) (ه‍) في حديث أبى الدرداء " نعم البيت الحمام ! يذهب بالصنخة (3) ويذكر النار " يعنى الدرن والوسخ. يقال صنخ بدنه وسنخ، والسين أشهر. (صند) (س) فيه ذكر " صناديد قريش " في غير موضع، وهم أشرافهم، وعظماؤهم ورؤساؤهم، الواحد صنديد، وكل عظيم غالب صنديد. (س) ومنه حديث الحسن " كان يتعوذ من صناديد القدر " أي نوائبه العظام الغوالب. (صنع) (ه‍) فيه " إذا لم تستحى فاصنع ما شئت " هذا أمر يراد به الخبر. وقيل هو على الوعيد والتهديد، كقوله تعالى " اعملوا ما شئتم " وقد تقدم مشروحا في الحاء. (1) في الهروي: " بصرائق ". والصرائق: جمع صريقة، وهى الرقاقة من الخبز. القاموس (صرق). (2) في الدر النثير: " وقيل الناشئ الحدث. حكاه ابن الجوزى ". (3) في الهروي: " يذهب الصنخة " وهى رواية المصنف في " صنن ".
[ 56 ]
* وفى حديث عمر " حين جرح قال لابن عباس: انظر من قتلني، فقال: غلام المغيرة بن شعبة، فقال: الصنع ؟ قال: نعم " يقال رجل صنع وامرأة صناع، إذا كان لهما صنعة يعملانها بأيديهما ويكسبان بها. * ومنه حديثه الآخر " الأمة غير الصناع ". (ه‍) وفيه " اصطنع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب " أي أمر أن يصنع له. كما تقول اكتب: أي أمر أن يكتب له. والطاء بدل من تاء الافتعال لأجل الصاد. (ه‍) ومنه حديث الخدرى " قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا توقدوا بليل نارا " ثم قال: " أوقدوا واصطنعوا " أي اتخذوا صنيعا، يعنى طعاما تنفقونه في سبيل الله. * ومنه حديث آدم " قال لموسى عليهما السلام: أنت كليم الله الذى اصطنعك لنفسه " هذا تمثيل لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم. والاصطناع: افتعال من الصنيعة، وهى العطية والكرامة والإحسان. (س) وفى حديث جابر " كان يصانع قائده " أي يداريه. والمصانعة: أن تصنع له شيئا ليصنع لك شيئا آخر، وهى مفاعلة من الصنع. (س) وفيه " من بلغ الصنع بسهم " الصنع بالكسر: الموضع الذى يتخذ للماء، وجمعه أصناع. ويقال لها مصنع ومصانع. وقيل أراد بالصنع ها هنا الحصن. والمصانع: المباني من القصور وغيرها. (س) وفى حديث سعد " لو أن لأحدكم وادى مال، ثم مر على سبعة أسهم صنع لكلفته نفسه أن ينزل فيأخذها " كذا قال " صنع " قال الحربى: وأظنه " صيغة ": أي مستوية من عمل رجل واحد. (صنف) (ه‍) فيه " فلينفضه بصنفة إزاره، فإنه لا يدرى ما خلفه عليه " صنفة الإزار - بكسر النون -: طرفه مما يلى طرته. (صنم) * قد تكرر فيه ذكر " الصنم والأصنام " وهو ما اتخذ إلها من دون الله تعالى. وقيل هو ما كان له جسم أو صورة، فإن لم يكن له جسم أو صورة فهو وثن.
[ 57 ]
(صنن) (ه‍) في حديث أبى الدرداء " نعم البيت الحمام يذهب الصنه ويذكر النار " الصنة: الصنان ورائحة معاطف الجسم إذا تغيرت، وهو من أصن اللحم إذا أنتن. (س) وفيه " فأتى بعرق يعنى الصن " هو بالفتح: زبيل كبير. وقيل هو شبه السلة المطبقة. (صهو) (ه‍) في حديث العباس " فإن عم الرجل صنو أبيه " وفى رواية: " العباس صنوى " الصنو: المثل. وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد. يريد أن أصل العباس وأصل أبى واحد، وهو مثل أبى أو مثلى، وجمعه صنوان. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث أبى قلابة " إذا طال صناء الميت نقى بالأشنان " أي درنه ووسخه. قال الأزهري: وروى بالضاد، وهو وسخ النار والرماد. (باب الصاد مع الواو) (صوب) * فيه " من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار " سئل أبو داود السجستاني عن هذا الحديث فقال: هو حديث مختصر، ومعناه: من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار: أي نكسه. (س) ومنه الحديث " وصوب يده " أي خفضها. (ه‍) وفيه " من يرد الله به خيرا يصب منه " أي ابتلاه بالمصايب ليثيبه عليها. يقال مصيبة، ومصوبة، ومصابة، والجمع مصايب، ومصاوب. وهو الأمر المكروه ينزل بالإنسان. ويقال: أصاب الإنسان من المال وغيره: أي أخذ وتناول. * ومنه الحديث " يصيبون ما أصاب الناس " أي ينالون ما نالوا. (ه‍) ومنه الحديث " أنه كان يصيب من رأس بعض نسائه وهو صائم " أراد التقبيل. (ه‍) وفى حديث أبى وائل " كان يسأل عن التفسير فيقول: أصاب الله الذى أراد " يعنى
[ 58 ]
أراد الله الذى أراد. وأصله من الصواب، وهو ضد الخطأ. يقال: أصاب فلان في قوله وفعله، وأصاب السهم القرطاس، إذا لم يخطئ. وقد تكرر في الحديث. (صوت) (س) فيه " فصل ما بين الحلال والحرام الصوت والدف " يريد إعلان النكاح، وذهاب الصوت، والذكر به في الناس. يقال: له صوت وصيت: أي ذكر. والدف الذى يطبل به، ويفتح ويضم. * وفيه " أنهم كانوا يكرهون الصوت عند القتال " هو مثل أن ينادى بعضهم بعضا، أو يفعل بعضهم فعلا له أثر فيصيح ويعرف نفسه على طريق الفخر والعجب. (صوح) (ه‍) فيه " نهى عن بيع النخل قبل أن يصوح " أي قبل أن يستبين صلاحه وجيده من رديئه. * ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما " أنه سئل: متى يحل شراء النخل ؟ فقال: حين يصوح " ويروى بالراء. وقد تقدم. * وفى حديث الاستسقاء " اللهم انصاحت جبالنا " أي تشققت وجفت لعدم المطر. يقال صاحه يصوحه فهو منصاح، إذا شقه. وصوح النبات إذا يبس وتشقق. * ومنه حديث على رضى الله عنه " فبادروا العلم من قبل تصويح نبته ". (س) وحديث ابن الزبير " فهو ينصاح عليكم بوابل البلايا " أي ينشق عليكم. قال الزمخشري: ذكره الهروي بالضاد والخاء، وهو تصحيف (1). * وفيه ذكر " الصاحة " هي بتخفيف الحاء: هضاب حمر بقرب عقيق المدينة. (ه‍) وفى حديث محلم الليثى " فلما دفنوه لفظته الأرض، فألقوه بين صوحين " الصوح: جانب الوادي وما يقبل من وجهه القائم. (صور) * في أسماء الله تعالى " المصور " وهو الذى صور جميع الموجودات ورتبها، فأعطى كل شئ منها صورة خاصة، وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها. * وفيه " أتانى الليلة ربى في أحسن صورة " الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها، (1) لم يتعرض الزمخشري لرواية الهروي. انظر الفائق 1 / 453. (*)
[ 59 ]
وعلى معنى حقيقة الشئ وهيئته، وعلى معنى صفته. يقال صورة الفعل كذا وكذا: أي هيئته. وصورة الأمر كذا وكذا: أي صفته. فيكون المراد بما جاء في الحديث أنه أتاه في أحسن صفة. فيجوز أن يعود المعنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أي أتانى ربى وأنا في أحسن صورة. وتجرى معاني الصورة كلها عليه، إن شئت ظاهرها أو هيئتها، أو صفتها. فأما إطلاق ظاهر الصورة على الله تعالى فلا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. * وفيه " أنه قال: يطلع من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة، فطلع أبو بكر " الصور: الجماعة من النخل، ولا واحد له من لفظه، ويجمع على صيران. (ه‍) ومنه الحديث " أنه خرج إلى صور بالمدينة ". * والحديث الآخر " أنه أتى امرأة من الأنصار ففرشت له صورا، وذبحت له شاة "، * وحديث بدر " إن أبا سفيان بعث رجلين من أصحابه، فأحرقا صورا من صيران العريض " وقد تكرر في الحديث. (س) وفى صفة الجنة " وترابها الصوار " يعنى المسك. وصوار المسك: نيفجته. والجمع أصورة. (س) وفيه " تعهدوا الصوارين فإنهما مقعد الملك " هما ملتقى الشدقين: أي تعهدوهما بالنظافة. (س) وفى صفة مشيه صلى الله عليه وسلم " كان فيه شئ من صور " أي ميل. قال الخطابى: يشبه أن يكون هذا الحال إذا جد في السير لا خلفة. (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " وذكر العلماء فقال: تنعطف (1) عليهم بالعلم قلوب لا تصورها الأرحام " أي لا تميلها. هكذا أخرجه الهروي عن عمر، وجعله الزمخشري من كلام الحسن. (س) وحديث ابن عمر رضى الله عنهما " إنى لأدنى الحائض منى وما بى إليها صورة " أي ميل وشهوة تصورني إليها. (1) في الهروي والفائق 2 / 44: " تتعطف ". (*)
[ 60 ]
ومنه حديث مجاهد " كره أن يصور شجرة مثمرة " أي يميلها، فإن إمالتها ربما أدتها إلى الجفوف. ويجوز أن يكون أراد به قطعها. (ه‍) ومنه حديث عكرمة " حملة العرش كلهم صور " جمع أصور، وهو المائل العنق لثقل حمله. * وفيه ذكر " النفخ في الصور " هو القرن الذى ينفه فيه إسرافيل عليه السلام عند بعث الموتى، إلى المحشر. وقال بعضهم: إن الصور جمع صورة، يريد صور الموتى ينفخ فيها الأرواح. والصحيح الأول، لأن الأحاديث تعاضدت عليه، تارة بالصور، وتارة بالقرن. (س) وفيه " يتصور الملك على الرحم " أي يسقط. من قولهم ضربته ضربة تصور منها: أي سقط. * وفى حديث ابن مقرن " أما علمت أن الصورة محرمة " أراد بالصورة الوجه. وتحريمها المنع من الضرب واللطم على الوجه. * ومنه الحديث " كره أن تعلم الصورة " أي يجعل في الوجه كى أو سمة. (صوع) * فيه " أنه كان يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمد " قد تكرر ذكر الصاع في الحديث، وهو مكيال يسع أربعة أمداد. والمد مختلف فيه، فقيل هو رطل وثلث بالعراقى، وبه يقول الشافعي وفقهاء الحجاز. وقيل هو رطلان، وبه أخذ أبو حنيفة وفقهاء العراق، فيكون الصاع خمسة أرطال وثلثا، أو ثمانية أرطال. (ه‍) ومنه الحديث " أنه أعطى بن مالك صاعا من حرة الوادي " أي موضعا يبذر فيه صاع، كما يقال أعطاه جريبا من الأرض: أي مبذر جريب. وقيل الصاع: المطمئن من الأرض. (ه‍) وفى حديث سلمان رضى الله عنه " كان إذا أصاب الشاة من المغنم في دار الحرب عمد إلى جلدها فجعل منه جرابا، وإلى شعرها فجعل منه حبلا، فينظر رجلا صوع نه فرسه فيعطيه " أي جمح برأسه وامتنع على صاحبه. (س) وفى حديث الأعرابي " فانصاع مدبرا " أي ذهب مسرعا.
[ 61 ]
(صوغ) * في حديث على رضى الله عنه " واعدت صواغا من بنى قينقاع " الصواغ: صائغ الحلى. يقال صاغ يصوغ، فهو صائغ وصواغ. (س) ومنه الحديث " أكذب الناس الصواغون " قيل لمطالهم ومواعيدهم الكاذبة. وقيل أراد الذين يزينون الحديث ويصوغون الكذب. يقال صاغ شعرا وصاغ كلاما: أي وضعه ورتبه. ويروى " الصياغون " بالياء، وهى لغة أهل الحجاز، كالديار والقيام. وإن كانا من الواو (ه‍) ومنه حديث أبى هريرة رضى الله عنه وقيل له خرج الدجال فقال: " أي الأطعمة المصنوعة ألوانا، المهيأة بعضها إلى بعض. (صول) (س) في حديث الدعاء " اللهم بك أحول وبك أصول " وفى رواية " أصاول " أي أسطو وأقهر. والصولة: الحملة والوثبة. * ومنه الحديث " إن هذين الحيين من الأوس والخزرج كانا يتصاولان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تصاول الفحلين " أي لا يفعل أحدهما معه شيئا إلا فعل الآخر معه شيئا مثله. * ومنه حديث عثمان " فصامت صمته أنفذ من صول غيره " أي إمساكه أشد على من تطاول غيره. (صوم) * فيه " صومكم يوم تصومون " أي أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد، فلو أن قوما اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين ولم يفطروا حتى استوفوا العدد، ثم ثبت أن الشهر كان تسعا وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض، ولا شئ عليهم من إثم أو قضاء، وكذلك في الحج إذا أخطأوا يوم عرفة والعيد فلا شئ عليهم. * وفيه " أنه سئل عمن يصوم الدهر، فقال: لا صام ولا أفطر " أي لم يصم ولم يفطر. كقوله تعالى " فلا صدق ولا صلى " وهو إحباط لأجره على صومه حيث خالف السنه. وقيل هو دعاء عليه كراهية لصنيعه.
[ 62 ]
* ومنه الحديث " كان يرمى الجمار على ناقة له صهباء " وقد تكرر ذكرها. " وفيه ذكر " الصهباء " وهى موضع على روحة من خيبر. (صهر) (ه‍) فيه " أنه كان يؤسس مسجد قباء فيصهر الحجر العظيم إلى بطنه " أي يدنيه إليه. يقالب صهره وأصهره إذا قربه وأدناه. * ومنه حديث على " قال له ربيعة بن الحرث: نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نحسدك عليه " الصهر: حرمة التزويج. والفرق بينه وبين النسب أن النسب ما رجع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء، والصهر ما كان من خلطة تشبه القرابة يحدثها التزويج. * وفى حديث أهل النار " فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر " أي الإذابة. يقال صهرت الشحم إذا أذبته. (ه‍) ومنه الحديث " إن الأسود كان يصهر رجليه بالشحم وهو محرم " أي يذيبه (عليهما) (1) ويدهنهما به. يقال صهر بدنه إذا دهنه بالصهير. (صهل) (ه‍) في حديث أم معبد " في صوته صهل " أي حدة وصلابة، من صهيل الخيل وهو صوتها، ويروى بالحاء. وقد تقدم. (ه‍) ومنه حديث أم زرع " فجعلني في أهل صهيل وأطيط " تريد أنها كانت في أهل قلة فنقلها إلى أهل كثرة وثروة، لأن أهل الخيل والإبل أكثر (مالا) (2) من أهل الغنم. (صه) (س) قد تكرر في الحديث ذكر " صه " وفى كلمة زجر تقال عند الإسكات، وتكون للواحد والاثنين والجمع، والمذكر والمؤنث، بمعنى اسكت. وهى من أسماء الأفعال، وتنون ولا تنون، فإذا نونت فهى للتنكير، كأنك قلت اسكت سكوتا، وإذا لم تنون فللتعريف: أي اسكت السكوت المعروف منك. (1) زيادة من الهروي. (2) سقطت من ا واللسان. (*)
[ 64 ]
(باب الصاد مع الياء) (صيأ) (ه‍) في حديث على رضى الله عنه " قال لامرأة: أنت مثل العقرب تلدغ وتصئ " صاءت العقرب تصئ إذا صاحت. قال الجواهري: " هو مقلوب من صأى (1) " يصئ، مثل رمى يرمى، والواو في قوله وتصئ للحال: أي تلدغ وهى صائحة. (صيب) (ه‍) في حدث الاستسقاء " اللهم اسقنا غيثا صيبا " أي منهمر متدفقا. وأصله الواو، لأنه من صاب يصوب إذا نزل، وبناؤه صيوب، فأبدلت الواو ياء وأدغمت (2). وإنما ذكرناه ها هنا لأجل لفظه. (س) وفيه " يولد في صيابة قومه " يريد النبي صلى الله عليه وسلم: أي صميمهم وخالصهم وخيارهم. يقال صيابة القوم وصوابتهم، بالضم والتشديد فيهما. (صيت) * فيه " ما من عبد إلا وله صيت في السماء " أي ذكر وشهرة وعرفان. ويكون في الخير والشر. (س) وفيه " كان العباس رجلا صيتا " أي شديد الصوت عاليه. يقال هو صيت وصائت كميت ومائت. وأصله الواو، وبناؤه فيعل، فقلب وأدغم. (صيخ) (س) في حديث ساعة الجمعة " ما من دابة إلا وهى مصيخة " أي مستمعة منصتة. ويروى بالسين وقد تقدم. (س) وفى حديث الغار " فانصاخت الصخرة " هكذا روى بالخاء المعجمة، وإنما هو بالمهملة بمعنى انشقت. يقال انصاه الثوب إذا انشق من قبل نفسه. وألفها منقلبة عن الواو، وإنما ذكرناها ها هنا لأجل روايتها بالخاء المعجمة. ويروى بالسين. وقد تقدمت. ولو قيل (1) انظر الصحاح (صأى) (2) زاد الهروي: " وقال الفراء: هو صويب، مثل فعيل. وقال شمر: قال بعضهم: الصيب: الغيم ذو المطر. وقال الأخفش: هو المطر ". (*)
[ 65 ]
إن الصاد فيها مبدلة من السين لم تكن الخاء غلطا. يقال ساخ في الأرض يسوخ ويسيخ إذا دخل فيها. (صيد) * قد تكرر ذكر " الصيد " في الحديث اسما وفعلا ومصدرا. يقال صاد يصيد صيدا، فهو صائد، ومصيد. وقد يقع الصيد على المصيد نفسه، تسمية بالمصدر. كقوله تعالى " لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم " قيل: لا يقال للشئ صيد حتى يكون ممتنعا حلالا لا مالك له. * وفى حديث أبى قتادة " قال له: أشرتم أو أصدتم " يقال: أصدت غيرى إذا حملته على الصيد وأغريته به. * وفيه " إنا اصدنا حمار وحش " هكذا روى بصاد مشددة. وأصله اصطدنا، فقلبت الطاء صادا وأدغمت، مثل اصبر، في اصطبر. وأصل الطاء مبدلة من تاء افتعل. * وفى حديث الحجاج " قال لامرأة: إنك كتون لفوت لقوف صيود " (1) أراد أنها تصيد شيئا من زوجها. وفعول من أبنية المبالغة. (ه‍) وفيه " أنه قال لعلى رضى الله عنه " أنت الذائد عن حوضى يوم القيامة، تذود عنه الرجال كما يذاد البعير الصاد " يعنى الذى به الصيد، وهو داء يصيب الإبل في رؤسها فتسيل أنوفها وترفع رؤسها، ولا تقدر أن تلوى معه أعناقها. يقال بعير صاد. أي ذو صاد، كما يقال رجل مال، ويوم راح: أي ذو متل وريح. وقيل أصل صاد: صيد بالكسر، ويجوز أن يروى: صاد بالكسر، على أنه اسم فاعل من الصدى: العطش. * ومنه حديث ابن الأكوع " قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى رجل أصيد أفأصلي في القميص الواحد ؟ قال: نعم، وازرره عليك ولو بشوكة " هكذا جاء في رواية، وهو الذى في رقبته علة لا يمكنه الالتفات معها. والمشهور " إنى رجل أصيد "، من الاصطياد. (1) في 1: " إنك كتون لفوت صيود " وفى اللسان: " كنون كفوت صيود " والمثبت من الأصل، وهو موافق لرواية المصنف في (كتن، لفت، لقف). (*)
[ 66 ]
* وفى حديث جابر رضى الله عنه " كان يحلف أن ابن صياد الدجال " قد اختلف الناس فيه كثيرا، وهو رجل من اليهود أو دخيل فيهم، واسمه صاف، فيما قيل، وكان عنده شئ من الكهانة والسحر. وجملة أمره أنه كان فتنة امتحن الله به عباده المؤمنين، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حى عن بينة، ثم إنه مات بالمدينة في الأكثر. وقيل إنه فقد يوم الحرة فلم يجدوه. والله أعلم. (صير) (ه‍) فيه " من اطلع من صير باب فقد دمر " الصير: شق الباب. ودمر: دخل (ه‍) وفى حديث عرضه على القبائل " قال له المثنى بن حارثة: إنا نزلنا بين صيرين، اليمامة والسمامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما هذان الصيران ؟ فقال: مياه العرب وأنهار كسرى " الصير: الماء الذى يحضره الناس، وقد صار القوم يصيرون إذا حضرو الماء. ويروى: " بين صيرتين "، وهى فعلة منه. ويروى " بين صريين "، تثنية صرى. وقد تقدم. (ه‍) وفيه " ما من أمتى أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة، قالوا: وكيف تعرفهم مع كثرة الخلائق ؟ قال: أرأيت لو دخلت صيرة فيها خيل دهم وفيها فرس أغر محجل أما كنت تعرفه منها ؟ " الصيرة: حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر. وجمعها صير. قال الخطابى: قال أبو عبيد: صيرة بالفتح: وهو غلط. (س) وفيه " أنه قال لعلى: ألا أعلمك كلمات لو قلتهن وعليك مثل صير غفر لك " هو اسم جبل. ويروى " صور "، بالواو. (س) وفى رواية أبى وائل " إن عليا رضى الله عنه قال: لو كان عليك مثل صير دينا لأداه الله عنك " ويروى " صبير ". وقد تقدم. (ه‍) وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أنه مر به رجل معه صير فذاق منه " جاء تفسيره في الحديث أنه الصحناء، وهى الصحناة (1) قال ابن دريد: أحسبه سريانيا. (1) في ا والهروى بكسر الصاد المشددة. قال في القاموس (صحن): والصحنا والصحناة، ويمدان ويكسران (*)
[ 67 ]
* ومنه حديث المعافرى " لعل الصير أحب إليك من هذا ". * وفى حديث الدعاء " عليك توكلنا وإليك المصير " أي المرجع. يقال صرت إلى فلان أصير مصيرا، وهو شاذ. والقياس مصارا مثل، معاش. (صيص) (ه‍) فيه " أنه ذكر فتية تكون في أقطار الأرض كأنها صياصى بقر " أي قرونها، واحدتها صيصية، بالتخفيف. شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأمر فيها. وكل شئ امتنع به وتحصن به فهو صيصية. * ومنه قيل للحصون " الصياصى " وقيل: شبه الرماح التى تشرع في الفتنة وما يشبهها من سائر السلاح بقرون بقر مجتمعة. (س ه‍) ومنه حديث أبى هريرة رضى الله عنه " أصحاب الدجال شواربهم كالصياصي " يعنى أنهم أطالوها وفتلوها حتى صارت كأنها قرون بقر. والصيصية أيضا: الوتد (1) الذى يقلع به التمر، والصنارة التى يغزل بها وينسج. (صيغ) (س) في حديث الحجاج " رميت بكذا وكذا صيغة من كثب في عدوك " يريد سهاما رمى بها فيه. يقال هذه سهام صيغة، أي مستوية من عمل رجل واحد. وأصلها الواو فانقلبت ياء لكسرة ما قبلها. يقال هذا صوغ هذا، إذا كان على قدره، وهما صوغان: أي سيان. ويقال صيغة الأمر كذا وكذا: أي هيأته التى بنى عليها وصاغها قائله أو فاعله. (صيف) (س ه‍) في حديث أنس رضى الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور أبا بكر يوم بدر في الأسرى، فتكلم أبو بكر فصاف عنه " أي عدل بوجهه عنه ليشاور غيره. يقال صاف السهم يصيف، إذا عدل عن الهدف. (ه‍) ومنه الحديث الآخر " صاف أبو بكر عن أبى بردة ". (س) وفى حديث عبادة " أنه صلى في جبة صيفة " أي كثيرة الصوف. يقال صاف الكبش (1) في الهروي: " الود " وهو والوتد بمعنى. (*)
[ 68 ]
يصوف صوفا فهو صائف وصيف، إذا كثر صوفه. وبناء اللفظة: صيوفة، فقلبت ياء وأدغمت. وذكرناها هاهنا لظاهر لفظها. (س) وفى حديث الكلالة " حين سئل عنها عمر فقال له: تكفيك آية الصيف " أي التى نزلت في الصيف. وهى الآية التى في آخر سورة النساء. والتى في أولها نزلت في الشتاء. (س) وفى حديث سليمان بن عبد الملك لما حضرته الوفاة قال: أن بنى صبية صيفيون أفلح من كان له ربعيون أي ولدوا على الكبر: يقال أصاف الرجل يصيف إصافة إذا لم يولد له حتى يسن ويكبر. وأولاده صيفيون. والربعيون الذين ولدوا في حداثته وأول شبابه. وإنما قال ذلك، لأنه لم يكن له في أبنائه من يقلده العهد بعده. -
[ 69 ]
حرف الضاد - (باب الضاد مع الهمزة) (ضأضأ) (ه‍) في حديث الخوارج " يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " الضئضئ: الأصل. يقال ضئضئ صدق، وضوضؤ صدق. وحكى بعضهم ضئضئ، بوزن قنديل، يريد أنه يخرج من نسله وعقبه. ورواه بعضهم بالصاد المهملة. وهو بمعناه. * ومنه حديث عمر " أعطيت ناقة في سبيل الله فأردت أن أشترى من نسلها، أو قال من ضئضئها، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دعها حتى تجئ يوم القيامة هي وأولادها في ميزانك ". (ضأل) (ه‍) في حديث أسرا فيل عليه السلام " وإنه ليتضاءل من خشية الله " وفى رواية " لعظمة الله " أي يتصاغر تواضعا له. وتضاءل الشئ إذا انقبض وانضم بعضه إلى بعض، فهو ضئيل. والضئيل: النحيف الدقيق. (س) ومنه حديث عمر " أنه قال للجنى: إنى إراك ضئيلا شخيتا ". (س) وحديث الأحنف " إنك لضئيل " أي نحيف ضعيف. وقد تكرر في الحديث. (ضأن) * في حديث شقيق " مثل قراء هذا الزمان كمثل غنم ضوائن ذات صوف عجاف " الضوائن: جمع ضائنة، وهى الشاة من الغنم، خلاف المعز. (باب الضاد مع الباء) (ضبأ) (ه‍) فيه " فضبأ إلى ناقته " أي لزق بالأرض يستتر بها. يقال أضبأت إليه أضبأ إذا لجأت إليه. ويقال فيه أضبأ يضبئ فهو مضبئ.
[ 70 ]
* ومنه حديث على رضى الله عنه " فإذا هو مضبئ ". (ضبب) (ه‍) فيه " أن أعراببا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب، فقال إنى في غائط مضبة " هكذا جاء في الرواية بضم الميم وكسر الضاد، والمعروف بفتحهما. يقال أضبت أرض فلان إذا كثر ضبابها. وهى أرض مضبة: أي ذات ضباب، مثل مأسدة، ومذأبة، ومربعة: أي ذات أسود وذئاب ويرابيع. وجمع المضبة: مضاب، فأما مضبة فهى اسم فاعل من أضبت كأغدت، فهى مغدة، فإن صحت الرواية فهى بمعناها. ونحو من هذا البناء: (س) الحديث الآخر " لم أزل مضبت بعد " هو من الضب: الغضب والحقد: أي لم أزل ذا ضب. * وحديث على " كل منهما حامل ضب لصاحبه ". * وحديث عائشة " فغضب القاسم وأضب عليها ". (س) والحديث الآخر " فلما أضبوا عليه " أي أكثروا. يقال: أضبوا، إذا تكلموا متتابعا، وإذا نهضوا في الأمر جميعا. (ه‍) وفى حديث ابن عمر " أنه كان يفضى بيديه إلى الأرض إذا سجد وهما تضبان دما " الضب: دون السيلان، يعنى أنه لم ير الدم القاطر ناقضا للوضوء. يقال ضبت لثاته دما: أي قطرت. * ومنه الحديث " ما زال مضبا مذ اليوم " أي إذا تكلم ضبت لثاته دما. (س) وفى حديث أنس " إن الضب ليموت هزالا في جحره بذنب ابن آدم " أي بحبس المطر عنه بشؤم ذنوبهم. وإنما خص الضب لأنه أطول الحيوان نفسا، وأصبرها على الجوع. وروى " الحبارى " بدل الضب، لأنها أبعد الطير نجعة. (ه‍) وفى حديث موسى وشعيب عليهما السلام " ليس فيها ضبوب ولا ثعول " الضبوب: الضيقة ثقب الإحليل. * وفيه " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق مكة، فأصابتنا ضبابة فرقت بين الناس " هي البخار المتصاعد من الأرض في يوم الدجن، يصير كالظلة تحجت الأبصار لظلمتها.
[ 71 ]
(ضبث) (ه‍) في حديث سميط (1) " أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: قل للملأ من بنى إسرائيل: لا يدعوني والخطايا بين أضبائهم " أي في قبضاتهم. والضبثة: القبضة. يقال ضبثت على الشئ إذا قبضت عليه: أي هم محتقبون للأوزار، محتملوها غير مقلعين عنها. ويروى بالنون. وسيذكر. * ومنه حديث المغيرة " فضل ضباث " أي مختالة (2) معتلقة بكل شئ ممسكة له. هكذا جاء في رواية. والمشهور " مئناث ": أي تلد الإناث. (ضبح) (ه‍) في حديث ابن مسعود " لا يخرجن أحدكم إلى ضبحة بليل - أي صيحة يسمعها - فلعله يصيبه مكروه " وهو من الضباح: صوت الثعلب، والصوت الذى يسمع من جوف الفرس. ويروى " صيحة " بالصاد والياء (3). * ومنه حديث ابن الزبير " قاتل الله فلانا. ضبح ضبحة الثعلب وقبع قبعة القنفذ ". (س) وحديث أبى هريرة " إن أعطى مدح وضبح " أي صاح وخاصم عن معطيه. وفى شعر أبى طالب: * فإنى والضوابح (4) كل يوم * هي جمع ضابح، يريد القسم بمن يرفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة الآدمى كفوارس. (ضبر) (ه‍) في حديث أهل النار " يخرجون من النار ضبائر ضبائر " هم الجماعات في تفرقة، واحدتها ضبارة، مثل عمارة وعمائر. وكل مجتمع: ضبارة. (1) في الأصل وا: " شميط " بالشين المعجمة، وأثبتناه بالسين المهملة من الهروي واللسان. وانظر أسد الغابة 2 / 357، الإصابة 1333. (2) في الأصل: " محتالة " بالحاء المهملة. وكتبناه بالمعجمة من ا واللسان. (3) الذى في الهروي: " ضيحة، بالضاد والياء " ضبط قلم. (4) سبقت بفتح الحاء في ص 373، 516 من الجزء الثاني. وكذلك ضبطت في اللسان. (*)
[ 72 ]
* وفى رواية أخرى " فيخرجون ضبارات ضبارات " هو جمع صحة للضبارة، والأول جمع تكسير. * ومنه الحديث " أتته الملائكة بحريرة فيها مسك ومن ضبائر الريحان ". * وفى حديث سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه " الضبر ضبر البلقاء، والطعن طعن أبى محجن " الضبر: أن يجمع الفرس قوائمه ويثب. والبلقاء: فرس سعد. وكان سعد حبس أبا محجن الثقفى في شرب الخمر وهم في قتال الفرس، فلما كان يوم القادسية رأى أبو محجن من الفرس قوة، فقال لامرأة سعد: أطلقيني ولك الله على إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلى في القيد، فحلته فركب فرسا لسعد يقال لها البلقاء، فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم، ثم رجع حتى وضع رجليه في القيد، ووفى لها بذمته. فلما رجع سعد أخبرته بما كان من أمره، فخلى سبيله. (ه‍) وفى حديث الزهري، وذكر بنى إسرائيل فقال: " جعل الله جوزهم الضبر " هو جوز البر. * وفيه " إنا لا نأمن أن يأتوا بضبور " هي الدبابات التى تقرب إلى الحصون لينقب من تحتها، الواحدة ضبرة (1) (ضبس) (ه‍) في حديث طهفة " والفلو الضبيس " الفلو: المهر، والضبيس: الصعب العسر. يقال رجل ضبس وضبيس. * ومنه حديث عمر وذكر الزبير فقال: " ضبس ضرس ". (ضبط) (ه‍) فيه " أنه سئل عن الأضبط " هو الذى يعمل بيديه جميعا، يعمل بيساره كما يعمل بيمينه. * وفى الحديث " يأتي على الناس زمان وإن البعير الضابط والمزادتين أحب إلى الرجل مما يملك " الضابط: القوى على عمله. (1) في الهروي: " الواحد ضبر " وكذا في الفائق 2 / 278. وانظر القاموس (صبر). (*)
[ 73 ]
(ه‍) وفى حديث أنس " سافر ناس من الأنصار فأرملوا، فمروا بحى من العرب فسألوهم القرى فلم يقروهم، وسألوهم الشراء فلم يبيعوهم، فتضبطوهم وأصابوا منهم (1) " يقال تضبطت فلانا إذا أخذته على حبس منك له وقهر. (ضبع) (ه‍) فيه " أن رجلا أتاه فقال: قد أكلتنا الضبع يارسول الله " يعنى السنة المجدبة، وهى في الأصل الحيوان المعروف. والعرب تكنى به عن سنة الجدب. * ومنه حديث عمر " خشيت أن تأكلهم الضبع ". (س) وفيه " أنه مر في حجه على امرأة معها ابن لها صغير، فأخذت بضبعيه وقالت: ألهذا حج ؟ فقال: نعم، ولك أجر " الضبع بسكون الباء: وسط العضد. وقيل هو ما تحت الإبط. (س) ومنه الحديث " أنه طاف مضطبعا وعليه برد أخضر " هو أن يأخذ الإزار أو البرد فيجعل وسطه تحت إبطه الأيمن، ويلقى طرفيه على كتفه الأيسر من جهتى صدره وظهره. وسمى بذلك لإبداء الضبعين. ويقال للإبط الضبع، للمجاورة. (س) وفى قصة إبراهيم عليه السلام وشفاعته في أبيه " فيمسخه الله ضبعانا أمدر " الضبعان: ذكر الضباع. (ضبن) (ه‍) فيه " اللهم إنى أعوذ بك من الضبنة في السفر " الضبنة والضبنة (2): ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته. سموا ضبنة، لأنهم في ضبن من يعولهم. والضبن: ما بين الكشح والإبط (3). تعوذ بالله من كثرة العيال في مظنة الحاجة وهو السفر. وقيل تعوذ من صحبة من لا غناء فيه ولا كفاية من الرفاق، إنما هو كل وعيال على من يرافقه. (ه‍) ومنه الحدى " فدعا بميضأة فجعلها في ضبنه " أي حضنه. واضطبنت الشئ إذا جعلته في ضبنك. (1) في الهروي: " فضبطوهم وأصابوا فيهم ". (2) الضبنة، مثلثة الضاد، وضبنة، كفرحة. القاموس (ضبن). (3) عبارة الهروي: " الضبن: فوق الكشح ودون الإبط، والحضر ما بينهما ".
[ 74 ]
(ه‍) ومنه حديث عمر " إن الكعبة تفئ على دار فلان بالغداة، وتفئ (هي) (1) على الكعبة بالعشى. وكان يقال لها رضيعة الكعبة، فقال: إن داركم قد ضبنت الكعبة، ولا بد لى من هدمها " أي أنها لما صارت الكعبة في فيئها بالعشى كانت كأنها قد ضبنتها، كما يحمل الإنسان الشئ في ضبنه. (س) ومنه حديث ابن عمر " يقول القبر: " يا ابن آدم قد حذرت ضيقى ونتنى وضبنى " أي جنبى وناحيتي. وجمع الضبن أضبان. * ومنه حديث سميط (2) " لا يدعوني والخطايا بين أضبانهم " أي يحملون الأوزار على جنوبهم. ويروى بالثاء المثلثة. وقد تقدم. (باب الضاد مع الجيم) (ضجج) (س) في حديث حذيفة " لا يأتي على الناس زمان يضجون منه إلا أردفهم الله أمرا يشغلهم عنه " الضجيج: الصياح عند المكروه والمشقة والجزع. (ضجع) * فيه " كانت ضجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أدما حشوها ليف " الضجعة بالكسر: من الاضطجاع، وهو النوم، كالجلسة من الجلوس، وبفتحها المرة الواحدة. والمراد ما كان يضطجع عليه، فيكون في الكلام مضاف محذوف، والتقدير: كانت ذت ضجعته، أو ذات اضطجاعه فراش أدم حشوها ليف. (س) وفى حديث عمر رضى الله عنه " جمع كومة من رمل وانضجع عليها " هو مطاوع أضجعه، نحو أزعجته فانزعح، وأطلقته فانطلق. وانفعل بابه الثلاثي، وإنما جاء في الرباعي قليلا على إنابة أفعل مناب فعل. (ضجن) (س) فيه " أنه أقبل حتى إذا كان بضجنان " هو موضع أو جبل بين مكة والمدينة. وقد تكرر في الحديث. (1) سقطت من ا واللسان، وهى في الأصل والهروى. (2) انظر تعليقنا ص 71. (*)
[ 75 ]
(باب الضاد مع الحاء) (ضحح) (ه‍) في حديث أبى خيثمة " يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح، وأنا في الظل ! " أي يكون بارزا لحر الشمس وهبوب الرياح. والضح بالكسر: ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض، وهو كالقمراء للقمر. هكذا هو أصل الحديث. ومعناه. وذكره الهروي فقال: أراد كثرة الخيل والجيش. يقال جاء فلان بالضح والريح: أي بما طلعت عليه الشمس وهبت عليه (2) الريح، يعنون المال الكثير. هكذا فسره الهروي. والأول أشبه بهذا الحديث. * ومن الأول الحديث " لا يقعدن أحدكم بين الضح والظل فإنه مقعد الشيطان " أي يكون نصفه في الشمس ونصفه الظل. * وحديث عياش بن أبى ربيعة " لما هاجر أقسمت أمه بالله لا يظللها ظل ولا تزال في الضح والريح حتى يرجع إليها ". (س) ومن الثاني الحديث الآخر " لو مات كعب عن الضح والريح لورثه الزبير " أراد أنه لو مات عما طلعت عليه الشمس وجرت عليه الريح، كنى بهما عن كثرة المال. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد آخى بين الزبير وبين كعب بن مالك. ويروى " عن الضيح والريح ". وسيجئ. (ضحضح) (ه‍) في حديث أبى طالب " وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح " وفى رواية " أنه في ضحضاح من نار يغلى منه دماغه " الضحضاح في الأصل: مارق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار. * ومنه حديث عمرو بن العاص يصف عمر، قال " جانب غمرتها، ومشى ضحضاحها وما ابتلت قدماه " أي لم يتعلق من الدنيا بشئ. وقد تكرر في الحديث. (ضحك) (ه‍) فيه " يبعث الله تعالى السحاب فيضحك أحسن الضحك " جعل انجلاءه (1) في الهروي: " به ". (*)
[ 76 ]
عن البرق ضحكا، استعاة ومجازا، كما يفتر الضاحك عن الثغر. وكقولهم ضحكت الأرض، إذا أخرجت نباتها وزهرتها. (ه‍) وفيه " ما أوضحوا بضاحكة " أي ما تبسموا. والضواحك: الأسنان التى تظهر عند التبسم. (ضحل) (س) في كتابه لأكيدر " ولنا الضاحية من الضحل " الضحل بالسكون: القليل من الماء. وقيل هو الماء القريب المكان، وبالتحريك مكان الضحل. ويروى " الضاحية من البعل ". وقد تقدم في الباء. (ضحا) (س) فيه " إن على كل أهل بيت أضحاة كل عام " أي أضحية. وفيها أربع لغات: أضحية، وإضحية، والجمع أضاحى. وضحية، والجمع ضحايا. وأضحاة، والجمع أضحى. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث سلمة بن الأكوع " بينا نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي نتغدى. والأصل فيه أن العرب كانوا يسيرون في ظعنهم، فإذا مروا ببقعة من الأرض فيها كلا وعشب قال قائلهم: ألا ضحوا رويدا، أي ارفقوا بالإبل، حتى تتضحى، أي تنال من هذا المرعى، ثم وضعت التضحية مكان الرفق لتصل الإبل إلى المنزل وقد شبعت، ثم اتسع فيه حتى قيل لكل من أكل في وقت الضحى: هو يتضحى، أي يأكل في هذا الوقت. كما يقال يتغدى ويتعشى في الغداء والعشاء. والضحاء بالمد والفتح: هو إذا علت الشمس إلى ربع السماء فما بعده. (س) ومنه حديث بلال " فلقد رأيتهم يتروحون في الضحاء ": أي قريبا من نصف النهار فأما الضحوة فهو ارتفاع أول النهار. والضحى بالضم والقصر فوقه، وبه سميت صلاة الضحى. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (س) ومنه حديث عمر " اضحوا بصلاة الضحى " أي صلوها لوقتها ولا تؤخروها إلى ارتفاع الضحى.
[ 77 ]
(ه‍) ومن الأول كتاب على إلى ابن عباس " ألا ضح رويدا (1) قد بلغت المدى " أي اصبر قليلا. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر " فإذا نضب عمره وضحا ظله " أي مات. يقال ضحا الظل إذا صار شمسا، فإذا صار ظل الإنسان شمسا فقد بطل صاحبه. (ه‍) ومنه حديث الاستسقاء " اللهم ضاحت بلادنا واغبرت أرضنا " أي برزت للشمس وظهرت لعدم النبات فيها. وهى فاعلت، من ضحى، مثل رامت من رمى، وأصلها: ضاحيت. (ه‍) ومنه حديث ابن عمر " أي محرما قد استظل، فقال: أضح لمن أحرمت له " أي اظهر واعتزل الكن والظل. يقال ضحيت للشمس، وضحيت أضحى فيهما إذا برزت لها وظهرت. قال الجوهرى: يرويه المحدثون " أضح " بفتح الألف وكسر الحاء (2) وإنما هو بالعكس (س) ومنه حديث عائشة " فلم يرعنى إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضحا " أي ظهر. (ه‍) ومنه الحديث " ولنا الضاحية من البعل " أي الظاهرة البارزة التى لا حائل دونها. (س) ومنه الحديث " أنه رأى عمرو بن حريث، فقال: إلى أين ؟ قال: إلى الشام، قال: أما إنها ضاحية قومك " أي ناحيتهم. (1) رواية الهروي: " ألا ضح رويدا فكأن قد بلغت المدى ". وهى رواية الزمخشري أيضا في الفائق 2 / 428. (2) بعد هذا في الضحاح (ضحا): من أضحيت. وقال الأصمعى: إنما هو " اضح لمن أحرمت له " بكسر الألف وفتح الحاء، من ضحيت أضحى، لإنه إنما أمره بالبروز للشمس، ومنه قوله تعالى: " وأنك لا تطمأ فيها ولا تضحى ". ا ه‍ واللفظة في الهروي: " إضح "، ضبط قلم. (*)
[ 78 ]
ومنه حديث أبى هريرة " وضاحية مضر مخالفون لرسول الله صلى الله عليه وسلم " أي أهل البادية منهم. وجمع الضاحية: ضواح. * ومنه حديث أنس " قال له: البصرة إحدى المؤتفكات فانزل في ضواحيها ". * ومنه قيل " قريش الضواحى " أي النازلون بظواهر مكة. (ه‍) وفى حديث إسلام أبى ذر " في ليلة إضحيان " (أي مضيئة (1)) مقمرة. يقال ليلة إضحيان وإضحيانة (2) والألف والنون زائدتان. (باب الضاد مع الراء) (ضرأ) (س) في حديث معد يكرب " مشوا في الضراء " هو بالفتح والمد: الشجر الملتف في الوادي. وفلان يمشى الضراء، إذا مشى مستخفيا فيما يوارى من الشجر. ويقال للرجل إذا ختل صاحبه ومكر به: هو يدب له الضراء ويمشى له الخمر (3) وهذه اللفظة ذكرها الجوهرى في المعتل، وهو بابها، لأن همزتها منقلبة عن ألف وليست أصلية، وأبو موسى ذكرها في الهمزة حملا على ظاهر لفظها فاتبعناه. (ضدب) قد تكرر في الحديث " ضرب الأمثال " وهو اعتبار الشئ بغيره وتمثيله. به. والضرب: المثال. * وفى صفة موسى عليه السلام " أنه ضرب من الرجال " هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق. * وفى رواية " فإذا رجل مضطرب، رجل الرأس " هو مفتعل من الضرب، والطاء بدل من تاء الافتعال. (1) سقطت من ا واللسان. (2) زاد الهروي: " وضحيانة وضحياء، ويوم ضحيان. قال: وهكذا جاء في الحديث ". (3) عبارة الجوهرى. " هو يمشى له الضراء ويدب له الخمر ". الضحاح (ضرا) (*)
[ 79 ]
(س) ومه في صفة الدجال " طوال ضرب من الرجال ". (س) وفيه " لا تضرب أكباد الإبل إلا إلى ثلاثة مساجد " أي لا تركب ولا يسار عليها. يقال ضربت في الأرض، إذا سافرت. (ه‍) ومنه حديث على " إذا كان كذا ضرب يعسوب الدين بذنبه " أي أسرع الذهاب في الأرض فرارا من الفتن. (س) ومنه حديث الزهري " لا تصلح مضاربة من طعمته حرام " المضاربة: أن تعطى مالا لغيرك يتجر فيه فيكون له سهم معلوم من الربح، وهى مفاعلة من الضرب في الأرض والسير فيها للتجارة. * وفى حديث المغيرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم انطلق حتى توارى عنى فضرب الخلاء ثم جاء " يقال ذهب يضرب الغائط والخلاء، والأرض، إذا ذهب لقضاء الحاجة. (س) ومنه الحديث " لا يذهب الرجلان يضربان الغائط يتحدثان ". * وفيه " أنه نهى عن ضراب الجمل " هو نزوه على الأنثى. والمراد بالنهي ما يؤخذ عليه من الأجرة، لا عن نفس الضراب. وتقديره: نهى عن ثمن ضراب الجمل، كنهيه عن عسب الفحل: أي عن ثمنه. يقال: ضرب الجمل الناقة يضربها إذا نزا عليها. وأضرب فلان ناقته: أي أنزى الفحل عليها. (س) ومنه الحدى الآخر " ضراب الفحل من الشحت " أي أنه حرام. وهذا عام في كل فحل. (س) وفى حديث الحجام " كم ضريبتك ؟ " الضريبة: ما يؤدى العبد إلى سيده من الخراج المقرر عليه، وهى فعيلة بمعنى مفعولة، وتجمع على ضرائب. * ومنه حديث الإماء " اللاتى كان عليهن لمواليهن ضرائب ". وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردا ومجموعا. (ه‍) وفيه " أنه نهى عن ضربة الغائص " هو أن يقول الغائص في البحر للتاجر: أغوص غوصة، فما أخرجته فهو لك بكذا، نهى عنه لأنه غرر.
[ 80 ]
(ه‍) وفيه " ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء وسط الشجر الذى تحات من الضريب " هو الجليد. (ه‍) وفيه " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام بحسن ضريبته " أي طبيعته وسجيته. (ه‍) وفيه " أنه اضطرب خاتما من ذهب " أي أمر أن يضرب له ويصاغ، وهو افتعل من الضرب: الصياغة، والطاء بدل من التاء. * ومنه الحديث " يضطرب بناء في المسجد " أي ينصبه ويقيمه على أوتاد مضروبة في الأرض. * وفيه " حتى ضرب الناس بعطن " أي رويت إبلهم حتى بركت وأقامت مكانها. * وفيه " حديث ابن عمر " فأردت أن أضرب على يده " أي أعقد معه البيع، لأن من عادة المتبايعين أن يضع أحدهما يده في يد الآخر عند عقد التبايع. (س) وفيه " الصداع ضربان في الصدغين " ضرب العرق ضربانا وضربا إذا تحرك بقوة. (س) وفيه " فضرب الدهر من ضربانه " ويروى " من ضربه " أي مر من مروره وذهب بعضه. * وفى حديث عائشة " عتبوا على عثمان ضربة السوط والعصا " أي كان من قبله يضرب في العقوبات بالدرة والنعل، فخالفهم. (س) وفى حديث ابن عبد العزيز " إذا ذهت هذا وضرباؤه " هم الأمثال والنظراء، واحدهم: ضريب.
[ 81 ]
(س) وفى حديث الحجاج " لأجزرنك جزر الضرب " هو بفتح الراء: العسل الأبيض الغليظ. ويروى بالصاد، وهو العسل الأحمر. (ضرج) (س) فيه " قال: مر بى جعفر في نفر من الملائكة مضرج الجناحين بالدم " أي ملطخا به. (س) ومنه الحديث " وعلى ريطة مضرجة " أي صبغها بالمشبع. (س) وفى كتابه لوائل " وضرجوه بالأضاميم " أي دموه بالضرب. والضرج: الشق أيضا. * ومنه حديث المرأة صاحبة المزادتين " تكاد تتضرج من الملء " أي تنشق. (ضرح) (ه‍) فيه " الضراح بيت في السماء حيال الكعبة " ويروى: " الضريح "، وهو البيت المعمور، من المضارحة، وهى المقابلة والمضارعة. وقد جاء ذكره في حديث على ومجاهد، ومن رواه بالصاد فقد صحف. * وفى حديث دفن البنى صلى الله عليه وسلم " نرسل إلى اللاحد والضارح فأيهما سبق تركناه " الضارح: هو الذي يعمل الضريح، وهو القبر، فعيل بمعنى مفعول، من الضرح: الشق في الأرض. * ومنه حديث سطيح " أوفى على الضريح " وقد تكرر في الحديث. (ضرر) * في أسماء الله تعالى " الضار " هو الذى يضر من يشاء من خلقة، حيث هو خالق الأشياء كلها خيرها وشرها ونفعها وضرها. (ه‍) وفيه " لا ضرر ولا ضرار في الإسلام " الضر: ضد النفع، ضره يضره ضرا وضرارا وأضر به يضر إضرارا. فمعنى قوله لا ضرر: أي يضر الرجل أخاه فينقصه شيئا من حقه. والضرار: فعال، من الضر: أي لا يجازيه على إضراره بإدخال الضرر عليه. والضرر: فعل الواحد والضرار: فعل الاثنين، والضرر: ابتداء الفعل، والضرار: الجزاء عليه. وقيل الضرر: ما تضر به
[ 82 ]
صاحبك وتننفع به أنت، والضرار: أن تضره من غير أن تنتفع به. وقيل هما بمعنى، وتكرارهما للتأكيد. * ومنه الحديث " إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستين سنة، ثم يحضرهما الموت فيضارران في الوصية، فتجب لهما النار " المضاررة في الوصية: أن لا تمضى، أو ينقص (1) بعضها، أو يوصى لغير أهلها، ونحو ذلك مما يخالف السنة. (ه‍) ومنه حديث الرؤية " لا تضارون في رؤيته " يروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد بمعنى لا تتخالفون ولا تتجادلون في صحة النظر إليه، لوضوحه وظهوره. يقال ضاره يضاره، مثل ضره يضره. قال الجوهرى: " يقال أضرني (2) فلان، إذا دنا منى دنوا شديدا ". فأراد بالمضارة الاجتماع والازدحام عند النظر إليه. وأما التخفيف فهو من الضير، لغة في الضر، والمعنى فيه كالأول. * ومنه الحديث " لا يضره أن يمس من طيب إن كان له " هذه كلمة تستعملها العرب، ظاهرها الإباحة، ومعناها الحض والترغيب. (ه‍) ومنه حديث معاذ " أنه كان يصلى فأضر به غصن (فمده) (3) فكسره " أي دنا منه دنوا شديدا فآذاه. * وفى حديث البراء " فجاء ابن أم مكتوم يشكو ضرارته " الضرارة هاهنا: العمى. والرجل ضرير، وهو من الضر: سوء الحال. * وفيه " ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر " الضراء: الحالة التى تضر، وهى نقيض السراء، وهما بنا آن للمؤنث، ولا مذكر لهما، يريد اختبرنا بالفقر والشدة والعذاب فصبرنا عليه، فلما جاءتنا السراء، وهى الدنيا والسعة والراحة بطرنا ولم نصبر. * وفى حديث على، عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى عن بيع المضطر " هذا يكون من (1) في ا " ينقض " بالضاد المعجمة. (2) الذى في الصحاح (ضرر): " أضر بى ". (3) من الهروي. (*)
[ 83 ]
وجهين: أحدهما أن يضطر إلى العقد من طريق الإكراه عليه، وهذا بيع فاسد لا ينعقد، والثانى أن يضطر إلى البيع لدين ركبه أو مؤونة ترهقه فيبيع ما في يده بالوكس للضرورة، وهذا سبيله في حق الدين والمرؤة أن لا يبايع على هذا الوجه، ولكن يعان ويقرض إلى الميسرة، أو تشترى سلعته بقيمتها، فإن عقد البيع مع الضرورة على هذا الوجه صح ولم يفسخ، مع كراهة أهل العلم له. ومعنى البيع ها هنا الشراء أو المبايعة، أو قبول البيع. والمضطر: مفتعل من الضر، وأصله مضترر، فأدغمت الراء وقلبت التاء طاء لأجل الضاد. * ومنه حديث ابن عمر " لا تبتع من مضطر شيئا " حمله أبو عبيد على المكره على البيع، وأنكره حمله على المحتاج. * وفى حديث سمرة " يجزى من الضارورة صبوح أو غبوق " الضارورة: لغة في الضرورة. أي إنما يحل للمضطر من الميتة أن يأكل منها ما يسد الرمق غداء أو عشاء، وليس له أن يجمع بينهما. * وفى حديث عمرو بن مرة " عند اعتكار الضرائر " الضرائر: الأمور المختلفة، كضرائر النساء لا يتفقن، واحداتها ضرة. (ه‍) وفى حديث أم معبد. * له بصريح ضرة الشاة مزبد * الضرة: أصل الضرع. (ضرس) * فيه " أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى من رجل فرسا كان اسمه الضرس، فسماه السكب، وأول ما غزا عليه أحدا " الضرس: الصعب السيئ الخلق. (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه قال في الزبير: " هو ضبس ضرس " يقال رجل ضرس وضريس. (ه‍) ومنه الحديث في صفه على " فإذا فزع فزع إلى ضرس حديد " أي صعب العريكة قوى. ومن رواه بكسر الضاد وسكون الراء فهو أحد الضروس، وهى الآكام الخشنة، أي إلى جبل من حديد. ومعنى قوله " إذا فزع ": أي فزع إليه والتجئ، فحذف الجار واستتر الضمير. (*)
[ 84 ]
(س) ومنه حديثه الآخر " كان ما نشاء من ضرس قاطع " أي ماض في الأمور نافذ العزيمة. يقال فلان ضرس من الأضراس: أي داهية، وهو في الأصل أحد الأسنان، فاستعاره لذلك. * ومنه حديثه الآخر " لا يعض في العلم بضرس قاطع " أي لم يتقنه ولم يحكم الأمور. (ه‍) وفى حديث ابن عباس " أنه كره الضرس " هو صمت يوم إلى الليل. وأصله العض (الشديد) (1) بالأضراس. أخرجه الهروي عن ابن عباس، والزمخشري عن أبى هريرة. (س) وفى حديث وهب " أن ولد زنا في بنى إسرائيل قرب قربانا فلم يقبل، فقال: يا رب يأكل أبواي الحمض وأضرس أنا ! أنت أكرم من ذلك. فقبل قربانه " الحمض: من مراعى الإبل إذا رعته ضرست أسنانها. والضرس - بالتحريك -: ما يعرض للأسنان من أكل الشئ الحامض. المعنى: يذنب أبواي وأؤاخذ أنا بذنبهما. (ضرط) (س) فيه " إذا نادى المنادى بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ". وفى رواية " وله ضريط " يقال ضراط وصريط، كنهاق ونهيق. (ه‍) ومنه حديث على " أنه دخل بيت المال فأضرط به " أي استخف به. (س) ومنه حديثه الآخر " أنه سئل عن شئ فأضرط بالسائل " أي استخف به وأنكر قوله. وهو من قولهم: تكلم فلان فأضرط به فلان، وهو أن يجمع شفتيه ويخرج من بينهما صوتا يشبه الضرطة، على سبيل الاستخفاف والاستهزاء. (ضرع) (ه‍) فيه " أنه قال لولدي جعفر رضى الله عنه: مالى أراهما ضارعين ؟ فقالوا: إن العين تسرع إليهما " الضارع: النحيف الضاوى الجيم. يقال ضرع يضرع فهو ضارع وضرع، بالتحريك. (ه‍) ومنه حديث قيس بن عاصم " إنى لأفقر البكر الضرع والناب المدبر " أي أعيرهما للركوب، يعنى الجمل الضعيف والناقة الهرمة. (1) من الهروي، والقاموس (ضرس). (*)
[ 85 ]
* ومنه حديث المقداد " وإذا فيهما فرس آدم (1) ومهر ضرع ". * وحديث عمرو بن العاص " لست بالضرع ". (ه‍) ومنه قول الحجاج لمسلم بن قتيبة " مالى أراك ضارع الجسم ". (س) وفى حديث عدى " قال له: لا يختلجن في صدرك شئ ضارعت فيه النصرانية " المضارعة: المشابهة والمقاربة، وذلك أنه سأله عن طعام النصارى، فكأنه أراد: لا يتحركن في قلبك شك أن ما شابهت فيه النصارى حرام أو خبيث أو مكروه. وذكره الهروي في باب الحاء المهملة مع اللام (2)، ثم قال: يعنى أنه نظيف. وسياق الحديث لا يناسب هذا التفسير. * ومنه حديث معمر بن عبد الله " إنى أخاف أن تضارع " أي أخاف أن يشبه فعلك الرياء (3). * ومنه حديث معاوية " لست بنكحة طلقة، ولا بسببة ضرعة " أي لست بشتام للرجال المشابه لهم والمساوي. * وفى حديث الاستسقاء " خرج متبذلا متضرعا " التضرع: التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة. يقال ضرع يضرع بالكسر والفتح، وتضرع إذا خضع وذل. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه " أضرع الله خدودكم " أي أذلها. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث سلمان رضى الله عنه " قد ضرع به " أي غلبه، كذا فسره الهروي، وقال (4) يقال: لفلان فرس قد ضرع به: أي غلبه. * وفى حديث أهل النار " فيغاثون بطعام من ضريع " هو نبت بالحجاز له شوك كبار. ويقال له الشبرق. وقد تكرر في الحديث. (1) في ا: " أذم " والمقبت في الأصل واللسان. (2) وأخرجه من حديث على. (3) في ا: " الربا ". والمثبت من الأصل واللسان. (4) حكاية عن ابن شميل. (*)
[ 86 ]
(ضرغم) (س) في حديث قيس " والأسد الضرغام ": هو الضارى الشديد المقدام من الأسود. (ضرك) (س) في قصة ذى الرمة ورؤبة " عالة ضرائك " الضرائك: جمع ضريك، وهو الفقير السيئ الحال. وقيل الهزيل. (ضرم) (ه‍) في حديث أبى بكر رضى الله عنه " قال قيس بن أبى حازم: كان يخرج إلينا وكأن لحيته ضرام عرفج " الضرام: لهب النار، شبهت به لأنه كان يخضبها بالحناء. * ومنه حديث على " والله لود معاوية أنه ما بقى من بنى هاشم نافخ ضرمة " الضرمة بالتحريك: النار. وهذا يقال عند المبالغة في الهلاك، لأن الكبير والصغير ينفخان النار. وأضرم النار إذا أوقدها. * ومنه حديث الأخدود " فأمر بالأخاديد وأضرم فيها النيران ". (ضرا) (ه‍) فيه " أن قيسا ضراء الله " هو بالكسر جمع ضرو، وهو من السباع ما ضرى بالصيد ولهج به: أي أنهم شجعان، تشبيها بالسباع الضارية في شجاعتها. يقال ضرى بالشئ يضرى ضرى وضراوة (1) فهو ضار، إذا اعتاده. * ومنه الحديث " إن للإسلام ضراوة " أي عادة ولهجا به لا يصبر عنه. (ه‍) ومنه حديث عمر " إن للحم ضراوة كضراوة الخمر " أي أن له عادة ينزع إليها كعادة الخمر. وقال الأزهري: أراد أن له عادة طلابة لأكله، كعادة الخمر مع شاربها، ومن اعتاد الخمر وشربها أسرف في النفقة ولم يتركها، وكذلك من اعتاد اللحم لم يكد يصبر عنه، فدخل في دأب المسرف في نفقته. * ومنه الحديث " من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية أو ضار " أي كلبا معودا بالصيد. يقال ضرى الكلب وأضراه صاحبه: أي عوده وأغراه به، ويجمع على ضوار. والمواشى الضارية: المعتادة لرعى زروع الناس. (1) راد الهروي: " وضراء ". (*)
[ 87 ]
(ه‍) ومنه حديث على " أنه نهى عن الشرب في الإناء الضارى، هو الذى ضرى بالخمر وعود بها (1)، فإذا جعل فيه العصير صار مسكرا. وقال ثعلب: الإناء الضارى ها هنا هو السائل: أي أنه ينغص الشرب على شاربه. (ه‍) وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه " أنه أكل مع رجل به ضرو من جذام " يروى بالكسر والفتح، فالكسر يريد أنه داء قد ضرى به لا يفارقه، والفتح من ضرا الجرح يضرو ضروا إذا لم ينقطع سيلانه: أي به قرحة ذات ضرو. * وفى حديث على " يمشون الخفاء ويدبون الضراء " هو بالفتح وتخفيف الراء والمد: الشجر الملتف، يريد به المكر والخديعة. وقد تقدم مثله في أول الباب وإن كان هذا موضعه. * وفى حديث عثمان رضى الله عنه " كان الحمى - حمى ضرية - على عهده ستة أميال " ضرية: امرأة سمى بها الموضع، وهو بأرض نجد. (بالب الضاد مع الزاى) (ضزن) (ه‍) في حديث عمر رضى الله عنه " بعث بعامل ثم عزله فانصرف إلى منزله بلا شئ، فقالت له امرأته: أين مرافق العمل ؟ فقال لها: كان معى ضيزنان يحفظان ويعلمان " يعنى الملكين الكاتبين. الضيزن: الحافظ الثقة، أرضى أهله بهذا القول، وعرض بالملكين، وهو من معاريض الكلام ومحاسنه، والياء في الضيزن زائدة (2). (باب الضاد مع الطاء) (ضطر) (ه‍) في حديث على رضى الله عنه " من يعذرني من هؤلاء الضياطرة " هم الضخام الذين لا غناء عندهم، الواحد ضيطار. والياء زائدة. (ضطرد) * في حديث مجاهد " إذا كان عند اضطراد الخيل وعند سل السيوف أجزأ (1) في ا: " وعودها ". وأثبتنا ما في الأصل واللسان. (2) قال الهروي: والضيزن في غيره: الذى يتزوج امرأة أبيه بعد موته. (*)
[ 88 ]
الرجل أن تكون صلاته تكبيرا " الاضطراد هو الاطراد: وهو افتعال من طراد الخيل، وهو عدوها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء، ثم قلبت الطاء الأصلية ضادا. وموضعه حرف الطاء، وإنما ذكرناه ها هنا لأجل لفظه. * ومنه حديث أبى هريرة " فدنا الناس واضطم بعضهم إلى بعض ". (باب الضاد مع العين) (ضعضع) * فيه " ما تضعضع امرؤ لآخر يريد به عرض الدنيا إلا ذهب ثلثا دينه " أي خضع وذل. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر في إحدى الروايتين " قد تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور " أي أذلهم. (ضعف) (ه‍) في حديث خيبر (1) من كان مضعفا فليرجع " أي من كانت دابته ضعيفة. يقال: أضعف الرجل فهو مضعف، إذا ضعفت دابته. (ه‍) ومنه حديث عمر " المضعف أمير على أصحابه " يعنى في السفر: أي أنهم يسيرون بسيره. * وفى حديث آخر " الضعيف أمير الركب ". (س) وفى حديث أهل الجنة " كل ضعيف متضعف " يقال تضعفته واستضعفته بمعنى، كما يقال تيقن واستيقن. يريد الذى يتضعفه الناس ويتجبرون عليه في الدنيا للفقر ورثاثة الحال. (1) جعله الهروي من حديث حنين. (*)
[ 89 ]
* ومنه حديث الجنة " مالى لا يدخلنى إلا الضعفاء " قيل هم الذين يبرئون أنفسهم من الحول والقوة. (س) ومنه الحديث " اتقوا الله في الضعيفين " يعنى المرأة والمملوك. (ه‍) وفى حديث أبى ذر قال: " فتضعفت رجلا " أي استضعفته. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه " غلبنى أهل الكوفة، أستعمل عليهم المؤمن فيضعف، وأستعمل عليهم القوى فيفجر ". (ه‍) وفى حديث أبى الدحداح: * إلا رجاء الضعف في المعاد * أي مثلى الأجر، يقال: إن أعطيتني درهما فلك ضعفه: أي درهمان، وربما قالوا فلك ضعفاه. وقيل ضعف الشئ مثله، وضعفاه مثلاه. قال الأزهري: الضعف في كلام العرب: المثل فما زاد. وليس بمقصور على مثلين، فأقل الضعف محصور في الواحد، وأكثره غير محصور. (س) ومنه الحديث " تضعف صلاة الجماعة على صلاة الفذ خمسا وعشرين درجة " أي تزيد عليها. يقال ضعف الشئ يضعف إذا زاد، وضعفته وأضعفته وضاعفته بمعنى. (ضعة) * فيه ذكر " الضعة " وهى الذل والهوان والدناءة، وقد وضع ضعة فهو وضيع، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة. وقد تكسر الضاد. (باب الضاد مع الغين) (ضغبس) (ه‍) فيه " أن صفوان بن أمية أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضغابيس وجداية " هي صغار الغثاء (1)، واحدها ضغبوس. وقيل هي نبت ينبت في أصول الثمام يشبه الهليون يسلق بالخل والزيت ويؤكل. (1) عبارة الهروي: " هي شبه صغار القثاء ". (*)
[ 90 ]
(ه‍) وفى حديث آخر " لا بأس باجتناء الضغابيس في الحرم " وقد تكرر في الحديث. (ضغث) (ه‍) في حديث ابن زمل " فمنهم الآخذ الضغث " الضغث: ملء اليد من الحشيش المختلط. وقيل الحزمة منه ومما أشبهه من البقول، أراد: ومنهم من نال من الدنيا شيئا. * ومنه حديث ابن الأكوع " فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا " أي حزمة. * ومنه حديث على في مسجد الكوفة " فيه ثلاث أعين أنبتت بالضغث " يريد به الضغث الذى ضرب به أيوب عليه السلام زوجته، وهو قوله تعالى " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ". (ه‍) ومنه حديث أبى هريرة " لأن يمشى معى ضغثان من نار أحب إلى من أن يسعى غلامي خلفي " أي حزمتان من حطب، فاستعارهما للنار، يعنى أنهما قد اشتعلتا وصارتا نارا. (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " اللهم إن كتبت على إثما أو ضغثا فامحه عنى " أراد عملا مختلطا غير خالص. من ضغث الحديث إذا خلطه، فهو فعل بمعنى مفعول. ومنه قيل للأحلام الملتبسة أضغاث. (س) وفى حديث عائشة " كانت تضغث رأسها " الضغث: معالجة شعر الرس باليد عند الغسل، كأنهما تخلط بعضه ببعض، ليدخل فيه الغسول والماء. (ضغط) (س) فيه " لتضغطن على باب الجنة " أي تزحمون. يقال ضغطه يضغطه ضغطا: إذا عصره وضيق عليه وقهره. * ومنه حديث الحديبية " لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة " أي عصرا وقهرا. يقال أخذت فلانا ضغطة بالضم، إذا ضيقت عليه لتكرهه على الشئ. (س) ومنه الحديث " لا يشترين أحدكم مال امرئ في ضغطة من سلطان " أي قهر. (*)
[ 91 ]
(س) ومنه الحديث " لا تجوز الضغطة " قيل هي أن تصالح من لك عليه مال على بعضه ثم تجد البينة فتأخذه بجميع المال. (ه‍) ومنه حديث شريح " كان لا يجيز الاضطهاد والضغطة " وقيل هو أن يمطل الغريم بما عليه من الدين حتى يضجر (به) (1) صاحب الحق، ثم يقول له: أتدع منه كذا وتأخذ الباقي معجلا ؟ فيرضى بذلك. * ومنه الحديث " يعتق الرجل من عبده ما شاء، إن شاء ثلثا، وإن شاء خمسا ليس بينه وبين الله ضغطة ". (ه‍) ومنه حديث معاذ " لما رجع عن العمل قالت له امرأته: أين ما جئت به ؟ فقال: كان معى ضاغط " أي أمين حافظ، يعنى الله تعالى المطلع على سرائر العباد، فأوهم امرأته أنه كان معه من يحفظه ويضيق عليه ويمنعه عن الأخذ، ليرضيها بذلك. (ضغم) (ه‍) في حديث عتبة بن عبد العزى " فعدا عليه الأسد فأخذ برأسه فضغمه ضغمة " الضغم: العض الشديد، وبه سمى الأسد ضيغما، بزيادة الياء. * ومنه حديث عمر والعجوز " أعاذكم الله من جرح الدهر وضغم الفقر " أي عضه. (ضغن) * فيه " فتكون دماء (2) في عمياء في غير ضغينة وحمل سلاح " الضغن: الحقد والعداوة والبغضاء، وكذلك الضغينة، وجمعها الضغائن. * ومنه حديث العباس " إنا لنعرف الضغائن في وجوه أقوام ". * ومنه حديث عمر " أيما قوم شهدوا على رجل بحد ولم يكن بحضرة صاحب (1) زيادة من ا. (2) في الأصل: " فيكون دماء... " وفى ا: " فيكون دما... " وفى اللسان: " فتكون دماء... " والحديث أخرجه ابن حنبل في مسنده، 2 / 217 من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص بلفظ: " فتكون دماء في غير ضغينة ولا حمل سلاح ". وأبو داود في سننه... (باب ديات الأعضاء، من كتاب الديات) 2 / 165. ولفظه " فيكون دما في عميا في غير ضغينة ولا حمل سلاح ". (*)
[ 92 ]
الحد فأنما شهدوا عن ضغن " أي حقد وعداوة، يريد فيما كان بين الله تعالى وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما. (ه‍) وفى حديث عمرو " الرجل يكون في دابته الضغن فيقومها جهده، ويكون في نفسه الضغن فلا يقومها " الضغن في الدابة: هو أن تكون عسرة الانقياد. (ضغا) * وفيه " أنه قال لعائشة عن أئلاد المشركين: إن شئت دعوت الله تعالى أن يسمعك تضاغيهم في النار " أي صياحهم وبكاءهم. يقال ضغا يضغو ضغوا وضغاء إذا صاح وضج. * ومنه الحديث " ولكني أكرمك أن تضغو هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشيا ". (ه‍) والحديث الآخر " وصبيتي يتضاغون حولي ". * ومنه حديث حذيفة في قصة قوم لوط " فألوى بها حتى سمع أهل السماء ضغاء كلابهم ". * وفى حديث آخر " حتى سمعت الملائكة ضواغى كلابها " جمع ضاغية وهى الصائحة. (باب الصاد مع الفاء) (ضفر) (ه‍) في حديث على " إن طلحة نازعه في ضفيرة كان على ضفرها في واد " الضفيرة: مثل المسناة المستطيلة المعمولة بالخشب والحجارة، وضفرها عملها، من الضفر وهو النسج. ومنه ضفر الشعر وإدخال بعضه في بعض. (ه‍) ومنه الحديث الآخر " فقام على ضفيرة السدة " * والحديث الآخر " وأشار بيده وراء الضفيرة ". (ه‍) ومنه حديث أم سلمة " إنى امرأة أشد ضفر رأسي " أي تعمل شعرها ضفائر، وهى الذوائب المضفورة. * ومنه حديث عمر " من عقص أو ضفر فعليه الحلق " يعنى في الحج. (*)
[ 93 ]
(س) ومنه حديث النخعي " الضافر والملبد والمجمر عليهم الحلق ". (س) وحديث الحسن بن على رضى الله عنهما " أنه غرز ضفره في قفاه " أي غرز طرف ضفيرته في أصلها. (ه‍) ومنه الحديث " إذا زنب الأمة فبعها ولو بضفير " أي حبل مفتول من شعر، فعيل بمعنى مفعول. (ه‍) وفى حديث جابر " ما جزر عنه الماء في ضفير (1) البحر فكله " أي شطه وجانبه. وهو الضفيرة أيضا. (ه‍) وفيه " ما على الأرض من نفس تموت لها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم ولا تضافر الدنيا، إلا القتيل في سبيل الله، فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى " المضافرة: المعاودة والملابسة: أي لا يحب معاودة الدنيا وملابستها إلا الشهيد. قال الزمخشري: " هو عندي مفاعلة، من الضفز (2) وهو الطفر (3) والوثوب في العدو. أي لا يطمح إلى الدنيا ولا ينزو إلى العود إليها إلا هو ". ذكره الزمخشري ولم يقيده، لكنه جعل اشتقاقه من الضفز (2)، وهو الطفر والقفز، وذلك بالزاى، ولعله يقال بالراء والزاء، فإن الجوهرى قال في حرف الراء: " والضفر: السعي. وقد ضفر يضفر ضفرا " والأشبه بما ذهب إليه الزمخشري أنه بالزاى. (1) في ا: " وضفير البحر " وفى الهروي: " من ضفير البحر " وما أثبتناه من الأصل واللسان، والفائق 2 / 67. (2) هكذا ينقل المصنف عن الزمخشري أنه بالزاى، ولم نجده في الفائق 2 / 66 إلا بالراء. ولم يضبطه الزمخشري بالعبارة. (3) عبارة الزمهشرى: " وهو الأفر ". والافر: العدو. (*)
[ 94 ]
(س) وفى حديث على رضى الله عنه " مضافرة القوم " أي معاونتهم. وهذا بالراء لا شك فيه. (ضفز) (ه‍) فيه " ملعون كل ضفاز " هكذا جاء في رواية، وهو النمام. (ه‍) وفى حديث الرؤيا " فيضفزونه في في أحدهم " أي يدفعونه فيه ويلقمونه إياه. يقال ضفزت البعير إذا علفته الضفائز، وهى اللقم الكبار، الواحدة ضفيزة. والضفيز: شعير يجرش وتعلفه الإبل. (ه‍) ومنه الحديث " أنه مر بوادي ثمود، فقال: من اعتجن بمائه فليضفزه بعيره " أي يلقمه إياه. (ه‍) ومنه الحديث " قال لعلى: ألا إن قوما يزعمون أنهم يحبونك، يضفزون الإسلام ثم يلفظونه، قالها ثلاثا ": أي يلقنونه ثم يتركونه ولا يقبلونه. (ه‍) وفيه " أنه عليه السلام ضفز بين الصفا والمروة " أي هرول، من الضفز: القفز والوثوب. (ه‍) ومنه حديث الخوارج " لما قتل ذو الثدية ضفز أصحاب على ضفزا " أي قفزوا فرحا بقتله. (ه‍) وفيه " أنه أوتر بسبع أو تسع ثم نام حتى سمع ضغيزه أو ضفيزه " قال الخطابى: الضغيز ليس بشئ، وأما الضقيز فهو كالغطيط، وهو الصوت الذى يسمع من النائم عند ترديد نفسه. قال الهروي: إن كان محفوظا فهو شبه الغطيط. وروى بالصاد المهملة والراء والصفير (1). يكون بالشفتين. (ضفط) * في حديث قتادة بن النعمان " فقدم ضافطة من الدرمك " الضافط والضفاط: (1) عبارة الهروي: " غير أن الضفير يكون بالشفتين ". (*)
[ 95 ]
الذى يجلب الميرة والمتاع إلى المدن، والمكارى الذى يكرى الأحمال (1)، وكانوا يومئذ قوما من الأنباط يحملون إلى المدينة الدقيق والزيت وغيرهما. (ه‍) ومنه الحديث " أن ضفاطين قدموا المدينة ". (ه‍) وفى حديث عمر " اللهم إنى أعوذ بك من الضفاطة " هي ضعف الرأى والجهل وقد ضفط يضفط ضفاطة فهو ضفيط. (ه‍) ومنه حديثه الآخر " أنه سئل عن الوتر فقال: أنا أوتر حين ينام الضفطى " أي ضعفاء الآراء والعقول. * ومنه الحديث " إذا سركم أن تنظروا إلى الرجل الضفيط المطاع في قومه فانظروا إلى هذا " يعنى عيينة بن حصن. (ه‍) ومنه حديث ابن عباس " وعوتب في شئ فقال: إن في ضفطات، وهذه إحدى ضفطاتى " أي غفلاتي. * ومنه حديث ابن سيرين " بلغه عن رجل شئ فقال: إنى لأراه ضفيطا ". (س) وفى حديثه الآخر " أنه شهد نكاحا فقال: أين ضفاطتكم ؟ " أراد الدف، فسماه ضفاطة، لأنه لهو ولعب، وهو راجع إلى ضعف الرأى. وقيل الضفاطة لعبة. (ضفف) (ه‍) فيه " أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف " الضفف: الضيق والشدة: أي لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلة (2) وقيل إن الضفف اجتماع الناس. يقال ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا: أي لم يأكل خبزا ولحما وحده، ولكن يأكل مع الناس. وقيل الضفف: أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام، والحفف أن تكون بمقداره. (1) في ا: " الأجمال " بالجيم. والمثبت في الأصل واللسان (2) قال الهروي: " وبعضهم يرويه " على شظف " وهما جميعا: الضيق والشدة ". (*)
[ 96 ]
* وفى حديث على " فيقف ضفتى جفونه " أي جانبيها. الضفة بالكسر والفتح: جانب النهر، فاستعاره للجفن. * ومنه حديث عبد الله بن خباب مع الخوارج " فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه ". (ضفن) * في حديث عائشة بنت طلحة رضى الله عنها " أنها ضفنت جارية لها " الضفن: ضربك است الإنسان بظهر قدمك. (باب الضاد مع اللام) (ضلع) (ه‍) فيه " أعوذ بك من الكسل وضلع الدين " أي ثقله. والضلع: الاعوجاج: أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال. يقال ضلع بالكسر يضلع ضلعا بالتحريك. وضلع بالفتح يضلع ضلعا بالتسكين: أي مال. * ومن الأول حديث على: " واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب " أي يثقلك. (س) ومن الثاني حديث ابن الزبير " فرأى ضلع معاوية مع مروان " أي ميله. (س) ومنه الحديث " لا تنقش الشوكة بالشوكة فإن ضلعها معها " أي ميلها. وقيل هو مثل. (ه‍) وفى حديث غسل دم الحيض " حتيه بضلع " أي بعود، والأصل فيه ضلع الحيوان، فسمى به العود الذى يشبهه. وقد تسكم اللام تخفيفا. (ه‍) وفى حديث بدر " كأنى أراهم (1) مقتلين بهذه الضلع الحمراء " الضلع: جبيل منفرد صغير ليس بمنقاد، يشبه بالضلع. وفى رواية " إن ضلع قريش عند هذه الضلع الحمراء " أي ميلهم. (ه‍) وفى صفته صلى الله عليه وسلم " ضليع الفم " أي عظيمه. وقيل واسعه. والعرب (1) في الهروي: " كأنى أراكم ". وفى اللسان: " كأنى بكم ". (*)
[ 97 ]
(ه‍) ومنه الحديث " ضالة المؤمن حرق النار " قد تكرر ذكر " الضالة " في الحديث. وهى الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره. يقال: ضل الشئ إذا ضاع، وضل عن الطريق إذا حار، وهى في الأصل فاعلة، ثم اتسع فيها فصارت من الصفات الغالبة، وتقع على الذكر والأنثى، والاثنين والجمع، وتجمع على ضوال. والمراد بها في هذا الحديث الضالة من الإبل والبقر مما يحمى نفسه ويقدر على الإبعاد في طلب المرعى والماء، بخلاف الغنم. وقد تطلق الضالة على المعاني. * ومنه الحديث " الكلمة الحكيمة ضالة المؤمن " وفى رواية " ضالة كل حكيم " أي لا يزال يتطلبها كما يتطلب الرجل ضالته. (ه‍) ومنه الحديث " ذروني في الريح لعلى أضل الله " أي أفوته ويخفى عليه مكاني. وقيل: لعلى أغيب عن عذاب الله تعالى. يقال: ضللت الشئ وضللته إذا جعلته في مكان ولم تدر أين هو، وأضللته إذا ضيعته. وضل الناسي إذا غاب عنه حفظ الشئ. ويقال أضللت الشئ إذا وجدته محمودا وبخيلا. (ه‍) ومنه الحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قومه فأضلهم " أي وجدهم ضلالا غير مهتدين إلى الحق. * وفيه " سيكون عليكم أئمة إن عصيتموهم ضللتم " يريد بمعصيتهم الخروج عليهم وشق عصا المسلمين. وقد يقع أصلهم في غير هذا على الحمل على الضلال والدخول فيه. * وفى حديث على، وقد سئل عن إشعر الشعراء فقال: " إن كان ولابد فالملك الضليل " يعنى امرأ القيس، كان يلقب به. والضليل بوزن القنديل: المبالغ في الضلال جدا، والكثير التتبع للضلال. (*)
[ 99 ]
(باب الضاد مع الميم) (ضمخ) (س) فيه " أنه كان يضمخ رأسه بالطيب " التضمخ: التلطخ بالطيب وغيره، والإكثار منه. (س) ومنه الحديث " أنه كان متضمخا بالخلوق " وقد تكرر ذكره كثيرا. (ضمد) (ه‍) في حديث على " وقيل له: أنت أمرت بقتل عثمان، فضمد " أي اغتاظ. يقال ضمد يضمد ضمدا - بالتحريك - إذا اشتد غيظه وغضبه. (ه‍) وفى حديث طلحة " أنه ضمد عينيه بالصبر وهو محرم " أي جعله عليهما وداواهما به. وأصل الضمد: الشد. يقال ضمد رأسه وجرحه إذا شده بالضماد، وهى خرقة يشد بها العضو المؤوف. ثم قيل لوضع الدواء على الجرح وغيره وإن لم يشد. (س) وفى صفه مكة " من خوص وضمد " الضمد بالسكون: رطب الشجر ويابسه. * وفيه " أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البداوة فقال: اتق الله ولا يضرك أن تكون بجانب ضمد " هو بفتح الضاد والميم: موضع باليمن. (ضمر) * فيه " من صام يوما في سبيل الله باعده الله من النار سبعين خريفا للمضمر المجيد " المضمر: الذى يضمر خيله لغزو أو سباق. وتضمير الخيل: هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن، ثم لا تعلف إلا قوتا لتخف. وقيل تشد عليها سروجها وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها فيذهب رهلها ويشتد لحمها. والمجيد: صاحب الجياد. والمعنى أن الله يباعد من النار مسافة سبعين سنة تقطعها الخيل المضمرة الجياد ركضا. وقد تكرر ذكر " التضمير " في الحديث. (ه‍) وفى حديث حذيفة " اليوم المضمار وغدا السباق " أي اليوم العمل في الدنيا للاستباق في الجنة. والمضمار: الموضع الذى تضمر فيه الخيل، ويكون وقتا للأيام التى تضمر فيها. ويروى هذا الكلام أيضا لعلى رضى الله عنه. (*)
[ 100 ]
* وفيه " إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يضمر ما في نفسه " أي يضعفه ويقلله، من الضمور، وهو الهزال والضعف. (ه‍) وفى حديث ابن عبد العزيز " كتب إلى ميمون بن مهران في مظالم كانت في بيت المال أن يردها على أربابها ويأخذ منها زكاة عامها، فإنها كانت مالا ضمارا " المال الضمار: الغائب الذى لا يرجى، وإذا رجى فليس بضمار، من أضمرت الشئ إذا غيبته، فعال بمعنى فاعل، أو مفعل، ومثله من الصفات: ناقة كناز. وإنما أخذ منه زكاة عام واحد، لأن أربابه ما كانوا يرجون رده عليهم، فلم يوجب عليهم زكاة السنين الماضية وهو في بيت المال. (ضمز) * في حديث على " أفواههم ضامزة، وقلوبهم قرحة " الضامز: الممسك، وقد ضمز يضمز. * ومنه قصيد كعب: منه تظل سباع الجو ضامزة (1) ولا تمشى بواديه الأراجيل أي ممسكة من خوفه. (س) ومنه حديث الحجاج " إن الإبل ضمز خنس " أي ممسكة عن الجرة. ويروى بالتشديد، وهما جمع ضامز. * وفى حديث سبيعة " فضمز لى بعض أصحابه " قد اختلف في ضبط هذه اللفظة: فقيل هي بالضاد والزاى، من ضمز إذا سكت، وضمز غيره إذا أسكته، وروى بدل اللام نونا: أي سكتنى، وهو أشبه. ورويت بالراء والنون. والأول أشبههما. (ضمس) * في حديث عمر " قال عن الزبير: ضرس ضمس " والرواية: ضبس. والميم قد تبدل من الباء، وهما بمعنى الصعب العسر. (ضمعج) (س) في حديث الأشتر يصف امرأة أرادها " ضمعجا طرطبا " الضمعج: الغليظة. وقيل القصيرة. وقيل التامة الخلق. (1) الرواية في شرح ديوانه ص 12: " منه تظل حمير الوحش... " (*)
[ 101 ]
(ضمل) (ه‍) في حديث معاوية " أنه خطب إليه رجل بنتا له عرجاء، فقال: إنها ضميلة، فقال: إنى أريد أن أتشرف بمصاهرتك، ولا أريدها للسباق في الحلبة " الضميلة: الزمنة. قال الزمخشري: " إن صحت الرواية (بالضاد) (1) فاللام بدل من النون، من الضمانة، وإلا فهى بالصاد المهملة. قيل لها ذلك ليبس وجسو في ساقها. وكل يابس فهو صامل وصميل " (2). (ضمم) (ه‍) في حديث الرؤية " لا تضامون في رؤيتة " يروى بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه: لا ينضم بعضكم إلى بعض وتزدحمون وقت النظر إليه، ويجوز ضم التاء وفتحها على تفاعلون، وتتفاعلون. ومعنى التخفيف: لا ينالكم ضيم في رؤية، فيراه بعضكم دون بعض. والضيم: الظلم. (ه‍) وفى كتابه لوائل بن حجر " ومن زنى من ثيب فضرجوه بالأضاميم " يريد الرجم. والأضاميم: الحجارة، واحدتها: إضمامة. وقد يشبه بها الجماعات المختلقة من الناس. (س) ومنه حديث يحيى بن خالد " لنا أضاميم من هاهنا وهاهنا " أي جماعات ليس أصلهم واحدا، كأن بعضهم ضم إلى بعض. (س) وفى حديث أبى اليسر " ضمامة من صحف " أي حزمة. وهى لغة في الإضمامة. * وفى حديث عمر " ياهنى ضم جناحك عن الناس " أي ألن جانبك لهم وارفق بهم. * وفى حديث زبيب العنبري " أعدني على رجل من جندك ضم منى ما حرم الله ورسوله " أي أخذ من مالى وضمه إلى ماله. (ضمن) (ه‍) في كتابه لأكيدر " ولكم الضامنة من النخل " هو ما كان داخلا (1) من الفائق 2 / 71. (2) في الأصل وا واللسان: " ضامل وضميل " بالضاد المعجمة، وكتبناه بالصاد المهملة من الفائق. وهو الصواب. (*)
[ 102 ]
في العمارة وتضمنته أمصارهم وقراهم. وقيل سميت ضامنة، لأن أربابها ضمنوا عمارتها وحفظها، فهى ذات ضمان، كعيشة راضية، أي ذات رضا، أو مرضية. (ه‍) ومنه الحديث " من مات في سبيل الله فهو ضامن على الله أن يدخله الجنة " أي ذو ضمان، لقوله تعالى: " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " هكذا أخرجه الهروي والزمخشري من كلام على. والحديث مرفوع في الصحاح عن أبى هريرة بمعناه. فمن طرقة " تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا في سبيلى وإيمانا بى وتصديقا (1) برسلى فهو على ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذى خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة ". (ه‍) وفيه " أنه نهى عن بيع المضامين والملاقيح " المضامين: ما في أصلاب الفحول، وهى جمع مضمون. يقال ضمن الشئ، بمعنى تضمنه. * ومنه قولهم " مضمون الكتاب كذا وكذا " والملاقيح: جمع ملقوح، وهو ما في بطن الناقة. وفسرهما مالك في الموطأ بالعكس، وحكاه الأزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب. وحكاه أيضا عن ثعلب عن ابن الأعرابي. قال: إذا كان في بطن الناقة حمل فهو ضامن ومضمان، وهن ضوامن ومضامين. والذى في بطنها ملقوح وملقوحة. (ه‍) وفيه " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن " أراد بالضمان هاهنا الحفظ والرعاية، لا ضمان الغرامة، لأنه يحفظ على القوم صلاتهم. وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته، وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. (ه‍) وفى حديث عكرمة " لا تشتر لبن البقر والغنم مضمنا، ولكن اشتره كيلا مسمى " أي لا تشتره وهو في الضرع، لأنه في ضمنه. (1) قال النووي في شرحه لمسلم (باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله): " هكذا هو في جميع النسخ " جهادا " بالنصب. وكذا قال بعده " وإيمانا بى وتصديقا " وهو منصوب على أنه مفعول له. وتقديره: لا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا للجهاد والإيمان والتصديق ". (*)
[ 103 ]
(ه‍) وفى حديث ابن عمر " من اكتتب ضمنا بعثه الله ضمنا يوم القيامة " الضمن: الذى به ضمانة في جسده، من زمانة، أو كسر، أو بلاء. والاسم الضمن، بفتح الميم. والضمان والضمانة: الزمانة. المعنى: من كتب نفسه في ديوان الزمنى ليعذر عن الجهاد ولا زمانة به، بعثه الله يوم القيامة زمنا. ومعنى اكتتب: أي سأل أن يكتب في جملة المعذورين. وبعضهم أخرجه عن عبد الله ابن عمرو بن العاص. * ومنه حديث ابن عمير " معبوطة غير ضمنة " أي أنها ذبحت لغير علة. (س) ومنه الحديث " أنه كان لعامر بن ربيعة ابن أصابته رمية يوم الطائف فضمن منها " أي زمن. * ومنه الحديث " أنهم كانو يدفعون المفاتيح إلى ضمناهم، ويقولون إن احتجتم فكلوا " الضمنى: الزمنى، جمع ضمن. (باب الضاد مع النون) (ضنأ) * في حديث قتيلة بنت النضر بن الحارث، أو أخته: أمحمد ولأنت ضنء نجيبة من قومها والفحل فحل معرق الضنء بالكسر: الأصل. يقال فلان في ضنء صدق، وضنء سوء. وقيل الضنء بالكسر والفتح: الولد. (ضنك) (ه‍) في كتابه لوائل بن حجر " في التيعة شاة لا مقورة الألياط، ولا ضناك " الضناك بالكسر: المكتنز اللحم. ويقال للذكر والأنثى بغير هاء. * وفيه " أنه عطس عنده رجل فشمته رجل، ثم عطس فشمته، ثم عطس فأراد أن يشمته فقال: دعه فإنه مضنوك " أي مزكوم. والضناك بالضم: الزكام. يقال أضنكه الله وأزكمه. والقياس أن يقال: فهو مضنك ومزكم، ولكنه جاء على أضنك وأزكم. (س) ومنه الحديث " امتخط فإنك مضنوك " وقد تكرر في الحديث. (*)
[ 104 ]
(ضنن) (ه‍) فيه " إن الله ضنائن من خلقه، يحييهم في عافية ويميتهم في عافية " الضنائن: الخصائص، واحدهم: ضنينة، فعيلة بمعنى مفعولة، من الضن، وهو ما تختصه وتضن به: أي تبخل لمكانه منك وموقعه عندك. يقال فلان ضنى من بين إخوانى، وضنتى: أي أختص به وأضن بمودته. ورواه الجوهرى " أن لله ضنا من خلقه ". * ومنه حديث الأنصار " لم نقل إلا ضنا برسول الله صلى الله عليه وسلم " أي يخلا به وشحا أن يشاركنا فيه غيرنا. * ومنه حديث ساعة الجمعة " فقلت: اخبروني بها ولا تضنن بها على " أي لا تبخل. يقال صننت اضن، وضننت اضن. وقد تكرر في الحديث. ومنه حديث زمزم " قيل له: احفر للخلوق والطيب المضنونة، لأنه يضن بهما. (ضنا) (س) في حديث الحدود " إن مريضا اشتكى حتى أضنى " أي أصابه الضنى: المرض، والطاء بدل من التاء. (ه‍) وفى حديث ابن عمر " قال له أعرابي: إنى أعطيت بعض بنى ناقة حياته، وإنها أضنت واضطربت، فقال: هي له حياته وموته ". قال الهروي والخطابى: هكذا روى. والصواب: ضنت، أي كثر أولادها. يقال امرأة ماشية وضانية، وقد مشت وضنت: أي كثر أولادها. وقال غيرهما: يقال ضنت المرأة تضنى ضنى: وأضنت، وضنأت، وأضنأت، إذا كثر أولادها. (*)
[ 105 ]
(باب الضاد مع الواو) (ضوأ) (ه‍) فيه " لا تستضيئوا بنار المشركين " أي لا تستشيروهم ولا تأخذوا آراءهم. جعل الضوء مثلا للرأى عند الحيرة. * وفى حديث بدء الوحى " يسمع الصوت ويرى الضوء " أي ما كان يسمع من صوت الملك ويراه من نوره وأنوار آيات ربه. * وفى شعر العباس: وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق يقال ضاءت وأضاءت بمعنى: أي استنارت وصارت مضيئة. (ضوج) * فيه ذكر " أضواج الوادي " أي معاطفه، الواحد ضوج. وقيل هو إذا كنت بين جبلين متضايقين ثم اتسع فقد انضاج لك. (ضور) (ه‍) فيه " أنه دخل على امرأة وهى تتضور من شدة الحمى " أي تتلوى وتضج وتتقلب ظهرا لبطن. وقيل تتضور: تظهر الضور بمعنى الضر (1). يقال ضاره يضوره ويضيره. (ضوع) * فيه " جاء العباس على الباب وهو يتضوع من رسول الله صلى الله عليه سلم رائحة لم يجد مثلها " تضوع الريح: تفرقها وانتشارها وسطوعها، وقد تكرر في الحديث. (ضوضو) (ه‍) في حديث الرؤيا " فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا " أي ضجوا واستغاثوا. والضوضاة: أصوات الناس وغلبتهم (2)، وهى مصدر. (ضوا) (ه‍) فيه " فلما هبط من ثنية الأراك يوم حنين ضوى إليه المسلمون " أي مالوا يقال: ضول إليه ضيا وضويا، وانضوى إليه. يقال: ضواه إليه وأضواه. (1) وعليه اقتصر الهروي. (2) في اللسان والصحاح (ضوى): " وجلبتهم ". (*)
[ 106 ]
(ه‍) وفيه " اغتربوا لا تضووا (1) " أي تزوجوا الغرائب دون القرائب، فإن ولد الغريبة أنجب وأقوى من ولد القريبة. وقد أضوت المرأة إذا ولدت ولدا ضعيفا. فمعنى لا تضووا: لا تأتوا بأولاد ضاوين: أي ضعفاء نحفاء، الواحد: ضاو. * ومنه الحديث " لا تنكحوا القرابة القريبة، فإن الولد يخلق ضاويا " (باب الضاد مع الهاء) (ضهد) (س) في حديث شريح " كان لا يجيز الاضطهاد ولا الضغطة " هو الظلم والقهر. يقال ضهده، وأضهده، واضطهده. والطاء بدل من تاء الافتعال. المعنى أنه كان لا يجيز البيع واليمين وغيرهما في الإكراه والقهر. (ضهل) (ه‍) في حديث يحيى بن يعمر " أنشأت تطلها وتضهلها " أي تعطيها شيئا قليلا، من الماء الضهل، وهو القليل. يقال ضهلته أضهله. وقيل تضهلها: أي تردها إلى أهلها. من ضهلت إلى فلان إذا رجعت إليه. (ضها) (ه‍) فيه " أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون خلق الله " أراد المصورين. والمضاهاة: المشابهة. وقد تهمز وقرئ بهما. (ه‍) وفى حديث عمر " قال لكعب: ضاهيت اليهودية (2) " أي شابهتها وعارضتها. (باب الضاد مع الياء) (ضيح) (س) في حديث كعب بن مالك " لو مات يومئذ عن الضيح والريح لورثه الزبير " هكذا جاء في رواية. والمشهور: الضح، وهو ضوء الشمس، فإن صحت الرواية فهو مقلوب من ضحى الشمس، وهو إشراقها. وقيل الضيح: قريب من الريح. (1) في الأصل: " اغتربوا ولا تضووا " وقد أسقطنا الواو حيث سقطت من ا واللسان والهروى. (2) كذا في الأصل واللسان. والذى في ا والهروى: " اليهود ". (*)
[ 107 ]
(ه‍) وفى حديث عمار " إن آخر شربة يشربها ضياح " الضياح والضيح بالفتح: اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط. رواه يوم قتل بصفين وقد جئ بلبن ليشربه. (س) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه " فسقته ضيحة حامضة " أي شربة من الضيح. (ه‍) ومنه الحديث " من لم يقبل العذر ممن تنصل إليه، صادقا كان أو كاذبا، لم يرد على الحوض إلا متضيحا " أي متأخرا عن الواردين، يجئ بعدما شربوا ماء الحوض إلا أقله فيبقى كدرا مختلطا بغيره، كاللبن المخلوط بالماء. (ضيخ) (ه‍) في حديث ابن الزبير " إن الموت قد تغشاكم سحابه وهو منضاخ عليكم بوابل البلايا " يقال انضاخ الماء، وانضخ إذا انصب. ومثله في التقدير انقاض الحائط وانقض إذا سقط، شبه المنية بالمطر وانسيابه. هكذا ذكره الزمخشري في الصاد والحاء المهملتين، وأنكر ما ذكره الهروي (1). (ضير) * في حديث الرؤيا " لا تضارون في رؤيته " من ضاره يضيره ضيرا: أي ضره، لغة فيه، ويروى بالتشديد وقد تقدم. ومنه في حديث عائشة " وقد حاضت في الحج فقال: لا يضيرك " أي يضرك. وقد تكرر في الحديث (ضيع) (ه‍) فيه " من ترك ضياعا فإلى " الضياع: العيال. وأصله مصدر ضاع يضيع ضياعا، فسمى العيال بالمصدر، كما تقول: من مات وترك فقرا: أي فقراء. وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع، كجائع وجياع. * ومنه الحديث " تعين ضائعا " أي ذا ضياع من فقر أو عيال أو حال قصر عن القيام بها. (1) انظر تعليقنا ص 58 من هذا الجزء. (*)
[ 108 ]
ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون. وقيل إنه هو الصواب وقيل هو في حديث بالمهملة. وفى آخر بالمعجمة، وكلاهما صواب في المعنى. * وفى حديث سعد " إنى أخاف على الأعناب الضيعة " أي أنها تضيع وتتلف. والضيعة في الأصل: المرة من الضياع. وضيعة الرجل في غير هذا ما يكون منه معاشه، كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك. (ه‍) ومنه الحديث " أفشى (3) الله عليه ضيعته " أي أكثر عليه معاشه. * ومنه حديث ابن مسعود " لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ". * وحديث حنظلة " عافسنا الأزواج والضيعات " أي المعايش. (س) وفيه " أنه نهى عن إضاعة المال " يعنى إنفاقه في غير طاعة الله تعالى والإسراف والتبذير. * وفى حديث كعب بن مالك " ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة " المضيعة بكسر الضاد مفعلة من الضياع: الاطراح والهوان، كأنه فيه ضائع، فلما كانت عين الكلمة ياء وهى مكسورة نقلت حركتها إلى العين فسكنت الياء فصارت بوزن معيشة. والتقدير فيهما سواء. * ومنه حديث عمر " ولا تدع الكثير بدار مضيعة ". (ضيف) (ه‍) فيه " نهى عن الصلاة إذا تضيفت الشمس للغروب " أي مالت. يقال ضاف عنه يضيف. * ومنه الحديث " ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلى فيها: إذا طلعت الشمس حتى ترتفع، وإذا تضيفت للغروب، ونصف النهار ". * ومنه حديث أبى بكر " أنه قال له ابنه عبد الله: ضفت عنك يوم بدر " أي ملت عنك وعدلت. * وفيه " مضيف ظهره إلى القبة " أي مسنده. يقال أضفته إليه أضيفه. (1) في الهروي: " أفسد ". (*)
[ 109 ]
(س) وفيه " أن العدو يوم حنين كمنوا في أحناء الوادي ومضايفه " والضيف: جانب الوادي. (ه‍) وفى حديث على " أن ابن الكواء وقيس بن عباد جاآه فقالا: أتيناك مضافين مثقلين (1) - أي ملجأين - من أضافه إلى الشئ إذ ضمه إليه. وقيل معناه: أتيناك خائفين. يقال أضاف من الأمر وضاف إذا حاذره وأشفق منه. والمضوفة: الأمر الذى يحذر منه ويخاف. ووجهه أن يجعل المضاف مصدرا بمعنى الإضافة، كالمكرم بمعنى الإكرم، ثم يصف بالمصدر، وإلا فالخائف مضيف لا مضاف. * وفى حديث عائشة " ضافها ضيف فأمرت له بملحفة صفراء " ضفت الرجل إذا نزلت به في ضيافة، وأضفته إذا أنزلته، وتضيفته إذا نزلت به، وتضيفنى إذا أنزلنى. * ومنه حديث النهدي " تضيفت أبا هريرة سبعا ". (ضيل) (س) فيه " قال لجرير: أين منزلك ؟ قال: بأكناف بيشة (2) بين نخلة وضالة " الضالة بتخفيف اللام: واحدة الضال، وهو شجر السدر من شجر الشوك، فإذا نبت على شط الأنهار قيل له العبرى، وألفه منقلبة عن الياء. يقال أضالت الأرض وأضيلت. * وفى حديث أبى هريرة " قال له أبان بن سعيد: وبر تدلى من رأس ضال " ضال بالتخفيف: مكان أو جبل بعينه: يريد به توهين أمره وتحقير قدره. ويروى بالنون، وهو أيضا جبل في أرض دوس. وقيل أراد به الضأن من الغنم فتكون ألفه همزة. (1) في الهروي: " مضافين مثقلين " ضبط قلم. (2) بيشة: اسم لموضعين، أولهما: قرية غناء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن. وثانيهما: من عمل مكة مما يلى اليمن، من مكة على خمس مراحل، وبها من النخل والفسيل شئ كثير. معجم البلدان 1 / 791. (*)
[ 110 ]
حرف الطاء - (باب الطاء مع الهمزة) (طأطأ) (ه‍) في حديث عثمان " تطأطأت لكم (1) تطأطؤ الدلاة " أي خفضت لكم (1) نفسي كما يخفضها المستقون بالدلاء، وتواضعت لكم وانحنيت. والدلاة: جمع دال، وهو الذى يستقى الدلو، كقاض وقضاة. (باب الطاء مع الباء) (طبب) (ه‍) فيه " أنه احتجم حين طب " أي لما سحر. ورجل مطبوب: أي مسحور، كنوا بالطب عن السحر، تفاؤلا بالبرء، كما كنوا بالسليم عن اللديغ (2). (ه‍) ومنه الحديث " فلعل طبا أصابه " أي سحرا. * والحديث الآخر " إنه مطبوب ". * وفى حديث سلمان وأبى الدرداء " بلغني أنك جعلت طبيبا " الطبيب في الأصل: الحاذق بالأمور العارف بها، وبه سمى الطبيب الذى يعالج المرضى. وكنى به ها هنا عن القضاء والحكم بين الخصوم، لأن منزلة القاضى من الخصوم بمنزلة الطبيب من إصلاح البدن. والمتطبب الذى يعانى الطب ولا يعرفه معرفة جيدة. (ه‍) وفى حديث الشعبى " ووصف معاوية فقال: " كان كالجمل الطب " يعنى الحاذق بالضراب. وقيل الطب من الإبل: الذى لا يضع خفه إلا حيث يبصر، فاستعار أحد هذين المعنيين لأفعاله وخلاله. (1) في الهروي: " وقال أبو بكر: الطب: حرف من الأضداد، يقال طب لعلاج الداء، وطب للسحر، وهو من أعظم الأدواء ". اه‍ وانظر الأضداد لابن الأنباري ص 231. (*)
[ 111 ]
(طبج) (ه‍) فيه " أنه كان في الحى رجل له زوجة وأم ضعيفة، فشكت زوجته إليه أمه، فقام الأطبج إلى أمه فألقاها في الوادي " الطبج: استحكام الحماقة. وقد طبج يطبج (طبجا) (1) فهو أطبج. هكذا ذكره الهروي بالجيم. ورواه غيره بالخاء. وهو الأحمق الذى لا عقل له وكأنه الأشبه. (طبخ) (ه‍) في الحديث " إذا أراد الله بعبد سوءا جعل ماله في الطبيخين " قيل هما الجص والآجر، فعيل بمعنى مفعول. (س) وفى حديث جابر " فاطبخنا " هو افتعلنا من الطبخ، فقلبت التاء طاء لأجل الطاء قبلها. والاطباخ مخصوص بمن يطبخ لنفسه، والطبخ عام لنفسه ولغيره. (ه‍) وفى حديث ابن المسيب " ووقعت الثالثة فلم ترتفع وفى الناس طباخ " أصل الطباخ: القوة والسمن، ثم استعمل في غيره، فقيل فلان لا طباخ له: أي لا عقل له ولا خير عنده. أراد أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحدا. وعله يبنى حديث الأطبخ الذى ضرب أمه، عند من رواه بالخاء. (طبس) (س) في حديث عمر " كيف لى بالزبير وهو رجل طبس " الطبس: الذئب، أراد أنه رجل بشبه الذئب في حرصه وشرهه. قال الحربى. أظنه أراد لقس: أي شره حريص. (طبطب) (ه‍) في حديث ميمونة بنت كردم " ومعه درة كدرة الكتاب، فسمعت الأعراب يقولون: الطبطبية الطبطبية " قال الأزهري: هي حكاية وقع السياط. وقيل حكاية وقع الأقدام عند السعي. يريد أقبل الناس إليه يسعون ولأقدامهم طبطبة: أي صوت. ويحتمل (1) زيادة من الهروي، وقال: وقال ابن حمويه: سئل شمر عن الطبج، بالجيم وسكون الباء فقال: هو الضرب على الشئ الأجوف كالرأس وغيره. (*)
[ 112 ]
أن يكون أراد بها الدرة نفسها، فسماها طبطبية، لأنها إذا ضرب بها حكت صوت طب طب، وهى منصوبة على التحذير، كقولك: الأسد الأسد، أي احذروا الطبطبية. (طبع) (ه‍) فيه " من ترك ثلاث جمع من غير عذر طبع الله على قلبه " أي ختم عليه وغشاه ومنعه ألطافه. والطبع بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدنس. وأصله من الوسخ والدنس يغشيان السيف. يقال طبع السيف يطبع طبعا. ثم استعمل فيما يشبه ذلك من الأوزار والآثام وغيرهما من المقابح. (ه‍) ومنه الحديث " أعوذ بالله من طمع يهدى إلى طبع " أي يؤدى إلى شين وعيب. وكانوا يرون أن الطبع هو الرين. قال مجاهد: الرين أيسر من الطبع، والطبع أيسر من الإقفال، والإقفال أشد ذلك كله. وهو إشارة إله قوله تعالى: كلا بل ران على قلوبهم " وقوله: " طبع الله على قلوبهم " وقوله: " أم على قلوب أقفالها ". * ومنه حديث ابن عبد العزيز " لا يتزوج من العرب في الموالى إلا الطمع الطبع ". * وفى حديث الدعاء " اختمع بآمين، فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة " الطابع بالفتح: الخاتم. يريد أنه يختم عليها وترفع كما يفعل الإنسان بما يعز عليه. (ه‍) وفيه " كل الخلال يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب " أي يخلق عليها. والطباع: ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التى لا يكاد يزاولها (1) من الخير والشر. وهو اسم مؤنث على فعال، نحو مهاد ومثال، والطبع: المصدر. (ه‍) وفى حديث الحسن " وسئل عن قوله تعالى: " لها طلع نضيد " فقال: هو الطبيع في كفراه " الطبيع بوزن القنديل: لب الطلع. وكفراه وكافوره: وعاؤه. (س) وفى حديث آخر " ألق الشبكة فطبعها سمكا " أي ملأها. يقال تطبع النهر: أي امتلأ. وطبعت الأناء: إذا ملأته. (1) الذى في الهروي: التى لا يزايلها ".
[ 113 ]
(طبق) (ه‍) في حديث الاستسقاء " اللهم اسقنا غيثا طبقا " أي مالئا للأرض مغطيا لها. يقال غيث طبق: أي عام واسع. (ه‍) ومنه الحديث " لله مائة رحمة، كل رحمة منها كطباق الأرض " أي كغشائها. (ه‍) ومنه حديث عمر " لو أن لى طباق (1) الأرض ذهبا " أي ذهبا يعم الأرض فيكون طبقا لها. (ه‍) وفى شعر العباس: * إذا مضى عالم بدا طبق * يقول: إذا مضى قرن بدا قرن. وقيل للقرن طبق، لأنهم طبق للأرض ثم ينقرضون ويأتى طبق آخر. (ه‍) ومنه الحديث " قريش الكتبة الحسبة ملح هذه الأمة، علم عالمهم طباق الأرض ". (ه‍) وفى رواية " علم عالم قريش طبق الأرض " (س) وفيه " حجابه النور لو كشف طبقه لأحرق سبحات وجهه كل شئ أدركه بصره " الطبق: كل غطاء لازم على الشئ. * وفى حديث ابن مسعود في أشراط الساعة " توصل الأطباق وتقطع الأرحام " يعنى بالأطباق البعداء والأجانب، لأن طبقات الناس أصناف مختلفة. (س) وفى حديث أبى عمرو النخعي " يشتجرون اشتجار أطباق الرأس " أي عظامه فإنها متطابقة مشتبكة كما تشتبك (2) الأصابع. أراد التحام الحرب والاختلاط في الفتنة. (ه‍) وفى حديث الحسن " أنه أخبر بأمر فقال: إحدى المطبقات " يريد إحدى الدواهي والشدائد التى تطبق عليهم. ويقال للدواهي بنات طبق. (1) في الهروي: " أطباق الأرض ". (2) في ا: " مشبكة كما تشبك ". والمثبت من الأصل واللسان. (*)
[ 114 ]
(ه‍) وفى حديث عمران بن حصين رضى الله عنه " أن غلاما أبق له فقال: لأقطعن منه طابقا إن قدرت عليه " أي عضوا، وجمعه طوابق. قال ثعلب: الطابق والطابق: العضو من أعضاء الإنسان كاليد والرجل ونحوهما. * ومنه حديث على رضى الله عنه " إنما أمرنا في السارق بقطع طابقه " أي يده. * وحديثه الآخر " فخبزت خبزا وشويت طابقا من شاة " أي مقدار ما يأكل منه اثنان أو ثلاثة. (ه‍) وفى حديث ابن مسعود " أنه كان يطبق في صلاته " هو أن يجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد. (ه‍) وفى حديثه أيضا " وتبقى أصلاب المنافقين طبقا واحدا " الطبق: فقار الظهر، واحدتها طبقة، يريد أنه صار فقارهم كله كالفقارة الواحدة، فلا يقدرون على السجود. (ه‍ س) ومنه حديث ابن الزبير " قال لمعاوية: وايم الله لئن ملك مروان عنان خيل تنقاد له (في عثمان (1)) ليركبن منك طبقا تخافه " يريد فقار الظهر: أي ليركبن منك مركبا صعبا وحالا لا يمكنك تلافيها. وقيل أراد بالطبق المازل والمراتب: أي ليركبن منك منزلة فوق منزلة في العداوة. (ه‍) وفى حديث ابن عباس " سأل أبا هريرة مسألة فأفتاه، فقال: طبقت " أي أصبت وجه الفنيا. وأصل التطبيق إصابة المفصل، وهو طبق العظمين: أي ملتقاهما فيفصل بينهما. (ه‍) وفى حديث أم زرع " زوجي عياياء طباقاء " هو المطبق عليه حمقا. وقيل هو الذى أموره مطبقة عليه: أي مغشاه. وقيل هو الذى يعجز عن الكلام فتنطبق شفتاه. (ه‍) وفيه " إن مريم عليها السلام جاعت فجاء طبق من جراد فصادت منه " أي قطيع من الجراد. * وفى حديث عمرو بن العاص " إنى كنت على أطباق ثلاث " أي أحوال، واحدها طبق. (1) سقط من الهروي. (*)
[ 115 ]
(س) وفى كتاب على رضى الله عنه إلى عمرو بن العاص " كما وافق شن طبقه " هذا مثل للعرب يضرب لكل اثنين أو أمرين جمعتهما حاله واحدة اتصف بها كل منهما. وأصله فيما قيل: إن شنا قبيلة من عبد القيس، وطبقا حى من إياد، اتفقوا على أمر فقيل لهما ذلك، لأن كل واحد منهما وافق شكله ونظيره. وقيل شن: رجل من دهاة العرب، وطبقة: امرأة من جنسه زوجت منه، ولهما قصة. وقيل الشن: وعاء من أدم تشنن: أي أخلق فجعلوا له طبقا من فوقه فوافقه، فتكون الهاء في الأول للتأنيث، وفى الثاني ضمير الشن. (ه‍) وفى حديث ابن الحنفية رضى الله عنه " أنه وصف من يلى الأمر بعد السفياني فقال: يكون بين شث وطباق " هما شجرتان تكونان بالحجاز. وقد تقدم في حرف الشين. * وفى حديث الحجاج " فقال لرجل: قم فاضرب عنق هذا الأسير، فقال: إن يدى طبقة " هي التى لصق عضدها بجنب صاحبه فلا يستطيع أن يحركها. (طبن) (ه‍) فيه " فطبن لها غلام رومى " أصل الطبن والطبانة: الفطنة. يقال: طبن لكذا طبانة فهو طبن: أي هجم على باطنها وخبر أمرها وأنها ممن تواتيه عل المراودة. هذا إذا روى بكير الباء، وإن روى بالفتح كان معناه خيبها وأفسدها. (طبا) * في حديث الضحايا " ولا المصطلمة أطباؤها " أي المقطوعة الضروع. والأطباء: الأخلاف، واحدها: طبى بالضم والكسر. وقيل (1) يقال لموضع الأخلاف من الخيل والسباع: أطباء. كما يقال في ذوات الخف والظلف: خلف وضرع. (ه‍) ومنه حديث عثمان " قد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين " هذا كناية عن المبالغة في تجاوز حد الشر والأذى، لأن الحزام إذا انتهى إلى الطبيين فقد انتهى إلى أبعد غاياته، فكيف إذا جاوزه ! (1) في الأصل: " وقد يقال " والمثبت مت ا واللسان. وتقويه عبارة الهروي في حديث عثمان: " ويقال ". (*)
[ 116 ]
* ومنه حديث ذى الثدية " كأن إحدى يديه طبى شاة ". (س) وفى حديث ابن الزبير " إن مصعبا اطبى القلوب حتى ما تعدل به " أي تحبب إلى قلوب الناس وقربها منه. يقال طباه يطبوه ويطبيه إذا دعاه وصرفه إليه واختاره لنفسه. واطباه يطبيه، افتعل منه، فقلبت التاء طاء وأدغمت. (باب الطاء مع الحاء) (طحر) (س) في حديث الناقة القصواء " فسمعنا لها طحيرا " الطحير: النفس العالي. * وفى حديث يحيى بن يعمر " فإنك تطحرها " أي تبعدها وتقصيها. وقيل أراد تدحرها، فقلب الدال طاء، وهو بمعناه. والدحر: الإبعاد. والطحر أيضا: الجماع والتمدد. (ه‍) وفى حديث سلمان وذكر يوم القيامة فقال: " تدنو الشمس من رؤوس الناس وليس على أحد منهم طحربة " الطحربة بضم الطاء والراء، وبكسرهما (1) وبالحاء والخاء: اللباس. وقيل الخرقة. وأكثر ما يستعمل في النفى. (طحن) * في إسلام عمر رضى الله عنه " فأخرجنا رسول الله ضلى الله عليه وسلم في صفين، له كديد ككديد الطحين ". الكديد: التراب الناعم. والطحين: المطحون، فعيل بمعنى مفعول. (باب الطاء مع الخاء) (طخرب) * في حديث سلمان " وليس على أحد منهم طخربة " وقد تقدم في الطاء مع الحاء. (طخا) (ه‍) فيه " إذا وجد أحدكم طخاء على قلبه فليأكل السفرجل " الطخاء: ثقل وغشى، وأصل الطهاء والطخية (2): والظلمة والغيم. (1) في الدر النثير: " زاد الفارسى: وبالفتح ". اه‍ ويوافقه ما في القاموس (طحرب). (2) الطخية، مثلثة الطاء. القاموس (طخا). (*)
[ 117 ]
(ه‍) ومنه الحديث " إن للقلب طخاء كطخاء القمر " أي ما يغشيه من غيم يغطى نوره. (باب الطاء مع الراء) (طرأ) (س) فيه " طرأ على حزبى من القرآن " أي ورد وأقبل. يقال طرأ يطرأ مهموزا إذا جاء مفاجأة، كأنه فجئه الوقت الذى كان يؤدى فيه ورده من القراءة، أو جعل ابتداءه فيه طروءا منه عليه. وقد يترك الهمز فيه فيقال طرا يطرو طروا. وقد تكرر في الحديث. (طرب) (س) فيه " لعن الله من غير المطربة والمقربة " المطربة: واحدة المطارب، وهى طرق صغار تنفذ إلى الطرق الكبار. وقيل هي الطرق الضيقة المتفرقة. يقال طربت عن الطريق: أي عدلت عنه. (طربل) (ه‍) فيه " إذا مر أحدكم بطربال مائل فليسرع المشى " هو البناء المرتفع كالصومعة والمنظرة من مناظر العجم. وقيل: هو علم يبنى فوق الجبل، أو قطعة من جبل. (طرث) * في حديث حذيفة رضى الله عنه " حتى ينبت اللحم على أجسادهم كما تنبت الطراثيث على وجه الأرض " هي جمع طرثوث، وهو نبت ينبسط عل وجه الأرض كالفطر. (طرد) (ه‍) فيه " لا بأس بالسباق ما لم تطرده ويطردك " الإطراد: هوأن تقول: إن سبقتني فلك على كذا، وإن سبقتك فلى عليك كذا. * وفى حديث قيام الليل " هو قربة الى الله تعالى ومطردة الداء عن الجسد " أي أنها حالة من شأنها إبعاد الداء، أو مكان يختص به ويعرف، وهى مفعلة من الطرد. * وفى حديث الإسراء " فإذا نهران يطردان ". أي يجريان، وهما يفتعلان، من الطرد. * ومنه الحديث " كنت أطارد حية " أي أخادعها لأصيدها. ومنه طراد الصيد. (*)
[ 118 ]
* ومنه حديث عمر رضى الله عنه " أطردنا المعترفين " يقال أطرده السلطان وطرده إذا أخرجه عن بلده. وحقيقته أنه صيره طريدا. وطردت الرجل إذا أبعدته، فهو مطرود وطريد (ه‍) وفى حديث قتادة " في الرجل يتوضأ بالماء الرمد بالماء الطرد " هو الذى تخوضه الدواب، سمى بذلك لأنها تطرد فيه بخوضه، وتطرده أي تدفعه. (ه‍) وفى حديث معاوية " أنه صعد المنبر وفى يده طريدة ". أي شقة طويلة من حرير. (طرر) (ه‍) في حديث الاستسقاء " فنشأت طريرة من السحاب " الطريرة: تصغير الطرة، وهى قطعة من السحاب تبدو (1) من الأفق مستطيلة. ومنه طرة الشعر والثوب: أي طرفه. (ه‍) ومنه الحديث " أنه أعطى عمر حلة وقال: لتعطينها بعض نسائك يتخذنها طرات بينهن " أي يقطعنها ويتخذنها مقانع (2). وطرات: جمع طرة. وقال الزمخشري: يتخذنها طرات أي قطعا، من الطر: وهو القطع. (س) ومنه الحديث " إنه كان يطر شاربه " أي يقصه. (س) وحديث الشعبى " يقطع الطرار " هو الذى يشق كم الرجل ويسل ما فيه، من الطر: القطع والشق. (ه‍) وفى حديث على " أنه قام من جوز الليل وقد طرت النجوم " أي أضاءت. * ومنه " سيف مطرور " أي صقيل. ومن رواه بفتح الطاء أراد: طلعت. يقال طر النبات يطر إذا نبت، وكذلك الشارب. (ه‍) وفى حديث عطاء " إذا طررت مسجدك بمدر فيه روث فلا تصل فيه حتى (1) في الهروي: " تبدأ " (2) في الهروي: " ستورا ". قال في القاموس (قنع): والمقنع والمقنعة - بكسر ميمهما - ما تقنع به المرأة رأسها. (*)
[ 119 ]
تغسله السماء " أي إذا طينته وزينته. من قولهم رجل طرير: أي جميل الوجه. * وفى حديث قس. * ومرادا لمحشر الخلق طرا * أي جميعا، وهو منصوب على المصدر أو الحال. (طرز) * فيه " قالت صفية لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم: من كان فيكن مثلى ؟ أبى نبى، وعمى نبى، وزوجي نبى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم علمها لتقول ذلك لهن، فقالت لها عائشة: ليس هذا من طرازك " أي ليس هذا من نفسك وقريحتك. واطراز في الأصل: الموضع الذى تنسج فيه الثياب الجياد. ويقال للإنسان إذا تكلم بشئ جيد استنباطا وقريحة: هذا من طرازه. (طرس) (س) فيه " كان النخعي يأتي عبيدة في المسائل، فيقول عبيدة: طرسها يا أبا إبراهيم " طرسها: أي امحها. يعنى الصحيفة. يقال طرست الصحيفة إذا أنعمت محوها. (طرطب) (س (ه‍)) في حديث الحسن وقد خرج من عند الحجاج فقال: " دخلت على أحيول يطرطب شعيرات له " يريد ينفخ بشفتيه في شاربه غيظا أو كبرا (1) والطرطبة: الصفير بالشفتين للضأن. أخرجه الهروي عن الحسن، والزمخشري عن النخعي (2). (س) وفى حديث الأشتر " في صفة امرأة أرادها ضمعجا طرطبا " الطرطب: العظيمة الثديين. (طرف) (ه‍) فيه " فمال طرف من المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي قطعة منهم وجانب. ومنه قوله تعالى " ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم ". (ه‍) وفيه " كان إذا اشتكى أحدهم لم تنزل البرمة حتى يأتي على أحد طرفيه " أي حتى (1) في الأصل: " أي كبرا ".. وفى اللسان: " وكبرا ". واعتمدنا ما في ا والفائق 2 / 82. (2) إنما أخرجه الزمخشري عن الحسن. انظر الفائق 2 / 82. (*)
[ 120 ]
يفيق من علته أو يموت، لأنهما منتهى أمر العليل. فهما طرفاه: أي جانباه. * ومنه حديث أسماء بنت أبى بكر " قالت لابنها عبد الله: ما بى عجلة إلى الموت حتى آخذ على أحد طرفيك: إما أن تستخلف فتقر عينى، وإما أن تقتل فأحتسبك ". * وفيه " إن إبراهيم الخليل عليه السلام جعل في سرب وهو طفل، وجعل رزقه في أطرافه " أي كان يمص أصابعه فيجد فيها ما يغذيه. (ه‍) وفى حديث قبيصة بن جابر " ما رأيت أقطع طرفا من عمرو بن العاص " يريد أمضى لسانا منه. وطرفا الإنسان لسانه وذكره. * ومنه قولهم " لا يدرى أي طرفيه أطول ". (س) ومنه حديث طاوس " إن رجلا واقع الشراب الشديد فسقي فضرى، فلقد رأيته في النطع وما أدرى أي طرفيه أسرع " أراد حلقه ودبره: أي أصابه القئ والإسهال فلم أدر أيهما أسرع خروجا من كثرته. * وفى حديث أم سلمة " قالت لعائشة: حماديات النساء غض الأطراف " أرادت قبض اليد والرجل عن الحركة والسير. يعنى تسكين الأطراف وهى الأعضاء. وقال القتيبى: هي جمع طرف العين، أرادت غض البصر. قال الزمخشري: " الطرف لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر، ولو جمع فلم يسمع في جمعه أطراف، ولا أكاد أشك أنه تصحيف، والصواب " غض الإطراق ": أي يغضضن من أبصارهن مطرقات راميات بأبصارهن إلى الأرض " (1). (س) ومنه حديث نظر الفجأة قال: " أطرف بصرك " أي اصرفه عم وقع عليه وامتد إليه. ويروى بالقاف وسيذكر. (ه‍) وفى حديث زياد " إن الدنيا قد طرفت أعينكم " أي طمحت بأبصاركم إليها، من قولهم امرأة مطروفة بالرجال، إذا كانت طماحة إليهم. وقيل طرفت أعينكم: أي صرفتها إليها. (1) انظر الفائق 1 / 586. (*)
[ 121 ]
* ومنه حديث عذاب القبر " كان لا يتطرف من البول ": أي لا يتباعد، من الطرف: الناحية. (س) وفيه " رأيت على أبى هريرة مطرف خز " المطرف بكسر الميم وفتحها وضمها: الثوب الذى في طرفيه علمان. والميم زائدة وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " كان عمرو لمعاوية كالطراف الممدود " (1) الطراف: بيت من أدم معروف من بيوت الأعراب. (س) وفى حديث فضيل " كان محمد بن عبد الرحمن أصلع، فطرف له طرفة " أصل الطرف: الضرب على طرف العين، ثم نقل إلى الضرب على الرأس. (طرق) (ه‍ س) فيه " نهى المسافر أن يأتي (2) أهله طروقا " أي ليلا. وكل آت بالليل طارق. وقيل أصل الطروق: من الطرق وهو الدق. وسمى الآتى بالليل طارقا لحاجته إلى دق الباب. (س) ومنه حديث على رضى الله عنه " إنها خارقة طارقة " أي طرقت بخير. وجمع الطارقة: طوارق. * ومنه الحديث " أعوذ بك من طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير ". وقد تكرر ذكر الطروق في الحديث. (ه‍) وفيه " الطيرة والعيافة والطرق من الجبت " الطرق، الضرب بالحصا الذى يفعله النساء. وقيل هو الخط في الرمل. وقد مر تفسيره في حرف الخاء. (ه‍) وفيه " فرأى عجوزا تطرق شعرا " هو ضرب الصوف والشعر بالعضيب لينتفش. (1) في ا " الممدد " والمثبت من الأصل واللسان. (2) في الأصل: " عن أن يأتي " وأسقطنا " عن " حيث لم ترد في ا واللسان والهروى (*)
[ 122 ]
(ه‍) وفى حديث الزكاة " فيها حقة طروقة الفحل " أي يعلو. الفحل مثلها في سنها. وهى فعولة بمعنى مفعولة. أي مركوبة للفحل. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) ومنه الحديث " كان يصبح جنبا من غير طروقة " أي زوجة. وكل امرأة طروقة زوجها. وكل ناقة طروقة فحلها. (ه‍) ومنه الحديث " ومن حقها إطراق فحلها " أي إعارته للضراب. واستطراق الفحل: استعارته لذلك. * ومنه الحديث " من أطرق مسلما فعقت له الفرس ". * ومنه حديث ابن عمر " ما أعطى رجل قط أفضل من الطرق، يطرق الرجل الفحل فيلقح مائة، فيذهب حيرى دهر ": أي يحوى أجره أبد الآبدين. والطراق في الأصل: ماء الفحل. وقيل هو الضراب ثم سمى به الماء. (ه‍) ومنه حديث عمر (1) " والبيضة منسوبة إلى طرقها " أي إلى فحلها. (ه‍) وفيه " كأن وجوههم المجان المطرقة " أي التراس التى إلبست العقب شيئا فوق شئ. ومنه طارق النعل، إذا صيرها طاقا فوق طاق، وركب بعضها فوق بعض. ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير. والأول أشهر. (س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " فلبست خفين مطارقين " أي مطبقين واحدا فوق الآخر. يقال أطرق النعل وطارقها. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث نظر الفجأة " أطرق بصرك " الإطراق: أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتا. (ه‍) وفيه " فأطرق ساعة " أي سكت. * وفى حديث آخر " فأطرق رأسه " أي أماله وأسكنه. (1) أخرجه الهروي من حديث عمرو. وضبط عمرو - بالقلم - بفتح العين وتسكين الميم. ولفظ الحديث فيه " البيضة منسوبة إلى طرقها ". (*)
[ 123 ]
* ومنه حديث زياد " حتى انتهكوا الحريم، ثم أطرقوا وراءكم ": أي استتروا بكم. (ه‍) وفى حديث النخعي " الوضوء بالطرق أحب إلى من التيمم " الطرق: الماء الذى خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت. * ومنه حديث ابن الزبير " وليس للشارب إلا الرنق والطرق ". * وفيه " لا أرى أحدا به طرق يتخلف " الطرق بالكسر: القوة. وقيل الشحم. وأكثر ما يستعمل في النفى. * وفى حديث سبره " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه " هي جمع طريق على التأنيث، لأن الطريق تذكر وتؤنث، فجمعه على التذكير، أطرقة، كرغيف وأرغفة. وعلى التأنيث: أطرق، كيمين وأيمن. (ه‍) وفى حديث هند: نحن بنات طارق نمشي على النمارق الطارق: النجم، أي آباؤنا في الشرف والعلو كالنجم. (طرى) (ه‍) فيه " لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى بن مريم " الإطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه. (س) وفى حديث ابن عمر " أنه كان يستجمر بالألوة غير المطراة " الألوة: العود. والمطراة: التى يعمل عليها ألوان الطيب غيرها كالعنبر والمسك والكافور. * ومنه قولهم " عسل مطرى " أي مربى بالأفاويه. (ه‍) وفيه " أنه أكل قديدا على طريان " قال الفراء: هو الذى تسميه العامة الطريان. وقال ابن السكيت: هو الذى يؤكل عليه. (باب الطاء مع الزاى) (طزج) * في حديث الشعبى " قال لأبى الزناد: تأتينا بهذه الأحاديث قسية، وتأخذها منا طازجة " القسية: الرديئة. والطازجة: الخالصة المنقاة، وكأنه تعريب تازه، بالفارسية. (*)
[ 124 ]
(باب الطاء مع السين) (طسأ) * فيه " إن الشيطان قال: ما حسدت ابن آدم إلا على الطسأة (1) والحقوة " الطسأة: التخمة والهيضة. يقال طسئ إذا غلب الدسم عل قلبه. وطسئت نفسه فهى طاسئة منه. (طسس) * في حديث الإسراء " واختلف إليه ميكائيل بثلاث طساس من زمزم " الطساس: جمع طس، وهو الطست، والتاء فيه بدل من السين، فجمع على أصله، ويجمع على طسوس أيضا. (طسق) * في حديث عمر " أنه كتب إلى عثمان بن حنيف في رجلين من أهل الذمة أسلما: ارفع الجزية عن رؤسهما، وخذ الطسق من أرضيهما " الطسق: الوظيفة من خراج الأرض المقرر عليها، وهو فارسي معرب. (طسم) (س) في حديث مكة " وسكانها طسم وجديس " هما قوم من أهل الزمان الأول. وقيل طسم: حى من عاد. (باب الطاء مع الشين) (طشش) (ه‍) فيه " الحزاءة يشربها أكايس النساء للطشة " هي داء يصيب الناس كالزكام، سميت طشة لأنه إذا استنثر صاحبها طش كما يطش المطر، وخو الضعيف القليل منه. * ومنه حديث الشعبى وسعيد في قوله تعالى " وينزل من السماء ماء " (2) قال: طش يوم بدر. (س) ومنه حديث الحسن " أنه كان يمشى في طش ومطر ". (1) ضبطت في الأصل بفتح الطاء. هنا وفى صفحة 417 من الجزء الأول. والصواب الضم. (2) الآية 24 من سورة الروم. وانظر آية الأنفال 11 (*)
[ 125 ]
(باب الطاء مع العين) (طعم) (س) فيه " أنه نهى عن بيع الثمرة حتى تطعم " يقال أطعمت الشجرة إذا أثمرت، وأطعمت الثمرة إذا أدركت. أي صارت ذات طعم وشيئا يؤكل منها. وروى " حتى تطعم " أي تؤكل، ولا تؤكل إلا إذا أدركت. (ه‍) ومنه حديث الدجال " أخبروني عن نخل بيسان هل أطعم ؟ " أي هل أثمر. (س) ومنه حديث ابن مسعود " كرجرجة الماء لا تطعم " أي لا طعم لها. يقال أطعمت الثمرة إذا صار لها طعم. والطعم بالفتح: ما يؤديه ذوق الشئ من حلاوة ومرارة وغيرهما، وله حاصل ومنفعة. والطعم بالضم: الأكل. ويروى " لا تطعم " بالتشديد. وهو تفتعل من الطعم، كتطرد من الطرد. (ه‍) ومنه الحديث (1) في زمزم " أنها طعام طعم وشفاء سقم " أي يشبع الإنسان إذا شرب ماءها كما يشبع من الطعام. * ومنه حديث أبى هريرة في الكلاب " إذا وردن الحكر الصغير فلا تطعمه " أي لا تشربه. (س) ومنه حديث بدر " ما قتلنا أحد به طعم، ما قتلنا إلا عجائز صلعا " هذا استعارة: أي قتلنا من لا اعتداد به ولا معرفة له ولا قدر. ويجوز فيه فتح الطاء وضمها، لأن الشئ إذا لم يكن فيه طعم ولا له طعم فلا جدوى فيه للآكل ولا منفعة. (ه‍) وفيه " طعام الواحد يكفى الاثنين، وطعام الاثنين يكفى الأربعة ". يعنى شبع الواحد قوت الاثنين، وشبع الاثنين قوت الأربعة. ومثله قول عمر عام الرمادة: لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم، فإن الرجل لا يهلك عل نصف بطنه. (1) أخرجه الهروي من قول ابن عباس. (*)
[ 126 ]
(ه‍) وفى حديث أبى بكر " إن الله إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذى يقوم بعده " الطعمة بالضم: شبه الرزق، يريد به ما كان له من الفئ وغيره. وجمعها طعم. * ومنه حديث ميراث الجد " إن السدس الآخر طعمة " أي أنه زيادة على حقة. (ه‍) ومنه حديث الحسن " وقتال على كسب هذه الطعمة " يعنى الفئ والخراج. والطعمة بالكسر والضم: وجه المكسب. يقال هو طيب الطعمة وخبيث الطعمة، وهى بالكسر خاصة حالة الأكل. ومنه حديث عمر بن أبى سلمة " فما زالت تلك طعمتي بعد " أي حالتى في الأكل. (ه‍ س) وفى حديث المصراة " من ابتاع مصراة فهو بخير النظرين، إن شاء أمسكها وإن شاء ردها ورد معها صاعا من طعام لا سمراء " الطعام: عام في كل ما يقتات من الحنطة والشعير والتمر وغير ذلك. وحيث استثنى منه السمراء وهى الحنطة فقد أطلق الصاع فيما عداها من الأطعمة، إلا أن العلماء خصوه بالتمر لأمرين: أحدهما أنه كان الغالب على أطعمتهم، والثانى أن معظم روايات هذا الحديث إنما جاءت صاعا من تمر، وفى بعضها قال " من طعام " ثم أعقبه بالاستثناء فقال " لا سمراء "، حتى إن الفقهاء قد ترددوا فيما لو أخرج بدل التمر زبيبا أو قوتا آخر، فمنهم من تبع التوفيق، ومنهم من رآه في معناه إجراء له مجرى صدقة الفطر. وهذا الصاع الذى أمر برده مع المصراة هو بدل عن اللبن الذى كان في الضرع عند العقد. وإنما لم يجب رد عين اللبن أو مثله أو قيمه لأن عين اللبن لا تبقى غالبا، وإن بقيت فتمتزج بآخر اجتمع في الضرع بعد العقد إلى تمام الحلب. وأما المثلية فلأن القدر إذا لم يكن معلوما بمعيار الشرع كانت المقابلة من باب الربا، وإنما قدر من التمر دون النقد لفقده عندهم غالبا، ولأن التمر يشارك اللبن في المالية والقوتية. ولهذا المعنى نص الشافعي رحمه الله أنه لو رد المصراة بعيب آخر سوى التصرية رد معها صاعا من تمر لأجل اللبن. (س) وفى حديث أبى سعيد " كنا نخرج زكاة الفطر (1) صاعا من طعام، أو صاعا (1) في ا واللسان " صدقة الفطر ". والمثبت من الأصل وهو موافق لاصطلاح الشافعيين. (*)
[ 127 ]
من شعير " قيل اراد به البر، وقيل التمر، وهو أشبه، لأن البر كان عندهم قليلا لا يتسع لإخراج زكاة الفطر. وقال الخليل: إن العالي في كلام العرب أن الطعام هو البر خاصة. (س) وفيه " إذا استطعمكم الإمام فأطعموه " أي إذا أرتج عليه في قراءة الصلاة واستفتحكم فافتحوا عليه ولقنوه، وهو من باب التمثيل تشبيها بالطعام، كأنهم يدخلون القراءة في فيه كما يدخل الطعام. * ومنه الحديث الآخر " فاستطعمته الحديث " أي طلبت منه أن يحدثنى وأن يذيقنى طعم حديثه. (طعن) (ه‍) فيه " فناء أمتى بالطعن والطاعون " الطعن: القتل بالرماح. والطاعون: المرض العام والوباء الذى يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان. أراد أن الغالب على فناء الأمة بالفتن التى تسفك فيها الدماء، وبالوباء (1). وقد تكرر ذكر الطاعون في الحديث. يقال طعن الرجل فهو مطعون، وطعين، إذا أصابه الطاعون. * ومنه الحديث " نزلت على بنى هاشم بن عتبة وهو طعين ". * وفيه " لا يكون المؤمن طعانا " أي وقاعا في أعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما. وهو فعال، من طعن فيه وعليه بالقول يطعن - بالفتح والضم - إذا عابه. ومنه الطعن في النسب. * ومنه حديث رجاء بن حيوة " لا تحدثنا عن متهارت ولا طعان ". (س) وفيه " كان إذا خطب إليه بعض بناته أتى الخدر فقال: إن فلانا يذكر فلانة، فإن طعنت في الخدر لم يزوجها " أي طعنت بأصبعها ويدها على الستر المرخى على الخدر. وقيل طعنت فيه: أي دخلته. وقد تقدم في الخاء. (1) الذى في الهروي في شرح هذا الحديث: " أراد - والله أعلم - بالطعن أن تصيب الإنسان نظرة من الجن فربما مات منه. وقيل الطعن أن يقتل بالحديد، كأنه قال: فناء أمتى بالفتن التى تسفك فيها الدماء، وبالطاعون الذريع ". (*)
[ 128 ]
(س) ومنه الحديث " أنه طعن بأصبعه في بطنه " أي ضربه برأسها. (س) وفى حديث على " والله لود معاوية أنه ما بقى من بنى هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه " يقال طعن في نيطه: أي في جنازته. ومن ابتدأ بشئ أو دخله فقد طعن فيه. ويروى " طعن " على ما لم يسم فاعله. والنيط: نياط القلب وهو علاقته. (باب الطاء مع الغين) (طغم) (س) في حديث على " يا طغام الأحلام " أي يا من لا عقل له ولا معرفة. وقيل هم أوغاد الناس وأراذلهم. (طغا) (س) فيه " لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغى ". * وفى حديث آخر " ولا بالطواغيت " فالطواغي جمع طاغية، وهى ما كانوا يعبدونه من الأصنام وغيرها. * ومنه الحديث " هذه طاغية دوس وخثعم ". أي صنمهم ومعبودهم، ويجوز أن يكون أراد بالطواغى من طغى في الكفر وجاوز القدر في الشر، وهم عظماؤهم ورؤساؤهم. وأما الطواغيت فجمع طاغوت وهو الشيطان أو ما يزين لهم أن يعبدوه من الأصنام. ويقال للصنم طاغوت. والطاغوت يكون واحدا وجمعا. (س) وفى حديث وهب " إن للعلم طغيانا كطغيان المال " أي يحمل صاحبه على الترخص بما اشتبه منه إلى ما لا يحل له، ويترفع به على من دونه، ولا يعطى حقه بالعمل به كما يفعل رب المال. يقال: طغوت وطغيت أطغى طغيانا وقد تكرر في الحديث. (باب الطاء مع الفاء) (طفح) (ه‍) فيه " من قال كذا وكذا غفر له وإن كان عليه طفاح الأرض ذنوبا " أي ملؤها حتى تطفح: أي تفيض.
[ 129 ]
(طفر) (س) فيه " فطفر عن راحلته " الطفر: الوثوب، وقيل: هو وثب في ارتفاع. والطفرة: الوثبة. (ه‍) فيه " كلكم بنو آدم طف الصاع، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى " أي قريب بعضكم من بعض. يقال: هذا طف المكيال وطفافه وطفافه: أي ما قرب من ملئه. وقيل: هو ما علا فوق رأسه. ويقال له أيضا: طفاف بالضم. والمعنى كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتقاصر عن غاية التمام. وشبههم في نقصانهم بالمكيل الذى لم يبلغ أن يملأ المكيال، ثم أعلمهم أن التفاضل ليس بالنسب ولكن بالتقوى. (س) ومنه الحديث في صفة إسرافيل " حتى كأنه طفاف الأرض " أي قربها. * وفى حديث عمر " قال لرجل: ما حبسك عن صلاة العصر ؟ فذكر له عذرا، فقال عمر: طففت " أي نقصت. والتطفيف يكون بمعنى الوفاء والنقص. (س) ومنه حديث ابن عمر " سبقت الناس، وطفف بى الفرس مسجد بنى زريق " أي وثب بى حتى كاد يساوى المسجد. يقال: طففت بفلان موضع كذا: أي رفعته إليه وحاذيته به. (س) وفى حديث حذيفة " أنه استسقى دهقانا فأتاه بقدح فضة فحذفه به، فنكس الدهقان وطففه القدح " أي علا رأسه وتعداه. * وفى حديث عرض نفسه على القبائل " أما أحدهما فطفوف البر وأرض العرب " الطفوف: جمع طف، وهو ساحل البحر وجانب البر. (س) ومنه حديث مقتل الحسين رضى الله عنه: " أنه يقتل بالطف " سمى به لأنه طرف البر مما يلى الفرات، وكانت تجرى يومئذ قريبا منه (طفق) (ه‍) فيه " فطفق يلقى إليهم الجبوب " طفق: بمعنى أخذ في الفعل وجعل يفعل، وهو من أفعال المقاربة. وقد تكرر في الحديث، والجبوب: المدر.
[ 130 ]
(طفل) (ه‍) في حديث الاستسقاء " وقد شغلت أم الصبى عن الطفل " أي شغلت بنفسها عن ولدها بما هي فيه من الجدب. * ومنه قوله تعالى " تذهل كل مرضعة عما أرضعت ". وقولهم: وقع فلان في أمر لا ينادى وليده، والطفل: الصبى ويقع على الذكر والأنثى والجماعة. ويقال طفلة وأطفال. (س) وفى حديث الحديبية " جاءوا بالعوذ المطافيل " أي الإبل مع أولادها. والمطفل: الناقة القريبة العهد بالنتاج معها طفلها. يقال: أطفلت فهى مطفل ومطفلة. والجمع مطافل ومطافيل بالإشباع. يريد أنهم جاءوا بأجمعهم كبارهم وصغارهم. * ومنه حديث على رضى الله عنه " فأقبلتم إلى إقبال العوذ المطافل " فجمع بغير إشباع. (س) وفى حديث ابن عمر " أنه كره الصلاة على الجنازة إذا طفلت الشمس للغروب " أي دنت منه. واسم تلك الساعة: الطفل. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى شعر بلال رضى الله عنه. * وهل يبدون لى شامة وطفيل * قيل: هما جبلان بنواحي مكة. وقيل عينان. (طفا) (ه‍) فيه " اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر " الطفية: خوصة المقل في الأصل، وجمعها طفى. شبه الخطين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل. * ومنه حديث على " اقتلوا الجان ذا الطيفتين ". (ه‍) وفى صفه الدجال " كأن عينه عنبه طافية " هي الحبه التى قد خرجت عن حد نبتة أخواتها، فظهرت من بينها وارتفعت. وقيل: أراد به الحبة الطافية على وجه الماء، شبه عينه بها. والله أعلم.
[ 131 ]
(باب الطاء مع اللام) (طلب) * في حديث الهجرة " قال سراقة: فالله لكما أن أرد عنكما الطلب " هو جمع طالب، أو مصدر أقيم مقامة، أو على حذف المضاف: أي أهل الطلب. (س) ومنه حديث أبى بكر في الهجرة " قال له: أمشى خلفك أخشى الطلب ". (س) ومنه حديث نقادة الأسدى " قلت: يارسول الله اطلب إلى طلبة فإنى أحب أن أطلبكها " الطلبة: الحاجة. والإطلاب: إنجازها وقضاؤها. يقال طلب إلى فأطلبته: أي أسعفته بما طلب. * ومنه حديث الدعاء " ليس لى مطلب سواك ". (ه‍) في حديث إسلام عمر رضى الله عنه " فما برح يقاتلهم حتى طلح " أي أعيا، يقال: طلح يطلح طلوحا فهو طليح، ويقال: ناقة طليح، بغير هاء. * ومنه حديث سطيح " على جمل طليح " أي معى. وفى قصيد كعب: وجلدها من أطوم لا يؤيسه طلح بضاحية المتنين مهزول الطلح بالكسر: القراد، أي لا يؤثر القراد في جلدها لملامسته. (س) وفى بعض الحديث ذكر " طلحة الطلحات " هو رجل من خزاعة اسمه طلحة بن عبيد الله بن خلف، وهو الذى قيل فيه: رحم الله أعظما دفنوها بسجستان طلحة الطلحات (1) وهو غير طلحة بن عبيد الله التيمى الصحابي. قيل أنه جمع بين مائه عربي وعربية بالمهر والعطاء الواسعين، فولد لكل واحد منهم ولد سمى طلحة فأضيف إليهم. والطلحة في الأصل: واحدة الطلح، وهى شجر عظام من شجر العضاه. (1) البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات ديوانه ص 20 ط بيروت 1958 م والرواية فيه " نضر الله ". (*)
[ 132 ]
(طلخ) (ه‍) فيه " أنه كان في جنازة فقال: أيكم يأتي المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره ولا صورة إلا طلخها " أي لطخها بالطين حتى يطمسها، من الطلخ، وهو الذى يبقى في أسفل الحوض والغدير. وقيل: معناه سوادها، من الليلة المطلخمة، على أن الميم زائدة. (طلس) (ه‍) فيه " أنه أمر بطلس الصور التى في الكعبة " أي بطمسها ومحوها. (ه‍) ومنه الحديث " أن قول لا إله إلا الله يطلس ما قبله من الذنوب ". * ومنه حديث على رضى الله عنه " أنه قال له لا تدع تمثالا إلا طلسته " أي محوته. وقيل: الأصل فيه الطلسة، وهى الغبرة إلى السواد. والأصل: الأسود والوسخ. * ومنه الحديث " تأتب رجالا طلسا " أي مغبرة (1) الألوان، جمع أطلس. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه " أنه قطع يد مولد أطلس سرق " أراد أسود وسخا. وقيل الأطلس: اللص، شبه بالذئب الذى تساقط شعره. (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " أن عاملا وفد عليه أشعث مغبرا عليه أطلاس " يعنى ثيابا وسخة. يقال: رجل أطلس الثوب: بين الطلسة. (طلع) (ه‍ س) فيه في ذكر القرآن " لكل حرف حد، ولكل حد مطلع " أي لكل حد مصعد يصعد إليه من معرفة علمه. والمطلع: مكان الاطلاع من موضع عال. يقال: مطلع هذا الجبل من مكان كذا: أي مأتاه ومصعده. وقيل معناه: إن لكل حد منتهكا ينتهكه مرتكبه: أي أن الله عز وجل لم يحرم حرمة إلا علم أن سيطلعها مستطلع. ويجور أن يكون " لكل حد مطلع " بوزن مصعد ومعناه. (ه‍) ومنه حديث عمر " لو أن لى ما في الأرض جميعا لا فتديت به من هول المطلع " (1) في ا: " مغبروا ". (*)
[ 133 ]
يريد به الموقف يوم القيامة، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت، فشبهه بالمطلع الذى يشرف عليه من موضع عال. (ه‍) وفيه " أنه كان إذا غزا بعث بين يديه طلائع " هم القوم الذين يبعثون ليطلعوا طلع العدو، كالجواسيس، واحدهم طليعة، وقد تطلق على الجماعة. والطلائع: الجماعات. (س) وفى حديث ابن ذى يزن " قال لعبد المطلب: أطلعتك طلعه " أي أعلمتكه. الطلع بالكسر: اسم، من اطلع على الشئ إذا علمه. (س) وفى حديث الحسن رضى الله عنه " إن هذه الأنفس طلعة " الطلعة بضم الطاء وفتح اللام: الكثيرة التطلع إلى الشئ: أي أنها كثيرة الميل إلى هواها وما تشتهيه حتى تهلك صاحبها. وبعضهم يرويه بفتح الطاء وكسر اللام، وهو بمعناه. والمعروف الأول. * ومنه حديث الزبرقان " أبغض كنائنى إلى الطلعة الخبأة " أي التى تطلع كثيرا ثم تختبئ. * وفيه " أنه جاءه رجل به بذاذة تعلو عنه العين، فقال: هذا خير من طلاع الأرض ذهبا " أي ما يملؤها حتى يطلع عنها ويسيل. (ه‍) ومنه حديث عمر " لو إن لى طلاع الأرض ذهبا " (ه‍) وحديث الحسن " لأن أعلم أنى برئ من النفاق أحب إلى من طلاع الأرض ذهبا ". (ه‍) وفى حديث السحور " لا يهيدنكم الطالع " يعنى الفجر الكاذب. (س) وفى حديث كسرى " أنه كان يسجد للطالع " هو من السهام الذى (1) يجاوز الهدف ويعلوه. وقد تقدم بيانه في حرف السين. (طلفح) (ه‍) في حديث عبد الله " إذا ضنوا عليك بالمطلفحة فكل رغيفك " أي إذا (1) في الأصل: " التى " والمثبت من ا واللسان، ومما سبق في مادة (سجد): (*)
[ 134 ]
بخل الأمراء عليك بالرقاقة التى هي من طعام المترفين والأغنياء فاقنع برغيفك. يقال: طلفح الخبز وفلطحه إذا رققه وبسطه. وقال بعض المتأخرين: أراد بالمطلفحة الدراهم، والأول أشبه، لأنه قابله بالرغيف. (طلف) (ه‍) في حديث حنين " ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل " الطلق بالتحريك: قيد من جلود. (س) وفى حديث ابن عباس " الحياء والإيمان مقرونان في طلق " الطلق ها هنا: حبل مفتول شديد الفتل: أي هما مجتمعان لا يفترقان، كأنهما قد شدا في حبل أو قيد. * وفيه " فرفعت فرسى طلقا أو طلقين " هو بالتحريك: الشوط والغاية التى تجرى إليها الفرس. (س) وفيه " أفضل الإيمان أن تكلم أخاك وأنت طليق " أي مستبشر منبسط الوجه. * ومنه الحديث " أن تلقاه بوجه طلق " يقال: طلق الرجل بالضم يطلق طلاقة، فهو طلق، وطليق (1) منبسط الوجه متهلله. (س) وفى حديث الرحم " تتكلم بلسان طلق " يقال رجل طلق اللسان وطلقه وطلقه وطليقه (2): أي ماضى القول سريع النطق. (س) وفى صفة ليلة القدر " ليلة سمحه طلقه " أي سهلة طيبة. يقال يوم طلق، وليلة طلق وطلقة، إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان. (ه‍) وفيه " الخيل طلق " الطلق بالكسر: الحلال. يقال أعطيته من طلق مالى: أي من صفوه وطيبه، يعنى أن الرهان على الخيل حلال. (ه‍) وفيه " خير الخيل الأقرح، طلق اليد اليمنى " أي مطلقها ليس فيها تحجيل. (1) قال في القاموس: طلق ككرم، وهو طلق الوجه، مثلثه، وككتف وأمير. (2) قال في القاموس: طلق اللسان، بالفتح والكسر، وكأمير، وبضمتين، وكصرد، وكتف. (*)
[ 135 ]
* وفى حديث عثمان وزيد رضى الله عنهما " الطلاق بالرجال والعدة بالنساء " أي هذا متعلق بهؤلاء، وهذه متعلقة بهؤلاء. فالرجل يطلق والمرأة تعتد. وقيل: أراد أن الطلاق يتعلق بالزواج في حريته ورقه. وكذلك العدة بالمرأة في الحالتين. وفيه بين الفقهاء خلاف، فمنهم من يقول: إن الحرة إذا كانت تحت العبد لا تبين إلا بثلاث، وتبين الأمة تحت الحر باثنتين. ومنهم من يقول: إن الحرة تبين تحت العبد باثنتين، ولا تبين الأمة تحت الحر بأقل من ثلاث. ومنهم من يقول: إذا كان الزوج عبدا والمرأة حرة، أو بالعكس، أو كانا عبدين فإنهما تبين باثنتين. وأما العدة فإن المرأة إن كانت حرة اعتدت بالوفاء أربعة أشهر وعشرا، وبالطلاق ثلاثة أطهار أو ثلاث حيض، تحت حر كانت أو عبد. وإن كانت أمة اعتدت شهرين وخمسا، أو طهرين أو حيضتين، تحت عبد كانت أو حر. (ه‍) وفى حديث عمر والرجل الذى قال لزوجتة: " أنت خلية طالق " الطالق من الإبل: التى طلقت في المرعى. وقيل هي التى لا قيد عليها. وكذلك الخلية. وقد تقدمت في حرف الخاء. وطلاق النساء لمعنيين: أحدهما حل عقد النكاح، والآخر بمعنى التخلية والإرسال. (س) وفى حديث الحسن " إنك رجل طليق " (1) أي كثير طلاق النساء. والأجود أن يقال: مطلاق ومطليق وطلقة. ومنه حديث على رضى الله عنه " إن الحسن مطلاق فلا تزوجوه ". (س) وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أن رجلا حج بأمة فحملها على عاتقة، (1) في ا: " طلق ". (*)
[ 136 ]
فسأله، هل قضى حقها ؟ قال: لا، ولا طلقة واحدة " الطلق: وجع الولادة. والطلقة: المرة الواحدة. (س) وفيه " أن رجلا استطلق بطنة " أي كثر خروج ما فيه، يريد الإسهال. (س) وفى حديث " خرج إليها ومعه الطلقاء " هم الذين خلى عنهم يوم فتح مكة وأطلقهم فلم يسترقهم، واحدهم: طليق، فعيل بمعنى مفعول. وهو الأسير إذا أطلق سبيلة. (س) ومنه الحديث " الطلقاء من قريش والعنقاء من ثقيف " كأنه ميز قريشا بهذا الاسم، حيث هو أحسن من العنقاء. وقد تكرر في الحديث. (طلل) (ه‍) فيه " إن رجلا عض يد رجل فانتزعها من فيه فسقطت ثنايا العاض، فطلها رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي أهدرها. هكذا يروى " طلها " بالفتح، وإنما يقال: طل دمه، وأطل، وأطله الله. وأجاز الأول الكسائي (1). * ومنه الحديث " من لا أكل ولا شرب ولا استهل، ومثل ذلك يطل ". وفى حديث يحيى بن يعمر " أنشأت تطلها وتضهلها " طل فلان غريمه يطله إذا مطله. وقيل (2) يطلها: يسعى في بطلان حقها، كأنه من الدم المطلول. (س) وفى حديث صفية بنت عبد المطلب " فأطل علينا يهودى " أي أشرف. حقيقته: أوفى علينا بطلله، وهو شخصه. (س) ومنه حديث أبى بكر " أنه كان يصلى على أطلال السفينة " هي جمع طلل، ويريد به شراعها. * وفى حديث أشراط الساعة " ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل " الطل: الذى ينزل من السماء في الصحو. والطل أيضا: أضعف المطر. (1) عبارة الهروي: وقال الكسائي: يجوز طل الدم نفسه. (2) القائل هو المبرد، كما ذكر الهروي. (*)
[ 137 ]
(طلم) (ه‍) فيه " أنه مر برجل يعالج طلمه لأصحابه في سفر " الطلمة: خبزة تجعل في الملة، وهى الرماد الحار. وأصل الطلم: الضرب ببسط الكف. وقيل الطلمة: صفيحة من حجارة كالطابق يخبز عليها. * وفى شعر حسان في رواية: * تطلمهن بالخمر النساء * والمشهور في الرواية " تلطمهن " (1) وهو بمعناه. (طلا) (ه‍) فيه " ما أطلى نبى قط " أي ما مال إلى هواه. واصله من ميل الطلى، وهى الأعناق، واحدتها: طلاة. يقال: أطلى الرجل إطلاء إذا مالت عنقه إلى أحد الشقين. (س) وفى حديث على رضى الله عنه " أنه كان يرزقهم الطلاء " الطلاء بالكسر والمد: الشراب المطبوخ من عصير العنب، وهو الرب. وأصله القطران الخاثر الذى تطلى به الإبل. (س) ومنه الحديث " إن أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له الطلاء " هذا نحو الحديث الآخر " سيشرب ناس من أمتى الخمر يسمونها بغير اسمها " يريد أنهم يشربون النبيذ المسكر المطبوخ يسمونه طلاء، تحرجا من أن يسموه خمرا. فأما الذى في حديث على فليس من الخمر في شئ، وإنما هو الرب الحلال. وقد تكرر ذكر الطلاء في الحديث. (س) وفى قصة الوليد بن المغيرة " إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة " أي رونقا وحسنا. وقد تفتح الطاء. (1) وهى رواية الديوان ص 1، ط ليدن. وصدر البيت: * تظل جيادنا متمطرات * (*)
[ 138 ]
(باب الطاء مع الميم) (طمث) * في حديث عائشة " حتى جئنا سرف فطمثت " يقال طمثت المرأة تطمث طمثا إذا حاضت، فهى طامث، وطمثت إذا دمست بالافتضاض والطمث (1): الدم والنكاح. وقد تكرر ذكره في الحديث. (طمح) (س) في حديث قيلة " كنت إذا رأيت رجلا ذا قشر طمح بصرى إليه " أي امتد وعلا. * ومنه الحديث " فخر إلى الأرض فطمحت عيناه إلى السماء ". (طمر) (ه‍) فيه " رب أشعث أغبر ذى طمرين لا يؤبه له " الطمر: الثوب الخلق. * (ه‍) وفى حديث الحساب يوم القيامة " فيقول العبد: عندي العظائم المطمرات " أي المخبآت من الذنوب. والأمور المطمرات بالكسر: المهلكات، وهو من طمرت الشئ إذا أخفيته. ومنه المطمورة: الحبس. * وفى حديث مطرف " من نام تحت صدف مائل وهو ينوى التوكل فليرم نفسه من طمار وهو ينوى التوكل " طمار: بوزن قطام: الموضع المرتغع العالي. وقيل هو اسم جبل: أي لا ينبغى أن يعرض نفسه للمهالك ويقول قد توكلت. (ه‍) وفى حديث نافع " كنت أقول لابن دأب إذا حدث: أقم المطمر " هو بكسر الميم الأولى وفتح الثانية: الخيط الذى يقوم عليه البناء، ويسمى التر (2) أي أقول: قوم الحديث واصدق فيه. (1) قال في المصباح: " طمث الرجل امرأته طمثا، من بابى ضرب وقتل: افتضها وافترعها. وطمثت المرأة طمثا، من باب ضرب: إذا حاضت. وطمثت تطمث، من باب تعب، لغة ". وقال صاحب القاموس: " طمثت، كنصر وسمع: حاضت ". (2) بالفارسية. كما ذكر الهروي. (*)
[ 139 ]
(طمس) (س) في صفة الدجال " أنه مطموس العين " أي ممسوحها من غير بخص. والطمس: استئصال أثر الشئ. * وفى حديث وفد مذحج " ويمسى سرابها طامسا " أي أنه يذهب مرة ويعود أخرى. قال الخطابى: كان الأشبه أن يكون " سرابها طاميا " ولكن كذا يروى. وقد تكرر ذكر الطمس في الحديث. (طمطم) (ه‍) في حديث أبى طالب " إنه لقى ضحضحاح من النار، ولولاي لكان في الطمطام " الطمطام في الأصل: معظم ماء البحر، فاستعاره ههنا لمعظم النار، حيث استعار ليسيرها الضحضاح، وهو الماء القليل الذى يبلغ الكعبين. (ه‍) وفى صفة قريش " ليس فيهم طمطمانية حمير " شبه كلام حمير لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم. يقال: رجل أعجم طمطمي. وقد طمطم في كلامه. (طمم) * في حديث حذيفة " خرج وقد طم شعره " أي جزه واستأصله. * ومنه حديث سلمان " أنه ربى مطموم الرأس ". (س) والحديث الآخر " وعنده رجل مطموم الشعر ". (س) وفى حديث عمر رضى الله عنه " لا تطم امرأة إو صبى تسمع كلامكم " أي لا تزاع (1) ولا تغلب بكلمة تسمعها من الرفث. وأصله من طم الشئ إذا عظم. وطم الماء إذا كثر، وهو طام. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه والنسابة " ما من طامة إلا وفوقها طامة " أي ما من أمر عظين إلا وفوقه ما هو أعظم منه. وما من داهية إلا وفوقها داهية. (طما) (ه‍) في حديث طهفة " ما طما البحر (2) وقام تعار " أي ارتفع بأمواجه. وتعار: اسم جبل. (1) في ا: " تراع " بالراء. (2) في الهروي: " بحر ". (*)
[ 140 ]
(باب الطاء مع النون) (طنب) (ه‍) فيه " ما بين طنبى المدينة أحوج منى إليها " أي ما بين طرفيها. والطنب: أحد أطناب الخيمة، فاستعاره للطرف والناحية. (ه‍) وفى حديث عمر رضى الله عنه " أن الأشعث بن قيس تزوج امرأة على حكمها فردها عمر إلى أطناب بيتها " أي إلى مهر مثلها. يريد إلى ما بنى عليه أمر أهلها وامتدت عليه أطناب بيوتهم. (ه‍) ومنه الحديث " ما إحب أن بيتى مطنب ببيت محمد، أنى أحتسب خطاى " مطنب: أي مشدود بالأطناب، يعنى ما أحب أن يكون بيتى إلى جانبه بيته، لأنى أحتسب عند الله كثرة خطاى من بيتى إلى المسجد. (طنف) * في حديث جريج " كان سنتهم إذا ترهب الرجل منهم ثم طنف بالفجور لم يقبلوا منه إلا القتل " أي أتهم. يقال: طنفته فهو مطنف: أي اتهمته فهو متهم. (طنفس) * قد تكرر فيه ذكر " الطنفسة " وفى بكسر الطاء والفاء وبضمهما، وبكسر الطاء وفتح الفاء: البساط الذى له خمل رقيق، وجمعه طنافس. (طنن) (س) في حديث على رضى الله عنه " ضربه فأطن قحفه " أي جعله يطن من صوت القطع. وأصله من الطنين وهو صوت الشئ الصلب. * ومنه حديث معاذ بن الجموح " قال: صمدت يوم بدر نحو أبى جهل، فلما أمكننى حملت عليه وضربته ضربة إطننت قدمه بنصف ساقه، فوالله ما أشبهها حين طاحت إلا النواة تطيح من مرضخة النوى " أطننتها: أي قطعتها. استعاره من الطنين: صوت القطع والمرضخة: الآلة التى يرضخ بها النوى: أي يكسر. (س) وفى الحديث " فمن تطن ؟ " أي من تتهم، وأصله تظتن، من الظنة: التهمة، فأدغم الظاء في التاء، ثم أبدل منهما طاء مشددة، كما يقال مطلم في مظتلم. أورده أبو موسى في هذا الباب، وذكر أن صاحب " التتمة " أورده فيه لظاهر لفظه. قال:
[ 141 ]
ولو روى بالظاء المعجمة لجاز. يقال: مطلم ومظلم، ومضطلم، كما يقال: مدكر ومذكر ومذدكر. * ومنه حديث ابن سيرين " لم يكن على يطن في قتل عثمان " أي يتهم. ويروى بالظاء المعجمة. وسيجئ في بابه. (طنا) * في حديث اليهودية التى سمت النبي صلى الله عليه وسلم " عمدت إلى سم لا يطنى " أي لا يسلم عليه أحد. يقال: رماه الله بأفعى لا تطنى، أي لا يفلت لديغها. (باب الطاء مع الواو) (طوب) (ه‍) فيه " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود (غريبا) (1) كما بدأ، فطوبى للغرباء " طوبى: اسم الجنة. وقيل هي شجرة فيها، وأصلها: فعلى، من الطيب، فلما ضمت الطاء انقلبت الياء واوا. وقد تكررت في الحديث. * وفيه " طوبى للشام لأن الملائكة باسطة أجنحتها عليها " المراد بها ها هنا فعلى من الطيب، لا الجنة ولا الشجرة. (طوح) (س (ه‍)) في حديث أبى هريرة رضى الله عنه في يوم اليرموك " فما رئى موطن أكثر قحفا ساقطا، وكفا طائحة " أي طائرة من معصمها ساقطة. يقال طاح الشئ يطوح ويطيح إذا سقط وهلك، فهو على يطيح من باب فعل يفعل، مثل حسب يحسب. وقيل هو من باب باع يبيع. (طود) * في حديث عائشة تصف أباها " ذاك طود منيف " أي جبل عال. وقد تكرر في الحديث. (طور) * في حديث سطيح * فإن ذا الذهر أطوار دهارير * (1) زيادة من ا واللسان. (*)
[ 142 ]
الأطوار: الحالات المختلفة والتارات، والحدود، واحدها طور، أي مرة ملك ومرة هلك ومرة بؤس ومرة نعم. (س) ومنه حديث النبيذ " تعدى طوره " أي جاوز حده وحاله الذى يخصه ويحل فيه شربه. * وفى حديث على رضى الله عنه " والله لا أطور به ما سمر سمير " أي لا أقربه أبدا. (طوع) (ه‍) فيه " هوى متبع وشح مطاع " هو أن يطيعه صاحبه في منع الحقوق التى أوجبها الله عليه في ماله. يقال: أطاعه يطيعه فهو مطيع. وطاع له يطوع ويطيع فهو طائع، إذا أذعن وانقاد، والاسم الطاعة. * ومنه الحديث " فإن هم طاعوا لك بذلك " وقيل: طاع: إذا انقاد، وأطاع: اتبع الأمر ولم يخالفه. والاستطاعة: القدرة على الشئ. وقيل هي: استفعال من الطاعة. (س) وفيه " لا طاعة في معصية الله " يريد طاعة ولاة الأمر إذا أمروا بما فيه معصية كالقتل والقطع ونحوه. وقيل: معناه أي الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلص إذا كانت مشربة بالمعصية، وإنما تصح الطاة وتخلص مع اجتناب المعاصي، والأول أشبه بمعنى الحديث، لأنه قد جاء مقيدا في غيره، كقوله " لا طاعة لمخلوق في معصية الله " وفى رواية " معصية الخالق ". * وفى حديث أبى مسعود البدرى رضى الله عنه " في ذكر المطوعين من المؤمنين " أصل المطوع: المتطوع، فأدغمت التاء في الطاء، وهو الذى يفعل الشئ تبرعا من نفسه. وهو تفعل من الطاعة. (طوف) (ه‍) في حديث الهرة " إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات " الطائف: الخادم الذى يخدمك برفق وعناية، والطواف: فعال منه، شبهها بالخادم الذى يطوف على مولاه ويدور حوله، أخذا من قوله تعالى: " ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم ". ولما كان فيهن ذكور وإناث قال: الطوافون والطوافات. (س) ومنه الحديث " لقد طوفتما بى اليلة " يقال: طوف تطويفا وتطوافا.
[ 143 ]
* ومنه الحديث " كانت المرأة تطوف بالبيت وفى عريانة فتقول: من يعيرنى تطوافا ؟ " تجعله على فرجها. هذا على حذف المضاف: أي ذا تطواف. ورواه بعضهم بكسر التاء. وقال: هو الثوب الذى يطاف به، ويجوز أن يكون مصدرا أيضا. * وفيه ذكر " الطواف بالبيت " وهو الدوران حوله. تقول: طفت أطوف طوفا وطوافا، والجمع الأطواف. (ه‍) وفى حديث لقيط " ما يبسط أحدكم يده إلا وقع عليها قدح مطهرة من شرب تلك الشربة طهر من الحدث والأذى (1). وأنث القدح لأنه ذهب بها إلى الشربة. * ومنه الحديث " نهى عن متحدثين على طوفهما " أي عند الغائط. (ه‍) وحديث أبى هريرة رضى الله عنه " لا يصل (2) أحدكم وهو يدافع الطوف " ورواه إبو عبيد عن ابن عباس. * وفى حديث عمرو بن العاص، وذكر الطاعون فقال " لا أراه إلا رجزا أو طوفانا " أراد بالطوفان البلاء، وقيل الموت. (طوق) (ه‍) فيه من ظلم شبرا من أرض طوقه الله من سبع أرضين " أي يخسف الله به الأرض فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطوق. وقيل: ثو أن يطوق حملها يوم القيامة أي يكلف، فيكون من طوق التكليف لا من طوق التقليد. (ه‍) ومن الأول حديث الزكاة " يطوق ماله شجاعا أقرع " أي يجعله له كالطوق في عنقه. (1) بعده في الهروي: " وهو الحيض ". (2) في الأصل وا: " لا يصلى " وفى اللسان: " لا يصلين " والمثبت من الهروي. (*)
[ 144 ]
* ومنه الحديث " والنخل مطوقة بثمرها " أي صارت أعذاقها لها كالأطواق في الأعناق. * ومن الثاني حديث أبى قتادة ومراجعة النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وددت أنى طوقت ذلك " أي ليته جعل ذلك داخلا في طاقتي وقدرتي، ولم يكن عاجزا عن ذلك غير قادر عليه لضعف فيه، ولكن يحتمل أنه خاف العجز عنه للحقوق التى تلزمه نسائه، فإن إدامة الصوم تخل بحظوظهن منه. (س) ومنه حديث عامر بن فهيرة. * كل امرئ مجاهد بطوقه * أي أقصى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن أن يفعله (1) بمشقة منه. وقد تكرر في الحديث. (طول) (س) فيه " أوتيت السبع الطول " الطول، بالضم: جمع الطولى، مثل الكبر في الكبرى. وهذا البناء يلزمه الألف واللام والإضافة. والسبع الطول هي البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والتوبة. * ومنه حديث أم سلمة " أنه كان يقرأ في المغرب بطولى الطوليين " الطوليين: تثنية الطولى، ومذكرها الأطول: أي أنه كان يقرأ فيها بأطول السورتين الطويلتين. تعنى الأنعام والأعراف. (س) وفى حديث استسقاء عمر " فطال العباس عمر " أي غلبه في طول القامة، وكان عمر طويلا من الرجال، وكان العباس أشد طولا منه. وروى أن امرأة قالت: رأيت عباسا يطوف بالبيت كأنه فسطاط أبيض، وكانت رأت على ابن عبد الله بن عباس، وقد فرع الناس طولا، كأنه راكب مع مشاة، فقالت، من هذا فأعلمت، فقالت: إن الناس ليرذلون. وكان رأس على بن عبد الله إلى منكب أبيه عبد الله، ورأس عبد الله إلى منكب العباس، ورأس العباس إلى منكب عبد المطلب. (1) في ا " يفعل ". (*)
[ 145 ]
(س) وفيه " اللهم بك أحاول وبك أطاول " أطاول: مفاعلة من الطول بالفتح، وهو الفضل والعلو على الأعداء. (ه‍) ومنه الحديث " تطاول عليهم الرب بفضله " أي تطول (1)، وهو من باب: طارقت النعل، في إطلاقها على الواحد. * ومنه الحديث " أنه قال لأزواجه: أولكن لحوقا بى أطولكن يدا، فاجتمعن يتطاولن، فطالتهن سودة، فماتت زينت أولهن " أراد أمدكن يدا بالعطاء، من الطول، فظننه من الطول. وكانت زينت تعمل بيدها وتتصدق به. (ه‍) ومنه الحديث " إن هذين الحيين من الأوس والخزرج كانا يتطاولان على رسول الله صلى الله عليه وسلم تطاول الفحلين " أي يستطيلان على عدوه ويتباريان في ذلك ليكون كل واحد منهما أبلغ في نصرته من صاحبه، فشبه ذلك التبارى والتغالب بتطاول الفحلين على الإبل، يذب كل واحد منهما الفحول عن إبله ليظهر أيهما أكثر ذبا. (ه‍) ومنه حديث عثمان " فتفرق الناس فرقا ثلاثا: فصامت صمته أنفذ من طول غيره " ويروى " من صول غيره " أي إمساكه أشد من تطاول غيره. يقال طال عليه، واستطال، وتطاول، إذا علاه وترفع عليه. (س) ومنه الحديث " أربى الربا الاستطالة في عرض الناس " أي استحقارهم، والترفع عليهم، والرقيعة فيهم. (س) وفى حديث الخيل " ورجل طول لها في مرج فقطعت طولها ". (ه‍) وفى حديث آخر " فأطال لها فقطعت طيلها " الطول والطيل بالكسر: الحبل الطويل يشد إحد طرفيه في وتد أو غيره والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه. وطول وأطال بمعنى: أي شدها في الحبل. (1) في الهروي: " أي أشرف ". (*)
[ 146 ]
* ومنه الحديث " لطول الفرس حمى " أي صاحب الفرس أن يحمى الموضع الذى يدور فيه فرسه المشدود في الطول إذا كان مباحا لا مالك له. * وفيه " أنه ذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في كفن غير طائل " أي غير رفيع ولا نفيس. وأصل الطائل: النفع والفائدة. (س) ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه في قتل أبى جهل " ضربته بسيف غير طائل " أي غير ماض ولا قاطع، كأنه كان سيفا دونا بين السيوف. (طوا) (س) في حديث بدر " فقذفوا في طوى من أطواء بدر " أي بئر مطوية من آبارها. والطوى في الأصل صفة، فعيل بمعنى مفعول، فلذلك جمعوه على الأطواء، كشريف وأشراف، ويتيم وأيتام، وإن كان قد انتقل إلى باب الاسمية. * وفى حديث فاطمة رضى الله عنها " قال لها: لا أخدمك وأترك أهل الصفة تطوى بطونهم " يقال: طوى من الجوع يطوى طوى فهو طاو: أي خالي البطن جائع لم يأكل. وطوى يطوى إذا تعمد ذلك. (س) ومنه الحديث " يبيت شبعان وجاره طاو ". * والحديث الآخر " يطوى بطنه عن جاره " أي يجيع نفسه ويؤثر جاره بطعامه. (س) والحديث الآخر " أنه كان يطوى يومين " أي لا يأكل فيهما ولا يشرب. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث على وبناء الكعبة " فتطوت مواضيع البيت كالحجفة " أي استدارت كالترس. وهو تفعلت، من الطى. * وفى حديث السفر " اطو لنا الأرض " أي قربها لنا وسهل السير فيها حتى لا تطول علينا، فكأنها قد طويت. * ومنه الحديث " إن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار " أي تقطع مسافتها، لأن الإنسان فيه أنشط منه في النهار، وأقدر على المشى والسير لعدم الحر وغيره.
[ 147 ]
وقد تكرر في الحديث ذكر " طوى " وهو بضم الطاء وفتح الواو المخففة: موضع عند باب مكة يستحب لمن دخل مكة أن يغتسل له. (باب الطاء مع الهاء) (طهر) (ه‍) فيه " لا يقبل الله صلاة بغير طهور " الطهور بالضم: التطهر، وبالفتح الماء الذى يتطهر به، كالوضوء والوضوء، والسحور والسحور. وقال سيبوية: الطهور بالفتح يقع على الماء والمصدر معا، فعلى هذا يجوز أن يكون الحديث يفتح الطاء وضمها، والمراد بهما التطهر. وقد تكرر لفظ الطهارة في الحديث على اختلاف تصرفه. يقال: طهر يطهر طهرا فهو طاهر. وطهر يطهر، وتطهر يتطهر تطهرا فهو متطهر. والماء الطهور في الفقه: هو الذى يرفع الحدث ويزيل النجس، لأن فعولا من أبنية المبالغة، فكأنه تناهى في الطهارة. والماء الطاهر غير الطهور: هو الذى لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس، كالمستعمل في الوضوء والغسل. * ومنه حديث ماء البحر " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " أي المطهر. * وفى حديث أم سلمة " إنى أطيل ذيلي وأمشى في المكان القذر، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطهره ما بعده " هو خاص فيما كان يابسا لا يعلق بالثوب منه شئ، فأما إذا كان رطبا فلا يطهر إلا بالغسل. وقال مالك: هو أن يطأ الأرض القذرة، ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة، فإن بعضها يطهر بعضا. فأما النجاسة مثل البول ونحوه تصيب الثوب أو بعض الجسد فإن ذلك لا يطهره إلا الماء إجماعا. وفى إسناد هذا الحديث مقال. (طهم) (ه‍) في صفته عليه السلام " لم يكن بالمطهم " المطهم: المنتفخ الوجه. وقيل: الفاحش السمن. وقيل: النحيف الجسم، وهو من الأضداد (1). (1) في الهروي: " قال أحمد بن يحيى: اختلف الناس في تفسير هذا الحرف، فقالت طائفة: هو الذى كل عضو منه حسن على حدته. وقالت طائفة: المطهم: الفاحش السمن. وقيل: هو المنتفخ الوجه، ومنه قول الشاعر: * ووجه فيه تطهيم * أي انتفاخ وجهامة. وقالت طائفة: هو النحيف الجسم. قال أبو سعيد: الطهمة والطخمة في اللون: تجاوز السمرة إلى السواد، ووجه مطهم، إذا كان كذلك ". (*)
[ 148 ]
(طهمل) (س) فيه " وقفت امرأة على عمر فقالت: إنى امرأة طهملة " هي الجسيمة القبيحة. وقيل الدقيقة. والطهمل: الذى لا يوجد له حجم إذا مس. (طها) (ه‍) في حديث أم زرع " وما طهاة أبى زرع " تعنى الطباخين، واحدهم: طاه. وأصل الطهو: الطبخ الجيد المنضج. يقال: طهوت الطعام إذا أنضجته وأتقنت طباخه. (ه‍) ومنه حديث أبى هريرة " وقيل له: أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: إلا (1) ما طهوى " أي ما عملي إن لم أسمعه ؟ يعنى أنه لم يكم لى عمل غير السماع، أو أنه إنكار لأن يكون الأمر على خلاف ما قال. وقيل هو بمعنى التعجب، كأنه قال: وإلا فأى شئ حفظى وإحكامي ما سمعت (2) ! (باب الطاء مع الياء) (طيب) * قد تكرر في الحديث ذكر " الطيب والطيبات " وأكثر ما ترد بمعنى الحلال، كما أن الخبيث كناية عن الحرام. وقد يرد الطيب بمعنى الطاهر. (ه‍) ومنه الحديث " أنه قال لعمار (3): مرحبا بالطيب المطيب " أي الطاهر المطهر. (ه‍) ومنه حديث على " لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بأبى أنت وأمى طبت حيا وميتا " أي طهرت. (ه‍) " والطيبات في التحيات " أي الطيبات من الصلاة والدعاء والكلام مصروفات إلى الله تعالى. (1) في الهروي: " إذا ". (2) زاد الهروي على هذه التوجيهات، قال: " وقال أبو العباس عن ابن الأعرابي: الطهى: الذنب في قول أبى هريرة. وطهى طهيا إذا أذنب. يقول: فما ذنبي ؟ إنما هو شئ قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وقد حكى السيوطي في الدر النثير هذا التوجيه عن الفارسى، عن ابن الأعرابي أيضا. (3) أخرجه الهروي من قول عمار نفسه. (*)
[ 149 ]
(ه‍) وفيه " أنه أمر أن تسمى المدينة طيبة وطابة " هما من الطيب، لأن المدينة كان اسمها يثرب، والثرب (1) الفساد، فنهى أن تسمى به وسماها طيبة وطابة، وهما تأنيث طيب وطاب، بمعنى الطيب. وقيل: هو من الطيب بمعنى الطاهر، لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه. * ومنه الحديث " جعلت لى الأرض طيبة طهورا " أي نظيفة غير خبيثة. * وفى حديث هوازن " من أحب أن يطيب ذلك منكم " أي يحلله ويبيحه. وطابت نفسه بالشئ إذا سمحت به من غير كراهة ولا غضب (2). (ه‍) وفيه " شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين " اجتمع بنو هاشم وبنو زهرة وتيم في دار ابن جدعان في الجاهلية، وجعلوا طيبا في جفنة وغمسوا أيديهم فيه، وتحالفوا على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم، فسموا المطيبين. وقد تقدم في حرف الحاء. (ه‍) وفيه " نهى أن يستطيب الرجل بيمينه " الاستطابة والإطابة: كناية عن الاستنجاء. سمى بها من الطيب، لأنه يطيب جسده بإزالة ما عليه من الخبث بالاستنجاء: أي يطهره. يقال منه: أطاب واستطاب. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفيه " ابغنى حديدة أستطب (3) بها " يريد حلق العانة، لأنه تنظيف وإزالة أذى. (ه‍) وفيه " وهم سبى طيبة " الطيبة - بكسر الطاء وفتح الياء - فعلة، من الطيب، ومعناه أنه سبى صحيح السباء لم يكن عن غدر ولا نقض عهد. * وفى حديث الرؤيا " رأيت كأننا في دار ابن زيد وأتينا برطب ابن طاب " هو نوع من أنواع تمر المدينة منسوب إلى ابن طاب: رجل من أهلها. يقال: عذق ابن طاب، ورطب ابن طاب، وتمر ابن طاب. (1) في الهروي: " التثرب ". (2) في بعض النسخ بالصاد المهملة. قاله مصحح الأصل. (3) في الهروي: " أستطب ". (*)
[ 150 ]
(س) ومنه حديث جابر " وفى يده عرجون ابن طاب ". (ه‍) وفى حديث أبى هريرة " أنه دخل على عثمان وهو محصور، فقال: الآن طاب امضرب " أي حل القتال. أراد: طاب الضرب، فأبدل لام التعريف ميما، وهى لغة معروفة. * وفى حديث طاوس " أنه سئل عن الطابة تطبخ على النصف " الطابة: العصير، سمى به لطيبه وإصلاحه، على النصف: هو أن يغلى حتى يذهب نصفه. (طير) (ه‍ س) فيه " الرؤيا لأول عابر، وهى على رجل طائر " كل حركة من كلمة أو جار يجرى فهو طائر مجازا، أراد: على رجل قدر جار، وقضاء ماض، من خير أو شر، وهى لأول عابر يعبرها: أي أنها إذا احتملت تأويلين أو أكثر فعبرها من يعرف عبارتها وقعت على ما أولها، وانتفى عنها غيره من التأويل. * وفى حديث آخر " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر " أي يستقر تأويلها حتى تعبر. يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت. كما أن الطير لا يستقر في أكثر أحواله، فكيف يكون ما على رجله ؟ وفى حديث أبى ذر " تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه إلا عندنا منه علم " يعنى أنه استوفى بيان الشريعة وما يحتاج إليه في الدين، حتى لم يبق مشكل. فضرب ذلك مثلا. وقيل: أراد أنه لم يترك شيئا إلا بينه حتى بين لهم أحكام الطير وما يحل منه وما يحرم، وكيف يذبح، وما الذى يفدى منه المحرم إذا أصابه، وأشباه ذلك، ولم يرد أن في الطير علما سوى ذلك علمهم إياه، أو رخص لهم أن يتعاطوا زجر الطير كما كان يفعله أهل الجاهلية. * وفى حديث أبى بكر والنسابة " فمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء ؟ قال: لا " شيبة الحمد: هو عبد المطلب بن هاشم، سمى مطعم طير السماء، لأنه لما نحر فداء ابنه عبد الله أبى النبي صلى الله عليه وسلم مائة بعير، فرقها على رؤوس الجبال فأكلتها الطير. (ه‍) وفى صفة الصحابة " كأنما على رؤوسهم الطير " وصفهم بالسكون والوقار، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شئ ساكن.
[ 151 ]
* " رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه " أي يجريه في الجهاد. فاستعار له الطيران. * ومنه حديث وابصة " فلما قتل عثمان طار قلبى مطاره " أي مال إلى جهة يهواها وتعلق بها. والمطار: موضع الطيران. (س) ومنه حديث عائشة " أنها سمعت من يقول: إن الشؤم في الدار والمرأة، فطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض " إى كأنها تفرقت وتقطعت قطعا، من شدة الغضب. (س) ومنه حديث عروة " حتى تطايرت شؤون رأسه " أي تفرقت فصارت قطعا. (س) ومنه الحديث " خذ ما تطاير من شعر رأسك " إى طال وتفرق. * وفى حديث أم العلاء الأنصارية " اقتسمنا المهاجرين فطار لنا عثمان بن مظعون " أي حصل نصيبنا منهم عثمان. (س) ومنه حديث رويفع " إن كان أحدنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطير له النصل وللآخر القدح " معناه أن ارجلين كانا يقتسمان السهم فيقع لأحدهما نصله وللآخر قدحه. وطائر الإنسان: ما حصل له في علم الله مما قدر له. (ه‍) ومنه الحديث " بالميمون طائره " أي بالمبارك حظه. ويجوز أن يكون أصله من الطير السانح والبارح. * وفى حديث السحور والصلاة ذكر " الفجر المستطير " هو الذي انتشر ضوءه واعترض في الأفق، بخلاف المستطيل. * ومنه حديث بنى قريضة: وهان على سراة بنى لؤى حريق بالبويرة مستطير أي منتشر متفرق، كأنه طار في نواحيها. (س) ومنه حديث ابن مسعود " فقدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقلنا: اغتيل
[ 152 ]
أو استطير " أي ذهب به بسرعة كأن الطير حملته، أو اغتاله أحد. والاستطاره والتطاير: التفرق والذهاب. (ه‍) وفى حديث على " فأطرت الحلة بين نسائى " أي فرقتها بينهن وقسمتها فيهن. وقيل الهمزة أصلية. وقد تقدم. (س) وفيه " لا عدوى ولا طيرة " الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تسكن: هي التشاؤم بالشئ. وهو مصدر تطير. يقال: تطير طيرة، وتخير خيرة، ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما. وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما. وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر. وقد تكرر ذكرها في الحديث اسما وفعلا. * ومنه الحديث " ثلاث لا يسلم أحد منهن: الطيرة والحسد والظن. قيل: فما نصنع ؟ قال: إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق ". * ومنه الحديث الأخر " الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل " هكذا جاء في الحديث مقطوعا. ولم يذكر المستثنى: أي إلا وقد يعتريه التطير وتسبق إلى قلبه الكراهة. فحذف اختصارا واعتمادا على فهم السامع. وهذا كحديثه الآخر " ما فينا إلا من هم أو لم، إلا يحيى بن زكريا " فأظهر المستثنى. وقيل إن قوله: " وما منا إلا " من قول ابن مسعود أدرجه في الحديث، وإنما جعل الطيرة من الشرك، لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعا أو يدفع عنهم ضرا إذا عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوه مع الله في ذلك. وقوله: " ولكن الله يذهبه بالتوكل " معناه أنه إذا خطر له عارض التطير فتوكل على الله وسلم إليه ولم يعمل بذلك الخاطر غفره الله له ولم يؤاخذه به. (ه‍) وفيه " إياك وطيرات الشباب " أي زلاتهم وغراتهم (1)، وجمع طيرة. (1) في الأصل واللسان: " وعثراتهم " وأثبتنا ما في الهروي وا. (*)
[ 153 ]
(طيش) * في حديث الحساب " فطاشت السجلات وثقلت البطاقة " الطيش الخفة. وقد طاش يطيش طيشا، فهو طائش. (س) ومنه حديث عمر بن أبى سلمة " كانت يدى تطيش في الصحفة " أي تخف وتتناول من كل جانب. * ومنه حديث جرير " ومنه العصل الطائش " أي الزال عن الهدف كذا وكذا. (س) ومنه حديث ابن شبرمة " وسئل عن السكر فقال: إذا طاشت رجلاه واختلط كلامه ". (طيف) * في حديث المبعث " فقال بعض القوم: قد أصاب هذا الغلام لمم أو طيف من الجن " أي عرض له عارض منهم. وأصل الطيف: الجنون. ثم استعمل في الغضب، ومس الشيطان ووسوسته. ويقال له طائف، وقد قرئ بهما قوله تعالى " إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان " يقال طاف يطيف ويطوف طيفا وطوفا، فهو طائف، ثم سمى بالمصدر. ومنه طيف الخيال الذى يراه النائم. (س) ومنه الحديث " فطاف بى رجل وأنا نائم ". (س) وفيه " لا تزال طائفة من أمتى على الحق " الطائفة: الجماعة من الناس. وتقع على الواحد، كأنه أراد نفسا طائفة. وسئل إسحاق بن راهوية عنه فقال: الطائفة دون الألف، وسيبلغ هذا الأمر إلى أن يكون عدد المتمسكين بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ألفا، يسلى بذلك أن لا يعجبهم كثرة أهل الباطل. * وفى حديث عمران بن حصين وغلامه الآبق " لأقطعن منه طائفا " هكذا جاء في رواية: أي بعض أطرافه. والطائفة: القطعة من الشئ. ويروى بالباء والقاف. وقد تقدم. (طين) (ه‍) فيه " ما من نفس منفوسة تموت فيها مثقال نملة من خير إلا طين عليه يوم القيامة طينا " أي جبل عليه. يقال طانه الله على طينته: أي خلقه على جبلته. وطينة الرجل: خلقه وأصله. وطينا مصدر من طان. ويروى " طيم عليه " بالميم. وهو بمعناه. (طيا) (ه‍) فيه " لما عرض نفسه على قبائل العرب قالوا له: يا محمد اعمد لطيتك " (1) أي امض لوجهك وقصدك. والطية: فعلة، من طوى. وإنما ذكرناها ها هنا لأجل لفظها. (*) (1) الطية، بالتشديد والتخفيف. كما ذكر الهروي والسيوطي في الدر. (*)
[ 154 ]
حرف الظاء (باب الظاء مع الهمزة) - (ظأر) * فيه " ذكر ابنه إبراهيم عليه السلام، فقال: إن له ظئرا في الجنة " الظئر: المرضعة غير ولدها. ويقع على الذكر والأنثى. * ومنه حديث سيف القين " ظئر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم " هو زوج مرضعته. (س) ومنه الحديث " الشهيد تبتدره زوجتاه كظئر ين أضلتا فصيليهما ". (س) ومنه حديث عمر " أعطى ربعة يتبعها ظئراها " أي أمها وأبوها. (ه‍) وفى حديث عمر " أنه كتب إلى هنى وهو في نعم الصدقة: أن ظاور. قال: " فكنا نجمع الناقتين والثلاث على الربع ". هكذا روى بالواو. والمعروف في اللغة: ظائر، بالهمز. والظئار: أن تعطف الناقة على غير ولدها. يقال: ظأرها يظأرها ظأرا، وأظأرها وظاءرها. والاسم الظئار، وكانوا إذا أرادوا ذلك شدوا أنف الناقة وعينيها، وحشوا في حيائها خرقة ثم خلوه بخلالين وتركوها كذلك يومين فتظن أنها قد مخضت للولادة، فإذا غمها ذلك وأكربها نفسوا عنها واستخرجوا الخرقة من حيائها، ويكونون قد أعدوا لها حوارا من غيرها فليطخوه بتلك الخرقة ويقدمونه إليها، ثم يفتحون إنفها وعينيها فأذا رأت الحوار وشمته ظنت أنها ولدته فترأمه وتعطف عليه * ومنه حديث قطن " ومن ظأره الإسلام " أي عطفه عليه. * وحديث على " أظأركم على الحق وأنتم تفرون منه ".
[ 155 ]
(ه‍) وحديث ابن عمر " أنه اشترى ناقة فرأى بها تشريم الظئار فردها ". * وحديث صعصعة بن ناجية جد الفرزدق " قد أصبنا ناقتيك، ونتجناهما، وظأرناهما على أولادهما ". (باب الظاء مع الباء) (ظبب) (س) في حديث الراء " فوضعت ظبيب السيف في بطنه " قال الحربى: هكذا روى. وإنما هو " ظبة السيف " وهو طرفه، ويجمع على الظباة والظبين. وأما الضبيب بالضاد فسيلان الدم من الفم وغيره. وقال أبو موسى: إنما هو بالصاد المهملة، وقد تقدم في موضعه. (ظبى) (ه‍) فيه أنه بعث الضحاك بن سفيان إلى قومه وقال: إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا " كان بعثه إليهم يتجسس أخبارهم، فأمره أن يكون منهم بحيث يراهم، فإن أرادوه بسوء تهيأ له الهرب، فيكون كالظبي الذى لا يربض إلا وهو متباعد، فإذا ارتاب نفر وظبيا منصوب على التفسير (1). (ه‍) وفيه " أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ظبية فيها خرز فأعطى الآهل منها والعزب " الظبية: جراب صغير عليه شعر. وقيل: هي شبه الخريطة والكيس. * وفى حديث أبى سعيد مولى أبى أسيد " قال: وما ظبية ؟ قال: زمزم " سميت به تشبيها بالظبية: الخريطة،. لجمعها ما فيها. * وفى حديث عمرو بن حزم " من ذى المروة إلى الظبية " وهو موضع في ديار جهينة (1) زاد الهروي: " وقال القتيبى: قال ابن الأعرابي: أراد أقم في دارهم آمنا لا تبرح، كأنك ظبى في كناسه قد أمن حيث لا يرى أنيسا " (*)
[ 156 ]
أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم عوسجة الجهنى. فأما عرق الظبية بضم الظاء: فموضع على ثلاثة أميال من الروحاء، به مسجد للنبى صلى الله عليه وسلم. (س) وفى حديث على رضى الله عنه " نافحوا باظبا " هي جمع ظبة السيف، وهو طرفه وحده. وأصل الظبة: ظبو، بوزن صرد، فحذفت الواو وعوض منها الهاء. (س) ومنه حديث قيلة " فأصابت ظبته طائفة من قرون رأسه " وقد تكررت في الحديث مفردة ومجموعة. (باب الظاء مع الراء) (ظرب) (ه‍) في حديث الاستسقاء " اللهم على الآكام والظراب وبطون الإودية " الظراب: الجبال الصغار، واحدها: ظرب بوزن كتف. وقد يجمع في القلة على أطرب (1). (ه‍) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه " أين أهلك يا مسعود ؟ فقال: بهذه الأظراب السواقط " السواقط: الخاشعة المنخفضة. * ومنه حديث عائشة " رأيت كأنى على ظرب " ويصغر على ظريب. * ومنه حديث أبى أمامة في ذكر الدجال " حتى ينزل على (2) الظريب الأحمر ". (ه‍) ومهنه حديث عمر رضى الله عنه " إذا غسف الليل على الظراب " إنما خص الظراب لقصرها. أراد أن ظلمة الليل تقرب من الأرض. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " كان له عليه السلام فرى يقال له الظرب " تشبيها بالجبيل لقوته. ويقال ظربت حوافر الدابة: أي اشتدت وصلبت. (ظرر) (ه‍) في حديث عدى " إنا نصيد الصيد فلا نجد ما نذكى به إلا الظرار وشقة العصا " الظرار: جمع ظرر، وهو حجر صلب محدد، ويجمع أيضا على أظرة. (1) قال الهروي: " ويجمع أيضا على ظرب، مثل: كتاب، وكتب ". (2) في ا: " عند ". (*)
[ 157 ]
* ومنه حديثه الآخر " فأخذت ظرارا من الأظرة فذبحتها به " ويجمع أيضا على ظران، كصرد وصردان. * ومنه حديث عدى أيضا " لا سكين إلا الظران ". (ظرف) (ه‍) في حديث عمر رضى الله عنه " إن كان اللص ظريفا لم يقطع " أي إذا كان بليغا جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحد. والظرف في اللسان: البلاغة، وفى الوجه: الحسن، وفى القلب: الذكاء. * ومنه حديث معاوية " قال: كيف ابن زياد ؟ قالوا: ظريف، على أنه يلحن، قال: أو ليس ذلك أظرف له ؟ ". * ومنه حديث ابن سيرين " الكلام أكثر من أن يكذب ظريف " أي أن الظريف لا تضيق عليه معاني الكلام، فهو يكنى ويعرض ولا يكذب. (باب الظاء مع العين) (ظعن) (س) في حديث حنين " فإذا بهوزان على بكرة آبائهم بظعنهم وشائهم ونعمهم " الظعن: النساء، واحدتها: ظعينة. وأصل الظعينة: الراحلة التى يرحل ويظعن عليها: أي يسار. وقيل للمرأة ظعينة، لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن، أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت. وقيل الظعينة: المرأة في الهودج، ثم قيل للهودج بلا امرأة، وللمرأة بلا هودج: ظعينة. وجمع الظعينة: ظعن وظعن وظعائن وأظعان. وظعن يظعن ظعنا وظعنا بالتحريك إذا سار. (ه‍) ومنه الحديث " أنه أعطى حليمة السعدية بعيرا موقعا للظعينة " أي للهودج. (س) ومنه حديث سعيد بن جبير " ليس في جمل ظعينة صدقة " إن روى بالإضافة فالظعينة المرأة، وإن روى بالتنوين، فهو الجمل الذى يظعن عليه، والتاء فيه للمبالغة. وقد تكرر ذكرها في الحديث.
[ 158 ]
(باب الظاء مع الفاء) (ظفر) (ه‍) في صفه الدجال " وعلى عينه ظفرة غليظة " هي بفتح الظاء والفاء: لحمة تنبت عند المآقى، وقد تمتد إلى السواد فتغشيه. (س) وفى حديث أم عطية " لا تمس المحد إلا نبذة من قسط أظفار " وفى رواية " من قسط وأظفار " الأظفار: جنس من الطيب لا واحد له من لفظه. وقيل واحده: ظفر. وقيل: هو شئ من العطر أسود. والقطعة منه شبيهة بالظفر. (س) وفى حديث الإفك " عقد من جزع أظفار " وهكذا روى، وأريد به العطر المذكور أو لا، كأنه يؤخذ ويثقب ويجعل في العقد والقلادة. والصحيح في الروايات أنه " من جزع ظفار " بوزن قطام، وهى اسم مدينة لحمير باليمن. وفى المثل: من دخل ظفار حمر. وقيل: كل أرض ذات مغرة (1) ظفار. (س) وفيه " كان لباس آدم عليه السلام الظفر " أي شئ يشبه الظفر في بياضه وصفائه وكثافة. (باب الظاء مع اللام) (ظلع) (ه‍) فيه " فإنه لا يربع على ظلعك من ليس يحزنه أمرك " الظلع بالسكون: العرج. وقد ظلع يظلع ظلعا فهو ظالع. المعنى لا يقيم عليك في حال ضعفك وعرجك إلا من يهتم لأمرك وشأنك، ويحزنه أمرك وشأنك. وربع في المكان: إذا أقام به. * ومنه حديث الأضاحى " ولا العرجاء البين ظلعها ". (س) وفى حديث على يصف أبا بكر رضى الله عنهما " علوت إذ ظلعوا " أي انقطعوا وتأخروا لتقصيرهم، وحديثه الآخر " وليستأن بذات النقب والظالع " أي بذات الجرب والعرجاء. (1) المغرة، ويحرك: طين أحمر. (القاموس، مغر). (*)
[ 159 ]
* وفيه " أعطى قوما أخاف ظلعهم " هو بفتح اللام: أي ميلهم عن الحق وضعف إيمانهم. وقيل ذنبهم. وأصله داء في قوائم الدابة تغمز منه. ورجل ظالع: أي مائل مذنب. وقيل: إن المائل بالضاد. (ظلف) * في حديث الزكاة " فتطؤه بأظلافها " الظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل، والخف للبعير. وقد تكرر في الحديث. وقد يطلق الظلف على ذات الظلف أنفسها مجازا. * ومنه حديث رقيقة " تتابعت على قريش سنو جدب أقحلت الظلف ". أي ذات الظلف. (ه‍) وفى حديث عمر رضى الله عنه " مر على راع فقال له: عليك الظلف من الأرض لا ترمضها " الظلف بفتح الظاء واللام: الغليظ الصلب من الأرض مما لا يبين فيه أثر. وقيل اللين منها مما لا رمل فيه ولا حجارة. أمرة أن يرعاها في الأرض التى هذه صفتها لئلا ترمض بحر الرمل وخشونة الحجارة فتتلف أظلافها. (ه‍) وفى حديث سعد " كان يصيبنا ظلف العيش بمكة " أي بؤسه وشدته وخشونته، من ظلف الأرض. * ومنه حديث مصعب بن عمير رضى الله عنه " لما هاجر أصابه ظلف شديد ". * وفى حديث على رضى الله عنه " ظلف الزهد شهواته " أي كفها ومنعها. (ه‍) وفى حديث بلال رضى الله عنه " كان يؤذن على ظلفات أقتاب مغرزة في الجدار " هي الخشابات الأربع التى تكون على جنبى البعير، الواحدة: ظلفة، بكسر اللام. (ظلل) (س) فيه " الجنة تحت ظلال السيوف " هو كناية عن الدنو من الضراب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله عليه. والظل: الفئ الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس أي شئ كان. وقيل: هو مخصوص بما كان منه إلى زوال الشمس، وما كان بعده فهو الفئ.
[ 160 ]
* ومنه الحديث " سبعة يظلهم الله في ظله ". (س) وفى حديث آخر " سبعة في ظل العرش " أي في ظل رحمته. (ه‍ س) والحديث الآخر " السلطان ظل الله في الأرض " لأنه يدفع الأذى عن الناس كما يدفع الظل أذى حر الشمس (1). وقد يكنى بالظل عن الكنف والناحية. (ه‍) ومنه الحديث " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام " أي في دراها وناحيتها. وقد تكرر ذكر الظل في الحديث. ولا يخرج عن أحد هذه المعاني. (ه‍) ومنه شعر العباس، يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: من قبلها طبت في الظلال وفى مستودع حيث يخصف الورق أراد ظلال الجنة: أي كنت طيبا في صلب آدم، حيث كان في الجنة. وقوله " من قبلها ". أي من قبل نزولك إلى الأرض، فكنى عنها ولم يتقدم لها ذكر، لبيان المعنى. * وفيه " أنه خطب آخر يوم من شعبان فقال: أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم " يعنى رمضان: أي أقبل عليكم ودنا منكم، كأنه ألقى عليكم ظله. * ومنه حديث كعب بن مالك " فلما أظل قادما حضرني بثى ". (ه‍) وفيه " أنه ذكر فتنا كأنها الظلل " هي كل ما أظلك، واحدتها: ظلة. أراد كأنها الجبال أو السحب. (ه‍) ومنه " عذاب يوم الظلة " وهى سحابة أظلتهم، فلجأوا إلى ظلها من شدة الحر (1) قال الهروي في تفسير هذا الحديث: " قيل: ستر الله، وقيل: خاصة الله، يقال: أظل الشهر، أي قرب، وقيل: معناه العز والمنعة ". وقد حكى السيوطي في الدر هذا التفسير عن الفارسى. (*)
[ 161 ]
فأطبقت عليهم وأهلكتهم. * وفيه " رأيت كأن ظلة تنطف السمن والعسل " أي شبه السحابة يقطر منها السمن والعسل. * ومنه الحديث " البقرة وآل عمران كأنهما ظلتان أو غمامتان ". * وفى حديث ابن عباس " الكافر يسجد لغير الله، وظله يسجد لله " قالوا: معناه: يسجد له جسمه الذى عنه الظل. (ظلم) (ه‍) في حديث ابن زمل " لزموا الطريق فام يظلموه " أي لم يعدلوا عنه. يقال: أخذ في طريق فما ظلم يمينا ولا شمالا. (ه‍) ومنه حديث أم سلمة " إن أبا بكر وعمر ثكما الأمر فما ظلماه " أي لم يعدلا عنه. وأصل الظلم: الجور ومجاوزة الحد. * ومنه حديث الوضوء " فمن زاد أو نقص فقد أساء وظلم " أي أساء الأدب بتركه السنة والتأدب بأدب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب بترداد المرات في الوضوء. (ه‍) وفيه " أنه دعى إلى طعام وإذا البيت مظلم فانصرف ولم يدخل " المظلم: المزوق. وقيل: هو المموه بالذهب والفضة. قال الهروي: أنكره الأزهري بهذا المعنى. وقال الزمخشري: " هو من الظلم، وهو موهة الذهب (والفضة) (1) ومنه قيل للماء الجارى على الثغر: " ظلم ". ومنه قصيد كعب بن زهير: تجلو غوارب (2) ذى ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول وقيل الظلم: رقة الأسنان وشدة بياضها. (1) من الفائق 2 / 101. (2) الرواية في شرح ديوانه ص 7 " عوارض ". وهى رواية المصنف في " عرض " وستجئ. (*)
[ 162 ]
(ه‍) وفيه " إذا سافرتم فأتيتم على مظلوم فأغذوا السير " المظلوم: البلد الذى لم يصبه الغيث ولا رعى فيه للدواب. والإغذاذ: الإسراع. (س) وفى حديث قس " ومهمه فيه ظلمان " هي جمع ظليم، ذكر النعام. (باب الظاء مع الميم) (ظمأ) * قد تكرر في الحديث ذكر " الظمأ " وهو شدة العطش. يقال: ظمئت أظمأ ظمأ فأنا ظامئ، وقوم ظماء، والاسم: الظمء بالكسر. والظمآن: العطشان، والأنثى ظمأى. والظمء بالكسر: ما بين الوردين، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد. والجمع: الأظماء. (س) وفى حديث بعضهم " حين لم يبق من عمرى إلا ظمء حمار " أي شئ يسير، وإنما خص الحمار لأنه أقل الداوب صبرا عن الماء. وظمء الحياة: من وقت الولادة إلى وقت الموت. * وفى حديث معاذ " وإن كان نشر أرض يسلم عليها صاحبها فإنه يخرج منها ما أعطى نشرها: ربع المسقوى وعشر المظمئى " والمظمئى: الذى تسقيه السماء، والمسقوى: الذى يسقى بالسيح، وهما منسوبان إلى المظمأ والمسقى، مصدري أسقى وأظمأ. وقال أبو موسى: المظمى، أصله: المظمئى، فترك همزه، يعنى في الرواية. وأورده الجوهرى في المعتل، ولم يذكره في الهمزة، ولا تعرض إلى ذكر تخفيفه. (باب الظاء مع النون) (ظنب) (س) في حديث المغيرة " عارية الظنبوب " هو حرف العظم اليابس من الساق: أي عرى عظم ساقها من اللحم لهزالها. (ظنن) (ه‍) فيه " إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث " أراد الشك يعرض
[ 163 ]
لك في الشئ فتحققه وتحكم به، وقيل أراد إياكم وسوء الظن وتحقيقه، دون مبادى الطنون التى لا تملك وخواطر القلوب التى لا تدفع. (ه‍) ومنه الحديث " وإذا ظننت فلا تحقق ". (ه‍) ومنه حديث عمر رضى الله عنه " احتجزوا من الناس بسوء الظن " أي لا تثقوا بكل أحد فإنه أسلم لكم. ومنه المثل: الحزم سوء الظن. (ه‍) وفيه " لا تجوز شهادة ظنين " أي متهم في دينه، فعيل بمعنى مفعول، من الظنة: التهمة. (س ه‍)) ومنه الحديث الآخر " ولا ظنين في ولاء " هو الذى ينتمى إلى غير مواليه، لا تقبل شهادته للتهمة. (ه‍) ومنه حديث ابن سيرين " لم يكن على يظن في قتل عثمان " أي يتهم. وأصله يظتن، ثم قلبت التاء طاء مهمله، ثم قلبت ظاء معجمة، ثم أدغمت. ويروى بالطاء المهملة المدغمة. وقد تقدم في حرف الطاء. وقد تكرر ذكر الظن والظنة، بمعنى الشك والتهمة. وقد يجئ الظن بمعنى العلم. ومنه حديث أسيد بن حضير " فظننا أن لم يجد عليهما " أي علمنا. * ومنه حديث عبيدة " قال إنس بن سيرين: سألته عن قوله تعالى: " أو لامستم النساء " فأشار بيده، فظننت ما قال " أي علمت. (ه‍) وفيه " فنزل على ثمد بوادي الحديبية ظنون الماء يتربضه تبرضا " الماء الظنون: الذى تتوهمه ولست منه على ثقة، فعول بمعنى مفعول. وقيل: هي البئر التى يظن أن فيها ماء وليس فيها ماء. وقيل: البئر القليقة الماء. * ومنه حديث شهر " حج رجل فمر بماء ظنون " وهو راجع إلى الظن: الشك والتهمة.
[ 164 ]
* ومنه حديث على " إن المؤمن لا يمسى ولا يصبح إلا ونفسه ظنون عنده " أي متهمة لدية. * ومنه حديث عبد الملك بن عمير " السوآء بنت السيد أحب إلى من الحسناء بنت الظنون " أي المتهمة. (ه‍) وفى حديث عمر رضى الله عنه " لا زكاة في الدين الظنون " يزكيه إذا قبضه لما مضى ". (س) وفى حديث صلة بن أشيم " طلبت الدنيا من مظان حلالها " المظان: جمع مظنة بكسر الظاء، وهى موضع الشئ ومعدنه، مفعلة، من الظن بمعنى العلم. وكان القياس فتح الظاء، وإنما كسرت لأجل الهاء. المعنى: طلبتها في المواضع التى يعلم فيها الحلال. (باب الظاء مع الهاء) (ظهر) * في أسماء الله تعالى " الظاهر " هو الذى ظهر فوق كل شئ وعلا عليه. وقيل: هو الذى عرف بطرق الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه. (س) وفيه ذكر " صلاة الظهر " وهو اسم لنصف النهار، سمى به من ظهيرة الشمس، وهو شدة حرها. وقيل: أضيفت إليه لأنه أظهر أوقات الصلاة للأبصار. وقيل: أظهرها حرا. وقيل: لأنها أول صلاة أظهرت وصليت. وقد تكرر ذكر " الظهيرة " في الحديث، وهو شدة الحر نصف النهار. ولا يقال في الشتاء ظهيرة. وأظهرنا إذا دخلنا في وقت الظهر، كأصبحنا وأمسينا في الصباح والمساء. وتجمع الظهيرة على الظهائر. * ومنه حديث ابن عمر " أتاه رجل يشكو النقرس فقال: كذبتك الظهائر " أي عليك بالمشى في حر الهواجر.
[ 165 ]
* وفيه ذكر " الظهار " في غير موضع. يقال ظاهر الرجل من امرأته ظهارا. وتظهر، وتظاهر إذا قال لها: أنت على كظهر أمي. وكان في الجاهلية طلاقا. وقيل: إنهم أرادوا: إنت على كبطن أمي: أي كجماعها، فكنوا بالظهر عن البطن للمجاورة. وقيل: إن إتيان المرأة وظهرها إلى السماء كان حراما عندهم. وكان أهل المدينة يقولون: إذا أتيت المرأة ووجهها إلى الأرض جاء الولد أحول، فلقصد الرجل المطلق منهم إلى التغليظ في تحريم امرأته عليه شبهها بالظهر، ثم لم يقنع بذلك حتى يتجنبون المطلقة ويحترزون منها، فكأن قوله: ظاهر من امرأته: أي بعد واحترز منها، كما قيل: آلى من امرأته، لما ضمن معنى التباعد عدى بمن. (ه‍) وفيه ذكر " قريش الظواهر " وهو الذين نزلوا بظهور جبال مكة. والظواهر: أشراف الأرض. وقريش البطاح، وهم الذين نزلوا بطاح مكة. (ه‍) ومنه كتاب عمر إلى أبى عبيدة رضى الله عنهما " فأظهر بمن معك من المسلمين إليها " يعنى إلى أرض ذكرها: إى اخرج بهم إلى ظاهرها. (ه‍) وفى حديث عائشة رضى الله عنها " كان صلى الله عليه وسلم يصلى العصر ولم تظهر الشمس بعد من حجرتها " أي لم ترتفع ولم تخرج إلى ظهرها. (ه‍) ومنه حديث ابن الزبير " لما قيل: يا ابن ذات النطاقين تمثل بقول أبى ذؤيب. * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها (1) * يقال: ظهر عنى هذا العيب، إذا ارتفع عنك، ولم ينلك منه شئ. أراد أن نطاقها لا يغض منه فيعير به، ولكنه يرفع منه ويزيده نبلا. (ه‍) وفيه " خير الصرقة ما كان عن ظهر غنى " أي ما كان عفوا قد فضل عن غنى. وقيل أراد ما فضل عن العيال. والظهر قد يزداد في مثل هذا إشباعا للكلام وتمكينا، كأن صدقته مستندة إلى ظهر قوى من المال. (1) انظر تعليقنا ص 497 من الجزء الثاني. (*)
[ 166 ]
* وفيه " من قرأ القرآن فاستظهره " أي حفظه. تقول: قرأت القرآن عن ظهر قلبى: أي قرأته من حفظى. (س) وفيه " ما يزل من القرآن آية إلا لها ظهر وبطن " قيل ظهرها: لفظها، وبطنها: معناها. وقيل: أراد بالظهر ما ظهر تأويله وعرف معناه، وبالبطن ما بطن تفسيره. وقيل قصصه في الظاهر أخبار، وفى الباطن عبر وتنبيه وتحذير، وغير ذلك. أراد بالظهر التلاوة، وبالبطن التفهم والتعظيم. * وفى حديث الخيل " ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها " حق الظهور: أن يحمل عليها منقطعا به أو يجاهد عليها. * ومنه الحديث الآخر " ومن حقها إفقار ظهرها " (س) وفى حديث عرفجة " فتناول السيف من الظهر فحذفه به " الظهر: الإبل التى يحمل عليها وتركب. يقال: عند فلان ظهر: أي إبل. (س) ومنه الحديث " أتأذن لنا في نحر ظهرنا ؟ " أي إبلنا التى نركبها، وتجمع على ظهران، بالضم. * ومنه الحديث " فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة " وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " فأقاموا بين ظهرانيهم وبين أظهرهم " قد تكررت هذه اللفظة في الحديث، والمراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا، ومعناه أن ظهرا منهم قدامه وظهرا منهم وراءه، فهو مكنوف من جانبيه، ومن جوانبه إذا قيل بين أظهرهم، ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا. * وفى حديث على " اتخذتموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات " أي جعلتموه وارء ظهوركم، فهو منسوب إلى الظهر، وكسر الظاء من تغيرات النسب. (ه‍) وفيه " فعمد إلى بعير ظهيرا فأمر به فرحل " يعنى شديد الظهر قويا على الرحلة. (س) وفيه " أنه ظاهر بين درعين يوم أحد " أي جمع ولبس إحداهما فوق الأخرى. وكأنه من التظاهر: التعاون والتساعد.
[ 167 ]
* ومنه حديث على " أنه بارز يوم بدر وظاهر " أي نصر وأعان. * ومنه الحديث " فظهر الذين كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، فقنت شهرا بعد الركوع يدعو عليهم " أي غلبوهم. وهكذا جاء في رواية. قالوا: والأشبه أن يكون مغير، كما جاء في الرواية الأخرى " فغدروا بهم ". (س) وفيه " أنه أمر خراص النخل أن يستظهروا " أي يحتاطوا لأربابها ويدعوا لهم قدر ما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف وأبناء السبيل. (ه‍) وفى حديث أبى موسى " أنه كسا في كفارة اليمين ثوبين، ظرانيا ومعقدا " الظهرانى: ثوب يجاء به من مر الظهران. وقيل: هو منسوب إلى ظهران: قرية من قرى البحرين. والمعقد: برد من برود هجر. * وقد تكرر ذكر " مر الظهران " في الحديث. وهو واد بين مكة وعسفان. واسم القرية المضافة إليه: مر، بفتح الميم وتشديد الراء. * ومنه حديث النابغة الجعدى " أنشده صلى الله عليه وسلم: بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فغضب وقال لى: أين المظهر يا أبا ليلى ؟ قال: إلى الجنة يا رسول الله. قال: أجل إن شاء الله " المظهر: المصعد. (ظهم) (ه‍) في حديث عبد الله بن عمرو (1) " فدعا بصندوق ظهم " الظهم: الخلق. كذا فسر في الحديث. قال الأزهري: لم أسمعه إلا فيه. (1) في الهروي: " عبد الله بن عمر ". (*)
[ 168 ]
حرف العين (باب العين مع الباء) - (عبأ) (س) في حديث عبد الرحمن بن عوف " قال: عبأنا النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ليلا " يقال: عبأت الجيش عبأ، وعبأتهم تعبئة وتعبيئا، وقد يترك الهمز فيقال: عبيتهم تعبية: أي رتبتهم في مواضعهم وهيأتهم للحرب. (عبب) (س) فيه " إنا حى من مذحج، عباب سلفها ولباب شرفها " عباب الماء: أوله، وحبابه: معظمه. ويقال جاءوا بعبابهم: أي جاءوا بأجمعهم. وأراد بسلفهم من سلف من آبائهم، أو ما سلف من عزهم ومجدهم. (ه‍) ومنه حديث على يصف أبا بكر رضى الله عنهما " طرت بعبابها وفزت بحبابها " أي سبقت إلى جمة الإسلام، وأدركت أوائله، وشربت صفوه، وحويت فضائله. هكذا أخرج الحديث الهروي والخطابى، وغيرهما من أصحاب الغريب. وقال بعض فضلاء المتأخرين: هذا تفسير الكلمة على الصواب لو ساعد النقل. وهذا هو حديث أسيد بن صفوان قال: لما مات أبو بكر جاء على فمدحه فقال في كلامه: طرت بغنائها، بالغين المعجمة والنون - وفزت بحيائها، بالحاء المكسورة والياء المعجمة باثنتين من تحتها. هكذا ذكره الدار قطني من طرق في كتاب " ما قالت القرابة في الصحابة " وفى كتاب " المؤتلف والمختلف " وكذلك ذكره ابن بطة في " الإبانة " والله أعلم. (ه‍) وفيه " مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا " العب: الشرب بلا تنفس. * ومنه الحديث " الكباد من العب " الكباد: داء يعرض للكبد. * وفى حديث الحوض " يعب فيه ميزابان " أي يصبان فيه ولا ينقطع انصبابهما. هكذا جاء في رواية. والمعروف بالغين المعجمة والتاء فوقها نقطتان.
[ 169 ]
(ه‍) وفيه " إن الله وضع عنكم عبية الجاهلية " يعنى الكبر، وتضم عينها وتكسر. وهى فعولة أو فعيلة، فإن كانت فعولة فهى من التعبية، لأن المتكبر ذو تكلف وتعبية، خلاف من يسترسل على سجيته. وإن كانت فعيلة فهى من عباب الماء، وهو أوله وارتفاعه. وقيل: إن اللام قلبت ياء، كما فعلوا في: تقضى البازى (1). (عبث) * فيه " من قتل عصفورا عبثا " العبث: اللعب. والمراد أن يقتل الحيوان لعبا لغير قصد الأكل، ولا على جهة التصيد للانتفاع. وقد تكرر في الحديث. * وفيه " أنه عبث في منامه " أي حرك يديه كالدافع أو الآخذ. (عبثر) (س) في حديث قس " ذات حوذان وعبيثران " هو نبت طيب الرائحة من نبت البادية. ويقال: عبوثران بالواو، وتفتح العين وتضم. (عبد) (ه‍) في حديث الاستسقاء " هؤلاء عبداك بفناء حرمك " العبدا، بالقصر والمد: جمع العبد، كالعباد والعبيد. (ه‍) ومنه حديث عامر بن الطفيل " أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم: ما هذه العبدا حولك يا محمد " أراد فقراء أهل الصفة. وكانوا يقولون: اتبعه الأرذلون. * وفى حديث على " هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم " هو جمع عبد أيضا. (س) ومنه الحديث " ثلاثة أنا خصمهم: رجل اعتبد محررا " وفى رواية " أعبد محررا " أي اتخذه عبدا. وهو أن يعتقه ثم يكتمه إياه أو يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرها، أو يأخذ حرا فيدعيه عبدا ويتملكه. يقال: أعبدته واعتبدته: أي اتخذته عبدا. والقياس أن يكون أعبدته جعلته عبدا. ويقال: تعبده واستعبده: أي صيره كالعبد. * وفى حديث عمر في الفداء " مكان عبد عبد " كان من مذهب عمر فيمن سبى من العرب (1) قال الهروي: " قال بعض أصحابنا: هو من العب. وقال الأزهري: بل هو مأخوذ من العب، وهو النور والضياء. ويقال: هذا عب الشمس، وأصله: عبو الشمس ". (*)
[ 170 ]
في الجاهلية وأدركه الإسلام وهو عند من سباه أن يرد حرا إلى نسبه، وتكون قيمته عليه يؤديها إلى من سباه، فجعل مكان كل رأس منهم رأسا من الرقيق. وأما قوله " وفى ابن الأمة عبدان " فإنه يريد الرجل العربي يتزوج أمة لقوم فتلد منه ولدا، فلا يجعله رقيقا، ولكنه يفدى بعبدين. وإلى هذا ذهب الثوري وابن راهويه، وسائر الفقهاء على خلافه. * وفى حديث أبى هريرة " لا يقل أحدكم لمملوكه: عبدى وأمتى، وليقل: فتاى وفتاتي " هذا على نفى الاستكبار عليهم وأن ينسب عبوديتهم إليه، فإن المستحق لذلك الله تعالى هو رب العباد كلهم والعبيد. (ه‍) وفى حديث على " وقيل له: أنت أمرت بقتل عثمان أو أعنت على قتله فعبد وضمد ". أي غضب غضب أنفة. يقال: عبد بالكسر يعبد بالفتح عبدا بالتحريك، فهو عابد وعبد. (س) ومنه حديثه الآخر " عبدت فصمت " أي أنفت فسكت. (س) وفى قصة العباس بن مرداس وشعره: أتجعل نهبى ونهب العبيد بين عيينة والاقرع العبيد مصغرا: اسم فرسه. (عبر) * فيه " الرؤيا لأول عابر " يقال: عبرت الرؤيا أعبرها عبرا، وعبرتها تعبيرا إذا أولتها وفسرتها، وخبرت بآخر ما يؤول إليه أمرها، يقال: هو عابر الرؤيا، وعابر للرؤيا، وهذه اللام تسمى لام التعقيب، لأنها عقبت الإضافة، والعابر: الناظر في الشئ. والمعتبر: المستدل بالشئ على الشئ. * ومنه الحديث " للرؤيا كنى وأسماء فكنوها بكناها واعتبروها بأسمائها ". (ه‍) ومنه حديث ابن سيرين " كان يقول: إنى أعتبر الحديث " المعنى فيه أنه يعبر الرؤيا على الحديث، ويعتبر به كما يعتبرها بالقرآن في تأويلها، مثل أن يعبر الغراب بالرجل الفاسق،
[ 171 ]
والضلع بالمرأة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الغراب فاسقا، وجعل المرأة كالضلع، ونحو ذلك من الكنى والأسماء. * وفى حديث أبى ذر " فما كانت صحف موسى ؟ قال: كانت عبرا كلها " العبر: جمع عبرة، وهى كالموعظة مما يتعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر، ليستدل به على غيره. (ه‍) وفى حديث أم زرع " وعبر جارتها " أي أن ضرتها ترى من عفتها ما تعتبر به. وقيل: إنها ترى من جمالها ما يعبر عينها: أي يبكيها. ومنه العين العبرى: أي الباكية. يقال عبر بالكسر واستعبر. * ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه " إنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم استعبر فبكى " هو استفعل، من العبرة، وهى تحلب الدمع. (ه‍) وفيه " أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين تلطخهما بعبير أو زعفران " العبير: نوع من الطيب ذولون يجمع من أخلاط. وقد تكرر في الحديث. (عبرب) (س) في حديث الحجاج " قال لطباخه: اتخذ لنا عبربية وأكثر فيجنها " العبرب: السماق. والفيجن: السذاب. (عبس) * في صفته صلى الله عليه وسلم " لا عابس ولا مفند " العابس: الكريه الملقى، الجهم المحيا. عبس يعبس فهو عابس، وعبس فهو معبس وعباس. * ومنه حديث قس. * يبتغى دفع بأس يوم عبوس * هو صفة لأصحاب اليوم: إى يوم يعبس فيه، فأجراه صفة على اليوم، كقولهم: ليل نائم: إى ينام فيه. (ه‍) وفيه " أنه نظر إلى نعم بنى فلان وقد عبست في أبوالها وأبعارها من السمن " هو أن تجف على أفخاذها، وذلك إنما يكون من كثرة الشحم والسمن. وإنما عداه بفى، لأنه أعطاه معنى انغمست.
[ 172 ]
(ه‍ س) ومنه حيث شريح " أنه كان يرد (1) من العبس " يعنى العبد البوال في فراشه. إذا تعوده وبان أثره على بدنه. (عبط) (ه‍) فيه من اعتبط مؤمنا قتلا فإنه قود " أي قتله بلا جناية كانت منه ولا جريرة توجب قتله، فإن القاتل يقاد به ويقتل. وكل من مات بغير علة فقد اعتبط. ومات فلان عبطة: أي شابا صحيحا. وعبطت الناقة واعتبطتها إذا ذبحتها من غير مرض. (س) ومنه الحديث " من قتل مؤمنا فاعتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " هكذا جاء الحديث في سنن أبى داود. ثم قال في آخر الحديث: " قال خالد بن دهقان - وهو راوي الحديث - سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: " اعتبط بقتله " قال: الذين يقاتلون في الفتنة (فيقتل إحدهم) (2) فيرى إنه على هدى لا يستغفر الله منه " وهذا التفسير يدل على أنه من الغبطة بالغين المعجمة، وهى الفرح والسرور وحسن الحال، لأن القاتل يفرح بقتل خصمه، فإذا كان المقتول مؤمنا وفرح يقتله دخل في هذا الوعيد. وقال الخطابى " في معالم السنن "، وشرح هذا الحديث فقال: اعتبط قتله: آى قتله ظلما لا عن قصاص. وذكر نحو ما تقدم في الحديث قبله، ولم يذكر قول خالد ولا تفسير يحيى بن يحيى. * ومنه حديث عبد الملك بن عمير " معبوطة نفسها " أي مذبوحة، وهى شابة صحيحة. * ومنه شعر أمية: من لم يمت عبطة يمت هرما للموت كأس والمرء ذائقها (ه‍) وفيه " فقاءت لحما عبيطا " العبيط: الطرى غير النضيج. * ومنه حديث عمر " فدعا بلحم عبيط " أي طرى غير نضيج، هكذا روى وشرح. (1) إى في الرقيق، كما ذكر الهروي. (2) تكملة لازمة من سنن أبى داود (باب في تعظيم قتل المؤمن، من كتاب الفتن) 2 / 134 ط القاهرة، 1280 ه‍. (*)
[ 173 ]
والذى جاء في غريب الخطابى على اختلاف نسخه " فدعا بلحم غلظ " بالغين والظاء المعجمتين، يريد لحما خشنا عاسيا لا ينقاد في المضغ، وكأنه أشبه. (ه‍) وفيه " مرى بنيك لا يعبطوا ضروع الغنم " أي لا يشددوا الحلب فيعقروها ويدموها بالعصر، من العبيط، وهو الدم الطرى، ولا يستقصون حلبها حتى يخرج الدم بعد اللبن. والمراد: أن لا يعبطوها، فحذف أن وأعملها مضمرة، وهو قليل، ويجوز أن تكون لا ناهية بعد أمر، فحذف النون للنهى. (س) وفى حديث عائشة " قالت: فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كان يجالسه فقالوا: اعتبط، فقال: قوموا بنا نعوده " كانوا يسون الوعك اعتباطا. يقال: عبطته الدواهي إذا نالته. (عبقر) (ه‍) فيه " فلم أر عبقريا يفرى فريه (1) " عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم. والأصل في العبقري، فيما قيل، أن عبقر قرية يسكنها الجن فيما يزعمون، فكلما رأوا شيئا فائقا غريبا مما يصعب عمله ويدق، إو شيئا عظيما في نفسه نسبوه إليها فقالوا: عبقري، ثم اتسع فيه حتى سمى به السيد الكبير. (ه‍) ومنه حديث عمر " أنه كان يسجد على عبقري " قيل: هو الديباج. وقيل: البسط الموشية. وقيل: الطنافس الثخان. (س ه‍) وفى حديث عصام " عين الظبية العبقرة " يقال: جارية عبقرة: أي ناصعة اللون. ويجوز أن تكون واحدة العبقر، وهو النرجس بشبه به العين، حكاه أبو موسى. (عبل) (ه‍) في حديث الخندق " فوجدوا أعبلة " قال الهروي: الأعبل والعبلاء: حجارة بيض. قال الشاعر: (1) أخرجه الهروي من قول النبي صلى الله عليه وسلم يذكر عمر رضى الله عنه. (*)
[ 174 ]
* كأنما لأمتها الأعبل (1) * قال: والأعبلة: جمع على غير هذا الواحد. (س) وفى صفة سعد بن معاذ رضى الله عنه " كان عبلا من الرجال " أي ضخما. * وفى حديث ابن عمر " فإن هناك سرحة لم تعبل " إى لم يسقط ورقها. يقال عبلت الشجرة عبلا إذا أخذت ورقها، وأعبلت الشجرة إذا طلع ورقها، وإذا رمت به أيضا. والعبل: الورق. * وفى حديث الحديبية " وجاء عامر برجل من العبلات " العبلات بالتحريك: اسم أمية الصغرى من قريش. والنسب إليهم: عبلى، بالسكون ردا إلى الواحد، لأن أمهم اسمها عبلة. كذا قاله الجوهرى. * وفى حديث على " تكنفتكم غوائله، وأقصدتكم معابله " المعابل: نصال عراض طوال، الواحدة: معبلة. (ه‍) ومنه حديث عاصم بن ثابت: * تزل عن صفحتي المعابل * وقد تكرر في الحديث. (عبهل) (ه‍) في كتابه لوائل بن حجر " إلى الأقيال العباهلة " هم الذين أقروا على ملكهم لا يزالون عنه. وكل شئ ترك لا يمنع مما يريد ولا يضرب على يدية فقد عبهلته. وعبهلت الإبل إذا تركتها ترد متى شاءت. وواحد العباهلة: عبهل، والتاء لتأكيد الجمع، كقشعم وقشاعمة. ويجوز أن يكون الأصل: عباهيل جمع عبهول، أو عبهال، فحذفت الياء وعوض منها الهاء، كما قيل: فرازنة، في فرازين. والأول أشبه. (1) صدره كما في اللسان: * والضرب في أقبال ملومة * (*)
[ 175 ]
(عبا) (س) فيه " لباسهم العباء " هو ضرب من الأكسية، الواحدة عباءة وعباية، وقد تقع على الواحد، لأنه جنس. وقد تكرر في الحديث. (باب العين مع التاء) (عتب) * فيه " كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له تربت يمينه ! " يقال: عتبه يعتبه عتبا، وعتب عليه يعتب ويعتب عتبا ومعتبا. والاسم المعتبة، بالفتح والكسر، من الموجدة والغضب. والعتاب: مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة. وأعتبنى فلان إذا عاد إلى مسرتي. واستعتب: طلب أن يرضى عنه، كما تقول: استرضيته فأرضاني. والمعتب: المرضى. * ومنه الحديث " لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنا فاعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب " أي يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا. * ومنه الحديث " ولا بعد الموت من مستعتب " أي ليس بعد الموت من استرضاء، لأن الأعمال بطلت وانقضى زمانها. وما بعد الموت دار جزاء لا دار عمل. (ه‍) ومنه الحديث " لا يعاتبون في انفسهم " يعنى لعظم ذنوبهم وإصرارهم عليها. وإنما يعاتب من ترجى عنده العتبى: أي الرجوع عن الذنب والإساءة. (س) وفيه " عاتبوا الخيل فإنها تتأدب وتقبل العتاب. * وفى حديث سلمان رضى الله عنه " أنه عتب سراويلة فتشمر " التعتيب: أن تجمع الحجزة وتطوى من قدام. (س) وفى حديث عائشة رضى الله عنها " إن عتبات الموت تأخذها " أي شدائده. يقال حمل فلان فلانا على عتبة: أي على أمر كريه من الشدة والبلاء. (س) وفى حديث ابن النحام " قال لكعب بن مرة، وهو يحدث بدرجات المجاهد: ما الدرجة ؟ فقال: أما إنها ليست بعتبة أمك " العتبة في الأصل: أسكفة الباب. وكل مرقاة
[ 176 ]
من الدرج: عتبة: أي أنها ليست بالدرجة التى تعرفها في بيت أمك. فقد روى " أن ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ". * وفى حديث الزهري " قال في رجل أنعل دابة رجل فعتبت " أي غمزت. يقال منه عتبت تعتب وتعتب عتبانا إذا رفعت يدا أو رجلا ومشت على ثلاث قوائم. وقالوا: هو تشبيه، كأنها تمشى على عتبات الدرج فتنزو من عتبة إلى عتبة. ويروى " عنتت " بالنونه وسيجئ. * وفى حديث ابن المسيب " كل عظم كسر ثم جبر غير منقوص ولا معتب فليس فيه إلا إعطاء المداوى، فإن جبر وبه عتب فإنه يقدر متبه بقيمة أهل البصر " العتب بالتحريك: النقص وهو إذا لم يحسن جيره وبقى فيه ورم لازم، أو عرج. يقال في العظم المجبور: أعتب فهو معتب. وأصل التعب: الشدة. (عتت) (ه‍) في حديث الحسن " أن رجلا حلف أيمانا فجعلوا يعاتونه، فقال: عليه كفارة " أي يرادونه في القول ويلحون عليه فيكرر الحلف. يقال: عته يعته عتا، وعاته عتاتا إذا رد عليه القول مرة بعد مرة. (عتد) (ه‍) فيه " أن خالد بن الوليد رضى الله عنه جعل رقيقه وأعتده حبسا في سبيل الله " الأعتد: جمع قلة للعتاد، وهو ما أعده الرجل من السلاح والدواب وآله الحرب. وتجمع على أعتدة أيضا. وفى رواية " أنه احتبس أدراعه وأعتاده ". قال الدارقطني: قال أحمد بن حنبل: قال على بن حفص " وأعتاده " وأخطأ فيه وصحف، وإنما هو " وأعتده " والأدراع: جمع درع، وهى الزردية. وجاء في رواية " أعبده " بالباء الموحدة، جمع قلة للعبد. وفى معنى الحديث قولان: أحدهما أنه كان قد طولب بالزكاة عن أثمان الدروع والأعتد، على معنى أنها كانت عنده للتجارة، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا زكاة عليه فيها، وأنه قد جعلها حبسا في سبيل الله. والثانى أن يكون اعتذر لخالد ودافع عنه. يقول: إذا كان خالد قد جعل
[ 177 ]
أدراعه وأعتده في سبيل الله تبرعا وتقربا إلى الله وهو غير واجب عليه، فكيف يستجيز منع الصدقة الواجبة عليه ! (ه‍) وفى صفته عليه السلام " لكل حال عنده عتاد " أي ما يصلح لكل ما يقع من الأمور. * وفى حديث أم سليم " ففتحت عتيدتها " هي كالصندوق الصغير الذى تترك فيه المرأة ما يعز عليها من متاعها. (س) وفى حديث الأضحية " وقد بقى عندي عتود " هو الصغير من أولاد المعز إذا قوى ورعى وأتى عليه حول. والجمع: أعتدة. * ومنه حديث عمر، وذكر سياسته فقال: " وأضم العتود " أي أراده إذا ند وشرد. (عتر) (ه‍) في " خلفت فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي " عترة الرجل: أخص أقاربه. وعترة النبي صلى الله عليه وسلم: بنو عبد المطلب. وقيل: أهل بيته الأقربون، وهم أولاده وعلى وأولاده. وقيل: عترته الأقربون والأبعدون منهم. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه " نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيضته التى تفقأت عنهم " لأنهم كلهم من قريش. (ه‍) ومنه حديثه الآخر " قال للنبى صلى الله عليه وسلم حين شاور أصحابه في أسارى بدر: عترتك وقومك " أراد بعترته العباس ومن كان فيهم من بنى هاشم، وبقومه قريشا. والمشهور المعروف أن عترته أهل بيته الذين حرمت عليهم الزكاة. (س) وفيه " أنه أهدى إليه عتر " العتر: نبت ينبت متفرقا، فإذا طال وقطع أصله خرج منه شبه اللبن. وقيل هو المرزجوش (1). (س) وفى حديث آخر " يفلغ رأسي كما تفلغ العترة " هي واحدة العتر. وقيل هي شجرة العرفج. (1) في الأصل واللسان: " المرزنجوش " والمثبت من ا والمعرب للجو اليقى ص 80، 309، وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المعرب: ويقال: المرزنجوش، بالنون أيضا. (*)
[ 178 ]
* ومنه حديث عطاء " لا بأس أن يتداوى المحرم بالسنا والعتر ". (ه‍) وفيه ذكر " العتر " وهو جبل بالمدينة من جهة القبلة. (ه‍) وفيه " على كل مسلم أضاة وعتيرة " كان الرجل من العرب ينذر النذر، يقول: إذا كان كذا وكذا، أو بلغ شاؤه كذ فعليه أن يذبح من كل عشرة منها في رجب كذا. وكانوا يسمونها العتائر. وقد عتر يعتر عترا إذا ذبح العتيرة. وهكذا كان في صدر الإسلام وأوله، ثم نسخ. وقد تكرر ذكرها في الحديث. قال الخطابى: العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة نذبح في رجب. وهذا هو الذى يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين. وأما العتيرة التى كانت تعترها الجاهلية فهى الذبيحة التى كانت تذبح للأصنام، فيصب دمها على رأسها. (عترس) (ه‍) في حديث ابن عمر " قال: سرقت عيبة لى ومعنا رجل يتهم، فاستعديت عليه عمر، وقلت: لقد أردت أن آتى به مصفودا، فقال: تأتيني به مصفودا تعترسه " أي تقهره من غير حكم أوجب ذلك. والعترسة: الأخذ بالجفاء والغلظة. ويروى " تأتيني به يغير بينة " وقيل: إنه تصحيف " تعترسه " وأخرجه الزمخشري عن عبد الله ابن أبى عمار أنه قال لعمر (1). (ه‍) ومنه حديث عبد الله " إذا كان الإمام تخاف عترسته فقل: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم كن لى جارا من فلان ". (عترف) (ه‍) فيه " أنه ذكر الخلفاء بعده فقال: أوه لفراخ محمد من خليفة يستخلف، عتريف مترف، يقتل خلفي وخلف الخلف " العتريف: الغاشم الظالم. وقيل: الداهى الخبيث. وقيل: هو قلب العفريت، الشيطان الخبيث. قال الخطابى: قوله " خلفي " يتأول على ما كان من يزيد بن معاوية إلى الحسين بن على وأولاده الذين قتلوا معه. وخلف الخلف ما كان منه يوم الحرة على أولاد المهاجرين والأنصار. (عتق) (ه‍) فيه " خرجت أم كلثوم بنت عقبة وهى عاتق فقبل هجرتها " العاتق: (1) وأخرجه الهروي من حديث عمرو، وقد جاء عمر بخصمه. (*)
[ 179 ]
الشابة أول ما تدرك. وقيل: هي التى لم تبن من والديها ولم تزوج، وقد أدركت وشبت، وتجمع على العتق والعواتق. (س) ومنه حديث أم عطية " أمرنا أن نخرج في العيدين الحيض والعتق " وفى رواية " العواتق " يقال: عتقت الجارية فهى عاتق، مثل حاضت فهى حائض. وكل شئ بلغ إناه فقد عتق: والعتيق: القديم. (س) ومنه الحديث " عليكم بالأمر العتيق " أي القديم الأول. ويجمع على عتاق، كشريف وشراف. (س) ومنه حديث ابن مسعود " إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادى " أراد بالعتاق الأول السور التى أنزلت أولا بمكة، وأنها من أول ما تعلمه من القرآن. * وفيه " لن يجزى ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه " يقال: أعتقت العبد أعتقه عتقا وعتاقة، فهو معتق وأنا معتق. وعتق هو فهو عتيق: أي حررته فصار حرا. وقد تكرر ذكره في الحديث. وقوله " فيعتقه " ليس معناه استئناف العتق فيه بعد الشراء، لأن الإجماع منعقد على أن الأب يعتق على الإبن إذا ملكه في الحال، وإنما معناه أنه إذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه، فلما كان الشراء سببا لعتقه أضيف العتق إليه. وإنما كان هذا جزاء له لأن العتق أفضل ما ينعم به أحد على أحد إذ (1) خلصه بذلك من الرق، وجبر به النقص الذى فيه، وتكمل له أحكام الأحرار في جميع التصرفات. * وفى حديث أبى بكر " أنه سمى عتيقا لأنه أعتق من النار " سماه به النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلم. وقيل: كان اسمه عتيقا، والعتيق: الكريم الرائع من كل شئ. (عتك) (ه‍) فيه " أنه قال: أنا ابن العواتك من سليم " العواتك: جمع عاتكة. وأصل العاتكة المتضمخة بالطيب. ونخلة عاتكة: لا تاتبر. (1) في الأصل وا: " إذا " والمثبت من اللسان. (*)
[ 180 ]
والعواتك: ثلاث نسوة كن من أمهات النبي صلى الله عليه وسلم: إحداهن: عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان، وهى أم عبد مناف بن قصى. والثانية: عاتكة بنت مرة بن هلال ابن فالج بن ذكوان، وهى أم هاشم بن عبد مناف، والثالثة: عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال، وفى أم وهب أبى آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم. فالأولى من العواتك عمة الثانية، والثانية عمة الثالثة. وبنو سليم تفخر بهذه الولادة. ولبنى سليم مفاخر أخرى: منها أنها ألفت معه يوم فتح مكة: أي شهده منهم ألف، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم لواء هم يومئذ على الالوية، وكان أحمر. ومنها أن عمر رضى الله عنه كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر والشام: أن ابعثوا إلى من كل بلد أفضله رجلا، فبعث أهل الكوفة عتبة بن فرقد السلمى، وبعث أهل البصرة مجاشع بن مسعود السلمى، وبعث أهل مصر معن بن يزيد السلمى، وبعث أهل الشام أبا الأعور السلمى. (عتل) (س) فيه " أنه قال لعتبة بن عبد: ما اسمك ؟ قال: بل أنت عتبة " كأنه كره العتلة لما فيها من الغلظة والشدة، وهى عمود حديد يهدم به الحيطان. وقيل: حديدة كبيرة يقلع بها الشجر والحجر. (س) ومنه حديث هدم الكعبة " فأخذ ابن مطيع العتلة " منه اشتق العتل، وهو الشديد الحافى، والفظ الغليظ من الناس. (عم) (ه‍) فيه " يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء، فإن اسمها في كتاب الله العشاء، وإنما يعتم بحلاب الإبل " قال الأزهري: أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا: أي يدخلوا في عتمة الليل وهى ظلمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة، تسمية بالوقت، فنهاهم عن الاقتداء بهم، واستحب لهم التمسك بالاسم الناطق به لسان الشريعة. وقيل: أراد لا يغرنكم فعلهم هذا فتؤخروا صلاتكم، ولكن صلوها إذا حان وقتها. * ومنه حديث إبى ذر رضى الله عنه " واللقاح قد روحت وحلبت عتمتها " أي حلبت
[ 181 ]
ما كانت تحلب وقت العتمة، وهم يسمون الحلاب عتمة باسم الوقت. وأعتم: إذا دخل في العتمة. وقد تكرر ذكر العتمة والإعتام والتعتيم في الحديث. (ه‍) وفيه " أن سلمان رضى الله عنه غرس كذا وكذا ودية والنبى صلى الله عليه وسلم يناوله وهو يغرس، فما عتمت منها ودية " أي ما أبطأت أن علقت (1)، يقال: أعتم الشئ وعتمه إذا أخره. وعتمت الحاجة وأعتمت إذا تأخرت. (س) وفى حديث عمر " نهى عن الحرير إلا هكذا وهكذا، فما عتمنا (أنه) (1) يعنى الإعلام " أي ما أبطأنا عن معرفة ما عنى وأراد. (س) وفى حديث أبى زيد الغافقي " الأسوكة ثلاثة: أراك، فإن لم يكن، فعتم أو بطم (3) " العتم بالتحريك: الزيتون، وقيل: شئ يشبهه. (عته) * فيه: " رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبى والنائم والمعتوه " هو المجنون المصاب بعقله. وقد عته فهو معتوه. (عتا) * فيه: " بئس العبد عبد عتا وطغى " العتو: التجبر والتكبر. وقد عتا يعتو عتوا فهو عات. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث عمر رضى الله عنه " بلغه أن ابن مسعود يقرئ الناس " عتى حين " يريد حتى حين، فقال: إن القرآن لم ينزل بلغة هذيل، فأقرئ الناس بلغة قريش " كل العرب يقولون: حتى، إلا هذيلا وثقيفا فإنهم يقولون: عتى. (باب العين مع الثاء) (عثث) (ه‍) في حديث الأحنف " بلغه أن رجلا يغتابه فقال: * عثيثة تقرض جلدا أملسا * عثيثة: تصغير عثة، وهى دويبة تلحس الثياب والصوف، وأكثر ما تكون في الصوف، (1) في الهروي: " ما أخطأت حتى علقت ". (2) من ا واللسان. (3) البطم، بالضم وبضمتين: الحبة الخضراء، أو شجرها. (*)
[ 182 ]
والجمع: عث، وهو مثل يضرب للرجل يجتهد أن يؤثر في الشئ فلا يقدر عليه. ويروى " تقرم " بالميم، وهو بمعنى تقرض. (عثر) (س) فيه " لا حليم إلا ذو عثرة " أي لا يحصل له الحلم ويوصف به حتى يركب الأمور وتنخرق عليه ويعثر فيها، فيعتبرها ويستبين مواضع الخطأ فيتجنبها. ويدل عليه قوله بعده: " ولا حكيم إلا ذو تجربة ". والعثرة: المرة من العثار في المشى. (س) ومنه الحديث " لا تبدأهم بالعثرة " أي بالجهاد والحرب، لأن الحرب كثيرة العثار فسماها بالعثرة نفسها، أو على حذف المضاف: أي بذى العثرة. يعنى ادعهم إلى الإسلام أولا، أو الجزية، فإن لم يجيبوا فبالجهاد. (ه‍) وفيه " أن قريشا أهل أمانة، من بغاها العواثير كبه الله لمنخرية " ويروى " العواثر " العواثير: جمع عاثور، وهو المكان الوعث الخشن، لأنه يعثر فيه. وقيل: هو حفرة تحفر ليقع فيها الأسد وغيره فيصاد. يقال: وقع فلان في عاثور شر، إذا وقع في مهلكة، فاستعير للورطة والخطة المهلكة. وأما العواثر فهى جمع عاثر، وهى حبالة الصائد، أو جمع عاثرة، وهى الحادثة التى تعثر بصاحبها، من قولهم: عثر بهم الزمان، إذا أخنى عليهم. (س) وفي حديث الزكاة (ما كان بعلا أو عثريا ففيه العشر) هو من النخيل الذى يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة، وقيل: هو العذى. وقيل: هو ما يسقى سيحا. والأول أشهر. (ه‍) وفيه (أبغض الناس إلى الله تعالى العثرى) قيل: هو الذى ليس في أمر الدنيا ولا أمر الآخرة، يقال: جاء فلان عثريا إذا جاء فارغا. وقيل: هو من عثرى النحل، سمى به لأنه لا يحتاج في سقيه إلى تعب بدالية وغيرها، كأنه عثر على الماء عثرا بلا عمل من صاحبه، فكأنه نسب إلى العثر، وحركة الثاء من تغييرات النسب. (س) وفيه (أيه مر بأرض تسمى عثرة، فسماها خضرة) العثرة: من العثير وهو الغبار والياء زائدة. والمراد بها الصعيد الذى لا نبات فيه. (س) ومنه الحديث (هي أرض عثيرة).
[ 183 ]
وفى قصيد كعب بن زهير: من خادر من ليوث الاسد مسكنه (1) ببطن عثر غيل دونه غيل عثر - بوزن قدم -: اسم موضع تنسب إليه الاسد. (عثعث) (ه‍) في حديث على رضى الله عليه (ذاك زمان العثاعث) أي الشدائد، من العثعثة: الافساد. والعثعث: ظهر الكثيب لا نبات فيه. وبالمدينة جبل يقال له: عثعث. ويقال له أيضا: سليع، تصغير سلع. (عثكل) (ه‍) فيه (خذوا عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة) العثكال: العذق من أعذاق النخل الذى يكون فيه الرطب. يقال: عقكال وعثكلول. وإثكال وأثكول. (عثم) (ه‍) في حديث النخعي (في الاعضاء إذا انجبرت على غير عثم صلح، وإذا انجبرت على عثم الدية) يقال: عثمت يده فعثمت إذا جبرتها على غير استواء، وبقى فيها شئ لم ينحكم. ومثله من البناء، رجعته فرجع، ووقفته فوقف. ورواه بعضهم: (عثل) بالام، وهو بمعناه. [ ه‍ ] وفى شعر النابغة الجعدى يمدح ابن الزبير: أتاك أبو ليلى يجوب به الذجى دجى الليل جواب الفلاة عثمم هو الجمل القوى الشديد. (عثن) (ه‍) في حديث الهجرة وسراقة (وخرجت قوائم دابته ولها عثان) أي بخروا لها البخور. (س) وفيه (وفروا العثانين) هي جمع عثنون، وهى اللحية. (1) الرواية في شرح ديوانه ص 21: * من ضيغم من ضراء الاسد مخدره *
[ 184 ]
(باب العين مع الجيم) (عجب) (ه‍) فيه (عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة في السلاسل) أي عظم ذلك عنده وكبر لديه. أعلم الله تعالى أنه إنما يتعجب الآدمى من الشئ إذا عظم موقعه عنده وخفى عليه سببه، فأخبرهم بما يعرفون ليعلموا موقع هذه الأشياء عنده. وقيل: معنى عجب ربك: أي رضى وأثاب، فسماه عجبا مجازا، وليس بعجب في الحقيقة. والأول الوجه. * ومنه الحديث (عجب ربك من شاب ليست له صبوة). [ ه‍ ] والحديث الآخر (عجب ربكم من إلكم وقنوطكم) وإطلاق التعجب على الله مجاز، لأنه لا تخفى عليه أسباب الاشياء. والتعجب مما خفى سببه ولم يعلم. (ه‍) وفيه (كل ابن آدم يبلى إلا العجب) وفى رواية (إلا عجب الذنب) العجب بالسكون: العظم الذى في أسفل الصلب عند العجز، وهو العسيب من الدواب. (عجج) (ه‍) فيه (أفضل الحج العج والثج) العج: رفع الصوت بالتلبية، وقد عج يعج عجا، فهو عاج وعجاج. * ومنه الحديث (إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كن عجاجا ثجاجا). (س) ومنه الحديث (من وحد الله في عجته وجبت له الجنة) أي من وحده علانية برفع صوته. * ومنه الحديث (من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة). * وفى حديث الخيل (إن مرت بنهر عجاج فشربت منه كتبت له حسنات) أي كثير الماء، كأنه يعج من كثرته وصوت تدفقه (ه‍) وفيه (لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الارض، فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا) العجاج: الغوغاء والاراذل ومن لا خير فيه. واحدهم: عجاجة.
[ 185 ]
(عجر) (ه‍) في حديث أم زرع (إن أذكره أذكر عجره وبجره) العجر: جمع عجرة، وهى الشئ يجتمع في الجسد كالسلعة والعقدة. وقيل: هي خرز الظهر أرادت ظاهر أمره وباطنه، وما يظهره وما يخفيه، وقيل: أرادت عيوبه. (ه‍) ومنه حديث على (إلى الله أشكو عجرى وبجرى) أي همومى وأحزانى. وقد تقدم مبسوطا في حرف الباء. * وفى حديث عياش ابن أبى ربيعة لما بعثه إلى اليمن (وقضيب ذو عجر كأنه من خيزران) أي ذو عقد. * وفى حديث عبيدالله بن عدى بن الخيار (جاء وهو معتجر بعمامته ما يرى وحشى منه إلا عينيه ورجلية) الاعتجار بالعمامة: هو أن يلفها على رأسه ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منها شيئا تحت ذقنه. (ه‍) ومنه حديث الحجاج (أنه دخل مكة وهو معتجر بعمامة سوادء). (عجز) (س) فيه (لا تدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها) الاعجاز جمع عجز وهو مؤخر الشئ يريد بها أو اخر الامور، وصدورها أوائلها، يحرض على تدبر عواقب الامور قبل الدخول فيها، ولا تتبع عند توليها وفواتها. (ه‍) ومنه حديث على (لنا حق إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الابل وإن طال السرى) الركوب على أعجاز الابل شاق: أي منعنا حقنا ركبنا مركب المشقة صابرين عليها وإن طال الامد. وقيل: ضرب أعجاز الابل مثلا لتأخره عن حقه الذى كان يراه له وتقدم غيره عليه، وأنه يصبر على ذلك وإن طال أمده: أي إن قدمنا للامامة تقدمنا، وإن أخرنا صبرنا على الاثرة وإن طالت الايام. وقيل: يجوز أن يريد: وإن نمنعه نبذل الجهد في طلبه، فعل من يضرب في ابتغاء طلبته
[ 186 ]
أكباد الابل ولا يبالى باحتمال طول السرى. والاولان الوجه لأنه سلم وصبر على التأخر ولم يقاتل. وإنما قاتل بعد انعقاد الامامة له. (س) وفى حديث البراء (أنه رفع عجيزته في السجود) العجيزة: العجز، وهى للمرأة خاصة فاستعارها للرجل. (س) وفيه (إياكم والعجز العقر) العجز: جمع عجوز وعجوزة (1) وهى المرأة المسنة وتجمع على عجائز. والعقر: جمع عاقر، وهى التى لا تلد. (س) وفى حديث عمر (ولا تلثوا بدار معجزة) أي لا تقيموا في موضع تعجزون فيه عن الكسب. وقيل بالثغر مع العيال. والمعجزة - بفتح الجيم وكسرها - مفعلة، من العجز: عدم القدرة. * ومنه الحديث (كل شئ بقدر حتى العجز والكيس) وقيل: أراد بالعجز ترك ما يجب فعله بالتسويف، وهو عام في أمور الدنيا والدين. * وفى حديث الجنة (مالى لا يدخلنى إلا سقط الناس وعجزهم) جمع عاجز، كخادم وخدم. يريد الاغبياء العاجزين في أمور الدنيا. (س) وفيه (أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم صاحب كسرى فوهب له معجزة، فسمى ذا المعجزة) هي بكسر الميم: المنطقة بلغة اليمن، سميت بذلك لانها تلى عجز المتنطق. (عجس) (س) في حديث الاحنف: (فيتعجسكم في قريش) أي يتتبعكم. (عجف) (ه‍) في حديث أم معبد (تسوق أعنزا عجافا) جمع عجفاء، وهى المهزولة من الغنم وغيرها. * ومنه الحديث (حتى إذا أعجفها ردها فيه) أي أهزلها. (عجل) (ه‍) في حديث عبد الله بن أنيس (فأسندوا إليه في عجلة من نخل) هو أن ينقر الجذع ويجعل فيه مثل الدرج ليصعد فيه إلى الغرف وغيرها. وأصل العجلة: خشبة معترضة على البئر، والغرب معلق بها. * (هامسش) * (1) قال في القاموس: (العجوز: الشيخ والشيخة. ولا تقل عجوزة، أو هي لغية رديئة). (*)
[ 187 ]
(ه‍) وفى حديث خزيمة (ويحمل الراعى العجالة) هي لبن يحمله الراعى من المرعى إلى أصحاب الغنم قبل أن تروح عليهم. قال الجوهرى: (هي الاعجالة (1) والعجالة بالضم: ما تعجلته من شئ). * وفيه ذكر (العجول) هي بفتح العين وضم الجيم: ركية بمكة حفرها قصى. (عجم) (ه‍) فيه (العجماء جرحها جبار) العجماء: البهيمة، سميت به لأنها لا تتكلم. وكل مالا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم. (س) ومنه الحديث (بعدد كل فصيح وأعجم) قيل: أراد بعدد كل آدمى وبهيمة. * ومنه الحديث (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه) أي أرتج عليه فلم يقدر أن يقرأ كأنه صار به عجمة. (ه‍) ومنه حديث ابن مسعود (ما كنا نتعاجم أن ملكا ينطق على لسان عمر) أي ما كنا نكنى ونورى. وكل من لم يفصح بشئ فقد أعجمه. (ه‍) ومنه حديث الحسن (صلاة النهار عجماء) لأنها لا تسمع فيها قراءة. * وفى حديث عطاء (وسئل عن رجل ألهز رجلا فقطع بعض لسانه فعجم كلامه، فقال: يعرض كلام على المعجم، فما نقص كلامه منها قسمت عليه الدية) المعجم: حروف ا ب ت ث، سميت بذلك من التعجيم، وهو إزالة العجمة بالنقط. (ه‍) وفى حديث أم سلمة (نهانا أن نعجم النوى طبخا) هو أن يبالغ في نضجه حتى يتفتت وتفسد قوته التى يصلح معها للغنم. والعجم - بالتحريك -: النوى. وقيل: المعنى أن التمر إذا طبخ لتؤخذ حلاوته طبخ عفوا حتى لا يلبغ الطبخ النوى ولا يؤثر فيه تأثير من يعجمه: أي يلوكه ويعضه، لان ذلك يفسد طعم الحلاوة أو لانه قوت للدواجن فلا ينضج لئلا تذهب طعمته. وعبارته في الصحاح: (والاعجالة: ما يعجله الراعى من اللبن إلى أهله قبل الحلب). (*)
[ 188 ]
(ه‍) وفى حديث طلحة (قال لعمر رضى الله عنهما: لقد جرستك الدهور وعجمتك الامور) (1) أي خبرتك، من العجم: العض. يقال: عجمت العود إذا عضضته لتنظر أصلب هو أم رخو. (ه‍) ومنه حديث الحجاج (إن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها عودا عودا). [ ه‍ ] وفيه (حتى صعدنا إحدى عجمتي بدر) العجمة بالضم من الرمل: المشرف على ما حوله. (عجن) (س) فيه (إن الشيطان يأتي أحدكم فينقر عند عجانه) العجان: الدبر. وقيل ما بين القبل والدبر. * ومنه حديث على (أن أعجميا عارضه فقال: اسكت يا ابن حمراء العجان) هو سب كان يجرى على ألسنة العرب. (س) وفى حديث ابن عمر (أنه كان يعجن في الصلاة، فقيل له: ما هذا ؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجن في الصلاة) أي يعتمد على يديه إذا قام، كما يفعل الذى يعجم العجين. (عجا) (ه‍) فيه أنه قال: (كنت يتيما ولم أكم عجيا) هو الذى لا لبن لامه، أو ماتت أمه فعلل بلبن غيرها، أو بشئ آخر فأورثه ذلك وهنا. يقال: عجا الصبى يعجوه إذا علله بشئ، فهوه عجى وهو يعجى عجا. ويقال للبن الذى يعاجى به الصبى: عجاوة. (ه‍) ومنه حديث الحجاج (أنه قال لبعض الاعراب: أراك بصيرا بالزرع، فقال: إنى طالما عاجيته وعاجانى) أي عانيته وعالجته. * وفيه (العجوة من الجنة) وقد تكرر ذكرها في الحديث. وهو نوع من تمر المدينة أكبر من الصيحانى يضرب إلى السواد من غرس النبي صلى الله عليه وسلم. (1) في الهروي واللسان: (وعجمتك البلايا). (*)
[ 189 ]
وفى قصيد كعب: سمر العجايات يتركن الحصى زيما لم يقهن رؤس الأكم تنعيل هي أعصاب قوائم الابل والخيل، واحدتها: عجاية. (باب العين مع الدال) (عدد) (ه‍) فيه (إنما أقطعته الماء العد) أي الدائم الذى لا انقطاع لمادته، وجمعه: أعداد. * ومنه الحديث (نزلوا أعداد مياه الحديبية) أي ذوات المادة، كالعيون والآبار. [ ه‍ ] وفيه (ما زالت أكلة خيبر تعادنى) أي تراجعني ويعاودني ألم سمها في أوقات معلومة. ويقال: به عداد من ألم يعاوده في أوقات معلومة. والعداد اهتياج وجع اللديغ: وذلك إذا تمت له سنة من يوم لدغ هاج به الالم. * وفيه (فيتعاد بنو الأم كانوا مائة، فلا يجدون بقى منهم الا الرجل الواحد) أي يعد بعضهم بعضا. (س) ومنه حديث أنس رضى الله عنه (إن ولدى ليتعادون مائة أو يزيدون عليها) وكذلك يتعددون. (ه‍) ومنه حديث لقمان (ولا نعد فضله علينا) أي لا نحصيه لكثرته. وقيل: لا نعتده علينا منة له (1) (ه‍) وفيه (أن رجلا سئل عن القيامة متى تكون، فقال: إذا تكاملت العدتان) قيل هما عدة أهل الجنة وعدة أهل النار: أي إذا تكاملت عند الله برجوعهم إليه قامت القيامة (2) يقال عد الشئ يعده عدا وعدة. (1) الذى في الهروي: (ولا يعد فضله علينا، أي لكثرته. ويقال: لا يعتد إفضاله علينا منة له). (2) ذكر الهروي هذا الرأى عزوا إلى القتيبى، وزاد عليه فقال (وقال غيره: قال الله تعالى (إنما نعد لهم عدا) فكأنهم إذا استوفوا المعدود لهم قامت عليهم القيامة). (*)
[ 190 ]
* ومنه الحديث (لم يكن للمطلقة عدة، فأنزل الله عز وجل العدة للطلاق) وعدة المرأة المطلقة والمتوفى عنها زوجها هي ما تعده من أيام أقرائها، أو أيام حملها، أو أربعة أشهر وعشر ليال، والمرأة معتدة. وقد تكرر ذكرها في الحديث. * ومنه حديث النخعي (إذا دخلت عدة في عدة أجزأت إحداهما) يريد إذا لزمت المرأة عدتان من رجل واحد كفت إحداهما عن الاخرى، كمن طلق امرأته ثلاثا ثم مات وهى في عدتها فإنها تعتد أقصى العدتين، وغيره يخالفه في هذا أو كمن مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة، فإن عدتها تنقضي بالوضع عند الاكثر. * وفيه ذكر (الايام المعدودات) هي أيام تشريق، ثلاثة أيام بعد يوم النحر. (س) وفيه (يخرج جيش من المشرق آدى (1) شئ وأعده) أي أكثره عدة وأتمه وأشده استعدادا. (عدس) في حديث أبى رافع (أن أبا لهب رماه الله بالعدسة) هي بثرة تشبه العدسة، تخرج في مواضع من الجسد، من جنس الطاعون، تقتل صاحبها غالبا. (عدف) (س) فيه (ما ذقت عدوفا) أي ذواقا. والعدوف: العلف في لغة مضر. والعدف: الاكل والمأكول. وقد يقال باذال المعجمة. (عدل) * في أسماء الله تعالى (العدل) هو الذى لا يميل به الهوى فيجور في الحكم، وهو في الاصل مصدر سمى به فوضع موضع العادل، وهو أبلغ منه لأنه جعل المسمى نفسه عدلا. (ه‍) وفيه (لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) قد تكرر هذا القول في الحديث. والعدل: الفدية وقيل: الفرضة. والصرف: التوبة. وقيل النافلة. [ ه‍ ] وفى حديث قارئ القرآن وصاحب الصدقة (فقال: ليست لهما بعدل) قد في الاصل وا: (أذى) بالذال المعجمة. وأثبتناه بالمهملة من اللسان. وقد سبق في مادة (أدا). (*)
[ 191 ]
تكرر ذكر العدل باكسر والفتح في الحديث. وهما بمعنى المثل. وقيل: هو بالفتح ما عاد له من جنسه، وبالكسر ما ليس من جنسه. وقيل بالعكس. * ومنه حديث ابن عباس (قالوا: ما يغنى عنا الاسلام وقد عدلنا بالله) أي أشركنا به ونجعلنا له مثلا. * ومنه حديث على (كذب العادلون بك إذ (1) شبهوك بأصنامهم). (س) وفيه (العلم ثلاثة منها فريضة عادلة) أراد العدل في القسمة: أي معدلة على السهام المذكورة في الكتاب والسنة من غير جور. ويحتمل أن يريد أنها مستنبطه من الكتاب والسنة فتكون هذه الفريضة تعدل بما أخذ عنهما. (س) وفى حديث المعراج (فأتيت بإناءين، فعدلت بينهما) يقال هو يعدل أمره ويعادله إذا توقف بين أمرين أيهما يأتي، يريد أنهما كانا عنده مستويين لا يقدر على اختيار أحدهما ولا يترجح عنده، وهو من قولهم: عدل عنه يعدل عدولا إذا مال، كأنه يميل من الواحد إلى الآخر. (س) وفيه (لا تعدل سارحتكم) أي لا تصرف ماشيتكم وتمال عن المرعى ولا تمنع. * ومنه حديث جابر (إذ (1) جاءت عمتى بأبى وخالى مقتولين عادلتهما على ناضح) أي شددتهما على جنبى البعير كالعدلين. (عدم) (ه‍ س) في حديث المبعث (قالت له خديجة: كلا إنك تكسب المعدوم وتحمل الكل) يقال: فلان يكسب المعدوم إذا كان مجدودا محظوظا: أي يكسب ما يحرمه غيره وقيل أرادت تكسب الناس الشئ المعدوم لا يجدونه مما يحتاجون إليه. وقيل: أرادت بالمعدوم الفقير الذى صار من شدة حاجته كالمعدوم نفسه. (1) في ا: (إذا). (2) في ا، واللسان: (إذا). (*)
[ 192 ]
فيكون (تكسب) على التأويل الاول متعديا إلى مفعول واحد هو المعدوم، كقولك: كسبت مالا، وعلى التأويل الثاني والثالث يكون متعديا إلى مفعولين، تقول: كسبت زيدا مالا أي أعطيته. فمعنى الثاني: تعطى الناس الشئ المعدوم عندهم، فحذف المفعول الاول. ومعنى الثالث: تعطى الفقير المال فيكون المحذوف المفعول الثاني. يقال: عدمت الشئ أعدمه عدما إذا فقدته. وأعدمته أنا. وأعدم الرجل يعدم فهو معدوم وعديم: إذا افتقر. * وفيه (من يقرض غير عديم ولا ظلوم) العديم الذى لا شئ عنده، فعيل بمعنى فاعل. (عدن) (س) في حديث بلال بن الحارث (أنه أقطعه معادن القبلية) المعادن: المواضع التى تستخرج منها جواهر الارض كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك، واحدها معدن. والعدن: الاقامة. والمعدن: مركز كل شئ. * ومنه الحديث (فعن معادن العرب تسألونى ؟ قالوا. نعم) أي أصولها التى ينسبون إليها ويتفاخرون بها. (س) وفيه ذكر (عدن أبين) هي مدينة معروفة باليمن، أضيفت إلى أبين بوزن أبيض، وهو رجل من حمير، عدن بها: أي أقام. ومنه سميت جنة عدن: أي جنة إقامة. يقال: عدن بالمكان يعدن عدنا إذا لزمه ولم يبرح منه. (عدا) (ه‍) فيه (لا عدوى ولا صفر) قد تكرر ذكر العدوى في الحديث. العدوى: اسم من الاعداء، كالرعوى والبقوى، من الارعاء والابقاء. يقال: أعداه الداء يعديه إعداء، وهو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء. وذلك أن يكون ببعير جرب مثلا فتتقى مخالطته بإبل أخرى حذارا أن يتعدى ما به من الجرب إليها فيصيبها ما أصابه. وقد أبطله الاسلام، لانهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى، فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس الامر كذلك، وإنما الله هو الذى يمرض وينزل الداء. ولهذا قال في بعض الاحاديث: (فمن أعدى البعير الاول ؟) أي من أين صار فيه الجرب ؟
[ 193 ]
(ه‍) وفيه (ما ذئبان عاديان أصابا فريقة غنم) العادى: الظالم. وقد عدا يعدو عليه عدوانا. وأصله من تجاوز الحد في الشئ. * ومنه الحديث (ما يقتله المحرم كذا وكذا، والسبع العادى) أي الظالم الذى يفترس الناس. * ومنه حديث قتادة بن النعمان (أنه عدى عليه) أي سرق ماله وظلم. * ومنه الحديث (كتب ليهود تيماء أن لهم الذمة وعليهم الجزية بلا عداء) العداء بالفتح والمد: الظلم وتجاوز الحد. (س) ومنه الحديث (المعتدى في الصدقة كما نعها) وفى رواية (في الزكاء) هو أن يعطيها غير مستحقها. وقيل: أراد أن الساعي إذا أخذ خيار المال ربما منعه في السنة الاخرى فيكون الساعي سبب ذلك، فهما في الاثم سواء. * ومنه الحديث (سيكون قوم يعتدون في الدعاء) هو الخروج فيه عن الوضع الشرعي والسنة المأثورة. (ه‍) وفى حديث عمر (أنه أتى بسطيحتين فيهما نبيذ، فشرب من إحداهما وعدى عن الاخرى) أي تركها لما رابه منها. يقال: عد عن هذا الامر: أي تجاوزه إلى غيره. (س) ومنه حديثه الاخر (أنه أهدى له لبن بمكة فعداه) أي صرفه عنه. * وفى حديث على رضى الله عنه (لا قطع على عادى ظهر). (ه‍) ومنه حديث ابن عبد العزيز (أنه أتى برجل قد اختلس طوقا فلم ير قطعه وقال: تلك عادية الظهر) العادية: من عدا يعدو على الشئ إذا اختلسه. والظهر: ما ظهر من الاشياء. لم ير في الطوق قطعا لانه ظهر على المرأة والصبى. (ه‍) وفيه (إن السلطان ذو عدوان وذو بدوان) أي سريع الانصراف والملال، من قولك: ما عداك: أي ما صرفك ؟
[ 194 ]
(ه‍) ومنه حديث على (1) (قال لطلحة يوم الجمل: (عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق فما عدا مما بدا ؟) لأنه بايعه بالمدينة وجاء يقاتله بالبصرة: أي ما الذى صرفك ومنعك وحملك على التخلف بعد ما ظهر منك من الطاعة والمتابعة. وقيل: معناه ما بدا لك منى فصرفك عنى ؟ (ه‍) وفى حديث لقمان (أنا لقمان بن عاد لعادية لعاد) (2) العادية: الخيل تعدو. والعادي: الواحد، أي أنا للجمع والواحد. وقد تكون العادية الرجال يعدون. (س) ومنه حديث خيبر (فخرجت عاديتهم) أي الذين يعدون على أرجلهم. [ ه‍ ] وفى حديث حذيفة (أنه خرج وقد طم رأسه وقال: إن تحت كل شعرة [ لا يصيبها الماء ] (3) جنابة، فمن ثم عاديت رأسي كما ترون) طمه: أي استأصله ليصل الماء إلى أصول شعره (4). (ه‍) ومنه حديث حبيب بن مسلمة (لما عزله عمر عن حمص قال: رحم الله عمر ينزع قومه ويبعث القوم العدى) العدى بالكسر: الغرباء والاجانب والاعداء. فأما بالضم فهم الاعداء خاصة. أراد أنه يعزل قومه من والولايات ويولى الغرباء والاجانب. (ه‍) وفى حديث ابن الزبير وبناء الكعبة (وكان في المسجد جراثيم وتعاد) أي أمكنة مختلفة غير مستوية. * وفى حديث الطاعون (لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان) العدوة بالضم والكسر: جانب الوادي. (ه‍) وفى حديث أبى ذر (فقربوها إلى الغابة تصيب من أثلها وتعدو في الشجر) يعنى (1) أخرجه الهروي من قول على رضى الله عنه لبعض الشيعة. (2) في الاصل: (لعادية وعاد) والمثبت من أو اللسان والهروى. (3) من الهروي واللسان. (4) زاد الهروي: (وحكى أبو عدنان عن أبى عبيدة: عاديت شعرى، أي رفعته عند الغسل. وعاديت الوسادة: ثنيتها. وعاديت الشئ باعدته. (*)
[ 195 ]
الابل: أي ترعى العدوة، وهى الخلة، ضرب من المرعى محبوب إلى الابل. وإبل عادية وعواد إذا رعته. (س) وفى حديث قس (فإذا شجرة عادية) أي قديمة كأنها نسيت إلى عاد، وهم قوم هود النبي صلى الله عليه وسلم. وكل قديم ينسبونه إلى عاد وإن لم يدركهم. * ومنه كتاب على رضى الله عنه إلى معاوية (لم يمنعنا قديم عزنا وعادى طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا). (باب العين مع الذال) (عذب) (س) فيه (أنه كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا) أي يحضر له منها الماء العذب، وهو الطيب الذى لا ملوحة فيه. يقال: أعذبنا واستعذبنا: أي شربنا عذبا واستقينا عذبا. * ومنه حديث أبى التيهان (أنه خرج يستعذب الماء) أي يطلب الماء العذب. * وفى كلام على يذم الدنيا (اعذوذب جانب منها واحلولى) هما افعوعل، من العذوبة والحلاوة، وهو من أبنية المبالغة. (س) وفى حديث الحجاج (ماء عذاب) يقال: ماءة عذبة، وماء عذاب، على الجمع، لان الماء جنس للماءة. (س) وفيه ذكر (العذيب) وهو اسم ماء لبنى تميم على مرحله من الكوفة مسمى بتصغير العذب. وقيل سمى به لانه طرف أرض العرب، من العذبة وهى طرف الشئ. (ه‍) وفى حديث على (أنه شيع سرية فقال: (أعذبوا عن ذكر النساء أنفسكم، فإن ذلكم يكسر كم عن الغزو) أي امنعوها. وكل من منعته شيئا فقد أعذبته. وأعذب لازم ومتعد. * وفيه (الميت يعذب ببكاء أهله عليه) يشبه أن يكون هذا من حيث إن العرب كانوا
[ 196 ]
يوصون أهلهم بالبكاء والنوح عليهم وإشاعة النعى في الاحياء، وكان ذلك مشهورا من مذاهبهم. فالميت تلزمه العقوبة في ذلك بما تقدم من أمره به. (عذر) (س) فيه (الوليمة في الاعذار حق) الاعذار: الختان. يقال: عذرته وأعذرته فهو معذور ومعذر، ثم قيل للطعام الذى يطعم في الختان: إعذار. (س) ومنه حديث سعد رضى الله عنه (كنا إعذار عام واحد) أي ختنا في عام واحد. وكانوا يختنون لسن معلومة فيما بين عشر سنين وخمس عشرة. والاعذار بكسر الهمزة: مصدر أعذره، فسموا به. * ومنه الحديث (ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم معذورا مسرورا) أي مختونا مقطوع السرة. (س) ومنه حديث ابن صياد (أنه ولدته أمه وهو معذور مسرور). (س) وفى صفة الجنة (إن الرجل ليفضى في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء) العذراء: الجارية التى لم يمسها رجل، وهى البكر، والذى يفتضها أبو عذرها. وأبو عذرتها. والعذرة: ما للبكر من الالتحام قبل الافتضاض. [ ه‍ ] ومنه حديث الاستسقاء: * أتيناك والعذراء يدمى لبانها * أي يدمى صدرها من شدة الجدب. * ومنه حديث النخعي (في الرجل يقول: إنه لم يجد امرأته عذراء، قال: لا شئ عليه) لان العذرة قد تذهبها الحيضة والوثبة وطول التعنيس. وجمع العذراء: عذارى. * ومنه حديث جابر (مالك وللعذارى ولعابهن) أي ملاعبتهن، ويجمع على عذارى، كصحارى وصحارى. * ومنه حديث عمر رضى الله عنه: * معيدا يبتغى سقط العذارى * * وفيه (لقد أعذر الله من بلغ من العمر ستين سنة) أي لم يبق فيه موضعا للاعتذار
[ 197 ]
حيث أمهله طول هذه المدة ولم يعتذر. يقال: أعذر الرجل إذا بلغ أقصى الغاية من العذر. وقد يكون أعذر بمعنى عذر. (س) ومنه حديث المقداد (لقد أعذر الله إليك) أي عذرك وجعلك موضع العذر وأسقط عنك الجهاد ورخص لك في تركه، لأنه كان قد تناهى في السمن وعجز عن القتال. [ ه‍ ] ومنه الحديث (لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم) يقال: أعذر فلان من نفسه إذا أمسكن منها، يعنى أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبون العقوبة ويكون لمن يعذبهم عذر، كأنهم قاموا بعذره في ذلك. ويروى بفتح الياء، من عذرته وهو بمعناه. وحقيقة عذرت: محوت الاساءة وطمستها. (ه‍) ومنه الحديث (أنه استعذر أبا بكر رضى الله عنه من عائشة كان عتب عليها في شئ، فقال لابي بكر: كن عذيري منها إن أدبتها) أي قم بعذري في ذلك. [ ه‍ ] ومنه حديث الافك (فاستعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أبى، فقال وهو على المنبر: من يعذرني من رجل قد بلغني عنه كذا وكذا ؟ فقال سعد: أنا أعذرك منه) أي من يقوم بعذري إن كافأته على سوء صنيعه فلا يلومني ؟ * ومنه حديث أبى الدرداء رضى الله عنه (من يعذرني من معاوية ؟ أنا أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخبرني (1) عن رأيه). * ومنه حديث على (من يعذرني من هؤلاء الضياطرة). (ه‍) ومنه حديثه الآخر (قال وهو ينظر إلى ابن ملجم: * عذيرك من خليلك من مراد *) يقال: عذيرك من فلان بالنصب: أي هات من يعذرك فيه، فعيل بمعنى فاعل. (ه‍) وفى حديث ابن عبد العزيز (قال لمن اعتذر إليه: عذرتك غير معتذر) أي من غير أن تعتذر، لأن المعتذر يكون محقا وغير محق. (1) في ا: (أنا أخبر... وهو يخبرني). (*)
[ 198 ]
* وفى حديث ابن عمر (إذا وضعت المائدة فليأكل الرجل مما عنده، ولا يرفع يده وإن شبع وليعذر، فإن ذلك يخجل جليسه) الاعذار: المبالغة في الأمر: أي ليبالغ في الأكل، مثل الحديث الآخر (أنه كان إذا أكل مع قوم كان آخرهم أكلا). وقيل: إنما هو (وليعذر) من التعذير: التقصير. أي ليقصر في الأكل ليتوفر على الباقين ولير أنه يبالغ. (ه‍) ومنه الحديث (جاءنا بطعام جشب فكنا نعذر) أي نقصر ونرى أننا مجتهدون. (ه‍ س) ومنه حديث بنى إسرائيل (كانوا إذا عمل فيهم بالمعاصى نهوهم تعذيرا) أي نهيا قصروا فيه ولم يبالغوا، وضع المصدر موضع اسم الفاعل حالا، كقولهم: جاء مشيا. * ومنه حديث الدعاء (وتعاطى ما نهيت عنه تعذيرا). (س) وفيه (أنه كان يتعذر في مرضه) أي يتمنع ويتعسر. وتعذر عليه الأمر إذا صعب. (س) وفى حديث على " لم يبق لهم عاذرا " أي أثر. * وفيه " أنه رأى صبيا أعلق عليه من العذرة " العذرة بالضم. وجع في الحلق يهيج من الدم. وقيل: هي قرحة تخرج في الخرم الذى بين الأنف والحلق تعرض للصبيان عند طلوع العذرة، فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديدا وتدخلها في أنفه فتطعن ذلك الموضع فيتفجر منه دم أسود، وربما أقرحه، وذلك الطعن يسمى الدغر. يقال عذرت المرأة الصبى إذا غمزت حلقه من العذرة، أو فعلت به ذلك، وكانو بعد ذلك يعلقون عليه علاقا كالعوذة. وقوله " عند طلوع العذرة " هي خمسة كواكب تحت الشعرى العبور وتسمى العذارى، وتطلع في وسط الحر. وقوله: " من العذرة ": أي من أجلها. (س) وفيه " للفقر أزين للمؤمن من عذار حسن على خد فرس " العذاران من الفرس كالعارضين من وجه الإنسان، ثم سمى السير الذى يكون عليه من اللجام عذارا باسم موضعه.
[ 199 ]
* ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج " استعملتك على العراقين، فاخرج إليهما كميش الإزار شديد العذار " يقال للرجل إذا عزم على الأمر: هو شديد العذار، كما يقال في خلافه: فلان خليع العذار، كالفرس الذى لا لجام عليه، فهو يعير على وجهه، لأن اللجام يمسكه. * ومنه قولهم " خلع عذاره " إذا خرج عن الطاعة وانهمك في الغى. (س) وفى " اليهود أنتن خلق الله عذرة " العذرة: فناء الدار وناحيتها. * ومنه الحديث " إن الله نظيف يحب النظافة، فنظفوا عذراتكم ولا تشبهوا باليهود ". * وحديث رقيقة " وهذه عبداؤك بعذرات حرمك ". (ه‍) ومنه حديث على " عاتب قوما فقال: ما لكم لا تنظفون عذراتكم " أي أفنيتكم. (ه‍ س) وفى حديث ابن عمر " أنه كره السلت الذى يزرع بالعذرة " يريد الغائط الذى يلقيه الإنسان. وسميت بالعذرة، لأنهم كانوا يلقونها في أفنية الدور. (عذفر) في قصيد كعب: * ولن يبلغها إلا عذافرة * العذافرة: الناقة الصلبة القوية. (عذق) (ه‍) فيه " كم من عذق مذلل في الجنة لأبى الدحداح " العذق بالفتح: النخلة، وبالكسر: العرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عذاق. * ومنه حديث أنس " فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أمي عذاقها " أي نخلاتها. (ه‍) ومنه حديث عمر " لا قطع في عذق معلق " لأنه ما دام معلقا في الشجرة فليس في حرز. * ومنه " لا والذى أخرج العذق من الجريمة " أي النخلة من النواة. * ومنه حديث السقيفة " أنا عذيقها المرجب " تصغير العذق: النخلة، وهو تصغير تعظيم. وبالمدينة أطم لبنى أمية بن زيد يقال له: عذق.
[ 200 ]
(ه‍) ومنه حديث مكة " وأعذق إذخرها " أي صارت له عذوق وشعب. وقيل: أعذق بمعنى أزهر. وقد تكرر العذق والعذق في الحديث ويفرق بينهما بمفهوم الكلام الواردان فيه. (عذل) (ه‍) وفى حديث ابن عباس " وسئل عن الاستحاضة فقال: ذلك العاذل يغذو " العاذل: اسم العرق الذى يسيل منه دم الاستحاضة، ويغذو: أي يسيل. وذكر بعضهم " العاذر " بالراء. وقال العاذرة: المرأة المستحاضة، فاعلة بمعنى مفعولة، من إقامة العذر. ولو قال: إن العاذر هو العرق نفسه لأنه يقوم بعذر المرأة لكان وجها. والمحفوظ " العاذل " باللام. (عذم) (ه‍) فيه " أن رجلا كان يرائى فلا يمر بقوم إلا عذموه " أي أخذوه بألسنتهم. وأصل العذم: العض. * ومنه حديث على " كالناب الضروس تعذم يفيها وتخبط بيدها ". * ومنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص " فأقبل على أبى فعذمنى وعضنى بلسانه ". (عذا) (ه‍) في حديث حذيفة " إن كنت لا بد نازلا بالبصرة فانزل على عذواتها، ولا تنزل سرتها " جمع عذاة. وهى الأرض الطيبة التربة (1) البعيدة من المياه والسباخ. (باب العين مع الراء) (عرب) (ه‍) فيه " الثيب يعرب عنها لسانها " هكذا يروى بالتخفيف، من أعرب. قال أبو عبيد: الصواب " يعرب " يعنى بالتشديد. يقال عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم. وقل: إن أعرب بمعنى عرب. يقال: أعرب عنه لسانه وعرب. قال ابن قتيبة: الصواب " يعرب عنها " بالتخفيف. وإنما سمى الإعراب إعرابا لتبيينه وإيضاحه. وكلا القولين لغتان متساويتان، بمعنى الإبانة والإيضاح. (1) في الهروي: " الثرية ". (*)
[ 201 ]
(ه‍) ومنه الحديث " إنما كان يعرب عما في قلبه لسانه ". (ه‍) ومنه حديث التميمي " كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبى حين يعرب أن يقول: لا إله إلا الله، سبع مرات "، أي حين ينطق ويتكلم. (ه‍) ومنه حديث عمر " ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أن لا تعربوا عليه " فيل: معناه التبيين والأيضاح: أي ما يمنعكم أن تصرحوا له بالإنكار ولا تساتروه. وقيل: التعريب: المنع والإنكار. وقيل: الفحش والتقبيح (1)، من عرب الجرح إذا فسد. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا أتاه فقال: إن ابن أخى عرب بطنه " أي فسد. فقال: اسقه عسلا ". * ومن الأول حديث " السقيفة أعربهم أحسابا " أي أبينهم وأوضحهم. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا من المشركين كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل من المسلمين: والله لتكفن عن شتمه أو لأرحلنك بسيفي هذا، فلم يزدد إلا استعرابا، فحمل عليه فضربه، وتعاوى عليه المشركون فقتلوه " الاستعراب: الإفحاش في القول. (س) ومنه حديث عطاء " أنه كره الإعرب للمحرم " هو الإفحاش في القول والرفث، كأنه اسم موضوع من التعريب والإعراب. يقال: عرب وأعرب إذا أفحش. وقيل: أراد به الإيضاح والتصريح بالهجر من الكلام. ويقال له أيضا: العرابة، بفتح العين وكسرها. (ه‍) ومنه حديث ابن عباس " في قوله تعالى " فلا رفث ولا فسوق " هو العرابة في كلام العرب ". (ه‍) ومنه حديث ابن الزبير " لا تحل العرابة للمحرم ". (ه‍) ومنه حديث بعضهم " ما أوتى أحد من معربة النساء ما أوتيته أنا " كأنه أراد أسباب الجماع ومقدماته. (1) بعد هذا في الهروي: " وإنما أراد: ما يمنعكم من أن تعربوا، ولا: صلة (زائدة) ها هنا ". (*)
[ 202 ]
(ه‍) وفيه " أنه نهى عن بيع العربان " هو أن يشترى السلعة ويدفع إلى صاحبها شيئا على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن، وأن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشترى. يقال: أعرب في كذا، وعرب، وعربن، وهو عربان، وعربون، وعربون. قيل: سمى بذلك لأن فيه إعرابا لعقد البيع: أي إصلاحا وإزالة فساد، لئلا يملكه غيره باشترائه. وهو بيع باطل عند الفقهاء، لما فيه من الشرط والغرر. وأجازه أحمد. وروى عن ابن عمر أجازته. وحديث النهى منقطع. (س ه‍) ومنه حديث عمر " أن عامله بمكة اشترى دارا للسجن بأربعة آلاف، وأعربوا فيها أربعمائة " أي أسلفوا، وهو من العربان. (ه‍) ومنه حديث عطاء " أنه كان ينهى عن الإعراب في البيع ". (ه‍) وفيه " لا تنقشوا في خواتيمكم عربيا " أي لا تنقشوا فيها: محمد رسول الله لأنه كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم. (ه‍) ومنه حديث عمر " لا تنقشوا في خواتيمكم العربية " وكان ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن. * وفيه " ثلاث من الكبائر، منها التعرب بعد الهجرة " هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرا. وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد. * ومنه حديث ابن الأكوع " لما قتل عثمان خرج إلى الربذة وأقام بها، ثم إنه دخل على الحجاج يوما فقال له: يابن الأكوع ارتددت على عقبيك وتعربت " ويروى بالزاى. وسيجئ. * ومنه حديثه الآخر: تمثل في خطبته * مهاجر ليس بأعرابى * جعل المهاجر ضد الأعرابي. والأعراب، ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلا لحاجة. والعرب: اسم لهذا الجيل المعروف من الناس. ولا واحد له من لفظه. وسواء أقام بالبادية أو المدن. والنسب إليهما: أعرابي وعربى.
[ 203 ]
(س) وفى حديث سطيح " يقود خيلا عرابا " أي عربية منسوبة إلى العرب، فرقوا بين الخيل والناس، فقالوا في الناس: عرب وأعراب، وفى الخيل: عراب. (س) وفى حديث الحسن " أنه قال له البتى: ما تقول في رجل رعف في الصلاة ؟ فقال الحسن: إن هذا يعرب الناس، وهو يقول رعف ! " أي يعلمهم العربية ويلحن. (س) وفى حديث عائشة " فاقدروا قدر الجارية العربة " هي الحريصة على اللهو. فأما العرب - بضمتين - فجمع عروب، وهى المرأة الحسناء المتحببة إلى زوجها. (س) وفى حديث الجمعة " كانت تسمى عروبة " هو اسم قديم لها، وكأنه ليس بعربي. يقال: يوم عروبة، ويوم العروبة. والأفصح أن لا يدخلها الألف واللام. وعروباء: اسم السماء السابعة. (عرج) * في أسماء الله تعالى " ذو المعارج " المعرج: المصاعد والدرج، واحدها: معرج، يريد معارج المائكة إلى السماء. وقيل المعارج: الفواضل العالية. والعروج: الصعود، عرج يعرج عروجا. وقد تكرر في الحديث. ومنه المعراج. وهو بالكسر شبه السلم، مفعال، من العروج: الصعود، كأنه آلة له. * وفيه " من عرج أو كسر أو حبس فليجز مثلها وهو حل " أي فليقض مثلها، يعنى الحج. يقال: رج يعرج عرجانا (1) إذا غمز من شئ أصابه. وعرج يعرج عرجا إذا صار أعرج، أو كان خلقة فيه. المعنى أن من أحصره مرض، أو عدو فعليه أن يبعث بهدى ويواعد الحامل يوما بعينه يذبحها فيه. فإذا ذبحت تحلل. الضمير في " مثلها " للنسيكة. (س) وفيه " فلم أعرج عليه " أي لم أقم ولم أحتبس. * وفيه ذكر " العرجون " وهو العود الأصفر الذى فيه شماريخ العذق، وهو فعلون، من الانعراج: الانعطاف، والواو والنون زائدتان، وجمعه: عراجين. (1) في الأصل: " عرجا " وأثبتنا ما في ا واللسان، والفائق 2 / 129. (*)
[ 204 ]
* ومنه حديث الخدرى " فسمعت تحريكا في عراجين البيت " أراد بها الأعواد التى في سقف البيت، شبهها بالعراجين. * وفيه ذكر " العراج " وهو بفتح العين وسكون الراء: قرية جامعة من عمل الفرع، على أيام من المدينة. (عرد) * في قصيد كعب. * ضرب إذا عرد السود التنابيل * أي فروا وأعرضوا. ويروى بالغين المعجمة، من التغريد: التطريب. (س) وفى خطبة الحجاج: * والقوس فيها وتر عرد * العرد بالضم والتشديد من كل شئ. يقال: وتر عرد وعرند. (عرر) (ه‍) فيه (1) " كان إذا تعار من الليل قال كذا وكذا " أي إذا ستيقظ، ولا يكون إلا يقظة مع كلام. وقيل: هو تمطى وأن (2) وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث حاطب " لما كتب إلى أهل مكة ينذرهم مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما عوتب فيه قال: كنت رجلا عريرا في أهل مكة " أي دخيلا غريبا ولم أكن من صميمهم. وهو فعيل بمعنى فاعل، من عررته إذا أتيته تطلب معروفه. * ومنه حديث عمر " من كان حليفا وعريرا في قوم قد عقلوا عنه ونصروه فميراثه لهم ". (ه‍) وفى حديث عمر " أن أبا بكر أعطاه سيفا محلى، فنزع عمر الحلية وأتاه بها، وقال: أتيتك بهذا لما يعررك من أمور الناس " يقال: عره واعتره، وعراه واعتراه إذا أتاه متعر ضالمعروفه، (1) أخرجه الهروي واللسان من حديث سلمان الفارسى رضى الله عنه. (2) زاد الهروي: " وقال قوم: علم ". (*)
[ 205 ]
والوجه فيه أن الاصل: يعرك، ففك الإدغام، ولا يجئ مثل هذا الاتساع إلا في الشعر. وقال أبو عبيد: لا أحسبه محفوظا، ولكنه عندي " لما يعروك " بالواو: أي لما ينوبك من أمر الناس ويلزمك من حوائجهم، فيكون من غير هذا الباب. * ومنه الحديث " فأكل وأطعم القانع والمعتر ". * ومنه حديث على " فإن فيهم قانعا ومعترا " هو الذى يتعرض للسؤال من غير طلب. (ه‍) ومنه حديث أبى موسى " قال له على، وقد جاء يعود ابنه الحسن: ما عرنا بك أيها الشيخ ؟ " أي ما جاءنا بك ؟. * وفى حديث عمر " اللهم إنى أبرأ إليك من معرة الجيش " هو أن ينزلوا بقوم فيأكلوا من زروعهم بغير علم. وقيل: هو قتال الجيش دون إذن الأمير. والمعرة: الأمر القبيح المكروه والأذى، وهى مفعلة من العر. (ه‍) وفى حديث طاوس " إذا استعر عليكم شئ من النعم " إى ند واستعصى، من العرارة، وهى الشدة والكثرة وسوء الخلق. (ه‍) وفيه " أن رجلا سأل آخر عن منزله، فأخبره أنه ينزل بين حيين من العرب، فقال: نزلت بين المعرة والمجرة " المجرة التى في السماء: البياض المعروف، والمعرة: ما وراءها من ناحية القطب الشمالي، سميت معرة لكثرة النجوم فيها، أراد بين حيين عظيمين ككثرة النجوم. وأصل المعرة: موضع العر، وهو الجرب، ولهذا سموا السماء الجرباء، لكثرة النجوم فيها، تشبيها بالجرب في بدن الإنسان. (س) ومنه الحديث " إن مشترى النخل يشترط على البائع ليس له معرار " هي التى يصيبها مثل العر، وهو الجرب. (س) وفيه " إياكم وشارة الناس فإنها تظهر العرة " هي القذر وعذرة الناس، فاستعير للمساوي والمثالب. (ه‍) ومنه حديث سعد " أنه كان يدمل أرضه بالعرة " أي يصلحها. وفى رواية " كان يحمل مكيال عرة إلى أرض له بمكة ".
[ 206 ]
* ومنه حديث ابن عمر " كان لا يعر أرضه " أي لا يزبلها بالعرة. (ه‍) ومنه حديث جعفر بن محمد " كل سبع تمرات من نخلة غير معرورة " أي غير مزبلة بالعرة. (عزرم) (س) في حديث النخعي " لا تجعلوا في قبري لبنا عرزميا " عرزم: جبانة بالكوفة نسب اللبن إليها، وإنما كرهه لأنها موضع أحداث الناس ويختلط لبنه بالنجاسات. (عرس) (س) فيه " كان إذا عرس بليل تويد لبنة، وإذا عرس عند الصبح نصب ساعده نصبا ووضع رأسه على كفه " التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة، يقال منه: عرس يعرس تعريسا. ويقال فيه: أعرس، والمعرس: موضع التعريس، وبه سمى معرس ذى الحليفة، عرس به النبي صلى الله عليه وسلم وصلى فيه الصبح ثم رحل. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث أبى طلحة وأم سليم " فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعرستم الليلة ؟ قال: نعم " أعرس الرجل فهو معرس إذا دخل بامرأته عند بنائها، وأراد به هاهنا الوطء، فسماه إعراسا لأنه من توابع الإعراس، ولا يقال في عرس. (ه‍) ومنه حديث عمر " نهى عن متعة الحج، وقال: قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله، ولكني كرهت أن يظلوا بها معرسين " أي ملمين بنسائهم. (س) وفيه " فأصبح عروسا " يقال للرجل عروس، كما يقال للمرأة. وهو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر. * وفى حديث ابن عمر " أن امرأة قالت له: إن ابنتى عريس، وقد تمعط شعرها " هي تصغير العروس، ولم تلحقه تاء التأنيث وإن كان مؤنثا، لقيام الحرف الرابع مقامه. وقد كرر ذكر الإعراس والعرس والعروس. (ه‍) ومنه حديث حسان " كان إذا دعى إلى طعام قال: أفى عرس أم خرس ؟ " يريد به طعام الوليمة، وهو الذى يعمل عند العرس، يسمى عرسا باسم سببه.
[ 207 ]
(عرش) (ه‍) فيه " اهتز العرش لموت سعد " العرش هاهنا: الجنازة، وهو سرير الميت، واهتزازه فرحه لحمل سعد عليه إلى مدفنه. وقيل: هو عرش الله تعالى، لأنه قد جاء في رواية أخرى: " اهتز عرش الرحمن لموت سعد " وهو كناية عن ارتياحه بروحه حين صعد به، لكرامته على ربه. وكل من خف لأمر وارتاح عنه فقد اهتز له. وقيل: هو على حذف مضاف تقديره: اهتز أهل العرش بقدومه على الله، لما رأوا من منزلته وكرامته عنده. * وفى حديث بدء الوحى " فرفعت رأسي فإذا هو قاعد على عرش في الهواء " وفى رواية " بين السماء والأرض " يعنى جبريل على سرير. (ه‍) ومنه الحديث " أو كالقنديل المعلق بالعرش " العرش هاهنا: السقف، وهو والعريش: كل ما يستظل به (ه‍) ومنه الحديث " قيل له: ألا نبنى لك عريشا ". * والحديث الآخر " كنت أسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على عريش لى ". * ومنه حديث سهل بن أبى حثمة " أنى وجدت ستين عريشا فألقيت لهم من خرصها كذا وكذا " أراد بالعريش أهل البيت، لأنهم كانوا يأتون النخيل فيبتنون فيه من سعفه مثل الكوخ فيقيمون فيه يأكلون مدة حمل الرطب إلى أن يصرم. (ه‍) ومنه حديث سعد " قيل له: إن معاوية ينهانا عن متعة الحج، فقال: تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعاوية كافر بالعرش " العرش: جمع عريش، أراد عرش مكة، وهى بيوتها، يعنى أنهم تمتعوا قبل إسلام معاوية. وقيل: أراد بقوله " كافر " الاختفاء والتغطى، يعنى أنه كان مختفيا في بيوت مكة. والأول أشهر.
[ 208 ]
(ه‍) ومنه حديث ابن عمر " أنه كان يقطع التلبية إذا نظر إلى عروش مكة " أي بيوتها. وسميت عروشا، لأنها كانت عيدانا تنصب ويظلل عليها، واحدها: عرش. (س) وفيه " فجاءت حمرة فجعلت تعرش " التعريش: أن ترتفع وتظلل بجناحيها على من تحتها. (ه‍) وفى حديث مقتل أبى جهل " قال لابن مسعود: سيفك كهام، فخذ سيفى فاحتز به رأسي من عرشى " العرش: عرق في أصل العنق. وقال الجوهرى: " العرش (بالضم (1)) أحد عرشى العنق، وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتى العنق ". (عرص) (ه‍) في حديث عائشة " نصبت على باب حجرتي عباءة مقدمه من غزاة خيبر أو تبوك، فهتك العرص ختى وقع بالأرض " قال الهروي: المحدثون يروونه بالضاد المعجمة، وهو بالصاد والسين، وهو خشبة توضع على البيت عرضا إذا أرادوا تسقيفه، ثم تلقى عليه أطاف الخشب القصار. يقال: عرصت البيت تعريصا. وذكره أبو عبيد بالسين، وقال: والبيت المعرس الذى له عرس، وهو الحائط تجعل بين حائطي البيت لا يبلغ به أقصاه. والحديث جاء في سنن أبى داود بالضاد المعجمة، وشرحه الخطابى في " المعالم ". وفى غريب الحديث " بالصاد المهملة. وقال: قال الراوى: العرض، وهو غلط. وقال الزمخشري: إنه العرص، بالمهملة، وشرح نحو ما تقدم. قال: وقد روى بالضاد المعجمة، لأنه يوضع على البيت عرضا. (س) وفى حديث قس " في عرصات جثجات " العرصات: جمع عرصة، وهى كل موضع واسع لا بناء فيه. (عرض) (ه‍) فيه " كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه " العرض. (1) من الصحاح. (*)
[ 209 ]
موضع المدح والذم من الإنسان، سواء كان في نفسه أو في سلفه، أو من يلزمه أمره. وقيل: هو جانبه الذى يصونه من نفسه وحسبه، ويحامى عنه أن ينتقص ويثلب. وقال ابن قتيبة: عرض الرجل: نفسه وبدنه لا غير. (ه‍) ومنه الحديث " فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه " أي احتاط لنفسه، لا يجوز فيه معنى الآباء والأسلاف. (س) ومنه حديث أبى ضمضم " اللهم إنى تصدقت بعرضي على عبادك " أي تصدقت بعرضي على من ذكرني بما يرجع إلى عيبه. * ومنه شعر حسان: فإن أبى ووالده وعرضى لعرض محمد منكم وقاء فهذا خاص للنفس. (ه‍) ومنه حديث أبى الدرداء " أقرض من عرضك ليوم فقرك " أي من عابك وذمك فلا تجازه، واجعله قرضا في ذمته لتستوفيه منه يوم حاجتك في القيامة. (ه‍) وفيه " لى الواجد يحل عقوبته وعرضه " أي لصاحب الدين أن يذمه ويصفه بسوء القضاء. (ه‍) وفيه " إن أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا " هي جمع العرض المذكور أولا على اختلاف القول فيه. (ه‍) ومنه حديث صفة أهل الجنة " إنما هو عرق يجرى من أعراضهم مثل المسك " أي من معاطف أبدانهم، وهى المواضع التى تعرق من الجسد. * ومنه حديث أم سلمة لعائشة " غض الأطراف وخفر الأعراض " أي إنهن للخفر والصون يتسترن. ويروى بكسر الهمزة: أي يعرضن عما كره لهن أن ينظرن إليه ولا يلتفتن نحوه. (ه‍) ومنه حديث عمر للحطيئة " فاندفعت تغنى بأعراض المسلمين " أي تغنى بذمهم وذم أسلافهم في شعرك.
[ 210 ]
* وفيه " عرضت على الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط " العرض بالضم: الجانب والناحية من كل شئ. * ومنه الحديث " فإذا عرض وجهه منسح " أي جانبه. (ه‍) والحديث الآخر " فقدمت إليه الشراب فإذا هو ينش فقال: اضرب به عرض الحائط ". ومنه حديث ابن مسعود " اذهب بها فاخلطها ثم ائتنا بها من عرضها " أي من جانبها. (ه‍) ومنه حديث ابن الحنفية " كل الجبن عرضا " أي اشتره ممن وجدته ولا تسأل عمن عمله من مسلم أو غيره " مأخوذ من عرض الشئ، وهو ناحيته. * ومنه حديث الحج " فأتى جمره الوادي فاستعرضها " أي أتاها من جانبها عرضا. (ه‍) وفى حديث عمر " سأل عمر بن معد يكرب عن علة بن جلد فقال: أولئك فوارس أعراضنا، وشفاء أمراضنا " الأعراض: جمع عرض، وهو الناحية: أي يحمون نواحينا وجهاتنا عن تخطف العدو، أو جمع عرض، وهو الجيش، أو جمع عرض: أي يصونون ببلائهم (1) أعراضنا أن يذم وتعاب. (ه‍) وفيه " أنه قال لعدى بن حاتم. إن وسادك لعريص " وفى رواية " إنك لعريض القفا " كنى بالوساد عن النوم، لأن النائم يتوسد: أي إن نومك لطويل كثير. وقيل: كنى بالوساد من رأسه وعنقه، ويشهد له الرواية الثانية، فإن عرض القفا كناية عن السمن. وقيل: أراد من أكل مع الصبح في صومه أصبح عريض القفا، لأن الصوم لا يؤثر فيه. (ه‍) وفى حديث أحد " قال للمنهزمين: لقد ذهبتم فيها عريضة " أي واسعة. (1) في بعض النسخ " ببلادكم " أفاده مصحح الأصل. (*)
[ 211 ]
(ه‍) ومنه الحديث " لئن أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة " أي جئت بالخطبة قصيرة، وبالمسألة واسعة كثيرة. (ه‍) وفيه " لكم في الوظيفة الفريضة، ولكم العارض " العارض: المريضة. وقيل: هي التى أصابها كسر، يقال: عرضت الناقة إذا أصابها آفة أو كسر: أي إنا لا نأخذ ذات العيب فنضر بالصدقة. يقال: بنو فلان أكالون للعوارض، إدا لم ينحروا إلا ما عرض له مرض أو كسر، خوفا أن يموت فلا ينتفعون به، والعرب تعير بأكله. * ومنه حديث قتادة في ماشية اليتيم " تصيب من رسلها وعوارضها ". * ومنه الحديث " أنه بعث بدنة مع رجل، فقال: إن عرض لها فانحرها " أي إن أصابها مرض أو كسر. (س) وحديث خديجة " أخاف أن يكون عرض له " أي عرض له الجن، أو أصابه منهم مس. (س) وحديث عبد الرحمن بن الزبير وزوجته " فاعترض عنها " أي أصابه عارض من مرض أو غيره منعه عن إتيانها. (س) وفيه " لا جلب ولا جنب ولا اعتراض " هو أن يعترض رجل بفرسه في السباق فيدخل مع الخيل. (س) ومنه حديث سراقة " أنه عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر الفرس " أي اعترض به الطريق يمنعهما من المسير. (س) ومنه حديث أبى سعيد " كنت مع خليلي صلى الله عليه وسلم في غزوة، إذا رجل يقرب فرسا في عراض القوم " أي يسير حذاءهم معارضا لهم. (س) ومنه حديث الحسن بن على " أنه ذكر عمر فأخذ الحسين في عراض كلامه " أي في مثل قوله ومقابله. (س) ومنه الحديث " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارض جنازة أبى طالب " أي أتاها معترضا من بعض الطريق ولم يتبعه من منزله.
[ 212 ]
* ومنه الحديث " إن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة، وأنه عارضه العام مرتين " أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن، من المعارضة: المقابلة. * ومنه " عارضت الكتاب بالكتاب " أي قابلته به. (ه‍) وفيه " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " المعاريض: جمع معراض، من التعريض، وهو خلاف التصريح من القول. يقال: عرفا ذلك في معراض كلامه ومعرض كلامه، يحذف الألف، أخرجه أبو عبيد وغيره من حديث عمران بن حصين (1) وهو حديث مرفوع. * ومنه حديث عمر " أما في المعاريض ما يغنى المسلم عن الكذب ؟ " * ومنه حديث ابن عباس " ما أحب بمعاريض الكلام حمر النعم ". (ه‍) ومنه الحديث " من عرض عرضنا له - أي من عرض بالقذف عرضنا له بتأديب لا يبلغ الحد - ومن صرح بالقذف حددناه ". (س) وفيه " من سعادة المرء خفة عارضيه " العارض من اللحية: ما ينبت على عرض اللحى فوق الذقن. وفيل: عارضا الإنسان: صفحتا خديه. وخفتهما كناية عن كثرة الذكر لله تعالى وحر كتهما به. كذا قال الخطابى. وقال (قال) (2) ابن السكيت: فلان خفيف الشفة إذا كان قليل السؤال للناس. وقيل أراد يخفة العارضين خفة اللحية، وما أراه مناسبا. (ه‍) وفيه " أنه بعث أم سليم لتنظر امرأة، فقال: شمى عوارضها " العوارض: الأسنان التى في عرض الفم، وهى ما بين الثنايا والأضراس، واحدها عارض، أمر ها بذلك لبور به نكهتها. * وفى قصيد كعب: (1) وكذلك فعل الهروي. (2) من ا واللسان. (*)
[ 213 ]
* تجلو عوارض ذى ظلم إذا ابتسمت * يعنى تكشف عن أسنانها. (ه‍) وفى حديث عمر وذكر سياسته فقال: " وأضرب العروض " وهو بالفتح من الإبل الذى يأخذ يمينا وشمالا ولا يلزم المحجة. يقول: أضربة حتى يعود إلى الطريق. جعله مثلا لحسن سياسته للأمة (1). (ه‍) ومنه حديث ذى البجادين يخاطب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم: تعرضى مدارجا وسومى تعرض الجوزاء للنجوم أي خذى يمنة ويسرة، وتنكبى الثنايا الغلاظ. وشبهها بالجوزاء لأنها تمر معترضة في السماء، لأنها غير مستقيمة الكواكب في الصورة. * ومنه قصيد كعب: * مدخوسة قذفت بالنحض عن عرض (2) * أي أنها تعترض في مرتعها. * وفى حديث قوم عاد " قالوا: هذا عارض ممطرنا " العارض: السحاب الذى يعترض في أفق السماء. (س) وفى حديث أبى هريرة " فأخذ في عروض آخر " أي في طريق آخر من الكلام. والعروض: طريق في عرض الجبل، والمكان الذى يعارضك إذا سرت. (1) في الأصل: " سياسته الأمة " وفى ا: " سياية الأمة " والمثبت من الهروي واللسان. (2) الرواية في شرح ديوانه، ص 12: * عيرانة قذفت في اللحم عن عرض * ويلاحظ أن ابن الأثير لم يذكره في مادة " دخس " على عادته، بل ذكره في مادة " عير ". قال صاحب القاموس: الدخيس: اللحم المكتنز الكثير. والدخس، بالفتح: الإنسان التار المكتنز. (*)
[ 214 ]
(س) ومنه حديث عاشوراء " فأمر أن يؤذنوا أهل العروض " أراد من بأكناف مكة والمدينة. يقال لمكة والمدينة واليمن: العروض، ويقال للرساتيق بأرض الحجاز: الأعراض، واحدها: عرض، بالكسر. * وفى حديث أبى سفيان " أنه خرج من مكة حتى بلغ العريض ". * ومنه الحديث الآخر " ساق خليجا من العريض ". (س) وفيه " ثلاث فيهن البركة، منهن البيع إلى أجل، والمعارضة " أي بيع العرض بالعرض، وهو بالسكون: المتاع بالمتاع لا نقد فيه. يقال: أخذت هذه السلعة عرضا إذا أعطيت في مقابلتها سلعة أخرى. (ه‍) وفيه " ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس " العرض بالتحريك: متاع الدنيا وحطامها. (ه‍) ومنه الحديث " الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر " وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى كتابه لأقوال شبوة (1) " ما كان لهم من ملك وعرمان ومزاهر وعرضان " العرضان (2): جمع العريض، وهو الذى أتى عليه من المعز سنة، وتناول الشحر والنبت بعرض شدقة، وهو عند أهل الحجاز خاصة الخصى منها، ويجوز أن يكون جمع العرض، وهو الوادي الكثير الشجر والنخل. * ومنه حديث سليمان عليه السلام " أنه حكم في صاحب الغنم أنه يأكل من رسلها وعرضانها ". (س) ومنه الحديث " فتلقته امرأة معها عريضان أهدتهما له " ويقال لواحدها: عروض أيضا، ولا يكون إلا ذكرا. (1) في الهروي: " شنوءة ". (2) العرضان، بالكسر والضم. كما في القاموس. (*)
[ 215 ]
(ه‍) وفى حديث عدى " إنى أرمى بالمعراض فيخزق " المعراض بالكسر: سهم بلا ريش ولا نصل، وإنما يصيب بعرضه دون حده. (ه‍) وفيه " خمروا آنيتكم ولو بعود تعرضونه عليه " أي تضعونه عليه بالعرض. (س) وفى حديث حذيفة " تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير " أي توضع عليها وتبسط كما يبسط الحصير. وقيل: هو من عرض الجند بين يدى السلطان لإظهارهم واختبار أحوالهم. (ه‍) ومنه حديث عمر عن أسيفع جهينة " فادان معرضا " يريد بالمعرض المعترض: أي اعترض لكل من يقرضه. يقال عرض لى الشئ وأعرض، وتعرض، واتعرض بمعنى. وقيل: أراد أنه إذا قيل له: لا تستدن، فلا يقبل، من أعرض عن الشئ إذا ولاه ظهره. وقيل: أراد معرضا عن الأداء. (ه‍) وفيه " أن ركبا من تجار المسلمين عرضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثيابا بيضا " أي أهدوا لهما. يقال: عرضت الرجل إذا أهديت له. ومنه العراضة، وهى هدية القادم من سفره. (ه‍) ومنه حديث معاذ " وقالت له امرأته، وقد رجع من عمله: أين ما جئت به مما يأتي به العمال من عراضة أهلهم ؟ ". * وفى حديث أبى بكر وأضيافه " قد عرضوا فأبوا " هو بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله، ومعناه: أطعموا وقدم لهم الطعام. (ه‍) وفيه " فاستعرضهم الخوارج " أي قتلوهم من أي وجه أمكنهم ولا يبالون من قتلوا. (س) ومنه حديث الحسن " أنه كان لا يتأثم من قتل الحروري المستعرض " هو الذى يستعرض الناس يقتلهم. (س) وفى حديث عمر " تدعون أمير المؤمنين وهو معرض لكم " هكذا روى
[ 216 ]
بالفتح. قال الحربى: الصواب بالكسر. يقال: أعرض الشئ يعرض من بعيد إذا ظهر: أي تدعونه وهو ظاهر لكم ! (س) ومنه حديث عثمان بن أبى العاص " أنه رأى رجلا فيه اعتراض " هو الظهور والدخول في الباطل والامتناع من الحق. واعتراض فلان الشئ تكلفه. (س) وفى حديث عمرو بن الأهتم " قال للزبرقان إنه شديد العارضة " أي شديد الناحية ذو جلد وصرامة. (س) وفيه " أنه رفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم عارض اليمامة " هو موضع معروف. * وفى قصيد كعب. * عرضتها طامس الأعلام مجهول * هو من قولهم: بعير عرضة للسفر: أي قوى عليه. وجعلته عرضة لكذا: أي نصبته له. (ه‍) وفيه " أن الله يغفر لكل مذنب إلا صاحب عرطبة أو كوبة " العرطبة بالفتح والضم: العود. وقيل الطنبور. (عرعر) * في حديث يحيى بن يعمر " والعدو بعرعرة الجبل " عرعرة كل شئ بالضم: رأسه وأعلاه. (عرف) * قد تكرر ذكر " المعروف " في الحديث، وهواسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه ولا إحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، وهو من الصفات الغالبة: أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه. والمعروف: النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس. والمنكر: ضد ذلك جميعه. (ه‍) ومنه الحديث " أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة " أي من بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه الله جزاء معروفه في الآخرة.
[ 217 ]
وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التى لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة. وروى عن ابن عباس في معناه قال: يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة فيغفر لهم بمعروفهم، وتبقى حسناتهم جامة فيعطونها لمن زادت سيأته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة، فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة. * وفيه أنه قرأ في الصلا ة " والمرسلات عرفا " يعنى الملائكة أرسلوا للمعروف والإحسان. والعرف: ضد النكر. وقيل: أراد أنها أرسلت متتابعة كعرف الفرس. (س) وفيه " من فعل كذا وكذا لم يجد عرف الجنة " أي ريحها الطيبة. والعرف: الريح. * ومنه حديث على " حبذا أرض الكوفة، أرض سواء سهلة معروفة " أي طيبة العرف. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفيه " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " إى اجعله يعرفك بطاعته والعمل فيما أولاك من نعمته، فإنه يجازيك عند الشدة والحاجة إليه في الدنيا والآخرة. (ه‍) ومنه حديث ابن مسعود " فيقال لهم: هل تعرفون ربكم ؟ إذا اعترف لنا عرفناه " أي إذا وصف نفسه بصفة نحققه بها عرفناه. * ومنه الحديث في تعريف الضالة " فإن جاء من يعترفها " يقال: عرف فلان الضالة: أي ذكرها وطلب من يعرفها، فجاء رجل يعترفها: أي يصفها بصفة يعلم أنه صاحبها. (ه‍) وفى حديث عمر: " أطردنا المعترفين " هم الذين يقرون على أنفسهم بما يجب عليهم فيه الحد أو التعزير. يقال: أطرده السلطان وطرده إذا أخرجه عن بلده، وطرده إذا أبعده.
[ 218 ]
ويروى " اطردوا المعترفين " كأنه كره لهم ذلك وأحب أن يستروه على أنفسهم. (س) وفى حديث عوف بن مالك " لتردنه أو لأعرفنكها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي لأجازينك بها حتى تعرف سوء صنيعك. وهى كلمة تقال عند التهديد والوعيد. (س) وفيه " العرافة حق، والعرفاء في النار العرفاء: جمع عريف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلى أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل. والعرافة: عمله. وقوله " العرافة حق " أي فيها مصلحة للناس ورفق في أورهم وأحوالهم. وقوله " العرفاء في النار " تحذير من التعرض للرياسة لما في ذلك من الفتنة، وأنه إذا لم يقم بحقه أثم واستحق العقوبة. (ه‍) ومنه حديث طاوس " أنه سأل لبن عباس: ما معنى قول الناس: أهل القرآن عرفاء أهل الجنة ؟ فقال: رؤساء أهل الجنة " وقد تكرر في الحديث مفردا ومجموعا ومصدرا. * وفى حديث ابن عباس " ثم محلها إلى البيت العتيق " وذلك بعد المعرف " يريد به بعد الوقوف بعرفة، وهو التعريف أيضا. والمعرف في الأصل: موضع التعريف، ويكون بمعنى المفعول. (ه‍) وفيه " من أتى عرافا أو كاهنا " أراد بالعراف: المنجم أو الحازى الذى يدعى علم الغيب، وقد استأثر الله تعالى به. (س) وفى حديث ابن جبير " ما أكلت لحما أطيب من معرفة البرذون " أي منبت عرفه من رقبته. (س) وفى حديث كعب بن عجرة " جاءوا كأنهم عرف " أي يتبع بعضهم بعضا. (عرفج) (س) وفى حديث أبى بكر " خرج كأن لحيته ضرام عرفج " العرفج: شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار، وهو من نبات الصيف. (عرفط) (ه‍) فيه " جرست نحله العرفط " العرفط بالضم: شجر الطلح، وله صمغ كريه الرائحة، فإذا أكلته النحل حصل في عسلها من ريحه.
[ 219 ]
(عرق) (ه‍) في حديث المظاهر " أنه أتى بعرق من تمر " هو زبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شئ مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء فيهما. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث إحياء الموات " وليس لعرق ظالم حق " هو أن يجئ الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها غرسا غصبا ليستوجب به الأرض. والرواية " لعرق " بالتنوين، وهو على حذف المضاف أي لذى عرق ظالم، فجعل العرق نفسه كظالما والحق لصاحبه، أو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإن روى " عرق " بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق، والحق للعرق، وهو أحد عروق الشجرة. (ه‍) ومنه حديث عكراش " أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بإبل من صدقات قومه كأنها عروق الأرطى " هو شجر معرف واحدته: أرطاة، وعروقه طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إذا أثيرت حمرا مكتنزة ترف يقطر منها الماء، شبه بها الإبل في اكتنازها وحمرة ألوانها. (س) وفيه " إن ماء الرجل يجرى من المرأة إذا واقعها في كل عرق وعصب " العرق من الحيوان: الأجوف الذى يكون فيه الدم، والعصب: غير الأجوف. (س) وفيه " أنه وقت لأهل العراق ذات عرق " هو منزل معروف من منازل الحاج. يحرم أهل العراق بالحج منه، سمى به لأن فيه عرقا، وهو الجبل الصغير. وقيل: العرق من الأرض سبخة تنبت الطرفاء. والعراق في اللغة: شاطئ النهر والبحر، وبه سمى الصقع،. لأنه على شاطئ الفرات ودجلة. (س) ومنه حديث جابر " خرجوا يقودون به حتى لما كان عند العرق من الجبل الذى دون الخندق نكب ". (س) ومنه حديث ابن عمر " أنه كان يصلى إلى العرق الذى في طريق مكة ".
[ 220 ]
(ه‍) وفى حديث عمر بن عبد العزيز " إن امرأ ليس بينه وبين آدم أب حى لمعرق له في الموت " أي أن له فيه عرقا وأنه أصيل في الموت. * ومنه حديث قتيلة أخت النضر بن الحارث. * والفحل فحل معرق * أي عريق النسب أصيل. (ه‍) وفيه " أنه تناول عرقا ثم صلى ولم يتوضأ " العرق بالسكون: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم، وجمعه: عراق، وهو جمع نادر، يقال: عرقت العظم واعترقته، وتعرقته إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك. * ومنه الحديث " لو وجد أحدهم عرقا سمينا أو مرماتين " وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث الأطعمة " فصارت عرقة " يعنى أن أضلاع السلق قامت في الطبخ مقام قطع اللحم، هكذا جاء في رواية. وفى أخرى بالغين المعجمة والفاء، يريد المرق من الغرف. (ه‍) وفيه " قال ابن الإكوع: فخرج رجل على ناقة ورقاء وأنا على رجلى (1) فأعترقها حتى آخذ بخطامها " يقال: عرق في الأرض إذا ذهب فيها، وجرت الخيل عرقا: أي طلقا. ويروى بالغين وسيجئ. (ه‍) وفى حديث عمر " جشمت (2) إليك عرق القربة " أي تكلفت إليك وتعبت حتى عرقت كعرق القربة، وعرقها: سيلان مائها. وقيل: أراد بعرق القربة عرق حاملها من ثقلها. وقيل: أراد إنى قصرتك وسافرت إليم واحتجت إلى عرق القربة وهو ماؤها. (1) في الأصل واللسان: " وأنا على رحلى فاتعرقها حتى أخذ بخطامها ". وهو خطأ صوابه من ا والهروى، ومما يأتي في مادة " غرق ". غير أن رواية الهروي: " وأنا على رجلى فاعترقتها حتى آخذ بخطامها ". (2) في الهروي: " تجشمت ".
[ 221 ]
وقيل: أراد تكلفت لك ما لم يبلغه أحد ما لا يكون،. لأن القربة لا تعرق. وقال الأصمعى: عرق القربة معناه الشدة، ولا أدرى ما أصله. (س) وفى حديث أبى الدرداء " أنه رأى في المسجد عرقة فقال: غطوها عنا " قال الحربى: أظنها خشبة فيها صورة. * وفى حديث وائل بن حجر " أنه قال لمعاوية وهو يمشى في ركابه: تعرق في ظل ناقتي " أي امش في ظلها وانتفع به قليلا قليلا. (س (ه‍)) وفى حديث عمر " قال لسلمان: أي تأخذ إذا صدرت، أعلى المعرقة، أم على المدينة ؟ " هكذا روى مشددا. والصواب التخفيف (1)، وهى طريق كانت قريش تسلكها إذا سارت إلى الشام تأخذ على ساحل البحر، وفيها سلكت عير قريش حين كانت وقعة بدر. (س) وفى حديث عطاء " إنه كره العروق للمحرم " العروق: نبات إصفر طيب الريح والطعم يعمل في الطعام. وقيل: هو جمع واحده عرق. (س) وفيه " رأيت كأن دلوا دلى من السماء فأخذ أبو بكر بعراقيها فشرب " العراقى: جمع عرقوة الدلو، وهو الخشبة المعروضة على فم الدلو، وهما عرقوتان كالصليب. وقد عرقيت الدلو إذا ركبت العرقوة فيها. (عرقب) (س) في حديث القاسم " كان يقول للجزار: لا تعرقبها " أي لا تقطع عرقوبها، وهو الوتر الذى خلف الكعبين بين مفصل القدم والساق من ذوات الأربع، وهو من الإنسان فويق العقب، * وفى قصيد كعب: كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل عرقوب: هو ابن معبد، رجل من العمالقة كان وعد رجلا ثمر نخلة، فجاءه حين أطلعت (1) وهو رواية الهروي.
[ 222 ]
فقال: حتى تصير بلحا، فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير رطبا، فلما أرطبت قال: دعها حتى تصير تمرا، فلما أتمرت عمد إليها من الليل فجدها ولم يعطه منها شيئا، فصارت مثلا في إخلاف الوعد. (عرك) * في صفته صلى الله عليه وسلم " أصدق الناس لهجة وألينهم عريكة " العريكة: الطبيعة. يقال: فلان لين العريكة، إذا كان سلسا مطاوعا منقادا قليل الخلاف والنفور. * وفى حديث ذم السوق " فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته " المعركة والمعترك: موضع القتال: أي موطن الشيطان ومحله الذى يأوى إليه ويكثر منه، لما يجرى فيه من الحرام والكذب والربا والغصب،. ولذلك قال: " وبها ينصب رايته " كناية عن قوة طمعه في إغوائهم،. لأن الرايات في الحروب لا تنصب إلا مع قوة الطمع في الغلبة، وإلا فهى مع اليأس تحط ولا ترفع. (ه‍) وفى كتابه لقوم من اليهود " إن عليكم ربع ما أخرجت نخلكم. وربع ما صادرت عروككم، وربع المغزل " العروك: جمع عرك بالتحريك، وهم الذين يصيدون السمك. (ه‍) ومنه الحديث " إن العركى سأله عن الطهور بماء البحر " العركى بالتشديد: واحد العرك، كعربي وعرب. * وفيه " أنه عاوده كذا وكذا عركة " أي مرة. يقال: لقيته عركة: أي مرة بعد أخرى. * وفى حديث عائشة تصف أباها " عركة للأذاة بجنبه " أي يحتمله. ومنه عرك البعير جنبه بمرفقه إذا دلكه فأثر فيه. * وفى حديث عائشة " حتى إذا كنا بسرف عركت " أي حضت. عركت المرأة تعرك عراكا فهى عارك. (ه‍) ومنه الحديث " إن بعض أزواجه كانت محرمة فذكرت العراك قبل أن تفيض " وقد تكرر في الحديث.
[ 223 ]
(عرم) (س) في حديث عاقر الناقة " فانبعث لها رجل عارم " أي خبيث شرير. وقد عرم بالضم والفتح والكسر. والعرام: الشدة والقوة والشراسة. * ومنه حديث أبى بكر " إن رجلا قال له: عارمت غلاما بمكة فعض أذنى فقطع منها " أي خاصمت وفاتنت. * ومنه حديث على " على حين فترة من الرسل، واعترام من الفتن " أي اشتداد. * وفى حديث معاذ " أنه ضحى بكبش أعرم " هو الأبيض الذى فيه نقط سود. والأنثى عرماء. (ه‍) وفى كتاب أقوال شبوة " ما كان لهم من ملك وعرمان " العرمان: المزارع، وقيل الأكرة، الواحد: أعرم. وقيل عريم. (عرن) * في صفته عليه السلام " أقنى العرنين " العرنين: الأنف. وقيل رأسه. وجمعه عرانين. * ومنه قصيد كعب: * شم العرانين أبطال لبوسهم * * ومنه حديث على " من عرانين أنوفها ". * وفيه " اقتلوا من الكلاب كل أسود بهيم ذى عرنتين " العرنتان: النكتتان اللتان يكونان فوق عين الكلب. (ه‍) وفيه " أن بعض الخلفاء ذفن بعرين مكة " أي بفنائها. وكان دفن عند بئر ميمون. والعرين في الأصل: مأوى الأسد، شبهت به لعرها ومنعتها. * وفى حديث الحج " وارتفعوا عن بطن عرنة " هو بضم العين وفتح الراء: موضع عند الموقف بعرفات. (اعرنجم) * في حديث عمر " أنه قضى في الظفر إذا اعرنجم بقلوص " جاء تفسيره في الحديث إذا فسد.
[ 224 ]
فال الزمخشري " ولا تعرف حقيقته، ولم يثبت عند (1) أهل اللغة سماعا. والذى يؤدى إليه الاجتهاد أن يكون معناه جسأ وغلظ " وذكر له أوجها واشتقاقات بعيدة. وقيل: إنه احرنجم بالحاء: أي تقبض، فحرفه الرواة. (عره) (س) في حديث عروة بن مسعود " قال: والله ما كلمت مسعود بن عمرو منذ عشر سنين، والليلة أكلمه ! فخرج فناداه، فقال: من هذا ؟ فقال: عروة، فأقبل مسعود وهو يقول: أطرقت عراهيه، أم طرقت بداهيه ؟ " قال الخطابى: هذا حرف مشكل. وقد كتبت فيه إلى الأزهري، وكان من جوابه أنه لم يجده في كلام العرب. والصواب عنده " عتاهيه " وهى الغفلة والدهش: أي أطرقت غفلة بلا روية، أو دهشا ؟. قال الخطابى: وقد لاح لى في هذا شئ، وهو أن تكون الكلمة مركبة من اسمين: ظاهر ومكنى وأبدل فيهما حرفا، وأصلها إما من العراء وهو وجه الأرض، وأما من العرا مقصورا، وهو الناحية، كأنه قال: أطرقت عرائي: أي فنائى زائرا وضيفا، أم أصابتك داهية فجئت مستغيثا، فالهاء الأولى من عراهيه مبدلة من الهمزة، والثانية هاء السكت زيدت لبيان الحركة. وقال الزمخشري: " يحتمل أن تكون بالزاى، مصدر عزه يعزه فهو عزه إذا لم يكن له أرب في الطرق. فيكون معناه: أطرقت بلا أرب وحاجة. أم أصابتك داهية أحوجتك إلى الاستغاثة ". (عرا) (ه‍) فيه " أنه رخص في العرية والعرايا " قد تكرر ذكرها في الحديث واختلف في تفسيرها، فقيل: إنه لما نهى عن المزابنة وهو بيع الثمر في رؤوس النخل بالتمر رخص في جملة المزابنة في العرايا، وهو أن من لا نخل له من ذوى الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشترى به الرطب لعياله، ولا نخل له يطعمهم منه ويكون قد فضل له من قوته تمر، فيجئ إلى صاحب النخل فيقول له: بعنى ثمر نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر، فيعطيه ذلك الفاضل من التمر بثمر تلك النخلات ليصيب من رطبها مع الناس، فرخص فيه إذا كان دون خمسة أو سق. (1) في الفائق 2 / 136: " عن ".
[ 225 ]
والعرية: فعيلة بمعنى مفعولة، من عراه يعروه إذا قصده. ويحتمل أن تكون فعيلة بمعنى فاعلة، من عرى يعرى إذا خلع ثوبه، كأنها عريت من جملة التحريم فعريت: أي خرجت. (ه‍) وفيه " إنما مثلى ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا فقال: أنا النذير العريان " (1) خص العريان لأنه أبين للعين وأغرب وأشنع عند المبصر. وذلك أن ربيئة القوم وعينهم يكون على مكان عال، فإذا رأى العدو قد أقبل نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه ويبقى عريانا. (ه‍) وفى صفته صلى الله عليه وسلم " عارى الثديين " ويروى " الثندوتين " أراد أنه لم يكن عليهما شعر. وقيل: أراد لم يكن عليهما لحم، فإنه قد جاء في صفته: أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر. (س) وفيه " أنه أتى بفرس معرور " أي لا سرج عليه ولا غيره. واعرورى فرسه إذا ركبه عريا، فهو لازم ومتعد، أو يكون أتى بفرس معرورى، على المفعول. ويقال: فرس عرى، وخيل أعراء. (ه‍) ومنه الحديث " أنه ركب فرسا عريا لأبى طلحة " ولا يقال: رجل عرى، ولكن عريان. (س) وفيه " لا ينظر الرجل إلى عرية المرأة " هكذا جاء في بعض روايات مسلم (2) يريد ما يعرى منها وينكشف. والمشهور في الرواية " لا ينظر إلى عورة المرأة ". (1) في الهروي: قال ابن السكيت: هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذى الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته. (2) صحيحه في (باب تحريم النظر إلى العورات، من كتاب الحيض) وقال النووي في شرحه: " ضبطنا هذه اللفظة على ثلاثة أوجه: عرية بكسر العين وإسكان الراء. وعرية، بضم العين وإسكان الراء. وعرية، بضم العين وفتح الراء وتشديد الياء. قال أهل اللغة: عرية الرجل، بضم العين وكسرها هي متجرده، والثالثه على التصغير ".
[ 226 ]
(س) وفى حديث أبى سلمة " كنت أرى الرؤيا أعرى منها " أي يصيبني البرد والرعدة من الخوف. يقال: عرى فهو معرو. والعرواء: الرعدة. * ومنه حديث البراء بن مالك " أنه كان يصيبه العرواء " وهو في الأصل برد الحمى. (س) وفيه " فكره أن يعروا المدينة " وفى رواية " أن تعرى " أي تخلو وتصير عراء وهو الفضاء من الأرض، وتصير دورهم في العراء. (س) وفيه " كانت فدك لحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تعروه " أي تغشاه وتنتابه. * ومنه حديث أبى ذر " مالك لا تعتريهم وتصيب منهم " عراه واعتراه إذا قصده يطلب منه رفده وصلته. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " أن امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع وتجحده، فأمر بها فقطعت يدها " الاستعارة: من العارية وهى معروفة. وذهب عامة أهل العلم إلى المستعير إذا جحد العارية لا يقطع لأنه جاحد خائن، وليس بسارق، والخائن والجاحد لا قطع عليه نصا وإجماعا. وذهب إسحاق إلى القول بظاهر هذا الحديث. وقال أحمد: لا أعلم شيئا يدفعه. قال الخطابى: وهو حديث مختصر اللفظ والسياق. وإنما قطعت المخزومية لأنها سرقت، وذلك بين في رواية عائشة لهذا الحديث. ورواه مسعود بن الأسود فذكر أنها سرقت قطيفة من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ذكرت الاستعارة والجحد في هذه القصة تعريفا لها بخاص صفتها، إذ كانت الاستعارة والجحد معروفة بها، ومن عادتها كما عرفت بأنها مخزومية، إلا أنها لما استمر بها هذا الصنيع ترقت إلى السرقة واجترأت عليها، فأمر بها فقطعت. (س) وفيه " لا تشد العرى إلا إلى ثلاثة مساجد " هي جمع عروة، يريد عرى الأحمال والرواحل.
[ 227 ]
(باب العين مع الزاى) (عزب) (ه‍) فيه " من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب " أي بعد عهده بما ابتدأ منه، وأبطأ في تلاوته. وقد عزب يعزب فهو عازب إذا أبعد. (ه‍) ومنه حديث أم معبد " والشاء عازب حيال " أي بعيدة المرعى لا تأوى إلى المنزل في الليل. والحيال: جمع حائل وهو التى لم تحمل. (ه‍) ومنه الحديث " أنه بعث بعثا فأصبحوا بأرض عزوبة بجراء " أي بأرض بعيدة المرعى قليلته، والهاء فيها للمبالغة، مثلها في فروقة وملولة. (س) ومنه الحديث " إنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مناديا فقال: انطروا تجدوه معزبا أو مكلئا " المعزب: طالب الكلأ العازب، وهو البعيد الذى لم يرع. وأعزب القوم: أصابوا عازبا من الكلأ. (س) ومنه حديث أبى بكر " كان له غنم فأمر عامر بن فهيرة أن نعزب بها " أي يبعد في المرعى. وروى " يعزب " بالتشديد: أي يذهب بها إلى عازب من الكلأ. * وفى حديث أبى ذر " كنت أعزب عن الماء " أي أبعد. * ومنه حديث عاتكة: * فهن هواء والحلوم عوازب * جمع عازب: أي أنها خالية بعيدة العقول. * وفى حديث ابن الأكوع " لما أقام بالربذة قال له الحجاج: ارتددت على عقبيك، تعزيت ؟ قال: لا، ولكن رسول الله صلى اللله عليه وسلم أذن لم في البدو " أراد: بعدت عن الجماعات بسكنى البادية. ويروى بالراء وقد تقدم. * ومنه الحديث " كما يتراءون الكوكب العازب في الأفق " هكذا جاء في رواية: أي البعيد. والمعروف " الغارب " بالغين المعجمة والراء، و " الغابر " بالباء الموحدة.
[ 228 ]
وقد تكرر فيه ذكر العزب والعزوبة، وهو البعيد عن النكاح. ورجل عزب وامرأة عزباء، ولا يقال فيه أعزب. (عزر) * في حديث المبعث " قال ورقة بن نوفل: إن بعث وأنا حى فسأعزره وأنصره " التعزير ها هنا، الإعانة والتوقير والنصر مرة بعد مرة. وأصل التعزير: المنع وارد، فكأن من نصرته قد رددت عنه أعداءه ومنعتهم من أذاه، ولهذا قيل للتأديب الذى هو دون الحد تعزير، لأنه يمنع الجاني أن يعاود الذنب. يقال: عزرته، وعزرته، فهو من الأضداد. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) ومنه حديث سعد " أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام " أي توقفني عيه. وقيل: توبخني على التقصير فيه. (عزز) * في أسماء الله تعلى " العزيز " هو الغالب القوى الذى لا يغلب. والعزة في الأصل: القوة والشدة والغلبة. وتقول: عز يعز بالكسر إذا صار عزيزا، وعز يعز بالفتح إذا اشتد. ومن أسماء الله تعالى " المعز " وهو الذى يهب العز لمن يشاء من عباده. * ومنه الحديث " قال لعائشة: هل تدرين لم كان قومك رفعوا باب الكعبة ؟ قالت: لا، قال: تعززا أن لا يدخلها إلا من أرادوا " أي تكبرا وتشددا على الناس. وقد جاء في بعض نسخ مسلم " تعزرا " براء بعد زاى، من التعزير: التوقير، فإما أن يريد توقير البيت وتعظيمه، أو تعظيم أنفسهم وتكبرهم على الناس. (ه‍) وفى حديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم " فاستعز برسول الله صلى الله عليه وسلم " أي اشتد به المرض وأشرف على الموت يقال: عز يعز بالفتح إذا اشتد، واستعز به المرض وغيره، واستعز عليه إذا اشتد عليه وغلبه، ثم يبنى الفعل للمفعول به الذى هو الجار والمجرور. * ومنه الحديث " لما قدم المدينة نزل على كلثوم بن الهدم (1) وهو شاك، ثم استعز بكلثوم، فانتقل إلى سعد بن خيثمة ". (1) ضبط في الأصل واللسان بفتح الهاء، وضبطناه بكسرها وسكون الدال من الإصابة 5 / 311
[ 229 ]
* وفى حديث على " لما رأى طلحة قتيلا قال: أعزز على أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء " يقال: عز على يعز أن أراك بحال سيئة: أي يشتد وشق على. وأعززت الرجل إذا جعلته عزيزا. (ه‍) وفى حديث ابن عمر " أن قوما محرمين اشتركوا في قتل صيد، فقالوا: على كل رجل منا جزاء، فسألوا ابن عمر فقال لهم: إنكم لمعزز بكم " أي مشدد بكم ومثقل عليكم الأمر، بل عليكم جزاء واحد. * وفى كتابه صلى الله عليه وسلم لوقد همدان " على أن لهم عزازها " العزاز: ما صلب من الأرض واشتد وخشن، وإنما يكون في أطرافها. * ومنه الحديث " أنه نهى عن البول في العزاز لئلا يترشش عليه ". وحديث الحجاج في صفة الغيث " وأسالت العزاز ". (ه‍) وحديث الزهري " قال: كنت أختلف إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فكنت أخدمه، وذكر جهده في الخدمة، فقدرت أنى استنظفت ما عنده واستغنيت عنه، فخرج يوما، فلم إقم له ولم أظهر من تكرمته ما كنت أظهره من قبل، فنظر إلى فقال: إنك بعد في العزاز فقم " أي أنت في الأطراف من العلم لم تتوسطه بعد. (ه‍) وفى حديث موسى وشعيب عليهما الصلاة والسلام " فجاءت به قالب لون ليس فيها عزوز ولا فشوش " العزوز: الشاة البكيئة القليلة اللبن الضيقة الإحليل. * ومنه حديث عمرو بن ميمون " لو أن رجلا أخذ شاة عزوزا فحلبها ما فرغ من حلبها حتى أصلى الصلوات الخمس " يريد التجوز في الصلاة وتخفيفها. (س) ومنه حديث أبى ذر " هل يثبت لكم العدو حلب شاة ؟ قال: إى والله وأربع عزز " هو جمع عزوز كصبور وصبر. (س) وفى حديث عمر " اخشوشنوا وتمعززوا " أي تشددوا في الدين وتصلبوا، من العز القوة والشدة، والميم زائدة كتمسكن من السكون. وقيل هو من المعز وهو الشدة أيضا، وسيجئ.
[ 230 ]
(عزف) (س) في حديث عمر " أنه مر بعزف دف فقال: ما هذا ؟ فقالوا: ختان، فسكت " العزف: اللعب بالمعازف، وهى الدفوف وغيرها مما يضرب. وقيل: إن كل لعب عزف. * وفى حديث ابن عباس " كانت الجن تعزف الليل كله بين الصفا والمروة " عزيف الجن: جرس أصواتها. وقيل: هو صوت يسمع كالطبل بالليل. وقيل: أنه صوت الرياح في الجو فتوهمه أهل البادية صوت الجن. وعزيف الريح: ما يسمع من دويها. (س) ومنه الحديث " إن جاريتين كانتا تغنيان بما تعازفت الأنصار يوم بعاث " أي بما تناشدت من الأراجيز فيه، وهومن العزيف: الصوت، وزوى بالراء المهملة: أي تفاخرت. ويروى " تقاذفت وتقارفت ". * وفى حديث حارثة " عزفت نفسي عن الدنيا " أي عافتها وكرهتها. ويروى " عزفت نفسي عن الدنيا " بضم التاء: أي منعتها وصرفتها. (عزف) * في حديث سعيد " وسأله رجل فقال: تكاريت من فلان أرضا فعزقتها " أي أخرجت الماء منها. يقال: عزقت الأرض أعزقها عزقا إذا شققتها. وتلك الأداة التى يشق بها معزقة ومعزق. وهى كالقدوم والفأس. قيل: ولا يقال ذلك لغير الأرض. * ومنه الحديث " لا تعزقوا " أي تقطعوا. (عزل) (ه‍) فيه " سأله رجل من الأنصار عن العزل " يعنى عزل الماء عن النساء حذر الحمل. يقال: عزل اشئ يعزله عزلا إذا نحاه وصرفه. وقد تكرر في الحديث. * ومنه الحديث " أنه كان يكره عشر خلال، منها عزل الماء لغير محله أو عن محله " أي معزله عن إقراره في فرج المرأة وهو محله. وفى قوله " لغير محله " تعريض بإتيان الدبر. (ه‍) وفى حديث سلمة " رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية عزلا " أي ليس معى سلاح، والجمع أعزال، كجنب وأجناب. يقال رجل عزل وأعزل. (ه‍) ومنه الحديث " من رأى مقتل حمزة ؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيته ".
[ 231 ]
* ومنه حديث الحسن " إذا كان الرجل أعزل فلا بأس أن يأخذ من سلاح الغنيمة " ويجمع على عزل بالسكون. * ومنه حديث خيفان " مساعير غير عزل ". * وحديث زينب " لما أجارت أبا العاص خرج الناس إليه عزلا ". * وفى قصيد كعب: زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل أي ليس معهم سلاح، واحدهم: معزال. (ه‍) وفى حديث الاستسقاء: * دفاق العزائل جم البعاق (1) * العزائل أصله: العزالى (2) مثل: الشائك والشاكى. والعزالى: حمع العزلاء، وهو فم المزادة الأسفل، فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذى يخرج من فم المزادة. * ومنه الحديث " فأرسلت السماء عزاليها ". * وحديث عائشة " كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء له عزلاء " (عزم) (ه‍) فيه " خير الأمور عوازمها " أي فرائضها التى عزم الله عليك بفعلها. والمعنى ذوات عزمها التى فيها عزم. وقيل: هي ما وكدت رأيك وعزمك عليه، ووفيت بعهد الله فيه. والعزم: الجد والصبر. * ومنه قوله تعالى " فاصبر كما صبر أولو العزم ". (1) صدر بيت، وعجزه: * أغاث به الله عليا مضر * انظر حواشى اللسان (عزل). (2) في الهروي: " العزالى والعزالى... وقدمت الياء من العزالى على اللام، كما قالوا: عاقني يعوقنى، وعقانى يعقونى ".
[ 232 ]
* والحديث الآخر " ليعزم المسألة " إى يجد فيها ويقطعها. * وحديث أم سلمة " فعزم الله لى " أي خلق لى قوة وصبرا. (ه‍) ومنه الحديث " قال لأبى بكر: أخذت بالحزم. وقال لعمر: أخذت بالعزم " أراد أن أبا بكر حذر فوات الوتر بالنوم فاحتاط وقدمه، وأن عمر وثق بالقوة على قيام الليل فأخره. ولا خير في عزم يغير حزم، فإن القوة إذا لم يكن معها حذر أورطت صاحبها. (ه‍) ومنه الحديث " الزكاة عزمة من عزمات الله تعالى " أي حق من حقوقه وواجب من واجباته. * ومنه حديث سجود القرآن " ليست سجدة صاد من عزائم السجود ". (س (ه‍)) وحديث ابن مسعود " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه " واحدتها: عزيمة. (س) وفى حديث عمر " اشتدت العزائم " يريد عزمات الأمراء على الناس في الغزو إلى الأقطار البعيدة وأخذهم بها. (ه‍) وفى حديث سعد " فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك " أي احتملناه وصبرنا عليه. وهو افتعلنا من العزم. (ه‍) وفيه " أن الأشعث قال لعمرو بن معد يكرب: أما والله لئن دنوت لأضرطنك، فقال عمرو: كلا والله إنها لعزوم مفزعة " أي صبور صحيحة العقد. والاست يقال لها أم عزم (1)، يريد أن استه ذات عزم وقوة، وليست بواهية فتضرط (2). (1) الذى في الهروي " أم عزمة " وقال في القاموس: وأم العزم، وعزمة، وأم عزمة - مكشورات: الاست. (2) بعده في الهروي واللسان: وأراد نفسه.
[ 233 ]
(ه‍) وفى حديث أنجشة " قال له: رويدك سوقا بالعوازم " العوازم: جمع عوزم (1).، وهى الناقة المسنة وفيها بقية، كنى بها عن النساء، كما كنى عنهن بالقوارير. ويجوز أن يكون أراد النوق نفسها لضعفها. (عزور) * فيه ذكر " عزور " هي بفتح العين وسكون الزاى وفتح الواو: ثنية الجحفة عليها الطريق من المدينة إلى مكة. ويقال فيها: عزورا. (عزا) (ه‍) فيه " من تعزى بعزاء الجاهية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا " التعزى: الانتماء والانتساب إلى القوم. يقال: عزيت الشئ وعزوته أعزيه وأعزوه إذا أسندته إلى أحد. والعزاء والعزوة: اسم لدعوى المستغيث، وهو أن يقول: يا لفلان، أو با للأنصار، ويا للمهاجرين. (ه‍) ومنه الحديث الآخر " من لم يتعز بعزاء الله فليس منا " أي لم يدع بدعوى الإسلام، فيقول: يا للإسلام، أو يا للمسلمين، أو يا لله. * ومنه حديث عمر " أنه قال: يا لله للمسلمين ". * وحديثه الآخر " ستكون للعرب دعوى قبائل، فإذا كان كذلك فالسيف السيف حتى يقولوا: يا للمسلمين ". (ه‍) وقيل: أراد بالتعزى في هذا الحديث التأسي والتصبر عند المصيبة، وأن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، كما أمر الله تعالى، ومنهى قوله " بعزاء الله ". أي بتعزية الله إياه، فأقام الاسم مقام المصدر. (ه‍) وفى حديث عطاء " قال ابن جريچ: إنه حدث بحديث فقلت له: أتعزيه إلى أحد ؟ " وفى رواية " إلى من تعزيه ؟ " أي تسنده. * وفيه " مالى أراكم عزين " جمع عزة، وهى الحلقة المجتمعة من الناس، وأصلها عزوة، فحذفت الواو وجمعت جمع السلامة على غير قياس، كثبين وبرين في جمع ثبة وبرة. (1) قال الهروي: وفيه لغة أخرى " عزوم ". وفى اللسان: العزوم، والعوزم، والعوزمة: الناقة المسنة.
[ 234 ]
(باب العين مع السين) (عسب) (ه‍ س) فيه " أنه نهى عن عسب الفحل " عسب الفحل: ماءه فرسا كان أو بعيرا أو غيرهما. وعسبه أيضا: ضرابه. يقال: عسل الفحل الناقة يعسبها عسبا. ولم يقه عن والحد منهما، وإنما أراد النهى عن الكراء الذى يؤخذ عليه، فإن إعاره الفحل مندوب إليها. وقد جاء في الحديث: " ومن حفها إطراق فحلها ". ووجه الحديث أنه نهى عن كراء عسب الفحل، فحذف المضاف، وهو كثير في الكلام. وقيل: يقال لكراء الفحل: عسب فحله يعسبه: أي أكراه. وعسبت الرجل: إذا أعطيته كراء ضراب فحله، فلا يحتاج إلى حذف مضاف، وإنما نهى عنه للجهالة التى فيه، ولا بد في الإجارة من تعيين العمل ومعرفة مقداره. * وفى حديث أبى معاذ " كنت تياسا، فقال لى البراء بن عازب: لا يحل لك عسب الفحل " وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفيه " أنه خرج وفى يده عسيب " أي جريدة من النخل. وهى السعفة مما لا ينبت عليه الخوص. * ومنه حديث قيلة " وبيده عسيب نخلة مقشو " هكذا يروى مصغرا، وجمعه: عسب بضمتين. (ه‍) ومنه حديث زيد بن ثابت " فجعلت أتتبع القرآن من العسب واللخاف ". * ومنه حديث الزهري " قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن في العسب والقضم ". * وفى حديث على يصف أبا بكر " كنت للدين يعسوبا أولا حين نفر الناس عنه " اليعسوب: السيد والرئيس والمقدم. وصله فخل النحل. (ه‍) ومنه حديث الآخر " أنه ذكر فتنة فقال: إذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه "
[ 235 ]
أي فارق أهل الفتنة وضرب فيالأرض ذاهبا في أهل دينه وأتباعه الذين يتبعونه على رأيه وهم الأذناب. وقال الزمخشري: " الضرب بالذنب ها هنا مثل للإقامة والثبات " يعنى أنه يثبت هو ومن تبعه على الدين. (ه‍) وحديث الآخر " أنه مر بعبد الرحمن بن عتاب قتيلا يوم الجمل فقال: لهفى عليك يعسوب قريش ! جدعت أنفى وشفيت نفسي ". * ومنه حديث الدجال " فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل " جمع يعسوب: أي تظهر له وتجتمع عنده كما تجتمع النحل على يعاسيبها. (س) وفى حديث معضد " لولا ظمأ الهواجر ما باليت أن أكون يعسوبا " هو هاهنا فراشة مخضرة تظهر في الربيع. وقيل: هو طائر أعظم من الجراد، ولو قيل: إنه النحلة لجاز. (عسر) * في حديث عثمان " أنه جهز جيش العسرة " هو جيش عزوة تبوك، سمى بها لأنه ندب الناس إلى الغزو في شدة القيظ، وكان وقت إيناع الثمرة وطيب الظلال، فعسر ذلك عليهم وشق. والعسر: ضد اليسر، وهو الضيق والشدة والصعوبة. * ومنه حديث عمر " أنه كتب إلى أبى عبيدة وهو محصور: مهما تنزل بامرئ شديدة يجعل الله بعدها فرجا،. فإنه لن يغلب عسر يسرين ". * ومنه حديث ابن مسعون " أنه لما قرأ: " فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا " قال: لن يعلب عسر يسرين " قال الخطابى: قيل: معناه أن العسر بين يسرين إما فرج عاجل في الدنيا، وأما ثواب آجل في الآخرة. وقيل: أراد أن العسر الثاني هو الأول لأنه ذكره معرفا باللام، وذكر اليسرين نكرتين، فكانا اثنين، تقول: كسبت درهما ثم أنفقت الدرهم فالثاني هو الأول المكتسب.
[ 236 ]
* وفى حديث عمر " يعنسر الوالد من مال ولده " أي يأخذه (1) منه وهو كاره، من الاعتسار: وهو الافتراس والقهر. ويروى بالصاد (ه‍) وفى حديث رافع بن سالم " إنا لنرتمي في الجبانة وفينا قوم عسران ينزعون نزعا شديدا " العسران: جمع الأعسر، وهو الذى يعمل بيده اليسرى، كأسود وسودان. يقال: ليس شئ أشد رميا من الأعسر. (س) ومنه حديث الزهري " أنه كان يدعم على عسرائه " العسراء: تأنيث الأعسر: أي اليد العسراء. ويحتمل أنه كان أعسر. (س) وفيه ذكر " العسير " وهو بفتح العين وكسر السين: بئر بالمدينة كانت لأبى أمية المخزومى، سماها النبي صلى الله عليه وسلم بيسيرة. (عسس) (س) فيه " أنه كان يغتسل في عس حزر ثمانية أرطال أو تسعة " العس: القدح الكبير، وجمعه: عساس وأعساس. * ومنه حديث المنحة " تغدو بعس وتروح بعس " وقد تكرر ذكره في الحديث. (س) وفى حديث عمر " أنه كان يعس بالمدينة " أي يطوف بالليل يحرس الناس ويكشف أهل الريبة. والعسس: اسم منه، كالطلب. وقد يكون جمعا لعاس، كحارس وحرس. (عسعس) * في حديث على " أنه قام من جوز الليل ليصلى فقال: والليل إذا عسعس " عسعس الليل: إذا أقبل بظلامه، وإذا أدبر فهو من الأضداد. * ومنه حديث قس " حتى إذا الليل عسعس ". (عسف) (ه‍) فيه " أنه نهى عن قتل العسفاء والوصفاء " العسفاء: الأجراء. واحدهم: عسيف. ويروى " الأسفاء " جمع أسيف بمعناه. وقيل: هو الشيخ الفاني. وقيل: العبد. وعسيف: فعيل بمعنى مفعول، كأسير، أو بمعنى فاعل كعليم، من العسف: الجور، أو الكفاية. يقال: هو يعسفهم: أي يكفيهم. وكم أعسف عليك، إى كم أعمل لك. (1) في الأصل: " يأخذ " والمثبت من ا واللسان.
[ 237 ]
* ومنه الحديث " لا تقتلوا عسيفا ولا أسيفا ". (ه‍) ومنه الحديث " أن ابني كان عسيفا على هذا " أي أجيرا. (س) وفيه " لا تبلغ شفاعتي إماما عسوفا " أي جائرا ظلوما. والعسف في الأصل: أن يأخذا المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم. وقيل: هو ركوب الأمر من غير روية، فنقل إلى الظلم والجور. * وفيه ذكر " عسفان " وهى قرية جامعة بين مكة والمدينة. (عسقل) * في قصيد كعب بن زهير: كأن أوب ذراعيها وقد عرقت وقد تلفع بلقور العسالقيل العساقيل: السراب. والقور: الربى: أي تغشاها السراب وغطاها. (عسل) (ه‍) فيه " إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، قيل: يا رسول الله، وما عسله ؟ قال: يفتح له عملا صالحا بين يدى موته حتى يرضى عنه من حوله " العسل: طيب الثناء، مأخوذ من العسل. يقال عسل الطعام يعسله: إذا جعل فيه العسل. شبه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح الذى طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذى يجعل في الطعام فيحلو لى (1) به ويطيب. (ه‍) ومنه الحديث " إذا أراد الله بعبد خيرا عسله في الناس " أي طيب ثناءه فيهم. * وفيه " أنه قال لامرأة رفاعة القرظى: حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك " شبه لذة الجماع بذوق العسل فاستعار لها ذوقا، وإنما أنث لأنه أراد قطعة من العسل. وقيل: على إعطائها معنى معنى النطفة. وقيل: العسل في اأصل يذكر ويؤنث، فمن صغره مؤنثا قال: عسيلة، كقويسة، وشميسة، وإنما صغره إشارة إلى القدر القليل الذى يحصل به الحل. (ه‍) وفى حديث عمر " أنه قال لعمرو بن معد يكرب: كذب، عليك العسل " (2) هو من (1) في الأصل: " فيحلو به " والمثبت من ا واللسان. (2) بنصب العسل ورفعه، كما في القاموس. وسيأتى وجهه في (كذب).
[ 238 ]
العسلان: مشى الذئب واهتزاز الرمح. يقال: عسل يعسل عسلا وعسلانا: أي عليك بسرعة المشى. (عسلج) (س (ه‍) في حديث طهفة " ومات العسلوج " هو الغصن إذا يبس وذهبت طراوته. وقيل: هو القضيب الحديث الطلوع. يريد أن الأغصان يبست وهلكت من الجدب، وجمعه: عساليج. * ومنه حديث على " تعليق اللؤلؤ الرطب في عساليجها " أي في أغصانها. (عسم) (س) فيه " في العبد الأعسم إذا أعتق " العسم: قال الخطابى، قال الحميدى: العساء: العس، ولم أسمعه إلا في هذا الحديث، والحميدي من أهل اللسان. ورواه أبو خيثمة، ثم قال: لو قال " بعساس " كان أجود. فعلى هذا يكون جمع العس، أبدل الهمزة من السين. وقال الزمخشري: العساء والعساس جمع عس (1). * وفى حديث قتادة بن النعمان " لما أتيت عمى بالسلاح وكان شيخا قد عسا أو عشا ". عسا بالسين المهملة: أي كبر وأسن، من عسا القضيب إذا يبس، وبالمعجمة أي قل بصره وضعف. (باب العين مع الشين) (عشب) * في حديث خزيمة " واعشوشب ما حولها " أي نبت فيه العشب الكثير. وافعوعل من أبنية المبالغة. والعشب: الكلأ ما دام رطبا. وقد تكرر في الحديث. (عشر) * فيه " إن لقيتم عاشرا فاقتلوه " أي إن وجدتم من يأخذ العشر على ما كان (1) الذى في الفائق 3 / 51. العساء: العساس: جمع عس ".
[ 239 ]
يأخذ أهل الجاهلية مقيما على دينه فاقتلوه،. لكفده أو لا ستحلاله لذلك إن كان مسلما وأخذه مستحلا وتاركا فرض الله وهو ربع العشر. فأما من يعشرهم على ما فرض الله تعالى فحسن جميل، قد عشر جماعة من الصحابة للنبى صلى الله عليه وسلم وللخلفاء بعده، فيجوز أن يسمى آخذ ذلك عاشرا،. لإضافة ما يأخذه إلى العشر، كربع العشر، ونصف العشر، كيف وهو يأخذ العشر جميعه، وهو زكاة ما سقته السماء. وعشر أموال أهل الذمة في التجارات. يقال عشرت ماله أعشره عشرا فأنا عاشرا، وعشرته فأنا معشر وعشار إذا أخذت عشره. ما ورد في الحديث من عقوبة العشار فمحمول على التأويل المذكور. (س) ومنه الحديث " ليس على المسلمين عشور، إنما العشور على اليهود والنصارى " العشور: جمع عشر، يعنى ما كان من أموالهم للتجارات دون الصدقات. والذى يلزمهم من ذلك عند الشافعي ما صولحوا عليه وقت العهد، فإن لم يصالحوا على شئ فلا يلزمهم إلا الجزية. وقال أبو حنيفة: إن أخذوا من المسلمين إذا دخلوا بلادهم للتجارة أخذنا منهم إذا دخلوا بلادنا للتجارة. (س) ومنه الحديث " احمدوا الله إذ رفع عنكم العشور " يعنى ما كانت الملوك تأخذه منهم. (س) وفيه " إن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا " أي لا يؤخذ عشر أموالهم. وقيل: أرادوا به الصدقة الواجبة، وإنما فسح لهم في تركها لأنها لم تكن واجبة يومئذ عليهم، إنما تجب بتمام الحول. وسئل جابر عن اشتراط ثقيف أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، فقال: علم أنهم سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا. فأما حديث بشير بن الخصاصية حين ذكر له شرائع الإسلام فقال: " أما اثنان منها فلا أطيقهما، أما الصدقة فإنما لى ذود، هن رسل أهلى وحمولتهم، وأما الجهاد فأخاف إذا حضرت خشعت نفسي. فكف يده وقال: لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة ؟ " فلم يحتمل لبشير ما احتمل لثقيف.
[ 240 ]
ويشبه أن يكون إنما لم يسمح له لعلمه أنه يقبل إذا قيل له، وثقيف كانت لا تقبله في الحال، وهو واحد وهم جماعة فأراد أن يتألفهم ويدرجهم عليه شيئا فشيئا. (ه‍) ومنه الحديث " النساء لا يحشرن ولا يعشرن " أي لا يؤخذ عشر أموالهن. وقيل: لا يؤخذ العشر من حليهن، وإلا فلا يؤخذ عشر أموالهن ولا أموال الرجال. (س) وفى حديث عبد الله " لو بلغ ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل " أي لو كان في السن مثلنا ما بلغ أحد منا عشر علمه. * وفيه " تسعة أعشراء الرزق في التجارة " هي جمع عشير، وهو العشر، كنصيب وأنصباء. (ه‍) وفيه " أنه قال للنساء: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير " يريد الزوج. والعشير: المعاشر، كالمصادق في الصديق،. لأنها تعاشره ويعاشرها، وهو فعيل، من العشرة: الصحبة. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه ذكر " عاشوراء " هو اليوم العاشر من المحرم. وهو اسم إسلامى، وليس في كلامهم فاعولاء بالمد غيرة. وقد ألحق به تاسوعاء، وهو تاسع المحرم. وقيل: إن عاشوراء هو التاسع، مأخوذ من العشر في أوراد الإبل. وقد تقدم مبسوطا في حرف التاء. (س) وفى حديث عائشة " كانوا يقولون: إذا قدم الرجل أرضا وبيئة ووضع يده خلف أذنه ونهق مثل الحمار عشرا لم يصبه وباؤها " يقال للحمار الشديد الصوت المتتابع النهيق: معشر،. لأنه إذا نهق لا يكف حتى يبلغ عشرا. (ه‍) وفيه " قال صعصعة بن ناجية: اشتريت موءودة بناقتين عشراوين " العشراء - بالضم وفتح الشين والمد: التى أتى على حملها عشرة أشهر، ثم اتسع فيه فقيل لكل حامل: عشراء. وأكثر ما يطلق على الخيل ولإبل. وعشراوين: نثنيتها، قلبت الهمزة واوا. * وفيه ذكر " غزوة العشيرة " ويقال: العشير، وذات العشيرة، والعشير، وهو موضع من بطن ينبع.
[ 241 ]
(س) وفى حديث مرحب " أن محمد بن مسلمة بارزه فدخلت بينهما شجرة من شجر العشر " هو شجر له صمغ يقال له: سكر العشر. وقيل: له ثمر. (س) ومنه حديث ابن عمير " قرص برى بلبن عشرى " أي لبن إبل ترعى العشر، وهو هذا الشجر. (عشش) (ه‍) في حديث أم زرع " ولا تملأ بيتنا تعشيشا " أي أنها لا تخوننا في طعامنا فتخبأ منه في هذه الرواية، كالطيور إذا عششت في مواضع شتى. وقيل: أردات لا تملأ بيتنا بالمزابل كأنه عش طائر. ويروى بالغين المعجمة. (ه‍) وفى خطبة الحجاج " ليس هذا بعشك فادرجي " أراد عش الطائر. وقد تقدم في الدال. (عشم) (ه‍) فيه " إن بلدتنا باردة عشمة " أي يابسة، وهو من عشم الخبز إذا يبس وتكرج. * ومنه حديث عمر " أنه وقفت عليه امرأة عشمة بأهدام لها " أي عجوز قحلة يابسة. ويقال للرجل أيضا: عشمة. * ومنه حديث المغيرة " أن امرأة شكت إليه بعلها فقالت: فرق بينى وبينه، فوالله ما هو إلا عشمة من العشم ". (ه‍) وفيه " أنه صلى في مسجد بمنى فيه عيشومة " هي نبت دقيق طويل محدد الأطراف كأنه الأسل، يتخذ منه الحصر الدقاق. ويقال إن ذلك المسجد يقال له مسجد العيشومة، فيه عيشومة خضراء أبدا في الجدب والخصب. والياء زائدة. (ه‍) ومنه الحديث " لو ضربك فلان بأمصوخة عيشومة " الأمصوخة: الخوصة من خوص الصمام وغيره. (عشنق) (ه‍) في حديث أم زرع " زوجي العشنق " هو الطويل الممتد القامة، أرادت أن له منظرا بلا مخبر، لأن الطول في الغلب دليل السفه. وقيل: هو السيئ الخلق.
[ 242 ]
(عشا) (ه‍) فيه " احمدوا الله الذى رفع عنكم العشوة " يريد ظلمة الكفر. والعشوة بالضم والفتح والكسر: الأمر الملتبس، وأن يركب أمرا بجهل لا يعرف وجهه، مأخوذ من عشوة الليل، وهو ظلمتة. وقيل: هي من أوله إلى ربعه. (س) ومنها حديث " حتى ذهب عشوة من الليل ". (ه‍) ومنه حديث ابن الأكوع " فأخذ عليهم بالعشوة " أي بالسواد من الليل، ويجمع على عشوات. * ومنه حديث على " خباط عشوات " أي يخبط في الظلام والأمر الملتبس فيتحير. (ه‍) وفيه " أنه عليه الصلاة والسلام كان في سفر فاعتشى في أول الليل " أي سار وقت العشاء، كما يقال: استحر وابتكر (1). * وفيه " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشى فسلم من اثنتين " يريد صلاة الظهر أو العصر،. لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشى. قيل: العشى من زوال الشمس إلى الصباح. وقد تكرر في الحديث. وقيل لصلاة المغرب والعشاء: العشاآن، ولما بين المغرب والعتمة: عشاء. (س) ومنه الحديث " إذا حضر العشاء والعشاء فابدأوا بالعشاء " العشاء بالفتح: الطعام الذى يؤكل عند العشاء. وأراد بالعشاء صلاة المغرب. وإنما قدم العشاء لئلا يشتغل به قلبه في الصلاة. وإنما قيل: إنها المغرب لأنها وقت الإفطار، ولضيق وقتها. * وفى حديث الجمع بعرفة " صلى الصلاتين كل صلاة وحدها والعشاء بينهما " أي أنه تعشى بين الصلاتين. (ه‍) وفى حديث ابن عمر " أن رجلا سأله فقال: كما لا ينفع مع الشرك عمل فهل يضر مع الإسلام (2) ذنب ؟ فقال ابن عمر: عش ولا تغتر، ثم سأل ابن عباس فقال مثل ذلك " هذا (1) بعد هذا في الهروي: وقال الأزهري: صوابه " فأغفى أول الليل ". (2) في الهروي واللسان " الإيمان ".
[ 243 ]
مثل للعرب تضربه في التوصية بالاحتياط والأخذ بالحزم. وأصله أن رجلا راد أن يقطع بإبله مفازة ولم يعشها، ثقة على ما فيها من الكلأ، فقيل له، عش إبلك قبل الدخول فيها، فإن كان فيها كلأ لم يضرك، وإن لم يكن كنت قد أخذت بالحزم. أراد ابن عمر: اجتنب الذنوب ولا تركبها، وخذ بالحزم ولا تتكل على إيمانك. (س) وفى حديث ابن عمير " ما من عاشية أشد أنقا ولا أطول شبعا من عالم من علم " العاشية: التى ترعى بالعشى من المواشى وغيرها. يقال عشيت الإبل وتعشت، المعنى أن طالب العلم لا يكاد يشبع منه، كالحديث الآخر " منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا ". * وفى كتاب أبى موسى " ما من عاشية أدوم أنقا ولا أبعد ملالا من عاشية علم " وفسره فقال: العشو: إتيانك نارا ترجو عندها خيرا. يقال: عشوته أعشوه فأنا عاش من قوم عاشية، وأراد بالعاشية ها هنا: طالبي العلم الراجين خيره ونفعه. (ه‍) وفى حديث جندب الجهنى " فأتينا بطن الكديد فنزلنا عشيشية " هي تصغير عشية على غير قياس، أبدل من الياء الوسطى شين كأن أصلها: عشيية. يقال: أتيته عشيشية، وعشيانا، وعشيانة، وعشيشيانا. * وفى حديث ابن المسيب " أنه ذهب إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى " أي يبصر بها بصرا ضعيفا. (باب العين مع الصاد) (عصب) * فيه " أنه ذكر الفتن وقال: فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيتبعونه " العصائب: جمع عصابة، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين، ولا واحد لها من لفظها. * ومنه حديث على " الأبدال بالشام، والنجباء بمصر، والعصائب بالعراق " أراد أن التجمع للحروب يكون بالعراق. وقيل: أراد جماعة من الزهاد سماهم بالعصائب،. لأنه قرنهم بالأبدال والنجباء.
[ 244 ]
(ه‍) وفيه " ثم يكون في آخر الزمان أمير العصب " هي جمع عصبة كالعصابة، ولا واحد لها من لفطها. وقد تكرر ذكرهما في الحديث. (ه‍) وفيه " أنه عليه السلام شكى إلى سعد ين عبادة عبد الله بن أبى فقال: اعف عنه فقد كان اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يعصبوه بالعصابة، فلما جاء الله بالإسلام شرق بذلك (1) " يعصبوه: أي يسودوه ويملكوه. وكانوا يسمون السيد المطاع معصبا،. لأنه يعصب بالتاج أو تعصب به أمور الناس: أي ترد إليه وتدار به. (وكان يقال له أيضا: المعمم (2)) والعمائم تيجان العرب، وتسمى العصائب، واحدتها: عصابة. (س) ومنه الحديث " أنه رخص في المسح على العصائب والتساخين " وهى كل ما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة. * ومنه حديث المغيرة " فإذا أنا معصوب الصدر " كان من عادتهم إذا جاع أحدهم أن يشد جوفه بعصابة، وربما جعل تحتها حجرا. * ومنه حديث على " فروا إلى الله وقوموا بما عصبه بكم " أي بما افترضه عليكم وقرنه بكم من أوامره ونواهيه. (س) ومنه حديث بدر " قال عتبة بن ربيعة: ارجعوا ولا تقاتلوا واعتصبوها برأسي " يريد السبة التى تلحقهم بترك الحرب والجنوح إلى السلم، فأضمرها اعتمادا على معرفة المخاطبين: أي اقرنوا هذه الحال لى وانسبوها إلى وإن كانت ذميمة. (س) وفى حديث بدر أيضا " لما فرغ منها إتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار " أي ركبه وعلق به، من عصب الربق فاه إذا لصق به. ويروى " عصم " بالميم، وسيجئ. (ه‍) وفى خطبة الحجاج " لأعصبنكم عصب السلمة " هي شجرة ورقها القرظ، ويعسر خرط ورقها فتعصب أغصانها،. بأن تجمع فيشد بعضها إلى بعض بحبل، ثم تخبط بعصا فيتناثر ورقها. وقيل: إنما يفعل بها ذلك إذا أرادوا قطعها حتى يمكنهم الوصول إلى أصلها. (1) في الأصل: " لذلك ". والمثبت من ا والهروى، واللسان (شرق). (2) تكملة من الهروي.
[ 245 ]
(ه‍) ومنه حديث عمرو (1) ومعاوية " إن العصوب يرفق بها حالبها فتحلب العلبة " العصوب من النوق: التى لا تدر حتى يعصب فخذاها: أي يشدان بالعصابة. * وفيه " المعتدة لا تلبس المصبغة إلا ثوب عصب " العصب: برود يمنية يعصب غزلها: أي يجمع ويشد ثم يصبغ وينسج فيأتى موشيا لبقاء ما عصب منه أبيض لم يأخذه صبغ. يقال: برد عصب، ورود عصب بالتنوين والإضافة. وقيل: هي برود مخططة. والعصب: الفتل، والعصاب: الغزال، فيكون النهى للمعتدة عما صبغ بعد النسج. (س) ومه حديث عمر " أنه أراد أن ينهى عن عصب اليمن، وقال: نبئت أنه يصبغ بالبول. ثم قال: نهينا عن التعمق. (س) وفيه " أنه قال لثوبان: اشتر لفاطمة قلادة من عصب، وسوارين من عاج " قال الخطابى في " المعالم ": أن لم تكن الثياب اليمانية فلا أدرى ما هي، وما أرى أن القلادة تكون منها. وقال أبو موسى: يحتمل عندي أن الرواية إنما هي " العصب " بفتح الصاد، وهى أطناب مفاصل الحيوانات، وهو شئ مدور، فيحتمل أنهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز، فإذا يبس يتخذون منه القلائد، وإذا جاز وأمكن أن يتخذ من عظام السلحفاة وغيرها الأسورة جاز، وأمكن أن يتخذ من عصب أشباهها خرز تنظم منه القلائد. قال: ثم ذكر لى بعض أهل اليمن: أن العصب سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون، يتخذ منها الخرز وغير من نصاب سكين وغيره، ويكون أبيض. * وفيه " العصبي من يعين قومه على الظلم " العصبي: هو الذى يغضب لعصبته ويحامى عنهم. والعصبة: الأقارب من جهة الأب، لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم: أي يحيطون به ويشتد بهم. (1) أخرجه الهروي من حديث عمر.
[ 246 ]
* ومنه الحديث " ليس منا من دعا إلى عصبية، أو قاتل عصبية " العصبية والتعصب: المحاماة والمدافعة. وقد تكرر في الحديث ذكر العصبة. العصبية. (ه‍) وفى حديث الزبير (1) لما أقبل نحو البصرة وسئل عن وجهه فقال: علقتهم إنى خلقت عصبه قتادة تعلقت بنشبه العصبة: اللبلاب، وهو نبات يتلوى على الشجر. والنشبة من الرجال: الذى إذا علق بشئ لم يكد يفارقه. ويقال للرجل الشديد المراس: قتادة لويت بعصبة. والمعنى خلقت علقة لخصومي. فوضع العصبة موضع العلقة، ثم شبه نفسه في فرط تعلقه وتشبثه بهم بالقتادة إذا استظهرت فيتعلقها واستمسكت بنشبة: أي بشئ شديد النشوب. والباء التى في " بنشبة " للاستعانه، كالتى في: كتبت بالقلم. * وفى حديث المهاجرين إلى المدينة " فنزلوا العصبة " وهو موضع بالمدينة عند قباء، وضبطه بعضهم بفتح العين والصاد. (س) وفيه " أنه كان في مسير، (فرفع صوته) (2) فلما سمعوا صوته اعصو صبوا " أي اجتمعوا وصاروا عصابة واحدة وجدوا في اسير، واعصوصب السيد: اشتد، كأنه من الأمر العصيب وهو الشديد. (عصد) * في حديث خولة " فقربت له عصيدة " هو دقيق يلت بالسمن ويطبخ، يقال: عصدت العصيدة وأعصدتها: أي اتخذتها. (عصر) (س) فيه " حافظ على العصرين " يريد صلاة الفجر وصلاة العصر، سماهما العصرين لأنهما يقعان في طرفي العصرين، وهما الليل والنهار. والأشبه أنه غلب أحد الاسمين على الآخر، كالعمرين، لأبى بكر وعمر، والقمرين، للشمس والقمر. وقد جاء تفسير هما في الحديث، " قيل: وما العصران ؟ قال: صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قيل غروبها ". (1) في الأصل " ابن الزبير " والمثبت من ا واللسان والهروى. (2) تكملة من ا واللسان.
[ 247 ]
(س) ومنه الحديث " من صلى العصرين دخل الجنة ". * ومنه حديث على " ذكرهم بأيام الله وأجلس لهم العصرين " أي بكرة وعشيا. (ه‍) وفيه " أنه أمر بلالا أن يؤذن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم " هو الذى يحتاج إلى الغائط ليتأهب للصلاة قبل دخول وقتها، وهو من العصر، أو العصر، وهو الملجأ والمستخفي. (ه‍) وفى حديث عمر " قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه، وليس للولد أن يعتصر من والده " يعتصره: أي يحبسه عن الأعطاء ويمنعه منه. وكل شئ حبسته ومنعته فقد اعتصرته. وقيل: يعتصر: يرتجع. واعتصر العطية إذا ارتجعها. والمعنى أن الوالد إذا أعطى ولده شيئا فله أن يأخذه منه. * ومنه حديث الشعبى " يعتصر الوالد على ولده في ماله " وإنما عداه بعلى لأنه في معنى: يرجع عليه ويعود عليه. (ه‍) وفى حديث القاسم بن مخيمرة " أنه سئل عن العصرة للمرأة، فقال لا أعلم رخص فيها إلا للشيخ المعقوف المنحني " العصرة ها هنا: منع البنت من التزويج، وهو من الاعتصار: المنع، أراد ليس لأحد منع امرأة من التزويج الا شيخ كبير أعقف له بنت وهو مضطر إلى استخدامها. (ه‍) وفى حديث ابن عباس " كان إذا قدم دحية الكلبى لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه من حسنه " المعصر: الجارية أول ما تحيض لانعصار رحمها، وإنما خص المعصر بالذكر للمبالغة في خروج غيرها من النساء. (ه‍) وفى حديث أبى هريرة " أن امرأة مرت به متطيبة ولذيلها إعصار " وفى رواية " عصرة " أي غبار. والإعصار والعصرة: الغبار الصاعد إلى السماء مستطيلا، وهى الزوبعة. قيل: وتكون العصرة من فوح الطيب، فشبهه بما تثير الريح من الأعاصير. * وفى حديث خيبر " سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إليها على عصر " هو يفتحتين: جبل بين المدينة ووادى الفرع، وعنده مسجد صلى به النبي صلى الله عليه وسلم.
[ 248 ]
(عصعص) (س) في حديث جبلة بن سحيم " ما أكلت أطيب من قلية العصاعص " هي جمع العصعص: وهو لحم في باطن ألية الشاة. وقيل: هو عظم عجب الذنب. * وفى حديث ابن عباس وذكر ابن الزبير " ليس مثل الحصر العصعص " هكذا جاء في رواية، والمشهور " الحصر العقص ". يقال: فلان ضيق العصعص: أي نكد قليل الخير، وهو من إضافة الصفة المشبة إلى فاعلها. (عصف) * فيه " كان إذا عصفت الريح " أي اشتد هبوبها. وريح عاصف: شديدة الهبوب. وقد تكرر في الحديث. (عصفر) (ه‍) فيه " لا يعضد شجر المدينة إلا لعصفور قتب " هو أحد عيدانه وجمعه: عصافير. (عصل) * في حديث على " لا عوج لا نتصابه، ولا عصل في عوده " العصل: الاعوجاج، وكل معوج فيه صلابة: أعصل. (س) ومنه حديث عمر وجرير " ومنها العصل الطائش " أي السهم المعوج المتن. والأعصل أيضا: السهم القليل الريش. * ومنه حديث بدر " يامنوا عن هذ العصل " يعنى الرمل المعوج الملتوى: أي خذوا عنه يمنة. (ه‍) وفيه " أنه كان لرجل صنم كان يأتي بالجبن والزبد فيضعه على رأى صنمه ويقول: أطعم، فجاء ثعلبان فأكل الجبن والزبد ثم‍ عصل على رأس الصنم " أي بال الثعلبان: ذكر الثعلب. وفى كتاب الهروي: " فجاء ثعلبان فأكلا الجبن (1) والزبد ثم عصلا "، أراد: تثنية ثعلب. (عصلب) (ه‍) في خطبة الحجاج: * قد لفها الليل بعصلبى * (1) في الهروي: " الخبز ".
[ 249 ]
هو الشديد من الرجال، والضمير في " لفها " للإبل: أي جمعها الليل بسائق شديد، فضربه مثلا لنفسه ورعيتة. (عصم) * فيه " من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله " أي ما يعصمه من المهالك يوم القيامة. والعصمة: المنعة، والعاصم: المانع الحامى، والاعتصام: الامتساك بالشئ، افتعال منه. (ه‍) ومنه شعر أبى طالب: * ثمال اليتامى عصمة للأرامل * أي يمنعهم من الضياع والحاجة. * ومنه الحديث " فقد عصموا منى دماءهم وأموالهم ". * وحديث الإفك " فعصمها الله بالورع ". (ه‍) وحديث الحديبية " ولا تمسكوا (1) تعصم الكوافر " جمع عصمة، والكوافر: النساء الكفرة، وأراد عقد نكاحهم. (ه‍) وحديث عمر " وعصمة أبنائنا إذا شتونا " أي يمتنعون به من شدة السنة والجدب. (ه‍) وفيه " أن جبريل جاء يوم بدر وقد عصم ثنيته الغبار " أي لزق به، والميم فيه بدل من الباء. وقد تقدم. (ه‍) وفيه " لا يدخل من النساء الجنة إلا مثل الغراب الأعصم " هو الأبيض الجناحين، وقيل الأبيض الرجلين. أراد: قلة من يدخل الجنة من النساء،. لأن هذا الوصف في الغربان عزيز قليل. * وفى حديث آخر " قال: " المرأة الصالحة مثل الغراب الأعصم، قيل: يا رسول الله، وما الغراب الأعصم ؟ قال: الذى إحدى رجليه بيضاء ". * وفى حديث آخر " عائشة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان ". (1) الآيه 10 من سورة الممتحنة، " ولا تمسكوا " هكذا بالتشديد في الأصل، وفى جميع مراجعنا، وهى قراءة الحسن، وأبى عمرو. انظر تفسير القرطبى 18 / 65.
[ 250 ]
* وفى حديث آخر " بينما نحن مع عمرو بن العاص فدخلنا شعبا فإذا نحن بغربان، وفيها غراب أحمر المنقار والرجلين، فقال عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من النساء إلا قدر هذا الغراب في هؤلاء الغربان " وأصل العصمة: البياض يكون في يدى الفرس والظبى والوعل. * ومنه حديث أبى سفيان " فتناولت القوس والنبل لأرمى ظبية عصماء نرد بها قرمنا ". (ه‍) وفيه " فإذا جد بنى عامر جمل آدم مقيد بعصم " العصم: جمع عصام، وهو رباط كل شئ، أراد أن خصب بلاده قد حبسه بفنائه، فهو لا يبعد في طلب المرعى، فصار بمنزلة المقيد الذى لا يبرح مكانه. ومثله قول قيلة في الدهناء: إنها مقيد الجمل: أي يكون فيها كالمقيد لا ينزع إلى غيرها من البلاد. (عصا) (ه‍ س) فيه " لا ترفع عصاك عن أهلك " أي لا تدع تأديبهم وجمعهم على طاعة الله تعالى. يقال: شق العصا: أي فارق الجماعة، ولم يرد الضرب بالعصا، ولكنه جعله مثلا. وقيل: أراد لا تغفل عن أدبهم ومنعهم من الفساد. (ه‍) ومنه الحديث " إن الخوارج شقوا عصا المسلمين وفرقوا جماعتهم ". (ه‍) ومنه حديث صلة " إياك وقتيل العصا " أي إياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين. (س) ومنه حديث أبى جهم " فإنه لا يضع عصله عن عاتقه " أراد: أنه يؤدب أهله بالضرب. وقيل: أراد به كثرة الأسفار. يقال: ورفع عصاه إذا سار، وألقى عصاه إذا نزل وأقام. * وفيه " أنه حرم شجر المدينة إلا عصا حديدة " أي عصا تصلح أن تكون نصابا لآلة من الحديد.
[ 251 ]
* ومنه الحديث " ألا إن قتيل الخطإ قتيل السوط والعصا " لأنهما ليسا من آلات القتل، فإذا ضرب بهما أحد فمات كان قتله خطأ. (ه‍) وفيه " لو لا أنا نعصي الله ما عصانا " أي لم يمتنع عن إجابتنا إذا دعوناه، فجعل الجواب بمنزلة الخطاب فسماه عصيانا، كقوله تعالى: " ومكروا ومكر الله ". * وفيه " أنه غير اسم العاصى " إنما غيره لأن شعار المؤمن الطاعة والعصيان ضدها. * ومنه الحديث " إن رجلا قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصمهما فقد غوى. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى " إنما ذمه لأنه جمع في الضمير بين اللله وبين رسوله في قوله: ومن يعصهما، فأمره أن يأتي بالمظهر ليترتب اسم الله تعالى في الذكر قبل اسم الرسول صلى الله عليه وسلم. وفيه دليل على أن الواو تفيد الترتيب. * وفيه " لم يكن أسلم من عصاة قريش أحد غير مطيع بن الأسود " يريد من كان اسمه العاصى. (باب العين مع الضاد) (عضب) (ه‍) فيه " كان اسم ناقته العضباء " هو علم لها منقول من قولهم: ناقة عضباء: أي مشقوقة الأذن، ولم تكن مشقوقة الأذن. وقال بعضهم: إنها كانت مشقوقة الأذن، والأول أكثر. وقال الزمخشري: " هو منقول من قولهم: ناقة عضباء، وهى القصيرة اليد ". (ه‍) ومنه الحديث " نهى أن يضحى بالأعاضب القرن " هو المكسور القرن، وقد يكون العضب في الأذن أيضا إلا أنه في القرن أكثر. والمعضوب في غير هذا: الزمن الذى لا حراك به. (عضد) (ه‍) في تحريم المدينة " نهى أن يعضد شجرها " أي يقطع. يقال: عضدت الشجر أعضده عضدا. والعضد بالتحريك: المعضود.
[ 252 ]
* ومنه الحديث " لوددت أنى شجرة تعضد ". (ه‍) وحديث طهفة " ونستعضد البرير " أي نقطعه ونجنيه من شجره للأكل. (ه‍) وحديث ظبيان " وكان بنو عمرو بن خالد من (1) جذيمة يخبطون عضيرها، ويأكلون حصيدها " العضيد والعضد: ما قطع من الشحر: أي يضربونه ليسقط ورقه فيتخذوه (2) علفا لإبلهم. (ه‍) وفى حديث أم زرع " وملأ من شحم عضدي " العضد: ما بين الكتف والمرفق، ولم ترده خاصة، ولكمها أرادت الجسد كله، فإنه إذا سمن العضد سمن سائر الجسد. * ومنه حديث أبى قتادة والحمار الوحشى " فناولته العضد فأكلها " يريد كتفه. * وفى صفته صلى الله عليه وسلم " أنه كان أبيض معضدا " هكذا رواه يحيى بن معين، وهو الموثق الخلق، والمحفوظ في الرواية " مقصدا ". (ه‍) وفيه " أن سمرة كان له عضد من نخل في حائط رجل من الأنصار " أراد طريقة من النخل. وقيل: إنما هو " عصيد من نخل "، وإذا صار للنخلة جذع يتناول منه فهو عضيد (3). (عضض) * في حديث العرباض " وعضوا عليها بالنواجذ " هذا مثل في شدة الاستمساك بأمر الدين، لأن العض بالنواجذ عض بجميع الفم والأسنان، وهى أواخر الأسنان. وقيل: التى بعد الأنياب. (ه‍) وفيه " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا " أي قولوا له: اعضض بأير أبيك، ولا تكنوا عن الأير بالهن، تنكيلا له وتأديبا. (1) في الهروي " بن ". (2) في الأصل وا " فيتخذونه " وأثبتنا ما في اللسان. (3) زاد الهروي " وجمعه: عضدان ".
[ 253 ]
* ومنه الحديث " من اتصل فأعضوه " أي من انتسب نسبة الچاهلية، وقال: يا لفلان. * وحديث أبى جهل لعتبة يوم بدر " والله لو غيرك يقول هذا لأعضضته ". * وفى حديث يعلى " ينطلق أحدكم إلى أخيه فيعضه كعضيض الفحل " أصل العضيض: اللزوم. يقال: عض عليه يعض عضيضا إذا لزمه. والمراد به ها هنا العض نفسه، لأنه بعضه له يلزمه. * ومنه الحديث " لو أن تعض بأصل شجرة ". (ه‍) وفيه " ثم يكون ملك عضوض " أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضا والعضوض: من أبنية المبالغة. وفى رواية " ثم يكون ملوك عضوض "، وهو جمع: عض بالكسر، وهو الخبيث الشرس. * ومن الأول حديث أبى بكر " وسترون بعدى ملكا عضوضا ". (ه‍) وفيه " أهدت لنا نوطا من التعضوض " هو ضرب من التمر. وقد تقدم في حدف التاء. (عضل) (س) في صفته صلى الله عليه وسلم " أنه كان معضولا " بدل " مقصدا " أي موثق الخلق شديده، والمقصد أثبت. (س) وفى حديث ماعز " أنه أعضل قصير " الأعضل والعضل: المكتنز اللحم. والعضلة في البدن كل لحمة صلبة مكتنزة. ومنه عضلة الساق. ويجوز أن يكون أراد أن عضلة ساقية كبيرة. (س) ومنه حديث حذيفة " أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأسفل من عضلة ساقى، وقال: هذا موضع الإزار " وجمع العضلة: عضلات. (س) وفى حديث عيسى عليه السلام " أنه مر بظبية قد عضلها ولدها " يقال: عضلت الحامل وأعضلت إذا صعب خروج ولدها. وكان الوجه أن يقول " بظبية قد عضلت " فقال: " عضلها
[ 254 ]
ولدها " ومعناه أن ولدها جعلها معضلة حيث نشب في بطنها ولم يخرج. وأصل العضل: المنع والشدة. يقال: أعضل بى الأمر إذا ضاقت عليك فيه الحيل. (ه‍) ومنه حديث عمر " قد أعضل بى أهل الكوفة ! ما يرضون بأمير ولا يرضى بهم أمير " أي ضاقت على الحيل في أمرهم وصعبت على مداراتهم. * ومنه حديثه الآخر " أعوذ بالله من كل معضلة ليس لها أبو حسن " وزوى: " معضلة "، أراد المسألة الصعبة، أو الخطة الضيقة المخارج، من الإعضال أو التعضيل، ويريد بأبى حسن: على بن أبى طالب. (ه‍) ومنه حديث معاوية، وقد جاءته مسألة مشكلة فقال " معضلة ولا أبا حسن ". أبو حسن: معرفة وضعت موضع النكرة كأنه قال: ولا رجل لها كأبى حسن، لأنه لا النافية إنما تدخل على النكرات دون المعارف. * وفى حديث الشعبى " لو ألقيت على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأعضلت بهم " * والحديث الآخر " فأعضلت بالملكين فقالا: يا رب إن عبدك قد قال مقالة لا ندرى كيف نكتبها ". * وفى حديث كعب " لما أراد عمر الخروج إلى العراق قال له: وبها الداء العضال " هو المرض الذى يعجز الأطباء فلا دواء له. * وفى حديث ابن عمر قال له أبوه: " زوجتك امرأة فعضلتها " هو من العضل: المنع، أراد أنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم، ولم تتركها تتصرف في نفسها، فكأنك قد منعتها. (عضه) * في حديث البيعة " ولا يعضه بعضنا بعضا " أي لا يريه بالعضيهة، وهى البهتان والكذب، وقد عضهه يعضهه عضها. (ه‍) ومنه الحديث " ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة القالة بين الناس " هكذا يروى في كتاب الحديث. والذى جاء في كتب الغريب: " ألا أنبئكم ما العضة ؟ " بكسر العين وفتح الضاد.
[ 255 ]
* وفى حديث آخر " إياكم والعضة " قال الخطابى، قال الزمخشري: " أصلها العضهة، فعلة، من العضه، وهو البهت، فحذفت لامه كما حذفت من السنة والشفة، وتجمع على عضين. يقال: بينهم عضة قبيحة من العضيهة ". (س) ومنه الحديث " من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضهوه " هكذا جاء في رواية: أي اشتموه صريحا، من العضيهة: البهت. (ه‍) ومنه الحديث " أنه لعن العاضهة، والمستعضهة " قيل: هي الساحرة والمستسحرة، وسمى السحر عضها لأنه كذب وتخييل لا حقيقة له. (س) وفيه " إذا جئتم أحدا فكلوا من شجره، ولو من عضاهه " العضاه: شجر أم غيلان. وكل شجر عظيم له شوك، الواحدة: عضة بالتاء، وأصلها عضهة. وقيل واحدته: عضاهة. وعضهت العضاه إذا قطعتها. (س) ومنه الحديث " ما عضهت عضاه إلا بتركها التسبيح ". (س) وفى حديث أبى عبيدة " حتى إن شدق أحدهم بمنزلة مشقر البعير العضه " هو الذى يأكل العضاه. وقيل: هو الذى يشتكى من أكل العضاه. فأما الذى يأكل العضاه فهو العاضه. (عضا) (ه‍) في حديث ابن عباس " في تفسير قوله تعالى " الذين جعلوا القرآن عضين " أي جزأوه أجزاء " (1)، عضين: جمع عضة، من عضيت الشئ إذا فرقته وجعلته أعضاء. وقيل: الأصل: عضوة، فحذفت الواو وجمعت بالنون، كما عمل في عزين (2) جمع عزوة. وفسدها تعضهم بالسحر، من العضه والعضيهة (3). (1) الذى في الهروي: " قال ابن عباس: آمنوا ببعض وكفروا ببعض ". (2) الذى في الهروي: "... في جمع عزة، والأصل: عزوة ". (3) قال الهروي: " ومن ذهب به إلى هذا التأويل جعل نقصانه الهاء الأصلية وأبقيت هاء العلامة، وهى التأنيث، كما قالوا: شفة، والأصل: شفهة، وكما قالوا: سنة، والأصل: سنهة ".
[ 256 ]
* ومنه حديث جابر، في وقت صلاة العصر " ما لو أن رجلا نحر جزورا وعضاها قبل غروب الشمس " أي قطعها وفصل أعضاءها. (ه‍) ومنه الحديث " لا تعضية في ميراث إلا فيما حمل القسم " هو أن يموت الرجل ويدع شيئا إن قسم بين ورثته استضروا أو بعضهم، كالجوهرة والطيلسان والحمام ونحو ذلك، من التعضية: التفريق. (باب العين مع الطاء) (عطب) (ه‍) في حديث طاوس (1) " ليس في العطب زكاة " هو القطن. * وفيه ذكر " عطب الهدى " وهو هلاكه، وقد يعبر به عن آفة تعتريه وتمنه عن السير فينحر. (عطبل) (ه‍) في صفته صلى الله عليه وسلم " لم يكن بعطبول ولا بقصير " العطبول: الممتد القامة الطويل العنق: هو الطويل الصلب الأملس، ويوصف به الرجل والمرأة. (عطر) (ه‍) فيه " أنه كان يكره تعطر النساء وتشبههن بالرجال " أراد العطر الذى يظهر ريحه كما يظهر عطر الرجال. وقيل أراد تعطب النساء، باللام، وهى التى لا حلى عليها ولا خضاب. واللام واراء يتعقبان (2). * ومنه حديث أبى مويس " المرأة إذا استعطرت ومرت على القوم ليجدوا ريحها " أي استعملت العطر وهو الطيب. * ومنه حديث كعب بن الأشرف " وعندي أعطر العرب " أي أطيبها عطرا. (عطس) * فيه " كان يحب العطاس ويكره التثاؤب " إنما أحب العطاس لأنه إنما يكون مع خفة البدن وانفتاح المسام وتيسير الحركات، والتثاؤب بخلافه. وسبب هذه الأوصاف تخفيف الغذاء والإقلال من الطعام والشراب. (1) أخرجه الهروي من حديث عكرمة. (2) قال الهروي: " يقال: سمل عينه وسمرها ".
[ 257 ]
* وفى حديث عمر " لا يرغم الله إلا هذه المعاطس " هي الأنوف، واحدها: معطس،. لأن العطاس يخرج منها. (عطش) (س) فيه " أنه رخص لصاحب العطاش واللهث أن يفطرا ويطعما " العطاش بالضم: شدة العطش، وقد يكون داء يشرب معه ولا يروى صاحبه. (عطعط) * في حديث ابن أنيس " إنه ليعطعط الكلام " العطعطة: حكاية صوت. يقال: عطعط القوم إذا ضاحوا. وقيل: هو أن يقولوا: عيط عيط. (عطف) (ه‍) فيه " سبحان من تعطف بالعز وقال به " أي تردى بالعز. العطاف والمعطف: الرداء. وقد تعطف به واعتطف، وتعطفه واعتطفه. وسمى عطافا لوقوعه على عطفى الرجل، وهما ناحيتا عنقه. والتعطف في حق الله تعالى مجازا يراد به الاتصاف، كأن العز شمله شمول الرداء. (س) ومنه حديث " الاستسقاء " حول رداءه وجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر " إنما اضاف العطاف إلى الرداء لأنه أراد أحد شقى العطاف، فالهاء ضمير الرداء، ويجوز أن يكون للرجل ويريد بالعطاف: جانب ردائه الأيمن. (س) ومنه حديث ابن عمر " وخرج متلفعا بعطاف ". * وحديث عائشة " فناولتها عطافا كان على فرأت فيه تصليبا ". * وفى حديث الزكاة " ليس فيها عطفاء " أي ملتوية القرن، وهى نحو العقصاء. (ه‍) وفى حديث الزكاة " ليس فيها عطفاء " أي ملتوية القرن، وهى نحو العقصاء. (ه‍) وفى حديث أم معبد " وفى أشفاره عطف " أي طول، كأنه طال وانعطف. ويروى بالغين وسيجئ. (عطل) (س) فيه " يا على مر نساءك لا يصلين عطلا " العطل: فقدان الحلى، وامرأة عاطل وعطل، وقد عطلت عطلا وعطولا. * ومنه حديث عائشة " كرهت أن تصلى المرأة عطلا، ولو أن تعلق في عنقها خيطا ". (س) وحديثها الآخر " ذكر لها امرأة ماتت فقالت: عطلوها " أي انزعوا حليها واجعلوها عاطلا. عطلت المرأة إذا نزعت حليها.
[ 258 ]
(ه‍) وفى حديثها الآخر ووصفت أباها " رأب الثأى وأوذم العطلة " هي (1) الدلو التى ترك العمل بها حينا وعطلت وتقطعت أوذامها وعراها، يريد أنه أعاد سيورها وعمل عراها وأعادها صالحة للعمل، وهو مثل لفعله في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم. * وفى قصيد كعب: * شد النهار ذرعا (2) عيطل نصف * العيطل: الناقة الطويلة، والياء زائدة. (عطن) (ه‍) في حديث الرؤيا (3) " حتى ضرب الناس بعطن " العطن: مبرك الإبل حول الماء. يقال: عطنت الإبل فهى عاطنة وعواطن إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى. وأعطنت الإبل أذا فعلت بها ذلك، ضرب ذلك مثلا لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح الله عليهم من الأمصار. (ه‍) ومنه حديث الاستسقاء " فما مضت سابعة حتى أعطن الناس في العشب " أراد أن المطر طبق وعم البطون والظهور حتى أعطن الناس إبلهم في المراعى. (ه‍) ومنه حديث أسامة " استوصوا بالمعزى خيرا وانقشوا له عطنه " أي مراحه. (ه‍) ومنه الحديث " صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل " لم ينه عن (1) الذى في الهروي " يقال: العطلة: الناقة الحسنة. ويقال: هي الدلو... ". وانظر القاموس (عطل). (2) ذكرت هذه اللفظة " ذراعي " بالنصب في ثلاثة مواضع،. في المواد (شدد، عطل، نصف) وأثبتنا رواية شرح الديوان ص 17. وهو مرفوع على أنه خبر لكأن في البيت السابق: كأن أوب ذراعيها وقد عرقت وقد تلفع بالقور العساقيل (3) أخرجه الهروي من حديث الاستسقاء.
[ 259 ]
الصلاة فيها من جهة النجاسة، فإنها موجودة في مرابض الغنم. وقد أمر بالصلاة فيها، والصلاة مع النجاسة لا تجوز، وإنما أراد أن الإبل تزدحم في المنهل فإذا شربت رفعت رؤسها ولا يؤمن من نفارها وتفرقها في ذلك الموضع فتؤذى المصلى عندها، أو تلهيه عن صلاته، أو تنجسه برشاش أبوالها. * وفى حديث على " أخذت إهابا معطونا فأدخلته عنقي " المعطون: المنتن المنمرق الشعر. يقال عطن الجلد فهو عطن ومعطون: إذا مرق شعره وأنتن في الدباغ. (ه‍) ومنه حديث عمر " وفى البيت أهب عطنة " (عطا) (ه‍) في صفته صلى الله عليه وسلم " فإذا تعوطى الحق لم يعرفه أحد " أي أنه كان من أحسن الناس خلقا مع أصحابه، ما لم ير حقا يتعرض له بإهمال أو إبطال أو إفساد، فإذا رأى ذلك تنمر (1) وتغير حتى أنكره من عرفه، كل ذلك لنصرة الحق. والتعاطي: التناول والجراءة على الشئ، يعطوه إذا أخذه وتناوله. (س) ومنه حديث أبى هريرة " إن أربى اربا عطو الرجل عرض أخيه بغير حق " أي تناوله بالذم ونحوه. (ه‍) ومنه حديث عائشة (2) " لا تعطوه الأيدى " أي لا تبلغه فتتناوله. (باب العين مع الظاء) (عظل) (ه‍) في حديث عمر " قال لابن عباس: أنشدنا لشاعر الشعراء، قال: ومن هو ؟ قال: الذى لا يعاظل القول، ولا يتتبع حوشى الكلام. قال: ومن هو ؟ قال: زهير " أي لا يعقده ولا يوالى بعده فوق بعض. وكل شئ ركب شيئا فقد عاظله. (ه‍) ومنه " تعاظل الجراد والكلاب " وهو تراكبها. (عظم) * في أسماء الله تعالى " العظيم " هو الذى جاوز قدره وجل عن حدود العقول، (1) في اللسان " شمر ". (2) تصف أباها، كما ذكر الهروي.
[ 260 ]
حتى لا تتصور الإحاطة يكنهه وحقيقته والعظم في صفات الأجسام: كبر الطول والعرض والعمق. والله تعالى جل قدر عن ذلك. (س) وفيه " أنه كان يحدث ليلة عن بنى إسرائيل لا يقوم فها إلا إلى عظم صلاة ". عظم الشئ: أكبره، كأنه أراد لا يقوم إلا إلى الفريضة. (س) ومنه الحديث " فأسندوا عظم ذلك إلى ابن الدخشم " إى معظمه. * ومنه حديث ابن سيرين " جلست إلى مجلس فيه عظم من الأنصار " أي جماعة كثيرة. يقال: دخل في عظم الناس: أي معظمهم. (س) وفى وفى حديث رقيقة " انظروا رجلا طوالا عظاما " أي عظيما بالغا. والفعال من أبنية المبالغة. وأبلغ منه فقال بالتشديد. (س) وفيه " من تعظم في نفسه لقى الله تبارك وتعالى غضبان " التعظيم في النفس: هو الكبر والنخوة أو الزهو. (س) وفيه " قال الله تعالى: لا يتعاظمنى ذنب أن أغفره " أي لا يعظم على وعندي. (س) وفيه " بينا هو يلعب مع الصبيان وهو صغير بعظم وضاح مر عليه يهودى فقال له: لتقتلن صناديد هذه القرية " هي لعبة لهم كانوا يطرحون عظما بالليل يرمونه، فمن أصابه غلب أصحابه، وكانوا إذا غلب واحد من الفريقين ركب أصحابه الفريق الآخر من الموضع الذى يجدونه فيه إلى الموضع الذى رموا به منه. (عظه) * في " لأجعلنك عظة " أي موعظة وعبرة لغيرك، وبابه الواو، من الوعظ، والهاء فهى عوض من الواو المحذوفة. (عظا) * في حديث عبد الرحمن بن عوف. * كفعل الهر يفترس العظايا * هي جمع عظاية، وهى دويبة معروفة. وقيل: أراد بها سام أبرص. ويقال للواحدة أيضا: عظاءة، وجمعها عظاء.
[ 261 ]
(باب العين مع الفاء) (عفث) (ه‍) في حديث الزبير " أنه كان أخضع أشعر أعفث " الأعفث: الذى ينكشف فرجه كثيرا إذا جلس. وقيل: هو بالتاء بنقطتين، ورواه بعضهم في صفة عبد الله بن الزبير، فقال: كان بخيلا أعفث، وفيه يقول أبو وجزة: دع الأعفث المهذار يهذى بشتمنا فنحن بأنواع الشتيمة أعلم وروى عن ابن الزبير أنه كان كلما تحرك بدت عورته، فكان يلبس تحت إزاره التبان. (عفر) (ه‍) فيه " إذا سجد جافى عضريه حتى يرى من خلفه عفرة إبطيه " العفرة: بياض ليس بالناصع، ولكن كلون عفر الأرض، وهو وجهها. (ه‍) ومنه الحديث " كأنى أنظر إلى عفرتى إبطى رسول الله صلى الله عليه وسلم. * ومنه الحديث " يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء ". (ه‍) ومنه حديث الضحية " لدم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين ". (ه‍) ومنه الحديث " ليس عفر الليالى كالداآدئ " أي الليالى المقمرة كالسود. وقيل: هو مثل. (س) وفيه " أنه مر على أرض تسمى عفرة فسماها خضرة " كذا رواه الخطابى في شرح " السنن ". وقال: هو من العفرة: لون الأرض. ويروى بالقاف والثاء والذال. * وفى قصيد كعب: يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما لحم من القوم معفور خراديل المعفور: المترب المعفر بالتراب. * ومنه الحديث " العافر الوجه في الصلاة " أي المترب.
[ 262 ]
* ومنه حديث أبى جهل " هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم " يريد به سجوده على التراب، ولذلك قال في آخره: " لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب " يريد إذلاله، لعنه الله عليه. (ه‍) وفيه " أول دينكم نبوة ورحمة، ثم ملك أعفر " أي ملك يساس بالنكر والدهاء، من قولهم للخبيث المنكر: عفر. والعفارة: الخبث والشيطنة. (ه‍) ومنه الحديث " إن الله تعالى يبغض العفرية النفرية " هو الداهى الخبيث الشرير. * ومنه " العفريت " وقيل: هو الجموع المنوع. وقيل: الظلوم. وقال الجوهرى (1) في تفسير العفرية " المصحح، والنفرية إتباع له " وكأنه أشبه،. لانه قال في تمامه " الذى لا يرزأ في أهل ولا مال ". وقال الزمخشري: " العفر، والعفرية، والعفريت، والعفارية: القوى المتشيطن الذى يعفر قرنه. والياء في عفرية وعفارية للإلحاق بشرذمة وعذافرة، والهاء فيهما للمبالغة. والتاء في عفريت للإلحاق بقنديل ". (س) وفى حديث على " غشيهم يوم بدر ليثا عفرنى " العفرنى: الأسد الشديد، والألف والنون للإلحاف بسفرجل. وفى كتاب أبى موسى " غشيهم يوم بدر ليثا عفريا " أي قويا داهيا. يقال أسد عفر وعفر، بوزن طهر: أي قوى عظيم. (ه‍) وفيه " أنه بعث معاذا إلى اليمن وأمره أن يأخذ من كل حالم دينارا أو عدله من المعافرى " هي برود باليمن منسوبة إلى معافر، وفى قبيلة باليمن، والميم زائدة. (ه‍) ومنه حديث ابن عمر " إنه دخل المسجد وعليه بردان معافر يان " وقد تكرر ذكره في الحديث. (1) حكاية عن أبى عبيدة. (*)
[ 263 ]
(ه‍) وفيه " أن رجلا جاءه فقال: مالى عهد بأهلى منذ عفار النخل ". (ه‍) وفى حديث هلال " ما قربت أهلى مذ عفرنا النخل " ويروى بالقاف، وهو خطأ. التعفير: أنهم كانوا إذا أبروا النخل تركوها أربعين يوما لا تسقى لئلا ينتفض حملها ثم تسقى، ثم تترك إلى أن تعطش ثم تسقى. وقد عفر القوم: إذا فعلوا ذلك، وهو من تعفير الوحشية ولدها، وذلك أن تفطمه عند الرضاع أياما ثم ترضعه، تفعل ذلك مرارا ليعتاده. (س) وفيه " أن اسم حمار النبي صلى الله عليه وسلم عفير " هو تصغير ترخيم لأعفر، من العفرة: وهى الغبرة ولون التراب،: كما قالوا في تصغير أسود: سويد، وتصغيره غير مرخم: أعيفر، كأسيود. (س) وفى حديث سعد بن عبادة " أنه خرج على حماره يعفور ليعوده " قيل سمى يعفورا للونه، من العفرة، كما قيل في أخضر: يخضور. وقيل: سمى به تشبيها في عدوه باليعفور، وهو الظبى. وقيل: الخشف (1). (عفس) (ه‍) في حديث حنظلة الأسدى " فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة " المعافسة: المالجة والممارسة والملاعبة. * ومنه حديث على " كنت أعافس وأمارس ". (ه‍) وحديثه الآخر " يمنع من العفاس خوف الموت، وذكر البعث والحساب ". (عفص) (ه‍) في حديث اللقطة " احفظ (2) عفاصها ووكاءها " العفاص: الوعاء الذى تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة أو غير ذلك، من العفص: وهو الثنى والعطف. وبه سمى الجلد الذى يجعل على رأس القارورة: عفاصا، وكذلك غلافها. وقد تكرر في الحديث. (1) الخشف: ولد الغزال، يطلق على الذكر والأنثى. (المصباح المنير). (2) رواية الهروي: " اعرف عفاصها ".
[ 264 ]
(عفط) * في حديث على " ولكانت دنيا كم هذه أهون على من عفطة عنز " أي ضرطة عنز. (عفف) * فيه " من يستعفف يعفه الله " الاستعفاف: طلب العفاف والتعفف، وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس: أي من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياها. وقيل الاستفاف: الصبر والنزاهة عن الشئ، يقال: يعف عفة فهو عفيف. * ومنه الحديث " اللهم إنى أسألك العفة والغنى ". * والحديث الآخر " فإنهم - ما علمت - أعفة صبر " جمع عفيف. وقد تكرر في الحديث. (س) وفى حديث المغيرة " لا تحرم العفة " هي بقية اللبن في الضرع بعد أن يحلب أكثر ما فيه، وكذلك العفافة، فاستعارها للمرأة، وهو يقولون: العيفة. (عفق) (ه‍) في حديث لقمان " خذى منى أخى ذا العفاق " يقال: عفق يعفق عفقا وعفاقا إذا ذهب ذهابا سريعا. والعفق أيضا: العطف، وكثرة الضراب. (عفل) * في حديث ابن عباس " أربع لا يجزن في البيع ولا النكاح: المجنونة، والمجذومة، والبرصاء، والعفلاء " العفل - بالتحريك -: هنه تخرج في فرج المرأة وحياء الناقة شبية بالأدرة التى للرجال في الخصية. والمرأة عفلاء. والتعفيل: إصلاح ذلك. (س) ومنه حديث مكحول " في امرأة بها عفل ". (س) وفى حديث عمير بن أعصى " كبش حولي أعفل " أي كثير شحم الخصية من السمن، وهو العفل بإسكان الفاء. قال الجوهرى: " العفل: مجس الشاة بين رجليها إذا أردت أن تعرف سمنها من هزالها ". (عفن) * في قصة أيوب عليه السلام " عفن من القيح والدم جوفى " أي فسد من احتباسهما فيه.
[ 265 ]
(عفا) * في أسماء الله تعالى " العفو " هو فعول، من العفو وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المحو والطمس، وهو من أبنية المبالغة. يقال: عفا يعفو عفوا، فهو عاف وعفو. * وفى حديث الزكاة " قد عفوت عن الخيل والرقيق فأدوا زكاة أموالكم " أي تركت لكم أخذ زكاتها وتجاوزت عنه، ومنه قولهم: عفت الريح الأثر، إذا طمسته ومحته. (س) ومنه حديث أم سلمة " قالت لعثمان: لا تعف سبيلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحبها " أي لا تطمسها. (ه‍) ومنه حديث بى بكر " سلوا الله العفو والعافية والمعافاة " فالعقو: محو الذنوب، والعافية: أي تسلم من الأسقام والبلايا، وهى الصحة وضد المرض، ونظيرها الثاغية والراغية، بمعنى الثغاء والرغاء. والمعافاة: هي أن معافيك الله من الناس ويعافيهم منك: أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم. وقيل: هي مفاعلة من العفو، وهو أن يعفو عن الناس ويعفو هم عنه. * ومنه الحديث " تعاقوا الحدود فيما بينكم " أي تجاوزوا عنها ولا ترفعوها إلى، فإنى متى علمتها أقمتها. (ه‍) وفى حديث ابن عباس، وسئل عما في أموال أهل الذمة فقال: " العفو " أي عفى لهم عما فيها من الصدقة وعن العشر في غلاتهم. * وفى حديث ابن الزبير " أمر الله نبيه أن يأخذ العقو من أخلاق الناس " هو السهل المتيسر: أي أمره أن يحتمل أخلاقهم ويقبل منها ما سهل وتيسر، ولا يستقصى عليهم. * ومنه حديثه الآخر " أنه قال للنابغة: أما صفو أموالنا فلآل الزبير، وأما عفوه فإن تيما وأسدا تشغله عنك " قال الحربى: العفو: أجل المال وأطيبه. وقال الجوهرى: " عفو المال: ما يفضل عن النفقة " كلاهما جائز في اللغة، والثانى أشبه بهذا الحديث.
[ 266 ]
(ه‍) وفيه " أنه أمر بإعفاء اللحى " هو أن يوفر شعرها ولا يقص كالشوارب، من عفا الشئ إذا كثر وزاد. يقال: أعفيته وعفيته. * ومنه حديث القصاص " لا أعفى من قتل بعد أخذ الدية " هذا دعاء عليه: أي لا كثر ماله ولا استغنى. (ه‍) ومنه الحديث " إذا دخل صفر وعفا الوبر " أي كثر وبر الإبل. * وفى رواية أخرى " وعفا الأثر " هو بمعنى درس وامحى. (ه‍) ومنه حديث مصعب بن عمير " إنه غلام عاف " أي وافى اللحم كثيره. * وفى حديث عمر " إن عاملنا ليس بالشعث ولا العافى ". * وفيه " إن المنافق إذا مرض ثم أعفى كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه، فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه " أعفى المريض بمعنى عوفي. (ه‍) وفيه " أنه أقطع من أرض المدينة ما كان عفاء (1) أي ما ليس فيه لأحد أثر، وهو من عفا الشئ إذا درس ولم يبق له أثر. يقال: عفت الدار عفاء، أو ما ليس لأحد فيه ملك، من عفا الشئ يعفو إذا صفا وخلص. (ه‍) ومنه الحديث " ويرعون عفاءها (2) ". * ومنه حديث صفوان بن محرز " إذا دخلت بيتى فأكلت رغيفا وشربت عليه من الماء فعلى الدنيا العفاء " أي الدروس وذهاب الأثر. وقيل: العفاء التراب. (ه‍) وفيه " ما أكلت العافية منها فهو له صدقة " وفى رواية " العوافي " العافية والعافي: كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر، وجمعها: العوافي، وقد تقع العافية على الجماعة. يقال: عفوته واعتفيته: أي أتيته أطلب معروفه. وقد تكرر ذكر " العوافي " في الحديث بهذا المعنى. (1) في الأصل، واللسان: " عفا " وأثبتنا ما في ا، والهروى، والفائق 2 / 166، 3 / 94. (2) زاد الهروي: " والعفا، مقصور.... ".
[ 267 ]
* ومنها الحديث في ذكر المدينة " ويتر كها أهلها على أحسن ما كانت. (ه‍) وفى حديث أبى ذر " أنه ترك أتانين وعفوا " العفو بالكسر والضم والفتح الجحش، والأنثى عفوة. (باب العين مع القاف) (عقب) (ه‍) فيه " من عقب في صلاة (1) فهو في صلاة " أي أقام في مصلاه بعد ما يفرغ من الصلاة. يقال: صلى القوم وعقب فلان. * ومنه الحديث " والتعقيب في المساجد بانتظار الصلاة بعد الصلاة ". * ومنه الحديث " ما كانت صلاة الخوف إلا سجدتين، إلا أنها كانت عقبا " أي تصلى طائفة بعد طائفة، فهم يتعاقبونها تعاقب الغزاة. (ه‍) ومنه الحديث " وأن كل غازية غزت يعقب بعضها بعضا " أي يكون الغزو بينهم نوبا، فإذا خرجت طائفة ثم عادت لم تكلف أن تعود ثانية حتى تعقبها أخرى غيرها. (ه‍ س) ومنه حديث عمر " أنه كان يعقب الجيوش في كل عام ". (ه‍) وحديث أنس " أنه سئل عن التعقيب في رمضان فأمرهم أن يصلوا في البيوت " التعقيل: هو أن تعمل عملا ثم تعود فيه، وأراد به ها هنا: صلاة النافلة بعد التراويح، فكره أن يصلوا في المسجد، وأحب أن يكون ذلك في البيوت. (ه‍) وفى حديث الدعاء " معقبات لا يخيب قائلهن: ثلاث وثلاثون تسبيحة، وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة " سمين معقبات لأنها عادت مرة بعد مرة، أو لأنها تقال عقيل الصلاة (2). والمعقب من كل شئ: ما جاء عقيب ما قبله. (1) في الأصل: " في الصلاة " وأثبتنا ما في ا، واللسان، والدر النثير، والهروى. والرواية في اللسان: " من عقب في صلاة فهو في الصلاة ". (2) زاد الهروي: " وقال شمر: أراد تسبيحات تخلف بأعقاب الناس ".
[ 268 ]
(س) ومنه الحديث " فكان الناضح يعتقبه منا الخمسة " أي يتعاقبونه في الركوب واحدا بعد واحد. يقال: دارت عقبة فلان: أي جاءت نوبته ووقت ركوبه. * ومنه حديث أبى هريرة " كان هو وامرأته وخادمة يعتقبون الليل أثلاثا " أي يتناوبونه في القيام إلى الصلاة. (ه‍) ومنه حديث شريح " أنه أبطل النفح إلا أن تضرب فتعاقب " أي أبطل نفح الدابة برجلها إلا أن تتبع ذلك رمحا. * وفى أسماء النبي صلى الله عليه وسلم " العاقب " هو آهر الأنبياء، والعاقب والعقوب: الذى يخلف من كان قبله في الخير. (س) وفى حديث نصارى نجران " جاء السيد والعاقب " هما من رؤسائهم وأصحاب مراتبهم. والعاقب يتلو السيد. (ه‍) وفى حديث عمر " أنه سافر في عقب رمضان " أي في آخره وقد بقيت منه بقية. يقال: جاء على عقب الشهر وفى عفبه إذا جاء وقد بقيت منه أيام إلى العشرة (1). وجاء في عقب الشهر وعلى عقبه إذا جاء بعد تمامه. * وفيه " لا تردهم (2) على أعقابهم " أي إلى حالتهم الأولى من ترك الهجرة. * ومنه الحديث " ما زالوا مرتدين على أعقابهم " أي راجعين إلى الكفر، كأنهم رجعوا إلى ورائهم. (ه‍) وفيه " أنه نهى عن عقب الشيطان في الصلاة " وفى رواية " عن عقبة الشيطان " هو أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين، وهو الذى يجعله بعض الناس الإقعاء. وقيل: هو أن يترك عقبيه غير مغسولين في الوضوء. (1) عبارة الهروي: " وقد بقيت منه بقية ". (2) في الأصل: " لا تردوهم " والمثبت من ا واللسان.
[ 269 ]
(ه‍) ومنه الحديث " ويل للعقب من النار " وفى رواية " للأعقاب " وخص العقب بالعذاب لأنه العضو الذى لم يغسل. وقيل: أراد صاحب العقب، فحذف المضاف. وإنما قال ذلك،. لأنهم كانوا لا يستقصون غسل أرجلهم في الوضوء. ويقال فيه: عقب وعقب. (ه‍) وفيه " أن نعله كانت معقبة مخصرة " المعقبة: التى لها عقب. (س) وفيه " أنه بعث أم سليم لتنظر له امرأة فقال: انظري إلى عقبيها أو عرقوبيها " قيل: لأنه إذا اسود عقباها اسود (1) سائر جسدها. * وفيه " أنه كان اسم رايته عليه السلام العقاب " وهى العلم الضخم. * وفى بحديث " الضيافة " فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه " أي يأخذ منهم عوضا عما حرموه من القرى. وهذا في المضطر الذى يحد طعاما ويخاف على نفسه التلف. يقال: عقبهم مشددا ومخففا، وأعفبهم إذا أخذ منهم عقبى وعقبة، وهو أن يأخذ منهم بدلا عما فاته. * ومنه الحديث " سأعطيك مها عقبى " أي بدلا عن الإبقاء والإطلاق. (س) وفيه " من مشى عن دابته عقبة فله كذا " أي شوطا. (ه‍) وفى حديث الحارث بن بدر " كنت مرة نشبة فأنا اليوم عقبة " أي كنت إذا نشبت بإنسان وعلقت به لقى منى شرا فقد أعقبت اليوم منه ضعفا. (س) وفيه " ما من جرعة أحمد عقبانا " أي عاقبة. * وفيه " أنه مضغ عقبا وهو صائم " هو بفتح القاف: العصب. (ه‍) وفى حديث النخعي " المعتقب ضامن لما اعتقب " الاعتقاب: الحبس والمنع، مثل أن يبيع شيئا ثم يمنعه من المشترى حتى يتلف عنده فإنه يضمنه. (عقبل) * في حديث على " ثم قرن بسعتها عقابيل فاقها " العقابيل: بقايا المرض وغيره، واحدها عقبول. (1) في ا " استوى ".
[ 270 ]
(عقد) (ه‍) فيه " من عقد لحيته فإن محمدا برئ منه " قيل هو معالجتها حتى تتعقد وتتجعد. وقيل: كانوا يعقدونها في الحروب، فأمرهم بإرسالها، كانوا يفعلون ذلك تكبرا وعجبا. * وفيه " من عقد الجزية في عنقه فقد برئ مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم " عقد الجزية: كناية (1) عن تقريرها على نفسه، كما تعقد الذمة للكتابى عليها. * وفى حديث الدعاء " لك من قلوبنا عقدة الندم " يريد عقد العزم على الندامة، وهو تحقيق التوبة. * ومنه الحديث " لآمرن براحلتي ترحل، ثم لا أحل لها عقدة حتى أقدم المدينة " أي لا أحل عزمى حتى أقدمها. وقيل: أراد لا أنزل فأعقلها حتى أحتاج إلى حل عقالها. * وفيه " أن رجلا كان يبايع وفى عقدته ضعف " أي في رأيه ونظره في مصالح نفسه. (ه‍) وفى حديث عمر " هلك أهل العقد (2) ورب الكعبة " يعنى أصحاب الولايات على الأمصار، من عقد الأولية للأمراء. (ه‍) ومنه حديث أبى: " هلك أهل العدة ورب الكعبة " يريد البيعة المعقودة للولاة. * وف يحديث ابن عباس في قوله تعالى " والذين عاقدت (3) أيمانكم " المعاقدة: المعاهدة والميثاق. والأيمان: جمع يمين: القسم أو اليد. * وفى حديث الدعاء " أسألك بمعاقد العز من عرشك " أي بالخصال التى استحق بها (1) في الأصل: " عبارة " وأثبتنا مافى ا، واللسان. (2) ضبطت في الأصل واللسان " العقد " بضم العين وفتح القاف. وأثبتنا ضبط أو الهروي. (3) الآية 33 من سورة النساء. و " عاقدت " قراءة نافع، انظر تفسير القرطبى 5 / 165، 167.
[ 271 ]
العرش العز، أو بمواضيع انعقادها منه. وحقيقة معناه: بعز عرشك. وأصحاب أبى حنيفة يكرهون هذا اللفظ من الدعاء (1). * وفيه " فعدلت عن الطريق فإذا بعقدة من شجر " العقدة من الأرض: البقعة الكثيرة الشجر. * وفيه " الخيل معقود في نواصيها الخير " أي ملازم لها كأنه معقود فيها. (س) وفى حديث ابن عمرو " ألم أكن أعلم السباع هاهنا كثيرا ؟ قيل: نعم، ولكنها عقدت، فهى تخالط البهائم ولا تهيجها " أي عولجت بالأخذ والطلسمات كما تعالج الروم الهوام ذوات السموم، يعنى عقدت ومنعت أن تضر البهائم. * وفى حديث أبى موسى " أنه كسا في كفارة اليمين ثوبين ظهرانيا ومعقدا " المعقد: ضرب من برود هجر. (عقر) (ه‍) فيه " إنى لبعقر حوضى أذود الناس لأهل اليمن " عقر الحوض بالضم: موضع الشاربة منه: أي أطردهم لأجل أن يرد أهل اليمن. (ه‍) وفيه " ما غزى قوم في عقر دارهم إلا ذلوا " عقد الدار بالضم والفتح: أصلها. * ومنه الحديث " عقر دار الإسلام الشام " أي أصله وموضعه، كأنه أشار به إلى وقت الفتن: أي يكون الشام يومئذ آمنا منها، وأهل الإسلام به أسلم. (ه‍) وفى " لا عقر في الإسلام " كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى: أي ينحرونها ويقولون: إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته فنكافئه بمثل صنيعه بعد وفاته. وأصل العقر: ضرب قوام البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. * ومنه الحديث " لا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة " وإنما نهى عنه لأنه مثلة وتعذيب للحيوان. * ومنه حديث ابن الأكوع " فما زلت أرميهم وأعقر بهم " أي أقتل مر كوبهم. يقال: عقرت به: إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلا. (1) قال السيوطي في الدر النثير: " وحديثه موضوع ".
[ 272 ]
(ه‍) ومنه الحديث " فعقر حنظلة الراهب بأبى سفيان بن حرب (1) " أي عرقب دابته، ثم اتسع في العقر حتى استعمل في القتل والهلاك. (س) ومنه الحديث " أنه قال لمسيلمة الكذاب: ولئن أدبرت ليعقرنك الله " أي ليهلكنك. وقيل: أصله من عقر النخل، وهو أن تقطع رؤوسها فتيبس. * ومنه حديث أم زرع " وعقر جارتها " أي هلاكها من الحسد والغيظ. (ه‍) وفى حديث ابن عباس " لا تأكلوا من تعاقر الأعراب فإنى لا آمن أن يكون مما أهل به لغير الله " هو عقرهم الإبل، كان يتبارى الرجلان في الجود والسخاء فيعقر هذا إبلا ويعقر هذا إبلا حتى يعجز أحدهما الآخر، وكانوا يفعلونه رياء وسمعة وتفاخرا، ولا يقصدون به وجه الله، فشبهه بما ذبح لغير الله. (س) وفيه " إن خديجة لما تزوجت برسول الله صلى الله عليه وسلم كست أباها حلة وخلقته، ونحرت جزورا، فقال: ما هذا الحبير، وهذا العبير، وهذ العقير ؟ " أي الجزور المنحور. يقال: جمل عقير، وناقة عقير. قيل: كانوا إذا أراداوا نحر البعير عقروه: أي قطعوا إحدى قوائمه ثم نحروه. وقيل: يفعل ذلك به كيلا يشرد عند النحر. * وفيه " إنه مر بحمار عقير " أي أصابه عقر ولم يمت بعد. (ه‍) ومنه حديث صفية " لما قيل له: إنها حائض، فقال: عقرى حلقى " أي عقرها الله وأصابها بعقر في جسدها. وظاهره الدعاء عليها، وليس بدعاء في الحقيقة، وهو في مذهبهم معروف. قال أبو عبيد: الصواب " عقرا حلقا "، بالتنوين،. لأنهما مصدرا: عقد وحلق. وقال سيبوية: عقدته إذا قلت له: عقرا، وهو من باب سقيا، ورعيا، وجدعا. قال الزمخشري: " هما صفتان للمرأة المشئومة: أي أنها تعقر قومها وتحلقهم: أي تستأصلهم (1) في الهروي: " بأبى سفيان بن الحارث ".
[ 273 ]
من شؤمها عليهم. ومحلهما الرفع على الخبرية: أي هي عقرى وحلقى. ويحتمل أن يكونا مصدرين على فعلى بمعنى العقر والحلق، كالشكوى للشكو ". وقيل: الألف للتأنيث، مثلها في غضبى وسكرى. (س) ومنه حديث عمر " إن رجلا أثنى عنده على رجل في وجهه، فقال: عقرت الرجل عقرك الله ". (ه‍) وفيه " أنه أقطع حصين بن مشمت ناحية كذا، واشترط عليه أن لا يعقر مراعاها " أي لا يقطع شجرها. (س) وفيه حديث عمر " فما هو إلا أن سمعت كلام أبى بكر فعقرت وأنا قائم حتى وقعت إلى الأرض " العقر بفتحتين: أن تسلم الرجل قوائمه من الخوف. وقيل: هو أن يفجأه الروع فيدهش ولا يستطيع أن يتقدم أو يتأخر. (س) ومنه حديث العباس " أنه عقر في مجلسه حين أخبر أن محمدا قتل ". * وحديث ابن عباس " فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم سقطت أذقانهم على صدورهم وعقروا في مجالسهم ". * وفيه " لا تزوجن عاقرا فإنى مكاثر بكم " العاقر: المرأة التى لا تحمل. (س) وفيه " أنه مر بأرض تسمى عقرة فسماها خضرة " كأنه كره لها اسم العقر،. لأن العاقر المرأة التى لا تحمل. (وشجرة عاقرة لا تحمل) (1) فسماها خضرة تفاؤلا بها. ويجوز أن يكون من قولهم: نخلة عقرة إذا قطع رأسها فيبست. (ه‍) وفيه " فأعطاهم عقرها " العقر - بالضم -: ما تعطاه المرأة على وطء الشبهة. وأصله أن واطئ البكر يعقرها إذا افتضها، فسمى ما تعطاه للعقر عقرا، ثم صار عاما لها وللثيب. (1) ساقط من ا. واللسان: " وشجرة عاقر.. ".
[ 274 ]
(ه‍) ومنه حديث الشعبى " ليس على زان عقر " أي مهر، وهو للمغتصبة من الإماء كالمهر للحرة. (ه‍) وفيه " لا يدخل الجنة معاقر خمر " هو الذى يدمن شربها. قيل: هو مأخوذ من عقد الحوض،. لأن الواردة تلازمه. (س) ومنه الحديث " لا تعاقروا " أي لا تدمنوا شرب الخمر. (س) وفى حديث قس، ذكر " العقار " هو بالضم من أسماء الخمر. (ه‍) وفيه " من باع دارا أو عقارا " العقار بالفتح: الضيعة والنخل والأرض ونحو ذلك. (ه‍) ومنه الحديث " فرد عليهم ذراريهم وعقار بيوتهم " أراد أرضهم. وقيل: متاع بيوتهم وأدواته وأوانيه. وقيل: متاعه الذى لا يبتذل إلا في الأعياد. وعقار كل شئ: خياره. (س) وفيه " خير المال العقر " هو بالضم: أصل كل شئ. وقيل: هو بالفتح. وقيل: أراد أصل مال له نماء. (ه‍) وفى حديث أم سلمة " أنها قالت لعائشة رضى الله عنها: سكن الله عقيراك فلا تصحريها " أي أسكنك بيتك ويترك فيه فلا تبرزيه (1). وهو اسم مصغر مشتق من عقر الدار. قال القتيبى: لم أسمع بعقيرى إلا في هذا الحديث. قال الزمخشري: " كأنها تصغير العقرى على فعلى، من عقر إذا بقى مكانه لا يتقدم ولا يتأخر، فزعا، أو أسفا أو خجلا. وأصله من عقرت به إذا أطلت حبسه، كأنك عقرت راحلته فبقى لا يقدر على البراح. وأرادت به نفسها: أي سكنى نفسك التى حقها أن تلزم مكانها (2) ولا تبرز (1) في الهروي: " قالت ذلك عند خروجها إلى البصرة ". (2) مكان هذا في الفائق 1 / 585: " ولا تبرح بيتها واعملى بقوله تعالى: " وقرن.. " الآية.
[ 275 ]
إلى الصحراء من قوله تعالى " وقرن في بيوتكن، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " (ه‍) وفيه " خمس يقتلن في الحل والحرام، وعد منها الكلب العقور " وهو كل سبع يعقر: أي يجرح ويقتل ويفترس، كالأسد، والنمر، والذئب. سماها كلبا لاشتراكها في السبعية. والعقور: من أبنية المبالغة. (س) ومنه حديث عمرو بن العاص " أنه رفع عقيرته يتغنى " أي صوته. قيل: أصله أن رجلا قطعت رجله فكان يرفع المقطوعة على الصحيحة ويصيح من شدة وجعها بأعلى صوته، فقيل لكل رافع صوته: رفع عقيرته. والعقيرة: فعيلة بمعنى مفعولة. (س) وفى حديث كعب " إن الشمس والقمر نوران عقيران في النار " قيل: لما وصفهما الله تعالى بالسباحة في قوله: " كل في فلك يسبحون " ثم أخبر أنه يجعلهما في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحانها صار كأنهما زمنان عقيران، حكى ذلك أبو موسى هو كما تراه. (عقص) (ه‍) في صفته صلى الله عليه وسلم " إن انفرقت عقيصته فرق وإلا تركها " العقيصة: الشعر المعقوص، وهو نحو من المضفور. وأصل العقص: اللى. وإدخال أطراف الشعر في أصوله. هكذا جاء في رواية. والمشهور " عقيقته " لأنه لم يكن يعقص شعره. والمعنى إن انفرقت من ذات نفسها وإلا تركها على حالها ولم يفرقها. * حديث ضمام " إن صدق ذو العقيصتين ليدخلن الجنة " العقيصتين: تثنية العقيصة * ومنه حديث عمر " من لبد أو عقص فعليه الحلق " يعنى في الحج. وإنما جعل عليه الحلق لأن هذه الأشياء تقى الشعر من الشعث، فلما أراد حفظ شعره وصونه ألزمه حلقه بالكلية، مبالغة في عقوبته. * ومنه حديث ابن عباس " الذى يصلى ورأسه معقوص كالذى يصلى وهو مكتوف " أراد أنه إذا كان شعره منشورا سقط على الأرض عند السجود فيعطى صاحبه ثواب السجود به،
[ 276 ]
وأذا كان معقوصا صار في معنى ما لم يسجد، وشبهه بالمكتوف، وهو المشدود اليدين،. لأنهما لا يقعان على الأرض في السجود. * ومنه حديث حاطب " فأخرجت الكتاب من عقاصها " أي ضفائرها، جمع عقيصة أو عقصة. قيل: هو الخيط الذى تعقص به أطراف الذوائب، والأول الوجه. (س) ومنه حديث النخعي " الخلع تطليقة بائنة، وهو ما دون عقاص الرأس " يريد أن المختلعة إذا افتدت نفسها من زوجها بجميع ما تملك كان له أن يأخذ ما دون شعرها من جميع ملكها. (ه‍) وفى حديث مانع الزكاة " فتطؤه بأظلافها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء " العقصاء: الملتوية القرنين. (ه‍ س) وفى حديث ابن عباس " ليس (معاوية (1)) مثل الحصر العقص " يعنى ابن الزبير. العقص: الألوى الصعب الأخلاق، تشبيها بالقرن الملتوى. (عقعق) (س) في حديث النخعي " يقتل المحرم العقعق " هو طائر معروف ذو لونين أبيض وأسود، طويل الذنب. ويقال له: القعقع أيضا، وإنما أجاز قتله لأنه نوع من الغربان. (عقف) * في حديث القيامة " وعليه حسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة " أي ملوية كالصنارة. (ه‍) ومنه حديث القاسم بن محمد بن مخيمرة " لا أعلم رخص فيها - يعنى العصرة - إلا للشيخ المعقوف " أي الذى قد انعقف من شدة الكبر فانحنى واعوج حتى صار كالعقافة، وهى الصولجان. (عقق) (ه‍) فيه " أنه عق عن الحسن والحسين " العقيقة: الذبيحة التى نذبح عن المولود. وأصل العق: الشق والقطع. وقيل للذبيحة عقيقة، لأنها يشق حلقها. (1) من الهروي، وانظر ص 396 من الجزء الأول.
[ 277 ]
* ومنه الحديث " الغلام مرتهن بعقيقته " قيل: معناه أن أباه يحرم شفاة ولده إذا لم يعق عنه. وقد تقدم في حرف الراء مبسوطا. * ومنه الحديث " أنه سئل عن العقيقة فقال: لا أحب العقوق " ليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا إسقاط لها، وإنما كره الاسم، وأحب أن تسمى بأحسن منه، كالنسيكة والذبيحة، جريا على عادته في تغيير الاسم القبيح. وقد تكرر ذكر " العق والعقيقة " في الحديث. ويقال للشعر الذى يخرج على رأس المولود من بطن أنه: عقيقة، لأنها تحلق. وجعل الزمخشري الشعر أصلا، والشاة المذبوحة مشتقة منه. (ه‍) ومنه الحديث في صفة شعره صلى الله عليه وسلم " إن انفرقت عقيقته فرق " أي شعره، سمى عقيقة تشبيها بشعر المولود. * وفهى " أنه نهى عن عقوق الأمهات " يقال: عق والده يعقه عقوقا فهو عاق إذا آذاه وعصاه وخر ج عليه. وهو ضد البربه. وأصله من العق: الشق والقطع، وإنما خص الأمهات وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوى الحقوق عظيما (1)، فلعقوق الأمهات مزية في القبح. * ومنه حديث الكبائر " وعد منها عقوق الوالدين " وقد تكرر ذكره في الحديث. (ه‍) ومنه حديث أحد " إن أبا سفيان مر بحمزة قتيلا فقال له: ذق عقق " أراد ذق القتل يا عاق قومه، كما قتلت يوم بدر من قومك، يعنى كفار قريش. وعقق: معدول عن عاق، للمبالغة، كغدر، من غادر، وفسق، من فاسق. (س) وفى حديث أبى أدريس " مثلكم ومثل عائشة مثل العين في الرأس تؤذى صاحبها ولا يستطيع أن يعقها إلا بالذى هو خير لها " هو مستعار من عقوق الوالدين. (1) في الأصل " سواء " وأثبتنا ما في ا والسان.. وفى اللسان: "... لأن لعقوق الأمهات مزية في القبح ".
[ 278 ]
(ه‍) وفيه " من أطرق مسلما فعقت له فرسه كان (له (1)) كأجر كذا " عقت أي حملت، والأجود: أعقت، بالألف فهى عقوق، ولا يقال: معق، كذا قال الهروي عن ابن السكيت. وقال الزمخشري: " يقال: عقت عققا وعقاقا، فهى عقوق، وأعقت فهى معق " * ومنه قولهم في المثل " أعز من الأبلق العقوق " لأن العقوق الحامل، والأبلق من صفات الذكر. (س) ومنه الحديث " أنه أتاه رجل معه فرس عقوق " أي حامل. وقيل: حائل، على أنه من الأضداد. وقيل: هو من التفاؤل، كأنهم أرادوا أنها ستحمل أن شاء الله تعالى. (س) وفيه " أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان والقيق " هو واد من أودية المدينة مسيل للماء، وهو الذى ورد ذكره في الحديث أنه واد مبارك. (س) وفى حديث آخر " إن العقيق ميقات أهل العراق " وهو موضع قريب من ذات عرق، قبلها بمرحلة أو مرحلتن. وفى بلاد العرب مواضع كثيرة تسمى العقيق. وكل موضع شققته من الأرض فهو عقيق، والجمع: أعقة وعقائق. (عقل) * قد تكرر في الحديث ذكر " العقل، والعقول، والعاقلة " أما العقل: فهو الدية، وأصله: أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فعقلها بفناء أو لياء المقتول: أي شرها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضوها منه، فسميت الدية عقلا بالمصدر. يقال: عقل البعير يعقله عقلا، وجمعها عقول. وكان أصل الدية الإبل، ثم قومت بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها. والعاقلة: هي العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ، وهى صفة جماعة عاقلة، وأصلها اسم، فاعلة من العقل، وهى من الصفات الغالبة. * ومنه الحديث " الدية على العاقلة ". (1) من الهروي.
[ 279 ]
* والحديث الآخر " لا تعقل العاقلة عمدا، ولا عبدا، ولا صلحا، ولا اعترافا " أي أن كل جناية عمد فإنها من مال الجاني خاصة، ولا يلزم العاقلة منها شئ، وكذلك ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطأ. وكذلك إذا اعترف الجاني بالجناية من غير بينة تقوم عليه، وإن ادعى أنها خطأ لا يقبل منه ولا تلزم بها العاقلة. وأما العبد فهو أن يجنى على حر فليس على عاقلة مولاه شئ من جناية عبده، وإنما جنايته في رقبته، وهو مذهب أبى حنيفة. وقيل: هو أن يجنى حر على عبد فليس على عاقلة الجاني شئ، إنما جنايته في ماله خاصة، وهو قول ابن أبى ليلى، وهو موافق لكلام العرب، إذ لو كان المعنى على الأول لكان الكلام " لا تعقل العاقلة على عبد " ولم يكن " لا تعقل عبدا " واختاره الأصمعى وأبو عبيد. (ه‍) ومنه الحديث " كتب بين قريش والأنصار كتابا فيه: المهاجرون من قريش على رباعتهم يتعاقلون بينهم معاقلهم الأولى " أي يكونون على ما كانوا عليه من أخذ الديات وإعطائها. وهو تفاعل من العقل. والمعاقل: الديات، جمع معقلة. يقال: بنو فلان على معاقلهم التى كانوا عليها: أي مراتبهم وحالاتهم. * ومنه حديث عمر " إن رجلا أتاه فقال: إن ابن عمى شج موضحة، فقال: أمن أهل القرى أم من أهل البادية ؟ قال: من أهل البادية، فقال عمر " إنا لا نتعاقل المضغ بيننا " المضغ: جمع مضغة وهى: القطعة من اللحم قدر ما يمضغ في الأصل، فاستعارها لموضحة وأشباهها من الأطراف كالسن والإصبع، ما لم يبلغ ثلث الدية، فسماها مضغة (1) تصغيرا لها وتقليلا. ومعنى الحديث أن أهل القرى لا يعقلون عن أهل البادية، ولا أهل البادية عن أهل القرى في مثل هذه الأشياء. والعاقلة لا تحمل السن والإصبع والموضحة وأشباه ذلك. (ه‍) ومنه حديث ابن المسيب " المرأة تعاقل الرجل إلى ثلث ديتها " يعنى أنها تساويه فيما كان من أطرافها إلى ثلث الدية، فإذا تجاوزت الثلث، وبلغ العقل نصف الدية صارت دية المرأة على النصف من دية الرجل. * ومنه حديث جرير " فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي (1) في ا: " مضغا ".
[ 280 ]
صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل " إنما أمر لهم بالنصف بعد علمه بإسلامهم،. لأنهم قد أعانوا على أنفسهم بمقامهم بين ظهرانى الكفار، فكانوا كمن هلك بجناية نفسه وجناية غيره، فتسقط حصة جنايته من الدية. (ه‍) وفى حديث أبى بكر " لو منعوني عقالا مما كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه " أراد بالعقال: الحبل الذى يعقل به البعير الذى كان يؤخذ في الصدقة،. لأن على صاحبها التسليم. وإنما يقع القبض بالرباط. وقيل: أراد ما يساوى عقالا من حقوق الصدقة. وقيل: أذا أخذ المصدق أعيان الإبل قيل: أخذ عقالا، وإذا أخذ أثماها قيل: أخذ نقدا. وقيل: أراد بالعقال صدقة العام. يقال: أخذ ما لصدق عقال هذا العام: أي أخذ منهم صدقته. وبعص فلان على عقال بنى فلان: إذا بعث على صدقاتهم. واختاره أبو عبيد، وقال هو أشبه عندي بالمعنى. وقال الخطابى: إنما يضرب المثل في مثل هذا بالأقل لا بالأكثر، وليس بسائر في لسانهم أن العقال صدقة عام، وفى أكثر الروايات " لو منعوني عناقا " وفى أخرى " جديا ". قلت: قد جاء في الحديث ما يدل على القولين. * فمن الأول حديث عمر " أنه كان يأخذ مع كل فريضة عقالا ورواء، فإذا جاءت إلى المدينة باعها ثم تصدق بها ". * وحديث محمد بن مسلمة " أنه كان يعمل على الصدقة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يأمر الرجل إذا جاء بفريضتين أن يأتي بعقاليهما وقرانيهما ". * ومن الثاني حديث عمر " أنه أخر الصدقة عام الرمادة، فلما أحيا الناس بعث عامله فقال: اعقل عنهم عقالين فاقسم فيهم عقالا وأتنى بالآخر " يريد صدقة عامين. * وفى حديث معاوية " أنه استعمل ابن أخيه عمرو بن عتبة بن أبى سفيان على صدقات كلب، فاعتدى عليهم، فقال ابن العداء الكلبى:
[ 281 ]
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا فكيف لو قد سعى عمرو عقالين نصب عقالا على الظرف، أراد مدة عقال. * وفيه " كالإبل المعقلة " أي المشدودة بالعقال، والتشديد فيه للتكثير. * ومنه حديث على وحمزة والشرب. * وهن معقلات بالفناء * * ومنه حديث عمر " كتب إليه أبيات في صحيفة، منها: فما قلص وجدن معقلات قفا سلع بمختلف التجار (1) يعنى نساء معقلات لأزواجهن كما تعقل النوق عند الضراب. ومن الأبيات أيضا: * يعقلهن جعدة من سليم * أراد أنه يتعرض لهن، فكنى بالعقل عن الجماع: أي أن أزواجهن يعقلونهن، وهو يعقلهن أيضا، كأن البدء للأزواج والأعادة له. * وفى حديث ظبيان " إن ملوك حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها " المعاقل: الحصون، واحدها: معقل. * ومنه الحديث " ليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل " أي ليتحصن ويعتصم ويلتجئ إلى كما يلتجئ الوعل إلى رأس الجبل. * وفى حديث أم زراع " واعتقل خطيا " اعتقال الرمح: أن يجعله الراكب تحت فخذه ويجر آخره على الأرض وراءه. * ومنه حديث عمر " من اعتقل الشاة وحلبها وأكل مع أهله فقد برئ من الكبر " هو أن يضع رجلها بين سلقه وفخذه ثم يحلبها. (1) في الأصل، وا، واللسان (أزر): " النجار " بالنون. وأثبتناه بالتاء من الفائق 2 / 266، واللسان (عقل) وتاج العروس (عقل). وقال الزمخشري: مختلف التجار: موضع اختلافهم، وحيث يمرون جائين وذاهبين.
[ 282 ]
* وفى حديث على " المختص بعقائل كراماته " جمع عقيلة، وهى في الأصل: المرأة الكريمة النفيسة، ثم استعمل في الكريم النفيس من كل شئ من الذوات والمعاني. * وفى حديث الزبرقان " أحب صبياننا إلينا الأبله العقول " هو الذى يظن به الحمق، فإذا فتش وجد عاقلا. والعقول: فعول منه للمبالغة. (س) ومنه حديث عمرو بن العاص " تلك عقول كادها بارئها " أي أرادها بسوء. (س) وفيه " إنه كان للنبى صلى الله عليه وسلم فرس يسمى ذا (1) العقال " العقال بالتشديد: داء في رجلى الدواب، وقد يخفف، سمى به لدفع عين السوء عنه. قال الجوهرى: وذو عقال اسم فرس. (ه‍) وفى حديث الدجال " ثم يأتي الخصب فيعقل الكرم " أي يخرج العقيلى وهى الحصرم. (عقم) (ه‍) فيه " سوآء ولود خير من حسناء عقيم " العقيم: المرأة التى لا تلد، وقد عقمت تعقم فهى عقيم، وعقمت فهى معقومة، والرجل عقيم ومعقوم. * ومنه الحديث " اليمين الفاجرة التى يقتطع بها مال المسلم تعقم الرحم " يريد أنها تقطع الصلة والمعروف بين الناس. ويجوز أن يحمل على ظاهره. * ومنه حديث ابن مسعود " إن الله يظهر للناس يوم القيامة فيخر المسلمون للسجود وتعقم أصلاب المنافقين فلا يسجدون " أي تيبس مفاصلهم وتصير مشدودة. والمعاقم:، المفاصل. (عقنقل) (س) في قصة بدر ذكر " العقنقل " هو كثيب متداخل من الرمل وأصله ثلاثى. (عقا) (ه‍) في حديث ابن عباس وسئل عن امرأة أرضعت صبيا رضعة فقال " إذا عقى حرمت عليه وما ولدت " العقى: ما يخرج من بطن الصبى حين يولد،. أسود لزجا قبل أن يطعم. (1) في الأصل وا: " ذو " والتصحيح من اللسان.
[ 283 ]
وإنما شرط العقى ليعلم أن اللبن قد صار في جوفه، ولأنه لا يعقى من ذلك اللين حتى يصير في جوفه. يقال: عقى الصبى يعقى عقيا. (س) وفى حديث ابن عمر " المؤمن الذى يأمن من أمسى بعقوته " عقوة الدار: حولها وقريبا منها. * وفى حديث على " لو أراد الله أن يفتح عليهم معادن العقيان " هو الذهب الخالص. وقيل: هو ما ينبت منه نباتا. والألف والنون زائدتان. (باب العين مع الكاف) (عكد) (س) فيه " إذا قطع اللسان من عكدته ففيه كذا " العكدة: عقدة أصل اللسان. وقيل: معظمه، وقيل: وسطه. وعكد كل شئ: وسطه. (عكر) (ه‍) فيه " أنتم العكارون، لا الفرارون " أي الكرارون إلى الحرب والعطافون نحوها، يقال للرجل يولى عن الحرب ثم يكر راجعا إليها: عكر واعتكر. وعكرت عليه إذا حملت. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا فجر بامرأة عكورة " أي عكر عليها فتسنمها وغلبها على نفسها. (ه‍) وحديث أبى عبيدة يوم أحد " فعكر على إحداهما فنزعها فسقطت ثنيته الأخرى " يعنى الزردتين اللتين نشبتا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ه‍) وفيه " أنه مر برجل له عكرة فلم يذبح له شيئا " العكرة بالتحريك: من الإبل ما بين الخمسين إلى السبعين. وقيل: إلى المائة. (س) ومنه حديث الحارث بن الصمة " وعليه عكر من المشركين " أي جماعة. وأصله من الاعتكار، وهو الازدحام والكثرة.
[ 284 ]
* ومنه حديث عمرو بن مرة " عند اعتكار الضرائر " أي اهتلاطها. والضرائر: الأمور المختلفة، ويروى باللام. (س) وفى حديث قتادة " ثم عادوا إلى عكرهم عكر السوء " أي إلى أصل مذهبهم الردئ. * ومنه المثل " عادت لعكره لميس " وقيل العكر: العدة والديدان. وروى " عكرهم " يفتحتين، ذهابا إلى الدنس والدرن، من عكر الزيت، والأول الوجه. (عكرد) * في حديث العرنيين " فسمنوا وعكردوا " أي غلظوا واشتدوا. يقال: للغلام الغليظ المشتد عكرد وعكرود. (عكرش) (س) في حديث عمر " قال له رجل: عنت لى عكرشة فشنقتها بجبوبة، فقال: فيها جفرة " العكرشة: أنثى الأرانب، والجفرة: العناق من المعز. (عكس) (ه‍) في حديث الربيع بن خيثم " اعكسوا أنفسكم عكس الخيل باللجم " أي كفوها وزدوها واردعوها. والعكس: ردك آخر الشئ إلى أوله. وعكس الدبة إذا جذب رأسها إليه لترجع ورائها القهقرى. (عكظ) * فيه ذكر " عكاظ " وهو موضع بقرب مكة، كانت تقام به في الجاهلية سوق يقيمون فيه أياما. (عكف) * قد تكرر في الحديث ذكر " الاعتكاف والعكوف " وهو الإقامة على الشئ، وبالمكان ولزومهما. يقال: عكف يعكف عكوفا فهو عاكف، واعتكف يعتكف اعتكافا فهو معتكف. ومنه قيل لمن لازم المسجد وأقام على العبادة فيه: عاكف ومعتكف. (عكك) * (س) فيه " إن رجلا كان يهدى للنبى صلى الله عليه وسلم العكة من السمن أو العسل " هي وعاء من جلود مستدير، يختص بهما، وهو بالسمن أخص. وقد تكرر في الحديث
[ 285 ]
(ه‍) وفى حديث عتبة بن غزوان وبناء البصرة " ثم نزلوا وكان يوم عكاك " العكاك: جمع عكة، وهى شدة الحر، ويوم عك وعكيك: أي شديد الحر. (عكل) * في حديث عمرو بن مرة " عند اعتكال الضرائر " أي عند اختلاط الأمور. ويروى بالراء وقد تقدم. (عكم) (ه‍) في حديث أم زرع " عكومها رداح " العكوم: الأحمال والغرائر التى تكون فيها الأمتعة وغيرها، واحدها: عكم، بالكسر. * ومنه حديث على " نفاضة كنفاضة العكم ". * وحديث أبى هريرة " سيجد أحدكم امرأته قد ملأت عكمها من وبر الإبل ". (س) وفيه " ما عكم عنه - يعنى أبا بكر - حين عرض عليه الإسلام " أي ما تحبس (1) وما انتظر ولا عدل. (س) وفى حديث أبى ريحانة " أنه نهى عن المعاكمة " كذا أورده الطحاوي، وفسره بضم الشئ إلى الشئ. يقال: عكمت الثياب إذا شددت بعضها على بعض. يريد بها أن يجتمع الرجلان أو المرأتان عراة لا حاجز بين بدنيهما. مثل الحديث الآخر " لا يفضى الرجل إلى الرجل ولا المرأة إلى المرأة ". (باب العين مع اللام) (علب) (ه‍) فيه " إنما كانت حلية سيوفهم الآنك والعلابي " هي جمع علباء، وهو عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل، وهما علباوان يمينا وشمالا، وما بيهما منبت عرف الفرس، والجمع ساكن الياء ومشددها. يقال في تثنيتهما أيضا علبا آن. وكانت العرب تشد على أجفان سيوفها العلابى الرطبة فتجف عليها، وتشد الرماح بها إذا تصدعت فتيبس وتقوى. (س) ومنه حديث عتبة " كنت أعمد إلى البضعة أحسبها سناما فإذا هي علباء عنق ". (1) في الأصل: " ما احتبس " والمقبت من ا، واللسان، والفائق 2 / 392.
[ 286 ]
(ه‍) وفى حديث ابن عمر " أنه رأى رجلا بأنفه أثر السجود، فقال: لا تعلب صورتك " يقال: علبه إذا وسمه وأثر فيه. والعلب والعلب: الأثر. المعنى: لا تؤثر فيها بشدة اتكائك على أنفك في السجود. * وفى حديث وفاة النبي صلى الله عليه وسلم " وبين يديه ركوة أو علبة فيها ماء " العلبة: قدح من خشب. وقيل من جلد وخشب يحلب فيه. (س) ومنه حديث خالد رضى الله عنه " أعطاهم علبة الحالب " أي القدح الذى يحلب فيه. (علث) (س) فيه " ما شبع أهله من الخمير العليث " أي الخبز المخبوز من الشعير والسلت. والعلث والعلاثة: الخلط. ويقال بالغين المعجمة أيضا. (علج) (ه‍) فيه " إن الدعاء ليلقى البلاء فيعتلجان " أي يتصارعان. (ه‍) ومنه حديث على " أنه بعث رجلين في وجه وقال: إنكما علجان فعالجا عن دينكما " العلج: الرجل القوى الضخم. وعالجا: أي مارسا العمل الذى ندبتكما إليه واعملا به (1). * وفى حديثه الآخر " ونفى معتلج الريب من الناس " هو من اعتلجت الأمواح إذا التطمت، أو من اعتلجت الأرض إذا طال نباتها. * وفيه " فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج من العدو " يريد بالعلج الرجل من كفار العجم وغيرهم، والأعلاج: جمعه، ويجمع على علوج، أيضا. * ومنه حديث قتل عمر " قال لابن عباس: قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة ". * ومنه حديث الأسلمي " إنى صاحب ظهر أعالجة " أي أمارسة وأكارى عليه. * ومنه الحديث " عالجت امرأة فأصبت منها ". (1) زاد الهروي: " ويحتمل أن يكون " إنكما علجان " بضم العين وتشديد اللام. والعلج، مشدد اللام، والعلج، مخففه: الصريع من الرجال ".
[ 287 ]
* والحديث الآخر " من كسبه وعلاجه ". * وحديث العبد " ولى حره وعلاجه " أي عمله. * ومنه حديث سعد بن عبادة " كلا والذى بعثك بالحق إن كنت لأعلجه بالسف قبل ذلك " أي أضربه. (ه‍) وحديث عائشة " لما مات أخوها عبد الرحمن بطريق مكة فجأة قالت: ما آسى على شئ من أمره إلا خصلتين: أنه لم يعلج، ولم يدفن حيث مات " أي لم يعلج سكرة الموت فيكون كفارة لذنوبه. ويروى " لم يعالج " يفتح اللام: أي لم يمرض، فيكون قد ناله من ألم المرض ما يكفر ذنوبه. * وفى حديث الدعاء " وما تحوية عوالج الرمال " هي جمع: عالج، وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض. (علز) * في حديث على " هل ينتظر أهل بضاضة الشباب إلا علز القلق " العلز بالتحريك: خفة وهلع يصيب الإنسان. علز بالكسر يعلز علزا. ويروى بالنون، من الإعلان، الإظهار. (علص) (س) فيه " من سبق العطس إلى الحمد أمن الشوص، واللوص، والعلوص " هو وجع في البطن، وقيل التخمة. (علف) (ه‍) فيه " ويأكلون (1) علافها " هي جمع علف، وهو ما تأكله الماشية، مثل جمل وجمال. (س) وفى حديث بنى ناجية " أنهم أهدوا إلى ابن عوف رحالا علافية " العلافية: أعظم الرحال، أول من عملها علاف، وهو زبان (2) أبو جرم. (1) في ا، واللسان " وتأكلون " وما أثبتناه من الأصل والفائق 3 / 94. (2) في الأصل: " ربان "، وفى ا: " ربان " وأثبتنا ما في اللسان، والفائق 2 / 354، وانظر حواشى ديوان حميد بن ثور ص 77.
[ 288 ]
* ومنه شعر حميد بن ثور: * ترى العليفى عليها موكدا * العليفى تصغير ترخيم (1) للعلافى، وهو الحل المنسوب إلى علاف. (علق) (ه‍) فيه " جاءته امرأة بابن لها قالت: وقد أعلقت عنه من العذرة، فقال: علام تدغرن أولادكن بهذه العلق ؟ " وفى رواية " بهذا العلاق " وفى أخرى " أعلقت عليه ". الإعلاق: معالجة عذرة الصبى، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أمه بأصبعها أو غيرها. وحقيقة أعلقت عنه: أزلت العلوق عنه، وهى الداهية. وقد تقدم مبسوطا في العذرة. قال الخطابى: المحدثون يقولون: " أعلقت عليه " وإنما هو " أعلقت عنه (2) ": أي دفعت عنه. ومعنى أعلقت عليه: أوردت عليه العقوق، أي ما عذبته به من دغرها. * ومنه قولهم " أعلقت على " إذا أدخلت يدى في حلقى أتقيأ. وجاء في بعض الروايات " العلاق " وإنما المعروف " الإعلق " وهو مصدر أعلقت، فإن كان العلاق الاسم فيجوز، وأما العلق فجمع علوق. (ه‍) وفى حديث أم زرع " إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق " أي يتركني كالمعلقة، لا ممسكة ولا مطلقة. (س) وفيه " فعلقت الإعراب به " أي نشبوا وتعلقوا. قيل: طفقوا. * ومنه الحديث " فعلقوا وجهه ضربا " أي طفقوا وجعلوا يضربونه. (س) وفى حديث حليمة " ركبت أتانا لى فخرجت أمام الركب حتى ما يعلق بها أحد منهم " أي ما يتصل بها ويلحقها. * وفى حديث ابن مسعود " أن أميرا بمكة كان يسلم تسليمتين، فقال: أنى علقها ؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعلها " أي من أين تعلمها، وممن أخذها ؟ (1) في ا: " تصغير تعظيم ". (2) قال الهروي: " وقد تجئ على بمعنى عن. قال الله عزو جل: " الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون " أي عنهم ".
[ 289 ]
(ه‍) وفيه " أنه قال: أدوا العلائق، قالوا: يا رسول الله، وما العلائق ؟ " وفى رواية في قوله تعالى: " وأنكحوا الأيامى منكم، قيل يا رسول الله: فما العلائق بينهم ؟ قال: ما تراضى عليه أهلوهم " العلائق: المهور، الواحدة: علاقة (1)، وعلاقة المهر: ما يتعلقون به على المتزوج. (س) وفيه " فعلقت منه كل معلق " أي أحبها وشغف بها. يقال: علق بقلبه علاقة، بالفتح، وكل شئ وقع موقعه فقد علق معالقه. * وفيه " من تعلق شيئا وكل إليه " أي من علق على نفسه شيئا من التعاويد والتمائم وأشباهها معتقدا أنها تجلب إليه نفعا، أو تدفع عنه ضرا. (س) وفى حديث سعد بن أبى وقاص. * عين فابكى سامة بن لؤى * فقال رجل: * علقت بسامة العلاقه (2) * هي بالتشديد: المنية، وهى العلوق أيضا. * وفى حديث المقدام " أن النبي صلى الله عيه وسلم قال: إن الرجل من أهل الكتاب يتزوج المرأة وما يعلق على يديها الخيط، وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا هرما " قال الحربى: يقول من صغرها وقلة رفقها، فيصبر عليها حتى يموتا هرما. والمراد حث أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن: أي أن أهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم. (ه‍) وفيه " إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق من ثمار الجنة " أي تأكل. وهو في الأصل للإبل إذا أكلت العضاه. يقال علقت تعلق علوقا، فنقل إلى الطير. (ه‍) وفيه " ويجتزئ بالعلقة " (3) أي يكتفى بالبلغة من الطعام. (1) بفتح العين، كما في القاموس. (2) انظر اللسان (علق - فوق) (3) في الأصل: " فتجتزئ... أي تكتفى " وفى اللسان والهروى: " وتجتزئ " وأثبتنا ما في ا والفائق 1 / 675 وقد أخرجه الزمخشري من صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
[ 290 ]
* ومنه حديث الإفك " وإنما يأكلن العلقة من الطعام ". * وفى حديث سرية بنى سليم " فإذا الطير ترميهم بالعلق " أي بقطع الدم، الواحدة: علقة. * ومنه حديث ابن أبى أوفى " أنه بزق علقة ثم مضى في صلاته " أي قطعة دم منعقد. (س) وفى حديث عمر " خير الدواء العلق والحجامة " العلق: دويبة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم، وهى من أدوية الحلق والأورام الدموية، لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان. * وفى حديث حذيفة " فما بال هؤلاء الذين يسرقون أعلاقنا " أي نفائس أموالنا، الواحد: علق، بالكسر. قيل: سمى به لتعلق القلب به. (ه‍) وفى حديث عمر " إن الرجل ليغالى بصداق امرأته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوة، يقول: جشمت (1) إليك علق القربة " أي تحملت لأجلك كل شئ حتى علق القربة. وهو حبلها الذى تعلق به. ويروى بالراء. وقد تقدم. (ه‍) وفى حديث أبى هريرة " رئى وعليه إزار فيه علق، وقد خيطه بالأصطبة " العلق: الخرق، وهو أن يمر بشجرة أو شوكة فتعلق بثوبه فتخرقه. (علك) (س) فيه " أنه مر برجل وبرمته تفور على النار، فتناول منها بضعة فلم يزل يعلكها حتى أحرم في الصلاة " أي يمضغها ويلوكها. (ه‍) وفيه " أنه سأل جريرا عن منزله ببيشة فقال: سهل ود كداك، وحمض وعلاك " العلاك بالفتح: شجر ينبت بناحية الحجاز، ويقال له: العلك أيضا. ويروى بالنون وسيذكر. (علكم) * في قصيد كعب: غلباء وجناء علكوم مذكرة في دفها سعة قدامها ميل العلكوم: القوية الصلبة، يصف الناقة. (1) رواية الهروي: " وقد كلفت إليك... ".
[ 291 ]
(علل) (ه‍) فيه " أتى بعلالة الشاة فأكل منها " أي بقية لحمها، يقال لبقية اللبن في الضرع، وبقية قوة الشيخ، وبقية جرى الفرس: علالة الشاة: ما يتعلل به شيئا بعد شئ، من العلل: الشرب بعد الشرب. * ومنه حديث عقيل بن أبى طالب " قالوا فيه بقية من علالة " أي بقية من قوة الشيخ. * ومنه حديث أبى حثمة يصف التمر " تعلة الصبى وقرى الضيف " أي ما يعلل به الصبى ليسكت. (س) وفى حديث على " من جزيل عطائك المعلول " يريد أن عطاء الله مضاعف، بعل به عباده مرة بعد أخرى. * ومنه قصيد كعب: * كأنه منهل بالراح معلول * (س) ومنه حديث عطاء أو النخعي في رجل ضرب بالعصا رجلا فقتله قال: " إذا عله ضربا فقيه القود " أي إذا تابع عليه الضرب، من علل الشرب. (ه‍) وفيه " الأنبياء أولاد علات " أولاد العلات: الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد. أراد أن إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة. (ه‍) ومنه حديث على " يتوارث بنو الأعيان من الإخوة دون بنو العلات " أي يتوارث الإخوة للأب والأم، وهم الأعيان، دون الإخوة للأب إذا اجتمعوا معهم. وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث عائشة " فكان عبد الرحمن يضرب رجلى بعلة الراحلة " أي بسبها، يظهر أنه يضرب جنب البعير برجله، وإنما يضرب رجلى. (ه‍) وفى حديث عاصم بن ثابت. * ما علتى وأنا جلد نابل * أي ما عذرى في ترك الجهاد ومعى أهبة القتال ؟ فوضع العلة موضع العذر.
[ 292 ]
(علم) * في أسماء الله تعالى " العليم " هو العالم المحيط علمه بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها، على أتم الإمكان. وفعيل من أبنية المبالغة. (ه‍) وفيه ذكر " الأيام المعلومات " هي عشر ذى الحجة، آخرها يوم النحر. (ه‍) وفيه " تكون الأرض يوم القيامة كقرصة النقى، ليس فيها معلم لأحد " المعلم: ما جعل علامة للطرق والحدود، مثل أعلام الحرم ومعالمه المضروبة عليه. وقيل: المعلم: الأثر، والعلم: المنار والجبل. * ومنه الحديث " لينزلن إلى جنب علم ". (س) وفى حديث سهيل بن عمرو " أنه كان أعلم الشفة " الأعلم: المشقوق الشفة العليا، والشفة علماء. * وفى حديث ابن مسعود " إنك غليم معلم " أي ملهم للصواب والخير، كقوله تعالى " معلم مجنون " أي له من يعلمه. * وفى حديث الدجال " تعلموا أن ربكم ليس بأعور ". * والحديث الآخر " تعلموا أنه ليس يرى أحد منكم ربه حتى يموت " قيل (1) هذا وأمثاله بمعنى اعلموا. (ه‍) وفى حديث الخليل عليه السلام أنه يحمل أباه ليجوز به الصراط، فينظر إليه فإذا هو عيلام أمدر " العيلام: ذكر الضباع، والياء والألف زائدتان. (س) وفى حديث الحجاج " قال لحافر البئر: أخسفت أم أعلمت ؟ " يقال: أعلم الحافر إذا وجد البئر عيلما: أي كثيرة الماء، وهو دون الخسف. (علن) * في حديث الملاعنة " تلك امرأة أعلنت " الإعلان في الأصل: إظهار الشئ، والمراد به أنها قد أظهرت الفاحشة. وقد تكرر ذكر الإعلان والاستعلان في الحديث. (1) في ا: " كل ".
[ 293 ]
* ومنه حديث الهجرة " ولا يستعلن به ولسنا بمقرين له " الاستعلان: أي الجهر بدينه وقراءته. (علند) (ه‍) في حديث سطيح. * تجوب بى الأرض علنداة شجن * العلنداة: القوية من النوق. (علهز) * في دعائه عليه السلام على مضر " اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف، فابتلوا بالجوع حتى أكلوا العلهز " هو شئ يتخذونه في سنى (1) المجاعة، يخلطون الدم بأوبار الإبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه. وقيل: كانوا يخلطون فيه القردان. ويقال للقراد الضخم: علهز. وقيل: العلهز شئ ينبت ببلاد بنى سليم له أصل كأصل البردى. (ه‍) ومنه حديث الاستسقاء. ولا شئ مما يأكل الناس عندنا سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل وليس لنا إلا إليك فرارنا وأين فرار الناس إلا إلى الرسل * ومنه حديث عكرمة " كان طعام أهل الجاهلية العلهز ". (علا) (ه‍) في أسماء الله تعالى " العلى والمتعالي " فالعلى: الذى ليس فوقه شئ في المرتبة (2) والحكم، فعيل بمعنى فاعل، من علا يعلو. والمتعالي: الذى جل عن إفك المفترين وعلا شأنه. وقيل: جل عن كل وصف وثناء. وهو متفاعل من العلو، وقد يكون بمعنى العالي. (س) وفى حديث ابن عباس " فإذا هو يتعلى (3) عنى " أي يترفع على. (س) وحديث سبيعة " فلما تعلت من نفاسها " ويروى " تعالت ": أي ارتفعت وطهرت. ويجوز أن يكون من قولهم: تعلى الرجل من علته إذا برأ: أي خرجت من نفاسها وسلمت. (1) في الأصل: " سنين " وأثبتنا ما في ا، واللسان والهروى. (2) في ا: " الرتبة ". (3) في ا: " يتعالى ".
[ 294 ]
(س) وفيه " اليد العليا خير من اليد السفلى " العليا: المتعففة، والسفلى: السائلة، روى ذلك عن ابن عمر، وروى عنه أنها المنفقة. وقيل: العليا: المعطية، والسفلى: الآخذة. وقيل: السفلى: المانعة. (ه‍) وفيه " إن أهل الجنة ليتراءون أهل عليين كما ترون الكوكب الدرى في أفق السماء " عليون: اسم للسماء السابعة. وقيل: هو اسم لديوان الملائكة الحفظة، ترفع إليه أعمال الصالحين من العباد. وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله في الدار الآخرة. ويعرب بالحروف والحركات كقنسرين وأشباهها، على أنه جمع أو واحد. (ه‍) وفى حديث ابن مسعود " فلما وضعت رجلى على مذمر أبى جهل قال: أعل عنج " أي تنح عنى. يقال: أعل عن الوسادة وعال عنها: أي تنح، فإذا أردت أن يعلوها قلت: اعل على الوسادة، وأراد بعنج: عنى، وهى لغة قوم يقلبون الياء في الوقف جيما. (س) ومنه حديث أحد " قال أبو سفيان لما انهزم المسلمون وظهروا عليهم: اعل هبل، فقال عمر: الله أعلى وأجل، فقال لعمر: أنعمت، فعال عنها " كان الرجل من قريش إذا أراد ابتداء أمر عمد إلى سهمين فكتب على أحدهما: نعم، وعلى الآخر: لا، ثم يتقدم إلى الصنم ويجيل سهامه، فإن خرج سهم نعم أقدم، وإن خرج سهم لا امتنع. وكان أبو سفيان لما أراد الخروج إلى أحد استفتى هبل، فخرج له سهم الإنعام، فذلك قوله لعمر: " أنعمت، فعال عنها: " أي تجاف عنها ولا تذكرها بسؤ، يعنى آلهتهم. (س) وفى حديث قيلة " لا يزال كعبك عاليا " أي لا تزالين شريفة مرتفعة على من يعاديك. * وفى حديث حمنة بنت جحش " كانت تجلس في المركن ثم تخرج وهى عالية الدم " أي يعلو دمها الماء. (س) وفى حديث ابن عمر " أخذت بعالية رمح " هي ما يلى السنان من القناة، والجمع: العوالي.
[ 295 ]
(س) وفيه ذكر " العالية والعوالى " في غير موضع من الحديث. وهى أماكن بأعلى أراضي المدينة، والنسبة إليها: علوى، على غير قياس، وأدناها من المدينة على أربعة أميال، وأبعدها من جهة نجد ثمانية. * ومنه حديث ابن عمر " وجاء أعرابي علوى جاف ". * وفى حديث عمر " فارتقى علية " هي بضم العين وكسرها: الغرفة، والجمع: العلالى. (س) وفى حديث معاوية " قال للبيد الشاعر: كم عطاؤك ؟ قال: ألفان وخمسمائة. فقال: ما بال العلاوة بين الفودين ! " العلاوة: ما عولى فوق الحمل وزيد عليه. * ومنه " ضرب علاوتة " أي رأسه. والفودان: العدلان. (س) وفى حديث عطاء في مهبط آدم عليه السلام " هبط بالعلاة " وهى السندان. (س) وفى شعر العباس رضى الله عنه، يمدح النبي صلى الله عليه وسلم: حتى احتوى بيتك المهيمن من خندف عليا تحتها النطق علياء: اسم للمكان المرتفع كاليفاع (1)، وليست بتأنيث الأعلى لأنها جاءت منكرة، وفعلاء أفعل يلزمها التعريف. * وفيه ذكر " العلى " بالضم والقصر: موضع من ناحية وادى القرى، نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك. وفيه مسجد. (س) وفيه " تعلو عنه العين " أي تنبو عنه ولا تلصق به. * ومنه حديث النجاشي " وكانوا بهم أعلى عينا " أي أبصر بهم وأعلم بحالهم. (س) وفيه " من صام الدهر ضيقت عليه جهنم " حمل بعضهم هذا الحديث على ظاهره، وجعله عقوبة لصائم الدهر، كأنه كره صوم الدهر، ويشهد لذلك منعه عبد الله بن عمرو عن صوم الدهر وكراهيته له، وفيه بعد،. لأن صوم الدهر بالجملة قربة، وقد صامه جماعة من الصحابة والتابعين، فما يستحق فاعله تضييق جهنم عليه. (1) في الأصل: " كالبقاع ". والتصحيح من ا، واللسان، والفائق 1 / 103.
[ 296 ]
وذهب آخرون إلى أن " على " ها هنا بمعنى عن: أي ضيقت عنه فلا يدخلها، وعن وعلى يتداخلان. (س) ومنه حديث إبى سفيان " لولا أن يأثروا على الكذب لكذبت " أي يرووا عنى. * ومنه حديث الزكاة الفطر " على كل حر وعبد صاع " وقيل: على " بمعنى مع، لأن العبد لا تجب عليه الفطرة، وإنما تجب على سيده وهو في العربية كثير. * ومنه الحديث " فإذا انقطع من عليها رجع إليه الإيمان " أي من فوقها. وقيل: من عندها. (س) وفيه " عليكم بكذا " أي افعلوه، وهو اسم للفعل بمعنى خذ. يقال: عليك زيدا، وعليك بزيد: أي خذه. وقد تكرر في الحديث. (باب العين مع الميم) (عمد) (ه‍) في حديث أم زرع " زوجي رفيع العماد " إرادت بيت شرفه، والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب. والعماد والعمود: الخشبة يقوم عليها البيت. (ه‍) ومنه حديث عمر " يأتي به أحدهم على عمود بطنه " أراد به ظهره، لأنه يمسك البطن ويقويه، فصار كالعمود له. وقيل: أراد أنه يأتي به على تعب ومشقة، وإن لم يكن ذلك الشئ على ظهره، وإنما هو مثل. وقيل: عمود البطن: عرق يمتد من الرهابة إلى دوين السرة، فكأنما حمله عليه. (ه‍) وفى حديث ابن مسعود " إن أبا جهل قال لما قتله: أعمد من رجل (1) قتله قومه " أي هل زاد على رجل (1) قتله قومه، وهل كان إلا هذا ؟ أي إنه ليس بعار. (1) في الهروي واللسان: " سيد ".
[ 297 ]
وقيل: أعمد بمعنى أعجب، أي أعجب من رجل قتله قومه. تقول: أنا أعمد من كذا: أي أعجب منه. وقيل: أعمد بمعنى أغضب، من قولهم: عمد عليه إذا غضب. وقيل: معناه: أتوجع وأشتكى، من قولهم: عمدنى الأمر فعمدت: أي أوجعني فوجعت. والمراد بذلك كله أن يهون على نفسه ما حل به من الهلاك، وأنه ليس بعار عليه أن يقتله قومه. (ه‍) وفى حديث عمر " إن نادبته قالت: واخمراه. ! أقام الأود وشفى العمد " العمد بالتحريك: ورم ودبر يكون في الظهر، أرادت أنه أحسن السياسة. * ومنه حديث على " لله بلاء فلان فلقد قوم الأود وداوى العمد ". * وفى حديثه الآخر " كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة " البكار: جمع بكر، وهو الفتى من الإبل، والعمدة من العمد: الورم والدبر. وقيل: العمدة التى كسرها ثقل حملها. * وفى حديث الحسن وذكر طالب العلم " وأعمدتاه رجلاه " أي صيرتاه عميدا، وهو المريض الذى لا يستطيع أن يثبت على المكان حتى يعمد من جوانبه،. لطول اعتماده في القيام عليهما. يقال: عمدت الشئ: أقمته،: وأعمدنه: جعلت تحته عمادا. وقوله: " أعمدتاه رجلاه " على لغة من قال: أكلوني البراغيث، وهى لغة طى. (عمر) (س) فيه ذكر " العمرة والاعتمار " في غير موضع. العمرة: الزيارة. يقال: اعتمر فهو معتمر: أي زار وقصد، وهو في الشرع: زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه. * ومنه حديث الأسود " قال: خرجنا عمارا فلما انصرفنا مررنا بأبى ذر، فقال: أحلقتم الشعث وقضيتم التفث ؟ " عمارا: أي معتمرين. قال الزمخشري: " ولم يجئ فيما أعلم عمر بمعنى اعتمر، ولكن عمرا لله إذا عبده، وعمر فلان ركعتين إذا صلاهما، وهو يعمر ربه: أي يصلى ويصوم، فيحتمل أن يكون العمار جمع عامر
[ 298 ]
من عمر بمعنى اعتمر وإن لم نسمعه، ولعل غيرنا سمعه، وأن يكون مما استعمل منه بعض التصاريف دون بعض، كما قيل: يذر ويدع وينبغى، في المستقبل دون الماضي، واسمى الفاعل والمفعول " (ه‍) وفيه " لا تعمروا ولا ترقبوا، فمن أعمر شيئا أو أرقبه فهو له ولورثته من بعده " وقد تكرر ذكر العمرى والرقبى في الحديث. يقال: أعمرته الدار عمرى: أي جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إلى، وكذا كانوا يفعلون في الجاهلية، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أعمر شيئا أو أرقبه في حياته فهو لورثته من بعده. وقد تعاضات الروايات على ذلك. والفقهاء فيها مختلفون، فمنها من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكا، ومنهم من يجعلها كالعارية ويتأول الحديث. (ه‍) وفيه " إنه اشترى من أعرابي حمل خبط، فلما وحب البيع قال له: اختر، فقال له الأعرابي: عمرك الله بيعا (1) أي أسأل الله تعميرك وأن يطيل عمرك. واعمر بالفتح. العمر، ولا يقال في القسم إلا بالفتح، وبيعا: منصوب على التمييز: أي عمرك الله من بيع. * ومنه حديث لقيط " لعمر إلهك " هو قسم ببقاء الله ودوامه، وهو رفع بالابتداء، والخبر محذوف تقديره: لعمر الله قسمي، أو ما أقسم به، واللام للتوكيد، فإن لم تأت بالام نصبته نصب المصادر فقلت: عمر الله، وعمرك الله. أي بإقرارك لله وتعميرك له بالبقاء. * وفى حديث قتل الحيات " إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليه ثلاثا " العوامر: الحيات التى تكون في البيوت، واحدها: عمر وعامرة. وقيل: سميت عوامر لطول أعمارها. (ه‍) وفى حديث محمد بن مسلمة ومحاربته مرحبا " ما رأيت حربا بين رجلين قبلهما (1) الذى في الهروي: " عمرك الله من أنت ؟ وفى رواية أخرى " عمرك الله بيعا " قال الأزهري أراد: عمرك الله من بيع ".
[ 299 ]
مثلهما (1) قام كل واحد منهما إلى صاحبه عند شجرة عمرية يلوذ بها " هي: العظيمة القديمة التى أتى عليها عمر طويل. ويقال للسدر العظيم النابت على الأنهار: عمرى وعبرى على التعاقب. (س) وفيه " أنه كتب لعمائر كلب وأحلافها كتابا " العمائر: جمع عمارة يالفتح والكسر، وهى فوق البطن من القبائل: أولها الشعب، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ. وقيل: العمارة: الحى العطيم يمكنه الانفراد بنفيه، فمن فتح فلالتفاف بعضهم على بعض كالعمارة: العمامة، ومن كسر فلأن بهم عمارة الأرض. (ه‍) وفيه " أوصاني جبريل بالسواك حتى خشيت على عموري " العمور: منابت الأسنان واللحم الذى بين مغارسها، الواحد: عمر بالفتح، وقد يضم. (ه‍) وفيه " لا بأس أن يصلى الرجل على عمريه " هما طرفا الكمين فيما فسره الفقهاء، وهو بفتح العين والميم، ويقال: اعتمر الرجل إذا اعتم بعمامة، وتسمى العمامة العمارة بالفتح. (عمرس) (س) في حديث عبد الملك بن مروان " أين أنت من عمروس راضع ! " العمروس بالضم: الخروف، أو الجدى إذا بلغا العدو، وقد يكون الضعيف، وهو من الإبل ما قد سمن وشبع وهو راضع بعد. (عمس) * في حديث على " ألا وإن معاوية قاد لمة من الغواة وعمس عليهم الخبر " العمس: أن ترى أنك لا تعرف الأمر، وأنت به عارف. ويروى بالغين المعجمة. * وفيه ذكر " عميس " بفتح العين وكسر الميم، وهو واد بين مكة والمدينة، يزله النبي صلى الله عليه وسلم في ممره إلى بدر. (عمق) * فيه لو تمادر لى الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم " المتعمق: المبالغ فيالأمر المتشدد فيه، الذى يطلب أقصى غايته. وقد تكرر في الحديث. (1) في الأصل: " مثلها " والمثبت من ا واللسان، والهروى.
[ 300 ]
* فيه ذكر " العمق " بضم العين وفتح الميم، وهو منزل عند النقرة لحاج العراق. فأما بفتح العين وسكون الميم فواد من أودية الطائف، نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حاصرها. (عمل) * في حديث خيبر " دفع إليهم أرضهم على أن يعتملوها من أموالهم " الاعتمال: افتعال، من العمل: أي أنهم يقومونه بما تحتاج إليه من عمارة وزراعة وتلقيح وحراسة، ونحو ذلك. (س) وفيه " ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤنة عاملي صدقة " أراد بعياله زوجاته، وبعامله الخليفة بعده. وإنما خص أزواجه لأنه لا يجوز نكاحهن فجرت لهن النفقة، فإنهن كالمعتدات. والعامل: هو الذى يتولى أمور الرجل في ماله وملكه وعمله، ومنه قيل للذى يستخرج الزكاة: عامل. وقد تكرر في الحديث. والذى يأخذه العامل من الأجرة يقال له: عمالة بالضم. * ومنه حديث عمر " قال لابن السعدى: خذ ما أعطيت فإنى عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني " أي أعطاني عمالتي وأجرة عملي. يقال منه: أعملته وعملته. وقد يكون عملته بمعنى وليته وجعلته عاملا. * وفيه " سئل عن أولاد المشركين فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين " قال الخطابى: ظاهر هذا الكلام يوهم أنه لم يفت السائل عنهم، وأنه رد الأمر في ذلك إلى علم الله تعالى، وإنما معناه أنهم ملحقون في الكفر بآبائهم، لأن الله تعالى قد علم أنهم لو بقوا أحياء حتى يكبوا لعملوا عمل الكفار. ويدل عليه حديث عائشة رضى الله عنها " قلت: فذرارى المشركين ؟ قال: هم من آبائهم، بلا عمل ؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين ". وقال ابن المبارك: فيه أن كل مولود إنما يولد على فطرته التى ولد عليها من السعادة والشقاوة،
[ 301 ]
وعلى ما قدر له من كفر وأيمان، فكل منهم عامل في الدنيا بالعمل المشاكل لفطرته، وصائر في العاقبة إلى ما فطر عليه، فمن علامات الشقاوة للطفل أن يولد بين المشركين فيحملانه على اعتقاد دينهما ويعلمانه إياه، أو يموت قبل أن يعقل ويصف الدين، فيحم له بحكم والديه، إذ هو في حكم الشريعة تبع لهما. * وفى حديث الزكاة " ليس في العوامل شئ " العوامل من البقر: جمع عاملة، وهى التى يستقى عليها ويحرث وتستعمل في الأشغال، وهذا الحكم في الإبل. (ه‍) وفى حديث الشعبى " أنه أتى بشراب معمول " قيل: هو الذى فيه اللبن والعسل والثلج. * وفيه " لا تعمل المطى إلا إلى ثلاثة مساجد " أي لا تحث وتساق. يقال: أعملت. الناقة فعملت، وناقة يعملة، ونوق يعملات. (ه‍) ومنه حديث الإسراء والبراق " فعملت بأذنيها " أي أسرعت،. لأنها إذا أسرعت حركت أذنيها لشدة السير. (ه‍) ومنه حديث لقمان " يعمل الناقة والساق " أخبر أنه قوى على السير راكبا وماشيا، فهو يجمع بين الأمرين، وأنه حاذق باركوب والمشى. (عملق) (س) في حديث خباب " أنه رأى ابنه مع قاص فأخذ السوط وقال: أمع العمالقة ؟ هذ قرن قد طلع " العمالقة: الجبابرة الذين كانوا بالشام من بقية قوم عاد، الواحد: عمليق وعملاق. ويقال لمن يخدع الناس ويخلبهم: عملاق. والعملقة: التعمق في الكلام، فشبه القصاص بهم،. لما في بقضهم من الكبر والاستطالة على الناس، أو بالذين يخدعونهم بكلامهم، وهو أشبه. (عمم) (ه‍) في حديث الغصب " وإنها لنخل عم " أي تامة في طولها والتفافها، واحدتها: عميمة، وأصلها: عمم، فسكن وأدغم. (ه‍) وفى حديث أحيحة بن الجلاح " كنا أهل ثمه ورمه، حتى إذا استوى على عممه.
[ 302 ]
أراد على طوله واعتدال شبابه، يقال للنبت إذا طال: قد اعتم. ويجوز " عممه " بالتخفيف، " وعممه "، بالفتح والتخفيف. فأما بالضم والتخفيف فهو صفة بمعنى العميم، أو جمع عميم، كسرير وسرر. والمعنى: حتى إذا استوى على قده التام، أو على عظامه وأعضائه التامة. وأما التشديدة التى فيه عند من شدده فإنها التى تزاد في الوقف، نحو قولهم: هذا عمر وفرح، فأجرى الوصل مجرى الوقف، وفيه نظر. وأما من رواه بالفتح والتخفيف فهو مصدر وصف به. * ومنه قولهم " منكب عمم ". (س) ومنه حديث لقمان " يهب البقرة العممة (1) أي التامة الخلق. * ومنه حديث الرؤيا " فأتينا على روضة معتمة " أي وافية النبات طويلته. (ه‍) ومنه حديث عطاء " إذا توضأت فلم تعمم فتيمم " أي إذا لم يكن في الماء وضوء تام فتيمم، وأصله من العموم. (ه‍) ومن أمثالهم " / عم ثوباء الناعس " يضرب مثلا للحدث يحدث ببلدة، ثم يتعداها إلى سائر البلدان. (س) وفيه " سألت ربى أن لا يهلك أمتى بسنة بعامة " إى بقحط عام يعم جميعهم. الباء في " بعامة " زائدة زيادتها في قوله تعلى " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم " ويجوز أن لا تكون زائدة، ويكون قد أبدل عمة من سنة بإعادة العامل، تقول: مررت بأخيك بعمرو، ومنه قوله تعالى " قال الذين استكبوا للذين استضعفوا لمن آمن منهم ". * ومنه الحديث " بادروا بالأعمال ستا،. كذا وكذا وخويصة أحدكم وأمر العامة " أراد بالعامة القيامة،. لأنها تعم الناس بالموت: أي بادروا بالأعمال موت أحدكم والقيامة. (1) الذى في اللسان: " العميمة " وقال صاحب القاموس: " العم - محركة - عظم الخلق في الناس وغيرهم ".
[ 303 ]
(ه‍) وفيه " كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا لله، وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة " أراد أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت، فكانت الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه، فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة. وقيل: إن الباء بمعنى من: أي يجعل وقت العامة بعد وقت الخاصة وبدلا منهم. كقول الأعشى (1): على أنها إذا رأتنى أقا د قالت بما قد أراه بصيرا أي هذا العشا مكان ذلك الإبصار، وبدل منه (2). * وفى حديث عائشة " استأذنت التبى صلى الله عليه وسلم في دخول أبى القعيس عليها، فقال: إئذنى له فإنه عمج " يريد عمك من الرضاعة، فأبدل كاف الخطاب جيما، وهى لغة قوم من اليمن. قال الخطابى: إنما جاء هذا من بعض النقلة، فإن رسول الله صلى الله عيه وسلم كان لا يتكلم إلا باللغة العالية. وليس كذلك، فإنه قد تكلم بكثير من لغات العر ب، منها قوله " ليس من امبر امصيام في امسفر " وغير ذلك. (س) وفى حديث جابر " فعم ذلك ؟ " أي لم فعلته، وعن أي شئ كان ؟ وأصله: عن ما، فسقطت ألف ما وأدغمت النون في الميم، كقوله تعالى " عم يتسألون " وهذا ليس بابها، وإنما ذكرناها للفظها. (1) هو الأعشى الكبير، ميمون بن قيس. ديوانه ص 95. (2) زاد الهروي وجها ثالثا، قال: " والقول الثالث: فرد ذلك بدلا من الخاصة على العامة، أن يجعل العامة مكان الخاصة ".
[ 304 ]
(عمن) (ه‍) في حديث الحوض " عرضه من مقامي إلى عمان " هي بفتح العين وتشديد الميم: مدينة قديمة بالشام من أرض البلقاء، فأما بالضم والتخفيف فهو صقع عند البحرين، وله ذكر في الحديث. (عمه) * في حديث على " فأين تذهبون، بل كيف تعمهون ؟ " العمه في البصيرة كالعمى في البصر. وقد تكرر في الحديث. (عما (ه‍)) في حديث أبى رزين " قال: يا رسول الله، أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه ؟ فقال: كان في عماء، تحته هواء وفوقه هواء " العماء بالفتح والمد: السحاب. قال أبو عبيد: لا يدرى كيف كان ذلك العماء. وفى رواية " كان في عما " بالقصر، ومعناه ليس معه شئ. وقيل: هو كل أمر لا تدركه عقول بنى آدم، ولا يبلغ كنهه الوصف والفطن. ولا بد في قوله " أين كان ربنا " من مضاف محذوف، كما حذف في قوله تعالى " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله " ونحوه، فيكون التقدير: أين كان عرش ربنا ؟. ويدل عليه قوله تعالى " وكان عرشه على الماء ". قال الأزهري: نحن نؤمن به ولا نكيفه بصفة: أي نجرى اللفظ عى ما جاء عليه من غير تأويل. * ومنه حديث الصوم " فإن عمى عليكم " هكذا في رواية، قيل: هو من العماء: السحاب الرقيق: أي حال دونه ما أعنى الأبصار عن رؤيته. * وفى حديث الهجرة " لأعمين على من ورائي " من التعمية والإخفاء والتلبيس، حتى لا يتبعكما أحد. (ه‍ س) وفيه " من قتل تحت راية عمية فقتلته جاهلية " قيل: هو فعيلة، من العماء: الضلالة، كالقتل في العصبية والأهواء. وحكى بعضهم فيها ضم العين. (ه‍) ومنه حديث الزبير " لئلا نموت ميته عمية " أي ميته فتنه وجهالة.
[ 305 ]
* ومنه الحديث " من قتل في عميا في رمى يكون بينهم فهو خطأ " وفى رواية " في عمية في رميا تكون بينهم بالحجارة فهو خطأ " العميا بالكسر والتشديد والقصر: فعيلى، من العمى، كالرميا، من الرمى، والخصيصى، من التخصيص، وهى مصادر. والمعنى أن يوجد بينهم قتيل يعمى أمره ولا يتبين قاتله، فحكمه حكم قتيل الخطأ تجب فيه الدية. * ومنه الحديث الآخر " ينزو الشيطان بين الناس فيكون دما (1) في عمياء في غير ضغينة " أي في غير جهالة من غير حقد وعداوة. والعمياء: بأنيث الأعمى، يريد بها الضلالة والجهالة. (ه‍) ومنه الحديث " تعوذوا بالله من الأعميين " هما السيل والحريق،. لما يصيب من يصيبانه من الحيرة في أمره، أو لأنهما إذا حدثا ووقعا لا يبقيان موضعا ولا يتجنبان شيئا، كالأعمى الذى لا يدرى أين يسلك، فهو يمشى حيث أدته رجله. (ه‍) ومنه حديث سلمان " سئل ما يحل لنا من ذمتنا ؟ فقال: من عماك إلى هداك " أي إذا ضللت طريقا أخذت منهم رجلا حتى يقفك على الطريق. وإنما رخص سلمان في ذلك،. لأن أهل الذمة كانوا صولحوا على ذلك وشرط عليهم، فأما إذا لم يشرط فلا يجوز إلا لأجرة. وقوله " من ذمتنا ": أي من أهل ذمتنا. (س) وفيه " إن لنا المعامى " يريد الأرض المجهولة الأغفال التى ليس فيها أثر عمارة، واحدها: معمى، وهو موضع العمى، كالمجهل. * وفى حديث أم معبد " تسفهوا عما يتهم " العماية: الضلالة، وهى فعالة من العمى. (ه‍) وفيه " أنه نهى عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة صكة عمى " يريد أشد الهاجرة. يقال: لقيته صكة عمى: أي نصف النهار في شدة الحر، ولا يقال إلا في القيظ،. لأن الإنسان إذ اخرج وقتئد لم يقدر أن يملأ عينيه م ضوء الشمس. وقد تقدم مبسوطا في حرف الصاد. (ه‍) وفى حديث أبى ذر " أنه كان يغير على الصرم في عماية الصبح " أي في بقية ظلمة الليل. (1) انظر الحاشية 2، ص 91 من هذا الجزء.
[ 306 ]
(ه‍) وفيه " مثل المنافق مثل شاة بين ربيضين (1)، تعمو إلى هذه مرة وإلى هذه مرة " يقال: عما يعمو إذا خضع وذل، مثل عنا يعنو، يريد أنها كانت تميل إلى هذه وإلى هذه. (باب العين مع النون) (عنب) * فيه ذكر " بئر أبى عنبة " بكسر العين وفتح النون: بئر معروفة بالمدينة، عندها عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه لما سار إلى بدر. * وفيه ذكر " عنابة " بالضم والتخفيف: قارة سوداء بين مكة والمدينة، كان زين العابدين يسكنها. (عنبر) (س) في حديث جابر " فألقى لهم البحر دابة يقال لها: العنبر " هي سمكة بحرية كبيرة، يتخذ من جلدها التراس. ويقال للترس: عنبر. * وفى حديث ابن عباس " أنه سئل عن زكاة العتبر فقال: إنما هو شئ دسره البحر " هو الطيب المعروف. (ه‍) (عنبل) في حديث عاصم بن ثابت. * والقوس فيها وتر عنابل * العنابل بالضم: الصلب المتين، وجمعه: عنابل بالفتح، مثل جوالق وجوالق. (عنت) (س) فيه " الباغون البرآء العنت " التعنت: المشقة والفساد، والهلاك، والإثم والغلط، والخطأ والزنا، كل ذلك قد جاء، وأطلق العنت عليه. والحديث يحتمل كلها. والبرآء: جمع برئ، وهو والعنت منصوبان مفعولان للباغين. يقال: بغيت فلانا خيرا، وبغيتك الشئ: طلبته لك، وبغيت الشئ: طللبتهه. (ه‍) ومنه الحديث " فيعنتوا عليكم دينكم ". (1) في الأصل وا: " ربيضتين " والمثبت من الهروي، واللسان، ومما سبق في مادة (ربض).
[ 307 ]
(س) والحديث الآخر " حتى تعنته " أي تشق عليه. (س) ومنه الحديث " أيما طبيب تطبب ولم يعرف فأعنت فهو ضامن " أي أضر المريض وأفسده. (س) وحديث عمر " أردت أن تعنتنى " أي تطلب عنتى وتسقطني. * وحديث الزهري " في رجل أنعل دابته فعنتت " هكذا جاء في رواية: أي عرجت، وسماه عنتا،. لأنه ضرر وفساد. والرواية " فعتبت " بتاء فوقها نقطتان، ثم باء تحتها نقطة واحدة. قال القتيبى: والأول أحب الوجهين إلى. (عنتر) (س) في حديث أبى بكر وأضيافه " قال لابنه عبد الرحمن: يا عنتر " هكذا جاء في رواية، وهو الذباب، شبهه به تصغيرا له وتحقيرا. وقيل: هو الذباب الكبير الأزرق، شبهه به لشدة أذاه. ويروى بالغين المعجمة والثاء المثلثة، وسيجئ. (عنج) (ه‍) فيه " أن رجلا سار معه على جمل فجعل يتقدم القوم ثم يعنجه حتى يكون في أخريات القوم " أي يجذب زمامه ليقف، من عنجه يعنجه إذا عطفه. وقيل: العنج: الرياضة. وقد عنجت البكر أعنجه عنجا إذا ربطت خطامه في ذراعه لتروضه. (ه‍) ومنه الحديث الآخر " وعثرت ناقته فعنجها بالزمام ". * ومنه حديث على " كأنه قلع دارى عنجه نوتيه " أي عطفه ملاحه. (ه‍) ومنه الحديث " قيل: يا رسول الله فالإبل ؟ قال: تلك عناجيج الشياطين " أي مطاياها، واحدها: عنجوج، وهو النجيب من الإبل. وقيل: هو الطويل العنق من الإبل والخيل، وهو من العنج: العطف، وهو مثل ضربه لها، يريد أنها يسرع إليها الذعر والعفار. (ه‍) وفيه " إن الذين وافوا الخندق من المشركين كانوا ثلاثة عساكر، وعناج الأمر إلى أبى سفيان " أي أنه كان صاحبهم، ومدبر أمرهم، والقائم بشئونهم، كما يحمل ثقل الدلو عناجها، وهو حبل يشد تحتها ثم يشد إلى العراقى ليكون تحتها عونا لعراها فلا تنقطع.
[ 308 ]
* وفى حديث أبى جهل يوم بدر " أعل عنج " أراد عنى، فأبدل الياء جيما. وقد تقدم في العين واللام. (عند) * فيه " إن الله تعالى جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا " العنيد: الجائر عن القصد، الباغى الذى يرد الحق مع العلم به. * وفى خطبة أبى بكر " وسترون بعدى ملكا عضوضا وملكا عنودا " العنود والعنيد بمعنى، وهما فعول وفعيل، بمعنى فاعل أو مفاعل. (ه‍) وفى حديث عمر يذكر سيرته " وأضم العنود " هو من الإبل: الذى لا يخالطها ولا يزال منفردا عنها، وأراد: من خرج عن الجماعة أعدته إليها وعطفته عليها. * ومنه حديث الدعاء " وأقصى (1) الأدنين على عنودهم عنك " أي مياهم وجورهم. وقد عند يعند عنودا فهو عاند. (ه‍) ومنه حديث المستحاضة (2) " قال: إنه عرق عاند " شبه به لكثرة ما يخرج منه على خلاف عادته. وقيل: العاند: الذى لا يرقأ. (عنز) (ه‍) فيه " لما طعن (رسول الله صلى الله عليه وسلم) (3) أبى بن خلف بالعنزة بين ثدييه قال: قتلني ابن أبى كبشة " العنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكازة: قريب منها. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (هنس) (س (ه‍)) في صفته صلى الله عليه وسلم " لا عانس ولا مفند " العانس من النساء والرجال: الذى يبقى زوانا بعد أن يدرك لا يتزوج. وأكثر ما يستعمل في النساء. يقال: عنست المرأة فهى عانس، وعنست فيه معنسة: إذا كبرت وعجزت في بيت أبويها (4). (1) هكذا ضبطت في الأصل. وفى ا: " أقصى " وفى اللسان: " فأقص ". (2) أخرجه الهروي واللسان من قول ابن عباس رضى الله عنهما وقد استفتى. (3) من أو الهروي. (4) قال الهروي، " ويروى: ولا عابس ولا معتد " وإنظر ص 171 من هذا الجزء.
[ 309 ]
(ه‍) ومنه حديث الشعبى " العذرة يذهبها التعنيس والحيضة " هكذا رواه الهروي عن الشعبى. ورواه أبو عبيد عن النخعي. (عنش) (ه‍) في حديث عمرو بن معد يكرب " قال يوم القادسية: يا معشر المسلمين كونوا أشدا عناشا " يقال: عانشت الرجل عناشا ومعانشة إذا عانقته، وهو مصدر وصف به. والمعنى: كونوا أسدا ذات عناش. والمصدر يوصف به الواحد والجمع. يقال: رجل كرم، وقوم كرم، ورجل ضيف، وقوم ضيف. (عنصر) * في حديث الإسراء " هذا النيل والفرات عنصرهما " العنصر بضم العين وفتح الصاد: الأصل، وقد تضم الصاد، والنون مع الفتح زائدة عند سيبويه،. لأنه ليس عنده فعلل بالفتح. * ومنه الحديث " يرجع كل ماء إلى عنصره ". (عنط) (س) في حديث المتعة " فتاه مثل البكرة العنطنطة " أي الطويلة العنق مع حسن قوام. والعنط: طول العنق. (عنف) * فيه " إن الله يعطى على العنف " هو بالضم الشدة والمشقة، وكل ما في الرفق من الخير ففى العنف من الشر مثله. وقد تكرر في الحديث. (س) وفيه " إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يعنفها " التعنيف: التوبيخ والتقريع واللوم. يقال: أعنفته وعنفته: أي لا يجمع عليها بين الحد والتوبيخ. وقال الخطابى: أراد لا يقنع بتعنيفها على فعلها، بل يقيم عليها الحد،. لأنهم كانوا لا ينكرون زنا الإماء ولم يكن عندهم عيبا. (عنفق) (س) فيه " أنه كان في عنفقته شعرات بيض " العنفقة: الشعر الذى في الشفة السفلى. وقيل: الشعر الذى بينها وبين الذقن. وأصل العنفقة: خفة الشئ وقلته. (عنفوان) * في حديث معاوية " عنفوان المكرع " أي أوله. وعنفوان كل شئ: أوله، ووزنه فعلوان، من اعتنف الشئ إذا ائتنفه وابتدأه.
[ 310 ]
(عنق) (ه‍) فيه " المؤذنون أطوال الناس أعناقا يوم القيامة " أي أكثر أعمالا. يقال: لفلان عنق من الخير: أي قطعة. وقيل: أراد طول الأعناق أي الرقاب،. لأن الناس يومئذ رؤساء سادة، العرب تصف السادة بطول الأعناق. وروى " أطول إعناقا " بكسر الهمزة: أي أكثر إسراعا وأعجل إلى الجنة. يقال: أعنق يعنق إعناقا فهو معنق، والاسم: العنق بالتحريك. (ه‍) ومنه الحديث " لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما " أي مسرعا في طاعته منبسطا في عمله. وقيل: أراد يوم القيامة. * ومنه الحديث " أنه كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص ". (س (ه‍)) ومنه الحديث " أنه بعث سرية، فبعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بنو سليم فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قتله قال: أعنق ليموت " أي إن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه. واللام لام العاقبة، مثلها في قوله تعالى " ليكون لهم عدوا وحزنا ". (ه‍) ومنه حديث أبى موسى " فاطلعنا إلى الناس معانيق " أي مسرعين، جمع معناق. * ومنه حديث أصحاب الغار " فانفرجت الصخرة فانطلقوا معانقين " إى مسرعين، من عانق مثل أعنق إذا سارع وأسرع، ويروى " فانطلقوا معانيق ". (ه‍) وفيه " يخرج عنق من النار " أي طائفة منها. * ومنه حديث الحديبية " وإن نجوا تكن عنق قطعها الله " أي جماعة من الناس. * ومنه حديث فزارة " فانظروا إلى عنق من الناس ".
[ 311 ]
* ومنه الحديث " لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا " أي جماعات منهم. وقيل: أراد بالأعناق الرؤوساء والكبراء، كما تقدم. (ه‍) وفى حديث أم سلمة " قلت: دخلت شاة فأخذت قرصا تحت دن لنا، فقمت فأخذته من بين لحييها، فقال (صلى الله عليه وسلم) (1): ما كان ينبغى لك أن تعنقيها " أي تأخذي بعنقها وتعصريها. وقيل: التعنيق: التخييب، من العناق، وهى الخيبة. * ومنه الحديث " أنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات: ابكين، وإياكن وتعنق الشيطان " هكذا جاء في مسند أحمد. وجاء في غيره " ونعيق الشيطان " فإن صحت الأولى فيكون من عنقه إذا أخذ بعنقه وعصر في حلقه ليصيح، فجعل صياح النساء عند المصيبة مسببا عن الشيطان، لأنه الحامل لهن عليه. (س) وفى حديث الضحية " عندي عناق جذعة " هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. (س) وفى حديث أبى بكر " لو منعوني عناقا ممما كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه " فيه دليل على وجوب الصدقة في السخال، وأن واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأربعين منها إذا كانت كلها سخالا، ولا يكلف صاحبها مسنة، وهو مذهب الشافعي. وقال أبو خيفة: لا شئ في السخال. وفيه دليل على أن حول النتاج حول الأمهات، ولو كان يستأنف لها الحول لم يوجد السبيل إلى أخذ العناق. (س) وفى حديث قتادة " عناق الأرض من الجوارح " هي دابة وحشية أكبر من السنور وأصغر من اكلب. والجمع: عنوق. يقال في المثل: لقى عناق الأرض، وأذنى عناق: أي داهية. يريد أنها من الحيوان الذى يصطاد به إذا علم. (1) من ا والهروى.
[ 312 ]
(س) وفى حديث الشعبى " نحن في العنوق، ولم نبلغ النوق ". وفى المثل: العنوق بعد النوق: أي القليل بعد الكثير، والذل بعد العز. والعنوق: جمع عناق. * وفى حديث الزبرقان " والأسود الأعنق، الذى إذا بدا يحمق " الأعنق: الطويل العنق، رجل أعنق وامرأة عنقاء. (س) ومنه حديث ابن تدرس " كانت أم جميل - يعنى امرأة أبى لهب - عوراء عنقاء ". * ومنه حديث عكرمة في تفسير قوله تعالى " طيرا أبابيل " قال: العنقاء المغرب " يقال: طارت به عنقاء مغرب، والعنقاء المغرب وهو طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم (1) لم يره أحد. والعنقاء: الداهية. (عنقز) (س) في حديث قس ذكر " العنقزان " العنقز: أصل القصب الغض. قال الجوهرى: العنقز: المرزنجوش (2). والعنقزان مثله. (عنقفير) (ه‍) فيه " ولا سوداء عنقفير (3) " العنقفير: الداهية. (عنك) * في حديث حرير " بين سلم وأراك، وحموض وعناك " هكذا جاء في رواية الطبراني، وفسر بالرمل. والرواية بالام. وقد تقدم. (س) وفى حديث أم سلمة " ما كان لك أن تعنكيها " التعنيك: المشقة والضيق والمنع، من اعتنك البعير إذا ارتطم في رمل لا يقدر على الخلاص منه، أو من عنك الباب وأعنكه إذا أغلقه. وروى بالقاف. وقد تقدم (عنم (ه‍)) في حديث خزيمة " وأخلف الخزامى وأينعت العنمة ": شجرة لطيفة الأغصان يشبه بها بنان العذارى. والجمع: عنم. (1) في ا: " المكان ". (2) انظر حواشى ص 177 من هذا الجزء. (3) في الأصل وا: " العنقفيز " بالزاى. وأثبتناه بالراء من الهروي والصحاح، والفائق 3 / 94، والقاموس واللسان (عنقر) على أن القاموس واللسان ذكرا في مادة (عنقز) قالا: العنقز: الداهية.
[ 313 ]
(عنن) (ه‍) فيه " لو بلغت خطيئته عنان السماء " العنان بالفتح: السحاب، والواحدة عنانة. وقيل: ما عن لك منها، أي اعترض وبدا لك إذا رفعت رأسك. ويروى " أعنان السماء ": أي نواحيها، واحدها: عنن، وعن. * ومن الأول الحديث " مرت به سحابة فقا ل: هل تدرون ما اسم هذه ؟ قالوا: هذا السحاب، قال: والمزن، قالوا والمزن، قال: والعنان، قالوا: والعنان ". (ه‍) ومن الثاني " أنه سئل عن الإبل، فقال: أعنان الشياطين " الأعنان: النواحى، كأنه قال إنها لكثرة آفاتها كأنها من نواحى الشياطين في أخلاقها وطبائعها. * وفى حديث طهفة " برئنا إليك من الوثن والعنن " الوثن: الصنم. والعنن: الاعتراض. يقال: عن لى الشئ، أي اعترض، كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم. وقيل: أراد به الخلاف والباطل. (ه‍) ومنه حديث سطيح. * أم فاز (1) فازلم به شأو العنن * يريد اعتراض الموت وسبقه. * ومنه حديث على " دهمته المنبة في عنن جماحه " هو ما ليس بقصد. * ومنه حديثه أيضا يذم الدنيا " ألا وهى المتصدية العنون " أي التى تتعرض للناس. وفعول للمبالغة. * وفى حديث طهفة " وذو العنان الركون " يريد الفرس الذلول، نسبه إلى العنان والركوب،. لأنه يلجم ويركب. والعنان: سير اللجام. (1) انظر حواشى ص 311 من الجزء الثاني.
[ 314 ]
(س) وفى حديث قيلة " تحسب عنى نائمة، فأبدلت من الهمزة عينا. وبنو تميم يتكلون بها، وتسمى العنعنة. (س) ومنه حديث حصين بن مشمت " أخبرنا فلان عن فلانا حدثه " أي أن فلانا حدثه. وگأنهم يفعلونه لبحح في أصواتهم. (عنا) (ه‍) فيه " أتاه جبريل فقال: بسم الله أرقيك من كل داء يعنيك " أي يقصدك يقال: عنيت فلانا عنيا، إذا قصدته. وقيل: معناه من كل داء يشغلك. يقال: هذا أمر لا يعنينى: أي لا يشغلني ويهمني. * ومنه الحديث " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " أي مالا يهمه. ويقال: عنيت بحاجتك أعنى بها فأنا بها معنى، وعنيت به فأنا عان، والأول أكثر: أي اهتممت بها واشتغلت. * ومنه الحديث " أنه قال لرجل: لقد عنى الله بك " معنى العناية ها هنا الحفظ، فإن من عنى بشئ حفطه وحرسه، يريد: لقد حفظ عليك دينك وأمرك. * وفى حديث عقبة بن عامر في الرمى بالسهام لو لا كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعانه " معاناة الشئ: ملابسته ومباشرته. والقوم يعانون مالهم: أي يقومون عليه. (ه‍) وفيه " أطعموا الجائع وفكوا العانى "، العانى: الأسير. وكل من ذل واستكان وخصع فقد عنا يعنو، وهو عان، والمرأة عانية، وجمعها: عوان. (ه‍) ومنه الحديث " اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم " أي أسراء، أو كالأسراء. (س) ومنه حديث المقدام " الخال وارث من لا وارث له، يفك عانه " أي عانيه، فحذف الياء. وفى رواية " يفك عنية " بضم العين وتشديد الياء، يقال: عنا يعنو عنوا وعنيا. ومعنى الأسر في هذا الحديث: ما يلزمه ويتعلق به بسبب الجنايات التى سبيلها أن تتحملها العاقلة.
[ 315 ]
هذا عند من يورث الخال، ومن لا يورثه يكون معناه أنها طعمة أطعمها الخال، لا أن يكون وارثا. (ه‍) وفى حديث على " أنه كان يحرض أصحابه يوم صفين ويقول: استشعروا الخشية وعنوا بالأصوات " أي احبسوها وأخفوها، من التعنية: الحبس والأسر، كأنه نهاهم عن اللغط ورفع الأصوات. (ه‍) وفى حديث الشعبى " لأن أتعنى بعنية أحب إلى من أن أقول في مسألة برأيى " العنية: بول فيه أخلاط تطلى به الإبل الجربى. والتعنى: التطلى بها، سميت عنية لطول الحبس. * ومنه المثل " عنية تشفى الجرب " يضرب للرجل إذا كان جيد الرأى. (س) وفى حديث الفتح " أنه دخل مكة عنوة " أي قهرا وغلبة. وقد تكرر ذكره في الحديث. وهو من عنا يعنو إذا ذل وخضع. والعنوة: المرة الواحدة منه، كأن المأخوذ بها يخضع ويذل. (باب العين مع الواو) (عوج) * قد تكرر ذكر " العوج " في احديث اسما، وفعلا، ومصدرا، وفاعلا، ومفعولا، وهو بفتح العين مختص بكل شئ مرئى كلأجسام، وبالكسر فيما ليس بمرئى، كالرأى والقول. وقيل: الكسر يقال فيما معا، والأول أكثر. * ومنه الحديث " حتى يقيم به الملة العوجاء " يعنى ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم التى غيرتها العرب عن استقامتها. * وفى حديث أم زرع " ركب أعوجيا " أي فرسا منسوبا إلى أعوج، وهو فحل كريم تنسب الخيل الكرام إليه. (ه‍) وفى حديث إسماعيل عليه السلام " هل أنتم عائجون ؟ " أي مقيمون. يقال: عاج بالمكان وعوج: أي أقام. وقيل: عاج به: أي عطف إليه، ومال، وألم به، ومر عليه. وعاجه يعوجه إذا عطفه، يتعدى ولا يتعدى.
[ 316 ]
(ه‍) ومنه حديث أبى ذر " ثم عاج رأسه إلى المرأة فأمرها بطعام " أي أماله إليها والتفت نحوها. (س) وفيه " أنه كان له مشط من العاج " العاج: الذبل. وقيل: شئ يتخذ من ظهر السلحفاة البحرية. فأما العاج الذى هو عظم الفيل فنجس عند الشافعي، وطاهر عند أبى حنيفة. (ه‍) ومنه الحديث " أنه قال لثوبان: اشتر لفاطمة سوارين من عاج ". (عمر) * في أسماء الله تعالى " المعيد " هو الذى يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات في الدنيا، وبعد الممات إلى الحياة يوم القيامة. (ه‍) ومنه الحديث " إن الله يحب الرجل القوى المبدئ المعيد على الفرس " أي الذى أبدأ في غزوة وأعاد فغزا مرة بعد مرة، وجرب (1) الأمر طورا بعد طور. والفرس المبدئ المعيد: هو الذى غزا عليه صاحبه مرة بعد أخرى. وقيل: هو الذى قد ريض وأدب، فهو طوع راكبه. * ومنه الحيث " وأصلح لى آخرتي التى فيها معادى " أي ما يعود إليه يوم القيامة، وهو إما مصصدر أو ظرف. * ومنه حديث على " والحكم الله والمعود إليه يوم القيامة " أي المعاد. هكذا جاء المعود على الأصل، وهو مفعل من عاد يعود، ومن خف أمثاله أن تقلب واوه ألفا، كالمقام والمراح، ولكنه استعمله على الأصل، تقول: عد الشئ يعود عود ومعادا: أي رجع، وقد يرد بمعنى صار. (ه‍) ومنه حديث معاذ " قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعدت فتانا يا معاذ ؟ " أي صرت. (ه‍) ومنه حديث خزيمة " عاد لها النقاد مجرنثما " أي صار. (1) في الأصل: " أو جرب " والمقبل من ا، واللسان، والهروى.
[ 317 ]
(ه‍) ومنه حديث كعب " وددت أن هذا للبن يعود قطرانا " أي يصير " فقيل له: لم ذلك ؟ فقال: تتبعت قريش أذناب الإبل وتركوا الجماعات ". (ه‍) وفيه " الزموا تقى الله واستعيدوها " أي اعتادوها. ويقال للشجاع: بطل معود: أي معتاد. (س) وفى حديث فاطمة بنت قيس " فإنها أمرأة يكثر عوادها " أي زوارها. وكل من أتاك مرة بعد أخرى فهو عائد، وإن اشتهر ذلك في عيادة المريض حتى صار كأنه مختص به. وقد تكررت الأحاديث في عيادة المريض. (س) وفيه " عليكم بالعود الهندي " قيل: هو القسط البحري. قيل: هو العود الذى يتبخر به. (ه‍) وفيه ذكر " العودين " هما منبر النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه. (ه‍ س) وفى حديث شريح " إنما القضاء جمر، فادفع الجمر عنك بعودين " أراد بالعودين: الشاهدين، يريد اتق النار بهما واجعلهما جنتك، كما يدفع المصطلى الجمر عن مكانه بعود أو غيره لولا يحترف، فمثل الشاهدين بهما،. لأنه يدفع بهما الإثم والوبال عنه. وقيل: أراد تثبت في الحكم واجهد فيما يدفع عنك النار ما استطعت (1). * وفى حديث حسان " قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود " هو الجمل الكبير المسن المدرب، فشبه نفسه به. (ه‍) وفى حديث جابر " فعمدت إلى عنز لأذبحها فثغت، فقال عليه السلام: لا تقطع درا ولا نسلا، فقلت: إنما هي عمدة علفناها البلح والرطب فسمنت " عود البعير والشاة إذا أسنا. وبعير عود، وشاة عودة. * وفى حديث معاوية " سأله رجل فقال له: إنك لتمت برحم عمدة، فقال: بلها بعطائك حتى تقرب " أي برحم قديمة بعيدة النسب. * وفى حديث حذيفة " تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودا عودا " هكذا (1) زاد الهروي: " كما تقول: فلا يقاتل برمحين، ويضارب
[ 318 ]
الرواية بالفتح، أي مرة بعد مرة. وروى بالضم، وهو واحد العيدان، يعنى ما ينسج به الحصير من طاقاته. وروى بالفتح مع ذال معجمة، كأنه استعذ من الفتن (1) (عوذ) (ه‍) فيه " أنه تزوج امرأة، فلما دخلت عليه قالت: أعوذ بالله منك، فقال: لقد عذت بمعاذ فالحقي بأهلك " يقال: عذت به أعوذ عوذا وعياذا ومعاذا: أي لجأت إليه. والمعاذ المصدر، والمكان، والزمان: أي لقد لجأت إلى ملجأ ولذت بملاذ. * وقد تكرر ذكر " الاستعاذة والتعوذ " وما تصرف منهما. والكل بمعنى. وبه سميت " قل أعمذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " المعوذتين. (س) ومنه الحيث " إنما قالها تعوذا " أي إنما أقر بالشهادة لاجئا إليها ومعتصما بها ليدفع عنه القتل، وليس بمخلص في إسلامه. (س) ومنه الحديث " عائذ بالله من النار " إى أنا عائذ ومتعوذ، كما يقال مستجير بالله، فجعل الفاعل موضع المفعول، كقولهم: سر كاتم، وماء دافق. ومن رواه " عائذا " بالنصب جعل الفاعل موضع المصدر، وهو العياذ. (ه‍) وفى حديث الحديبية " ومعهم العوذ المطافيل يريد النساء والصبيان. والعوذ في الأصل: جمع عائذ وهى الناقة إذا وضعت، وبعد ما تضع أياما حتى يقوى ولدها. * ومنه حديث على " فأقبلتم إلى إقبال العوذ المطافيل ". (عمر) * في حديث الزكاة " لا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار " العوار بالفتح: العيب، وقد يضم. (ه‍) وفيه " يا رسول الله، عوراتنا ما نأتى منها وما نذر ؟ " العورات، جمع عمرة، وهى (1) زاد السيوطي في الدر النثير، من أحاديث المادة: " وكان له قدح من عيدان يبول فيه " بفتح العين المهملة، وهى النهل الطوال المنجردة، الواحدة: عيدانة " ا ه‍ وانظر القاموس (عود)
[ 319 ]
كل ما يستحيا منه إذا ظهر، وهى من الرجل ما بين السرة والركبة، ومن المرأة الحرة جميع جسدها إلا الوجة واليدين إلى الكوعين، وفى أخمصها خلاف، ومن الأمة مثل الرجل، وما يبدو منها في حال الخدمة، كالرأس والرقبة والساعد فليس بعودة. وستر العورة في الصلاة وغير الصلاة واجب، وفيه عند الخلوة خلاف. * ومنه الحديث " المرأة عورة " جعلها نفسها عورة، لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت. * وفى حديث أبى بكر " قال مسعود بن هنيدة: رأيته وقد طلع في طريق معورة " إى ذات عورة يخاف فيها الضلال والانقطاع. وكل عيب وخلل في شئ فهو عورة. * ومنه حديث على " لا تجهزوا على جريح ولا تصيبوا معورا " أعور الفارس: إذا بدا فيه موضع خلل للضرب. (ه‍) وفيه " لما اعترض أبو لهب على النبي صلى الله عليه وسلم عند إظهاره الدعوة قال له أبو طالب: يا أعور، ما أنت وهذا " لم يكن أبو لهب أعور، ولكن العرب تقول للذى ليس له أخ من أبيه وأمه أعور. وقيل: إنهم يقولون للردئ من كل شئ من الأمور والأخلاق: أعور. وللمؤنث منه عوراء. * ومنه حديث عائشة " يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب ولا يتوضأ من العوراء يقولها " أي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرشد. * وفى حديث أم زرع " فاستبدلت بعده وكل بدل أعور " هو مثل يضرب للمذموم بعد المحمود. (س) ومنه حديث عمر، وذكر امرأ القيس فقال: " افتقر عن معان عور " العور: جمع أعور وعوراء، وأراد به المعاني الغامضة الدقيقة، وهو من عورت الركية وأعرتها (1) وعرتها إذا طممتها وسددت أعينها التى ينبع منها الماء. (1) في الأصل: " وأعورتها " وأثبتنا ما في ا، واللسان.
[ 320 ]
(س) (س) ومنه حديث على " أمره أن يعور آبار بدر " أي يدفنها ويطمها، وقد عدت تلك الركية تعور. * وفى حديث ابن عباس وقصة العجل " من حلى تعوه بنو إسرائيل " أي استعاروه. يقال: تعور واستعار، نحو تعجب واستعجب. (س) وفيه " يتعاورون على منبرى " أي يختلفون ويتناوبون، كلما مضى واحد خلفه آخر. يقال: تعاور القوم فلانا إذا تعاونوا عليه بالضرب واحدا بعد واحد. * وفى حديث صفوان بن أمية " عارية مضمونة مؤداة " العارية يجب ردها إجماعا مهما كانت عينها باقية، فإن تلفت وجب ضمان قيمتها عند الشافعي، ولا ضمان فيها عند أبى حنيفة. والعارية مشددة الياء، كأنها منسوبة إلى العار،. لأن طلبها عار وعيب، وتجمع على العوارى مشددا. وأعره يعيره. واستعاره ثوبا فأعاره إياه. وأصلها الواو. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (عوز) * في حديث عمر " تخرج المرأة إلى أبيها يكيد بنفسه، فإذا خرجت فلتلبس معاوزها " هي الخلقان من الثياب واحدها معوز،. بكسر الميم. والعوز بالفتح: العدم وسوء الحال. (س) ومنه حديثه الآخر أما لك معوز ؟ " أي ثوب خلق،. لأنه لباس المعوزين، فخرج مخرج الآلة والأداة. وقد أعور فهو معوز. (عوزم) * فيه " رويدك سوقا بالعوازم " هي جمع عوزم، وهى الناقة التى أسنت وفيها بقية، وقيل كنت بها عن النساء. (عوض) * في حديث أبى هريرة " فلما أحل الله ذلك للمسلمين - يعنى الجزية - عرفوا أنهم قد عاضهم أفضل مما خافوا " تقول: عضت فلانا، وأعضته وعوضته إذا أعطيته بدل ما ذهب منه. وقد تكرر في الحديث.
[ 321 ]
(عوف) (س) في حديث جنادة " كان الفتى إذا كان يوم سبوعه دخل على سنان بن سلمة، قال: فدخلت عليه وعلى ثوبان موردان، فقال: نعم عوفك يا أبا سلمة، فقلت: وعوفك فنعم " أي نعم بختك وجدك. وقيل: بالك وشأنك. والعوف أيضا: الذكر، وكأنه أليق بمعنى الحديث،. لأنه قال يوم سبوعه، يعنى من العرس. (عول) (ه‍) في حديث النفقة " وابدأ بمن تعول " أي بمن تمون وتلزمك نفقته من عيالك، فإن فضل شئ فليكن للأجانب. يقل: عال الرجل عيالة يعولهم إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما. وقال الكسائي: يقال: عال الرجل يعول إذا كثر عياله. واللغة الجيدة: أعال يعيل. * ومنه الحديث " من كانت له جارية فعالها وعلمها " أي أنفق عليها. (ه‍) وفى حديث الفرائض والميراث ذكر " العول " يقال: عالت الفريضة: إذا ارتفعت وزادت سهامها على أصل حسابها الموجب عن عدد وارثيها، كمن مات وخلف ابنتين، وأبوين، وزوجة، فللابنين الثلثان، وللأبوين السدسان، وهما الثلث، وللزوجة الثمن، فمجموع السهام واحد وثمن واحد، فأصلها ثمانية، والسهام تسعة، وهذه المسألة تسمى في الفرائض: المنبرية، لأن عليا رضى الله عنه سئل عنها وهو على المنبر فقال من غير روية: صار ثمنها تسعا. * ومنه حديث مريم عليها السلام " وعال قلم زكريا عليه السلام ". أي ارتفع على الماء. (س) وفيه " المعول عليه يعذب " أي الذى يبكى عليه من الموتى، يقال: أعول يعول إعوالا إذا بكى رافعا صوته. قيل: أراد به من يوصى بذلك. وقيل: أراد الكافر. وقيل: أراد شخصا بعينه علم بالوحى حاله، ولهذا جاء به معرفا. ويروى بفتح العين وتشديد الواو، من عول للمبالغة. (س) ومنه رجز عامر:
[ 322 ]
* وبالصياح عولوا علينا * أي أجلبوا واستعانوا. والعويل: صوت الصدر بالبكاء. * ومنه حديث شعبة " كان إذا سمع الحديث أخذه العويل والزويل حتى يحفظه " وقيل: كل ما كان من هذا الباب فهو معول، بالتخفيف، فأما التشديد فهو من الاستعانة، يقال: عولت به وعليه: أي استعنت. (ه‍) وفى حديث سطيح " فلما عيل صبره " أي غلب. يقال: عالنى يعولنى إذا غلبنى. (ه‍) وفى حديث عثمان " كتب إلى أهل الكوفة: إنى لست بميزان لا أعول " أي لا أميل عن الاستواء والاعتدال. يقال: عال الميزان إذا ارتفع أحد طرفيه عن الآخر. (ه‍) وفى حديث أم سلمة " قالت لعائشة: لو أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعهد إليك علت " أي عدلت عن الطريق وملت. قال القتيبى: وسمعت من يرويه " علت " بكسر العين، فإن كان محفوظا فهو من عال في البلاد يعيل،. إذا ذهب. ويجوز أن يكون من عاله يعوله إذا غلبه: أي غلبت على رأيك. ومنه قولهم: عيل صبرك. وقيل: جواب لو محذوف: أي لو أراد فعل، فتركته لدلالة الكلام عليه. ويكون قولها " علت " كلاما مستأنفا. (ه‍ س) وفى حديث القاسم بن محمد " إنه دخل بها وأعولت (1) " أي ولدت أولادا، والأصل فيه: أعيلت صارت ذات عيال. وكذا قال الهروي. (1) في الهروي: " وقد أعولت " وانظر الفائق 2 / 200
[ 323 ]
وقال الزمخشري: " الأصل فيه الواو، يقال: أعال وأعول إذا كثر عياله، فأما أعيلت فإنه في بنائه منظور إلى لفظ عيال لا أصله، كقولهم: أقيال وأعياد ". * وفى حديث أبى هريرة " ما وعاء العشرة ؟ قال: رجل يدخل على عشرة عيل وعاء من طعام " يريد على عشرة أنفس يعولهم، العيل: واحد العيال، والجمع: عيائل، كجيد وجياد وجيائد. وأصله: عيول، فأدغم. وقد يقع على الجماعة، ولذلك أضاف إليه العشرة فقال: عشرة عيل، ولم يقل: عيائل. والياء فيه منقلبة عن الواو. قاله الخطابى. (س) ومنه حديث حنظلة الكاتب " فإذا رجعت إلى أهلى دنت منى المرأة وعيل أو عيلان ". (س) وحديث ذى الرمة ورؤبة في القدر " أترى الله قدر على الذئب أن يأكل حلوبة عيائل عالة (1) ضرائك " والعالة: جمع عائل، وهو الفقير. (عوم) (ه‍) في حديث البيع " نهى عن المعاومة " وهى بيع ثمر النخل والشجر سنتين وثلاثا فصاعدا. يقال: عاومت النخلة إذا حملت سنة ولم تحمل أخرى، وهى مفاعلة من العام: السنة. (ه‍) ومنه حديث الاستسقاء * سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل * هو منسوب إلى العام، لأنه يتخذ في عام الجدب، كما قالوا للجدب: السنة. (س) وفيه " علموا صبيانكم العوم " العوم: السباحة. يقال: عام يعوم عوما. (عون) (س) في حديث على " كانت ضرباته مبتكرات (2) لا عونا " العون: جمع العوان، وهى التى وقعت مختلسة فأحوجت إلى المراجعة، ومنه الحرب العوان: أي المترددة. والمرأة العوان، وهى الثيب. يعنى أن ضرباته كانت قاطعة ماضية لا تحتاج إلى المعاودة والتثنية. (1) سبق في مادة (ضرك) بالرفع،. خطأ. (2) انظر حواشى ص 149 من الجزء الأول.
[ 324 ]
(عوه) (ه‍) فيه " نهى عن بيع الثمار حتى نذهب العاهة " أي الآفة التى تصيبها فتفسدها. يقال: عاه القوم وأعوهوا إذا أصابت ثمارهم وماشيتهم العاهة. * ومنه الحديث " لا يوردن ذو عاهة على مصح " أي لا يورد من بأبله آفة من جرب أو غيره على من إبله صحاح لئلا ينزل بهذه ما نزل بتلك، فيظن المصح أن تلك أعدتها فيأثم. (عوا) (س) في حديث حارثة " كأنى أسمع عواء أهل انار " أي صياحهم. والعواء: صوتا السباع، وكأنه بالذئب والكلب أخص. يقال: عوى يعوى عواء، فهو عاو. (ه‍) وفيه " أن أنيفا سأله عن نحر الإبل، فأمره أن يعوى رؤوسها " أي يعطفها إلى أحد شقيها لتبرز اللبة، وهى المنحر. والعوى (1): اللى والعطف. (ه‍) وفى حديث المسلم قاتل المشرك الذى سب النبي صلى الله عيله وسلم " فتعاوى المشركون عليه حتى قتلوه " أي تعاونوا وتساعدوا. ويروى بالغين المعجمة وهو بمعناه. (باب العين مع الهاء) (عهد) * في حديث الدعاء " وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت " أي أنا مقيم على ما عاهدتك عليه من الإيمان بك والإقرار بوحدانيتك، لا أزول عنه، واستثنى بقوله " ما استطعت " موضع القدر السابق في أمره: أي إن كان قد جرى القضاء أن أنقض العهد يوما ما، فإنى أخلد عند ذلك إلى التنصل والاعتذار لعدم الاستطاعة في دفع ما قضيته على. وقيل معناه: إنى متمسك بما عهدته إلى من أمرك ونهيك، ومبلى العذر في الوفاء به قدر الوسع والطاقة، وإن كنت لا أقدر أن أبلغ كنه الواجب فيه. (1) كذا ضبط في الأصل، وفى ا: " العوى " والذى في الصحاح، واللسان، والقاموس: " العى " وفعله: عوى يعوى.
[ 325 ]
(ه‍ س) وفيه " لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده - أي - (1) ولا ذو ذمة في ذمته - ولا مشرك أعطى أمانا فدخل دار الإسلام فلا يقتل حتى يعود إلى مأمنه ". ولهذا الحديث تأويلان بمقتضى مذهب الشافعي وأبى حنيفة، أما الشافعي فقال: لا يقتل المسلم بالكافر مطلقا،. ومعاهدا كان أو غير معاهد، حربيا كان أو ذميا، مشركا (كان (2)) أو كتابيا، فأجرى اللفظ على ظاهره ولم يضمر له شيئا، فكأنه نهى عن قتل المسلم بالكافر، وعن قتل المعاهد، وفائدة ذكره بعد قوله " لا يقتل مسلم بكافر " لئلا يتوهم يتوهم أنه قد نفى عنه القود بقتله الكافر فيظن أن المعاهد لو قتله كان حكمه كذلك، فقال: " ولا ذو عهد في عهده " ويكون الكلام معطوفا على ما قبله، منتظما في سلكه من غير تقدير شئ محذوف. وأما أبو حنيفة فإنه خصص الكافر في الحديث بالحربي دون الذمي، وهو بخلاف الإطلاق،. لأن من مذهبه أن المسلم يقال بالرمي، فاحتاج أن يضمر في الكلام شيئا مقدرا، ويجعل فيه تقديما وتأخيرا، فيكون التقدير: لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر: أي لا يقتل مسلم ولا كافر معاهد بكافر، فإن الكافر قد يكون معاهدا وغير معاهد. (ه‍) وفيه " من قتل معاهدا لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " يجوز أن يكون بكسر الهاء وفتحها على الفاعل والمفعول، وهو في الحديث بالفتح أشهر وأكثر. والمعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة، وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب مدة ما. * ومنه الحديث " لا يحل لكم كذا وكذا، ولا لقطة معاهد " أي لا يجوز أن يتملك لقطته الموجودة من ماله،. لأنه معصوم المال، يجرى حكمه مجرى حكم الذمي. * وقد تكرر ذكر " العهد " في الحديث. ويكون بمعنى اليمين، والأمان، والذمة، والحفاظ، ورعاية الحرمة، والوصية. ولا تخرج الأحاديث الواردة فيه عن أحد هذه المعاني. (ه‍) ومنه الحديث " حسن العهد من الإيمان " يريد الحفاظ ورعاية الحرمة. (1) سقطت من ا (2) من ا
[ 326 ]
(س) ومنه الحديث " تمسكوا بعهد ابن أم عبد " أي ما يوصيكم به ويأمركم، يدل عليه حديثه الآخر " رضيت لأمتى ما رضى لها ابن أم عبد " لمعرفته بشفقته عليهم ونصيحته لهم. وابن أم عبد: هو عبد الله بن مسعود * ومنه حديث على رضى الله عنه " عهد إلى النبي الأمي صلى الله عليه وسلم " أي أوصى. * وحديث عبد بن زمعة " هو ابني أخى عهد إلى فيه أخى ". (ه‍) وفى حديث أم زرع " ولا يسأل عما عهد " أي عما كان يعرفه في البيت من طعام وشراب ونحوهما،. لسخائه وسعة نفسه. (س) وفى حديث أم سلمة " قالت لعائشة: وتركت عهيداه " العهيدى - بالتشديد والقصر - فعيلى، من العهد، كالجهيدى من الجهد، والعجيلى من العجلة. (س) وفى حديث عقبة بن عامر " عهدة الرقيق ثلاثة أيام " هو أن يشترى الرقيق ولا يشترط البائع البراءة من العيب، فما أصاب المشترى من عيب في الأيام الثلاثة فهو من مال البائع، ويرد إن شاء بلا بينة، فإن وجد به عيبا بعد الثلاثة فلا يرد إلا ببينة. (عهر) (ه‍) فيه " الولد للفراش وللعاهر الحجر ": العاهر: الزانى، وقد عهر يعهر عهرا وعهورا إذا أتى المرأة ليلا للفجور بها، ثم غلب على الزنا مطلقا. والمعنى: لا حظ للزاني في الولد، وإنما هو لصاحب الفراش: أي لصاحب أم الولد، وهو زوجها أو مولاها، وهو كقوله الآخر " له التراب " أي لا شئ له (ه‍) ومنه الحديث " اللهم بدله بالعهر العفة ". * ومنه الحديث " أيما رجل عاهر بحرة أو أمة " أي زنى، وهو فاعل منه، وقد تكرر في الحديث. (عهن) * في حديث عائشة " أنا فتلت قلائد هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عهن " العهن: الصوف الملون، الواحدة: عهنة. وقد تكرر في الحديث.
[ 327 ]
(ه‍) وفى حديث عمر " ائتنى بجريدة واتق العواهن " هي جمع عاهنة، وهى السعفات التى تلى قلب النخلة، وأهل نجر يسمونها الخوافى. وإنما نهى عنها إشفاقا على قلب النخلة أن يضربه قطع مات قرب منها (1). * وفيه " إن السلف كانوا يرسلون الكلمة على عواهنها " أي لا يزمونها ولا يخطمونها. العواهن: أن تأخذ غير الطريق في السير أو الكلام، جمع عاهنة. وقيل: هو من قولك: عهن له كذ ا: أي عجل. وعهن الشئ إذا حضر: أي أرسل الكلام على ما حضر منه وعجل من خطأ وصواب. (باب العين مع الياء) (عيب) (ه‍) فيه " الأنصار كرشى وعيبتى " أي خاصتي وموضع سرى. والعرب تكنى عن القلوب والصدور بالعياب، لأنها مستودع السرائر، كما أن العياب مستودع الثياب. والعيبة معروفة. (ه‍) ومنه الحديث " وأن بينهم عيبة مكفوفة " أي بينهم صدر نقى من الغل والخداع، مطوى على الوفاء بالصلح. والمكفوفة: المشرجة المشدودة. وقيل: أراد أن بينهم موادعة ومكافة عن الحرب، تجريان مجرى المودة التى تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض. * ومنه حديث عائشة " في إيلاء النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه، قالت لعمر لما لامها: مالى ولك يا ابن الخطاب ! عليك بعيبتك " أي اشتغل بأهلك ودعني. (عيث) (س) في حديث عمر " كسرى وقيصر يعيثان فيما يعيثان فيه وأنت هكذا ! " عاث في ماله يعيث عيثا وعيثانا إذا بدره وأفسده. وأصل العيث: الفساد. * ومنه حديث الدجال " فعاث يمينا وشمالا ". (1) قال الهروي: والعواهن في غير هذا: عروق رحم الناقة.
[ 328 ]
(عير) (ه‍) فيه " أنه كان يمر بالتمرة العائرة فما يمنعه من أخذها إلا مخافة أن تكون من الصدقة " العائرة: الساقطة لا يعرف لها مالك، من عار الفرس يعير إذا انطلق من مربطه مارا على وجهه. (ه‍) ومنه الحديث " مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين غنمين " أي المترددة بين قطيعين، لا تدرى أيهما تتبع. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا أصابه سهم عائر فقتله " هو الذى لا يدرى من رماه. (ه‍) وحديث ابن عمر، في الكلب الذى دخل حائطه " إنما هو عائر ". (س) وحديثه الآخر " إن فرسا له عار " أي أفلت وذهب على وجهه. (ه‍) وفيه " إذا أراد الله بعبد شرا أمسك عليه بذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنه عير " العير: الحمار الوحشى. وقيل: أراد الجبل الذى بالمدينة اسمه عير، شبه عظم ذنوبه به. ومن الأول حديث على " لأن أمسح على ظهر عير بالفلاة " أي حمار وحشى. * ومنه قصير كعب. * عيرانة قذفت بالنحض (1) عن عرض * هي الناقة الصلبة، تشبيها بعير الوحش. والألف والنون زائدتان. * ومن الثاني الحديث " أنه حرم مابين عير إلى ثور " أي جبلين بالمدينة. وقيل: ثور بمكة، ولعل الحديث " ما بين عير إلى أحد (2) " وقيل: بمكة جبل يقال له عير أيضا. (س) ومنه حديث أبى سفيان " قال رجل: أغتال محمدا ثم آخذ في عير عدوى " أي أي أمضى فيه وأجعله طريقي وأهرب، كذا قال أبو موسى. (1) الرواية في شرح ديوانه ص 12 " قذفت في اللحم... " (2) انظر حواشى ص 230 من الجزء الأول.
[ 329 ]
(ه‍) وفى حديث أبى هريرة " إذا توضأت فأمر على عيار الأذنين الماء " العيار: جمع عير، وهو الناتئ المرتفع من الأذن. وكل عظم ناتئ من البدن: عير. (س) وفى حديث عثمان " أنه كان يشترى العير حكرة ثم يقول: من يربحني عقلها ؟ " العير: الإبل بأحمالها، فعل من عار يعير إذا سار. وقيل: هي قافلة الحمير فكثرت حتى سميت بها كل قافلة، كأنها جمع عير. وكان قياسها أن تكون فعلا بالضم، كسقف في سقف، إلا أنه حوفظ على الياء بالكسرة، نحو عين. (س) ومنه الحديث أنهم كانوا يترصدون عيرات قريش " هي جمع عير، يريد إبلهم ودوابهم التى كانو يتاجرون عليها. (س) ومنه حديث ابن عباس " أجاز لها العيرات " هي جمع عير أيضا. قال سيبويه: اجتمعوا فيها على لغة هذيل، يعنى تحريك الياء، والقياس التسكين. (عيس) * في حديث طهفة " ترتمى بنا العيس " هي الإبل البيض مع شقرة يسيرة، واحدها: أعيس وعيساء. * ومنه حديث سواد بن قارب. * وشدها العيس بأحلاسها * (عيص) * في حديث الأعشى (1): * وقذفتني بين عيص مؤتشب * العيص: أصول الشجر. والعيص أيضا: اسم موضع قرب المدينة على ساحل البحر، له ذكر في حديث أبى بصير. (عيط) (ه‍) في حديث المتعة " فانطلقت إلى امرأة كأنها بكرة عيطاء " العيطاء: الطويلة العنق في اعتدال. (1) هو الأعشى الحرمازى. انظر ص 148 من الجزء الثاني.
[ 330 ]
(عيف) * فيه " العيافة والطرق من الجبت " العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. وهو من عادة العرب كثيرا. وهو كثير في أشعارهم. يقال: عاف يعيف عيفا إذا زجر وحدس وظن. وبنو أسد يذكرون بالعيافة ويوصفون بها. قيل عنهم أن قوما من الجن تذاكروا عيافتهم فأتوهم، فقالوا: ضلت لنا ناقة فلوا أرسلتم معنا من يعيف، فقلوا لغليم منهم: انطلق معهم، فاستردفه أحدهم، ثم ساروا فلقيهم عقاب كاسرة إحدى جناحيها، فاقشعر الغلام، وبكى، فقلوا: مالك ؟ فقال: كسرت جناحا، ورفعت جناحا، وحلفت بالله صراحا، ما أنت بإنسى ولا تبغى لقاحا. * ومنه الحديث " أن عبد الله بن المطلب أبا النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تنظر وتعتاف، فدعته إلى أن يستبضع منها فأبى ". (ه‍ س) وحديث ابن سيرين " إن شريحا كان عائفا " أراد أنه كان صادق الحدس والظن، كما قال للذى يصيب بظنه: ما هو إلى كاهن، وللبليغ في قوله: ما هو إلا ساحر، لا أنه كان يفعل فعل الجاهلية في العيافة. (ه‍) وفيه " أنه أتى بضب مشوى فعافه، لأنه ليس من طعام قومي " أي كرهه. (ه‍) ومنه حديث المغيرة " لا تحرم العيفة، قيل: وما العيفة ؟ قال: المرأة تلد فيحصر لبنها في ضرعها فترضعه جارتها " قال أبو عبيد: لا نعرف العيفة، ولكن نراها " العفة " وهى بقية اللين في الضرع. قال الأزهري: العيفة صحيح، وسميت عيفة، من عفت الشئ أعافه إذا كرهته. (ه‍) وفى حديث أم إسماعيل عليه السلام " ورأوا طيرا عائفا على الماء " أي حائما عليه ليجد فرصة فيشرب، وقد عاف يعيف عيفا. وقد تكرر في الحديث. (عيل) (ه‍) فيه " إن الله يبغض العائل المختال " العائل: الفقير. وقد عال يعيل عيلة، إذا افتقر.
[ 331 ]
(س) ومنه حديث صلة " أما أنا فلا أعيل فيها " أي لا أفتقر. * ومنه الحديث " ما عال معتصد ولا يعيل ". * ومنه حديث الإيمان " وترى العالة رءوس الناس " العلة: الفقراء، جمع عائل. (ه‍) وفيه " إن من القول عيلا " هو عرضك حديثك وكلامك على من لا يريده، وليس من شأنه. يقال: علت الضالة أعيل عيلا، إذا لم تدر أي جهة تبغيها، كأنه لم يهتد لمن يطلب كلامه،. فعرضه على من لا يريده. (عيم) (ه‍) فيه " أنه كان يتعوذ من العيمة والغيمة والأيمة " العيمة: شدة شهوة اللبن. وقد عام يعام ويعيم عيما. * وفى حديث عمر " إذا وقف الرجل عليك غنمه فلا تعتمه " أي تختر غنمه، ولا تأخ ذمنه خيارها. واعتام الشئ يعتامه، إذا اختاره. وعيمة الشئ، بالكسر: خياره. * ومنه الحديث في صدقة الغنم " يعتامها صاحبها شاة شاة " إى يختارها. * وحديث على " بلغني أنك تنفق مال الله فيمن تعتام من عشيرتك ". * وحديثه الآخر " رسوله المجتبى من خلائقه، والمعتام لشرع حقائقه " والتاء في هذه الأحايث كلها تاء الافتعال. (عين) (س) فيه " أنه بعث بسبسة عينا يوم بدر " أي جاسوسا. واعتان له: إذا أتاه بالخير. * ومنه حديث الحديبية " كان الله قد قطع عينا من المشركين " إى كفى الله منهم من كان يرصدنا ويتجسس علينا أخبارنا. (س) وفيه " خير الماب عين ساهرة لعين نائمة " أراد عين الماء التى تجرى ولا تنقطع ليلا ونهارا، وعين صاحبها نائمة، فجعل مثلا لجريها.
[ 332 ]
(ه‍) وفيه " إذا نشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة " العين: اسم لما عن يمين قبلة العراق، وذلك يكون أخلق للمطر في العادة، تقول العرب: مطرنا بالعين. وقيل: العين من السحاب: ما أقبل عن القبلة، وذلك الصقع يسمى العين. وقوله " تشاءمت ". أي أخذت نحو الشام. والضمير في " نشأت " للسحابة، فتكون بحرية منصوبة، أو للبحرية فتكون مرفوعة. (س) وفيه " إن موسى عليه السلام فقأ عين ملك الموت بصكة صكه " قيل: أراد أنه أغلظ له في القول. يقال: أتيته فلطم وجهى بكلام غليظ. والكلام الذى قاله له موسى عليه السلام، قال له: " أحرج عليك أن تدنو منى، فإنى أحرج دارى ومنزلي ". فجعل هذا تغليظا من موسى له، تشبيها بفق ء العين. وقيل: هذا الحديث مما يؤمن به وبأمثاله، ولا يدخل في كيفيته. (ه‍) وفى حديث عمر " أن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين، فلطمه على، فاستعدى عليه عمر، فقال: ضربك بحق أصابته (1) عين من عيون الله " (2) أراد خاصة من خواص الله عز وجل، ووليا من أوليائه. * وفيه، " العين حق، وإذا استغسلتم فاغسلوا " يقال: أصابت فلانا عين إذا أصابة بالعين، والمصاب معين. * ومنه الحديث " كان مؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين ". * ومنه الحديث " لا رقية إلا من عين أو حمة " تخصيصة العين والحمة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأمراض،. لأنه أمر بالرقية مطلقا. ورقى بعض أصحابة من غيرهما. وأنما معناه: لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والحمة. (1) في الهروي: " أصابتك ". (2) عزا الهروي هذا لتفسير إلى ابن الأعرابي، وذكر قبلة عن ابن الأعرابي أيضا: " يقال: أصابته من الله عين: أي أخذه الله ".
[ 333 ]
(ه‍) وفى حديث على " أنه قاس العين ببيضة جعل عليها خطوطا وأراها أياه " وذلك في العين تضرب بشئ يضعف منه بصرها، فيتعرف ما نقص منها ببيضة يخط عليها خطوط سود أو غيرها، وتنصب على مسافة تركها العين الصحيحة، ثم نمصب على مسافة تدركها العين العيلة، ويعرف ما بين المسافتين، فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية. وقال ابن عباس: لا تقاس العين في يوم غيم (1) لأن الضوء يختلف يوم الغيم في الساعة الواحدة فلا يصح القياس. * وفيه " إن في الجنة لمجتمعا للحور العين " العين: جمع عيناء، وهى الواسعة العين. وارجل أعين. وأصل جمعها بضم العين، فكسرت لأجل الياء، كأبيض وبيض. * ومنه الحديث " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب العين " * ومنه الحديث " أن جاءت به أعين أدعج ". * وفى حديث الحجاج " قال للحسن: والله لعينك أكبر من أمدك " أي شاهدك ومنظرك أكبر من أمد عمرك. وعين كل شئ: شاهده وحاضره. (ه‍) وفى حديث عائشة " اللهم عين على سارق أبى بكر " أي أظهر عليه سرقته. يقال: عينت على السارق تعيينا إذا خصصته من بين المتهمين، من عين الشئ: نفسه وذاته. * ومنه الحديث " أوه عين الربا " أي ذاته ونفسه. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث على " إن أعيان بنى الأم يتوارثون دون بنى العلات " الأعيان: الإخوة لإب واحد وأم واحدة، مأخوذ من عين الشئ وهو النفيس منه. وبنو العلات لأب واحد. أمهات شتى. فإذا كانوا لأم واحدة وآباء شتى فهم الأخياف. (ه‍) وفى حديث ابن عباس " أنه كره العينة " هو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم (1) الذى في الهروي: " إنما نهى عن ذلك،. لأن الضوء.... إلخ ".
[ 334 ]
إلى أجل مسمى، ثم يشتريها منه بأقل من الثمن الذى باعها به (1) فإن اشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها، ثم باعها (من طالب العينة بثمن أكثر مما اشتراها إلى أجل مسمى ثم باعها) (2) المشترى من البائع الأول بالنقد بأقل من الثمن، فهذه أيضا عينة. وهى أهون من الأولى (3) وسميت عينة لحصول النقد لصاحب العينة،. لأن العين هو المال الحاضر من النقد، والمشترى إنما يشتريها ليبيعها بعين تصل إليه معجلة. (س) وفى حديث عثمان " قال له عبد الرحمن بن عوف يعرض به: إنى لم أفر يوم عينين، فقال له: لم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه ؟ " عينان: اسم جبل بأحد. ويقال ليوم أحد يوم عينين. وهو الجبل الذى أقام عليه الرماة يومئذ. (عيا) (ه‍) في حديث أم زرع " زوجي عيا ياء طباقاء " العيا ياء: العنين الذى تعييه مباضعة النساء، وهو من الإبل الذى لا يضرب ولا يلقح. (س) ومنه الحديث " شفاء العى السؤال " العى: الجهل. وقد عيى به يعيا عيا. وعى بالإدغام والتشديد: مثل عيى. * ومنه حديث الهدى " فأزحفت عليه بالطريق عفى بشأنها " أي عجز عنها وأشكل عليه أمرها. * ومنه حديث على " فعلهم الداء العياء " هو الذى أعيا الأطباء ولم ينجع فيه الداوء. (1) في الهروي: " وهذا مكروه ". (2) تكملة لازمة من الهروي واللسان. (3) بعده في اللسان: " وأكثر الفقهاء على إجازتها، على كراهة من بعضهم لها. وجملة القول فيها أنها إذا تعرت من شرط يفسدها فهى جائزة. وإن اشتراها المتعين بشرط أن يبيعها من بائعها الأول، فالبيع فاسد عند جميعهم ".
[ 335 ]
(س) وحديث الزهري " أن بريدا من بعض الملوك جاءه يسأله عن رجل معه ما مع المرأة كيف يورث ؟ قال: من حيث يخرج الماء الدافق " فقال في ذلك قائلهم: ومهمة أعيا القضاة عياؤها تذر الفقيه يشك شك الجاهل عجلت قبل حنيذها بشوائها وقطعت محردها بحكم فاصل أراد أنك عجلت الفتوى فيها ولم تستأن في الجواب، فشبهه برجل نزل به ضيف فعجل قراه بما قطع له من كبد الذبيحة ولحمها، ولم يحبسه على الحنيذ والشواء. وتعجيل القرى عندهم محمود وصاحبه ممدوح.
[ 336 ]
حرف الغين المعجمة - (باب الغين مع الياء) (غبب) (ه‍) فيه " زر غبا تزدد حبا " الغب من أوراد الإبل: أن ترد الماء يوما وتدعه يوما ثم تعود، فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام. يقال: غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام. وقال الحسن: في كل أسبوع. * ومنه الحديث " أغبوا في عيادة المريض " أي لا تعودوه في كل يوم،. لما يجد من ثقل العواد. (ه‍) وفى حديث هشام " كتب إليه الجنيد يغبب عن هلاك المسلمين " أي لم يخبره بكثرة من هلك منهم، مأخوذ من الغب: الورد، فاستعاره لموضع التقصير في الإعلام بكنه الأمر. وقيل: هو من الغبة، وهى البلغة من العيش. وسألت فلانا حاجة فغبب فيها: أي لم يبالغ (1). * وفى حديث الغيبة " فقاءت لحما غابا " يقال: غب اللحم وأغب فهو غاب ومغب إذا أنتن. (ه‍) وفى حديث الزهري " لا تقبل شهادة ذى تغبة " هكذا جاء في رواية، وهى تفعلة من غبب الذئب في الغنم إذا عاث فيها، أو من غبب، مبالغة في غب الشئ إذا فسد (2). (1) أنشد عليه الهروي للمسيب بن علس: فإن لنا إخوة يحدبون علينا وعن غيرنا غببوا (2) في الهروي: " وهو الذى يستحل الشهادة بالزور، فهم أصحاب فساد. يقال للفاسد: الغاب ".
[ 337 ]
(غبر) (ه‍) فيه " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبى ذر " الغبراء: الأرض، والخضراء: السماء للونهما، أراد أنه متناه في الصدق إلى الغاية، فجاء به على اتساع الكلام والمجاز (1). * ومنه حديث أبى هريرة " بينا رجل في مفازة غبراء " هي التى لا يهتدى للخروج منها. * وفيه " لو تعلمون ما يكون في هذه الأمة من الجوع الأغبر والموت الأحمر " هذا من أحسن الاستعارات،. لأن الجوع أبدا يكون في السنين المجدبة، وسنو الحدب تسمى غبرا،. لا غبرار آفاقها من قلة الأمطار، وأرضيها من عدم النبات والاخضرار. والموت الأحمر: الشديد، كأنه موت بالقتل وإراقة الدماء. (س) ومنه حديث عبد الله بن الصامت " يخرب البصرة الجوع الأغبر والموت الأحمر ". (س) وفى حديث مجاشع " فخرجوا مغبرين، هم ودوابهم " المغبر: الطالب للشئ المنكمش (2) فيه، كأنه لحرصه وسرعته يثير الغبار. * ومنه حديث الحارث بن أبى مصعب " قدم رجل من أهل المدينة فرأيته مغبرا في جهازه ". * وفيه " إنه كان يحدر فيما غبر من السورة " أي يسرع في قراءتها. قال الأزهري: يحتمل الغبر هاهنا الوجهين، يعنى الماضي والباقى، فإنه من الأضداد. قال: والمعروف الكثير أن الغابر الباقي. وقال غير واحد من الأئمة إنه يكون بمعنى الماضي. (ه‍) ومنه الحديث أنه اعتكف العشر الغوابر من شهر روضان " أي البواقى، جمع غابر. (1) عبارة الهروي: " لم يرد عليه السلام أنه أصدق من أبى بكر وعمر رضى الله عنهما، ولكنه على اتساع الكلام، المعنى أنه متناه في الصدق ". (2) أي المسرع.
[ 338 ]
(س) وفى حديث ابن عمر " سئل عن جنب اغترف بكوز من حب (1) فأصابت يده الماء فقال: غابره نجس " أي باقيه. * ومنه الحديث " فلم يبق إلا غبرات من أهل الكتاب " وفى رواية " غبر أهل الكتاب " الغبر: جمع غابر، والغبرات: جمع غبر. (ه‍) ومنه حديث عمرو بن العاص " ولا حملتني البغايا في غبرات المآلى " أراد أنه لم تتول الإماء تربيته، خرق الحيض: أي في بقاياها. (ه‍) وفى حديث معاوية " بفناءه أعنز درهن غبر " أي قليل (2). وغبر اللبن (3): بقيته وما غبر منه. (ه‍) وفى حديث أويس " أكون في عبر الناس أحب إلى " أي أكون من المتأخرين لا المتقدمين المشهورين، وهو من الغابر: الباقي. وجاء في رواية " في غبراء الناس " بالمد: أي فقرائهم. ومنه قيل للمحاويج: بنو غبراء، كأنهم نسبوا إلى الأرض والتراب. (ه‍) وفيه " أياكم والغبيراء فإنها خمر العالم " (4) الغبيراء: ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة (وهى تسكر) (5) وتسمى السكركة. وقال ثعلب: هي خمر تعمل (6) من الغبيراء: هذا التمر المعروف: أي (هي) (7) مثل (1) الحب: الحرة، أو الضخمة منها. (القاموس) (2) في الهروي " بفناءه أعنز غبر " أي قليلة. (3) عبارة الهروي: " وغبر الليل: بقيته، وهو ما غرر منه ". وقد نقل صاحب اللسان عبارة ابن الأثير، ثم قال: " وغبر الليل: آخره. وغبر الليل: بقاياه، واحدها: عبر ". (4) في الهروي: " فإنها خمر الأعاجم ". (5) من الهروي. (6) وفى الأصل: " هو خمر يعمل " وأثبتناه على التأنيث من ا، واللسان، والهروى. (7) من ا، واللسان.
[ 339 ]
الخمر التى يتعارفها جميع الناس، لا فصل (1) بينهما في التحريم. وقد تكرر في الحديث. (غبس) (س) في حديث أبى بكر بن عبد الله " إذا استقبلوك يوم الجمعة فاستقبلهم حتى تغبسها حتى (2) لا تعود أن تخلف " يعنى إذا مضيت إلى الجمعة فلقيت الناس وقد فرغوا من الصلاة فاستقبلهم بوجهك حتى تسوده حياء منهم كيلا تتأخر بعد ذلك. والهاء في " تغبسها ". ضمير الغرة، أو الطلعة، والغبسة: لون الرماد. * ومنه حديث الأعشى (3). * كالذئب الغبساء في ظل السرب * أي الغبراء. (غبش) (ه‍) فيه " أنه صلى الغجر بغبش " يقال: غبش الليل وأغبش إذا أظلم ظلمة يخالطها بياض. قال الأزهري: يزيد أنه قدم صلاة الفجر عند أول طلوعه، وذلك الوقت هو الغبش، وبعده الغبس بالسين المهملة، وبعده الغلس، ويكون الغبش والمعجمة في أول الليل أيضا. ورواه جماعة في " الموطأ " بالسين المهملة، وبالمعجمة أكثر. وقد كرر في الحديث. ويجمع على أغباش. * ومنه حديث على " قمش (4) علما غارا بأغباش الفتنة " أي بظلمها. (غبط) (ه‍) فيه " إنه سئل: هل يضر الغبط ؟ قال: لا، إلا كما يضر العضاه الخبط " الغبط: حسد خاص. يقال: غبطت الرجل أعبطه غبط إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ماله، (1) في الأصل، واللسان " لا فضل " بالضاد المعجمة، وأثبتناه بالمهملة من ا، والفائق 2 / 205. (2) في الأصل: " أي حتى لا تعود " وأسقطنا " أي " حيث لم ترد في ا، واللسان. (3) فو الأعشى الحرمازى. انظر ص 148 من الجزء الثاني. (4) قال الزمخشري: " القمش: الجمع من هاهنا وهاهنا. ومنه قماش البيت، لردئ متاعه " الفائق 1 / 438.
[ 340 ]
وأن يدوم عليه ما هو فيه. وحسدته أحسده حسد، إذا اشتهيت أن يكون لك ماله، وأن يزول عنه ما هو فيه. فأراد عليه السلام أن الغبط لا يضر ضرر الحسد، وأن ما يلحق الغابط من الضرر الراجع إلى مقصان الثواب دون الإحباط بقدر ما يلحق العضاه من خبط ورقها الذى هو دون قطعها واستئصالها، ولأنه يعود بعد الخبط، وهو وإن كان فيه طرف من الحسد، فهو دونه في الإثم. * ومنه الحديث " على منابر من نور يغبطهم أهل الجمع ". * والحديث الآخر " يأتي على الناس زمان يغبط الرجل بالواحدة كما يغبط اليوم أبو العشرة " يعنى أن الأئمة في صدر الإسلام يرزقون عيال المسلمين وذراريهم من بيت المال، فكان أبو العشرة مغبوطا بكثرة ما يصل إليه (1) من أرزاقهم، ثم يجئ بعدهم أئمة يقطعون ذلك عنهم، فيغبط الرجل بالواحدة،. لخفة المؤنة، ويرثى لصاحب العيال. * ومنه حديث الصلاة " أنه جاءوهم يصلون في جماعة، فجعل يغبطهم " هكذا روى بالتشديد: أي يجملهم على الغبط، ويجعل هذا الفعل عندهم مما يغبط عليه، وإن روى بالتخفيف فيكون قد غبطهم لتقدمهم وسبقهم إلى الصلاة. (ه‍) ومنه الحديث " اللهم غبطا لا هبطا " أي أو لنا منزلة نغبط عليها، وجنبنا منازل الهبوط والضعة. وقيل: معنا نسألك الغبطة، وهى النعمة والسرور، ونعوذ بك من الذل والخضوع. * وفى حديث ابن ذى يزن " كأنها غبط في زمخر " الغبط: جمع غبيط، وهو الموضع الذى يوطأ للمرأة على البعير، كالهودج معمل من خشب وغيره، وأراد ها هنا أحد أخشابه، شبه به القوس في انحنائها. (1) في ا واللسان: " إليهم " والمثبت في الأصل، والفائق 1 / 10.
[ 341 ]
(ه‍) وفى حديث مرضه الذى قبض فيه " أنه أغبطت عليه الحمى " أي لزمته ولم تفارقه، وهو من وضع الغبيط على الجمل. وقد أغبطته عليه إغباطا. (س) وفى حديث أبى وائل " فغبط منها شاة فإذا هي لا تنقى " أي جسها بيده. يقال: عبط الشاة إذا لمس منها الموضع الذى يعرف به منها من هزالها. وبعضهم يرويه بالعين المهملة، فإن كان محفوظا فإنه أراد به الذبح. يقال: اعتبط الإبل والغنم إذا نحرها لغير داء. (غبغب) * فيه ذكر " غبغب " بفتح الغينين وسكون الباء الأولى: موضع المنحر بمنى. وقيل: الموضع الذى كان فيه اللات بالطائف. (غبق) * في حديث أصحاب الغار " وكنت لا أغبق قبلهم أهلا ولا مالا " أي ما كنت أقدم عليهما أحدا في شرب نصيبهما من اللبن الذى يشربانه. والغبوق: شرب آخر النهار مقابل الصبوح. * ومنه الحديث " ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا " هو تفتعلوا، من الغبوق. * ومنه حديث المغيرة " لا تحرم الغبقة " هكذا جاء في رواية، وهى المرة من الغبوق، شرب العشى. ويروى بالعين المهملة والياء والفاء. وقد تقدم. (غبن) * فيه " كان إذا اطلى بدأ بمغابنه " المغابن: الأرفاغ، وهى بواطن الأفخاذ عند الحوالب، جمع مغبن، من غبن الثوب إذا ثناه وعطفه، وهى معاطف الجلد أيضا. (س) ومنه حديث عكرمة " من مس مغابنه فليتوضأ " أمره بذلك استظهارا واحتياطا، فإن الغلب على من يلمس ذلك الموضع أن يقع يده على ذكره. (غبا) (س) فيه " إلا الشياطين وأغبياء بنى آدم " الأغبياء: جمع غبى، كغنى وأغنياء. ويجوز أن يكون أغباء، كأيتام، مثله كمى وأكماء. والغبى: القليل الفطنة. وقد غبى يغبا غباوة.
[ 342 ]
* ومنه الحديث " قليل الفقه (1) خير من كثير الغباوة ". * ومنه حديث على " تغاب عن كل مالا يصح لك " أي تغافل وتباله. * وفى حديث الصوم " فإن غبى عليكم " أي خفى. ورواه بعضهم " غبى " بضم الغين وتشديد الباء المكسورة، لما لم يسم فاعله، من الغباء: شبه الغبرة في السماء. (باب الغين مع التاء) (غتت) (ه‍) في حديث المبعث " فأخذني جبريل فغتنى حتى بلغ منى الجهد " الغت والغط سواء، كأنه أراد عصرني عصرا شديدا حتى وجدت منه المشقة، كما يجد من يغمس في الماء قهرا. (ه‍) ومنه حديث " يغتهم الله في العذاب غتا " أي يغمسهم فيه غمسا متتابعا. * ومنه حديث الدعاء " يا من لا يغته دعاء الداعين " أي يغلبه ويقهره. (ه‍) وفى حديث الحوض " يغت فيه ميزابان، مدادهما من الجنة " أي يدفقان فيه الماء دفقا دائما متتابعا. (باب الغين مع الثاء) (غثث) (س) في حديث أم زرع " زوجي لحم جمل غث " أي مهزول. يقال: غث يغث ويغث، وأغث يغث. (ه‍) ومنه حديثها أيضا، في رواية " ولا تغث طعامنا تغثيثا " أي لا تفسده. يقال: غث فلان في قوله، وأغثه إذا أفسده. * ومنه حديث ابن عباس " قا ل لابنه على: الحق بابن عمك - يعنى عبد الملك - فغثك خير من سمين غيرك ". (غثر) (س) في حديث القيامة " يؤتى بالموت كأنه كبش أغثر " هو الكدر اللون، كالأغبر والأربد. (1) في ا " القليل الفقه ".
[ 343 ]
* وفى حديث عثمان " قال حين تنكر له الناس: إن هؤلاء النفر رعاع غثرة " أي جهال، وهو من الأغثر: الأغبر. وقيل للأحمق الجاهل أغثر، استعارة وتشبيها بالضبع الغثراء للونها، والواحد: غاثر. قال القتيبى: لم أسمع غاثرا، وإنما يقال: رجل أغثر إذا كان جاهلا. (ه‍) وفى حديث أبى ذر " أحب الإسلام وأهله وأحب الغثراء " أي عامة الناس وجماعتهم. وأراد بالمحبة المناصحة لهم والشفقة عليهم. * وفى حديث أويس " أكون في غثراء الناس " هكذا جاء في رواية (1): أي في العامة المجهولين. وقيل: هم الجماعة المختلطة من قبائل شتى. (غثا) * في حديث القيامة " كما تنبت الحبة في غثاء (2) السيل " الغثاء بالضم والمد: ما يجئ فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره. وقد تكرر في الحديث. وجاء في كتاب مسلم " كما تنبت الغثاءة " يريد ما احتمله السيل من البزورات. * ومنه حديث الحسن " هذا الغثاء الذى كنا نحدث عنه " يريد أرذال الناس وسقطهم. (باب الغين مع الدال) (غدد) (س) فيه " أنه ذكر الطاعون فقال: غدة كغدة البعير تأخذهم في مراقهم " أي في أسفل بطونهم. الغدة: طاعون الإبل، وقلما تسلم منه. يقال: أغد البعير فهو مغد. ومنه حديث عمر بن الطفيل " غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية ". (س) ومنه حديث عمر " ماهى بمغد فيستحجى لحمها " يعنى الناقة، ولم يدخلها تاء التأنيث لأنه أراد ذات غدة. * وفى حديث قضاء الصلاة " فليصلها حين يذكرها ومن الغد للوقت " قال الخطابى: لا أعلم (1) انظر ص 338 (2) رويت: " في حميل السيل " وسبقت في " حمل ".
[ 344 ]
أحدا من الفقهاء قال إن قضاء الصلاة يؤخر إلى وقت مثلها من الصلاة وتقضى، ويشبه أن يكون الأمر استحبابا لتحرز فضيلة الوقت في القضاء، ولم يرد إعادة تلك الصلاة المنسية حتى تصلى مرتين، وإنما أراد أن هذه الصلاة وإن انتقل وقتها للنسيان إلى وقت الذكر، فإنها باقية على وقتها فيهما بعد ذلك مع الذكر، لئلا يظن ظان أنها قد سقطت بانقضاء وقتها أو تغيرت بتغيره. والغد أصله: غدو، فحذفت واوه، وإنما ذكرناه هاهنا على لفظه. (غدر) (ه‍) فيه " من صلى العشاء في جماعة في الليلة المغدرة فقد أوجب " المغدرة: الشديدة الظلمة التى تغدر الناس في بيوتهم: أي تتركهم. والغدراء: الظلمة (1). * ومنه حديث كعب " لو أن امرأة من الحور العين اطلعت إلى الأرض في ليلة ظلماء مغدرة لأضاءت ما على الأرض ". (ه‍) وفيه " يا ليتنى غودرت مع أصحاب نحص الجبل " النحص: أصل الجبل وسفحه. وأراد بأصحاب نحص الجبل قتلى أحد أو غيرهم من الشهداء: أي يا ليتني استشهدت معهم. والمغادرة: الترك. * ومنه حديث بدر " فخرج رسول الله صلى عليه وسلم في أصحابه حتى بلغ قرقرة الكدر فأغروه " أي تركوه وخلفوه، وهو موضع. (ه‍) وفى حديث عمر: وذكر حسن سياسته فقال: " ولولا ذلك لأغدرت بعض ما أسوق " أي لخلفت. شبه نفسه بالراعى، ورعيته بالسرح. وروى " لغدرت " أي لألقيت الناس في الغدر، وهو مكان كثير الحجارة. (1) زاد الهروي: " وقيل: سميت مغدرة،. لطرحها من يخرج فيها في الغدر، وهى الجرفة " ا ه‍ وانظر القاموس (جرف).
[ 345 ]
(ه‍) وفى صفته صلى الله عليه وسلم " قدم مكة وله أربع غدائر " هي الذوائب، واحدتها: غديرة. * ومنه حديث ضمام " كان رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين ". (س) وفيه " بين يدى الساعة سنون غدارة، يكثر المطر ويقل النبات " هي فعالة من الغدر: أي تطمعهم في الخصب بالمطر ثم تخلف، فجعل ذلك غدرا منها. * وفى حديث الحديبية " قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا غدر وهل غسلت غدرتك إلا بالأمس " غدر: معدول عن غادر للمبالغة. يقال للذكر غدار وللأنثى غدار كقطام، وهما مختصان بالنداء في الغالب. * ومنه حديث عائشة " قالت للقاسم: إجلس غدر " أي يا غدر، فحذفت حرف النداء. * ومنه حديث عاتكة " يالغدر يالفجر ". (س) وفيه " أنه مر بأرض يقال لها غدرة فسماها خضرة " كأنها كانت لا تسبح بالنبات، أو تنبت ثم تسرع إليه الآفة، فشبهت بالغادر لأنه لا يفى. وقد تكرر ذكر " الغدر " على اختلاف تصرفه في الحديث. (غدف) (ه‍) في " أنه أغدف على على وفاطمة سترا " أي أرسله وأسبله. * ومنه " أغدف الليل سدوله " إذا أظلم. (ه‍) ومنه حديث عمرو بن العاص " لنفس المؤمن أشد ارتكاضا على الخطيئة من العصفور حين يغدف به " أي حين تطبق عليه الشبكة فيضطرب ليفلت منها. (غدق) (ه‍) في حديث الاستسقاء " اسقنا غيثا غدقا مغدقا " الغدق بفتح الدال: المطر الكبار القطر، والمغدق: مفعل منه، أكده به. يقال: أغدق المطر يغدق إغداقا فهو مغدق. (ه‍) وفيه " إذا نشأت السحابة من العين فتلك عين غديقة ".
[ 346 ]
وفى رواية " إذا نشأت بحرية فتشاءمت فتلك عين غديقة " أي كثيرة الماء. هكذا جاءت مصغرة، وهو من تصغير التعظيم. وقد تكرر ذكره في الحديث. * وفيه ذكر " بئر غدق " هي بفتحتين: بئر معروفة بالمدينة. (غدا) (س) في حديث السحور " قال: هلم إلى الغداء المبارك " الغداء: الطعام الذى يؤكل أو النهار، فسمى السحور غداء،. لأنه للصائم بمنزلته للمفطر. (س) ومنه حديث ابن عباس " كنت أتغدى عند عمر بن الخطاب في رمضان " أي أتسحر. * وفيه " لغدوة أو روحة في سبيل الله " الغدوة، المرة من الغدو، وهو سير أول النهار، نقيض الرواح. وقد غدا يغدو غدوا. والغدوة بالضم: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. وقد تكرر في الحديث اسما، وفعلا، واسم فاعل، وصدرا. (ه‍) وفيه " أن يزيد بن مرة قال: نهى عن الغدوى " هو كل ما في بطون الحوامل، كانوا يتبايعونه فيما بينهم فنهوا عن ذلك،. لأنه غرر. وبعضهم يرويه بالذال المعجمة. * وفى حديث عبد المطلب والفيل: لا يغلبن صليبهم ومحالهم غدوا محالك الغدو: أصل الغد، وهو اليوم الذى يأتي بعد يومك، فحذفت لامه. لم يستعمل تاما إلا في الشعر. ومنه قول ذى الرمة (1): وما الناس إلا كالديار وأهلها بها يوم حلوها وغدوا بلاقع ولم يرد عبد المطلب الغد بعينه، وإنما أراد القريب من الزمان. (1) هكذا نسب في الأصل، والذى الرمة. لم نجده في ديوانه المطبوع بعناية كارليل هنرى هيس مكارتى. وقد نسبه في اللسان للبيد. وهو في شرح ديوانه ص 169 بتحقيق الدكتور إحسان عباس.
[ 347 ]
(باب الغين مع الذال) (غذذ) (س) في حديث الزكاة " فتأتى كأغذ ما كانت " أي أسرع وأنشط. أغذ يغذ إغذاذا إذا أسرع في السير. (س) ومنه الحديث " إذا مررتم بأرض قوم قد عذبوا فأغذوا السير ". (س) وفى حديث طلحة " فجعل الدم يوم الجمل يغذ من ركبته " أي يسيل. يقال: غذ العرق يغذ غذا إذا سال ما فيه من الدم ولم ينقطع. ويجوز أن يكون من إغذاذ السير. (غذمر) (ه‍) في حديث على " سأله أهل الطائف أن يكتب لهم الأمان بتحليل الربا والخمر فامتنع، فقاموا ولهم تغدمر مبربرة " التغدمر: الغضب وسوء اللفظ والتخليط في الكلام، وكذلك البربرة. (غذم) (ه‍) في حديث أبى ذر " عليكم معشر قريش بدنياكم فاغذوها " الغذم: الأكل بجفاء وشدة نهم. وقد غذم يغذم غذما فهو غذم. ويقال: غذم يغذم. * ومنه الحديث " كان رجل يرائى فلا يمر بقوم إلا أخذوه بألسنتهم. هكذا ذكرهع بعض المتأخرين في الغين المعجمة، والصحيح أنه بالمهملة وقد تقدم، واتفق عليه أرباب اللغة والغريب. ولا شك أنه وهو منه. والله أعلم. (غذور) (س) فيه " لا تلقى المنافق إلا غذوريا " قال أبو موسى: كذا ذكروه، وهو الجافي الغليظ. (غذا) (س) وفى حديث سعد ين معاذ " فإذا جرحه يغذو ذما " أي يسيل. يقال: غذاالجرح يغذو إذا دام سيلانه. * ومنه الحديث " إن عرق المستحاضة يغدو " أي يسيلانه. (ه‍) وفيه " حتى يدخل الكلب فيغذى على سوارى المسجد " أي يبول عليها لعدم سكانه وخلوه من الناس. يقال: غذى ببوله يغذى إذا ألقاه دفعة دفعة.
[ 348 ]
* وفى حديث عمر " شكا إليه أهل الماشية تصديق الغذاء، فقالوا: إن كنت معتدا علينا بالغذاء فخذ منه صدقته، فقال: إنا نعتد بالغذاء كله حتى السخلة يروح بها الراعى على يده، ثم قال في آخره: وذلك عدل بين غذاء المال وخياره ". (ه‍) ومنه حديث الآخر " أنه قال لعامل الصدقات: احتسب عليهم بالغذاء (1) ولا تأخذها منهم " الغذاء: السخال الصغار، واحدها: غذى، وإنما ذكر الضمير في الحديث الأول ردا إلى لفظ الغداء، فإنه يوزن كساء ورداء. وقد جاء السمام المنقع، وإن كان جمع سم. والمراد بالحديث إلا يأخذ الساعي خيار المال ولا رديئه، وإنما يأخذ الوسط، وهو بمعنى قوله " وذلك عدل بين غذاء المال وخياره ". * وفى حديثه الآخر " لا تغذوا أولاد المشركين " أراد وطء الحبالى من السبى، فجعل ماء الرجل للحمل كالغذاء. (باب الغين مع الراء) (غرب) * فيه " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء " أي أنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذى لا أهل له عنده، لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريبا كما كان: أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء. فطوبى للغرباء: أي الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول لإسلام ويكونون في آخره، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا، ولزومهم دين الإسلام * ومنه الحديث " اغتربوا لا تضووا (2) " الاغتراب: افتعال من الغربة، وأراد تزوجوا إلى الغرائب من النساء غير الأقارب، فإنه أنجب للأولاد. (س) ومنه حديث المغيرة " ولا غريبة نجيبة " أي أنها مع كونها غريبة فإنها غير نجيبة الأولاد. (1) في الهروي: " احتسب عليهم الغذاء ". (2) انظر حواشى ص 106 من الجزء الثالث.
[ 349 ]
(ه‍) ومنه الحديث " إن فيكم مغربين، قيل: وما المغربون ؟ قال: الذين تشرك فيهم الجن " سموا مغربين لأنه دخل فيهم عرق غريب، أو جاءوا من نسب بعيد. وقيل: أراد بمشاركة الجن فيهم أمرهم إياهم بالزنا، وتحسينه لهم فجاء أولادهم من غير رشدة. * ومنه قوله تعالى: " وشاركهم في الأموال والأولاد ". (ه‍) ومنه حديث الحجاج " لأضربنكم ضرب غريبة الإبل " هذا مثل ضربه لنفسه مع رعيته يهددهم، وذلك أن الإبل إذا وردت الماء فدخل فيها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج منها. * وفيه " أنه أمر بتغريب الزانى سنة " التغريب: النفى عن البلد الذى وقعت فيه الجناية. يقال: أغربته وغربته إذا نحيته وأبعدته. والغرب: البعد. (س) ومنه الحديث " أن رجلا قال له: إن امرأتي لا ترد يد لامس، فقال: أغربها " أي أبعدها، يريد الطلاق. (ه‍) ومنه حديث عمر " قدم عليه رجل فقال له: هل من مغربة خبر ؟ " أي هل من خبر جديد جاء من بلد بعيد. يقال: هل من مغربة خبر بكسر الراء وفتحها مع الإضافة فيهما، وهو من الغرب: البعد: وشأو مغرب ومغرب: أي بعيد. * ومنه الحديث " طارت به عنقاء مغرب " أي ذهبت به الداهية. والمغرب: المبعد في البلاد. وقد تقدم في العين. (ه‍) وفى حديث الرؤيا فأخذ عمر الدلو فاستحالت في يده غربا " الغرب بسكون الراء: الدلو العظيمة التى تتخذ من جلد ثور، فإذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض. وهذا تمثيل، ومعناه أن عمر لما أخذ الدلو ليستقى عظمت في يده،. لأن الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبى بكر. ومعنى استحالت: انقلبت عن الصغر إلى الكبر. * ومنه حديث الزكاة " وما سقى بالغرب ففية نصف العشر ".
[ 350 ]
* وفى الحديث الآخر " لو أن غربا من جهنم جعل في الأرض لآذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب ". (ه‍) وفى حديث ابن عباس " ذكر الصديق فقال: كان والله برا تقيا يصادى (1) غربه " وفى رواية " يصادى منه غرب " (2) الغرب: الحدة، ومنه غرب السيف. أي كانت تدارى حدته وتتقى. (ه‍) ومنه حديث عمر " فسكن من غربه ". (ه‍) ومنه حديث عائشة " قالت عن زينب: كل خلالها محمود ما خلا سورة من غرب كانت فيها " (ه‍) وحديث الحسن " سئل عن القبلة للصائم فقال: إنى أخاف عليك غرب الشباب " أي حدته. (ه‍) وفى حديث الزبير " فما زال يفتل في الذروة والغرب حتى أجابته عائشة إلى الخروج " الغارب: مقدم السنام، والذروة: أعلاه، أراد أنه ما زال يخادعها ويتلطفها حتى أجابته. والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يؤنس البعير الصعب ليزمه وينقاد له جعل يمر يده عليه ويمسح غاربه ويفتل وبره حتى يستأنس ويضع فيه الزمام. * ومنه حديث عائشة " قالت ليزيد بن الأصم: رمس برسنك على غاربك " أي خلى سبيلك فليس لك أحد يمنعك عما تريد، تشبيها بالبعير يوضع زمامه على ظهره ويطلق يسرح أين أراد في المرعى. * ومنه الحديث في كنايات الطلاق " جبلك على غاربك " أي أنت مرسلة مطلقة غير مشدودة ولا ممسكة بعقد النكاح. (ه‍) وفيه " أن رجلا كان واقفا معه في غزاة فأصابه سهم غرب " أي لا يعرف راميه. (1) انظر ص 19 من الجزء الثالث. (2) وهى رواية الهروي.
[ 351 ]
يقال: سهم غرب بفتح الراء وسكونها، وبالإضافة، وغير الإضافة. وقيل: هو بالسكون إذا أتاه من حيث لا يدرى، وبالفتح إذا رماه فأصاب غيره الهروي لم يثبت عن الأزهري إلا الفتح: وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث الحسن " ذكر ابن عباس فقال: كان مثجا يسيل غربا " الغرب: أحد الغروب، وهى الدموع حين تجرى. يقال: بعينه غرب إذا سال دمعها ولم ينقطع، فشبه به غزارة علمه وأنه لا ينقطع مدده وجريه. (س) وفى حديث النابغة " ترف غروبه " هي جمع غرب، وهو ماء الفم وحدة الأسنان. (ه‍) وفى حديث ابن عباس " حين اختصم إليه في مسيل المطر فقال: المطر غرب، واسيل شرق "، أراد أن أكثر السحاب ينشأ من غرب القبلة، والعين هناك: تقول العرب: مطرنا بالغين، إذا كان السحاب ناشئا من قبلة العراق. وقوله " والسيل شرق " يريد أنه ينحط من ناحية المشرق، لأن ناحية المشرق عالية وناحية المغرب منحطة. قال ذلك القتيبى. ولعله شئ يختص بتلك الأرض التى كان الخصام فيها. * وفيه " لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق " قيل: أراد بهم أهل الشام، لأنهم غرب الحجاز. وقيل: أراد بالغرب الحدة والشوكة. يريد أهل الجهاد. وقال ابن المدينى: الغرب هاهنا الدلو، وأراد بهم العرب،. لأنهم أصحابها وهم يستقون بها. * وفيه " ألا وإن مثل آجالكم في آجال الأمم قبلكم كما بين صلاة العصر إلى مغيربان الشمس " أي إلى وقت مغيبها. يقال: غربت الشمس تغرب غروبا ومغيربانا، وهو مصغر على غير مكبره، كأنهم صغروا مغربانا، والمغرب في الأصل: موضع الغروب، ثم استعمل في المصدر والزمان، وقياسه الفتح ولكن استعمل بالكسر، كالمشرق والمسجد.
[ 352 ]
(س) ومنه حديث أبى سعيد " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مغيربان الشمس " (س) وفيه " أنه ضحك حتى استغرب " أي بالغ فيه. يقال: أغرب في ضحكه واستغرب، وكأنه من الغرب: البعد. وقيل: هو القهقهة. * ومنه حديث الحسن " إذا استغرب الرجل ضحكا في الصلاة أعاد الصلاة " وهو مذهب أبى حنيفة، ويزيد عليه إعادة الوضوء. (س) وفى دعاء ابن هبيرة " أعوذ بك من كل شيطان مستغرب، وكل نبطى مستعرب " قال الحربى: أظنه الذى جاوز القدر في الخبث، كأنه من الاستغراب في الضحك. ويجوز أن يكون بمعنى المتناهى في الحدة، من الغرب: الحدة. (س) وفيه " أنه غير اسم غراب " لما فيه من البعد، ولأنه من خبث الطيور. (س) وفى حديث عائشة " لما يزل " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " فأصبحن على رؤسهن الغربان " شبهت الخمر في سوادها بالغربان جمع غراب، كما قال الكميت: * كغربان الكرم الوالح * (غربب) (س) فيه " إن الله يبغض الشيخ الغربيب " الغربيب: الشديد السواد، وجمعه غرابيب، أراد الذى لا يشيب. وقيل، أراد الذى يسود شعره. (غربل) (ه‍) فيه " أعلنوا النكاح (1) واضربوا عليه بالغربال " أي بالدف لأنه يشبه الغربال في استدارته. (ه‍) ومنه الحديث " كيف بكم إذا كنتم في زمان يغربل فيه الناس غربلة ؟ " أي يذهب خيارهم ويبقى أرذالهم. والمغربل: المنتقى، كأنه نقى بالغربال. * ومنه حديث مكحول " ثم أتيت الشام فغربلتها " أي كشفت حال من بها وخبرتهم، كأنه جعلهم في غربال ففرق بين الجيد والردئ. (1) في الأصل وا: " بالنكاح " والمثبت من الهروي واللسان، والدر النثير، والفائق 2 / 225.
[ 353 ]
(س) وفى حديث ابن الزبير " أتيتموني فاتحي أفواهكم كأنكم الغربيل " قيل: هو العصفور. (غرث) * فيه " كل عالم غرثان إلى علم " أي جائع. يقال: غرث يغرث غرثا فهو غرثان، وامرأة غرثى. ومنه شعر حسان في عائشة: * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل * * ومنه حديث على " أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى ". * ومنه حديث أبى حثمة (1) عند عمر يذم الزبيب " إن أكلته غرثت " وفى رواية " وإن أتركه أغرث " أي أجوع، يعنى أنه لا يعصم من الجوع عصمة التمر. (غرر) (ه‍) فيه " أنه جعل في الجنين غرة عبدا أو أمة " الغرة: العبد نفسه أو الأمة، وأصل الغرة، البياض الذى يكون في وجه الفرس، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الغرة عبد أبيض أو أمة بيضاء، وسمى غرة لبياضه، فلا يقبل في الدية عبد أسود ولا جارية سوداء. وليس ذلك شرطا عند الفقهاء، وإنما الغرة عندهم ما بلغ عشر الدية (2) من العبيد والإماء. وإنما تجب الغرة في الجنين إذا سقط ميتا، فإن سقط حيا ثم مات ففيه الدية كاملة. وقد جاء في بعض روايات الحديث " بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل ". وقيل: إن الفرس والبغل غلط من الرواى. (1) في الأصل واللسان: " خثمة " بالخاء المعجمة، وفى ا: " خيثمة ". وهو الفائق 1 / 231، أبو عمرة، عبد الرحمن بن محصن الأنصاري. والمصنف اضطرب في كنية هذا الرجل فمرة يذكرها " أبو حثمة " بالحاء المهملة، وأخرى: " أبو عمرة " وحديث هذا الرجل مفرق على المواد (تحف. حرش. خرس. خرف. صلع. صمت. ضرس. علل) وانظر أسد الغابة 5 / 168، 263، الإصابة 7 / 41، 138. (2) في الهروي، واللسان: " الغرة من العبيد الذى يكون ثمنه عشر الدية ".
[ 354 ]
* وفى حديث ذى الجوشن " ما كنت لأقيضه (1) اليوم بغرة " سمى الفرس في هذا الحديث غرة، وأمكثر ما يطلق على العبد والأمة. ويجوز أن يكون أراد بالغرة النفيس من كل شئ، فيكون التقدير: ما كنت لأقيضه بالشئ النفيس المرغوب فيه. (س) ومنه الحديث " غر محجلون من آثار الوضوء " الغر: جمع الأغر، من الغرة: بياض الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة. (ه‍) ومنه الحديث " في صوم الأيام الغر " أي البيض الليالى بالقمر، وهى ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس عشر. (ه‍) ومنه الحديث " إياكم ومشارة الناس، فإنها تدفن الغرة وتظهر العرة " الغرة هاهنا: الحسن والعمل الصالح، شبهه بغرة الفرس وكل شئ ترفع قيمته فهو غرة. (ه‍) ومنه الحديث " عليكم بالأبكار فإنهن أغر غرة " يحتمل أن يكون من غرة البياض وصفاء اللون (2)، ويحتمل أن يكون من حسن الخلق والعشرة، ويؤيده الحديث الآخر: (ه‍) " عليكم بالأبكار فإنهن أغر أخلاقا " أي أنهن أبعد من فطنة الشر ومعرفته من الغرة: الغفلة. (ه‍) ومنه الحديث " ما أجد لما فعل هذا في غرة لإسلام مثلا إلا غنما وردت فرمى أولها فنفر آخرها " غرة الأسلام: أوله، وغرة كل شئ: أوله. * وفى حديث على " اقتلوا الكلب الأسود ذا الغرتين " هما النكتتان البيضاوان فوق عينيه. (س) (ه‍)) وفيه " المؤمن غر كريم " أي ليس بذى نكر، فهو ينخدع لا نقياده ولينه، وهو ضد الخب. فتى غر وفتاة غر، وقد غررت تغر غرارة. يريد أن المؤمن (1) في اللسان: " لأقضيه ". وإقيضه: أي أبدله به وأعوضه عنه. انظر (عيض) فيما يأتي. (2) قال الهروي: " وذلك أن الأيمة والتعنيس يحيلان اللون ".
[ 355 ]
المحمود من طبعه الغرارة، وقلة الفطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلا، ولكنه كرم وحسن خلق. * ومنه حديث الجنة " يدخلنى غرة الناس " أي البله الذين لم يجربوا الأمور، فهم قليلو الشر منقادون، فإن من آثر الخمول وإصلاح نفسه والتزود لمعاده، ونبذ أمور الدنيا فليس غرا فيما قصد له، ولا مذموما بنوع من الذم. (ه‍) ومنه حديث ظبيان " إن ملوك حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها، ورؤوس الملوك وغرارها " الغرار والأغرار: جمع الغر. (س) ومنه حديث ابن عمر " إنك ما أخذتها بيضاء غريرة " هي الشابة الحديثه التى لم تجرب الأمور. (س) وفيه " أنه قاتل محارب خصفة، فرأوا من المسلمين غرة فصلى صلاة الخوف " الغرة: الغفلة: أي كانوا غافلين عن حفظ مقامهم، وما هم فيه من مقابلة العدو. * ومنه الحديث " أنه أغار على بنى المصطلق وهم غرون " أي غافلون. * ومنه حديث عمر " كتب إلى أبى عبيدة أن لا يمضى أمر الله إلا بعيد الغرة حصيف العقدة " أي من بعد حفظه لغفلة المسلمين. (ه‍) وفى حديث عمر " لا تطرقوا النساء ولا تغتروهن " أي لا تدخلوا إليهن على غرة. يقال: اغتررت الرجل إذا طلبت غرته، إى غفلته. (س) ومنه حديث سارق أبى بكر " عجبت من غرته بالله عز وجل " أي اغتراره. (ه‍ س) وفيه " أن نهى عن بيع الغرر " هو ما كان له ظاهر يغر المشترى، وباطن مجهول. وقال الأزهري: بيع الغرر: ما كان على غير عهدة ولا ثقة وتدخل فيه البيوع التى لا يحيط بكنهها المتبايعان، من كل مجهول. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) منه حديث مطرف " إن لى نفسا واحدة، وإنى أكره أن أغرر بها "
[ 356 ]
أي أحملها على غير ثقة، وبه سمى الشيطان غرورا، لأنه يحمل الإنسان على محابه، ووراء ذلك ما يسوء. * ومنه حديث الدعاء " وتعاطى ما نهيت عنه تغريرا " أي مخاطرة وغفلة عن عاقبة أمره. * ومنه الحديث " لأن أغتر بهذه الآية ولا أقاتل، أحب إلى من أن أغتر بهذه الآية " يريد قوله تعالى " فقاتلوا التى تبغى " وقوله " ومن يقتل مؤمنا متعمدا " المعنى أن أخاطر بتركي مقتضى الأمر بالأولى أحب إلى من أن أخاطر بالدخول تحت الآية الأخرى. (ه‍) ومنه حديث عمر " أيما رجل بايع آخر فإنه لا يؤمر واحد منها تغرة أن يقتلا " التغرة: مصدر غررته إذا ألقيته في الغرر، وهى من التغرير، كالتعلة من التعليل. وفى الكلام مضاف محذوف تقديره: خوف تغرة أن يقتلا: أي خوف وقوعهما في القتل، فخذف المضاف الذى هو الخوف، وأقام المضاف إليه الذى هو تغرة مقامه، وانتصب على أنه مفعول له. ويجوز أن يكون قوله " أن يقتلا " بدلا من " تغرة " ويكون المضاف محذوفا كالأول. ومن أضاف " تغرة " إلى " أن يقتلا " فمعناه خوف تغرته قتلهما. ومعنى الحديث: أن البيعة حقها أن تقع صارة عن المشورة والاتفاق، فإذا استبد رجلان دون الجماعة فبايع أحدهما الآخر، فذلك تظاهر منهما بشق العصل واطراح الجماعة، فإن عقد لأخد بيعة فلا يكون المعقود له واحدا منهما، وليكونا معزولين من الطائفة التى تتفق على تمييز الإمام منها،. لأنه إن عقد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التى أحفظت الجماعة، من التهاون بهم والاستغناء عن رأيهم لم يؤمن أن يقتلا. (س) ومنه حديث عمر " أنه قضى في ولد المغرور بغرة " هو الرجل يتزوج أمرأة على أنها حرة فتطهر مملوكة، فيغرم الزوح لمولى الأمة غرة عبدا أو أمة، ويرحع بها على من غره، ويكون ولده حرا. (ه‍) وفيه " لا غرار في صلاة ولا تسليم " الغرار: النقصان. وغرار النوم: قلته.
[ 357 ]
ويريد بغرار الصلاة نقصان هيآتها وأركانها. وغرار التسليم: أن يقول المجيب: وعليك، ولا يقول: السلام. وقيل: أراد بالغرار النوم: أي ليس في الصلاة نوم. " والتسليم " يروى بالنصب والجر، فمن جره كان معطوفا على الصلاة،. لأن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز. (ه‍) ومنه الحديث الآخر " لا تغار التحية " أي لا ينقص السلام. * وحديث الأوزاعي كانوا لا يرون بغرار النو م بأسا " أي لا ينقض قليل النوم الوضوء. (ه‍) وفى حديث عائشة تصف أباها " فقالت: رد نشر الإسلام على غره " أي على طيه وكسره. يقال: اطو الثوب على غره الأول كما كان مطويا، أرادت تدبيره أمرا الردة ومقابلة دائها بدوائها. * وفى حديث معاوية " كان النبي صلى الله عليه وسلم يغر عليا بالعلم " أي يلقمه إياه. يقال: غر الطائر فرخه إذا زقه. * ومنه حديث على " من يطيع الله يغره كما يغر الغراب بجه (1) " أي فرخه. * ومنه حديث ابن عمر، وذكر الحسن والحسين رضى الله عنهم فقال: " إنما كانا يغران العلم غرا ". * وفى حديث حاطب " كنت غريرا فيهم " أي ملصقا ملازما لهم. قال بعض المتأخرين، هكذا الرواية. والصواب من جهة العربية " كنت غريا " أي ملصقا. يقال: غرى فلان بالشئ إذا لزمه. ومنه الغراء الذى يلصق به. قال: وذكره الهروي في العين المهملة، وقال " كنت عريرا " أي غريبا. وهذا تصحيف منه. (1) البج، بالضم: فرخ الطائر. (قاموس)
[ 358 ]
قلت: أما الهروي فلم يصحف ولا شرح إلا الصحيح، فإن الأزهري والجوهري والخطابى والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في تصانيفهم وشرحوها بالغريب، وكفاك بواحد منهم حجة للهروى فيما روى وشرح. (غرز) (ه‍) فيه " أنه صلى الله عليه وسلم حمى غرز النقيع لخيل المسلمين " الغرز بالتحريك: ضرب من الثمام لا ورق له. وقيل: هو الأسل، وبه سميت الرماح على التشبيه. والنقيع بالنون: موضع قريب من المدينة كان حمى لنعم الفئ والصدقة. (ه‍) ومنه حديث عمر " أنه رأى في المجاعة روثا فيه شعير، فقال: لئن عشت لأجعلن له من غرز النقيع ما يغنيه عن قوت المسلمين " أي يكفه عن أكل الشعير. وكان يومئذ قوتا غلبا للناس، يعنى الخيل والإبل. * ومنه حديثه الآخر " والذى نفسي بيده لتعالجن غرز النقيع ". (ه‍) وفيه " قالوا: يا رسول الله إن غنمنا قد غرزت " أي قل لبنها. يقال: غرزت الغنم غرازا، وغرزها صاحبها إذا قطع حلبها وأراد أن تسمن. * ومنه قصير كعب، تمر مثل عسيب النخل ذا خصل تغارز (1) لم تخونه الأحاليل الغارز: الضرع الذى قد غرز وقل لبنه. ويروى " بغارب ". (س) ومنه حديث عطاء، وسئل عن تغريز الإبل فقال " إن كان مباهاة فلا، وإن كان يريد أن تصلح للبيع فنعم " ويجوز أن يكون تغريزها نتاجها وتنميتها، من غرز الشجر. والوجه الأول. (ه‍) ومنه الحديث " كما تنبت التغاريز " هي فسائل النخل إذا حولت من موضع إلى موضع فغرزت فيه، الواحد: تغريز. ويقال له: تنبيت أيضا، ومثله في التقدير التناوير، لنور الشجر، ورواه بعضهم بالثاء المثلثة والعين المهملة والراءين، وقد تقدم. (1) رواية شرح ديوانه ص 13 " في غارز ".
[ 359 ]
* وفى حديث أبى رافع " مر بالحسن بن على وقد غرز ضفر رأسه " أي لوى شعره وأدخل أطرافه في أصوله. (س) ومنه حديث الشعبى " ما طلع السماك قط إلا غارزا ذنبه في برد " أراد السماك الأعزل، وهو الكوكب المعروف في برج الميزان، وطلوعه يكون مع الصبح لخمسة تخلو من تشرين الأول، وحينئذ يبتدئ البرد، وهو من غرز الجراد ذنبه في الأرض، إذا أراد أن يبيض. * وفيه " كان إذا وضع رجله في الغرز - يريد السفر - يقول: بسم الله " الغرز: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب. وقيل: هو الكور مطلقا، مثل الركاب للسرج. وقد تكرر في الحديث. (س) ومنه حديث أبى بكر " أنه قال لعمر: استمسك بغرزه " أي اعتلق به وأمسكه، واتبع قوله وفعله، ولا تخالفه، فاستعار له الغرز، كالذى يمسك بركاب الراكب ويسير بسيره. (س) وفى حديث عمر " الجبن والجرأة غرائز " أي أخلاق وطبائع صالحة أو رديئة، واحدتها: غريزة. (غرس) * فيه ذكر " بئر غرس " بغتح الغين وسكون الراء والسين المهملة: بئر بالمدينة تكرر ذكرها في الحديث قال الواقدي: كانت منازل بنى النضير بناحية الغرس. (غرض) * (ه‍) فيه " لا تشد الغرض إلا إلى ثلاثة مساجد " ويروى " لا يشد الغض " (1) الغرضة والغرض: الحزام الذى يشد على بطن الناقة، وهو البطان، وجمع الغرضة: غرض. والمغرض: الموضع الذى يشد عليه، وهو مثل حديثه الآخر: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ". (1) وهى رواية الهروي.
[ 360 ]
(ه‍) وفيه " كان إذا مشى عرف في مشيه أنه غير غرض ولا وكل " الغرض: القلق الضجر. وقد غرضت بالمقام أغرض غرضا: أي ضجرت ومللت. (س) ومنه حديث عدى " فسرت حتى نزلت حتى جزيرة العرب، فأقمت بها حتى اشتد غرضي " أي ضجري وملالتي. والغرض أيضا: شدة النزاع نحو الشئ والشوق إليه. (س) وفى حديث الدجال " أنه يدعو شابا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض " الغرض: الهدف. أراد أنه يكون بعد ما بين القطعتين بقدر رمية السهم إلى الهدف. وقيل: معناه وصف الضربة: أي تصيبه أصابة رمية الغرض. * ومنه حديث عقبة بن عامر " تختلف بين هذين الغرضين وأنت شيخ كبير " * وفى حديث الغيبة " فقاءت لحما غريضا " أي طريا. * ومنه حديث عمر " فيؤتى بالخبز لينا وباللحم غريضا ". (غرغر) (ه‍ س) فيه " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " أي ما لم تبلغ روحه حلقومة، فيكون بمنزلة الشئ الذى يتغرغر به المريض. والغرغرة: أن يجعل المشروب في الفم ويردد إلى أصل الحلق ولا يبلع. * ومنه الحديث " لا تحدثهم بما يغرغرهم " أي لا تحدثهم بما لا يقدرون على فهمه، فيبقى في أنفسهم لا يدخلها، كما يبقى الماء في الحلق عند الغرغرة. (ه‍) وفى حديث الزهري، عن بنى أسرائيل " فجعل عنبهم الأراك، ودجاجهم الغرغر " وهو دجاج الحبش. وقيل: لا ينتفع بلحمه لرائحته (1). (غرف) (ه‍) فيه " أنه نهى عن الغارفة " الغرف: أن تقطع ناصية المرأة ثم تسوى على وسط جبينها. وغرف شعره: إذا جزه. فمعنى الغارفة أنها فاعلة بمعنى مفعولة، كعيشة راضية بمعنى مرضية، وهى التى تقطعها المرأة وتسويها. (1) وذلك لأنه يتغذى بالعذرة. كما أفاد الهروي.
[ 361 ]
وقيل: هي مصدر بمعنى الغرف، كالراغية والثاغية واللاغية. ومنه قوله تعالى: " لا تسمع فيها لاغية " أي لغو. وقال الخطابى: يريد بالغارفة التى تجز ناصيتها عند المصيبة. (غرق) * فيه " الحرق شهيد، والغرق شهيد " الغرق بكسر الراء: الذى يموت بالغرق: وقيل: هو الذى غلبه الماء ولم يغرق، فإذا غرق فهو غريق. (ه‍) ومنه الحديث " يأتي على الناس زمان لا ينجو (منه (1)) إلا من دعا دعاء الغرق " كأنه أراد إلا من أخلص الدعاء،. لأن من أشفى على الهلاك أخلص في دعائه طلب النجاة. * ومنه الحديث " اللهم إنى أعوذ بك من الغرق والحرق " الغرق بفتح الراء: المصدر. (س) وفيه " فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم احمر وجهه واغرورقت عيناه " أي غرقتا بالدموع، وهو افعوعلت من الغرق. (س) ومنه حديث وحشى " أنه مات غرقا في الخمر " أي متناهيا في شربها والإكثار منه، مستعار من الغرق. * ومنه حديث ابن عباس " فعمل بالمعاصى حتى أغرق أعماله "، أي أضاع أعماله الصالحة بما أرتكب من المعاصي. (س) وفى حديث على " لقد أغرق في النزع " أي بالغ في الأمر وانتهى فيه. وأصله من نزع القوس ومدها، ثم استعير لمن بالع في كل شئ. (س) وفى حديث ابن الأكوع " وأنا على رجلى فأغترقها " يقال: اغترق الفرس الخيل إذا خالطها ثم سبقها. واغتراق النفس: استيعابه في الزفير. ويروى بالعين المهملة، وقد تقدم. (1) من الهروي. وفى اللسان: " فيه ".
[ 362 ]
(س) وفى حديث على وذكر مسجد الكوفه " في زاويته فار التنور، وفيه هلك يغوث ويعوق وهو الغاروق " هو فاعول من الغرق، لأن الغرق في زمان نوح عليه السلام كان منه. * وفى حديث أنس " وغرقا فيه دباء " هكذا جاء في رواية، والمعروف " مرقا ". والغرق: المرق. قال الجوهرى " الغرقة بالضم: مثل الشربة من اللبن وغيرة، والجمع غرق ". * ومنه الحديث " فتكون أصول السلق غرقة " وفى رواية أخرى " فصارت غرقة " وقد رواه بعضهم بالفاء: أي مما يغرف. (غرقد) (ه‍) في حديث أشراط الساعة " إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود ". وفى رواية " إلا الغرقدة " (1) هو ضرب من شجرالعضاه وشجر الشوك. والغرقدة: واحدته. ومنه قيل لمقبرة أهل المدينة: " بقيع الغرقد "، لأنه كان فيه غرقد وقطع. وقد تكرر في الحديث. (غرل) (ه‍) فيه " يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا " الغرل: جمع الأغرل، وهو الأقلف. والغرلة: القلفة. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر " لأن أحمل عليه غلاما ركب الخيل على غرلته أحب إلى من أن أحملك عليه " يريد ركبها في صغره واعتادها قبل أن يختن. (س) ومنه حديث طلحة " كان يشور نفسه على غرلته " أي يسعى ويخف وهو صبى. * وحديث الزبرقان " أحب صبياننا إلينا الطويل الغرلة " إنما أعجبه طولها لتمام خلقه. وقد تكرر في الحديث. (1) وهى رواية الهروي. الزمخشري في الفائق 2 / 219
[ 363 ]
(غرم) (ه‍) فيه " الزعيم غارم " الزعيم: الكفيل، والغارم: الذى يلتزم ما ضمنه وتكفل به ويؤديه. والغرم: أداء شئ لازم. وقد غرم يغرم غرما. (ه‍) ومنه الحديث " الرهن لمن رهنه، له غنمه وعليه غرمه " أي عليه أداء ما يفكه به. * ومنه الحديث " لا تحل المسألة إلا لذى غرم مفظع " أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. (س) ومنه الحديث في الثمر المعلق " فمن خرج بشئ منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة " قيل: هذا كان في صدر الإسلام، ثم نسخ، فإنه لا واجب على متلف الشئ أكثر من مثله. وقيل: هو على سبيل الوعيد لينتهى عنه. (س) ومنه الحديث الآخر " في ضالة الإبل المكتومة غرامتها ومثلها معها ". * ومنه الحديث " أعوذ بك من المأثم والمغرم " هو مصدر موضع الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي. وقيل: المغرم كالغرم، وهو الدين، ويريد به ما استدان فيما يكرهه الله، أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه، فأما دين احتاج إلى وهو قادر على أدائه فلا يستعاذ منه. * ومنه حديث أشراط الساعة " والزكاة مغرما " أي يرى رب المال أن إخراج زكاته غرامة يغرمها. (س) ومنه حديث معاذ " ضربهم الله بذل مغرم " أي لازم دائم. يقال: فلان مغرم بكذا أي لازم له ومولع به. * وفى حديث جابر " فاشتد عليه بعض غرامه في التقاضى " الغرام: جمع غريم كالغرماء، وهو أصحاب الذين، وهو جمع غريب. وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردا ومجموعا وتصريفا.
[ 364 ]
(غرنق) (ه‍) فيه " تلك الغرانيق العلى " الغرانيق هاهنا: الأصنام، وهى في الأصل الذكور من طير الماء، واحدها: غرنوق وغرنيق، سمى به لبياضه. وقيل: هو الكر كى. والغرنوق أيضا: الشاب الناعم الأبيض. وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم من الله وتشفع لهم، فشبهت بالطيور التى تعلو في السماء وترتفع. (ه‍) ومنه حديث على " فكأني أنظر إلى غرنوق من قريش يتشحط في دمه " أي شاب ناعم. * ومنه حديث ابن عباس " لما أتى بجنازته الوادي أقبل طائر غرنوق أبيض كأنه قبطية حتى دخل نعشه، قال الرواى: فرمقته فلم أره خرج حتى دفن ". (غرن) * فيه ذكر " غران " هو بضم الغين وتخفيف الراء: واد قريب من من الحديبية نزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره، فأما " غراب " بالباء فجبل بالمدينة على طريق الشام. (غرا) (س) في حديث الفرع " لا تذبحها وهى صغيرة لم يصلب لحمها فيلصق بعضها ببعض كالغراء " الغاء بالمد والقصر: هو الذى يلصق به الأشياء ويتخذ من أطراف الجلود والسمك. * ومنه الحديث " فرعوا إن شئتم ولكن لا تذبحوه غراة حتى يكبر " الغراة بالفتح والقصر: القطعة من الغرا، وهى لغة في الغراء. (س) ومنه الحديث " لبدت رأسي بغسل أو بغراء ". * وحديث عمرو بن سلمة الجرمى " فكأنما يغرى في صدري " أي يلصق به. يقال: غرى هذا الحديث في صدري بالكسر يغرى بالفتح، كأنه ألصق بالغراء. (س) وفى حديث خالد بن عبد الله: * لا غروا إلا أكلة بهمطة *
[ 365 ]
الغرو: العجب. وغروت: أي عجبت، ولا غرو: أي ليس بعجب. والهمط: الأخذ بخرق وظلم. * ومنه حديث جابر " فلما رأوه أغروا بى تلك الساعة " أي لجوا في مطالبتي وألحوا. (باب الغين مع الزاى) (غزر) (س) فيه " من منح منيحة لبن بكيئة كانت أو غزيرة " أي كثيرة اللبن. وأغزر القوم: إذا كثرت ألبان مواشيهم. * ومنه حديث أبى ذر " هل يثبت لكم العدو حلب شاة ؟، قالوا: نعم وأربع شياه غزر " هي جمع غزيرة: أي كثيرة اللبن. هكذا جاء في رواية. والمشهور المعروف بالعين المهملة والزايين، جمع عزوز، وقد تقدم. (ه‍) وفيه عن بعض التابعين " الجانب المستغزر يقابل من هبته " المستغزر: الذى يطلب أكثر مما يعطى، وهى المغزرة: أي إذا أهدى لك الغريب شيئا يطلب أكثر منه فأعطه في مقابلة هديته. (غزز) * في حديث على " إن الملكين يجلسان على ناجذى الرجل يكتبان خيره وشره، ويستمدان من غزيه " الغزان بالضم: الشدقان، واحدهما: غز. * وفى حديث الأحنف " شربة من ماء الغزيز " هو بضم الغين وفتح الزاى الأولى: ماء قرب اليمامة. (غزل) (س) في كتابه لقوم من اليهود " عليكم كذا وكذا وربع المغزل " أي ربع ما غزل نساؤكم، وهو بالكسر الآلة، وبالفتح: موضع الغزل، وبالضم: ما يجعل فيه الغزل. وقيل: هذا حكم خص به هؤلاء. (غزا) * فيه " قال يوم فتح مكة: لا تغزى قريش بعدها " أي لا تكفر حتى تغزى على الكفر. ونظيره قوله " ولا يقتل قرشي صبرا بعد اليوم " أي لا يرتد فيقتل صبرا على ردته.
[ 366 ]
(س) ومنه الحديث الآخر " لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة " يعنى مكة: أي لا تعود دار كفر تغزى عليه. ويجوز أن يراد أن الكفار لا يغزونها أبدا، فإن المسلمين قد غزوها مرات. * وفيه " ما من غازية تخفق وتصاب إلا تم أجرهم " الغازية: تأنيث الغازى، وهى هاهنا صفة لجماعة غازية. وأخفق الغازى: إذا لم يغنم ولم يظفر. وقد غزا يغزو غزوا فهو غاز. والغزوة: المرة من الغزو: والاسم الغزاة. وجمع الغازى: غزاة وغزى وغزى وغزاء، كقضاة، وسبق، وحجيج، وفساق. وأغزيت فلانا: إذا جهزته للغزو. والمغزى والمغزاة: موضع العدو، وقد يكون الغزو نفسه. * ومنه الحديث " كان إذا استقبل مغزى ". والمغزية: المرأة التى غزا زوجها وبقيت وحدها في البيت. (ه‍) ومنه حديث عمر " لا يزال أحدهم كاسرا وساده عند مغزية ". (باب الغين مع السين) (غسق) (ه‍) فيه " لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا " الغساق بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من صديد أهل النار وغسالتهم. وقيل: ما يسيل من دموعهم. وقيل: هو الزمهرير. (ه‍) وفى حديث عائشة " قال لها ونظر إلى القمر: تعوذي بالله من هذا فإنه الغاسق إذا وقب " يقال: غسق يغسق غسوقا فهو غاسق إذا أظلم، وأغسق مثله. وإنما سماه غسقا،. لأنه إذ خسف أو أخذ في المغيب أظلم. * ومنه الحديث " فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أغسف " أي دخل في الغسق، وهى ظلمة الليل. * ومنه حديث أبى بكر " إنه أمر عامر بن فهيرة وهما في الغار أن يروح عليهما غنمه مغسقا ".
[ 367 ]
(ه‍) ومنه حديث عمر " لا تفطروا حتى يغسق الليل على الظراب " أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار. (ه‍) وحديث الربيع بن خثيم " كان يقول لمؤذنه في يوم غيم: أغسق أغسق " أي أخر المغرب حتى يظلم الليل. (غسل) (س ه‍) في حديث الجمعة " من غسل واغتسل، وبكر وابتكر " ذهب كثير من الناس أن " غسل " أراد به المجامعة قبل الخروج إلى الصلاة، لأن ذلك يجمع غض الطرف في الطريق. يقال: غسل الرجل امرأته - بالتشديد والتخفيف - (1) إذا جامعها. وقد روى مخففا. وقيل: أراد غسل غيره هو،. لأنه إذا جامع زوجته أحوجها إلى الغسل. وقيل: أراد بغسل غسل أعضائه للوضوء، ثم يغتسل للجمعة. وقيل: هما بمعنى واحد وكرره للتأكيد. (ه‍ س) وفيه " أنه قال فيما حكى عن ربه: وأنزل عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظان " أراد أنه لا يمحى أبدا، بل هو محفوظ في صدور الذين أوتوا لعلم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكانت الكتب المنزلة لا تجمع حفظا، وإنما يعتمد في خفظها على الصحف، بخلاف القرآن فإن حفاظه أضعاف مضاعفة لصحفه. وقوله " تقرؤه نائما ويقظان " أي تجمعه حفظا في حالتى النوم واليقظة. وقيل: أراد تقرؤه في يسر وسهولة. (ه‍) وفى حديث الدعاء " واغسلني بماء الثلج والبرد " أي طهرني من الذنوب. وذكر هذه الأشياء مبالغة في التطهير. (س) وفيه " وضعت (2) له غسله من الجنابه " الغسل بالضم: الماء الذى يغتسل به، (1) في الهروي: " وقال أبو بكر: معنى " غسل " بالتشديد: أغسل بعد الجماع ثم اغتسل للجمعة، فكرر بهذا المعنى ". (2) في ا: " وصفت ".
[ 368 ]
كالأكل لما يؤكل، وهو الاسم أيضا من غسلته، والغسل بالفتح: المصدر، وبالكسر: ما يغسل به من خطمى وغيره. * وفيه " من غسل الميت فليغتسل " قال الخطابى: لا أعلم أحدا من الفقهاء يوجب الاغتسال من غسل الميت ولا الوضوء من حمله، ويشبه أن يكون الأمر فيه على الاستحباب. قلت: الغسل من غسل الميت مسنون، وبه يقول الفقهاء. قال الشافعي: وأحب الغسل من غسل الميت، ولو صح الحديث قلت به. * وفى حديث العين " إذا استغسلتم فاغسلوا " أي إذا طلب من أصابته العين أن يغتسل من أصابه بعينه فليجبه. كان من عادتهم أن الإنسان إذا أصابه عين من أحد جاء إلى العائن بقدح فيه ماء فيدخل كفه فيه، فيتمضمض ثم يمجه في القدح، ثم يغسل وجهه فيه، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على يده اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب عى يده اليسرى، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه الأيمن، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على مرفقه الأيسر، ثم يدخل يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى، ثم يغسل داخلة إزاره، ولا يوضع القدح بالأرض، ثم يصب ذلك الماء المستعمل على رأس المصاب بالعين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله تعالى. * وفى حديث على وفاطمة " شرابه الحميم والغسلين " هو ما انغسل من لحوم أهل النار وصديدهم، والياء والنون زائدتان.
[ 369 ]
(باب الغين مع الشين) (غشش) (ه‍) فيه " من غشنا فليس منا " ضد النصح، من الغشش، وهو المشرب الكدر. وقوله: " ليس منا " أي ليس من أخلاقنا ولا على سنتنا. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث أم زرع " ولا تملأ بيتنا تغشيشا " هكذا جاء في راوية، وهو من العش. وقيل: هو النميمة. والرواية بالعين المهملة. وقد تقدم. (غشمر) (ه‍) في حديث جبر بن جبيب " قال: قاتله الله لقد تغشمرها " أي أخذها بجفاء وعنف. (غشا) * وفى حديث المسعى " فإن الناس غشوه " أي ازدحموا عليه وكثروا. يقال: غشيه يغشاه غشيانا إذا جاءه، وغشاه تغشية إذا غطاه، وغشى الشئ إذا لابسه. وغشى المرأة إذا جامعها. وغشى عليه فهو مغشى عليه إذا أغمى عليه. واستغشى بثوبه وتغشى: أي تغطى. والجميع قد جاء في الحديث على اختلاف ألفاظه. فمنها قوله " وهو متغش بثوبه ". وقوله " وتغشى أنامله " أي تسترها. ومنها قوله " غشيتهم الرحمة، وغشيها ألوان " إى تعلوها. ومنها قوله " فلا يغشنا في مساجدنا ". وقوله " فإن غشينا من ذلك شئ " هو من القصد إلى الشئ والمباشرة. ومنها قوله " ما لم يغش الكبائر ". (س) ومنه حديث سعد " فلما دخل عليه وجده في غاشية " الغاشية: الداهية من خير أو شر أو مكروه. ومنه قيل للقيامة " الغاشية " وأراد في غشية من غشيات الموت.
[ 370 ]
ويجوز أن يريد بالغاشية القوم الحضور عنده الذين يغشونه للخدمة والزيارة: أي جماعة غاشية، أو ما يتغشاه من كرب الوجع الذى به: أي يغطيه فظن أن قد مات. (باب الغين مع الصاد) (غصب) * وقد تكرر في الحديث ذكر " الغصب " وهو أخذ مال الغير ظلما وعدوانا. يقال: غصبه يغصبه غصبا، فهو غاصب ومغصوب. * ومنه الحديث " أنه غصبها نفسها " أراد أنه واقعها كرها، فاستعاره للجماع. (غصص) * في قوله تعالى " لبنا خالصا سائغا للشاربين " قيل: إنه من بين المشروبات لا يغص به شاربه. يقال: غصصت بالماء أغص غصصا فأنا غاص وغصان إذا شرقت به، أو وقف في حلقك فلم تكرر تسيغه. (غصن) * قد تكرر في الحديث ذكر " الغصن والأغصان " وهى أطراف الشجر ما دامت فيها ثابته، وتجمع على غصون أيضا. (باب الغين مع الضاد) (غضب) * قد تكرر ذكر " الغضب " في الحديث من الله تعالى ومن الناس، فأما غضب الله فهو إنكاره على من عصاه، وسخطه عليه، وإعراضه عنه، ومعاقبته له. وأما من المخلوقين فمنه محمود ومذموم، فالمحمود ما كان في خلافه. (غضر) * في حديث ابن زمل " الدنيا وغضارة عيشها " أي طيبها ولذتها. يقال: إنهم لقى غضارة من العيش: أي في خصب وخير. (غضرف) * في صفته عليه الصلاة والسلام " أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه " غضروف الكتف: رأس لوحه.
[ 371 ]
(غضض) (ه‍) فيه " كان إذا فرح غض طرفه " أي كسره وأطرق ولم يفتح عينه. وإنما كان يفعل ذلك ليكون أبعد من الأشر والمرح. * ومنه حديث أم سلمة " حماديات النساء غض الأطراف " في قول القتيبى (1). * ومنه قصيد كعب: وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الرف مكحول هو فعيل بمعنى مفعول. وذلك إنما يكون من الحياء والخفر. * وحديث العطاس " كان إذا عطس غض صوته " أي خفضه ولم يرفعه بصيحة. * وفى حديث ابن عباس " لو غض الناس في الوصية من الثلث " أي لو نقصوا وحطوا. (س) وفيه " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد " الغض: الطرى الذى لم يتغير، أراد طريقه في القراءة وهيأته فيها. وقيل: أراد بالآيات التى سمعها منه من أول سورة النساء إلى قوله " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ". * ومنه حديث على " هل ينتظر أهل غضاضة (2) الشباب " أي نضارته وطراوته. (س) وفى حديث ابن عبد العزيز " أن رجلا قال: إن تزوجت فلانه حتى آكل الغضيض فهى طالق " الغضيض: الطرى، والمراد به الطلع. وقيل: الثمر أول ما يخرج. (غضغض) (ه‍) فيه " لما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص: هنيئا لك خرجت من الدنيا ببطنتك لم تتغضغض منها بشئ (3) " يقال: غضغضته فتغضغض: أي نقصته فنقص، يريد أنه لم يتلبس بولاية وعمل ينقص أجره الذى وجب له. وقد تقدم في الباء. (1) انظر ص 120 من هذا الجزء. (2) رويت: " بضاضة " وسبقت. (3) كذا في الأصل والهروى. وفى ا، واللسان: " لم يتغضغض منها شئ " وكأنهما روايتان، انظر ص 137 من الجزء الأول.
[ 372 ]
(غضف) * في الحديث " أنه قدم خيبر بأصحابه وهم مسغبون والثمرة مغضفة ". (ه‍) ومنه حديث عمر " وذكر أبواب الربا قال: ومنها الثمرة تباع وهى مغضفة " أي قاربت الإدراك ولما تدرك. وقيل: هي المتدلية من شجرها مسترخية، وكل مسترخ أغضف. أراد أنها تباع ولم يبد صلاحها. (غضن) * وفى حديث سطيح: * وكاشف الكربة في الوجه الغضن * هو الوجه الذى فيه تكسر وتجعد، من شدة الهم والكرب الذى نزل به. (باب الغين مع الطاء) (غطرس) * في حديث عمر " لولا التغطرس ما غسلت يدى " التغطرس: الكبر. (عطرف) (ه‍) في حديث سطيح: * أصم أم يسمع غطريف اليمن * الغطريف: السيد (1)، وجمعه الغطاريف. وقد تكرر في الحديث. (عطط) (س) فيه " أنه نام حتى سمع غطيطه " الغطيط: الصوت الذى يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغا. وقد غط يغط غطا وغطيطا. (س) ومنه حديث يزول الوحى " فإذا هو محمر الوجه يغط ". (س) و (في (2)) حديث جابر " وإن برمتنا لتغط " أي تغلى ويسمع غطيطها. * ومنه الحديث " والله ما يغط لنا بغير " غط البعير: إذا هدر في الشقشقة، فأن لم يكن في الشقشقة فهو هدير. (1) قال الهروي: والغطريف في غير هذا: البازى الذى أخذ من وكره صغيرا. (2) من ا واللسان.
[ 373 ]
(س) وفى حديث ابتداء الوحى " فأخذني جبريل فغطنى " الغط: العصر الشديد والكبس، ومنه الغط في الماء: الغوص. قيل: إنما غطه ليختبره هل يقول من تلقاء نفسه شيئا. (س) ومنه حديث زيد بن الخطاب وعاصم بن عمر " أنهما كانا يتغاطان في الماء وعمر ينظر " أيتغامسان فيه، يغط كل واحد منهما صاحبه. (غطف) (ه‍) في حديث أم معبد " وفى أشفاره غطف " هو أن يطول شعر الأجفان ثم ينعطف، ويروى بالعين المهملة، وقد تقدم (1). (غطا) (س) فيه " أنه نهى أن يغطى الرجل فاه في الصلاة " من عادة العرب التلثم بالعمائم على الأفواه فنهوا عن ذلك في الصلاة، فإن عرض له التثاؤب جاز له أن يغطيه بثوبه أو يده، لحديث ورد فيه. (باب الغين مع الفاء) (غفر) * في أسماء الله تعالى " الغفار والغفور " وهما من أبنية المبالغة، ومعناهما الساتر لذنوب عباده وعيوبهم، المتجاور عن خطاياهم وذنوبهم. وأصل الغفر: التغطية. يقال: غفر الله لك غفرا وغفرانا وغفرة. والمغفرة: إلباس الله تعالى العفو للمذنبين. * وفهى " كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك " الغفران مصدر: وهو منصوب بإضمار أطلب، وفى تخصيصه بذلك قولان: أحدهما: التوبة من تقصيره في شكر النعمة التى أنعم بها عليه من إطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه فلجأ إلى الاستغفار من التقصير. والثانى: أنه استغفر من تركه ذكر الله تعالى مدة لبثه على الخلاء، فإنه كان لا يترك ذكر الله بلسانه أو قلبه إلا عنه قضاء الحاجة، فكأنه رأى ذلك تقصيرا فتداركه بالاستغفار. (1) ويروى " وطف " وسيجئ.
[ 374 ]
* وفيه " غفار غفر الله لها " يحتمل أن يكون دعاء لها بالمغفرة: أو إخبارا أن الله قد غفر لها. * ومنه حديث عمرو بن دينار " قلت لعروة: كم لبث رسول الله بمكة ؟ قال: عشرا، فقلت: فابن عباس يقول بضع عشرة، قال فغفره ": أي قال غفر الله له. (ه‍) وفى حديث عمر، لما حصب المسجد " قال: هو أغفر للنخامة " أي أستر لها. * وفى حديث الحديبية " والمغيرة بن شعبة عليه المغفر " هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفيه " أن قادما قدم عليه من مكة فقال: كيف تركت الحزورة ؟ فقال: جادها المطر فأغفرت بطحاؤها " أي أن المطر نزل علها حتى صار (1) كالغفر من النبات. والغفر: الزئبر على الثوب. وقيل: أراد أن رمثها (2) قد أغفرت: أي أخرجت مغافيرها. والمغافير: شئ ينضحه شجر العرفط حلو كالناطف، وهذا أشبه. إلا ترى أنه وصف شجرها فقال: " وأبرم سلمها، وأعذق إذخرها ". (ه‍) ومنه حديث عائشة وحفصة " قالت له سودة: أكلت مغافير " واحدها مغفور، بالضم، وله ريح كريهة منكرة. ويقال أيضا " المغاثير " بالثاء المثلثة، وهذا البناء قليل في العربية لم يرد منه إلا مغفور، ومنخور للمنخر، ومغرود لضرب من الكمأة، ومعلوق (3) واحد المعاليق. * وفى حديث على " إذا رأى أحدكم لأخيه غفيرة في أهل أو مال فلا يكونن له فتنة " الغفيرة: الكثرة والزيادة، من قولهم للجمع الكثير: الجم الغفير. (1) في الأصل: " صارت " والمثبت من ا، واللسان، والهروى. وعبارته: " حتى صارت عليها ". (2) الرمث: شجر. (3) لم يذكر الهروي هذا البناء. والمعاليق: ضرب من النخل (قاموس - علق).
[ 375 ]
* وفى حديث أبى ذر " قلت: يا رسول الله كم الرسل قال: ثلاثمائة وعشر جم الغفير " أي جماعة كثيرة. وقد تقدم في حرف الجيم مبسوطا مستقصى. (غفق) (ه‍) في حديث سلمة " قال: مربى عمر وأنا قاعد في السوق، فقال: هكذا يا سلمة عن الطريق، وغفقنى بالدرة، فلما كان في العام المقبل لقيني فأدخلني بيته فأخرج كيسا فيه ستمائة درهم فقال: خذها واعلم أنها من الغفقة التى غفقتك عاما أول (1) " الغفق: الضرب بالسوط والدرة والعصا. والغفقة: المرة منه. وقد جاء " عفقة " بالعين المهملة. (غفل) (ه‍) فيه " أن نقادة الأسلمي (2) قال: يا رسول الله، إنى رجل مغفل فأين أسم ؟ " أي صاحب إبل أغفال لاسمات عليها. * ومنه حديث طهفة " وكان أوس بن عبد الله (الأسلمي) (3) مغفلا " وهو من الغفلة، كأنها قد أهملت وأغفلت. * ومنه حديث طهفة " ولنا نعم همل أغفال " أي لا سمات عليها. وقيل الأغفال ها هنا: التى لا يرجى خيره ولا شره. * ومنه كتابه لأ كيدر " إن لنا الضاحية وكذا وكذا والمعامي وأغفال الأرض " أي المجهولة التى ليس فيها أثر تعرف به. * وفيه " من اتبع الصيد غفل " أي يشتغل به قلبه. ويستولى عليه حتى يصير فيه غفلة. * وفى حديث أبى موسى " لعلنا أغفلنا رسول الله يمينه " أي جعلناه غافلا عن يمينه بسبب سؤالنا. (1) في اللسان: " عام أول ". (2) في الهروي: " نقادة الأسدى ". وقال ابن حجر: " نقاده - بالقاف - الأسدى ويقال الأسلمي " الإصابة 6 / 253. (3) من ا
[ 376 ]
وقيل: سألناه في وقت شغله، لم ننتظر فراغه. يقال: تغفلته واستغفلته: أي تحينت غفلته. (ه‍) وفى حديث أبى بكر " رأى رجلا يتوضأ فقال: عليك بالمغفلة والمنشلة " المغفلة: العنفقة، يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء سميت مغفلة لأن كثيرا من الناس يغفل عنها. (غفا) (ه‍) فيه " فغقوت غفوة " أي نمت نومة خفيفة. يقال: أغفى إغفاء وإغفاءة إذا نام، وقلما يقال: غفا. قال الأزهري: اللغة الجيدة: أغفيت. (باب الغين مع القاف) (غفق) (ه‍) في حديث سلمان " إن الشمس لتقرب من رؤوس الخلق يوم القيامة حتى إن بطونهم تقول: غق غق " وفى رواية " حتى إن بطونهم تغق " أي تغلى. وغق غق: حكاية صوت الغليان. وتقول: سمعت غق الماء وغقيقه إذا جرى فخرج من ضيق (1) إلى سعة، أو من سعة إلى ضيق (1). (باب الغين مع اللام) (غلب) (س) فيه " أهل الجنة الضعفاء المغلبون " المغلب: الذى يغلب كثيرا. وشاعر مغلب: أي كثيرا ما يغلب. والمغلب أيضا: الذى يحكم له بالغلبة، والمراد الأول. * وفى حديث ابن مسعود " ما اجتمع حلال وحرام إلا غلب الحرام الحلال " أي إذا امتزج الحرام بالحلال وتعذر تمييزهما كالماء والخمر ونحو ذلك صار الجميع حراما. (1) في الأصل: " مضيق ". والمثبت من ا، واللسان، والقاموس.
[ 377 ]
* وفيه " إن رحمتى تغلب غضبى " هو إشارة إلى سعة الرحمة وشمولها الخلق كما يقال: غلب على فلان الكرم: أي هو أكثر خصاله، وإلا فرحمة الله وغضبه صفتان راجعتان إلى إرادته للثواب والعقاب، وصفاته لا توصف بغلبة إحداهما الأخرى، وإنما هو على سبيل المجاز للمبالغة. * وفى حديث ابن ذى يزن: * بيض مرازبة غلب جحاجحة * هو جمع أغلب، هو الغليظ العنق، وهو يصفون أبدا السادة بغلظ الرقبة وطولها، والأنثى غلباء. ومنه قصيد كعب: * غلباء وجناء علكوم مذكرة * (غلت) (ه‍) في حديث ابن مسعود " لا غلت في الإسلام " الغلت في الحساب كالغلط في الكلام. وقيل: هما لغتان. وجعله الزمخشري عن ابن عباس (1). * ومنه حديث شريح " كان لا يجيز الغلت " هو أن يقول الرجل: اشتريت هذا الثوب بمائة، ثم يجده اشتراه بأقل من ذلك فيرجع إلى الحق ويترك الغلت. (س) ومنه حديث النخعي " لا يجوز التغلت " هو تفعل، من الغلت. (غلس) * فيه " أنه كان يصلى الصبح بغلس " الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. * ومنه حديث الإفاضة " كنا نغلس من جمع إلى منى " أي نسير إليها ذلك الوقت. وقد غلس يغلس تغليسا. وقد تكرر ذكره في الحديث. (1) إنما جعله الزمخشري من حديث ابن مسعود. انظر الفائق 2 / 234.
[ 378 ]
(غلط) (ه‍) فيه " أنه نهى عن الغلوطات في المسائل " وفى رواية " الأغلوطات " قال الهروي: الغلوطات (1) تركت منها الهمزة، كما تقول: جاء الأحمر وجاء الحمر بطرح الهمزة، وقد غلط من قال: إنها جمع غلوطة. وقال الخطابى: يقال: مسألة غلوط: إذا كان يغلط فيها، كما يقال: شاة حلوب، وفرس ركوب، فإذا جعلتها اسما زدت فيها الهاء فقلت: غلوطة، كما يقال: حلوبة وركوبة. وأراد المسائل التى يغالط بها العلماء ليزلوا فيها فيهيج بذلك شر وفتنة. إنما نهى عنها لأنها غير نافعة في الدين، ولا تكاد تكون إلا فيما لا يقع. ومثله قول ابن مسعود: " أنذرتكم صعاب المنطق " يريد المسائل الدقيقة الغامضة. فأما الأغلوطات فهى جمع أغلوطة، أفعولة، من الغلط، كالأحدوثة والأعجوبة. (غلظ) (ه‍) في حديث قتل الخطأ " ففيها الدية مغلظة " تغليظ الدية: أن تكون ثلاثين حقة، وثلاثين جذعة وأربعين، ما بين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة: أي حامل. (غلغل) * في حديث المخنث هيت " قال: إذا قامت تثنت، وإذا تكلمت تغنت، فقال له: قد تغلغلت يا عدو الله " الغلغلة: إدخال الشئ في الشئ حتى يلتبس به ويصير من جملته: أي بلغت بنظرك من محاسن هذه المرأة حيث لا يبلغ ناظر، ولا يصل واصل، ولا يصف واصف. * وفى حديث ابن ذى يزن: مغلغلة مغالقها تغالى إلى صنعاء من فج عميق المغلغلة بفتح الغينين: الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد. وبكسر الغين الثانية: المسرعة، من الغلغلة سرعة السير. (1) عبارة الهروي: " الأصل فيه الاغلوطات، ثم تركت الهمزة ".
[ 379 ]
(غلف) * في صفته عليه الصلاة والسلام " يفتح قلوبا غلفا " أي مغشاة مغطاة، واحدها: أغلف. ومنه السيف وغيره. * ومنه حديث حذيفة والخدرى " القلوب أربعة: فقلب أغلف " أي عليه غشاء عن سماع الحق قبوله. * وفى حديث عائشة " كنت أغلف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغلية " أي ألطخها به وأكثر. يقال: غلف بها لحيته غلفا، وغلفها تغليفا. الغالية: ضرب مركب من الطيب. (غلق) (ه‍) فيه " لا يغلق الرهن بما فيه " يقال: غلق الرهن يغلق غلوقا. إذا بقى في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه. المعنى أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يستفكه صاحبه. وكان هذا من فعل الجاهلية، أن لم يؤد ما عليه في الوقت المعين ملك المرتهن الرهن، فأبطله الإسلام. قال الأزهري: يقال غلق الباب، وانغلق واستغلق، إذا عسر فتحه. والغلق في الرهن: ضد الفك، فإذا فك الراهن الرهن فقد أطلقه من وثاقه عند مرتهنه. وقد أغلقت الرهن فغلق: أي أوجبته فوجب للمرتهن. (ه‍) ومنه قول حذيفة بن بدر لقيس بن زهير " حين جاءه فقال: ما غدا بك ؟ قا ل: جئت لأواضعك الرهان، قال: بل غدوت لتغلقه " أي لتضع الرهن وتبطله. فقال: بل جئت لتوجبه وتؤكده. (ه‍) ومنه الحديث " ورجل ارتبط فرسا ليغالق عليها " أي ليراهن. والمغالق: سهام الميسر، واحدها مغلق بالكسر، كأنه كره الرهان في الخيل إذ كان على رسم الجاهلية. (ه‍) ومنه الحديث " لا طلاق ولا عتاق في إغلاق " أي في إكراه، لأن المكره مغلق
[ 380 ]
عليه في أمره ومضيق عليه في تصرفه، كما يغلق الباب على الإنسان (1). * وفى حديث قتل أبى رافع " ثم علق الأغليق على ود (2) " هي المفاتيح، واحدها: إغليق. (ه‍) وفى حديث جابر " شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن أوثق (3) نفسه، وأغلق ظهره " غلق ظهر البعير إذا دبر، وأغلقه صاحبه إذا أثقل حمله حتى يدبر، شبه الذنوب التى أثقلت ظهر الإنسان بذلك. (ه‍) وفى كتاب عمر إلى أبى موسى " إياك والغلق والضجر " الغلق بالتحريك: ضيق الصدر وقلة الصبر. ورجل غلق: سيئ الخلق. (غلل) * قد تكرر ذكر " الغلول " في الحديث، وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. يقال: غل في المغنم يغل غلولا فهو غال. وكل من خان في شئ خفية فقد غل. وسميت غلولا لأن الأيدى فيها مغلولة: أي ممنوعة مجعول فيه غل، هو الحديدة التى تجمع يد الأسير إلى عنقة. يقال لها جامعة أيضا. وأحاديث الغلول في الغنيمة كثيرة. (ه‍) ومنه حديث صلح الحديبية " لا إغلال ولا إسلال " الإغلال: الخيانة أو السرقة الخفية، والإسلال: من سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل، وهى السلة. وقيل: هو الغارة الظاهرة، يقال غل يغل وسل يسل، فأما أغل وأسل فمعناه صار ذا غلول وسلة. ويكون أيضا أن يعين غيره عليهما. وقيل الإغلال: لبس الدروع. والإسلال: سل السيوف. (1) قال الهروي: " وقيل معناه: لا تغلق التطليقات في دفعة واحدة حتى لا يبقى منها شئ، ولكن يطلق طلاق السنة ". (2) الود: الوتد. (3) في الهروي " ويجوز: لمن أوبق نفسه: أي أهلكها ".
[ 381 ]
(ه‍) ومنه الحديث " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن " هو من الإغلال: الخيانة في كل شئ. ويروى " يغل " بفتح الياء، من الغل وهو الحقد والشحناء: أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق. وروى " يغل " بالتخفيف، من الوغول: الدخول في الشر. والمعنى أن هذه الحلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر. و " عليهن " في موضع الحال، تقديره لا يغل كائنا عليهن قلب مؤمن. (س) وفى حديث أبى ذر " غللتم والله " أي خنتم في القول والعمل ولم تصدقوا. (س) وحديث شريح " ليس على المستعير غير المغل ضمان، ولا على المستودع غير المغل ضمان " أي إذا لم يخن في العارية والوديعة فلا ضمان عليه، من الإغلال: الخيانة. وقيل: المغل ها هنا المستغل، وأراد به القابض،. لأنه بالقبض يكون مستغلا. والأول الوجه. * وفى حديث الإمارة " فكه عدله أو غله جوره " أي جعل في يده وعنقه الغل، وهو القيد المختص بهما. (ه‍) ومنه حديث عمر وذكر النساء فقال " منهن غل قمل " كانوا يأخذون الأسير فيشدونه بالقد وعليه الشعر، فإذا يبس قمل في عنقه، فتجتمع عليه محنتان: الغل والقمل. ضربه مثلا للمرأة السيئة الخلق الكثيرة المهر، لا يجد بعلها منها مخلصا. (س) وفيه " الغلة بالضمان " هو كحديثه الآخر " الخراج بالضمان " وقد تقدم في الخاء. والغلة: الدخل الذى يحصل من الزرع والثمر، واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك. (س) وفى حديث عائشة " كنت أغلل لحية رسول الله بالغالية " أي ألطخها وألبسها بها.
[ 382 ]
قال الفراء: يقال تغللت بالغالية، ولا يقال تغليت. وأجازه الجوهرى. (غلم) * في حديث تميم والجساسة " فصادفنا البحر حين اغتلم " أي هاج واضطربت أمواجه والاغتلام: مجاوزة الحد. (ه‍) ومنه حديث عمر " إذا اغتلمت عليكم هذه الأشربة فاكسروها بالماء " أي إذا جاوزت حدها الذى لا يسكر إلى حدها الذى يسكر. (ه‍) وحديث على " تجهزوا لقتال المارقين المغتلمين " أي الذين جاوزوا حد ما أمروا به من الدين وطاعة الإمام، وبغوا عليه وطغوا (س) ومنه الحديث " خير النساء الغلمة على زوجها العفيفة بفرجها " الغلمة: هيجان شهوة النكاح من المرأة وارجل وغيرهما. يقال: غلم غلمة، واغتلم اغتلاما. (س) وفى حديث ابن عباس " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أغيلمة بنى عبد المطلب من جمع بليل " أغيلمة: تصغير أغلمة، جمع غلام في القياس، ولم يرد في جمعه أغلمة، وإنما قالوا: غلمة، ومثله أصيبية تصغير صبية، ويريد بالأغيلمة الصبيان، ولذلك صغرهم. (غلا) (س) فيه " إياكم والغلو في الدين " أي التشدد فيه ومجاوزة الحد، كحديثه الآخر " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ". وقيل: معناه البحث عن بواطن الأشياء والكشف عن عللها وغوامض متعبداتها. * ومنه الحديث " وحامل القرآن غير الغالى فيه ولا الجافي عنه " إنما قال ذلك لأن من أخلاقه وآدابه التى أمر بها القصد في الأمور، وخير الأمور أوساطها، و: * كلا طرفي قصد الأمور ذميم * (س) ومنه حديث عمر " لا تغالوا صدق النساء " وفى رواية " لا تغلوا في صدقات النساء " أي لا تبالغوا في كثرة الصداق. وأصل الغلاء: الارتفاع ومجاوزة القدر في كل شئ. يقال: غاليت الشئ وبالشئ، وغلوت فيه أغلو إذ جاوزت فيه الحد. (س) وفى حديث عائشة " كنت أغلف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية "
[ 383 ]
الغالية: نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن، وهى معروفة. والتغلف بها: التلطخ. (س) وفيه " أنه أهدى له يكسوم سلاحا وفيه سهم فسماه قتر الغلاء " الغلاء بالكسر والمد: من غاليته أغاليه مغالاة وغلاء. إذا راميته بالسهام. والقتر: سهم الهدف، وهى أيضا أمد جرى الفرس وشوطه. والأصل الأول. * ومنه حديث ابن عمر " بينه وبين الطريق غلوة " الغلوة: قدر رمية بسهم. * وفى حديث على " شموخ أنفة وسمو غلوائه " غلواء الشباب: أوله وشرته. (باب الغين مع الميم) (غمد) (ه‍) فيه " إلا أن يتغمدني الله رحمته " أي يلبسنيها ويسترني بها. مأخوذ من غمد السيف، وهو غلافه. يقال: غمدت السيف وأغمدته. وقد تكرر في الحديث. * وفيه ذكر " غمدان " بضم الغين وسكون الميم: البناء العظيم بناحية صنعاء اليمن. قيل: هو من بناء سليمان عليه السلام، له ذكر في حديث سيف بن ذى يزن. (غمر) (س) فيه " مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر " الغمر بفتح الغين وسكون الميم: الكثير، أي يغمر من دخله ويغطيه. (س) ومنه الحديث " أعوذ بك من موت الغمر " أي الغرق. (ه‍) ومنه حديث عمر " أنه جعل على كل جريب عامر أو غامر درهما وغفيزا " الغامر: ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة من الأرض، سمى غامرا، لأن الماء يغمره، فهو والغمر فاعل بمعنى مفعول. قال القتيبى: ما لا يبلغة الماء من موات الأرض لا يقال له غامر، وإنما فعل عمر ذلك لئلا يقصر الناس في الزراعة. * وفى حديث القيامة " فيقذفهم في غمرات جهنم " أي المواضع التى تكثر فيها النار.
[ 384 ]
* ومنه حديث أبى طالب " وجدته في غمرات من النار " واحدتها: غمرة. (ه‍) ومنه حديث معاوية " ولا خضت برجل غمرة إلا قطعتها عرضا " الغمرة: الماء الكثير، فضربه مثلا لقوة رأيه عند الشدائد، فإن من خاض الماء فقطعه عرضا ليس كمن ضعف واتبع الجرية حتى يخرج بعيدا من الموضع الذى دخل فيه. * ومنه حديث صفته عليه السلام " إذا جاء مع القوم غمرهم " أي كان فوق كل من معه. (س) ومنه حديث أويس " أكون في غمار الناس " أي جمعهم المتكاثف. (س) ومنه حديث الخندق " حتى أغمر بطنه " أي وارى التراب جلده وستره. (ه‍) و (في) (1) حديث مرضه " أنه اشتد به حتى غمر عليه " أي أغمى عليه، كأنه غطى على عقله وستر. (س) وفى حديث أبى بكر " أما صاحبكم فقد غامر " أي خاصم غيره. ومعناه دخل في غمرة الخصومة، وهى معظمها. والمغامر: الذى يرمى بنفسه في الأمور المهلكة. وقيل: هو من الغمر، بالكسر، وهو الحقد: أي حاقد غيره. * ومنه حديث غزوة خيبر. * شاكى السلاح بطل مغامر * أي مخاصم أو محاقد: (ه‍) ومنه حديث الشهادة " ولا ذى غمر غلى أخيه " أي حقد وضغن. (1) من ا، واللسان.
[ 385 ]
(س) وفيه " من بات وفى يده غمر " الغمر بالتحريك: الدسم والزهومة من اللحم، كالوضر من السمن. * وفيه " لا تجعلونى كغمر الراكب، صلوا على أول الدعاء وأوسطه وآخره " الغمر بضم الغين وفتح الميم: القدح الصغير، أراد أن الراكب يحمل رحله وأزواده على راحلته، ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلقه على رحله كالعلاوة، فليس عنده بمهم، فنهاهم أن يجعلوا الصلاة عليه كالغمر الذى لا يقدم في المهام ويجعل تبعا. (ه‍) ومنه الحديث " أنه كان في سفر فشكى إليه العطش، فقال: أطلقوا لى غمرى " أي ائتونى به. * وفى حديثى ابن عباس " أن اليهود قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: لا يغرك أن قتلت نفرا من قريش أغمارا " الأغمار: جمع غمر بالضم، وهو الجاهل الغر الدى لم يجرب الأمور. (س) وفى حديث عمر بن حريث " أصابنا مطر ظهر منه الغمير " الغمير، بفتح الغين وكسر الميم: هو نبات أخضر قد غمر ما قبله من اليبيس. وقيل: هو نبات أخضر قد غمر ما قبله من اليبس. * ومنه حديث قس " وغمير حوذان " وقيل: هو المستور بالحوذان لكثرة نباته. * وفيه ذكر " غمر " هو بفتح الغين وسكون الميم: بئر قديمة بمكة حفرها بنو سهم. (غمز) * في حديث الغسل " قال لها: اغمزى قرونك " أي اكبسي ضفائر شعرك عند الغسل. والغمز: العصر والكبس باليد. (س) ومنه حديث عمر " أنه دخل عليه وعنده غليم أسود يغمز ظهره ". (س) ومنه حديث عائشة " اللدود مكان الغمز " هو أن تسقط اللهاة فتغمز باليد: أي تكبس. وقد تكرر ذكر " الغمز " في الحديث.
[ 386 ]
وبعضهم فسر " الغمز " في بعض الأحاديث بالإشارة، كالرمز بالعين أو الحاجب أو اليد. (غمس) (ه‍) فيه " اليمين الغموس تذر الديار بلاقع " هي اليمين الكاذبة الفاجرة كالتى يقتطع بها الحالف مال غيره. سميت غموسا،. لأنها تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار. وفعول للمبالغة. * ومنه حديث الهجرة " وقد غمس حلفا في آل العاص " أي أخذ بنصيب من عقدهم وحلفهم يأمن به، كانت عادتهم أن يحضروا في جفنة طيبا أو دما أو رمادا، فيدخلون فيه أيديهم عند التحالف ليتم عقدهم عليه باشتراكهم في شئ واحد. (ه‍) ومنه حديث المولود " يكون غميسا أربعين ليلة " أي مغموسا في الرحم. (ه‍) ومن الحديث " فانغمس في العدو فقتلوه " أي دخل فيهم وغاص. (غمص) (ه‍) فيه " إنما ذلك من سفه الحق وغمص الناس " أي احتقرهم ولم يرهم شيئا تقول منه: غمص الناس يغمصهم غمصا. (ه‍) ومنه حديث على " لما قتل ابن آدم أخاه غمص الله الخلق " أراد أنه نقصهم من الطول العرض والقوة والبطش، فصغرهم وحقرهم. (ه‍) ومنه حديث عمر " قال لقبيصة: أتقتل الصيد وتغمص الفتيا ؟ " أي تحتقرها وتستهين بها. * ومنه حديث الإفك " إن رأيت منها أمرا أغمصه عليه " أي أعيبها به وأطعن به عليها. (س) ومنه حديث توبه كعب " إلا مغموص عليه النفاق " أي مطعون في دينه متهم بالنفاق. (س) وفى حديث ابن عباس " كان الصبيان يصبحون غمصا رمصا ويصبح رسول الله
[ 387 ]
صلى الله عيله وسلم صقيلا دهينا " يعنى في صغره. يقال: غمصت عينه مثل رمصت وقيل: الغمص: اليابس منه، والرمص الجارى. * ومنه الحديث في ذكر " الغميصاء " وهى الشعرى الشامية، وأكبر كوكبى الذراع والمقبوضة، تقول العرب في خرافاتها: إن سهيلا والشعريين كانت مجتمعة، فانحدر سهيل فصار يمانيا، وتبعته الشعرى اليمانية فعبرت المجرة فسميت عبورا، وأقامت الغميصاء مكانها فبكت لفقدهما. حتى غمصت عينا، وهى تصغير الغمصاء، وبه سميت أم سليم الغميصاء. وقد تكرر في الحديث (غمض) * فيه " فكان غامضا في الناس " أي مغمروا غير مشهور. (س) وفى حديث معاذ " إياكم ومغمضات الأمور " وفى رواية " المغمضات من الذنوب " هي الأمور العظيمة التى يركبها الرجل وهو يعرفها، فكأنه يغمض عينيه عنها تعاشيا (1) وهو يبصرها، وربما روى بفتح الميم، وهى الذنوب الصغار، سميت مغمضات لأنها تدق وتخفى فيركبها الإنسان بضرب من الشبهة، ولا يعلم أنه مؤاخذ بارتكابها. * وفى حديث البراء " إلا أن تغمضوا فيه " وفى رواية " لم يأحذه إلا على إغماض " الإغماض: المسامحة والمساهلة. يقال: أغمض في البيع يغمض إذا استزاده من المبيع واستحطه من الثمن فوافقه عليه. (غمط) (ه‍) فيه " الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس " أي إنما البغى فعل من سفه وغمط. * وفيه " أصابته حمى مغمطة " أي لازمة دائمة، والميم فيه بدل من الباء. يقال: أغبطت عليه الحمى أذا دامت. وقد تقدم. (1) في الأصل: " تغاشيا " بالغين والشين المعجمتين. وفى اللسان وشرح القاموس: " تعاميا ". وأثبتناه بالعين المهملة من ا. قال صاحب القاموس: تعاشى، تجاهل.
[ 388 ]
وقيل: هو من الغمط، كفران النعمة وسترها،. لأنها إذا غشيته فكأنها سترت عليه. (غمغم) (ه‍) في صفة قريش " ليس فيهم غمغمة قضاعة " الغمغمة والتغمغم: كلام غير بين. قال رجل من العرب لمعاوية، قال له: من هم ؟ قال: قومك قريش. (غمق) (ه‍) كتب عمر إلى أبى عبيدة بالشام " إن الأردن أرض غمقة " أي قريبة من المياه والنزوز والخضر. والغمق: فساد الريح، وخمومها (1) من كثرة الأنداء فيحصل منها الوباء. (غمل) (ه‍) فيه " إن بنى قريظة نزلوا أرضا غملة وبلة " الغملة: الكثيرة النبات التى وارى النبات وجهها، وغملت الأمر إذا سترته وواريته. (غمم) (ه‍) في حديث الصوم " فإن غم عليكم فأكملوا العدة " يقال: غم علين الهلال إذا حال دون رؤيته غيم أو نحوه، من غممت الشئ إذا غطيته. وفى " غم " ضمير الهلال. ويجوز أن يكون " غم " مسندا إلى الظرف: أي فإن كنتم مغموما عليكم فأكملوا، وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) ومنه حديث وائل بن حجر " ولا غمة في فرائض الله " أي لا تستر وتخفى فرائضه، وإنما تظهر وتعلن ويجهر بها. * ومنه حديث عائشة " لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها " أي إذا احتبس نفسه عن الخروج، وهو افتعل، من الغم: التغطية والستر. (س) وفى حديث المعراج في رواية ابن مسعود " كنا نسير في أرض غمة " الغمة: الضيقة. (1) في ا " وغموقها " ويقال: خم الشئ وأخم: إذا تغيرت رائحته، انظر الجزء الثاني ص 81
[ 389 ]
* وفى حديث عائشة " عتبوا على عثمان موضع الغمامة المحماة " الغمامة: السحابة، وجمعها: الغمام، وأرادت بها العشب والكلأ الذ يحماه فسمته كما يسمى بالسماء، أرادت أنه حمى الكلأ وهو حق جميع الناس. (غما) (ه‍) في حديث الصوم " فإن أغمى عليكم فاقدروا له " وفى رواية " فإن غمى عليكم " يقال: أغمى علينا الهلال، وغمى فهو مغمى مغمى، إذا حال دون رؤيته غيم أو قتره، كما يقال: غم علينا. يقال: صمنا للغمى. والغمى بالضم والفتح: أي صمنا من غير رؤيته. وأصل التغمية: الستر والتغطية. ومنه: أغمى على المريض إذا غشى عليه، كأن المرض ستر عقله وغطاه. وقد تكرر في الحديث. (باب الغين مع النون) (غنثر) (ه‍ س) في حديث أبى بكر " قال لابنه عبد الرحمن: يا غثر (1) " قيل هو الثقيل الوخم. وقيل الجاهل، من الغثارة: الجهل. والنون زائدة. وروى بالعين المهملة والتاء بنقطتين. وقد تقدم. (غنج) * في حديث البخاري " في تفسير العربة هي: الغنجة " الغنج في الجارية: تكسر وتدلل. وقد غنجت وتغنجت. (غنظ) (ه‍) في حديث ابن عبد العزيز، وذكر الموت فقال: " غنظ ليس كالغنظ " الغنظ: أشد الكرب والجهد. وقيل: هو أن يشرف على الموت شدته. وقد غنظه يغنطه إذا ملأه. (غنم) * وقد تكرر فيه ذكر " الغنيمة، والغنم، والمغنم، والغنائم " وهو ما أصيب من أموال أهل الحرب، وأوجف عليه المسلمون بالخيل والركاب. (1) بهامش ا: قال الكرماني شارح البخاري: غنثر، بضم المعجمة، وسكون النون، وفتح المثلثة وضمها، وفى شرح " جامع الأصول " بضم الغين وفتحها.
[ 390 ]
يقال: غنمت أغنم غنما وغنيمة، والغنائم جمعها،: والمغانم: جمع مغنم، والغنم بالضم الاسم، وبالفتح المصدر. والغانم: آخذ الغنيمة. والجمع: الغانمون. ويقال: فلان يتغنم الأمر: أي يحرص عليه كما يحرص على الغنيمة. * ومنه الحديث " الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة " إنما سماه غنيمة لما فيه من الأجر والثواب. * ومنه الحديث " الرهن لمن رهنه، له غنمه وعليه غرمه " غنمه: زيادته ونماؤه وفاضل قيمته. * وفيه " السكينة في أهل الغنم " قيل: أراد بهم أهل اليمن، لأن أكثرهم أهل غنم، بخلاف مضر وربيعة،. لأنهم أصحاب إبل. (ه‍). في حديث عمر " أعطوا من الصدقة من أبقت له السنة غنما، ولا تعطوها من أبقت له غنمين " أي أعطوا من أبقت له قطعة واحدة لا يفرق مثلها لقلتها، فتكون قطيعين، ولا تعطوا من أبقت له غنما كثيرة يجعل مقلها قطيعين. وأراد بالسنة الجدب. (غنن) (س) في حديث أبى هريرة " أن رجلا أتى على على واد مغن " يقال: أغن الوادي فهو مغن: أي كثرت أصوات ذبانه، جعل الواصف له وهو للذباب. وفى قصيد كعب: * إلا أغن غضيض الطرق مكحول * الأغن من الغزلان وغيرها: الذى في صوته غنة. * ومنه الحديث " كان في الحسين غنة حسنة ". (غنا) * في أسماء الله تعالى " الغنى " هو الذى لا يحتاج إلى أحد في شئ، وكل أحد يحتاج إليه، وهذا هو الغنى المطلق، ولا يشارك الله تعالى فيه غيره. * ومن أسمائه " المغنى " وهو الذى يغنى من يشاء من عباده. (ه‍) وفيه " خير الصدقة ما أبقت غنى " وفى رواية " ما كان عن ظهر غنى " أي
[ 391 ]
ما فضل عن قوت العيال وكفايتهم، فإذا أعطيتها غيرك أبقت بعدها لك ولهم غنى، وكانت عن استغناء منك ومنهم عنها. وقيل: خير الصدقة ما أغنيت به من أعطيته عن المسألة. * وفى حديث الخيل " رجل ربطها تغنيا وتغففا " أي استغناء بها عن الطلب من الناس. (ه‍ س) وفى حديث القرآن " من لم يتغن فليس منا " أي لم يستغن به عن غيره. يقال: تغنيت، وتغانيت، واستغنيت. وقيل: أراد من لم يجهر بالقراءة فليس منا. وقد جاء مفسرا. (ه‍ س) في حديث آخر ما أذن الله لشئ كإذنه لنبى يتغنى بالقرآن يجهر به " قيل إن قوله " يجهر به " تفسير لقوله " يتغنى به ". وقال الشافعي: معناه تحسين (1) القراءة وترقيقها، ويشهد له الحديث الآخر " زينوا القرآن بأصواتكم " وكل من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب غناء. قال ابن الأعرابي: كانت العرب تتغنى بالركبانى (2) إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية. وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون هجيراهم بالقرآن مكان التغني بالركبانى. وأول من قرأ بالألحان عبيد الله بن أبى بكرة، فورثه عنه عبيداله بن عمر، ولذلك يقال: قراءة العمرى (3). وأخذ ذلك عنه سعيد العلاف الإباضى. (ه‍) وفى حديث الجمعة " من استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غنى حميد " أي اطرحه الله ورمى به من عينه، فعل من استغنى عن الشئ فلم يلتفت إليه. وقيل: جزاه جزاء استغنائه عنها، كقوله تعالى: " نسوا الله فنسيهم ". (1) في الهروي: " تحزين ". (2) هو نشيد بالمد والتمطيط. الفائق 1 / 458. (3) كذا بالأصل، وفى ا: " قرأ العمرى ". وفى اللسان: " قرأت العمرى ".
[ 392 ]
(س) وفى حديث عائشة " وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث " أي تنشدان الأشعار التى قيلت يوم بعاث، وهو حرب كانت بين الأنصار، ولم ترد الغناء المعروف بين أهل اللهو واللعب. وقد رخص عمر في غناء الأعراب، وهو صوت كالحداء. * وفى حديث عمر " أن غلاما لأناس فقراء قطع أذن غلام لأغنياء، فأتى أهل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجعل عليه شيئا ". قال الخطابى: كان الغلام الجاني حرا، وكانت جنايته خطأ، وكانت عاقلته فقراء فلا شئ عليهم لفقرهم. ويشبه أن يكون الغلام المجني عليه حرا أيضا، لأنه لو كان عبدا لم يكن لاعتذار أهل الجاني بالفقر معنى،. لأن العاقلة لا تحمل عبدا، كما لا تحمل عبدا ولا اعترافا. فأما المملوك إذا جنى على عبد أو حر فجنايته في رقبته. وللفقهاء في استيفائها منه خلاف. (ه‍) وفى حديث عثمان " أن عليا بعث إليه بصحيفة فقال للرسول: أغنها عنا " أي اصرفها وكفها (1) كقوله تعالى: " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " أي يكفه ويكفيه. يقال: أغن عنى شرك: أي اصرفه وكفه. ومنه قوله تعالى " لن يغنوا عنك من الله شيئا ". * ومنه حديث ابن مسعود " وأنا لا أغنى لو كانت لى منعة " أي لو كان معى من يمنعنى لكفيت شرهم وصرفتهم. (ه‍) وفى حديث على " ورجل سماه الناس عالما ولم يغن في العلم يوما سالما " أي لم يلبث في العلم يوما تاما، من قولك: غنيت بالمكان أغنى: إذا أقمت به. (باب الغين مع الواو) (غوث) في حديث هاجر أم إسماعيل " فهل عندك غواث " الغواث بالفتح كالغياث بالكسر، من الإغاثة، الإعانة، وقد أغاثه يغيثه. وقد روى بالضم والكسر، وهما أكثر ما يجئ في الأصوات، كالنباح والنداء، والفتح فيها شاذ. (1) بهامش ا: " قال الكرماني في شرح البخاري: أرسل على صحيفة فيها أحكام الصدقة، فردها عثمان، لأنه كان عنده ذلك العلم، فلم يكن محتاجا إليها ".
[ 393 ]
ومنه الحديث " اللهم أغثنا " بالهمزة من الإغاثة. ويقال فيه: غاثه يغيثه، وهو قليل، وإنما هو من الغيث لا الإغاثة. * ومنه الحديث " فادع (1) الله يغيثنا " بفتح الياء، يقال: غاث الله البلاد يغيثها: إذا أرسل عليها المطر، وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث توبة كعب " فخرجت قريش مغوثين لعيرهم " أي مغيثين، فجاء به على الأصل ولم يعله، كاستحوذ واستنوق. ولو روى " مغوثين " بالتشديد - من غوث بمعنى أغاث - لكان وجها. (غور) * وفيه " أنه أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية،. جليسها وغوريها " الغور: ما انخفض من الأرض، والجلس: ما ارتفع منها. تقول: غار إذا أتى الغور، وأغار أيضا، وهى لغة قليلة. (ه‍) وفيه " أنه سمع ناسا يذكرون القدر فقال: إنكم قد أخذتم في شعبين بعيدى الغور " غمر كل شئ: غمقه وبعده: أي يبعد أن تدركوا حقيقة علمه، كالماء الغائر الذى لا يقدر عليه. * ومنه حديث الدعاء " ومن بعد غورا في الباطل منى ؟ ". (ه‍) وفى حديث السالب " لما ورد على عمر بفتح نهاوند قال: ويحك ما وراءك ؟ فوالله ما بت هذه الليلة إلا تغويرا " يريد بقدر النومة القليلة التى تكون عند القائلة. يقال: غور القوم إذا قالوا. ومن رواه " تغريرا " جعله من الغرار، وهو النوم القليل. * ومنه حديث الإفك " فأتينا الجيش مغورين " هكذا جاء في رواية، أي وقد نزلوا للقائلة. (س) وفى حديث عمر " أها هنا غرت ؟ " أي إلى هذا ذهبت ؟ (1) في ا: " فادعوا ".
[ 394 ]
* وفى حديث الحج " أشرق ثبير كيما نغير " أي نذهب سريعا. يقال: أغار يغير إذا أسرع في العدو. وقيل: أراد نغير على لحوم الأضاحى، من الإغارة والنهب. وقيل: ندخل في الغور، وهو المنخفض من الأرض، على لغة من قال: أغار إذا أتى الغور. * وفيه " من دخل إلى طعام لم يدع إليه دخل سارقا وخرج مغيرا " المغير: اسم فاعل من أغار يغير إذا نهب، شبه دخوله عليهم بدخول السارق، وخروجه بمن أغار على قوم ونهبهم. * ومنه حديث قيس بن عاصم " كنت أغورهم في الجاهلية " أي أغير عليهم ويغيرون على. والغارة: الاسم من الإغارة. المغاورة: مفاعلة منه. * ومنه حديث عمرو بن مرة. * وبيض تلألأ في أكف المغاور * المغاور بفتح الميم: جمع مغاور بالضم، أو جمع مغوار بحذف الألف، أو حذف الياء من المغاوير. والمغوار: المبالغ في الغارة. * ومنه حديث سهل " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما بلغنا المغار استحثثت فرسى " المغار بالضم: موضع الغرة، كالمقام موضع الإقامة، وهى الإغارة نفسها أيضا. (ه‍ س) وفى حديث على " قال يوم الجمل: ما ظنك بامرئ جمع بين هذين الغرين ؟ " أي الجيشين. والغار: الجماعة، هكذا أخرجه أبو موسى في الغين والواو. وذكره الهروي في الغين والياء ثم تركهم ؟ ". والجوهري ذكره في الواو، والواو والياء متقاربان في الانقلاب. * ومنه حديث فتنة الأزد " ليجمعا بين هذين الغارين ". (ه‍ س) وفى حديث عمر " قال لصاحب اللقيط: عسى الغوير أبؤسا " هذا مثل قديم يقال عند التهمة. والغوير: تصغير غار. وقيل: هو موضع. وقيل: ماء لكلب.
[ 395 ]
ومعنى المثل: ربما جاء الشر من معدن الخير. وأصل هذا المثل أنه كان غار فيه ناس فانهار عليهم وأتاهم فيه عدو فقتلهم، فصار مثلا لكل شئ يخاف أن يأتي منه شر. وقيل: أول من تكلمت به الزباء لما عدل قصير بالأحمال عن الطريق المألوفة وأخذ على الغوير، فلما رأته وقد تنكب الطريق قالت: عسى الغوير أبؤسا (1) أي عساه أن يأتي بالبأس والشر. وأراد عمر بالمثل: لعلك زنيت بأمه وادعيته لقيطا، فشهد له جماعة بالستر، فتركه. * ومنه حديث يحيى بن زكريا عليهما السلام " فساح ولزم أطراف الأرض وغير أن الشعاب ". الغيران: جمع غار وهو الكهف، وانقلبت الواو ياء لكسرة الغين. (غوص) (س) فيه " أنه نهى عن ضربة الغائص " هو أن يقول له: أغوص في البحر غوصة بكذا فما أخرجته فهو لك. وإنما نهى عنه لأنه غرر. * وفيه " لعن الله الغائصة والمغوصة " الغائصة: التى لا تعلم زوجها أنها حائضا فتكذب زوجها وتقول: إنى حائض. (غوط) (ه‍) في قصة نوح عليه السلام " وانسدت ينابيع الغوط الأكبر وأبواب السماء " الغوط: عمق الأرض الأبعد، ومنه قيل للمطمئن من الأرض: غائط. ومنه قيل لموضع قضاء الحاجة: الغائط،. لأن العادة أن الحاجة تقضى في المنخفض من الأرض حيث هو أستر له، ثم اتسع فيه حتى صار يطلق على النجو نفسه. (س) ومنه الحديث " لا يذهب الرجلان يضربان الغائط يتحدثان " أي يقضيان الحاجة وهما يتحدثان. (1) قال الهروي: " ونصب " أبؤسا " على إضمار فعل. أرادت: عسى أن يحدث الغوير أبؤسا. أو أن يكون أبؤسا. وهو جمع بأس " ا ه‍ وراجع ص 90 من الجزء ا لأول.
[ 396 ]
وقد تكرر ذكر " الغائط " في الحديث بمعنى الحدث والمكان. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا جاء فقال: يا رسول الله قل لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي " أراد أهل الوادي الذى كان ينزله. (س) ومنه الحديث " تنزل أمتى بغائط يسمونه البصرة " أي بطن مطمئن من الأرض. * وفيه " أن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق " الغوطة: اسم البساتين والمياه التى حول دمشق، وهى غوطتها. (غوغ) (س) في حديث عمر " قال له ابن عوف: يحضرك غوغاء الناس " أصل الغوغاء: الجراد حين يخف للطيران، ثم استعير للسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشر، يجوز أن يكون من الغوغاء: الصوت والجبلة، لكثرة لغطهم وصياحهم. (غول) (ه‍) فيه " لا غول ولا صفر " الغول: أحد الغيلان، وهى جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا: أي تتلون تلونا في صور شتى، وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله. وقيل: قوله " لا غول " ليس نفيا لعين الغول ووجوده، وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله، فيكون المعنى بقوله " لاغول " أنها لا تستطيع أن تضل أحدا، ويشهد له: * والحديث الآخر " لا غول ولكن السعالى " السعالى: سحرة الجن: أي ولكن في الجن سحرة، لهم تلبيس وتخييل. (ه‍) ومنه الحديث " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان " أي ادفعوا شرها بذكر الله تعالى. وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها. (س) ومنه حديث أبى أيوب " كان لى تمر في سهوة فكانت الغول تجئ فتأخذ ".
[ 397 ]
(ه‍) وفى حديث عمار " أنه أوجز الصلاة فقال: كنت أغاول حاجة لى " المغاولة: المبادرة في السير، وأصله من الغول بالفتح، وهو البعد. * ومنه حديث الإفك " بعد ما نزلوا مغاولين " أي مبعدين في السير. هكذا جاء في رواية. (س) ومنه حديث قيس بن عاصم " كنت أغاولهم في الجاهلية " أي أبادرهم بالغارة والشر، من غاله إذا أهلكه. ويروى بالراء وقد تقدم. (س ه‍) وفى حديث عهدة المماليك " لا داء ولا غائلة " الغائلة فيه: أي يكون مسروقا، فإذا ظهر واستحقه مالكه غال مال مشتريه الذى أداه في ثمنه: أي أتلفه وأهلكه. يقال: غاله يغوله، واغتاله يغتاله: أي ذهب به وأهلكه. والغائلة: صفة لخصلة مهلكة. (ه‍) ومنه حديث ابن ذى طهفة " بأرض غائلة النطاء " أي تغول سالكها ببعدها. * ومنه حديث ابن ذى يزن " ويبغون له الغوائل " أي المهالك، جمع غائلة. * وفى حديث أم سليم " رأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيدها مغول، فقال: ما هذا ؟ قالت: مغول أبعج به بطون الكفار " المغول بالكسر: شبه سيف قصير، يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطيه. وقيل: هو حديدة دقيقة لها حد ماض وقفا. وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشده الفاتك على وسطه ليغتال له الناس. * ومنه حديث خوات " انتزعت مغولا فوجأت به كبده " * وحديث الفيل " حين أتى به مكة ضربوه بالمغول على رأسه ". (غوا) * في " من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى " يقال: غوى يغوى غيا وغواية فهو غاو: أي ضل. والغى: الضلال والانهماك في الباطل. (س) ومنه حديث الإسراء " لو أخذت الخمر غوت (1) أمتك " أي ضلت. (1) في ا: " لغوت ".
[ 398 ]
* ومنه الحديث " سيكون عليكم أئمة إن أطعتموهم غويتم " أي إن أطاعوهم فيما يأمرونهم به من الظلم والمعاصي غووا وضلوا. وقد كثر ذكر " الغى والغواية " في الحديث. * وفى حديث موسى وآدم عليهم السلام " لأغويت الناس " أي خيبتهم. يقال: غوى الرجل إذا خاب، وأغواه غيره. (ه‍) وفى حديث مقتل عثمان " فتغاووا والله عليه حتى قتلوه " أي تجمعوا وتعاونوا. وأصله من الغواية، والتغاوى: التعاون في الشر. ويقال بالعين المهملة، وقد تقدم، إلا أن الهروي ذكر مقتل عثمان في الغين المعجمة، والآخر في العين المهملة. (ه‍) وفى حديث عمر " إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله " قا لأبو عبيد: هكذا روى. والذى تكلمت به العرب " مغويات " بفتح الواو وتشديدها، واحدتها: مغواة، وهى حفرة كالزبية تحفر للذئب، ويجعل فيها جدى إذا نظر إليه سقط عليه يريده. ومنه قيل لكل مهلكة: مغواة. ومعنى الحديث أنها يريد أن تكون مصائد للمال ومهالك، كتلك المغويات. (باب الغين مع الهاء) (غهب) (ه‍) في حديث عطاء " أنه سئل عن رجل أصاب صيدا غهبا " فقال: عليه الجزاء " الغهب بالتحريك: أن يصيب الشئ غفلة من غير تعمد. يقال: غهب عن الشئ يغهب غهبا إذا غفل منه ونسيه. والغيهب، الظلام. وليل غيهب: أي مظلم. * ومنه حديث قس " أرقب الكوكب وأرمق الغيهب ".
[ 399 ]
(باب العين مع الياء) (غيب) (ه‍) قد تكرر فيه ذكر " الغيبة " وهو أن يذكر الإنسان في غيبته بسوء وإن كان فيه، فإذا ذكرته بما ليس فيه فهو البهت والبهتان. وكذلك قد تكرر فيه ذكر " علم الغيب، والإيمان بالغيب " وهو كل ما غلب عن العيون. وسواء كان محصلا في القلوب أو غير محصل. تقول: غاب عنه غيبا وغيبة. (ه‍) وفى حديث عهدة الرقيق " لا داء ولا خبثة ولا تغييب " التغييب: ألا يبيعه ضالة ولا لقطة. (ه‍) وفيه " أمهلوا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة " المغيبة والمغيب: التى غاب عنها زوجها. * ومنه حديث ابن عباس " أن امرأة مغيبا أتت رجلا تشترى منه شيئا فتعرض لها، فقالت له: ويحك إنى مغيب، فتركها ". * وفى حديث أبى سعيد " إن سيد الحى سليم، وإن نفرنا غيب " أي إن رجالنا غائبون. والغيب بالتحريك: جمع غائب، كخادم وخدم. (ه‍) ومنه الحديث " أن حسان لما هجا قريشا قالت: إن هذا لشتم ما غاب عنه ابن أبى قحافة " أرادوا أن أبا بكر كان عالما بالأنساب والأخبار، فهو الذى علم حسان. يدل عليه قول النبي صلى الله عيه وسلم لحسان: " سل أبا بكر عن معايب القوم "، وكان نسابة علامة. (س) وفى حديث منبر النبي صلى الله عليه وسلم " إنه عمل من طرفاء الغابة " هي موضع قريب من المدينة من عواليها، وبها أموال لأهلها، وهو المذكور في حديث السباق، والمذكور في حديث تركة الزبير وغير ذلك. والغابة: الأجمة ذات الشجر المتكاثف،. لأنها تغيب ما فيها، وجمعها غابات. * ومنه حديث على: * كليث غابات شديد القسورة *
[ 400 ]
أضافة إلى الغابات لقوته وشدته، وأنه يحمى غابات شتى. (غيث) (ه‍) في حديث رقيقة " ألا فغثتم ما شئتم " غثتم بكسر الغين: أي سقيتم الغيث وهو المطر. يقال: غيثت الأرض فهى مغيثة، وغاث الأرض إذا أصابها، وغاث الله البلاد يغثها، والسؤال منه: غثنا، ومن الإغاثة بمعنى الإعانة: أغثنا. وإذا بنيت منه فعلا ماضيا لم يسم فاعله قلت: غثنا بالكسر، والأصل: غيثنا، فحذفت الياء وكسرت الغين. * وفى حديث زكاة اعسل " إنما هو ذباب غيث " يعنى النحل، فأضافة إلى الغيث لأنه يطلب النبات والأزهار، وهما من توابع الغيث. (غيذ) (ه‍) في حديث العباس " مرت سحابة فنظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تسمون هذه ؟ قالوا السحاب، قال: والمزن، قالوا: والمزن، قال: والغيذى " قال الزمخشري: " كأنه فيعل، من غذا يغذو إذا سال. ولم أسمع بفيعل في معتل اللام غير هذا إلا الكيهاة (1)، وهى الناقة الضخمة ". وقال الخطابى: إن كان محفوظا فلا أراه سمى به إلا لسيلان الماء، من غذاء يغذو. (غير) (ه‍) فيه " أنه قال لرجل طلب القود بدم قتيل له: ألا تقبل الغير " الغير: الدية، وجمعها أغيار، مثل ضلع وأضلاع. وغيره إذا أعطاه الدية، وأصلها من المغايرة وهى المبادلة،. لأنها بدل من القتل. * ومنه حديث ملحم بن جثامة " إنى لم أجد لما فعل هذا في غرة الإسلام مثلا إلا غنما وردت، فرمى ولها فنفر آخرها، اسنن اليوم وغير غدا " معناه أن مثل محلم في قتله الرحل وطلبه أن لا يقتص منه وتؤخذ منه الدية، والوقت أول الإسلم وصدره كمثل هذه الغنم النافرة، يعنى إن جرى الأمر مع أولياء هذا القتيل على ما يريد محلم ثبط الناس عن الدخول في الإسلام معرفتهم أن القود يغير بالدية، والعرب خصوصا وهم الحراص على درك الأوبار، فيهم الأنفة من قبول (1) عبارة الزمخشري: "... إلا كلمة مؤنثة: الكيهاة، بمعنى الكهاة، وهى الناقة الضخمة ". الفائق 2 / 216.
[ 401 ]
الديات، ثم حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإفادة منه بقوله: " اسنن اليوم وغير غدا " يريد إن لم تقتص منه غيرت سنتك، ولكنه أخرج الكلام على الوجه الذى يهيج المخاطب ويحثه على الإقدام والجرأة على المطلوب منه. * ومنه حديث ابن مسعود " قال لعمر في رجل قتل امرأة ولها أولياء فعفا بعضهم، وأراد عمر أن يقيد لمن لم يعف، فقال له: لو غيرت بالدية كان في ذلك وفاء لهذا الذى لم يعف، وكنت قد أتممت للعافي عفوه. فقال عمر: كنيف ملئ علما ". (ه‍) وفيه " أنه كره تغيير الشيب " يعنى نتفه، فإن تغيير لونه قد أمر به في غير حديث. * وفى حديث أم سلمة " إن لى بنتا وأنا غيور " هو فعول، من الغيرة وهى الحمية والأنفة. يقال: رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء،. لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى. وفى رواية " إنى امرأة غيرى " وهى فعلى من الغيرة. يقال: غرت على أهل أغار غيرة، فأنا غائر وغيور للمبالغة. وقد تكرر في الحديث كثيرا على اختلاف تصرفه. (ه‍) وفى حديث الاستسقاء " من يكفر الله يلق الغير " أي تغيرت الحال وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد. والغير: الاسم، من قولك: غيرت الشئ فتغير. (غيض) * فيه " يد الله ملأى لا يغيضها شئ " أي لا ينقصها. يقال: غاض الماء يغيض، وغضته أنا وأغضته أغيضه وأغيضه. (ه‍) ومنه الحديث " إذا كان الشتاء قيظا وغاضت الكرام غيضا " أي فنوا وبادوا. وغاض الماء إذا غار. (ه‍) ومنه حديث سطيح " وغاضت بحيرة ساوة " أي غار ماؤها وذهب. (ه‍) وحديث خزيمة في ذكر السنة " وغاضت لها الدرة " أي نقص اللبن. * وحديث عائشة تصف أباها " وغاض نبغ (1) الردة " أي أذهب ما نبغ (1) منها وظهر. (1) في الأصل واللسان: " نبع " بالعين المهملة. وكتبناه بالمعجمة من ا، ومما يأتي في مادة (نبغ).
[ 402 ]
* ومنه حديث عثمان بن أبى العاص " لدرهم ينفقه أحدكم من جهده خير من عشرة آلاف ينفقها أحدنا غيضا من فيض " أي قليل أحدكم من فقره خير من كثيرنا مع غنانا. (س) وفى حديث عمر " لا تنزلوا المسلمين الغياض فتضيعوهم " الغياض: جمع غيضة، وهى الشجر الملتف،. لأنهم إذا يزلوها تفرقوا فيها فتمكن منهم العدو. (غيظ) * فيه " أغيظ الأسماء عند الله رجل تسمى ملك الأملاك " هذا من مجاز الكلام معدول عن ظاهره، فإن الغيظ صفة تغير في المخلوق عند احتداده، يتحرك لها، والله يتعالى عن ذلك الوصف، وإنما هو كناية عن عقوبته للمتسمى بهذا الاسم: أي أنه أشتد أصحاب هذه الأسماء عقوبة عند الله. وقد جاء في بعض روايات مسلم (1) " أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه رجل تسمى بملك الأملاك ". قال بعضهم: لا وجه لتكرار لفظتي " أغيظ " في الحديث، ولعله " أغنظ " بالنون، من الغنظ، وهو شدة الكرب. * وفى حديث أم زرع " وغيظ جارتها " لأنها ترى من حسنها ما يغيظها ويهيج حسدها. (غيق) * فيه ذكر " غيقة " بفتح الغين وسكون الياء، وهو موضع بين مكة والمدينة من بلاد غفار. وقيل: هو ماء لبنى ثعلبة. (ه‍) (غيل) فيه " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة " الغيلة بالكسر: الاسم من الغيل بالفتح، وهو أن يجامع الرجل زوجته وهى مرضع (2)، وكذلك إذا حملت وهو مرضع. وقيل: يقال فيه الغيلة والغيلة بمعنى. (1) أخرجه مسلم في (باب تحريم التسمى بملك الأملاك، من كتاب الآداب) ولفظه: " أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك، لا ملك إلا الله ". (2) عبارة السيوطي في الدر: " وهى ترضع ".
[ 403 ]
وقيل: الكسر للاسم، والفتح للمرة. وقيل: لا يصح الفتح إلا مع حذف الهاء. وقد أغال ارجل وأغيل. والود مغال ومغيل. واللبن الذى يشربه الولد يقال له: الغيل أيضا. (ه‍) وفيه " ما سقى بالغيل ففيه العشر " الغيل بالفتح: ما جرى من المياه في الأنهار والسواقى. * وفيه " إن مما ينبت الربيع ما يقتل أو يغيل " أي يهلك، من الاغيال، وأصله الواو. يقال: غاله يغوله. وهكذا روى بالياء، والياء والواو متقاربتان. (س) ومنه حديث عمر " أن صبيا قتل بصنعاء غيلة فقتل به عمر سبعة " أي في خفية واغتيلا. وهو أن يخدع ويقتل في موضع لا يراه فيه أحد. والغيلة: فعلة من الاغتيال. * ومنه حديث الدعاء " وأعوذ بك أن أغتال من تحتي " أي أدهى من حيث لا أشعر، يريد به الخسف. * وفيه حديث قس " أسد غيل " الغيل بالكسر: شجر ملتف يستتر فيه كالأجمة. * ومنه قصيد كعب: * ببطن عثر غيل دونه غيل * (غيم) (ه‍) فيه " أنه كان يتعوذ من الغيمة والعيمة " الغيمة: شدة العطش. (غين) (ه‍) في " إنه ليغان على قلبى حتى أستغفر الله يوم سبعين مرة " الغين: الغيم. وغينت السماء تغان: إذا أطبق عليها الغيم. وقيل: الغين: شجر ملتف. أراد ما يغشاه من السهو الذى لا يخلو منه البشر، لأن قلبه أبدا كان مشغولا بالله تعالى، فإن عرض له وقتا ما عارض بشرس يشغله من أمور الأمة والملة ومصالحها عد ذلك ذنبا وتقصيرا، فيفزع إلى الاستغفار. (غيا) (ه‍) فيه " تجئ البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو غيايتان " الغياية: كل شئ أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابه وغيرها.
[ 404 ]
* ومنه حديث هلال رمضان " فإن حالت دونه غياية " أي سحابة أو قتره. (س) ومنه حديث أم زرع " زوجي غياياء، طباقاء " هكذا جاء في رواية (1): أي كأنه في غيابة أبدا، وظلمة لا يهتدى إلى مسلك ينفذ فيه. ويجوز أن تكون قد وصفته بثقل الروح، وأنه كالظل المتكلف المظلم الذى لا إشراق فيه. (ه‍) وفى حديث أشراط الساعة " فيسيرون إليهم في ثمانين غاية " الغاية والراية سواء. ومن رواه بالباء الموحدة أراد به الأجمة، فشبه كثرة رماح العسكر بها. (س) وفيه " أنه سابق بين الخيل فجعل غاية المضمرة كذا " غاية كل شئ: مداه ومنتهاه. (1) انظر ص 334 من هذا الجزء
[ 405 ]
حرف الفاء - (باب الفاء مع الهمزة) (فأد) (ه‍) فيه " أنه عاد سعدا وقال: إنك رجل مفؤود " المفؤود: الذى أصيب فؤاده بوجع. يقال: فئد الرجل فهو مفؤود، وفأدته إذا صبت فؤاده. * ومنه حديث عطاء " قيل له: رجل مفؤود ينفث دما، أحدث هو ؟ قال: لا ". أي يوجعه فؤاده فيتقيأ دما. والفؤاد: القلب وسطه. وقيل: الفؤاد غشاء القلب، والقلب حبته، وسويداءه، وجمعه: أفئدة. * ومنه الحديث " أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا ". (فأر) (س) فيه " خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم، منها الفأرة " الفأرة معرفة، وهى مهموزة. وقد يترك همزها تخفيفا. * وفيه ذكر " جبال فاران " هو اسم عبرانى لجبال مكة، له ذكر في أعلام النبوة، وألفة الأولى ليست همزة. (فأس) (س) فهى " فجعل إحدى يديه في فأس رأسه " هو طرف مؤخره المشرف على القفا، وجمعه، وهو مهموز، وقد يخفف. (فأل) (ه‍) فهى " أنه يتفاءل ولا يتطير " الفأل مهموزا فيما يسر ويسوء، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء، وربما استعملت فيما يسر. يقال: تفاءلت بكذا وتفاءلت على التخفيف والقلب. وقد أولع الناس بترك همزة تخفيفا. وإنما أحب الفأل،. لأن الناس إذا أملوا فائدة الله تعالى، ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف
[ 406 ]
أو قوى فهم على خير، ولو غلطوا في جهة الرجاء فإن الرجاء لهم خير. قطعوا أملهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر. وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء. ومعنى التفاءل مثل أن يكون رجل مريض فيتفاءل بما يسمع من كلام، فيسمع آخر يقول: يا سالم، أو يكون طاب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد، فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته. * ومنه الحديث " قيل: يا رسول الله: ما الفأل ؟ فقال: الكلمة الصالحة ". وقد جاءت الطيرة بمعنى الجنس، والفأل بمعنى النوع. * ومنه الحديث " صدق الطيرة الفأل " وقد تكرر ذكره في الحديث. (فأم) (س) فيه يكون الرجل على الفئام من الناس " الفئام مهموز: الجماعة الكثيرة. وقد تكررت في الحديث. (فأى) (ه‍) في حديث ابن عمر وجماعته " لما رجعموا من سريتهم قال لهم: أنا فئتكم (1) " الفئة: الفرقة والجماعة من الناس في الأصل، والطائفة التى تقيم وراء الجيش، فإن كان عليهم خوف أو هزيمة التجأوا ليهم، وهو من فأيت رأسه وفأرته إذا شققته. وجمع الفئة: فئات وفئون. وقد تكرر في الحديث. (باب الفاء مع التاء) (فتت) * في حديث عبد الرحمن بن أبى بكر " أمثلى يفتات عليه في أمر بناته ؟ " أي يفعل في شأنهن شئ بغير أمره. وليس هذا موضعه، لأن من الفوت، وسنوضحه في بابه. (فتح) * في أسماء الله تعالى " الفتاح " هو الذى يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده. (1) الذى في الهروي: " وفى الحديث فقلنا: نحن الفرارون يا رسول الله. فقال: بل أنتم العكارون، وأنا فئتكم " أراد قول الله تعالى " أو متحيزا إلى فئة " يمهد بذلك عذرهم ".
[ 407 ]
وقيل: معناه الحاكم بينهم. يقال فتح الحاكم بين الخصمين إذا فصل بينهما. والفاتح: الحاكم. والفتاح: من بنية المبالغة. * وفيه " أوتيت مفاتيح الكلم " وفى رواية " مفاتح الكلم " هما جمع مفتاح مفتح، وهما في الأصل: كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التى يتعذر الوصول إليها، فأخبر أنه أوتى مفاتيح الكلم، وهو ما يسر الله له من البلاغة والفصاحة والوصول إلى غوامض المعاني، وبدائع الحكم، ومحاسن العبارات والألفاظ التى أغلقت على غيره وتعذرت. ومن كان في يده مفاتيح شئ مخزون سهل عليه الوصول إليه. * ومنه الحديث " أوتيت مفاتيح خزائن الأرض " أراد ما سهل الله له ولأمته من افتتاح البلاد المتعذرات، واستخراج الكنوز الممتنعات. (ه‍) وفيه " أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين " أي يستنصر بهم. * ومنه قوله تعالى " إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ". * ومنه حديث الحديبية " أو فتح ؟ " أي نصر. (ه‍) وفيه " ما سقى بالفتح ففيه العشر " وفى رواية " ما سقى فتحا " الفتح: الماء الذى يجرى في الأنهار على وجه الأرض. (س) وفى حديث الصلاة " لا يفتح على الإمام " أراد به إذا أرتج عليه في القراءة وهو في الصلاة لا يفتح له المأموم ما أرتج عليه: أي لا يلقنه. ويقال: راد بالإمام السلطان، وبالفتح الحكم: أي إذا حكم بشئ فلا يحكم بخلافه. * ومنه حديث ابن عباس " ما كنت أدرى ما قوله عز وجل " ربنا افتح بيننا وبين قومنا " حتى سمعت بنت ذى يزن تقول لزوجها: تعال فاتحك " أي أحاكمك. (س) ومنه الحديث " لا تفاتحوا أهل القدر " أي لا تحاكموهم. وقيل: لا تبدأوهم بالمجادلة والمناظرة.
[ 408 ]
(ه‍) وفى حديث أبى الدرداء " ومن يأت بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا " أي واسعا، ولم يرد المفتوح، وأراد بالباب الفتح الطلب إلى الله تعالى والمسألة. (س) ومنه حديث أبى ذر " قدر حلب شاة فتوح " أي واسعة الإحليل. (فتخ) (ه‍) وفيه " كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه وفتخ أصابع رجليه " أي نصبها وغمز موضع المفاصل منها، وثناها إلى باطن الرجل وأصل الفتخ: اللين. ومنه قيل للعقاب: فتخاء، لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها. (ه‍) فيه " أن امرأة أتته وفى يدها فتخ كثيرة " وفى رواية " فتوخ " هكذا روى، وإنما هو " فتخ " (1) بفتحتين، جمع فتخة، وهى خواتيم كبار تلبس في الأيدى، وربما وضعت في أصابع الأرجل. وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها، وتجمع أيضا على: فتخات وفتاخ. * ومنه حديث عائشة " في قوله تعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " قالت: القلب والفتخة " وقد تكرر ذكرها في الحديث مفردا ومجموعا. (فتر) (ه‍) فيه " أنه نهى عن كل مسكر ومفتر " المفتر: الذى إذا شرب أحمى الجسد وصار فيه فتور، وهو ضعف وانكسار يقال: أفتر الرجل فهو مفتر: إذا ضعفت جفونه وانكسر طرفه. فإما أن يكون أفتره بمعنى فتره: أي جعله فاترا، وإما أن يكون أفتر الشراب إذا فتر شاربه، كأقطف الرجل إذا قطفت دابته. * وفى حديث ابن مسعود " أنه مرض فبكى فقال: إنما أبكى لأنه أصابني على حال فترة ولم يصبنى في حال اجتهاد " أي في حال سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات. والفترة في غير هذا: ما بين الرسولين من رسل الله تعالى من الزمان الذى انقطعت فيه الرسالة. * ومنه " فترة ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ". (فتق) (ه‍) فيه " يسأل الرجل في الجائحة أو الفتق " أي الحرب تكون بين القوم وتقع فيها الجراحات والدماء، وأصله الشق والفتح، وقد يراد بالفتق نقض العهد. (1) وهى رواية الهروي.
[ 409 ]
* ومنه حديث عمروة بن مسعود " اذهب فقد كان فتق نحو جرش ". (ه‍) ومنه حديث مسيره إلى بدر " خرج حتى أفتق بين الصدمتين " أي خرج من مضيق الوادي إلى المتسع. يقال: أفتق السحاب إذا انفرج. (ه‍ س) وفى صفته صلى الله عليه وسلم " كان في خاصرتيه انفتاق " أي اتساع، وهو محمود في الرجال، مذموم في النساء. (س) وفى حديث عائشة " فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت " أي انفتحت خواصرها واتسعت من كثرة ما رعت، فسمى عام الفتق: أي عام الخصب. (ه‍) وفى حديث زيد بن ثابت " قال: في الفتق الدية " الفتق بالتحريك: انفتاق المثانة. وقيل: انفتاق الصفاق إلى داخل في مراق البطن. وقيل: هو أن ينقطع اللحم المشتمل على الأنثيين. وقال الفراء: أفتق الحى إذا أصاب إبلهم الفتق، وذلك إذا انفتقت خواصرها سمنا فتموت لذلك، وربما سلمت. وقد فتقت فتقا. قال رؤبة: * لم ترج رسلا بعد إعوام الفتق * * وفيه ذكر " فتق " بضمتين، موضع في طريق تبالة، سلكه قطبة بن عامر لما وجهه رسول الله ليغير على خثعم سنة تسع. (فتك) * فيه " الإيمان قيد الفتك " الفتك: أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيشد عليه فيقتله، والغيلة: أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفى. وقد تكرر ذكر " الفتك " في الحديث. (فتل) * فيه " ولا يظلمون فتيلا " الفتيل ": ما يكون في شق النواة. وقيل: ما يفتل بين الأصبعين من الوسخ.
[ 410 ]
* وفى حديث الزبير وعائشة " فلم يزل يفتل في الذروة والغارب حتى أجابة " وهو مثل في المخادعة، وقد تقدم في الذال والغين. * ومنه حديث حيى بن أخطب (لم يزل يفتل في الذروة والغارب). وفى حديث عثمان " ألست ترعى معوتها وفتلتها ؟ " الفتلة: واحد الفتل، وهو ما كان مفتولا من ورق الشجر، كورق الطرقاء والأثل ونحوهما. وقيل: الفتلة: حمل السمر والعرفط. وقيل (1) نور العضاه إذا انعقد. وقد أفتلت إفتالا: إذا أخرجت الفتلة. * ومنه الحديث " أفتان أنت يا معاذ ! ". * وفى حديث الكسوف " وإنكم تفتنون في القبور " يريد مسألة منكر ونكير، من الفتنة: المتحان والاختبار. وقد كثرت استاذته من فتنة القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات، وغير ذلك. * ومنه الحديث " فبى تفتنون، وعنى تسألون " أي تمتحنون بى في قبوركم ويتعرف إيمانكم بنبوتي. * ومنه حديث الحسن " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " قال: " فتنوهم بالنار ": أي امتحنوهم وعذبوهم. * ومنه الحديث " المؤمن خلق مفتنا " أي ممتحنا، يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب، ثم يعود ثم يتوب. يقال: فتنته أفتنه فتنا وفتونا إذا امتحنته. ويقال فيها: فتنته أيضا. وهو قليل. (1) في الأصل: " وهو نور العضاه " وأثبتنا ما في ا، واللسان.
[ 411 ]
وقد كثر استعماله فيما أخرجه الاختبار للمكره، ثم كثر حتى استعمل بمعنى الإثم والكفر، والقتال، والإحدق، والإزالة، والصرف عن الشئ. * وفى حديث عمر أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن، فقال: أتسأل ربك أن لا يرزقك أهلا ولا مالا ؟ " تأول قول الله تعالى " إنما أموالكم وأولاد كم فتنة " ولم يرد فتن القتال والاختلاف. (فتا) (ه‍) فيه " لا يقولن أحدكم عبدى وأمتى، ولكن فتاى وفتاتي " أي غلامي وجاريتي، كأنه كره ذكر العبودية لغير الله تعالى. (س) وفى حديث عمران بن حصين " جذعة أحب إلى من هرمة، الله أحق بالفتاء والكرم " الفتاء بالفتح والمد: المصدر من الفتى السن. يقال: فتى بين الفتاء: أي طرى السن. الكرم: الحسن. (ه‍) وفيه " أن أربعة تفاتوا إليه عليه السلام " أي تحاكموا، من الفتوى. يقال أفتاه في المسألة يفتيه إذا جابه. والاسم: الفتوى. * ومنه الحديث " الإثم ما حك في صدرك وإن أفتاك الناس عنه وأفتوك " أي وإن جعلوا لك فيه رخصة وجوازا. (ه‍) وفيه " أن امرأة سألت أم سلمة أن تريها الأناء الذى كان يتوضأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجته، فقالت المرأة: هذا مكوك المفتى " قال الأصمعى: المفتى: مكيال هشام بن هبيرة. وفتى الرجل إذا شرب بالمفتى (1) وهو قدح الشطار، أرادت تشبيه الإناء بمكوك هشام، أو (2) أرادت مكوك صاحب المفتى فحذفت المضاف، أو مكوك الشارب، وهو ما يكال به الخمر. (1) الذى في اللسان والقاموس: " والفتى، كسمى: قدح الشطار ". (2) في الأصل: " وأرادت " والمثبت من ا، واللسان.
[ 412 ]
* وفى حديث البخاري: * الحرب أول ما تكون فتية * هكذا جاء على التصغير: أي شابة. ورواه بعضهم " فتية " بالفتح. (باب الفاء مع الثاء) (فثأ) * في حديث زياد " لهو أحب إلى من رثيئة فثئت بسلالة " أي خلطت به وكسرت حدتها. والفثء: الكسر. يقال: فثأته أفثؤه فثأ. (فثر) (ه‍) في حديث أشراط الساعة " وتكون الأرض كفاثور الفضة " الفاثور: الخوان. وقيل: هو طست أوجام من فضة أو ذهب. * ومنه " قيل لقرص الشمس: فاثورها ". * ومنه حديث على " كان بين يديه يوم عيد فاثور عليه خبز السمراء ": أي خوان. (باب الفاء مع الجيم) (فجأ) * فيه ذكر " موت الفجأة " في غير موضع. يقال: فجئه الأمر، وفجأه فجاءة بالضم والمد، وفاجأه مفاجأه إذا بغتة من غير تقدم سبب، وقيده بعضهم بفتح الفاء وسكون الجيم من غير مد على المرة. (فجج) * في حديث الحج " وكل فجاج مكة منحر " الفجاج: جمع فج، وهو الطريق الواسع. وقد تكرر في الحديث واحدا ومجموعا. * ومنه الحديث " أنه قال لعمر ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان فجا غيره ". وفج الروحاء سلكه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، عام الفتح والحج. (ه‍) وفيه " أنه كان إذا بال تفاج حتى نأوى له " التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين، وهو من الفج: الطريق. (ه‍) ومنه حديث أم معبد " فتفاجت عليه ودرت واجترت ".
[ 413 ]
* وحديث عبادة المازنى " فركبت الفحل فتفاج للبول ". (ه‍) ومنه الحديث " حين سئل عن بنى عامر فقال: جمل أزهر متفاج " أراد أنه مخصب في ماء وشجر، فهو لا يزال يبول كثرة أكله وشربه. (فجر) (ه‍) في حديث أبى بكر رضى الله عنه " لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه خير له من أن يخوض غمرات (1) الدنيا، يا هادى الطريق جرت، إنما هو الفجر أو البحر " يقول: إن انتظرت حتى يضئ لك الفجر أبصرت قصدك، وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجما بك على المكروه، فضرب الفجر والبحر مثلا لغمرات الدنيا. وروى " البجر " بالجيم. وقد تقدم في حرف الباء. * ومنه الحديث " أعرس إذا أفجرت، وأرتحل إذا أسفرت " أي أنزل للنوم والتعريس إذا قربت من الفجر، وأرتحل إذا أضاء. * وفيه " إن التجار يتعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله " الفجار: جمع فاجر، وهو المنبعث في المعاصي والمحارم. وقد فجر يفجر فجورا. وقد تقدم في حرف التاء معنى تسميتهم فجارا. * ومنه حديث ابن عباس " كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور " أي من أعظم الذنوب. * ومنه الحديث " أن أمة لآل رسول الله فجرت " أي زنت. * ومنه حديث أبى بكر " إياكم والكذب فإنه مع الفجور، وهما في النار " يريد الميل عن الصدق وأعمال الخير. * وحديث عمر " استحمله أعرابي وقال: إن ناقتي قد نقبت، فقال به: كذبت ولم يحمله، فقال: أقسم بالله أبو حفص عمر ما مسها من نقب ولا دبر فغفر له اللهم إن كان فجر (1) في الأصل: " في غمرات " وقد أسقطنا " في " حيث " سقطت من ا، واللسان، والهروى.
[ 414 ]
أي كذب ومال عن الصدق. (ه‍) ومنه حديثه الآخر " أن رجلا استأدنه في الجهاد فمنعه لضعف بدنه، فقال له: إن أطلقني وإلا فجرتك " أي عصيتك وخافتك ومضيت إلى الغزو. (ه‍) ومنه ما جاء في دعاء الوتر " ونخلع ونترك من يفجرك " أي يعصيك ويخالفك. * ومن حديث عاتكة (1) " يا لفجر " هو معدول عن فاجر للمبالغة، ولا يستعمل إلا في النداء غالبا. (س) وفى حديث ابن الزبير " فجرت بنفسك " أي نسبتها إلى الفجور، كما يقال: فسقته وكفرته. (ه‍) وفيه " كنت يوم الفجار أنبل على عمومتي " هو (2) يوم حرب كانت بين قريش ومن معها من كنانة، وبين قيس عيلان في الجاهلية. سميت فجارا لأنها كانت في الأشهر الحرم. (فجفج) (ه‍) في حديث عثمان " إن هذا الفجاج لا يدرى أين الله عز وجل " هو المهذار المكثار من القول. ويرى " البجباج " وهو بمعناه أو قريب منه. (فجا) (ه‍) ومنه حديث ابن مسعود " لا يصلين أحدكم وبينه وبين القبلة فجوة " أي لا يبعد من قبلته ولا سترته، لئلا يمر بين يديه أحد. وقد تكرر ذكرها في الحديث. (1) في اللسان: " عائشة ". (2) في الأصل: " هي " وأثبتنا ما في ا. قال الهروي: " هي ثالثة أفجرة كانت بين قريش... الخ " وفى الصحاح: " أربعة أفجرة ".
[ 415 ]
(باب الفاء مع الحاء) (فحج) * فيه " أنه بال قائما ففحج رجليه " أي فرقهما وباعد ما بينهما. والفحج: تباعد ما بين الفخذين. (ه‍) ومنه الحديث في صفة الدجال " أنه أعور أفحج ". * وحديث الذى يخرب الكعبة " كأنى به أسود أفحج، يقلعها حجرا حجرا ". (فخش) (ه‍) فيه " إن الله يبغض الفاحش المتفحش ": ذو الفحش في كلامه وفعاله. والمتفحش: الذى يتكلف ذلك ويتعمده. وقد تكرر ذكر " الفحش والفاحشة والفواحش " في الحديث. وهو كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي. وكثيرا ما ترد الفاحشة بمعنى الزنا. وكل خصلة قبيحة فهى فاحشة، من الأقوال والأفعال. (ه‍) ومنه الحديث " قال لعائشة: لا تقولي ذلك فإن الله لا يحب الفحش ولا التفاحش " أراد بالفحش التعدي في القول والجواب، لا الفحش الذى هو من قذع الكلام ورديئه. والتفاحش: تفاعل منه، وقد يكون الفحش بمعنى الزيادة والكثرة. (ه‍) ومنه حديث بعضهم، وقد سئل عن دم الراغيث فقال " إن لم يكن فاحشا فلا بأس ". (فحص) (س) في حديث زواجه بزينب ووليمتها " فحصت الأرض أفاحيص " أي حفرت. الأفاحيص: جمع أفحوص القطاة، وهو موضعها الذى تجم فيه وتبيض، كأنها تفحث عنه التراب: أي تكشفه. والفحص: البحث والكشف. (س) ومنه الحديث " من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة " المفحص: مفعل، من الفحص، كالأفحوص، وجمعه: مفاحص. * ومنه الحديث " أنه أوصى أمراء جيش مؤتة: وستجدون آخرين، للشيطان في رؤوسهم
[ 416 ]
مفاحص فافلقوها بالسيوف " أي إن الشيطان قد استوطن رؤوسهم فجعلها له مفاحص، كما تستوطن القطا وهو من الاستعارت اللطيفة،. لأن من كلامهم إذا وصفوا إنسانا بشدة الغى والانهماك في الشر قالوا: قد فرخ الشيطان في رأسه وعشش في قلبه، فذهب بهذا القول ذلك المذهب. (ه‍) ومنه حديث أبى بكر " وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف ". (س) ومنه حديث عمر " إن الدجاجة ليفحص في الرماد " أي تبحثه وتتمرغ فيه. * وفى حديث قس " ولا سمعت له فحصا " أي وقع قدم وصوت مشى. (ه‍) وفى حديث كعب " إن الله بارك في الشام، وخص بالتقديس من فحص الأردن إلى رفح " الأردن: النهر المعروف تحت طبرية، وفحصه: ما بسط منه وكشف من نواحيه، ورفح: قرية معروفة هناك. (س). في حديث الشفاعة " فأنطلق حتى آتى الفحص " أي قدام العرش، هكذا فسر في الحديث، ولعله من الفحص: البسط والكشف. (فحل) (ه‍) أنه دخل على رجل من الأنصار وفى ناحية البيت فحل من تلك الفحول، فأمر به فكنس ورش فصلى عليه " الفحل هاهنا: حصير معمول من سعف فحال النخل، وهو فحلها وذكرها الذى تلقح منه، فسمى الحصير فحلا مجازا. (ه‍) ومنه حديث عثمان " لا شفعه في بئر ولا فحل " أراد به فحل النخلة،. لأنه لا ينقسم. وقيل: لا يقال له فحال، ويجمع على فحول، والفحال على فحاحيل. وإنما لم تثبت (1) فيه الشفعه،. لأن القوم كانت لهم نخيل في حائط فيتوارثونها ويقتسمونها، (1) في ا " لم يثبت ".
[ 417 ]
ولهم فحل يلقحون منه نخيلهم، فإذا باع أحدهم نصيبه المقسوم من ذلك الحائط بحقوقه من الفحال وغيره، فلا شفعة للشركاء في الفحال،. لأنه لا تمكن قسمته (1). * وفى حديث الرضاع ذكر " لبن الفحل " وسيرد في حرف اللام. (ه‍) وفى حديث ابن عمر " أنه بعث رجلا يشترى له أضحية، فقال: اشتره كبشا فحيلا " الفحيل: المنجب في ضرابه. واختار الفحل على الخصى والنعجة طلب نبله وعظمه (2). وقيل: الفحيل: الذى يشبه الفحولة في عظم خلقه. * وفيه " لم يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل ؟ ". هكذا جاء في روية، يريد فحل الإبل إذا علا ناقة دونه أو فوقه في الكرم والنجابة، فإنهم يضربونه على ذلك ويمنعونه عنه. (ه‍) وفى حديث عمر " لما قدم الشام تفحل له أمراء الشام " أي أنهم تلقوه متبذلين غير متزينين، متقشفين، مأخوذ من الفحل ضد الأنثى،. لأن التزين والتصنع في الزى من شأن الإناث. * وفيه ذكر " فحل " بكسر الفاء وسكون الحاء: موضع بالشام كانت به وقعة للمسلمين مع الروم. ومنه يوم فحل. * وفيه ذكر " فحلين " على النثنية: موضع في جبل أحد. (فحم) (ه‍) فيه " اكتفوا صبيانكم حتى تذهب فحمة العشاء " هي إقباله وأول سواده. يقال للظلمة التى بين العتمة والغداة: العسعسة. * وفى حديث عائشة مع زينب بنت جحش " فلم ألبث أن أفحمتها " أي أسكتها. (1) قال الهروي: " وهذا مذهب أهل المدينة رضى الله عنهم " ا ه‍. وانظر اللسان. ففيه بسط لما أجمل المصنف في هذه المسألة. (2) في الهروي واللسان " وطلب نبله وعظمه ".
[ 418 ]
(فحا) * فيه " من أكل من فحا أرضنا لم يضره ماءها " الفحا بالكسر والفتح: واحد الأفحاء: توابل القدور. وقد فحيت القدر: أي جعلت فيها التوابل، كالفلفل والكمون ونحوهما، وقيل: هو البصل. (ه‍) ومنه حديث معاوية " قال لقوم قدموا عليه: كلوا من فحا أرضنا فقلما أكل قوم من فحا أرض فضرهم ماؤها ". (باب الفاء مع الخاء) (فخخ) (ه‍) في حديث صلاة الليل " أنه (1) نام حتى سمع فخيخه " أي غطيطه. (ه‍) وفى حديث على: أفلح من كان له مزخه يزخها ثم ينام الفخه أي ينام نومة يسمع فخيخه فيها. * وفى حديث بلال: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بفخ وحولي إذخر وجليل فخ، موضع عند مكة. وقيل: واد دفن به عبد الله بن عمر، وهو أيضا ماء أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم عظيم بن الحارث المحاربي. (فخذ) (ه‍) فيه " لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " بات يفخذ عشيرته " أي يناديهم فخذا فخذا، وهو أقرب العشيرة إليه. وقد تكرر ذكر " الفخذ " في الحديث. وأول العشيرة الشعب، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ. كذا قال الجوهرى. (فخر) (س) فيه " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " الفخر: ادعاء العظم والكبر والشرف: أي لا أقوله تبجحا، ولكن شكرا لله وتحدثا بنعمه. (1) الضمير يعود على ابن عباس كما يستفاد من عبارة الهروي.
[ 419 ]
(س) وفيه " أنه خرج يتبرز فأتبعه عمر بإداوة وفخارة " الفخار: ضرب من الخزف معروف تعمل منه الجرار والكيزان وغيرهما. (فخم) (ه‍) في صفته عليه الصلاة والسلام " كما فخما مفخما " أي عظيما معظما في الصدور والعيون، ولم تكن خلقته في جسمه الضخامة. وقيل: الفخامة في جهه: نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة. (باب الفاء مع الدال) (فدح) (ه‍) فيه " وعلى المسلمين أن لا يتركوا في الإسلام مفدوحا في فداء أو عقل " المفدوح: الذى فدحه الدين: أي أثقله. وقد فدحه يفدحه فدحا فهو فادح. * ومنه حديث ابن ذى يزن " لكشفك الكرب الذى فدحنا " أي أثقلنا. (فدد) (ه‍) فيه " إن الجفاء والقسوة في الفدادين " الفدادون بالتشديد: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، واحدهم: فداد. يقال: فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته. وقيل: هم المكثرون من الإبل. وقيل: هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان. وقيل: إنما هو " الفدادين " مخففا، واحدها: فدان، مشدد، وهى البقر التى يحرث بها، وأهلها أهل جفاء وغلظة. * ومنه الحديث " هلك الفدادون إلا من أعطى في نجدتها ورسلها " أراد الكثيرى الإبل، كان إذا ملك أحدهم المئين من الإبل إلى الألف قيل له فداد. وهو في معنى النسب، كسراج وعواج. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) ومن الأول حديث إلى هريرة " أنه رأى رجلين يسرعان إلى الصلاة، فقال: مالكما تفدان فديد الجمل ! " يقال: فد الإنسان والجمل يقد إذا علا صوته، أراد أنهما كانا يعدوان فيسمع لعدوهما صوت.
[ 420 ]
* وفيه " إن الأرض تقول للميت: ربما مشيت على فدادا " قيل: أراد ذا أمل كثير وخيلاء وسعى دائم. (فدر) (س) في حديث أم سلمة " أهديت لى فدرة من لحم " أي قطعة. والفدرة: القطعة من كل شئ، وجمعها: فدر. * ومنه حديث جيش الخبط " فكنا نقتطع منه الفدر الثور " وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث مجاهد " قال: في الفادر العظيم من الأروى بقرة " الفادر والفدور: المسن من الوعول، وهو من فدر الفحل فدورا إذا عجز عن الضراب، يعنى في فديته بقرة. (فدع) (ه‍) في حديث ابن عمر " أنه مضى إلى خيبر ففدعه أهلها " الفدع بالتحريك: زيغ بين القدم وبين عظم الساق، وكذلك في اليد، وهو أن يزول المفاصل عن أماكنها. ورجل أفدع بين الفدع. (ه‍) وفى صفة ذى السويقتين الذى يهدم الكعبة: " كأنى به أفيدع أصيلع " أفيدع: تصغير أفدع. (فدغ) * فيه " أنه دعا على عتيبة بن أبى لهب فضغمه الأسد ضغمة فدغه " الفدغ: الشدخ والشق اليسير. (ه‍) ومنه الحديث " إذا تفدغ قريش الرأس ". (ه‍) ومنه الحديث في الذبح بالحجر " إن لم يفدغ الحلقوم فكل " لأن الذبح بالحجر يشدخ الجلد، وربما لا يقطع الأوداج فيكون كالموقوذ. * ومنه حديث ابن سيرين " سئل عن الذبيحة بالعود فقال: كل ما لم يفدغ " يريد ما قتل بحده فكله، وما قتل بثقله فلا تأكله. (فدفد) (ه‍) فيه " فلجأوا إلى فدفد فأحاطوا بهم " الفدفد: الموضع الذى فيه غلظ وارتفاع.
[ 421 ]
* ومنه الحديث " كان إذا قفل من سفر فمر بفدفد أو نشز كبر ثلاثا ". * ومنه حديث قس " وأرمق فدفدها " وجمعه: فدافد. * ومنه حديث ناجية " عدلت برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت به في طريق لها فدافد " أي أماكن مرتفعه. (فدم) (ه‍) فيه " إنكم مدعوون يوم القيامة مفدمة أفواهكم بالفدام " الفدام: ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذى فيه: أي أنهم يمنعون الكلام بأفواهم حتى تتكلم جوارحهم، فشبه ذلك بالفدام. ما يشد على فم الأبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذى فيه: أي أنهم يمنعون الكلام بأفواهم حتى تتكلم جوارحهم، فشبه ذلك بالفدام. وقيل: كان سقاة الأعاجم إذا سقوا فدموا أفواهم: أي غطوها. * ومنه الحديث " يحشر الناس يوم القيامة عليهم الفدام ". * ومنه حديث على " الحلم فدام السفيه " أي الحلم عنه يغطى فاه ويسكته عن سفهه. * وفيه " أنه نهى عن الثوب المفدم " هو الثوب المشبع حمرة كأنه الذى لا يقدر على الزيادة عليه لتناهى حمرته، فهو كالممتنع من قبول الصبغ. * ومنه حديث على " نهانى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ (1) وأنا راكع، وألبس المعصفر المفدم ". (ه‍) وفى حديث عروة " أنه كره المفدم للمحرم ولم ير بالمضرج بأسا " المضرج: دون المفدم، وبعده المورد. * ومنه حديث أبى ذر " إن الله ضرب النصارى بدل مفدم " أي شديد مشبع، فاستعاره من الذوات للمعانى. (فدا) * قد تكرر ذكر " الغداء " في الحديث. الفداء بالكسر والمد، والفتح مع القصر: فكاك الأسير. يقال: فداه يفديه فداء وفدى، وفاداه يفاديه مفاداة إذا أعطى فداءه وأنقذه، وفدا بنفسه وفداه إذا قال له: جعلت فداك. والفدية: الفداء. وقيل: المفاداة: أن تفتك الأسير بأسير مثله. (1) في ا: " أن أقرأ القرآن ".
[ 422 ]
* وفيه: * فاغفر فداء لك ما اقتفينا * إطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعاره،. لأنه إنما يفدى من المكاره من تلحقه، فيكون المراد بالفداء والإكبار،. لأن الإنسان لا يفدى إلا من يعظمه، فيبذل نفسه له. ويروى " فداء " بالرفع على الابتداء، والنصب على المصدر. (باب الفاء مع الذال) (فذذ) (س) فيه " هذه الآية الفاذة الجامعة " أي المنفردة في معناها. والفذ: الواحد. وقد فذ الرجل عن أصحابه إذا شذ عنهم وبقى فردا. (باب الفاء مع الراء) (فرأ) (ه‍) فيه " أنه قال لأبى سفيان (1) كل الصيد في جوف الفرإ ": الفرأ مهموز مقصور: حمار الوحش، وجمعه: فراء (2). قال له ذلك يتألفه على الإسلام، يعنى أنت في الصيد كحمار الوحش، كل الصيد دونه. وقيل: أراد إذا حجبتك قنع كل محجوب ورضى، وذلك أنه كان حجبه وأذن لغيره قبله. (فربر) * فيه ذكر " فربر " وهى بكسر الفاء وفتحها: مدينة ببلاد الترك معروفة، وإليها ينسب محمد بن يوسف الفربرى، راوية كتاب البخاري عنه. (فرث) (ه‍) في حديث أم كلثوم بنت على " قالت لأهل الكوفة: أتدرون أي كبد فرثتم لرسول الله ؟ " الفرث: تفتيت الكبر بالغم والأذى. (1) هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. انظر ص 290 من الجزء الأول. (2) وأفراء، كما في القاموس.
[ 423 ]
(فرج) (ه‍) فيه " العقل على المسلمين عامة فلا يترك في الإسلام مفرج قيل: هو القتيل يوجد بأرض فلاة، ولا يكون قريبا من قرية،. فإنه يودى من بيت المال ولا يطل دمه. وقيل: هو الرجل يكون في القوم من غيرهم فيلزمهم أن يعقلوا عنه وقيل: هو أن يسلم الرجل ولا يوالى أحدا حتى إذا جنى كانت جنايته على بيت المال لأنه لا عاقلة له والمفرج: الذى لا عشيرة له. وقيل: هو المثقل بحق دية أو فداء أو غرم. ويروى بالحاء المهملة، وسيجئ. (ه‍) وفيه " أنه صلى وعليه فروج من حرير " وهو القباء الذى فيه شق من خلفة. * وفى حديث صلاة الجمعة " ولا تذروا فرجات الشيطان " جمع فرجة، وهى الخلل الذى يكون بين المصلين في الصفوف، فأضافها إلى الشيطان تفظيعا لشأنها، وحملا على الاحتراز منها. وفى رواية " فرج الشيطان " جمع فرجة، كظلمة وظلم. (س) وفى حديث عمر " قدم رجل من بعض الفروج " يعنى الثغور، واحدها: فرج. (ه‍) وفى عهد الحجاج " استعملتك على الفرجين والمصرين " فالفجان: خراسان وسجستان، والمصران: البصرة والكوفة. (س) وفى حديث أبى جعفر الأنصاري " فملأت ما بين فروجي " جمع فرج، وهو ما بين الرجلين ويقال للفرس: فلأ فرجه وفروجه إذ عدا وأسرع، وبه سمى فرج المرأة والرجل لأنهما بين الرجلين. (س) ومنه حديث الزبير " أنه كان أجلع فرجا " الفرج: الذى يبدو فرجه إذا جلس وينكشف، وقد فرج فرجا، فهو فرج.
[ 424 ]
(س) وفى حديث عقيل " أدركوا القوم على فرجتهم " أي على هزيمتهم، ويروى بالقاف والحاء. (فرج) (ه‍) فيه " ولا يترك في الإسلام مفرح " هو الذى أثقله الدين والغرم. وقد أفرحه يفرحه إذا أثقله. وأفرحه إذا عمه. وحقيقته: أزلت عنه الفرح،. كأشكيته إذا أزلت شكواه. والمثقل بالحقوق مغموم مكروب إلى أن يخرج عنها. ويروى الجيم وقد تقدم. (س) وفى حديث عبد الله بن جعفر " ذكرت أمنا يتمنا وجعلت تفرح له " قال أبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، وقد أضرب الطبراني عن هذه الكلمة فتركها من الحديث، فإن كان بالحاء فهو من أفرحه إذا غمه وأزال عنه الفرح، وأفرحه الدين إذا أثقله، وإن كانت بالجيم فهو من المفرج الذى لا عشيرة له، فكأنها أرادت أن أباهم توفى ولا عشيرة لهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أتخافين العيلة وأنا وليهم ؟ " * وفى حديث التوبة " لله أشد فرحا بتوبة عبده " الفرح هاهنا وفى أمثاله كناية عن الرضى وسرعة القبول، وحسن الجزاء، لتعذر إطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى. (فرخ) (س) فيه " أنه نهى عن بيع الفروخ بالمكيل من الطعام " الفروخ من السنبل: ما استبان عاقبته وانعقد حبه. وقيل: أفرخ الزرع إذا تهيأ للانشقاق، هو مثل نهيه عن المخاضرة والمحاقلة. (س) وفى حديث على " أتاه قوم فاستأمره في قتل عثمان فنهاهم، وقال: إن تفعلوا فبيضا فلتفرخنه " أراد إن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولد منه شر كثير، كما قال بعضهم: أرى فتنة هاجت وباضت وفرخت ولو تركت طارت إليها فراخها ونصب " بيضا " بفعل المذكور عليه، تقديره: فلتفرخهن بيضا فلتفرخنه كما تقول: زيدا ضربت، أي ضربت زيدا ضربت، فحذف الأول، وإلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير،. لأن الفاء الثانية لابد لها من معطوف عليه، ولا تكون لجواب الشرط لكون الأول لذلك.
[ 425 ]
ويقال: أفرخت البيضة إذا خلت من الفرخ، وأفرختها أمها. * ومنه حديث عمر " يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ " أي اتخذهم مقرا ومسكنا لا يفارقهم، كما يلازم الطائر موضع بيضه وأفراخه. (ه‍) وفى حديث معاوية " كتب إلى ابن زياد: أفرخ روعك (1) قد وليناك الكوفة " وكان يخاف أن يوليها غيره. وأصل الإفراخ: الانكشاف. وأفرخ فؤاد الرجل إذا خرج روعه وانكشف عنه الفزع، كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها، وهو مثل قديم للعرب. يقولون: أفرخ روعك، وليفرخ روعك: أي ليذهب فزعك وخوفك، فإن الأمر ليس على ما تحاذر. * وفى حديث أبى هريرة " يا بنى فروخ " قال الليث: بلغنا أن فروخ كان من ولد إبراهيم عليه السلام بعد إسحاق وإسماعيل، فكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين في وسط البلاد، هكذا حكاه الأزهري عنه. (فرد) (ه‍) فيه " سبق المفردون " وفى رواية " طوبيس للمفردين " قيل: وما المفردون ؟ قال: الذين أهتروا (2) في ذكر الله تعالى: فرد برأيه وأفرد وفرد واستفرد بمعنى انفرد به. وقيل: فرد الرجل إذا تفقه واعتزل الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنهى. (1) في الأصل وا، واللسان " روعك " بفتح الراء. وأثبتنها بضمها من الهروي، والقاموس (روع) غير أن رواية الهروي " أفرخ روعك " ورواية القاموس: " ليفرخ روعك ". قال الهروي: " وكان أبو الهيثم يقول: أفرخ روعه. بضم الراء. والروع: موضع الروع ". وقال صاحب القاموس: " والروع: الفزع، والفرع لا يخرج من الفزع، والفرع لا يخرج من الفزع، إنما يخرج من موضع الفزع، وهو الروع، بالضم ". (2) في الأصل واللسان: اهتزوا " وهو خطأ صوابه من ا، ومما يأتي في مادة " هتر ".
[ 426 ]
وقيل: هم الهرمى الذين هلك أقرانهم من الناس وابقوا يذكرون الله. * وفى حديث الحديبية " لأقاتلنهم حتى تنفرد سالفتي " أي حتى أموت. السالفة: صفحة العنق، وكنى بانفرادها عن الموت، لأنها لا تنفرد عما يليها إلا به. (ه‍) وفيه جاء رجلا يشكو رجلا من الأمصار شجه فقال: يا خير من يمشى بنعل فرد أوهبه (2) لنهدة ونهد لا تسبين سلبى وجلدي أراد النعل التى هي طاق واحد، ولم نخصف طاقا ولم تطارق، وهم يمدحون برقة النعال، وإنما يلبسها ملوكهم وساداتهم. أراد: ياخير الأكابر من العرب، لأن لبس النعال لهم دون العجم. * وفى حديث إبى بكر " فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة " إنما قيل له ذلك، لأنه كان إذا ركب لم يعتم معه غيره إجلالا له. * وفيه ذكر " فردة " بفتح الفاء وسكون الراء: جبل في ديار طى يقال له: فردة الشموس، وماء لجرم في ديار طى أيضا، له ذكر في حديث زيد الخيل، وفى سرية زيد ابن حارثة. وبعضهم يقول: هو " ذو القردة " بالقاف. وبعضهم يكسر الراء. (1) في ا: " لا تعدوا فاردتكم ". (2) قال في الفائق 2 / 246: " أوهبه: إما أن يكون بدلا من المنادى، أو منادى ثانيا حذف حرفه ". وستأتى للسان فيه رواية أخرى في مادة (نهد): " وهبه " وستأتى عندنا " وهبة " وسنحررها في مكانها، في مادة (نهد).
[ 427 ]
* وفى قصيد كعب: " ترمى الغيوب بعينى مفرد لهق * المفرد: ثور الوحش، شبه به الناقة. (فردوس) (ه‍) قد تكرر فيه ذكر " الفردوس " وهو البستان الذى فيه الكرم والأشجار، والجمع: فراديس، ومنه جنة الفردوس. (فرر) (س) فيه " أنه قال لعدى بن حاتم: ما يفرك إلا أن يقال لا إله إلا لله " أفررته أفره: فعلت به ما يفر منه ويهرب: أي ما يحملك على الفرار إلا التوحيد. وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء، والصحيح الأول. * ومنه حديث عاتكة: أفر صياح القوم عزم قلوبهم فهن هواء والحلم عوازب أي حملها على الفرار، وجعلها خاليه بعيدة غائبة العقول. (ه‍) ومنه حديث الهجرة " قال سراقة: هذان فر قريش، أراد على قريش فرها " يقال: فر يفر فرا فهو فار إذا هرب. والفر: مصدر وضع موضع الفاعل، ويقع على الواحد والاثنين والجميع. يقال: رجل فر، ورجلان فر، ورجال فر. أراد به النبي وأبا بكر لما خرجا مهاجرين. يعنى هذان الفران. (ه‍) وفى صفته عى الصلاة السلام " ويفتر عن مثل حب الغمام " أي يبتسم ويكشر حتى تبدو أسنانه من غير قهقهة، وهو من فررت الدابة أفرها فرا إذا كشفت شفتها لتعرف سنها. وافتر يفتر: افتعل منه، وأراد بحب الغمام البرد. * ومنه حديث ابن عمر " أراد أن يشترى بدنة فقال: فرها ". (ه‍) وحديث عمر " قال لابن عباس: كان يبلغني عنك أشياء كرهت أن أفرك عنها ". أي أكشفك. (س) ومنه خطبة الحجاج " لقد فررت عن ذكاء وتجربة ".
[ 428 ]
(فرز) (ه‍) فيه " من أخذ شفعا فهو له، ومن أخذ فرزا فهو له " الفرز: الفرد، وأنكره الأزهري. والفرز: النصيب المفروز. وقد فرزت الشئ وأفرزته إذا قسمته. (فرس) (س) فيه " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " يقال بمعنيين، أحداهما: ما دل ظاهر هذا الحديث عليه، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه، فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس، والثانى: نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق، فتعرف به أحوال الناس، وللناس فيه تصانيف قديمة وحديثة. * ومنه الحديث " أفرس الناس ثالثة " كذا وكذا وكذا: أي أصدقهم فراسة. (ه‍) ومنه " أنه عرض يوما الخيل وعنده عيينة بن حصن فقال له: أنا اعلم بالخيل منك، فقال: وأنا أفرس بالرجال منك " أي أبصر وأعرف. ورجل فارس بالأمر: أي اعلم به بصير. (ه‍) وفيه " علموا أولادكم العوم والفراسة " الفراسة بالفتح: ركوب الخيل وركضها، من الفروسية. (ه‍) وفيه حديث عمر " أنه كره الفرس في الذبائح " وفى رواية " نهى عن الفرس في الذبيحة " هو كسر رقبتها قبل أن تبرد. * ومنه حديثه الآخر " أمر مناديه فنادى ألا تنخعوا ولا تفرسوا " وبه سميت فريسة الأسد ويروى عن عمر بن عبد العزيز مثله. (ه‍) ومنه حديث يأجوج ومأجوج " يرسل الله عليهم النغف فيصبحون فرسى " أي قتلى، الواحد: فريس، من فرس الذئب الشاة وافترسها إذا قتلها. (س) وفى حديث قيلة " ومعها ابنة لها أخذتها (1) الفرسة " أي ريح الحدب فيصير صاحبها أحدب. والفراسة أيضا: قرحة يأخذ في العنق فتفرسها أي تدقها. (ه‍) وفى حديث الضحاك " في رجل آلى من امرأته ثم طلقها، فقال: هما كفرسي رهان، (1) في اللسان: " أحدبها ".
[ 429 ]
إيهما سبق أخذ به " أي إن العدة وهى ثلاثة أطهار أو ثلاث حيض إن انقضت قبل انقضاء وقت إيلائه، وهو أربعة أشهر فقد بانت المرأة منه بتلك التطليقة، ولا شئ عليه من الإيلاء،. لأن (الأربعة) (1) الأشهر تنقضي وليست له بزوجة، وإن مضت (الأربعة) (1) الأشهر وهى العدد بانت منه بالإيلاء مع تلك التطليقة، فكانت اثنتين، فجعلهما كفرسي رهان يتسابقان إلى غاية. * وفى " كنت شاكيا بفارس، فكمن أصلى قاعدا فسألت عن ذلك عائشة " يريد بلاد فارس. ورواه بعضهم بالنون والقاف جمع نقرس، وهو الألم المعروف في الأقدام. والأول الصحيح. (فرسخ) (ه‍) في حديث حذيفة " ما بينكم وبين أن يصب عليكم الشر فراسخ إلا موت رجل " يعنى عمر بن الخطاب. كل شئ دائم كثير لا ينقطع: فرسخ، وفراسخ الليل والنهار: ساعاتهما وأوقاتهما. والفرسخ من المسافة المعلومة من الأرض مأخوذ منه. (فرسك) (س) في حديث عمر " كتب إليه سفيان بن عبد الله الثقفى، وكان عاملا له على الطائف: إن قبلنا حيطانا فيها من الفرسك ما هو أكثر غلة من الكرم " الفرسك: الخوخ. وقيل: هو مثل الخوح من العضاه، وهو أجرد أملس، أحمر وأصفر، وطعمه كطعم الخوخ. ويقال له الفرسق أيضا. (فرسن) (س) فيه " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو فرسن شاة " الفرسن: عظم قليل اللحم، وهو خف البعير، كالحافر للدابة، وقد يستعار للشاة فيقال فرسن شاة، والذى للشاة هو الظلف. والنون زائدة، وقيل أصلية. (فرش) (ه‍) فيه " أنه نهى عن افتراش السبع في الصلاة " هو أن يبسط ذراعيه في (1) من الهروي، واللسان.
[ 430 ]
السجود ولا يرفعهما عن الأرض، كما يبسط الكلب والذئب ذراعيه. والافتراش: افتعال، من الفرش والفراش. (ه‍) ومنه الحديث " الولد للفراش وللعاهر الحجر " أي لمالك الفراش، وهو الزوج والمولى. والمرأة تسمى فراشا لأن الرجل يفترشها. (ه‍) ومنه حديث ابن عبد العزيز " إلا أن يكون مالا مفترشا " أي مغصوبا قد انبسطت فيه الأيدى بغير حق، من قولهم: افترش عرض فلان إذا استباحه بالوقيعة فيه. وحقيقته جعله لنفسه فراشا يطؤه. (ه‍) وفى حديث طهفة " لكم العارض والفريش " هي الناقة الحديثه الوضع كالنفساء من النساء. وقيل: الفريش من النبات: ما انبسط على وجه الأرض ولم يقم على ساق. ويقال: فرس فريش إذا حمل عليها صاحبها بعد النتاج بسبع (1). (ه‍) ومنه حديث خزيمة " وتركت الفريش مستحلكا " أي شديد السواد من الاحتراق. (ه‍) وفيه " فجاءت الحمرة فجعلت تفرش " هو أن تفرش جناحيها وتقرب من الأرض وترفرف. (س) وفى حديث أذينة " في الظفر فرش من الإبل " الفرش: صغار الإبل. وقيل: هو من الإبل والبقر والغنم مالا يصلح إلا للذبح. * وفيه ذكر " فرش " بفتح الفاء وسكون الراء: واد سلكه النبي صلى الله عليه وسلم حين سار إلى بدر. وفيه فتتقادع بهم جنبتا (2) الصراط تقادع الفراش في النار " هو هو بالفتح: الطير الذى يلقى نفسه في ضوء السراج، واحدتها: فراشة. (1) في الهروي: " لتسع ". (2) في ا واللسان: " جنبة " والمثبت في الأصل، وسيأتى في (قدع).
[ 431 ]
* ومنه الحديث " جعل الفراش وهذه الداوب تقع فيها " وقد تكرر في الحديث. * وفى حديث على " ضرب يطير منه فراش الهام " الفراش: عظام رقاق تلى قحف الراس. وكل عظم رقيق: فراشة. ومنه فراشة القفل. * ومنه حديث مالك " في المنقلة التى تطير فراشها خمسة عشر " المنقلة من الشجاج: التى تنقل العظام. (فرشح) (س (ه‍)) في حديث ابن عمر " كان لا يفرشح رجليه في الصلاة " الفرشة: أن يفرج بين رجليه ويباعد بينهما في القيا، وهو التفحج. (فرص) (ه‍) في حديث الحيض " خذى فرصة ممسكة فتطهري بها " وفى رواية " خذى فرسة من مسك " الفرصة بكسر الفاء: قطعة من صوف أو قطن أو خرقة. يقال: فرصت الشئ إذا قطعته. والممسكة: المطيبة بالمسك. يتتبع بها أثر الدم فيحصل منه الطيب والتنشيف. وقوله " من مسك " ظاهره أن الفرصة منه، وعليه المذهب وقول الفقهاء. وحكى أبو داود في رواية عن بعضهم " قرصة " بالقاف: أي شيئا يسيرا مثل القرصة بطرف الأصبعين. وحكى بعضهم عن ابن قتيبة " قرضة " بالقاف والضاد المعجمة: أي قطعة، من القرض: القطع. (ه‍) وفيه " إنى لأكره أن أرى الرجل ثائرا فريص (1) رقبته. قائما على مريته (2) يضربها " الفريصة: اللحمة التى بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعد وأراد بها ها هنا عصب الرقبة وعروقها، لأنها هي التى يثور عند الغضب. وقيل: أراد شعر الفريصة، كما يقال: ثائر الرأس، أي ثائر شعر الرأس. (1) في الأصل: " فرائص " والمثبت من ا، واللسان، والهروى، والفائق 257. (2) قال الزمخشري: " تصغير المرأة، استضعاف لها واستصغار، ليرى أن الباطش بمثلها في ضعفها لئيم " الفائق 2 / 258.
[ 432 ]
وجمع الفريصة: فريص، وفرائص، فاستعارها للرقبة وإن لم يكن لها فرائث،. لأن الغضب يثير عروقها. * ومنه الحديث " فجئ بهما ترعد فرائصهما " أي ترجف من الخوف. (س) وفيه " رفع الله الحرج إلا من افترص مسلما ظلما " هكذا روى بالفاء والصاد المهملة، من الفرص: القطع، أو من الفرضة. النهزة. يقال افترصها: أي انتهزها، أراد: إلا من تمكن من عرض مسلم ظلما بالغيبة والوقيعة. (ه‍) وفى حديث قيلة " ومعها ابنة لها أخذتها الفرصة " أي ريح الحدب. ويقال بالسين وقد تقدمت. (فرض) * في حديث الزكاة " هذه فريضة الصدقة التى فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين " أي أوجبها عليهم بأمر الله تعالى. وأصل الفرض: القطع. وقد فرضه يفرضه فرضا، وافترضه افتراضا. وهو والواجب سيان عند الشافعي، والفرض آكد من الواجب عند أبى حنيفة. وقيل: الفرض ها هنا بمعنى التقدير: أي قدر صدقة كل شئ وبينه عن أمر الله تعالى. * وفى حديث حنين " فإن له علينا ست فرائض " الفرائض: جمع فريضة،. وهو البعير المأخوذ في الزكاة، سمى فريضة: لأن فرض واجب على رب المال، ثم اتسع فيه حتى سمى البعير فريضة في غير الركاة. * ومنه الحديث " من منع فريضة من فرائض الله ". * والحديث الآخر " في الفريضة تجب عيه ولا توجد عنده " يعنى السن المعين للإخراج في الزكاة. وقيل هو عام في كل فرض مشروع من فرائض الله تعالى. وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث طهفة " لكم في الوظيفة الفريضة " أي الهرمة المسنة، يعين هي لكم لا تؤخذ منكم في الزكاة. ويروى " عليكم في الوظيفة الفريضة " أي في كل نصاب ما فرض فيه.
[ 433 ]
(ه‍) ومنه الحديث الآخر " لكم الفارض والفريض " الفريض والفرض: المسن من الإبل. (س) وفى حديث ابن عمر " العلم ثلاثه، منها فريضة عادلة " يريد العدل في القسمة بحيث تكون على السهام والأنصاب المذكورة في الكتاب والسنة. وقيل: أراد أنها تكون مستنبطة من الكتاب والسنة، وأن لم يرد بها نص فيها، فتكون معادلة للنص. وقيل: الفريضة العادلة: ما اتفق عليه المسلمون. * وفى حديث عدى " أتيت عمر بن الخطاب في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل من طى في ألفين ويعرض عنى " أي يقطع ويوجب لكل رجل منهم في العطاء ألفين من المال * وفى حديث عمر " اتخذ عام الجدب قدحا فيه فرض " الفرض: الحزفى الشئ والقطع. والقدح: السهم في أن يعمل فيه الريش والنصل. (س) وفى صفة مريم عليها السلام " لم يفترضها ولد " أي لم يؤثر فيها ولم يحزها، يعنى قبل المسيح عليه السلام. * وفى حديث ابن عمر " أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل فرضتي الجبل " فرضة الجبل: ما انحدر من وسطه وجانبه. وفرضة النهر: مشروعته. * ومنه حديث موسى عليه السلام " حتى أرفأ به عند فرضة النهر ". وجمع الفرضة: فرض. (ه‍) ومنه حديث الزبير " واجعلوا السيوف للمنايا فرضا " أي اجعلوا لسيوف مشارع للمنايا، وتعرضوا للشهادة. (فرضخ) (ه‍) في حديث الدجال " أن أنه كانت فرضا خية " أي ضخمة عظيمة الثديين. يقال: رجل فرضاخ وامرأة فرضاخة، والياء (1) للمبالغة. (1) في الأصل: " والتاء " والتصحيح من ا واللسان.
[ 434 ]
(فرط) (ه‍) فيه " أنا فرطكم على الحوض " أي متقدمكم إليه. يقال: فرط يفرط، فهو فارط وفرط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء، ويهيئ لهم الدلاء والأرشية. (ه‍) ومنه الدعاء للطفل الميت " اللهم اجعله لنا فرطا " أي أجرا يتقدمنا. يقال: افترط فلان ابنا له صغير إذا مات قبله. * وحديث الدعاء أيضا " على ما فرط منى " أي سبق وتقدم. (ه‍) ومنه الحديث " أنا والنبيون فراط القاصفين " (1) فراط: جمع فارط: أي متقدمون إلى الشفاعة. وقيل: إلى الحوض. والقاصفين " المزدحمون. * ومنه حديث ابن عباس " قال لعائشة: تقدمين على فرط صدق " يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وأضافهما إلى صدق وصفا لهما ومدحا. (ه‍) وفى حديث أم سلمة " قالت لعائشة: إن رسو ل الله نهاك عن الفرطة في الدين " يعين السبق والتقدم ومجاوزة الحد. الفرطة بالضم: اسم للخروج والتقدم، وبالفتح المرة الواحدة. * وفيه " أنه قال - وهو بطريق مكة -: من يسبقنا إلى الإثاية فيمدر حوضها ويفرط فيه فيملؤه حتى نأتيه " أي يكثر من صب الماء فيه. يقال: أفرط مزادته إذا ملأها، من أفرط الأمر إذا جاوز فيه الحد. (س) ومنه حديث سراقة " الذى يفرط في حوضه " أي يملؤه. * ومنه قصير كعب: * تنفى (2) الرياح القذى عنه وأفرطه * أي ملأه. وقيل أفرضه ها هنا بمعنى تركه. (1) في الهروي وللسان " فراط لقاصفين " وقد أشار صاحب الدر النثير في مادة (قصف) إلى الروايتين. (2) الرواية في شرح ديوانة ص 7: " تجلو ".
[ 435 ]
* ومنه حديث سطيح: * إن يمس ملك بنى ساسان أفرطهم * أي تركهم وزال عنهم. * ومنه حديث على " لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا " هو بالتخفيف: المسرف في العمل، وبالتشديد: المقصر فيه. (س) ومنه الحديث " إنه نام عن العشاء حتى تفرطت " أي فات وقتها قبل أدائها. (ه‍) ومنه حديث توبة كعب " حتى أسرعوا وتفارط الغزو " وفى رواية " تفرط الغزو " (1) أي وقته وتقدم. (س) وفى حديث ضباعة " كان الناس إنما يذهبون فرط اليومين فيبعرون كما تبعر الإبل " أي بعد يومين. يقال: آتيك فرط يوم أو يومين: أبعدهما، ولقيته الفرط بعد الفرط أي الحين بعد الحين. (فرطم) (ه‍) في صفة الدجال وشيعته " خفافهم مفرطمة " الفرطومة: منقار الخف إذا كان طويلا محدد الرأس، وحكاه ابن الأعرابي بالقاف. (فرع) (ه‍) فيه " لا فرعة ولا عتيرة " الفرعة بفتح الراء والفرع: أول ما تلده الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم، فنهى المسلمون عنه. وقيل: كان الرجل في الجاهلية، إذا تمت إبله مائة قدم بكرا فنحره لصنمه، وهو الفرع. وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ. (ه‍) ومنه الحديث " فرعوا إن شئتم، ولكم لا تذبحوه غراة حتى يكبر " أي صغيرا لحمه كالغراة، وهو القطعة من الغرا. * والحديث الآخر " أنه سئل عن الفرع فقال: حق، وأن تتركه حتى يكون ابن مخاض (1) وهى رواية الهروي.
[ 436 ]
أو ابن لبون خير من أن تذبحه يلصق لحمه بوبره ". (ه‍) وفيه " أن جاريتين جاءتا تشتدان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى فأخذتا بركبتيه ففرع بينهما " أي حجز وفرق. يقال: فرع وفرع، يفرع، يفرع. (ه‍) ومنه حديث ابن عباس " اختصم عنده بنو أبى لهب فقام يفرع بينهم ". (ه‍) وحديث علقمة " كان يفرع بين الغنم " أي يفرق، وذكره الهروي في القاف. قال أبو موسى: وهو من هفواته. (ه‍) وفى حديث ابن زمل " يكاد الناس طولا " أي يطولهم يعلوهم. * ومنه حديث سودة " كانت تفرع النساء طولا ". * ومنه حديث افتتاح الصلاة " كان يرفع يديه إلى فروع أذنيه " أي أعاليهما، وفرع كل شئ: أعلاه. * ومنه حديث قيام رمضان " فما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر ". (ه‍) وفى حديث على " إن لهم فراعها " الفراع: ما علا من الأرض وارتفع. (س) وحديث عطاء " وسئل: من أين أرمى الجمرتين ؟ قال: تفرعهما " أي تقف على أعلاهما وترميهما. (س) ومنه الحديث " أي الشجر أبعد من الخارف ؟ قالوا: فرعها، قال: وكذلك الصف الأول ". (ه‍) وفيه " أعطى العطايا يوم حنين فارعة من الغنائم " أي مرتفعة صاعدة من أصلها قبل أن تخمس. (ه‍) ومنه حديث شريح " أنه كان يجعل المدبر من الثلث، وكان مسروق يحعله فارعا من المال " أي من أصله. والفارع: المرتفع العالي (1). (ه‍) وفى حديث عمر " قيل له: الفرعان أفضل أم الصلعان ؟ فقال: الفرعان،. قيل: فأنت (1) عبارة الهروي: " المرتفع العالي الهيئ الحسن ".
[ 437 ]
أصلع، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرع " الفرعان: جمع الأفرع، هو الوافى الشعر وقيل: الذى له جمة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم ذا جمة. * وفيه " لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أفرع " الأفرع ها هنا: الموسوس. * وفيه ذكر " الفرع " وهو بضم الفاء وسكون الراء: موضع معروف بين مكة والمدينة. (فرعل) (س) في حديث إبى هريرة " سئل عن الضبع فقال: الفرعل تلك نعجة من الغنم " الفرعل: ولد الضبع. يقال أفرغت الإناء إفراغا، وفرغته تفريغا إذا قلبت ما فيه. وفى حديث أبى بكر " افرغ إلى أضيافك " أي اعمد واقصد، ويجوز أن يكون بمعنى التخلي والفراغ،. ليتوفر على قواهم والاشتغال بأمرهم وقد تكرر المعنيان في الحديث. (ه‍) وفيه " أن رجلا من الأنصار قال: حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار لنا قطوف فنزل عنه فإذا هو فراغ لا يساير " أي سريع المشى واسع الخطو. (فرفر) (ه‍) في حديث عون بن عبد الله " ما رأيت أحدا يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج " يعنى أبا حازم، أي يذمها ويمزقها بالذم والوقيعة فيها. يقال: الذئب يفرفر الشاة أي يمزقها. (فرق) (س ه‍) في حديث عائشة " أنه كان يغتسل من إناء يقال له الفرق " الفرق بالتحريك: مكيال يسع ستة عشر رطلا، وهى اثنا عشر مدا، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. وقيل: الفرق خمسة أقساط، والقسط: نصف صاع، فأما الفرق بالسكون فمائة وعشرون رطلا. (س) ومنه الحديث " ما أسكر الفرق منه فالحسوة من حرام ". (ه‍) والحديث الآخر " من استطاع أن يكون كصاحب فرق (1) الأرز فليكن مثله ". (1) قال الزمخشري: " فيه لغتان،. تحريك الراء، وهو الفصيح، وتسكينها " الفائق 2 / 264 =
[ 438 ]
(س) ومنه الحديث " في كل عشرة أفرق عسل فرق " الأفرق: جمع قلة لفرق، مثل جبل وأجبل. (س) وفى حديث بدء الوحى " فجئثت منه فرقا " الفرق بالتحريك: الخوف والفزع. يقال: فرق يفرق فرقا. (س) ومنه حديث أبى بكر " أبا لله تفرقنى ؟ " أي: تخوفنى. (ه‍) وفى صفته عليه الصلاة والسلام " إن انفرقت عقيصته فرق " أي إن صار شعره فرقين بنفسه في مفرقه تركه، وإن لم ينفرق لم يفرقه. (س) وفى حديث الزكاة " لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة " قد تقدم شرح هذا في حرف الجيم والخاء مبسوطا. وذهب أحمد إلى أن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أربعون شاة وبالبصرة أربعون كان عليه شاتان لقوله " لا يجمع بين متفرق "،. ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شئ عليه. ولو كانت له أبل في بلدان شتى،. إن جمعت وجبت فيها الزكاة، وإن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شئ. (س) وفيه " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا " وفى رواية " ما لم يفترقا " اختلف الناس في التفرق الذى يصح ويلزم البيع بوحوبه، فقيل: هو التفرق بالأبدان، وإليه ذهب معظم الأئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي واحمد. وقال أبو حنيفة ومالك وغيرهما: إذا تعاقدا صح البيع وإن لم يتفرقا. وظاهر الحديث يشهد للقول الأول، فإن رواية ابن عمر في تمامه " أنه كان إذا بايع رجلا فأراد = وقال الهروي: " قال أحمد بن يحيى: قل فرق، بفتح الراء، ولا تقل: فرق. قال: والفرق: اثنا عشر مدا ". وفى اللسان: " قال أبو منصور: والمحدثون يقولون: الفرق. وكلام العرب: الفرق " ثم ذكر نحو ما في الهروي.
[ 439 ]
أن يتم البيع مشى خطوات حتى يفارقه " وإذا لم يجعل التفرق شرطا في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة، فإنه يعلم أن المشترى ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار، وكذلك البائع خياره ثابت في ملكه قبل عقد البيع. والتفرق والافتراق سواء، ومنهم من يجعل التفرق بالأبدان، والفتراق في الكلام. يقال: فرقت بين الكلامين فافترقا، وفرقت بين الرجلين فتفرقا. * ومنه حديث ابن مسعود " صليت مع النبي صلى الله عليه مسلم بمنى ركعتين، ومع أبى بكر وعمر ثم تفرقت بكم الطرق " أي ذهب كل منكم إلى مذهب ومال إلى قول وتركتم السنة. (ه‍) ومنه حديث عمر " كان يفرق بالشك ويجمع باليقين " يعنى في الطلاق، وهو أن يحلف الرجل على أمر قد اختلف الناس فيه ولا يعلم من المصيب منهم، فكان يفرق بين الرجل والمرأة احتياطا في وفى أمثاله من صور الشك، فأن تبين له بعد الشك اليقين جمع بينهما. * وفيه " من فارق الجماعة فميتته جاهلية " معناه كل جماعة عقدت عقدا يوافق الكتاب والسنة فلا يجوز لأحد أن يفارقهم في ذلك العقد، فإن خالفهم فيه استحق الوعيد. ومعنى قوله " فميتته جاهلية ": أي يموت على ما مات عليه أهلى الجاهلية من الضلال والجهل. * وفى حديث فاتحة الكتاب " ما أنزل في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا في الفرقان مثلها " الفرقان من أسماء القرآن، أي أنه فارق بين الحق والباطل، والحلال والحرام. يقال: فرقت بين الشيئين أفرق فرقا وفرقانا. * ومنه الحديث " محمد فرق بين الناس " أي يفرق بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه. (س) * ومنه الحديث في صفته عليه الصلاة والسلام " أن اسمه في الكتب السالفة فارق ليطا " أي يفرق بين الحق والباطل.
[ 440 ]
* وفى حديث ابن عباس " فرق لى رأى " أي بدا وظهر. وقال بعضهم: الرواية " فرق " على ما لم يسم فاعله. * وفى حديث عثمان " قال لخيفان: كيف تركت أفاريق العرب ؟ " الأفاريق: جمع أفراق، وأفراق: جمع فرق، والفرق والفريق والفرقة بمعنى. (ه‍) وفيه " ما ذئبان عاديان أصابا فريقة غنم ؟ " الفريقة: القطعة من الغنم تشذ عن معظمها. وقيل: هي الغنم الضالة. (ه‍) ومنه حديث أبى ذر " سئل عن ماله فقال: فرق لنا وذود " الفرق: القطعة من الغنم. * ومنه حديث طهفة " بارك لهم في مذاقها وفرقها " وبعضهم يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن. (س) وفيه " تأتى البقرة وآل عمران كأنهما فرقان من طير صواف " أي قطعتان. * وفيه " عدوا من أفرق من الحى " أي برأ من الطاعون. يقال: أفرق المريض من مرضه إذا أفاق. وقيل: إنت ذلك لا يقال إلا في علة تصيب الأنسان مرة، كالجدري والحصبة. * وفيه " أنه وصف لسعد في مرضه الفريقة " هي تمر يطبخ بحلبة، وهو طعام يعمل للنفساء. (فرقب) (س) في حديث إسلام عمر " فأقبل شيخ عليه حبرة وثوب فرقبى " هو ثوب مصرى أبيض من كتان. قال الزمخشري: " الفرقبية والثرقبية: ثياب مصرية بيض من كتان. وروى بقافين " منسوب إلى قرقوب، مع حذف الواو في النسب، كسابرى في سابور. (فرقع) (ه‍) في حديث مجاهد " كره أن يفرقع الرجل أصابعه في الصلاة " فرقعة الأصابع: غمزها حتى يسمع لمفاصلها صوت. (س) وفيه " فافر نقعوا عنه " أي تحولو وتفرقوا. والنون زائدة. (فرك) (س) فيه " نهى عن بيع الحب حتى يفرك " أي يشتد وينتهى. يقال: أفرك الزرع إذا بلغ أن يفرك باليد، وفركته فهو مفروك وفريك.
[ 441 ]
ومن رواه بفتح الراء فمعناه: حتى يخرج من قشره. * وفيه " لا يفرك مؤمن مؤمنة " أي لا يبغضها. يقال: فركت المرأة زوجها تفركه فركا بالكسر، وفركا وفروكا، فهى فروك، كأنه كث على حسن العشرة والصحبة. (ه‍) ومنه حديث ابن مسعود " أتاه رجل فقال: إنى تزوجت امرأة شابة وإنى أخاف أن تفركنى، فقال: إن الحب من الله والفرك من الشيطان ". (فرم) (س) في حديث أنس أيام التشريق أيام لهو وفرام " هو كناية عن المجامعة، وأصله من الفرم، وهو تضييق المرأة فرجها بالأشياء العفصة، وقد استفرمت إذا احتشت بذلك. (ه‍) ومنه حديث عبد الملك " كتب إلى الحجاج لما شكا منه أنس بن مالك: يا ابن المستفرمة بعجم (1) الزبيب " أي المضيقة فرجها بحب الزبيب، وهو مما يستفرم به. (ه‍) ومنه الحديث الحسن " أن الحسين بن على قال لرجل: عليك بفرام أمك " سئل عنه ثعلب فقال: كانت أمه ثقفية، وفى أحراح نساء ثقيف سعة، ولذلك يعالجن بالزبيب وغيره. (س) ومنه حديث الحسن " حتى تكونوا أذل من فرم الأمة " هو بالتحريك: ما تعالج به المرأة فرجها ليضيق. وقيل: هو خرقة الحيض. (فره) (س) في حديث جريج " دابة فارهة " أي نشيطة حادة قوية. وقد فرهت فراهة وفراهية. (فرا) (ه‍) فيه " أن الخضر جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضرا " الفروة: الأرض اليابسة. وقيل: الهشيم اليابس من النبات. (1) في الهروي: " بحب الزبيب ". وهى رواية الزمخشري أيضا. الفائق 1 /. 193.
[ 442 ]
(ه‍) وفى حديث على " اللهم إنى قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئموني، فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال المنان، يلبس فروتها، ويأكل خضرتها " أي يتمتع بنعمنتها لبسا وأكلا. يقال: فلا ذو فروة وثروة بمعنى. وقال الزمخشري: " معنا " يلبس الدفئ اللين من ثيابها، ويأكل الطرى الناعم من طعامها، فضرب الفروة والخضرة لذلك مثلا، والضمير للدنيا. وأراد بالفتى الثقفى الحجاج بن يوسف، قيل: إنه ولد في السنة التى دعا فيها على بهذه الدعوة ". (ه‍) وفى حديث عمر " وسئل عن حد الأمة فقال: إن الأمة ألقت فروة رأسها من وراء الدار " وروى " من وراء الجدار " أراد قناعها، وقيل: خمارها: أي ليس عليها قناع ولا حجاب، وأنها تخرج متبذلة إلى كل موضع ترسل إليه لا تقدر على الامتناع. والأصل في فروة الرأس: جلدته بما عليها من الشعر. * ومنه الحديث " إن الكافر إذا قرب المهل من فيه سقطت فروة وجهه " أي جلدته، استعارها من الرأس للوجه. (ه‍) وفى حديث الرؤيا " فلم أر عبقريا يفرى فريه " أي يعمل عمله ويقطع قطعه. ويروى " يفرى فريه " بسكون الراء والتخفيف، وحكى عن الخليل أنه أنكر التثقيل وغلط قائله. وأصل الفرى: القطع. ويقال: فريت الشئ أفريه فريا إذ شققته وقطعته للإصلاح، فهو مفرى وفرى، وأفريته: إذا شققته على وجه الإفساد. تقول العرب: تركته يفرى الفرى: إذا عمل العمل فأجاده. * ومنه حديث حسان " لأفرينهم فرى الأديم " أي أقطعهم بالهجاء كما يقطع الأديم. وقد يكنى به عن المبالغة في القتل. * ومنه حديث غزوة مؤتة " فجعل الرومي يفرى بالمسلمين " أي يبالغ في النكاية والقتل. * وحديث وحشى " فرأيت حمزة يفرى الناس فريا " يعنى يوم احد.
[ 443 ]
(ه‍) وفى حديث ابن عباس " كل ما أفرى الأوداج غير مثرد " أي ما شقها وقطعها حتى يخرج ما فيها من الدم. * وفيه " من أفرى الفرى أن يرى الرجل عينيه ما لم تريا "، الفرى: جمع فرية وهى الكذبة، وأفرى: أفعل منه للتفضيل: أي من أكذب الكذبات أن يقول: رأيت في النوم كذا وكذا ولم يكن رأى شيئا،. لأنه كذب على الله، فإنه هو الذى يرسل ملك الرؤيا ليريه المنام. * ومنه حديث عائشة " فقد أعظم الفرية على الله " أي الكذب. * ومنه حديث بيعة النساء " ولا يأتين ببهتان بفترينه " يقال: فرى يفرى فريا، وافترى يفترى افتراء، إذا كذب، وهو افتعال منه. وقد تكرر في الحديث. (فرياب) * فيه ذكر " فرياب " هي بكسر الفاء وسكون الراء: مدينة ببلاد الترك. وقل: أصلها: فيرياب، بزيادة ياء بعد الفاء، وينسب إليها بالحذف والإثبات. (باب الفاء مع الزاى) (فزر) (ه‍) فيه " إن رجلا من الأنصار أخذ لحى جزور فضرب به أنف سعد ففزره " أي شقه. (ه‍) ومنه حديث طارق بن شهاب " خرجنا حجاجا فأوطأ رجل منا راحلته ظبيا ففزر ظهره " أي شقه وفسخه. (فزز) * في حديث صفية " لا يغضبه شئ ولا يستفزه " أي لا يستخفه. ورجل فز: أي خفيف. أفززته إذا أزعجته وأفزعته. وقد تكرر في الحديث. (فزع) (ه‍) فيه " أنه قال للأنصار: إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع " الفزع: الخوف في الأصل، فوضع موضع الإغاثة والنصر،. لأن من شأنه الإغاثة والدفع عن الحريم مراقب حذر. (ه‍) ومنه الحديث " لقد فزع أهل المدينة ليلا فركب فرسا لأبى طلحة "
[ 444 ]
أي استغاثوا. يقال: فزعت إليه فأفزعني. أي استغثت إليه فأغاثني، وأفزعته إذا أغثته، وإذا خوفته. * ومنه حديث الكسوف " فافزعوا إلى الصلاة " أي لجأوا إليها، واستغيثوا بها على دفع الأمر الحادث. * ومنه صفة على " فإذا فزع فزع إلى ضرس حديد " أي إذا استغيث به التجئ إلى ضرس، والتقدير: فإذا فزع إليه فزع إلى ضرس، فحذف الجار واستتر الضمير. * ومنه حديث المخزومية " ففزعوا إلى أسامة " أي استغاثوا به. * وفيه " أنه فزع من نومه محمرا وجهه " (ه‍) وفى رواية " أنه نام ففزع وهو يضحك " أي هب وانتبه. يقال فزع من نومه، وأفزعته أنا، وكأنه من الفزع: الخوف،. لأن الذى ينبه لا يخلو من فزع ما. (س) ومنه الحديث " إلا أفزعتموني " أي أنبهتموني. (س) ومنه حديث مقتل عمر " فزعوه بالصلاة " أي نبهوه. * وفى حديث فضل عثمان " قالت عائشة للنبى صلى الله عليه وسلم: مالى لم أرك فزعت لأبى بكر وعمر كما فزعت لعثمان ؟ فقال: إن عثمان رجل حيى " يقال: فزعت لمجئ فلان إذا تأهبت له متحولا من حال إلى حال، كما ينتقل النائم من حال النوم إلى حال اليقظة. ورواه بعضهم بالراء والغين المعجمة، من الفراغ والاهتمام، والأول أكثر. (ه‍) وفى حديث عمرو بن معد يكرب " قال له الأشعث: لأضرطنك، فقال: كلا إنها لعزوم مفزعة " أي صحيحة تنزل بها الأفزاع. والمفزع: الذى كشف عنه الفزع وأزيل (1). * ومنه حديث ابن مسعود " وذكر الوحى قال: فإذا جاء فزع عن قلوبهم " أي كشف عنها الفزع. (1) قال الهروي: " ومن جعله جبانا أراد يفزع من كل شئ. قال الفراء: وهذا مثل قولهم: رجل مغلب، أي غالب، ومغلب، أي مغلوب ".
[ 445 ]
(باب الفاء مع السين) (فسح) (ه‍) في صفته عليه الصلاة والسلام " فسيح ما بين المنكبين " أي بعيد ما بينهما، لسعة صدره. ومنزل فسيح: أي واسع. * ومنه حديث على " اللهم افسح له مفتسحا في (1) عدلك " أي أوسع له سعة في دار عدلك يوم القيامة. ويروى " في عدنك " بالنون، يعنى جنة عدن. (ه‍) ومنه حديث أم زرع " وبيتها فساح (2) " أي واسع. يقال: بيت فسيح وفساح، كطويل وطوال. (فسخ) * فيه " كان فسخ الحج رخصة لأصطحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم " هو أن يكون قد نوى الحج أولا ثم ينقضه ويبطله ويجعله عمرة ويحل، ثم يعود يحرم بحجة، وهو التمتع، أو قريب منه. (فسد) (س) فيه " كره عشر خلال، منها إفساد الصبى، غير محرمه " هو أن يطأ المرأة المرضع، فإذا حملت فسد لبنها، وكان من ذلك فساد الصبى، ويسمى الغيلة. وقوله " غير محرمه ": أي أنه كرهه ولم يبلغ (به) (3) حد التحريم. (فسط) (ه‍) فيه " عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الفسطاط " هو بالضم والكسر: المدينة التى فيها مجتمع الناس وكل مدينة فسطاط. وقال الزمخشري: " هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق " وبه سميت المدينة. ويقال لمصر والبصرة: الفسطاط. ومعنى الحديث أن جماعة أهل الإسلام في كنف الله ووقايته، فأقيموا بينهم ولا تفارقوهم (4). (1) في اللسان: " منفسحا ". (2) يروى " فياح " وسيأتى. (3) منا، واللسان. (4) عبارة الزمخشري: "... في كنف الله، وواقيته فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم، ولا تفارقوهم " الفائق 2 / 275.
[ 446 ]
ومن الثاني الحديث " أنه أتى على رجل قد قطعت يده في سرقة وهو في فسطاط، فقال: من آوى هذا المصاب ؟ فقالوا: خريم بن فاتك، فقال: اللهم بارك على آل فاتك، كما آوى هذا المصاب ". * ومن الأول حديث الشعبى " في العبد الآبق إذا أخذ في الفسطاط ففيه أربعون ". (فسف) * فيه " خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم " أصل الفسوق: الخروج عن الاستقامة، والجور، وبه سمى العاصى فاسقا، وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق، على الاستعارة لخبثهن. وقيل لخروحهن من الحرمة في الحل والحرم: أي لا حرمة لهن بحال. * ومنه الحديث " أنه سمى الفأرة فويسقة " تصغير فاسقة،. لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها. (س) ومنه حديث عائشة، وسئلت عن أكل الغراب فقالت: " ومن يأكله بعد قوله: فاسق ؟ " وقال الخطابى: أراد بتفسيقها تحريم أكلها. (فكل) (ه‍) فيه " أن أسماء بنت عميس قالت لعلى: إن ثلاثة أنت آخرهم لا خيار، فقال على لأولادها: قد فسكلتنى أمكم " أي أخرتني وجعلتني كالفسكل، وهو الفرس الذى يجئ في آخر خيل السباق. وكانت تزوجت قبله بجعفر أخيه، ثم بأبى بكر الصديق بعد جعفر. (فسل) (ه‍) فيه " لعن الله المفسلة والمسوفة " المفسلة: التى إذا طلبها زوجها للوطء قالت: إنى حائض وليست بحائض، فتفسل الرجل عنها وتفتر نشاطه، من الفسولة: وهى الفتور في الأمر. (ه‍) وفى حديث حذيفة " اشترى ناقة من رجلين وشرط لهما من النقد رضاهما، فأخرج لهما كيسا فأفسلا عله، ثم أخرج كيسا آخر فأفسلا عليه " أي أرذلا عليه وزيفا منها. وأصله من الفسل: وهو الردئ الرذل من كل شئ. يقال: فسله وأفسله. * ومنه حديث الاستسقاء:
[ 447 ]
* سوى الحمظل العامي والعلهز الفسل * وروى بالشين المعجمة. وسيذكر. (فسا) (س) في حديث شريح " سئل عن الرجل يطلق المرأة ثم يرتجعها فيكتمها رجعتها حتى تنقضي عدتها، فقال: ليس له إلا فسوة الضبع " أي لا طائل له في ادعاء الرجعة بعد انقضاة العدة. وإنما خص الضبع لحمقها وخبثها. وقيل: هي شجرة تحمل الخشخاش، ليس في ثمرها كبير طائل. وقال صاحب " المنهاج " في الطب: هي القعبل، وهو نبات كريه الرائحة، له رأس يطبخ ويؤكل باللبن، وإذا يبس خرج منه مثل الورس. (باب الفاء مع الشين) (فشج) (ه‍) فيه " أن أعرابيا دخل المسجد ففشج فبال " الفشج: تفريج ما بين الرجلين، وهو دون التفاج. قال الأزهري: رواه أبو عبيد بتشديد الشين. أشد من الفشج. (ه‍) ومنه حديث جابر " ففشجت ثم بالت " يعنى الناقة. هكذا رواه الخطابى: ورواه الحميدى " فشجت وبالت " بتشديد الجيم، والفاء زائدة للعطف. وقد تقدم في حرف الشين. (فشش) (ه‍) فيه " قال أبو هريرة: إن الشيطان يفش بين أليتى أحدكم حتى يخيل إليه أنه أحدث " أي ينفخ نفخا ضعيفا. يقال: فش السقاء: إذا أخرج منه الريح. (س) ومنه حديث ابن عباس " لا ينصرف حتى يسمع (1) فشيشها ! أي صوت ريحها. والفشيش: الصوت. * ومنه " فشيش الأفعى " وهو صوت جلدها إذا مشت في اليبس. (ه‍) ومنه حديث أبى الموالى " فأتت جارية فأقبلت وأدبرت، وإنى لأسمع (1) في ا: " لا تنصرف حتى تسمع ".
[ 448 ]
بين فخذيها من لففها مثل فشيش الحرابش (1) " الحرابش: جنس من الحيات، واحدها: حربش. * ومنه حديث عمر " جاءه رجل فقال: أتيتك من عند رجل يكتب المصاحف من غير مصحف، فغضب، حتى ذكرت الزق وانتفاخه، قال: من ؟ ابن أم عبد، فذكرت الزق وانفشاشه " يريد أنه غضب حتى انتفخ غيظا، ثم لما زال غضبه انفش انتفاخه. والانفشاش: انفعال من الفش. * ومنه حديث ابن عمر مع ابن صياد " فقلت له: اخسأ فلن تعدو قدرك، فكأنه كان سقاء فش " السقاء: ظرف الماء، وفش: أي فتح فانفش ما فيه وخرج. * وفى حديث ابن عباس " أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل الشفتين منفش المنخرين " أي منفتحهما مع قصور المازن وانبطاحه، وهو من صفات الزنج والحبش في أنوفهم وشفاهم، وهو تأويل قوله عليه الصلاة والسلام: " أطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي مجدع ". والضمير في " أعطهم " لأولى الأمر. (ه‍) ومنه حديث موسى وشعيب عليهما السلام " ليس فيها عزوز ولا فشوش " هي التى ينفش لبنها من غير حلب: أي يجرى، وذلك لسعة الإحليل، ومثله الفتوح والثرور. (س) وفى حديث شقيق " أنه خرج إلى المسجد وعليه فشاش له " هو كساء غليظ. (فشغ) (ه‍) في حديث النجاشي " أنه قال لقريش: هل تفشغ فيكم الولد ؟ " أي هل يكون للرجل منكم عشرة من الولد ذكور (2) ؟ قالوا: " نعم وأكثر ". وأصله من الظهور والعلو والانتشار. (ه‍) ومنه حديث الأشتر " أنه قال لعلى: إن هذا الأمر قد تفشغ " أي فشا وانتشر. (س) وحديث ابن عباس " ما هذه الفتيا التى تفشغت في الناس " ويروى " تشغفت، وتشغفت، وتشعبت " وقد تقدمت. (1) سبق في صفحة 368 من الجزء الأول، في الحاشية " الحرايش " بالياء التحتية، خطأ. (2) في الأصل: " ذكورا " والمثبت من ا، واللسان.
[ 449 ]
(ه‍) وفى حديث عمر " أن وفد البصرة أتوه وقد تفشغوا " أي لبسوا أخشن (1) ثيابهم ولم يتهيأوا للقائه. قال الزمخشري: " وأنا لا آمن أن يكون مصحفا من " تقشفوا ". والتقشف: أن لا يتعهد (2) الرجل نفسه ". (س) وفى حديث أبى هريرة " أنه كان آدم ذا ضفيرتين أفشغ الثنيتين " أي ناتئ الثنيتين خارجتين عن نضد الأسنان. (فشفش) (س) في حديث الشعبى " سميتك الفشفاش " يعنى سيفه، وهو الذى لم يحكم عمله. ويقال: فشفش في القول إذا أفرط في الكذب. (فشل) * في حديث على يصف أبا بكر " كنت للدين يعسوبا، أولا حين نفر الناس عنه، وآخرا حين فشلوا " والفشل: الجزع والجبن والضعف. * ومنه حديث جابر " فينا يزلت: إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ". * وفى حديث الاستسقاء: * سوى الحمظل العامي والعلهز الفشل * أي الضعيف، يعنى الفشل مدخره وآكله، فصرف الوصف إلى العلهز، وهو في الحقيقة لآكله. ويروى بالسين المهملة. وقد تكرر في الحديث. (فشا) (ه‍) فيه " ضموا فواشيكم " الفواشى: جمع فاشية، وهى الماشية التى تنتشر من المال، كالإبل. والبقر والغنم السائمة،. لأنها تفشو، أي تنتشر في الأرض. وقد أفشى الرجل: إذا كثرت مواشيه. (ه‍) ومنه حديث الخاتم " فلما رآه أصحابه قد تختم به فشت خواتيم الذهب " أي كثرت وانتشرت. (1) في الفائق 2 / 278: " أخس لباسهم ". (2) في الفائق: " أن لا يتعاهد ".
[ 450 ]
* ومنه الحديث " أفشى الله ضيعته " أي كثر عليه معاشه ليشغله عن الآخرة. ورواه الهروي في حرف الضاد، " أفسد الله ضيعته "، والمعروف المروى " أفشى ". * ومنه حديث ابن مسعود " وآية ذلك أن تفشو الفاقة " (1). (باب الفاء مع الصاد) (فصح) (س) فيه " غفر له بعدد كل فصيح وأعجم " أراد بالفصيح بنى آدم، وبالأعجم البهائم. هكذا فسر في الحديث. والفصيح في اللغة: المنطلق اللسان في القول، الذى يعرف جيد الكلام من رديئه: يقال: رجل فصيح، ولسان فصيح، وكلام فصيح، وقد فصح وفصاحة، وأفصح عن الشئ إفصاحا إذا بينه وكشفه. (فصد) (ه‍) فيه " كان إذا نزل عليه الوحى تفصد عرقا " أي سال عرقه، تشبيها في كثرته بالفصاد، و " عرقا " منصوب على التمييز. (ه‍) وفى حديث أبى رجاء " لما بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ في القتل هربنا، فاستثرنا شلو أرنب دفينا وفصدنا عليها، فلا أنسى تلك الأكلة " أي فصدنا على شلو الأرنب بعيرا وأسلمنا عليه دمه وطبخناه وأكلناه. كانوا يفعلون ذلك ويعالجونه ويأكلونه عند الضرورة. (ه‍) ومنه المثل " لم يحرم من فصر له " (2) أي لم يحرم من نال بعض حاجته، وإن لم ينلها كلها. (فصع) (ه‍) فيه " نهى عن فصع الرطبة " هو أن يخرجها من قشرها لتنضج عاجلا وفصعت الشئ من الشئ: إذا أخرجته وخلعته. (1) ضبطت في الأصل: " تفشوا " وأثبت ضبط ا، واللسان. (2) هكذا ضبطت في الأصل: " فصد " بكسر الصاد المهملة وضبطت في الهروي بكسرها مع التسكين ضبط قلم. وفوقها كلمة " معا ". قال في اللسان: " لم يحرم من فصد له، بإسكان الصاد " ثم قال: " ويرى: لم يحرم من فزد له. أي فصد له البعير، ثم سكنت الصاد تخفيفا كما قالوا في ضرب: صرب، وفى قتل: قتل ".
[ 451 ]
(فصفص) (ه‍) في حديث الحسن " ليس في الفصافص صدقة " جمع فصفصة، وهى الرطبة من علف الدواب. وتسمى القت، فإذا جف فهو قضب. ويقال: فسفسة، بالسين. (فصل) * في صفة كلامه عليه الصلاة والسلام " فصل لا نزر ولا هذر " أي بين ظاهر، يفصل بين الحق والباطل ومنه قوله تعالى: " إنه لقول فصل " أي فاصل قاطع. * ومنه حديث وفد عبد القيس " فمرنا بأمر فصل " أي لا رجعة فيه ولا مرد له. (س) ومنه الحديث " من أمفق مفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة " جاء في الحديث أنها التى فصلت بين إيمانه وكفره. وقيل يقطعها من ماله وفصل بينها وبين مال نفسه. (س) ومنه الحديث " من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد " أي خرج من منزله وبلده. * ومنه الحديث " لا رضاع بعد فصال " أي بعد أن يفصل الولد عن أنه، وبه سمى الفصيل من أولاد الإبل، فعيل بمعنى مفعول. وأكثر ما يطلق في الإبل. وقد يقال في البقر. * ومنه حديث أصحاب الغار " فاشتريت به فصيلا من البقر " وفى رواية " فصيلة " وهو ما فصل عن اللبن من أولاد البقر. (ه‍) وفيه " أن العباس كان فصيلة النبي عليه الصلاة والسلام " الفصيلة: من أقرب عشيرة الإنسان. وأصل الفصيلة: قطعه من لحم الفخذ. قاله الهروي. (س) وفى حديث أنس " كان على بطنه فصيل من حجر " إى قطعة منه، فعيل بمعنى مفعول. (س) وفى حديث النخعي " في كل مفصل من الإنسان ثلث دية الأصبع " يريد مفصل الأصابع، وهو ما بين كل أنملتين.
[ 452 ]
(ه‍) وفى حديث ابن عمر " كانت الفيصل (1) بينى وبينه " أي القطيعة التامة. والياء زائدة. * ومنه حديث ابن جبير " فلو علم بها لكانت الفيصل بينى وبينه ". (فصم) (ه‍) في صفة الجنة " درة بيضاء ليس فيها قصم (2) ولا فصم " الفصم: أن ينصدع الشئ فلا يبين، تقول فصمته فانفصم. * ومنه حديث أبى بكر " إنى وجدت في ظهرى انفصاما " أي انصداعا. ويروى بالقاف وهو قريب منه. * ومنه الحديث " استغنوا عن الناس ولو عن فصمة السواك " أي ما انكسر منها ويروى بالقاف. (ه‍) وفى الحديث " فيفصم عنى وقد وعيت " يعنى الوحى: أي يقلع. وأفصم المطر إذا أقلع وانكشف. (ه‍) ومنه حديث عائشة " فيفصم عنه الوحى وإن جبينه ليتفصد عرقا ". (فصا) (ه‍) في صفة القرآن " لهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من النعم من عقلها " أي أشد خروجا. يقال: تفصيت من الأمر تفصيا: إذا خرج منه وتخلصت. (ه‍) وفى حديث قيله " قالت الحديباء حين انتفجت الأرنب: الفصية: الاسم من التفصى: أرادت أنها كانتفى مضيق وشدة من قبل بناتها (3) فخرجت منه إلى السعة والرخاء. (باب الفاء مع الضاد) (فضج) (ه‍) في حديث عمرو بن العاص " قال لمعاوية: لقد تلافيت أمرك وهو (1) في الهروي: " كانت الفصل ". (2) في الأصل، وا، والسان: " وصم " وأثبت ما في الهروي، والفائق 2 / 351، وهى رواية المصنف في " قصم ". ويلاحظ أنه لم يذكره في " وصم ". (3) في اللسان: " من قبل عم بناتها ".
[ 453 ]
أشد انفضاجا من حق الكهول " أي أشد استرخاء وضعفا من بيت العتكبوت. (فضح) (ه‍) فيه " أن بلالا أتى ليؤدنه (1) بصلاة الصبح. فشغلت عائشة بلالا حتى فضحه الصبح " أي دهمته (2) فضحة الصبح، وهى بياضه. الأفضح،: الأبيض ليس بشديد البياض. وقيل: فضحه: أي كشفه وبينه للأعين بضوئه. ويروى بالصاد المهملة وهو بمعناه. وقيل: معناه أنه لما تبين الصبح جد ظهرت غفلته عن الوقت، فصار كما يفتضح بعيب ظهر منه. (فضخ) (ه‍) في حديث على " قال له: إذا رأيت فضخ الماء فاغتسل " أي دفقه، يريد المنى. (ه‍) وقد تكرر ذكر " الفضيخ " في الحديث، وهو شراب يتخذ من البسر المفضوخ: أي المشدوخ. (س) ومنه حديث أبى هريرة " نعمد إلى الحلقانة فنفتضخه " أي نشدخه باليد. (ه‍) وسئل ابن عمر عن الفضيخ فقال: " ليس بالفضيخ، ولكن هو الفضوخ " الفضوخ: فعول، من الفضيخة، أراد أنه يسكر شاربه فيفضخه. (س) وفى حديث على " إن قربتها فضخت رأسك بالحجارة ". (فضض) (ه‍) وفى حديث العباس " أنه قال: يا رسول ل الله إنى امتدحتك، فقال: قل لا يفضض الله فاك، فأنشده الأبيات القافية " أي لا يسقط الله أسنانك. وتقديره: لا يكسر الله أسنان فيك، فحذف المضاف. يقال: فضه إذا كسره. * ومنه حديث النابغة الجعدى " لما أنشده القصيدة الرائية قال: لا يفضض الله فاك، فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقط له سن. * ومنه حديث الحديبية " ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها " أي تكسرها. ضبطت في الأصل: " ليؤذنه " وفى اللسان: " ليؤذن بالصبح وأثبت ضبط ا، والهروى. (2) في الهروي: " وهمته ".
[ 454 ]
* ومنه حديث معاذ في عذاب القبر " حتى يفض كل شئ منه ". * وحديث ذى الكفل " لا يحل لك أن تفض الخاتم " وهو كناية عن الوطء، وفض الخاتم والختم إذا كسره وفتحه. (ه‍) وفى حديث خالد " الحمد لله الذى فض خدمتكم " أي فرق جمعكم وكسره. (ه‍) ومنه حديث عمر " أنه رمى الجمرة بسبع حصيات ثم مضى، فلما خرج منفضض الحصى أقبل على سلمان بن ربيعة فكلمه " أي ما تفرق منه، فعل بمعنى مفعول. (ه‍) ومنه حديث عائشة " قالت لمروان: إن النبي لعن أباك، وأنت فضض من لعنه الله " أي قطعة وطائفة منها. ورواه بعضهم " فظاظة من لعنة الله " بظائين، من الفظيظ، وهو ماء الكرش. وأنكره الخطابى. وقال الزمخشري: " افتظظت الكرش (إذا) (1) اعتصرت ماءها، كأنه (2) عصارة من اللعنة، أو فعالة من الفظيظ: ماء الفحل: أي نطفة من اللعنة ". (وفى حديث سعيد بن زيد " لو أن أحدا (3) فنفض مما صنع بابن عفان لحق له أن ينفض " أي يتفرق ويتقطع ويروى بالقاف. (ه‍) وفى حديث غزوة هوازن " فجاء رجل بنطفة في إداوة فافتضها " أي صبها، وهو افتعال من الفض، وفضض الماء: ما انتشر منه إذا استعمل. ويروى بالقاف: أي فتح رأسها. (ه‍) ومنه الحديث " كانت المرأة إذا توفى عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها حتى تمر عليها سنة، ثم تؤتى بدابة،. شاة أو طير فتفتض به، فقلما تفتض بشئ إلا مات " أي تكسر ما هي فيه من العدة، بأن تأخذ طائرا فتمسح به فرجها وتنبذه فلا يكاد يعيش. ويروى بالقاف والباء الموحدة وسيجئ. (1) من الفائق 3 / 303 (2) في الأصل، وا: " كأنها " والمثبت من الفائق واللسان. (3) في الأصل " أحدا " وفى الهروي، واللسان: " أحدكم ". وفى الفائق 2 / 283 " رجلا " وأثبت ما في ا.
[ 455 ]
(ه‍) وفى حديث ابن عبد العزيز " سئل عن رجل قال عن امرأة خطبها: هي طالق إن نكحتها حتى آكل الفضيض " هو الطلع أول ما يظهر. والفضيض أيضا في غير هذا: الماء ساعة يخرج من العين أو ينزل من السحاب. * وفى حديث الشيب " فقبض ثلاثة أصابع من فضة فيها من شعر ". وفى رواية " من فضة أو من قصة " والمراد بالفضة شئ مصوغ منها قد ترك فيه الشعر. فأما بالقاف والصاد المهملة فهى الخصلة من الشعر. (فضفض) (ه‍) في حديث سطيح: * أبيض فضفاض الرداء والبدن * الفضفاض: الواسعه، وأراد واسع الصدر والذراع، فكنى عنه بالرداء والبدن. وقيل: أراد به كثرة العطاء. (ه‍) ومنه حديث ابن سيرين " قال: كنت مع أنس في يوم مطير والأرض فضفاض " أي قد علاها الماء من كثرة المطر. (ه‍) فيه " لا يمنع فضل الماء " هو أن يسقى الرجل أرضه ثم تبقى من الماء بقية لا يحتاج إليها فلا يجوز له أن يبيعها، ولا يمنع منا أحدا ينتفع بها، هذا إذا لم يكن الماء ملكه، أو على قول من يرى أن الماء لا يملك. * وفى حديث آخر " لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ " هو نقع البئر المباحة: أي ليس لأحد أن يغلب عليه ويمنع الناس منه حتى يحجزه في إناء ويملكه. (ه‍) وفيه " إن لله ملائكة سيارة فضلا " أي زيادة عن الملائكة المرتبن مع الخلائق. ويروى بسكون الضاد وضمها. قال بعضهم: والسكون أكثر وأصوب، وهما مصدر بمعنى الفضلة والزيادة. (س) وفى حديث امرأة أبى حذيفة " قالت يارسول الله إن سالما مولى أبى حذيفة يرانى
[ 456 ]
فضلا " أي متبذلة في ثياب مهنتي. يقال: تفضلت المرأة إذا لبست ثياب مهنتها، أو كانت في ثوب واحد، فهى فضل والرجل فضل أيضا. (س) وفى حديث المغيرة في صفة امرأة " فضل ضباث (1) كأنها بغاث " وقيل: أراد أنها مختالة تفضل من ذيلها. (ه‍) وفيه " شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت " يعنى حلف الفضول، سمى به تشبيها بحلف كان قديما بمكة. أيام جرهم، على التناصف، والأخذ للضعيف من القوى، وللغريب من القاطن، قام به رجال من جرهم كلهم يسمى الفضل، منهم الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة. * وفيه " أن اسم درعه عليه الصلاة والسلام كانت ذات الفضول " وقيل: ذو الفضول، لفضلة كان فيها وسعة. (ه‍) وفى حديث ابن أبى الزناد " إذا عزب المال قلت فواضله " وقيل: أراد إذا بعدت الضيعة قل المرفق منها (2). (فضا) * في حديث دعائه للنابغة " لا يفضى الله فاك " هكذا جاء في رواية (3)، ومعناه إلا يجعله فضاء لا سن فيه. الفضاء: الخالى الفارغ الواسع من الأرض. * وفى حديث معاذ في عذاب القبر " ضربه بمرضافة وسط رأسه حتى يفضى منه كل شئ " أي يصير فضاء. وقد فضا (4) المكان وأفضى إذا اتسع. هكذا جاء في رواية. (باب الفاء مع الطاء) (فطأ) (ه‍) في حديث عمر " أنه رأى مسيلمة أصفر الوجه، أفطأ الأنف، دقيق الساقين " الفطأ: الفطس. ورجل أفطأ كأفطس. (1) رواية اللسان: " صبأت " غير أنه ذكرها مصلحة في مادة (ضبث). (2) الذى في اللسان: " قل الرفق منها لصاحبها، وكذلك الإبل إذا عزبت قل انتفاع ربها بدرها ". (3) الراوية الأخرى: " لا يفضض " وسبقت. (4) في الأصل: " فضى " والمثبت من، والقاموس.
[ 457 ]
(فطر) (ه‍) فيه " كل مولد يولد على الفطرة " الفطر: الابتداء والاختراع. الفطرة: الحالة منه، كالجلسة والركبة و المعنى أنه يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيئ لقبول الدين، فلو ترك عليها لاستمر على لزومها ولم يفارقها إلى غيرها، وإنما يعدل عنه من يعدل لآفة من آفات البشر والتقليد، ثم تمثل بأولاد اليهود والنصارى في اتباعهم لآبائهم والميل إلى أديانهم عن مقتضى الفطرة السليمة. وقيل: معناه كل مولود يولد على معرفة الله والإقرار به. فلا تجد أحدا إلا وهو يقر بأن له صانعا، وإن سماه بغير اسمه، أو عبد معه غيره. وقد تكرر ذكر الفطرة في الحديث. * ومنه حديث حذيفة " على غير فطرة محمد " أراد دين الإسلام الذى هو منسوب إليه. (س) ومنه الحديث " عشر من الفطرة " أي من السنة، يعنى سنن الأنبياء عليهم السلام التى أمرنا أن نقتدى بهم (فيها (1)). * وفى حديث على " وجبار القلوب على فطراتها " أي على خلقها. جمع فطر، وفطر جمع فطرة، أو هي جمع فطرة ككسرة وكسرات، بفتح طاء الجمع. يقال: فطرات وفطرات وفطرات. (ه‍) ومنه حديث ابن عباس " قال: ما كنت أدرى ما فاطر السموات والأرض حتى احتكم إلى أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها " أي ابتدأت حفرها. (س) وفيه " إذا أقبل الليل وأدبر النهار فقد أفطر الصائم " أي دخل في وقت الفطر وجاز له (2) أن يفطر. وقيل: معناه أنه قد صار في حكم المفطرين وإن لم يأكل ولم يشرب (س) ومنه الحديث " أفطر الحاجم والمحجوم " أي تعرضا للإفطار. وقيل: حان (3) لهما أن يفطرا. وقيل: هو على جهة التغليظ لهما والدعاء عليهما. (1) من ا، واللسان. (2) في اللسان: " حان ". (3) في ا: " جاز ".
[ 458 ]
* وفيه " أنه قام رسول الله صلى الله عليم وسلم حتى تفطرت قدماه " أي تشققت. يقال: تفطرت وانفطرت بمعنى. (ه‍) وفى حديث عمر سئل عن المذى فقال: هو الفطر " ويروى بالضم، فالفتح من مصدر: فطر ناب البعير فطرا إذا شق اللحم وطلع، فشبه به خروج المذى في قلته، أو هو مصدر: فطرت الناقة أفطرها: إذ احلبتها بأطراف الأصابع فلا يخرج إلا قليلا. وأما بالضم فهو اسم ما يظهر من اللبن على حلمة الضرع. * ومنه حديث عبد الملك " كيف تحلبها، مصرا أم فطرا ؟ " هو أن يحلبها بأصبعين وطرف الأبهام. وقيل بالسبابة والإبهام. * وفى حديث معاوية " ماء نمير وحيس فطير " أي طرى قريب حديث العمل. (فطس) (ه‍) في حديث أشراط الساعة " تقاتلون قوما فطس الأنوف " الفطس: انخفاض قصبة الأنف وانفراشها، والرجل أفطس. (س) ومنه في صفة تمرة العجوة " فطس خنس " أي صغار الحب لاطئة الأقماع. وفطس: جمع فطساء. (فطم) (ه‍) فيه " أنه أعطى عليا حلة سيراء وقال: شققها خمرا بين الفواطم " أراد بهن فاطمة بنت رسول الله زوجته، وفاطمة بنت أسد أمه، وهى أول هاشمية ولدت لهاشمي، وفاطمة بنت حمرة عمه. * ومنه " قيل للحسن والحسين: ابنا الفواطم " أي فاطمة بنت رسول الله أمهما، وفاضمة بنت أسد جدتهما، وفاطمة بنت عبد الله بن عمرو بن عمران بن مخزوم، جدة النبي لأبيه. (س) وفى حديث ابن سيرين " بلغة أن ابن عبد العزيز أقرع بين الفطم فقال: ما أرى هذا إلا من الاسقام بالأزلام " الفطم: جمع فطيم من اللين: أي مفطوم، وجمع فعيل في الصفات على فعل قليل في العربية. وما جاء منه شبه بالأسماء، كنذير ونذر، فأما فعيل بمعنى مفعول فلم يرد إلا قليلا، نحو عقيم وعقم، وفطيم وفطم.
[ 459 ]
وأراد بالحديث الإقراع بين درارى المسلمين في العطاء. وإنما أنكره لأن الإقراع لتفضيل بعضهم على بعض في الفرض. * ومنه حديث امرأة رافع، لما أسلم ولم تسلم " فقال: ابنتى وهى فطيم " أي مفطومة. وفعيل يقع على الذكر والأنثى، فلهذا لم تلحقه الهاء. (باب الفاء مع الظاء) (فظظ) * في حديث عمر " أمن أفظ وغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم " رجل فظ: سيئ الخلق. وفلان أفظ من فلان: أي أصعب خلقا وأشرس. والمراد هاهنا شدة الخلق وخشونة الجانب، ولم يرد بهما المبالغة في الفظاظة والغلظة بينهما. ويجوز أن يكونا للمفاضلة، ولكن فيما يجب من الإنكار والغلظة على أهل الباطل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان رؤوفا رحيما كما وصفه الله تعالى، رفيقا بأمته في التبليغ، غير فظ ولا غليظ. * ومنه الحديث " أن صفته في التوراة ليس بفظ ولا غليظ ". * وفى حديث عائشة " قالت لمروان: أنت فظاظة من لعنة الله " قد تقدم بيانه في العاء والضاد. (فظع) * فيه " لا تحل المسألة إلا لذى غرم مغظع " المفظع: الشديد الشنيع، وقد أفظع يفظع فهو مفظع. وفظع الأمر فهو فظيع. (س) ومنه الحديث " لم أر منظرا كاليوم أفظع " أي لم أر منظرا فظيعا كاليوم. وقيل: أراد منظرا أفضع منه، فحذفها، وهو في كلام العرب كثير. (س) ومنه الحديث " لما أسرى بى وأصبحت بمكة فظعت بأمرى " أي اشتد على وهبته. * ومنه الحديث " أريت أنه وضع في يدى سواران من ذهب ففظعتهما " هكذا روى متعديا حملا على المعنى،. لأنه بمعنى أكرتهما وخفتهما. والمعروف: فظعت به أو منه.
[ 460 ]
* ومن حديث سهل بن حنيف " ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهل بنا " أي يوقعنا في أمر فظيع شديد وقد تكرر في الحديث. (باب الفاء مع العين) (فعم) * في صفته عليه الصلاة والسلام " كان فعم الأوصال " أي ممتلئ الأعضاء. يقال: فعمت الإناء وأفعمته إذا بالغت في ملئه. (ه‍) ومنه الحديث " لو أن امرأة من الحور العين أشرقت لأفعمت مابين السماء والأرض ريح المسك " أي ملأت، ويروى بالغين. * وفى حديث أسامة " وأنهم أحاطوا ليلا بحاضر فعم " أي ممتلئ بأهله. * ومنه قصيد كعب: * ضخم مقلدها فعم مقيدها * أي ممتلئة الساق. (فعا) (ه‍) في حديث ابن عباس " لا بأس للمحرم بقتل الأفعو " يريد الأفعى، فقلب الألف في الوقف واوا، وهى لغة مشهورة. وقد تقدمت في الهمزة. (باب الفاء مع الغين) (فغر) * في حديث الرؤيا " فيفغر فاه فيلقمه حجرا " أي يفتحه، وقد فغر فاه. * ومنه حديث أنس " أخذ تمرات فلا كهن ثم فغرفا الصبى وتركها فيه ". * ومنه حديث عصا موسى عليه السلام " فإذا هي حية عظيمة فاغرة فاها ". (ه‍) وفى حديث النابغة الجعدى " كلما سقطت له سن فغرت سن " أي طلعت، كأنها تنفطر وتنفتح للنبات. قال الأزهري: صوابه " ثغرت " بالثاء، إلا أن تكون الفاء مبدلة منها. (فغم) (ه‍) فيه " لو أن امرأة من الحور العين أشرفت لأفعمت مابين السماء والأرض
[ 461 ]
ريح المسك " يقال: فغمت وأفغمت: أي ملأت. ويروى بالعين المهملة، وقد تقدم، تقول: فغمتني ريح الطيب: إذا سدت خياشيمك وملأته. * وفيه " كلوا الوغم واطرحوا الفغم " الوغم: ما تساقط من الطعام، والفغم: ما يعلق بين الأسنان منه: أي كلوا فتات الطعام وارموا ما يخرجه الخلال. وقيل: هو بالعكس. (فغا) (ه‍) فيه " سيد رياحين الجنة الفاغية " هي نور الحناء. وقيل: نور الريحان. وقيل: نور كل نبت من أنوار الصحراء التى لا تزرع. وقيل: فاغية كل نبت: نوره. * ومنه حديث الحسن، وسئل عن السلف في الزعفران فقال: " إذا فغا " أي إذا نور. ويجوز أن يريد: إذا انتشرت رائحته، من فغت الرائحة فغوا. والمعروف في خروج النور من النبات: أفغى، لا فغا. (باب الفاء مع القاف) (فقأ) (س) فيه " لو أن رجلا اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقأوا عينه لم يكن عليهم شئ " أي شقوها. والفقئ: الشق والبخص. (س) ومنه حديث موسى عليه السلام " أنه فقأ عين ملك الموت " وقد تقدم معناه في حرف العين. * ومنه الحديث " كأنما فقئ في وجهه حب الرمان " أي بخص. (س) ومنه حديث أبى بكر " تفقأت " أي انفلقت وانشقت. (ه‍) وفى حديث عمر " قال في حديث الناقة المنكسرة: والله ما هي بكذا وكذا، ولا هي بفقئ فتشرق (عروقها (1)) " الفقئ: الذى يأخذه داء في البطن يقال له الحقوة، فلا يبول ولا يبعر، وربما شرقت عروقه ولحمه بالدم فينتفخ، وربما انفقأت كرشه من شدة انتفاخه، فهو الفقئ (2) حينئذ، فإذا ذبح وطبخ امتلأت القدر منه دما. وفعيل يقال للذكر والأنثى. (1) من الهروي واللسان (2) في الهروي: " فهو الفقؤ ".
[ 462 ]
(فقح) (ه‍) في حديث عبيد الله بن جحش " أنه تنصر بعد أن أسلم، فقيل له في ذلك، فقال: إنا فقحنا وصأصأتم " أي أبصرنا رشدنا ولم تبصروه. يقال: فقح الجرو: إذا فتح عينيه، وفقح النور: إذا تفتح. (فقد) * في حديث عائشة " افتقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة " أي لم أجده، وهو افتعلت، من فقدت الشئ أفقده إذا غاب عنك. (ه‍) وفى حديث أبى الدرداء " من يتفقد يفقد " أي من يتفقد أحوال الناس ويتعرفها فإنه لا يجد ما يرضيه،. لأن الخير في الناس قليل. (ه‍) وفى حديث الحسن " أغيلمة حيارى تفاقدوا " يدعو عليهم بالموت، وأن يفقد بعضعم بعضا. (فقر) * قد تكرر ذكر " الفقر، والفقير، والفقراء في الحديث " وقد اختلف الناس فيه وفى المسكين، فقيل: الفقير الذى لا شئ له، والمسكين الذى له بعض ما يكفيه، إليه ذهب الشافعي. وقيل فيهما بالعكس، وإليه ذهب أبو حنيفة. والفقير مبنى على فقر قياسا، ولم يقل فيه إلا افتقر يفتقر فهو فقير. (س) وفيه " ما يمنع أحدكم أن يفقر البعير من إبله " أي يعيره للركوب. يقال: أفقر البعير يفقره إفقار إذا أعاره، مأخوذ من ركوب فقار الظهر، وهو خرزاته، الواحدة، فقارة. (س) ومنه حديث الزكاة " من حقها إفقار ظهرها ". * وحديث جابر " أنه اشترى منه بعيرا وأفقر ظهره إلى المدينة ". * ومنه حديث عبد الله " سئل عن رجل استقرض من رجل دراهم ثم إنه أفقر المقرض دابته، فقال: ما أصاب من دابته فهو ربا ". * ومنه حديث المزارعة " أفقرها أخاك " أي أعره أرضك للزراعة، استعاره للأرض من الظهر.
[ 463 ]
(ه‍) وفى حديث عبد الله بن أنيس " ثم جمعنا المفاتيح وتركناها في فقير من فقر خيبر " أي بئر من آبارها. (س) ومنه حديث عثمان " أنه كان يشرب وهو محصور من فقير في داره " أي بئر، وقيل: هي القليلة الماء. * ومنه حديث محيصة " أن عبد الله بن سهل قتل وطرح في عين أو فقير " والفقير أيضا: فم القناة، وفقير النخلة: حفرة تحفر للفسيلة إذا حولت لتغرس فيها. (س) ومنه الحديث " قالت في عثمان: المركوب منه الفقر الأربع " قال القتيبى: الفقر بالكسر: جمع فقرة، وهى خرزات الظهر، ضربتها مثلا لما ارتكب منه، لأنها موضع الركوب، أرادت أنهم انتهكوا فيه أربع حرم: حرمة البلد، وحرمة الخلافة، وحرمة الشهر، وحرمة الصحبة والصهر. وقال الأزهري: هي الفقر بالضم أيضا جمع فقرة، وهى الأمر العظيم الشنيع. (ه‍) ومنه الحديث الآخر " استحلوا منه الفقر الثلاث " حرمة الشهر الحرام، وحرمة البلد الحرام، وحرمة الخلافة. (ه‍) ومنه حديث الشعبى " فقرات ابن آدم ثلاث: يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا " هي الأمور العظام، جمع فقرة بالضم. ومن المكسور الأول (س) حديث زيد بن ثابت " ما بين عجب الذنب إلى فقرة القفا ثنتان وثلاثون فقرة، في كل فقرة أحد وثلاثون دينارا " يعنى خرز الظهر. (س) وفيه " عاد البراء بن مالك في فقارة من أصحابه " أي فقر. (س) وفى حديث عمر " ثلاث من الفواقر " أي الدواهي، واحدتها فاقرة، كأنها تحطم فقار الظهر، كما يقال: قاصمة الظهر. (س) وفى حديث معاوية، أنه أنشد:
[ 464 ]
لمال المرء يصلحه فيغنى مفاقرة أعف من الفقوع (1) المفاقر: جمع فقر على غير قياس، كالمشابه والملامح. ويجوز أن يكون جمع مفقر، مصدر أفقره،. أو جمع مفقر (ه‍) وفى حديث سعد " فأشار إلى فقر في أنفه " أي شقق وحز كان في أنفه. (ه‍) وفيه " أنه كان اسم سيف النبي صلى الله عليه وسلم ذا الفقار " لأنه كان فيه حفر صغار حسان. والمفقر من السيوف: الذى فيه حزوز مطمئنة. * وفى حديث الإيلاء " على فقير من خشب " فسره في الحديث بأنه جذع يرقى عليه إلى غرفة: أي جعل فيه كالدرج يصعد عليها وينزل. والمعروف " على نقير " بالنون: أي منقور. (ه‍) وفى حديث عمر، وذكر امرأ القيس فقال " افتقر عن معان عور أصح بصر " أي فتح معان غمضة. * وفى حديث القدر " قبلنا ناس يتفقرون العلم " هكذا جاء في رواية بتقديم الفاء على القاف، والمشهور بالعكس. قال بعض المتأخرين: هي عندي أصح الروايات وأليقها بالمعنى أنهم يستخرجون غامضه ويفتحون مغلقه. وأصله من فقرت البئر إذا حفرتها لاستخراج مائها، فلما كان القدرية بهذه الصفة من البحث والتتبع لاستخراج المعاني الغامضة بدقائق التأويلات وصفهم بذلك. (ه‍) وفى حديث الوليد بن يزيد بن عبد الملك " إفقر بعد مسلمة الصيد لمن رمى " أي أمكن الصيد من فقاره لراميه، أراد أن عمه مسلمة كان كثير الغزو يحمى بيضة الإسلام، ويتولى سداد الثغور، فلما مات اختل ذلك وأمكن الأسلام لمن يتعرض إليه. يقال: أفقرك الصيد فارمه: أي أمكنك من نفسه. (فقص) (س) في حديث الحديبية " وفقص البيضة " أي كسرها، وبالسين أيضا. (فقع) (ه‍) فيه " أن ابن عباس نهى عن التفقيع في الصلاة " هي فرقعة الأصابع وغمز مفاصلها حتى تصوت. (1) البيت للشماخ بن ضرارو ديوانه ص 56 بشرح الشنقيطى. القاهرة 1327 ه‍.
[ 465 ]
(ه‍) وفى حديث أم سلمة " وإن تفاقعت عيناك " أي ومصتا. وقيل: ابيضتا. وقيل: انشقتا. (س) وفى حديث عاتكة " قالت لابن جرموز: يا ابن فقع القردد " الفقع: ضرب من أردإ الكمأة، والقردد، أرض مرتفعة إلى جنب وهدة. (ه‍) وفى حديث شريح " وعليهم (1) خفاف لها فقع " أي خراطيم. وخف مفقع: أي مخرطم. (فقم) (ه‍) فيه " من حفظ مابين فقمية ورجليه دخل الجنة " الفقم بالضم الفتح: اللحى، يريد من حفظ لسانه وفرجه. (ه‍) ومنه حديث موسى عليه السلام " لما صارت عصاه حية وضعت فقما لها أسفل وفقما لها فوق ". * ومنه حديث الملاعنة " فأخذت بفقميه " أي بلحييه. (س) وحديث المغيرة " يصف امرأة: فقماء سلفع " الفقماء: المائلة الحنك. وقيل: هو تقدم الثنايا السفلى حتى لا تقع عليها العليا. والرجل أفقم. وقد فقم يفقم فقما. (فقه) (ه‍) في حديث ابن عباس " دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " أي فهمه. والفقه في الأصل: الفهم، واشتقاقه من الشق والفتح. يقال: فقه الرجل بالكسر - يفقه فقها إذا فهم وعلم، وفقه بالضم يفقه: إذا صار فقيها عالما. وقد جعله العرف خاصا بعلم الشريعة، وتخصيصا بعلم الفروع منها. (ه‍) ومنه حديث سلمان " أنه نزل على نبطية بالعراق، فقال لها: هل هاهنا مكان نظيف أصلى فيه ؟ فقالت: طهر قلبك وصل حيث شئت، فقال: فقهت " أي فهمت وفطنت للحق والمعنى الذى أرادت. (ه‍) وفيه " لعن الله النائحة والمستفقهة " هي التى تجاوبها في قولها، لأنها تتلقفه وتفهمه فتجبتها عنه. (فقا) * في حديث الملاعنة " فأخذت بفقويه " كذا جاء في بعض الروايات، والصواب " بفقميه " أي حمكيه. وقد تقدم. (باب الفاء مع الكاف) (فكك) (ه‍) فيه " أعتق النسمة وفك الرقبة " تفسيره في الحديث، أن عتق (1) في الهروي: " وعليه ".
[ 466 ]
النسمة أن ينفرد بعنقها، وفك الرقبة أن يعين في عتقها. وأصل الفك: الفصل بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض. * ومنه الحديث " عودوا المريض وفكوا العانى " أي أطلقوا الأسير. ويجوز أن يريد به العتق. * وفيه " أنه ركب فرسا فصرعه على جذم نخلة فانفكت قدمه " الانفكاك: ضرب من الوهن والخلع، وهو أن تنفك بعض أجزائها عن بعض. (فكل) * فيه " أوحى الله إلى البحر أن موسى يضربك فأطعه، فبات وله أفكل " أي رعدة، وهى تكون من البرد أو الخوف، ولا يبنى منه فعل. وهمزته زائدة. * ومنه حديث عائشة " فأخذني أفكل وارتعدت من شدة الغيرة ". (فكن) (ه‍) فيه " حتى إذا غاض ماؤها يقى قوم يتفكنون " أي يتندمون. والفكنة: الندامة على الفائت. (فكه) * في حديث أنس " كان النبي صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس مع صبى " الفاكه، المازح، والاسم: الفكاهة. وقد فكه يفكه فهو فكه وفاكه. وقيل: الفاكه ذو الفكاهة. كالتامر واللابن. (ه‍) ومنه حديث زيد بن ثابت " أنه كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله ". (ه‍) ومنه الحديث " أربع ليس غيبتهن بغيبة، منهم المتفكهون بالأمهات " هم الذين يشتمونهن ممازحين. (باب الفاء مع اللام) (فلت) (ه‍) فهى " إن الله يملى للظالم فإذا أخذه لم يفلته " أي لم ينفلت منه. ويجوز أن يكون بمعنى: لم يفلته منه أحد: أي لم يخلصه. * ومنه الحديث " أن رجلا شرب خمرا فسكر، فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما حاذى دار العباس انفلت، فدخل عليه، فذكر له ذلك، فضحك وقال: أفعلها ؟ ولم يأمر فيه بشئ ".
[ 467 ]
* ومنه الحديث " فأنا آخذ (1) بججزكم وأنتم تفلتون من يدى " أي تتفلتون، فحذف إحدى التاءين تخفيفا. (ه‍) وفيه " أن رجلا قال له: إن أمي افتلتت نفسها " أي ماتت فجأة وأخذت نفسها فلتة. يقال: افتلته إذا استلبه. وافتلت فلان بكذا إذا فوجئ به قبل أن يستعد له. ويروى بنصب النفس ورفعها، فمعنى النصب افتلتها الله نفسها. معدى إلى مفعولين، كما تقول: اختلسه الشئ واستلبه إياه، ثم بنى الفعل لما لم يسم فاعله، فتحول المفعول الأول مضمرا وبقى الثاني منصوبا، وتكون التاء الأخيرة ضمير الأم. أي افتلتت هي نفسها. وأما الرفع فيكون متعديا إلى مفعول واحد، أقامه مقام الفاعل، وتكون التاء للنفس: أي أخذت مفسها فلتة. * ومنه الحديث " تدارسوا القرآن فلهو أشد تفلتا من الإبل من عقلها " التفلت والإفلات والانفلات: التخلص من الشئ فجأة من غير تمكث. (س) ومنه الحديث " إن عفريتا من الجن تفلت على البارحة " أي تعرض لى في صلاتي فجأة. (ه‍) ومنه حديث عمر " إن بيعة أبى بكر كانت فلتة وقى الله شرها " أراد بالفلتة الفجأة. ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله من ذلك ووقى. والفلتة: كل شئ فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشر الأمر. وقيل: أراد بالفلتة الخلسة. أي إن الإمامة يوم السقيفة مالت إلى توليها الأنفس، ولذلك كثر فيها التشاجر، فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدى واختلاسا. وقيل: الفلتة آخر ليلة من الأشهر الحرم، فيختلفون فيها أمن الحل هي أم من الحرم، فيسارع الموتور إلى درك الثأر، فيكثر الفساد وتسفك الدماء، فشبه أيام النبي عليه الصلاة والسلام (1) في الأصل: " آخذ " بضم الخاء المعجمة، وأثبتنا ضبط ا. قال الإمام النووي في شرحه لمسلم (باب شفقته صلى الله عليه وسلم من كتاب الفضائل): روى بوجهين: أحدهما اسم فاعل، بكسر الخاء وتنوين الذيل والثانى فعل مضارع، بضم الذال بلا تنوين، والأول أشهر، وهما صحيحان.
[ 468 ]
بالأشهر الحرم، ويوم موته بالفلتة من وقوع الشر من ارتداد العرب، وتخلف الأنصار عن الطاعة، ومنه من منع الزكاة، والجرى على عادة العرب في ألا يسود القبيلة إلا رجل منها. (ه‍) وفى صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تنثى فلتاته " الفلتات: الزلات، جمع فلتة. أي لم يكن في مجلسه زلات فتحفظ وتحكى. (ه‍) وفيه " وهو في بردة له فلتة " أي ضيقة صغيرة لا ينضم طرفاها، فهى تفلت من يده إذا اشتمل بها، فسماها بالمرة من الانفلات. يقال: بردة فلتة وفلوت. (ه‍) ومنه حديث ابن عمر " وعليه بردة فلوت " وقيل: الفلوت التى لا تثبت على صاحبها،. لخشونتها أو لينها. (فلج) (ه‍) في صفته عليه السلام " أنه كان مفلج الأسنان " وفى رواية " أفلج الأسنان " الفلج بالتحريك: فرجة ما بين الثنايا والراعيات، والفرق: فرجة بين الثنيتين. * ومنه الحديث " أنه لعن المتفلجات للحسن " أي النساء اللاتى يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين. (ه‍) وفى حديث على " إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت، وتغرى به لئام الناس كالياسر الفالج " الياسر: المقامر، والفالج: الغالب في قماره. وقد فلج أصحابه وعلى أصحابه إذا غلبهم، والاسم: الفلج بالضم. (س) ومنه حديثه الآخر " أينا فلج فلج أصحابه ". * ومنه حديث سعد " فأخذت سهمي الفالج " أي القامر الغالب. ويجوز أن يكون السهم الذى سبق به في النضال. * ومنه حديث معن بن يزيد " بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصمت إليه فأفلجني " أي حكم لى وغلبني على خصمى. (ه‍) وفى حديث عمر " أنه بعث حذيفة وعثمان بن حنيف إلى السواد ففلجا الجزية على أهله " أي قسماها. وأصله من الفلج والفالج، وهو مكيال معروف، وأصله سرياني فعرب. وإنما سمى القسمة بالفلج لأن خراجهم كان طعاما.
[ 469 ]
* وفيه ذكر " فلج " هو يفتحتين: قرية عظيمة من ناحية اليمامة، وموضع باليمن من مساكن عاد، وهو بسكون اللام: واد بين البصرة وحمى ضرية. (س) وفيه " إن فالجا تردى في بئر " الفالج: البعير ذو السنامين، سمى به لأن سناميه يختلف ميلهما. * ومنه حديث أبى هريرة " الفالج داء الأنبياء " هو داء معروف يرخى بعض البدن. (فلح) (ه‍) في حديث الأذان " حى على الفلاح " الفلاح: البقاء والفوز والظفر، وهو من أفلح، كالنجاح أنجح: أي هلموا إلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها، وهو الصلاة في الجماعة. (س) ومنه حديث الخيل " من ربطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة " أي ظفر وفوز. (ه‍) ومنه حديث السحور " حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح " سمى بذلك لأن بقاء الصوم به. (ه‍) وفى حديث أبى الدحداح: * بشرك الله بخير وفلح * أي بقاء وفوز، وهو مقصور من الفلاح. (ه‍) وفى حديث ابن مسعود " إذا قال الرجل لامرأته: استفلحى بأمرك فقبلته فواحدة بائنة " أي فوزى بأمرك واستبدى به. * ومنه الحديث " كل قوم على مفلحة من أنفسهم " قال الخطابى: معناه أنهم راضون بعلمهم مغتبطون به عند أنفسهم، وهى مفعلة من الفلاح، وهو مثل قوله تعالى " كل حزب بما لديهم فرحون ". (ه‍) وفيه " قال رجل لسهيل بن عمرو: لولا شئ يسوء رسول الله صلى الله عليه وسلم لضربت فلحمك " أي موضع الفلح، وهو الشق في الشفة السفلى. والفلح: الشق والقطع. * ومنه حديث عمر " اتقوا الله في الفلاحين " يعنى الزراعين الذى يفلحون الأرض: أي يشقونها.
[ 470 ]
* ومنه حديثى كعب " المرأة إذا غاب عنها زوجها تفلحت وتنكبت الزينة " أي تشققت وتقشفت. قال الخطابى: " أراه تقلحت " بالقاف، من القلح وهو الصفرة وهو الصفرة التى تعلو الأسنان. (فلذ) (ه‍) في أشراط الساعة " وتقئ الأرض أفراذ كبدها " أي تخرج كنوزها المدفونة فيها، وهو استعارة. والأفلاذ: جمع فلذ، جمع فلذة، وهى القطعة المقطوعة طولا. ومثله قوله تعالى " وأخرجت الأرض أثقالها ". وسمى ما في الأرض قطعا،. تشبيها وتمثيلا. وخص الكبد. لأنها من أطايب الجزور. واستعار القئ للإخرج. * ومنه حديث بدر " هذه مكة قد رمتكم بأفلاذ كبدها " أراد صميم قريش ولبابها وأشرافها، كما يقال: فلان قلب عشيرته، لأن الكبد من أشرف الأعضاء. * ومنه الحديث " إن فتى من الأنصار دخلته خشية من النار فحبسته في البيت حتى مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الفرق من النار فلذ كبده " أي خوف النار قطع كبده. (فلز) (س) فيه " كل فلز أذيب " الفلز بكسر الفاء واللام وتشديد الزاى: ما في الأرض من الجواهر المعدنية، كالذهب. الفضة والنحاس والرصاص. وقيل: هو ما ينفيه الكير منها. * ومنه حديث على " من فلز اللجين والعقيان ". (فلس) * فيه " من أدرك ماله عند رجل قد أفلس فهو أحق به " أفلس الرجل: إذا لم يبقله مال. ومعناه صارت دراهمه فلوسا. وقيل: صار إلى حال يقال ليس معه فلس. وقد أفلس يفلس إفلاسا فهو مفلس، وفلسه الحاكم تفليسا وقد تكرر في الحديث. * وفيه ذكر " فلس " بضم الفاء وسكون اللام: هو صنم طيئ، بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا لهدمه سنة تسع.
[ 471 ]
(فلسطين) * هي بكسر الفاء وفتح اللام: الكورة المعروفة فيما بين الاردن وديار مصر، وأم بلادها بيت المقدس. (فلط) (ه‍) في حديث عمر بن عبد العزيز " أمر برجل أن يحد، فقال: أضرب فالطا ؟ " أي فجأة، وهى بلغة هذيل. (فلطح) * في حديث القيامة " عليه حسكة مفلطحة، لها شوكة عقيفة " المفلطح: الذى فيه عرض واتساع. * وفى حديث ابن مسعود " إذا ضنوا عليه بالمفلطحة " قال الخطابى: هي الرقاقة التى فلطحت: أي بسطت. وقال غيره: هي الدراهم. ويروى " المطلفحة " وقد ذكرت في الطاء. (فلغ) (ه‍) فيه " إنى إن آتهم تفلغ رأسي رأسي كما تفلغ العترة " أي يكسر، وأصل الفلغ: الشق. والعترة: نبت. (ه‍) ومنه حديث (ابن (1)) عمر " أنه كان يخرج يديه في السجود وهما متفلغتان " أي متشققتان من البرد. (فلفل) (ه‍) في حديث على " قال عبد خير: أنه خرج وقت السحر فأسرعت إليه لأسأله عن وقت الوتر، فإذا هو يتفلفل ". وفى رواية السلمى " خرج علينا على وهو يتفلفل " قال الخطابى: جاء فلان متفلفلا: إذا جاء والسواك في فيه يشوصه. ويقال: جاء فلان يتفلفل إذا مشى مشية المتبختر. وقيل: هو مقاربة الخطا، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين. وقال القتيبى: لا أعرف يتفلفل بمعنى يستاك، ولعله " يتتفل " لأن من استاك تفل. (فلق) (ه‍) فيه " أنه كان يرى الرؤيا فتأتى مثل فلق الصبح " هو بالتحريك ضوؤه وإنارته. الفلق: الصبح نفسه. الفلق بالسكون: الشق. * ومنه الحديث " يا فالق الحب والنوى " أي الذى يشق حبة الطعام ونوى التمر للإنبات (1) من ا، والهروى، والفائق 2 / 296.
[ 472 ]
* ومنه حديث على " والذى فلق الحبة وبرأ النسمة " وكثيرا ما كان يقسم بها. * ومنه حديث عائشة " إن البكاء فالق كبدي ". * وفى حديث الدجال " فأشرف على فلق من أفلاق الحرة " الفلق بالتحريك: المطمئن من الأرض بين ربوتين، ويجمع على فلقان أيضا. * وفى حديث جابر " صنعت للنبى صلى الله عليه وسلم مرقة يسميها أهل المدينة الفليقة " قيل: هي قدر يطبخ ويثرد فيها فلق الخبز، وهى كسره. (ه‍) وفى حديث الشعبى، وسئل عن مسألة فقال: " ما يقول فيها هؤلاء المفاليق ؟ " هم الذين لا مال لهم، الواحد: مفلاق، كالمفاليس، شبه إفلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمفاليس من المال. (ه‍) وفى صفة الدجال " رأيته فإذا رجل فيلق أعور " الفيلق: العظيم. وأصل الفيلق: الكتيبة العظيمة، والياء زائدة. قال القتيبى: إن كان محفوظا، وإلا فإنما هو " الفيلم "، وهو العظيم من الرجال. (فلك) (ه‍) في حدث ابن مسعود " تركت فرسك كأنه يدور في فلك " شبهه في دورانه بدوران الفلك، وهو مدار النجوم من السماء، وذلك أنه كان قد أصابته عين فاضطرب. وقيل: الفلك: موج البحر، شبه به الفرس في اضطرابه. (فلل) (ه‍) في حديث أم زرع " شجك، أو فلك، أو جمع كلالك " الفل: الكسر والضرب، تقول: إنها معه بين شج رأس، أو كسر عضو، أو جمع بينهما. وقيل: أراد بالفل الخصومة. * ومنه حديث سيف الزبير " فيه فلة فلها يوم بدر " الفلة: الثلمة في السيف، وجمعها: فلول. * ومنه قول الشاعر (1): * بهن فلول من قراع الكتائب * * ومنه حديث ابن عوف " ولا تفلوا المدى بالاختلاف بينكم " المدى: جمع مدية، وهى السكين، كنى يفلها عن النزاع والشقاق. (1) هو النابغة الذبيانى. والبيت في ديوانه ص 15، بشرح كرم البستانى. بيروت 1953 م وصدره: * ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *
[ 473 ]
* ومنه حديث عائشة تصف أباها " ولا فلوا له صفاة " أي كسروا له حجرا، كنت به عن قوته في الدين. * ومنه حديث على " يستزل لبك ويستفل غربك " هو يستفعل، من الفل: الكسر. والغرب: الحد. (س) وفى حديث الحجاج بن علاط " لعلى أصيب من فل محمد وأصحابه " الفل: القوم المنهزمون، من الفل: الكسر، وهو مصدر سمى به، ويقع على الواحد والاثنين والجميع، وربما قالوا: فلول وفلال. وفل الجيش يفله فلا إذا هزمه، فهو مفلول، أراد: لعلى أشترى مما أصيب من غنائمهم عند الهزيمة. * ومنه حديث عاتكة " فل من القوم هارب ". * ومنه قصيد كعب: * أن يترك القرن إلا وهو مفلول * أي مهزوم. (ه‍) وفى حديث القيامة " يقول الله تعالى: أي فل، إلم أكرمك وأسودك " معناه يا فلان، وليس ترخيما له،. لأنه لا يقال إلا بسكون اللام، ولو كن ترخيما لفتوحها أو ضموها. قال سيبويه: ليست ترخيما، وإنما هي صيغة ارتجلت في باب النداء. وقد جاء في غير النداء. قال (1) * في لجة أمسك فلانا عن فل * فكسر اللام للقافية. وقال الزهري: ليس بترخيم فلان، ولكنها كلمة على حدة، فبنو أسد يوقعونها على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث، بلفظ واحد، وغيرهم يثنى ويجمع ويؤنث. (1) هو أبو النجم العجلى. كما في الصحاح (فلل).
[ 474 ]
وفلان وفلانه: كناية عن الذكر والأنثى من الناس، فإن كنيت بهما عن غير الناس قلت: الفلان والفلانة. وقال قوم: إنه ترخيم فلان، فحذفت النون للترخيم، والألف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم. (س) ومنه حديث أسامة في الوالى الجائر " يلقى في النار فتندلق أقتابه، فيقال: إى فل، أين ما كنت تصف ؟ " وقد تكرر في الحديث. (فلم) (ه‍) في صفة الدجال " أقمر فيلم " وفى رواية " فيلما نيا " الفيلم: العظيم الجثة. والفلم: الأمر العظيم، والياء زائدة. والفيلمانى: منسوب إليه بزيادة الألف والنون للمبالغة. (فلهم) (ه‍) فيه " أن قوما افتقدوا سخاب فتاتهم، فاتهموا امرأة، فجاءت عجوز ففتشت فلهمها " أي فرجها. وذكره بعضهم بالقاف. (فلا) (س) في حديث الصدقة " كما يربى أحدكم فلوه " الفلو: المهر الصغير. وقيل: هو الفطيم من أولاد ذوات الحافر. (س) ومنه حديث طهفة " والفلو الضبيس " أي المهر العسر الذى لم يرض. * وفى حديث ابن عباس " امر الدم بما كان قاطعا من ليطة فالية " أي قصبة وشقة قاطعة، وتسمى السكين الفالية. * وفى حديث معاوية " قال لسعيد بن العاص: دعه عنكم، فقد فليته فلى الصلع " هو من على الشعر وأخذ القمل منه، يعنى أن الأصلع لا شعر له فيحتاج أن يفلى. (باب الفاء مع النون) (فنخ) (ه‍) في حديث عائشة، وذكرت عمر " ففنخ الكفرة " أي أذلها وقهرها. * ومنه حديث المتعة " برد هذا غير مفنوخ " أي غير خلق ولا ضعيف. يقلا: فنخت رأسه وفنخته: أي شد خته وذللته. (فند) (ه‍) فيه " ما ينتظر أحدكم إلا هرما مفندا، أو مرضا مفسدا " الفند في الأصل:
[ 475 ]
الكذب. وأفند: تكلم بالفند. ثم قالوا للشيخ إذا هرم: قد أفند، لأنه يتكلم بالمحف (1) من الكلام عن سنن الصحة. وأفنده الكبر: إذا أوقعه في الفند. * ومنه حديث التنوخى رسول هرقل " وكان شيخا كبرا قد بلغ الفند أو قرب ". (ه‍) ومنه حديث أم معبد " لا عابس ولا مفند " هو الذى لا فائدة (2) في كلامه لكبر أصابه. (ه‍) وفيه " ألا إنى من أولكم وفاة تتبعوني أفنادا أفنادا يهلك بعضكم بعضا " أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم، واحدهم: فند. والفند: الطائفة من الليل. ويقال: هو فند على حدة: أي فئة. (ه‍) ومنه الحديث " أسرع الناس بى لحوقا قومي، ويعيش الناس بعدهم أفنادا يقتل بعضهم بعضا " أي يصيرون فرقا مختلفين. (ه‍) ومنه الحديث " لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليه الناس أفنادا أفنادا " أي فرقا بعد فرق، فرادى بلا أمام. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: إنى أريد أن أفند (3) فرسا " أي أرتبطه وأتخده حصنا وملاذا، ألجأ إليه كما يلجأ إلى الفند من الجبل، وهو أنفه الخارج منه. وقال الزمخشري: يجوز أن يكون أراد بالنفنيد التضمير، من الفند: وهو الغصن (4) من أغصان الشجرة: أي أضمره حتى يصير في ضيره كالغصن (5). * ومنه حديث على " لو كان جبلا لكان فندا " وقيل: هو المنفرد من الجبال. (فنع) * في حديث معاوية " أنه قال لابن أبى محجن الثقفى: أبوك الذى يقول: إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروى عظامي في التراب عروقها (1) في الأصل: " بالمخرف " بالخاء المعجمة، وأثبتناه بالحاء المهملة من ا، واللسان. (2) في الأصل: " هو الذى لا فند في كلامه " والتصحيح من ا، والهروى، واللسان. (3) في الأصل: " إنى أفند " والتصحيح من ا، واللسان، والهروى، الفائق 2 / 300 (4) عبارة الزمخشري: " وهو الغصن المائل ". (5) عبارة الزمخشري: " كغصن الشجرة ".
[ 476 ]
ولا تدفنن في الفلاة فإننى أخاف إذا مامت أن لا أذوقها فقال: أبى الذى يقول: وقد أجود وما مالى بذى فنع وأكتم السر فيه ضربة العنق الفنع: المال الكثير. يقال: فنع (يفنع) (1) فنعا، فهو فنع وفنيع إذا كثر ماله ونما. (فنق) (س) في حديث عمير بن أفصى (2) ذكر " الفنيق " هو الفحل المكرم من الإبل الذى لا يركب ولا يهان، لكرامته عليهم. * ومنه حديث الجارود " كالفحل الفنيق " وجمعه: فنق وأفناق * ومنه حديث الحجاج " لما حاصر ابن الزبير بمكة ونصب المنجنيق عليها: * خطارة كالجمل الفنيق * (فنك) (ه‍) فيه " أمرنى جبريل أن أتعاهد فنيكى عند الوضوء " الفنيكان: العظمان الناشز ان أسفل الأذنين بين الصدع والوجنة. وقيل: هما العظمان المتحركان من الماضغ دون الصدغين (3). * ومنه حديث عبد الرحمن بن سابط " إذا توضأت فلا تنس الفنيكين " وقيل: أراد به تخليل أصول شعر اللحية. (فنن) (ه‍) فيه " أهل الجنة جرد مكحولن أولو أفانين " أي ذوو شعور وجمم. والأفانين: جمع أفنان، والأفنان: جمع فنن، هو الخصلة من الشعر، تشبيها بغصن الشجرة. * ومنه حديث سدرة المنتهى " يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة ". (ه‍) وفى حديث أبان بن عثمان " مثل اللحن في السرى مثل التفنين في الثوب " التفنين: البقعة السخيفة الرقيقة في الثوب الصفيق. والسرى: الشريف النفيس من الناس. (فنا) (س) في حديث القيامة " فينبتون كما ينبت الفنا " الفنا مقصور: عنب الثعلب. وقيل: شجرته، وهى سريعة النبات والنمو. (1) من ا، واللسان. (2) في الأصل: " أقصى " بالقاف. والتصحيح من اللسان، وأسد الغابة 4 / 139. (3) قال الهروي: ومن جعل الفنيك واحدا من الأنسان فهو مجتمع اللحيين وسط الذقن.
[ 477 ]
(س) وفيه " رجل من أفناء الناس " أي لم يعلم ممن هو، الواحد: فنو. وقيل: هو من الفناء، وهو المتسع أمام الدار. ويجمع الفناء على أفنية. وقد تكرر في الحديث واحدا ومجموعا. * وفى حديث معاوية " لو كنت من أهل البادية بعت الفانية واشتريت النامية " الفانية: المسنة من الأبل وغيرها، والنامية: الفتية الشابة التى هي في نمو وزيادة. (باب الفاء مع الواو) (فوت) (ه‍) فيه " مر بحائط مائل فأسرع، فقيل: يارسول الله، أسرعت المشى، فقال: أخاف موت الفوات " أي موت الفجأة، من قولك: فاتني فلان بكذا، أي سبقني به. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا تفوت على أبيه في ماله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: ارد على ابنك ماله، فإنما هو سهم من كنانتك " هو من الفوت: السبق. يقال: تفوت فلان على فلان في كذا، وافتات عليه إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه، ولما ضمن معنى التغلب عدى بعلى. والمعنى أن الابن لم يستشر أباه ولم يستأذنه في هبة مال نفسه، فأتى الأب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له: ارتجعه من الموهوب له واردده على ابنك، فإنه وما في يده تحت يدك وفى ملكتك، فليس له أن يستبد بأمر دونك. فضرب كونه سهما من كنانته مثلا لكونه بعض كسبه. (ه‍) ومنه حديث عبدالرجمن بن أبى بكر " أمثلى يفتات عليه في بناته ! " هو افتعل، من الفوات: السبق. يقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك: قد افتات عليك فيه. (فوج) * في حديث كعب بن مالك " يتلقاني الناس فوجا فوجا " الفوج: الجماعة من الناس، والفيج مثله، وهو مخفف من الفيج، وأصله الواو، يقال: فاج يفوج فهو فيج، مثل هان يهون فهو هين. ثم يخففاه فيقال: فيج وهين. (فوح) (س) فيه " شدة الحر من فرح جهنم " أي شدة غليانها وحرها. ويروى بالياء. وسيجئ. (س) وفيه " كان يأمرنا في فرح حيضنا أن نأتزر " أي معظمه وأوله. (فوخ) (ه‍) فيه " أنه خرج يريد حاجة، فاتبعه بعض أصحابه، فقال: تنح عنى فإن كل بائلة تفيخ " الإفاخة: الحدث يخروج الريح خاصة. يقال: أفاخ يفيخ إذا خرج منه
[ 478 ]
ريح، وإن جعلت الفعل للصوت قلت: فاخ يفوخ، فوخا إذا كان مع هبوبها صوت. وقوله " بائلة ": أي نفس بائلة. (فود) (س) فهى " كان أكثر شيبه في فودى رأسه " أي ناحيتيه، كل واحد منهما فود. وقيل: الفود معظم شعر الرأس. (ه‍) وفى حديث معاوية " قال للبيد: ما بال العلاوة بين الفودين ! " هما العدلان. كل واحد منهما فود. * وفى حديث سطيح: * أم فاد فازلم به شأو العنن * يقال: فاد يفود إذا مات. ويروى بالزاى بمعناه. (فور) (س) فيه " فجعل الماء يفور من بين أصابعه " أي يغلى ويظهر متدفقا. * ومنه الحديث " كلا بل هي حمى تثور أو تفور " أي يظهر حرها. * ومنه الحديث " إن شدة الحر من فور جهنم " أي وهجها وغليانها. (س) وفى حديث ابن عمر " ما لم يسقط فور الشفق " هو بقية حمرة الشمس في الأفق الغربي، سمى فورا لسطوعه وحمرته. ويروى بالثاء وقد تقدم. (س) وفى حديث معضد " خرج هو وفلان فضربوا الخيام وقالوا: أخرجنا من فورة الناس " أي من مجتمعهم، وحيث يفورون في أسواقهم. * وفى حديث محلم " نعطيكم خمسين من الإبل في فورنا هذا " فور كل شئ: أوله. (فوز) (ه‍) في حديث سطيح: * أم فاز فازلم به شأوالعنن * فاز يفوز إذا مات، ويروى بالدال بمعناه. وقد سبق. * ومنه حديث كعب بن مالك " واستقبل سفرا بعيدا ومفازا " المفاز والمفازة: الربة القفر. والجمع: المفاوز، سمين بذلك لأنها مهلكة، من فوز، إذا مات. وقيل: سميت تفاؤلا من الفوز: النجاة. وقد تكرر في الحديث.
[ 479 ]
(فوض) * في حديث الدعاء " فوضت أمرى إليك " أي رددته. يقال: فوض إليه الأمر تفويضا إذا رده إليه وجعله الحاكم فيه. * ومنه حديث الفاتحة " فوض إلى عبدى " وقد تكرر في الحديث. (ه‍) وفى حديث معاوية " قال لدغفل بن حنظلة: بم ضبطت ما أرى ؟ قال: بمفاوضة العلماء، قال: ما مفاوضة العلماء ؟ قال: كنت إذا عالما أخذت ما عنده وأعطيته ما عند " المفاوضة: المساوة والمشاركة، وهى مفاعلة من التفويض، كأن كل واحد منهما رد ما عنده إلى صاحبه. وتفاوض الشريكان في المال إذا اشتركا فيه أجمع. أراد محادثة العلماء ومذكرتهم في العلم. (فوع) (ه‍) فيه " احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء " أي أوله، كفورته. وفوعة الطيب: أول ما يفوح منه. ويرى بالغين، لغة فيه. (فوف) (س) في حديث عثمان " خرج وعليه حلة أفواف " الأفواف: جمع فوف، وهو الفطن، وواحدة الفوف: فوفة، وهى في الأصل: القشرة التى على النواة. يقال: برد أفواف، وحلة أفواف بالإضافة، وهى ضرب من برود اليمن، وبرد مفوف: فيه خطوط بياض. (س) وفى حديث كعب " ترفع للعبد غرفة مفوفة " وتفويفها: لبنة من ذهب وأخرى من فضة. (فوق) (ه‍) فيه " أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق " أي قسمها في قدر فواق ناقة، وهو ما بين وقيل: أراد التفضيل في القسمة، كأنه جعل بعضهم أفواق أفوق من بعض، على قدر غنائمهم (1) وبلائهم. و " عن " ها هنا بمنزلتها في قولك: أعطيته عن رغبة وطيب نفس،. لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفا بذلك كان الفعل إذا كان متصفا بذلك كان الفعل صادرا عنه لا محالة، ومجاوزا له. * ومنه الحديث " عيادة المريض قدر فواق الناقة ". (ه‍) وحديث على " قال له الأشتر (2) يوم صفين: أنظرني فواق ناقة " أي أخرني قدر ما بين الحلبتين. (1) في اللسان: " غنائهم ". وكأنه أشبه. (2) الذى في اللسان: " الأسير ".
[ 480 ]
(ه‍) وحديث أبى موسى ومعاذ " أما أنا فأتفوقه تفوقا " يعنى قراءة القرآن: أي لا أقرأ وردى منه دفعة واحدة، ولكن أقرؤه شيئا بعد شئ في ليلى ونهارى، مأخوذ من فواق الناقة، لأنها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب. * ومنه حديث على " إن بنى أمية ليفوقوننى تراث محمد تفويقا " أي يعطونى من المال قليلا قليلا. * وفى حديث أبى بكر في كتاب الزكاة " من سئل فوقها فلا يعطه " أي لا يعطى الزيادة المطلوبة. وقيل: لا يعطيه شيئا من الزكاة أصلا، لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائنا، وإذا ظهرت خيانته سقطت طاعته. * وفيه " حبب إلى الجمال حتى ما أحب يفوقني أحد بشراك نعل " فقت فلانا أفوقه: أي صرت خيرا منه وأعلى وأشرف، كأنك صرت فوقه في المرتبة. * ومنه " الشئ الفائق " وهو الجيد الخالص في نوعه. * ومنه حديث حنين: فما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداى في مجمع * وفى حديث على يصف أبا بكر " كنت أخفضهم (1) صوتا، وأعلاهم فوقا " أي أكثرهم نصيبا وحظا من الدين، وهو مستعار من فوق السهم، وهو موضع الوتر منه. (ه‍) ومنه حديث ابن مسعود " اجتمعنا فأمرنا عثمان، ولم نأل عن خيرنا ذا فوق " أي ولينا أعلانا سهما ذا فوق، أراد خيرنا وأكملنا، تاما في الإسلام والسابقة والفضل. * ومه حدث على " ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل " أي رمى بسهم منكسر الفوق لا نصل فيه. وقد تكرر ذكر " الفوق " في الحديث. * وفيه " وكانوا أهل بيت فاقة " الفاقة: الحاجة والفقر. (1) في الأصل: " أحفظهم " بالحاء المهملة والظاء المعجمة، والمثبت من ا، واللسان.
[ 481 ]
* وفى حديث سهل بن سعد " فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين الصبى ؟ " الاستفاقة، استفعال، من أفاق إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه. * ومنه " إفاقة المريض والمجنون والمغشى عليه والنائم ". * ومنه حديث موسى عليه السلام " فلا أدرى أفاق قبلى أم قام من غشيته ؟ " وقد تكررت في الحديث. (فول) * في حديث عمر " أنه سأل المفقود: ما كان طعام الجن ؟ قال: الفول " هو الباقلاء. (فوه) (ه‍) فيه " فلما تفوه البقيع " أي دخل في أول البقيع، فشتهه بالفم،. لأنه أول ما يدخل إلى الجوف منه. ويقال لأول الزفاف والنهر: فوهته، بضم الفاء وتشديد الواو. (س) وفى حديث الأحنف " خشيت أن تكون مفوها " أي بليغا منطيقا، كأنه مأخوذ من افوه، وهو سعة الفم. * وفى حديث ابن مسعود " أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاه إلى في " أي مشافهة وتلقينا. وهو نصب على الحال بتقدير المشتق. ويقال فيه: كلمني فوه إلى في، بالرفع، والجملة في موضع الحال. (باب الفاء مع الهاء) (فهد) (ه‍) في حديث أم زرع " إن دخل فهد " أي نام وغفل عن معايب البيت التى يلزمنى إصلاحها. والفهد يوصف بكثرة النوم، فهى تصفه بالكرم وحسن الخلق، فكأنه نائم عن ذلك أو ساه، وإنما متناوم ومتغافل. (فهر) (ه‍) فيه " أنه نهى عن الفهر " يقال: أفهر الرجل: إذا جامع جاريته وفى البيت أخرى تسمع حسه. وقيل، هو إفهارا، والاسم الفهر، بالتحريك والسكون. (س) وفيه " لما نزلت " تبت يدا أبى لهب " جاءت امرأته وفى يدها فهر " الفهر: الحجر ملء الكف. وقيل: هو الحجر مطلقا.
[ 482 ]
(ه‍) وفى حديث على " رأى قوما قد سدلوا ثيابهم، فقال: كأنهم اليهود خرجوا من فهرهم (1) " أي مواضع مدارسهم، وهى كلمة نبطية أو عبرانية عربت. وأصلها " بهرة " بالباء. (فهق) (ه‍) فيه " إن أبغضكم إلى الثرثارون المتفيهقون " هو الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، مأخوذ من الفهق، وهو الامتلاء والاتساع. يقال: أفهقت الإناء ففهق يفهق فهقا. (ه‍) ومنه الحديث " أن رجلا يدنى من الجنة فتنفهق له " أي تنفتح وتتسع. * وحديث على " في هواء منفتق وجو منفهق ". * وحديث جابر " فنزعنا في الحوض حتى أفهقناه ". (فهه) (ه‍) في حديث عمر " أنه قال لأبى عبيدة يوم السقيفة: ابسط يدك لأبايعك، فقال: ما سمعت منك أو ما رأيت منك فهة في الإسلام قبلها، أتبايعني وفيكم الصديق ؟ " أراد بالفهة السقطة والجهلة. يقال: فه الرجل يفه فهاهة وفهة، فهو فه وفهيه: إذا جاءت منه سقطة من العى وغيره. (باب الفاء مع الياء) (فيأ) * قد تكرر ذكر " الفئ " في الحديث على اختلاف تصرفه، وهو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. وأصل الفئ: الرجوع. يقال: فاء يفئ فئة وفيوءا، كأنه كان في الأصل لهم فرجع (2) إليهم. ومنه قيل للظل الذى يكون بعد الزوال: فئ،. لأنه يرجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق. (س) ومنه الحديث " جاءت امرأة من الأنصار بابنتين لها، فقالت: يا رسول الله، هاتان ابتنا فلان، قتل معك يوم أحد، وقد استفاء عمهما مالهما وميراثهما " أي استرجع حقهما من الميراث وجعله فيئا له. وهو استفعل، من الفئ. (1) في الأصل: " فهورهم " والتصحيح من ا، واللسان، والهروى، والفائق 1 / 584. (2) في ا: " ثم رجع ".
[ 483 ]
(س) ومنه حديث عمر " فلقد رأيتنا نستفئ سهمانهما " أي نأخذها لأنفسنا ونقتسم بها. (س) وفيه " الفئ على ذى الرحم " أي العطف عليه والرجوع إليه بالبر. (ه‍) وفيه " لا يلين مفاء على مفئ " المفاء: الذى افتتحت بلدته وكورته فصارت فيئا للمسلمين. يقال: أفأت كذا: أي صيرته فيئا، فأنا مفئ، وذلك الشئ مفاء، كأنه قال: لا يلين أحد من أهل السواد على الصحابة والتابعين الذين افتتحوه عنوة. * وفى حديث عائشة " قالت عن زينب رضى الله عنها: ما عدا سورة من حد (1) تسرع منها الفيئة " الفيئة، بوزن الفيعة: الحالة من الرجوع عن الشئ الذى يكون قد لابسه الإنسان وباشره. * وفيه " مثل المؤمن كالخامة من الزرع، من حيث أتتها الريح تفيئها " أي تحركها وتميلها يمينا وشمالا. (س) وفيه " إذا رأيتم الفئ على رؤوسهن، يعنى النساء، مثل أسنمة البخت فأعلموهم أن الله لا يقبل لهن صلاة " شبه رؤوسهن بأسنمة البخت، لكثرة ما وصلن به شعورهن حتى صار عليها من ذلك ما يفيئها: أي يحركها خيلاء وعجبا. * وفى حديث عمر " أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه، ثم دخل أبو بكر على تفيئة ذلك " أي على أثره. ومثله: تئيفة ذلك. وقيل: هو مقلوب منه، وتاؤه إما أن تكون مزيدة أو أصلية. قال الزمخشري: " فلا تكون مزيدة والبنية كما هي من غير قلب (2)، فلو كانت التفيئة تفعلة من الفئ لخرجت على وزن تهنئة (3)، فهى إذ لولا القلب: فعيلة، ولكن القلب عن التئيفة (4) هو القاضى بزيادة التاء "، فتكون تفعلة. وقد تقدم ذكرها أيضا في حرف التاء. (فيج) * فيه ذكر " الفيج " وهو المسرع في مشيه الذى يحمل الأخبار من بلد (إلى بلد) (5) والجمع: فيوج، وهو فارسي معرب. (1) رويت: " من غرب " وسبقت في (فرب). (2) انظر الفائق 2 / 306 (3) في الفائق: " تهيئة " (4) في الفائق: "... عن التئيفة وهو القاضى " (5) من ا، واللسان، والدر النثير.
[ 484 ]
(فيح) (ه‍ س) فيه " شدة الحر من فيح جهنم " الفيح: سطوع الحر وفورانه. ويقال بالواو، وقد تقدم. وفاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت. قد أخرجه مخرج التشبيه والتمثيل: أي كأنه نار جهنم في حرها. * وفى حديث أم زرع " وبيتها فياح " أي واسع. هكذا رواه أبو عبيد مشددا. وقال غيره: الصواب التخفيف. (س) ومنه الحديث " اتخذ ربك في الجنة واديا أفيح من مسك " كل موضع واسع. يقال له: أفيح. وروضة فيحاء. (ه‍) وفى حديث أبى بكر " ملكا عضوضا ودما مفاحا " يقال: فاح الدم إذا سال، وأفحته: أسلته. (فيد) في حديث ابن عباس " في الرجل يستفيد المال بطريق الربح أو غيره، قال: يزكيه يوم يستفيده " أي يوم يملكه. وهذ لعله مذهب له، وإلا فلا قائل له من الفقهاء، إلا أن يكون للرجل مال قد حال عليه الحول واستفاد قبل وجوب الزكاة فيه مالا، فيضيفه إليه ويجعل حولهما واحدا ويزكى الجميع، وهو مذهب أبى حنيفة وغيره. (فيص) (ه‍) فيه " كان يقول (عليه السلام (1)) في مرضه: الصلاة وما ملكت أيمانكم، فجعل يتكلم وما يفيص بها لسانه " أي ما يقدر على الإفصاح بها. وفلان ذو إفاصة إذا تكلم: أي ذوبيان. (فيض) (س) فيه " ويفيض المال " أي يكثر، من قولهم: فاض الماء والدمع وغيرهما يفيض فيضا إذا كثر. * ومنه " أنه قال لطلحة: أنت الفياض " سمى به لسعة عطائه وكثرته، وكان قسم في قومه أربعمائة ألف، وكان جوادا. * وفى حديث الحج " فأفاض من عرفة " الإفاضة: الزحف والدفع في السير بكثرة، ولا يكون إلا (1) من ا، واللسان.
[ 485 ]
عن تفرق وجمع، وأصل الإفاضة: الصب، فاستعيرت للدفع في السير. وأصله: أفاض نفسه أو راحلته، فرفضوا ذكر المفعول حتى أشبه غير المتعدى. * ومنه " طواف الإفاضة يوم النحر " يفيض من منى إلى مكة فيطوف، ثم يرجع. وأفاض القوم في الحديث يفيضون إذا اندفعوا فيه. وقد تكرر ذكر " الإفاضة " في الحديث فعلا وقولا. (س) وفى حديث ابن عباس " إخرج الله ذرية آدم من ظهره فأفاضهم إفاضة القدح " هي الضرب به وإجالته عند القمار. والقدح: السهم، واحد القداح التى كانوا يقامرون بها. (س) ومنه حديث اللقطة " ثم أفضها في مالك " أي ألقها فيه واخلطها به، من قولهم: فاض الأمر، وأفاض فيه. (ه‍) وفى صفته عليه الصلاة والسلام " مفاض البطن " أي مستوى البطن مع الصدر. وقيل: المفاض: أن يكون فيه امتلاء، من فيض الإناء، ويريد به أسفل بطنه. (ه‍) وفى حديث الدجال " ثم يكون على أثر ذلك الفيض " قيل: الفيض ها هنا الموت. يقال: فاضت نفيه: أي لعابه الذى يجتمع على شفتيه عند خروج روحه. ويقال: فاض الميت بالضاد والظاء، ولا يقال: فاظت نفسه بالظاء. وقال الفراء: قيس تقول بالضاد، وطيئ تقول بالظاء. (فيظ) * فيه " أنه أقطع الزبير حضر فرسه، فأجرى الفرس حتى فاظ ثم رمى بسوطه، فقال: أعطوه حيث بلغ السوط " فاظ بمعنى مات. * ومنه حديث قتل ابن أبى الحقيق " فاظ وإله بنى إسرائيل ". * ومنه حديث عطاء " أرأيت المريض إذا حان فوظه " أي موته. هكذا جاء بالواو. والمعروف بالياء. (فيف) (س) في حديث حذيفة " يصب عليكم الشر حتى يبلغ الفيافي " هي البراري الواسعة، جمع فيفاء. * وفيه ذكر " فيف الخبار " وهو موضع قريب من المدينة، أنزله النبي صلى الله عليه وسلم نفرا من عرينة عند لقاحة والفيف: المكان المستوى، والخبار بفتح الخاء وتخفيف الباء الموحدة: الأرض اللينة، وبعضهم يقوله بالحاء المهملة والباء المشددة.
[ 486 ]
* وفى غزوة زيد بن حارثة ذكر " فيفاء مدان ". (فيق) (ه‍) في حديث أم زرع " وترويه فيقة اليعرة (1) " الفيقة بالكسر: اسم اللبن الذى يجتمع في الضرع بين الحلبتين. وأصل الياء واو انقلبت لكسرة ما قبلها، وتجمع على فيق، ثم أفواق. (فيل) (س) في حديث على يصف أبا بكر " كنت للدين يعسوبا أولا حين نفر الناس عنه، وآخرا حين فيلوا " ويروى " فشلوا " أي حين فال رأيهم فلم يستبينوا الحق. يقال: فال الرجل في رأيه، وفيل إذا لم يصب فيه. ورجل فائل الرأى وفاله وفيله. * ومنه حديثه الآخر " إن تمموا (2) على فيالة هذا الرأى انقطع نظام المسلمين ". (فيه) (ه‍) فيه " ما من مولود (3) إلا وله ذنب قد اعتاره الفينة بعد الفينة " أي الحين يعد الحين، والساعة بعد الساعة. يقال: لقيته فينه والفينة، وهو مما تعاقب عليه التعريفان
[ 486 ]
* وفى غزوة زيد بن حارثة ذكر " فيفاء مدان ". (فيق) (ه‍) في حديث أم زرع " وترويه فيقة اليعرة (1) " الفيقة بالكسر: اسم اللبن الذى يجتمع في الضرع بين الحلبتين. وأصل الياء واو انقلبت لكسرة ما قبلها، وتجمع على فيق، ثم أفواق. (فيل) (س) في حديث على يصف أبا بكر " كنت للدين يعسوبا أولا حين نفر الناس عنه، وآخرا حين فيلوا " ويروى " فشلوا " أي حين فال رأيهم فلم يستبينوا الحق. يقال: فال الرجل في رأيه، وفيل إذا لم يصب فيه. ورجل فائل الرأى وفاله وفيله. * ومنه حديثه الآخر " إن تمموا (2) على فيالة هذا الرأى انقطع نظام المسلمين ". (فيه) (ه‍) فيه " ما من مولود (3) إلا وله ذنب قد اعتاره الفينة بعد الفينة " أي الحين يعد الحين، والساعة بعد الساعة. يقال: لقيته فينه والفينة، وهو مما تعاقب عليه التعريفان العلمي واللامى، كشعوب والشعوب، وسحر والسحر. * ومنه حديث على " في فينة الارتياد وراحة الأجساد ". (س) وفيه " جاءت امرأة تشكو زوجها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تريدين أن تتزوجى ذا جمة فينانة على كل خصلة منها شيطان " الشعر الفينان: الطويل الحسن، والياء زائدة. وإنما أوردناه هاهنا حملا على ظاهر لفظه. - انتهى الجزء الثالث من نهاية ابن الأثير ويليه الجزء الرابع، وأوله (حرف القاف) (1) في اللسان: " البقرة " وسيأتى في (يعر). (2) في ا: " يمموا ". وانظر حديث معاوية في ص 197 من الجزء الأول. (3) في الهروي: " مؤمن ".